المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 27 نيسان/2009

 

إنجيل القدّيس لوقا .35-13:24

وإِذا باثنَينِ مِنهُم كانا ذَاهِبَينِ، في ذلكَ اليَوم نفسِه، إِلى قَريَةٍ اِسْمُها عِمَّاوُس، تَبعُدُ نَحوَ سِتِّينَ غَلوَةٍ مِن أُورَشَليم. وكانا يَتحدَّثانِ بِجَميعِ هذِه الأُمورِ الَّتي جَرَت.

وبَينَما هُما يَتَحَدَّثانِ ويَتَجادَلان، إِذا يسوعُ نَفْسُه قد دَنا مِنهُما وأَخذَ يَسيرُ معَهما، على أَنَّ أَعيُنَهُما حُجِبَت عن مَعرِفَتِه. فقالَ لَهما: «ما هذا الكَلامُ الَّذي يَدورُ بَينَكُما وأَنتُما سائِران؟» فوَقفا مُكتَئِبَين. وأَجابَه أَحَدهُما واسمُه قَلاوبا: «أَأَنتَ وَحدَكَ نازِلٌ في أُورَشَليم ولا تَعلَمُ الأُمورَ الَّتي جرَتَ فيها هذهِ الأَيَّام؟» فقالَ لَهما: «ما هي؟» قالا له: «ما يَختَصُّ بِيَسوعَ النَّاصِريّ، وكانَ نَبِيًّا مُقتَدِرًا على العَمَلِ والقولِ عِندَ اللهِ والشَّعبِ كُلِّه، كَيفَ أَسلَمَه عُظَماءُ كَهَنَتِنا ورُؤَساؤُنا لِيُحكَمَ علَيهِ بِالمَوت، وكَيف صَلَبوه.

وكُنَّا نَحنُ نَرجو أَنَّه هو الَّذي سيَفتَدي إِسرائيل ومعَ ذلكَ كُلِّه فهذا هوَ اليَومُ الثَّالِثُ مُذ جَرَت تِلكَ الأُمور. غيرَ أَنَّ نِسوَةً مِنَّا قد حَيَّرنَنا، فإِنَّهُنَّ بَكَرنَ إِلى القَبْرِ

فلَم يَجِدنَ جُثمانَه فرَجَعنَ وقُلنَ إِنَّهُنَّ أَبْصَرْنَ في رُؤيةٍ مَلائكةً قالوا إِنَّه حَيّ. فذهَبَ بَعضُ أَصحابِنا إِلى القَبْر، فوَجَدوا الحالَ على ما قالَتِ النِّسوَة. أَمَّا هو فلَم يَرَوه».

فقالَ لَهما: «يا قَليلَيِ الفَهمِ وبطيئَيِ القَلْبِ عن الإِيمانِ بِكُلِّ ما تَكَلَّمَ بِه الأَنبِياء. أَما كانَ يَجِبُ على المَسيحِ أَن يُعانِيَ تِلكَ الآلام فيَدخُلَ في مَجدِه؟» فبَدأَ مِن مُوسى وجَميعِ الأَنبِياء يُفَسِّرُ لَهما جميعِ الكُتُبِ ما يَختَصُّ بِه. ولمَّا قَرُبوا مِنَ القَريَةِ الَّتي يَقصِدانِها، تظاهَرَ أَنَّه ماضٍ إِلى مَكانٍ أَبَعد. فأَلَحَّا علَيه قالا: «أُمكُثْ مَعَنا، فقد حانَ المَساءُ ومالَ النَّهار». فدَخَلَ لِيَمكُثَ معَهما. ولمَّا جَلَسَ معَهُما لِلطَّعام أَخذَ الخُبْزَ وبارَكَ ثُمَّ كسَرَهُ وناوَلَهما. فانفَتَحَت أَعيُنُهما وعرَفاه فغابَ عنهُما. فقالَ أَحَدُهما لِلآخَر: «أَما كانَ قلبُنا مُتَّقِدًا في صَدرِنا، حينَ كان يُحَدِّثُنا في الطَّريق ويَشرَحُ لنا الكُتُب؟» وقاما في تِلكَ السَّاعَةِ نَفْسِها ورَجَعا إِلى أُورَشَليم، فوَجَدا الأَحَدَ عشَرَ والَّذينَ مَعَهم مُجتَمِعين،

وكانوا يَقولون إِنَّ الرَّبَّ قامَ حَقًا وتَراءَى لِسِمْعان. فرَوَيا ما حَدَثَ في الطَّريق، وكَيفَ عَرَفاه عِندَ كَسْرِ الخُبْز.

 

نجم الدين وكركي زودوا جوازات إيرانية مزورة لدخول باكو

اعتقال عنصرين من "حزب الله" خططا لضرب أهداف غربية في أذربيجان

 "السياسة" - خاص: كشفت مصادر شديدة الخصوصية ل¯"السياسة", أمس, أن السلطات الأمنية في أذربيجان اعتقلت اثنين من كوادر "حزب الله" هما عضوان في خلية تابعة للحزب ول¯"الحرس الثوري الايراني", كانت تخطط لتنفيذ عمليات تخريبية ضد أهداف غربية في العاصمة باكو, رداً على اغتيال القائد العسكري في الحزب عماد مغنية بواسطة سيارة مفخخة في قلب دمشق في 12 فبراير من العام الماضي. وأوضحت المصادر ان "حزب الله" ما زال يتستر حتى الآن على اعتقال علي نجم الدين وعلي كركي, رغم أن السلطات الأذرية كشفت الخلية التي كانت تخطط لضرب مصالح غربية في العاصمة, قبل أشهر عدة, مشيرة الى أن الرجلين كانت مهمتهما الإشراف على عمل المجموعات التي تولت جمع المعلومات وتحديد الأهداف ورسم خطط التنفيذ. وكشفت أن "الحرس الثوري" وبغية إخفاء هويتهما الحقيقية, قام بتزويدهما بجوازي سفر ايرانيين بإسمين وهميين, إلا انه خلال التحقيق معهما تبينت هويتهما اللبنانية وانتماؤهما الى "حزب الله", حيث يدعى الأول علي نجم الدين من سكان مدينة بعلبك, والثاني علي كركي من سكان قرية عين بوسوار التابعة لقضاء النبطية في جنوب لبنان. وأشارت إلى أن "حزب الله" و"الحرس الثوري" امتنعا عن الاعلان عن سقوط هذه الشبكة, خشية افتضاح أمر تورطهما في التخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية, ومخافة التأثير السلبي لذلك على معنويات الشبكات الأخرى التي يديرانها في أماكن أخرى في العالم, كما ظهر أخيراً مع اكتشاف شبكة الحزب التي خططت لتنفيذ عمليات تخريبية في مصر.

وذكرت المصادر الخاصة أن "حزب الله" يحمل مصطفى بدر الدين الذي تولى منصب مغنية, مسؤولية سقوط الشبكتين في أذربيجان ومصر, مشيرة الى أن عدم إعلانه عن تابعية المعتقلين اللبنانية حال دون متابعة مصيرهما من قبل وزارة الخارجية.

 

النظام السوري يحقق مع الضابط حسن مخلوف بشأن ضلوعه في اغتيال مغنية

 "السياسة" - خاص: كشفت مصادر خاصة ل¯"السياسة", امس, ان المخابرات السورية تجري تحقيقات مع الآمر العام السابق للضابطة الجمركية السورية حسن مخلوف, حول ضلوعه في تقديم تسهيلات لوجستية لمنفذي العمليات التفجيرية والاغتيالات التي شهدتها سورية خلال السنوات الماضية, وخاصة في ما يتعلق باغتيال القائد العسكري في "حزب الله" عماد مغنية في قلب دمشق العام الماضي. وأوضحت المصادر القريبة من التحقيق الجاري مع مخلوف الذي أقيل من منصبه قبل نحو ثلاثة أشهر بتهمة الفساد, ان التحقيقات تتركز حول مصير مئات الملايين من الليرات السورية التي حصل عليها من الرشاوى التي كان يتلقاها خلال عمله بحكم مسؤوليته عن منع عمليات التهريب من والى لبنان, وحول ضلوعه والضباط الذين كانوا يعملون تحت امرته في تقديم تسهيلات لوجستية لمنفذي العمليات التفجيرية والاغتيالات. ولفتت الى أن الشبهات تتركز على مدى توفير مخلوف لمنفذي اغتيال مغنية, معلومات عن تحركات الأخير من لبنان الى سورية, مما سهل على هؤلاء ترصد دخوله الى دمشق واغتياله بعد ذلك بواسطة سيارة مفخخة, مشيرة الى ان التحقيق يدور أيضاً حول ضلوع مخلوف في توفير مخرج آمن لعناصر الخلية التي قامت بتفخيخ السيارة, إلى لبنان, في الساعات القليلة التي تلت العملية, بعد ان تبين أنه كان قد وجه معظم الأفراد الذين يعملون تحت امرته على الحدود السورية - اللبنانية قبل ساعات من اغتيال مغنية, الى مكان واحد على الحدود, بحجة ضبط عملية تهريب كبيرة مما ترك معظم الحدود من غير رقابة فعالة.

وأضافت المصادر أن الاعتقاد السائد لدى المحققين هو ان الضباط الذين قاموا بتنفيذ اوامر مخلوف لم يكونوا على علم بعملية الاغتيال وانه تم التغرير بهم, مشيرة الى ان التحقيق الذي يدار بإشراف شخصي من رئيس الاستخبارات العسكرية اللواء علي مملوك لم ينجح حتى الآن في استخراج المعلومات من مخلوف حول مصير المبالغ الهائلة التي تلقاها, لكنه بدأ بإمساك طرف الخيط الذي يربط مخلوف بعملية اغتيال مغنية.

 

لارسن يطلع من مبارك على تفاصيل "خلية مصر"

القاهرة - يو بي اي: أكد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشرق الأوسط تيري رود لارسن, امس, أن الأمم المتحدة وأمينها العام سيتابعان عن كثب نتيجة التحقيق بقضية "حزب الله" في مصر, وذلك عقب لقائه الرئيس المصري حسني مبارك لبحث القضية والاستماع لتفاصيلها. وأوضح ان لقاءه مع مبارك جاء بناء على تكليف عاجل من الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون بالتوجه إلى القاهرة للاستماع من مبارك شخصيا لما جرى من تدخل "حزب الله" وعمليته الأخيرة في مصر, والذي تبين أنه يعمل على الأرض المصرية منذ فترة. وقال إن "المباحثات تناولت هذه الظاهرة الخطيرة التي تمس بسيادة الأراضى المصرية", مضيفا ان "الأمر الآن بيد القضاء المصري الذى يحقق في الواقعة, وسوف تتابع الأمم المتحدة والأمين العام عن كثب نتيجة هذا التحقيق". واشار لارسن الى أن بان كي مون دان بشكل واضح الانتهاك غير المبرر للسيادة المصرية, والتدخل غير المبرر في الشؤون الداخلية لمصر, وإنه يتابع عن كثب ملابسات الموضوع كافة, مؤكدا أن مصر ستظل "عماد الاستقرار في الشرق الأوسط", وان بان كي مون يحرص على أن يتابع عن كثب مع مبارك ومع القادة العرب الجهود الرامية للحفاظ على الاستقرار فى المنطقة.

 

إشكال بين جماهير نادي العهد وبعض أهالي الطريق الجديدة والجيش يتدخل

٢٦ نيسان / موقع 14 آذار

ساد التوتر منطقة المدينة الرياضية ومحيطها على خلفية إشكال حصل بعد مباراة في كرة القدم أقيمت في الملعب البلدي في منطقة طريق الجديدة بين فريقي "شباب الغازية" و"العهد". وأفادت المعلومات أنه وبعد انتهاء المباراة وقع إشكال بين مناصري "العهد" وشبان منطقة طريق الجديدة ما لبث أن تتطور إلى رشق بالحجارة وتكسير عدد من السيارت في المنطقة ومن ثم قدم عدد من الشبان من منطقة بئر الحسن وقطعوا الطريق امام المدينة الرياضية، قبل ان يعمل الجيش اللبناني على اعادة فتحها.

 

فيلم يهاجم "14 آذار" والبطريرك خلال اطلاق الماكينة الانتخابية للتيار العوني في كسروان 

٢٦ نيسان /موقع 14 آذار/  بينما غاب الجنرال ميشال عون عن اعلان اللائحة التي من المفترض أن يترأسها في قضاء كسروان الفتوح، اختارت هيئة التيار العوني في كسروان أن تطل على من حضر حفل اطلاق الماكينة الانتخابية في هذه الدائرة بفيلم يعرض قراءة خاصة لمرحلة سابقة.. التصفيق حينا والصراخ الساخر حينا آخر رافق الفيلم الذي لم يوفر البطريرك الماروني الكاردينال مارنصرالله بطرس صفير وطبعا رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع فيما بثت مشاهد عدة أشادت بورقة التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله وخلص الفيلم الى دعوة الكسروانيين الى اختيار بين نهجين. لمشاهدة الفيلم اضغط على الشارة الخاصة بالفيديو على يمين الصورة المتعلقة بالخبر.

 

البطريرك صفير: السوريون ما زالوا يتدخلون عبر أصدقائهم وهناك أموال طائلة تفسد الإنتخابات

نأمل في أن تحقق طاولة الحوار نتائج لأن الحوار للحوار يصبح تمثيلية

 ٢٦ نيسان ٢٠٠٩

جدد البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، مطالبته بقانون انتخاب "يحقق العدالة أكثر". وقال إن أموالا طائلة تنفق في هذه الانتخابات "وهذا الأمر يفسد الانتخابات نوعا ما". وأكد أن البطريركية "تقف مع مصلحة لبنان" وأنها لا تسمح لنفسها بأن تكون مع فريق ضد فريق "ولكن إذا كان هناك فريق يبحث عن مصلحته الخاصة وهذه المصلحة لا تصب في ما يفيد لبنان فنحن لا يمكننا أن نقف على الحياد". وكرر تأييده للكتلة الوسطية "وهي التي ترجح الكفة"، ورأى أن ما صدر عن النائب وليد جنبلاط لم يؤثر "تأثيرا كبيرا على المصالحة التاريخية في الجبل".

جاء ذلك في حديث للبطريرك صفير إلى برنامج "بموضوعية" مع الزميل وليد عبود، وزع تلفزيون "أم تي في"، أبرز ما ورد فيه. ومنها قوله: "في هذه الإنتخابات هناك أموال طائلة تنفق، وهذا الأمر يفسد الانتخابات نوعا ما، كما أن هناك تجاذبات كثيرة يتعرض لها الناخبون اللبنانيون، وهذه التجاذبات داخلية وخارجية، إذ من جيراننا من لهم غايات وأغراض في هذا البلد، وهم يبذلون جهدهم بالتدخل في الشؤون الإنتخابية، ويعتقدون أنهم إذا ربحوا الإنتخابت فإنهم يكونون قد حققوا إنتصارا لهم، وهذا الأمر لا يتعلق كما أعتقد بالطرفين في البلد بل بطرف واحد".

وقال: "نحن كبطركية نقف مع مصلحة لبنان. طبعا هناك أطراف كثيرون يقفون مع مصلحة لبنان، ولكن نحن لا يمكن أن نسمح لأنفسنا بأن نكون مع فرق ضد فريق، وهذا إذا كان كل الأفرقاء يبحثون عن مصلحة لبنان، ولكن إذا هناك فريق يبحث عن مصلحته الخاصة وهذا المصلحة لا تصب في ما يفيد لبنان، فنحن لايمكننا أن نقف على الحياد".

أضاف: "لا أعتقد أنه عبر قانون العام 1960 المطبق في هذا الإنتخابات، يأتي المسيحيون بجميع النواب المسحيين، إذا أن هذا القانون يأتي بنواب ربما لا يريدهم المسيحيون، لذا المطلوب أن يكون هناك قانون يحقق العدالة أكثر، وقد يتحقق هذا الأمر عبر الدائرة الفردية أو عبر إنتخاب كل طائفة لنوابها، أو بتقسيم مختلف".

وقال: "نحن مع الكتلة الوسطية، وهي التي ترجح الكفة، وهذا الأمر ليس اختراعا لبنانيا، إذ أن هذا الأمر مطبق في بلدان كثيرة، فمثلا في إيرلندا كانت الكتلة الوسطية، هي التي ترجح الكفة حيثما تميل، وبالتالي يكون للكتلة الوسطية شأن حيثما يكون هناك تطرف".

ورأى "أن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، يبذل ما في وسعه كي يعيد لبنان الى الساحة الدولية، وهو ليس رئيس المسيحيين، بل هو رئيس اللبنانيين على اختلاف طوائفهم واتجاهاتهم، ولكن أصبح للمسيحيين بما أنه مسيحي طبعا، رئيس ينتمي إليهم ولكنه لا ينحاز إليهم، فهو يدير شؤون البلد، ويعرف أن البلد ليس للمسيحيين فقط، بل للمسيحيين والمسلمين، وهذه السياسة الوسطية للرئيس سليمان أعادت الى قصر بعبدا رمزيته. ومع أن الظروف اقتضت النيل من صلاحيات رئيس الجمهورية، إلا أن الرئيس سليمان يسير دفة البلد كما يجب أن تسير".

وقال: "ما صدر عن النائب وليد جنبلاط عاد وأوضحه شخصيا في مؤتمر صحافي، كما أوضحه لنا عبر إيفاد الوزير وائل أبو فاعور"، الذي قال لنا أن الحزب التقدمي الإشتراكي وأن رئيسه يكنان كل احترام للكرسي البطريركي. على كل حال نحن نكن كل الاحترام والتقدير للنائب جنبلاط، ولا أعتقد أن ما صدر عنه أثر تأثيرا كبيرا على المصالحة التاريخية في الجبل، ولا سيما أنه أوضح ما كان يريد أن يقول".

وأمل "في أن تحقق طاولة الحوار نتائج، والحوار في المبدأ خير من اللاحوار، لكننا لا نريد أن يصبح الحوار للحوار إذ يصبح الأمر تمثيلية، أي نريد للحوار أن يكون له هدف، وأن يكون هناك تفاهم، وأن يغير بعض الشيء في الجو السائد في البد. لكن حتى الآن هذا الحوار لم يغير الشيء الكثير، ولكنه قد يغير".

وشدد على أنه "لا يمكن أن يكون هناك سلام دائم في لبنان ما دام هناك بعض الأيدي التي تحمل السلاح غير الرسمي"، وأعتقد الآن ما يحصل في لبنان في هذا الإطار يخرج عن القاعدة في العام". وأعرب عن اعتقاده بأن "الاهتمام بلبنان لا يزال هو بالنسبة الى الولايات المتحدة الأميركية، والمسؤولون الأميركيون يؤكدون أن لا صفقة على حساب لبنان، ويشددون على أن لبنان بلد مستقل ونحن نساعده في الحفاظ على استقلاله".

وأعلن "أن زيارة سوريا اليوم أمر غير وارد، ولا نرى أن الأمور تستدعي مثل هذه الزيارة، مع العلم أن تبادل العلاقات الديبلوماسية خطوة جيدة ونحن نباركها. في المقابل فإن السوريين ما زالوا يتدخلون عندما يريدون في الشأن الداخلي اللبناني عبر أصدقائهم ... والصديق وقت الضيق".

وقال: "نحن مع إعادة النظر في الاتفاقات المعقودة مع سوريا إذا كانت لا تحقق مصلحة البلدين. فالعلاقات يجب أن تكون سوية، وأن تكون في مصلحة البلدين، فإذا كانت في مصلحة بلد دون آخر، فإنها ليست علاقة مشتركة".

وعن البيانات التي تصدر عن مجلس المطارنة الموارنة، قال إنها "تعكس رأي المطارنة كمجموعة، إذ ليس مطلوبا من المطارنة أن يعكسوا موقف البطريريك دائما، باعتبار أن هناك تشاورا في ما بيننا، قد تكون هناك أراء متنافرة، لكن في النهاية المطارنة يوافقون على ما نقوله علنا للناس". 

عواصم القرار بدأت تتنبّه لتوجّه انقلابيّ يتخطّى نظريّة "الثلث المعطّل"

 

تعطيل "الثورة المضادة للأرز" مهمّة مصيريّة

المستقبل - الاثنين 27 نيسان 2009 - وسام سعادة

شكّلت المساجلة مع نظرية "الثلث المعطّل" علامة نبض في الجسم الاستقلاليّ اللبنانيّ في الفترة الأخيرة، وتجلّى الطابع المصيريّ للاستحقاق عند قوى 14 آذار في هذا التأكيد على وضع حدّ للنظرية التعطيلية بكافة أبعادها بعد الانتخابات، وبموجب الانتخابات ونتائجها.

وفي المقابل، تنافس روّاد التعطيل في ما بينهم على بذل المدائح لـ"ثلثهم المعطّل" أو "الضامن" على ما يزيّنون. من كلّ اتفاق الدوحة لم يلتفتوا لسواه، وخرقوا بإسم الإصرار عليه كل مقتضيات التهدئة والتزام عدم التهديد باستخدام العنف مجدّداً في الداخل، على ما يقتضيه اتفاق الدوحة.

وشيئاً بعد شيء، بدا واضحاً أن متصوّفة "الثلث المضمون بحدّ السلاح" يتعرّضون للعهد الرئاسيّ الحالي من خلال نظريّتهم تلك، ذلك أن إعادة فرض هذا "الثلث" في مرحلة يدخل فيها هذا العهد عامه الثاني، ليست كفرضه من ضمن تسوية تضع حدّاً لمرحلة فراغ دستوريّ وتلجم أجواء الحرب الأهلية.

بيد أنّ عواصم القرار العالميّ المعنيّة بالشأن اللبنانيّ، بدأت تتنبّه في الآونة الأخيرة لمنحى تصاعدي يضمر من وراء "الثلث المعطّل"، ما يتجاوز حدود التعطيل نفسه، إلى ما هو أخطر بالنسبة إلى مستقبل النظام السياسيّ اللبنانيّ.

ثمّة استشعار بأنّ ثمة من لم يعد يكتفِ بـ"صون مكتسبات 7 أيّار"، وإنّما يضع نصب عينيه "استكمال 7 أيّار"، والانتقال من تعطيل مفاعيل ثورة الأرز إلى بلورة برنامج شامل لقمعها.

ثمّة استشعار بأنّ ثمّة من يحاول أن يطبّق على التراب اللبنانيّ تجربة السقوط المريع للديموقراطية الألمانية عام 1933 بواسطة الانتخابات نفسها، فالحزب النازي مدرسة في تفكيك النظام على قاعدة تعطيله، واحتكار السلطة من خلال الدعوة إلى توسيع المشاركة.

وثمة استشعار بأنّ ثمّة من يحاول أن يطبّق على التراب اللبنانيّ تجربة التترّس بحلفاء لا يدرون حقيقة إلى أين يتّجهون، على الطريقة الإيرانية التي انقاد فيها اليسار هناك للانخراط في ثورة الملالي (التي لا تفرق كثيراً عن مواصفات أي ثورة مضادة) فكانت النتيجة أن ذبح هذا اليسار بالجملة والمفرّق.

ليس هذا بشبح غير واقعيّ في ما يتعلّق بالـ2009 اللبنانية. إنّه الخطر الأبرز الذي يزيد من مصيريّة الانتخابات.

وكلام ناظرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من قصر بعبدا لا يشذّ كثيراً عن هذا الإطار. فالانتخابات اللبنانية لهذا العام ليست حدثاً عابراً أو محليّاً، بقدر ما هي مصيريّة على الصعيد الإقليميّ ككل، وهي صندوق الاقتراع الوحيد القادر على تظهير صورة الوضع في الشرق الأوسط، لأن ما يهدّد هذه الانتخابات أو نتائجها هو "محور رافض للاستقرار" داخلياً وإقليمياً.

وهذا المحور يريد الاستفادة في الوقت عينه من التأرجح العام بين حسابات "التقارب" أو "الانفراج" الإقليمية والدولية، وبين حسابات "التنافر" و"التصادم"، ولو أنّه بوضعيته تلك يلعب دوراً أكيداً في ترجيح الكفة للحسابات الأخيرة. إن أداء هذا المحور في لبنان قبل الانتخابات وبعدها سيلعب دوراً أكيداً في تقرير اتجاهات الرّيح في المنطقة.

فليست الانتخابات مصيريّة لأن خطراً يتهدّد نسبة برلمانية أو حكومية لمصلحة فريق، من ضمن الفضاء التقليديّ لـ"المحاصصة". الانتخابات مصيريّة لأن هناك خطراً يتهدّد النظام اللبنانيّ ومصادر شرعيّته الميثاقية والدستوريّة.

أما السجال ضد "الثلث المعطّل" فيبقى غير كافٍ، على أهميته.. وفي المرحلة الفاصلة عن الاستحقاق قد يكون من الأجدى الردّ على متصوفة "الثلث" بالقول "دعونا ننتخب ثم نرى".. "ننتخب بحرّية وسلام.. ثم نرى بحرّية وسلام".

