المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 24 نيسان/2009

إنجيل القدّيس متّى .20-16:28

وأَمَّا التَّلاميذُ الأَحَدَ عَشَر، فذَهبوا إِلى الجَليل، إِلى الجَبَلِ الَّذي أَمَرَهم يسوعُ أَن يَذهَبوا إِليه. فلَمَّا رَأَوهُ سَجَدوا له، ولكِنَّ بَعضَهُمُ ارْتابوا. فَدَنا يسوعُ وكَلَّمَهم قال: «إِنِّي أُوليتُ كُلَّ سُلطانٍ في السَّماءِ والأَرض. فاذهَبوا وتَلمِذوا جَميعَ الأُمَم، وعَمِّدوهم بِاسْمِ الآبِ والابْنِ والرُّوحَ القُدُس، وعَلِّموهم أَن يَحفَظوا كُلَّ ما أَوصَيتُكُم به، وهاءنذا معَكم طَوالَ الأَيَّامِ إِلى نِهايةِ العالَم».

 

يشرف عليه متخصصون لبنانيون وإيرانيون 

فرع متطور في "حزب الله" لتزوير الجوازات والتأشيرات وإجازات القيادة والشهادات الجامعية

لندن - من حميد غريافي:السياسة

كشف تقرير استخباري ألماني النقاب أمس عن ان "حزب الله" في لبنان "يتملك أحد اهم الفروع في بنيانه الأمني لعمليات تزوير جوازات السفر والشهادات الجامعية واجازات سوق السيارات واخراجات القيود" معقبا بذلك على المعلومات المصرية المتعلقة بشبكة الحزب حول "اكتشاف وثائق مزورة مع سامي شهاب رئيس الشبكة وعدد من عناصرها بما فيها جوازات سفر وشهادات رسمية تسلمتها النيابة العامة في القاهرة من اسرة هذا الاخير واسمه الحقيقي محمد يوسف أحمد منصور من لبنان لتوكيل المحامي منتصر الزيات للدفاع عنه".

وذكر التقرير الذي اطلعت "السياسة" على بعض ما ورد فيه في لندن أمس "انها ليست المرة الاولى الذي يشتبه فيها بمجموعات من "حزب الله" تحمل وثائق سفر مزورة او اجازات سوق وشهادات جامعية, فهناك الكثير من الدول مثل المانيا وبريطانيا والباراغواي ودول عربية اخرى وكندا واستراليا عثرت لدى بعض المقيمين على اراضيها بطرق مشروعة او غير مشروعة من منتسبين الى "حزب الله او مؤيدين له على وثائق مزورة كان بينها تأشيرات دخول الى بعضها زورها الحزب".

واضاف التقرير ان ثلاثة من عناصر حزب الله اعتقلوا قبل اعوام على الحدود في الباراغواي, "عثر معهم على جوازات" سفر ايطالية ومصرية ومغربية وشهادات مزيفة تزعم انهم محام ومهندسان".

ونقل التقرير عن معلومات استقاها من بيروت تأكيدها ان "حزب الله" "يمتلك معدات متطورة جدا للتزوير مثل المطابع والات فرز الالوان والناسخات الدقيقة يشرف عليها متخصصون في الحزب تدربوا في اكثر من دولة وكذلك على ايدي خبراء في الاستخبارات الايرانية التي تعتمد عمليات تزوير الوثائق في خططها على أوسع نطاق". وأماط التقرير اللثام عن ان الحكومة اللبنانية وحكومات اخرى "اضطرت في مطلع الالفية الثالثة الى اجراء تغييرات جذرية في جوازات سفرها واستبدلتها بجوازات دخلت فيها عناصر الكترونية وما شابه, بعدها تعرضت بعض السفارات اللبنانية في الخارج الى عمليات سطو لسرقة مئات جوازات السفر غير المستعملة التي تكون عادة تحت اشراف السفراء انفسهم وقد تبين من التحقيقات ان بعض هذه الجوازات حسب تسلسل ارقامها وجدت مع موقوفين من "حزب الله" في اكثر من بلد اجنبي أو عربي, كما تشك السلطات اللبنانية في ان موظفين وربما ديبلوماسيين في سفاراتها تلك كانت متواطئة مع الحزب في عمليات نقل هذه الجوازات الى عناصره". وأضاف التقرير »ان الشرطة الالمانية التي اقتحمت في تسعينات القرن الماضي عددا من الشقق في بعض مدنها الرئيسية بعد اكتشافها خلايا لحزب الله فيها, اثر معلومات دقيقة تلقتها من الموساد الاسرائيلي, عثرت في احدى تلك الشقق على أكثر من اربعين جواز سفر لبنانيا جديدا غير مستعمل وصالحا للاستخدام تبين في ما بعد انها مسروقة من بعض السفارات اللبنانية في الشرق الأوسط".

 

مشهد ضبابي في كسروان وثلاث لوائح غير واضحة تنتظر

المستقبل - الجمعة 24 نيسان 2009 - زينة يوسف

شهر ونصف شهر يفصلان عن موعد الإنتخابات النيابية. وبإقفال باب سحب الترشيحات أمس، تحددت عددياً معالم المعركة، التي ستخاض حتى الساعة، بـ 587 مرشحاً موزعين على مختلف المناطق اللبنانية.

ومع بدء عملية إعلان اللوائح من الطرفين المتنافسين، أي 14 و8 آذار، واستمرارها بوتيرة طبيعية نوعاً ما، الا أن عدم إعلانها في بعض الدوائر ومنها كسروان على سبيل المثال، يطرح تساؤلات حول الشكل النهائي للمعركة في هذه الدائرة وهوية "أبطالها".

في العام 2005، فازت لائحة تكتل "التغيير والإصلاح" برئاسة النائب ميشال عون بالمقاعد الخمسة في كسروان ـ الفتوح، وعلى الرغم من أن نائب التكتل نعمة الله أبي نصر، يعتبر أن "الصورة لن تتغير لا من ناحية أسماء المرشحين ولا من حيث النتيجة"، إلا أن آخرين يرون إمكانية تغيير مشهد "تسونامي" العام 2005، من خلال تحالف المستقلين مع مرشحي قوى 14 آذار، الذي يجري العمل عليه وراء "الكواليس".

منذ نحو أسبوعين، أعلن عميد حزب "الكتلة الوطنية" كارلوس إده ترشحه في كسروان، فلقي قراره ترحيباً وخلق اطمئناناً لدى مناصري قوى 14 آذار الكسروانيين، الى إمكانية تشكيل لائحة تمثل هذه القوى، وتعيد إليها زمام المبادرة في حال فازت. إلا أن التأخير في تظهير الصورة النهائية للتحالفات، يقلل من الدينامية التي خلقها ترشح إده، الذي يبدو أن الكرة الآن في ملعبه، وينتظر منه، بحسب المرشح المستقل في كسروان نوفل ضو، "تشكيل نواة لائحة تضم المرشحين الأربعة على لائحة قوى 14 آذار (إده، ضو، سجعان القزي (الكتائب) وكميل زيادة ("التجدد الديموقراطي")، على أن تستكمل باسم خامس يكون الأقرب الى خطها السياسي".

ويطرح ترشح الوزير السابق فارس بويز، إشكالية أخرى في كسروان، حيث أنه لم يعرف حتى الساعة، الى أية لائحة سينضم. فبين تأكيد أبي نصر أن بويز "لن يكون على لائحة التكتل"، و"عدم ممانعة" المرشح النائب السابق فريد هيكل الخازن انضمام بويز "الذي لا فكرة لدي عن قراره"، الى اللائحة التي أعلن نواتها والنائب السابق منصور غانم البون، تبقى اللوائح الثلاث المحتملة في كسروان غير مكتملة حتى إشعار آخر، أو بالأحرى حتى إعلان الجنرال ميشال عون أسماء لائحته. إذ يحكى أن الخازن والبون ينتظران قرار عون بالإبقاء على الأسماء نفسها أو استبدال أحدها، إما أبي نصر وإما يوسف خليل، بإسم بويز. وفي هذه الحالة ينضم الى لائحة المستقلين، من سيتخلى عنه عون أو بويز في حال لم يجد لنفسه مكاناً على لائحة التكتل.

وعلى الرغم من أن هذه الإشكالية تبقى الأبرز، الا أن إبن جبيل، كما يبدو، يسبب حساسية معينة لدى الخازن والبون، اذ يحكى أنهما يرفضان التحالف معه ويفضلان استبعاده، لأنهما لا يريدان لـ"غريب" أن يخوض المعركة في كسروان. لكن الخازن يؤكد "إننا في إطار التشاور مع 14 آذار، ونحن منفتحون على كل القوى السياسية"، من دون أن يستبعد "حصول تحالف مع قوى 14 آذار، بعد تفاهم هذه القوى بين بعضها البعض على أسماء مرشحيها".

ويبدو أن هناك اتجاهاً لدى الخازن والبون، التحالف مع مرشح واحد لقوى 14 آذار على لائحتهما، ومن المرجح أن يكون سجعان القزي، ليضاف الى بويز أو أحد نواب التكتل الحاليين. اما المقعد الخامس فتدور حوله وجهتا نظر إما اختيار أحد المرشحين لملئه أو تركه شاغراً. وما هو مؤكد، أنه حتى لو حصل تحالف بين 14 آذار والمستقلين، فإن الأسماء الثلاثة المتبقية على لائحة 14 آذار ستكمل المعركة حتى النهاية، وكيفما تألفت اللوائح.

 

أم المعارك" في المتن الشمالي والمواجهة بين أكبر فريقين مسيحيين يخوضانها

المستقبل - الجمعة 24 نيسان 2009 - هيام طوق

رأى المحللون السياسيون ان المعركة الحقيقية في الانتخابات النيابية المقبلة، ستكون في المناطق المسيحية. إلا أن المؤشرات تؤكد ان دائرة المتن الشمالي في جبل لبنان ستكون "أم المعارك"، وان الناخبين المتنيين البالغ عددهم نحو 160 ألف ناخب، سيكون لهم الأثر الكبير في تحديد الأكثرية البرلمانية. ذلك ان "موزاييك" القوى المتداخلة التي تؤلف المشهد السياسي، والتقارب في أحجام الكتل والأحزاب والتيارات يجعلان المعركة "كبيرة". فعلى جبهة الرابع عشر من آذار هناك التحالف بين "الكتائب" والنائب ميشال المر، و"القوات"، وبعض الأحزاب الأرمينة كالـ"الرامغافار"، و"الهانشاك"، و"حركة اللبنانيين الأرمن الأحرار" بعد عزوف رئيس "حركة التجدد الديموقراطي" الوزير نسيب لحود، يقابلها "التيار الوطني الحر"، و"حزب الطاشناق"، و"الحزب السوري القومي الاجتماعي".

ولا بد من الاشارة الى أن هناك شريحة كبيرة من المتنيين لا تصوّت الى أي من اللائحتين، ولا تنتمي الى أي من الأحزاب والتيارات، وبالتالي لا تلتزم برؤساء الكتل، بل بالجو السياسي الذي تخاض على أساسه المعركة، وان قسماً كبيراً من هذه الفئة يتأثر بمواقف الكنيسة وعلى رأسها البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير، وهي التي اقترعت في انتخابات العام 2005 لصالح "التيار الوطني الحر"، لكن اليوم بعد أن تبدلت التحالفات وتغير المشهد السياسي بالتحالف بين "تكتل التغيير والاصلاح" و"حزب الله"، فإن العيون باتجاه هذه الشريحة التي غيّرت مواقفها وتبدل مزاجها الانتخابي، والتي يعوّل عليها في ترجيح الكفة بين اللوائح المتنافسة.

وفي ظل هذه المعركة الساخنة، يتوقع فريق 14 آذار ـ المر فوزاً للائحة كاملة مع امكانية "خرق وحيد".

في المقابل يؤكد "التيار الوطني الحر" وحلفاؤه فوز لائحتهم مع امكانية بعض الخروقات، في الوقت الذي لا يخفي أي من الجانبين صعوبة المعركة، وربما هذا ما دفع بالتيار الى التحالف مع "الحزب السوري القومي الاجتماعي"، بعد أن كان تحفظ على ذلك في الانتخابات النيابية لعام 2005، وهكذا أثنى النائب السابق غسان الأشقر مرشح "القوميين" على لائحة "التغيير والاصلاح" مكان كميل خوري، وضمّت اللائحة التي أعلنها عون أمس كلاً من: ابراهيم كنعان، وسليم سلهب، وادغار معلوف، ونبيل نقولا، وغسان الرحباني، وغسان مخيبر، وآغوب بقرادونيان، الذي فاز بالتزكية بعد انسحاب منافسه ليكون النائب الأول الذي يصل الى البرلمان اللبناني.

وفي المقلب الآخر، فقد قال المر ان لائحته مع 14 آذار ـ ستعلن بعد غد الأحد، حيث ان انسحاب لحود أعاد خلط الأوراق في المتن نظراً الى أهمية موقعه في هذا القضاء. هذا مع العلم ان البيان الصادر عن المكتب الاعلامي للحود أمس نفى أن يكون انسحب من الانتخابات لأسباب شخصية، لكن البيان امتنع قصداً عن الخوض في تفاصيل السجال حرصاً منه على المصلحة العليا لـ"14 آذار"، واحتراماً لجمهورها ونضالاته وتضحياته، وهو ما زال ملتزماً هذا الموقف حتى اشعار آخر.

وكان أمين سر "حركة التجدد الدميقراطي" انطوان حداد قد أكد "ان المعركة سياسية بامتياز وليست لتحديد الأحجام، وان قوى الرابع عشر من آذار تخوض الانتخابات من منطلق ثورة الأرز، والعناوين السياسية التي تحملها، مضيفاً ان "لحود أراد وضع المعركة الانتخابية في اطارها الصحيح، وانه لا يريد حصصاً، بل يريد أن يؤلف لائحة تستوفي شروط المعركة".

 

العالمي لثورة الأرز" ينتقد "حزب الله" لتعديه على مصر والإساءة إلى سمعة لبنان

المستقبل - الجمعة 24 نيسان 2009 - انتقد رئيس "المجلس العالمي لثورة الأرز" جو بعيني" ما يجري من من أحداث تتعلق بسمعة لبنان من جراء ما يقوم به بعض من ينتسب اليه من أعضاء منظمة ما يسمى بـ"حزب الله" والتي تثير في العالم أجمع، خاصة في بلاد النيل (مصر)، التساؤلات حول استغلالها لوسائل تخص الدولة واستعمالها في أمور تسيء الى سمعة لبنان ومؤسساته". وقال في بيان أمس: "إن لبنان وعلى الرغم من ثلاثين سنة من الحروب والاحتلالات، لم يسجل على أجهزة الدولة الرسمية فيه مساهمة في التعدي على مصالح الدول الاخرى، ما ترك بعض الاحترام خارج البلاد لوثائق الدولة وصورتها. إن الكثير من التنظيمات التي اتخذت من الأراضي اللبنانية مقراً لها لعبت أدواراً غير مقبولة في العلاقات بين الدول ولكنها لم تأخذ الغطاء الرسمي اللبناني".

وأعرب عن خشيته من "أن الأخبار التي تتناقلها وسائل الإعلام عن نشاطات "حزب الله" في أفريقيا وأميركا اللاتينية أو في بعض البلاد العربية، خاصة مصر، بدأت تغمز من طرف مؤسسات الدولة ما سوف يسيء بالتأكيد لصورة لبنان في الخارج ويؤدي الى معانات جديدة للمواطنين اللبنانيين". وطلب "من رجال الحكم والمسؤولين في الدولة ابتداء من رأس الهرم وحتى آخر موظف، احترام الدور المعطى لهم وعدم تجاوز الصلاحيات، خاصة ما يتعلق منها بسمعة لبنان وانفتاحه على الكل واحترامه للغير وحقوقهم وعدم التدخل بشؤونهم تحت أية ذريعة".

وتمنى من الرؤساء "عدم المزج بين مواقعهم الفئوية ومسؤوليتهم الوطنية، وعدم الإسراع بالتدخل بحسن نية أحياناً ولكن من دون حساب للضرر الناتج عن هذا التدخل، لأن ما يقوم به هؤلاء ليس وضعاً داخلياً ولن يشرّف التدخل به صاحبه بل سيسهم في تشويه صورة كل لبناني حيثما وجد".

ورأى أنه من "الأفضل للجميع أن يترك من اتخذ القرارات الخاطئة يتحمل نتائجها، وأن يعاقب من سهل استعمال وسائل تخص الدولة لتزوير الوثائق والتقليل من احترام السلطة اللبنانية والتعدي على صلاحياتها". وقال: "إن مطار بيروت سوف يصبح مجدداً ممراً للتهريب والإرهاب بنظر العالم الحر ما سوف يسيئ بالطبع لصورة لبنان التي لا يزال البعض يدفع من دمه في سبيل تجميلها، بينما لا يتوانى عملاء محور الشر والحقد عن تشويهها كل يوم وإذا كان السابع من أيار الذي لم تمر سنة عليه بعد عنواناً لفرض هذا النمط بالقوة، فعلى أركان الدولة محاولة التغيير والعمل على إنهاء الحالة الشاذة هذه لا تعميمها والتودد لمن يطلقها".

 

مبارك محذراً: لا نسمح لقوى إقليمية تدفع بعملائها إلى المنطقة لتهديد أمننا

 التاريخ: 23 نيسان 2009 المصدر: وكالات 

توعّد الرئيس المصري، محمد حسني مبارك، بأن تقوم بلاده بمقاومة أية تدخلات إقليمية لبسط النفوذ والدفع بالمنطقة نحو حافة الهاوية، محذراً من أي خطوات تعادي السلام . وقال، خلال احتفال بذكرى تحرير سيناء،" لا نسمح بتدخلات قوى إقليمية تعادى السلام وتدفع المنطقة إلى حافة الهاوية وتسعى لبسط نفوذها وأجندتها على عالمنا العربي وتغذي الخلافات على الساحتين العربية والفلسطينية وتدفع بعملائها إلى المنطقة لتهديد أمن مصر القومي واستباحة حدودها وزعزعة استقرارها".

وأوقف القضاء المصري 49 شخصا يشكلون تنظيما على خلفية اتهامات موجهة لحزب الله بالتخطيط لتنفيذ "عمليات عدائية" في مصر، بزعامة "المتهم اللبناني سامي هاني شهاب" المعروف بانه مسؤول وحدة عمليات دول الطوق في حزب الله والمكلف من امينه العام حسن نصر الله بالاشراف والاعداد لتنفيذ عمليات ارهابية في الاراضي المصرية". وتضمنت أهداف التنظيم تأسيس مشروعات تجارية بأسماء العناصر المستقطبة، لاتخاذها ساتراً لتنفيذ المهام المكلفين بها من جانب التنظيم، وكذلك رفع القرى والمدن الواقعة على الحدود المصرية الفلسطينية، وإرسال النتائج إلى كوادر الحزب في لبنان.

وأكد مبارك "أننا نعيش في منطقة صعبة تموج بأزمات والتحديات والمخاطر ولا نملك الانعزال عن قضاياه أو تجاهل انعكاساتها على الأمن القومي للوطن"، لافتا إلى ارتباط أمن مصر القومي بأمن واستقرار الشرق الأوسط وأمن الخليج والبحر الأحمر ومنطقة المتوسط والوضع في السودان ودول حوض النيل وأفريقيا.

واعترف الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أن المعتقل اللبناني لدى السلطات المصرية سامي شهاب هو عضو في حزب الله، وأنه كان يقوم بمهمة نقل الدعم اللوجستي إلى المقاومة الفلسطينية في غزة وكذلك تنفيذ أعمال عدائية داخل مصر ونشر الفكر الشيعي فيها.

وتابع مبارك "أقول لهؤلاء (...) إننا واعون تماما لمخططاتكم (...) سنكشف تآمركم ونردّ كيدكم في نحوركم (...) كفاكم تمسحاً بالقضية الفلسطينية (...) إحذروا غضب مصر وشعبها". وجزم انحياز مصر للهوية العربية .. مشددا على أن قضية فلسطين ستبقى على رأس الأولويات العربية وعلى مواصلة جهود بلاده من اجل تحقيق المصالحة الفلسطينية والوفاق الوطني لاستعادة التأييد الدولي للقضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. واستطرد قائلا إننا في مصر لم نفقد الأمل في السلام العادل والشامل ونعبر عن مواقفنا بقوة ووضوح ونعارض محاولات تكريس الانقسام بين الأراضي المحتلة في الضفة الغربية وغزة .. رافضا محاولات الترويج لأفكار تبادل الأراضي ونقول لمروجيها إن سيناء أرض مصرية ولا مساس بشبر واحد من حدودها. وأدان مبارك الاستيطان والإجراءات الإسرائيلية لتهويد القدس .. وقال إن تلك الإجراءات لن تضفى الشرعية على الاحتلال ولن تغير من حقيقة أن المستوطنات تقوم على أراض فلسطينية محتلة.

وأكد استمرار بلاده في جهود السلام وفق حل الدولتين دون انطباعات مسبقة عن الحكومة الإسرائيلية الجديدة لأن الحكم عليها سيكون بقدر التزامها بالسعي للسلام والوفاء باستحقاقاته .. مشيرا إلى أن بلاده تعاملت مع حكومات إسرائيلية متعاقبة.

وأعرب مبارك عن أمله في أن تختار الحكومة الإسرائيلية الجديدة طريق السلام وأن تلتزم بأفق سياسي يستأنف مفاوضات السلام من حيث انتهت دون تلكؤ أو إبطاء وصولا لسلام عادل يعيد الحقوق المشروعة لأصحابها ويضع نهاية للمواجهة المكلفة للجميع ولحلقات العنف والعنف المضاد وإزهاق الأرواح وإراقة الدماء.

 

لوائح الى العلن وعقد الى الحل واخرى فـي دائرة المراوحة معالم التحالفات في كسروان وجبيل تتضح في الساعات المقبلة بارود يطرح التعيينات في مجلس الوزراء لوضع الجميع امام مسؤولياتهم

المركزية- أسهم اقفال باب سحب الترشيحات ليل أمس في وزارة الداخلية مع كل ما تخلله من مفاجآت افرجت البعض لجهة حلحلة عقد كانت لاتزال تحول دون اكتمال لوائح معينة وأحزنت اخرين لخروج رموز اعتدال مشهود لوطنيتهم وفي مقدمهم الرئيس حسين الحسيني والوزير نسيب لحود ،في توضيح معالم الصورة التي قد يرسو عليها المشهد الانتخابي الاخير وذلك قبل 45 يوما على الموعد المضروب للعملية الانتخابية في 7 حزيران المقبل .

وفي وقت مضى الاطراف كل من جهته في اعلان اللوائح الجاهزة تباعا ،فان جملة عقد لاتزال تحول دون جهوزية اخرى خصوصا في المناطق التي ترتفع فيها وتيرة الحماوة الانتخابية ولاسيما المسيحية منها والتي سيكون لها الكلمة الفصل في تحديد الاكثرية النيابية باعتبار ان باقي المناطق باتت نتائجها شبه محسومة .

سجل اللوائح: واليوم انضمت الى سجلات اللوائح المعلنة لائحتان للمعارضة اعلنهما رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون من الرابية الاولى في جبيل وضمت النائبين وليد خوري وعباس هاشم والقيادي في التيار الوطني الحر سيمون ابي رميا الذي حل محل النائب شامل موزايا والثانية في المتن وضمت النواب: ادغار معلوف ،سليم سلهب ،نبيل نقولا، ابرهيم كنعان واغوب بقرادونيان الفائز حكما بالتزكية وغسان الاشقر عوض النائب كميل الخوري وغسان الرحباني مكان النائب ميشال المر.

غير ان اعلان اللوائح في 8 و14 اذار لم يحل دون استمرار عدد كبير من المرشحين المستبعدين عنها في ترشحهم منفردين ومن بينهم نائب طرابلس مصباح الاحدب الذي سيعلن وفق معلومات "المركزية" برنامجه الانتخابي في 8 ايار المقبل في خلال مؤتمر صحافي يعقده في دارته في طرابلس ويؤكد مضيه في المعركة منفردا .كما علم ان الرئيس عمر كرامي سيعلن لائحته في الايام القليلة المقبلة.

العقد المتفاوتة: اما على جبهة العقد فتبدو نسبها كبيرة وان بتفاوت بين المعارضة والموالاة حيث تمكنت الاولى من تذليل جزء لا بأس به، وان كان ذلك استلزم تضحيات كبيرة وخصوصا من حزب الله الذي سحب مرشحه في بيروت النائب امين شري لمصلحة مرشح حركة "امل" هاني قبيسي ليحل بذلك جزءا من المشكلة ويفتح افاق الحل في دائرة بعبدا حيث تبقى الاشكالية قائمة حول اسم المرشح الشيعي المطلوب ان يكون من بين عائلات المنطقة على ان يختاره اطراف المعارضة الثلاثة معا علما ان ثمة ربط في الالية بين بعبدا وجزين ،غير ان عقدة جزين بحد ذاتها تراوح مكانها بحسب ما اشارت مصادر مطلعة لـ "المركزية" واوضحت ان المسألة تعدت الخلاف على توزيع المقاعد الى تقويم كلام واثبات حضور وما يسميه البعض بفقدان كيمياء العلاقة بين زياد أسود وسمير عازار ما يعوق وجودهما على لائحة واحدة. الا ان الاتصالات مستمرة بين الحلفاء لايجاد المخرج المناسب الذي من شأنه ارضاء الطرفين .والمحت المصادر الى اتجاه ساد في الساعات الاخيرة لاعطاء عون المقاعد المسيحية الثلاث والتي رشح لها كلا من زياد اسود وميشال حلو وعصام صوايا ،ما يعني في هذه الحال خروج النائب سمير عازار من لائحة المعارضة وسط معلومات تتحدث عن سعي عازار الى تشكيل نواة لائحة مع مرشحين آخرين ليخوض الإنتخابات في مواجهة لائحة التيار،علما ان النائب السابق ادمون رزق يجري مشاورات لتشكيل لائحة مستقلين .

وعلى صعيد آخر نقلت مصادر بعد ظهر اليوم عن مسؤولين في حركة امل يشاركون في ترتيب بعض اللوائح ولا سيما لائحة جزين ان هناك صيغا عدة يجري التشاور في شأنها على غرار التسوية التي قامت في لائحة بعبدا.واشارت المصادر الى استبعاد مرشح التيار رمزي كنج عن اللائحة المعارضة مقابل إقصاء مرشح امل وسط توجه يقول بتسمية بلال فرحات وهو من عائلة قريبة من امل وحزب الله.

اما في كسروان فتؤكد اوساط عليمة ان اجواء بلبلة كانت سادت صفوف المعارضة في الفترة الاخيرة بفعل الحديث عن عزم النائب عون احداث تغيير شبه جذري في اللائحة ما اثار موجة ردود فعل من قبل عائلات ومناصري من قيل ان التغيير سيشملهم وحركة في اتجاه الرابية الامر الذي دفع برئيس التيار الوطني الحر الى العودة عن هذا التفكير والاكتفاء باستبدال نائب او اثنين على الارجح ،خصوصا ان بعض استطلاعات الرأي خلص الى ان التغيير قد يربك الساحة الكسروانية العونية وان اللائحة الحالية كفيلة بتأمين النجاح المنشود. ولفتت الى اتصالات تجري بعيدا من الاضواء لحسم اللائحة الكسروانية مشيرة الى ان الوزير السابق فارس بويز هو من بين الاسماء المرشحة للانضمام الى اللائحة وان الصورة ستتوضح خلال الساعات الـ 24 المقبلة.

اما في ضفة الموالاة التي تخطت جملة اشكاليات داخل الصف الواحد وان باثمان باهظة ، فيبدو ان ثمة تباينات لا تزال ماثلة وتحول دون استكمال عقد لوائح 14 اذار في باقي المناطق وابرزها في دائرتي كسروان وجبيل وبيروت الأولى.

بين الاحزاب والعائلات: ففي كسروان تجري حركة اتصالات بين نواة لائحة العائلات التي تضم النائبين السابقين منصور غانم البون وفريد هيكل الخازن من جهة وبين نواة لائحة الاحزاب التي تضم عميد الكتلة الوطنية كارلوس ادة وسجعان القزي، وكشفت معلومات ل"المركزية" عن لقاء سيعقد في الساعات ال48 المقبلة بين الطرفين يحدد في ضوئه مصير اللائحة المحتملة والتي اذا ما ابصرت النور فانه سيصار الى سحب باقي المرشحين علما ان ثمة توجه لعدم اعلان اللائحة الا بعد اعلان عون لائحته.

جبيل: وفي جبيل لا تزال الصورة ضبابية وتسير الامور في اتجاه من اثنين اما تشكيل لائحة مستقلين بحت من بين النائبين السابقين ناظم الخوري واميل نوفل وجان حواط ورئيس جمعية المصارف فرنسوا باسيل واما التحالف مع مرشحي الغالبية لتأليف لائحة مواجهة تسمى لائحة المستقلين بالتحالف مع 14 اذار .وشددت اوساط جبيلية على ان حظوظ التحالف تبدو اقوى في ضوء استمرار ترشح النائب السابق فارس سعيد بحيث تشكل لائحة واحدة لمواجهة لائحة عون تجري راهنا الاتصالات بين المعنيين لحسمها ويتوقع ان تظهر معالمها في اليومين المقبلين .ويبقى الامر رهن موقع ناظم الخوري وتحالفه الانتخابي .

ولفتت بعض المعلومات الى ان سعيد سيتخذ بعض الخطوات نهاية الاسبوع الجاري تتعلق بتسريع الالية لبدء الحملات الانتخابية لخوض المعركة .

بيروت الأولى: وفي بيروت الأولى لا تزال الأزمة قائمة بين القوات اللبنانية والأحزاب الأرمنية بفعل إصرار القوات على مرشحها للمقعد الكاثوليكي الأرمني ريشار قيومجيان واصرار مماثل من قوى 14 آذار الأرمنية على ترشيح النائب سيرج طورسركيسيان. وتحدثت المعلومات عن لقاءآت ستعقد مساء اليوم وغد تمهيدا للخروج بحل قابل للتنفيذ يوحد هذه القوى في مواجهة لائحة المعارضة.

تجهيزات لوجستية :على صعيد اخر،وفي الجانب المتعلق بالشق اللوجستي، اوضحت اوساط مطلعة لـ "المركزية" انه تمت حتى الساعة الموافقة على 3 طلبات قدمتها مؤسسات غير حكومية وعدد من الدول للمشاركة في الاشراف على العملية الانتخابية ومراقبتها فيما تنتظر 3 مؤسسات اخرى قرار الموافقة.

ويبدي وزير الداخلية زياد بارود حرصا شديدا على هذه المراقبة تاكيدا على ديموقراطيتها وحسن سير العملية بشفافية تامة منعا لأي تشكيك وهو يعول على نجاحها باعتبارها ستكون شهادة له وللعهد على سلامة الاداء وصوابية العمل من هنا فإنه يسعى الى اتخاذ كل ما يلزم لتأتي كاملة متكاملة.

ولفتت الاوساط الى ان بارود وفي اطار هذه التدابير سيطرح في جلسة مجلس الوزراء غدا ضرورة البت بالتعيينات المتعلقة بالانتخابات وفي حال لم يتوفر ذلك فانه عازم على بت الامر في جلسة الاسبوع المقبل كحد اقصى بحيث يطرح التعيينات التي يراها مناسبة لوضع الجميع امام مسوؤلياتهم.

وعلمت "المركزية" ان بعض المقترحين للتعيين في مواقع إدارية تتصل بإدارة العملية الإنتخابية كانوا منذ فترة على تواصل مع التحضيرات لهذه الإنتخابات ومنهم من هو مرشح ليكون محافظا لمدينة بيروت؟

 

دورة استثنائية لمجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك

المركزية – يعقد مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان دورة استثنائية يومي الاثنين والثلثاء 27 و28 الجاري لبحث موضوع تيلي لوميار ونور سات، وأمور إدارية في البطريركية المارونية – بكركي.ويضم جدول الاعمال:

اليوم الاول: الاثنين 27 نيسان 2009: الجلسة الاولى: افتتاح الدورة (جلسة علنية مفتوحة للصحافة)

9,00: صلاة بدء الدورة، 9,10: كلمة الافتتاح لصاحب الغبطة نيافة الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الكلي الطوبى، رئيس المجلس، 9,20: عرض لجدول اعمال الدورة الاستثنائية.

الجلسة الثانية: السياسة الاعلامية للكنيسة: منسق الجلسة: سيادة المطران بولس دحدح:

9,30: استراتيجية الكنيسة بالنسبة لتيلي لوميار ونور سات (المطران بشارة الراعي)، 9,50: رسالة تيلي لوميار ونور سات جوابا على الاستراتيجية (المطران رولان ابو جوده)، 10,10: مناقشة عامة، 10,50 الصورة التذكارية، 11,00: استراحة.

الجلسة الثالثة: تلفزيون تيلي لوميار ونور سات في واقعه وتطلعاته: منسق الجلسة: سيادة المطران جورج بقعوني:

11,30: التلفزيون في واقعه وتطلعاته (السيد جاك الكلاسي).

 

عشية إنقضاء المهلة المحددة للبت بمصير الضباط الأربعة مصادر لـ "المركزية":

لا نتائج قانونية لإطـلاق سراحهم أو عدمه وبيلمار سيطلب موافقة لبنان لترحيل الصديق الى لاهاي

المركزية - عشية إنقضاء المهلة المحددة للبت بمصير الضباط الأربعة الموقوفين في جريمة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، تترقب الأوساط اللبنانية السياسية والقضائية، القرار المنتظر صدوره عن المدعي العام دانيال بلمار وقاضي الاجراءات التمهيدية دانيال فرانسين بهذا الشان ولاسيما بعد طلب بيلمار قبل وقت قليل من انقضاء الساعات الأخيرة، وقتا إضافيا وتمديد مهلة تقديم الطلب المعلل. ما يعني ان المهلة لم يلتزم بها بيلمار

وفي هذا الإطار، أكدت مصادر متابعة لشؤون سير المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لـ "المركزية" إن مسألة توقيف الجنرالات الأربعة أو عدمه أو توقيف بعضهم، لا يمكن أن تبنى عليها نتائج قانونية، لأن المدعي العام هو الذي يقرر ما إذا كان يريد توجيه اتهام رسمي الى هؤلاء أم الى بعضهم أم لا. وأشارت الى ان تقرير مصيرهم سيتم خلال أسبوعين أو ثلاثة في حدّ أقصى، مرجحة أن يكون بيلمار طلب الاستفادة من نافذة إضافية، ربما لا تتجاوز الثماني والأربعين ساعة، لاستكمال تقويمه للملف الذي سلمه له القضاء اللبناني في العاشر من نيسان.

وأوضحت المصادر ان هناك سيناريوهين بعد أن يصدر المدعي العام توصيته: الأول أن يصل المدعي العام إلى استنتاج أن ليس هناك أدلة كافية لإدانة الجنرالات الأربعة ويطلب إلى قاضي الغرفة التمهيدية إطلاق سراحهم.

والسيناريو الثاني أن يجد المدعي العام ان هناك أدلة تدين جنرالا أو اثنين أو أكثر، وعندها يطلب إلى القاضي إطلاق بعض الجنرالات والإبقاء على الآخرين الذين تمكن من جمع أدلة تدينهم، ويطلب نقلهم إلى السجن في لاهاي. وبعد نقلهم يحق لموكليهم أن يطلبوا إطلاق سراحهم بكفالة أو إطلاق سراح مشروط، أو غيره.. هناك احتمالات كثيرة، وسيبحث القاضي بها ويقرر.

