المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 20 نيسان/2009

إنجيل القدّيس يوحنّا .31-26:20

وبَعدَ ثَمانِيةِ أَيَّامٍ كانَ التَّلاميذُ في البَيتِ مَرَّةً أُخْرى، وكانَ توما معَهم. فجاءَ يسوعُ والأبوابُ مُغلَقَة، فوَقَفَ بَينَهم وقال: «السَّلامُ علَيكم!» ثُمَّ قالَ لِتوما: «هَاتِ إِصبَعَكَ إِلى هُنا فَانظُرْ يَدَيَّ، وهاتِ يَدَكَ فضَعْها في جَنْبي، ولا تكُنْ غَيرَ مُؤمِنٍ بل كُنْ مُؤمِنًا». أَجابَه توما: «رَبِّي وإِلهي!» فقالَ له يسوع: «أَلِأَنَّكَ رَأَيتَني آمَنتَ؟ طوبى لِلَّذينَ يؤمِنونَ ولَم يَرَوا». وأتى يسوعُ أَمامَ التَّلاميذ بِآياتٍ أُخرى كثيرة لم تُكتَبْ في هذا الكِتاب، وإِنَّما كُتِبَت هذه لِتُؤمِنوا بِأَنَّ يسوعَ هو المسيحُ ابنُ الله، ولِتَكونَ لَكم إِذا آمَنتُمُ الحياةُ بِاسمِه.

 

مقابلة من جريدة السياسة مع ادمون رزق

في حديثه إلى"السياسة" اعتبر الاعتداء على الجيش مخالفة صريحة ل¯"الطائف"

عن الأزمة بين "حزب الله" ومصر: أي تصرف مخالف لدور لبنان يضرّ به ويؤذيه

أنا مرشح مستقل ولست مرشحاً باسم أحد

أحذر من اللعب على الوتر المذهبي والطائفي

أهالي جزين يرفضون التبعية والتحرك بجهاز للتحكم عن بعد

منطق الارتباط بمرجعيات فئوية من خارج المنطقة مرفوض في جزين

الموضوع يتخطى تشكيل مجلس نيابي عادي لأنه يعادل بناء الدولة

 لست معنياً بما يجري من مناورات أو مساومات بين هذا أو ذاك

 التحالف الطبيعي هو ما ينشأ عن مشروع مشترك وبرنامج موحد

بيروت - صبحي الدبيسي:السياسة

 رأى النائب والوزير السابق ادمون رزق, أن "التجارب التي مر بها لبنان خلال أربعة عقود من الضياع والضغوط والأحداث المؤلمة أضعفت ثقة الناس بالحلول المتداولة, وباتوا لا يركنون إلى الوعود والطروحات الفئوية, وأن الموضوع اليوم يتخطى تشكيل مجلس نيابي عادي, لأنه يعادل بناء الدولة, واسترجاع وحدة الكيان اللبناني".

رزق وفي حوار مع "السياسة" لفت إلى وجود منطق مرفوض في منطقة جزين يتنافى وطبيعتها, وهو منطق الارتباط بمرجعيات فئوية من خارج المنطقة, و"أن أهالي جزين يرفضون التبعية والتحرك بجهاز للتحكم عن بعد, في أي يدٍ كان, محذراً من اللعب على الوتر المذهبي والطائفي, لأن جزين براء من هذا التصنيف".

وفي موضوع التباين القائم بين رئيس مجلس النواب نبيه بري من جهة والعماد ميشال عون من جهة ثانية بشأن موضوع الانتخابات في جزين, أكد انه ليس معنياً في ما يجري من مناورات أو مساومات بين هذا وذاك, لأن التحالف الطبيعي برأيه, هو ما ينشأ عن مشروع مشترك وبرنامج موحد ورؤية متكاملة للأوضاع, وليس عن تسوية أو محاصصة أو تأمين وصول, وأن ما يحزّ في نفسه عندما يجد بين أهل السياسة من ينتقص من كرامة منطقته.

رزق أكد انه مرشح مستقل, وليس مرشحاً باسم أحد, وأنه سيتوصل قريباً الى تأليف لائحة منسجمة تنبثق عن إرادة المنطقة وأهلها.

وفي تعليقه على حادث الاعتداء على الجيش اللبناني, أشار إلى أنه لا يستطيع أن يتصور "أي لبناني مخلص يشهر سلاحاً في وجه الجيش ويأخذ ثأراً شخصياً من مؤسسة تحميه وتحمي وطنه".

وبشأن الأزمة القائمة بين مصر و"حزب الله", رأى أن أي تصرف مخالف لدور لبنان الطبيعي على المستوى العربي يضر به, "وكما أننا نأبى التدخل في شؤوننا فحري بنا أن لا نفتح ثغرة للآخرين", وهذا نص الحوار:

كيف تقيم الأجواء الانتخابية السائدة في لبنان هذه الأيام?

  بعد التجارب التي مر بها لبنان خلال أربعة عقود كاملة من الضياع, والتجارب, والأحداث المؤلمة, ضعفت ثقة الناس في الحلول المتداولة, وباتوا لا يركنون إلى الوعود, ولا إلى الطروحات الفئوية.

هناك نوع من التلهف لدى الرأي العام اللبناني للعودة إلى الممارسة الديمقراطية الصحيحة, بمعزل عن الفرز الفئوي والتصنيف تبعاً  لأرقام الأيام والأشهر والفرز تبعاً للألوان.

لبنان هو وطن, والشعب اللبناني هو شعب واحد, وإن كان متعدد الثقافات, فهو صاحب هوية واحدة, لكن طغيان العوامل الخارجية والدخيلة, وتعاقب الاحتلالات والارتهانات, قلل من ثقة الشعب اللبناني في ما يطرح عليه وما يعرض عليه من الحلول المتداولة.

في نظرنا يوجد حل ضمن النظام الديمقراطي, هو انتاج سلطة لبنانية وطنية بإرادة الشعب الحرة, بعد أن فرضت على البلاد سلطة كانت تعيد إنتاج نفسها ,وهي غير منبثقة بالوسائل الديمقراطية من إرادة حرة للشعب اللبناني.

اليوم يعطى هذا الشعب المتطلع إلى الحرية فرصة لإنتاج السلطة الشرعية الوطنية, وإعادة تكوين المؤسسات الديمقراطية من خلال الانتخابات المحددة في السابع من يونيو المقبل. إن المسألة تتعلق بتصديق الشعب اللبناني, أن هذه الفرصة  حقيقية, والتعامل معها بإرادة حرة وبثقة.

الشعب اللبناني بحاجة إلى استعادة ثقته بنفسه, وقدرته على إقامة دولته, دولة الوفاق الوطني والوحدة الوطنية التي وضعت أساساتها في "اتفاق" الطائف.

فهو اتفاق إعادة بناء الدولة اللبنانية, لم تطبقه أي حكومة من الحكومات المتعاقبة منذ العام 1991.

نحن كنا في الحكومة الأولى بعد "الطائف" منذ عام 1989 إلى آخر عام 1990 وبدأنا تنفيذ "اتفاق الطائف" تنفيذاً فعلياً, ولكن الحكومات التي تلت لم تكن ملتزمة وتغاضت عنه وتخطته, لا, بل عاشت في ظروف مناقضة تماماً للوفاق الوطني ومخالفة للدستور. نقض الوفاق من خلال المروق على الطائف, وخرق الدستور فلم "يطبق", عُبث بالدستور تعديلات جزافية لأسباب شخصية, ولمنافع خاصة وإطاحة للممارسة الديمقراطية, مجلس النواب هو المؤسسة الأم التي يختارها الشعب اللبناني, ثم تختار بدورها الحكومة وتعطيها الثقة أو تحجبها عنها, وتنتخب رئيس الجمهورية, فإذا كانت الأساسات فاسدة انهار البناء كله, وإذا لم ينبثق مجلس النواب من إرادة حرة للشعب اللبناني, فإن الحكومات التي تتألف عبر هذا المجلس لا يمكن أن تمثل إرادة الشعب اللبناني.

وكذلك الرؤساء الذين تنتخبهم مجالس معلبة, لا يمكن أن يمثلوا إرادة هذا الشعب ومصالحه الحيوية. اليوم هناك فرصة جديدة لكي نضع حداً للمتاهة التي دخلناها منذ أربعة عقود, عندما تم التلاعب بمصير لبنان الدولة وبمصير الشعب اللبناني, وأصبح ساحة للصراعات الإقليمية والدولية, وتكبد عشرات آلاف الشهداء, لا, بل مئات آلاف الشهداء والمعوقين, ومئات آلاف المهجرين الذين لم يعد لهم ملاذ في وطنهم.

الموضوع اليوم يتخطى تشكيل مجلس نيابي عادي أو روتيني, لأنه يعادل إعادة بناء الدولة اللبنانية واسترجاع وحدة الكيان اللبناني المتصدع. هذا هو الواقع. ولا يجوز التمويه بالقول أن الدولة موحدة. لا, الدولة ليست موحدة. الأرض ليست موحدة, الشعب ليس موحداً, والمؤسسات ليست واحدة. كل فئة لها مؤسساتها, وتحلم مؤسساتها بالسيطرة على الفئات الأخرى, بدل أن يكون هناك تكامل بين مكونات الشعب اللبناني والمجتمع اللبناني. توجد مواجهات, وتوجد مشاكسات مبنية على العداء وليس على فكرة الوحدة والتكامل.

نحن, من رعيل خبر ممارسة السلطة, ومارس السلطة في أزمنة طيبة, أيام وجود دولة ومؤسسات, في المجلس النيابي قضينا ربع قرن نواباً عن الأمة, وتولينا المشاركة في وزارات عدة, تولينا حقائب وزارية في ثلاث حكومات بين السبعينات والتسعينات من القرن الماضي, وتحملنا مسؤولياتنا.

اليوم, نجد أنفسنا مضطرين للعودة إلى الخدمة الفعلية, أي الترشح إلى الانتخابات النيابية, لكي نعاود استرجاع ما فقده لبنان من مقومات, هناك هدف واحد لترشحنا ليس زيادة أربع سنوات على ولاية ربع قرن نيابة, ولا حقيبة وزارية إلى أربع حقائب, وإنما المسألة تتعلق بوضع رصيدنا في خدمة شعبنا, وفي خدمة قضية الوطن الواحد. الوحدة الوطنية التي كانت رهاننا ولا تزال, إنها رهان العمر والدولة الحضارية العربية الجذور والعالمية الحضور, هي الحلم الذي ننشده, والحقيقة التي نريد تأكيدها. لبنان ليس مجرد وطن وليس مجرد دولة, لبنان له رسالة عربية وإنسانية. أن يكون في هذه المنطقة من العالم نموذجاً حياً للتعددية وللتنوع في الوحدة, ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة.

هذه الفسيفساء اللبنانية هي الغنى, وهي الثروة, لأنها تعطي العالم أملاً بالتعايش بين الحضارات والثقافات بدلاً من الصراع القاتل بين هذه الحضارات.

  كيف تجرأت على خوض الانتخابات في جزين في ظل صراع ديوك المعارضة عليها, وبأي حق تخوض هذه الانتخابات?

  أنا لا أدعي حقاً في أي شيء, ولست بصدد المطالبة بحصة, ولكنني أقدم رصيدي وتاريخي في الخدمة الوطنية والإنسانية, أقدمه لمنطقتي وأضعه بتصرفها. أنا ألبي نداءً صارخاً سمعته يتردد وسمعته يدوي في منطقة جزين بطلب وضع إمكاناتنا ورصيدنا في خدمتها لإخراجها من دوامة الضياع والامتهان التي تشكل نقيضاً لأصالة هذه المنطقة الجنوبية اللبنانية, التي كانت على مدى عهود طويلة ذات خصوصية في العيش المشترك, وفي تقديم ممثلين عنها يتذكرهم اللبنانيون, سواء أكانوا ممن تحالفنا معهم, أو تنافسنا وإياهم على الخدمة.

أنا اليوم لا أطرح نفسي زعيماً, وإنما ألبي طلب الاستمرار في الخدمة, أنا خادم منطقتي ولست زعيمها, أقدم ذاتي لمنطقتي, وأريد لها العزة والرفعة والازدهار, لا أمنن على أهلي بما قدمت من خدمات, وما سبق لي من مواقف, فذلك أدنى واجباتي, وقد اديتها أو حاولت تأديتها بشكلٍ كريم. وها أنذا أضع نفسي مجدداً في خدمة منطقتي بناء على شعور بالمسؤولية وليس من أجل أن أضيف سنوات إلى رصيدي.

بالطبع هناك منطق مرفوض في جزين, لأنه يتنافى مع طبيعتها. هو منطق الاستيراد ومنطق الارتباط بمرجعيات فئوية من خارج المنطقة. نحن مرتبطون بجذورنا داخل منطقة جزين, ومنفتحون على جميع الأفرقاء, لا نصنف ولا نضع "فيتو", ولكننا نرفض التبعية والتحرك بجهاز للتحكم عن بعد, في أي يدٍ كان نحن نأتمر بإرادة شعبنا ونستوحي مصلحته.

جزين, هي من الناحية الجغرافية منطقة وسطية بين الشوف من الشمال, والبقاع الغربي من الشرق, والجنوب الحبيب من الجنوب وصيدا التوأم غرباً. من أجل ذلك نحن سياسياً مستقلون, لائحتنا مستقلة وكتلتنا مستقلة تتعامل مع الجميع بمحبة وأخوة وانفتاح. وهنا لا بد لي من توجيه نداء إلى كل من يحاول الإخلال بالتوازن التاريخي في جزين القائم على العيش المشترك والتساوي بين المواطنين.

أحذر وأنبه من اللعب على الوتر المذهبي والطائفي, لأن جزين براء من هذا التصنيف, وقد قلت في المؤتمر الشعبي الذي عقد في منزلي عام 1983 اننا مرتبطون بعهد لا ينفصل بين كل المذاهب المتعايشة في منطقة جزين منذ مئات السنين. والحمد لله أن هذه المنطقة لم تشهد خلال أعوام الفتنة أي حادث مذهبي على الإطلاق.

أحذر وأناشد كل من يحب لبنان ويريد الخير للجنوب, أن يحافظ على خصوصية منطقة جزين, فلا يوقظ أي حساسية هي أصلاً غير موجودة, وانني أفاخر بتاريخ يعود إلى 50 عاماً من الشراكة المتينة بين أهلنا وعائلاتنا, انني أعتز بوقفاتي في الحسينيات على امتداد لبنان كله. وإحيائي مجالس عاشوراء في الأندية الحسينية وهذا كتابي "مشاركة في الإسلام" الصادر منذ اثني عشر عاماً, أهديته للإمام موسى الصدر والمفتي حسن خالد والشيخين صبحي الصالح وأحمد عساف إلى جانب غيرهم من أصحاب الفضيلة والسماحة, أذكر منهم: الإمام محمد مهدي شمس الدين والشيخ عبد الله العلايلي والشيخ سليمان اليحفوفي.

أقول ذلك تأكيداً لوحدة العائلة اللبنانية بكل مكنوناتها, وهذا ما يشكل الثروة الحقيقية لنا جميعاً.

  كيف تفسر الخلاف بين الرئيس بري والعماد عون على موضوع جزين?

  حقيقة لست مطلعاً على القضايا أو المواقف الشخصية. ولكنني من خلال معرفتي المتواضعة, أقول أن التحالف الطبيعي هو ما ينشأ عن مشروع مشترك وبرنامج موحد ورؤية متكاملة للأوضاع, وليس عن تسوية أو محاصصة, أو تأمين وصول.

أنا لا أؤمن بالتحالف ألقسري, وفي كل الأحوال لست معنياً  بما يجري من مناورات أو مساومات بين هذا وذاك مع احترامي للجميع, وإنما يعنيني أن أتمسك بجذوري وأتجاوب مع حقيقة مشاعر الناس ومطالبهم. وبكل تأكيد, نحن لسنا في وارد الدخول في مزايدة مع أحد. وننتظر من الجميع الالتزام بالمنافسة الشريفة والاحتكام إلى الإرادة الشعبية الحرة من دون تخويف, ولا ضغوط, ولا إغراءات خادعة.

  بصفتك ابن جزين, هل يحز بنفسك الكلام عن مدينتك ومنطقتك بهذه الطريقة من قوى سياسية من خارجها?

  أنا أحترم منطقتي, لأني أحترم نفسي, ولا يمكنني أن أتعامل مع منطقتي إلا بالاحترام.. أنا لا يمكن أن أتعامل إلا بالاحترام, ويحز في نفسي طبعاً أن أجد بين أهل السياسة من ينتقص من كرامة منطقتي, وأعتقد أن أبناء هذه المنطقة قادرون على اتخاذ القرار المناسب, وأقبله سلفاً.

  هل انتهيتم من تشكيل اللائحة, وهل هناك من عراقيل?

  إننا نجري مشاورات مع اخواننا من الفاعلين والمرشحين الذين يتصلون بنا لتأليف لائحة منسجمة تنبثق من المنطقة, من إرادة أهلها وترتبط بهم وتنطلق من انتمائها إلى أرضها, وتنتقل إلى المشاركة في المسؤولية العامة.

  هل صحيح ما تناقلته وسائل الإعلام عن تحالف بينك وبين نجل النائب نديم سالم وأحد المرشحين من آل القطار وآخر من آل كنعان, ماذا عن حقيقة الأمر?

  حتى هذه اللحظة لم نحسم موضوع تأليف اللائحة, وأنتهز الفرصة لأعبر عن تقديري لكل من يعرض حمل مسؤولية الخدمة, وأعتذر من طلاب الوجاهة. كما لا يمكنني إلا أن أنوه بالتراث المشترك الذي جمعنا مع الأشخاص, أو مع الرعيل الذي خدم جزين في النيابة والوزارة, سواء أكان من حلفائنا أو من منافسينا, لأننا لا نسمح لأنفسنا باحتكار أي فضل, وعلى كل حال فإن ذاكرة جزين تحفظ لهؤلاء جميعاً إخلاصهم وتعاونهم على الخبر, وهذا ما ساهم في صمود المنطقة وبقائها نموذجاً حياً للصيغة اللبنانية القائمة على العيش المشترك بكرامة ومساواة.

  هل أنت مرشح باسم "الكتائب" في جزين وكيف تصف علاقتك بالرئيس الجميل?

  أنا لست مرشحاً باسم أحد, أنا مرشح مستقل أشكر كل من يدعمني, ولا أشترط على أحد شيئاً. علاقاتي الشخصية والعائلية لا أوظفها في السياسة, ولا هي تتأثر بالخلافات العابرة, الجميع أصدقاء وأخوة أعزاء, والشكر لكل من يؤيدنا من منطلق تفهمه لوضع منطقة جزين ودورها في التركيبة الوطنية.

  كيف تفسر هذا الاعتداء الآثم الذي تعرض له الجيش اللبناني?

- إن الاعتداء على الجيش هو جزء من الاعتداء على لبنان الكيان والدولة والمجتمع الحضاري, أنا لا أستطيع أن أتصور أي لبناني مخلص يشهر سلاحاً في وجه الجيش ويأخذ ثأراً شخصياً من مؤسسة, نحن مع الجيش اللبناني وقوى الأمن اللبنانية, وقد كانت "وثيقة الوفاق الوطني" أي "اتفاق الطائف" أوضح ما تكون عندنا, عندما أكدت حصرية المسؤولية في بسط السيادة على كل الأراضي اللبنانية بقوى الدولة الذاتية, وأعتقد أن وحدة الجيش هي من وحدة الشعب, ولا وجود لدولة موحدة من دون وطن واحد.

لقد راهنت كل عمري على الوحدة وأنا مستمر في هذا الرهان, وقد قلت في مقدمة كتابي "في سبيل لبنان": "يا ليته كان لي غير هذا العمر وهذا القلم, لأشهد بعد وأكثر للبنان".

  ما تعليقك على الأزمة المستجدة بين مصر و"حزب الله"?

  أنا لا أملك تفاصيل أي قضايا أو أي أحداث خارج لبنان, ولكنني من منطلق رسالة لبنان ودوره العربي اقول أن لبنان ملتقى وليس مفترقاً, وهو جامع شمل لا مفرق صف, وداعية وفاق لا طرف في نزاع, وأعتقد أن أي تصرف مخالف لدور لبنان الطبيعي على المستوى العربي يضر به ويؤذيه. لقد كنا منذ البدء ضد الدخول في المعسكرات والمحاور, لأننا نعي مسؤوليتنا الوطنية في جمع الكلمة بين الأشقاء غير منحازين إلى أنظمة أو مصطفين في مواجهة أنظمة. وكما اننا نأبى التدخل في شؤوننا, فحري بنا أن لا نفتح ثغرة للآخرين.

 

أطلقوا عليهما النار لدى مغادرتهما قداس عيد الفصح

مسلحون مسلمون يقتلون قبطيين اثنين ثأرا في جنوب مصر

قنا (مصر) - أ ف ب/أعلن مسؤول أمني الأحد 19-4-2009 أن مسلحين مسلمين قتلوا قبطيين اثنين أثناء مغادرتهما الكنيسة بعد حضور قداس عيد الفصح في جنوب مصر، في ما يبدو أنها عملية ثأر تعود إلى خمس سنوات. وقال المصدر: إن قبطيا ثالثا أصيب بجروح في الهجوم الذي وقع مساء السبت قرب بلدة قنا، مشيرا إلى أن الشرطة تعرفت على المهاجمين الأربعة الذين لاذوا بالفرار. وأضاف: "هناك ثأر بين عائلة المتهمين وعائلة الضحايا. أحد أفراد عائلة الضحايا قتل شقيق المتهمين في 2004". وعمليات الثأر الدامية في جنوب مصر تستمر لسنوات، رغم الجهود التي يبذلها وسطاء الحكومة. وفي عام 2002 حكم على 6 من أبناء عائلة واحدة بالإعدام في سوهاج، لقيامهم بنصب كمين لعائلة منافسة قتلوا 22 من أفرادها ثأرا لمقتل أحدهم. ويمثل الأقباط حوالي 10 % من إجماليّ سكان مصر الذين يقدر عددهم بنحو 80 مليونا. ويشكو الأقباط من التمييز في مصر، ويتعرضون لبعض الهجمات الطائفية.

 

اتهام منتصر الزيات بـ"البوسطجي" بين نصرالله وشهاب

مصر ترفض وساطة حزب الله.. وقائد "الخلية" يواجه الإعدام

 دبي - العربية.نت/أغلقت وزارة الخارجية المصرية الباب أمام محاولات الوساطة في قضية "خلية حزب الله السرية" رداً على دعوة سياسيين لبنانيين، إلى "طي الخلافات" بين مصر وحزب الله، بينما طالبت النيابة العامة بتطبيق عقوبة الإعدام بحق المتهم الرئيسي في القضية بتهم العمل لقلب النظام والتخابر وحيازة متفجرات، فيما تم توجيه اتهامات لمحاميه منتصر الزيات بإفشاء أسرار التحقيقات، بحسب تقارير صحفية الأحد 19-4-2009.

وشدد وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، في تصريحات نُسبت إليه على أن "قضية التنظيم التابع لحزب الله، ليست خاضعة لأية مسائل سياسية، أو محاولات لاستخدام الوساطة"، مؤكداً أن "مسألة تسوية وضع التنظيم، الذي حاول أن يعمل على الأرض المصرية، واعترف به أمين عام الحزب، ستتم عندما يتخذ القضاء المصري أمره." وكانت السلطات المصرية قد أعلنت مؤخراً عن كشف ما أسمته "خلية سرية"، يديرها حزب الله، تضم 49 مشتبهاً، بينهم عدد من اللبنانيين والفلسطينيين إضافة إلى مصريين، يعتقد بتورطهم في "مؤامرة تهدف إلى زعزعة الاستقرار في مصر."

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط، عن أبو الغيط، الذي كان يدلي بتصريحاته للصحفيين المعتمدين لدى وزارة الخارجية، قوله إن النائب العام المصري، المستشار عبد المجيد محمود، سوف يقوم بتوجيه الاتهامات إلى كافة المتهمين، وإحالة القضية إلى القضاء، عندما تنتهي التحقيقات بشكل كامل.

ورداً على سؤال حول ما تردد عن وجود وساطات من بعض الأطراف العربية في قضية تنظيم حزب الله، قال أبو الغيط إنه "لا مجال لأي مناقشات، أو محاولة إقامة مقارنات مع أوضاع سابقة، اتضح أن حزب الله كان له يد فيها في هذه الدولة أو تلك."