ذلك أن ما يبيّته أهل "الثلث" بدأ يتخطّى دائرة "المشاركة على قاعدة التخوين" ويهدّد بـ"إلغاء" الآخرين بحجّة أنّهم "لا يريدون المشاركة" لا إذا ربحوا ولا إذا خسروا.

ففي الوقت الذي ينشغل فيه قسم من خطباء الممانعة في لبنان بفوائد التعطيل، تجري استعدادات لاحتمالات أخرى، لا تأخذ من "الثلث المعطّل" غير الشعار، ويكون هدفها انقلابيّاً صرفاً: التفكيك من بعد التعطيل.

عواصم القرار العربية والدولية المعنية بالشأن اللبناني بدأت تعي ذلك، في حين تلهي التفاصيل الانتخابية اللوجستية اللاعبين المحليين عن جوهر هذا الخطر وقت تشكيل اللوائح. رغم ذلك فإن إيقاع الأسابيع المقبلة يجعل التعامي عن هذا الخطر أمراً صعباً.. أما الاستدراك فله شروطه، ومنها فهم طبيعة المعركة على أنها بين خيار تجديد "ثورة الأرز" على قاعدة فهم معنى المناصفة، وعرض المصالحة الدستورية مع "حزب الله"، وبين خيار انتصار "الثورة المضادة للأرز".

 

يطلق حملته في 9 أيار تحت شعار "الرقم اللبناني"

الأحدب: أترشح منفرداً ولا أزال على خط الحريري

المستقبل - الاثنين 27 نيسان 2009 - طرابلس ـ "المستقبل"

أعلن نائب رئيس حركة "التجدد الديموقراطي" النائب مصباح الاحدب أنه سيطلق حملته الانتخابية في التاسع من شهر أيار المقبل تحت شعار "الرقم اللبناني".

وقال، في مؤتمر صحافي، عقده في منزله في طرابلس أمس: "سأترشح للانتخابات منفردا، في الخط السياسي نفسه الذي كنت عليه منذ العام 1996، والذي تحالفت به مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري في مراحل مفصلية عدة، وتوافقنا على الامور الكبرى وكنا نخوض الامور سوية، من معركة محاربة التمديد الى مواجهة الممارسات المسيئة من المخابرات السورية آنذاك".

أضاف: "استمرينا مع (رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب) الشيخ سعد الحريري ووقفنا في معركة 2005 ضد لائحة "يلي خلّف مات"، ولا أزال اليوم على الخط نفسه على الرغم من الضغوط التي فرضت أن يكون مصباح الاحدب خارج لائحة التضامن الطرابلسي".

وأكد "انني لا أزال على الخط نفسه الذي يمثله الشيخ سعد الحريري على الرغم من الائتلاف المطروح، ولدي وجهة نظر تمثل تطلعات غالبية الشارع الطرابلسي، وإنني على قناعة بأن الشارع الطرابلسي سيصوت لهذا النهج السياسي الذي أمثله، على الرغم من المنافسة القوية لاقصاء هذا النهج".

وأشار إلى انه سوف يعلن "عن انطلاق الحملة الانتخابية في التاسع من شهر أيار تحت عنوان "الرقم اللبناني" فقد سمعنا من يقول بأن الوضع في لبنان هو كناية عن صندوق لديه رقمان سريان رقم سوري وآخر سعودي"، موضحاً "اننا لسنا ضد الرقم السوري او السعودي، فأن يكون هناك نفوذ سوري أو سعودي في لبنان، هذا أمر طبيعي". ولفت إلى أن "الكل يعلم بأن هناك أكثر من مئة ألف مواطن لبناني يعملون في السعودية ويضخون أموالا طائلة الى لبنان، فضلا عن مواقف السعودية الداعمة بشكل دائم للدولة اللبنانية ومؤسساتها في مختلف الظروف الصعبة التى مرّ بها البلد، ونريد أن تكون علاقات لبنان مع السعودية قوية جدا".

وقال: "أما بالنسبة الى سوريا فالكل يعلم بأنني كنت انتقد الممارسات الخاطئة للسوريين عندما كانوا في لبنان، وعندما خرجوا لم انجر إلى حملة الشتائم التي سمعناها لأننا في النهاية سوف نتصالح، ولكن يجب تنقية العلاقات بين البلدين اذ من المستحيل العودة الى الوضع السابق. فهناك أمور عدة ثقافية وتاريخية وعائلية تجمعنا بالسوريين ونحن متمسكون بها، ولكن يجب أن نستفيد من علاقات البعض مع سوريا، لاسيما دولة الرئيس نجيب ميقاتي لنوظفها لما فيه مصلحة لبنان وطرابلس. وبالتالي لسنا ضد الرقم السوري ولا السعودي ولكن ببساطة نقول انه بين الرقمين يجب أن يكون هناك الرقم اللبناني يمثل الناس التي تريد ان تعلم على اي اساس تتم التسويات، وما هي المرحلة الجديدة المقبلون عليها سياسيا واقتصاديا وحتى امنيا".

وشدد على أن "لطرابلس دوراً تاريخياً فاعلاً في السياسة اللبنانية، والتحولات التي حصلت في البلد اخيرا كان لطرابلس والشمال دور مهم فيها، فالوضع في لبنان لا يكون سليما إن كان هناك أي خلل في طرابلس التي لطالما كانت داعمة لثوابت 14 آذار. واليوم هناك تحولات حصلت في البلد بخروج الجيش السوري منه ولم يعد هناك مراكز للمخابرات تمارس الضغط على الناس بشكل مباشر، إنما هناك محاولة للعودة عبر النفوذ السياسي، لذلك كان هناك الرقم اللبناني لمنع العودة الى الوراء". وعما يقال بأن الوزير محمد الصفدي وراء اقصائه عن لائحة "التضامن الطرابلسي"، أجاب: "كانت لدي مواضيع خلافية عدة مع الوزير محمد الصفدي محددة ضمن 14 آذار، ولكن وفق معلوماتي ليس الوزير الصفدي وراء ابعادي عن اللائحة، كما أن البعض يحاول القاءها على الشيخ سعد الحريري، وهذا أمر مرفوض لأنني أعلم ان الشيخ سعد فعل كل ما بوسعه لابقائي على اللائحة، ولكن الرئيس نجيب ميقاتي لم يستطع عبر الرقم السري الذي يمثله ابقاء مصباح الاحدب على اللائحة، لاسيما وان الاحدب يمثل نهجا سياسيا معروفا، والسابع من أيار ليس ببعيد، لذلك يحاولون اقصاء هذا النهج عن أي ائتلاف في طرابلس".

وقال: "أنا لا ألوم الرئيس ميقاتي الذي هو وجه حضاري وناجح، وهو من تكلم عن الرقم السري السوري والسعودي، ونعلم بأنه لا يُرفض له اي طلب في الشام، ونريد أن نوظف هذه الطاقات والعلاقات التي يمتلكها لمصلحة لبنان وطرابلس ولا نلومه، لأن هناك امورا محددة لا يمكن طلبها منه، لاسيما وان الجميع يعلم طاقاته وحدوده".

وسأل: "ما هو المبرر لاستبعاد النهج السياسي الذي يمثله الأحدب عن الائتلاف في طرابلس؟ ويبدو أن موقفي السياسي الواضح في السابع من أيار ازعج البعض فحاولوا اقصاءه، ولا أريد الانزلاق الى الخلافات الشخصية، إنما اؤكد على النهج السياسي الذي سوف يجاوب عليه الناخب في صناديق الاقتراع في السابع من حزيران ومن حق المواطن الطرابلسي أن يفرض النهج الذي يريد".

واشار إلى أن "هناك منافسة قوية وجدية وهناك امكانات وماكينات ضخمة تعمل على اقصاء النهج الذي امثله، هذا النهج سأبقى عليه متحالفا مع الشيخ سعد رفيق الحريري، ولدي حظوظ كبيرة في النجاح، وفي حال فوزي فان هذا النهج سيعود الى المجلس النيابي أقوى من السابق، وهذا ما سيفرض عليهم التعاطي مع طرابلس بطريقة مختلفة، اذ لا يمكنهم التعامل معها كما فعلوا خلال السنوات الثلاثين الماضية، وفي رأيي أن لائحة الرئيس ميقاتي لم تطرح مواضيع اساسية، أكانت اقتصادية ام اجتماعية ام امنية تطال المواطن الطرابلسي، فليقولوا لنا على ماذا هم متضامنون اذا، حاولوا أن يتضامنوا ضد مصباح الاحدب وهذا لا يكفي".

ورّحب "بالتقارب السوري ـ السعودي"، معتبراً انه "كان هناك خلل في المواجهة السعودية ـ السورية انعكس سلبا على لبنان، والمصالحة العربية تنعكس ايجابا على لبنان، ولكننا نقول لمن يتحدث عن الـ"س ـ س" هذه المعادلة تصح عندما يكون هناك" س ـ ل س" وبدون هذه "ل"، وهي المواطن اللبناني عموماً والطرابلسي خصوصاً،لا تصح معادلة الـ"س ـ س". ومن أجل ذلك كان الرقم اللبناني، الذي هو شعار حملتنا الانتخابية. فمن حق المواطن اللبناني ان تكون الامور امامه واضحة وليست رمادية، ولتأمين استمرار المصالحة السورية ـ السعودية في لبنان يجب وصلها بالرقم اللبناني، واذا لم يحصل ذلك فهذه المصالحة لا "تظبط" في لبنان ولا في طرابلس". ولفت إلى أن "المعركة في طرابلس ليس معركة احجام والا لكنت في اللائحة، ولكن ما حصل هو "فيتو" سياسي، واذا نجح مصباح الاحدب في طرابلس يكون نسيب لحود نجح حكما في لبنان"، مشيرا الى ان "كل المحاولات لشرخ الشارع اللبناني والطرابلسي غير مقبولة وغير قابلة للاستمرار ونحن متماسكون، الشارع نفسه في طرابلس، الخط نفسه، خط الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومستمرون مع الشيخ سعد الحريري، والمواطن الطرابلسي سيتمسك بهذا الاساس، وانا على قناعة بذلك".

 

ما معنى المحافظة على الوحدة الإسلامية لدى "حزب الله"

المستقبل - الاثنين 27 نيسان 2009 - مصطفى علوش()

"كنا لو كان الخميني عمّنا والمعارضة يد واحدة عندنا

دسنا شاهنا وأمريكانو بنعلنا وابتدينا بثورة من أوسع طريق"

أحمد فؤاد نجم

مصطفى علوش()

المعلم علي شريعتي

يقول الدكتور علي شريعتي (1933 ـ1977)، ملهم الثورة في إيران، ان التغيير السياسي يجب أن يهدف إلى بناء "المجتمع التوحيدي" من منطلق انه يعكس الإيمان بالله الواحد على الأرض، فيكون هذا المجتمع ملكاً للإنسانية جمعاء دون تباينات أو تناقضات تدفع إلى الخلاف. وقد حاول شريعتي طرح رؤياه لتطوير الفكر الإسلامي، وخصوصاً الشيعي، من خلال إعادة تعريف المفاهيم الشيعية الأساسية لتعكس رؤية تقدمية من خلال التركيز على فكرة "التشيع العلوي" ونبذ "التشييع الصفوي" وهو الموروث أصلاً من جملة من المفاهيم والشعائر المستوردة من عدة أديان ومذاهب، وهي بعيدة كل البعد برأيه عن التشيع الاصلي.

ففي مبدأ الإمامة، رفض شريعتي التفسير الصفوي (وهو المتبع اليوم في إيران في مبدأ ولاية الفقيه) الذي يعتبر الإمام نوعاً من الآلهة، أو على الأقل كياناً خارقاً، أو وسيطاً بين البشر والإله، كما رفض في الوقت نفسه الفكر المقابل الذي يدعو إلى تأجيل أمور الأمة إلى حين عودة المهدي (الغيبة). وهنا، ركز على دور الناس في صنع السياسة والفكر للتحضير للمجتمع المثالي الذي سيقوده الإمام الغائب، مجتمع العدل والمساواة.

ورفض شريعتي في الوقت نفسه التفسير "الصفوي" لمفهوم "التقليد" (أحد أركان الفكر الشيعي)، وهو يعني الطاعة العمياء لرجال الدين مع الاعتراف بامتيازاتهم واحتكارهم لتفسير أحكام الدين. لذلك فقد كان بطبيعة الحال في وضع المواجهة مع المؤسسة التي بناها الملالي على خلفية أكثر من أربعة قرون من "التشيع الصفوي". وهكذا فقد جاءت أفكار "المعلم" شريعتي في تناقض واضح مع الاتجاه العام للمؤسسة الشيعية الدينية من خلال رفضه سلطة الملالي ورفضه تقديسها، وبنفس الوقت تركيزه على الحراك الاجتماعي كدافع للتغيير.

وقد جذبت أفكاره الثورية والاصلاحية الشباب الايراني المتلهف لايجاد قواسم مشتركة بين دينه وبين تاريخه وحضارته وبين الحداثة، فصار لهذه الافكار أصداء واسعة في مختلف أوساط المجتمع المدني في إيران. أما اليوم وبعد انقلاب مشروع ولاية الفقيه على كل الحلفاء الذين أسسوا للثورة في إيران، تبقى أفكار علي شريعتي في عمق النهج الاصلاحي الايراني الحالي، كما تعتمدها الكثير من الفئات المعارضة خارج ايران مثل منظمة مجاهدي خلق.

والجدير ذكره ان الهدف الاساسي الذي سعى إليه علي شريعتي هو تأمين ظروف الوحدة الإسلامية من خلال إزالة الشوائب والأساطير والشعائر العدائية والوثنية بنفس الوقت، والعودة إلى روح ما سمّاه "التسنن المحمدي والتشيع العلوي".

خدعة الملالي

بعد نجاح الثورة بإسقاط الشاه سنة 1979، استبشر معظم ثوريي، وحتى أقصى يساريي العالم العربي والإسلامي خيراً ببروز تجربة جديدة في عالمهم، اعتبروها قادرة على تزويج روح الإسلام التقليدي مع ثورة الحداثة المبنية على مفاهيم حقوق الانسان والعدالة والتطور، وقد كان للمزيج الايراني الثوري والتعددي في بداية الثورة صدى كبيراً بين شعوب المنطقة لكونه مثلاً يحتذى ويمكن تقليده في كل قطر إسلامي أو عربي.

وقد كان واضحاً يومها حذر المؤسسات الإسلامية التقليدية في الترحيب بثورة إيران، في حين عمّت الاحتفالات الأوساط الثورية واليسارية بشكل عام. ولكن هذه الآمال العريضات احبطت بسرعة بعد ان انقلب الامام الخميني وأتباعه بسرعة على كل الحلفاء الذين أصبحوا خلال سنة من انتصار الثورة إما في القبر أو السجن أو الاقامة الجبرية أو في المهاجر، مصحوبين كالعادة بتهم الخيانة والكفر وما شابهها من نعوت.

تمويه المشروع بالشعارات

ولكن الدعوة إلى الوحدة الإسلامية من خلال المنطق الثوري استمرت عبر شعارات "العداء للشيطان الأكبر"، وثورة المستضعفين، والمقاومة..". وقد كان للمثل اللبناني الثوري المتمثل بـ"حزب الله" (وهو فرع من فروع الحرس الثوري الإيراني) الأثر الأكبر في الترويج "للنجاحات" الايرانية، وذلك في غفلة من الناس عن الأهداف الاساسية للامام الخميني الذي ظهرت أخيراً في إعلان نفسه "وكيلاً معصوماً عن المهدي المنتظر" سنة 1988 في رسالته المشهورة إلى السيد علي خامنئي. ومع النجاحات التي حققها لاحقاً "حزب الله" بدماء وتضحيات اللبنانيين، أصبح الترويج لمشروع "ولاية الفقيه" مختلطاً مع مشروع المقاومة، مع العلم ان معظم الناس لا يعرفون المضمون الحقيقي لهذا المشروع.

وقد سعى "حزب الله" ونجح جزئياً في الترويج لمشروع "ولاية الفقيه" في لبنان من خلال أبواب عدة، من ضمنها نقل تجربة المؤسسات المعروفة في ايران "لبونياد" مثل مؤسسة الشهيد ومؤسسة جهاد البناء، بالاضافة إلى بسط السيطرة على الحوزات العلمية ونشر المؤسسات التربوية والصحية التي أدخلت الشريحة الأكبر من المجتمع الشيعي اللبناني ضمن شبكته. الباب الثاني كان البروباغندا المرتبطة "بنجاحات المقاومة" والتي أمّنت للجمهور الاكتفاءات النفسية بالشعور بالعزة. أما الباب الثالث والأهم لبنانياً، فهو اقتناع الجمهور الشيعي عامة بأن الارتباط بإيران، وبالتالي الغطاء الذي أمّنته من خلال واقع "حزب الله" سلاحا ووجوداً، أعطى "الطائفة" ضماناً في مسألة المنافسة على السلطة مع الطوائف الأخرى.

وهذا الواقع الأخير كان أحد أهم دوافع "حزب الله" إلى تجاوز أهمية مبدأ "الوحدة الإسلامية" من خلال المواجهات المفتوحة مع السنّة ومن أهم مظاهرها كان ما حصل في السابع من أيار، مع العلم بأن حملات التخوين والانقلاب على التوازنات السياسية التي ارساها اتفاق الطائف ليست بأقل أهمية. كما ان الصراع المفتوح اليوم مع مصر والذي وضع شعبها في معظمه في مواجهة مع "حزب الله" وبالتالي مع ولاية الفقيه هو أحد أمثلة تجاوز الوحدة.

كل ما سبق يؤكد ان رؤية "حزب الله" للوحدة الإسلامية هي ما رسمها الولي الفقيه وهي التبعية الكاملة له والتسليم الكامل بعصمته وحكمته ومرجعيته في شؤون الدين والدنيا، واية مواضيع أخرى تصبح من الثانويات.

باختصار، الوحدة الإسلامية عند "حزب الله" هي التبعية للولي الفقيه.

() نائب

 

جنبلاط: فلنذهب الى الانتخابات موحدين تحت شعار 14 آذار وإنجاح مشروع الدولة

المستقبل - الاثنين 27 نيسان 2009 - الشوف ـ "المستقبل"

جدد رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط "إعلان لائحة الشوف الانتخابية تحت شعار 14 آذار موحدين من أجل إنجاح مشروع الدولة"، وأعرب عن اعتقاده "أننا نستطيع في 8 حزيران أن نخرج من "المحبة" لترجمة المحبة عملياً على الأرض".

وقال جنبلاط في احتفال في بلدة كفرنبرخ، لمناسبة وضع حجر الأساس لبناء المركز الصحي الاجتماعي في البلدة أمس: "إنها خطوة نوعية وايجابية وجبّارة في أن نضع اليوم حجر الأساس لهذا المركز الصحي، على أمل استكماله بخطوات إضافية". أضاف: "لكوننا تحت قانون الإنفاق الانتخابي، لا استطيع إلا أن أقدم كل الدعم من المحبة كل المحبة و"شيكات" المحبة الى مصارف المحبة. في 8 حزيران أعتقد نستطيع بأن نخرج من "المحبة" لترجمة المحبة عملياً على الأرض".

وتابع: "بإسم ما تبقى من "لقاء ديموقراطي" وبإسم لائحة الشوف المحددة الواضحة المؤلفة من: محمد الحجار، مروان حمادة، علاء الدين ترو، جورج عدوان، دوري شمعون، نعمة طعمة، ايلي عون، و"العبد الحقير" وليد جنبلاط، أتقدم منكم بكل آيات المحبة، أما الباقي من الذين يأتون من هنا وهناك فلن يؤثروا، وأعتقد بأن هذا المهرجان وهذه الرمزية كافيتان لإعلان لائحة الشوف، لأنني بصراحة لست راغباً في إقامة احتفالات ترفع فيها شارات النصر وغيرها... المهم أن نذهب تحت شعار 14 آذار موَّحدين من أجل إنجاح مشروع الدولة إن شاء الله".

بعد ذلك وضع النائب جنبلاط حجر الأساس للمشروع. وكان النائب جنلاط التقى في المختارة سفيرة النروج في لبنان.

 

وزيرة الخارجية الاميركية سلمت رئيس الجمهورية رسالة من نظيره الاميركي يؤكد فيها دعمه والتزامه مساعدة لبنان

الرئيس سليمان بعد لقاء موسع بين الجانبين اللبناني والاميركي: لوجوب المساعدة الاميركية في الضغط على اسرائيل كي تكمل انسحابها

الجيش والقوى الامنية بحاجة للمساعدات في سبيل الحفاظ على الاستقرار

كلينتون: نحن مع اجراء انتخابات حرة بعيدة عن اي تدخلات وتهديدات ونتمنى ان يتخذ اللبنانيون قرارا يكمل التطور في السنوات الاخيرة

من المهم ان يتمتع لبنان بعلاقات جيدة مع جيرانه بمن فيهم سوريا والولايات المتحدة لن تعقد اي صفقة مع سوريا تتخلى فيها عن لبنان

الوزيرة الاميركية زارت ضريح الرئيس الحريري ووضعت اكليلا : الذين قتلوه لم يقتلوا حلمه في لبنان حر مستقل ولن يتمكنوا من ذلك

وطنية - 26/4/2009 جدد الرئيس الاميركي باراك اوباما "التزامه الشخصي والتزام بلاده مساعدة لبنان في الحفاظ على سيادته واستقلاله ودعم المؤسسات الشرعية فيه"، مثمنا "الخطوات التي ينتهجها الرئيس العماد ميشال سليمان في الحفاظ على الوحدة والاستقرار"، مؤكدا "العمل المتواصل عن قرب معه لما فيه مصلحة البلدين ومصلحة الاستقرار في المنطقة وتحقيق السلام الشامل والعادل فيها".

الوزيرة كلينتون

هذا الموقف نقلته وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون التي زارت بعبدا الحادية عشرة قبل ظهر اليوم، حيث عقدت خلوة مع الرئيس سليمان سلمت اليه في خلالها رسالة خطية من الرئيس الاميركي اشار فيها الى "انه متابعة للاتصال الهاتفي الذي اجراه مع نظيره اللبناني في شباط الفائت، اوفد الوزيرة كلينتون مؤكدا دعمه والتزامه الشخصي لسيادة لبنان واستقلاله ومسيرة الاستقرار فيه"، مثمنا في هذا المجال "الخطوات التي قام بها الرئيس سليمان في قيادة البلاد نحو الاستقرار والحفاظ على الوحدة وانتهاج خط الاعتدال مع الجميع".

واكد الرئيس اوباما في رسالته "التزام الولايات المتحدة دعم المؤسسات الشرعية لتستعيد دورها ودعم المؤسسات العسكرية والامنية لتقوم بدورها في الحفاظ على الاستقرار". واشار الى "ان الولايات المتحدة تعمل على سلام عادل وشامل في المنطقة، والى انه اكد في زياراته الخارجية التي قام بها اخيرا العمل على تحقيق هذا السلام"، لافتا الى "انه طلب من موفده السيناتور جورج ميتشل الوقوف على رأي الرئيس سليمان بالنسبة الى مسار السلام في المنطقة عند زيارته لبنان".

واذ اكد الرئيس اوباما "ثقته الكاملة بالرئيس سليمان والعمل عن قرب مع السفيرة ميشيل سيسون وطاقم السفارة في لبنان لما يخدم المصالح المشتركة"، فإنه اشار الى "انه يتطلع الى العمل عن قرب مع نظيره اللبناني لما فيه خدمة هذه المصالح المشتركة وكذلك الاستقرار في المنطقة".

لقاء موسع

وبعد اللقاء الثنائي، انعقد لقاء موسع بين الجانبين اللبناني والاميركي اشار في خلاله الرئيس سليمان الى "العلاقات الثنائية الجيدة بين لبنان والولايات المتحدة، متطلعا الى الدور الذي يقوم به الرئيس اوباما في المنطقة لاحلال السلام العادل والشامل"، مشيرا الى "وجوب المساعدة الاميركية في الضغط على اسرائيل كي تكمل انسحابها من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من الغجر"، لافتا الى "حاجة الجيش اللبناني والقوى الامنية اللبنانية للمساعدات في سبيل الحفاظ على الاستقرار والسلم الاهلي"، وشاكرا "ما تم تقديمه لغاية الآن"، مبديا "امله بوجوب حل الازمة في منطقة الشرق الاوسط وايجاد حل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين".

وحمل الرئيس سليمان الوزيرة كلينتون تحياته الى الرئيس اوباما وتمنياته له بالتوفيق والنجاح في تحقيق الامن والسلام في المنطقة.

من جهتها، اشارت الوزيرة كلينتون الى "ان بلادها تعمل بجهد من اجل اطلاق محادثات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين والوصول الى حل الدولتين"، مبدية "تفهمها الكامل للموقف اللبناني في ما يتعلق باللاجئين بشكل خاص". واشارت الى "ايمانها بوجوب مساعدة الجيش اللبناني كي يحفظ امن البلاد ووحدتها وسيادتها".

واذ ابدت "املها في العودة الى بيروت مجددا"، فانها تمنت "ان تجرى الانتخابات بشكل حر وعادل وبصورة ديمقراطية".