وشددت المصادر على عدم بنيان نتائج قانونية على إخلاء سبيل أحد المشتبه بهم المحتجزين أو على توقيفه، لأن هناك أشخاصا يتم إخلاء سبيلهم يتبيّن تورطهم لاحقا، وهناك أشخاص يتم توقيفهم تظهر براءتهم لاحقا.

وفي جديد المعطيات حول مكان وجود الشاهد الملك في ملف اغتيال الحريري محمد زهير الصديق، بعدما سلمتهم شرطة إمارة الشارقة، الى السلطات الأمنية المركزية في امارة ابو ظبي، على قاعدة أن قضيته تتجاوز جواز السفر المزور، الى المس بالأمن القومي لدولة الامارات العربية المتحدة، ليصار بعد ذلك الى تقرير الخطوة اللاحقة، سواء بابقائه في السجن أو تسليمه الى السلطات السورية اذا تقدمت بطلب رسمي بذلك. أعلنت المصادر للمركزية انه من المنتظر أن تترك إفادات الصديق الجديدة أثراً سياسياً خطراً على عمل المحكمة الدولية الخاصة، وعلى مجريات الانتخابات البرلمانية التي ستجري في لبنان في السابع من حزيران المقبل.

وفي وقت يطلب القضاء اللبناني استرداد مذكرة التوقيف الغيابية الدولية الصادرة بحقّ الصدّيق، حتى بعدما رفع يده عن التحقيق بجريمة الحريري. أشارت المصادر الى ان المدعي العام للمحكمة يعتزم مطالبة السلطات اللبنانية بالموافقة على ترحيل الصديق إلى لاهاي.

 

الرئيس السوري اصدر تعديلا وزاريا شمل 6 وزراء واستحدث وزارة للبيئة

وطنية - 23/4/2009 ذكرت القناة الفضائية السورية الرسمية "ان الرئيس السوري بشار الاسد اصدر اليوم مرسوما يحمل الرقم 187، تضمن تعديلا وزاريا شمل ستة وزراء من بينهم وزيرا الداخلية والعدل. كما اصدر مرسوما قضى باستحداث وزارة لشؤون البيئة.

ونقلت القناة "ان الوزراء الجدد هم وزير الداخلية سعيد سمور، وزير العدل احمد حمود يونس، وزير شؤون رئاسة القصر منصور عزام، وزير الصحة رضا سعيد ووزير الادارة المحلية تامر فؤاد الحجة، وزيرة شؤون البيئة كوكب الصالح الداية.

 

ضو: الخيارات مفتوحة لتعزيز الحضور الإنتخابي لـ14 آذار ولرفض "الودائع المستوردة وبقايا اللوائح"

وكالات/أكد المرشح عن دائرة كسروان – الفتوح نوفل ضو أن عدم سحب ترشيحه للإنتخابات النيابية المقبلة لا يعني أنه متفائل ومقتنع بمسار المعركة الإنتخابية وبإدارتها السياسية، مشيرًا إلى أن مضيه في الترشيح ناجم عن رغبة وقناعة في الإستمرار حتى النهاية مع غيره من بعض مرشحي قوى 14 آذار في محاولة "تحسين ظروف المعركة سعيا الى لائحة متجانسة تحت سقف مشروع سياسي واضح المعالم يشبه نضالات شعب 14 آذار وتضحيات شهداء ثورة الأرز، ويبتعد بالصيغ التحالفية المطروحة عن الصفقات والإبتزاز والمصالح الشخصية والفئوية والانانيات وسياسة الودائع المستوردة من خارج الحدود أو من بقايا اللوائح الأخرى". ضو شدد على أن الهدف من معركته ليس هدفا شخصيا، ولكنه "هدف وطني يكمن في العمل على محاولة الحفاظ على الحد الأدنى من احترام شعارات ثورة الأرز وقيمها ورموزها"، وعلى هذا الأساس دعا ضو الى "إطلاق حركة مشاورات وتنسيق بين مرشحي قوى 14 آذار، وبعض الفاعليات المحلية في كسروان - الفتوح، في موازاة الإتصالات القيادية، على النحو الذي يعززها ويكملها، ولا يتناقض معها، توصلا الى رسم تصور مشترك، يشارك فيه جميع المرشحين، لأسس المعركة الإنتخابية ومتطلباتها مع ترك الباب مفتوحا أمام كل الخيارات المتاحة لتعزيز الحضور الإنتخابي لقوى 14 آذار على اللائحة الموعودة، أو على غيرها إذا اقتضى الأمر بما يتناسب وطموحات جمهورها، ولقطع الطريق على تحويل اللائحة المحسوبة على ثورة الأرز الى "ملجأ" سياسي لمحترفي تبديل الخيارات عند كل استحقاق ومفترق سياسي، بما يتناقض مع آمال الكسروانيين في العمل على إيصال من يعبر عن قناعاتهم الثابتة والراسخة في مستقبل لبنان".

 

 جعجع استقبل مرشح الكتائب في كسروان قزي: المشاورات لتشكيل اللائحة في مرحلة متقدمة جدا

المركزية – اعلن مرشح حزب الكتائب عن المقعد الماروني في كسروان – الفتوح سجعان قزي ان المشاورات بشأن تشكيل لائحة 14 آذار والمستقلين في كسروان بلغت مرحلة متقدمة جدا. التقى رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع المرشح القزي بحضور منسق منطقة كسروان في القوات د. زياد معلوف. واكد القزي على العلاقات الوطيدة والعميقة التي تجمع الكتائب والقوات على كل المستويات "وليس على صعيد منطقة كسروان- الفتوح بل في كل المناطق اللبنانية باعتبار ان العلاقة بين الحزبين ليست علاقة انتخابية ولا حتى سياسية أو وطنية إنما علاقة وجدان ومصير يعبّران عن ضمير الوجود المسيحي الحر في لبنان والمشرق".

* هناك تخوف في كسروان من فوز قوى 14 آذار فهل تتوقعون اختراقاً ما في الانتخابات النيابية المقبلة؟

- "من الإدعاء الحديث عن منتصر وخاسر منذ الآن في كسروان فمن المفترض انتظار تشكيل اللوائح وفي ضوء بروز هذه الأخيرة: إن لائحة 8 آذار المتمثلة بالتيار الوطني الحر او لائحة ثورة الأرز المتمثلة بالأحزاب المسيحية ولاسيما حزب الكتائب واللاحزبيين عندها يُمكن القول ان الفوز حليف هذا الفريق او ذاك. ولكن لا بد من ان نلاحظ تغييراً في "هوى" الشعب في هذه المنطقة لأن هذا الشعب الذي انتخب في العام 2005 أشخاصاً معينين استناداً لشعارات معينة خُذل بانقلاب هؤلاء ليس على الشعب فقط انما على أنفسهم أيضاً".

* الى أين توصلت المشاورات بشأن تشكيل لائحة 14 آذار والمستقلين في كسروان؟

- "ان المشاورات بلغت مرحلة متقدمة جداً ويمكن القول اننا في حالة ايجاد المخرج البروتوكولي لإعلان لائحة تحوذ على ثقة الرأي العام الكسرواني".

* هل ستنضمون الى لائحة المستقلين ؟

- " نحن لا ننضم الى أحد بل نشارك في تأليف اللوائح".

* هل ما زال ترشيح العميد كارلوس اده يُشكل عقدة؟

- " اده ليس جزءاً من عقدتنا بل هو جزء من عقيدتنا الوطنية، المهم هو ان نتوصل الى تأليف لائحة تُرضي الرأي العام ولا يكون فيها أي ثقل على الشعب، وأعتقد أن ترشيح العميد اده في كسروان –الفتوح كان خطوة اتخذها عن سابق تصور وتصميم نظراً للطابع السياسي والمصيري لهذه المعركة الانتخابية".

وعن الاعتذار الذي قدمه النائب وليد جنبلاط الى الموارنة والبطريرك صفير ، قال القزي "كنا نفضّل ألا يعتذر النائب جنبلاط وكنا نفضّل أساساً ألا يصدر منه مثل هذا الحديث، مؤكداً "أننا ووليد بك حلفاء في ثورة الأرز وإن الطيور على أشكالها تقع".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 23 نيسان 2009

النهار

يواجه المرشح عن دائرة جبيل ناظم الخوري، نظراً الى قربه من الرئيس ميشال سليمان، حرجا في التحالف مع مرشح من 8 أو 14 آذار لكسب المعركة.

لوحظ ان مرشحين على لوائح في قوى 8 و14 آذار يخوضون معاركهم لتأمين فوزهم في الانتخابات وعدم الاهتمام بفوز هذه اللوائح.

تتابع اوساط رسمية وسياسية وشعبية باهتمام القرارات المتعلقة بمصير الضباط الاربعة، وكذلك بمصير الشهود ولا سيما الشاهد "الملك" محمد زهير الصديق.

السفير

استغربت أوساط مرجع ديني ما نسب الى قيادي في 14 آذار في معرض توضيحه لأحد الأقطاب الموالين ما نسب اليه مؤخراً، حيث قال له إن هذا الكلام يهدف الى تبريد بعض الرؤوس الحامية التي تشكل مظلة للأصولية المتنامية في إحدى البيئات في الجبل.

تبلغت دوائر لبنانية معلومات مفادها أن تعديلاً وزارياً جديداً ستشهده دولة خليجية في الأسابيع القليلة المقبلة.

فسر قطب بارز في الموالاة حملته على مرجع نيابي بأنها "لزوم الانتخابات وعندما نصل إلى 8 حزيران تعود الأمور إلى ما كانت عليه سابقاً"!

المستقبل

يتجه زعيم سياسي للقيام بزيارة الى صرح ديني كبير في سياق جهوده لاحتواء تفاعلات أزمة طارئة.

يعتقد مراقبون ان اقدام حزب فاعل على معالجة ازمة بين تنظيمين حليفين له من حسابه النيابي، لن تلغي مستقبلا "الترجمة" العملية للمواقف المتنافرة التي اعلنت من قبل مسؤولين في التنظيمين المعنيين.

امتنع وزير شمالي سابق عن زيارة مرجع روحي او تقديم التهاني له بمناسبة الاعياد رغم تدخل عدد من الوسطاء.

الشرق

مصادر ديبلوماسية كشفت عن رفض جهات سياسية - حزبية وجود مراقبين من "دول غير صديقة" في مناطقها اثناء الانتخابات النيابية؟!

معلومات جهات روحية بارزة اكدت وجود تباين بين قيادات حزب أرمني في لبنان ومرجعيته في دولة اجنبية على خلفية الصراع الانتخابي الدائر في لبنان (..)

مرجع رسمي اعاد عزوف مسؤول سابق عن خوض الانتخابات الى خوف الأخير من ان ينفضح أمر هزاله السياسي والشعبي؟!

 

البطريرك صفير استقبل في بكركي مزيدا من المرشحين

بو عاصي: مسيحيون من الضاحية يطالبوننا بنقل بعض الأقلام منها

خوري: ترشحي فرصة حقيقية لابناء الشوف ليعبروا عن موقفهم بحرية

وطنية - 23/4/2009 تابع البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير مع زواره في الصرح البطريركي في بكركي الاستحقاق الانتخابي. فاستقبل المرشحين عن المقاعد المارونية في دائرة بعبدا صلاح حنين وادمون غاريوس والياس بو عاصي الذي قال بعد اللقاء:" الزيارة اكثر من واجب خصوصا ان العنوان الاول لبرنامجنا هو الدولة، والله وحده يعرف كم أن البطريرك صفير والبطريركية المارونية مهتمة أن يكون في لبنان دولة قوية لديها وحدها القرار الاول والاخير في كل المجالات وتكون حاضنة كل اللبنانيين دون تمييز وعلى قدم المساواة". أضاف:"وضعنا صاحب الغبطة في ظروف المعركة في قضاء بعبدا وتحديدا خصوصية هذا القضاء ومن دون تمييز حيث هناك وضع خاص في الضاحية الجنوبية، والجميع يعرف المبدأ القانوني، في ظروف خاصة تقتضي اجراءات خاصة. نحن في مواجهة مقترعين من مسيحيين من بلدات الضاحية يطالبوننا، لاسباب متعددة لن ندخل في تفاصيلها، أن تكون أقلام الاقتراع خارج الضاحية، وهذا شيء مفهوم في ضوء الاحداث والخصوصية المتحكمة في الضاحية، وهذا المطلب وضعناه في عهدة صاحب الغبطة". وأضاف:"عموما نحن نريد ان تكون الضاحية وقضاء بعبدا مثالا للديموقراطية ولمعركة شريفة ورياضية وشفافة، ونعتبر جازمين ان الحد الادنى على صعيد الضاحية غير متوافر، اي التواصل ونشعر هنا بكبت نظرا لتواضع التواصل والاتصال مع اخواننا في الطائفة الشيعية التي هي من نسيج اساسي للبنان والذي من دون التواصل والبناء معها يبقى هناك شيء ناقص سواء على صعيد قضاء بعبدا او لبنان ككل. لذلك نأمل من القيمين على شؤون الضاحية ويعرفون انفسهم وجميع اللبنانيين يعرفونهم ان يسهلوا مجريات المعركة الانتخابية بمزيد من الشفافية والحرية والتعددية التي ينادي بها الجميع، ونحن نطالب الهيئة المشرفة على الانتخابات ان تكون عين ساهرة على هذا الموضوع، كما نطالب بمزيد من الرقابة على هذا الصعيد ونحن عازمون على كشف كل عورات يمكن ان تعتري وان تشكل موضوع طعن امام المجلس الدستوري".

وختم:"إن الدولة الديموقراطية تعم الجميع ويستفيد منها الجميع ولا مصلحة لاحد ان يكون خارج الدولة التي هي مظلة جميع اللبنانيين".

ثم استقبل البطريرك صفير المرشح عن المقعد الماروني في الشوف النائب السابق غطاس خوري الذي قال بعد اللقاء:" تشرفت بلقاء غبطته بعد انتهاء مهلة سحب الترشيحات واكدت للبطريرك انني ما زلت على موقفي السياسي المعروف ضمن خط 14 اذار، وان استمرار ترشحي في الشوف هو عمليا لفتح المجال امام اختيار ديموقراطي حقيقي دون تعريض اي من مكونات 14 اذار او مبادئها الى الاهتزاز. واكدت ايضا ان هذا الترشح فرصة حقيقية لابناء الشوف لكي يعبروا عن موقفهم بكل حرية وديموقراطية دون اي استفزازات من اي طرف أتت".

وردا على سؤال عن كلام النائب جنبلاط الاخير قال:" آسف لما سمعته خلال الايام القليلة الماضية وهذه الاحاديث تعرضت لوحدة 14 اذار، ولا تعليق لي لكل ما ورد في هذا الشريط وكل ما اريد ان أقوله انني موجود بارادة ابناء الشوف". ودعا كلوفيس الخازن بعد لقائه البطريرك صفير "المرشحين الشرفاء الى تأليف لائحة "الاوادم والكف النظيف والتاريخ الناصع" لخوض معركة ليست فقط سياسية ووطنية بل معركة شرف تكون انطلاقتها الاساسية ابناء كسروان - الفتوح. واعتقد ان الشعب شبع من تركيب اللوائح المنزلة ، لذلك اطلب من الكسروانيين، اذا استمر الوضع على ما هو عليه، ان يؤلفوا لوائحهم الخاصة وفقا لقناعاتهم الخاصة".

ثم استقبل المرشح عن المقعد السني في دائرة بيروت الثالثة النائب السابق بهاء الدين عيتاني الذي قال بعد اللقاء:" أطلعت غبطته على خوضي الانتخابات النيابية ضمن المبادىء والاسس التي يؤمن بها غبطة البطريرك اي العيش المشترك والثوابت الوطنية والديموقراطية. وأتى ترشحنا تحت شعار "لبيروت رأيها" لتثبيت صحة التمثيل لكل الفئات لانه من حقنا كأبناء بيروت ان نعبر عن رأينا بحرية، وهذا ما أكد عليه غبطة البطريرك الذي قال لكل مواطن لبنان الحق ان يعبر ان نفسه بطريقة حرة وان تجري الانتخابات بديموقراطية ونزاهة وان تعبر التعبير الصحيح عن كل الوطن".

ولفت ان "الايام المقبلة ستثبت انه في بيروت فئة ثانية تؤمن بأن التعددية هي غنى للوطن، وبيروت لم تكن يوما حكرا على فئة او جهة معينة وهي لم تحكم يوما من قبل فئة واحدة".

كما التقى غبطته مرشح القوات اللبنانية و14 آذار عن مقعد الروم الكاثوليك في دائرة بعلبك الهرمل الدكتور ميشال سلوم على رأس وفد من ابناء المنطقة في زيارة لاخذ البركة.

اما المرشحة السابقة للانتخابات النيابية في بيروت المحامية رولا حوري التي قدمت للبطريرك صفير التهنئة بالاعياد توقفت بعد اللقاء عند موضوع الخطابات السياسية الانتخابية التي استبدلت بخطابات عشوائية لامسؤولة لدس الفتن وزرع الشقاق بين اللبنانيين دون ادراك صانعيها تداعيات نتائجها الخطيرة".

ورأت انه على وزير الداخلية "التدخل سريعا لضبط هذه الشواذات وإلزام الطبقة السياسية برمتها الخضوع الى معايير حازمة في هذا الموضوع رأفة بالبلاد والعباد"، مشيدة بجهود رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان و"حكمة مواقفه الجدية الداعية الى الاعتدال والتهدئة".

وشددت على ضرورة اعادة النظر باتفاق الطائف خصوصا بما يتعلق بصلاحيات رئيس الجمهورية وتعزيزها لتحقيق التوازن بين الرئاسات الثلاثة.

وأسفت لانسحاب كل من الرئيس حسين الحسيني والوزير نسيب لحود ورأت انه "مؤشر خطير على فقدان اللعبة الانتخابية لجوهرها ومبادئها الاساسية".

ومن الزوار ايضا رئيس مجلس ادارة مصلحة الابحاث العلمية الزراعية المهندس ميشال افرام ثم المدير العام المهندس لويس لحود، ثم الرئيسة العامة لراهبات الصليب الام ماري مخلوف التي وجهت لغبطته دعوة لترؤس القداس لمناسبة الاحتفال بالعيد الاول لابونا يعقوب الحداد الكبوشي في 26 حزيران المقبل عند السابعة مساء في دير الصليب حيث ضريح الطوباوي.

 

الرئيس سليمان استقبل الجعفري ومجلس نقابة الصيادلة واطلع من قائد الجيش على الوضع الامني وشؤون المؤسسة العسكرية

الامن قبل الرغيف ولا يحق لاحد توتير الاجواء او تخويف اللبنانيين

رئيس وزراء العراق السابق:الاوضاع تتجه للتحسن ونشاط الارهاب إنحسر

وطنية - 23/4/2009 جدد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان التأكيد "أن الامن قبل الرغيف"، مشددا على "ان لا أحد يحق له العبث بالامن أو توتير الاجواء او تخويف اللبنانيين بالوضع الامني". وكان الرئيس سليمان باشر نشاطه اليوم باستقبال رئيس الوزراء العراقي السابق الدكتور ابراهيم الجعفري مع وفد.

واطلع الدكتور الجعفري رئيس الجمهورية على الاوضاع في العراق ولاسيما منها الوضع الامني والخطوات الجارية لتأمين جهوزية قوى الامن العراقية لتسلم مسؤولياتها والقيام بمهماتها عندما يبدأ تطبيق الروزنامة الاميركية بانسحاب قوات التحالف من العراق.

وأشار الى "أن الاوضاع السياسية تتجه نحو التحسن"،لافتا الى "إقتناع الشرائح السياسية والقومية العراقية بوجوب بقاء العراق دولة موحدة، وأن الحياة السياسية تخوض تجربة جديدة في هذا المجال"، مشيرا الى "أن نشاط الارهاب إنحسر بشكل كبير".

وتناول اللقاء موضوع التعاون اللبناني - العراقي في شتى المجالات في ظل الامكانات النفطية والزراعية والسياسية التي يمتلكها العراق، ونقل تحيات الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الحكومة نور المالكي الى الرئيس سليمان مبديا أمله في أن يراه قريبا في بغداد في زيارة رسمية.

من جهته، نوه الرئيس سليمان بالتجربة السياسية التي يخوضها العراق، متمنيا أن تهدأ الامور على المستوى الامني، مكررا قوله "أن عصر الارهاب الى زوال بعد انحسار نشاطه في العديد من البلدان الغربية وحتى العربية"، متمنيا "أن تبقى وحدة العراق مضمونة لأن هذا الامر مهم بالنسبة الى العراقيين والعرب، خصوصا وأن العراق دولة مهمة وحضارية ومتنوعة"، لافتا الى محبة اللبنانيين للشعب العراقي.

واطلع الرئيس سليمان من قائد الجيش العماد جان قهوجي على الوضع الامني في البلاد وشؤون المؤسسة العسكرية واحتياجاتها.

وزار بعبدا مجلس نقابة صيادلة لبنان برئاسة صالح دبيبو الذي هنأ رئيس الجمهورية بما تحقق منذ إنتخابه من خطوات استقرار سياسي وأمني وشكر له رعايته مؤتمرهم الصيدلاني الدولي الثالث وقدم اليه مذكرة تتضمن بعض المطالب لمعالجة المشكلات التي يعاني منها القطاع.

ورحب رئيس الجمهورية بمجلس النقابة، لافتا الى أهمية كونهم نقابة واحدة فقط على مستوى لبنان، مشيرا الى "أن السياسة يجب ألا تؤثر على عمل النقابة لأن الاهداف السياسية واحدة للبنانيين ولكن الاساليب والوسائل تختلف"، مشددا في الوقت نفسه على "أن تكون هذه الاساليب شريفة وسليمة وديموقراطية وليس على قاعدة الغاية تبرر الوسيلة".

 

الكتلة الوطنية": ما قام به "حزب الله" في مصر يورط لبنان وما قاله النائب جنبلاط يجب ان يمحى من طريقة تفكير جميع اللبنانيين

وطنية - 23/4/2009 عقدت اللجنة التنفيذية لحزب "الكتلة الوطنية اللبنانية" اجتماعها الدوري، برئاسة العميد كارلوس اده، وحضور الامين العام جوزف مراد ورئيس مجلس الحزب بيار خوري، وأصدرت البيان الاتي:

"ان تقارير الاجهزة القضائية المصرية والتي تشير الى تورط مواقع في احد الاجهزة الرسمية اللبنانية في الموافقة في اضفاء صفة شرعية على اوراق مزورة لاحد مسؤولي "حزب الله" الموقوفين في مصر ثم اتباعها بأوراق مزورة اخرى ممهورة بأختام رسمية اعطيت من اجل توكيل المحامي الزيات، أمر لا يمكن القبول به والسكوت عنه ويجب محاسبة المتورطين به مهما علا شانهم. فحزب الله وحلفاؤه والذين يشكلون اليوم اقلية في المجلس النيابي يستعملون امكانيات السلطة في عمليات غير شرعية، في انتهاك سافر وواضح لسيادة دول صديقة، اضافة الى انتهاكهم الدائم لقوانين وسيادة الدولة اللبنانية. ان هذه الانتهاكات يمكن ان تورط البلاد في رد فعل يدفع ثمنها كل الشعب اللبناني.

اننا نسأل، اذا اصبحت لديهم الاكثرية ماذا سيحصل؟ سيسيطرون على كل مفاصل الدولة واجهزتها ويسخرونها لتنفيذ خططهم ونكون قد دخلنا في مسار الاستيلاء المنهجي على لبنان. ولكن اكثر ما يفاجىء هو سكوت قوى وتكتلات نيابية عن هذا التورط الفاضح لاحد المواقع في الاجهزة الرسمية، بينما أقاموا الدنيا وأقعدوها لمجرد ان جهازا رسميا اخر طلب "داتا" من وزارة الاتصالات من اجل كشف جرائم تهدد الامن القومي والتي اثبتت فعاليتها من خلال اعتقال شبكة التجسس. أين خوفهم من تخطي القوانين؟ اليست هذه التجاوزات الاكيدة والموثقة اهم من كثير من تحليلاتهم وتأويلاتهم؟ انتهاء سياسة الافتراء من جهة والتغاضي عن الحقيقة من جهة اخرى. ان ابرز اشارات عدم ايمانهم ان الانتخابات الحرة ونتائجها هي المدماك الاساسي لبناء ديموقراطيات الدول هو قول النائب علي بزي، ما معناه "لن يكون هناك مجلس نواب ما لم يكن رئيسه نبيه بري". هذا التصريح والذي يبشرنا بأي نوع من اشكال الحكم ينادون، ما هو الا تأكيد ان التهديد والوعيد لا يزالان ساريين وان اتفاق الدوحة الذي نص على عدم استعمال العنف قد تخطوه.

يبدو ان الملصقات الاعلانية ل"التيار الوطني الحر" قد جنحت باتجاه الثورة الايرانية في التعامل مع المرأة "Vote et Belle Sois" يطالبها بالانصياع، فبالنسبة لهم لا اهمية لمشاركتها بالقرار، فالمطلوب فقط ان تبصم وتطيع ومهمتها انحصرت فقط بجمالها. ان حزب الكتلة الوطنية يسأل أين هي الهيئات النسائية في التيار الوطني الحر حتى تعترض؟  ان الكلام الذي قاله النائب وليد جنبلاط في احدى مجالس الخلوات الدرزية لا يقال على الملأ ولا ضمن المجالس، وهو يجب ان يمحى من طريقة تفكير جميع اللبنانيين من كل الطوائف، لان هذا الخطاب الطائفي والمذهبي يؤدي الى حالة تقسيم دائم ويمنع بناء دولة وتوحيد شعب. هي ليست المرة الاولى الذي يقول فيها مسؤول سياسي كلاما غير مسؤول وفي عز الانتخابات، ولكن على الاقل فان النائب جنبلاط يستطيع الاعتذار خلافا لغيره من المسؤولين".

 

العماد عون أعلن لائحتي "التغيير والاصلاح" في المتن وجبيل وتضمان ثلاثة جددا هم غسان الاشقر وغسان الرحباني وسيمون أبي رميا:

المعايير يجب أن تختلف والوطن يحتاج الى تكتل كبير ليفرض الاصلاح

لننته من مرحلة مبنية على الخوف وابتزاز المواطنين والتسلط عليهم

وطنية - 23/4/2009 أعلن رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون ظهر اليوم لائحة "التغيير والاصلاح" في المتن الشمالي التي تضم النواب: ادغار معلوف، ابراهيم كنعان، نبيل نقولا، سليم سلهب، غسان مخيبر، آغوب بقرادونيان، النائب السابق غسان الاشقر والفنان غسان الرحباني.

ثم صرح العماد عون: "أتوجه الى المتنيين طالبا منهم الثقة في السابع من حزيران. نحن ننتقل اليوم من مرحلة الى أخرى في المتن. وسنتغلب على أشياء كثيرة. هناك قسم كبير اجتزناه لأننا نخرج عن التقاليد المبنية على الخوف والحاجة التي فرضت علينا بواسطة سلسلة من الحكومات التي تحجب دائما الخدمة عن المواطن لكي تستعبده بها يوم الاقتراع. كل متني يجب أن يشعر بأن لا أحد سيمس بخدمته يوم يحتاج اليها، اذا استوفت الشروط، مهما كان نفوذه. وعليه الا يخاف ان يعتدي احد عليه لاننا معه ونحميه. سوف ننتهي من مرحلة الابتزاز. فالناس تعودت الابتزاز في مرحلة من الوقت عندما كان هناك عهد تسلط على المواطنين. هذه الباقة من الاحرار التي قدمناها اليوم هي التي ستمثلكم وستكون معكم في الجبل والوسط والساحل. وكل منها يمثل المتن بكامله. نحن أصحاب مشروع، والذي يجمعنا هو التزام المشروع، على أن يكون تصويتكم للمشروع وللائحة كاملة. لا نرضى بالاصطفاف، ولكن إنجاحا للمشروع، لا تفتتوا القوى".

اضاف:" هناك اشخاص نحبهم ولكن ليس لديهم الالتزام الكافي لكي يؤمنوا لكم مشروع الوطن. منذ عام 1920 اتبعنا النموذج نفسه بتكتلاته الصغيرة، أي تفتيت القوى. إذا هناك 128 نائبا فهذا يعني 128 كتلة. هذا لا يعني حرية واستقلالية، بل يعني الفوضى. هناك حد أدنى من التفاهم على الخطوط الكبرى وعلى مشاريع الوطن. يجب ان تجتمع التكتلات النيابية لنتقدم، والا يكون كل منا وحده، ويصبح مفتتا برسم البيع، إما للمال وإما للوزارة وإما للنيابة وإما للادارة. نحن هنا نخدم قضية، وكل واحد منا اذا قدم خدمة للوطن يعني انه يقدمها باسم الكل. لا تقولوا هذا يتكلم جيدا والثاني لا يتكلم. فمن لا يظهر كثيرا على الاعلام يعمل كثيرا وهو يجلس في مكان ما، يطبب، كل لديه وظيفة ضمن المجتمع ونحن متكاتفون متضامنون".

لائحة جبيل

كذلك أعلن العماد عون لائحة "التغيير والاصلاح" في جبيل التي تضم النائبين وليد خوري وعباس الهاشم وسيمون ابي راميا. وقال: "نطلب ثقة الجبيليين على أساس تجربتنا معهم وحمل قضايا جبيل وقضايا لبنان. ونخص بالشكر زميلنا ورفيق حياتنا في المهنة العسكرية ورفيق نضالنا العميد شامل موزايا والدكتور بسام الهاشم اللذين يرافقاننا في نضالنا، وكان من الممكن ان يكونا في لائحة جبيل، لكننا اتبعنا معايير محددة وكان هناك نوع من التنافس بين الاخوة، والكل سيبقون معا، ونأمل ان نكرس الانتصار في جبيل".

اضاف:"هناك البعض يقسمون جبيل الى خلايا جغرافية. منهم من يقول ان الجرد يجب ان يكون ممثلا، والساحل ايضا. في جبيل هناك نائبان مارونيان، إما يكونان من الجرد وإما من الساحل، وإما واحد من الجرد وواحد من الساحل او من الوسط. ولكن اعتقد ان النواب الثلاثة يجب ان يمثلوا كل القضاء ضمن كتلة "التغيير والاصلاح"، وهذا التكتل يمثل كل لبنان. نحن في حاجة الى عمل وطني ومشروع، وليس الى أن يكون شخص يمثل فقط نفسه. المطلوب الكثير والمقاعد محدودة. المهم أننا في تكتل "التغيير والاصلاح" متضامنون كلنا مع جبيل بجميع نوابها. نائب جبيل لا يستطيع بمفرده ان يقوم بعمل ما لجبيل، انما الكتلة النيابية التي تفرض نفسها ضمن القرار في الدولة، تأتي بالمشروع وترد الحقوق لاصحابها، وتقوم بمشروع انمائي. مشروعنا الاصلاحي سيقدم بكل تفاصيله في 7 ايار 2009 ونكون على موعد مع كل اللبنانيين. من ينتخب لائحة "التغيير والاصلاح" ينتخب كل نواب التكتل، سواء كانوا في الجنوب أو الشمال أو الساحل أو الجرد أو العاصمة".

وتابع:"المعايير يجب أن تختلف. يمكن ان يكون المرشح من الوسط ويمثل كل جبيل ولبنان في برنامجه. الحقوق الاساسية لا يصنعها افراد بل تكتلات، المهم أن يجمع الفرد حول مشروعه الناس. كنت أمثل الجبيليين جزئيا، إذ كنت مرشحا عن كسروان، ولكن في أي دائرة كنت، إن إنماء عكار يهمني مثل انماء الجنوب".

ورأى "أن المشكلة ايضا ستطول قطاع كسروان. سيسألونني لماذا لم تأخذ من الفتوح ومن الجرد ومن الساحل؟ يجب أن نتجرد من هذه الجغرافية الضيقة. اذا نحن نتواصل من الشمال الى الجنوب، أفلا نستطيع التواصل من ضيعة الى أخرى؟ فهذه كارثة وغير مسموح بها. هذا نوع من الارتجاج ضمن الاقتناعات الاساسية السياسية وإلهاء الناس عن البرنامج الاساسي. لا أحد يريد ان يتحدث عن المشاكل المالية. المشكلة في البرنامج. النائب يجب ان يمر على المستوى الوطني. انتخبوا المشروع للبنان الوطن وليس لبنان مشروع الشبكات. فالوطن في حاجة الى تكتل كبير ليفرض مشروع الاصلاح".

وكان عدد من المرشحين قد أعلن صباحا انسحابه من المعركة الانتخابية لمصلحة "تكتل التغيير والاصلاح". فالمرشح النائب وليد خوري في المتن أعلن انسحابه، وتلاه المرشح عن المقعد الماروني في جزين روني عون الذي قال: "أنا صديق للتيار الوطني الحر، اذا تبناني العماد عون على اللائحة فسوف التزم التيار واذا لم يتبنني لأسباب ما، فسأنسحب كمرشح وادعم لائحة العماد عون. أمس سحبت ترشحي رسميا من الداخلية واتعهد من الرابية ان التزم مع التيار الوطني الحر، وأدعو كل زملائي الى أن يلتزموا لائحة العماد عون".

وأعلن الدكتور بسام الهاشم المرشح عن المقعد الماروني في جبيل ولاءه والتزامه الكامل الى جانب العماد عون.

وعبر الدكتور شارل جزرا المرشح عن المقعد الكاثوليكي في المتن عن التزامه، وقال "إن النيابة هي الوسيلة وليست الهدف. وسحب ترشحي للانتخابات مقدما الدعم والامكانات للائحة "التغيير والاصلاح" في المتن وللصديق والزميل اللواء ادغار معلوف".

وبعد الظهر استقبل العماد عون عددا من المرشحين في كسروان، من بينهم المرشح ايلي زوين في حضور رئيس الماكينة الانتخابية في قضاء كسروان -الفتوح المهندس هنري عطالله.

 

 "الاحرار - زحلة":الانفتاح على حزب الله ليس على حساب قيام الدولة

وطنية-23/4/2009 رأى رئيس مفوضية حزب الوطنيين الاحرار في زحلة والبقاع الدكتور عماد شمعون في تصريح ادلى به "ان الكل يريد التقرب من حزب الله والانفتاح عليه ولكن ليس تحت وطأة السلاح وليس على حساب قيام دولة المؤسسات او على حساب شرف الجيش الضامن الحصري لكرامة الوطن والمواطن"، وأمل باسم الشهداء الذين سقطوا "ان لا يتحول لبنان الى خيمة لمخيم نهر البارد، داعيا الى "ان يصبح خطابنا موحدا فلا يضطر النهار ان يمحو كلام الليل خجلا

 

النائب حرب أسف "لامتناع الرئيس الحسيني والوزير لحود عن الترشح": مااوضحه النائب جنبلاط في مؤتمره الصحافي خطوة سليمة لازالة الآثار السلبية

وطنية -23/4/2009 أعرب النائب بطرس حرب، في تصريح اليوم، عن أسفه "الشديد للموقف الذي اتخذه كل من الرئيس حسين الحسيني والوزير نسيب لحود ب"امتناعهما عن الترشح للانتخابات النيابية المقبلة، بالنظر لما يترك غيابهما في الحياة البرلمانية ومجلس النواب من فراغ كبير لناحية نوعية النواب في المجلس، لا سيما أن كليهما يمثل قيمة مضافة هامة جدا للحياة البرلمانية".