وكان رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، قد دعا في وقت سابق، إلى "طي الخلافات بين مصر وحزب الله"، قائلاً: "انطلاقاً من لبنان، نضمن ونؤكد أن المقاومة في لبنان (في إشارة إلى حزب الله)، غيورة على الأمن القومي للأمة، بل إنها تشكل أحد خطوط الدفاع عن مصالح الأمة، وهي بهذه الصفة ضنينة وغيورة على أمن ومصالح الشقيقة الكبرى، الجمهورية العربية المصرية، وهي لن تتورط بالتخطيط لضرب منشآت سياحية أو استراتيجية في هذا البلد الشقيق."

 قرب انتهاء التحقيقات

في هذه الأثناء، أنهت نيابة أمن الدولة العليا في مصر أمس التحقيق مع المتهم الرئيسي في قضية الخلية اللبناني محمد يوسف منصور (سامي شهاب). وينتظر أن تنتهي في غضون ساعات من التحقيق مع باقي المتهمين في القضية لتصدر بعدها لائحة الإتهام فيها قبل إحالة المتهمين على المحاكمة، بحسب ما أوردته صحيفة "الحياة" اللندنية الأحد.

ووجهت النيابة في نهاية جلسة التحقيق التي حضرها المحامي منتصر الزيات إلى منصور تهماً استندت فيها إلى نص المادة 86 من قانون العقوبات وتصل العقوبة فيها إلى الإعدام. وتضمنت التهم: "الانضمام إلى جماعة سرية أسست على خلاف أحكام القانون بهدف قلب نظام الحكم وتهديد السلام الاجتماعي والاعتداء على القانون وكان الإرهاب وسيلة تلك الجماعة لتحقيق أهدافها، والتخابر مع منظمة أجنبية هي حزب الله اللبناني وإمدادها بمعلومات محظورة من دون الحصول على إذن من السلطات المختصة، وتلقي مساعدات عسكرية ومادية من جهة أجنبية على خلاف أحكام القانون، وحيازة أسلحة ومتفجرات بهدف ترويع المواطنين وارتكاب جرائم منصوص عليها في القانون".

عقوبة الإعدام

وطلبت تطبيق أقصى العقوبة في حق المتهم منصور، وفقاً للمادة 86 مكرر من قانون العقوبات التي تنص على أنه "تكون عقوبة الجريمة الإعدام أو الأشغال الشاقة المؤبدة إذا كان الإرهاب من الوسائل التي تستخدم لتحقيق أو تنفيذ الأغراض التي تدعو إليها الجهة أو المنظمة أو الجماعة، ويعاقب بالعقوبة نفسها كل من أمدها بأسلحة أو ذخائر أو متفرقعات أو مهمات أو آلات أو معلومات مع علمه بما تدعو إليه".

ودافع الزيات ببطلان التحقيقات على أساس أنها جرت أثناء الليل وامتدت في كل جلسة إلى أكثر من عشر ساعات من دون مراعاة الحالة الذهنية والمعنوية لموكله.

وطالب ببطلان اعترافات المتهم "لكونها صدرت نتيجة كره معنوي مورس ضده، إذ احتجز موكله لمدة خمسة شهور في مكان احتجاز غير قانوني ولعدم تمكين موكله من الإنفراد به أثناء مرحلة التحقيق". وينتظر أن يحيل المحامي العام لنيابة أمن الدولة العليا المستشار هشام بدوي نتائج التحقيق على النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود ليصدر الأخير قراراً بإحالة القضية على إحدى دوائر محاكم أمن الدولة العليا.

 "البوسطجي" بين نصرالله وشهاب

من جانبه، تقدم سمير الششتاوي المحامي بإنذار علي يد محضر إلى منتصر الزيات اتهمه فيه بإفشاء أسرار التحقيقات ونشرها بطريقة توحي بتلفيقها. ونقل رسائل مشبوهة من المتهم إلى حسن نصرالله أمين عام حزب الله. وتضليل الرأي العام بتصريحات خادعة وطمس الحقائق والإضرار بالأمن القومي. وقال إن الزيات يقوم بدور البوسطجي بين نصرالله وشهاب، بحسب ما أوردته صحيفة "الجمهورية" المصرية الأحد.

 

 حزب الله العميل المتفوق 

الأحد 19 أبريل/ الجزيرة السعودية

 محمد بن عبداللطيف آل الشيخ

في الستينات والسبعينات من القرن الميلادي المنصرم كان مجرد أن (تُعَير) بأنك عميل لأنظمة خارجية، تعتبر خيانة يتبرأ منها بنو يعرب، ويأنفون منها، وربما وصل الأمر بين المتهِم - بكسر الهاء - والمتهَم - بفتحها - إلى التقاضي في المحاكم، ومع انتصار الثورة الخمينية، وتنامي الحالة الطائفية، أصبح هناك وكلاء رسميون، يفاخرون بأنهم ينتمون إلى الطائفة، التي تأتي في سلم الانتماءات قبل الانتماء الوطني. حسن نصر الله الذي يتربع على قمة حزب الله (نظرياً)، مثال لهذه الحالة الطائفية، التي تكتنفها (العمالة)؛ فهو يفاخر بأنه (عميل) لإيران، وأنه يُسلم (الخمس) إلى الولي الفقيه، ويستلم منه حصته عداً ونقداً، ويصرفه كاملاً في خدمة المقلدين، ومقابل التمويل يأتمر بأمر أسياده في طهران، ويُجند اللبنانيين لخدمة مشاريع إيران، ويسوقهم للحروب والمؤامرات كما تساق النعاج، ويرسلهم في كل أنحاء الأرض لتكوين الخلايا، وتدريبها، وتفجير الأوضاع، وهز الاستقرار، ليجني الملالي في إيران (الغلة) في نهاية المطاف. والخلية التي قبض عليها المصريون مؤخراً، والتي اعترف حسن نصر الله بتبعيتها لحزب الله، تشير بكل وضوح إلى أن (العمالة) إذا لبست لباس (الطائفة) تلغي مفهوم العمالة عند بني يعرب، فلا قيمة للأوطان إذا تعارضت مع مصلحة الطائفة، فالطائفة ومصالح الطائفة داخل لبنان وخارجها أولا، وهذا - بالمناسبة - ما تقوم عليه فلسفة حزب الله.

الجوع كافر، قالها أحد اللبنانيين الشيعة، عندما سألته: كيف يقبل اللبناني (الشيعي) أن يقاتل، ويلقي بنفسه في التهلكة نيابة عن الآخرين. الإيرانيون استغلوا جوع اللبنانيين، وتشرذمهم الطائفي، وضعف الشعور بالمواطنة، وأنشؤوا لتمرير مشاريعهم كياناً حزبياً (طائفياً) في منتهى القوة والتماسك والتنظيم، يشرفون هم وليس نصر الله على صرف كل دولار فيه، ثم وظفوا (الطائفية) في لبنان لخدمة مشاريعهم في المنطقة. حسن نصر الله ليس قائداً لحزب الله الإيراني، وإنما (أجير) يستلم من إيران أجرته، لا يصنع سياسة الحزب، ولا حتى يشارك في صناعتها، وإنما تأتيه الطبخة جاهزة من إيران، وما عليه إلا التنفيذ. الصرف المالي في الحزب لا علاقة له به، فلا يستطيع أن يتصرف ولو في دولار واحد، الذي يدير الشأن المالي في الحزب (الحرس الثوري) الإيراني؛ الأمر الذي جعل هذا الحزب يؤدي دوره بأقل قدر من السلبيات، وعلى أفضل وجه من الانضباط، على اعتبار أن دوره (الرئيس) خدمة مشاريع إيران التوسعية في المنطقة. نجاح (حزب الله)، وسر تفوقه في لبنان، أنه يعمل بعيداً عن (الفساد المالي) و(العمولات)، وكذلك بعيداً عن الفساد السياسي، فكل دولار يدفعه الإيرانيون يجري استثماره لخدمة مشاريعهم السياسية على أفضل وجه؛ فلم يعرف عن أساطين حزب الله الغني، ولم يشتهر عنهم الاستمتاع بالحياة المرفهة التي يحفها البذخ والثراء الشخصي من كل جانب، كما لم يعرف عنهم أنهم يخرجون ولو سنتيمتراً واحداً عن خدمة المصالح التوسعية الإيرانية.

أن تواجه مشاريع إيران التوسعية في المنطقة، وتحدياً في لبنان، يجب أن تراهن على الجواد المؤهل على (منافسة) حزب الله في مضمار السباق؛ فالصراع السياسي لا يعترف بالعواطف، ولا بالمحسوبيات، ولكن بالقدرات والإمكانيات الموضوعية، وبمن يوظف (القادر) على المنافسة في حلبة الصراع، ابتداء بالقدرة على (الخطابة) والإقناع كما يفعل نصر الله، مروراً بالانضباط الأيديولوجي، وانتهاء بإدارة العمل المؤسسي السياسي المنظم. هذه النقطة بالذات هي التي قادت حزب الله إلى التفوق، وإلى تملك الساحة اللبنانية، في حين خسر منافسوه. إلى اللقاء.

 

اسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الاحد 19 نيسان 2009 عيد الفصح المجيد فكل عام وانتم بخير

ورد في الصحف الاسرار الاتية :

البلد

استغربت أوساط مطلعة هجوم الرئيس بري المفاجئ على "14 آذار" واعتبرته هروباً الى الأمام لتغطية خلافات "8 آذار".

علم أن السبب الرئيسي لانسحاب الوزير نسيب لحود من المعركة الانتخابية تأكيدات حصل عليها من "مستقلين" تفيد أن جماعة النائب المر ستعمد على تشطيب اسمه.

عزت أوساط مطلعة التأخر في اعلان التيار الوطني الحر لائحة المتن الى خلافات حادة ضمن "الصف الواحد".

المستقبل

علم ان ثمة اتجاها لدى الأمين العام للأمم المتحدة للعودة عن فكرة إرجاء تقريره حول الـ1559 الى الشهر المقبل واستصداره منتصف الأسبوع المقبل.

لاحظت مصادر ديبلوماسية ان لبنان يدرس تكليف السفارة في القاهرة النظر في مسألة زيارة الموقوفين في "حزب الله" لدى السلطات المصرية، مع العلم ان الأمر يلزمه موافقة السلطات هناك.

حرص السفير المصري على إجراء لقاءات رسمية وبعيدة عن الأضواء مع المسؤولين اللبنانيين لاستكشاف موقفهم بالنسبة الى سبل معالجة الموقف بالنسبة الى اتهام بلاده "حزب الله".

النهار

اسرار الآلهة

رئيس حزب ينوي العيش في الخارج اذا ما خسر المعركة في الانتخابات النيابية المقبلة.

أبدى مرجع سياسي استغرابه عدم تحرك وزير الخارجية مع نظيره المصري في شأن التهم التي وجهتها القاهرة اخيراً الى "حزب الله".

قال مرجع سابق ان "لا انتخابات حقيقية في لبنان بل هناك من يسمّي النواب ولا يتجاوز عدد المسمِّين أصابع اليد الواحدة".

 

كارلوس اده: العماد عون اضفى الشرعية على اعمال "حزب الله"

سنعلن قريبا عن لائحة تتضمن خطين هما المستقلون والاحزاب السيادية

وطنية - 19/4/2009 أكد عميد الكتلة الوطنية كارلوس اده في تصريح اليوم "أنه يخشى على المشروع الوطني اللبناني وعلى الكيان اللبناني لانه مهدد من قبل المشروع الايراني". وشرح اسباب قلقه، مبرزا أمثالا على ذلك عبر "الاحداث الاخيرة التي وقعت في مصر واكتشاف خلية ل "حزب الله" خرقت بالفعل سيادة دولة عربية صديقة، وبالتالي يمكن ان تعطي حججا واعذارا لاسرائيل بالاعتداء على لبنان مجددا كما فعلت في العام 2006 بعد اختطاف الحزب لاسرائيليين"، لافتا الى "ان الحزب مغطى شرعيا لانه جزء من الدولة والحكومة وبأمكان اسرائيل ان تتحجج بذلك لضرب الكيان اللبناني بأكمله وجعل لبنان كله يدفع الثمن".

وأكد "انه ضد خط العماد ميشال عون لان هذا الاخير غير قناعاته ومبادئه الذي إنتخبه على اساسها الناخبون العام 2005، من خلال إضفاء الشرعية على أعمال حزب الله، وتغطيته مسيحيا واعطائه حق تقرير مصير لبنان عبر إدخاله في الحرب أم السلم"، متسائلا هل يريد الناخب الكسرواني اعطاء شرعية التصرف بمصيره في شكل مطلق الى حزب الله؟. وأشار الى "انه متحالف في كسروان مع الاحزاب السيادية وان الجميع سيتفاجأ في لائحة تتضمن خطين هما المستقلون والاحزاب السيادية وستعلن قريبا وتحدث نتائج مميزة ومفاجئة". وأعلن "ان مشروعه الانتخابي يرتكز الى أمور عديدة أبرزها:التمسك بسيادة لبنان والدفاع عنها في البرلمان اللبناني ومحاربة سلاح حزب الله، لان لبنان لا يحتمل وجود جيشين على اراضيه والمطالبة بصرامة في التعامل مع التهديدات الامنية حيال الجيش والامن القومي أكان في البقاع ام في الجنوب اللبناني. الاعلان عن مشروع اقتصادي متكامل لحزب الكتلة الوطنية في خلال عشرة ايام. العمل على تغيير قانون الانتخاب الحالي المسؤول عن اثارة البلبلة والفوضى وتجارة الاصوات في الانتخابات بعيدا من الشعارات السياسية الاساسية". وأكد إده "انه مع الدائرة الفردية على دورتين والتي تسمح للناخب بالتواصل المباشر مع المرشح وتبعد شبح المتاجرة وبيع الاصوات والرشوة، اضافة الى تمكينه من محاسبة المرشح في حال وصوله الى البرلمان".

 

وزيرة الداخلية الفرنسية وصلت الى بيروت

وطنية - 19/4/2009 وصلت الى بيروت عند الخامسة من عصر اليوم، وزيرة الداخلية الفرنسية ميشال ايليو ماري، على متن طائرة خاصة، وكان في استقبالها وزير الداخلية والبلديات زياد بارود، السفير الفرنسي اندره باران، المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي وقائد جهاز أمن المطار وفيق شقير.

 

اده وسعيد التقيا في مركز "الكتلة" في جبيل لتوحيد الصفوف من اجل الاهداف المشتركة وربح المعركة

وطنية - 19/4/2009 عقد لقاء مساء اليوم بين أمين سر قوى الرابع عشر من آذار المرشح عن المقعد الماروني في قضاء جبيل فارس سعيد وعميد حزب الكتلة الوطنية المرشح عن المقعد الماروني في كسروان كارلوس اده، في مركز حزب الكتلة في جبيل. وخلال اللقاء أكد اده ان المعركة مشتركة بينه وسعيد في القضائين، وانهما يعملان "على تكثيف الجهود لتحقيق الاهداف نفسها وتوحيد الصفوف، مع وجود تحد مشترك هو ربح المعركة في جبيل وكسروان". وقال إنه "ليس مرشحا في كسروان نكاية بأحد، بل لتحقيق اهداف السيادة اللبنانية وحرية التعبير والراي المهددة في حال ربحت قوى الثامن من آذار الانتخابات"، مضيفا: "لا يمكن العيش تحت سيطرة حزب الله والغطاء المسيحي الذي يمنحه له العماد ميشال عون"، معتبرا أن "الاحداث الاخيرة التي جرت بين مصر وحزب الله، يمكن لاسرائيل ان تتخذها ذريعة للاعتداء على لبنان مجددا". وشدد على "ضرورة ايصال نواب الى البرلمان لديهم الجرأة بالقول وبالفعل في المواقف المصيرية المتعلقة بالوطن".

وقال سعيد أنه الى "جانب العميد وسنربح المعركة سويا"، معلنا انشاء لجنة تنسيق "مؤلفة من مستقلين وممثلين عن الاحزاب وعن قوى الرابع عشر من آذار، هدفها توحيد الماكينات الانتخابية في كل المحافظات اللبنانية".

 

الشرق الاوسط : بري: ما يحصل بين مصر وحزب الله خلاف في وجهتي نظر

أكد أن الحزب لم يخطط لضرب القاهرة

الشرق الأوسط قالت : قال رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، أمس، إن ما حصل بين حزب الله ومصر هو «خلاف في وجهتي نظر، وقال إنه «يضمن ويؤكد أن «حزب الله لم يخطط «لضرب منشآت سياحية أو استراتيجية في مصر، ودعا إلى حوار بين الطرفين «يمنع صناعة الاختلافات

وقال بري في جولة جنوبية قام بها أمس، وافتتح خلالها عدداً من المشاريع الإنمائية: «انطلاقاً من لبنان نضمن ونؤكد أن المقاومة في لبنان غيورة على الأمن القومي للأمة، بل إنها تشكل أحد خطوط الدفاع عن مصالح الأمة. وهي بهذه الصفة ضنينة وغيورة على أمن الشقيقة الكبرى الجمهورية العربية المصرية ومصالحها، وهي لن تتورط بالتخطيط لضرب منشآت سياحية أو استراتيجية في هذا البلد الشقيق وأضاف: «ما جرى على خلفية الاعتقالات لأفراد شبكة في مصر، هو خلاف في وجهتي نظر، ترى الأولى أن غزة تشكل حديقة خلفية لمصر يؤثر اللعب بها على مصالح النظام، وبين وجهة نظر أخرى ترى أن غزة مساحة مقاومة وقاعدة ارتكاز للمقاومة. هذا كل ما في الأمر ودعا إلى طي هذا الملف «وفتح أبواب مصر للحوار بين الفصائل الفلسطينية، كذلك لحوار «يمنع صناعة الاختلافات بين مصر، أكبر الدول العربية، وبين كل أخ عربي أو كل شقيق سواء كان دولة أم غير دولة

وتوجه بري إلى القيادات اللبنانية، وقال: «إن الوقت ليس للمزايدات ولا للاستثمار على الانتخابات لتنكيل أحدنا بالآخر، بل إن الوقت هو لوقفة تقويمية نسأل معها: أين نحن من لبنان؟ وماذا نقول لأهلنا وللشباب غدا ورأى أن «اتجاه المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين أمر يعني عجز هذا المجتمع عن بناء السلام مع نفسه فكيف مع الآخرين؟ . ودعا «الفلسطينيين وكل النظام العربي والإسلامي في المنطقة إلى ربط الأحزمة واتخاذ الأهبة لمواجهة استحقاقات أبرزها أن تشكيل حكومة (بنيامين) نتنياهو على النحو الذي حصل يعني الإعداد لحروب مقبلة وأضاف: «إن دفن الرأس بالرمل سوف لا يحجب رؤية أن استراتيجية الحكومة الإسرائيلية الجديدة تقوم على تفادي الاتفاق مع الفلسطينيين عن طريق تغيير الموضوع ونقل الحديث مع الفلسطينيين إلى الحديث عن الخطر النووي الإيراني وحَذر من أن «حكومة نتنياهو محكومة باتخاذ خطوات دراماتيكية على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية . ورأى أن «التوجهات الإسرائيلية تتجاوز إلقاء خيار الدولتين خلف ظهر نتنياهو إلى اتفاق نؤكد وجوده بين نتنياهو وليبرمان على بناء ثلاثة آلاف وحدة استيطانية في المنطقة الواقعة بين القدس ومستوطنة معاليم أدوميم، وعندما يتم ذلك تكون إسرائيل قد قسمت الضفة الغربية قسمين، جاعلة عملياً فكرة إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة أمراً مستحيلا بعد الآن . ودعا العرب إلى «ترتيب جدول أولوياتهم وبناء استراتيجيتهم انطلاقاً من دعم صمود المقدسيين في أرضهم والشروع فوراً بإعمار غزة ودائماً دعم وحدة الشعب الفلسطيني ومقاومته . واعتبر أن «هذا الكلام أكثر من يستفيد منه هو لبنان وإلغاء التوطين في لبنان

 

هنية على خطى سيده نصرالله 

الأحد 19 أبريل/ السياسة الكويتية

 أحمد الجارالله

بعد غياب طال أمده في الخنادق والجحور خرج أخيرا رئيس حكومة حماس غير الشرعية في غزة اسماعيل هنية ليعلن من جديد أنه لا يزال حيا يرزق, وان دماءه ليست كتلك الدماء التي سالت أنهارا من أطفال ورجال ونساء وشيوخ غزة الابرياء. نعم إنه ليس من أولئك الضحايا الذين قتلوا وجرحوا وتهدمت منازلهم على رؤوسهم في حرب فرضت عليهم من حركة مأجورة وعميلة تحمل أفكارا هوجاء ورؤية عمياء وتخطيطا أرعن تحيكه في المخابئ وتحت جنح الظلام, تأكل وتشرب وتنام وتحلم بنصر مزعوم, فيما دوي المدافع والمتفجرات والصواريخ والقنابل يزهق أرواح الآلاف من أبناء القطاع البررة.

خرج اذاً هنية رئيس الحكومة التي اغتصبت السلطة بأسلحة ايران وأموالها "الطاهرة", بعد شهور طويلة من الاختفاء والنوم الهادئ العميق, وقد ظهرت عليه مظاهر العافية, واكتسى جسده شحما ولحماً... ظهر لنا - كالعادة - بعد "خراب مالطا", مقتفيا أثر أمين حزب الله حسن نصرالله الذي كان قد خرج علينا أيضا بعد أن دمرت إسرائيل لبنان عام ,2006 وكذلك على أثر ذبح غزة على يد حماس وإسرائيل, ليطلب حينها زعيم النصر الإلهي من شعب مصر أن يثور على نظامه, بل ودعا بكل صفاقة "جيش المحروسة" إلى أن يتحرك ليرمي باتفاقات بلاده الدولية في بحر فارس, حتى تُدمر مصر مثلما دمر لبنان وغزة, ومثلما ستدمر إيران إذا لم تتواءم أو تستجيب لمطالب المجتمع الدولي.

رئيس حكومة اغتصاب غزة حذا حذو نصرالله, وخرج طالبا من مصر أن تنسى ما حدث من محاولات استباحة سيادتها وأمنها, وأن لا تعير اهتماما لأشياء صغيرة قوامها السعي لتخريبها وإرهاب أهلها والتطاول على أرضها...!

كل هذه الجرائم الفادحة في نظر هنية أشياء صغيرة, وما فعله حزب الله وما كان يخطط له في مصر, أيضا أشياء بسيطة من وجهة النظر "الحماساوية", بل وبكل حماقة يطلب هنية - وهو في قمة الأريحية - من أرض الكنانة أن تلتفت إلى الأشياء الكبيرة, قاصدا - بالطبع - الدعوة لتغليب أهواء ومطامع حماس على كل أهل فلسطين وجبهاتها الداخلية, لكي تتمكن حركة الصراع على الجاه والمال من السيطرة على البقية الباقية من القضية الفلسطينية, ومن ثم تقدمها هدية إلى إسرائيل على عجلات آلياتها العسكرية ودباباتها بمعاونة المجتمع الدولي الذي يحارب الارهاب ويرى ان حماس وحزب الله عصابتان ارهابيتان, وبالتالي فإن مَنْ هم تحت إمرتهما مثلهما ولابد من القضاء عليهم.

هذه الهرطقات والخزعبلات الجديدة من زعيم حكومة حماس الفاشلة ذكرتني بنظرية متعارف عليها بين أوساط جماعة الاخوان المسلمين مفادها "إذا شفت الأعمى اسرق عصاه فأنت لست أرحم به من الذي عماه"!, هذه هي تجارة "الاخوان" أو لنقل بعضهم ممن يعتبرون حسني النية غرر بهم.

هنية يريد من مصر أن تتسامى على ما حدث على أراضيها وهو يعلم أن الذي جرى في جنوب لبنان مرورا بقطاع غزة تم بأوامر إيرانية, وعندما نقول ذلك فإننا لا نتحدث إطلاقا بمفهوم نظرية المؤامرة, بل نعرض لواقع ووقائع مستقاة من وحي الحقائق, فما يقوله أو يتقول به رئيس حكومة حماس غير الشرعية أمر لا يقبله أحد, خصوصا إذا كان المعني بهذا الخطاب الهزلي هي "أم الدنيا" التي هي امتداد جغرافي وسياسي وأمني لكل عرب البحر الأبيض المتوسط والشمال الافريقي العربي.