مؤتمر صحافي

وبعد انتهاء اللقاء الموسع، عقدت الوزيرة كلينتون مؤتمرا صحافيا في قاعة الصحافة في القصر الجمهوري قالت فيه: "دعوني ابدأ بالاعراب عن سروري لزيارة لبنان في هذا اليوم الجميل. وانا اقدر الفرصة التي سمحت لي بلقاء فخامة الرئيس ووزير الخارجية وعدد من المسؤولين. وانا ممتنة لهذه الفرصة لتسليم رسالة من الرئيس الاميركي باراك اوباما الى الرئيس سليمان تعبر عن الدعم القوي للادارة الاميركية للبنان حر سيد ومستقل، ومن المهم ان اشدد على الروابط المميزة التي تربط بين لبنان واميركا. ان الولايات المتحدة قد اغنتها مساهمات الاميركيين من اصل لبناني، كما اغتنت ايضا بتعدد المجتمع خصوصا وان لبنان يتمتع بهذه الميزة وهي مصدر قوة كما تمثل بالنسبة الى بلادي".

اضاف: "وعلى مر السنوات، مر لبنان بالكثير من التحديات وارغب في الاشادة بشجاعة المواطنين من مختلف المجموعات الذين عملوا على بناء وطن ديمقراطي ومستقل، وان الانتخابات النيابية المقبلة في حزيران، تعتبر مؤشرا مهما في هذا المجال. نحن نؤمن بقوة ان على الشعب اللبناني ان يختار ممثليه في انتخابات نزيهة وعادلة، دون القلق من تخييم اجواء عنف وتهديد، وبالتأكيد بعيدا عن اي تدخلات خارجية. وننضم الى المجتمع الدولي في دعم جهود الحكومة اللبنانية في سبيل تحقيق هذا الهدف، وسنواصل دعم اصوات الاعتدال في لبنان والمؤسسات الرسمية للدولة التي يعملون على بنائها. كما سيستمر دعمنا المتواصل للقوى المسلحة اللبنانية كصورة عن تعاوننا الثنائي. ان قرارات مجلس الامن كانت واضحة لجهة ان القوى المسلحة اللبنانية هي القوات الشرعية الوحيدة التي يحق لها امتلاك السلاح في لبنان والمسؤولة عن جميع اللبنانيين، وارغب ان اثني على القوات المسلحة اللبنانية على جهودها للدفاع عن حدود لبنان، ومحاربة الارهاب وتطبيق قرار مجلس الامن 1701 بشكل تام".

وتابعت: "وانا هنا ايضا لاتعهد بالدعم الكامل للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وسأغادر بعبدا متوجهة الى ضريح رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري لاقدم تعازي، وهناك حاجة لوضع حد نهائي لحقبة من عدم المعاقبة لاغتيالات سياسية في لبنان، وهذا امر لا يمكن ولا يجب استخدامه كورقة مساومة. وعندما سأزور الضريح سأحيي ذكراه واقدم تعازي لكل الذين قتلوا خلال دفاعهم عن سيادة لبنان واستقلاله. ان المبادىء الاساسية ل"ثورة الارز" التي تلت اغتياله والهادفة الى تحقيق سيادة الشعب اللبناني وحريته هي قيمة جوهرية نحترمها وسنعمل على ترجمتها الى حقيقة دائمة. انا مؤمنة بأن للبنان دورا محوريا للعبه في الجهود الطويلة المدى لبناء سلام دائم واستقرار في المنطقة، وانني الى جانب الرئيس اوباما والادارة التي امثلها اضافة الى حكومة الولايات المتحدة الاميركية وشعبها، نتطلع الى شراكة وتعاون متواصلين".

حوار

ثم اجابت الوزيرة كلينتون على اسئلة الصحافيين، وعما اذا زيارتها اليوم هي للتعبير عن دعمها للانتخابات، اجابت: "اود ان اعبر عن دعم الرئيس اوباما ودعمي للشعب اللبناني وللبنان السيد والحر والمستقل، ولاجراء انتخابات حرة بعيدة عن اي تدخلات وتهديدات كي يتمكن اللبنانيون من ايصال صوتهم بصورة سلمية خلال هذه الانتخابات".

سئلت: كيف ستتعامل الادارة الاميركية مع حكومة لبنانية جديدة اذا ما فازت المعارضة او "حزب الله" في الانتخابات المقبلة؟

اجابت: "لن اخوض في تكهنات حول نتائج الانتخابات في بلدكم، وهذا امر يعود الى الشعب اللبناني لتقريره، فاللبنانيون يضعون رهانات كبيرة على هذه الانتخابات وانا اعلم كم ان المرشحين يقومون بحملات انتخابية جدية في مختلف انحاء البلاد. لكننا نأمل بالفعل ان تجري الانتخابات دون اي تهديد وبعيدة عن التدخلات الخارجية وان تستمر نتائجها في اتجاه موقف معتدل ايجابي يعود بالفائدة على جميع اللبنانيين، فنحن نريد لبنان بلدا قويا مستقلا حرا وسيدا، ولا شك ان الانتخابات ستكون مؤشرا اساسيا على هذا الدرب".

سئلت: ما هو امكان تأثير احتمال فوز "حزب الله" او حلفاء سوريا في الانتخابات على التعاون مع الجيش اللبناني، وهل ستعيدون النظر في التعاون مع الجيش؟

اجابت: "لا ارغب في التكهن بنتائج الانتخابات، وكمسؤولة من الخارج فأنا امثل الرئيس اوباما وحكومتي، وآمل ان تكون الانتخابات حرة وغير خاضعة للتهديد وان يتخذ الشعب اللبناني قرارا يكمل التطور الذي شهدناه خلال السنوات الاخيرة. وقد يكون من المفاجىء لكم ان تسمعوا انه برأيي فإن الاعتدال مهم في شؤون الدولة، لانه يعطي الشعب الذي ينتمي الى مختلف العقائد والخلفيات فرصة للمشاركة، وهذا يعود الى الشعب اللبناني ولكننا نتطلع الى العمل والتعاون مع الحكومة اللبنانية الجديدة".

سئلت: هل يمكن ان يدفع لبنان ثمن التسوية مع سوريا خصوصا على صعيد المحكمة الدولية؟ ولماذا لن تقوموا بزيارة الرئيسين بري والسنيورة؟

اجابت: "في ما خص برنامجي، فإن هذه الزيارة كانت قصيرة جدا، لضرورة توجهي الى واشنطن بعدما زرت العراق والكويت. ولكنني جئت الى هنا لتوجيه اشارة قوية عن دعمنا لانتخابات حرة وعادلة، ولدولة لبنان التي يرمز اليها رئيس الجمهورية. لذلك التقيت فخامة الرئيس وكان لي شرف ان يستقبلني مع عدد من المسؤولين، وآمل ان اعود الى هنا، وقد ابلغت فخامة الرئيس انني غير سعيدة لاضطراري الى التواجد هنا لفترة وجيزة فقط، فالامر شبيه بوجود مأدبة فاخرة ولا يمكنني ان اتذوق منها سوى القليل من المقبلات، لانني سمعت الكثير عن هذا البلد الجميل، ولدي العديد من الاصدقاء الاميركيين اللبنانيين اخبروني عن جمال لبنان وضيافة الشعب اللبناني، لذلك آمل ان اعود مجددا وقضاء بعض الوقت هنا".

اضافت: "اما بالنسبة الى سوريا، فإننا مرتاحون الى تبادل السفراء وهو امر تم التوافق عليه بين لبنان وسوريا، ونحن نعتبر انه من المهم ان يتمتع لبنان بعلاقات جيدة مع جيرانه بمن فيهم سوريا، انما مع الاخذ في الاعتبار ان لبنان هو بلد حر سيد ومستقل ولا يمكن ان نقوم بأي عمل من شأنه ان يؤذي سيادة لبنان، فلا نتمتع بهذا الحق ولا نؤمن بأن هذا هو الامر الصائب للقيام به. لذلك ارغب في طمأنة المواطنين اللبنانيين بأن الولايات المتحدة لن تعقد اي صفقة مع سوريا تتخلى من خلالها عن لبنان وشعبه، فقد عانيتم الكثير ومن حقكم ان تحظوا بفرصة لاتخاذ قراراتكم بأنفسكم ايا تكن، ومع اناس يدعون لبنان وطنهم ويحبونه وملتزمون به وبقوا فيه وقاموا بكل ما باستطاعتهم لتخطي السنوات الصعبة. انكم تعيشون في جوار معقد ومن حقكم ان تحظوا بمستقبلكم الخاص، وهذا ما نؤمن به".

الوزير صلوخ

وفور انتهاء المؤتمر الصحافي، وجه الوزير صلوخ دعوة الى الوزيرة كلينتون لزيارة لبنان، فرحبت بها، ووعدت بتلبيتها عندما تسمح الظروف.

زيارة الضريح

بعد ذلك زارت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري في وسط بيروت، يرافقها مساعدها لشؤون الشرق الاوسط السفير جيفري فيلتمان والسفيرة الاميركية في لبنان ميشال سيسون حيث كان في استقبالها رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري والسيدان نادر الحريري وهاني حمود، وقد وضعت اكليلا من الزهر على الضريح، ثم زارت اضرحة الشهداء مرافقي الرئيس الحريري.

وتخلل الزيارة حديث على انفراد بين الوزيرة كلينتون والنائب الحريري استمر قرابة عشر دقائق، بعدها دونت الوزيرة الاميركية كلمة في سجل الشرف قالت فيها:" ان الذين قتلوا رفيق الحريري لم يقتلوا حلمه في لبنان حر سيد مستقل ومزدهر...ولن يتمكنوا من ذلك ابدا.

ان حياته وتراثه سيستمران في الهام الشعب في كل مكان.

فليبارك الرب ذكراه وعائلته وبلده الحبيب ".

ثم غادرت الوزيرة الاميركية والوفد المرافق بيروت عبر مطار رفيق الحريري الدولي.

 

الوزيرة كلينتون غادرت بيروت

وطنية- 26/4/2009 غادرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون والوفد المرافق بيروت عند الساعة الواحدة والنصف عبر مطار رفيق الحريري الدولي. وكانت قامت بزيارة لساعات الى لبنان التقت خلالها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ووضعت اكليلا على ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

 

كلينتون: أنا خارج الانتخابات النيابية وآمل أن تكون شفافة وعادلة ويتخذ اللبنانيون قرارا ليستمر التقدم
الشعب اللبناني لن يدفع ثمن اي اتفاق بين لبنان وسوريا

وطنية-26/4/2009 واكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في مؤتمرها الصحافي من بعبدا تطلع الولايات المتحدة الاميركية إلى شراكة وتعاون مع لبنان". وقالت:" أنا هنا لكي أعرب عن دعم الرئيس باراك أوباما وعن دعمي للشعب اللبناني وانتخابات تكون خارج دائرة العنف والتدخلات الأجنبية ليختار الشعب ممثليه بسلام". وقالت:" المرشحون يقومون بجهود كبيرة ونأمل أن تكون هذه الانتخابات بعيدة عن أي تخويف، ونريد أن نرى لبنان حرا ومستقلا وسيدا ونؤمن أن هذه الانتخابات ستكون أساسية في هذا الاتجاه". أضافت:" لا أريد أن أتوقع نتائج الانتخابات المقبلة وأنا هنا أمثل الرئيس أوباما والحكومة الأميركية، وأنا خارج هذه الانتخابات لكنني آمل أن تكون شفافة وعادلة ويتخذ اللبنانيون قرارا ليستمر التقدم الذي شهدنا وهذه الانتخابات مهمة وهي فرصة لمشاركة الجميع، لذلك يعود للبنانيين اختيار ممثليهم ونحن نتطلع للتعاون مع الحكومة المقبلة". ولفتت الوزيرة كلينتون الى أن زيارتها الى لبنان هي "زيارة قصيرة جدا وذلك لأنني مضطرة للعودة لواشنطن بعدما زرت العراق والكويت لكنني هنا لكي أرسل إشارة واضحة لانتخابات عادلة وشفافة". وأكدت ان الشعب اللبناني لن يدفع ثمن اي اتفاق بين لبنان وسوريا.

 

كلينتون في زيارة مفاجئة لبيروت: ندعم المحكمة وأصوات الاعتدال في لبنان

التاريخ: 26 نيسان 2009 المصدر: أ.ف.ب. 

أعربت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، خلال زيارتها المفاجئة والخاطفة للبنان اليوم، وهي الاولى لها منذ تسلمها مهامها، عن دعمها ودعم الرئيس باراك أوباما للشعب اللبناني ولانتخابات تكون خارج دائرة العنف والتدخلات الأجنبية، مؤكدة ان بلادها ستواصل دعم "اصوات الاعتدال" في لبنان ومؤسسات الدولة والقوى المسلحة الشرعية. وشددت على الدعم الاميركي المستمر للمحكمة الخاصة بلبنان، مشيرة الى وجوب أن تتوقف الاغتيالات السياسية في لبنان. وجددت التأكيد ان الشعب اللبناني لن يدفع ثمن اي اتفاق بين لبنان وسوريا.

وصلت كلينتون عند الحادية عشرة الا ربعا من قبل ظهر اليوم الى مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي في بيروت، على متن طائرة بوينغ اميركية تابعة لسلاح الجو الاميركي آتية من بغداد عن طريق الكويت. وكان في استقبالها في المطار سفيرة الولايات المتحدة الاميركية ميشال سيسون.

واكدت كلينتون في بيان وزع على الصحافيين الذين رافقوها في الطائرة ضرورة ان يتمكن اللبنانيون من اختيار ممثليهم في الانتخابات التي ستجري في السابع من حزيران المقبل خارج "دائرة العنف او التخويف". وقالت: "يجب ان يتمكن اللبنانيون من اختيار ممثليهم في انتخابات شفافة وعادلة خارج دائرة العنف او التخويف وبدون تأثيرات خارجية". اضافت: "ننضم الى المجموعة الدولية في دعم جهود الحكومة اللبنانية لتحقيق هذا الهدف". واشارت الى ان بلادها ستواصل دعم "اصوات الاعتدال" في لبنان ومؤسسات الدولة والقوى المسلحة الشرعية، مؤكدة "بعد الانتخابات سنستمر في دعم اصوات الاعتدال في لبنان ودعم مؤسسات الدولة اللبنانية التي يعملون بقوة لانشائها". ومن المطار انتقلت كلينتون الى القصر الجمهوري في بعبدا حيث اجتمعت لمدة ساعة تقريبا مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان في حضور مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان والسفيرة سيسون.

وبعد اللقاء، عقدت كلينتون مؤتمرا صحافيا لفتت فيه الى انها سلمت الرئيس سليمان رسالة من أوباما "تعرب عن دعمنا للبنان سيد، وتشدد على الروابط القوية بين دولة لبنان والولايات المتحدة". وقالت: "نقدر ما قدمه لبنانيون لواشنطن وهناك تنوع للمجتمعات ولمجموعة اللبنانيين الذين يعيشون في بلادنا".

ولفتت الى أن الولايات المتحدة تؤمن "أن الشعب اللبناني سيختار ممثليه في انتخابات عادلة وشفافة خارج دائرة العنف والترهيب ومن دون أي تأثيرات خارجية".

أضافت: "ندعم أصوات الاعتدال التي تعمل باتجاه هذه الأهداف، ودعمنا للجيش هو جزء من تعاوننا الثنائي وقرارات مجلس الأمن واضحة جدا وتنص على أن الجيش اللبناني هو المؤسسة الوحيدة التي يجب أن تملك سلاحا شرعيا في لبنان". واكدت "أنا هنا ايضا لأعرب عن دعمنا المستمر للمحكمة الخاصة بلبنان وسأتوجه الآن إلى ضريح الحريري ويجب أن تتوقف الاغتيالات السياسية في لبنان. وعندما سأزور ضريح الحريري سأقدم احترامي لجميع من دعم هذه المبادئ وجميع من كان ضحية المبادئ". واشارت الى أنها تؤمن "أن أمام لبنان دورا اساسيا يجب أن يلعبه في التوصل لسلام واستقرار في هذه المنطقة ".

واوضحت أن الولايات المتحدة الاميركية تتطلع إلى شراكة وتعاون مع لبنان،

وقالت: "أنا هنا لكي أعرب عن دعم الرئيس باراك أوباما وعن دعمي للشعب اللبناني وانتخابات تكون خارج دائرة العنف والتدخلات الأجنبية ليختار الشعب ممثليه بسلام". ورأت أن "المرشحين يقومون بجهود كبيرة ونأمل أن تكون هذه الانتخابات بعيدة عن أي تخويف، ونريد أن نرى لبنان حرا ومستقلا وسيدا ونؤمن أن هذه الانتخابات ستكون أساسية في هذا الاتجاه". أضافت: "لا أريد أن أتوقع نتائج الانتخابات المقبلة وأنا هنا أمثل الرئيس أوباما والحكومة الأميركية، وأنا خارج هذه الانتخابات لكنني آمل أن تكون شفافة وعادلة ويتخذ اللبنانيون قرارا ليستمر التقدم الذي شهدنا وهذه الانتخابات مهمة وهي فرصة لمشاركة الجميع، لذلك يعود للبنانيين اختيار ممثليهم ونحن نتطلع للتعاون مع الحكومة المقبلة".

واوضحت أن زيارتها الى لبنان هي "زيارة قصيرة جدا وذلك لأنني مضطرة للعودة لواشنطن بعدما زرت العراق والكويت لكنني هنا لكي أرسل إشارة واضحة لانتخابات عادلة وشفافة"، مؤكدة "ان الشعب اللبناني لن يدفع ثمن اي اتفاق بين لبنان وسوريا. وعند الاولى من بعد الظهر، زارت كلينتون والوفد المرافق ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري في وسط بيروت، حيث وضعت إكليلا من الزهر في حضور نجله رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري. كما زارت أضرحة رفاق الرئيس الشهيد ودونت كلمة في السجل الخاص. وعند الساعة الواحدة والنصف غادرت كلينتون عبر مطار رفيق الحريري الدولي.

وقال مسؤول رفيع في الخارجية الاميركية رافق كلينتون لوكالة "فرانس برس": "من رسائلنا الاساسية (في الزيارة) ان نؤكد مجددا للرئيس سليمان وللشعب اللبناني ان نقاشاتنا مع السوريين لن تأتي على حساب دعم استقلال لبنان والدولة اللبنانية ومؤسساتها". وردا على سؤال عن موقف بلاده في حال فوز "حزب الله" بالاكثرية النيابية وتاليا بالاكثرية الحكومية، اكتفى المسؤول الاميركي الذي طلب عدم كشف هويته بالقول: "اذا فاز حزب الله ننظر في تركيبة الحكومة وخصوصا في بيانها الوزاري لنحدد (...) ما سيكون موقفنا وما سنفعل في لبنان".

 

النائب حرب:أشكر النائب رعد لانه أوضح بشكل تام نيات المعارضة وما تخطط له

اذا فازت قوى 14 آذار بالاكثرية فمعنى ذلك ان الشعب متمسك بالشرعية اللبنانية

مشروعنا استعادة السيادة وإعادة المسيحيين الى الدولة وتحقيق التوازن بين الجميع

وطنية - 26/4/2009 أقام اصدقاء النائب بطرس لقاء سياسيا في فندق دوما، في حضور حشد من رؤساء البلديات والمخاتير ورؤساء الجمعيات والأندية ورجال دين وفاعليات.

بعد النشيد الوطني ودقيقة صمت عن أرواح شهداء لبنان وشهداء الجيش والقوى الامنية،

أدار اللقاء الزميل بسام ابو زيد فكلمة رئيس بلدية دوما جوزيف خير الله المعلوف الذي رحب بالنائب حرب وبالفعاليات المشاركة، في بلدتهم دوما، ونوه بالدور الذي قام ويقوم به حرب على المستوى الانمائي والسياسي والوطني.

ثم ألقى الرئيس السابق للبلدية المهندس حنا ايوب كلمة ثمن فيها "ما قام بها النائب بطرس حرب من دفاع عن الدولة وإعادة حكم القانون من خلال اتفاق الطائف، وقيادته مع رفاقه ثورة الارز التي حررت لبنان ودعاه الى إكمال المسيرة".

وبعد كلمة شكر لاهالي دوما ومنظمي اللقاء، اعتبر حرب ان "الانتخابات تفرض بالمرشحين ان يكونوا صادقين وشفافين مع الناس وأصحاب مبادىء من دون "تربيح الناس جميلة" نحن لسنا بحاجة لتربيح جميلة للناس، علما انني لم أقبل يوما ان أحني رأسي وأضحي بكرامتي وكرامتكم ثمنا لخدمة في منطقتي او نقلة زفت او مشروع تنمية، ففضلت خيار كرامة الوطن والانسان على الخدمة المادية في المنطقة".

وقال: "ما قمت به، قمت به بصدق، ولست بحاجة لأعدد انجازاتي و"أربح الناس جميلة"، فهو واجبي تجاه منطقتي وشعبي، ففي وقت توفرت الموارد والموازنات قمنا بما علينا، والحمد لله ضميري مرتاح، وتلبية الحاجات كانت بحسب الظروف التي توفرت، ومهما عملنا، يبقى أمامنا جهود كبيرة تحتاجها منطقتنا ولن نبخل بها لان أهلنا يستحقون، الاوتوستراد تم تنفيذ القسم الاول منه في أصعب الظروف، والحمد لله نفذ، اما القسم المتبقي منه فانتهت المناقصة ويبقى إعلان اسم المتعهد الذي سيرسو عليه التلزيم، والمسألة مسألة أيام معدودة".

وحيا النائبين السابقين سايد عقل ومنوال يونس على ما قاما به من جهود في وقت سابق في المنطقة.

كما تناول المشاريع والطرق الاخرى التي جرى تنفيذها في المنطقة موجها الشكر الى البلديات "التي تعاونت في هذا السبيل، كذلك طريق المدفون - كفيفان - أحيا - بشعلة وقضايا الصرف الصحي. الا ان الموضوع الأهم على الصعيد الوطني هو موضوع الحرية والاستقلال".

وركز النائب حرب على "موضوع السلام في لبنان واستقرار الحياة فيه ما ينعكس سلبا في الوقت الحاضر في ظل الامن السائب وعدم مركزية القرار بيد الدولة صاحبة السيادة، على مستقبل ابنائنا الذين يهاجرون طلبا للعمل والحياةالمستقرة والحرية.

وسأل: "قبل السؤال عن الخدمات والتي هي حاجة ملحة لكل مواطن، هناك مواضيع وطنية كبرى أكثر أهمية، فالعلاقات اللبنانية - السورية ومسألة التطبيع التي تنتظر جلاء مصير المفقودين اللبنانيين فيها منذ ايام هيمنتها على بلدنا، ومسألة الحدود السائبة والمخيمات الفلسطينية بالقرب من حدودها والسلاح في المخيمات الفلسطينية وخارجها، والتي لسوريا تأثير عليها ومساهمة في تسليحها، وترسيم الحدود في منطقة شبعا كي لا يبقى لبنان دولة المواجهة الوحيدة مع اسرائيل باسم كل العرب وضحية الصراع العربي - الاسرائيلي في ما حدود وجبهات العرب الاخرى مع اسرائيل كلها ساكنة".

التشريع

وتناول حرب موضوع قانون محاكمة الرؤساء والوزراء والذي جاهد من أجل إقراره وفقا للاعتداء على المال العام وانتهاك حقوق المواطن والقوانين والرشوة وغيرها من التجاوزات.

وسأل اين "كان المدعون الحرص على القوانين ومكافحة الفساد يصبحوننا في كل يوم بهذه المعزوفة، فلم يؤيدوا اقتراح القانون بل كان تصويتهم ضده، وجاء موقفهم ليغطي الوزير والمسؤول في مخالفته وتجاوزه القانون متى فعل".

وتوقف عند موضوع المعركة الانتخابية، فتمنى على الناخبين "عدم التوقف عند اسماء المرشحين انما عند البرامج والمشاريع، فلن نكتب كتيبات نوزعها على الناس عن الانجازات ونعدهم بالمن والسلوى.انما الانتخابات هي خط سياسي، واذا كان للبعض ملاحظات علي او على حليفي النائب زهرا، الا ان في التصويت لاحدنا دون الآخر إضرار بالخط السياسي الوطني والمبادرة الوطنية التي استشهد من اجلها شهداؤنا رفيق الحريري، جبران التويني، باسل فليحان، انطوان غانم، بيار الجميل، سامر حنا ووسام عيد وسواهم".

أضاف:"نحن نحترم رأيكم وثقافتكم السياسية فنحن لا نكذب عليكم، الامر متروك لكم، وعليكم تحكيم ضميركم والاختيار بين من يريد السلاح السائب وقيام دويلات المحاور على حساب نهوض الدولة القوية ذات السيادة والسلاح الشرعي بيد الجيش اللبناني والقوى الشرعية".