كما أبدى النائب حرب أسفه "للأسباب التي دعت الرئيس الحسيني والوزير لحود إلى العزوف عن الترشح وتأثير اعتبارات انتخابية على المواقف السياسية والمبدئية لكل من الرجلين وعلى مضمون المواقف السياسية وعلى حقيقة المواجهة السياسية الحاصلة، ولا سيما حول قيام الدولة ودور المؤسسات وحماية الشرعية والحفاظ على أحكام الدستور واتفاق الطائف".

وأضاف: إنه لمن دواعي الأسف الكبير أن يكون بنتيجة الإنتخابات المقبلة غياب قطبين بهذه الأهمية عن الحياة البرلمانية، والإنعكاس السلبي الذي يمكن أن يتركه غيابهما". وردا على سؤال عن موقف النائب وليد جنبلاط وما إذا كان الرد الذي صدر عنه أمس قد طوى صفحة الإحتجاج المسيحية؟

أجاب: "إن ما صدر عن النائب جنبلاط بحق الطائفة المارونية يشكل إهانة لا يجوز السكوت عنها أو القبول بها، ولو كانت المعلومات المتوافرة لدي هي أن محاولة جرت لتجزئة كلام جنبلاط الذي جاء خلال انتقاده لكل الممارسات الطائفية والمذهبية لدى كل الطوائف بما فيها الموارنة والدروز، وأنه جرى تجزئة كلام جنبلاط لخلق جو من البلبلة، وإني اعتبر أن ما قام به الوزير جنبلاط في مؤتمره الصحافي البارحة يشكل خطوة سليمة على طريق إزالة الآثار السلبية التي رفضها المسيحيون جميعهم، بالنظر للأذى والضرر المعنويين اللذين لحقا بالطائفة وكرامتها وبمعنويات الموارنة في لبنان".

وردا على سؤال عن الأسباب التي دعت النائب جنبلاط إلى هذا الموقف السلبي، قال: "ليس لدي من تفسير، إلا الآتي: في الفترة التي كان فيها المسيحيون مغيبين عن القرار السياسي، خصوصا في المناطق المختلطة اعتاد الوزير جنبلاط، وغيره من القوى السياسية، على اختيار المرشحين المسيحيين للمقاعد النيابية في المناطق المختلطة، إلا أنه في هذه المرة، وبنتيجة دور المسيحيين الفاعل في قوى 14 آذار ومطالبتهم بتسمية المرشحين عن المقاعد المسيحية في هذه المناطق، ونجاحهم في ذلك ترك بعض الآثار السلبية في نفس الوزير جنبلاط، ما أدى إلى ردة فعله. إنما ليس لهذا الموضوع أي علاقة بالمبادىء التي التقينا حولها في 14 آذار".

 

النائب زهرا تفقد استراحة في شكا تعرضت للحرق/لا نستطيع الذهاب الى انتخابات نيابية في ظل توترات أمنية

وطنية - 23/4/2009 تفقد عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا استراحة ومطعم طوني المعادي في شكا الذي تعرض لحادث تخريب وحرق عند الثالثة فجر اليوم. وطالب الأجهزة الأمنية والعسكرية بتفعيل عملها، ورأى "أننا مضطرون اليوم الى التكلم بصوت عال بعدما تابعنا الكثير من القضايا المماثلة بصوت منخفض مع المعنيين في الأجهزة العسكرية المنوط بها حفظ أمن المواطنين وأمن الوطن".

وأكد "أن في شكا عناصر غريبة عن المدينة، ونحن نريد أن يكون فيها أهلها فقط كي نستطيع أن نطمئن الى أمن المدينة من خلال تفاهم الناس بين بعضهم البعض، والعناصر الغريبة عن شكا ما زالت مسلحة وموجودة في مراكزها ولم تلتزم ما هو مفروض التزامه أخلاقيا، لجهة إنهاء المظاهر المسلحة والعودة الى الحياة الطبيعية". وتوجه الى "رئيس الجمهورية ووزير الداخلية وكل المعنيين بأننا لا نستطيع الذهاب الى انتخابات نيابية في ظل توترات أمنية، فخلال يومين حصلت ثلاثة إشكالات في الشمال: في سرعل، وبصرما، وشكا حيث أحرق مطعم يعتاش منه شاب من القوات اللبنانية، معروف عادة من يتطاول عليه، وسأطلب مرة أخيرة بتكثيف الإجراءات الأمنية والدوريات والحواجز. نحن نتفهم أنهم لا يستطيعون أن يضعوا مراكز دائمة في قلب شكا، ولكن لا نفهم أنه يوميا لا توجد دوريات على الرغم من المعرفة بوجود عناصر غريبة مسلحة لا تريد الخير لأهل شكا ولا لأهل البترون ولا للبنان". وأضاف: "إذا كان هناك أحد، عن قصد ولأسباب سياسية، يقصر في عمله، فليزيحوه ويضعوا بديلا منه يقوم بكل واجباته. ونحن لا نطلب من الأمنيين سوى التعامل مع جميع المواطنين على المستوى نفسه، وأن يطبق القانون ويكون فوق الجميع. وبعد تأخر ساعات لتحرك الأجهزة الأمنية لمعاينة ما حصل، عرفنا أن الأدلة الجنائية كانت دقيقة في الكشف على الموقع، ونأمل وصول التحقيق الى نتيجة وأن يعرف الذي يعتدي على أمن المواطينن وأن يدفع ثمن فعلته جديا هذه المرة لأنه لم يعد مقبولا أن تكون الناس عرضة للاعتداء على حياتها وأمنها وأرزاقها من دون حساب". وختم بالتأكيد "أننا لا نريد أن نقوم بأي ردة فعل خارج إطار المطالبة والتمسك بقيام الدولة بواجباتها تجاه مواطنيها، ونحن نقوم بواجباتنا تجاه الدولة وذلك بتسليمنا بأن تكون وحدها المرجع في كل ما يخص أمننا وسلامتنا استقرارنا".

 

النائب ابي نصر اكد على ثوابت التحالف مع العماد عون

وطنية - 23/4/2009 صدر عن مكتب النائب نعمة الله ابي نصر، اليوم، البيان الآتي: "تنفذ بعض وسائل الاعلام حملة مبرمجة مغرضة موجهة ضد النائب نعمة الله أبي نصر بهدف محاولة زعزعة الثقة المتينة القائمة بين مؤيدي النائب أبي نصر والتيار الوطني الحر وعلى رأسه العماد ميشال عون.يهم النائب أبي نصر ان يجدد التأكيد على ثوابته وثوابت العماد عون في التحالف الصادق القائم بينهما على مساحة مشتركة من الثوابت الوطنية التي يدافع عنها أبناء كسروان الفتوح.وهذا التحالف يستمد جذوره من مشروع وطني كبير لتحقيق التغيير والاصلاح".

 

الوزير المر في ذكرى المجازر الارمنية: قضية حق لا يمكن ان تموت

وطنية -23/4/2009 وجه وزير الدفاع الوطني الياس المر اليوم كلمة الى الشعب الارمني في ذكرى المجازر الارمنية جاء فيها: "في الذكرى الاليمة للابادة الارمنية، تتجدد في نفوسنا مشاعر الاسى والحزن على الشهداء الابرار الذين كانوا ضحية ابشع انواع المجازر التي ارتكبت في حق الانسانية في التاريخ المعاصر". وتابع: "كما اننا ننظر باكبار الى صمود الناجين من الابادة الذين كتبوا بدمائهم وتضحياتهم وصلابة عزيمتهم صفحات مشرقة في سجلات الايمان المتجذر والكفاح النادر والنجاح والتألق في كل ميادين الحياة". اضاف:"ان الشعب الارمني الذي استطاع ان يحافظ على شعلة قضيته وقادة ومشعة على مدى اكثر من قرن ونيف، يستحق كل احترام وتقدير.اما الوقوف الى جانب القضية الارمنية ونصرتها في كل المحافل فهو وسام شرف على صدر من يؤمن بالقضية الارمنية ويشارك في الدفاع عنها". وتابع:"انني في هذه المناسبة، اذ احيي ذكرى الشهداء الارمن باجلال، اتقدم من الشعب الارمني والكنيسة الارمنية بأحر التعازي"، مثمنا غاليا ما قدموه بسخاء على مدى عقود وما زالوا يقدمونه من حضور حي وفاعل في الحياة اللبنانية في السياسة والاستقرار والاقتصاد والثقافة والوفاء للكيان اللبناني". وختم:"ان قضية حق كالقضية الارمنية، وراؤها ابطال مؤمنون لا يمكن ان تموت بل على العكس ان النصر مصير محتوم يتوجها".

 

إحالة أديب العلم وزوجته وابن شقيقه الى قاضي التحقيق العسكري

وطنية-23/4/2009 ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر اليوم، على كل من الموقوفين العميد المتقاعد في الامن العام أديب اسعد العلم وزوجته حياة صالومي وابن شقيقه المؤهل في الامن العام جوزف سمعان العلم وعلى الفار نقولا اسعد حبيب ملقب ب"الحداد" وكل من يظهره التحقيق انهم اقدموا على التعامل مع مخابرات العدو الاسرائيلي وعلى اعطائه معلومات عن مراكز عسكرية ومدنية لبنانية وسورية بهدف تسهيل اعماله العدوانية وفوز قواته. كما اقدم اديب العلم على حيازة اسلحة حربية من دون ترخيص وعلى تزوير بطاقة هوية واستعمالها واقدامه مع زوجته على دخول بلاد العدو من دون اذن مسبق.

يذكر ان الجرائم المنصوص عليها في المادتين 274 و278 عقوبات و129 و123 قضاء عسكري، تنص عقوبتها القصوى على الاعدام. كما أحال الادعاء مع الموقوفين الى قاضي التحقيق العسكري الاول رشيد مزهر طالبا التحقيق معهم واصدار مذكرات التوقيف.

 

هآرتس: أولويات نتنياهو وقف البرنامج النووي الإيراني والتقارب مع دول عربية ثم التعامل مع الفلسطينيين

وطنية - 23/4/2009 ذكرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية اليوم الى ان "ملامح السياسة الخارجية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدأت تتضح مؤخرا قبل أن يعرضهما على الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال لقائهما المرتقب، وتقضي خطوطها العريضة بوقف البرنامج النووي الإيراني أولا، ثم التقارب مع الدول العربية "المعتدلة"، وبعد ذلك التعامل مع القضية الفلسطينية بواسطة قنوات عدة".

 

مكتب رئيس "التجدد الديموقراطي": الوزير لحود لم ينسحب اطلاقا لدواع شخصية

وطنية - 23/4/2009 أصدر المكتب الاعلامي لرئيس "حركة التجدد الديموقراطي" الوزير نسيب لحود البيان الآتي: "بعد أقل من اسبوع على قرار الوزير نسيب لحود الامتناع عن الترشح للانتخابات النيابية، وفيما بات الرأي العام المتني واللبناني مطلعا بوضوح على الاسباب التي دفعته الى اتخاذ هذا القرار، صدرت عن الرئيس امين الجميل والنائب ميشال المر تصريحات متكررة يقولان فيها ان الوزير لحود انسحب من الانتخابات لأسباب شخصية. ان هذا القول لا يمت الى الحقيقة بصلة حيث ان الوزير لحود لم ينسحب اطلاقا لدواع شخصية، وهو ذكر اسباب عزوفه عن الترشح، او بالأحرى العناوين العريضة لموقفه، سواء في بيانه المقتضب بتاريخ 17 نيسان او في المؤتمر الصحافي الذي عقده بتاريخ 15 آذار الماضي. واذا كان الوزير لحود قد امتنع قصدا عن الخوض في التفاصيل او السجال مع أطراف التحالف المفترض الذي كان قيد التداول حينها، فذلك حرصا منه على المصلحة العليا ل"14 آذار" واحتراما منه لجمهورها ونضالاته وتضحياته، وهو ما زال ملتزما هذا الموقف، حتى اشعار آخر".

 

شمعون استقبل مرشحي بعبدا:الانتخابات معركة الدفاع عن الدولة

وطنية-23/4/2009 استقبل رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون في البيت المركزي للحزب في السوديكو المرشحين على لائحة بعبدا صلاح حنين، ادمون غاريوس، والياس ابو عاصي وتم البحث في كيفية ادارةالمعركة الانتخابية في منطقة بعبدا. وبعد الاجتماع تحدث رئيس الحزب دوري شمعون، فرأى "ان المعركة الانتخابية الحالية هي معركة الدفاع عن الدولة السيدة الحرة المستقلة وهذا ما يجمع اعضاء اللائحة التي ستعلن قريبا في بعبدا"، وأكد "ان واجب كل منا التحرك والعمل لانجاح هذه اللائحة التي يجمع بين اعضائها خط سياسي واحد هو خط الدفاع عن الدولة السيدة الحرة المستقلة". من جهته النائب السابق صلاح حنين تحدث باسم الوفد فقال:"نحن هنا في بيت اصيل وعريق في السياسة اللبنانية والعمل الوطني"، وأكد "ان هذا البيت اعطى الكثير للبنان". وقال:"ان معركة بعبدا معركة سياسية بامتياز ولبنان على مفترق طرق ونحن متمسكون بما يحمي كرامة جميع اللبنانيين ويعيد بناء الدولة، فموضوع بناء الدولة موضوعنا ولن نتراجع عنه وهذا الموضع كان اساس انطلاقة ثورة الارز وهذا ما طالب به جمهور 14 آذار الذي اجتمع في ساحة الحرية". وردا على سؤال أجاب:"ان اللائحة ستعلن قريبا وهي تمثل النسيج السياسي في بعبدا من حزبيين ومستقلين".

 

الجوزو: الناس فقدوا الثقة بأقوال نصرالله 

الوكالة الوطنية/قال مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو في تصريح اليوم:"عذر اقبح من ذنب ... ان يدعي حزب الله انه يهرب الاسلحة الى حماس من خلال الاراضي المصرية ليضرب عرض الحائط بالقوانين والاعراف الامنية التي تربط لبنان بالدول العربية الشقيقة وليشكل سابقة تسيء الى ابناء الشعب اللبناني الذين يعملون في مصر او يزورون مصر ليصبحوا تحت الرقابة الامنية.الاهم من هذا كله ان حماس لم تكن تعلم شيئا عن هذا الامر ولم تشارك فيه وانكرت صلتها بهذه المجموعة. ودفاع ايران عن السيد حسن نصرالله بعد اعترافه انه المسؤول عن هذا العمل زاد الطين بله ودان ايران وجعلها في موضع الاتهام اكثر فاكثر وانها تحرض على الفتنة ". اضاف:" ثم ما يدرينا ان يكون هذا السلاح موجها الى غزة وليس موجها الى الداخل المصري للمساعدة على القيام بهذا الانقلاب الذي دعا اليه السيد حسن نصرالله ؟ لقد فقد الناس الثقة باقوال امين عام" حزب الله" عندما ادعى في الماضي ان سلاحه لن يستخدم الا ضد اسرائيل فاذا به يستخدم في السابع من ايار ضد اهل بيروت وضد اهل طرابلس وضد اهل البقاع وضد اهل الجبل، هناك ازمة ثقة بحزب الله" .

تابع : "بعض الاسلاميين يعيشون في غيبوبة او غفلة ويسارعون الى مناصرة " حزب الله" في حقه وفي باطله ويسيرون خلف شعاراته لمجرد الانتقام من النظام المصري او تأييد تيار معين اصاب اواخطأ وللمنفعة المادية. هذا يفقدنا الثقةايضا بهذه المجموعات التي تنتمي الى اهل السنة والجماعة وتتامر على عقيدة اهل السنة والجماعة دون ان تدري". وختم:"على كل حال مصر ليست لبنان، مصر دولة بكل معنى الكلمة. وتستطيع فرض القانون على ارضها ضد كل متآمر او متاجر بالقضية الفلسطينية بخاصة وان مصر هي ام هذه القضية وابوها. ولا يستطيع احد ان يزايد على مصر . وحماية امن مصر واجب كل عربي لان امن مصر هو امن العرب جميعا".

 

برنامجه "النضال للـ 10452  كيلومتراً... باسم الشهداء"

نديم الجميّل: نريد دولة يحميها جيش واحد وله شرف السلاح

منال شعيا/النهار     

في مشهد يستعيد لقاءات والده الرئيس الشهيد بشير الجميل مع أهالي الاشرفية، قدم المرشح عن المقعد الماروني في دائرة بيروت الاولى نديم الجميل برنامجه الانتخابي مؤكدا "اننا ثابتونْ على إيمانِنا بالقضيةْ، وعلى وفائِنا لدماءِ الشُهَداء، وعلى النضالْ من أجلِ الـ 10452 كيلومترا مقدّسا، وعلى رفضِ التوطينْ، والالتزامْ من أجلِ بناءِ الدولةْ القوّيةْ". الجميل عرض برنامجه في قاعة كنيسة اللعازارية، تحت عنوان "اعلان المبادىء في الأشرفية"، وحدد ابرز النقاط السياسية، منطلقا من تحديده لمفهوم الدولة، بقوله: " نريد دولةً يحميها جيشٌ واحد، له وحدَهُ الحقْ بشرفِ حملِ السلاحْ، ودولةً لا مكانَ فيها لسلاحٍ غير شرعي، مهما تكن التبريرات ومِن أيْنَ أَتَتْ التَسْمِيات". وطالب "باطلاق المعتقلين من سوريا واقفال ملف المهجرين"، وادرج في برنامجه شؤونا انمائية وشبابية.

حضر اللقاء الرئيس امين الجميل والوزيران ابرهيم نجار وجان اوغاسابيان والنواب صولانج الجميل وميشال فرعون وسرج طور سركيسيان والمرشحة نايلة تويني ورئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون والآنسة يمنى الجميل وشخصيات وحشد كبير من أبناء الاشرفية والرميل والصيفي والمحازبين.

وقال نديم الجميل: "ألتقي وإِياكُمْ اليومْ، لنؤكِدَ أَنَ لبنانْ لنْ يَموتْ، ولنُجدّدَ العَهْدَ معاً بأن أبوابَ الجَحيم لنْ تَقوىَ عليه. نحن مُؤمنونَ بلبنانْ حتى اللاَنِهايةْ، ومُصِّرُونَ على تأكيدِ حضورِه في العالمْ، ورافضونْ حالةِ الإحْتِضَارْ التي ُيعانيها.

هذهِ هي القضيةْ التي أَحْمِلُ مِشْعَلَها، مَهْما صَعُبَ الدَرْبْ ومهما غَلَتْ التضحيات.

هكذا، على هدايةِ البشيرْ نبقى، وعلى هدايةِ كلِ الرفاقْ والأحباءْ الذينَ استُشهدوا، نبقى.

حِلمُهم حُلمي، حُلمنا جميعًا، لن يضيع: فالدولةُ الحُرةُ السيدةْ المستقلةْ آتيةٌ لا مَحال.

ومستمرونَ في النضالْ، وثابتونَ على اقتناعاتِنا، فلا قيامةَ إلا بعد الصَلْبْ".

ثم حدد مفهومه للدولةِ، قائلا: "هو مفهوم واحد ومحدد لا يرفضُه عاقل. فنحن نريد:

دولةً يحميها جيشٌ واحد، له وحدَهُ الحقْ بشرفِ حملِ السلاحْ، ودولةً لا مكانَ فيها لسلاحٍ غير شرعي، مهما كانت التبريرات ومِن أيْنَ أَتَتْ التَسْمِيات. موقفُنا واضحْ ونُكَرِّرُهُ: لا لوجود السلاح الفلسطيني، أو السلاح الفلسطيني- السوري خارج المخيمات ولا في داخلِها.

لا للسلاح بأيدي أي فئة من اللبنانيين حتى ولو سُمِّيَ سلاحُ المقاومة، فمسؤوليةُ الدفاعْ عن لبنانْ محصورةٌ بالسلطةِ الشرعيةِ وحدَها".

وأكد رفضه ان " يبقى لبنانْ ساحةً لحروبِ الآخرين أو من أجلِ الآخرين، وأن تُغَلَّبَ مصالحُ إقليميةْ على المصلحةِ اللبنانية، فبعدَما قاومْنا التوطين، ُنؤكدُ اليومَ، وبإصرار، على رفضِهِ وعدمْ القبولْ بأيِ نقاشٍ في هذا الموضوع.آن لنا قولاً وفعلاً، أن نُطَبِّقَ َ لبنان أولاً ".

وتابع: "نريد دولةً قويةْ تُمَكِّنُ رئيسَ الجمهوريةْ، رئيسَ الدولة و رمزَ وحدةِ لبنان، والمُؤْتَمَن على تطبيقِ الدُستورْ منَ السهرْ على انتظامِ عملِ المؤسساتْ، وَتزيدُ من قدرتِهِ على تصويبِ الخطأْ وتصحيحِ الخَلَلِ لدى المؤسساتْ الدُستوريةْ وعندَ سائرِ المسؤولين.

نريد دولةً، بَرْلمانُها ينصرفُ أعضاؤه للتشريعِ والمحاسبةِ والمراقبةْ، ولا تُغْلَقُ أبوابُه لأسبابٍ َظرْفِّيةْ ومَزاجِية. نريد دولةً قوية، تديرُها حكومةٌ، تحكمُ بِلا تعطيلْ ولا شَلَلْ، دولةً يَحميها قضاءٌ َيعْدُل، لا يلتزِمُ أحد ولا يَتَزَلّمُ لأحد، وقضاءٌ يلتزمُ العدلَ فقط. دولةً تؤّمِنُ الأمنَ والحرّية للجميع. فلا أمنْ من دونِ حُرّيةْ ولا حرّيةْ من دونِ َأمن". وطالب "بدولة تعتمدُ اللامركزية الإدارية المُوَسَّعَة تسهيلاً لشؤونِ المواطنين وللحَدِ من معاناتِهم، ودولةً تُسْرِعُ باقفالِ مَلفْ المهجرين، ِبحَيثْ ُيُمْحَى التهجير من ذاكرةِ اللبنانيين، ودولةً، لا تمّيز بينَ أسيرٍ في السجونِ السوريةْ أو السجونْ الاسرائيلية، تعملُ جاهدةً على تحريرِهِم، وتعيدُ مُواطنينْ دخلوا أراضي العَدو مُجْبَرِينْ تَحتَ وَطْأَةِ الخوفْ، في زَمَنٍ لم تُؤَمّن لهم الدولةْ الأمنَ والرعايةْ".

دور الشباب

وتناول الشأن الشبابي قائلا: "سنقْتَحِمُ أبوابَ الدولةْ لنجددَ شبابَها ونجعلَها تليقُ بهذا الشعبِ وهذا الوطن. وطنٌ نعودُ إليه، فلا تبقى الهُجْرَةُ هاجِساً وهدفاً لنا. كُلنا مَعْنِيّونْ باستعادةِ الثقةِ وترسيخها بينَ المواطنْ والدولة، وحان الأوانْ ليُصْبِحَ التَوَاصُلْ طبيعياً، فلا وَساطَةْ ولا واسِطَةْ. ومِثلَما على المواطنْ واجِباتْ، َفلَدَيْهِ أيضاً حُقوق؛ منَ البدِيهي أنْ نعملَ علىَ تحقيق ِمَجّانيةِ التَعليمْ والزاميته، وعلى تَحْسينْ الخدَماتْ الصِحّيةْ المَجّانيةْ، كذلك تَمْكِينْ المُواطنين ولاسيما ً ذَوِيِ الدَخْلِ المَحْدُودْ منَ الحُصولْ على المسكنْ اللائِقْ". واعتبر ان "سيادة لبنان وحريتُهُ ليْسَتْا وحدَهُما المُهَدّدتينْ، بل أيضاً كنوزُه الطبيعية. فما أَنْعَمَ الله علينا من جَمالْ، ندَمِّرُهُ بِأيْدينا. فبيئَتُنا مُهَدّدة: بَحْرُنا مُلَوَّثْ، غاباتُنا تَحْترِقْ أو ُتقْطَعْ، جِبالُنا ُتشَوَّه، ُمدُنُنا تَخْتَنِقْ. آن لنا أنْ نستفيقَ، ونعملَ علىَ وَقْفِ هذا التدْمير". واشار الى انه " لا يكفي أن نُشِيدَ بالتضحياتْ ونَسْتَذْكِرَ الشُهداءْ. َبلْ علينا أيضاً أن نَتَذَكّرَ عائلاتْ الشُهَداء والمُصابين والمُعاقين. وَعْدِي لهُمْ جميعاً أَنْ أعملَ جاهداً على الإهتِمامِ بهم وبقَضَاياهم لِتَعْويضْ ما فَاتَهُمْ مِن حقوق". ورأى ان "نَظْرَتَنا الوطنيةْ الشامِلةْ لا يُمكِنْ أن تَكْتَمِلْ من دونِ الإهْتِمام بالأشرفية والرميل والصيفي، حيثُ يَتَرَكّزُ الجُهْدُ على تحديدِ حاجاتها والعِنايَةُ بكُلٍ واحدةٍ مِنها".

"باسم الشهداء"

وتوجه الى أهالي الاشرفية بالقول: "إذا كان لبنانْ بِخَيْر، فالأشرفية والرميل والصيفي ستكونُ حتماً بِخَيْر، ولا يُمكن لبنانْ أنْ يكونَ بخيرْ ما لمْ تَكُنْ الأشرفية والرميل والصيفي بِخَيْر. تعالوا نَشبُكُ الايدي لنعليَ معاً قامةَ الاشرفية وبيروت والقضية، نحنُ نخوضُ هذِه الانتخاباتْ معاً وجنباً الى جنب باسمِ الشُهداءْ الذينَ سَقطوا من أجلِ القَضِّية، باسمِ الأوْفِيَاءْ الذينَ صَمَدوا ولمْ يَتَلَوَّنوا، باسمِ شابّاتِ لبنانْ وشبابه، الذينَ صَنَعوا الإسْتِقلالْ الثاني، وسأُتابِعُ مَعَكُم ومِنْ أجْلِكُم النِضَالْ الشَرِيفْ، مُتَمَسِّكاً بِقِيَمِ العَدالةْ و المُساواة والحريات واْحترامِ حقوق ِ الإنسان. إن الاستقلالَ الثاني كُتِبَ بدماءِ الشُهَداء، شُهَداءْ ثورةِ الأرزْ الأبطالْ، كما سبق أن كَتَبَ شهداءُ المقاومةْ اللبُنانيةْ والكتائبْ اللبُنانية مَلْحَمَةَ الدفاع عن لبنانْ الهوية والوُجودْ والكَيَانْ. فإليهِمْ جَميعاً، نُوَّجِهُ تحّيةَ إِكْبارْ الى تَضْحياتهم ودِمائِهم الغالية، ورفاق ِالدربِ والقضيةْ الذينَ استَمَروا في حَمْلِ الشُعْلةِ مُضاءَةْ: عهدٌ بمتابعة المسيرة وحَمْلِ رايةِ القضيةْ إلى أجيالٍ جديدةْ، ووَعْدٌ باستمرارِ الحُلْمْ حتى يُصْبِحَ حَقيقَةْ".

وختم: "حَقَقَتْ ثورةُ الأرزْ الخروجَ العسكريِ السوريِ منْ لبنانْ، فمِنْ غَيْرِ المَسْمُوحْ أنْ يكونَ إستحقاقُ السابعْ من حُزَيرانْ سَبِيلاً لإِعادةِ سوريا إليه. خَيارُكُمْ سيكونُ َبيْنِ خَطَيْنْ ومَفْهُومَيْنْ. وعلى حُسْنِ اخْتِيَارِكُم يَتَوَقَفُ مُستقبلُ لبنانْ، فَإِما أنْ نُتابِعَ مسيرةَ الاستقلالْ والحرية والكرامة، وإما أنْ ينجحَ أعداءُ لبنانْ بالعودةِ بِهِ إلى زَمَنِ الوِصَايَةْ والقمْعِ والتَعَدِياتْ. إطمَئِنوا، لن نَخَافْ، لنْ نَرْكَعْ،  لنْ نتركْ لبنان، ومعا ثابتونْ على إيمانِنا بالقضيةْ، وعلى وفائِنا لدماءِ الشُهَداء، وعلى النضالْ من أجلِ الـ 10452 كيلومترا مقدّسا، وعلى رفضِ التوطينْ، والالتزامْ من أجلِ بناءِ الدولةْ القوّيةْ".

 

سوري في قضية "حزب الله" في مصر يعترف بتدريبه أمنيا بلبنان     

صبحي عبد السلام (المصريون)- واجهت نيابة أمن الدولة العليا، فجر أمس الأربعاء، المواطن السيناوي نصار جبريل، المتهم في قضية خلية "حزب الله" والذي كان منتميا لجماعة "الإخوان المسلمين"، وبين سامي شهاب المتهم الأول في القضية، حيث تعرف الاثنان على بعضهما.

وأكد شهاب أنه تعرف على جبريل في لقاء قام بترتيبه نمر سليمان- أحد المتهمين- لكن المتهم اللبناني نفى تماما أن يكون قد أصدر تعليمات له بتنفيذ عمليات سواء في داخل مصر أو خارجها. أما المتهم السوري أيمن مصطفى فكشف في التحقيقات أنه التقى بقيادي "حزب الله" محمد قبلان، وأنه قام بتسفيره إلى لبنان عبر سوريا، وحصل خلال وجوده في لبنان على دورة تدريبية تحت مسمى "دورة أمنية"، وأن جميع الإجراءات والترتيبات الخاصة بتلك الدورة كانت تحت رعاية مسئول جهاز الاستخبارات في الحزب. وقال المحامي عبد المنعم عبد المقصود، إن النيابة قامت فجر الأربعاء بمواجهة المتهمين المعروفين بـ "مجموعة بورسعيد" بصورة لقيادي "حزب الله" محمد قبلان، حيث تم عرض الصورة على أعضاء المجموعة إبراهيم عصام ومحمد عبد الفتاح وأيمن مصطفى وإيهاب أحمد وإيهاب السيد.

وقد تعرف جميع أعضاء المجموعة البورسعيدية على صورة محمد قبلان، لكنهم أكدوا في أقوالهم إنه كان يقابلهم كل مرة باسم حركي جديد، حيث كان يدعى مرة باسم أسعد ومرة أخرى أبو أدهم ومرة ثالثة باسم محمود. وأكد أفراد المجموعة للنيابة أن مهمتهم كانت تنحصر فقط في شراء مركب لحساب سامي شهاب في مدينة بورسعيد، ونفوا تماما قيامهم بالعمل في شراء أسلحة أو متفجرات كما نفوا أية صلة لهم بـ "حزب الله".

وقال المحامي عبد المنعم عبد المقصود، إن النيابة ستستكمل اليوم التحقيقات مع المتهم نصار جبريل، لكنه رفض الجزم بتحديد موعد انتهاء التحقيقات، وقال إنه من الممكن أن تعلن انتهاء التحقيقات في أية لحظة إلا إذا طرأ جديد. وشكك عبد المقصود في ما ذكرته تقارير صحفية حول أن تقرير الطب الشرعي أكد أن المتهمين لم يتعرضوا لأي تعذيب، مرجعا ذلك إلى أن التقرير لا يصدر قبل أسابيع من توقيع الكشف الطبي على جميع المتهمين وإعداد تقرير به وإرساله للنيابة العامة، ووصف هذه الأنباء بأنها غير منطقة وينقصها الدقة.

 

صحيفة: مجموعة في حزب الله تعترف بتكليفها مراقبة قناة السويس

الخميس 23 أبريل/يو بي آي

القاهرة: قالت صحيفة مصرية اليوم إن أعضاء خلية بورسعيد في "تنظيم حزب الله" اعترفوا في تحقيقات النيابة بأن المتهم الأول في القضية، اللبناني الملقب بسامي شهاب، كلّفهم بشراء مركب ومراقبة قناة السويس. وأوضحت صحيفة "الأخبار" المصرية أن نيابة أمن الدولة العليا انتهت من تحقيقاتها مع المتهمين الستة أعضاء مجموعة بورسعيد بالتنظيم، وهم: أيمن مصطفي وإيهاب أحمد وإيهاب السيد وإبراهيم عصام ومحمد عبدالفتاح وحسن المناخلي.

وأشارت الصحيفة إلى أن النيابة واجهت المتهمين بصورة للعضو البارز في حزب الله محمد قبلان، فاعترفوا بأنهم يعرفونه جيداً والتقوا به أكثر من مرة. وأضافت أن المتهم أيمن مصطفى اعترف في حضور محامي المتهمين عبدالمنعم عبدالمقصود بأن المتهم قبلان هو الذي ساعده على السفر إلي لبنان، حيث تلقى دورة تدريبية أمنية على استخدام الأسلحة هناك.

من جانبها قالت صحيفة "المصرى اليوم" المستقلة اليوم إن جهة سيادية، لم توضح طبيعتها، أجرت تحقيقات مع سامي شهاب، قائد خلية "تنظيم حزب الله في مصر"، التي كانت السلطات الأمنية المصرية ألقت القبض عليها، وأجرت نيابة أمن الدولة تحقيقات مع أعضائها خلال الأيام الماضية.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة القول إن الجهة السيادية حصلت على بصمة "عينية" من شهاب وحققت معه، ثم أعادته مرة أخرى بعد 42 ساعة إلى محبسه داخل مقر جهاز مباحث أمن الدولة. وأشارت المصادر إلى أن شهاب جدد إنكاره كل الاتهامات التي وجهتها إليه النيابة، مكتفياً بالاعتراف بأنه عضو في تنظيم حزب الله اللبناني فقط.

في سياق متصل، ذكرت الصحيفة أن رئيس مجلس الشعب المصري فتحى سرور قال إن تصريحات رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، حول التحقيقات التى تجري عن الأفعال المنسوبة لـ"حزب الله" و"عملائه" في مصر غير مقبولة، وتعتبر تدخلاً مرفوضاً فى شؤون مصر الداخلية واستقلال قضائها، موضحاً أن مجلس الشعب أدان بالإجماع تصريحات "حزب الله" ضد مصر.

جاء ذلك خلال رسالة احتجاج أبلغها مدير مراسم مجلس الشعب للقائم بأعمال سفارة إيران بالقاهرة، نقلاً عن سرور. كان لاريجاني قد انتقد الاتهامات الموجهة إلى "حزب الله"، ووصفها بأنها "سيناريو سخيف ومتخلف". وتساءلت  صحيفة الأهرام في عددها اليوم: "هل يعني ذلك أننا قد نكون في صدد مرحلة حزب الله في ظل الخفوت النسبي للقلق الناتج من القاعدة وشيخها أسامة بن لادن"‏. أما صحيفة الأخبار اللبنانية فعلمت أن أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى بدأ ببذل جهود لمحاولة تبريد الأجواء المشتعلة بين مصر و"حزب الله". ونقلت الصحيفة عن مصادر عربية واسعة الاطلاع أن موسى، الذي يوصف بأنه "متحمس لإجراء اتصالات مصرية وعربية مع حزب الله"، يعتقد أن إسرائيل هي الرابح الوحيد من التراشق السياسي والإعلامي بين القاهرة والحزب وأمينه العام، حسن نصر الله.

ولفتت المصادر إلى أن موسى نصح مسؤولين مقربين من الرئيس المصري حسني مبارك بـ"تهدئة اللعب مع حزب الله وفتح المجال لإمكان التوصل إلى حل سياسي مقبول لهذه الأزمة"، موضحة أن "موسى عرض استخدام نفوذه الإعلامي وقبوله لدى مرجعيات حزب الله لوقف الحملة الإعلامية بين الطرفين".