فعندما تتعرض مصر العروبة للخراب - لا قدر الله تعالى - أو يُمسْ شعبها بالأذى وتستهدفها تلك العصبة بالتطاول, فإن علينا أن نبل لحانا, لأن الحلاق الإيراني سيلمع - حينذاك - موسى حلاقته ويحد شفرته للبقية! مستر هنية صمتّ دهرا ونطقت هذرا, فليتك لم تتحدث وحفظت ماء وجهك... إن لمصر رباً يحميها, وزعامة لا تغريها الأموال لبيع سيادة أوطانها... لمصر شعب وعى الدرس جيدا, ولن تدغدغ عواطفه نداءات المستنبرين في خنادقهم ودهاليزهم, لقد عرف شعب "المحروسة" من هي إيران ومن هو حسن نصرالله, وخالد مشعل ومعهما تابعهما اسماعيل هنية.

مصر فيها قيادة ثوبها أبيض, وشعب يصعب معه اختراق أمن بلاده الوطني من نصرالله أو غيره, وليعلم المتآمرون والجواسيس ان النوايا الحسنة لا تعني ترك الأمور على غاربها, وإنما تستوجب الحزم والحسم قبل أن يفلت الزمام, وحسبي هنا قول الشاعر العربي فيكم وفيمن على شاكلتكم:

إذا لم تخش عاقبة الليالي... ولم تستح فاصنع ما تشاء

فلا والله ما في العيش خير... ولا الدنيا إذا ذهب الحياء...

 

الجيش الإسرائيلي يستعد

لضربات واسعة ضد إيران 

لندن – وكالات : 19/4/2009 

 يستعد الجيش الإسرائيلي لشن ضربات جوية واسعة النطاق ضد منشآت نووية إيرانية في حال أصدرت الحكومة الإسرائيلية الجديدة أمرا بذلك، على ما أوردت صحيفة -ذي تايمز- البريطانية السبت نقلا عن مصادر إسرائيلية. وقال مسؤول اسرائيلي في مجال الدفاع للصحيفة -ان اسرائيل تريد ان تكون واثقة من انه في حال تلقى جيشها الضوء الاخضر، فانه يمكنها ضرب ايران في غضون ايام قليلة او حتى ساعات. وهي تستعد على جميع المستويات لهذا الاحتمال. والرسالة الموجهة لايران هي ان التهديد ليس فقط كلاميا-. وبين اجراءات الاستعداد هذه، على اسرائيل ان تقتني ثلاث طائرات رادار من نوع -اواكس- وهي تعتزم القيام بتدريبات على المستوى الوطني لاعداد السكان لعمليات انتقامية محتملة. ويرى المسؤولون الاسرائيليون انه ينبغي استهداف اكثر من 12 هدفا في ايران، بينها قوافل متحركة. ومن المواقع المستهدفة مجمع نطنز (شرق) حيث تقوم آلاف اجهزة الطرد المركزي بتخصيب اليورانيوم، واصفهان (وسط) حيث تؤوي انفاق 250 طنا من الغاز، واراك (شرق) حيث تبني ايران مفاعلا يعمل بالمياه الثقيلة ويمكنه انتاج البلوتونيوم. واوضح المسؤول الاسرائيلي المرتبط بالاستخبارات للصحيفة البريطانية -نحن لا نصدر تهديدات (ضد ايران) دون ان تكون لدينا الوسائل لتنفيذها. لقد حدث في الاونة الاخيرة تقدم والكثير من عمليات التحضير التي تشير الى رغبة اسرائيل في التحرك-. غير انه من غير المرجح ان تنفذ اسرائيل هذه الضربات دون الحصول على موافقة ضمنية على الاقل من قبل الادارة الاميركية التي خففت لهجتها في الاونة الاخيرة تجاه ايران، بحسب المصدر ذاته.

 

اسرائيل تستعد لهجوم على ايران

نهارنت/كشف مسؤول اسرائيلي في مجال الدفاع ان الجيش الاسرائيلي يستعد لهجوم عسكري على ايران، مؤكدا ان الرسالة الموجهة لايران هي ان التهديد ليس فقط كلاميا. ونقلت صحيفة الـ"تايمز" البريطانية عن المسؤول الاسرائيلي أن "إسرائيل تريد ان تكون واثقة من انه في حال تلقى جيشها الضوء الاخضر، فانه يمكنها ضرب ايران في غضون ايام قليلة او حتى ساعات. وهي تستعد على جميع المستويات لهذا الاحتمال. وذكرت الصحيفة أن الإستعدادات تشمل اقتناء إسرائيل 3 طائرات رادار من نوع "اواكس" وهي تعتزم القيام بتدريبات على المستوى الوطني لاعداد السكان لعمليات انتقامية محتملة. ونقلت "التايمز" عن مسؤولين إسرائيليين إشارتهم إلى انه ينبغي استهداف اكثر من 12 هدفا في ايران بينها قوافل متحركة، ومجمع ناتانز شرق البلاد حيث تقوم آلاف أجهزة الطرد المركزي بتخصيب اليورانيوم، واصفهان بوسط إيران حيث يوجد 250 طنا من الغاز في أنفاق، واراك شرق البلاد حيث تبني ايران مفاعلا يعمل بالمياه الثقيلة ويمكنه انتاج البلوتونيوم 

 

النيابة العامة المصرية تطلب الاعدام لشهاب المتهم الاول في خلية حزب الله

نهارنت/طلبت نيابة امن الدولة العليا في مصر الاعدام للمتهم الرئيسي في قضية خلية "حزب الله" اللبناني محمد يوسف منصور، المعروف بسامي شهاب، وذلك في ختام التحقيق معه، على ان تنهي التحقيق لاحقا مع بقية افراد الخلية لتصدر بعدها لائحة الإتهام فيها قبل إحالة المتهمين على المحاكمة.

وتضمنت التهم التي وجهتها النيابة العامة المصرية الى منصور "بالانضمام إلى جماعة سرية أسست على خلاف أحكام القانون بهدف قلب نظام الحكم وتهديد السلام الاجتماعي والاعتداء على القانون وكان الإرهاب وسيلة تلك الجماعة لتحقيق أهدافها، والتخابر مع منظمة أجنبية هي "حزب الله" اللبناني وإمدادها بمعلومات محظورة من دون الحصول على إذن من السلطات المختصة، وتلقي مساعدات عسكرية ومادية من جهة أجنبية على خلاف أحكام القانون، وحيازة أسلحة ومتفجرات بهدف ترويع المواطنين وارتكاب جرائم منصوص عليها في القانون".

ودافع المحامي منتصر الزيات في خلال الجلسة التي عقدت السبت، ببطلان التحقيقات على أساس أنها جرت أثناء الليل وامتدت في كل جلسة إلى أكثر من عشر ساعات من دون مراعاة الحالة الذهنية والمعنوية لموكله. وطالب ببطلان اعترافات المتهم "لكونها صدرت نتيجة كره معنوي مورس ضده، إذ احتجز موكله لمدة خمسة شهور في مكان احتجاز غير قانوني ولعدم تمكين موكله من الإنفراد به أثناء مرحلة التحقيق".

وينتظر أن يحيل المحامي العام لنيابة أمن الدولة العليا المستشار هشام بدوي نتائج التحقيق على النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود ليصدر الأخير قراراً بإحالة القضية على إحدى دوائر محاكم أمن الدولة العليا. وعمد المحامي المعروف بانتمائه للحزب الحاكم بمصر سمير الششتاوي، الى توجيه انذار الى الزيات يطالبه بالتنحي "عن الدفاع في هذه القضية الإرهابية". في المقابل اشارت صحيفة "الشرق الاوسط" الى دعوى تم تسجيلها تحت الرقم 34834 لسنة 63 قضائية أمام القضاء المصري، وتطالب بوقف بث قناة "المنار" من القمر الصناعي المصري "نايل سات"، الذي تديره الشركة المصرية للأقمار الصناعية الخاضعة لإشراف وزير الإعلام المصري. وانتقدت الدعوى الامين العام ل "حزب الله" السيد حسن نصرالله، متهمة "المنار" ببث أخبار غير حقيقية عن مصر ما يشكل إهانة للدولة حكومة ورئيسا وشعبا، ويثير البلبلة لدى الشعوب المجاورة ويمثل تطاولا على رئيس الدولة ويثير الفتنة بين طوائف الشعب المختلفة".

ونقلت "الشرق الاوسط" عن مصادر قريبة من التحقيقات إن اثنين من المتهمين الرئيسيين في القضية نمر فهمي، وناصر أبو عمرة اعترفا بتحرير معلومات ل"منصور" وقيادي آخر هارب من حزب الله يدعى محمد قبلان، عن خمس قرى مصرية منها "الناسورة" و"نجع شبانة" و"المراسة" تطل على حدود اسرائيل.

وشملت المعلومات وفق مصادر امنية مصرية مسح الجوانب الجغرافية والاجتماعية والخدماتية، ولا سيما عدد الوحدات الصحية وعدد المدارس، وعدد السكان، وطبيعة كل قرية، ومداخلها ومخارجها، وأبرز الأشخاص الذين يعيشون فيها. في هذا الوقت، أعلن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، أن تسوية قضية تنظيم "حزب الله" في مصر ليست خاضعة لأي مسائل سياسية أو محاولات لاستخدام السياسة والوساطة، وأنها "مسألة سوف تخضع للقضاء المصري".

 

الانتربول لم يؤكد توقيف الصديق والقضاء اللبناني يجهل مكانه

نهارنت/تبلغت وزارة العدل اللبنانية استقالة القاضي البريطاني رئيس قلم المحكمة الخاصة بلبنان روبن فنسنت، واوضح وزير العدل ابراهيم نجار، ان خطوة فنسنت "اتت لاسباب شخصية"، نافيا "اي تأثير لهذه الاستقالة على عمل المحكمة في الشق القضائي". واشارت هيئة الاذاعة البريطانية استنادا الى مراسلتها في بيروت، الى ان هذه الاستقالة "تأتي بعد اسابيع من الحديث عن خلافات بين فنسنت والمدعي العام للمحكمة القاضي دانيال بلمار". ولفتت الاذاعة الى "ان الاعلان الرسمي عن استقالة فنسنت جاء بعد اربع وعشرين ساعة على مقابلة وفد من مكتب الدفاع في المحكمة الضباط الاربعة الموقوفين في سجن رومية".

واعلن الوفد بعد المقابلة ان قاضي الامور التمهيدية طلب من المدعي العام بت مصير توقيف الضباط الاربعة في مهلة اقصاها 27 نيسان الجاري.

ونقلت صحيفة "النهار" عن مصادر واسعة الاطلاع ان بلمار الذي أُعطي مهلة 12 يوما ليبت مصير توقيف الضباط الاربعة "سيبني قراره على كمٍّ كبير من الوثائق التي احيلت عليه. واذا ما جرى الافتراض ان المدعي العام على علم بكل شيء فمن البديهي القول انه ملزم بمعرفة ما بين يديه قبل ابداء رأيه في الامر".

واستبعد نجار في حديث لصحيفة "عكاظ" أن يصدر قرار نهائي في 27 نيسان الجاري حول الإفراج عن الضباط الأربعة الموقوفين، لأن قرار قاضي ما قبل المحكمة من الممكن استئنافه أمام المحكمة. وفي ضؤ المعلومات التي كشفها الوزير السابق ميشال سماحه من دمشق، عن توقيف محمد زهير الصديق الذي لقب ب "الشاهد الملك" في قضية اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري في دولة الامارات وان سورية طلبت تسلمه، نقلت صحيفة "الحياة" عن مصادر لبنانية رسمية أن لا معلومات لديها حول موضوع الصديق المطلوب من السلطات اللبنانية في الوقت نفسه نظراً الى الاشتباه بصحة الإفادات التي سبق أن أدلى بها.

واشارت الصحيفة الى تلميح مصادر مواكبة لعمل المحكمة الدولية الى معلومات مفادها أن الصديق اتصل بمقر المحكمة الدولية مع انطلاق عملها الرسمي في 1 آذار في لاهاي وطلب تأمين الحماية له، مضيفة أنه إذا كانت هذه الواقعة صحيحة فإن للمحكمة وأجهزتها صلاحية ما في شأن مصيره.

وذكرت صحيفة "الشرق الاوسط" ان الإنتربول لم يؤكد خبر اعتقال الصديق، ونقلت عن متحدثة باسم منظمة الشرطة الدولية من لندن، إنه إذا تم اعتقال الصديق، فإن قرار تأكيد الخبر يجب أن يصدر عن الدولة التي اعتقل فيها. وأضافت أن الاعتقال إذا تم، يكون قد تم عبر الشرطة المحلية، وليس شرطة الإنتربول.

واوضح مصدر قضائي لبناني بارز للصحيفة، إن القضاء اللبناني لا يملك معلومات حول مكان الصديق، وقال "إن هذا الشخص لم يعد مطلوبا من القضاء اللبناني بعدما استرد المحقق العدلي في قضية اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري القاضي صقر صقر مذكرة التوقيف الغيابية الصادرة في حقه، خصوصا وأن القضاء رفع يده عن القضية متنازلا عنها لمصلحة المحكمة الدولية". موضحا أن "المحكمة الدولية ومجريات المحاكمة هما من يقرران مدى صدق أقواله أو عدم صدقها". وأشار المصدر إلى أن "الصديق لم يكن ملاحقا في الأساس من جانب المحكمة الدولية ليصار إلى استرداده أو توقيفه بواسطة الإنتربول".

 

ثلاثة اسماء في "حزب الله" متورطة في شبكة التجسس

نهارنت/تتواصل التحقيقات مع افراد شبكة التجسس لمصلحة اسرائيل الموقوف فيها خمسة اشخاص، والتي كشفها فرع المعلومات التابع لقوى الامن الداخلي.

ونقلت صحيفة "النهار" عن مصادر متابعة عن كثب مجريات التحقيق ان الفرع ابلغ جهاز امن "حزب الله" عن 3 اسماء داخل الحزب لاصحابها صلة بالشبكة فاقتضى الامر تعقبهم وسوقهم الى التحقيق". واوضحت ان "الفضل في هذا الانجاز يعود الى تحليل قاعدة المعلومات الـ DATA التي سبق للحزب ان عارض وصول الفرع اليها من دون قيود". وفي اطار التوقيفات لأفراد شبكة التجسس الإسرائيلية التي يرأسها العميد المتقاعد في الامن العام اديب العلم، قامت فرقة تابعة لمخابرات الجيش اللبناني بتوقيف شخص خامس يدعى ج. م. في العقد الخامس من عمره، وهو رتيب متقاعد بالامن العام يملك باصاً لنقل الركاب بين رميش وبيروت. ونقلت صحيفة "السفير" عن مصادر متابعة إلى أنّ الموقوف ج. م. كان قد سجن في معتقل الخيام حوالى 3 اشهر في اواسط التسعينيات.

وذكرت مصادر مطلعة لصحيفة "الحياة" ان التحقيقات كشفت أن قريب العميد العلم، وابن شقيقه المؤهل في الأمن العام جوزف العلم أقر بضلوعه في الشبكة مع عمه، وبالاعترافات التي أدلى بها الأخير عن مشاركة ابن شقيقه في أعماله الاستخبارية لمصلحة اسرائيل.

وأكدت المصادر المعلومات التي أشارت الى اجتماع عقد الأسبوع الماضي في مكتب المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي بينه وبين مسؤول الارتباط في "حزب الله" وفيق صفا ورئيس فرع المعلومات العقيد وسام الحسن، جرى خلاله اطلاع صفا على اعترافات العميد العلم في شأن اختراقات استطاع تحقيقها في صفوف "حزب الله". وأوضحت المصادر أنه بناء لهذه المعلومات اتخذ "حزب الله" احتياطاته واجراءاته لمحاصرة هذه الاختراقات والقبض على المشبوهين المعنيين بها. وكشفت تقارير صحافية، ان أديب بدأ التعامل مع إسرائيل فيما كان لا يزال يعمل ضابطاً في الأمن العام، في العام ،1994 وخضع لأربع دورات تدريب في إسرائيل، وله خبرة عالية أساساً في الاستخبارات والمعلومات والتصوير. وكان اديب يسافر بجوازه اللبناني العادي الى دول أوروبية وإيطاليا في شكل خاص حيث كان ضباط موساد يستقبلونه ويزودونه بجواز إسرائيلي خاص، يحمل معظم الأحيان اسم شخص في حيفا.

واشارت التقارير الى انه تم ضبط جهاز التقاط وإرسال معه، يتضمن كاميرا تصوير مع إمكان إرسال الصور عبر الأقمار الاصطناعية. وذكرت صحيفة "النهار" ان جهاز الاتصال متطور جدا ومموه على نحو لا يمكن ان يخطر في بال احد على انه جهاز اتصال، وهو على شكل "ميني بار" موجود داخل منزل العلم، وفي داخله بعض المشروبات، يعمل على تبريدها ويستخدم في ارسال الشيفرة وتلقيها مع جهاز الموساد في اسرائيل. ووجدت في حوزته صور التقطها في سوريا وأخرى التقطها العام 2004 للجسور والطرقات الدولية اللبنانية، وخاصة لجسر المديرج. وتبين من خلال التحقيقات مع أديب ان الاسرائيليين طلبوا منه القيام بمهمات استطلاعية لمواقع خاصة ب "حزب الله" في مختلف المناطق اللبنانية، مع توسيع نطاق العمل ليشمل الأراضي السورية. وكانت صحيفة "الاخبار" نقلت عن مسؤول رفيع في الأمن الداخلي أن فرع المعلومات بات قريباً جداً من ضبط مجموعة أخرى يشتبه في عملها لحساب اسرائيل، وفي أقل تقدير، فإن الفرع سيتمكن من وضع حد لعملها.

 

إتهمت سامي شهاب بالعمل لقلب النظام والتخابر وحيازة متفجرات ... مصر: النيابة تطلب الإعدام للمتهم الأول في «خلية حزب الله»

القاهرة - محمد صلاح -الحياة   - 19/04/09//

أنهت نيابة أمن الدولة العليا في مصر أمس التحقيق مع المتهم الرئيسي في قضية «خلية حزب الله» اللبناني محمد يوسف منصور (سامي شهاب). وينتظر أن تنتهي في غضون ساعات من التحقيق مع باقي المتهمين في القضية لتصدر بعدها لائحة الإتهام فيها قبل إحالة المتهمين على المحاكمة.

 ووجهت النيابة في نهاية جلسة التحقيق التي حضرها المحامي منتصر الزيات إلى منصور تهماً استندت فيها إلى نص المادة 86 من قانون العقوبات وتصل العقوبة فيها إلى الإعدام. وتضمنت التهم: «الانضمام إلى جماعة سرية أسست على خلاف أحكام القانون بهدف قلب نظام الحكم وتهديد السلام الاجتماعي والاعتداء على القانون وكان الإرهاب وسيلة تلك الجماعة لتحقيق أهدافها، والتخابر مع منظمة أجنبية هي حزب الله اللبناني وإمدادها بمعلومات محظورة من دون الحصول على إذن من السلطات المختصة، وتلقي مساعدات عسكرية ومادية من جهة أجنبية على خلاف أحكام القانون، وحيازة أسلحة ومتفجرات بهدف ترويع المواطنين وارتكاب جرائم منصوص عليها في القانون». وطلبت تطبيق أقصى العقوبة في حق المتهم منصور، وفقاً للمادة 86 مكرر من قانون العقوبات التي تنص على أنه «تكون عقوبة الجريمة الإعدام أو الأشغال الشاقة المؤبدة إذا كان الإرهاب من الوسائل التي تستخدم لتحقيق أو تنفيذ الأغراض التي تدعو إليها الجهة أو المنظمة أو الجماعة، ويعاقب بالعقوبة نفسها كل من أمدها بأسلحة أو ذخائر أو متفرقعات أو مهمات أو آلات أو معلومات مع علمه بما تدعو إليه». ودافع الزيات ببطلان التحقيقات على أساس أنها جرت أثناء الليل وامتدت في كل جلسة إلى أكثر من عشر ساعات من دون مراعاة الحالة الذهنية والمعنوية لموكله. وطالب ببطلان اعترافات المتهم «لكونها صدرت نتيجة كره معنوي مورس ضده، إذ احتجز موكله لمدة خمسة شهور في مكان احتجاز غير قانوني ولعدم تمكين موكله من الإنفراد به أثناء مرحلة التحقيق». وينتظر أن يحيل المحامي العام لنيابة أمن الدولة العليا المستشار هشام بدوي نتائج التحقيق على النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود ليصدر الأخير قراراً بإحالة القضية على إحدى دوائر محاكم أمن الدولة العليا

 

قضية «الخلية»

محمد صلاح = الحياة- 19/04/09//

استحوذت قضية خلية «حزب الله» في مصر على اهتمام الأوساط السياسية والإعلامية والشعبية في العالمين العربي والإسلامي وفرضت نفسها على واجهة الأحداث و«قلبت المواجع» على العرب وفتحت شهية أعدائهم إلى المزيد من الخلافات والتناقضات بينهم والمواجهات مع إيران. ولا يبدو بالطبع أن أي طرف من أطراف القضية أو تلك المرتبطة بها لديه أي نية للتراجع وبالتالي الاعتذار، وكثيرة تلك الاسئلة التي فرضتها الأزمة الجديدة - القديمة: كيف يمكن الخروج من الوضع الذي تفجر بين مصر من جهة و «حزب الله» وإيران من جهة أخرى عقب الإعلان عن كشف الخلية التي يخضع اعضاؤها لتحقيقات الآن في نيابة أمن الدولة المصرية؟ يطرح الباحثون والمحللون وربما الناس في الشوارع السؤال ويجتهدون في الإجابة عليه، لكن السؤال بداية خيط طويل من الأسئلة التي يجري تداولها من دون أن تجد إجابات متفقاً عليها بين أطراف الأزمة أو تلك المرتبطة بأي من أطراف القضية. فالكشف عن الخلية وإقرار زعيم «حزب الله» السيد حسن نصرالله وردود الفعل الإيرانية على المعلومات التي تخرج من القاهرة عن التحقيقات تكشف إلى أي مدى وصلت التناقضات بين الأجندات والمصالح والمشاعر. هل كانت العلاقات طبيعية أصلاً بين الأطراف الثلاثة قبل تشكيل الخلية أو القبض على عناصرها أو قبل إعلان السلطات المصرية عنها أو إقرار السيد حسن نصرالله بها؟ الأزمة بدأت قبل ثلاثين سنة عندما أعلن آية الله الخميني أن العرب قادوا العمل الإسلامي لقرون وأن الأكراد تزعموا الإسلام لسنوات وأن الأتراك سيطروا لعهود على العمل الإسلامي، وآن الأوان أن يقود الفرس الاسلام. هل كان رد الفعل المصري مبالغاً فيه أم أنه جاء بوزن جسامة الحدث وما اعتبرته القاهرة جريمة في حق السيادة الوطنية المصرية؟

بغض النظر عن أي خلافات مسبقة فإن أي دولة تحترم نفسها لا يمكن أن تقبل باختراق حدودها والتستر على خلايا وتنظيمات وجماعات سرية لها علاقات خارجية مهما كان الهدف نبيلاً؟ ويسأل بعضهم: لماذا تتغافل القاهرة أحياناً عن بعض الوقائع التي تمس سيادتها إذا صدرت عن اسرائيل مثل قتل جندي في الأمن المركزي مثلاً على الحدود، أو تطاول رجل دين يهودي أو مسؤول إسرائيلي متطرف على السيادة المصرية؟ وهؤلاء يلمحون أو يصرّحون بأن القاهرة انتهزت فرصة القضية لتصفية حسابات مع «حزب الله» أو الإساءة إلى زعيمه أو للتأثير على الدور الإيراني في المنطقة خصوصاً بعد الإشارات الأميركية التصالحية مع طهران، لكن آخرين لم يروا تهاوناً من جانب السلطات أو الديبلوماسية المصرية تجاه أي طرف أساء إلى مصر بما فيها إسرائيل، والموقف من وزير الخارجية الاسرائيلي الحالي ليبرمان دليل، كما أن الردود المصرية الحادة على الإدارة الأميركية في عهد الرئيس بوش عندما كانت تصدر انتقادات من بعض المحافظين الجدد أو أقطاب الإدارة لأوضاع حقوق الانسان أو الحريات أو تباطؤ حركة الإصلاح السياسي في مصر دليل آخر. خصوصاً أن الحكومة المصرية كانت تعلم أنها ستدفع الثمن، وسددته سريعاً عندما خفض الاميركيون على مراحل معونتهم المالية. سؤال آخر: هل انزعج الرسميون المصريون من ارتفاع شعبية السيد حسن نصرالله في الشارع المصري وتعاطف هذا الشارع مع المقاومة اللبنانية فكانت الفرصة للنيل منه؟ يروّج البعض لتلك النظرية ويتصدى آخرون ممن اعتبروا أن نصرالله اخطأ في حق مصر بتشكيله الخلية لتلك الأفكار بالإشارة إلى أن تحولات جرت على شخصية السيد عكستها خطبته الشهيرة التي وجّه فيها كلامه مباشرة إلى الشعب والجيش المصريين، إذ اعتقد بأن ذلك أمر عادي يقبله المصريون ويقرونه، فلم يلقَ كلامه قبولاً شعبياً. وسؤال أخير: ماذا عن توقيت الإعلان عن القضية وعلاقته بالحوار الفلسطيني والانتخابات اللبنانية؟ بعض الإجابات يتجاهل أن القاهرة لم تختر التوقيت وأن بيان النائب العام صدر عقب تصريحات أدلى بها إلى وسائل الإعلام السيد منتصر الزيات محامي المتهم اللبناني كشف فيها عن تفاصيل القضية ما أثار ضجة كبيرة كان لازماً على جهات التحقيق توضيح الأمور في شأنها. عموماً ستبقى أسئلة أخرى تدور وستظل الإجابات عليها متناقضة ومتعارضة ومتضادة لأن الأجندات متصارعة، والمؤيدون والمعارضون لكل طرف يبنون مواقفهم بحسب مصالحهم أو أفكارهم من دون اعتبار لمنطق أو عقل.. أو قانون

 

أميركا تساند إسرائيل وتقاطع مؤتمرا دوليا عن العنصرية 

واشنطن – وكالات : 19/4/2009 

 قالت وزارة الخارجية الأميركية السبت إن الولايات المتحدة ستقاطع مؤتمر الأمم المتحدة بشأن العنصرية هذا الأسبوع في جنيف بسبب استخدام لغة -مثيرة للاعتراض- في الوثيقة الختامية للاجتماع. وقال روبرت وود المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية -يبدو من المؤكد الان ان بواعث القلق هذه التي لا تزال قائمة لن يتم معالجتها في الوثيقة التي سيتبناها المؤتمر. وأضاف -ولذلك فان الولايات المتحدة وبكل اسف- لن تشارك في المؤتمر. وتنظم الامم المتحدة المؤتمر لتضميد الجروح الناجمة عن مؤتمر سابق مشابه عقدته في ديربان بجنوب افريقيا. وكانت الولايات المتحدة واسرائيل انسحبتا من ذلك المؤتمر الذي عقد عام 2001 حين سعت الدول العربية الى اعتبار الصهيونية عنصرية.