حوار

وردا على سؤال حول وضع المسيحيين ودورهم في لبنان، وصلاحيات رئيس الجمهورية وموقف قوى 14 آذار قال النائب حرب:" أنا أفتخر اننا في لبنان لا يوجد رغبة عند أحد ببناء دولة مرتبطة بطائفته بمعزل عن الطوائف الاخرى، وانا ضد اي مشروع يربط لبنان بأي طائفة، وأرفض لبنان المسيحي ولبنان المسلم، انا مع لبنان العلماني، حيث الفصل بين الدولة والدين، وحيث يمارس كل منا دينه في بيت الله، ويمارس دوره الوطني في الدولة، الا انه بالنسبة للحساسية القائمة في لبنان والتوازنات الطائفية وتركيبة المجتمع اللبناني، لم يتنازل المسيحيون عن صلاحيات رئيس الجمهورية لقناعتهم الراسخة بالتنازل عن صلاحياتهم، انما أخذ اللبنانيون من الفرنسيين نظاما داعما لرئيس الجمهورية بالنص، وبعد خروجهم لم يعدل هذا النص ولم يكن باستطاعة رئيس الجمهورية ممارسة الصلاحيات التي منحه إياها الدستور، فتتالت الازمات، ودفع لبنان 200 ألف شهيدا بين 1975-1990، الى ان تمكننا من بلوغ مرحلة، لحل الازمة في لبنان، في اتفاق الطائف، من خلال صيغة يتوافق عليها المسيحيون والمسلمون لادارة الحكم في لبنان، فعدلنا الدستور مع تنازلات عن بعض صلاحيات رئيس الجمهورية، فيما المشروع البديل لذلك هو الاستمرار بتدمير لبنان وقتل الناس واقتتال اللبنانيين في ما بينهم، وحصلت احداث كثيرة أدت الى هجرة مسيحية وانكفاء عن الدولة وما حصل كان نتيجة اخطاء ارتكبها المسيحيون بحق بعضهم، حروب المسيحيين مع المسيحيين أدت الى إضعاف التوازنات التي كانت قائمة في لبنان، ما جعلنا نشعر بفقدان التوازن بين المسيحيين والمسلمين".

وغمز من قناة العماد ميشال عون قائلا:" نحن مسيحيو 14 آذار بعد كل ما حصل بنا، نخوض معركة لاسترداد موقعنا في الدولة ولتعزيز دور رئيس الجمهورية الذي يجب ان يمارس صلاحياته، في حين واجهنا الآخرون بتفريغ موقع رئاسة الجمهورية لفترة 6 أشهر لان هناك من يطمح من بينهم برئاسة الجمهورية، وبما انه لم يستطع ان يحقق طموحه فالسلام على رئاسة الجمهورية، دمرنا رئاسة الجمهورية، ورئيس الجمهورية والموارنة والمسيحيين، وعندما وجد اقتراح تشكيل حكومة 10×10×10 رفضها من يدعي انه يريد تعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية عندما وافقنا نحن عليه ". وردا على سؤال حول السبب الذي دفع النائب وليد جنبلاط لتناول المسيحيين ووصفهم بالجنس العاطل قال حرب :" كان المسيحيون مهمشين في الفترة السابقة وكان الآخرون يعمدون الى تسمية المرشحين المسيحيين في المناطق المختلطة طائفيا، لكن القوى المسيحية في 14 آذار فرضت هذه المرة مرشحيها في تلك المناطق ومنها ذات النفوذ الجنبلاطي ، فلم يتمكن من فرض مرشحيه المسيحيين وهذا موقف ايجابي للمسيحيين علما اننا لسنا على خصام مع وليد جنبلاط ونواصل وإياه تحالفنا في ثورة الارز".

اضاف:" لبنان لا ينهض اذا كان مسيحيا فقط او مسلما فقط ، بل ينهض بجناحيه المسلم والمسيحي هذا هو مشروعنا، مشروعنا استعادة السيادة للبنان وإعادة المسيحيين الى الدولة وتحقيق التوازن بين جميع اللبنانيين".

وردا على سؤال حول ما قاله النائب محمد رعد حول المطالبة بضرورة ذهاب هذه الحكومة كما ذهب الرئيس الاميركي جورج بوش وأولمرت وان على المعارضة ضرورة الحصول على الاكثرية النيابية مهما حصل، قال حرب:"أريد ان أشكر النائب محمد رعد على صراحته لانه أوضح بشكل تام نيات المعارضة وما تخطط له، لان بذلك العودة الى حالة الفوضى، والى السلاح والى غياب الدولة والنظام، فمشروعنا هو الدولة والنظام والقانون ويستحق النائب رعد الشكر على ما أوضحه، ولماذا لا يريدون فوز قوى 14 آذار، حتى ينفلت النظام ويستمرون في تلقي أوامرهم من خارج الحدود، وهم الذين يفتخرون بانتمائهم الى مرجعية ولاية الفقيه، فاما ان قرار لبنان في لبنان، في مجلس الوزراء وفي مجلس النواب وفي القصر الجمهوري في بعبدا، واما انه في ايران ، في الواقع هذا هو السؤال المطروح على الناخبين. كيفية اتخاذ قرارهم في الانتخابات، فاما لبنان المرتهن الى المحاور ما وراء الحدود واما لبنان القرار الحر السيد المستقل".

اضاف:" اذا أدت الانتخابات النيابية الى فوز 14 آذار بالاكثرية فمعنى ذلك ان الرسالة واضحة من الشعب اللبناني بالتمسك بالشرعية اللبنانية، برئيس جمهورية لبنان ومجلس وزراء لبنان ومجلس النواب اللبناني والجيش اللبناني صاحب الاحتكار الوحيد للسلاح على ارض لبنان، وهذا القرار هو من مسؤولية الناخبين في 7 حزيران". وردا على سؤال قال حرب:" اذا قررت المعارضة بالسلاح الذي تملكه في حال فوزها بالاكثرية في الانتخابات ، كما احتلت اسواق بيروت، ومثلما هددونا بان الرئيس فؤاد السنيورة لن يستطيع لملمة اوراقه وسيداهمه الوقت قبل "ضبضبة كلاكيشه وأغراضه" والهرب من السراي يوم كانت محاصرة، ويوم كان مجلس النواب معطلا ومقفلا، اذا قررت فعلا المعارضة ان تسلك هذا السلوك اللاديموقراطي واللاشرعي، فلن تبقى شرعية وقتذاك ليس فقط لرئيس الجمهورية انما البلد كله سيتحول الى شريعة غاب، تحت تأثير قرارات متخذة في الخارج ومفروضة علينا ف الداخل بالقوة".

وردا على سؤال حول إدعاء الوزير جبران باسيل بقيامه بتنفيذ اوتوستراد البترون - تنورين قال حرب:" الوزير باسيل مشكور على ما يقوم به من مشاريع ونحن لا ندعي القيام بما ينفذه هو، ولكن لا بد من التذكير ان مشروع الاوتوستراد بدأنا بالسعي لتنفيذه وملاحقته الى اليوم قبل ان ينخرط الوزير باسيل في العمل السياسي وهو كان لا يزال على مقاعد الدراسة".

 

سامي الجميل: لائحة المتن متماسكة وما تبقى تفاصيل تقنية وقد يتم الاعلان عنها في اليومين المقبلين

٢٦ نيسان ٢٠٠٩ /اكد منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب ومرشح الحزب عن المقعد الماروني في المتن الشمالي سامي الجميل في احاديث عبر أخبار المستقبل والجديد والمؤسسة اللبنانية للإرسال ان تأجيل اعلان لائحة 14 آذار في المتن الشمالي يعود لأسباب تقنية وتنظيمية فحسب، ولا يوجد شيء خارج عن الطبيعة. ولفت الى ان الموعد الجديد للاعلان لم يحدد بعد متوقعاً ان يتم في اليومين المقبلين. واشار الى ان كل أسماء المرشحين في اللائحة باتت معروفة ومتداولة.

وقد امل الجميّل ان يكون المجلس النيابي الجديد مؤسسًا لمجلس مبني على شراكة سياسية بين الافرقاء كافة من دون أن تسيطر قوى على اخرى. واشار الى ان الثقة مفقودة بين الاطراف اللبنانية بسبب وجود حال استقواء معتبراً ان هذا الامر غير صحي في المجتمع. ورأى ان الغاء الطائفية في لبنان امر مستحيل لان الطائفية موجودة في نفوس اللبنانيين، مؤكداً ضرورة خلق حال من التوازن، واعطاء ضمانات لمن يشعر بالخوف. كما شدد على التوفيق بين اكثرية نيابية تحكم بشكل طبيعي ومعارضة تعارض بطريقة طبيعية ايضاً. وبالنسبة الى لائحة المتن، فكشف أن ثمة افكار تطرح قبل اعلانها لكنها لا تمس بجوهر اللائحة وبتماسكها وبالافرقاء الموجودين فيها. وشدد على أن ثمة ركائز اساسية متماسكة مما يعني ان لا مشكلة في تأليفها وما يبقى اشياء تقنية. وختم مؤكدًا أن العمل في اللائحة ينتهي في خلال اليومين المقبلين، مستغربًا اعطاء الموضوع اكثر من حجمه خصوصًا أنه لم يحدد موعد للإعلام اي موعد للإعلان اللائحة. 

 

سياسة - شمعون جال في اقليم الخروب: لا نريد اي مفوض سام بعد اليوم ونأمل تصحيح ملف الحدود مع سوريا واقفاله لا ان يبقى كالمال السائب

وطنية - 26/4/2009 زار رئيس حزب "الوطنيين الاحرار" دوري شمعون يرافقه عضو المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى محمد فواز، بلدة كترمايا والتقى اعضاء جمعية "الوعي والمواساة"حيث تحدث باسمهم نائب الرئيس الشيخ احمد علاء الدين، وعضو الجمعية احمد فوزي السيد فأكدا على "اهمية النهج الذي يمثله شمعون عبر التاريخ منذ ايام الرئيس الراحل كميل شمعون وحتى اليوم".

شمعون

ورد شمعون بالقول:"اننا نريد لبنان مستقلا وليس فيه اي تدخل خارجي، آملا في "ان نكون وضعنا القطار على سكته الصحيحة، من خلال العلاقات الديبلوماسية بين لبنان وسوريا"، داعيا الى "اقفال ملف الحدود مع سوريا لا ابقائه كالمال السائب ".

وقال:" لقد مرت على لبنان ظروف صعبة وكانت عاطلة جدا، وما من احد الا ودفع قسما من الفاتورة ، ولكن المهم اليوم وكما يقال "تنذكر وما تنعاد".

اضاف:" ان كترمايا مثل بقية المناطق اللبنانية عانت الكثير، وان ما تقومون به اليوم هو عين الصواب، واني لا اعتقد انكم لوحدكم تستطيعون ان " تجلسوا المقتاية"، واننا نأمل الدخول الى المجلس النيابي الذي للمرة الاولى تكون صبغته لبنانية بشكل عام، واننا نأمل العمل لخدمة الناس كما كان يخدمهم الرئيس كميل شمعون في الماضي، ولكن ايام والدي تختلف عن ايامنا اليوم، فوقتها كانت هيبة الدولة وامكاناتها موجودة، فاذا قرروا وقتها ان يفتحوا طريقا في مكان ما، كانوا يقومون بذلك ، ولكن اليوم يأخذون القرار ولا ندري متى ينفذ وتشق الطريق، فأنا لا املك عصا سحرية ولا يمكننا ان نجلس الامور بالسرعة الكافية، ولكن الشيء الوحيد الذي يمكن ان نقوم به هو خلق نوع من جو الالفة في منطقة الشوف لازالة مآسي الحرب التي مرت على لبنان، وهنا نامل بعض الشيء من حسن النية من قبل الجميع ونتمكن من تحسين الامور حتى لا يذهب الشباب اللبناني الى التفتيش عن لقمة العيش".

وتابع:" في 8 حزيران المقبل سوف تعطي نتائج الانتخابات النيابية للبنان حقه، وتعطي الناس التي تؤمن بلبنان والدستور فوق اي دستور اخر، وهنا انا لا اتكلم بالدين بل في السياسة، فنحن نريد لبنان مستقلا وليست فيه اي تدخل خارجي، نريد احسن العلاقات مع سوريا، ولكن العلاقات الجيدة تتطلب "حسن الجوار"، يعني ان يحترم كل واحد جاره، وهنا نأمل عبر العلاقات الديبلوماسية ان نكون وضعنا القطار على سكته الصحيحة، واننا لا نريد بعد اليوم مفوضا ساميا، ونأمل تصحيح ملف الحدود مع سوريا واقفاله لا ان يبقى كالمال السائب، فلبنان ليس ملكا سائبا، ونأمل ان نستطيع بناء الدولة التي يمكن لها ان تقف على رجليها وتعمل على تثبيت الامن في لبنان. لا كلما خطر لاحد ان يقتل احدا يقوم بذلك ولا احد يقول له اين انت".

وقال:" لقد جاء على بالهم ان "يفشوا خلقهم" بالبلد وان يفرضوا رأيهم عليه، فنزلوا وسكروا البلد، فالفرد قد يقوم بمظاهرة ليوم او ليومين لا ان يحرم 25 الف مواطن من لقمة عيشهم، فهذا لا يجوز، ولا يجوز هذا السلاح الذي هو للمقاومة ان يستخدم في الداخل للوصول الى مكاسب سياسية، نريد بندقية واحدة، بندقية الدولة اللبنانية، ونريد قرار واحد لدولة فقط، وفي نفس الوقت نريد دولة لبنانية يكون فيها اناس "خرج" ان ياخذوا القرارات، ونتمنى ان نصل الى اعادة بناء الدولة كما يجب وكما نريدها جميعا، وعلينا ان ندرك ان لبنان هو اولا وآخرا".

بعدها، زار شمعون عددا من فاعليات وعائلات بلدة كترمايا واستمع الى اوضاعهم، ثم زار بلدة بعاصير.

 

احمد الاسعد بدأ جولات انتخابية في الجنوب

وطنية - 26/4/2009 اعلن لقاء الانتماء اللبناني ان مؤسسه احمد الاسعد بدأ جولة اولى من سلسلة جولات انتخابية تشمل عددا كبيرا من البلدات في الجنوب منها: الطيبة حيث قرأ الفاتحة عن روح جده، صريفا، معروب، عديسة اضافة الى عدد كبير من المناطق الاخرى. واستقبل الاسعد في دارته في العديسة، فاعليات وحشدا كبيرا من الوفود من مناطق الغندورية، القنطرة، الطيبة، النبطية، رب ثلاثين، حولا، عيترون، ميس الجبل وغيرها. وأشار "الانتماء" الى "ان الاسعد سيمضي نصف الاسبوع في بلدة العديسة في قضاء مرجعيون، ومنها سينطلق الى القرى الجنوبية الاخرى، وسيمضي النصف الثاني من الاسبوع في بيروت".  وأوضح "ان هذه الجولات تندرج في اطار التواصل المستمر والدائم بين الاسعد وأهله الجنوبيين". وشدد على "ان الهدف من هذه الجولات يتمثل في "حض الناخبين الجنوبيين على التوجه بكثافة الى صناديق الاقتراع في 7 حزيران، وعلى التعبير عن اقتناعاتهم الحقيقية، من خلال التصويت لخيار الدولة والمؤسسات الشرعية".

 

مرشحو "التغيير والاصلاح" في جبيل التقوا المطران الراعي

وطنية -26/5/2009 التقى مرشحو لائحة التغيير والاصلاح في قضاء جبيل، النائبان عباس هاشم ووليد خوري وسيمون ابي رميا، راعي ابرشية جبيل المارونية المطران بشارة الراعي، في دار المطرانية في عمشيت. وتناول البحث برنامج اللائحة السياسي والانمائي في القضاء، فثمن المطران الراعي المواقف الايجابية للائحة، وتمنى ان يمر هذا الاستحقاق بروح ديموقراطية راقية.

 

مهرجان لحزب "الاتحاد السرياني" في الذكرى ال94 لمجازر "سيفو"

وكلمات أكدت عدم التسامح مع تركيا قبل اعترافها بالمجازر والتعويض عنها

وطنية - 26/4/2009 اقام حزب الاتحاد السرياني أمس مهرجانا خطابيا لمناسبة مرور 94 عاما على ذكرى مجازر "سيفو" التي ارتكبت بحق الشعبين الارمني والسرياني الاشوري الكلداني والمسيحيين عموما، من قبل الامبراطورية العثمانية 1914/ 1915 في قاعة كاتدرائية مار يعقوب السروجي سد البوشرية.

حضر المهرجان رئيس الحزب ابراهيم مراد، المطران يوسف ملكي ممثلا بطريرك السريان الكاثوليك يوسف الثالث يونان، مطران جبل لبنان وطرابلس للسريان الارثوذكس جورج صليبا، المحامي انطوان قاصوف ممثلا الرئيس امين الجميل، النائب نبيل دي فريج ممثلا النائب سعد الحريري، ادي ابي اللمع ممثلا الدكتور سمير جعجع، مارون مارون ممثلا النائب ستريدا جعجع، ليون سامرجيان ممثلا النائب سيرج طور سركيسيان،الامين العام لحركة اللبنانيين الارمن الاحرار العميد المتقاعد ناريك ابراهيميان،الامين العام للمجلس الوطني لثورة الارزالمهندس طوني نيسي، السفير فاتشي نوربيتليان،الانسة نايلة جبران تويني، الدكتور الياس مخيبر مرشح المقعد الارثوذكسي في المتن الشمالي، رئيس الرابطة الاشورية روائيل روائيل، رئيس رابطة الارمن الكاثوليك عبود بوغوص، ورئيس بلدية الجديدة البوشرية السد واعضاء مجالس بلدية وحشد كبير من مناصري حزب الاتحاد السرياني.

بدأ الاحتفال بالنشيدين اللبناني والسرياني وتم عرض فيلم وثائقي اظهر بشاعة وفظاعة تلك المجازر التي ارتكبت بحق الشعبين الارمني والسرياني.

سفر

وألقى امين الفكر والتوجيه الدكتور شوقي سفر كلمة باسم الحزب استغرب فيها "صمت العالم حول قضيتنا، والخوف بالمطالبة بالاعتراف بالمذبحة التي ارتكبت بحق شعبنا" لافتا الى ان "هذا الزمن انتهى ودخلنا زمن المطالبة بحقوقنا المهدورة عبر استرجاع القرى والاديرة والكنائس وحقوقنا الثقافية في تركيا، وهذا الزمن انتهى ايضا في لبنان بعد تأسيس حزب الاتحاد السرياني اللبناني حامل قضية شعب يحب العيش بحرية وكرامة بوطن الحرية والذي لن يسكت عن هدر حقوق السريان اينما وجدوا".

وختم: "لن نصالح، لن نسامح الدولة التركية قبل الاعتراف والاقرار بتلك المجازر والتعويض عنها بعودة الحق الى اصحابه".

المطران يوسف ملكي

والقى كلمة البطريرك يوسف الثالث يونان المطران يوسف ملكي أكد فيها ان "المجازر التي ارتكبت بحق الشعبين السرياني والارمني هي الافظع في تاريخ البشرية، وهي حقيقة مكشوفة وموثقة، والمسيحيون في الشرق جميعا عانوا من تلك المجازر" شاكرا وداعما باسم الكنيسة نضال حزب الاتحاد السرياني ونشاطه الزاهر لمطالبته ومدافعته عن حقوق السريان".

روائيل

وتحدث رئيس الرابطة الاشورية روائيل روائيل عن "المجازر التي ارتكبت بحق السريان الاشوريين الكلدان والتي تكررت في اكثر من دولة في الشرق الاوسط، فمن تركيا الى العراق الى لبنان الهدف واحد اقتلاع المسيحيين المشرقيين من ارضهم التاريخية" مؤكدا "متابعة النضال سويا مع حزب الاتحاد السرياني لرفع الغبن عن هذا الشعب المقهور".

نوربيتليان

ولفت السفير الدكتور فاتشي نوربيتليان باسم حركة اللبنانيين الارمن الاحرار الى ان "الارمن تمكنوا من فرض حقيقة الابادة الارمنية وواقعها لدى المحافل الدولية وبقيت هنالك الابادة المنسية الابادة السريانية، التي تم طمسها من قبل السلطات التركية خلال عقود، ففي جبال طور عابدين معقل السريان تتابعت المجازر بحق السريان حيث تم ذبح مئات الالاف من السريان، وتم نهب ممتلكاتهم وتدنيس وحرق اديرتهم وكنائسهم وطمس هويتهم. وبعد السكوت الشبه التام الذي خيم على هذه الابادة المنسية عاد المثقفون والمناضلون والباحثون ليخرقوا بقوة جدار الصمت ان هناك الشعب السرياني تعرض لذات المصير الدموي الذي اصاب الشعب الارمني". وختم:"نجدد عزمنا على متابعة نضالنا كشعب ارمني مع الشعب السرياني الشقيق لتبيان الحقيقة ولاحقاق الحق يدا بيد، تاريخنا مشترك، ذاكرتنا مشتركة، مصيرنا مشترك، ونجدد معا اننا لن ننسى، لن نسامح، لن نسكت، ولن نسمح بأن تغتال ذاكرة الشهداء. لتحيا الاخوة بين الشعبين السرياني والارمني".

 

النائب الحريري استقبل النائب جنبلاط لساعة ونصف الساعة

وطنية - 26/4/2009 استقبل رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري، مساء اليوم في بيت الوسط، رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، في حضور وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي والنائب مروان حمادة. ودام اللقاء ساعة ونصف الساعة تم خلاله عرض للتطورات السياسية الراهنة.

 

النائب جنبلاط وضع حجر الأساس لمركز صحي اجتماعي في كفرنبرخ: كوننا تحت قانون الانفاق الانتخابي لا استطيع الا ان اقدم "شيكات" المحبة

لست راغبا في اقامة احتفالات ترفع فيها شارات النصر وغيرها

المهم ان نذهب موحدين تحت شعار 14 آذار لانجاح مشروع الدولة

وطنية - الشوف - 26/4/2009 رعى رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، إحتفالا في بلدة كفرنبرخ - الشوف، اقامته هيئة سيدات انماء كفرنبرخ، بالتعاون مع البلدية، لمناسبة وضع حجر الاساس لبناء المركز الصحي الاجتماعي في البلدة. وحضر الى النائب جنبلاط، ممثل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن رئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي الشيخ سامي ابي المنى، ممثل وزير الشباب والرياضة طلال ارسلان ربيع كرباج، النواب: مروان حمادة، ايلي عون، علاء الدين ترو ومحمد الحجار، ممثل راعي ابرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران ايلي بشارة الحداد الاب بول حنينة، رئيس الحركة اليسارية اللبنانية منير بركات، وكيل داخلية الشوف في الحزب التقدمي الاشتراكي رضوان نصر، والسيدة تريز نعمة طعمة، وحشد غفير من رجال الدين دروزا ومسيحيين وشخصيات وفاعليات سياسية وحزبية وأهلية.

النشيد الوطني افتتاحا، ثم ألقت رئيسة هيئة انماء كفرنبرخ وسام الشامي الغضبان، كلمة اكدت فيها بأن المركز - الصرح سيكون منارة للعلم الاجتماعي والثقافي والانساني، وشكرت النائب جنبلاط على عمله لنهوض المشروع. كما تحدث رئيس بلدية كفرنبرخ خالد العماد، معلنا "وفاء كفرنبرخ لرائد الاعمار وباني اسس الدولة النائب جنبلاط". والقى النائب جنبلاط كلمة استهلها بالقول: "انها خطوة نوعية وايجابية وجبارة في أن نضع اليوم حجر الاساس لهذا المركز الصحي، على امل استكماله بخطوات اضافية". ثم أضاف: "لكوننا تحت قانون الانفاق الانتخابي، لا استطيع الا وان اقدم كل الدعم من المحبة، كل المحبة و"شيكات" المحبة الى مصارف المحبة. في 8 حزيران اعتقد نستطيع بأن نخرج من "المحبة" لترجمة المحبة عمليا على الارض". وأردف: "فباسم ما تبقى من "لقاء ديموقراطي"، وباسم لائحة الشوف المحددة الواضحة المؤلفة من: محمد الحجار، مروان حمادة، علاء الدين ترو، جورج عدوان، دوري شمعون، نعمة طعمة، ايلي عون، و"العبد الحقير" وليد جنبلاط، اتقدم منكم بكل آيات المحبة، اما الباقي من الذين يأتون من هنا وهناك فلن يؤثروا، واعتقد بأن هذا المهرجان وهذه الرمزية كافيان لاعلان لائحة الشوف، لانني بصراحة لست راغبا في اقامة احتفالات ترفع فيها شارات النصر وغيرها. المهم ان نذهب تحت شعار 14 آذار موَّحدين من اجل انجاح مشروع الدولة ان شاء الله". بعد ذلك وضع النائب جنبلاط وممثل الوزير ارسلان حجر الاساس للمشروع. وكان النائب جنلاط قد التقى في المختارة سفيرة النروج في لبنان.