من جانبه، استبعد مسؤول الدفاع عن سامي شهاب، اللبناني المتهم بمحاولة تأليف خلية تابعة لحزب الله في مصر، المحامي منتصر الزيات ورود اسم أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله في قرار الاتهام الذي تعكف السلطات المصرية حالياً على إعداده. وأكد الزيات أن "مصر دولة كبيرة وليست صغيرة. مستبعداً أن يرد اسم نصر الله في قرار الاتهام". وأضاف "لم يرد اسمه أساساً في التحقيقات المطولة التي جرت مع كل المعتقلين، وبالتالي لا أساس لاحتمالات وجوده في قرار الاتهام".

 

حزب الله وتسويق الوهم     

أسامة سرايا/الأهرام

2009-04-23

لاينكر أحد أن جريمة حزب الله واعترافات أمينه العام حسن نصر الله استفزت الضمير المصري العام ـ كما لم يستفز من قبل ـ حتي أن المعارضين للنظام بل وللدولة ـ مثل الجماعة المحظورة ـ لم يستطيعوا أن يقفوا ضد الروح المصرية الجارفة للدفاع عن كرامة الوطن وسيادته‏.‏ واعترفوا تحت قبة البرلمان‏,‏ بجريمة حزب الله ضد مصر وأمنها القومي‏.‏ وظهرت روح الصحوة المصرية كحائط صد ضد تطاولات حزب الله علي كرامة مصر وعزتها‏..‏ فالمصريون أدري بتضحيات مصر وشعبها من أجل القضية الفلسطينية منذ تفجرها وحتي الآن‏..‏ واذا كان البعض في المنطقة العربية يعتقد أنه بالتطاول علي مصر والتهجم علي قياداتها والذي ظهر جليا خلال أيام الاعتداء الإسرائيلي الغاشم علي غزة‏,‏ أنهم بذلك يدافعون عن الفلسطينيين‏

فهم لا يرتكبون خطأ بل يرتكبون جريمة جديدة في حق الفلسطينيين والعروبة‏.‏ ففي الوقت الذي كانت مصر تعمل فيه بكل قواها مستخدمة رصيدها السياسي والدبلوماسي في عالمها ومحيطها لكشف العدوان ووقفه عند حدوده وحماية غزة‏,‏ والدفاع عن المصالح الفلسطينية‏,‏ كانت تلك القوي تلعب لعبتها القذرة بتخطيط إيراني استخدمت فيه كل أدواتها وأحزابها وأموالها لإثارة حرب موازية وعدائية لضرب مصر وسياستها في نظر وعيون العرب بل والعالم كله‏,‏ فاتهمتها في البداية بالتواطؤ‏,‏ وعندما انكشفت تلك الفرية أو الفتنة اخترع خيالها المريض والمتآمر تهمة جديدة حاولت إلصاقها بمصر وهي التخاذل والضعف

وعندما ظهر الموقف المصري شامخا وقادرا وبعزة لا نظير لها حين حشدت العالم مرتين في شرم الشيخ لوقف العدوان علي غزة وإعادة تعميرها وإحياء حل الدولتين ثم واصلت دورها التاريخي بعد العدوان بتقوية ودعم الفلسطينيين‏,‏ ولم شملهم وإنهاء تفكك الفصائل الفلسطينية وإعادة الوحدة بين فتح وحماس أو بين الضفة وغزة‏.‏

وانكشفت المؤامرة علي مصر وعلي فلسطين معا وصانعيها‏,‏ ومن يعمل لصالح الفلسطينيين ومستقبلهم‏,‏ ومن يستخدم القضية ممرا إلي الفتنة‏,‏ وتحقيق مصالحه الذاتية والأنانية‏,‏ بل لضرب قضية الشعب الفلسطيني وتهميشها لتحقيق مصالح الحكام في إيران وأحزابهم وعملاؤهم في العالم العربي‏,‏ والذي أصبح الارتزاق بالقضية االفلسطينية مصدر عيشهم وبقاء نفوذهم السياسي‏,‏ سواء علي بلادهم أو حماية لمصالح إيران الإقليمية‏.‏

ونقول للجميع إن زمن توظيف الشعب الفلسطيني للارتزاق وتكوين نفوذ سياسي وإقليمي انتهي‏,‏ فالفلسطينيون بلغوا الرشد ويعرفون مصالحهم قبل غيرهم‏.‏ ولكنهم اليوم فريسة في أيدي من لا يرحم‏,‏ وهي التيارات الدينية سواء كانت جماعات محظورة في بلادها‏,‏ أو فريسة لفكرة تصدير إيران لثورتها في منطقتنا العربية‏.‏

وهذه هي الحقيقة الخطيرة‏,‏ التي أضعفت الثورة الفلسطينية في السنوات الأخيرة‏.‏ فالفلسطينيون حركة تحرر وطني وليسوا جماعة دينية أو أحزابا متطرفة‏,‏ وعلي الإخوة في حماس أن يعرفوا بوضوح الفرق بين حركة تحرر وطني من أجل فلسطين‏,‏ وجماعة دينية إسلامية‏,‏ فهذا هو ما يضعف عدالة القضية الفلسطينية وقوتها في عالمها‏.‏ ونحن لا ننكر تأثير الإسلام وقوته علي الروح المعنوية للشعب الفلسطيني‏,‏ ولكنه ليس الاستراتيجية الوحيدة التي تحكم قدرة هذا الشعب علي التحرر‏.‏ ولعل من هذه النقطة تسلل الإيرانيون إلي جماعة حماس لسرقة قضيتهم وتوظيفها إيرانيا بعيدا عن مصلحة الشعب الفلسطيني‏.‏

ونعتقد أن مؤامرة حزب الله علي مصر ستنكشف أمام الإخوة في حماس‏,‏ ليحصنوا أنفسهم من أن يقعوا فريسة للمؤامرات الإيرانية لتوظيف قضيتهم‏,‏ وبالتالي هدمها بحجة إعلاء شأنها‏.‏

‏إن محاولات إيران وأنصارها الدفاع عن جريمة حزب الله‏,‏ بتصوير ما يحدث علي أنه مسرحية مفبركة أو تظاهرة إعلامية لا يعدو أن يكون دفاعا هزيلا لا يقبله عقل‏,‏ خاصة بعد اعتراف حسن نصر الله نفسه أمام الرأي العام‏.‏ والأهم أن القضية بكل مشتملاتها وفروعها أمام القضاء المصري‏,‏ المعروف بنزاهته وشفافيته الكاملة‏,‏ وبقدرته المهيبة وتجرده ونزوعه إلي الحق والعدالة الكاملة‏,‏ مما يجعلنا جميعا علي يقين وثقة بكشف الجريمة وحقائقها والوصول إلي العدل الذي هو مطلب الجميع‏.‏ ولكن تبقي الدروس والعبر التي تقدمها هذه القضية للرأي العام وللسياسيين في منطقتنا‏.‏ فالسياسة التي انتهجتها مصر للدفاع عن المصالح العربية الحساسة والوقوف ضد العدوان أيا كانت القوة‏,‏ التي تحاول أن تفرضه‏,‏ يعكس وعي المصريين التاريخي بمصالح العرب والمسلمين وهويتهم‏,‏ وأنها لن تتركهم للعدوان أيا كان مصدره أو هويته‏.‏ فلا يمكن إخفاء التدخل الإيراني والهيمنة الإيرانية علي المصالح العربية حتي لو ارتدت الثياب الدينية أو الجلباب الفلسطيني فهي لا تصلح لها‏,‏ بل تعكس تلونها وتلاعبها بمصالحنا الاستراتيجية‏,‏ ونحن قادرون علي كشفها‏.‏ وعلي إيران أن تعيد النظر في سياستها تجاه العرب لو أرادت حقا الحصول علي دعمهم في صراعها مع القوي الكبري‏,‏ وليس إجبارهم علي أن يكونوا تابعين لها‏.‏

والذين يصفون ـ عبر وسائل الإعلام ـ ما اقترفه حزب الله من جريمة علي الأراضي المصرية بأنه توتر في العلاقة بين الجانبين يرتكبون حماقة كبري‏.‏ فأي علاقة تلك‏,‏ التي يتحدثون عنها بين مصر وحزب الله‏.‏ وما هو حزب الله حتي يسبغ عليه البعض ذلك الشرف‏.‏ أي علاقة يتحدثون عنها بين مصر وفصيل الميليشيات‏,‏ الذي أنهك الجسد اللبناني‏,‏ الذي نقدره ونحترمه؟ أي علاقة يمكن أن تنشأ بين دولة بحجم مصر وتاريخها ومكانتها وبين ذلك الكيان الذي انتزع من لبنان ليكون رأس حربة لدولة تتربص في الجوار بالعرب واللبنانيين أنفسهم؟ كيان وجد للعبث‏,‏ واللهو واللعب علي المتناقضات الكثيرة في المنطقة العربية‏.‏ هذا العبث الذي مارسه ويمارسه لايرتفع به إلي ذلك الوصف‏,‏ الذي تحاول بعض الأقلام تسويقه في العالم العربي‏.‏

لقد أغرت وسائل الإعلام قيادات حزب الله بأن تتجرأ فتناشد مصر معالجة جرائمهم‏,‏ التي ارتكبوها علي أرض مصر بروية وهدوء‏.‏ أي هدوء يمكن أن تعالج به مصر مؤامرات عصبة خارجة علي كل عرف وكل قانون؟ لقد اختلطت الأوراق كثيرا في العالم العربي فلم يعد البعض قادرا علي تحكيم أي قدر من العقل أو الحكمة السياسية‏.‏ والأوضاع السائدة الآن تستدعي الحكمة والرشد في الحكم علي الأشياء أكثر من أي وقت مضي‏.‏ فقد اختلطت الأوراق وأصبح المكشوف من الحقائق أقل كثيرا من المستور المختبئ‏.‏ وليس هناك من وسيلة لكشف المستور إلا بالقدرة علي التحليل المتعمق المستند إلي الرشد‏.‏ وما أقدم عليه حزب الله جريمة في حق الدولة الأكبر في المنطقة ومن واجبها ألا تتساهل مع ألاعيب الصغار‏,‏ الذين يريدون نشر الحرائق في كل مكان‏.‏

وحين يتجرأ حزب الله علي فعل ما فعل في دولة بحجم مصر فماذا هو فاعل في دول أخري؟ وعلي العرب جميعا أن يفهموا تلك الحقيقة‏,‏ فالتهاون مع حزب الله فيما فعل اليوم في مصر سوف يكون له عواقب وخيمة في كل قطر عربي في الأيام المقبلة‏.‏ وحين تتخذ مصر موقفا حازما إزاء جرائم حزب الله فإنها تحمي الكثير من الأقطار العربية‏,‏ التي يمكن أن تتحول إلي مسرح للمزايدات والابتزاز والعبث بأمن تلك البلاد‏.‏ وعلي الذين يدافعون عن حزب الله خارج لبنان أن يدركوا خطر سياسات ذلك الحزب علي أمن بلادهم‏.‏ فليس في السياسة عداء مستمر أو صداقة مستمرة‏.‏ وإذا كانوا اليوم حلفاء لحزب الله فسوف تتعارض المصالح يوما‏,‏ وتحل العداوة محل التحالف‏,‏ ويصبح الوقت متأخرا لكبح جماح الحزب‏,‏ الذي برروا له يوما سوء أعماله‏.‏

ومهما يكن موقف البعض في العالم العربي فمصر لن تتهاون فيما يمس أمنها القومي مهما يكن مصدره‏.‏ وينبغي أن يعلم الجميع أن مصر تترفع عن كثير من السقطات‏,‏ التي تقع فيها أطراف عربية‏,‏ ولكنها أبدا لن تتهاون مع أي عبث بأمنها القومي‏.‏ ولاينبغي في هذا الموقف اللجوء إلي خلط الأوراق لتسويق الكذب والمؤامرات واللعب علي عواطف العرب بشأن القضية الفلسطينية‏.‏ ولن تعنينا كثيرا حملات الدعاية‏,‏ التي يدافع بها حزب الله عن جرائمه من خلال وسائل إعلامه‏,‏ أو من خلال أولئك المنتفعين منه‏,‏ أو به‏,‏ أو المخدوعين بشعاراته الكاذبة‏.‏ فنحن نعرف جيدا ماذا فعل حزب الله مثلما يعلم قادته ما الذي أرادوا فعله في أرض مصر‏.‏

‏ونصيحتي للأشقاء في لبنان ألا يقعوا ضحية للأوراق المغلوطة‏.‏ حزب الله ليس لبنان وإن كان لبناني الموقع والجنسية‏.‏ ونحن في مصر لن نأخذ لبنان بجريمة حزب الله‏.‏ فنحن حريصون علي لبنان وأمنه واستقراره‏,‏ محبون له‏,‏ و مقدرون لعطائه‏.‏ وتاريخنا مع لبنان يشهد علي تلك الحقيقة قبل أن يلصق كيان حزب الله بالجسد اللبناني‏.‏ فما بين مصر ولبنان أكبر كثيرا من حزب الله وقياداته‏.‏

لقد أسرع قادة حزب الله إلي تغطية جريمتهم الشنعاء في مصر برداء القضية الفلسطينية‏.‏ وكان بوسعهم أن يفعلوا ذلك مع أي دولة أخري غير مصر‏.‏ لأن القضية الفلسطينية سكنت مصر منذ ظهورها أكثر مما سكنت أي أرض أخري‏.‏ ولقيت من مصر دعما وجهدا وتضحيات لم تبذلها دولة أخري‏.‏ فكيف يمكن تسويق هذا الوهم الآن؟ لقد سالت الدماء المصرية من أجل فلسطين قبل أن ينشأ حزب الله‏,‏ وقبل أن تولد جميع قياداته وقبل أن يظهر علي سطح الحياة السياسية فقهاء الشيعة من الولاة في إيران‏.‏ بل إن جهود مصر وتضحياتها من أجل فلسطين هي التي أسهمت في تشكيل وجدان قيادات حزب الله نحو القضية الفلسطينية‏.‏ اليوم وجد حزب الله في قوة أخري نفعا يعمل لحسابها ولحساب أحلامها‏,‏ وليس هناك اليوم ورقة تغطي سوء الأطماع والأحلام غير القضية الفلسطينية‏.‏

لقد امتطي حصان فلسطين مرابون ومغامرون سياسيون ومتاجرون كثيرون‏.‏ لم يفعلوا شيئا من أجلها ولكنهم أعاقوا كثيرا من الجهود‏,‏ التي كانت كفيلة بإنهاء معاناة هذا الشعب‏.‏ ولدينا من الخبرات الكثير مما يمكننا من اختبار حقيقة الشعارات والمواقف‏,‏ التي تتستر برداء القضية في فلسطين‏.‏ ولن يأتي حزب الله بعد ستين عاما من عمر القضية يحاول خداعنا بأن فلسطين هي قضيته‏.‏ إن ميثاق تأسيس الحزب وبرنامجه ووثائقه الرسمية تقول شيئا واحدا‏:‏ إنه امتداد لدولة الملالي في إيران‏,‏ وليس هناك إشارة واحدة لفلسطين‏,‏ التي أصبحت اليوم الورقة التي يداري بها حزب الله سوءته الكبري في الكيد للعرب‏,‏ والتآمر ضدهم وضد الوطن‏,‏ الذي يعيش فيه لحساب ملالي طهران‏.‏

‏لم تعد السياسة في عالم اليوم مهنة من لا مهنة له ولا مجالا للعبث بأقدار الشعوب‏.‏ لقد مضي زمان تفجير طاقات الغضب الشعبي في مناوشات عسكرية تنشر الخراب والدمار في بيوت الأبرياء‏.‏ وكنا نتمني لو أن حزب الله حمل لواء القضية الفلسطينية بوصفه طرفا عربيا تتناغم تحركاته مع الموقف العربي‏.‏ ولكنه آثر أن يدخل معترك القضية من البوابة الإيرانية‏,‏ حيث المطلوب هو إشاعة الفوضي والغبار حتي يتسلل الإيرانيون ليحققوا حلما مازالوا عاجزين عن تحقيقه حتي الآن‏.‏ ودخول حزب الله القضية الفلسطينية من البوابة الإيرانية أضر كثيرا بالقضية بدعوي الدفاع عنها ومساندتها‏.‏

فحزب الله يري العمل المسلح طريقا وحيدا لتحقيق الأهداف الفلسطينية‏.‏ وهو قول تناقضه حقائق الأرض والعقل الرشيد‏.‏ ويعلم حزب الله نفسه بطلان ذلك التوجه‏,‏ ولكنه يحقق لسادته في طهران أهدافهم‏.‏ فالعمل المسلح الذي نادي به‏,‏ دفع بإسرائيل صوب التشدد في الحلول السلمية‏.‏ واللجوء إلي العمليات الانتحارية أعطي إسرائيل الفرصة الذهبية لضم القضية‏,‏ وأصحابها إلي قائمة الإرهابيين في العالم‏,‏ والانتقال بالقضية إلي مربع آخر‏,‏ حيث لم يعد العالم ينظر إلي المقاومة علي أنها حق مشروع يستحق الدعم والمساندة وإنما إرهاب يستدعي المكافحة‏.‏

والذي ينظر إلي الانتفاضات الفلسطينية يري متغيرا رئيسيا ملازما للنجاح والفشل في تحقيق أهدافها‏.‏ هذا المتغير هو ظهور حزب الله في هذه الانتفاضات‏.‏ في أواخر الثمانينيات وقعت الانتفاضة الفلسطينية الأولي‏,‏ وكانت ناجحة‏,‏ ثم كانت الانتفاضة الثانية‏,‏ التي فشلت في تحقيق أي أهداف لها‏.‏ في الأولي لم يكن لحزب الله علاقة‏.‏ فقد كان في سنواته الأولي‏.‏ وفي الثانية ظهرت أصابعه‏,‏ وبذل كل الجهد في تسويق نمط المقاومة اللبنانية في الجنوب اللبناني ليتبناه الفلسطينيون برغم الاختلافات الجوهرية في كل شيء بين الظروف الجغرافية والسياسية واللوجيستية‏.‏

كان الجنوب اللبناني جزءا صغيرا محتلا‏.‏ أما فلسطين فقد كانت كلها تحت الاحتلال‏.‏ قدم حزب الله كل الدعم للعمليات الانتحارية‏,‏ التي منيت بالفشل في تحقيق أي أهداف فلسطينية‏,‏ ولكنها علي الجانب الآخر حققت العديد من المزايا‏.‏ وبفضل تلك العمليات استطاعت إسرائيل أن تربط في العقلية الأوروبية والأمريكية بين إرهاب القاعدة وبين كفاح الفلسطينيين‏.‏ فتراجعت القضية الفلسطينية دوليا بعد أن كانت قد اكتسبت من الانتفاضة الأولي زخما كبيرا‏.‏

وللأسف الشديد يبدو أن بعض الفصائل الفلسطينية لم تتعلم الدرس جيدا‏,‏ ومازال البعض منها يمشي في ركاب حزب الله‏,‏ حيث تأتي بعض الأموال وبعض السلاح‏,‏ الذي يضر القضية أكثر مما ينفعها‏.‏

 

تخابات اللبنانية: 587 مرشحا وانسحاب 115 وفوز 3 بالتزكية 

بيروت - وكالات : 23/4/2009 

 بعد انتهاء مهلة سحب الترشيحات للانتخابات النيابية، عقد وزير الداخلية والبلديات زياد بارود مؤتمرا صحافيا أعلن فيه أن عدد المرشحين إلى الانتخابات أصبح 587 مرشحاً من أصل 702، بعد انسحاب 115 مرشحا. كما أعلن بارود فوز 3 مرشحين بالتزكية وهم: أرثور نزاريان وسيبوه كالبكيان عن دائرة بيروت الثانية، وأغوب بقرادونيان عن دائرة المتن الشمالي. واعتبر بارود أنه (على مستوى النتائج السياسية المنسحب خرج من اللوائح، وعلى المستوى القانوني فإن المنسحب يخرج من العملية الانتخابية على مستوى احتساب الاصوات التي يُدلى بها لمصلحته، ويحق له استرداد نصف قيمة التأمين أي 8 ملايين ليرة، مليونين منها هي رسم ترشيح لا يُرد منها شيئا، والباقي 6 ملايين يسترجع نصفها أي 3 ملايين). وأضاف: (الموظفون المشرفون على الانتخابات والذي يبلغ عددهم 11500، يجب ان يؤمّن لهم إمكانية الانتخاب قبل 3 ايام من يوم 7 حزيران). وأكد بارود أن (هناك قرارا واضحا وحازما لعدم التساهل بأي خلل بأمن الناس) ، لافتا إلى أن (الحماس الانتخابي يجب أن يقتصر على المنافسة لا أن يمس الأمن). وأشار إلى أن (خطة السير أصبحت شبه منجزة، والوزيرة الفرنسية اليوت - ماري ستؤمن خبراء لمساعدتنا على وضع افضل خطة ممكنة). إلى ذلك، لفت بارود إلى أن (قانون الانتخابات لا يلبي كل طموحاتنا، ولكن على الاقل علينا أن نطبقه على مستوى الاعلانات والصور وغيرها. كما على الجميع إعادة حساباته تجنباً لإرسال إنذارات مباشرة وليُعتبر هذا إنذاراً عاماً). وشدد على أن (القبول بنتائج الانتخابات هو الضامن لهذه الانتخابات). 

 

زمن البطولات الوهمية

موقع تيار المستقبل

لا شيء يُسعد النظام الإيراني أكثر من التهنئة التي وجّهها بنيامين نتنياهو الى الدول التي قاطعت مؤتمر مكافحة العنصرية خلال كلمة الرئيس محمود أحمدي نجاد. ولا شيء يسرّ رئيس الجمهورية الفارسية بالقدر الذي تفعله "التهديدات الشكلية" الصادرة عن تل أبيب ضد طهران.

الاثنان، إيران وإسرائيل، في حالة اشتباك "لفظي" منذ سنوات وعلى حساب الدول والشعوب العربية. الطرفان يستفيدان من "الحرب الدعائية" بينهما، فالدولة العبرية تستثمر صراخ نجاد وتهديده بـ"محوها من الوجود" لكسب التعاطف الدولي وتعزيز اقتصادها والتملّص من الضغوط الدولية الداعية الى قيام دولة فلسطينية.

أما إيران فإنها تمضي قدماً في إحياء مشروعها الامبراطوري من خلال استغلال الشعارات الدينية والسياسية لاختراق الدول العربية وخصوصياتها الثقافية المتنوعة، وتستغل التصفيق الشعبوي الذي يرى فيها تحدياً لإسرائيل. لم يسبق أن اشتبكت الدولتان مباشرة. ولم يُسجل ان الحرس الثوري أو الجيش الإيراني شنّ هجوماً على الدولة العبرية. ولم نسمع عن عملية عسكرية أو استخبارية اسرائيلية ضد أهداف إيرانية، على ما حصل مثلاً ضد الشهيد خليل الوزير (أبو جهاد) في تونس، أو في استهداف "مفاعل تموز" العراقي عام 1981. التهديدات المتبادلة بين طهران وتل أبيب تنتج مفاعيلها على حساب دماء الشعبين اللبناني والفلسطيني. إيران تقاتل بواسطة "حزب الله"، وإسرائيل تردّ بقمع وتشريد وقتل اللبنانيين والفلسطينيين. كل هذا وهناك أغبياء يصفّقون لـ"اقتراب موعد المواجهة" التي لن تحصل بسبب رغبة الطرفين في التحكّم بالمنطقة العربية ومواردها وعلى خلفيّة الشعور الاتني لدى الدولتين. انه زمن البطولات الوهمية منذ حافظ الأسد الذي خسر الجولان يوم كان وزيراً للدفاع وأقنع الموتورين أنه قائد "مسيرة الممانعة"، وصولاً الى أحمدي نجاد الذي لا يفعل شيئاً غير التصعيد الكلامي.

 

إحباط جنبلاط

زهير قصيباتي -الحياة  

انسحاب الرئيس حسين الحسيني بعد الوزير نسيب لحود، من السباق الانتخابي في لبنان، سيعزز انكفاء رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط الى حال الإحباط التي شكا منها وهو يبرر استخدامه كلمة «مهينة» في وصف «حالات الانعزال لدى كل الطوائف». وسواء نجح جنبلاط أو فشل في محاولته احتواء ضجة الشريط المسرّب، وإبداء مرارة حيال «التذاكي الإعلامي» الذي اجتزأ عبارات للزعيم الدرزي، فالأكيد ان الشماتة بفريق 14 آذار التي دغدغت العماد ميشال عون، ليست سوى واحد من وجوه إحباط لدى أنصار هذا الفريق، ممن يتابعون جولات لـ «النقد الذاتي» يمارسها جنبلاط كلما أراد التحذير من الآتي، وارتدادات التحولات الإقليمية والدولية.

وإذا كان السؤال لماذا تأخر ذاك النقد لـ «حالات الانعزال»، ليواكب الحملات الانتخابية الساخنة بصدمات باردة، فالأهم أن ما قيل عن «كلام في الليل يمحوه النهار» لا يمكنه ان يحجب شكوكاً تتعاظم حول قدرة فريق 14 آذار على التماسك الذي يمكّنه من كسب الانتخابات، فيما فريق 8 آذار ناجح في منع التسريبات الخطرة عن خلافاته على الترشيحات.

ما يقال خارج مجالس السياسة لا ينصف جنبلاط في تفهم مبررات إحباطه، خصوصاً لأنه يزرع بذور يأس حيال فهم التقلبات الصاخبة في مواقف الزعيم الدرزي الذي نجح حتماً في إنقاذ وحدة الدروز بعد عاصفة 7 أيار، لكنه في قلب المعركة الانتخابية يبدو كمن يحاسب فريق حلفائه، «ثورة الأرز»، فيما يبرر الكثير من طروحات المعارضة.

وإذ يصعب على فئات واسعة من أنصار «14 آذار» تقبّل اختيار جنبلاط لهذا التوقيت، لتبرئة ذمته من أخطاء الحلفاء، خصوصاً معايير اختيار المرشحين، والجنوح نحو ما يراه تطرفاً الى جانب المعيار الحزبي «على حساب الاعتدال»، فشيوع الإحباط سيحول بين كثيرين والإصغاء الى النصف الثاني من شكوى رئيس «اللقاء الديموقراطي»: «الفريق الآخر لا يعطي الاعتدال أي اعتبار».

وحال الإرباك ذاتها لن تشد أزر مسيحيي 14 آذار الذين يرون في ما يسمى «زلة لسان» جنبلاط، أو الخطأ في الوقت «القاتل»، فرصة للعماد عون كي يعاود العزف على وتر يفضله في الأوساط المسيحية، فيسرع الى تبشيرها بتفكك وشيك للفريق الخصم. هو سلاح مباح في معركة يفترض ان تطوي مرحلة انتقالية رعاها اتفاق الدوحة، لكن الاتفاق تحول سلاحاً يراد له ألاّ تنتهي مهمته بإعلان نتائج انتخابات 7 حزيران (يونيو)، على الأقل في برنامج المعارضة ومرشحيها.

وإن كانت خطورة تحويل اتفاق «الهدنة» الى «سلاح» دائم بعد 7 حزيران، تبرر نصيحة جنبلاط لمعسكري اتفاق الدوحة واتفاق الطائف بالتهدئة، فالأمر ذاته ينطبق ايضاً على امتناع زعيم «تيار المستقبل» النائب سعد الحريري عن الخوض في سجال مع حليف، لرد «زلة اللسان»، وصدّ احتمالات تفشي الإحباط قبل 45 يوماً من الانتخابات. والحال ان التفسير الآخر لنزوع جنبلاط الى النقد «المسرّب»، يحيل على حكمة في إشاعة «استرخاء» في صفوف 8 آذار، لشدة الاطمئنان الظاهر الى كفة فوز مرجح، خصوصاً بسبب «ارتباك» لدى الطرف الآخر، ويقابل ذاك الاسترخاء حشد في يوم الاقتراع لـ «إنقاذ» 14 آذار.

أياً يكن الأمر، فالثابت ان الانكماش الطائفي ملازم لحزبية المرشحين، وإن لم تكن الفروقات في النهج السياسي كبيرة بين الاستقلاليين والمستقلين، فالعلّة التي ما زالت تحبط كثيرين – في الظاهر على الأقل – تكمن في قانون الانتخاب، وإلغاء الطائفية السياسية... مع وقف التنفيذ. هو إلغاء دستوري، لم يتبدل، ولن يبدل في طبيعة المعارك الانتخابية ما دام حبراً. وأما التكهن بوقائع اليوم التالي لصراع المعسكرين في 7 حزيران، فلن ينفع الآن في تبديل أرصدتهما، ولا في منع المفاجآت. بعده السؤال يعود الى المربع الأول: لبنان دولة أم ساحة صراعات بالوكالة؟ مَن يشكّل حكومة بثلث معطّل أم من دونه... مَن يبدد الإحباطات في وطن الصراعات اللانهائية؟

 

حزب الله" ومصر: المناقشة المطلوبة

توفيق هندي

ما هو مؤكد في التهم المساقة ضد "حزب الله" من قبل الدولة المصرية هو ما إعترف به بفخر وأعتزاز الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، أي مساعدة المقاومة في غزة بتهريب الأسلحة والمقاتلين إليها عبر بوابة رفح المصرية.

لقضية "حزب الله" في مصر أكثر من وجه:

الأول، يكمن في الإساءة للعلاقات بين الدولتين المصرية واللبنانية. فـ"حزب الله" هو حزب لبناني له تمثيله في مجلس النواب كما في الحكومة. من هنا، فالدولة اللبنانية متورطة، ولو بطريقة غير مباشرة، في أنشطته على أراضي دولة شقيقة وصديقة.

الثاني، يكمن في عدم إحترام مبدأ أساسي لطالما عانى منه لبنان، ألا وهو إحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية بأية حجة كانت ( قومية أو إسلامية أو مقاومتية أو تغييرية أو...) وعدم الدعوة المباشرة أو غير المباشرة إلى تغيير أنظمتها أو إسقاط حكامها، فهذا الأمر شأن شعب مصر حصراً في مصر، وشعب سوريا حصراً في سوريا، وشعب لبنان حصراً في لبنان...

الثالث، يكمن في الفكر القومي أو الإسلامي الذي يضع المصلحة القومية أو الإسلامية (أي مصلحة الأمة - هذه الكلمة ذات المعاني المتعددة والمطاطة!) فوق المصلحة القطرية، فيحسم أصحاب هذا الفكر القرار لمصلحة الأمة على حساب القطر وشعبه إذا تناقضت مصلحة الأمة مع مصلحة القطر، كما يسمحون لأنفسهم أن يعبروا الحدود القطرية، ليساهموا في نصرة القضية الجامعة على أراضي الغير، ورغم إرادة السلطات القطرية وحتى بعكس مصالح هذه البلاد كما يراها حكامها. وغالباً ما يخلط أصحاب هذا الفكر عندما يصبحون أيضاً أصحاب سلطة دولتية أو غير دولتية بين مصلحة كيانهم الحزبي أو التنظيمي أو الدولتي (القطري) ومصلحة الأمة، فيسمحون لأنفسهم بالتدخل في شوؤن الأمة أينما يرون هم أنه ثمة ضرورة للتدخل لنصرة قضايا الأمة.

وهكذا، من الطبيعي لدى قيادة "حزب الله"، هذا الحزب اللبناني ذو الرؤى والأفق الإسلامية، أن تتحرك سياسياً وإعلامياً وعملانياً وإستراتيجياً في العالم الإسلامي والعربي وبشكل خاص في بلدان الطوق، حيث مركز ثقل الصراع العربي - الإسرائيلي، وحيث قد يكون مطلوباً بنظرها عودة أوزن دولة عربية (مصر) إلى حلبة الصراع بعد خروجها منه عام 1978 (اتفاقية "كمب ديفيد") عبر توريطها فيه أو إحداث تغيير في موازينها الداخلية.

وهكذا أيضاً يمكننا فهم النقد الذاتي الذي قام به الرئيس السوري بشار الأسد أمام مجموعة مثقفين لبنانيين حيث صوب طريقة تدخله في الشؤون اللبنانية رافضاً التعاطي من خلال الطوائف والمذاهب وحاصراً دعمه بالمقاومة ومن يدعمها. بمعنى آخر، ثمة مشروعية بنظره للتدخل السوري في لبنان إذا كان لمناصرة قضية الأمة المركزية، وفي المقابل وبالتأكيد هذا الفهم للقضية القومية وتجسيده على أرض الواقع ينسجم مع مصالح سوريا الإستراتيجية وتحالفاتها وسياساتها الإقليمية.

الرابع، وهو الأخطر، وهو يتعلق بالإخلال بإلتزامات "حزب الله" تجاه الشعب اللبناني بأسره حيث أكد في أكثر من مناسبة أنه حزب لبناني ليس له هدف أكثر من الدفاع عن لبنان عامة وجنوبه خاصة من أجل ردع العدو الصهيوني، وليس له نشاط خارج لبنان تحت أية يافطة كانت. وها هو يعلن بكل فخر واعتزاز أنه يدعم المقاومة في غزة حتى قبل إندلاع الحرب عليها، وهو في الحقيقة يدعم نفسه ويدعم حليفه الإستراتيجي "حماس" في إطار التحالف الإستراتيجي الرباعي (ايران، سوريا، "حزب الله"، "حماس"). وها هو أيضاً، يحاول أن يطبع في عقول اللبنانيين فكرة دعم المقاومة عملانياً وليس فقط سياسياً وإعلامياً خارج لبنان، متخطياً بذلك أطر العمل العربي المشترك، وفي الوقت عينه متمترساً وراء إحتضان الدولة والشعب اللبناني، وإن كان هذا الإحتضان على مضض بالنسبة لأكثرية اللبنانيين.

ولنكن صريحين: إن هذا الدعم العملاني للمقاومة في غزة إنطلاقاً من الأراضي المصرية، وبالرغم من نبل مقاصد "حزب الله" يزيد من منسوب إحتمال حرب إسرائيلية مدمرة لكل لبنان هذه المرة، وإن خسرت إسرائيل هذه الحرب. ولنكن صريحين أيضاً وأيضاً: لا يحق لـ"حزب الله" أن يتصرف إزاء موضوع بهذه الخطورة بغفلة عن شركائه في الوطن كما أن الشعب اللبناني أشد حرصاً أن لا يدمر بلده، من أن يلحق هزيمة غير حاسمة باسرائيل، كما حصل في حرب تموز.

ولا بد هنا من التوقف على مسؤولية الحكومة في مناقشة هادئة لهذا الموضوع الخطير لأن ما حدث في مصر يناقض البيان الوزاري، حيث بعد جدل طويل وتحت وطأة موازين القوى آنذاك أقر البيان بوجود السلاح في يد "حزب الله" تحت عنوان المقاومة وتحدث عن تناغم بين المقاومة والجيش والدولة ولكن في إطار الجغرافيا اللبنانية.

ولا بد من الملاحظة أيضاً أن ما ظهر في مصر يسخّف الحوار حول الإستراتيجية الدفاعية، حيث أحد الأطراف الرئيسة في هذا الحوار بات ينفذ على الأرض إستراتيجية غير دفاعية بالمفهوم اللبناني قد تكون لها تداعيات وخيمة على لبنان.

وأخيراً، لا بد من الملاحظة أن تصرف "حزب الله" هذا يخرج تماماً عن إطار ورقة التفاهم بينه وبين "التيار الوطني الحر".