 

البرلمان الصومالي يصادق على فرض الشريعة الإسلامية 

مقديشو – وكالات : 19/4/2009 

 صادق البرلمان الانتقالي الصومالي السبت بالاجماع على فرض الشريعة الإسلامية في هذا البلد الذي يشهد حربا أهلية مستمرة منذ 1991، ملبيا بذلك مطلبا اساسيا للمتمردين الذين يطبقون الشريعة أصلا في المناطق التي يسيطرون عليها. وفي تصريح لوكالة فرانس برس قال نائب رئيس البرلمان عثمان علمي بوقري الذي ترأس المداولات في غياب رئيس البرلمان عدن محمد نور ان -340 عضوا حضروا جلسة البرلمان وصادقوا بالاجماع على فرض الشريعة في الصومال-.

وفي نهاية كانون الاول/ديسمبر اعرب الرئيس الصومالي الجديد وزعيم الاسلاميين المعتدلين شريف الشيخ احمد عن موافقته على فرض الشريعة الاسلامية للدفع بالمفاوضات مع حركة مقاتلي -الشباب- الاسلامية المتطرفة. وفي ذلك السياق صادق البرلمان في العاشر من آذار/مارس على مشروع قانون في هذا الصدد.

وقال النائب محمد ظهير لوكالة فرانس برس -انه يوم مشهود. لقد انتظرنا كثيرا هذا القانون (...) واعتبارا من الان لدينا حكومة اسلامية وآمل ان يؤدي ذلك الى انخفاض اعمال العنف في البلاد-. وكانت حركة -الشباب- اشترطت فرض الشريعة الاسلامية قبل انهاء تمردها. ويقع قسم كبير من الصومال، البلد الفقير الواقع في القرن الافريقي، خارج سيطرة المؤسسات الانتقالية الصومالية التي لا تبسط نفوذها فعليا. لكن تصويت السبت يوسع نطاق فرض الشريعة التي هي اصلا سارية في المناطق التي تسيطر عليها حركة الشباب اي معظم مناطق وسط وجنوب البلاد بما فيها مدينة بيداوة (250 كلم شمال غرب مقديشو) حيث كان مقر البرلمان. اما شمال البلاد فهو منقسم الى كيانين اعلن كلاهما حكما ذاتيا وهما بونتلاند و-جمهورية- صوماليلاند (ارض الصومال) ولا يعترفان بسلطة حكومة مقديشو. وعلاوة على فرض الشريعة تطالب حركة الشباب التي التحق بها نحو 300 مقاتل اجنبي خلال الاشهر الاخيرة، برحيل كافة القوات الاجنبية من الصومال. ومنذ انسحاب الجيش الاثيوبي في كانون الاول/ديسمبر الذي كان يدعم الحكومة الانتقالية اصبحت قوة السلام الافريقية في الصومال القوة الاجنبية الوحيدة في البلاد. وتنتشر تلك القوة التي تعد 3450 رجلا (من اوغندا وبوروندي) بعيدا عن الثمانية الاف المتوقعة مبدئيا، في مقديشو منذ اذار/مارس 2007 وتتعرض بانتظام لهجمات مقاتلي الشباب. وفرض الاسلاميون الشريعة سنة 2006 -وكانوا حينها في اتحاد المحاكم الاسلامية- عندما سيطروا لفترة قصيرة على مقديشو ووسط جنوب الصومال. وبعد ان تقبلها السكان في البداية لانها اعادت الامن الى بلاد تشهد حالة فوضى، اثار تطبيقها حركة استياء بسبب بعض القيود لا سيما تحريم الاستماع الى الموسيقى وتناول حشيشة القات التي يحبذها الصوماليون.

وفي نهاية اذار/مارس تظاهر مئات الاشخاص في بيداوة ضد القيود التي يفرضها الشباب على تجارة القات. وتم تصويت البرلمان في حين يتواجد الرئيس ورئيس الوزراء عمر عبدي رشيد شرمرك في الخارج لحشد الدعم لخطة السلام. وقد تقرر عقد مؤتمر دولي برعاية الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي الخميس في بروكسل بهدف الزيادة في مساعدة الصومال لا سيما تعزيز دولة القانون وانهاء هجمات القراصنة الصوماليين في المحيط الهندي.

 

ميتشل يبحث مع مبارك جهود التسوية في الشرق الأوسط 

القاهرة – وكالات : 19/4/2009 

 استعرض الموفد الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل السبت مع الرئيس المصري حسني مبارك الوضع الفلسطيني وجهود التسوية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، على ما أفاد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط. وقال ابو الغيط خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ميتشل ان المبعوث الأميركي اطلع الرئيس مبارك -على نتائج إتصالاته ومشاوراته خلال جولته الحالية والتي بدأت بشمال أفريقيا وشملت الأراضي الفلسطينية وإسرائيل والتى ستتواصل لتشمل عددا من دول الخليج وبلجيكا-. وأوضح أبو الغيط أنه تم خلال اللقاء -بحث الوضع الفلسطيني وجهود التسوية ونتائج زيارة ميتشل لإسرائيل والأراضي الفلسطينية-.

من جهته اكد ميتشل في تصريحات صحافية اثر اجتماعه بمبارك -ان سياسة الولايات المتحدة منذ عدة سنوات تقوم على ان حل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني يرتبط بحل الدولتين-. وكان ميتشل اعلن بعد لقائه الجمعة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان الولايات المتحدة -ملتزمة بحل الدولتين-، فيما يزداد التباين بين واشنطن واسرائيل حول قيام الدولة الفلسطينية. وأتى تاكيد ميتشل على حل الدولتين بينما اصر القادة الاسرائيليون الخميس على ضرورة ان يعترف الفلسطينيون بالطابع اليهودي للدولة الاسرائيلية. وقال وزير الداخلية الاسرائيلي ايلي يشائي الخميس انه -في الظروف الحالية لا يجب العمل من اجل دولتين لشعبين بل من اجل اقتصادين لشعبين-. ويقوم ميتشل بثالث جولة في المنطقة منذ ان كلفه اوباما في كانون الثاني/يناير تحريك عملية السلام لكنها اول زيارة له منذ تولي بنيامين نتانياهو رئاسة الحكومة الاسرائيلية المنبثقة عن الانتخابات المبكرة في العاشر من شباط/فبراير.

 

الحريري يبدأ بالبقاع الغربي جولته لإعلان اللوائح... واستقالة فنسنت لا علاقة لها بقضية الضباط الأربعة ... سليمان يدعو إلى «استعادة الديموقراطية الحقيقية» وبري يعتبر الثلث المعطل «من صلب الطائف»

بيروت-الحياة- 19/04/09//

تكر سبحة الإعلان عن اللوائح الانتخابية المتبقية، للمعارضة والأكثرية، خلال الأيام المقبلة وصولاً الى نهاية الأسبوع المقبل، بعد إعلان قوى 14 آذار لائحتها في دائرة البترون أمس والمؤلفة من النائبين بطرس حرب وأنطوان زهرا في مهرجان خطابي حضره قادة الأحزاب المنضوية في الأكثرية، على أن يعلن زعيم «تيار المستقبل» لائحة دائرة البقاع الغربي - راشيا غداً الاثنين في احتفال يقام في المنطقة، على أن ينتقل الثلثاء الى الشمال من أجل الإعلان عن لائحة عكار ومن ثم لائحتي طرابلس والضنية - المنية يوم الأربعاء، وسط احتفال شعبي أيضاً.

وفي المعارضة اتفق زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون مع الوزير طلال أرسلان على إعلان لائحتي المعارضة في دائرتي عاليه وبعبدا قريباً بعد تذليل العقبات مع الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي يطالب بالمرشح الأرثوذكسي بدل المرشح الذي يدعمه أرسلان في عاليه، ومع رئيس البرلمان نبيه بري في بعبدا بالنسبة الى المعقد الشيعي الثاني الذي يطالب عون بأن يكون من حصته.

وينتظر أن يشهد الأحد المقبل إعلان لائحة تحالف المستقلين و «قوى 14 آذار» في دائرة المتن الشمالي في مهرجان شعبي، بعدما انسحب من المعركة الانتخابية الوزير نسيب لحود، رسمياً أمس، رافضاً كل الوساطات التي أجريت معه ليل أول من أمس بعد بيانه بالعزوف. ويسعى أركان اللائحة التي تضم النائب ميشال المر، والكتائب (سامي الجميل) و «القوات اللبنانية» (إدي أبي اللمع) والمستقلين والتي سيعود بيار الأشقر للانضمام إليها عن المقعد الماروني الذي شغر بانسحاب لحود، الى تعويض هذه الخطوة بتعزيز التماسك بين أعضائها في مواجهة لائحة العماد عون التي قال النائب إبراهيم كنعان إنها ستكون مقفلة.

وواصل رئيس البرلمان نبيه بري أمس زياراته لمناطق جنوبية فألقى كلمتين لمناسبة ذكرى مجزرة قانا، وأخرى في قرية أنصارية (دشّن مدارس جديدة) وسط مهرجان حاشد وهتافات بحياته. وجدد التمسك بـ «الديموقراطية التوافقية التي هي جوهر لبنان»، معتبراً أن «الثلث الضامن أو الثلث المعطل (الذي تطالب المعارضة بأن تحصل عليه في حكومة ما بعد الانتخابات) ليس غريباً عن اتفاق الطائف، لكنهم ينقلبون على الاتفاقات من الطائف الى الدوحة». وانتقد من دون أن يسميه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، مشيراً الى «انقلاب على اتفاق القصر الجمهوري حول موازنة مجلس الجنوب». وانتقد بري بعض قادة الأكثرية التي تدعو الى حياد لبنان.

وأكد رئيس الجمهورية ميشال سليمان من حريصا حيث شارك في قداس ترأسه البطريرك الماروني نصرالله صفير، أن اللبنانيين «يتقنون ثقافة الحياة وليس فريقاً من دون فريق... كثيرون على مر العصور ثاروا من أجل الأرز وانتفضوا من أجل الاستقلال، لا تسمحوا لأحد باحتكار هذه القيم والصفات فهي من سمات الشباب اللبناني الذي استطاع أن يبني دول العالم قاطبة والتقيتهم في دنيا الاغتراب وافتخرت بهم». وشدد سليمان على أن «لا تسمحوا لأحد أن يفرق هؤلاء، بل تعالوا لنناديهم ونجمعهم في صفوف واحدة فالزمن لمصلحتهم ومصلحتنا، لا خوف على الوطن أن يؤخذ أو يرتهن لأنه استعاد موقعه على خريطة العالم وأصبح التعاطي معه من دولة الى دولة». وقال: «الاستقامة والشفافية والإصلاح موجودة في كل بيت، ولبنان والأبطال والمقاومون موجودون عند كل طرف من الأطراف اللبنانية وسهولنا وجبالنا تعج بهم». وأكد التزامه بخطاب القسم «كعهد أمام الله وأمامكم». وقال: «معاً نستعيد الديموقراطية الحقيقية ونترك التجاذب الأعمى. فهل نستطيع؟ نعم معاً نستطيع».

وانتقد القطب المعارض الرئيس عمر كرامي الزيارة التي يرتقب أن يقوم بها النائب الحريري لطرابلس كما انتقد اللائحة الائتلافية بين «تيار المستقبل» والرئيس نجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي من دون أن يسميهم، معتبراً أنهم ينفقون المال «تحت ستار عمل الخير لكن في النتيجة هذا مال سياسي». وقال إنه سيدرس كل الخيارات بالنسبة الى المعركة الانتخابية.

على صعيد آخر، قالت مصادر مواكبة لعمل المحكمة الخاصة بلبنان ان استقالة أمين السجل في المحكمة روبن فنسنت من منصبه لن تؤثر على عمل المحكمة، خصوصاً أنه سيستمر في منصبه حتى حزيران (يونيو) المقبل، مشيرة الى أن «المتابعين لتفاصيل عمل المحكمة في لاهاي، يدركون أن هناك تضارباً في أسلوب العمل بين فنسنت وبين المدعي العام دانيال بلمار نشأ وأدى الى تراكمات أدت الى استقالة فنسنت».

وأكد وزير العدل إبراهيم نجار من جهته في تصريح تلفزيوني أن لا علاقة بين استقالة فنسنت وبين قضية (الإفراج أو عدم الإفراج عن) الضباط الأربعة. وقال نجار إن استقالة فنسنت لا علاقة له بالعمل القضائي. وكان قاضي الإجراءات التمهيدية دانيال فرانسين طلب من بلمار تعليل استمرار توقيف الضباط الأربعة في لبنان أو الإفراج عنهم قبل 27 الجاري. وتوقعت المصادر المواكبة لعمل المحكمة أن يجيب بلمار فرانسين خلال الأسبوع المقبل، داعية الى عدم استعجال الأمور بتوقع إخلاء سبيلهم أو عدمه. وعن الأنباء عن أن سورية طلبت من دولة الإمارات العربية المتحدة تسليمها الشاهد في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري محمد زهير الصديق لأنه موجود في إمارة الشارقة، ذكرت مصادر لبنانية رسمية لـ «الحياة» أن لا معلومات لديها حول موضوع الصديق المطلوب من السلطات اللبنانية في الوقت نفسه نظراً الى الاشتباه بصحة الإفادات التي سبق أن أدلى بها. لكن مصادر مواكبة لعمل المحكمة الدولية ألمحت الى معلومات مفادها أن الصديق اتصل بمقر المحكمة الدولية مع انطلاق عملها الرسمي (في 1 آذار/ مارس) في لاهاي وطلب تأمين الحماية له وأنه إذا كانت هذه الواقعة صحيحة فإن للمحكمة وأجهزتها صلاحية ما في شأن مصيره

 

دعا الى «طي الملف المصري مع حزب الله» وحوار «يمنع صناعة الاختلافات» ... بري: الثلث الضامن من صلب اتفاق الطائف

بيروت -الحياة- 19/04/09//

دعا رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري «الأشقاء العرب الى ترتيب جدول اولوياتهم وبناء استراتيجيتهم انطلاقاً من دعم صمود المقدسيين في ارضهم والشروع فوراً بإعمار غزة ودعم وحدة الشعب الفلسطيني ومقاومته دائماً»، مشدداً على ضرورة «طي الملف المصري مع حزب الله وفتح ابواب مصر كما للحوار بين الفصائل الفلسطينية، كذلك لحوار يمنع صناعة الاختلافات بين مصر اكبر الدول العربية وبين كل اخ عربي او كل شقيق سواء كان دولة ام غير دولة».

ورأى بري في جولة جنوبية امس، بدأها في قانا في ذكرى مجزرتها، انه «سيكون من الصعب بل من المستحيل على الأشقاء الفلسطينيين الاحتفاظ بقضيتهم من دون تحقيق وحدتهم، فخط الدفاع الاول الفلسطيني يتأسس فقط على الوحدة الفلسطينية الداخلية». وقال: «انطلاقاً من لبنان نضمن ونؤكد ان المقاومة في لبنان غيورة على الأمن القومي للأمة، بل انها تشكل احد خطوط الدفاع عن مصالح الأمة وهي بهذه الصفة ضنينة وغيورة على أمن ومصالح الشقيقة الكبرى الجمهورية العربية المصرية، وهي لن تتورط بالتخطيط لضرب منشآت سياحية او استراتيجية في هذا البلد الشقيق». واعتبر بري ان «ما جرى على خلفية الاعتقالات لأفراد شبكة في مصر هو خلاف في وجهتي نظر، ترى الأولى ان غزة تشكل حديقة خلفية لمصر يؤثر اللعب بها في مصالح النظام، ووجهة نظر أخرى ترى ان غزة مساحة مقاومة وقاعدة ارتكاز للمقاومة».

وكان بري يتحدث في الاحتفال الذي نظمته «حركة أمل» و «اللجنة الوطنية لتخليد شهداء قانا» و «اتحاد بلديات قضاء صور»، في قاعة مدافن الشهداء، في حضور نواب «كتلة التنمية والتحرير» وممثل لقائد القوات الدولية العاملة في الجنوب الجنرال كلاوديو غراتسيانو. ورأى بري ان «وقفتنا السنوية في 18 نيسان (ابريل) ذكرى مجزرة قانا هي لتأكيد ان ذاكرة 13 نيسان التي تحاول إعادة إنتاج الحرب الأهلية والفتن والتوترات سقطت، وأن اللبنانيين يعرفون ان عدوهم إسرائيل وهي عدو واحد، انتهكت على مدى واحد وستين عاماً حدودهم السيادية واجتاحت ارضهم واحتلت اجزاء منها وارتكبت المجازر وتصيدت اطفالهم بالقنابل العنقودية. وان الإجرام الإسرائيلي يدفعنا ملياً الى التبصر في الكثير من القصف الكلامي الذي يحاول ان ينسينا ما واجهناه ويضغط علينا من مؤامرات تهدد مصير الوطن ومصير القضية الأساسية».

حكومة اليمين الاسرائيلي

وسأل: «ماذا بعد غزة؟ الجواب نعرفه نحن اللبنانيين والفلسطينيين. ان القتل الإسرائيلي هو شريعة قتل الأغيار، واننا على خلفية الحرب على غزة وتشكيل حكومة اليمين الإسرائيلي نرى ان اتجاه المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين امر يعني عجز هذا المجتمع عن بناء السلام مع نفسه، فكيف مع الآخرين؟ انني في المقابل ادعو الفلسطينيين وكل النظام العربي والإسلامي في المنطقة الى ربط الأحزمة واتخاذ الأهبة لمواجهة استحقاقات ابرزها ان تشكيل حكومة نتنياهو على النحو الذي حصل يعني الإعداد لحروب مقبلة». وحذر «من ان التوجهات الإسرائيلية تتجاوز إلقاء خيار الدولتين خلف ظهر نتيناهو الى اتفاق نؤكد وجوده بين نتنياهو وليبرمان على بناء ثلاثة آلاف وحدة استيطانية في المنطقة الواقعة بين القدس ومستوطنة معاليم ادوميم، وعندما يتم ذلك تكون اسرائيل قسمت الضفة الغربية الى قسمين، جاعلة عملياً فكرة اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة امراً مستحيلاً بعد الآن».

التنقيب عن البترول

وانتقل الى الحديث عن التنقيب عن النفط، قائلاً: «احد أسباب الحرب على غزة كان ان السلطة الفلسطينية وقعت عقوداً مع شركات تضمن حق التنقيب عن الغاز والبترول لمدة 25 سنة، فيما لا تزال الحكومة اللبنانية حتى الآن، وأنا اشكر الرئيس (فؤاد) السنيورة الذي اقر واعترف بأن المسح الثلاثي الأبعاد الذي حصل في لبنان شمالاًَ يعطي غازاً وبترولاً بنسبة تجارية وبكمية كبيرة جداً. ولكن لم يحصل مسح في الجنوب ابداً، وإننا نطالب ان يشمل المسح الجنوب، لأن كمية البترول الموجودة في الجنوب هي اكثر بكثير كما قال لي كثيرون من الخبراء».

واذ سأل عن سبب عدم رفع شكوى لبنانية ضد اسرائيل لاستخدامها القنابل الفوسفورية خلال اعتداءاتها، اعتبر ان «الوقت ليس للمزايدات ولا للاستثمار على الانتخابات لتنكيل أحدنا بالآخر».

وفي بلدة أنصارية، ووسط حضور شعبي حاشد وهتافات «نفديك بالدم والروح»، دشن بري مؤسسة تربوية، وأطلق عليها اسم «رجل الاستقلال عادل عسيران»، ونصح العرب في كلمة ألقاها بـ«إرسال أولاهم الى الجنوب اللبناني لتعلم المقاومة».

حياد لبنان

وتوقف عند مسألة «حياد لبنان»، وسأل: «إذا قبلنا ذلك هل إن إسرائيل تحيد لبنان؟ هناك من يحاول طمس ذاكرة لبنان المقاوم متناسياً أن المقاومة هي نتيجة وليست سبباً للاحتلال والعدوان، ومتناسياً أيضاً الجغرافيا التي جعلت لبنان خط تماس مع فلسطين التي هي قضية شعب يعاني جراء حرمانه من أرضه وفي أرضه، وبحكم ذلك فإن لبنان وكذلك اللاجئين الفلسطينيين على أرضه لا يمكنهم إلا أن يطالبوا بالعودة وبالتالي لا يمكن أن يكونوا حياديين، ومن يحاول تحييد لبنان مجدداً يتناسى كل الأبعاد الاستراتيجية والميدانية وخصوصاً المائية لحروب إسرائيل ضد لبنان، ومجدداً جاءتنا مسألة النفط. كما يتناسى أن العدو من أمامنا والبحر من ورائنا وليس لنا والله سوى عمقنا العربي انطلاقاً من سورية التي تشكل العمق الاستراتيجي والجغرافي والتاريخي والقومي والمصلحي، كي لا يخافوا على المصالح».

وكرر تحذيره من «النيات المبيتة للحكومة الإسرائيلية»، داعياً الى «جعل الأولوية الوطنية الى رفع جهوزية الجيش عدة وعديداً وتسليحاً بمنظومات دفاعية للدفاع عن لبنان»، وحذّر من «اصطياد إسرائيل في المياه الانتخابية اللبنانية».