 

النائب رعد: التفاهم الوطني والشراكة هما المدخل لتحقيق الاستقرار

المقاومة تزداد قوة وتناميا والخطر الذي يتهدد بلادنا لا يزال الخطر الصهيوني

وطنية-26/4/2009 أكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، خلال احتفال تأبيني في بلدة الخيام-مرجعيون، أن "الانقسام والتشرذم والتوتر والتوتير وإثارة الانفعالات والغرائز واستخدام الخطاب التحريضي لا يخدم الوحدة الوطنية ولا يحقق الاستقرار في هذا البلد"، مشددا على ان "التفاهم الوطني والتوافق والشراكة هم المدخل الطبيعي لتحقيق الاستقرار لمن اراد ان يبني وطنا لا ساحة". وقال: "نحن نخوض اليوم انتخابات وفق خيارين مختلفين، ونأمل ان نتوصل الى التفاهم حول الخيار الذي ينهض بلبنان حيال التحديات المقبلة"، مؤكدا أن من "اراد للبنان عزة وكرامة واستقرارا وسيادة وقرارا وطنيا حرا عليه ان لا يستجدي الحلول من الخارج وانما يتكئ على ارادة ووحدة وقوة شعبه"، معتبرا انه "في حين نختلف في زوايا وضعنا الداخلي فإن عدونا ما يزال يستنفذ كل قدراته من اجل ان يتحين اللحظة المناسبة لمعاودة الانقضاض علينا جميعا، وهو لا يستهدف منا منطقة او طائفة او مذهبا انما يستهدف الوطن كله وبأسره وكل الطوائف والتيارات والاتجاهات". ولفت النائب رعد الى ان المقاومة "تزداد قوة وتناميا في العديد والعتاد والتأهيل وكل مستلزمات المواجهة، وأنه في الوقت الذي ترمق فيه عيوننا الوضع الداخلي في البلاد لا نغفل اطلاقا عن رصد حركة العدو وتحركاته وتحرشاته واستهدافاته"، مؤكدا أن الخطر الاساسي الذي يتهدد بلادنا "لا يزال الخطر الصهيوني وسيبقى كذلك حتى يزول وتزول مقوماته". ورأى أن "من اراد ان يواجه الخطر الصهيوني عليه ان يتواصل مع عمقه الشعبي في العالم العربي التي تمثل سوريا بوابته الواسعة"، مضيفا: "على هذا الاساس حين نحرص على علاقات مميزة بين لبنان وسوريا انما نحرص على تعزيز موقع لبنان الممانع والمقاوم للخطر الصهيوني".

 

حرب: أشكر النائب رعد لانه أوضح بشكل تام نيات المعارضة وما تخطط له

اذا فازت قوى 14 آذار بالاكثرية فمعنى ذلك ان الشعب متمسك بالشرعية اللبنانية

مشروعنا استعادة السيادة وإعادة المسيحيين الى الدولة وتحقيق التوازن بين الجميع

وطنية - 26/4/2009 أقام اصدقاء النائب بطرس لقاء سياسيا في فندق دوما، في حضور حشد من رؤساء البلديات والمخاتير ورؤساء الجمعيات والأندية ورجال دين وفاعليات. بعد النشيد الوطني ودقيقة صمت عن أرواح شهداء لبنان وشهداء الجيش والقوى الامنية،

أدار اللقاء الزميل بسام ابو زيد فكلمة رئيس بلدية دوما جوزيف خير الله المعلوف الذي رحب بالنائب حرب وبالفعاليات المشاركة، في بلدتهم دوما، ونوه بالدور الذي قام ويقوم به حرب على المستوى الانمائي والسياسي والوطني. ثم ألقى الرئيس السابق للبلدية المهندس حنا ايوب كلمة ثمن فيها "ما قام بها النائب بطرس حرب من دفاع عن الدولة وإعادة حكم القانون من خلال اتفاق الطائف، وقيادته مع رفاقه ثورة الارز التي حررت لبنان ودعاه الى إكمال المسيرة".

وبعد كلمة شكر لاهالي دوما ومنظمي اللقاء، اعتبر حرب ان "الانتخابات تفرض بالمرشحين ان يكونوا صادقين وشفافين مع الناس وأصحاب مبادىء من دون "تربيح الناس جميلة" نحن لسنا بحاجة لتربيح جميلة للناس، علما انني لم أقبل يوما ان أحني رأسي وأضحي بكرامتي وكرامتكم ثمنا لخدمة في منطقتي او نقلة زفت او مشروع تنمية، ففضلت خيار كرامة الوطن والانسان على الخدمة المادية في المنطقة".

وقال: "ما قمت به، قمت به بصدق، ولست بحاجة لأعدد انجازاتي و"أربح الناس جميلة"، فهو واجبي تجاه منطقتي وشعبي، ففي وقت توفرت الموارد والموازنات قمنا بما علينا، والحمد لله ضميري مرتاح، وتلبية الحاجات كانت بحسب الظروف التي توفرت، ومهما عملنا، يبقى أمامنا جهود كبيرة تحتاجها منطقتنا ولن نبخل بها لان أهلنا يستحقون، الاوتوستراد تم تنفيذ القسم الاول منه في أصعب الظروف، والحمد لله نفذ، اما القسم المتبقي منه فانتهت المناقصة ويبقى إعلان اسم المتعهد الذي سيرسو عليه التلزيم، والمسألة مسألة أيام معدودة".

وحيا النائبين السابقين سايد عقل ومنوال يونس على ما قاما به من جهود في وقت سابق في المنطقة.

كما تناول المشاريع والطرق الاخرى التي جرى تنفيذها في المنطقة موجها الشكر الى البلديات "التي تعاونت في هذا السبيل، كذلك طريق المدفون - كفيفان - أحيا - بشعلة وقضايا الصرف الصحي. الا ان الموضوع الأهم على الصعيد الوطني هو موضوع الحرية والاستقلال".

وركز النائب حرب على "موضوع السلام في لبنان واستقرار الحياة فيه ما ينعكس سلبا في الوقت الحاضر في ظل الامن السائب وعدم مركزية القرار بيد الدولة صاحبة السيادة، على مستقبل ابنائنا الذين يهاجرون طلبا للعمل والحياةالمستقرة والحرية.

وسأل: "قبل السؤال عن الخدمات والتي هي حاجة ملحة لكل مواطن، هناك مواضيع وطنية كبرى أكثر أهمية، فالعلاقات اللبنانية - السورية ومسألة التطبيع التي تنتظر جلاء مصير المفقودين اللبنانيين فيها منذ ايام هيمنتها على بلدنا، ومسألة الحدود السائبة والمخيمات الفلسطينية بالقرب من حدودها والسلاح في المخيمات الفلسطينية وخارجها، والتي لسوريا تأثير عليها ومساهمة في تسليحها، وترسيم الحدود في منطقة شبعا كي لا يبقى لبنان دولة المواجهة الوحيدة مع اسرائيل باسم كل العرب وضحية الصراع العربي - الاسرائيلي في ما حدود وجبهات العرب الاخرى مع اسرائيل كلها ساكنة".

التشريع

وتناول حرب موضوع قانون محاكمة الرؤساء والوزراء والذي جاهد من أجل إقراره وفقا للاعتداء على المال العام وانتهاك حقوق المواطن والقوانين والرشوة وغيرها من التجاوزات. وسأل اين "كان المدعون الحرص على القوانين ومكافحة الفساد يصبحوننا في كل يوم بهذه المعزوفة، فلم يؤيدوا اقتراح القانون بل كان تصويتهم ضده، وجاء موقفهم ليغطي الوزير والمسؤول في مخالفته وتجاوزه القانون متى فعل". وتوقف عند موضوع المعركة الانتخابية، فتمنى على الناخبين "عدم التوقف عند اسماء المرشحين انما عند البرامج والمشاريع، فلن نكتب كتيبات نوزعها على الناس عن الانجازات ونعدهم بالمن والسلوى.انما الانتخابات هي خط سياسي، واذا كان للبعض ملاحظات علي او على حليفي النائب زهرا، الا ان في التصويت لاحدنا دون الآخر إضرار بالخط السياسي الوطني والمبادرة الوطنية التي استشهد من اجلها شهداؤنا رفيق الحريري، جبران التويني، باسل فليحان، انطوان غانم، بيار الجميل، سامر حنا ووسام عيد وسواهم".

أضاف:"نحن نحترم رأيكم وثقافتكم السياسية فنحن لا نكذب عليكم، الامر متروك لكم، وعليكم تحكيم ضميركم والاختيار بين من يريد السلاح السائب وقيام دويلات المحاور على حساب نهوض الدولة القوية ذات السيادة والسلاح الشرعي بيد الجيش اللبناني والقوى الشرعية".

حوار

وردا على سؤال حول وضع المسيحيين ودورهم في لبنان، وصلاحيات رئيس الجمهورية وموقف قوى 14 آذار قال النائب حرب:" أنا أفتخر اننا في لبنان لا يوجد رغبة عند أحد ببناء دولة مرتبطة بطائفته بمعزل عن الطوائف الاخرى، وانا ضد اي مشروع يربط لبنان بأي طائفة، وأرفض لبنان المسيحي ولبنان المسلم، انا مع لبنان العلماني، حيث الفصل بين الدولة والدين، وحيث يمارس كل منا دينه في بيت الله، ويمارس دوره الوطني في الدولة، الا انه بالنسبة للحساسية القائمة في لبنان والتوازنات الطائفية وتركيبة المجتمع اللبناني، لم يتنازل المسيحيون عن صلاحيات رئيس الجمهورية لقناعتهم الراسخة بالتنازل عن صلاحياتهم، انما أخذ اللبنانيون من الفرنسيين نظاما داعما لرئيس الجمهورية بالنص، وبعد خروجهم لم يعدل هذا النص ولم يكن باستطاعة رئيس الجمهورية ممارسة الصلاحيات التي منحه إياها الدستور، فتتالت الازمات، ودفع لبنان 200 ألف شهيدا بين 1975-1990، الى ان تمكننا من بلوغ مرحلة، لحل الازمة في لبنان، في اتفاق الطائف، من خلال صيغة يتوافق عليها المسيحيون والمسلمون لادارة الحكم في لبنان، فعدلنا الدستور مع تنازلات عن بعض صلاحيات رئيس الجمهورية، فيما المشروع البديل لذلك هو الاستمرار بتدمير لبنان وقتل الناس واقتتال اللبنانيين في ما بينهم، وحصلت احداث كثيرة أدت الى هجرة مسيحية وانكفاء عن الدولة وما حصل كان نتيجة اخطاء ارتكبها المسيحيون بحق بعضهم، حروب المسيحيين مع المسيحيين أدت الى إضعاف التوازنات التي كانت قائمة في لبنان، ما جعلنا نشعر بفقدان التوازن بين المسيحيين والمسلمين".

وغمز من قناة العماد ميشال عون قائلا:" نحن مسيحيو 14 آذار بعد كل ما حصل بنا، نخوض معركة لاسترداد موقعنا في الدولة ولتعزيز دور رئيس الجمهورية الذي يجب ان يمارس صلاحياته، في حين واجهنا الآخرون بتفريغ موقع رئاسة الجمهورية لفترة 6 أشهر لان هناك من يطمح من بينهم برئاسة الجمهورية، وبما انه لم يستطع ان يحقق طموحه فالسلام على رئاسة الجمهورية، دمرنا رئاسة الجمهورية، ورئيس الجمهورية والموارنة والمسيحيين، وعندما وجد اقتراح تشكيل حكومة 10×10×10 رفضها من يدعي انه يريد تعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية عندما وافقنا نحن عليه ".

وردا على سؤال حول السبب الذي دفع النائب وليد جنبلاط لتناول المسيحيين ووصفهم بالجنس العاطل قال حرب :" كان المسيحيون مهمشين في الفترة السابقة وكان الآخرون يعمدون الى تسمية المرشحين المسيحيين في المناطق المختلطة طائفيا، لكن القوى المسيحية في 14 آذار فرضت هذه المرة مرشحيها في تلك المناطق ومنها ذات النفوذ الجنبلاطي ، فلم يتمكن من فرض مرشحيه المسيحيين وهذا موقف ايجابي للمسيحيين علما اننا لسنا على خصام مع وليد جنبلاط ونواصل وإياه تحالفنا في ثورة الارز". اضاف:" لبنان لا ينهض اذا كان مسيحيا فقط او مسلما فقط ، بل ينهض بجناحيه المسلم والمسيحي هذا هو مشروعنا، مشروعنا استعادة السيادة للبنان وإعادة المسيحيين الى الدولة وتحقيق التوازن بين جميع اللبنانيين".

وردا على سؤال حول ما قاله النائب محمد رعد حول المطالبة بضرورة ذهاب هذه الحكومة كما ذهب الرئيس الاميركي جورج بوش وأولمرت وان على المعارضة ضرورة الحصول على الاكثرية النيابية مهما حصل، قال حرب:"أريد ان أشكر النائب محمد رعد على صراحته لانه أوضح بشكل تام نيات المعارضة وما تخطط له، لان بذلك العودة الى حالة الفوضى، والى السلاح والى غياب الدولة والنظام، فمشروعنا هو الدولة والنظام والقانون ويستحق النائب رعد الشكر على ما أوضحه، ولماذا لا يريدون فوز قوى 14 آذار، حتى ينفلت النظام ويستمرون في تلقي أوامرهم من خارج الحدود، وهم الذين يفتخرون بانتمائهم الى مرجعية ولاية الفقيه، فاما ان قرار لبنان في لبنان، في مجلس الوزراء وفي مجلس النواب وفي القصر الجمهوري في بعبدا، واما انه في ايران ، في الواقع هذا هو السؤال المطروح على الناخبين. كيفية اتخاذ قرارهم في الانتخابات، فاما لبنان المرتهن الى المحاور ما وراء الحدود واما لبنان القرار الحر السيد المستقل".

اضاف:" اذا أدت الانتخابات النيابية الى فوز 14 آذار بالاكثرية فمعنى ذلك ان الرسالة واضحة من الشعب اللبناني بالتمسك بالشرعية اللبنانية، برئيس جمهورية لبنان ومجلس وزراء لبنان ومجلس النواب اللبناني والجيش اللبناني صاحب الاحتكار الوحيد للسلاح على ارض لبنان، وهذا القرار هو من مسؤولية الناخبين في 7 حزيران". وردا على سؤال قال حرب:" اذا قررت المعارضة بالسلاح الذي تملكه في حال فوزها بالاكثرية في الانتخابات ، كما احتلت اسواق بيروت، ومثلما هددونا بان الرئيس فؤاد السنيورة لن يستطيع لملمة اوراقه وسيداهمه الوقت قبل "ضبضبة كلاكيشه وأغراضه" والهرب من السراي يوم كانت محاصرة، ويوم كان مجلس النواب معطلا ومقفلا، اذا قررت فعلا المعارضة ان تسلك هذا السلوك اللاديموقراطي واللاشرعي، فلن تبقى شرعية وقتذاك ليس فقط لرئيس الجمهورية انما البلد كله سيتحول الى شريعة غاب، تحت تأثير قرارات متخذة في الخارج ومفروضة علينا ف الداخل بالقوة".

وردا على سؤال حول إدعاء الوزير جبران باسيل بقيامه بتنفيذ اوتوستراد البترون - تنورين قال حرب:" الوزير باسيل مشكور على ما يقوم به من مشاريع ونحن لا ندعي القيام بما ينفذه هو، ولكن لا بد من التذكير ان مشروع الاوتوستراد بدأنا بالسعي لتنفيذه وملاحقته الى اليوم قبل ان ينخرط الوزير باسيل في العمل السياسي وهو كان لا يزال على مقاعد الدراسة".

 

"8 آذار" تنقلب على القانون .. وتهرب من "الرقابة"

 التاريخ: 26 نيسان 2009 المصدر: موقع تيار المستقبل

 يقفل الأسبوع الحالي من دون أي جديد استطاعت قوى 8 آذار القيام به، لا على صعيد اللوائح الانتخابية، ولا حتى على صعيد التحالفات التي تبدو متعثرة في أكثر من مكان، على الرغم من التضحيات التي يقوم بها "حزب الله" من "كيسه"، في وقت استطاعت قوى 14 آذار انجاز لوائحها في أكثر من مكان.

وإذا كانت هيئة الإشراف على الانتخابات، قد بدأت فعلياً إبداء ملاحظاتها حول التصرفات التي يقدم عليها بعض الفرقاء وتعتبر خرقاً للقانون الانتخابي ولا سيما من طرف الأقلية النيابية، فإن هذا الأمر انعكس على تحضير قوى 8 آذار نفسها لنهج يخالف القانون، لكنه يلغي إثبات هذه المخالفة، والمثال على ذلك، مصادرة أمن "حزب الله" شريطاً مسجلاً لرئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد قال فيه "إن السلطة في لبنان يجب أن تذهب لأنها جزء من مشروع عدواني .. والأجهزة الأمنية لا تعتبر اسرائيل عدواً".

غير ملتزمين

وعلى الرغم من إعلان رئيس هيئة الاشراف على الانتخابات غسان أبو علوان عن "ميثاق شرف التزمت به الوسائل الاعلامية لجهة نهج الاعتدال والتهدئة"، فإن بعض هذه الوسائل كان قد أبلغ مسبقاً من يهمه الأمر بأنه غير معني بهذا الاتفاق ولا بموضوع مراقبة الانتخابات.

وفي السياق الانتخابي نفسه، أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، الذي أجرى محادثات مع الرؤساء ميشال سليمان ونبيه بري وفؤاد السنيورة ورئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري، أنه يتابع موضوع الانتخابات في لبنان بدقة "وانما من دون ان اتدخل فيها"، مشيراً الى أن "الأجواء الانتخابية دائما ما تكون مشحونة وفيها الأخذ والرد والشد والجذب، وربما أيضا فيها ما يكون له أثر إيجابي أو سلبي".

لا لمنطق الغش

وفي بعبدا، التي تواجه رعونة "8 آذار" في إدارة المعركة الانتخابية فيها، بعدما دخلت في المزاد الحاصل بين الرئيس بري والنائب ميشال عون، ليتوزعا الحصص بينهما، جدد رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع، القول ان الانتخابات النيابية المقبلة ستحدد أي لبنان نريد. وقال، خلال اطلاق الماكينة الانتخابية للائحة قوى 14 آذار والمستقلين في المنطقة "ان الفريق الآخر يعتبر منطقة بعبدا في "جيبه"، وهنا أؤكد ان هذه المنطقة ليست في "جيب" أحد". وأكد ان "بعبدا ستتصدى للغش والوعود الكاذبة وللشعارات الرنانة ولتزوير الحقائق ولحفاري القبور غير الموجودة. بعبدا ستتصدى للصياحين الشتامين بوجه كل من يخالفهم الرأي وللمزيف والتقليد".

بيروت عاصمة الكتاب

وبعيداً عن الانتخابات والأجواء الانتخابية التي تغطي الحركة السياسية لمختلف الأفرقاء، كان لافتاً أمس، اعلان منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "الأونيسكو" بيروت "عاصمة عالمية للكتاب للعام 2009"، الذي من شأنه ان يجعل بيروت اول عاصمة عربية تحظى بهذا اللقب وثاني مدينة عربية بعد الاسكندرية، وفي هذا الإطار شدد رئيس الجمهورية على "مسؤولية الجميع في أن يستمر لبنان الرسالة مثالاً للتنوع ضمن الوحدة الوطنية".

 

كي لا تعود الهيمنة السورية

 التاريخ: 26 نيسان 2009 موقع تيار المستقبل

في مثل هذا اليوم، وقبل اربع سنوات، سقطت ثلاثة عقود من الهيمنة السورية الجائرة والوصاية الثقيلة. اليوم وقبل اسابيع قليلة من الانتخابات النيابية يفاخر "المتسورنون" بالتطورات التي طرأت على الساحتين الاقليمية والدولية ما ادى الى انبعاث حلم دمشق بالعودة الى لبنان.

لا شيء يُقلق اللبنانيين، بعد اربع سنوات على انطلاق الاستقلال الثاني، أكثر من عودة الهيمنة السورية وتدمير مسيرة بناء الدولة السيدة والمستقلة.والباعث على القلق ان هناك فريقاً من اللبنانيين يتماهى في العلاقة مع النظام السوري الى حد التبعية الكاملة والانسياق التام وراء قرارها. وهذا يعني ان نجاحه يضع مستقبل لبنان مجدداً امام احتمالات خطيرة من عودة احكام الوصاية تحت عناوين مختلفة. هكذا تكتسب الانتخابات المقبلة اهمية استثنائية، إذ تنظر إليها دمشق كمحطة تخولها العودة الى الساحة الاقليمية، وذلك إذا ما حقق حلفاؤها اي انتصار. ما يريده النظام السوري هو فوز اتباعه في الانتخابات ليحظى بدافعة استراتيجية ذات ثقل نوعي وكمي يسمح له بالتسلل الى الداخل اللبناني مجدداً تعويضاً عن خروجه المذل في 26 نيسان في العام 2005، واستعادة النفوذ المفقود لتوظيفه في مناكفاته الاقليمية ولعب دور بارز في صراع المحاور. اسقاط هذا المشروع لن يكون بغير التعاطي مع الانتخابات بوصفها استحقاقاً مفصلياً.ومن شأن نجاح قوى "14 آذار" فيه تطوير مسيرة السيادة والاستقلال على قاعدة تدعيم مشروع الدولة ذات السلطة الكاملة على أراضيها. كي لا تعود الهيمنة السورية، فلنتذكر مسيرة الدم منذ الشهيد كمال جنبلاط وصولاً إلى آخر لحظة توتر يعيشها البلد راهناً. 

 

الريس: كلام رعد تخويني يقلص المناخ الايجابي

 التاريخ: 26 نيسان 2009 المصدر: المنار 

موقع تيار المستقبل

رأى مفوض الإعلام في "الحزب التقدمي الاشتراكي" رامي الريس في الكلام الأخير الصادر عن رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" محمد رعد "إعادة تلميح إلى منطق التخوين ومنطق ارتباط أطراف محلية بأطراف خارجية". وتمنى أن "لا يكون هناك توجه لإعادة إنتاج هذا النوع من الخطاب، لأنه يقلص من تثبيت المناخات الايجابية التي تولدت خلال الاشهر الماضية". وقال: "هناك مسؤولية جماعية على كل الأطراف السياسية أن تذهب باتجاه مناخات التهدئة، فلا نريد أن يعود الخطاب المتوتر ليعلو بهدف تحقيق فوز في الانتخابات لدى هذا الفريق أو ذاك، والمسؤولية الوطنية تحتم على جميع الأطراف فتح صفحة جديدة، وأن تذهب إلى التنافس الديموقراطي في الانتخابات". أضاف ان "مسؤولية القوى السياسية جميعها أن تساعد على تمرير استحقاق الانتخابات بأكثر قدر ممكن من الهدوء، لكي نوفّر للبنانيين مناخاً إيجابياً يستطيعون من خلاله أن يعبّروا عن رأيهم بحرية وإيجابية، ولكي نستطيع أن نوفر على البلد أيضاً في المستقبل أزمة تمثيل سياسي، وأن يعاد إنتاج خطاب يتصل بطعن بشرعية المجلس النيابي المقبل".

 

اسرار الصحف الصادرة صباح اليوم الاحد 26 نيسان 2009

النهار

غادر سفير دولة أوروبية مقر عمله في بيروت نهائياً، على رغم مرور ستة أشهر فقط على مباشرته مهماته، من دون ابلاغ وزارة الخارجية والمغتربين.

عاد اطفال الشوارع بكثرة الى التقاطعات والطرق الرئيسية في بيروت والضواحي، وكذلك الباعة الجوّالون السوريون.

لا يزال تحديد موعد لوضع حجر اساس لمبنى وزارة حيوية في وسط بيروت، ينتظر انجاز مطالعة تقوم بها وزارة حساسة منذ بضعة أشهر.

المستقبل

لا تزال قوى سياسية لبنانية تسعى إلى معالجة الملف الإشكالي مع مصر بطريقة "حبّية" لكن من دون جدوى حتى الآن.

نقل عن قطب بارز في 8 آذار استياءه من دفع أحد حلفائه الوضع بعد الانتخابات نحو التأزيم منذ الآن، معرباً عن اعتقاده بالحاجة الى تهدئة مديدة.

لفت حديث تلفزيوني لنائب ووزير بقاعي "أسبق" استبعد من لائحة حزب معين في دائرته لمصلحة نائب "قومي" حالي، فيه أن الحزب استبعده لحاجته الى "خدمات" حزب النائب الحالي في مجالات لم يوضحها!

البلد:

ابلغت مراجع ارمنية رئيس تيار المستقبل ان اصرار القوات على مرشحها الارمني في بيروت سينعكس سلباً على مناطق اخرى.

تشير اوساط الماكينات الانتخابية في المتن الى ان مرشحاً منفرداً في الدورة الماضية سينال هذه الدورة من اصوات التيار الوطني الحر.

مرشح يدور حوله لغط في دائرة مسيحية جنوبية تؤكد الاستطلاعات انه سيفوز ايا كانت التسويات.