الكل مطالب بالتحرك ليس بهدف إستهداف "حزب الله" أو إستغلال أزمته مع مصر لمحاولة إيذائه، إنما لإخراج لبنان من أي تورط، والسعي معاً لحل معقول بين مصر و"حزب الله" على قاعدة ترسيخ قاعدة إحترام سيادة الدول على أراضيها وعدم التعرض لأمنها وسياساتها العربية والخارجية، وذلك تنفيذاً لسياسة إخراج لبنان من أتون الصراعات الدولية والإقليمية القاتلة في المنطقة.

الحكومة ولجنة الحوار التي يرئسها فخامة الرئيس ميشال سليمان مطالبان بمناقشة "حزب الله" حول المحاور التالية:

• أين موقع لبنان في الصراع العربي - الإسرائيلي؟ هل هو رأس رمح هذا الصراع أو أنه يتحرك بالتناغم مع محصلة المواقف العربية بشكل ديناميكي؟

• هل يقبل "حزب الله" تنفيذ إتفاقية الهدنة المنصوص عنها في إتفاق الطائف كما في القرار 1701 وذلك بعد استعادة مزارع شبعا، أو تمهيداً لإستعادتها وفي إنتظار الحل الشامل والعادل للصراع العربي-الإسرائيلي؟

• بغض النظر عن الموقف الإسرائيلي، ما هو موقف "حزب الله" النهائي والحقيقي والواضح بالنسبة للسلام العادل والشامل في المنطقة؟ هل يرفضه ويعمل لإفشاله مهما كانت مواصفاته، وحتى لو تأمنت فرص تحقيقه، وذلك لأن لا حل إلا بتدمير دولة إسرائيل المغتصبة لحقوق العرب والمسلمين؟

هل هو مع حل الدولتين إذا توافرت ظروفه؟ هل يوافق فعلاً على سياسة لبنان الداعمة لمبادرة السلام العربية؟

فقط إجابات "حزب الله" الواضحة والعلنية على هذه الأسئلة الخطيرة تسمح بالمضي قدماً في الحوار الوطني حول موضوع إستراتيجية شاملة للأمن القومي اللبناني! العكس يعني إستمرار لبنان في النفق المظلم!

 

كلينتون تقدم افادتها امام الكونغرس تهديد بـ"عقوبات قاسية جداً" ضد ايران ودعوة للباكستانيين لرفض مسايرة طالبان

وكالات/كشفت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون امس، ان الولايات المتحدة تحضّر لـ«عقوبات قاسية جداً» لفرضها على ايران في حال رفضت الاخيرة المبادرات بشأن برنامجها النووي.  وقالت كلينتون خلال جلسة استماع حول السياسة الاميركية الخارجية امام الكونغرس «نحن اكثر من مستعدّين لمدّ يدنا الى الايرانيين من اجل مناقشة مجموعة من القضايا».  وتابعت «الاّ اننا في الوقت نفسه نعد لعقوبات قاسية جداً.. يمكن ان تكون ضرورية في حال رفضت (ايران) عروضنا او في حال لم تصل العملية الى نتيجة او كانت غير ناجحة».

 > حوار بنّاء

 وكانت طهران اعلنت امس، استعدادها لاجراء «حوار بناء» مع القوى العالمية بشأن برنامجها النووي.

 وجاء في بيان صادر عن مكتب سكرتير المجلس الاعلى للامن القومي الايراني سعيد جليلي ان «الجمهورية الاسلامية، اذ تجدد العرض الذي قدّمته العام الماضي، تعلن استعدادها للحوار ولتفاعل بنّاء».

 الا ان جليلي اشار في البيان الى ان ايران «ستواصل نشاطاتها النووية» التي تؤكد انها محض سلمية.

 > دعوة للباكستانيين

 وفي ما يتعلق بالشأن الباكستاني، قالت كلينتون ان توسيع طالبان لمناطق نفوذها يشكّل «تهديداً لوجود باكستان». داعية الباكستانيين في جميع انحاء العالم الى معارضة سياسة الحكومة بالخضوع لمطالب مسلّحي طالبان.

 وقالت كلينتون انه «يجب على الباكستانيين ان يعارضوا بقوة السياسة التي تعطي المزيد والمزيد من الاراضي للمسلحين». مؤكدة «خطورة التهديد الذي يشكّله استمرار تقدّم (مسلّحي) طالبان على وجود دولة باكستان بعدما اصبحوا الآن على بُعد ساعات من اسلام اباد».

 وفي هذا السياق، اعلن مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية لوكالة الصحافة الفرنسية ان تمدد حركة طالبان في باكستان حتى حوالى مئة كلم من اسلام اباد يقلق الولايات المتحدة.

وقال هذا المسؤول الذي رفض كشف هويته ان «هذه التطورات الاخيرة تقلقنا»، متداركاً «لكننا نواصل التعاون مع الحكومة الباكستانية للتصدّي لطالبان والمتطرفين الآخرين الذي يمارسون العنف وينشطون في باكستان وافغانستان».

 ويواصل عناصر طالبان التمدد من وادي سوات في شمال غرب باكستان نحو اقليم مجاور يبعد حوالى مئة كلم من اسلام اباد، منتهكين اتفاق سلام وقعوه اخيراً مع الحكومة وانتقدته الدول الغربية.

 > نحو النهاية

 وفي ما يتعلق بكوبا، قالت وزيرة الخارجية الاميركية ان نظام هافانا «يسير نحو النهاية». مؤكدة الفروقات بين الرئيس الكوبي راوول كاسترو وشقيقه المريض الرئيس السابق فيدل كاسترو.

 وقالت في افادتها امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب «تستطيعون ملاحظة وجود بداية نقاش، اعني ان هذا نظام يسير نحو النهاية. وسينتهي في مرحلة من المراحل».

 

الحلقة المفقودة بين مصر و"حزب الله"

خيرالله خيرالله ، الخميس 23 نيسان 2009

ثمة حلقة مفقودة في الأزمة القائمة بين السلطات المصرية من جهة و"حزب الله" الإيراني المقيم في لبنان من جهة أخرى. لعل أفضل من يعبر عن تلك الحلقة المفقودة كلام السيّد نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني الذي حاول الدفاع عن "حزب الله" عن طريق تبريره خرق السيادة المصرية والأمن المصري بقوله إن الخلاف بين الجانبين "خلاف بين وجهتي نظر". هناك، كما يُفهم من كلام الرئيس بري، دولة عربية لا تقبل بتهريب أسلحة عبر أراضيها ولا تقبل دخول أراضيها بجوازات مزورة أو جوازات حقيقية بأسماء غير أسماء حامليها، وهناك "مقاومة" تسعى إلى نجدة غزة عن طريق إرسال أسلحة إلى القطاع. هل صحيح أن المس بسيادة الدول وأمنها مجرد خلاف بين وجهتي نظر؟ هل صحيح أنه يكفي أن يردد رئيس مجلس النواب اللبناني ما يقوله مسؤولو "حزب الله" عن أن الأمن المصري لم يكن مستهدفا كي يصبح تهريب السلاح عبر دولة معينة، أكانت مصر أو غير مصر، مجرد وجهة نظر؟

أبعد من كلام الرئيس بري، لا بدّ من العودة إلى الحلقة المفقودة في الأزمة التي تمثّل في نهاية المطاف أحد مظاهر المواجهة القائمة بين النظام العربي  ومفهوم الأمن الإقليمي للمنظومة العربية عموما... وإيران. تتمثل الحلقة المفقودة في سؤال في غاية البساطة: ما الفائدة من السلاح الذي يهربه "حزب الله" إلى "حماس" في غزة وما هدف التهريب وفي مصلحة من يصب؟ لا بدّ من تجرع كمية لا بأس بها من الجرأة قبل الإجابة عن السؤال ذي الأبعاد الثلاثة. الواقع الملفت، أن أكثرية المعلقين على الأزمة تجاهلوا السؤال أو فضلوا عدم التطرق إليه، إما لأنهم لا يعرفون ماذا يدور فعلا في غزة وإما لأن غزة ليست سوى مادة تستخدم في شرذمة الوضع الفلسطيني. يفعلون ذلك من منطلق أن الفلسطينيين لا يصلحون إلا وقودا في معارك ومواجهات وصراعات إقليمية لا علاقة لهم بها. ألم يُستخدموا في الماضي وقودا في عملية ضرب الإستقرار في لبنان والإخلال بالتوازن فيه تمهيدا لدخول القوات السورية إلى الوطن الصغير بضوء أخضر أميركي؟ ألم يستخدموا قبل ذلك في الأردن في عملية، لو قدّر لها أن تنجح لا سمح الله، لكانت المملكة الأردنية الهاشمية تحولت إلى "الوطن البديل" بما يناسب التطلعات القديمة لأرييل شارون التي لا يزال بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الحالي يؤمن بها و يسعى إلى الإستجابة لها...

587

بكلام واضح كل الوضوح، لا وجود لشيء إسمه مقاومة من غزة. إنسحب الإحتلال الإسرائيلي من القطاع في العام 2005. من لديه بعض من ذاكرة، يعترف بأن الإنسحاب الإسرائيلي حصل من جانب واحد بغية تحقيق هدفين. الأول إحراج السلطة الوطنية الفلسطينية وإظهارها في مظهر العاجز عن ضبط الأمن بعد الإنسحاب. أما الهدف الآخر فيتمثّل في الإمساك بالضفة الغربية بشكل أفضل، أو على الأصح بالقسم الأكبر منها من أجل تكريس الإحتلال وضمان عدم إزالة المستوطنات منها. هذا على الأقل ما قاله صراحة دوف فايسغلاس مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون وقتذاك. ورد هذا الكلام في السنة 2004 (قبل دخول شارون في غيبوبته الطويلة) على لسان فايسغلاس في حديث له إلى صحيفة إسرائيلية أكد فيه أن الهدف من الإنسحاب من غزة، الذي حصل فعلا في وقت لاحق، هو تجميد "العملية السياسية"، نظرا إلى أنها يمكن أن تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية.

وقع الفلسطينيون في الفخ الإسرائيلي. كان السلاح الذي يدخل غزة يستخدم ضد السلطة الوطنية وليس ضد اسرائيل. لم يتغير شيء منذ ما قبل حصول الإنسحاب الإسرائيلي. كل ما في الأمر أن "حماس" نفّذت إنقلابا منتصف العام 2007 كانت نتيجته الوحيدة قيام كيانين فلسطينيين وذلك للمرة الأولى منذ نشوء القضية الفلسطينية. يشكل ذلك الخطر الأكبر على مستقبل القضية وعلى مستقبل الشعب الفلسطيني في غياب أفق سياسي للقضية يرتكز على برنامج محدد يقبل به المجتمع الدولي مبني على قيام دولتين مستقلتين على أرض فلسطين...

من الواضح أن اسرائيل لم يقلقها يوما إدخال السلاح إلى غزة بأي طريقة من الطرق، خصوصا عبر الأنفاق أو من البحر، وهي عندما تشعر أن كمية السلاح أو نوعيته يمكن أن تشكلا تهديدا فعليا لها، تلجأ إلى ضربة مثل تلك الضربة التي وجهتها إلى قافلة سلاح كان مقررا تهريبها إلى غزة بعد تفريغها في السودان. لم تستطع القافلة مغادرة الأراضي السودانية في اتجاه مصر ثم غزة. قصفها الإسرائيليون من الجو نظرا إلى أن هذا السلاح يمكن أن يستثمر في إطار ما يتجاوز الهدف الإسرائيلي الذي لا حاجة إلى تكراره. إنه استخدام الإنقسام الفلسطيني والحال السائدة في القطاع لتبرير تجميد العملية السياسية من جهة وتكريس وجود كيانين فلسطينيين مستقل كل منهما عن الآخر من جهة أخرى.

ما الذي يفعله "حزب الله"، إذا، عندما يلعب دورا في تهريب السلاح إلى غزة. إنه لا يسيء إلى مصر التي تسعى إلى التخلص من وجود كيانين فلسطينيين فحسب، بل يخدم إسرائيل من حيث يدري أو لا يدري أيضا. ولكن من قال إن لا وجود لحلف مقدس بين المتطرفين في المنطقة، من عرب وغير عرب وإسرائيليين؟ أليست هناك جبهة واسعة تعارض أي جهد يصب في العودة إلى المفاوضات السياسية؟ أليس وجود بيبي نتانياهو في موقع رئيس الوزراء الإسرائيلي للمرة الثانية في حياته دليلا على أنه الممثل الشرعي الوحيد لجبهة الرفض الإسرائيلية والعربية وغير العربية التي لا مصلحة لها سوى في نشر البؤس واليأس بين الفلسطينيين والقضاء على قضيتهم؟ مرة أخرى، ماذا يفيد إرسال السلاح إلى غزة؟ هل يخدم ذلك الفلسطينيين أم يخدم إسرائيل؟ بعد الإجابة عن هذا السؤال، لم تعد هناك للأسف الشديد أي حلقة مفقودة في أي شكل من الأشكال

 

إخلاء سبيل حكمت ديب بسند إقامة والابقاء على ابن خالته موقوفاً

موقع القوات اللبنانية

أخلى الدعي العام في جبل لبنان سبيل المرشح العوني في دائرة بعبدا حكمت ديب بسند إقامة، فيما أبقى على ابن خالته المهندس بسام الجلخ موقوفاً. وأفادت معلومات بأن ثمة ضغوطاً كبيرة تجري في محاولة لفرض مصالحة. وكان حكمت ديب خضع للتحقيق في مخفر فرن الشباك في حادثة الاعتداء التي ارتكبها ضد المواطن شادي مطر صباح أمس الأربعاء. وكان شهود عيان أدلوا بشهاداتهم وأكدوا فيها أن حكمت ديب تولى بنفسه عملية الاعتداء على الشاب شادي مطر.

وأكد كشف الطبيب الشرعي الدكتور دانيال الأشقر على الشاب شادي ميلاد مطر أن الأخير تعرّض لحادث ضرب واعتداء. وورد في تقرير الطبيب الشرعي أنه "وخلال الكشف الطبي تبيّن أنه يعاني من:

1ـ ورم سطحي جراء لكمة على الجبين.

2ـ آثار أظافر على الرقبة.

3ـ خلع للكتف الأيسر جراء ضربة قوية عليه، كما تبيّن من الفحص السريري بالإضافة الى الصور الشعاعية، ما استدعى معالجته من طبيب متخصص في جراحة العظم وردّ المفصل الى مكانه مع تثبيته.

ولذلك قرر الطبيب الشرعي أن مطر في حاجة الى راحة في المنزل لمدة 3 أسابيع. (للاطلاع على تقرير الطبيب الشرعي إضغط هنا)

وكان شهود عيان أفادوا لموقع "القوات اللبنانية" أن مرشح "التيار الوطني الحر" في قضاء بعبدا حكمت ديب أقدم ومهندس كان برفقته على التعرّض بالضرب للشاب شادي ميلاد مطر صباح الأربعاء في الشارع العريض في عين الرمانة.

وأفاد الشهود أن تلاسنا سبق عملية الاعتداء وأن ديب ومرافقه كانا يستقلان سيارة من نوع AUDI TT التي يملكها الجلخ.

ويعود سبب التلاسن الى خلاف مروري ما دفع بديب وزميله المهندس بسام الجلخ الى الترجل من سيارتهما والتعرّض بالضرب المبرّح لمطر على مرأى من المارة.

وبادر مطر الى اتخاذ صفة الادعاء الشخصي على كل من ديب والجلخ لدى قوى الأمن الداخلي في مخفر فرن الشباك.

 

المكتب الإعلامي للحود:تصريحات الجميل والمر لا تمت إلى الحقيقة بصلة

نهارنت/أكد المكتب الإعلامي للوزير نسيب لحود ان التصريحات المتكررة للرئيس أمين الجميل والنائب ميشال المر وقولهما أن انسحابه من الإنتخابات النيابية كان لأسباب شخصية، لا يمت إلى الحقيقة بصلة. وأضاف المكتب الإعلامي في بيان ان "الوزير لحود لم ينسحب لدواع شخصية، وقد ذكر أسباب عزوفه والعناوين العريضة لموقفه سواء في بيانه المقتضب في 17نيسان أو في المؤتمر الصحافي الذي عقده بتاريخ 15 آذار الماضي". وتابع البيان: "إذا كان الوزير لحود قد امتنع قصداً عن الخوض في التفاصيل أو السجال مع أطراف التحالف المفترض الذي كان قيد التداول حينها، فذلك حرصاً على المصلحة العليا لقوى 14 آذار واحتراماً منه لجمهورها ونضالاته وتضحياته". وختم البيان مشددا ً على ان الوزير لحود لا زال ملتزماً هذا الموقف حتى اشعار

آخر. 

 

الصديق سلم الى شرطة ابو ظبي

نهارنت/في جديد المعطيات حول مكان وجود الشاهد الملك في ملف اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري محمد زهير الصديق، ما ذكرته صحيفة "السفير" أن شرطة إمارة الشارقة، سلمت، الاربعاء، السلطات الأمنية المركزية في امارة ابو ظبي، الصديق، على قاعدة أن قضيته تتجاوز جواز السفر المزور، الى المس بالأمن القومي لدولة الامارات العربية المتحدة، ليصار بعد ذلك الى تقرير الخطوة اللاحقة، سواء بابقائه في السجن أو تسليمه الى السلطات السورية اذا تقدمت بطلب رسمي بذلك. ورفضت الناطقة باسم المحكمة الدولية سوزان خان التعليق على أنباء تسليم سلطات إمارة الشارقة الصديق إلى إمارة أبوظبي، وقالت للصحيفة إنه "لا علاقة للمحكمة بعملية تسليم الصديق، ولم يطلب قاضي الإجراءات التمهيدية دانيال فرانسين إعتقال أحد". 

 

كاسيزي في المنطقة في ايار لاطلاق التعاون القضائي مع المحكمة

نهارنت/كشف رئيس المحكمة القاضي الإيطالي أنطونيو كاسيزي "أنه سيزور لبنان في منتصف شهر أيار المقبل كما سيجول على كل من سوريا والأردن ومصر وتركيا وإيران، ليحثها على توقيع اتفاقيات تعاون قضائي مع المحكمة، لتتمكن من الإستماع الى الشهود واستجواب المشتبه بهم في ملف اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري، بطريقة تراعي سيادة هذه الدول". واضاف كاسيزي في احاديث صحافية "إن توقيع اتفاقية مماثلة مع إسرائيل مرتبطة بوجهة نظر المدعي العام دانيال بلمار لجهة إمكان وجود شهود أو مشتبه بهم فيها"، ولفت الى أن "اتفاقيات مماثلة سوف يتم إبرامها مع دول يعيش فيها كثير من اللبنانيين ومن بينها فرنسا والبرازيل وأوستراليا وفنزويلا".

وتحدث كاسيزي عن السيناريوهات المحتملة حول مصير الضباط الأربعة المسجونين في لبنان الذي من المفترض أن يتقرر الاثنين المقبل، بحسب المهلة التي حددها رئيس الغرفة التمهيدية للمدعي العام لتقديم توصيته حولهم. واكد "إن مسألة توقيف الجنرالات الأربعة أو عدمه أو توقيف بعضهم، لا يمكن أن تبنى عليها نتائج قانونية، لأن المدعي العام هو الذي يقرر ما إذا كان يريد توجيه اتهام رسمي الى هؤلاء أم الى بعضهم أم لا".

ونفى كاسيزي علمه ما إذا كان المدعي العام قد اتخذ قراره بعد أم لا، لكنه اشار الى وجود العديد من الملفات مختلفة وجديدة عن الملفات التي لدى فريق التحقيق، يعمل الفريق على التدقيق بها كلها، وقد يكون جاهزا الاثنين أو الأربعاء المقبل، لأن الخميس المقبل عيد رسمي في هولندا، متوقعا أن يسلم تقريره إما الاثنين المقبل، أو يؤجل ذلك لغاية الرابع من أيار المقبل بعد انتهاء عطلة الأسبوع الموصولة بالعيد، إذا طلب مهلة إضافية.

وشدد كاسيزي على وجوب تقرير مصيرالضباط خلال أسبوعين أو ثلاثة في حدّ أقصى. وقال "إذا أطلقناهم وقرّر المدعي العام توقيف أحدهم فقد يهربون".

واشار الى سيناريوهين بعد أن يصدر المدعي العام توصيته: الأول أن يصل المدعي العالم إلى استنتاج أن ليس هناك أدلة كافية لإدانة الجنرالات الأربعة ويطلب إلى قاضي الغرفة التمهيدية إطلاق سراحهم.

والسيناريو الثاني أن يجد المدعي العام ان هناك أدلة تدين جنرالا أو اثنين أو أكثر، وعندها يطلب إلى القاضي إطلاق بعض الجنرالات والإبقاء على الآخرين الذين تمكن من جمع أدلة تدينهم، ويطلب نقلهم إلى السجن في لاهاي. وبعد نقلهم يحق لمحاميهم أن يطلبوا إطلاق سراحهم بكفالة أو إطلاق سراح مشروط، أو غيره.. هناك احتمالات كثيرة، وسيبحث القاضي بها ويقرر.

واعرب كاسيزي عن اعتقاده انه في حال قرر القاضي أن يطلق سراحهم بكفالة أو بشروط معينة، سيعود الضباط الى بيروت، مستشهدا بما يجري في المحكمة الدولية الخاصة بيوغوسلافيا، واضاف ان السلطات اللبنانية تعرف ان الجنرالات الأربعة الآن يخضعون لسلطة المحكمة، وهي تنتظر الآن لترى ماذا نقرر هنا، لتنفذ. وكشف كاسيزي أنه وجه أمرا الى السلطات اللبنانية "من أجل توفير بعض الحقوق الإنسانية للجنرالات الأربعة بناء على طلب رفعه اليه رئيس مكتب الدفاع فرانسوا رو على إثر لقائه ثلاثة جنرالات من أربعة بعدما تمنع الرابع وهوالعميد مصطفى حمدان عن مواجهته".

وإذ أكد كاسيزي "أن أسبابا شخصية بحتة تقف وراء استقالة مقرر المحكمة روبن فنسنت، بعدما نجح على مدى سنتين في إرساء دعائم انطلاقها"، أوضح "أن المسؤولين في المحكمة سمعوا بموضوع زهير محمد الصديق من خلال وسائل الإعلام ولم تبعث السلطات الإماراتية بأي مراسلة رسمية أو غير رسمية بهذا الخصوص". اما القاضي اللبناني رالف رياشي الذي انتخب نائبا لرئيس المحكمة الخاصة بلبنان، فدافع عن إجراءات القضاء اللبناني التي كانت قد أدت الى توقيف الجنرالات الأربعة لمدة ثلاث سنوات وسبعة أشهر، مؤكدا "أن هذه الإجراءات راعت المادة 108 من قانون اصول المحاكمات الجزائية ،في حين أن قضاة المحكمة الخاصة بلبنان يراعون قواعد الإجراءات والأدلة الموضوعة لها". ولفت القاضي رالف رياشي الى "أنه يجب عدم بنيان نتائج قانونية على إخلاء سبيل أحد المشتبه بهم المحتجزين أو على توقيفه، لأن هناك أشخاصا يتم إخلاء سبيلهم يتبيّن تورطهم لاحقا، وهناك أشخاص يتم توقيفهم تظهر براءتهم لاحقا" .

وذكرت صحيفة "السفير"ان بلمار طلب من قاضي الإجراءات التمهيدية دانيال فرانسين، وقتا اضافيا لتقديم طلبه المعلل حول تمديد مهلة البت بموضوع الضباط الأربعة المحتجزين في رومية. ونقلت الصحيفة عن الناطقة بلسان المحكمة الخاصة بلبنان في لاهاي، سوزان خان تأكيدها نبأ تلقي مكتب فرانسين رسالة بلمار مشيرة الى "جهل فحوى الرسالة التي ستنشر رسميا اليوم". ورجحت مصادر وثيقة الصلة بالتحقيقات أن يكون بلمار طلب الاستفادة من نافذة إضافية، ربما لا تتجاوز الثماني والأربعين ساعة، لاستكمال تقييمه للملف الذي سلمه له القــضاء اللبناني في العاشر من نيسان.

 

منطقة دير الأحمر أطلقت نداء إستغاثة

السكان محاصرون بالمجارير الصحية المكشوفة وأطفالهم مهددون بالأمراض

قضية تحويل المياه المبتزلة ومياه الصرف الصحي  الى مجرى النهر  المسمى " المسيل " الممتد من سهل بلدة شليفا مرورا بسهل بلدة بتدعي ودير الاحمر وصولا الى سهل بلدة الكنيسة  وهو بطول  حوالي 5 كلم

إن هذا المجرى  تتجمع فيه المياه الآتية من ينابيع اليمونة والعلّيق ومقنة في موسم الفياضانات  خلال فصلي الشتاء والربيع

أما في فصل الجفاف فيجف تماماً وهو أشبه بمستنقع للمياه الشتوية. ولكن في هذه السنة أتحفنا مجلس الانماء والاعمار وبلدية بعلبك بتحويل المياه المبتزلة ومياه الصرف الصحي الى هذا المسيل عبر شبكة مياه الصرف الصحي لمدينة بعلبك وجوارها وسحبت هذه الشبكة عبر انابيب بطول حواي 10 كلم حيث حولت الى هذا المجرى المكشوف والذي أصبح مليئا بمياه المجارير الغيرمكررة، والتي بدأت تظهر العديد من الميكروبات والامراض المضرة بالانسان والحيوان والزراعات على انواعها. هذا فضلا عن الروائح الكريهة المنبعثة منها والحشرات الطائرة.  بالمختصر إنها كارثة كبرى على الصحة العامة وعلى المزروعات...

-من المسؤول عن هذه الكارثة البيئية والزراعية  والصحية؟

من المسؤول عن حماية المواطن؟

أين الجهات المعنية بالامر؟   وزارة الزراعة – وزارة الصحة – وزارة البيئة -  وزارة الموارد – وزارة الداخلية والبلديات؟ أين الجمعيات والمنظمات التي تحمل شعارات البيئة في لبنان والعالم؟  أين وسائل الإعلام والاعلاميين؟ أين الضمير وألإنسانية ومنظمات الأمم المتحدة؟...

أين الامن الصحي  والزراعي للمواطن؟

أيعقل أن يكون المواطن في هذه المنطقة محروما من كل أنواع  الحماية؟

أم ان المطلوب منذ زمن بعيد:  حرمان!  فبطالة!  فهجرة!   ففراغ! ...  فمشاكل إجتماعية  متنوعة

هل يريدوننا أن نترك نهائيا هذه المنطقة؟

 أن نترك أرضنا وبيوتنا وكنائسنا وأديارنا...

لم يبق لنا إلا الطبيعة الجميلة والبيئة النظيفة في هذه المنطقة، والواقع إنهم يريدون حرماننا حتى من تنفس الهواء النقي ورؤية الطبيعة الجميلة

فالغطاء الاخضر من الاحراش يتعرض للابادة ولا أحد يحرك ساكنا

والبيئة النظيفة تتكلم عنها الصور عن تحويل المياه الآسنة والمجارير الصحية الى مجرى النهر وفي الهواء الطلق. 

إننا نناشد جميع المعنيين بالامر  من وزارات وأجهزة للتحرك بسرعة لحل هذه  الكارثة والتعويض على المزارعين وإطلاق حملة تنظيف لمجرى النهر وإجراء حملة الوقاية الصحية الشاملة للسكان من الامراض التي تحاصرهم وتهدد أطفالهم في كل نهار وليل. 

 

شكرا لمؤتمر دوربان2 الذي عرى نظام إيران

بقلم:: صباح الموسوي

الشعارات الثورية والمزايدات الإعلامية الخالية من المحتوى والغير قابلة للتطبيق‘ سياسية إيرانية أدمن نظام الروضة خونية (الملالي) عليها‘ لاسيما تلك الشعارات التي تتعلق بالموقف من الكيان الإسرائيلي والقضية الفلسطينية والتي أصبحت نكتة الإعلامية إيرانية بامتياز.

فالرئيس الإيراني احمدي نجاد الذي اشتهر بكونه وزيرا للشعارات أكثر منه رئيسا للدولة  حاول في مؤتمر" دوربان 2 " المناهض للعنصرية ان يخطف الأضواء من خلال الشعارات التي أتقن إطلاقها وعجز عن تطبيقها‘ غير ان ما جرى في ذلك المؤتمر العالمي لم يكن سوى استفتاء حقيقي على مكانة احمدي نجاد بين رؤساء الوفود التي حضرت المؤتمر وعلى حجم ومكانة الاحترام الذي تحضا به إيران بين شعوب ودول العالم التي خرج اغلب رؤسائها وممثليها من قاعة المؤتمر حين اعتلى احمدي نجاد المنصة لإلقاء كلمة بلاده. ولعل هذه اكبر ضربة سياسية ومعنوية توجه للنظام الإيراني وهي بنفس الوقت انتكاسة لاحمدي نجاد الذي حاول بفهلويته الشعاراتية ان يخطف الأنظار ليسجل نقطة في الدعاية الانتخابية التي يقوم بها تمهيدا للاحتفاظ بكرسي الرئاسة للمرة الثانية عبر مسرحية انتخابية يدور التنافس الشكلي فيها بين الحرس الثوري والملالي أصحاب السلطة والنظام.

فلو كانت إيران تحضى بقدر من الاحترام الدولي لما غادرت تلك الأعداد الكبيرة من الحاضرين قاعة المؤتمر بمجرد إلقاء احمدي نجاد كلمته‘ ولو كان النظام الإيراني حريص على سمعة بلاده لما وصلت مكانة إيران درجة الاستخفاف بها من قبل أفقر واصغر دول العالم. فهذه الدول‘ التي لم يمنعها فقرها وصغرها من ان تصبح دول ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان وتحترم اسمها وسمعتها بين العالم‘ من ان تحتقر احمدي نجاد وإيران التي تحاول من خلال الشعارات الثورية وتضخيم ترسانتها العسكرية ان تصنع لنفسها مكانة بين الشعوب والأمم.

فاغلب الوفود التي انسحبت من قاعة مؤتمر"دوربان 2" لمكافحة العنصرية في جنيف يوم الاثنين 20/4/2009، احتجاجا على الرئيس الإيراني احمدي نجاد‘ كانت إدانتها لسياسة التمييز العنصري الذي تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين معروفة وهي ذات الدول التي سبق ان صوتت على قرار الأمم المتحدة عام 1975الذي اعتبر الصهيونية حركة عنصرية.

إذن انسحاب تلك الدول لم يكن احتجاجاً على كلمة احمدي نجاد الشعاراتية الناقدة للسياسة الكيان الإسرائيلي التمييزية كما يحاول نظام الروضة خونية وأتباعه إظهار ذلك‘ فهذه الوفود غادرت القاعة قبل ان تستمع الى كلمة احمدي نجاد وهذا يدل على ان الانسحاب تم احتجاجا على السياسة الإيرانية التي تحول من خلالها مهاجمة الكيان الإسرائيلي لذر الرماد بالعيون للتغطية على الممارسات المرتكبة بحق الشعوب والقوميات غير الفارسية والأقليات الدينية والمذهبية‘ وهي التي لا تقل عنصرية وطائفية عن ممارسات الكيان الإسرائيلي بحق الفلسطينيين الذين لم يجنوا من خطاب احمدي نجاد في "دوربان 2" سوى الشعارات الاستهلاكية والغير قابلة للتطبيق.

ان مشاركة إيران وخطاب رئيسها احمدي نجاد في مؤتمر مكافحة العنصرية جاء في الوقت الذي تتعرض فيه الشعوب والقوميات الساكنة فيما يسمى بإيران الى اضطهاد قومي عنصري ومذهبي طائفي يفوق بكثير تلك التي يشتكي منها الفلسطينيون أو غيرهم‘ مع ان هذا لا يعني التقليل من أهمية ما يتعرض له الشعب الفلسطيني على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي‘ وهذا يجب لا ينسي العالم أيضا ان النظام الإيراني الذي يحاول من خلال الخطب والشعارات الفارقة الضحك على ذقون البسطاء والمصابين بأزمة فقدان الثقة بحكومات بلدانهم بسبب سياسات بعض تلك الحكومات التي تراخت في مواقفها و تساهلت في أداء واجبها تجاه القضية الفلسطينية و مصالح شعوبها‘ ان النظام الإيراني نظام عنصري استبدادي ومن يظلم وينتهك كرامة وإنسانية الشعوب والقوميات الواقعة تحت سلطته لا يمكن ان يكون حريص على حقوق وحرية الآخرين مهما رفع من شعارات و خطب رنانة.

لقد أكدت تقارير المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان ان إيران سجلت في العام الماضي الرقم القياسي في الإعدامات حيث تم تنفيذ أكثر من مائتين وعشرون حالة إعدام في عام 2008م متجاوزة الصين البالغ عدد سكانها أكثر من مليار نسمة والتي لم يتجاوز عدد من اعدموا فيها مائة وثمانون شخصا وكلهم اعدموا لأسباب جنائية‘ فيما الإعدامات التي جرت في إيران كان اغلبها لأسباب سياسية‘ وقد كان من بين الذين تم إعدامهم صحفيون ومعارضون سياسيون بالإضافة الى أربعة رجال دين من أهل السنة البلوش جرى إعدامهم بتهمة ما يسمى نشر الوهابية! وهو مصطلح يطلق على النشطاء ورجال الدين السنة الذين يطالبون بوقف الاضطهاد الطائفي والتعامل معهم وفق معاملة اقرأنهم من رجال الدين الشيعة.هذا ناهيك عن أعداد السجناء الذين تجاوز عددهم بحسب اعترافات رئيس دائرة السجون الإيرانية‘ المائة والأربعون ألف سجين‘ بينهم ستون ألف امرأة.

فبحسب ما أكده مدير الشؤون الثقافية لدائرة السجون الإيرانية‘ ان النساء والفتيات يشكلن نسبة ما بين 5 الى 7 بالمئة من نزلاء السجون وان اعمار السجينات تتراوح ما بين 27 والـ 29 عاما.

هذا ناهيك أيضا عن القوانين والأساليب التمييزية التي شرعها نظام الروضة خونية (الملالي) وجعلها قاعدة ويتعامل بها بكل تحقير الشعوب والقوميات غير الفارسية بالإضافة الى تعامله التمييزي مع الأقليات الدينية عامة ومع أهل السنة خاصة. كان هذا سؤال الذين انسحبوا من قاعة مؤتمر "دوربان 2" والذين بحركتهم تلك قد بينوا لاحمدي نجاد وللنظام الإيراني وأتباعه‘ انه نظام لا يحضا بأدنى الاحترام ولا يستحق ان يصرف المجتمعون ولو دقائق من وقتهم للاستماع الى كلمة احمدي نجاد التي لم تكن تحتوي سوى على الشعارات الفارقة والتي سبق ان كررها عشرات المرات. أما ان ينظم أنصار احمدي نجاد استقبالا له في مطار طهران بعد عودته من جنيف يحشرون فيه بعض مئات من عناصر الحرس الثوري ومليشيات الباسيج لرفع معنويات رئيسهم الذي تلقى صفعة سياسية لم تكن بالحسبان‘ فذلك لم يغير من الحقيقة الأمر الذي يؤكد ان إيران لم تعد لها مكانة و احترام بين الأمم والشعوب التي تنبذ العنصرية والتمييز وتحترم كرامة وحقوق الإنسان.