وجدد إدانة «حركة أمل» اســتهداف الجيش اللبانني «من أي جهة أو فئة أو منظمة أو عشائرية لا عشيرة»، ودعا الى «اقـــتلاع قــواعد الجريمة المنظمة». شاكراً «عشائرنا في البقاع الذين لبوا الطلب ومشوا مع الجيش ضد فئات من الناس ضلوا الطريق».

وانتقل الى الحديث عن مجلس الجنوب والخلاف على موازنته مع رئيس الحكومة، مؤكداً «اليوم أكثر من أي يوم مضى، أنه قبل التشريع لإنشاء وزارة للتخطيط وقبل أن تتولى مسؤولياتها كبديل من المؤسسات التي تشكل ظل الحكومة الإغاثي، فإننا سنتصدى وسنقمع كل محاولة لشطب مجلس الجنوب الذي تأسس لأسباب موجبة لا نزال نراها وترونها قاتمة وهي استمرار إسرائيل بالتلويح بالقوة واللجوء للقوة وبالتالي وضع الجنوب بين مطرقة العدوان وسندان الحرمان».

وأيد «الإنماء لكل لبنان»، وقال: «لذلك وزارة تخطيط ومجلس فيها وخمس دوائر، دائرة لكل محافظة وأنا متيقن أن بـ200 مليون دولار دفعتموها فرق عملة وبخشيش ورشوات بالإمكان أن تعمل ازدهاراً لمدى عام كامل في لبنان».

وتحدث بري عن مطالب تربوية وتعليمية تؤيد كتلته النيابية تحقيقها، وقال: «بما أن الاستحقاق الانتخابي يتحمل في ما يتحمل الحديث عن ثورة الأرز، ولا ندري الثورة على من، هل نحن ضد الأرز؟ يعني أن هناك أناساً حموا الأرز أكثر منا نحن الجنوبيين؟ وطالما أن الخطاب مستمر حول مشروع الدولة والعبور الى صفوفها، أعود لأسأل أصحاب الشعار عن اي دولة يجرى الحديث؟ والدولة لمن؟ في ضوء الحديث عن دولة رابحين ودولة أكثرية لا تريد أن تشارك بينما نحن نقول ونصرّح ونصرخ: نحن أهلكم وإخوانكم إذا قطعتم يداً مددنا يداً أخرى».

الثلث الضامن

وقال بري: «نحن نتمسك بالديموقراطية التوافقية لأنها هي لبنان، فلا يوجد سبيل آخر لتتأكد مشاركة الجميع بكل ما يصنع حياة الدولة والمجتمع وليس صحيحاً أبداً أن تجربة الثلث الضامن، أو الثلث المعطل لم تكن ناضجة، وهي تجربة غريبة عن اتفاق الطائف، غير صحيح، الصحيح أن البعض ليس ناضجاً ليتلاءم مع هذه التجربة دستورياً، ومع هذه التجربة التي ليست غريبة أبداً بل هي في صلب اتفاق الطائف وروحه الذي هو جزء أساسي من الدستور، وهذا البعض يعود الى الانقلاب على كل اتفاق من الطائف الى الدوحة الى بعبدا حيث اتفقنا على مجلس الجنوب».

ودعا المتنافسين في الانتخابات، «أطرافاً وأفراداً الى عدم جعلها محطة لتصفية الحسابات السياسية وإنما فرصة لتصفية آثار التوتر والانقسام والتوحد وللمبادرات المشتركة لتحفيز الاقتصاد ومحطة لنستحق من خلالها لبنان

 

كارلوس إده: عون أضفى شرعية لحزب الله 

الأحد 19 أبريل/ الوكالة الوطنية للاعلام

 بيروت: أكد عميد الكتلة الوطنية كارلوس إده في تصريح "أنه يخشى على المشروع الوطني اللبناني لأنه مهدد من قبل المشروع الإيراني".

وشرح أسباب قلقه، مبرزاً أمثالاً على ذلك عبر "الأحداث الأخيرة التي وقعت في مصر واكتشاف خلية لـ "حزب الله" خرقت بالفعل سيادة دولة عربية صديقة، وبالتالي يمكن أن تعطي حججاً وأعذاراً لإسرائيل بالاعتداء على لبنان مجدداً، كما فعلت في العام 2006 بعد اختطاف الحزب لإسرائيليين"، لافتاً إلى "أن الحزب مغطّى شرعياً لأنه جزء من الدولة والحكومة، وبإمكان إسرائيل أن تتحجج بذلك لضرب الكيان اللبناني بكامله، وجعل لبنان كله يدفع الثمن".

وأكد "أنه ضد خط العماد ميشال عون لأنه غير قناعاته التي إنتخبه على أساسها الناخبون العام 2005، من خلال إضفاء الشرعية على أعمال حزب الله، وتغطيته مسيحياً وإعطائه حق تقرير مصير لبنان عبر إدخاله في الحرب أم السلم". وأشار إلى "أنه متحالف في كسروان مع الأحزاب السيادية وأن الجميع سيتفاجأ في لائحة تتضمن خطين هما المستقلون والأحزاب السيادية، وستعلن قريباً وتحدث نتائج مميزة ومفاجئة". وأعلن "أن مشروعه الانتخابي يرتكز إلى أمور عديدة أبرزها: التمسك بسيادة لبنان والدفاع عنها في البرلمان اللبناني ومحاربة سلاح حزب الله، والإعلان عن مشروع اقتصادي متكامل لحزب الكتلة الوطنية في خلال 10 أيام، والعمل على تغيير قانون الانتخاب الحالي". مؤكداً أنه مع الدائرة الفردية على دورتين التي تسمح للناخب بالتواصل المباشر مع المرشح، وتبعد شبح المتاجرة وبيع الأصوات والرشوة".

 

بعلبك- الهرمل منطقة تنام وتصحو على الترقب والحذر 

ايلاف/الأحد 19 أبريل

ركان الفقيه من بعلبك: تسود أجواء الترقب والقلق الأوساط السياسية والشعبية في منطقة بعلبك- الهرمل، بعد أيام عدة على اغتيال أربعة من جنود الجيش اللبناني وجرح الضابط المسؤول عنهم، إثر كمين نصبه لهم مجموعة من المسلحين على الطريق الدولية بين البقاع وبيروت، وتحديدًا مفترق بلدة تمنين التحتا القريبة من مدينة زحلة. واذا كانت الحادثة تأتي بعد سلسلة من الإجراءات والخطوات التي إتخذها الجيش اللبناني لملاحقة عصابات السرقة والاتجار بالمخدرات وإلقاء القبض على بعضهم ومقتل أحدهم من آل جعفر واتخاذ الكمين الذي تعرض له الجيش الطابع الثأري لمقتل جعفر وتردد معلومات عن مغادرة القتلة الاراضي اللبنانية لعدم عثور القوى الامنية على اي اثر لهم حتى الآن، فان القلق والتساؤلات تكبر يومًا بعد آخر، نظرًا إلى خطورة الكمين ومكانه وحجمه ومشاركة أفراد اخرين من المطلوبين لا ينتمون إلى آل جعفر، مما يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول خلفيات استهداف الجيش اللبناني وتداعياته.

واذا ما كان هناك تقاطع مصالح بين أكثر من جهة في أضعاف الجيش عبر النيل من كرامته وهيبته، وبالتالي الحؤول دون قدرته على بسط سلطته على كافة الاراضي اللبنانية، وهو ما قد يشكل مصلحة لأكثر من جهة وعلى رأسها عصابات الإجرام والسرقة التي اتخذ بعضها من منطقة بعلبك- الهرمل ملجأ له منذ سنوات طويلة، بسبب حالة الفقر والحرمان التي تعيشها المنطقة وغض طرف من قبل قوى الامر الواقع التي فرضت سيطرتها الامنية على منطقة، بقيت خارج الاهتمام الحقيقي للدولة منذ عهد الاستقلال وحتى الان، حيث يكاد المشهد الصحراوي والجبال الجرداء والطريق المليئة بآلاف الحفر التي لا يفصل بينها المتر الواحد تقدم صورة معبرة عن المنطقة، باستثناء اضافة وحيدة إلى المشهد منذ أيام، تتمثل بالآليات والقوافل العسكرية التي تجوبها والحواجز الكثيفة المنتشرة في ارجائها ومحاصرة أكثر من منطقة يرجح ان المسلحين ينتمون إلى عائلاتها وعشائرها أو لجأوا اليها بعد تنفيذ الاعتداء على الجيش، خصوصًا حي الشراونة الذي يقع عند الطرف الشمالي لمدينة بعلبك، وبلدة دار الواسعة على بعد كيلومترات عدة غربها اللتين غادرهما العدد الاكبر من رجالهما، إما لأنهم مطلوبون للاجهزة الأمنية وإما تجنبًا للتوقيف بغية التحقيق معهم حول اماكن وجود المطلوبين.

وتبدو النسوة في حال من الغضب ورفض ما يحصل، وتعتبر زينب جعفر تحرك السلطات الأمنية عملاً غير مبرر، وتقول لـ "إيلاف" :"اذا كان الجيش يريد القبض على المطلوبين فإنهم غادروا الحي ولا يحق للجيش أن يحاصرنا إلى درجة أننا لم نعد نتمكن من تأمين حاجاتنا الغذائية الضرورية" ويوضح أحد زعماء العشيرة أحمد جعفر:" اننا نسعى منذ زمن طويل للدخول الى الوطن وليس للخروج عنه. واذا كنا نستنكر ما تعرض له الجيش، علما ان من أقدم عليه هم قلة من الملاحقين بتهم مختلفة، فإن هذه المشكلة لم تكن لتحصل لو كان هناك سياسة انمائية حقيقية للدولة تضع حدًا للفقر والحرمان الذي ترزح تحت عبئه منطقتنا منذ عشرات السنين". ويدعو جعفر الى معاقبة الفاعلين فقط دون تعميمها على ال جعفر كعشيرة وعائلة كبيرة.

ويتابع الجيش اللبناني لليوم السابع على التوالي حملته في المنطقة حيث يحاصر الاماكن التي يسكن فيها ابناء عشيرة ال جعفر والعديد من المناطق الاخرى ويكثف حواجزه عند مداخل القرى و البلدات، حيث تمكن من كشف مصنع للمخدرات وضبط كميات كبيرة منها وما يقارب الثلاثة عشر سيارة مسروقة والقاء القبض على عدد من الملاحقين يتجاوز التسعين مطلوبًا. وتدل الاجراءات والمداهمات والارتال العسكرية على ان المنطقة قد دخلت مرحلة جديدة عنوانها الاساس فرض سلطة الدولة في منطقة عرفت تاريخيًا بالتهميش والحرمان، وتخلي الدولة عنها مما يدفع الى التساؤل اذا ما كان الباب الامني هو المدخل السليم لوضع حد للخروج على الدولة في منطقة تتجاوز نسبة اسرها التي تعيش تحت خط الفقر الثلاثين بالمئة وتفتقد للحد الادنى من مقومات العيش والبنية التحتية, فكيف اذا كان اقتصادها يقوم وبجانب أساسي منه على التهريب وزراعة المخدرات وانهيار القطاع الزراعي الذي كان يشكل الجزء الاخر من مصدر دخل السكان في المنطقة.

تتوالد الاسئلة كل يوم يمضي على تنفيذ الحملة الامنية للجيش اللبناني في منطقة بعلبك الهرمل. ويكاد يكون لسان حال كل فرد من أبنائها يسأل اذا ما كان سيتبع ذلك خطة انمائية حقيقية ترفع عبء الحرمان عن كاهلهم وتخرجهم من البقاء رهن سياسة الحكومات المتعاقبة التي كرست بتوجهها الانمائي المشوه, تهميش ما يسمى بالاطراف وعلى رأسها منطقة بعلبك- الهرمل.

 وتبدو الاسئلة أكثر تعقيدًا اذا ما تبين أن فرض سلطة الدولة على المنطقة تحول دون تحقيقه العقبات السياسية والنفوذ الذي تتمتع به العصابات التي تتولى التهريب وسرقة السيارات وتجارة المخدرات، وتبين انها استطاعت معرفة اسم الضابط المسؤول عن الكمين الذي اطلق عناصره النار على سيارة المطلوب من آل جعفر الذي قتل وقريب آخر له ورصد حركة الضابط المستهدف نفسه بعد أن حملته وقائد اللواء التابع له مسؤولية مقتل أحد كبار رجالها، إثر تمكن الجيش من رصد ومحاصرة اجتماع موسع عقده أبرز اعضاء هذه العصابات التي تضم أفرادًا من العشائر الاساسية، الامر الذي يشكل لها بعضًا من الحماية والقوة التي لا يستهان بها.

ولا تتوقف العقبات عند هذا المستوى، بل تطال طبيعة الموقف الذي يتخذه "حزب الله، تجاه عملية حصار ومطاردة المطلوبين خصوصًا ان منطقة بعلبك- الهرمل تشكل خط الدفاع الاستراتيجي واللوجستي الاخير للحزب، مما يجعله كمن يلتقط العصا من الوسط, فهو ناهيك بعدم استعداده للدخول المباشر على خط المساعدة للقبض على المطلوبين لكونهم ينتمون الى عشائر وعائلات ذات ثقل، ما قد يتسبب له بالكثير من المتاعب السياسية والامنية اذا ما أقدم على هذه الخطوة، يظل معنيًا من جهة أخرى بتأمين نوع من الاستقرار الامني الذي لا يجعله مكشوفًا أمام بعض العمليات "المافياوية" التي يقدم عليها زعماء وأفراد العصابات الذين يستفيدون من هامش يوفره الوجود العسكري للحزب، ويجعل الجيش اللبناني محكومًا بالتنسيق معه لدى القيام بأي عملية أو خطة لالقاء القبض على المطلوبين.

يضاف إلى ذلك توجس لا بد ان يستمر لدى قيادة الحزب حول المآل الأخير للاوضاع السياسية والامنية في البلاد، خصوصًا في ما يتعلق بدور الجيش اللبناني الذي يبقى محكومًا بالمعادلة السياسية العامة التي يمكن ان تحددها التطورات الدولية والاقليمية المقبلة واستطرادًا في لبنان، مما يجعل الحزب في حالة رصد ويقظة دائمة لأي تعديل يمكن ان يطرأ على دور الجيش اللبناني, واذا ما كان ذلك يشكل تهديدًا لوجوده العسكري في أكثر من منطقة في لبنان ومنها منطقة بعلبك - - الهرمل وخصوصًا قبل التوصل إلى وضع استراتيجية دفاعية متوافق عليها من جميع اللبنانين.

 

بيضون يقاطع الانتخابات: "أمل" و"حزب الله" يمسكان الأرض بالسلاح

موقع تيار المستقبل/ التاريخ: 19 نيسان 2009 المصدر:  

  أعلن الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون في حديث الى "اذاعة الشرق" أمس، مقاطعة العملية الانتخابية في الجنوب "لصعوبات تتعلق برفض الكتلتين الرئيسيتين "أمل" و"حزب الله" الانفتاح على الرأي الآخر، والامساك بالارض عبر السلاح والترهيب والتسبب بأذية كل من يخالف قاعدتيهما ولمنع التسبب بأذية المواطنين". وقال إن هذا الوضع "يفقد المعركة الانتخابية أي بعد حقيقي في ظل سطوة "امل" و"حزب الله" ويمنع بروز الصوت الشيعي الليبرالي جنوباً، وخصوصاً أن الدولة لم تحسم أمرها أمنياً بوضع خطة أمنية للانتخابات".

 

التواطؤ السوري ـ الإسرائيلي

 موقع تيار المستقبل/التاريخ: 19 نيسان 2009

حديث الرئيس السوري بشار الأسد عن رفض ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا في منطقة مزارع شبعا تحت الاحتلال الاسرائيلي يناقض كل مزاعم نظامه عن إنكار سعيه إلى تجديد هيمنته على لبنان. كلام الاسد يشكل تراجعاً عن الموقف المعلن أثناء القمة اللبنانية ـ السورية، كما يعقد إمكانية التوصل إلى تطبيق القرار 1701، فضلاً عن انه يناقض موقف اللبنانيين على طاولة الحوار الوطني. هناك تناقض وتراجع عن الموقف المعلن الصيف الماضي في اجتماع الرئيسين اللبناني ميشال سليمان والسوري بشار الأسد، إذ تم الاتفاق على ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا، ولم يقل البيان أن مزارع شبعا لن تُرسم الحدود فيها قبل انتهاء الاحتلال، أي أن الموقف السوري جديد. الأسد علّل موقفه بأن بلاده لا تريد أن تسهل مشكلة اسرائيل في موضوع مزارع شبعا لأنها ارض عربية محتلة. في الشكل: الكلام صحيح، لكنه في المضمون يؤدي إلى إبقاء الاحتلال في المزارع، وهذا يعني إبقاء هذه المنطقة بوابةً لاستدراج عروض التفاوض مع الدولة العبرية.

عملياً، فإن الترجمة الوحيدة لكلام رئيس النظام السوري استمرار الاحتلال، ومعزوفة السلاح عندنا، لأن هذا الموقف يربط ترسيم الحدود بمسألة انتهاء الاحتلال، وشرط انتهاء الاحتلال تأكيد لبنانية مزارع شبعا وترسيم حدودها. استمرار الاحتلال الاسرائيلي للمزارع ورفض ترسيمها من قبل النظام السوري، لا يعني إلا التواطؤ بين النظام السوري وإسرائيل لإبقاء الأوضاع على ما هي عليه في لبنان عموماً والجنوب خصوصاً. ولا يأمل عاقل بالخروج من حالنا هذه، ذلك أن بعضنا يصرّ على "شكر" سوريا على جرائمها، وآخرين يلتزمون ولاية الفقيه، فيما البعض الثالث يبحث عن مقعد نيابي، لا عن بلد مستقل وحر.

 

البطريرك صفير ترأس قداس الاحد في بكركي والتقى وفدا فرنسيا

ووفدا من مؤسسة البطريرك صفيرالاجتماعية مهنئا بالذكرى ال23 لتنصيبه: نتمنى على الدولة استئناف مساعدتها للمدارس الخاصة المجانية

الناس منقسمون على نفوسهم فليجمعوا صفوفهم ولينشروا خير الوطن

النائب عدوان: ما يطمئن اليوم ان كل الفرقاء اصبحوا مقتنعين

بضرورة الذهاب الى الانتخابات النيابية بأجواء هادئة وديموقراطية

وطنية- 19/4/2009 ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير قداس الاحد في كنيسة الصرح البطريركي الداخلية في بكركي، عاونه فيه المطران شكرالله حرب وامين سر البطريركية المارونية الخوري ريشار ابي صالح،القيم البطريركي الخوري جوزف البواري والاب طوني خضرا، وحضره وفد فرنسي برئاسة رئيس المجلس النيابي السابق ورئيس اللجنة الاقتصادية والثقافية والبيئية في البرلمان الفرنسي ونائب رئيس بلدية رويال مال ميزون باتريك مواييه ورئيس اتحاد بلديات كسروان الفتوح المحامي نهاد نوفل وحشد من الفاعليات السياسية والحزبية والثقافية ومن المؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس القى البطريرك صفير عظة تطرق فيها الى الشأن العام، متناولا موضوع المدراس الخاصة المجانية التي تعودت ان تتقاضى من الدولة مرتبا ضئيلا ولم تدفعه لها منذ سنوات مما يجعل هذه المدراس تفكر باغلاق ابوابها في وجه الطلاب. وفي ما يلي نص العظة:

"نواصل الحديث عن كتاب قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر "يسوع الناصرة" ويتناول الحديث اليوم صور انجيل يوحنا الكبرى ، ونتابع الحديث عن الماء :

سنجد التوتر عينه الداخلي الخاص بالكائن البشري في الفصل عن الخبز . موسى أعطى المنّ وأعطى الخبز النازل من السماء. ولكنه كان، بعد كل، "خبزا" أرضيا. المنّ هو وعد. وموسى الجديد سيعطي الخبز مجدّدا. ويجب أن يعطي أكثر، أكثر ممّا هو المنّ. ونرى مجدّدا "كما يقول الكتاب" ان الانسان هو توّاق إلى اللامتناهي، إلى "خبز" آخر، يكون حقا "الخبز النازل من السماء" .

وهكذا ان مواعيد المياه الجديدة والخبز الجديد يتقابلان . وهما يقابلان بعد الحياة الآخر ، الذي يتوق إليه الانسان حتما . ويميّز يوحنا بين الحياة البيولوجية والحياة الأرحب، التي هي ينبوع ، لا تخضع للموت ولا للمصير الذي يطبع الخليقة بمجملها. في الحديث الذي دار بين المسيح والسامرية، يصبح الماء، دونما شكّ ، في صيغة مخالفة ، رمز الروح، قدرة الحياة الحقيقية التي تطفيء ظمأ الإنسان العميق بإعطائه الحياة الكاملة التي ينتظرها دون أن يعرفها.

في الفصل الخامس اللاحق، يظهر الماء على سبيل المرور. انه تاريخ الانسان المريض منذ ثلاثين سنة، الذي ينتظر الشفاء من نزوله في حوض بيت حسدا، ولكنه لا يجد من يساعده على ذلك. فشفاه يسوع بقدرته. واتمّ على المريض ما كان هذا الأخير ينتظره من ملامسته الماء الصحي. في الفصل السابع ، الذي بحسب افتراض شرّاح حديثين مقتنع، كان يتبع منذ البدء مباشرة الخامس، نجد يسوع في عيد الخيام بما له من طقس هبة الماء الاحتفالي، وسنعود إلى ذلك بالتفصيل.

ونجد مجدّدا رمزية الماء الجديدة في الفصل التاسع. يسوع يشفي أعمى منذ ولادته. وعملية الشفاء تنطوي على أن على الأعمى، بناء على أمر يسوع، أن يغتسل في حوض شيلوحا. وهكذا يستعيد النظر. شيلوحا، "هذا الاسم يعني:المرسل" يشرح الانجيلي لقرّائه الذين لا يعرفون العبرية1 . ولكن الأمر لا يكتفي بملاحظة لغوية بسيطة. إن هذا يعلّمنا سبب الأعجوبة الحقيقي. ذلك أن "المرسل" هو يسوع. وفي آخر المطاف ، إنه يسوع هو الذي بواسطته وفيه يتطهر ليستعيد النظر. إن الفصل بكامله بدا أنه شرح للعماد الذي يعيد الينا النظر. المسيح يجود بالنور، وبواسطة السرّ يفتح منا العيون.

وفي معنى مشابه، لكنه لا يخلو من اختلاف، يبدو الماء في الفصل الثالث عشر، في الساعة الأخيرة من العشاء السري ، لدى غسل الأرجل. فيقوم يسوع عن المائدة ، ويضع ثوبه جانبا، ويأخذ منديلا يأتزر به، ويصبّ ماء في إناء ويبدأ بغسل أقدام التلاميذ2. إن تواضع يسوع الذي جعل نفسه خادما لتلاميذه ، هو غسل الأرجل المطهر الذي يجعل الناس أهلا للجلوس إلى مائدة الله.

وفي النهاية، يبدو الماء في نظرنا مرة جديدة ، كبيرا وعجيبا، في آخر الآلام . مات يسوع غير أن ساقَيه لم يكسرا لكن "أحد الجنود طعن خاصرته بحربته، وخرج منها حالا دم وماء"3. لقد أراد يوحنا ، دونما شك، أن يشير إلى سريّ الكنيسة الأهمّين، العماد والقربان ، اللذين يتفجّران من قلب يسوع المطعون، وبهذه الطريقة ، تولد الكنيسة من جنب يسوع .

إن يوحنا ، في رسالته الأولى، عاد إلى موضوع الدم والماء بإعطائه إياهما معنى آخر: ان يسوع المسيح هو الذي جاء من الماء والدم : ليس فقط من الماء، بل من الماء والدم... ومن يشهد ، إنما هو الروح، لأن الروح هو الحق. إنهم ثلاثة الذين يشهدون، الروح والماء، والدم: ويجتمع الثلاثة في شهادة واحدة4 . وهنا نجد أمرا في جدل ظاهر، ضد مسيحية تعترف، ولا شكّ، بعماد يسوع كحدث خلاصي، إنما بموته على الصليب. وهنا نعني مسيحية تريد ، اذا جاز التعبير، فقط الكلمة ، ولكنها لا تريد اللحم والدم. جسد يسوع وموته لا أهمية لهما، في آخر المطاف. ولا يبقى من المسيحية إلا "الماء" - والكلمة دون جسد يسوع تفقد قوتها . والمسيحية تصبح عقيدة بسيطة، وأخلاقية بسيطة ومسألة عقلية، غير انه يعوزها الجسد والدم. وميزة دم يسوع الفدائية تصبح غير مقبولة فهي تفسد الانسجام العقلي.