 

كارلوس اده: ولاية الفقيه تقود لبنان الى نزاعات مع المحيط العربي

حاجة "حزب الله" الى الجنرال عون ستنتهي فماذا إذن عن مصير ورقة التفاهم؟

وطنية - 26/4/2009 قال عميد الكتلة الوطنية كارلوس اده في تصريح اليوم: "أنصح كل مؤيدي الجنرال ميشال عون ومناصريه لمصلحتهم الشخصية ولمستقبل أولادهم أن يقرأوا كتاب الرجل الثاني في "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم بعنوان "حزب الله" والصادر العام ألفين وإثنين 2002 وفي طبعته الجديدة العام ألفين وثمانية 2008. ويتضمن هذا الكتاب أجوبة عديدة على السياسة الايرانية وسياسة "حزب الله" السابقة والحالية، والمعتمدة في لبنان وفي المنطقة، وذلك يؤشر بوضوح الى أهدافهما والى الطريق التي يقوداننا في إتجاهها".

وتابع: "سأقدم بعض المقاطع المقتبسة من الكتاب كنموذج عن هذه السياسة الخطيرة. في الصفحة 25 يؤكد الشيخ نعيم قاسم إلتزام "حزب الله" بثلاثة أهداف أبرزها "القيادة الشرعية لولي الفقيه كخليفة للنبي والائمة وهو الذي يرسم الخطوط العريضة للعمل في الامة وأمره ونهيه نافذان". وفي الصفحة 74 يضيف قاسم بما يتعلق بصلاحيات ولي الفقيه أنه "من الواضح حجم الصلاحيات المنوطة بالولي الفقيه ...وإتخاذ القرارات السياسية الكبرى التي ترتبط بمصالح الامة وهو الذي يملك صلاحية قرار الحرب أو السلم..."إذن من الواضح ومن خلال قراءة هذا النص وعلى عكس ما يعتقده الكثيرون منا وعلى عكس ما كنت أعتقده في الماضي شخصيا فإن "حزب الله" ليس حزبا لبنانيا أولا، ولكنه أداة في يد ولي الفقيه، ينفذ سياسة ايران الخارجية والتوسعية والدفاعية.أي "قرار الحرب والسلم" و"القرارات السياسية الكبرى" ليست منوطة بقيادة "حزب الله" كما يؤكد الشيخ قاسم بل تنفذ في لبنان بعد تلقي الاوامر من ولي الفقيه. وهذا يفسر لماذا في شهر حزيران العام ألفين وستة2006، وبعدما وعد السيد حسن نصر الله اللبنانيين بصيف هادىء، فوجئنا بخطف جنود إسرائيليين ما أدى الى وقوع حرب شاملة على لبنان. وذلك يعني أن القيادة المحلية ل"حزب الله" ليس لديها الصلاحية في اتخاذ قرار البدء بالعمليات العسكرية".

وقال: "إضافة الى أن الحزب كان يعد بأبقاء نشاطاته ضمن الاراضي اللبنانية الا أننا فوجئنا مجددا بنشاط لخلية له في مصر، الدولة العربية الصديقة خلافا لقوانينها وانتهاكا لسيادتها. وهذا ينسحب أيضا على علاقة الحزب بتحرير فلسطين كما يكتب الشيخ قاسم في الصفحة 335 إذ عبر حزب الله عن ايمانه بتحرير كل فلسطين، واتخذ المواقف السياسية والعملية والتعبوية التي توصل الى هذا الهدف، فيكون بهذا قد التقى مع الانتفاضة الفلسطينية في إطار الوحدة العملية، وبالتالي يتحول "حزب الله" الى أداة لهذه السياسة ما يفسر عمليا الاسلحة والصواريخ في الجنوب ، والعمليات في غزة".

اضاف: "هذا الموقف الاستراتيجي إتخذ في ايران وليس مرتبطا بلبنان لان ودائما قرار الحرب والسلم والقرارت السياسية الكبرى والحاسمة هي من صلاحية ولي الفقيه. من الواضح أنه لن يسمح المسؤولون المصريون في أن تمر هذه الاحداث من دون إنعكاسات وكذلك لن تلتزم اسرائيل الصمت لانه أصبح من الواضح أيضا أن ولاية الفقيه تقود لبنان وجميع اللبنانيين عاجلا أم آجلا الى نزاعات مع المحيط العربي والى حروب مع تل أبيب. وما يدعو الى الغضب أنه لدى سؤال الجنرال عون حول الازمة القائمة بين مصر و"حزب الله" أجاب بما معناه أنه لا يتدخل في علاقات الحزب الخاصة... كما وفي تصريح آخر يقول عون ردا على حديث لي انه لا يخجل بالدفاع عن "حزب الله"...ونحن قد قرأنا مشروع "حزب الله" بالتفصيل ونعرف أنه لا يخجل اذن بالدفاع عن مشروع تحويل لبنان الى جمهورية اسلامية،الى قاعدة عسكرية لولاية الفقيه، لتحرير فلسطين بالسلاح والقيام بعمليات غير شرعية في بلاد عربية صديقة. ويا لهذه الاجوبة اللامسؤولة وغير المباشرة والمستخفة بعقول الناس بشأن يعني بالطبع كل اللبنانيين في أمنهم وإقتصادهم وأملاكهم ومصيرهم، وهو الذي يدعي أنه رجل ذو فكر استراتيجي كبير، وهو يمنح تفويضا كاملا للسياسة التوسعية لولاية الفقيه ويحول نفسه والمسيحيين معه الى أدوات لهذه السياسة".

اضاف: "سيندهش الكثير من اللبنانيين لدى معرفتهم أن دخول "حزب الله" الى الحياة السياسية اللبنانية ولاسيما البرلمانية، أتت بتوجيهات مباشرة من ولي الفقيه، وذلك في كتاب الشيخ قاسم صفحة 277 لدى شرحه كيف كان الحزب مترددا بالدخول الى النظام السياسي اللبناني لأنه نظام غير اسلامي،الا أن ولي الفقيه سمح للحزب بالدخول الى المجلس النيابي، معتبرا أن ذلك "لا يحمل عنوان المبايعة لهذا النظام" وانما سيكون في مثابة إحدى وسائل التغيير. ولكن ما هو التغيير الذي يقصدونه ويتطلعون اليه؟؟ التغيير هو اقامة الدولة الاسلامية، فبحسب الصفحة 40 يقول قاسم إن كل ملتزم اسلامي هو ملتزم بإقامة الدولة الاسلامية، أما على المستوى العملي فهذا الامر يتطلب الارضية التي تتقبل إنشاء هذه الدولة والارضية هي هذا الشعب. إذن كيف سيصار عمليا الى إقامة هذه الدولة بناء على الاختيار الحر للناس ورغبتهم بذلك، عمليا إرادة الشعب تترجم بإنتخابات أو استفتاء، ولكن كيف يضمن الحزب نتائج هذه الانتخابات أو هذه الاستفتاءات؟ بالعدد الديموغرافي والخطاب السياسي والمال ووسائل الاعلام والسلاح للابتزاز والضغوط وترهيب الناس ودفعهم الى الهجرة من خلال الضغط على لقمة عيشهم كما جرى عبر الاعتصام في الوسط التجاري الذي أدى الى إفلاس الكثيرين من المواطنين والشركات. ومع مرور الوقت سيصاب الناس بخيبة أمل تدفعهم الى الهجرة فيختل التوازن الديموغرافي بين المسيحيين والمسلمين، خصوصا إذا أخذنا في الاعتبار احتمال اندلاع حروب جديدة مع اسرائيل. وفي حال فوز "حزب الله" وحلفائه في الانتخابات النيابية وحصولهم على الاكثرية سيلغي حزب الله، وكما صرح، كل مفاعيل ما قامت به قوى الرابع عشر من آذار وسيشكل حكومة ويتسلم الوزارات الاساسية ومن بينها تلك المتعلقة بالامن والدفاع ويحكم السيطرة على هذه المواقع الهامة.عندما يستولي بقبضة من حديد على الجيش والامن من جهة وهوالذي يملك سلاحا ميليشيويا، من سيجرؤ على التصدي لسياسته على المدى الطويل؟

وختم اده: "سيطالب الحزب بالمثالثة وبالمزيد من النفوذ على حساب المسيحيين كما يحصل الان، ويمكننا الفهم أن الجنرال عون قبل بذلك لأنه في المقابل يحصل على دعم سياسي لتحقيق حلمه وطموحاته الشخصية وعلى مساعدات تتجاوز حدود ما كان يحلم به. ولكن ماذا عن الذين يدعمونه من المسيحيين ؟ وهل أحقاد الماضي مهما كانت مؤلمة وغير عادلة تبرر تضحيتهم بمستقبلهم ومصير أولادهم؟ وماذا سيحصل بعد فترة لدى تعاظم قدرة "حزب الله" وإعتراف دول أخرى به، دور وحاجة "حزب الله" الى الجنرال عون سينتهيان، فماذا إذن عن مصير ورقة التفاهم؟ ولاي حاجة ستستعمل بعد ذلك؟

 

مسلحو السفارة الإيرانية يخطفون عائلة أحوازية معارضة من قلب بيروت     

يقال نت/أفادت مصادر إعلامية أن مجموعة مسلحة تنتمي إلى السفارة الإيرانية في لبنان أقدمت على اختطاف معارض أحوازي يحظى بحماية أممية وعائلته من قلب العاصمة بيروت وسلمتهم لسفارة طهران في لبنان. ووفقًا للمعهد العربي للبحوث والدراسات الاستراتيجية فقد قام المسلحون باختطاف المواطن الأحوازي "علي هلالي مجد" وزوجته السيدة "فاطمة جامعي" بعد ظهر يوم الأربعاء الماضي من أحد شوارع العاصمة اللبنانية بيروت. وقام المسلحون بنقل "مجد" وزوجته ـ اللذين كان برفقه ابنتهما هدى البالغة ست سنوات في مستشفى رفيق الحريري ببيروت لتلقي العلاج بسبب التهاب في القصبات الهوائية ـ إلى السفارة الإيرانية ببيروت.

ووفقًا للمصادر فقد اقتاد أحد المسئولين بالسفارة ويدعى "حميد رضائي" زوجة "مجد" إلى المستشفى وأجبرها على إخراج ابنتها من المستشفى وإحضار بقية الأبناء وهما الطفل حسين البالغ من العمر عامين ونصف والطفلة أحلام التي لم يتجاوز عمرها الشهرين, لينقل الأسرة بالكامل إلى سوريا تمهيدًا لنقلها إلى طهران.

ويحظى المعارض "علي هلالي مجد" بحماية مكتب المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة في لبنان التي كان قد وصلها في 12 يناير من العام 2007م قادمًا إليها من دمشق التي غادرها بعد أن شنت الأجهزة الأمنية السورية حملة اعتقالات في صفوف الأحوازيين الهاربين من بطش السلطات الإيرانية.

ويأتي ذلك الحادث عقب انتقاد الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لـ"إسرائيل" في كلمة أمام مؤتمر مناهضة العنصرية في جينيف، حيث وصفها بأنها "أكثر الأنظمة وحشية وعنصرية".

ووفقًا للمراقبين فإن نجاد حاول استنساخ الموقف التركي الذي قام به رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان خلال منتدى دافوس والذي انتقد فيه "إسرائيل" وعنصريتها خلال حربها على غزة.

انتهاك للسيادة اللبنانية:

من جانبه هاجم المفكر الأحوازي صباح الموسوي ما قامت به السفارة الإيرانية في بيروت, واصفًا ذلك العمل بأنه تعدٍّ سافر ومتعمد على سيادة الدولة اللبنانية وانتهاك صارخ للأعراف والقوانين الدبلوماسية.

وأضاف الموسوي أن هذا الحادث الإرهابي يأتي في الوقت الذي تستعد فيه لبنان لعرس سياسي مهم وهو إجراءات الانتخابات البرلمانية التي يسعى اللبنانيون ومعهم جميع العرب أن تتم بسلام وأمان؛ لكي تبعد عن لبنان الأخطار المحدقة به، وتقطع الأيادي العابثة في شؤونه.

عنصرية لا تقل عن عنصرية "إسرائيل":

وقال موسوي: إن هذه العملية الإرهابية دليل آخر على أن النظام الإيراني، إلى جانب الكيان "الإسرائيلي"، كان ولا يزال طرفًا عابثًا بأمن وسيادة لبنان, وأنه قد استهدف لبنان قبل أن يستهدف مواطنًا أحوازيًا بريئًا ومن وراء تلك العملية.

تصريحات نجاد غطاء على سياساته القمعية:

وأضاف الموسوي: إن عملية اختطاف العائلة الأحوازية أثبتت مرة أخرى أن الشعارات التي رفعها الرئيس الإيراني في مؤتمر "دوربان 2" والتي أدان فيها "إسرائيل"، إنما هي غطاء على الجرائم الإرهابية والسياسات العنصرية والانتهاكات اللاإنسانية الممارسة من قبل نظام الملالي بحق الشعوب والقوميات غير الفارسية الواقعة تحت سلطته الجبروتية، ومنها شعبنا العربي الأحوازي على وجه الخصوص.

يشار إلى أن إقليم الأحواز العربي وبعض الأقاليم الإيرانية التي تقطنها قوميات غير فارسية مثل بلوشستان وكردستان تشهد منذ فترة طويلة أعمالاً عسكرية تستهدف المراكز الأمنية والعسكرية بسبب سياسة القمع والقهر التي تمارسها الحكومة الإيرانية خاصة بعد وصول أحمدي نجاد إلى السلطة والقضاء على أي نشاط سياسي أو مدني ومصادرة كافة المنافذ التي بالإمكان أن تعبر بها هذه الشعوب عن معاناتها وطرح سياساتها بشكل سلمي بعيدًا عن العمل المسلح.

ويذكر أن هذه العملية الإرهابية ليست الأولى من نوعها التي يرتكبها النظام الإيراني بحق المعارضين لسياساته العنصرية، فقد سبق له القيام بالعديد من عمليات الاغتيال والاعتقال ضد نشطاء سياسيين وحقوقيين.

وقد اغتيل المواطن الإيراني الناشط في قضايا حقوق الإنسان الدكتور "كاظم رجوي" في تركيا، واغتيل آخر رئيس وزراء في عهد النظام الشاه، السيد "شاهبور بختيار" في باريس، وكذلك الزعيم الكردي الدكتور "عبد الرحمن قاسملو" وثلاثة آخرون من رفاقه في فينا، وأمين عام الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني "فاضل شرفكندي" وثلاثة من مرافقيه في ألمانيا، واغتيل أمين عام الجبهة العربية لتحرير الأحواز السيد "حسين ماضي" في مدينة العمارة بالعراق سنة 1992م، واغتيل عالم الدين الإسلامي البلوشي الشهير "مولوي عبد الملك ملا زاده" عام 1996م في باكستان.

مؤسسة حقوقية تدين سياسة القتل والقمع الإيراني:

وكان المركز العربي الكندي لمتابعة قضايا القوميات والأقليات الدينية في إيران قد أصدر بيانًا ندد فيه بحملة القمع التي تقوم بها السلطات الإيرانية ضد عرب الأحواز غربي إيران.

وجاء في البيان الذي أصدره المركز وهو مؤسسة حقوقية معنية بشؤون الأقليات: "في الوقت الذي تعمل فيه أغلب القوى والحركات المدافعة عن حقوق الأقليات القومية والدينية في إيران بالطرق السياسية السلمية والابتعاد عن العنف للتعبير عن المطالبة بحقوقها المشروعة, فإن النظام الإيراني يقوم بالمقابل على استخدام مزيد من الاضطهاد والعنف في مواجهة أبناء القوميات والأقليات الدينية, منتهكًا بذلك أبسط المعايير الإنسانية والسياسية الخلاقة".

وأضاف البيان: "في ظل سياسة القمع والاضطهاد الممارسة من قِبلها, فقد أعلنت السلطات الإيرانية في إقليم الأحواز العربي ـ المسمى إيرانيًا خوزستان ـ وعلى لسان قائد قوى الأمن الداخلي في الإقليم العميد "عيسى دارائي" أنها قتلت شخصين ممن أسمتهم بـ"الانفصاليين العرب".

وقد قامت قوات الأمن الإيرانية بتفكيك جماعتين مقاتلتين عربيتين في مدينتي "تستر" و"الفلاحية" في إقليم الأحواز أول الشهر الجاري, وقتلت أحد أعضاء جماعة "تستر" واعتقال اثنين آخرين, كما تم أيضًا اعتقال جميع أفراد جماعة "الفلاحية" والتي کانت تتألف من أربعة أشخاص.

واعترف المسؤول الإيراني المذكور بقتل عربي آخر على أيدي قوى الأمن في مدينة الأحواز مرکز الإقليم, ناعتًا الضحية بالانفصالي.

ووفقًا للمعلومات التي نشرها المركز في بيانه فإن السلطات الأمنية الإيرانية كانت قد قامت في أواخر شهر مارس المنصرم بقتل أحد العرب الأحوازيين من أبناء منطقة الشعبية التابعة لمدينة تستر يدعى "محمد فالح عبد الحسين الكعبي", وعقب ذلك قامت باعتقال العديد من أفراد أسرته وعدد آخر من أبناء المنطقة.

وجاء ذلك عقب قيام قوات الأمن الإيرانية بقتل شاب أحوازي من حي الثورة في مدينة الأحواز مركز الإقليم يدعى "مصطفى الساري" أعقبه حملة مداهمات واسعة قامت بها عناصر من الشرطة والحرس الثوري في حي الثورة اعتقلت خلالها العديد من سكان الحي المذكور.

 

خلافات في حكومة نتانياهو حول سوريا

وطنية- 26/4/2009 ظهرت خلافات في الحكومة الاسرائيلية اليوم بشأن المفاوضات مع سوريا بين وزيري الدفاع ايهود باراك والخارجية افيغدور ليبرمان.

واكد باراك زعيم حزب العمل ان "المفاوضات مع سوريا يجب ان تبقى دائما في برنامج عمل الحكومة".  واضاف باراك لصحافيين قبل بدء الاجتماع ان "مصلحة اسرائيل تقتضي بتطبيع للعلاقات مع سوريا مع حماية مصالحها". وردا على سؤال عن انسحاب اسرائيلي من هضبة الجولان السورية التي احتلتها اسرائيل في 1967، عبر وزير الدفاع عن تأييده "لمقاربة منفتحة". وقال "يجب ان نكون اقوياء ومنفتحين ومستعدين للسلام اذا تمت حماية مصالحنا".  وكان وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان صرح في مقابلة السبت ان اسرائيل ترفض الدخول في مفاوضات سلام مع سوريا لان هذا البلد يدعم "منظمات ارهابية".

وتابع ردا على سؤال حول امكانية التوصل الى اتفاق سلام مع دمشق "ان سوريا تدعم حزب الله وحركة تهريب الاسلحة التي يقوم بها الى جنوب لبنان. سوريا تدعم البرنامج النووي الايراني. لذلك لا يمكن لسوريا ان تكون شريكا حقيقيا في اي اتفاق كان". الا ان وزير الخارجية الاسرائيلي كان اقل تشددا اليوم . وقال للاذاعة الاسرائيلية العامة انه "مستعد للتفاوض اعتبارا من هذا المساء اذا تخلت سوريا عن كل شرط مسبق وانذار". وانتقد وضع السوريين "شرطا مسبقا" هو موافقة اسرائيل على انسحاب من الجولان "بينما هدد الرئيس السوري بشار الاسد مؤخرا باللجوء الى القوة" لتحقيق ذلك. واضاف "من حق كل واحد التعبير عن وجهة نظره. السوريون يريدون الجولان مقابل السلام ونحن نقترح عليهم السلام مقابل السلام".

 

ظاهر أطروحته كيفية تشكّل السلطة تحت عنوان "إتفاق الدوحة" و"الثلث المعطل".. ولكن

"حزب الله": إما الاضطراب المفتوح وإما السلم الأهلي بشروطي

المستقبل - الاحد 26 نيسان 2009 - نصير الأسعد

منذ فترة، وتزامناً مع المرحلة الإنتخابية بشكل خاص، يصعّد "حزب الله" على نحو ملحوظ وخطير تجاه الفريق اللبناني الآخر، أي تجاه الداخل عموماً.

"إتفاق الدوحة" و"الثلث المعطل" في إطار هذا التصعيد، شكل "الثلث المعطل" العنوان الأبرز. وقد أسند "حزب الله" إصراره على "الثلث المعطل" الى "إتفاق الدوحة" الذي أحلّه نظرياً وعملياً مكان اتفاق الطائف ميثاقاً ودستوراً. أي أن "حزب الله"، في مرحلة إنتخابات يفترض أن تفرز ديموقراطياً نتائج محددة، ويفترض أن نتائجها تشكل مفتاح تكوين السلطة، يُملي شروطاً مسبقة على تشكل السلطة المقبلة.

في هذا المجال، يضع "حزب الله" الفريق اللبناني الآخر والبلد ككل أمام واحد من ثلاثة خيارات. خياران في حال فوز الحزب وفريق 8 آذار بالغالبية النيابية. وخيار واحد في حال فوز 14 آذار بالأكثرية. ففي حال فوز 8 آذار، إما أن تقبل 14 آذار بأن تأخذ "ثلثاً ضامناً" وإما ألا تقبل فتقوم حكومة 8 آذارية "خالصة". هذا مع العلم ان الحزب الذي يفيده أن توافق 14 آذار على أخذ "الثلث المعطل" كي يؤسس على موافقتها مسار "إنهاء" الطائف، لا يخفي ان عدم مشاركة 14 آذار في الحكومة سيتيح قيام حكومة تُسقط مفاعيل كل ما كان من قرارات للحكومتين بين 2005 و2009. أما في حال فوز 14 آذار فإن الأكثرية الجديدة ـ أو المتجددة ـ لن تحكم لأن "حزب الله" يريد لنفسه ولفريقه "حق الفيتو".

3 خيارات بإثنين.. بواحد!

وواقع الأمر أن الخيارات الثلاثة تتلخص بخيارين: إما أن يحكم "حزب الله" مباشرة ومع حلفائه، وإما أن يعطل حكم الفريق الآخر. وتعطيل حكم الفريق الآخر بـ"وسيلتين"، بالعنف أو بـ"الثلث المعطل". وثمة من يبدي إعتقاده أن الخيار "المفضل" لدى "حزب الله" هو الحكم "من وراء الشاشة" أي "التحكّم".. أي "الفيتو" و"الثلث المعطل".

"الظاهر" بحث في السلطة

حتى الآن، أي إنطلاقاً مما جرى ذكره في المقدمات الآنفة، يمكن القول إن الجديد قليل. ذلك انه على خطورة ما يعلنه "حزب الله" تحت عنوان "الثلث المعطل"، قد تبدو مواقفه مندرجة في خانة فهمه لكيفية تشكّل السلطة في لبنان.

غير أن ذلك هو "الظاهر" فقط. أي أن الأمر يتجاوز في الواقع كونه رؤية ـ ولو مغلوطة ـ الى تشكّل السلطة في البلد، ويتجاوز كونه مجرد تعليق لمرجعيتَي الميثاق والدستور.. من جانب واحد.

..لكن السلم الأهلي مقصود

إن تدقيقاً في ما يطرحه "حزب الله" على اللبنانيين من خيارات في العمق، يقود ـ بكل دقة ـ الى إستنتاج أن "حزب الله" يخيّر اللبنانيين بين الحرب الأهلية من جهة والسلم الأهلي على شروطه هو من جهة أخرى. بين الحرب الأهلية "الموضعية" (!) والمكررة أو "المفتوحة" أكثر وبين السلم على قاعدة التسليم بما يطلبه.

فعندما يؤكد الحزب أن "إتفاق الدوحة"، الذي يختصره بـ"الثلث المعطل"، سيبقى "حاكماً" بعد 7 حزيران المقبل، فهو لا يُخفي أنه ـ كي يبقى "إتفاق الدوحة" حاكماً ـ على إستعداد لأن يكرر الظروف التي أدت الى إنعقاد مؤتمر الدوحة والى إنتاج الإتفاق المذكور، أي إستعداده لتكرار 7 أيار. وعلى أي حال فإن التهديدات المباشرة بذلك قد "زمطت" أكثر من مرة من مسؤولين عديدين في "حزب الله" في معرض تنظيرهم لـ"الثلث المعطل".

ليس هذا فحسب. فمنذ ما بعد 7 أيار، لم يتوقف "حزب الله" ليس فقط عن التذكير بـ7أيار، بل هو لم يتوقف عن "إشعار" مختلف البيئات في لبنان بأن عليها أن تختار بين أمانها بالتسليم له والاستسلام لما يريد وبين عدم إستقرارها إن لم تُسلّم وتستسلم. أي أن "حزب الله" سعى طوال الفترة المنصرمة منذ أيار 2008 الى توظيف 7 أيار ترهيباً لكل البيئات في لبنان، لكل الطوائف في هذا البلد. وسعى الى توظيف 7 أيار من أجل تحقيق واحد من أمرين: إما فصل البيئات عن تمثيلها السياسي الديموقراطي وإما إخضاع التمثيل السياسي للبيئات الى إبتزاز "قاهر".