فشكرا لمؤتمر "دوربان 2" الذي عرى نظام ملالي طهران.

 

الديموقراطية التوافقيّة هي الأساس شرط التسليم بنهائيتها والعدول عن "الفاشية الموضعية"

التحدّي أمام "حزب الله": من المشاركة التخوينية إلى المصالحة الدستورية

المستقبل - الخميس 23 نيسان 2009 - وسام سعادة

يلجأ أيديولوجيّو "الثلث الضامن" إلى المنطق التالي: "نحن ضد الديموقراطية التوافقيّة من حيث المبدأ، لكننا من دعاة التقيّد المطلق بها طالما أن الطائفيّة السياسيّة لم تلغً بعد، وقد آن لها أن تلغى".

يفرّغ هذا المنطق الديموقراطيّة التوافقيّة من مضمونها، ومن طابعها الميثاقيّ. فشرط المساهمة في تطوير التجربة الديموقراطية التوافقيّة التسليم بنهائيتها، نهائيتها الضامنة لنهائية الكيان اللبنانيّ.

ليست الديموقراطية التوافقيّة إمتحاناً يجتازه اللبنانيّون للتحرّر من أعبائه لاحقاً، ولو بعدَ حين.

ليست ترتيباً مؤقّتاً يتجاوز نفسه بنفسه، على ما يفترضه أيديولوجيّو "الثلث الضامن"، وهو ثلث ضامن للتعطيل، وبالتعطيل، وإلا فهو ضامن لماذا وبماذا؟!

عند هؤلاء أنّ "الثلث الضامن" هو أرقى شكل للديموقراطية التوافقيّة. فبدلاً من مبدأ مونتسكيو الذي تقوم عليه الديموقراطية التمثيلية عموماً، والديموقراطية البرلمانية خصوصاً، وحيث "السلطة تحدّ من عمل السلطة"، يقترح التعطيليّون مبدأ "السلطة تعطّل من عمل السلطة"، ويروّجون لذلك على أنّه أرقى شكل من أشكال المشاركة.

ومنظومة التعطيل الدائم التي يكرّسها "الثلث الضامن"، من شأنها أن توسّع دائرة المشاركة إلى حدّها الأقصى، بحيث لا تكون مشاركة في القرار، وإنّما مشاركة في تعطيل كلّ قرار، ومشاركة في تعطيل القدرة على التقرير داخل مؤسسات الدولة. فعلى أساس هكذا مشاركة يمكن التبرير لنقل الصلاحية التقريريّة إلى مرجعية خارج الدولة، وفوق الدولة، ومرتبطة بمرجعيات في دول أخرى.

يتصوّر دعاة هذه المنظومة التعطيليّة الشاملة أنّه، وحين توسّع المشاركة إلى هذا الحد، يكون تجاوز الديموقراطية التوافقيّة قد حان، ومن خلال إلغاء الطائفية السياسيّة. طبعاً، لم يطرح أي من أيديولوجيي "الثلث الضامن" جدليّة المشاركة التعطيلية على هذا النحو، ولا بأس لو تبرّعنا لهم بالشكل المنهجيّ لهذه النظرية.

يبقى أنّ كل ذلك يتعارض، من الأساس، مع صلب "الديموقراطية التوافقيّة". فهذه الأخيرة لا تمارَس على قاعدة أنّها "مؤقتة". ليس هدف الديموقراطية التوافقيّة إلغاء الطائفية السياسيّة، وليست حجة الديموقراطية التوافقيّة تأجيل استحقاق الفصل والتكامل بين السلطات الدستوريّة إلى حين إلغاء الطائفية السياسيّة. هذا احتيال عليها.. هذا احتيال على الصيغة اللبنانية.

مع ذلك، لا يسع أحد رمي الطفل مع مياه الغسيل. فأن تكون قوى 8 آذار قد تسلّحت بـ"الديموقراطية التوافقيّة، اضطرارياً، وسجاليّاً، فهذا كاف بحدّ ذاته للتفاؤل بأنّه يمكن لهذه القوى أن تتقبّل "الديموقراطية التوافقيّة" بالفعل، وهذا هو المطلوب الآن، بل إنّه محور الدعوة إلى "المصالحة مع الآخر": أن تنتقل 8 آذار ككل، و"حزب الله" على الأخص، من التبنّي الإضطراريّ المؤقّت للديموقراطية التوافقيّة، إلى تقبّلها بشكل دائم، وبحيث لا يكون مبدأ الفصل والتكامل بين السلطات مؤجلاً إلى حين إلغاء الطائفية السياسيّة، بل ضابطاً للعبة الطائفية السياسيّة من داخلها. فلا تستقيم أبداً تمارين "نفي النفي" العبثية التي ترى بأن الطائفية السياسية تتجاوز نفسها حين تتفلّت من عقالها. بالعكس تماماً، عيش الطائفية السياسيّة في إطار ميثاقيّ، دستوريّ، برلمانيّ، يجري تداول السلطة في إطاره، هو أمر ضروريّ. الصعوبة لا تلغي الضرورة بل تعطيها خصوصية ومعنى.

غاية القول إذاً أنّ التحدّي الأوّل لفكرة "المصالحة مع الآخر"، وتحديداً مع "حزب الله"، هو تحدّ نظريّ: هل يمكن أن ينتقل هذا الحزب من تقبّل ظرفيّ، إضطراريّ، مؤقّت، للديموقراطيّة التوافقيّة، إلى حيث الإقتناع الشامل بها بوصفها الشكل الوحيد الممكن لعيش النظام البرلمانيّ في بلد مبنيّ على ثنائية "مسلمين ومسيحيين" منذ ميثاق 43، وعلى مناصفة "مسلمين ومسيحيين" منذ إتفاق الطائف؟

ليست المسألة هي تقرير ما إذا كان "الثلث الضامن" تدبيراً مؤقتاً أو علاجاً دائماً، إنّما المسألة التي ينبغي أن يطرحها "حزب الله" على نفسه، وينبغي أن تساعده الدعوة إلى المصالحة بإتجاهه (إذا ما رفعتها قوى 14 آذار مجتمعة كشعار مركزيّ)، هو ما إذا كانت "الديموقراطية التوافقية" نفسها تدبيراً مؤقتاً أو شكلاً دائماً للنظام البرلمانيّ في لبنان.

والمسألة التي قد تبدو نظريّة ومجرّدة هنا تتعلّق بكل القضايا العمليّة والملموسة، وتتعلّق أيضاً بالذهنيات. لقد دخل "حزب الله" في السنوات الأخيرة في مفارقة غريبة: لقد سجن هذا الحزب نفسه في الخطابية الزاجرة والناهرة منذ تبنّى "الديموقراطية التوافقية" ونادى بأن تكون مطلقة (لكل كتلة برلمانية عدد حقائب وزارية تناسبها) ومؤقتة (تمهيداً لإلغاء الطائفية السياسية) في آن. دخل في معادلة حبّ مطلق.. ومؤقّت.. وبالإكراه. المصالحة إذاً هي مشروع بديل.. من أجل حبّ نسبيّ ومعتدل.. ودائم.. وبالإقتناع.

لا يمكن للديموقراطية التوافقية أن تستقيم على أساس معادلة "أنتم خونة لكننا محكومون بالتوافق معكم"، وإنّما على معادلة "نحن محكومون بالتوافق إذاً لا مجال بعد الآن للتخوين".

فالسؤال هنا يتعلّق قبل الحصص النيابية والوزاريّة، وقبل تقرير حال الحرب من حال السلم، بالنفسيات. هل يمكن أن يتجاوز "حزب الله" الخطابية الزاجرة الناهرة التي يتنافس عليها خطباؤه ومرشّحوه أم لا؟

حتى الآن قدّم لنا "حزب الله" تجارب ثلاث. في الثمانينات، كانت الخطابية زاجرة وناهرة بإتجاه الداخل اللبنانيّ وكان رفض الديموقراطية التوافقية شاملاً ومباشراً. في التسعينيات خفّت خطابية الزجر والنهر بإتجاه الداخل اللبنانيّ لكن على أساس بقاء "حزب الله" خارج السلطة التنفيذية. أما في مرحلة زوال الوصاية فقد عادت وبقوة خطابية الزجر والنهر والتخوين، وبرزت مظاهر "الفاشية الموضعية" لا سيّما في 7 أيّار، وكل ذلك على أساس تبنّي "حزب الله" للديموقراطية التوافقية على طريقته. فهل يستطيع هذا الحزب أن يدخل في مرحلة رابعة، فيؤمّن الشروط اللازمة لتبنّي الديموقراطية التوافقية ويعدل عن خطابية الزجر والنهر ويعالج نزعة "الفاشية الموضعية" التي صار البعض من الخطباء يتعاملون معها على أنّها ملحمة الملاحم؟!

الإنتخابات مصيريّة لأنّ الإستحقاق الحقيقيّ هو دخول "حزب الله" في مرحلته الرابعة، والتي لم تحسم معالمها بعد، وإن كان ثمّة إتجاهان متعارضان يستحيل الجمع بينهما: فإما تبنّي "الديموقراطية التوافقية" على قاعدة المشاركة التخوينية، والزجر والنهر، والتغنّي بالفاشية الموضعية، وإمّا الإنفتاح على شروط المصالحة الدستوريّة.

 

استحقاق 7 حزيران 2009

معركة "حامية جداً" في زغرتا ـ الزاوية و3 مرشحين من آل كرم

المستقبل - الخميس 23 نيسان 2009 - زغرتا ـ كلاريا معوض

على عتبة انقضاء مهلة سحب الترشيحات استقر المشهد الانتخابي على الساحة الزغرتاوية وتظهرت بورصة الترشيحات على 11 مرشحا اثنان منهما للمرة الاولى من الزاوية والباقي موزع كالآتي: لائحة 14آذار وتضم النائب جواد بولس، رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض والمحامي يوسف الدويهي ولائحة الثامن من آذار وتضم رئيس "تيار المرده" سليمان فرنجية والوزير السابق اسطفان الدويهي وسليم كرم. ومرشحون منفردون أو مستقلون وهم الدكتور قيصر معوض، اسعد كرم، العميد فايز كرم المتأرجح موقفه بين الانسحاب والاستمرار واثنان من أبناء الزاوية ريمون بولس ويوسف عبيد.

وبذلك تكون زغرتا وقضاؤها قد دخلا مرحلة حاسمة ودقيقة يأمل الكثيرون أن يبقى السباق المحموم على مقاعدها الثلاثة في الاطار الديمقراطي. وبدأت الصور المؤيدة للمرشحين ترفع على شرفات منازل المؤيدين وعجلة الماكينات الانتخابية تسرع وتيرتها. فما هو المشهد الانتخابي في زغرتا وكيف سيتظهر في السابع من حزيران وما هو مصير المستقلين وسط تنافس لائحتين على طرفي نقيض لكل منهما طرحها السياسي ووزنها الشعبي والانتخابي. ولمن تعطي الصناديق الارجحية ووفق أية برامج وطروحات. وما هي العناوين التي تخاض على أساسها المعركة الانتخابية. تساؤلات أجاب عنها مرشحو دائرة زغرتا الزاوية التي طبع فيها الصراع الانتخابي تاريخيا على مستوى القضاء بالحدة ما كان يحتم تحالفا انتخابيا للائحة طروحات افرادها مختلفة وغير متطابقة لتمرير الانتخابات لكن هذا العرف سقط في الاستحقاقات الانتخابية منذ 1996.

انها معركة ذات بعدين يقول المرشح المحامي يوسف الدويهي عن لائحة 14 آذار "بعد وطني متمثل بالمشروع المتكامل الذي طرح في البيال مع خصوصية عناوين للائحة زغرتا وهي موضوع السلاح داخل المخيمات وليس فقط خارجها والذي نصر على وضعها تحت سلطة الشرعية اللبنانية وتنظيم اقتراع المغتربين عبر ملاحقة المراسيم التطبيقية والاتاحة لهم استعادة الجنسية لمن فقدها والاقتراع كل بمراكز وجودهم وعدم الاكتفاء بأنه سمح لهم الانتخاب في 2013 ضمن القانون. وبعد محلي كون زغرتا أحد المعاقل المارونية ومعركتنا هي اظهار زغرتا تحت شمسية مرجعيتها الطبيعية بكركي وتثبيت الدور الريادي لبكركي في حضانة دور المسيحيين في الشرق ضمن ثوابت الارشاد الرسولي والعيش المشترك".

ويضيف "كما أن المعركة هي الخيار بين الدولة الباسطة سلطتها على كامل الاراضي اللبنانية والتزام قرارات الشرعية الدولية وبين السلاح الموجود لدى حزب الله والذي تحول الى الداخل واستعمل في 7 ايار وجر لبنان الى ويلات في 2006 وارتباطه الاقليمي بايران وسوريا. ولا يمكن لزغرتا ان تكون مع السلاح غير الشرعي المدافع عن المحاور الاقليمية. وللمعركة بعد اجتماعي وانمائي اقتصادي باختصار ان معركتنا ليست معركة اشخاص انما خيارات".

وعن النتائج المتوقعة يؤكد الدويهي "ان البناء على نتائج 2005 أمر خاطئ ومغلوط وهو ما تزال بعض وسائل الاعلام وما يسمى بـ"استطلاعات الرأي" التي نتحفظ على نتائجها وظروفها تعمل على تسويقه. فبرأي الدويهي "أن المعطيات اختلفت وكذلك التحالفات والظروف المحيطة بالمعركة، من موقف بكركي الى عامل حق المغترب بالاقتراع. ان المواجهة اليوم هي وفق قانون يختلف كليا عن 2005 وظروفه وهذا ما يسقط عامل الغرائز الطائفية التي استعملت حينها وتصوير الصراع في 2005 على انه ضمن مكونات 14 آذار نفسها على الحصص وقد أفادت منها اللائحة الاخرى كما ان استبعاد التيار الوطني الحر عبر اقصاء مرشحه العميد فايز كرم عن اللائحة الثانية ومكونات اللائحتين. فنحن تاريخنا يشهد لنا فيما هم تاريخهم يشهد عليهم. كل ذلك أدى الى تغيير المشهد السياسي كليا في زغرتا ـ الزاوية وهذا ما ستظهره الصناديق ونحن مرتاحون لمعركتنا فالناس ستقرر في السابع من حزيران وحظوظنا بالنجاح قوية جدا لاننا مؤمنون بأننا نقدم طرحا مقبولا ومؤيدا من ابناء زغرتا ـ الزاوية".

اما عن الاتهامات التي وجهت الى اللائحة من قبل اللائحة الثانية بمحاولة شطب منتخبين عن اللوائح الانتخابية اكد الدويهي تمنياته ان "تكون هذه الاتهامات مرتكزة على دلائل ووقائع وان لا تبقى مجرد اتهامات عبثية. وان كانت لديهم الدلائل فليقدموها للمراجع المختصة من لجنة رقابة الانتخابات والمحاكم اللبنانية الصالحة للنظر في هذه القضايا. اما ترك الامور في اطار الادعاء الاعلامي الفارغ فهو اسلوب غير لائق ونحن جميعا تحت سقف القانون".

كرم

مرشح لائحة 8 آذار سليم كرم شرح عناوين معركة لائحته بالقول: "هي عناوين معروفة وواضحة فنحن لا نعتمد الشعارات الانتخابية الاستهلاكية انما لدينا اهداف نتطلع اليها ابرزها الوضع الاقتصادي المتدهور والعمل على التخفيف من هذا الواقع والاعباء عبر تخفيف الضرائب التي أثقلت كاهل المواطن، كما ان ايلاء الشأن الامني الاهمية اللازمة خصوصا في ظل غياب القرارات بالاشخاص الذين يعلمون انهم هم وراء الجرائم التي ترتكب مما يضر بالبلد والاستثمار فيه. ونأمل ان يكون القضاء عادلا ويعطي لكل ذي حق حقه وعدم التلاعب بالقانون. وفي الاطار السياسي نحن لدينا استقلالية في قرارنا وعلى الجميع الابتعاد عن الاتهامات المتبادلة والتخوين بالارتباط بالخارج".

وعن اتهامه اللائحة الاخرى بالتزوير قال: "أنا لم اتهمهم بالتزوير وانما بمحاولة ازالة أسماء اشخاص عن لوائح الشطب لحرمانهم من حق الانتخاب وهذا أمر مرفوض لان المطلوب الاحتكام الى قواعد اللعبة الديمقراطية ونتائجها وأن نقبل بالربح في حال ربحنا وبالخسارة أيضا".

وأكد كرم "ان للتحالفات في زغرتا تأثيرا على مسار المعركة مما قد يفسح في المجال امام بعض الاستنفار والتشنج لكن علينا القبول بالنتيجة أكانت سلبية أم ايجابية وليس من مصلحة أحد الوصول الى هذه الحالة، زغرتا دفعت الثمن غاليا في هذا المجال".

اما عن وجود 3 مرشحين من آل كرم اثنان منهم من ضمن البيت الواحد ومدى تأثير ذلك على حظوظه الانتخابية قال سليم كرم: "من حق كل شخص أن يترشح بمن فيهم اخي اسعد وعلى الناس أن تختار، اما لماذا ثلاثية الترشح فالعميد فايز كرم من التيار الوطني الحر وكما سمعت فالجنرال عون لم يرشحه ويؤيد لائحتنا في زغرتا اما أخي اسعد فالسؤال يوجه له وأنا أسأل فقط لمصلحة من ترشيح اثنين من بيت واحد؟".

قيصر معوض

أما المرشح المستقل قيصر معوض فقد أكد استمرار ترشحه حتى النهاية معتبرا: "ان هذه الانتخابات محطة مهمة لانها تشكل استحقاقا اما للعبور الى الدولة أو البقاء في حالة الامارات والمحميات الامنية لبعض الاطراف السياسية. والاصطفافات الحادة الحاصلة غيبت الاهتمام بطرح مشاكل الناس الحياتية وأبقت على المتاريس ليس في الشارع وانما في الاذهان". وابدى امتعاضه من قانون الستين "لانه يعيدنا الى القضاء ومستنقعات العشائر والقبائل ويؤمن أرضا خصبة لاعادة استنساخ شروط الحرب الاهلية ومن المعيب في ظل هذا المشهد ان نكون غائبين وان نترك زغرتا تختزل بصراع ظاهره عناوين كبيرة فيما حقيقته صراع عائلات والهدف الاهم هو السماح لشريحة من الزغرتاويين ترفض اختزالها بشعارات مذهبية وطائفية أو عائلية وترى نفسها في انتماء وطني واسع للتعبير عن رأيها وان كانت اقرب بطروحاتها الى 14 آذار". ويتابع ان استمراره هو "للتأكيد لاهلنا ان من عاش معهم وشاركهم مشاكلهم وهمومهم لن يتخلى عنهم " لافتا الى " اهمية التركيز على المزايا الشخصية للمرشح وان لايخضع الناخب الزغرتاوي للابتزاز عبر طرح مقولة "اما اللائحة كاملة او سأستقيل". متمنيا "ان لا تفرز هذه الانتخابات هيمنة لطرف ايا كان فكيف اذا كان يحمل شعارات تغييب الدولة وجعل لبنان ساحة لصراعات اقليمية لا تمت بصلة لمصالحنا وقناعاتنا مراهنا على "وعي الناخب الزغرتاوي ومهما تكن النتائج يجب ان يسود الوفاق في زغرتا وان لا يكون مجال لتسرب اي حادث يعكر الوضع".

أسعد كرم

وأكد المرشح المستقل اسعد كرم ان "الدافع الاساس لترشحي هو رفض الاصطفافات الحادة بين 8 و14 آذار وان كنت مؤيدا لبعض طروحات كل منهما. فمن خلال مسيرتي السياسية تميزت بشخصيتي الوفاقية وايماني بأن الخلافات السياسية يجب أن تبقى في اطار المؤسسات وليس في الشارع.

وأكد استمراره في الترشح منفردا وحتى النهاية "فأنا لم أترشح لأنسحب وترشحي ليس موجها ضد أحد ورهاني على الناس وعلى اهلي الذين ما انقطعت يوما عن التواصل معهم".

وعما اذا كان ترشحه سيحدث انشقاقا داخل عائلة كرم التي يترشح عنها ايضا أخوه سليم على لائحة الثامن من آذار والعميد فايز كرم عن "التيار الوطني الحر" أكد المرشح أسعد كرم على "ان الانشقاق السياسي حاصل قبل ترشحي فقد سبق للعميد فايز كرم ان ترشح والخيار متروك للناخب الزغرتاوي الادرى بمن تواصل معه ولم ينقطع عن تلمس مشاكله طوال الفترة السابقة وخلال الظروف الصعبة".

منفردان

أما المرشحان من منطقة زغرتا ـ الزاوية ريمون بولس الذي رفض صفة المستقل على اعتبار انه لو اتيحت له امكانية الانضمام الى لائحة لما تمنع ويوسف عبيد المنفرد التقيا على اعتبار ترشحهما "صرخة في وجه تغييب ابناء قرى وبلدات الزاوية عن القرار والمشاركة السياسية". وفيما أكد عبيد استمراره في الترشح رافضا الخوض في حظوظ النجاح أو الفشل "لان معيارهما هو المشاركة في القرار السياسي لزغرتا ـ الزاوية" أكد ان ترشحه "ليس موجها ضد أحد وهدفه انماء زغرتا ـ الزاوية على كافة الاصعدة". أما بولس فأوضح أن "مبدأه في الترشح ثابت ومن اهدافه شق الطريق لمن لديه حيثيات الترشح في القضاء على الاقدام على هذه الخطوة" أكد انه "في اطار البحث مع الاطراف المؤثرة لبحث هذا الموضوع جديا وفي السياسة كل شيء وارد ومرهون بالنتائج".

من ناحيته، المرشح عن التيار الوطني الحر فايز كرم رفض اعطاء أي تصريح فيما تقول مصادره أن موقفه لايزال متأرجحا بين الاستمرار والانسحاب الذي هو الاكثر ترجيحاً.

تبقى إشارة الى أن البانوراما الانتخابية في زغرتا رست للمرة الاولى على هذا العدد من المرشحين واستمرارهم في المعركة حتى النهاية ما هو الا دليل على أن الحلبة السياسية الزغرتاوية قد أفلتت من عقال الحسابات العائلية والجغرافية. والقدرة على فرض قواعد اللعبة باتت من زمن "ولى"، فالواقع السياسي اللبناني وتغيّر مشهديته لا بد وان يترك انعكاسا على واقع زغرتا. وطبول المعركة التي تقرع بطنين خافت هل ستبقى كذلك مع اقتراب ساعة الحسم ام ستعلو لتصم الآذان وترجح كفة الغريزة على كفة العقل؟ المنطق ان السابع من حزيران لناظره قريب والمؤكد والثابت ان الزغرتاويين امام استحقاق له بعد سياسي وطني ولهم ان يختاروا الموقع الذي يريدونه لزغرتا على الساحة السياسية الوطنية وان يعوا أن أصواتهم ستحدد مسار ومصير زغرتا لزمن آت وأن تزايد الحماوة الانتخابية ومظاهرها ان دلّ على شيء فعلى أن المعركة غير محسومة مسبقا وان زغرتا على مشارف معركة أقل ما يقال فيها انها ستكون "حامية ان لم نقل حامية جداً".

 

نايلة تويني تقاضي موقع "التيار الحر" والـ"otv"

المستقبل - الخميس 23 نيسان 2009 - اعلنت المرشحة عن المقعد الارثوذوكسي في دائرة بيروت الاولى نايلة تويني أنها قررت أن تقدم "شكوى قضائية ضد الموقع الالكتروني لـ"التيار الوطني الحر" ومحطة OTV بجرم اختلاق اخبار كاذبة بهدف التشهير والتحريض وتجاوز كل القواعد القانونية المرعية في الحملات الانتخابية"، لافتة الى أنها ستتقدم "بشكوى عاجلة الى هيئة مراقبة الانتخابات للاحتفاظ بحقي في الطعن بالقيمين على هذه الوسائل في الوقت المناسب".

وقالت في بيان أمس: "عمدت وسائل الاعلام التابعة لـ "التيار الوطني الحر" أمس (أول من أمس) الى بث شائعات واخبار ملفقة وكاذبة في حقي لا تمت للحقيقة باي صلة. وزعم الموقع الالكتروني لـ "التيار الحر" اولاً انني تدخلت لاطلاق موقوفين في حادث اطلاق النار الذي حصل في الاشرفية قبيل عقدي لقاءًا انتخابياً لاعلان برنامجي الانتخابي، علماً ان لا صلة لي لا من قريب ولا من بعيد في ما جرى ولم اتدخل اطلاقاً في هذا الحادث".

ولفتت تويني الى أن موقع "التيار الحر" "بث أيضاً خبراً كاذباً اخر يتعلق بطلبي اسكات احد المشاركين في اللقاء طالب بحقوق له في بلدية بيروت، علماً ان العكس هو الصحيح وقد شهد على ذلك جميع الحاضرين، خصوصاً أن اعضاء مجلس بلدية بيروت كانوا حاضرين واكدوا استعدادهم لمعالجة هذا الطلب".

كما أشارت الى أن "محطة OTV بثت مساء أول من أمس معلومات كاذبة وملفقة، فزعمت أن المتورطين في حادث الاشرفية هم مرافقون لي وينتمون الى حزب "القوات اللبنانية"، وهو أمر عار عن الصحة تماماً ولا علاقة لي لا من قريب ولا من بعيد بكل هذه المزاعم الكاذبة والمختلقة".

 

رجل "الاعتدال" في انتفاضة الاستقلال .. متحرر ومتصالح مع الآخر المختلف

سمير فرنجية.. لا مقعد يغيّر عقله ولا موقع يتحكم برأيه

المستقبل - الخميس 23 نيسان 2009 - أيمن شروف

في 8 حزيران من العام 2009، ينتظر اللبنانيون مشهداً جديداً، يُطل عليهم من ساحة النجمة، في صبيحة اليوم الأول بعد الانتخابات النيابية. بكل الأحوال، وبغض النظر عن النتائج التي ستعكس، أو بالأحرى يقال إنها ستعكس الخيار الديموقراطي للبنانيين، فالمجلس النيابي المقبل سيكون من دون سمير بك فرنجية.

في أولى مسلسلات مجلسنا العتيد، سيغيب أحد أبرز رجالات ثورة الأرز، ولكنه لن يرتضي أن يغيب عن "الثورة"، عن الانتفاضة السلمية التي بدأها في قرنة شهوان، وتوجها في 14 آذار من العام 2005.. وتستمر من المجلس أو من خارجه، فالحال واحدة، لأن الهدف واحد لا يتغير مهما تغيرت الظروف و"تشقلبت" المواقع.. ولأن الحرية والسيادة وما يتبعهما، رسالة أرادها وحملها ابن رجل الاستقلال الأول حميد فرنجية، وسيبقى يناضل من أجلها.

قبل أن يدخل سمير فرنجية "معركة الحرية" فعلياً، مهد لها الطريق مسبقاً، لأنه يدرك تماماً أن لا مكان للتحرر إذا بقيت العصبيات هي التي تحكم بين الشعوب، وبالأخص بين الشعب الواحد المختلف الانتماءات، تماماً كما هي الصيغة اللبنانية، بتعدديتها وتنوع مذاهبها وطوائفها، ولهذا عرف فرنجية مسبقاً أن بوابة الحرية المنشودة، تبدأ في تقريب وجهات النظر المتقابلة، والحوار بين المختلفين، وصولاً إلى إعلاء القيمة الانسانية لدى الفرد في المجتمعات، ومعها ضمان حق الاختلاف في الرأي دون أن يأخذ هذه الاختلاف أي طابع عنفي.

ومن هذا المنطلق، ما كان منه إلا أن كرّس نفسه للحوار، فجند نفسه في المؤتمر الدائم للحوار، ورفض الأصولية بكل أشكالها، ودعا إلى العودة إلى الدين بما هو فلسفة لفهم الذات والآخر. "فليس هناك من دين الا ويشترط وجود الآخر في ضمير المؤمن"، وكان من أكثر الداعين إلى إحياء صيغة التفاعل الانساني التي عرفها لبنان وتطويرها، انطلاقاً من إيمان وطني بها، واقتناع متجدد بأنها الاطار الأوفق لخيارنا الحضاري التاريخي، مستفيدين من دروس الحرب.

ولأن لبنان يمثل حاجة مستمرة لتفاعل خلاق بين المسيحية والإسلام يمنح أبناءهما "فرصة الاغتناء الروحي المتبادل من خلال العيش المشترك المؤسس على الحرية والمساواة"، استغل فرنجية أول فرصة "تحررية" توفرت أمامه، وكان ذلك فعلياً بعد بيان المطارنة الموارنة عام 2000، فشارك في تأسيس قرنة شهوان، التي مهدت الطريق أمام اللبنانيين للمطالبة بالحرية والسيادة، على أرض أنهكتها وصاية "الأشقاء"، وفي مجتمع عمل النظام السوري على تغذيته بالحقد، كوسيلة للاستمرار..

من قرنة شهوان، بدأ فرنجية حراكه الفاعل لقيام جبهة تؤمن بلبنان الواحد المستقل، متكئاً على تاريخ من العمل في صفوف اليسار، وفي الحركة الوطنية، واستطاع من خلال قرنة شهوان أن يشيع في أوساط الجماهير جواً من الأمل بأن الحرية آتية لا مفر، وأن الوصاية مصيرها الزوال، ومدركاً في نفس الوقت أن الهدف الذي من أجله كانت قرنة شهوان عنوانه الأول والأساس، تعميم "الثورة السلمية" كي لا تبقى الحرية أسيرة الشعارات الفارغة.

يحسب لسمير فرنجية هدوؤه في عز "النضال" وفي أوْج الأزمات، وحكمته في اتخاذ المواقف الوطنية دون أن ينسى وفاءه للكنيسة، ودعمه الدائم لسيدها، الذي احتضن أعضاء "القرنة" وأمن لهم الغطاء اللازم، لإكمال المسيرة، التي أطلق شعلتها بنفسه عام 2000، فكان فرنجية ومعه وجوه عديدة من الذين كان لهم الشرف بأن يكونوا، روّاد الثورة، والنواة التي جمعت من حولها الأحرار قبل أن تطلق "الانتفاضة" التي حطمت قيود الصمت وانتصرت للبنان واللبنانيين.

على مشارف التمديد المشؤوم، أدرك سمير فرنجية أن لحظة الصفر قد أتت، فهو من المؤمنين أنه لا يمكن للبنان أن يتحرر من الوصاية السورية إذا بقيت "حركات المعارضة" مقتصرة على الطرف المسيحي. توسعت هذه الحركة الاعتراضية لتشمل الرئيس الشهيد رفيق الحريري وزعيم "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط. ازدادت حركية فرنجية، ومعه قرنة شهوان ومن انضوى تحت رايتها. أتى التمديد وبدأ العهد الأسود بمحاولة اغتيال مروان حمادة. اغتيل الرئيس الحريري في 14 شباط 2005. انتفض سمير فرنجية على الظلم وتحول صمته، صوتاً مدوياً، يهتف للحرية في ساحات الحرية.

من الـ2005 إلى اليوم، لم يكن سوى صورة السياسي الملتزم القضية، والمدافع عنها في شتى المجالات. دخل المجلس النيابي في ظل أكثرية نيابية، صنعت واللبنانيين ثورة الأرز. لم يتسن له أن يلعب دوره كما كان يأمل، فالمجلس عندما تحرر نواب أكثريته من عبء الاغتيالات الذي كان يلاحقهم، أقفل أبوابه أمام التشريع، وشرع أبواب الوطن على كل الاحتمالات وأسوئها. فما كان منه إلا أن وقف مع الدولة ومؤسساتها بوجه كل من ساورته نفسه بأن يكون هو الدولة من خارج مؤسساتها.

برأي النائب اكرم شهيب، أن "سمير فرنجية حيث هو في موقع نيابي أو غير نيابي، من كبار مفكري ومحركي ثورة الأرز، شامخ برأيه وبكلمته الحرة"، وشهيب الذي رافق فرنجية في انتفاضة الاستقلال، يدرك جيداً معنى أن تغوص في معركة تحرر من "النظام" الأسود الذي حكم لبنان طيلة 30 عاماً. وأن تدخل إلى البرلمان أو لم تدخله فالحال واحدة لأن المبادئ تبقى كما هي مهما تغيرت الظروف والأحوال.

ولهذا، يقول عضو اللقاء الديموقراطي: "هناك كثر من الذين دخلوا المجلس النيابي وكثر من الذين لم يدخلوا المجلس، لا صوت لهم ولا موقع ولا كلمة، وهناك كثر خارجه على مستوى عال من التحرر والوعي لقيمة الوطن وسيادته، ولهم القدرة على التأثير في مصير ومستقبل هذا الوطن، انطلاقاً من نظرتهم المتميزة هذه، وسمير فرنجية واحد من هؤلاء، يؤثر أينما كان موقعه".

ويضيف: "سمير فرنجية كنسيب لحود والياس عطا الله ومصطفى علوش وانطوان اندراوس وانطوان غانم ومصباح الأحدب وغيرهم كثر، قامات وطنية، منهم من قضى اغتيالاً من هذا النظام الحاقد على لبنان ومنهم من اختار الانكفاء عن البرلمان ومنهم من نأمل أنه سيدخل حتى لو لم يكن على لائحة 14 آذار، كلهم قامات نعتز بها، وبتضحياتها".

يختم شهيب بالقول: "سمير فرنجية لا مقعد يغيّر عقله ولا موقع يغير رأيه".

في 7 حزيران تنتهي خدمة سمير فرنجية في ساحة النجمة، ولكن المؤكد أن خدمته للوطن مستمرة والأرجح أنها ستكون أفعل.