كيف لا نرى تهديدات لمسيحيتنا الحالية ؟ والماء والدم يشكّلان وحدة. والتجسد والدم، والعماد ، والكلمة والسرّ ، كل هذه لا سبيل إلى فصلها. وعلى الروح أن يضمّ إلى هذا المثلث الشاهد. وفي هذا المعنى، شناكنبرغ يشير بحق إلى أن شهادة الروح في الكنيسة، وبالكنيسة يجب أن نفهمها انطلاقا من يوحنا 26: 15 ويوحنا 16: 10 .

ولنكبّ الآن على كلمات الوحي التي فاه بها يسوع في إطار عيد الخيام ، التي نقلها إلينا يوحنا. كان ذلك يوم الاحتفال بنهاية العيد. وقف يسوع وصرخ :"من كان عطشان، فليأتِ إليّ ، ويشرب ، من آمن بي، على ما يقول الكتاب : تجرِ من جوفه أنهار ماء حيّ"5. وفي مؤخرة المشهد، كانت طقوس العيد التي كانت تقوم على انتشال الماء من ينبوع شيلوحا للقيام بأعمال التكفير في الهيكل طوال سبعة أيام العيد. في اليوم السابع، كان الكهنة يطوفون سبع مرات حول الهيكل بوعاء الماء المذهّب قبل المباشرة بإراقة هذا الماء. هذه الطقوس المتعلقة بالماء، تشير إولا إلى أصل العيد في ديانات الطبيعة. وكان العيد في الأصل صلاة للاستسقاء في بلد يهدّده الجفاف، ويحتاج أشد الحاجة إلى المياه . وبعدئذ ، كان الطقس يستذكر حادثة من تاريخ الخلاص، أي الماء الذي كان الله قد فجّره من الصخر من أجل العبرانيين، فيما كانوا سائرين في الصحراء ، على الرغم من شكوكهم ومخاوفهم 6.

أخيرا إن الماء الذي يتفجّر من الصخر كان قد أصبح تباعا موضوع رجاء مسيحاني. في أثناء السير في الصحراء، أعطى موسى اسرائيل خبز السماء وماء الصخر. وبالتالي، كانوا ينتظرون من موسى الجديد يسوع ، هاتين الهبتين الأساسيتين بالنسبة إلى الحياة. وترجمة هبة الماء المسيحانية هذه تنعكس أيضا في رسالة القديس بولس الأولى إلى أهل كورنتس :"لقد أكلوا جميعا الطعام عينه، الذي كا روحيا : وشربوا جميعا من الينبوع عينه، الذي كان روحيا ، لأنهم كانوا يشربون من صخرة كانت ترافقهم ، وكانت هذه الصخرة المسيح "7 .

بالعبارة التي لفظها يسوع، لدى طقس الماء، أجاب على هذا الرجاء. فهو موسى الجديد. وهو الصخرة التي تجود بالحياة. وكما أنه يكشف عن نفسه أنه الخبز الحقيقي الآتي من السماء، في الخطاب عن خبز الحياة، هكذا فهو يقدّم نفسه، بطريقة مشابهة ، لما قاله أمام السامرية، أنه هو الماء الحيّ الذي يتوق إليه الانسان في عطشه العميق، عطش الحياة و"الحياة بوفرة"8.

بالكلمة التي لفظها يسوع في أثناء طقس الماء، ردّ على هذا الرجاء، فهو موسى الجديد. وهو عينه الصخرة التي تهب الحياة. وكما أظهر عن نفسه أنه الخبز الحقيقي الآتي من السماء في خطابه عن خبز الحياة، هكذا يقدّم نفسه، بطريقة مشابهة لما فعله أمام السامرية، كأنه الماء الحي الذي يتوق إليه الانسان في عطشه العميق ، عطش الحياة ، و"الحياة الوافرة"9 ، حياة لن تطبعها الحاجات التي يجب إشباعها باستمرار ، بل حياة تنفجر منها لنفسها من الداخل. وأجاب يسوع أيضا على هذا السؤال : كيف يُشرب ماء الحياة ؟ كيف المجيء إلى هذا الينبوع، وكيف يمكن الاستقاء منه ؟ من آمن بي ... "الايمان بيسوع، هذه هي طريقة استقاء الماء الحيّ، استقاء الحياة التي لا يتهدّدها الموت.

وعلينا الآن أن نصغي إلى النصّ بانتباه متزايد. وهو يتابع القول:"كما يقول الكتاب: تجري من جوفه أنهار ماء حي"10. من أي جوف ؟ هناك جوابان على هذا السؤال منذ الأعصر الأولى. إن التقليد الاسكندري الذي دشّنه اوريجانوس (مات نحو سنة 254) والذي أقرّه أيضا آباء لاتين بارزون مثل ايرونيموس وأغسطينوس، يقرأ هكذا العبارة "من آمن ... تجري من جوفه" : الانسان الذي يؤمن يصبح هو عينه ينبوعا ، صحراء تتفجّر منها مياه طرية، سليمة ، القوة المانحة حياة الروح الخالق. والتقليد الآخر ، الذي هو أقل انتشارا، وهو تقليد آسيا الصغرى الذي بأصله أقرب من يوحنا ويمثّله يوستينيانوس الذي توفي سنة 165 وإيريناوس، وهيبوليتوس، وقبريانوس وافرام، يبدّل علامات الوقف. من كان عطشان ، فليأتِ إليّ ، ومن يؤمن بي، فليشرب. وكما يقول الكتاب : تجري من جوفه أنهار. و"جوفه" يعود الآن ألى المسيح. فهو الينبوع، والصخرة الحيّة ، التي يجري منها الماء الجديد.

من ناحية فقط لغوية، إن التفسير الأول هو مقنع أكثر، لهذا ، جريا مع آباء الكنيسة، يقبل بذلك أكثر آباء الكنيسة الحديثون . غير أنه لجهة المحتوى، هناك ميل إلى التفسير الثاني، تفسير "آسيا الصغرى" الذي يقول به مثلا شناكنبورغ دون أن نرى فيه تضادا مبدئيا يخرج التفسير "الاسكندري" . وهناك مفتاح هام للتفسير جاءنا من الصيغة على ما "يقول الكتاب ويسوع يصرّ على الموافقة على مواصلة الكتاب، ومواصلة تاريخ الله مع الناس. في انجيل القديس يوحنا ، وأيضا في الأناجيل الإزائية وما عداها في كل البيان الكتابي الجديد، إن الايمان بيسوع يبرّره ، وهو أن فيه تتلاقى كل أنهر الكتاب . وانطلاقا منه ، يظهر معنى الكتاب في كل ما فيه من انسجام، على ما يُنتظر من الجميع ، ونحو ذلك يتجه الكل .

أيها الاخوة والابناء الأعزاء ،

المسيح هو الخبز السماوي، وهو الماء الحيّ . ومن يشرب منه لا يعطش ابدا. وعلينا أن نعرف ، لدى سماع القداس والمناولة، أننا نتناول جسد الرب للحياة الأبدية.

راجَعَنا بعضُ أرباب المدارس الخاصة المجانية التي تعوّدت أن تتقاضى من الدولة مرتبا ضئيلا عن بعض الأولاد، ولكنه منذ سنوات لم تدفع الحكومة ما عليها، وهذا يرهق موازنة هذه المدارس، وهي لا تعرف كيف تتصرف. وقد تفكر في إغلاق أبوابها في وجه الطلاب، فهل هذا ما يريده أهل الحكم. لا نعتقد ذلك. لذلك على الدولة أن تستجيب لهذه المطالب المحقّة".

استقبالات

وبعد القداس التقى البطريرك صفير الوفد الفرنسي برئاسة مواييه ورئيس اتحاد بلديات كسروان - الفتوح المحامي نهاد نوفل رئيس بلدية ذوق مكايل، اللذين اطلعا غبطته على التوأمة التي تم التوقيع عليها بين البلديتين من اجل تعاون بيئي وثقافي في مجالات مختلفة. كما وضعاه ايضا في صورة افتتاح بيت الشباب والثقافة في الذوق أمس بحضور وزير الداخلية زياد بارود والسفير الفرنسي في لبنان اندريه باران اللذين وقعا كشهود على وثيقة التوأمة.

واشار نوفل الى ان "مواييه حضر الى بيروت مع خمسة من كبار معاونيه لهذه الغاية، وهو يغادر اليوم لاضطراره الى لقاء الرئيس الفرنسي، مؤكدا انه سيكون رسولا يحمل القضية اللبنانية الى المحافل الفرنسية والاوروبية من اجل نصرتها.

رئيسة الجالية في توغو

بعدها استقبل البطريرك صفير رئيسة الجالية اللبنانية في توغو غلاديس منير التي سلمته دعوة رسمية لتدشين كنيسة سيدة لبنان في توغو.

وفد الاحرار

وأمام وفد من أمانة التربية في "حزب الوطنيين الاحرار" برئاسة الدكتور الياس رزق، قال البطريرك صفير:"اننا نشكر لكم زيارتكم خاصة في هذه الاوقات العصيبة، والناس يستعدون للقيام بواجب وطني هو واجب الانتخاب، وعليهم ان يختاروا الاصلح والذي يخدم الوطن الخدمات الجلة. طبعا الناس منقسمون على نفوسهم في هذه الايام، ولكن يجب ان يعملوا كل شيء لكي يجمعوا صفوفهم ولكي ينشروا فقط خير الوطن وليس الخير الشخصي".

اضاف:" ليس علينا ان نعطيكم نصائح فان ضميركم الوطني يرشدكم الى ما يجب ان تقوموا به، والوطنيون الاحرار قد برهنوا دائما على انهم الحزب الذي يتوخى خير الوطن وليس خير الاشخاص على اختلاف مناطقهم".

وختم غبطته كلمته شاكرا للوفد "زيارته، املا ان يكون هذا العيد خير بركة لكم ولعيالكم".

زوار

ومن الزوار ايضا وفد من حركة لبنان الكيان برئاسة جوزف جعجع الذي وضع غبطته في صورة ترشح الدكتور نبيل حكيم، الشاعر اميل فهد الذي قدم لغبطته نسخة من ديوانه الجديد (شوك الحلم)، رئيس الجمعية المسيحية للتدريب والتوظيف "لابورا" الاب طوني خضرا الذي وجه دعوة للبطريرك للمشاركة في العشاء السنوي للجمعية الذي سيقام في 30 الجاري في كازينو لبنان والقنصل كميل فينيانوس.

كما التقى غبطته ايضا سفير لبنان في البحرين عزيز قزي الذي اطلعه على اوضاع الجالية اللبنانية هناك.

عدوان

اما نائب رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان وبعد لقائه البطريرك صفير على مدى 20 دقيقة أشار الى ان "ما يطمئن اليوم هو ان كل الفرقاء اصبحوا مقتنعين بضرورة الذهاب الى الانتخابات النيابية بأجواء هادئة وديموقراطية"، معتبرا ذلك " خطوة نوعية ومسؤولية".

ورأى عدوان ان "التنافس الديموقراطي واجب بالرغم من الصراع حول الخيارات الكبرى التي تتعلق بمستقبل لبنان معولا كثيرا على دور الناخب في اختياره وعلينا جميعا الالتزام بخيارات الناس".

وردا على سؤال حول ما اذا كانت 14آذار ستخوض الانتخابات النيابية موحدة قال عدوان:" دون اي شك، انا اطمئن كل اللبنانيين انه من الطبيعي في ظروف الانتخابات هناك بعض الاشخاص لديهم مواقف ونحن نحترمها ونحترم موقف الوزير نسيب لحود، وهو من قادة 14 آذار وسيستمر في هذا الخط، وفي المتن تحديدا سيكون داعما لقوى 14 آذار. اما بالنسبة الى الشوف، فقد حصلت المصالحة في الجبل برعاية صاحب الغبطة وهي أسست لوحدة الجبل، ونحن نركز على هذه المصالحة يوما بعد يوم ونزيد المداميك فيها لان وحدة الجبل هي من وحدة لبنان".

اضاف:" اذا كان اهالي الجبل متفقون بعيش مشترك وبشراكة حقيقية وبتوازن يكون لبنان بألف خير. وفي الشوف سنخوض كقوى 14 آذار الانتخابات موحدين، ومن الآن حتى موعد الانتخابات من الطبيعي ان تحصل بعض الامور السياسية وهي لن تؤثر على جوهر الانتخابات ولا على وحدة 14 آذار".

مؤسسة البطريرك صفير

وظهرا استقبل البطريرك صفير رئيس مؤسسة البطريرك نصر الله صفير الاجتماعية والثقافية والتربوية في ريفون الدكتور الياس سعيد صفير على رأس وفد من اعضاء مجلس المؤسسة الذي جاء مهنئا غبطته بالذكرى ال23 لتسلمه الكرسي البطريركي الماروني في حضور ممثل رئيس الجمهورية في المنظمة الفرنكوفونية الدكتور خليل كرم.

والقى الدكتور صفير كلمة بالمناسبة هنأ فيها "غبطته بأسمه واسم المؤسسة التي تحمل اسمه، لافتا الى ان البطريرك صفير " حمل آلام لبنان والانسان في أصعب الظروف والازمات، وكان المرجع الروحي للموارنة والوطني لكل اللبنانيين دون تمييز او تفرقة، مؤكدا السير بتوجيهاته الوطنية والروحية".

اضاف الدكتور صفير: "نأتي اليك، باسم مؤسستك، يا سيدنا، في عيد تتويجك بطريركا، على انطاكية وسائر المشرق، لانك الشيخ الحكيم، السديد الرأي، الاب الصالح، والخادم الامين، للوطن وللشعب".

وتابع:" لقد حملت آلام لبنان، والانسان، في أصعب الازمنة، فكنت المرجع الروحي للموارنة، والمرجع الوطني لجميع اللبنانيين، دون تمييز او تفرقة، على اساس طائفي او مذهبي، ومن غير تصنيف سياسي او فئوي. خلال ثلاث وعشرين سنة من الحبرية، كنت، ولا تزال، قبلة الانظار، ومحط الآمال، موضع ثقة للداخل والخارج، للبنان والاشقاء العرب، وللدول الصديقة في العالم كله. انت "ابو الطائفة"، لم تكن مرة طائفيا، فالمسيح لم يصلب عن فئة مختارة من الناس، بل افتدى البشرية كلها. نحن، يا سيدنا، نستمع اليك، ونهتدي بك، ونطمئن الى حسن تدبيرك. نحن نعمل بتوجيهاتك، ونسير في ضوء ما علمتنا، لانك توجت حبريتك بالمبرات والمواقف الوطنية والاجتماعية، وقد اصبحت خطبك ومواعظك، موسوعة فكر وأدب ، نسعى لنشرها وتعميمها، ملتمسين بركتك".

اضاف:" صاحب الغبطة والنيافة، يا من التزم رسالة المحبة، والصفح، والغفران، وأشرع ابواب الصرح التاريخي، لكل قاصد خير، وطالب مشورة، وباحث عن حقيقة، فوجدوا لديك الكرامة والإكرام، تبشر بالحق وترشد الى المعروف. فنرجو ان يتقبل الله تعالى، دعاءنا، لكي تظل رجاء للقلوب، ونورا للبصائر والضمائر.

وختم بالقول:" منا جميعا، اخوتي في المؤسسة التي تتشرف بحمل اسمك،المحبة، والشكر، والعهد ان نحفظ الامانة. طالبين ان تمنحنا بركتك، ورضاك".

رد البطريرك

ورد البطريرك شاكرا لاعضاء مؤسسة البطريرك صفير "مجيئكم هذا اليوم الى هذا الصرح البطريركي، تذكروننا اننا في مثل هذا اليوم بثلاث وعشرين سنة شاء الله ان ينتخبنا اخواننا اصحاب السيادة "المطارنة بطريركا على طائفتنا المارونية".

اضاف:" اننا نشكر الله معكم لانه اختارنا وقد أولانا النعمة التي كنا نسأله إياها لكي نقوم بما علينا من واجب".

وتابع:"اننا نشكر لكم يا حضرة الطبيب الدكتور صفير رئيس المؤسسة التي تحمل اسمنا ما تلطفتم وأسرتم الينا من مبرات نحن لسنا اكفاء لها، ولكن هذه المؤسسة تسعى جهدها لكي تؤمن العلم للذين يحتاجون اليه من اللبنانيين الطلاب الذين لا وسيلة لهم لكي يتابعوا دراستهم الا هذه الوسيلة. ان ما تقومون به اننا نشكركم عليه وهذه مبرة يجب ان تستمر لان الحاجة اليها تشتد يوما بعد يوم وخاصة في هذه الايام التي نعيشها وهي ايام ضيقة على الكثير من العائلات اللبنانية، ولذلك فان هذه المؤسسة تحاول جهدها ان تساعد الذين يستحقون المساعدة، ومن بينهم الطلاب الذين ربما يجلون يوما ما في المجتمع اللبناني. لا نريد اطالة الكلام انما نريد ان نشكركم لانكم العمله الذين يخفون اسماءهم ويعملون في السر وليس في العلن، ولكم أجر كبير عند الله تعالى. كلل الله أعمالكم بالنجاح".

وفي الختام قطع البطريرك صفير قالب الحلوى يحيطه اعضاء المؤسسة والاعلاميين المعتمدين في الصرح البطريركي وشربوا معا نخب المناسبة متمنين له دوام الصحة والعافية.

 

المطران عوده ترأس قداس الفصح في كاتدرائية القديس جاورجيوس: لنكون مواطنين صالحين في دولة واحدة لا دويلات فيها ولا انقسامات ولا قطاع طرق

أدعو جميع المواطنين إلى تحكيم ضمائرهم والتفكير مليا قبل اختيار ممثليهم

أيها الحكام قوموا بواجباتكم التي تنص عليها القوانين دون مواربة أو استنسابية

الشباب مدعوون لإنهاض وطنهم وإنقاذه واتخاذ المواقف الجريئة الواعية غير المتهوّرة

وطنية - 19/4/2009 ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده خدمة الهجمة وقداس الفصح في كاتدرائية القديس جاورجيوس في ساحة النجمة، في حضور وزير الاعلام طارق متري، النائب ميشال فرعون وشخصيات رسمية وحزبية وحشد من المؤمنين.

بعد قراءة الإنجيل المقدس، ألقى المتروبوليت عوده عظة قال فيها: "المسيح قام ـ حقا قام، فلنسجد لقيامته ذات الثلاثة الأيام. المسيح قام من بين الأموات ووطئ الموت بالموت ووهب الحياة للذين في القبور. أيها الأحبة،

اليوم نعيد لذكرى انبعاث النور من القبر الفارغ، ذكرى قيامة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح من الموت وغلبته على الجحيم وانتصاره على الشر والظلم والحقد وكل المفاسد التي تعيق خلاص الإنسان. إنه عيد الأعياد وموسم المواسم كما ننشد طيلة هذا الأسبوع متبعين قول الرسول إفرحوا بالرب كل حين وأقول أيضا إفرحوا، لأنه لا ملجأ آمنا لنا سوى الرب الإله الذي لا ينافسنا على شيء ولا يسابقنا على شيء ولا يحسدنا على شيء ولا يرشقنا بالإتهامات بل يفتح ذراعيه لنا منتظرا توبتنا وعودتنا إليه في أي حين.

يوم القيامة هو اليوم الذي يفتح لنا زمن الأبدية، الزمن المرتبط بالرب يسوع الممجد. هذا اليوم يدعونا الى الاتحاد بالمسيح الرب الذي هو حاضر في الزمن لكنه فوق الزمن، يدعونا الى الانتقال من عالم الظلمات الى عالم النور.

المؤمنون يعلمون ان المسيح حي وأن عليهم أن لا يبحثوا عنه بين الأموات. إنهم يعلمون أنه والآب في قلوبهم: "في ذلك اليوم تعلمون أني أنا في أبي وأنتم في وأنا فيكم" (يو 14: 21). هذه حال من يحب الرب يسوع ويؤمن به: "إن أحبني أحد يحفظ كلامي ويحبه أبي وإليه نأتي وعنده نصنع منزلاً " (يو14: 23).إن الموت أتى بآدم أما الحياة فبالمسيح اتت: "فإنه إذ الموت بإنسان، بإنسان أيضا قيامة ألأموات، لأنه كما في آدم يموت الجميع، هكذا في المسيح سيحيا الجميع" (1كو 15: 21-22). الظلمة كانت بالانسان الأول وأما الانسان الثاني، يسوع المسيح، فقد جاء نورا الى العالم لينتشل الماكثين في الظلام، العائشين في الخطيئة، الى الحياة في الله. إن كان الانسان متحدا بالمسيح فهو ميت عن الخطيئة وحي لله، والخطيئة لن تسود عليه. المسيحي مات عن الخطيئة ولا علاقة له بها فيما بعد. إنه لتناقض أن يحيا في الخطيئة لأنه ليس هو الذي يحيا بل المسيح يحيا فيه: "مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا في "(غلا 2: 20). لذلك يحيا المسيحي باتحاد مع المسيح القائم. قيامة المسيح قد انتشلته بالكلية من أعماق الخطيئة والموت ورفعته الى بهاء المجد.

ولو أن المسيح ظهر "في شبه الخطيئة" (رو 8 :3 ) فقد دان الخطيئة في جسده وحطم مملكتها بموته وقيامته. هذا الانتصار هو قاعدة تحرر المسيحي. المسيح قام من بين الأموات ليدخل الانسان في حياة جديدة، في حياة قيامية. في هذه الحال يطلب ما هو فوق ويهتم بما هو فوق لا بما على الأرض لأن حياة المسيحي مستترة مع المسيح في الله (كو3 : 1- 3). لذلك يطلب بولس الرسول من المؤمنين بالمسيح أن " أميتوا أعضاءكم التي على الأرض: الزنى، النجاسة، الهوى، الشهوة الرديئة، الطمع الذي هو عبادة الأوثان...إطرحوا عنكم...الغضب، السخط، الخبث، التجديف، الكلام القبيح من أفواهكم. لا تكذبوا بعضكم على بعض إذ خلعتم الإنسان العتيق مع أعماله ولبستم الجديد الذي يتجدد للمعرفة حسب صورة خالقه."(كو3 :5 -10 ).

في موسم القيامة المبارك هذا نتساءل ألم يحن موعد قيامة وطننا لبنان من آلامه؟

وطننا جريح يئن منذ زمن ولم يشف كليا بعد، وإن داويت جرحا أصيب بجراح، وكأن نصيبه من الحياة تَحَمُّلُ تَبِعاتِ الجميع، دون أن يدرك أبناؤه أنهم إن خسروه فلن يجدوا لهم وطناً بديلاً.

تمر السنون، وتمر الإستحقاقات، وفي كل مرة نقول لعلها آخر التجارب وآخر الآلام، لكننا نستفيق على مشكلة جديدة وجرح جديد ونزف جديد.

فبعد التطاول على القوانين ثم على المواطنين وحياتهم وسلسلة الإغتيالات جاء دور الجيش، رمز الوطن وحاميه. الجميع يستنكر، والتصاريح تتسابق لتدين الإعتداء على أمن الوطن وهيبة الجيش، ثم تتكرر المأساة. فما دام الجميع متفقين على الإدانة، لمَ لا يتكاتفون مع القيادة لكشف الفاعلين ومعاقبتهم؟ إن لم يُجمع اللبنانيون، كل اللبنانيين، على احترام وطنهم وجيشهم، وعدم المساس بأي من مقوّمات هذا الوطن الذي هو مبدئياً وطن الجميع، فلن تستوي الأمور وسنخسر وطننا المثخن بالجراح بسببنا، وإن سكتنا على ما يقوم به هؤلاء الخارجون على القانون، عوض أن نتلاحم حول جيشنا، فسندفع جميعُنا ثمنَ تقاعسنا.