إن الخطر الكامن هو هنا بالضبط: في الظاهر يتحدث "حزب الله" عن تكوين السلطة لكنه في العمق يتحكم بالسلم الأهلي مهدداً تارةً وملوحاً تارةً أخرى.. ومعتمداً على "التجربة" دائماً.

ما بعد 7 حزيران

ولعل هذا ما يجب أن يُقال، من أجل أن يعرف "حزب الله" أن ما يفكر به أو ما يسعى اليه معروف من الآخرين. ومن أجل إستدراك خطر إضطرابات أهلية تبدو "داهمة".

بكلام آخر، إن ما يطرحه "حزب الله" ينقل "البحث" منذ الآن الى ما بعد 7 حزيران.

لا شك أن الإنتخابات في 7 حزيران مهمة، بل هي مفصلية ويزيد طرح "حزب الله" من أهميتها ومفصليتها. وذلك بالرغم من أن "حزب الله" يقول "عملياً" إن الإنتخابات ليست ذات أهمية "قصوى" بما أنه "يتحكم" بالسلم الأهلي ومصيره.

أهمية الإنتخابات ومفصليتها، مستمدتان من الحاجة ـ الوطنية ـ الى إبراز "حجم" شعبي لبناني مهتم بالمسار السلمي والديموقراطي، ومن الحاجة الى تظهير توازن سياسي ـ شعبي بجانب الدولة والسلم الأهلي.. ومن الحاجة الى "فرض" حوار "عاقل" على "حزب الله" إنطلاقاً من نتائج الإنتخابات. ذلك أنه يبدو منذ الآن أنه لا بد بعد الإنتخابات مباشرة من الحوار بشأن كيفية ترجمة النتائج.

أكثرية تفرض حواراً عاقلاً

ما بعد 7 حزيران، ثمة حاجة لأكثرية نيابية تدعو "حزب الله" الى حوار عاقل هدفه تحكيم الدستور والمؤسسات الدستورية من جهة، وهدفه بلورة تفاهمات كبرى تظلل حكماً لا تعطيل فيه من جهة ثانية وهدفه إخراج البلد من التمترسات القائمة أي من الحرب الأهلية "الكامنة" من جهة ثالثة. أكثرية نيابية تجبر نفسها وتجبر "حزب الله" على التفكير ملياً في مصير البلاد والعباد، لا أكثرية تُعفي نفسها و"حزب الله" من التفكير فـ"يُسحب" لبنان الى الفتنة الكبرى. أي أن الإنتخابات في 7 حزيران إما أن تكون محطة نحو ترسيخ السلم الأهلي وتعزيز شبكة أمان هذا السلم، وإما أن تكون فاتحة أزمة خطيرة متجددة

 

إده: فوز "حزب الله" في الانتخابات سيكون إنقلاباً أبيض على الجمهورية

المستقبل - الاحد 26 نيسان 2009 - رأى عميد حزب "الكتلة الوطنية" كارلوس إده ان لبنان "أصبح قاعدة إيرانية"، منبها على أنه "إذا إنتصر "حزب الله" في الإنتخايات النيابية المقبلة فالإنتصار سيكون نوعا من إنقلاب أبيض على لبنان أو على الجمهورية اللبنانية كما نفهمها نحن، وإن لم يفز سنمر في فترة جديدة من التهديد والإبتزاز والتحدي. ولا استطيع القول إن ذلك سيؤدي الى شيء مشابه للسابع من أيار لأن القرار لا يؤخذ هنا وإنما خارج لبنان في طهران".

واذ أعرب في تصريح أمس عن قلقه من "تسلم حزب الله الحكم"، دعا "المواطنين اللبنانيين الى قراءة كتاب نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم"، لافتاً الى أنه "بموجب هذا الكتاب يتبين بوضوح وكما بتنا نعرف جميعا أن القرار يصدر من إيران ومن الولي الفقيه تحديدا والأخطر من ذلك أن قرار السلم والحرب يتخذ فقط من الولي الفقيه". واكد ان الامر "يتناقض كليا مع قول الحزب انه حزب لبناني"، واصفا اياه بأنه "اداة سياسية وعسكرية لولاية الفقيه". وسأل "هل يقبل رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون من خلال ورقة التفاهم مع "حزب الله" بأن يعطي شيكا على بياض للإيرانيين للقيام بالعمليات العسكرية التي يريدون؟"، معتبرا ان "عون يلهي الناخب المسيحي بأمور حصلت في الماضي ولا ينظر الى ما يحصل حاليا وخطورته". وحذر من انه "حتى لو قبلنا بتسليمهم البلد سنرى بأنهم يريدون أن يستمروا في المعركة الى فلسطين".

 

أمن "حزب الله" صادر شرائط توثق كلامه

رعد: السلطة في لبنان جزء من مشروع عدواني

المستقبل - الاحد 26 نيسان 2009 - رأى "حزب الله" أن "السلطة في لبنان يجب أن تذهب لأنها جزء من مشروع عدواني على لبنان وعلى الشعب اللبناني"، معتبراً أنها "ولّدت الازمات والتوترات الطائفية والمذهبية ورهنت البلد سياسياً تحت حجة أنها تريد توفير الأمن وكشف الحقيقة".

وأطلق رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد كلاما وصف بـ"الخطير"، خلال احتفال أقامه "حزب الله" في بلدة ميفدون الجنوبية أمس، ما دفع بجهاز أمن الحزب الى مصادرة الشريط المسجل فور انتهاء كلمته ومنعوا أي موفد إعلامي حضر اللقاء من إخراج أي شريط تصويري أو تسجيلي يوثق ما جاء على لسان رعد، الذي قال وفق معلومات صحافية: "إن السلطة في لبنان يجب أن تذهب لأنها جزء من مشروع عدواني على لبنان وعلى الشعب اللبناني". أضاف: "يجب على السلطة أن تذهب وليس الطوائف، الطوائف يجب أن تبقى في لبنان فلها تمثيل، لكن هذه السلطة التي فشل مشروعها يجب أن تحاسب، ومحاسبتها اليوم في الاستحقاق الانتخابي. عندما نقول في هذا الاستحقاق الانتخابي، نريد أن نبدل الأكثرية الراهنة في المجلس النيابي بأكثرية جديدة تمثلها قوى المعارضة التي كانت بوجه المشروع الذي اعتدى على لبنان وهذا الهدف الذي نضعه للاستحقاق الانتخابي".

واعتبر أن "السلطة سقط مشروعها السياسي وولّدت الازمات والتوترات الطائفية والمذهبية في لبنان ورهنت البلد سياسياً تحت حجة أنها تريد توفير الأمن وكشف الحقيقة"، مشيراً الى "أن كل الأجواء ذاهبة بالاتجاه الذي يتعاكس مع الاتجاه الاتهامي الذي وجهته السلطة في السابق، وغداً يفرج عن الضباط الأربعة وكل كذبة الاتهام المبنية على توريطهم هي كذبة فعلية".

ولفت إلى وجوب "إرسال ممثلين غير أولئك الممثلين للقوى التي كانت في السلطة إلى المجلس النيابي حتى نتفاهم من جديد"، متهما من وصفها بـ"قوى السلطة" بأنها "وترت الأجواء واحدثت الانقسامات وزلزلت الوحدة الوطنية اللبنانية وكشفت الأمن اللبناني".

كما إتهم مَن وصفهم بـ"بقية الأجهزة الأمنية" بأنهم "نسوا أن اسرائيل عدو بفعل سياسة الحكومة وافترضوا أن للبنان عدوا جديداً اسمه سوريا فأصبحوا يلاحقون من يذهب الى الشام ومن يخرج من الشام وكأن من يذهب الى سوريا يكون قد ذهب الى مركز العدوان".

انتقد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله في تصريح أمس، موقف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "الذي يستنفر المؤسسة الدولية من أجل أمن إسرائيل ويلوذ بالصمت تجاه ما ارتكبته من مجازر في حق اللبنانيين والفلسطينيين".

دعا عضو الكتلة النائب نوار الساحلي خلال احتفال تأبيني في الليلكي "فريق الموالاة إلى الإبتعاد عن الخطاب المذهبي التحريضي البغيض وعدم العودة إليه وإستخدام الحوار الهادىء كوسيلة لإدارة الخلاف".

 

أربع سنوات على "حلم" الانسحاب السوري.. والاستقلال اللبناني

"الدبلوماسية" السورية "تعيد انتشارها" في لبنان

المستقبل - الاحد 26 نيسان 2009 - فيديل سبيتي

اربع سنوات مرت على انسحاب الجيش السوري من لبنان، وأقل من ستة أشهر مرت على التبادل الديبلوماسي بين لبنان وسوريا.

حدثان استقلاليان بإمتياز. الاول يرفع وزر وجود جيش أجنبي فوق ألاراضي اللبنانية والثاني يشكل اعترافا" بإستقلال لبنان دولة سيدة بعدما كانت الانظمة السورية المتعاقبة وآخرها نظام حزب البعث المديد لا تتقبل فكرة انسلاخ لبنان الجغرافيا والفكرة عن بلاد الشام الكبرى. وانسحاب الجيش السوري جنودا وآليات وإخلاءه مراكزه العسكرية لا يعني بالضرورة كف يد سلطة الوصاية عن لبنان، فهذه بعد ثلاثين عاما" من التدخل اليومي في الحياة السياسية اللبنانية تركت أذرعا" وأيدي بإمكانها التدخل والتاثير والتقرير في مجريات السياسة في لبنان. الانسحاب اشر لمرحلة جديدة تسبغ حياة اللبنانيين .مرحلة بدأوها في شباط العام2005، حين أعلنوا ان وجود الجيش السوري على الاراضي اللبنانية ليس قدرا، وهو لو كان قدرا فلا بد من ان يتبدل. وقد تبدل فعليا بعدما رفع اللبنانيون أصواتهم عاليا رافضين المثول لهذا القدر الذي فرض عليهم مرة بإرادتهم ومرات بالضد من هذه الارادة.

اللبنانيون حين انتفضوا في 14 آذار من العام 2005 لم تكن انتفاضتهم وليدة اللحظة السياسية التاريخية والمباغتة والمتمثلة بجريمة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. هم كانوا واعين لخطورة الاستمرار تحت ظل "نظام الوصاية" الامر الذي كان يدفع بلادهم الى حال التشابه مع نظام البعث السوري، ان على صعيد النظام المخابراتي- الامني او على الصعد الاقتصادية والثقافية او في استخدام لبنان كرأس حربة لمشاريع إقليمية تتداخل مع الصراع العربي الاسرائيلي. كانت ترتفع من بينهم أصوات كثيرة تطالب بالحرية والسيادة والاستقلال، ولم يكن خافيا على أحد ان "نظام الوصاية" يعمل ما في وسعه لتعطيل مشروع الرئيس الشهيد الاقتصادي والسياسي الساعي الى استعادة مركزية دور لبنان في المنطقة.

كثيرة هي الدلالات التي تحال على تبادل السفراء وإقامة السفارات بين لبنان وسورية. اولها ان لبنان باتت دولة ذات سيادة بعرف النظام السوري ولو كان ذلك على الصعيد الدبلوماسي فقط من دون أن يكون له مفاعيل سياسية فعلية. لكن الدبلوماسية حتى لو كانت ظاهرية خير من اعتبار لبنان قطرا سوريا، على طريقة "اضاءة شمعة خير من لعن الظلام". ثاني هذه الدلالات ان الشعب اللبناني لا يستكين لواقع الحال، وانه يملك من أسباب الحياة والتحرّرما يجعله يستحق التبجيل.

في موازة هذه الدلالات هناك ما يجعل التبادل الدبلوماسي أمرا غير ذي جدوى فعليا قبل ترسيم الحدود، وتحرير مزارع شبعا، وانهاء ملف المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، والفصائل اللبنانية والفلسطينية المأتمرة مباشرة بالاوامر السورية فوق الاراضي اللبنانية، والمجلس الاعلى اللبناني السوري. في هذه المواضيع أطلق الرئيس السوري بشار الأسد مواقف مختلفة في موازاة المؤتمر الذي عقد في دمشق حول العلاقات اللبنانية ـ السورية. وهو وان إعترف بالأخطاء التي ارتكبها نظامه في لبنان ,الا انه رأى ومن دون اي مبرر أن بقاء المجلس الأعلى اللبناني ـ السوري هو لمصلحة لبنان،لأن سورية هي الأقوى. ثم زاد ما يشي بإنهاء ملف المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية ولكن على الطريقة السورية بقصره عدد الموقوفين في سجونها على 15 شخصا متهمين بالتعامل مع إسرائيل،علما" أن اللائحة التي قدمتها الحكومة اللبنانية للسلطات السورية تضم اسماء لـ800 مفقود بالتأكيد لم يتعامل أغلبهم مع إسرائيل.معظم هؤلاء المعتقلين اعتقلوا في فترات مختلفة, أبرزها مرحلة الدخول السوري الى لبنان في العام 1976 ومحاربة هذا الدخول من قبل أحزاب "الحركة الوطنية" الامر نفسه الذي أدى الى إغتيال رئيس تلك الحركة كمال جنبلاط. وهذا من دون الاتيان على موضوع ترسيم الحدود الذي بدوره يكرس الاعتراف السوري بسيادة لبنان ويحدد هوية مزارع شبعا المحتلة والتي على أساسها تحدد الطرق والسبل التي يجب اتباعها لتحريرها ومدى الدور اللبناني في ذلك.

العلاقات الدبلوماسية بين البلدين خطوة أساسية على طريق إرساء ما يسمى مجازا "الاخوة"، لكن هذه الدبلوماسية لا ترسي علاقات "أخوية" حقيقة وندية اذا لم تنتج مفاعيل على الارض، ومنها عدا ترسيم الحدود وانهاء قضية المعتقلين ووقف التدخل المادي والسياسي بلبنان، اعادة النظر بالاتفاقيات والمعاهدات الموقعة بين لبنان وسوريا في ظل السيطرة السورية على لبنان، بما يكفل التعادل والتساوي بين البلدين في "الحقوق" و"الواجبات" وعلى رأس هذه التعديلات الغاء المجلس الاعلى اللبناني ـ السوري، لانه من بقايا التسلّط السوري على لبنان ولأنه لا حاجة له في وجود السفارتين،ولأنه يرسي علاقة مشوهة بين بلدين جارين يفترض ان كلاهما يتمتع بالاستقلال.

منذ استقلال سورية ولبنان عن فرنسا في العام 1943 شهدت العلاقة بين البلدين مواقف أكثرها مرّ ومرتبط بنوعية الأنظمة المتعاقبة على الحكم في سورية وصورة لبنان في عقلية هذه الانظمة التي وعلى اختلافها لم تستوعب استقلال الجار القريب. في العام 1949 قام حسني الزعيم بأول انقلاب في سوريا تدهورت على إثره العلاقة مع لبنان، وبلغ سوء العلاقات ذروته أثناء أحداث العام 1958.

وبعد حرب حزيران عام 1967 وعقب بدء توافد فصائل المقاومة الفلسطينية الى لبنان عاد التدخل السياسي السوري في لبنان ,حتى بلغ ذروته عام 1976 بدخول القوات السورية وتمركزها فوق الاراضي اللبنانية منذ ذلك الحين حتى تاريخ انسحابها قبل اربع سنوات في 26 نيسان 2005.

بعد نهاية الحرب الأهلية اللبنانية في العام 1991 وقع لبنان وسورية معاهدة صداقة وتعاون سياسي واقتصادي وأمني. سميت معاهدة "الاخوة والتنسيق" ومن نتائج هذه الاتفاقية انشاء المجلس الاعلى السوري للبناني الذي منح دور مراقبة تطبيق الاتفاقيات بين البلدين. تم توقيع المعاهدة في 22 أيار 1991، وفي اطارها تم تحديد العديد من الأهداف والغايات وعليه تم إنشاء المجلس الاعلى السوري_اللبناني الذي يتألف من رئيسي الجمهورية في كل من الدولتين، ورئيس مجلس الشعب، ورئيس مجلس الوزراء ونائب رئيس مجلس الوزراء في الجمهورية السورية ورئيس مجلس النواب، ورئيس مجلس الوزراء ونائب رئيس مجلس الوزراء في الجمهورية اللبنانية.

ويضع المجلس السياسة العامة للتنسيق والتعاون بين الدولتين في المجالات كافة (السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها) .وهو ايضا" يشرف على تنفيذها، كما يعتمد الخطط والقرارات التي تتخذها "هيئة المتابعة والتنسيق" و" لجنة الشؤون الخارجية" و" لجنة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية" و"لجنة شؤون الدفاع والأمن".

وقد نصت المعاهدة على إلزامية قرارات المجلس الأعلى في إطار النظم الدستورية في كل من البلدين. كما يحدد المواضيع التي يحق للجان المختصة اتخاذ قرارات فيها تكتسب صفة التنفيذية بمجرد صدورها عنها وذلك وفقاً للنظم والأصول الدستورية في كل من البلدين أو في ما لا يتعارض مع هذه النظم والأصول.

في العام 2005 إنسحب الجيش السوري من لبنان بعد انتفاضة الشعب اللبناني في 14 آذار من ذلك العام، وقد ساهمت الضغوط الدولية وصدور القرار 1559 عن مجلس الامن بتعجيل هذا الانسحاب.وفي 14 تشرين الاول من العام الماضي أعلن الرئيس السوري بشار الأسد إقامة علاقات دبلوماسية على مستوى سفارة مع لبنان

مراكز الجيش السوري

كانت مراكز الجيش السوري التي يمر عليها اللبنانيون في طريقهم نحو الجنوب توحي بأن وجود هذا الجيش مؤقت في لبنان، او يمكن القول انها كانت توحي بأن هذا الجيش بجنوده وعتادهم وآلياتهم على اهبة الاستعداد للعودة الى سورية. كل ما في تلك المراكز كان مبنيا على عجل. مبنيا ليرتاح فيه الجنود لعدة ايام بعد نزهة بعيدة ثم يكملون سيرهم في النزهة الى مكان آخر. المراكز التي ينام فيها الجنود ويركنون امامها شاحناتهم الروسية القديمة والمدهونة بطلاء المنازل والمكتوبة ارقامها بخط اليد .شاحنات تحمل شعارات تعلن وفاء الجيش او الجنود افراد وفيالقا للقائد الاسد، الاب ومن بعده الابن. الحاجز التابع للمركز مؤلف من غرفة صغيرة مرسوم على جدرانها العلمين الفلسطيني (علم حزب البعث) والسوري، يقف فيها جنديان كل من جهة، او مرسوم عليها صورة الرئيس حافظ الاسد وابنيه بشار وباسل وثلاثتهم يلبسون النظارات الشمسية، ومكتوب تحت صورهم شعار: "الى الابد، سورية الاسد". شبابيك المراكز المقفلة بالنايلون او بالكرتون، وابوابها المركبة على عجل من دون ان تكون بالقياس المحدد، عري الجدران من قشرة الاسمنت ومن الطلاء ايضا. سحنة الجنود التي تبديهم متبرمين دوما،ومتعجلين من اجل القيام بأمر ما. نحول اجسامهم الظاهر من اتساع ملابسهم وبروز عظام الوجنتين، السجائر التي في ايديهم يمجونها مجا متعجلا، حتى يشعلوا غيرها حين تقترب من فلترها. البنادق الاوتوماتيكية القديمة المحمولة فوق الاكتاف او المركونة في زاوية الحاجز العسكري. الخوة التي يتقاضاها عناصر الحاجز بالملابس المدنية من الشاحنات الذاهبة جنوبا محملة بالبضائع مقابل عدم تفتيشها، السرية والسرعة في تقديم هذه الخوة من قبل سائقي الشاحنات، وتلقفها السريع والسري من قبل عناصر الحاجز بلباسهم المدني. اعتياد اللبنانيين الراكبين في سياراتهم على وجود الحاجز وتمهلهم امامه من اجل القاء التحية على الجندي الذي يتأمل الركاب واحدا تلو الاخر، وينظر الى ما بين الاقدام مشيرا بيده للسائق بالتقدم، فيما يستدعي السيارة التالية بالاشارة نفسها من دون ان ينبس بأي كلمة او بأي اشارة على وجهه ومن دون ان يرد على التحية بمثلها. كل تلك المظاهر كانت تشعر ان وجود الجيش السوري في لبنان مؤقت، او ربما كانت اسقاط رغبة على تلك المظاهر. لكن هذا لا يعني اني كنت اتوقع انسحاب الجيش السوري من لبنان بين فينة وأخرى. في السياسة كان واضحا" ان الجيش السوري باق في لبنان الى ما شاء الله، وكانت "الادارة السورية" تركز وجودها بواسطة حلفائها الذين تسلطوا على اللبنانين ردحا" من الزمن. واذا ما وقعت جريمة اغتيال الرئيس الشهيد البشعة، وانتفض اللبنانيون، وخرج الجيش السوري من لبنان، فإن مفاعيل هذا الخروج لم تغير شيئا في اوضاع البلاد.

العمال السوريون اثناء انسحاب جيشهم وبعده

في فترة من فترات تواجد الجيش السوري واجهزة مخابراته في لبنان، اندفع العمال السوريون الى لبنان من اجل العمل في مجالات كثيرة قيل ان اللبنانيين لا يعملون فيها، او يأنفون العمل فيها. وكان لفرق القيمة بين "الدولار اللبناني" والليرة السورية دورا في تقاضي هؤلاء العمال اجورا اقل بكثير من الاجور التي يطلبها اللبناني كي يتمكن من العيش بشكل طبيعي في لبنان. ارباب العمل لم يكن يعنيهم كثيرا اذا اشتغل اللبناني ام لم يشتغل، بالنسبة اليهم التوفير امر اساسي. من وقت الى آخر كان المطارنة الموارنة يرفعون صوتهم انما ليس عاليا"،ويحذرون من مغبة بطالة اللبنانيين التي تسببها الايدي العاملة الرخيصة القادمة من سورية. كان المطارنة الموارنة يحذرون من هذا الامر لسبب رئيسي يقلقهم منذ زمن بعيد، وهو هجرة الشباب اللبناني عموما والمسيحي خصوصا. هذه الهجرة التي تنقص عدد المسيحيين في لبنان وتخسّرهم اصحاب الكفاءات وتؤدي الى تغيير ديموغرافي واجتماعي في صفوف اللبنانيين الذين ارتضوا ان يتعايشوا طوائف ومذاهب كمثال مبهر للعالم في امكان تعايش الطوائف. لكن معاهدات الاخوة والصداقة لم تكن لتعير هذا الامر اي اهمية. لبنان كان تحت الوصاية السورية، وهو لذلك كان سوقا للبضائع السورية الزهيدة الثمن، ومركزا لعمل العمال السوريين الذين يخرجون الاموال منه الى سورية. حتى انه اشيع في فترة من الفترات ان عدد العمال السوريين بلغ المليون في لبنان وانهم يخرجون من لبنان شهريا ما يقارب المئة مليون دولار.بالطبع هذه الارقام مبالغ فيها ولكنها كانت تدل على مدى تأثير تزايد العمال السوريين في لبنان على اللبنانيين.

كان المطارنة الموارنة يتنبهون الى خطورة العمالة الوافدة على اوضاع اللبنانيين،وكانوا يقومون بهذا العمل وحدهم لان السياسيين المسيحيين الذين قد يقولون كلاما كهذا كانوا ممنوعين من ذلك، اللهم، الا ما كان يخطب به نسيب لحود وبطرس حرب في المجلس النيابي وما يكتبه الشهيدان جبران تويني وسمير قصير في صحيفة النهار، وذلك كله بسبب من الوصاية السورية نفسها، وبناء على معاهدات الاخوة والصداقة، والشعب الواحد في البلدين، ووحدة المصير والمسار، الشعارات التي اكتسحت سوق الشعارات في تلك الفترة.

من مظاهر التسلط السوري في لبنان

كان التسلط السوري على لبنان يبرز اكثر ما يبرز في سحنات السياسيين اللبنانيين في ذلك الزمن،على اختلاف درجاتهم وتزعمّهم وقوتهم بين جمهورهم.كان هؤلاء في زمن الوصاية السورية المتمادية والمتطاولة يظهرون انواعا عديدة من الخضوع. فمنهم على سبيل المثال من كان يشارك في كل احتفال يقام في مناسبة "بعثية" سواء كان ذلك من اجل تأبين الرئيس حافظ الاسد او ابنه باسل في ذكراهما السنوية، او في ذكرى الحركة "التصحيحية"، او في ذكرى حرب تشرين. كان السياسيون اللبنانيون يشاركون في هذه الاحتفالات جميعها وعلى اختلاف انواعها، سواء كانت محلية في بلدة ما او مركزية في قاعة كبرى او في ساحة ملعب. البعض الآخر من السياسيين لم يكن ليكف عن مديح النظام السوري في مقابلة تلفزيونية او صحافية. وكان هذا النوع من المادحين يملكون رزمة من الشعارات والمداخلات الجاهزة والتي يكررونها دوما، وجميعها تصب في اطار الاخوة ومصلحة لبنان من الوجود السوري فيه، ووحدة المسار والمصير، والعروبة والمعركة الابدية مع اسرائيل، وغيرها من الشعارات الرنانة، وكانوا حين يلقون ما في حوزتهم من آراء حول العلاقة اللبنانية ـ السورية، يتصنعون صورة من الخشوع والرهبة مما يتكلمون عنه.