 

 

الإسلام والعروبة ومسألة الهويّة ()

المستقبل - الخميس 23 نيسان 2009 - العلاّمة علي الأمين

حاضر العلاّمة السيد علي الأمين في مؤتمر "الهويّة في الخليج العربي" الذي أقامه معهد البحرين للتنمية السياسية برعاية ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة. وشدد في المحاضرة على ان الروابط الدينية والمذهبية بين شعب وآخر لا يجوز ان تكون على حساب الثوابت الوطنية، وان العروبة بمضمونها الانساني لا تعادي الاسلام ولا هو يعاديها. وفي ما يأتي نص المحاضرة:

"لقد ظهرت على السَّاحة السياسية منذ أوائل القرن الماضي مجموعة من القضايا الفكرية والمسائل السياسية فرضها الواقع الجديد الذي حصل قبيل الحرب العالمية الأولى وما بعدها في المنطقة العربيّة، التي كانت جزءاً من الإمبراطورية العثمانية المعتمدة على نظام الخلافة الإسلامية، وقد أصبحت المنطقة العربية وشعوبها بلا سقف لنظام سياسي يجمعها بعدما صارت خاضعة للإنتداب الأجنبي الذي حمل معه الكثير من الأفكار والقضايا المختلفة عن عادات المنطقة وشعوبها، واحتدم الجدل حول العلاقة بين الإسلام والعروبة. ومن الأسباب التي أدت الى الجدل في هذه المسألة التي لم تكن مطروحة في الماضي، نشوءُ أحزاب إسلامية تريد عودة الحاكمية السياسية الى الإسلام بعد سقوط نظام الخلافة العثمانية، وأحزاب أخرى اتخذت من فكرة العروبة المشتركَ الذي يجمع الأمة العربية لإقامة كيانها الجديد بعد مواجهة الإنتداب وزواله، وامتد ذلك النقاش إلى مسألة الهوية التي تحملها الأمة العربية والمواطن العربي. فهل هو عربي أولاً ومسلم ثانياً ؟ أم العكس هو الصحيح؟.وقد نشأت بعد ذلك دول حكمتها أحزاب وتنظيمات تبنت مسألة العروبة ورفعت رايتها وإن اختلفت الآراء والأفكار في النظرة اليها والمقصود منها. واستمرت الأحزاب الإسلامية على موقفها وتجدد هذا النقاش وتصاعد بعد وصول بعض الحركات الإسلامية الى السلطة في بعض الدول ومشاركتهم فيها في دولٍ أخرى .وما يعنينا هو الحديث عن مسألة الهويَّة التي برزت في ظل هذا الجدل المحتدم بين الفريقين حول الاسلام والعروبة. والذي نراه في هذا المجال أن الدين لا يعمل على إلغاء الهويَّة التي تكتسبها كل أمّة من خلال تاريخها ولغتها وعاداتها وتقاليدها وتجاربها في الحياة المشتركة التي تشكل بمجموعها مكونات ثقافتها وشخصيَّتها، وإنما يحاول الدين أن يوجه تلك الروابط التي جمعت بين أفراد الأمة والجماعة نحو الأفضل والأحسن وأن يضيف إليها من خلال بعثة الرسل والأنبياء جملة من التعاليم التي ترشدهم سواء السبيل، وهذا ما يشير اليه الحديث المشهور عن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) . وهذا يعني أنّ التغيير المطلوب دينياً ليس في هويّة الأمّة والإنتماء إليها، وليس موجّهاً إلى سلخ المكوّنات الأساسيّة للهويّة القائمة. وقد اعتبر القرآن الكريم أنّ اختلاف الألسن واختلاف الأمم والشعوب من آيات الله الباهرة ومظهر من مظاهر حكمته وقدرته سبحانه وتعالى على التعدد والتنوع، كما في قوله تعالى: (ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إنَّ في ذلك لآياتٍ للعالِمين) ـ سورة الروم ـ. وقد أراد من هذا التعدد والتنوع الذي تنشأ عنه الهويَّات المختلفة أن يكون مورداً للتواصل والتعارف الذي يحصل منه تبادل الخبرات وتراكم المعلومات مما يغني المسيرة البشرية ويعطيها المزيد من أسباب القوة والبقاء والارتقاء والإستقرار والتقدم والإزدهار كما في قوله تعالى: (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا) وهو لم يقل جعلناكم شعباً واحداً بل جعلناكم شعوباً، وكما جاء في قوله تعالى: (ولو شاء ربك لجعل الناس أمةً واحدة ) ـ سورة هود ـ .ولأن الدين لم يكن يريد إلغاء الهوية الخاصة بقومٍ وشعب وأمة، كانت الرسل تأتي بألسنة متعدّدة بتعدّد أممها وأقوامها كما في قوله تعالى: (وما أرسلنا من رسول إلاّ بلسان قومه) وقوله تعالى (وإن من أمة إلاّ خلا فيها نذير) - سورة فاطر-.وقوله تعالى (ولقد بعثنا في كلّ أمّة رسولاً) -سورة النحل-.واللسان بمعنى اللّغة هو من أهمِّ مكونات الهوية التي نتحدث عنها ولذلك خاطب القرآن العرب بلغتهم:(لسان الذين يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربيٌّ مبين) - سورة النحل -.(وهذا كتاب مصدق لساناً عربياً ) - سورة الأحقاف -(إنَّا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون) الشعراء -(نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسانٍ عربيٍّ مبين ) وغير ذلك من الآيات التي أشارت الى المعنى الذي ذكرناه.وقد تمكن النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام من خلال القرآن الذي جاء بلغة العرب أن يجمعهم بعد أن كانوا مختلفين في قبائلهم ومناطقهم ومعتقداتهم رغم الهوية الواحدة التي كانت تربط بينهم ورغم التباعد والإختلاف والإحتراب أيضا. ولا شك في أن عوامل اللغة والنسب والأرض والتاريخ كانت من أسباب ذلك الإرتباط الكامن الذي يحتاج الى المصلح الذي يخرجه الى عالم الحقيقة والواقع وقد أشار القرآن الكريم الى هذه الحقيقة بقوله تعالى:(واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألَّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً) - آل عمران -وقد حصل هذا التحول الكبير عند العرب بفعل الدين الذي لم يغير هويتهم وانما أظهرها وأعطاها المضمون الإضافي الذي أخرجها من ظلمات الفرقة والإنقسام الى نور الهداية والوحدة والإنسجام وأبعدهم عن عروبة العرق والعصب والإفتخار بالنسب،الى عروبة جامعة اتسمت بالوعي والانفتاح استوعبت التعاليم الجديدة وحملت الذكر الذي جاءها كما في قوله تعالى: (وإنه لذكر لك ولقومك) - الزخرف وقد تغيرت أفكارهم ونظرتهم الى الحياة ولم تتغير هويتهم وأصبحوا خير أمةٍ أخرجت للناس بحملهم لقيم ومبادىء الرسالة الجديدة واستجابوا لنداء الله والدعوة للحياة التي أعطاهم الرسول صورتها الجديدة كما في قوله تعالى:(يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم ) الانفال- . فلم تعد الأعراق المختلفة والأنساب المتباعدة في الثقافة العربية الجديدة من أسباب الفرقة بين العرب أنفسهم ولا بينهم وبين غيرهم ممن يعيشون معهم في نفس البلاد والأوطان ومع سائر الشعوب في الأوطان الأخرى، لأن العرب قد أصبحوا حملة رسالة الى العالم بأسره، ومن يحمل رسالة الى غيره فلا بد له من السعي للتواصل والتعارف وبناء أحسن العلاقات معه؛ ولهذا خرجت الهوية العربية عن القومية العنصرية ولم تزعم لنفسها ما زعمته بعض القوميات العنصرية لنفسها من امتيازات في الخلق والتكوين، لأن المعرفة الدينية الجديدة التي أصبحت جزءا من ثقافة العرب جاء فيها (كلكم لآدم وآدم من تراب ) ( ولا فضل لأحمر على أصفر ولا لأبيض على أسود ولا لعربي على أعجمي إلا بالتقوى). وهذه التعاليم فيما نفهمه لم يكن المقصود منها إلغاء الهوية كما أسلفنا بل هي تخاطب الهوية السابقة في وجودها على دعوة الرسل والأنبياء كما جاء في قوله تعالى: ( كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين) البقرة-(وما كان الناس الا أمة واحدة فاختلفوا) يونس- ولا شك بأن هذه الوحدة التي كانت قائمة هي تعبير عن هويتها الموجودة السابقة على دعوة الرسل والأنبياء، وكانت قائمة على عوامل الإرتباط التي ذكرناها سابقا من اللغة والتاريخ والجغرافيا والثقافة مما يجمع بين أفرادها ويجعلهم أمة واحدة وشعباً واحداً. وقد أرادت تلك التعاليم إخراج تلك الهويات المتعددة من دائرة الصراع والتّنافر والتّعصّب إلى دائرة التعارف والتعايش والمصالحة والتواصل، فأعلنت المساواة فيما بينها وأنها نشأت من نفس واحدة كما في قوله تعالى: (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ) وزرعت في نفوس أصحابها حبَّ التنافس على الخيرات وأنه لا فضل لعرق على آخر ولا للسانٍ على آخر الا بالتقوى، وهذا مما يجعلها مستعدّة لقبول الآخر الذي لا يحمل هويتها ولم يتحدر من أصولها وأصلابها وأرحامها كما قال الشاعر :

كانت مودّة سلمانٍ لهم رحماً

ولم يكن بين نوح وابنه رحمُ

وهذا ما مهّد لفكرة المواطَنة التي قام على أساسها مجتمع المدينة المنورة والتي انبثقت عنه الوثيقة التي عقدها النبي مع مكونات المجتمع المتعدد آنذاك في بداية العهد المدني الجديد وإقامة الدولة وتنظيم شؤونها على ذلك الأساس. وقد كانت المدينة المنورة في تلك المرحلة موطناً للأوس والخزرج واليهود والنصارى والمهاجرين والأنصار، وقد كانت الهوية الدينية مختلفة بين هؤلاء وكان هناك تعدد في الهوية القومية حيث كان هناك وجود لغير العرب أيضاً. ولكن الهوية الوطنية التي آمن بها العرب بفعل التعاليم الجديدة أصبحت تتسع لتشمل غيرهم المختلفين عنهم بالقوميّة والدّين فدخل معهم سلمان الفارسي وصهيب الرومي وبلال الحبشي وغيرهم الكثير . وقد بقيت هذه الهوية العروبية جامعة لمختلف الأطياف حتى ما قبل زمن الفتوحات وقبل دخول شعوب أخرى في الإسلام كما يظهر ذلك من خلال الكلام الذي قاله الإمام علي (ع) عندما استشاره الخليفة عمربن الخطاب (رض) في الشخوص لقتال الفرس بنفسه والذي جاء فيه:( والعرب اليوم وإن كانوا قليلا فهم كثيرون بالإسلام عزيزون بالإجتماع فكن قطباً واستدر الرّحا بالعرب وأصلهم دونك نار الحرب فإنك إن شخصت من هذه الأرض انتقضت عليك العرب من أطرافها وأقطارها حتى يكون ما تدع وراءك من العورات أهمَّ اليك مما بين يديك ...وإن الأعاجم إن ينظروا اليك غدا يقولوا هذا أصل العرب فإذا اقتطعتموه استرحتم فيكون ذلك أشدَّ لكلبهم عليك وطمعهم فيك. الخ) نهج البلاغة - وهذه اللغة الموجودة في هذا الخطاب تكشف عن بقاء الهوية العروبية في ظل الإسلام ولكنها كانت هوية عروبية ليس فيها انغلاق على قومها المتحدرين من أصولها، وليس فيها انطواء على الذات. إنها العروبة التي تجاوزت الاعراق والالوان والطوائف والمذاهب والأحزاب وحتى الأديان وجمعت بين العرب العاربة والعرب المستعربة وبين المناذرة والغساسنة وهي ذلك الارتباط الذي نشعر به قائماً في أعماقنا وتلك القيم والمبادئ التي أجمع عليها الآباء والأجداد والتي تنادينا بالإبتعاد عن التفرق والعصبية والإنقسام وتدعونا الى عروبة الصدق والصداقة والعدل والعدالة وعروبة حماية الجار وحسن الجوار وعروبة الوفاء والإخاء ونصرة المظلوم وإن كان غريبا ورفض الظالم وإن كان قريبا وعروبة الشجاعة والكرم والإباء وإحقاق الحق وإبطال الباطل. هذه القيم وأمثالها التي طبعت بها العروبة لا يمكن ان تتنافى مع الإسلام لأنها ليست بهذه المعاني أيديولوجية معادية للدّين وأهدافه بل هي منسجمة مع الأمرين تمام الانسجام، فهي رابطة أخويّة تقوم على هذه القيم الانسانية والعربيّة الأصيلة التي تدعو إلى قيام أمتن العلاقات وأحسنها بين الأخوة في أقطارهم ودولهم وبينهم وبين سائر شعوب العالم ودولهم على أساس من الاحترام الذي يقوم على المبادئ التي ذكرناها. ولا يمكن للإسلام، بهذه المعاني التي تتضمنها العروبة، أن يكون على خلافٍ معها ولا يمكن أن يعمل على إلغائها كهويةٍ منفتحةٍ جامعة لكل خصال الخير ومبادىء الفضيلة والقيم الإنسانية السامية.

المواطَنة والهويّة

وهذا المعنى للمواطنة الذي تأسس في مجتمع المدينة المنورة يكشف لنا أن المواطنة تتسع لتشمل مختلف التشكيلات داخل الوطن الذي يجمع الأفراد والفئات والجماعات وإن اختلفت أصولهم التي يتحدرون منها والقوميات التي ينتسبون إليها، ناهيك عن إختلاف المعتقدات الدينية بينهم، ولكنهم كانوا يعيشون معاً حياة مشتركة على أرضٍ واحدة؛ فلا بد من صيغة تعبّر عن هذا المشترك الذي يجمعهم تنظيماً للعلاقات فيما بينهم . وهذه الصيغة كانت صيغة المواطنة وهي مرتبطة بحدود الوطن الذي يعيشون فيه وهي تستلزم المساواة بينهم في الحقوق والواجبات. وبهذه المواطنة يتحقق الإنتساب إلى الوطن وهو المكان الذي استوطنوه، ولهذا يقال عن الفرد إنه لبناني أو بحراني أو قطري أو إماراتي وسوري ومغربي وهكذا ...غيرها من أسماء البلدان التي تقترن(بياء النسبة)نسبة إلى المكان كما كان يقال في الماضي عراقي ومصري وشامي ويمني بمعنى أنه من تلك البلاد والمَواطن. وهذا التعدد المكاني ليس تعدداً في هوية الأفراد والجماعات وليس اختلافاً فيها ولا تحديداً لها بحدود المكان وإنما هي تعبير عن مواطنة تقف عند حدود الوطن وتنتهي عندها مفاعيلها القانونية المتفق عليها، لأن المواطنة بهذا المعنى هي جنسية وطنية تترتب عليها الأحكام والقوانين التي تعاهدت عليها مجتمعاتنا من خلال المؤسسات التي تمثلنا في أوطاننا، وهي حدود يجب احترامها بمقتضى المعاهدات والعقود والأنظمة المرعية. ولكن الهوية التي تعكس تاريخنا ولغتنا وثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا، والجغرافيا التي جمعت أوطاننا، لا تقف عند حدود أقطارنا، فأنا مواطن لبناني وأنت مواطن بحراني وذاك مواطن سعودي أو كويتي أو يمني أو عراقي وهكذا...ولكنني لا أشعر بأنني غريب في البحرين أو الكويت أو في السعودية أو في الإمارات وسائر البلدان العربية، كما لا أشعر بأن المواطن من هذه البلدان هو غريب في لبنان، وهذا معناه أن المشترك الأكبر الذي يجمعنا وهو الهوية العربية لا تقف عند حدود أوطاننا الصغيرة نسبة إلى الوطن العربي الكبير. فالمواطنة القانونية التي تختص بالمواطنين في وطن محدد ليست عازلاً عن الهوية الواحدة التي تجمعنا وإن تعددت أقطارنا واختلفت أنظمتنا السياسية ومؤسساتنا الدستورية والقانونية التي ارتضيناها في بلادنا .ونحن عندما نبحث عن الهوية في الخليج العربي فإننا لا نبحث عن هوية أخرى غير الهوية العربية لشعوبه، ولكن البحث في الحقيقة عن صيغة لتوسيع إطار المواطنة وتعزيزها وترتيب أحكام مشتركة على مواطني تلك الأقطار من خلال اتفاقات بين الدول القائمة فيها كما يحصل في اتحاد مجلس التعاون لدول الخليج وكما يحصل في الإتحاد الأوروبي حيث تحصل الإتفاقات والمعاهدات للمزيد من التواصل بين تلك الدول وشعوبها.

تعزيز المواطنية

إن المواطنية التي يتساوى فيها جميع المواطنين في الإنتساب إلى الوطن حيث لا جنسية من فئة ألف وجنسية أخرى من فئة جيم أو ياء لأن المواطنية كما تقدم تدعو الى المساواة بين المواطنين وتكافؤ الفرص وتعادل الحقوق والواجبات فيما لهم وعليهم التي تتمثل مراتبها الأولى في الولاء الخالص للوطن والولاية للدولة بمعنى الخضوع لأحكامها ومؤسساتها، فلا مواطنية صحيحة بدون ولاء المواطن لوطنه وبدون ولاية للدولة عليه وإلا أصبحت المواطنية حقوقاً بدون واجبات ، وهذا يؤدي إلى اختلال النظام واختراقه وتحويل الوطن إلى ساحة للصراعات والتدخلات الأجنبية.

وقد اكتشفنا من خلال التجربة اللبنانية في العقدين الأخيرين أن تعزيز المواطنية التي تقوم على ولاية الدولة والولاء للوطن لا يتم إلا من خلال القيام بإصلاحات يكمن أهمها في إيجاد العلاقة المباشرة بين المواطنين والدولة بدون توسط الزعامات السياسية ذات الخلفية الطائفية المذهبية، لأن حصر خدمات الدولة بتلك القيادات الطائفية والمذهبية أدى إلى نشوء ولاءات أخرى لتلك الزعامات والطوائف بعيداً عن الولاء للوطن وبعيداً عن ولاية الدولة عليهم، وأصبح المواطن ينظر إلى الدولة من خلال المؤسسات الطائفية والمذهبية وقياداتها التي أعطتهم الدولة خطأً وكالة حصرية في المطالبة بحقوق طوائفهم ومذاهبهم مما أضعف روح المواطنية لدى أتباعهم وأنصارهم. ولا بد من إعادة النظر في مناهج التعليم الذي يجب أن يبقى مهمة أساسية من مهام الدولة اتجاه شعبها وخصوصاً التعليم الديني في المدارس الذي ساهم إلى حدٍ كبير في الفترة الماضية في إيقاظ العصبيات الدينية والمذهبية حيث كان الطالب المسلم يخرج من الصف في ساعة تعليم الدين المسيحي والطالب المسيحي يخرج من صفه في ساعة تعليم الدين الإسلامي، فكانوا يقسمون أولادنا صغاراً ويطلبون الوحدة منهم كباراً !!.وامتد هذا الأمر إلى المدارس التي يغلب على طلابها الطابع الإسلامي. فعلى أي مذهب يتم التدريس؟!ولذلك طالبنا بتأليف كتاب مشترك يتحدث عن مشتركات الأديان في الدعوة الى التمسك بمكارم الأخلاق والتحلي بمبادىء الحق والعدل والفضائل التي حملها الأنبياء والرسل.وأما الخصائص الدينية والمذهبية فيأخذها الطالب من بيئته ومحيطه أو من المعاهد الدينية ومراكز العبادة ولا يأخذها من المدرسة التي يجب أن تمنحه العلم والمعرفة والتربية الوطنية الجامعة،ولا يوجد دولة في العالم تهدف للمحافظة على وحدة شعبها تتخلى عن واجب تعليم أبناء شعبها وتتركه لمصلحة الأحزاب والجماعات التي لا تؤمن بمشروع الدولة ومرجعيتها الوحيدة. والإسلام كما لا يتنافى مع الهوية العربية وخصائصها القومية ذات البعد الإنساني والحضاري كما تقدم ،هو لا يتنافى أيضاً مع المواطنية على مستوى أقطارنا وأوطاننا والدول القائمة فيها، لأن دعوة الإسلام إلى حب الأوطان وإعمارها كما ورد في بعض النصوص المأثورة مثل(حب الأوطان من الإيمان)و(عمرت البلدان بحب الأوطان) هي دعوة شاملة لكل ما ينطبق عليه عنوان الوطن في كل أحواله بالتمسك به والمحافظة عليه،والوطن هو إسم لأرض يستوطنها شعب تجمعهم المواطنة وتقوم عليها دولة حاكمة لتنظيم أموره وإدارة شؤونه. وقد اعتبرت بعض النصوص أيضاً أن حب الوطن هو من علامات الوفاء كما ورد(إذا أردت أن تعرف وفاء الرجل فانظر حنينه إلى وطنه)وليس في حب الإنسان ووفائه للوطن الشامل بمعناه لشعبه وقومه من عصبية مذمومة كما جاء في الحديث(ليس من العصبية أن يحب الرجل قومه ولكن من العصبية أن يرى الرجل شرار قومه خيراً من خيار قومٍ آخرين)وليس في ذلك مخالفة دينية كما حاول أن يستدل البعض على ذلك بقوله تعالى في سورة التوبة(قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهادٍ في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين)فإن الآية المباركة ليست في مقام النهي عن حب المرء لشعبه ووطنه ولكنها في مقام ذم المتقاعسين عن تجسيد ذلك الحب لله ورسوله في سبيل الله الذي يشمل الدفاع عن الوطن والشعب ولذلك لا نرى تنافياً بين تلك النصوص التي ذكرناها في حب الوطن والشعب وبين الآية الكريمة، ولذلك ورد في آية أخرى عطفت القتال في سبيل تحرير مكة وأهلها المستضعفين المضطهدين على القتال في سبيل الله كما في قوله تعالى(وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها)سورة النساء. وفي سورة البقرة قوله تعالى(وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا...)وغيرها من الآيات التي تكشف عن اتساع سبيل الله للدفاع عن الوطن والشعب، وهذا مما لا يتنافى مع حب الإنسان لوطنه وشعبه وحبه لله تعالى ورسله وأنبيائه ورسالاته. ويكاد يكون حب الإنسان لشعبه ووطنه من الأمور الفطرية التي فطر الله الناس عليها ولذلك ترى أن الشعوب على اختلافها تعتبره فضيلة من الفضائل التي يتنافسون عليها ويمتدحون فاعلها، والشريعة نفسها اعتبرت من يسقط دفاعاً عن شعبه ووطنه شهيداً، ولذلك لا نرى وجهاً صحيحاً لمن يرفض فكرة الوطن في الإسلام ويقول إن الوطن والهوية حيث تكون العقيدة، كما تقول بذلك بعض الحركات الإسلامية. وللتوسع في هذه المسألة مجال آخر ولكن أردت التنبيه على هذه المغالطة التي وقع فيها الكثير من دعاة الإسلام خصوصاً بعض الحركات الدينية التي وصلت إلى السلطة وهي تريد توسيع نفوذها خارج حدودها بإسم الإسلام ولكنها تتمسك في الوقت نفسه بحدودها الجغرافية وهوية شعبها القومية . وكأن حب الوطن والشعب والدفاع عنهما مختصُ بشعب دون شعب وبوطن دون وطن مع أن النصوص شاملة لكل الشعوب والأوطان.

() محاضرة القيت في مؤتمر الهوية

في الخليج العربي في البحرين

 

كاسيزي: العدالة ستتحقق وسيتم اكتشاف المجرمين ومحاكمتهم

رياشي: يجب عدم بناء نتائج قانونية على إخلاء سبيل أحد المشتبه بهم

فارس خشان المصدر/المستقبل

أُعلن رسميا في لايسندام، أمس انتخاب القاضي اللبناني رالف رياشي نائبا لرئيس المحكمة الخاصة بلبنان، وقد ظهر جنبا الى جنب مع رئيس المحكمة القاضي الإيطالي أنطونيو كاسيزي. وفي مقابلة مفصلة أجرتها "المستقبل" مع القاضيين الإيطالي واللبناني، كشف كاسيزي "أنه سيزور لبنان في منتصف شهر أيار المقبل كما سيجول على كل من سوريا والأردن ومصر وتركيا وإيران، ليحثها على توقيع اتفاقيات تعاون قضائي مع المحكمة، لتتمكن من الإستماع الى الشهود واستجواب المشتبه بهم، بطريقة تراعي سيادة هذه الدول".

وفي حين قال كاسيزي "إن توقيع اتفاقية مماثلة مع إسرائيل مرتبطة بوجهة نظر المدعي العام دانيال بلمار لجهة إمكان وجود شهود أو مشتبه بهم فيها"، لفت الى أن "اتفاقيات مماثلة سوف يتم إبرامها مع دول يعيش فيها كثير من اللبنانيين ومن بينها فرنسا والبرازيل وأوستراليا وفنزويلا".

وإذ أكد كاسيزي "أن أسبابا شخصية بحتة تقف وراء استقالة مقرر المحكمة روبن فنسنت، بعدما نجح على مدى سنتين في إرساء دعائم انطلاقها"، أوضح "أن المسؤولين في المحكمة سمعوا بموضوع زهير محمد الصديق من خلال وسائل الإعلام ولم تبعث السلطات الإماراتية بأي مراسلة رسمية أو غير رسمية بهذا الخصوص".

وفيما قال كاسيزي "إن مسألة توقيف الجنرالات الأربعة أو عدمه أو توقيف بعضهم، لا يمكن أن تبنى عليها نتائج قانونية، لأن المدعي العام هو الذي يقرر ما إذا كان يريد توجيه اتهام رسمي الى هؤلاء أم الى بعضهم أم لا"، لفت القاضي رالف رياشي الى "أنه يجب عدم بنيان نتائج قانونية على إخلاء سبيل أحد المشتبه بهم المحتجزين أو على توقيفه، لأن هناك أشخاصا يتم إخلاء سبيلهم يتبيّن تورطهم لاحقا، وهناك أشخاص يتم توقيفهم تظهر براءتهم لاحقا" .

وكشف كاسيزي أنه وجه أمرا الى السلطات اللبنانية "من أجل توفير بعض الحقوق الإنسانية للجنرالات الأربعة بناء على طلب رفعه اليه رئيس مكتب الدفاع فرانسوا رو على إثر لقائه ثلاثة جنرالات من أربعة بعدما تمنع الرابع (العميد مصطفى حمدان )عن مواجهته".

وقال "إن القرار الذي سيصدره قاضي ما قبل المحاكمة في ضوء موقف المدعي العام من موضوع الجنرالات، سيكون في جلسة علنية مفتوحة أمام وسائل الإعلام ويشارك فيها كل من روبن فنسنت ودانيال بلمار وفرانسوا رو" .

ووجه نداء الى الضحايا وعائلاتهم أكد فيه أن العدالة سوف تتحقق وأن مرتكبي الجرائم سوف يتم اكتشافهم وسوف تتم محاكمتهم.

كما دافع كاسيزي ورياشي عن قواعد الإجراءات والأدلة التي وضعها قضاة المحكمة، مؤكدين أنها "وعلى الرغم من أخذها في الإعتبار جسامة الجرائم الإرهابية التي تدخل في اختصتص المحكمة ،إلا أنه كان هناك إصرار على مراعاة أعلى معايير حقوق الدفاع".

ودافع رياشي عن إجراءات القضاء اللبناني التي كانت قد أدت الى توقيف الجنرالات الأربعة لمدة ثلاث سنوات وسبعة أشهر، مؤكدا "أن هذه الإجراءات راعت المادة 108 من قانون اصول المحاكمات الجزائية ،في حين أن قضاة المحكمة الخاصة بلبنان يراعون قواعد الإجراءات والأدلة الموضوعة لها" .

وأشاد كاسيزي "بالسلطات اللبنانية التي استجابت بسرعة وبفاعلية مع مطالب المحكمة لجهة رفع صلاحيتها عن ملف اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وإيداع المحكمة الخاصة الملف الذي يضم أكثر من عشرين ألف مستند وإرسال لائحة بأسماء المشتبه بهم الموقوفين على ذمة التحقيق".

 

 

وفي ما يأتي نص المقابلة:

 

السؤال الى الرئيس كاسيزي: هل سبق لكم وزرتم لبنان؟

ـ لا، ليس بعد.

السؤال لكاسيزي: ماذا تعرفون عن لبنان؟

ـ أعرف قليلاً جداً، وأعرب عن أسفي ألا أكون في صورة الوضع السياسي في لبنان، ولكن سوف أتعرف على أمور كثيرة بأسرع ما يمكن، وبمطلق الأحوال فإن اهتمامي الأساسي يتركز على الجرائم التي تمّ اقترافها وتحديد المتهمين وإجراء محاكمات عادلة.

السؤال لكاسيزي: ألا يحدثك نائبك القاضي رالف رياشي عن لبنان وأحواله وأوضاعه وتعقيداته؟

ـ بالتأكيد هو يفعل ذلك. بادئ ذي بدء لقد قدّم لي كتاباً ممتازاً باللغة الفرنسية عن لبنان، وسوف أقرأه باهتمام كبير، كما أن وجوده الى جانبي ضروري ومحوري، لأنه كما تعلم عندما تكون رئيساً لمحكمة، عليك اتخاذ قرارات في غاية الأهمية ذات طبيعة قضائية وإدارية وخلافه، ولكي تتجنب ارتكاب الأخطاء يجب أن يكون الى جانبك شخص ليس كفوءاً للغاية وقانونياً بارعاً وقاضياً ممتازاً، كالرئيس رياشي، بل أيضاً شخص يعرف المنطقة وتالياً يعرف لبنان، وهذا يجنبني ارتكاب أخطاء يمكن أن أقع فيها من دون وجوده ومساعدته.

السؤال لنائب الرئيس رالف رياشي: هذه أول معرفة لعموم اللبنانيين أنك نائب رئيس المحكمة. في البداية لماذا لم يكن التعيين معلوماً؟ وثانياً، هل اتخذ القرار برفع السرية عن أسماء القضاة اللبنانيين؟ وثالثاً، كيف تصف تعاونك مع قاضٍ إيطالي مثل القاضي أنطونيو كاسيزي؟

ـ في البداية، أوضح أنه لم يكن هنا تعيين لا للرئيس ولا لنائب الرئيس، بل كانت هناك عملية انتخاب للرئيس ونائب الرئيس ورئيس غرفة الدرجة الأولى. أما لماذا لم يعلن عن هذا الأمر في حينه، فسبب ذلك بسيط، وهو سبب أمني حفاظاً على سلامة القضاة المعينين أو المنتخبين في هذه المحكمة. أما لماذا أعلن اليوم عن اسم نائب الرئيس، فلسبب بسيط أيضاً، وهو أن نائب الرئيس مدعو الى البدء بعمله لدى المحكمة بأقرب وقت، وربما يكون ذلك في حزيران المقبل، ومن الطبيعي أن يكون الجميع على علم باسم نائب رئيس المحكمة، ويبقى أن أقول إن علاقتي بالرئيس كاسيزي ممتازة، وهي تعود الى سنتين قبل أن نجتمع في إطار المحكمة كمحكمة، وأعتقد بأن عملي الى جانب الرئيس كاسيزي سيسمح لي بأن أستفيد من علمه الواسع والكبير، لأنقل هذه المعرفة التي نشهد بها للرئيس كاسيزي الى القضاء اللبناني والى اللبنانيين جميعاً.

السؤال لرياشي: تحدثت عن بدء العمل في حزيران، لماذا حددت شهر حزيران؟ ما هو المفصل الحدثي؟

ـ المشكلة في لبنان أنه كلما تحدثنا عن المحكمة نربط ذلك بالتطورات السياسية في لبنان. فليس هناك سبب محدد بالنسبة لتحديد شهر حزيران، كل ما في الأمر أنه كان عليّ أن أنهي أعمالي في القضاء اللبناني في أيار، فالرئيس كاسيزي استلم مركزه منذ شهر كرئيس للمحكمة وكذلك قاضي الإجراءات التمهيدية، وتالياً فإن تحديد شهر حزيران موعداً لبدء عملي هو نتيجة طبيعية لكل هذا الأمر.

سؤال لرياشي: بالنسبة للمسائل الأمنية هلى أنت مطمئن؟

ـ في لبنان الإجراءات الأمنية لا بأس بها، فهنالك عدد من رجال الشرطة الذين يتولون حمايتي وحماية القضاة المعنيين بالمحكمة، وبالنسبة لهولندا هناك جهاز من الأمن الخاص بي، الذي يبقى معي طوال الوقت، وأعتقد بأن التدابير الأمنية المقررة لحمايتي هي كافية بالنسبة للوقت الراهن.

سؤال للرئيس كاسيزي: تقول مصادري إنك سوف تزور لبنان في أيار المقبل وكذلك سوف تقوم بزيارة سوريا، هل هذا صحيح ولماذا؟

ـ نعم هذا صحيح، وبالنسبة لسوريا لن أزورها فقط، بل سأزور دول أخرى في المنطقة.

بالعودة الى لبنان، سيكون أول بلد سأزوره، وعليَ القيام بزيارة مجاملة للسلطات العليا في لبنان، وأتطلع الى لقاء رئيس الجمهورية في حال وافق على ذلك، كما سأقوم بزيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة ووزير العدل، وكل ذلك برفقة صديقي الرئيس رالف رياشي. كما أتطلع للاجتماع مع السلطات القضائية كمدعي عام التمييز ونقيب المحامين في بيروت. كما أتطلع مع صديقي رالف رياشي إلى عقد لقاء عام للمحامين والحقوقيين ووسائل الإعلام في لبنان، من أجل شرح النقاط الأساسية وخصوصاً النقاط الجديدة في قواعد الإجراءات والأدلة من أجل أن نؤكد أننا في إطار تأسيس مؤسسة جديدة تهدف في الوقت نفسه لإقامة محاكمات عادلة وسريعة وغير مكلفة.

سؤال لكاسيزي: هل حددتم الموعد؟

ـ نحن نفكر بمنتصف أيار، ونحن الآن في طور تحديد موعد نهائي لزيارة ستدوم ثلاثة أو أربعة أيام، وفي الوقت نفسه هذا يعطي فرصة لزملائي اللبنانيين لتنظيم جولة لي على الأماكن اللبنانية المهمة، من أجل توفير فهم أوسع للعقلية اللبنانية وللمشاكل اللبنانية، وأعتقد بأن هذا مهم للغاية لأنه سيكون هناك احتكاك مباشر مع اللبنانيين والمسؤولين هناك.

سؤال لكاسيزي: هل سيكون هناك لقاء خاص بالضحايا وعائلاتهم؟

ـ لا نعرف بعد، لأننا لم نضع برنامج الزيارة حتى الآن، ولكن إذا كان الضحايا وأهاليهم يرغبون بلقائنا، فحينها نقرر إذا كنا سوف نقوم بذلك ونحدد المكان والمدة الزمنية التي نخصصها لهذه المناسبة.

سؤال لكاسيزي: لماذا الزيارة لسوريا؟

ـ الزيارة لن تكون فقط لسوريا بل ستشمل أيضاً دولاً أخرى. لقد قررنا هنا في المحكمة، نائب الرئيس وأنا، أن نُعد اتفاق تعاون قضائياً مع كل دول المنطقة، وهي بالتحديد: سوريا، الأردن، مصر، إيران وتركيا.

كما تشمل لائحة الدول التي نريد عقد اتفاق تعاون معها دولاً غربية فيها لبنانيون، كفرنسا والبرازيل وأوستراليا وفنزويلا، لأن كل هذه الدول يمكن أن يكون فيها شهود، والتعاون القضائي سوف يسمح لسلطات المحكمة بالدخول الى هذه الدول والتعاون مع القضاة الوطنيين، وفي حال كان هناك مشتبه به سيتم الطلب من السلطات اللبنانية أن تعمد الى توقيفه.

بالعودة الى سوريا، من المؤكد أن سوريا واحدة من الدول المجاورة للبنان، وسوف تكون أول دولة نزورها في جولتنا على الدول المجاورة، وأنا أتطلع الى عقد لقاء مع الرئيس السوري للطلب منه أن يتعاون مع المحكمة وعرض خصائصها العامة، وإبلاغه بأننا نتطلع بقوة الى تعاون الدول المحيطة بلبنان، حيث الوجود المحتمل للشهود والمتهمين.

سؤال لكاسيزي: هل إسرائيل من ضمن هذه الدول؟

ـ لم أطلع بعد على ما إذا كان في إسرائيل شهود أو متهمون، وفي حال كان هناك، لم لا؟ أنا لا أعرف إذا كانت إسرائيل مهتمة بالتعاون معنا. يجب أن أتشاور مع زميلي رياشي ومع المدعي العام، لمعرفة ما إذا كان فيها، وفق وجهة نظره، شهود.

سؤال لكاسيزي: قد يكون هناك متهمون ومشتبه بهم، لأن ثمة من يتهم إسرائيل بالوقوف وراء الجرائم التي حصلت في لبنان وهي تحت صلاحية المحكمة؟

ـ في هذه الحالة، وبما أن إسرائيل من دول المنطقة، نتحرك في اتجاهها طالبين منها المصادقة على اتفاقية التعاون مع المحكمة.