الأحداث الأخيرة زادت المواطن إحباطاً، هذا المواطن الذي يعاني الأمرّين لكي يستطيع الإستمرار في عيشٍ لم تعد صفةُ الكريمِ تنطبق عليه. صعوباتُ الحياة تزداد والبطالةُ تستشري يوماً بعد يوم قاضمةً ما تبقى من أملٍ في نفوس الشبان والشابات الذين أمضوا سنين طوالاً في التحصيل العلمي وتجميع الشهادات ليروا أنفسهم عاطلين عن العمل، لا يجدون فرصةَ عملٍ أو وظيفةً في وطنٍ يَقهَرون أنفسَهم للبقاءِ فيه وعدمِ هجرته كما فعل الكثيرون من رفاقهم. هؤلاء الشبان، أملُ المستقبل، هم أمانةٌ في أعناق المسؤولين، كل المسؤولين، وفي أعناقنا. علينا الإهتمامُ بمستقبلهم وفتحُ الآفاق أمامهم وإعطاؤهم الفرص لا استزلامُهم وجعلهم من الأتباع الذين لا صوت لهم. علينا تنميةُ الحس النقدي عندهم والإستماعُ إلى آرائهم لا فرضُ آرائنا عليهم، لأن الشباب عنصرُ تغييرِ في المجتمع وتجديدٍ لصورة الوطن. فبقدر ما نساعدهم على صقل أنفسهم وتهذيبها وبنيانها، بالقدر ذاته نساعدهم على تغيير صورة مجتمعهم وتجلّيها.

قد تكون الإنتخاباتُ القادمة فرصةً لهؤلاء الشباب للتعبير عن أنفسهم، وأنا أشجعهم، وأشجع جميع المواطنين على القيام بواجبهم. إنّ فِعْلَ الإنتخاب ليس حقاً وحسب بل هو واجبٌ وطني. أن تنتخب نائباً عنك يعني أن تختار وكيلاً عنك ليقوم بما يجب أن يقوم به في مجلس النواب من أجل مصلحتك أنت، المواطن. فإن اخترتَ إنساناً كَفُوءاً، يتمتع بالعلم والنزاهة والأخلاق والمعرفة وبُعد النظر والرؤية، وقبل هذا كله بالحس الوطني الصادق والإنتماء الفعلي إلى الوطن دون سواه، إن اخترتَ إنساناً صادقاً، أميناً، مترفعاً عن الصغائر، نظيف الكف والجيب ليكون ممثلاً لك في المجلس النيابي، تكون قد خطوتَ الخطوةَ الأولى نحو إصلاح الوضع الذي تشتكي منه. لذلك أدعو جميع مواطنيَّ، الشبابَ منهم والأكبرَ سناً، إلى تحكيم ضمائرهم والتفكير ملياً قبل اختيار ممثليهم، وليختاروا بعدها مَن يشاؤون أو مَن يَرَوْنَه صالحاً لتمثيلهم. وليعلموا أنهم مسؤولون عن اختيارهم لأن من انتدبوهم لتمثيلهم سيكونون الناطقين باسمهم خلال السنوات الأربع القادمة وسيتخذون القراراتِ باسمهم ويسنّون القوانين باسمهم ويقومون بكل واجبات النائب باسمهم. لذلك على المواطنين أن يختاروا مَن يَرَوْنَهُم أكفاء للقيام بهذه الأعمال، بل الواجبات، لا من يدفعون لهم أكثر أو يُغدِقُون عليهم الوعود الأكبر. وليحاسبوهم بعد ذلك على أعمالهم، لأن من واجب المواطن أيضاً أن يحاسب مَن اختارهم لتمثيله. فإن أبلوا البَلاء الحسن يشكرهم بإعادة انتخابهم، وإن أساؤوا الأمانة يحجب عنهم ثقته وصوته يوم الإنتخاب.

وبما أن "كل اللبنانيين سَواءٌ لدى القانون، وهم يتمتعون بالسَواءِ بالحقوق المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دونما فرق بينهم" كما تنص المادة 7 من الدستور اللبناني، وبما انه يحق لمن بلغ الخامسة والعشرين من العمر أن يرشح نفسه للنيابة، فإن هذا الأمر ينطبق على كل اللبنانيين المتساوين أمام القانون، وليس حَكْراً على شخص دون الآخر أو فئةٍ دون الأخرى، ولا ضَيْرَ من فتح المجال أمام كل من شاء ترشيحَ نفسه وتمثيلَ مواطنيه، على أن نحاسبه بعد ذلك، إن حظي بتأييد المواطنين وثقتهم، على أعماله لا على عدد سنواته. وكما جاء على لسان أحد أبطال الأديب الفرنسي راسين فإنّ قيمة الإنسان لا تُقاس بعدد سنيه بل بإنجازاته وعقله الراجح وكرامته وعنفوانه.

فيا أحبائي الشبان والشابات، كونوا واعين لحقوقكم ولواجباتكم ولا تتهاونوا في فعل ما يجب عليكم فعله، ولا تقولوا ما زلنا صغاراً والأيام أمامنا. أنتم مدعوون لإنهاض وطنكم وإنقاذه. أنتم مدعوون لاتخاذ المواقف الجريئة الواعية غير المتهوّرة. حاذروا الجهل والغوغائية ولا تجعلوا أنفسكم مطية لأهوائكم أو لأهواء أحد، ولا تكونوا دُمى يحرّكونها متى شاؤوا. لا تكونوا تابعين بل قياديين وأصحاب مبادئ. وحاسبوا من اخترتموهم لتمثيلكم. حاسبوهم على ما وعدوكم به ولم ينفذوه. حاسبوهم على ما قد يكونون أساؤوا به إليكم كمواطنين. ساعدوهم على العمل الدؤوب من أجل الوطن وعافيته واستقلاله وحريته وازدهاره لا على تحجيم الوطن والإساءة إليه واستغلال مناصبهم من أجل مصالحهم الخاصة. طالبوا النواب أن يكونوا مشرّعين وساهرين على عمل الحكومة لا أن يكونوا معقبّي معاملات لكم أو وسطاء، لأن من كان أهلاً لشيء لا يحتاج إلى الوساطة. وحاذروا أن ترضوا بأن يقتصر عملهم كنواب على زيارات التعزية أو التهنئة بالمناسبات، لأن عمل نائب الأمة أعظم من هذه الأمور، على أهميتها. وعوض الإحتفاء بهم والتراكض لنيل رضاهم عليهم الإحتفاء بكم والعمل بجهد لنيل ثقتكم.

وللأكبر سناً منكم أقول لا تتقاعسوا عن القيام بواجبكم الوطني في اختيار مَن سيمثلكم لمدة أربع سنوات، وحكّموا عقولكم والضمائر قبل الإختيار كي لا تعودوا بعد حين إلى التذمر ممن اخترتموهم، ولومهم على عدم القيام بواجباتهم، والخجل بهم لأنهم لم يكونوا على مستوى تمثيلكم.

وإلى المرأة اللبنانية أقول كوني مواطنة كاملة وتحمّلي مسؤوليتكِ على أكمل وجه. فأنتِ نصف المجتمع، ومن رحمكِ تولد الأجيال، وعلى عاتقكِ تقع مسؤولية تربيتها، فلا تستهيني بنفسكِ بل كوني أمينة لما حباكِ الله من مواهب ووزنات. ثمّريها وضاعفيها. إقتحمي كل المجالات لأنّ لا شيء ينقصكِ عن الرجل. قد لا يسهّل لكِ الرجلُ الطريقَ وقد لا تُفتح أمامكِ أبوابُ اللوائح وغيرُها من الأبواب، لكنّ مَن ثابر وجاهد وصل. ومَن يدري، قد يكون خلاص لبنان عن طريقكِ.

وللمرشحين، وما أكثرهم، أقول حكّموا ضمائركم أنتم أيضاً واحترموا ناخبيكم. إحترموا عقلهم والكرامة ولا تظنوا أنّ الناخب سلعة تشترونها بالمال أو الهدايا أو الوعود. ولا تظنوا أنّ جميع المواطنين يُشرَون ويُباعون. قد يدفع العوزُ بعضَهم إلى قبول هباتكم أو وعودكم، وقد يدفع الجهلُ بعضَهم الآخر إلى قبولها، لكن هؤلاء ليسوا كلَّ الناخبين، لأن في لبنان بشراً يتبعون عقولهم لا جيوبهم، ويحكّمون العقل لا العاطفة، وينتخبون ممثليهم بحسب كفاءاتهم وبرامجهم وماضيهم وأعمالهم وإنجازاتهم لا بحسب مواهبهم الكلامية ووعودهم العرقوبية أو أموالهم. وهؤلاء هم الذين يجب أن تعوّلوا عليهم ويعوّل عليهم الوطن، لأنهم لا يضعون مصلحتهم في المقدمة بل مصلحة وطنهم. هؤلاء لا يمكنكم شراؤهم لا بالأموال والهبات والتقدمات ولا بالوعود. هؤلاء عليكم إقناعهم. ولا تنسوا أنّ من يبيعُكم نفسَه قد يبيعها لسواكم، وقد يبيعكم للسوى. فحذارِ، حذارِ حكمهم وحكم التاريخ لأن التاريخ لا يحفظ إلا الأسماء الكبيرة والأعمال العظيمة. لقد ترك لنا التاريخ اسم بيتهوفن مثلاً أو جان جاك روسو أو شكسبير أو غاندي أو ديغول أو شارل مالك وغيرهم من كبار المفكرين والأدباء والفنانين والحكماء، لكن مَن منكم يعرف أسماء النواب في أيامهم أو أسماء الحكام؟ التاريخ لا يحفظ إلا أسماء العظماء ممن قدّموا للإنسانية أفكاراً أو أعمالاً عظيمة كانت نافعة للإنسانية وأغنتها. التاريخ يحفظ أسماء الذين يلعبون دوراً عظيماً في تقدّم الإنسانية وبناء الأوطان، والذين يعملون من أجل كرامة الإنسان والأوطان لا من أجل كراماتهم ومصالحهم على حساب الإنسان والأوطان. هؤلاء يلفظهم التاريخ وتلعنهم الأجيال.

أما المرشحون، فإن أرادوا القيام بأعمال خيرية أو بتقديم المساعدات للمحتاجين فهذا عمل مبارك لا بل واجب على مَن أنعم الله عليه. لكن هذه الأعمال تمتد على مدى السنوات، بل على مدى عمر الإنسان ولا تكون قبيل الإنتخابات، كما هي حال تزفيت الطرقات من قِبل بعض النواب الذين يتذكرون حال الطرق المزرية قبل موعد الإنتخابات من أجل إعادة انتخابهم، كما يتذكرون أموراً كثيرة كان بإمكانهم القيام بها طيلة مدة ولايتهم ولم يفعلوا. فالمطالبة بالإنماء المتوازن وتحديث القوانين ومنها قانون الإنتخاب والإهتمام بالبيئة وبالشباب والكهرباء، المعضلة الدائمة، وغيرها من الموضوعات التي تطفو على السطح قبيل الإنتخابات، كان يجب أن تكون الشغل الشاغل للحكام والنواب طيلة ولايتهم وكان عليهم معالجتها منذ توليهم المسؤولية لا عند تركهم لها. التسابق يجب أن يكون على خدمة الشعب لا على استخدامه، وعلى تطبيق القوانين لا على استباحتها، وعلى التحالف من أجل الوطن لا عليه.

أما لحكامنا، لجميع حكامنا، إلى أية فئة انتموا فأقول من واجب الحاكم أن يكون أميناً، عادلاً، نزيهاً، محقاً، محباً لوطنه ومواطنيه، عاملاً من أجل عزّته وكرامتهم، واضعاً مصالحه جانباً، مقدّّماً المصلحة العامة على كل مصلحة مذهبية كانت أو طائفية أو عائلية أو فئوية أو عشائرية أو ما شابه، لأنه عندما يكون الوطن بخير نكون جميعنا بخير، أما إذا كانت العائلة أو الفئة أو الطائفة أو العشيرة بخير والوطن يعاني فما المنفعة؟

عليكم أيها الحكام أن تقوموا بواجباتكم التي تنص عليها القوانين، دون مواربة أو استنسابية. وعليكم تسهيل أعمال المواطنين وحياتهم، وأن تؤمّنوا لهم حقوقهم كاملة، على أن يقوموا هم بواجباتهم كاملة. كما أن عليكم أن تحاسبوا المواطنين على أي تقصير كما يحاسبونكم. فلا نعود نسمع بالهدر مثلاً، وعدم قيام الموظفين بواجباتهم، أو بتقصير الحكام عن تعيين الموظف الصالح في المكان المناسب. أليس واجباً عليكم ملءُ الشواغر في الوظائف العامة مثلاً؟ ما الذي يؤخركم عن ذلك؟ المحاصصة؟ هل ينص القانون على المحاصصة وعلى وجوب انتماء الموظف إلى هذه الفئة أو تلك، أم ينص على ضرورة كون الإنسان الذي تختارونه لوظيفة ما إنساناً نزيهاً، متعلّماً، ذا خبرة ودراية وكفاءة، مراعين باختياركم أحكام القانون؟

لنتعلّم من الماضي ومآسيه ولنستخلص العِبَر من أجل أن ننمو باتجاه مستقبل زاهر نعيش فيه إخوة في وطن يحتضن جميع أبنائه. لتكن هذه الإنتخابات القادمة محطةً يعبّر فيها المواطنون عن آرائهم بصدق وبضمير نقي، ويقبل بعدها الجميع النتائج ويتكاتفوا من أجل البنيان.

ولأحبائي الإعلاميين أقول جاهدوا من أجل خدمة الحقيقة لا سواها. فعلى عاتقكم مسؤولية كبرى، خصوصاً في ايامنا هذه حيث أصبحت المعلومات مباحة للجميع. توخوا الصدق في كل ما تقولون وتتبّعوا الحقيقة ولا تنقلوا ما قد يؤذي بل كونوا دعاة سلام ووفاق. ركزوا على ما يجمع لا على ما يفرّق. لا تجعلوا الكلمة وسيلة للإسترزاق أو الإستزلام بل انطقوا بالصدق ولو على حساب مصالحكم. وتذكروا أن بعضاً من رفاقكم دفعوا دماءهم من أجل هذا الوطن، وأن الكثيرين منهم، منذ ما قبل الإستقلال حتى اليوم استشهدوا من أجل قول الحق.

إن الإعلام نعمة أُعطيت لنا لأن الإنسان متعطشٌ إلى المعرفة، وعلى وسائل الإعلام أن تؤمّن له المعلومات الصحيحة التي تبني وتُغني، لا المعلومات المشوّهة التي تؤذي. إن مبتغى من يسعى إلى المعرفة أن تكون معلوماته صحيحة، نقية من كل شائبة، موثوقة، لذلك مهمة الإعلامي دقيقة وصعبة وتتطلّب أحياناً كثيرة التضحية لأن الإعلامي الحقيقي الصادق والشفاف يقول الحقيقة ولو كانت عكس قناعاته.

فيا إخوتي الإعلاميين، كونوا على مستوى المسؤولية الملقاة على عواتقكم في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها وطننا، واعملوا بما تمليه عليكم ضمائركم، إعملوا من أجل خير وطنكم فتكسبوا ثقة مواطنيكم واحترامهم.

دعائي في هذا العيد المبارك أن يبعث ربنا الناهض من القبر نوره في قلوبنا لكي تنقشع الغشاوة عنها وعن عيوننا فلا نعود نسعى إلا إلى الخير والحق والصدق والعدل. ليُبعد عنا كل ظلم وحقد وسوء ويُعِم سلامه في وطننا وفي العالم أجمع. ليُلهم حكامنا ما هو خيرٌ لنا ولوطننا، وليُعطنا جميعاً أن لا ننطق إلا بالحق وأن لا نفعل إلا ما يرضيه ويرضي ضمائرنا وأن نكون قدوة، مواطنين صالحين في دولة واحدة موحدة قوية حرة مستقلة لا دويلات فيها ولا انقسامات، ولا قطاع طرق وطرق مقطوعة، ولا تجار مخدرات او خارجون على القانون يعتدون على امن الدولة وحياة المواطنين وممتلكاتهم. ليعطنا أن نكون شعباً متراصاً حول رئيسه وجيشه وحكامه، ولاؤه الأوحد للبنان وعنوانه المحبة والانفتاح والديمقراطية والحرية. دعائي الى الرب القائم من بين الأموات أن يعطينا الحكمة والصبر والهدوء لنكون جماعة كثيرة العمل والانتاج، قليلة الكلام والزعيق، جماعة تعمل بصمت واندفاع لتعيد بناء وطنها على أساسات صلبة وتبهر العالم بانجازاتها الحضارية.

حفظكم الرب وأعاد الله عليكم هذا العيد المبارك الى سنين عديدة".

 

مصالحة بين عائلات في بلدة الشويفات في ساحة السرايا الارسلانية

النائب جنبلاط: كفانا شرذمة وانقسامات ولمصالحة كبرى تشمل الجبل والضاحية وبيروت

لست من اهل التقية وقد اسير ومعي من يريد مع الامير طلال لاخراج الوطن من القوقعة

وحدتنا واجهزتنا الامنية تحمينا من اغتيالات اسرائيل والاهم ما بعد الانتخابات

الوزير ارسلان نوه بمناقبية وأخلاق أكرم عربيد شهيد انتخابات 1996:

انجاز 11 ايار يجب ان يعمم وعدونا الوحيد كلبنانيين ليس سوى اسرائيل

المقاومة هي الرقم الصعب في كل المعادلات والجبل هو الحاضن والظهر المنيع

الانتخابات فرصة لنثبت باننا اهل للطموح في بناء الديمقراطية ودولة المواطن

وطنية - 19/4/2009 تمت في ساحة السرايا الارسلانية في الشويفات اليوم، مصالحة بين عائلات بلدة الشويفات، على خلفية مقتل المواطن اكرم عربيد في خلال الانتخابات التي جرت في العام 1996 وهو من المقربين من الوزير طلال ارسلان، وذلك برعاية وحضور كل من رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الوزير طلال ارسلان. وحضر لقاء المصالحة الوزير غازي العريضي، النائب اكرم شهيب، مستشار النائب جنبلاط ناصر زيدان، مفوض الداخلية في الحزب الديمقراطي لواء جابر، الوزير السابق محمود عبد الخالق ممثلا الحزب السوري القومي الاجتماعي، قائمقام عاليه منصور ضو، عائلة اكرم عربيد وفاعليات حزبية وروحية ورؤساء بلديات ومخاتير وحشد كبير من الاهالي والمواطنين ووجهاء عرب خلدة.

النائب جنبلاط

بعد النشيد الوطني وتعريف من وسيم يحيى، القى النائب جنبلاط كلمة قال فيها: "ان استشهاد اكرم في اليوم الاسود انذاك فرقنا، لكن دماء اكرم مع الوقت اينعت مصالحة ومحبة، وها نحن اليوم في هذه الدوحة الارسلانية الى جانب الاجداد في هذه الدوحة التي طالما جمعت وكانت اصيلة في عروبتها واسلامها، في هذه الدوحة التي كانت تحمي الثغور في مواجهة الغزاة. ها نحن اليوم، نحن واياكم يا آل عربيد وعرب خلدة والجميع لنتصالح على الاصول وعلى الثوابت العربية والوطنية الاساسية. طال انتظار هذا اليوم صحيح، لكن احيانا ما من احد يتحكم بالقدر، كان لا بد في مكان ما، يبدو في احداث ايار، التأكيد على ضرورة المصالحة الكبرى ومن خلال المصالحة الكبرى تلك المصالحة، ومن احداث ايار نؤكد على التفويض وعلى الشراكة مع الامير طلال فوق كل اعتبار وبغض النظر عن الاحلاف السياسية التي انتمي اليها او ينتمي اليها. مصلحة الجبل، مصلحة وحدة الجبل، وحدة الصف في الجبل العربي الوطني ومن خلاله انشاء الله في يوم ما في هذه السراي في هذه الدار نؤكد على المصالحة الكبرى.

الجبل، الضاحية، الشويفات وبيروت، كفانا انقسامات مذهبية وسياسية، كفانا تشرذما،فلنعد الى الاصول الى الثوابت".

اضاف النائب جنبلاط: "في هذه المناسبة احيي واشكر، عفوا وانوه بكلام الشيخ نعيم قاسم الذي ابدى انفتاحا من اجل المصالحة، التي نرجو ان تتحقق في القريب العاجل، سأدرس التفاصيل والحيثيات مع الامير طلال من اجل ان تجمع هذه الساحة الجميع مجددا، الجبل، الضاحية، الشويفات واذا الله اراد بيروت".

وتابع: "لن اعلق ولن اؤكد او لن انفي ما صدر في بعض وسائل الاعلام، اسلوبي واضح، هكذا كان اسلوبي في الخاص والعام. لست من اهل التقية ابدا، ليس هذا بعيب، لكن لست بأسلوبي من اهل التقية، فما قلته قلته وما قلته قلته لانني بالاساس ضد اي شكل من الاشكال الانعزال، درزيا كان ام مسيحيا ام سنيا، ام شيعيا، ضد اي اشكال الانعزال وكان الشيخ جواد وكل المشايخ معنا ويؤيدون المصالحة الكبرى العامة في البلاد. حدث ما حدث لن ادخل في التفاصيل ولن اشرح ولن اعتذر، لن اقول شيئا، لن اقول شيئا، فقد اسير مع الامير طلال ارسلان، مع رفاقي في الحزب والذين يريدون من 14 اذار، من اجل اخراج البلاد من هذا التقوقع ومن هذه الشرذمة. الانتخابات مرحلة، صحيح مرحلة مهمة، لكن سنرى ما بعد الانتخابات، الاهم ما بعد الانتخابات. وفي الوقت نفسه انوه بالاجهزة الامنية، فرع المعلومات وغيره التي اكتشفت بالامس شبكة اسرائيلية بالصدفة في الاسبوع الفائت، في المقابلة مع NTV تحدثت عن اسرائيل، وكأن الحدس في مكان ما قال لي ان اسرائيل ما زالت، وصحيح ما زالت، تخترق الجسم اللبناني، ووحدها الوحدة الوطنية ووحده الجهاز الامني يحيمنا من اسرائيل ومن اغتيالاتها، وهذا هو الاساس".

وختم النائب جنبلاط بالقول: "الطريق طويل امامنا وطويل جدا، لكن هذه المصالحة، هذه "الجمعة" هي الاساس في تثبيت القضية، القضية العربية الوطنية واختطاف القضية الكبرى قضية فلسطين".

الوزير أرسلان

ثم ألقى الوزير ارسلان كلمة نوه فيها بالشهيد اكرم عربيد وأهله، وقال: "في يوم الشهيد اكرم عربيد، اود القول اننا بالفعل انطلقنا في ورشة اعادة ترميم الاوضاع في لبنان منذ 11 ايار 2008 الذي كما سبق لوليد بك ان قال عنه انه فتح الطريق امام الدوحة، ان تفاهم 11 ايار 2008 والروحية الصادقة التي طبعت هذا التفاهم جعلت منه اتفاقا يجب ان ينسحب على مكونات المجتمع اللبناني كافة، السياسية والطائفية والمذهبية، وذلك تكريسا وترسيخا للقاعدة الوطنية الصلبة القائمة على مبدأ التفريق الكامل المطلق ما بين الخصومة من جهة والعداوة من جهة اخرى".

وتابع: "لسنا اعداء لبعضنا البعض ولن نكون اعداء بأذن الله، وعند المحن والملمات نحن واحد نتكاتف نجعل من انفسنا درعا فولاذيا لا يخترق ولا يحطم، واختلاف الرأي هنا نعمة فمهما ارتفعت حرارة الاختلال لا يجوز لها ان تتحول الى نقمة، اذ ان الفارق بين الحالتين كالفارق ما بين الخصومة والعداوة فارق شاسع لا يقاس الا بمقياس واحد هو الجهل، ان الجهل وحده يحول الخصومة الى عداوة والمنافسة الى اشتباك تتيتم من جرائه اطفال وتترمل نساء وتحترق قلوب امهات وتنكسر خواطر اباء".