سؤال لنائب الرئيس رياشي: الاتفاقات التي يتحدث عنها الرئيس كاسيزي هي حبية، وفي حال رفضت مصر على سبيل المثال توقيع الاتفاقية فهي لا تعود ملزمة بالتعاون مع المحكمة، عندما يقتضي الأمر ذلك؟

ـ يجب أن نتنبّه لأمر، وهو أن مجلس الأمن لتاريخه لم يتخذ أي قرار ملزم للدول الثالثة بالتعاون مع المحكمة، وبالتالي تبقى كل اتفاقية مع الدول الثالثة هي اتفاقية رضائية، إن أرادت هذه الدولة توقيعها توقعها ويكون لها مفاعيل أي اتفاقية دولية أخرى ليس إلا، قد تلتزم بها أو لا تلتزم بها، ولعدم الالتزام نتائج على مستوى القانون الدولي، ولكن هذا لا يعني أنه في غياب الاتفاقيات، لا تستطيع الدول التعاون مع المحكمة بكل ما لهذه الكلمة من معنى، ولكن أهمية هذه الاتفاقيات أنها تحدد إطار هذا التعاون وتفاصيل هذا التعاون.

سؤال لرياشي: في حال رفضت دولة ما التعاون، ألا تملكون أي وسيلة لإلزامها بالتعاون؟

ـ إن رفضت أي دولة التعاون، ليس للمحكمة أي وسيلة سوى تمني المحكمة على هذه الدول الثالثة التعاون والسعي معها لتوضيح أهمية تعاونها بالنسبة للعدالة الدولية.

سؤال لرياشي: ولكنكم في قواعد الإجراءات والأدلة تكلمتم عن خيار اللجوء الى مجلس الأمن بعد مدة معينة من عدم التعاون؟

ـ يتم اللجوء الى مجلس الأمن في حال كان هناك ثمة اتفاقية مع دولة معينة ورفضت التعاون، وهناك إعلام لمجلس الأمن بأن هذه الدولة ترفض التعاون، وبالتالي يبقى على مجلس الأمن، إن شاء آنذاك، أن يقرر إلزامية التعاون للدول الثالثة، وقد يكون هذا القرار تحت الفصل السابع أو لا يكون تحت الفصل السابع.

سؤال للرئيس كاسيزي: هناك تفسيرات كثيرة يتم إعطاؤها لاستقالة مقرر المحكمة روبن فنسنت، هل تعطينا التبرير الحقيقي؟

ـ أقول إنها لأسباب شخصية. لقد تكلمت مع السيد روبن فنسنت فأبلغني بأنه عمل في هذه المحكمة لمدة سنتين، وهو يفعل الآن، تماماً كما سبق له وفعل بالنسبة لموقعه في المحكمة الخاصة بسيراليون. في محكمة سيراليون أطلق المحكمة بعد عمل دام سنتين واستقال وهنا، وبعدما أرسى أسس المحكمة، يريد أن يستقيل، وأنا أعتقد بأنه يريد العودة الى بلاده.

وهذا مؤسف بالنسبة لنا لأن السيد فنسنت هو مقرر ممتاز، ولكن آمل أن يكون لنا في وقت سريع مقرر ممتاز مثله.

سؤال لكاسيزي: ماذا عن توقيف زهير محمد الصديق قي دولة الإمارات وكيف ستعالجون هذه المسألة؟

ـ هناك أصدقاء لي قالوا لي إنهم اطلعوا من وسائل الإعلام على هذا التوقيف.

سؤال لكاسيزي: ولكن لا يوجد شيء رسمي لديكم؟

ـ لا يوجد أي خبر رسمي لدينا.

سؤال لكاسيزي: كيف سيتم التعامل مع مسألة الجنرالات الأربعة المحتجزين في لبنان؟

ـ في هذا الموضوع قامت المحكمة بعملها بشكل جيّد، فهي وبسرعة فائقة، قررت بناء لطب المدعي العام، نقل الصلاحيات اليها وفرض سلطتها على الجنرالات الأربعة، ورفع يد القضاء اللبناني عن الملف.

السلطات اللبنانية تعاونت بشكل جيد جداً، وأرسلت ضمن المهلة التي حددها قاضي الإجراءات التمهيدية، الملف ولائحة الموقوفين، وبالتالي يجب أن نحيي هذا التعاون الممتاز الذي أبدته السلطات اللبنانية.

في المرحلة الراهنة، المدعي العام يتفحص الملف، وعلى ما يبدو هناك نحو عشرين ألف صفحة من المستندات باللغة العربية، وهناك فريق من الحقوقيين الذين يتكلمون ويفهمون اللغة العربية يعملون على ترجمة المستندات.

ومن الآن حتى السابع والعشرين من هذا الشهر، على المدعي العام أن يقرر ما إذا كان سيطلب اتهام الجنرالات الأربعة، وبالتالي نقلهم الى لاهاي أم أنه يريد إطلاق سراحهم، لأنه لا يريد توجيه اتهام رسمي لهم.

ويحق للمدعي العام أن يطلب تأجيل تقديم طلبه بسبب ضخامة الملف، ولكن هذا الإرجاء يكون لمدة قصيرة، لأن المستندات موضوع التفحص الآن من الملف اللبناني هي نفسها متوافرة لدى المدعي العام، من خلال موقعه السابق كرئيس للجنة التحقيق الدولية المستقلة.

وسوف نشهد الأسبوع المقبل طلباً من المدعي العام موجهاً الى قاضي الإجراءات التمهيدية، الذي وفي غضون يوم أو يومين، يقرر ماذا سوف يفعل بالنسبة للجنرالات.

سؤال لكاسيزي: كيف ستكون إجراءات اتخاذ القرار؟

ـ سيكون هناك جلسة استماع رسمية تتضمن الآتي:

مقرر المحكمة روبن فنسنت سوف يقدم الموضوع.

قاضي الإجراءات التمهيدية محاطاً من جهة بالمدعي العام ومن جهة أخرى برئيس مكتب الدفاع السيد (فرانسوا) رو، سوف يقرأ قراره، وذلك في جلسة أمام وسائل الإعلام، لإعطاء قراره الاحتفائية المطلوبة.

يجب أن تبلغوا الجمهور اللبناني بأننا نعمل بسرعة فائقة لأننا نريد أن نحدد موقفنا من موضوع الجنرالات لأنه من حقهم أن يعرفوا بعد توقيف دام ثلاث سنوات وثمانية أشهر، إذا كانوا سيطلق سراحهم بسبب نقص الأدلة أم سيتم اتهامهم.

أريد أن الفت الانتباه هنا إلى شيء حصل في ضوء زيارة السيد رو الى لبنان. هناك قابل المحامين وواجه ثلاثة جنرالات من أربعة لأن الرابع رفض مواجهته (العميد مصطفى حمدان)، وفي ضوء هذه المواجهة رفع إليَ السيد رو في 20 نيسان كتاباً يطلب فيه رفع إجراءات فصل الضباط بعضهم عن البعض الآخر وتوفير ظروف تمكنهم من مواجهة وكلائهم القانونيين من دون مراقبة، ويوم أمس أتخذت قراراً لمصلحة الطلب واليوم على السلطات اللبنانية البدء بتنفيذه.

إذاً، انتم تلاحظون أننا نتخذ قرارات بسرعة وعليكم أن تلاحظوا أن الطلب لم يرد إلينا من وكلاء الجنرالات الموقوفين إنما من رئيس مكتب الدفاع الذي يهتم بالموقوفين، وهو قال للموقوفين إنني سأنقل شكاويكم الى رئيس المحكمة، وهو فعل ذلك وأنا وافقت.

سؤال لنائب الرئيس رياشي: دعنا نترجم بلغتك القانونية بعض ما قاله الرئيس كاسيزي،عن وضعية ترك موقوف حالي؟

ـ إذا أردنا أن نتكلم بشكل عام عن الإجراءات، سواء في لبنان أم في إطار هذه المحكمة، فإن تخلية السبيل لا تعني قراراً نهائياً، فقد يتم إخلاء سبيل شخص ما وقد يتنبه المعنيون الى وجود أدلة معينة وتتم استعادة استجواب هذا الشخص الذي أخلي سبيله أو محاكمته. ففي لبنان، كما تعرف فإن إخلاء سبيل في قضية معينة وبعد فترة معينة تكون أمراً واجباً، هذا لا يعني حكماً أن القضية انتهت عند هذا الحد، وقد تكون لها متابعة، وقد لا تكون لها متابعة بالنسبة لشخص محدد، وهذه المتابعة قد تؤدي الى براءة أو الى إدانة، لذلك يجب عدم التوقف طويلاً عند ما يقرره قاضي الإجراءات التمهيدية سواء قرر إخلاء السبيل أم قرر التوقيف، فهو قد يقرر التوقيف وتنتهي المحاكمة الى براءة، وقد يقرر إخلاء السبيل أو ترك المشتبه به، لأنه بالنسبة للمحكمة ليس هناك حتى الآن مدعى عليهم، قد يقرر تركهم وتستجد أدلة وتؤدي الى محاكمة انطلاقاً من أدلة جديدة ومعطيات جديدة.

سؤال لرياشي: بصفتك قاضياً لبنانياً وأنت ضليع جداً بقانون أصول المحاكمات الجزائية، تعلمه وتطبقه في محكمة التمييز وقبلها في الهيئة الإتهامية، فهل القضاء اللبناني بعد كل هذه المدة من توقيف الجنرالات أساء تطبيق القانون؟

ـ ليس لي في هذه المقابلة أن أقيم القضاء اللبناني، فقضاؤنا قد أقول عنه إنه قضاء جيد. هنالك قانون لبناني يطبق في لبنان، وفي قانون أصول المحاكمات الجزائية هناك المادة 108، التي تستثني بعض الحالات من الحد الأقصى للتوقيف، عندما تكون الملاحقة بجرائم تتصف بأنها جرائم ضد أمن الدولة أو ضد سلامة الدولة، والقانون اللبناني لا يضع حداً أقصى بالنسبة للتوقيف في هذا النوع من الجرائم، وعلى ضوء أحكام المادة 108 لا يمكن القول إن هناك مخالفة قد حصلت.

سؤال للرئيس كاسيزي: المجتمع القضائي الدولي يصفك بـ"المايسترو"، ولكن هناك همس فيه، مفاده أنك تغامر وقد تحصد الفشل لأن هذه المحكمة وجدت حتى لا تحقق شيئاً ولا تصل الى أي نتيجة، فكيف تعلق؟

ـ نعم هناك دائماً خطر الفشل. أتذكر أنه عندما كنت رئيساً للمحكمة الدولية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة، وبعد سنتين ونصف السنة، واجهت الولايات المتحدة الأميركية، وفي مؤتمر عام كانت فيه الصحافة الحاضرة بالواقعة الآتية: إنتبهوا، إذا لم يكن هناك موقوفون ومحاكمات، سيستقيل جميع القضاة، لأننا لا يمكن أن نقبل بالفشل. كانت تلك لحظة مرة من لحظات الأزمة، ولكن بعدها تحسنت الأوضاع، والمحكمة لم تمنَّ بالفشل.

إذاً، هناك دائماً خطر الفشل، ولكن تتوافر لدينا شروط أساسية لعدم الوقوع في الفشل.

من جهة أولى، لدينا قضاة من نوعيات عالية، فالقضاة الأحد عشر جيدون، ولدي شعور بأن لدي زملاء يتمتعون بكفاءة أعلى من تلك المتوافرة لدي.

ومن جهة ثانية، لدينا طاقم بشري جرى اختياره بشكل جيد، وهذا يتطابق مع تطلعاتنا فنحن نريد طاقماً صغيراً ولكن فعال جداً، من أجل عدم الإسراف في التكلفة، ونحن الآن نعمل على جذب أفراد يعملون في المحاكم الدولية الأخرى هنا في لاهاي.

ومن جهة ثالثة، لقد توصلنا الى وضع قواعد إجراءات وأدلة جيّد، يتضمن قواعد ليّنة، تسمح لنا بعدم معاداة الدول، لأن الفكرة الأساسية لدينا هي دفع الدول الى التعاون، لأنه في حال كان هناك شخص يتهمه المدعي العام في دولة ترفض التعاون فلا يمكننا أبداً محاكمته، ونحن نريد أن نتجنب المحاكمات بالصورة الغيابية، لذلك فكرنا بإعطاء هذا الشخص إمكانية المشاركة في المحاكمة، فعرضنا عليه، على سبيل المثال، المجيء الى لاهاي بجواز مرور حيث يقيم لمدة يوم واحد، بحيث يقول إنه ينفي التهمة المنسوبة اليه ويترافع لمصلحة براءته، وحينها يعمد الى تعيين محامٍ يمثله في المحاكمة ويعود الى بلده حيث يعلن أن سلطات بلده تحميه، ويشارك بالمحاكمة عبر تقنية التواصل بالفيديو.

وهذه الإمكانية نمنحها لشخص للمشاركة في المحاكمة، لأن هذا الشخص أعلن براءته، ونحن نعطيه فرصة إثبات هذه البراءة، من دون أن يكون لا في السجن هنا في لاهاي ولا في السجن هناك في بلاده، فيبقى بالقرب من عائلته ويشارك بالمحاكمة، وبالنتيجة إما تثبت المحكمة براءته وتتركه حراً، وإما تدينه ويتم البحث مع سلطات بلاده إما بأن يقضي فترة العقوبة في سجن في بلاده وإما في سجن خارج بلاده.

سؤال لكاسيزي: ولكن حضرة الرئيس هذه إمكانية مبتكرة بعض الشيء، وهي غريبة جداً بالنسبة للبنانيين، وهي إمكانية غير معتمدة في المحاكم الدولية، فلماذا اعتمادها فقط بالنسبة للمتهمين بارتكاب جرائم في لبنان؟

ـ لأننا نأخذ في الاعتبار أنه من دون تعاون الدول لا يمكننا أن نفعل شيئاً، فنحن لدينا فقط اتفاق دولي مع لبنان، ولذلك لدينا قدرة ممارسة الضغط القضائي على السلطات اللبنانية، لأن لدينا دعم مجلس الأمن حيال لبنان، ولكن مجلس الأمن لا يمكنه فعل أي شيء حيال دول أخرى في المنطقة أو حيال فرنسا مثلاً، فإذا كان هناك مشتبه به أو متهم في فرنسا لا يمكننا إجبار فرنسا على تسليمنا هذا الشخص، ولذلك علينا دائماً الاعتماد على التعاون، لأن التعاون يعني حسن الإرادة، فليس لدينا أسلحة قضائية، أنا دائماً أقول إن المحاكم الدولية مثل العمالقة ولكن بلا أرجل وبلا أذرع، وهم بحاجة الى أطراف صناعية حتى يسيروا ويتحركوا، والأطراف الصناعية هي السلطات المحلية، فالشرطة اللبنانية والفرنسية والسورية والمصرية هي الأطراف التي تساعدنا على توقيف المطلوبين وإحالتهم على المحاكمة، وإذا لم تكن لدينا هذه المساعدة فنحن عاجزون، لذلك نبذل جهدنا لدفع الدول على التعاون معنا والثقة بنا، ولذلك اعتمدنا هذه الوسائل التي تجنبنا اللجوء الى المحاكمات الغيابية، طبعاً نستطيع ان نحاكم غيابياً، ولكن ما هي نتيجة ذلك، فالمحاكمات الغيابية تعتبر في كل العالم بأنها ليست محاكمة، وهي محاكمات تمّ اعتمادها في الديكتاتوريات للقضاء على الخصوم، وهذا ما حصل في بلادي، خلال حكم موسوليني، بحيث كانت تتم محاكمة كل شخص معادٍ للفاشية يعيش في باريس أو لندن وإنزال عقوبة الإعدام به للقول بأنه مجرم. إذاً، هناك انطباع سلبي للمحاكمات الغيابية على الرأي العام العالمي، ويجب تفاديها، ولذلك اعتمدنا طريقاً ثالثاً بين المحاكمة القاسية ضد أحد، الأمر الذي لا يمكننا أن نفعله بسبب عدم التعاون، وبين المحاكمة الغيابية التي لها تأثيراتها السلبية على الرأي العام.

سؤال لكاسيزي: يقال إنك شخص براغماتي لذلك أقنعك الأمين العام للأمم المتحدة بتسلم هذا المنصب، حتى لا تؤثر هذه المحكمة سلباً على الاستقرار المنشود في منطقة الشرق الأوسط؟

ـ لا أعتقد بأن الأمين العام للأمم المتحدة أقدم على تعييني لأسباب سياسية بل لأنه جرى اختياري بواسطة لجنة اختيار مؤلفة من قاضيين مصري ونروجي والمستشار القضائي للأمين العام، وتالياً كما رالف (رياشي) جرى اختياري وتعييني.

سؤال لكاسيزي: ولكن من رشحك؟

ـ لم ترشحني بلادي، إنما جمعيات غير حكومية، فبلادي تفضل أن تبقى بعيدة عن مسائل شائكة تخص لبنان وسوريا.

سؤال لكاسيزي: ولكن ماذا عن براغماتيتك؟

ـ لم يتم اختياري بسبب البراغماتية إنما بسبب خبرتي في القانون الجنائي الدولي. ولكن بالنسبة للسؤال، فأنا براغماتي نعم ويجب أن نكون كذلك، لأنه لا يجب مهاجمة الدول أو تجريم رؤساء دول أو شخصيات كبيرة من أجل لذة الاتهام، يجب أن تكون براغماتياً بمعنى أنك إذا اتخذت قراراً يجب أن تسهر على أن يصل قرارك الى نتيجة، ولتصل الى نتيجة يجب أن تعتمد على تعاون الدول. يجب إقناع الدول بأننا محترفون ولا ندخل في لعبة سياسية، وإذا وثقت الدول بنا نصل الى نتيجة.

وهنا تدخل القاضي رياشي وقال: على أي حال البراغماتية صفة حسنة من صفات القاضي، لأن القاضي ليس أستاذاً جامعياً ينظّر بل هو معني بتطبيق القانون.

السؤال لنائب الرئيس رالف رياشي: المادة 17 من قواعد الإجراءات والأدلة أتت مغايرة جداً للمادة الرابعة في نظام المحكمة والمادة 17 في مشروع القواعد والإجراءات العائد لشهر كانون الثاني 2009؟

ـ لقد سمعت كثيراً في لبنان عن هذه المادة، وفي أكثر الأوقات كان هناك نوع من الارتجال في فهم هذه المادة، ولذلك اقترحت على الرئيس كاسيزي أن يقوم بجولة على لبنان لنشرح بشكل واضح مضامين هذا القانون للبنانيين وللاختصاصيين.

سؤال لرياشي: ولكن كيف تشرح أنت هذا الفرق؟

ـ ليس هناك من تعديل. الاتفاقية وما جاء معها من ملحقات ومن بينها النظام التأسيسي، تضع مبادئ ولا تضع التفاصيل، إنما قوانين الإجراءات تفعل ذلك شرط عدم تجاوز المبادئ الأساسية، وهذا ما حصل. تقول لي إن هناك فرقاً بين أحد المشاريع، وفي واقع الأمر كان هناك مشاريع عدة، لأننا كنا نعمل عليه منذ فترة طويلة، وكل مشروع يخضع لتقييم قضاة المحكمة، ولذلك كان هناك مشاريع عدة، قبل أن نقر قواعد الإجراءات بطريقة نهائية، بعد اقتراحات تعديل كانت ترد، فيتم اعتماد القاعدة إما بالإجماع وإما بالأكثرية.

سؤال لرياشي: كيف يمكن أن نفسر هذا التعديل الذي يجعل من الانتقال التلقائي مجرد لائحة؟

ـ جزء من هذه المادة له علاقة بالضباط الأربعة أو بالموقوفين في قضية الحريري من قبل القضاء اللبناني. أنا أفهم سبب هذه الضجة، لأن البعض كان ينتظر أن يأتي قاضي الإجراءات التمهيدية بالموقوفين جميعهم الى هولندا، فيتخذ قراره إما بإبقائهم أو توقيفهم في ما بعد، ولكن هذا مفهوم عام، التوقيف لا يعني بالضرورة أن يتم إحضارهم الى هولندا، بل يمكن أن يتخذ قرار التوقيف أو إطلاق السراح، وهم موقوفون في لبنان، مع العلم أنني لا أنا ولا رئيس المحكمة يعرف ما سوف يكون عليه قرار قاضي الإجراءات التمهيدية. ولكن لنفترض أن قاضي الإجراءات ارتأى من الأوراق ومن مطالعة النائب العام أن ليس من ضرورة لتوقيف هؤلاء فما الحاجة من جلبهم الى هولندا لتوقيفهم، وآنذاك يقرر تركهم في لبنان، ولكن إذا رأى قاضي الإجراءات أن هناك ما يبرر توقيف هؤلاء أو توقيف بعضهم، فحينها يقرر جلبهم من لبنان، ولذلك لا أرى أي خلل أو خطأ في هذا التفسير.

سؤال لرياشي: أنت تعرف أن في لبنان هناك من يقول إن السلطات الهولندية تدخلت وطلبت أن لا يكون هنا أي موقوفين بل في حال كانت من ضرورة فلتكن فقط من أجل محاكمتهم مباشرة؟

ـ ليس لدي أي معلومات في هذا الصدد وأنا أستغرب أن يكون هناك هكذا موقف بهذا الوضوح للسلطات الهولندية التي تتعاون بشكل تام مع المحكمة.

سؤال لرياشي: أنت تنفي ذلك؟

ـ أريد أن أشرح. إذا اطلعنا بشكل تفصيلي على قواعد الإجراءات، هناك بعض المواد غير المادة 17 توجب على المحكمة قبل أن تنفذ قرار ترك أحدهم أن يعلم، يعلم فقط، السلطات الهولندية بأن هناك قراراً يقضي بترك أحد، وهذا أمر طبيعي، لأن هذا الموقوف سيكون ضمن هولندا، وقد يطلب اللجوء السياسي أو لا يتم العثور عليه، ولذلك هناك ضروريات سيادية لدولة هولندا، لذلك تطلب الإعلام والإعلام فقط.

سؤال لكاسيزي: أريد أن أسألك أيضاً السؤال نفسه حول السلطات الهولندية؟

ـ ليس صحيحاً. السلطات الهولندية لديها مخاوف حيال اللبنانيين المشتبه بهم ويمكن أن يقيموا في هولندا. ولذلك، على سبيل المثال، ناقشت بشكل معمق مع هذه السلطات مسألة جواز المرور في هولندا لمدة يومين قبل إعادة الشخص الى بلده، ولم يكن هناك أي إشكال. المسألة الوحيدة التي أثيرت، تتعلق حول الشخص الذي يأتي الى هنا وليس معه جواز مرور، يجب أن يوضع في سجن شفننغن، ومعهم حق لأنه لا يمكنه أن يتنزه في المدينة كما لو كان سائحاً، كما بحثنا في مسألة الشهود الذين يجب أن يأتوا الى هنا لفترة محددة تحت سلطة المحكمة ويعودوا لاحقاً الى بلادهم.

سؤال لكاسيزي: هناك أستاذ قانون قال لي إنه لا يفهم كيف يمكن تحديد وضعية شخص لتوقيفه إذا لم يمثل شخصياً أمام قاضٍ؟

ـ أنت تفكر حول موضوع الجنرالات الأربعة...

سؤال لكاسيزي: ولمن سيأتي بعدهم...

ـ رجال القانون يجب أن يثبتوا أنهم قادرون على استعمال خيالهم، يجب أن يكونوا خلاقين، ولا يتركوا هذه المهمة لمصممي الأزياء الإيطاليين. إذا كان هناك شاهد يمكنه أن يعطي شهادته أمام قاضٍ لبناني بحضور شخص من المحكمة، وإذا كان هناك مشتبه به، فيمكن استجوابه أمام قاضٍ لبناني أو سوري أو مصري بحضور محاميه، ويتم عرضه على المحكمة ليس جسدياً، إنما من خلال تقنية الإتصال بالفيديو. أنا لا أرى شيئاً خاصاً بذلك، نحن نضع قواعد عالمية، وليس قواعد وطنية يفكر بها الأستاذ الذي تتكلم على لسانه.

نحن فخورون لأننا أطلقنا أفكاراً جديدة، واستعملنا مخيلتنا.

سؤال لرياشي: أنت راضٍ على استعمال المخيلة بموضوع لبنان؟

ـ يجب أن نتنبه الى أكثر من معطى عندما نتحدث عن هذه المحكمة، لأنها من المحاكم الدولية التي تتعاطى للمرة الأولى مع موضوع الإرهاب. المحاكم الأخرى تعاطت مع مخالفة قانون الحرب ومع الجرائم ضد الإنسانية ولكن ليس بالإرهاب، وهناك معطى ثانٍ، وهو أن المحكمة تتألف من قضاة دوليين ولبنانيين، وهي تعنى بجرائم حصلت في لبنان، وهي تطبق القانون اللبناني من حيث الموضوع، وبالتالي هناك طبيعة خاصة لإجراءاتها، وقد جاءت هذه الإجراءات لتوفق بين معطيات القانون العام ومعطيات القانون المدني، وأعتقد أن المحكمة نجحت في التوفيق بين هذين المفهومين، وقد تكون هذه الإجراءات مثالاً يُحتذى به لتطوير الإجراءات الدولية.

سؤال لكاسيزي: في القوانين المحلية نعطي إجراءات استثنائية لملاحقة جريمة إرهابية، ولكن هنا لا يوجد استثناء مماثل؟

ـ لا، هنا الفكرة أن الجريمة الإرهابية هي جريمة خطرة للغاية وهي جريمة عالمية يجري تعريفها بموجب القانون اللبناني، ولذلك يجب أن نفصل بين طبيعة الجريمة، وهي عالمية وبين التطبيق القانوني وهو وطني. في المقابل نحن، وعلى الرغم من خطورة الجريمة، لا نطبق قوانين استثنائية إنما يجب اتباع قوانين تحترم حقوق الدفاع بالنسبة للمتهمين وللمشتبه بهم، ولذلك فإن هذه الجريمة لا تبرر الاستثناءات لتجاوز قواعد المحاكمات العادلة.

السؤال نفسه لرياشي

ـ أنا لا أعرف أين يعطي القانون اللبناني هذه الاستثناءات.

السؤال لرياشي: بالنسبة للتوقيف...

ـ التوقيف ليس كل الإجراءات، وهو ليس فقط للإرهاب، فالمادة 108 تستثني من مدة التوقيف القصوى أكثر من جريمة كالمخدرات والمس بأمن الدولة، إذن ليس هناك شيء خاص في القانون اللبناني بخصوص الإرهاب، موضوع الإرهاب يخضع، فيما عدا المدة القصوى للتوقيف وإحالته على محكمة خاصة في بعض الحالات (المجلس العدلي أو المحكمة العسكرية )، للإجراءات العادية التي تُطبق في جميع الجرائم.

سؤال لرياشي: انت تظن أن هذه الإجراءات في هذه المحكمة كفيلة بالسماح للوصول الى مرتكب الجريمة ؟

ـ أتصور ذلك. طبعاً عندما يتم التحقيق في موضوع إرهابي فإن إجراءاته مختلفة عن إجراءته في قضية ضد الإنسانية، لأنه في جرائم ضد الإنسانية يكون الفاعل معروفاً عادة، أما في الجرائم الإرهابية فلا يظهر دائماً، وبالتالي يجب اعتماد وسائل تحقيقية مختلفة.

سؤال لكاسيزي: حضرة الرئيس ماذا تقول للبنانيين الذين دفعوا غالياً للوصول الى هذه المحكمة؟

ـ عليهم أن يعتمدوا على عملنا وعلى التزامنا المهني به، وإننا سوف نحقق العدالة لمساعدة اللبنانيين للوصول الى مصالحة وطنية بحيث يتخطوا خلافاتهم التي توقعهم أحياناً في جرائم فظيعة كجريمة الإرهاب.

سؤال لكاسيزي: وماذا تقول للضحايا وعائلاتهم؟

ـ أيضاً على الضحايا أن يثقوا بنا، وسوف نحقق العدالة، وسوف نكشف المجرمين ونعاقبهم وهذا يشفي غليل الضحايا لأننا في البداية نصل الى الحقيقة ونحدد الوقائع ونحاكم محاكمة عدالة، وهذا يحقق الهدف بإحقاق الحق وليس الانتقام.

السؤال نفسه لرياشي:

ـ أتمنى على اللبنانيين في البدء أن لا يدخلوا كل قرار لهذه المحكمة بسياساتنا الوطنية الداخلية، هذه المحكمة لا علاقة لها بالسياسة وبالانتخابات ولا بعد الانتخابات، هذا هو التمني الأساسي، وأتمنى أن تكون هذه المحكمة محور ثقة اللبنانيين، حتى هذا التاريخ لا أعتقد بأن أحداً كان لديه شك بالقرارات التي اتخذتها المحاكم الدولية من نورمبورغ حتى تاريخه، وآمل ألا يكون لدى اللبنانيين أي شك بتجرد هذه المحكمة وموضوعيتها وعلى أمل أن تكون القرارات والإجراءات التي ستطبقها هذه المحكمة مثالاً نطبقه في لبنان.

 

 

 مصر: تصريحات لاريجاني عن خلية "حزب الله" تدخّل في شؤوننا

المستقبل/دان رئيس مجلس الشعب المصري أحمد فتحي سرور امس تصريحات رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني بشأن التحقيقات التي تجريها مصر في أفعال منسوبة لـ"حزب الله" للاضرار بمصالحها القومية، واعتبرها تدخلاً في شؤون مصر. ووصف سرور تصريحات لاريجاني بأنها "غير مقبولة وتعتبر تدخلاً مرفوضاً في شؤون مصر الداخلية وفي استقلال قضائها".

وأبلغ مدير مراسم مجلس الشعب الى القائم بأعمال سفارة إيران بالقاهرة امس هذا الموقف، وأن المجلس دان بالإجماع في جلساته الماضية تصرفات "حزب الله" في مصر. واستنكرت الحكومة بشدة تلك التصريحات، وتحديداً تلك التي أطلقها لاريجاني وزعم فيها أن كشف مصر لمؤامرة "حزب الله" الأخيرة "سيناريو سخيف ومتخلف".واستكملت نيابة أمن الدولة أمس تحقيقاتها في القضية بإشراف المحامي الأول لنيابة أمن الدولة العليا المستشار هشام بدوي، وباشرت التحقيق مع المتهم نصار جبريل الذى أوضح فى أقواله أنه كان عضوا نشطا فى جماعة "الاخوان المسلمين" المحظور نشاطها في منطقة العريش بسيناء.

وأشار المتهم فى أقواله إلى أنه تعرف على المتهم ناصر أبو عميرة (فلسطيني الجنسية) فى مطلع العام 2005 وطلب الأخير منه الابتعاد تدريجياً عن جماعة "الاخوان المسلمين" للالتحاق بجماعة أخرى هدفها مساعدة الشعب الفلسطيني وقدمه للمتهم القيادي في تنظيم "حزب الله" اللبناني سامي شهاب الذي عرفه على أنه فلسطيني الجنسية، معترفاً بأنه التحق بعضوية التنظيم وشارك فى عدة اجتماعات مع قيادات تنظيم "حزب الله" التي كانت تعمل لإنشاء خلية لها داخل مصر.

وذكر مصدر قضائي مطلع امس، أن المتهمين اللبنانيين في القضية انتحلوا أسماء شخصيات سنية في لبنان توفيت منذ فترة للتمكن من التخفي وعدم الكشف عن هوياتهم الحقيقية، مشيراً إلى أن التحقيقات أكدت اعتياد "حزب الله" استغلال أسماء المتوفين من السنة في لبنان وتزوير جوازات سفر بأسمائهم ووضع صور كوادر الحزب عليها لتضليل الأجهزة الأمنية في الدول التي يسافر إليها أعضاء الحزب فلا يتطرق أي شك للهوية المذهبية لحامل الجواز أو انتمائه التنظيمي.

وأوضح المصدر أن المتهم اللبناني محمد يوسف منصور انتحل اسم سامي شهاب وهو شاب سني متوفى ينتمي الى عائلة شهاب السنية المعروفة بلبنان لتضليل الأجهزة الأمنية في مصر، وتم إمداد الجانب اللبناني بهذه المعلومات فعلاً. وأوضح المصدر القضائي أن المتهم ناصر خليل قال إن المتهم محمد قبلان واسمه الحركي أسعد، أبلغه أن العديد من الأشخاص سيتصلون به في الوقت المناسب لإمداده بالمواد المتفجرة لاستخدامها في العمليات التي يتم الاعداد لها، مشيرا إلى أن شخصا يدعى بدوي سلمه 50 كيلوغراما من المواد المتفجرة، ثم اتصل به بعدها شخص اخر من البدو سلمه كميات أخرى من المواد المتفجرة .

وفي المقابل، حذرت حركة الاخوان المسلمين، كبرى حركات المعارضة المصرية، امس من ان اثارة قضية وجود خلية لـ"حزب الله" تعمل في مصر يهدف الى اضعاف المقاومة ضد اسرائيل. واعلنت في بيان اصدرته لتوضيح موقفها من القضية المثيرة للجدل، انها ترى "ان ما يجري في هذه القضية هو إحدى محاولات الصهاينة لإضعاف الدول العربية والإسلامية وجعل الصراع عربياً ـ عربياً أو إسلامياً ـ إسلامياً بدلاً من كونه صراعاً عربياً إسلامياً ـ صهيونياً."

وإذ حضت الحركة على دعم المقاومة في فلسطين، استدركت بالقول ان الدعم يجب أن يتم بالتعاون والتنسيق بين الدول العربية والإسلامية"، مضيفة "ان ما قام به "حزب الله" لدعم المقاومة في فلسطين يعتبر هدفًا لا يختلف عليه اثنان، إلا أن وسائل الدعم يجب ألا يشوبها أي نوعٍ من التصرفات المنفردة". واستمر الهجوم الايراني على مصر، وكان آخرها امس هجوم عنيف ضد النظام المصري الذي اتهمته إيران بـ"الفشل السياسي وبأنه اصبح "دمية في يد اميركا والكيان الصهيوني لضرب أي حركة مناهضة للمد الصهيوني". وقالت وكالة "مهر" الإيرانية (شبه الرسمية) "إن النصر الذي حققه "حزب الله" في حرب تموز (يوليو) عام 2006 والنصر الحاسم الذي حققته حركة "حماس" ضد الكيان الصهيوني في غزة وضع الانظمة العربية في مأزق". وقالت: "إن النظام المصري يحاول تشويه سمعة "حزب الله" وحركة "حماس" الفلسطينية معاً لعزلهما عن محيطهما العربي والإسلامي ووضعهما في موقف دفاعي بحت من خلال توجيه تهمة زعزعة الامن في مصر".

  

 التيار الوطني الحر: سحب ترشيح العميد كرم تضحية في سبيل المبادىء

وطنية ـ 23/04/2009 صدر عن مكتب الاعلام في الماكينة الانتخابية التابع لجهاز المناطق في الشمال في التيار الوطني الحر البيان التالي:"ان قرار العميد فايز كرم سحب ترشيحه عن المقعد الماروني في زغرتا يدل على مناقبية العميد كرم، لا سيما ان القرار لم يكن سهلا، لكن الرجال الأقوياء بامكانهم اخذ هكذا قرارات، وهذا ما تعودنا عليه من رفيق درب العماد ميشال عون، الذي لطالما ضحى في سبيل المبادىء التي يقوم عليها التيار الوطني الحر".