وأردف الوزير ارسلان: "ان المصالحة الفعلية هي التي تحصل مع الذات اولا، قبل ان تحصل مع الاخر، فأن حدث العكس كانت المصالحة فاسدة او في احسن الاول ناقصة ستتكرر المأساة من جديد عبر اهداف جديدة، وهكذا دواليك الى ان يمل الجهل من جهله فيأتي زمن البحث عن النجاة من الدوامة القاتلة، هذا ما حدث في 11 ايار 2008، صدمة معنوية ايجابية كانت الحياة السياسية اللبنانية بأمس الحاجة اليها لانقاذ الدولة وانقاذ السلم الاهلي، تفاهم انجزناه بمعية اخينا سيد المقاومة المجاهد السيد حسن نصر الله، واخينا العزيز وليد بك، فأنقذت الدولة عند الرمق الاخير، فجرى ملء الفراع في رئاسة الجمهورية، وعادت الحياة الى قصر بعبدا وتحركت عجلة الدولة من جديد ولو ببطىء شديد، وان عبر حكومة الممكن وليس اكثر من الممكن في ظروف العلل الذي يضرب الحياة العامة في لبنان، واول العلل هو الجهل، الجهل الذي يشكل خطرا على لبنان خطرا قاتلا يكاد يوازي خطر اسرائيل، الجهل الذي يجعل من بعض اللبنانيين اعداء للبعض الاخر فيظنون ان اسرائيل ليست خطرا على لبنان، الجهل الذي يظن ان بأمكان لبنان الاستغناء عن المقاومة سلاح الردع الاقوى والامضى، السلاح الذي ختم اسطورة الجيش الذي لا يقهر".

وتابع الوزير ارسلان: "لقد حصل تحولان استراتيجيان تاريخيان في منطقتنا، التحول الاول تمثل بتراجع القوة الاسرائيلية من حالة التفوق المطلق الى حالة التفوق النسبي، جعل هذا التراجع على ارض لبنان، في حرب تموز 2006، امام المقاومة التي غيرت بالكامل معطيات المواجهة مع اسرائيل وبات صمودها نموذجا يقتدى به، لمسنا كما لمس العالم تطبيقات هذا النوذج واكبر دليل ملحمة غزة العزيزة البطلة في فلسطين، واما التحول الثاني فتمثل بكسر احتكار اسرائيل للذرة في منطقتنا، الذرة كتقنية لا كسلاح على ايدي الأشقاء الإيرانيين، الأمر الذي يغير المشهد الإستراتيجي في المنطقة بأسرها ككل، ويؤثر مباشرة في مواقف الفرقاء الدوليين، وكذلك مواقف الأشقاء العرب، وإني أؤيد من ما سبق أن قلته أمس يا وليد بك جنبلاط منذ أيام، في دعوتك أنت الأشقاء العرب الى وجوب فتح حوار مكثف، وبناء علاقات مع بلاد فارس، من أجل تدعيم صمودنا في وجه العدوانية الإسرائيلية، التي لا تتوقف عن حد إلا حد القوة المقابلة".

أضاف: "حين نتحدث عن درع الفولاذ الذي نكونه في المحن والملمات، فإن المقاومة هي في قلب هذا الدرع المقتدر الممتد الى سوريا، العمق الإستراتيجي للبنان ولفلسطين، والرقم العربي الصعب في كل المعادلات، فالجبل عاد حاضنا للمقاومة وظهرا منيعا لها، والضاحية تسكن في قلوبنا، ونحن نسكن في قلبها"، لذا نقول ونكرر "أن إنجاز 11 أيار يجب أن يعمم على امتداد الأرض اللبنانية المباركة، لأنه إنجاز المواطنة والثقة المتبادلة، والصراحة والمصارحة والصدق، إذا ما من عدو لنا كلبنانيين سوى إسرائيل، وما لم نكرس مبدأ التفريق الكامل ما بين الخصومة السياسية من جهة، والعدواة من جهة ثانية، فمن العبث الحديث عن إصلاح الحياة العامة، وعن إنقاذ مشروع بناء الديمقراطية الصحيحة في لبنان، وإقامة العدالة وصون السلم الأهلي، غدا سوف تجرى الإنتخابات العامة، وسوف تكون مناسبة للتنافس الديمقراطي، إنها إمتحان لنا جميعا، لكي نظهر لأنفسنا أولا، ولأشقائنا العرب وللعالم أجمع، بأننا أهل للطموح في بناء الديمقراطية ودولة المواطن، مناسبة لأن يشعر أبناء الجيل الجديد بالعمل والبقاء في أرض الوطن لا في الهجرة، لا أن تكون مناسبة للخيبة تدفعهم الى الهجرة عن أرض الأباء والأجداد، إن حقائق هذا الزمن الشديدة الخطورة والتعقيد، باتت تحتم علينا إعادة النظر في الكثير من المسلمات، لا يجوز أبدا أن نستمر على ما هي عليه في لبنان، والإنسان العاقل هو من يضع حدا للتدهور، لا من يمعن فيه، فالحكمة الشريفة لأهل التوحيد، تجعل من ثبات العقل شرطا لثبات الدين، فكيف بالنسبة الى ثبات السلم الأهلي والدولة وحقوق الناس".

وختم: "الصديق وليد بك، أهلنا الكرام، أصدق تحية نوجهها الى ذكرى أخي ورفيقي العزيز الشهيد أكرم عربيد، هي العودة الى ثوابت الحكمة الشريفة، وهي ثوابت مدنية إنسانية لا تعصب فيها، ولا استعلاء، بل محبة ورصانة وإقدام، وهي التحية نفسها الى كل أبناء الشويفات، وبالأخص الى آل عربيد، الجردي، نعيم، مشرفية، الى كافة عائلات الشويفات الأصيلة وأبنائها الطيبين المقدامين، لكي نجذر أنفسنا في هذه الأرض المباركة، سنرد التحية بما يليق الى الأسلاف الصالحين الذين استوطنوا الشويفات قبل 1211 عام، فكانوا خير من يحمي الثغور وصون العهود، وسنستمر نحن وإياك يا وليد بك، لنكون من يحمي الثغور ويصون العهود".

 

شكر اطلق ماكينة حزب "البعث" الانتخابية في البقاع الغربي وراشيا: الانتخابات محطة على طريق انتاج سلطة جديدة تضع حدا للإستئثار والهيمنة

وطنية- 19/4/2009 اطلق الامين القطري لحزب "البعث العربي الإشتراكي" فايز شكر، ماكينة الحزب الإنتخابية في دائرة البقاع الغربي - راشيا في إحتفال حاشد في نادي السهول في الخيارة-البقاع الغربي، في حضور النائبين السابقين فيصل الداود وهنري شديد، العميد راجي المعلوف ممثلا العماد ميشال عون، احمد قمر عن "حزب الله"، نضال منعم عن الحزب السوري القومي الاجتماعي ، محمد الخشن عن حركة "امل"، حسن مراد عن حزب الإتحاد وفاعليات وحشد من الحزبيين والمواطنين. قدم الإحتفال الشاعر نزيه ابو زور، فكلمة رئيس الماكينة الإنتخابية لحزب البعث في البقاع الغربي - راشيا ماجد منصور الذي قال: "ليس للحزب مرشحين في هذه الدائرة لكننا نعتبر مرشحي المعارضة هم عينهم مرشحو حزب البعث الذين ستعمل ماكينتنا على دعمهم جهدا واقتراحا انتصارا للبنان العربي المقاوم". ثم القى شكر كلمة قال فيها:"ليس مبالغة اذا قلنا ان هذا الإستحقاق مهم بإعتباره محطة على طريق انتاج سلطة جديدة تضع حدا لسلطة الإستئثار والهيمنة والتسلط على اللبنانيين لسنوات خلت، وإنتاج طبقة سياسية جديدة تكون في مستوى تطلعات وآمال اللبنانيين التواقين الى بناء دولة عادلة قادرة على حماية حقوقهم ومصالحهم". وإنتقد شكر "بعض السفارات الأجنبية التي تتدخل بشكل سافر في الإنتخابات اللبنانية مراقبة وتشكيلا للوائح" لافتا الى ان "الحملة المفتعلة من قبل القيادة المصرية ضد المقاومة في لبنان فتحت الباب امام استثمارات سياسية محلية وإقليمية ضد المعارضة وخاصة "حزب الله" وحليفه "التيار الوطني الحر"".

وأعطى شكر توجهاته للبعثيين برفع مستوى الجهوزية الإنتخابية دعما لقوى المعارضة.

 

 

جعجع في حفل اطلاق الماكينة الانتخابية للقوات في بشري: قوى 8 آذار وجهت ضربة قاسية للحياة السياسية في لبنان وللسلم الأهلي

النائبة جعجع:بقاء لبنان واستقلاله كان في صلب نضال القوات التاريخي

النائب كيروز:مشروع السيطرة على لبنان من قبل سوريا لا يزال يستكمل

وطنية - 19/4/2009 اطلق حزب القوات اللبنانية ماكينته الانتخابية في بشري بمشاركة رئيس الهيئة التنفيذية الدكتور سمير جعجع، والنائبين ستريدا جعجع وايلي كيروز، في فندق هيلز في الارز، وحضور رؤساء بلديات المنطقة ومخاتيرها اضافة الى شخصيات اجتماعية، اقتصادية واعلامية.

استهل الاحتفال بالنشيدين اللبناني والقواتي وعرض خلاله وثائقي بعنوان "وزنات في سنوات" استعرض الانجازات التي حققها نواب القوات في بشري ومشاريعهم المستقبلية. وأكد الدكتور جعجع "أن المجلس النيابي المقبل سيتشكل بأصوات اللبنانيين هذه المرة وليس كما كانت تحصل الإنتخابات في المرحلة الماضية باختيار الأسماء في الخارج ووصولها الينا جاهزة لتوضع في الصندوق"، مشيرا الى "ان قوى 8 آذار وجهت ضربة قاسية للحياة السياسية في لبنان وللسلم الأهلي من خلال ما حصل في أحداث 7 أيار". ووجه نداء الى أهالي قضاء بشري، قائلا: "عندما كنت أناديكم بالموت لم تتأخروا يوما فكيف أذا ناديتكم بالصوت، كلي ثقة بإمكانكم ووعيكم وصلابتكم وتجردكم وعاطفتكم وحماستكم وأمانتكم. 7 حزيران هو تاريخ جديد لمواجهة جديدة فكونوا مقدامين مقدمين كالعادة. ان لبنان في انتظاركم".

وعدد جعجع بعض انجازات 8 آذار، ذاكرا "حرب تموز وتعطيل حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، تعطيل المحكمة الدولية، تعطيل المجلس النيابي ومحاولة تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية وتعطيل الوسط التجاري وإقفاله". كما، شرح بعض ما قامت به ثورة الأرز حتى الآن، وقال: "ان ثورة الأرز أخرجت الجيش السوري من لبنان وهذا كان حلما بالنسبة لنا، وقد أرجعت القرار الى الداخل اللبناني"، مشيرا الى "أن قيام العلاقات الدبلوماسية بين لبنان وسوريا مكسب كبير لثورة الأرز فوجود السفارات اعتراف رسمي من قبل الجمهورية العربية السورية بالجمهورية اللبنانية".

وتابع: "ان اللبنانيين هم من لعبوا الدور الأكبر في انتخاب رئيس الجمهورية، وهذه من انجازات ثورة الأرز أيضا.ان المواجهة السياسية مستمرة، ويجب على "أحد أن لا يستسهل بإعطاء الأصوات للمرشحين، فأي صوت يوضع في الصندوق هو صوت لثورة الأرز وأي صوت يوضع ضدنا في الصندوق هو صوت ضد ثورة الأرز وضد القوات اللبنانية". وإذ اشار الى "ان أول خطوة نحو التغيير هي أن نعرف أين تكمن المشاكل ونعايشها"، أعلن لائحة بشري المؤلفة من النائبين ستريدا جعجع وايلي كيروز. وأضاف: "ما رأيتموه في السنوات الأربع الماضية سترون مزيدا منه في السنوات الأربع المقبلة.ان إمكانياتنا متواضعة جدا، فحتى العاصمة بيروت لا تعطى حقها من الإنماء ومهما فعلنا لمنطقة بشري فقليل عليها فهذه أرض القديسين".

النائبة جعجع

كما، ألقت النائبة ستريدا جعجع كلمة اكدت خلالها "أن بقاء لبنان وسيادته واستقلاله كان في صلب نضال القوات اللبنانية التاريخي".

وقالت: "أنا أعتبر نفسي أكثر من محظوظة لأنني أنتمي الى منطقة جبة بشري، هذه المنطقة التي لها أبعاد تاريخية ولاهوتية وجغرافية كبيرة. وهنا لا أستطيع إلا أن أذكر أرز الرب ووادي قنوبين ومار شربل، جبران خليل جبران، وحالفني الحظ أن أكون من هذه المنطقة وأن أنتمي الى حزب القوات اللبنانية الذي في صلب نضاله التاريخي كان بقاء لبنان وسيادته واستقلاله. من هذا المنطلق، اعتبر انني عشت مرحلة تمتد من 1994 الى 2005 وهذه المرحلة التي اعتقل فيها سمير جعجع ابن بشري وجبة بشري. لا أستطيع أن أنسى نضال أي رفيق من رفاقنا وما فعلوه في هذه المرحلة بالذات. لا أستطيع إلا أن أتوقف في المراحل التي مررنا بها منذ العام 1997 في انتخابات لجنة جبران الوطنية الى 1998 في الإنتخابات البلدية، 2000 الذي كان الإستحقاق النيابي، حتى العام 2004 و2005. في هذه المراحل أستطيع القول بكثير من البساطة والتجرد والحقيقة انه لولا رفاقنا في القوات الموجودين في الجبة بالتحديد وفي هذه المنطقة بالتحديد، لا أعلم كيف كانت لتستمر القوات اللبنانية".

وتابعت: "أذكر مفصلا أساسيا هنا وهو العام 1997 عندما خضنا إنتخابات لجنة جبران الوطنية سويا، وفي حينها كان الدكتور سمير جعجع قد أكمل حوالي العامين ونصف العام في السجن وكانت الإعتقالات كثيرة في كل المناطق اللبنانية على رفاقنا في القوات. هذا المفصل البسيط أعطى نفسا لرفاقنا في بقية المناطق".

واذ نوهت بالنائب "ايلي كيروز والرفاق في كل قضاء بشري وكل قرية ابتداء من طورزا وقناة مرورا بحصرون وبقاعكفرا وبشري وحدشيت وكل القرى ال 21 الموجودة في قضاء بشري"، قالت: "لولا اللحمة الموجودة بيننا، والنفس النضالي الجماعي، لما استطعنا الوصول الى ما نحن عليه الآن".

وتابعت: "استغل المناسبة لأقول ان المنطقة عزيزة على قلبي وقلب سمير جعجع وللحقيقة فهي أعطت الكثير لابنها سمير في فترة اعتقاله، وآن الوقت الآن كي نرد الجميل الذي أعطوه للحكيم وللقضية وللبنان". وتمنت "أن تكون والنائب ايلي كيروز "على قدر تطلعات الاهل والرفاق في الجبة الذين كانوا فعلا أبطالا وقد واكبتهم منذ العام 1994 حتى 2005 وأعلم ماذا فعلوا في كل قرية من القرى".

اما بالنسبة للاستراتيجية التي اتبعت في جبة بشري، فقالت النائبة جعجع: "كانت هناك تعليمات واضحة من الحكيم بعد أن تداولت مع النائب كيروز عندما استلمنا المركز النيابي في 2005 بالنمط الجديد الذي يجب اتباعه من قبل القوات اللبنانية في الجبة. ومن هنا نرى ان كل المشاريع الإنمائية التي قمنا بها كانت مشاريع تطاول الجميع ولم نتبع منطق "بيت ايه، بيت لأ" وإنما قمنا بمشاريع تطاول القرية بكاملها، وأذكر هنا المستشفى الحكومي في بشري وموضوع دورة قاديشا، الصرف الصحي الممتد من طورزا حتى الأرز وكان لدينا استراتيجية أساسية وهي بقاء أهلنا".

النائب كيروز

من جهته، اعلن النائب كيروز "ان مشروع السيطرة على لبنان من قبل سوريا ما زال يستكمل حتى الآن، هذا المشروع الذي يستهدف في شكل عنيف اللبنانيين السياديين والمسيحيين السياديين وكل قوى 14 آذار والقوات اللبنانية"، مشيرا الى "اننا اليوم على عبتة الإنتخابات النيابية التي حددت في 7 حزيران 2009، هذه الإنتخابات هي أكثر من انتخابات نيابية، وهي تمثل أكثر من استطلاع رأي ومحطة في السياق الإنتخابي التنافسي العادل".

واضاف: "بكلمتي للأهالي في جبة بشري أقول اننا خلال سنوات طويلة دفعنا الكثير مع بعضنا البعض، واختبرنا العذابات مع بعضنا البعض، دفعنا الكثير من الأثمان والتضحيات في كل لبنان وعن كل لبنان ليبقى لبنان وتبقى الحرية. دفعنا السجن والمنع والقمع والإضطهاد والتنكيل اليومي لأن القوات اللبنانية رفضت، ولأنها واجهت، وقاومت باللحم الحي مشروع السيطرة السورية على لبنان".

وقال: "خلال السنوات الماضية ومنذ نجاحنا في الإنتخابات النيابية، قررنا وأردنا أن نكمل نضالنا واستكملنا النضال ولم نستطع أن نعيش يوما في شكل طبيعي. وقد استكملنا هذا النضال لكي لا تضيع جهودنا وتضحياتنا ولكي نمنع لبنان من الرجوع الى الوراء، الى حقبة الوصاية السورية ولنمنع نجاح المشروع الإنقلابي في لبنان وعلى لبنان من خلال بعض المحاولات اليائسة لبعض الناس الذين ما زالوا يحلمون خارج جبة بشري وداخلها بإعادة عقارب الساعة الى الوراء".

وتابع: "خلال السنوات الماضية أعطينا بكل تأكيد الأولوية للسياسة وللهموم السياسية الكبرى والخطيرة، في لحظة سياسية حاسمة كان وجود لبنان بمقوماته الجوهرية على المحك، وفي لحظة أمنية حاسمة وحافلة بالتفجيرات الكبيرة وبالإغتيالات الكبيرة. في كل هذه المرحلة الدقيقة والخطيرة حاولنا بآدائنا ومواقفنا ان نمثلكم وأن نمثل وجدانكم التاريخي، وأن نمثل ثوابتكم السياسية في كل القضايا الكبرى التي تعنينا وتخصنا بعمق وجودنا وعمق هويتنا وسيادتنا ومستقبلنا. لكن السياسة وعلى أولويتها وعلى أهمية اللحظة السياسية الخطيرة لم تستطع أن تستحوذ على كل اهتماماتنا لأننا أتينا على المسؤولية اللبنانية من النضال والمعاناة الطويلة ومن هموم الناس". واضاف: "الحرمان الذي عاشته جبة بشري لم يبدأ منذ سنوات قليلة ولا ينتهي بسنوات قليلة، الحرمان في جبة بشري مزمن ويعود الى إهمال الدولة المتمادي لمنطقتنا ويعود الى ما تعرضت له المنطقة من اضطهاد رسمي وعقاب مبرمج خلال فترة اعتقال سمير جعجع وطوال حقبة الوصاية السورية على لبنان".

وختم: "من هنا، ورغم دقة الظروف الأمنية وبالرغم من تدافع الإستحقاق السياسي وبالرغم من صعوبة الظروف الإقتصادية، حاولنا أن نخترق جدار الإهمال والتغييب، وأن نطلق دينامية إنمائية تطاول كل القطاعات وسعينا ونسعى أن نضع جبة بشري بكل بلداتها على السكة الطبيعية والحقيقة للإنماء والنهوض". واكد "عدم توفير أي فرصة وسعي وجهد ومتابعة ومراجعة واجتماع من أجل تركيز الخيار الإنمائي للمنطقة".

 

 

"حزب الله" يسدد فاتورة إيرانية على حساب مصر

عادل النيل

على "حزب الله" رتق ما أفسده مع مصر لأنها أهم من إيران بالنسبة له إذا كان منطقياً في مقاومته

"حزب الله" اللبناني انحرف عن خطه المقاوم كثيرا عندما جند خلية مصرية للعمل في الأراضي المصرية , فهذا عمل غير احترافي على الإطلاق ولا علاقة له بأي دور في المقاومة , وببساطة لا يمكن تخيل أن يؤدي دوراً عسكرياً ضد إسرائيل أو داعماً لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) من خلال انتهاك السيادة المصرية أو العمل من وراء ظهر الاستخبارات المصرية , كان ذلك عبثا شائنا بفكرة المقاومة يعود بالحزب الى الوراء كثيرا عما وجده من دعم ومناصرة عربية ومصرية (شعبية) في حرب يوليو الماضية.

حسن نصر الله لم ينجح أبدا في تسويق منطقه لتجنيد واستخدام كوادر داخل العمق المصري , وبدت فكرة دعمه ل¯ "حماس" ساذجة وغير معقولة تستعصي على الفهم , للمرة الاولى يظهر فيها نصر الله في زاوية ضيقة ومحشور بحيث يعجز عن تبرير تصرف أو سلوك مقاوم لحزبه , لأنه في الواقع لم يفعل ذلك من تلقاء نفسه أو وفق طبيعة المقاومة في التحرك بذكاء ورشاقة في أرض الميدان , لقد كان نصر الله فيما فعله في مصر يخدم منهجا اختراقيا إيرانيا بشكل واضح ولذلك كان من السهل ملاحظة أن الذي يتحدث ويبرر هو نصر الله الذكي الذي يحسن اختيار كلماته وعباراته بمنطق مقبول ومعقول.

يمكن ل¯ "حزب الله" أن يؤدي دوره على أكمل وجه إذا تصرف على طبيعته بعيدا من أجندة قوى أخرى , والسماح بتأدية دور غير الذي يؤديه وفق معرفته لميدان حركته يجعله مشوشا ويخصم من رصيده الشعبي , وينبغي أن يفصل بين دعم إيران واستحقاقات دعمها , لأن إذا كان لابد من الدفع فليكن ذلك مع إسرائيل وليس مصر , لأن الاحتكاك بها(أي مصر) مكلف ويؤثر في التعاطف الذي يجده الحزب في الساحتين اللبنانية والعربية , وحينها يخسر الحزب وتخسر معه إيران , لأن ساحة المعركة مع إسرائيل , داخل وخارج حدودها , وليس عبر مصر أو أي دولة عربية .

خلية "حزب الله" تحاكم الآن في مصر واعتراف الحزب بواحد منها يعني اعترافه بجميع من فيها لأن الواحد هو الرأس المدبر والمسؤول عن التجنيد , ومجرد قبول الحزب بفكرة العمل داخل مصر يعني تورطه في سلوك قبيح يتعدى على الآخرين ويوجب رد فعل قد لا يطيقه الحزب وبالتالي خسارته المقاومة , وليس ذلك قاصراً على "حزب الله" وإنما جميع حركات المقاومة والتي يجب عليها أن تعمل بحذر في الدول العربية التي تعتبر عمقاً ستراتيجياً بالنسبة لها , وعند اضطرارها لتنفيذ أجندة إيرانية يعني نهايتها أيا كانت الضغوط التي تتعرض لها لأن إيران لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون عمقا للمقاومة .

ويمكن لإيران أن تدعم المقاومة بما تشاء ولكن من دون أن تساومها على تنفيذ أجندة خاصة بها , ذلك غير أخلاقي , وليس دينيا حتى , فهي بذلك تتعامل مع حركات المقاومة بمنطق يهودي , يطلب سداد الدين منها ولو بالرطل من لحمها الحي , من دون أي اعتبارات لما بعد السداد , وهكذا تقع المقاومة وإيران في فخ الاستقطاب الفاشل وعمليات الفعل ورد الفعل البعيدة تماما من الأهداف الأساسية للمقاومة واحترام الآخرين , ويجعل هذه الأطراف معزولة ويفقد المقاومة حقها في الاستمتاع بنصرة المنظومة العربية , فإيران في نهاية الأمر لا تدفع جيدا ولا يمكن أن تكون في حجم مصر أو أصغر دولة عربية من ناحية الدعم المعنوي أو المادي الخالص لوجه الله بعيدا من السياسات الاستلابية للمقاومة وتفريغها من مضمونها لأن إيران تهدف لشيء لا علاقة له بأهداف المقاومة , وعلى "حزب الله" أن يعمل على رتق ما أفسده مع مصر فهي أهم له من إيران إن كان منطقيا في مقاومته.

كاتب سوداني

alseyassah@gawab.com