جزء من السياسيين المفوهين، كان يتكفل بمهاجمة السياسية الاميركية التي تريد ضرب فريق الممانعة في المنطقة، اي الفريق الذي يرفض اقامة السلام مع اسرائيل ويدعو الى المقاومة من جنوب لبنان من دون الجولان، بالطبع. وجميعهم كانوا يتلقون تعليماتهم من رئيس جهاز الامن والاستطلاع القابع في عنجر. انسحب الجيش السوري من لبنان، فبقي بعض هؤلاء السياسيين يقوم بدوره كما لو ان شيئا لم يحصل في 14 شباط 2005.

 

أربع سنوات على "حلم" الانسحاب السوري.. والاستقلال اللبناني

السوريون من "باب" الانسحاب الى "شباك" الانتخاب

المستقبل - الاحد 26 نيسان 2009 - عمر حرقوص

انسحبوا؟ لم ينسحبوا؟، تركوا خلفهم ممثلين عنهم؟. لم يتركوا خلفهم شيئاً. حملوا أغراضهم الخاصة ووضعوها في سيارة المرسيدس الأخيرة التي كان يركبها العميد الركن رستم غزالي، وبعد ظهر السادس والعشرين من نيسان 2005، خرج آخر مخابراتي علني سوري من لبنان، بعد خروج الشاحنة الأخيرة لعناصر الجيش السوري عبر منفذ المصنع ـ جديدة يابوس الحدودي.

لم يسأل أحد إن كانت السيارة السوداء خرجت عبر الطريق الحدودية الرسمية أم عبر الطريق العسكرية التي كانت الحبل السري الذي يربط البلدين ويلتف حول عنق لبنان بشكل خاص, فالمهم ان "الوصاية" أو هذا "الاحتلال" انتهى. يومها وبالقرب من الحدود كسر بعض الشبان جرّة ووزعوا قطعاً منها على أصدقائهم، لتصير كاللوحات معلقة في المنازل أو المكاتب،وكذلك ذهب آخرون باتجاه منطقة نهر الكلب ورفعوا لوحة جلاء آخر جندي سوري من أرض لبنان بعد تواجد دام نحو الثلاثين عاماً.

كان هذا قبل أربعة أعوام لكن اليوم، تغير الكثير من الأحوال، اذ اصبح لدينا في بيروت سفارة سورية، تمثّل الحكومة السورية على ما يفترض اللبنانيون،مع انها ما زالت حتى اليوم من دون سفير يدير عملها،لكن المهم هو ان يكون للعلاقات المتبادلة موقعها الحقيقي بين بلدين استقلاّ منذ أكثر من ستين عاماً.

خرج الجيش السوري من لبنان، بفضل انتفاضة شعبية نبتت بفعل دماء الرئيس الشهيد رفيق الحريري، هذه الدماء التي أوحت للبنانيين أن يتحوّلوا من ساكنين أمام أمر الواقع إلى مناضلين جميعاً في سبيل إخراج هذه "الوصاية" من لبنان. ذهبت قيادة جهاز المخابرات في السيارة السوداء، لكنها تركت في لبنان من أكمل عملها.

والأكيد أيضاً ان القرارات الدولية كانت إحدى الأسلحة التي حملها اللبنانيون في تظاهراتهم من لحظة استشهاد الرئيس الحريري، وخروج أول تظاهرة شعبية من مستشفى الجامعة الأميركية باتجاه منطقة الكولا لمهاجمة أحد المراكز السياسية التابعة للمخابرات السورية. فالقرار 1559 والذي أتى في 3 أيلول 2004 قبل التمديد المشؤوم لرئيس الجمهورية اميل لحود بساعات، كان واحد من النقاط الأساسية التي استند اليها اللبنانيون في مسيراتهم وفي تحركاتهم الشعبية والسياسية. تصدر الانسحاب السوري من لبنان وكذلك المطالبة بلجنة التحقيق الدولية للتحقيق بعملية السان جورج، أول المطالب التي رفعها المتظاهرون، حتى انهم لم يهتموا الى مسألة حكومة الأمر الواقع، التي كانت مفروضة على اللبنانيين في تلك المرحلة. لأن المعركة تتعلق فقط بإزالة "الانتداب" بأشكاله كافة من لبنان.

حضرت السفارة السورية في بيروت في قلب العاصمة في شارع الحمرا، لتطل على اللبنانيين بالعلم السوري بهيئته الرسمية بعدما كان يطل علينا بهيئته العسكرية. وكذلك افتتحت السفارة اللبنانية في دمشق، وصار للبنان سفيراً يجلس في منطقة أبو رمانة، بعدما كانت الطريق بين العاصمتين تفلحها سيارات سياسيين وأزلام ورجال وأنصاف رجال.

يوم 26 نيسان 2005 وزّع الكثيرون حلوى الأفراح، والبعض أهدى دموع الأتراح. الانسحاب أبكى كثيرين ممن كانوا يعتاشون من الوجود السوري ويتكلون عليه لتغيير معادلات سياسية في لبنان وخصوصاً في مرحلة الأشهر الأخيرة حين تحوّل بعض الشتامين إلى وزراء في حكومة الأمر الواقع.

في العام 1975 حين بدأت طلائع جيش التحرير الفلسطيني (السوري)، تدخل لبنان بحجة حماية المقاومة الفلسطينية ومن ثم حماية الوجود المسيحي وحماية الدولة اللبنانية والكثير من الشعارات التي كانت تطلق حينها، أدرك قلة ان هذا الوجود لن ينتهي بسهولة. أبرز من حاول مهاجمة هذا الوجود آنذاك كان الشهيد كمال جنبلاط، الذي استشهد بعد أقل من عامين على طريق الجبل ليزيد اغتياله اشتعال الحرب الشعواء بين اللبنانيين وليزيد القتل في حياتهم .

في العام 1976 صار التدخل مباشرة من المخابرات ومن عديد الجيش السوري ليصل عدد جنود هذا الحضور في لبنان إلى أكثر من ثلاثين ألف عسكري، عدا عن السهو والخطأ بتعداد عناصر المخابرات الذين تجذروا في حياة اللبنانيين فصاروا يملكون الحياة السياسية والأمنية والاجتماعية وحتى الفنية في بعض الأماكن بالإضافة إلى مراكز اللهو والسهر والمتعة.لم يكن بالهيّن التخلص من هذا الوجود بعد ثلاثين عاماً.وجود دموي بني على دماء مئات آلاف اللبنانيين، سفكوا دماء بعضهم وساهم هو في التكملة على من لم يمت منهم،في أطول حروب المنطقة وأقساها حيث تحول لبنان إلى بلد منزوع التواجد بين "فكي كماشة" الاجرام والعدوانية الإسرائيلية من جهة، وكذلك قبضة يد المخابرات السورية من جهة ثانية.

تطويق لبنان

يوم الانسحاب، لم يستوعب الكثير من اللبنانيين بالخروج، أو لنقل ان الكثيرين، في عقلهم الباطني لم يكونوا ليصدقوا وقوع هكذا حدث سياسي تاريخي يسجّل للمرة الأولى بعد هذه الأعوام الطويلة.هذا الوجود الذي اتكل على لبنان ليكون مركزاً متعدد المهام السياسية والاعلامية والأمنية والاقتصادية، وحوله الى شاشة عرض ضخمة لاستعراض قوة السلطة الأمنية وتأكيد نفوذها وسطوتها وقانونها.كما استعمله لفرض شروط تفاوضية على دول العالم العربي في الكثير من القضايا، وعلى دول العالم الغربي عبر تغطية خاطفي الرهائن الغربيين وعبر الكثير من الاستعمالات اليومية.وكذلك عمل في الداخل اللبناني لردع كل من يحاول طلب التغيير أو رفضه ،بالاضافة إلى تحويل احتلاله أداة لاخافة كل شخص يحاول المعارضة في سوريا، وما حصل في حماه في أوائل الثمانينيات لم يكن إلا واحدة من التجارب اللبنانية التي طبّقت على المدينة الثائرة على جور المخابرات.

الوجود السوري اتكل أيضاً على لبنان ليكون مكاناً يمكن فيه حلّ مشكلة العمالة السوري، وذلك للهرب من تأمين العمل لمئات آلاف العمال والفقراء وأبناء أرياف الداخل السوري .هؤلاء الذين لم يجدوا في طول بلادهم وعرضها لقمة خبز يعتاشون منها، فحولهم النظام إلى "فعلة" كيد عاملة رخيصة في ظروف عيش سيئة، هرباً من جور المخابرات وكذلك من الفقر المدقع.كان لبنان مركزاً للاعلام في العالم العربي طوال القرن الماضي،وحتى خلال الحرب الأهلية، كان الاعلام فيه يخترق حدود الكثير من الدول العربية، فتحوّل بعضه في زمن الوصاية إلى منبر للنظام السوري يستطيع فيه فرض صورة الساحة الإعلامية التي ينطلق منها المدافعون عن النظام السوري في وسائل الإعلام خصوصا" الفضائية منها لتبييض صفحة السلطة البعثية وتشويه صورة معارضيها.

وهنا لا يمكن للمرء أن ينسى ان لبنان شكل أكبر حقل لجمع الثروات بالنسبة الى ضباط المخابرات السورية والمقربين منهم وكذلك العائلة الحاكمة فمزايا النفوذ الأمني والسياسي كانت تعطى للضباط المقربين من حاكم دمشق، ليبنوا ثرواتهم ويزيدونها على حساب الشعب اللبناني.

.. في رحلة العودة

خرج السوريون من لبنان من دون أي حوار، فبعد اغتيال الرئيس الحريري، وقيام التظاهرات الغاضبة، وازدياد الضغط الدولي من كل جهات العالم، رحل الجنود عائدين إلى بلدهم، وأخذت مراكز المخابرات المنتشرة على الأراضي اللبنانية إجازة من دون عودة.حملوا مصيرهم بيدهم، فيما تركوا في لبنان الكثير من نقاط الضعف التي تحولّت مع الوقت إلى نقاط اشتعال داخلي، ساهمت في هزّ الاوضاع الأمنية والسياسية والاجتماعية الداخلية.

في اليوم الأخير للانسحاب، رفع الجنود السوريين الخارجين من لبنان،شارات النصر. كانوا يصرّون على تأكيد الانتصار،قبل الوصول إلى نقطة المتحف الحدودية، فبالنسبة الى الجنود المرميين في مناطق بعيدة عن أهاليهم لمدة سنوات هو نصرٌ العودة إلى أحضان بلدهم بعيداً من جلف ضباطهم ومصاعب الغربة .

لوّحوا بأيديهم وبأعلام بلدهم.لم يكن هناك كثيرون في وداعهم. قلائل من أيتام سوريا وقفوا قرب نقطة الحدود يلوّحون بأعلام سوداء في وقت وقف عدد من أهالي المعتقلين اللبنانيين المخفيين قسراً في سجون المخابرات السورية، ينتظرون أي بادرة أمل بظهور أحبتهم. كان اليوم صعبا" على الكثير من الأمهات، لأن عدم ظهور أحبتهم يعني ان النظام في دمشق مازال يستعمل الكثير من الأوراق اللبنانية يقلّب فيها كيفما شاء.

لم يكن وداع السيارة السوداء دافئاً حين خروجها من المصنع.الكثيرون أفرغوا الكثير مما يحفر في قلوبهم خلف هذه السيارة، كأنهم يستحضرون ثلاثين عاماً من الاحتلال والوصاية والتدخل في حياة الناس. قضايا كثيرة حضرت لدى الكثيرين وهم جالسون في منازلهم يتابعون شاشات التلفزة لليوم الأخير للجنرال "أبو عبدو" في لبنان, من الوقوف لساعات طويلة أمام حواجز المخابرات، الى الشتائم والاعتقالات والاختفاءات القسرية.

بداية الثورة

يوم استشهاد الحريري، ظنّ مرتكبو الجريمة ان ثلاثة أيام ستكون كافية للعزاء ويعود بعدها اللبنانيون إلى منازلهم، يبكون الرجل وتنتهي قصته كما انتهت من قبله قصة الزعيم الاستقلالي رياض الصلح، حيث تحوّل لبنان إلى مرتع للسياسات السورية التي تبدّلت وتغيّرت منذ الخمسينات لتصل إلى دخوله في العام 1975.

ولكن الغلة لم تات على حساب البيدر فحصل عكس المتوقع. دفع استشهاد الرئيس الشعب اللبناني، بمختلف انتماءاته الطائفية والسياسية إلى التحرك في الشارع وقرب الضريح في ساحة الشهداء، والالتحاق بالمعارضة اللبنانية "لقاء البريستول" والمطالبة بخروج القوات السورية ووضع حد فوري لنفوذ مخابراتها في لبنان.

لم يسمح النظام السوري طوال أعوام وجوده بتطبيق كامل بنود اتفاق الطائف، والتي كانت تعني انسحاب القوات السورية إلى البقاع ومن ثم الانسحاب خارج لبنان خلال عامين.بقي الضباط السوريون يتحكمون بالسياسة الداخلية، وكذلك بالسياسة الخارجية ويفرضون على الدولة اللبنانية مواقف وقرارات تأتي مباشرة من مراكز القوة في دمشق، أو عنجر أو حتى منطقة الرملة البيضاء حيث كان يسكن العديد من ضباط المخابرات .عدم الانسحاب طوال تلك السنوات،أضاع فرصة على الشعبين اللبناني والسوري في بناء علاقة متماسكة، وهو ما يرفضه النظام السوري أصلاً، لأن العقل المتحكم بدمشق كان يحتوي كمية من الحقد على الشعبين السوري واللبناني لا يمكن الاستهانة بحجمه.

بعد الانسحاب السوري من لبنان في 26 نيسان 2005 كان التحقق من سحب جهاز مخابراته عملية صعبة لأن نشاط الاستخبارات بصورة عامة عادة ما يكون سرياً.وقد شكلت هذه الفقرة جزءا" من تقرير لجنة الأمم المتحدة للتقصي من الانسحاب السوري من لبنان،فتّش عناصر الأمم المتحدة على مواقع ومراكز كثيرة رأوا فيها زنازين ومراكز تعذيب وكذلك حفراً كانت مرابض مدفعية،ودشماً ومراكز محترقة. لم يشاهدوا أي جندي سوري في لبنان إلا في منطقتي فوصايا ودير العشاير،حيث ينتظر الجميع ترسيم الحدود بين البلدين للوصول إلى مزارع شبعا الواقعة تحت احتلال العدو الإسرائيلي بانتظار هبوط نعمة إلهية على حاكم دمشق توحي له برسم حدود هذه المنطقة،ليتم تطبيق القرار 425 كاملاً.

ذهب النظام السوري من لبنان، وبعد أربع سنوات، مازالت سنارات صيده تدخل الأراضي اللبنانية، عادت نغمة التدخل في الحياة السياسية اللبنانية تبرز عبر ما يتم الحديث عنه في إعلام قوى 8 آذار، حول التدخل في تركيب لوائح مرشحين للانتخابت النيابية، وكذلك رفع "دوز" مشاركة هذا النظام بنقاش السياسات الداخلية اللبنانية.

 

فريديريك هوف نائب جورج ميتشل: نزع سلاح "حزب الله" مهمة يصعب جداً على سوريا تنفيذها

سيطلب من سوريا بموجب السلام أن تنسجم علاقاتها مع تعهداتها

النهار 26/4/09

في هذه المقابلة التي أجريت مع فريديريك هوف النائب الجديد للمبعوث الاميركي الخاص للسلام في الشرق الاوسط جورج ميشتل، يلاحظ القارىء ان السيد هوف لم يتطرق الى ما اذا كانت المؤسسة الامنية – السياسية الاسرائيلية مهيأة للدخول في السلام مع سوريا او تريد هذا السلام... وهو سؤال جوهري غاب عن مسلسل الاسئلة التي طرحتها المقابلة واجراها معه سام منسى على قناة "الحرة".

هنا نص الحوار كما ورد حرفياً:

فريدريك هوف يعتبر من اكثر الخبراء الاميركيين المتابعين لملف مفاوضات السلام بين سوريا واسرائيل، رسم في تقرير نشره مؤخرا معهد الولايات المتحدة للسلام خطا ثالثا للتفاوض في الجولان السوري غير خط الرابع من حزيران والخط الدولي ويدعو لإقامة حديقة مفتوحة للطرفين في الهضبة بعد إعادتها لسوريا.

• ما الجديد الذي يقدمه التقرير ولم يطرح سابقا في المفاوضات؟

- طلب مني معهد السلام الأميركي أن أراجع بعض الأعمال التي قمت بها قبل سنين حين حاولت أن أعرّف خط 4 حزيران لعام 1967 في سياقه الإسرائيلي السوري. طلب مني معهد السلام الأميركي أن أراجع ذلك وأضيف إليه فكرةً كانت موضع محاورات متزايدة عبر السنوات الأخيرة، وهي فكرة المحمية البيئية، والتي سيتم تأسيسها تحت السيادة السورية والتي ربما ستمكّن الطرفين من اتخاذ قرارات صعبة تلبي رغبة سوريا في وضع حدود معينة بينها وبين إسرائيل وتحقق مصالح إسرائيل في ما يتعلق بالماء وحرية الحركة.

• هل هو حصيلة اتصالات مع الطرفين او اقله استمزاج آراء الطرفين ولو بصورة غير رسمية؟

- التقرير بحد ذاته غير رسمي مطلقاً. لقد تحدثت إلى إسرائيليين وسوريين عن هذا الموضوع وعن أمور الحدود بين سوريا وإسرائيل عموماً عبر السنين، وتتبعت مؤتمرين مختلفين، ولكن من الجدير بالذكر أن هذا التقرير لم يُراجع من قبل أية حكومة، بما في ذلك حكومتي، ولم أتلق رأياً بشأنه بالتحديد من السوريين أو الإسرائيليين أو من الأميركيين على المستوى الرسمي. أتيحت لي الفرصة عبر السنين لأتكلم مع المفكرين والديبلوماسيين المتقاعدين والمسؤولين السابقين الذين اهتموا بهذا الموضوع، ولهذا أعتقد أنني أستطيع القول إنني لم أخترع كل هذه الأفكار بالضرورة، في ما يتعلق بهذا الموضوع. إنها نتاج سنين عديدة من التفكير بهذا الموضوع بالتحديد.

• الاعلان عن الورقة البحثية التي قدمتها ينظر إليها على أنه نوع من التحفيز لفكرة تفضيل مسار على مسار اكثر تعقيدا، هل هذا صحيح؟

- ليس لدي رأي قوي بشأن ذلك الموضوع بالتحديد، وليس من مخططي أن أشجع على القيام بأي شيء. فأنا أرى أن هذه العملية ستتقدم بالسرعة والتركيز اللذين تتيحهما الأطراف المعنية. وكان الغرض من هذا أن يقدم فكرة يمكن في النهاية أن تساعد الأطراف في التوصل إلى حل، إن كانوا مهتمين بذلك.

• هل فعلا الاطراف المعنية مهتمة بالتوصل الى حل؟

- لا بد أن أقول، للرد مباشرة على هذا السؤال، إنني لا أدري. لا أعلم. جرى ما أشير إليه على أنه محادثات تقريب بين إسرائيل وسوريا وشملت مسؤولين في الحكومة التركية. ومما فهمته، من حواراتي مع المسؤولين الأتراك، أنهم رأوا أن المحادثات كانت جادة جداً وأن الدليل الأكبر لديهم على ذلك هو أنه لم يتم تسريب أي شيء مهم منها. بل لم يكن هناك تسريب مطلقاً. لهذا يؤمن الأتراك بأن المحادثات التي تم تعليقها في كانون الاول 2008 كانت جادة جداً. وأنا شخصياً لا أدري إن كانت ستُستأنف الآن مع الحكومة الجديدة في إسرائيل، ولكنني أتوق إلى معرفة ذلك.

• من سيضمن تنفيذ الاتفاق؟ قوات دولية متعددة الجنسية ام اميركية؟

- أعتقد أنه، بناء على محتوى المفاوضات في الماضي، المرء يستطيع توقع أنه إذا توصل هذان الطرفان إلى نتيجة ناجحة في مفاوضاتهما سيكون للولايات المتحدة، بصفتها قائدة المجتمع الدولي، دور كبير في تسهيل تنفيذ الشروط، وخاصة تلك المتعلقة بالأمن.

• هل باعتقادك الولايات المتحدة مستعدة او راغبة بوجود عسكري في هذه المنطقة؟

- بالطبع، في أية مسألة من هذا النوع، يعتمد الكثير على حجم القوة والتوقيت، مع التزامات أميركا الأخرى في العالم في ما يتعلق بالأمن الوطني. من الصعب في هذه المرحلة أن نتصور النطاق الدقيق لهذا النوع من الالتزام وسيكون للطرفين نفسيهما، بالطبع، دور كبير في تحديد ما يطلبانه من الولايات المتحدة.

• لماذا الاصرار السوري على اشراك الاميركيين في المفاوضات؟

- أعتقد في النهاية أنه يُفضّل على الأرجح طرح هذا السؤال على الحكومة السورية بدلاً من طرحه عليّ، ولكنك محقٌ تماماً. هناك دليل على إصرار سوريا على مشاركة الولايات المتحدة في هذه العملية. ربما يكون ذلك لرغبتها في أن تقوم علاقة ثنائية بين الولايات المتحدة وسوريا في النهاية. وربما يكون ذلك، جزئياً، للدور المتوقع للولايات المتحدة في ضمان، أو المساعدة في ضمان، تنفيذ شروط المعاهدة.

• هل تحسن العلاقات السورية - الأميركية يجب أن يكون نتاجا لتسوية سورية – إسرائيلية ام العكس؟

- لست متأكداً. ربما نواجه هنا معضلة كمعضلة الدجاجة والبيضة. ومما فهمته، فإن طريقة إدارة "أوباما" في التعامل مع هذا الوضع تتمثل، أولاً، في مراجعة أسس العلاقة الثنائية بين الولايات المتحدة وسوريا. وأعتقد أن الزيارة الأخيرة للمنطقة من قبل اثنين من أمهر الديبلوماسيين الأميركيين تُعدّ إلى حد كبير جزءاً من تلك المراجعة، وإذا فكرت فيها من حيث التوقيت، تجد أن القيام بها بهذه الطريقة منطقي. توجد حالياً حكومة إسرائيلية جديدة. ويجب على تلك الحكومة أن تتخذ موقفاً يحدد ما إذا كانت راغبة في استئناف المحادثات مع سوريا. لذا، أعتقد أننا يجب أن نرتب الأمور حسب أولوياتها، والخطوة الأولى هي مراجعة العلاقة الثنائية. وقد أوضحت الوزيرة كلينتون أنها مهتمة برؤية ما إذا كانت هناك فرص لتحسين العلاقة الثنائية، ولكنني أعتقد أن تلك المرحلة تأتي أولاً، قبل أن تتشاور الولايات المتحدة مع الطرفين بشأن أي دور قد تلعبه الولايات المتحدة في محادثات السلام بينهما.

• لماذا باعتقادك سوف تقوم سوريا اليوم بما امتنعت عن القيام به منذ بدء النزاع مع اسرائيل؟

- أود أن أعود إلى ما قلته سابقاً، والذي يعكس في الحقيقة أسس تعاملي مع هذا الوضع. فأنا، كفرد، لا أدري بالتأكيد ما إذا كانت سوريا مستعدة لتغيير توجهاتها الاستراتيجية جوهرياً واتباع طريقة مختلفة في العمل في المنطقة إزاء إسرائيل والولايات المتحدة الدول الأخرى المجاورة. أعتقد أن هذا الأمر جدير بالدراسة والتمحيص بدقة، وذلك هو جوهر منهج إدارة أوباما، كما أفهمه.

• اسرائيل تقول ان مفتاح الحلول في المنطقة بيد سوريا  هل هذا صحيح برأيك؟ وهل من مغالاة في تقدير دور سوريا الاستراتيجي؟

- مما أفهمه، أجد أن العامل المهم هنا، وبالتحديد في ما يتعلق بمؤسسة الدفاع في إسرائيل، هو الاهتمام الكبير باكتشاف ما إذا كان التوصل إلى اتفاق سلام مع سوريا أمراً ممكناً. أعتقد أن التركيز منصبٌّ على ذلك داخل إسرائيل. هناك آراء نسمعها كثيراً تقول إن القضايا المعلقة بين إسرائيل وسوريا ليست شديدة العمق والتعقيد والصعوبة كالقضايا المعلقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. لذا قد يكون هناك ميل من جانب البعض لمحاولة تحقيق شيء قد يكون، في رأيهم، أكثر سهولة موضوعياً. وكذلك، يشعر بعض الإسرائيليين، في اعتقادي، بأن التوصل إلى اتفاق مع سوريا سيزيد من احتمال أن تلعب سوريا دوراً أكثر إيجابية في ما يتعلق بالمسار الفلسطيني الإسرائيلي من عملية السلام. ولم أسمع بآراء تقول إن التوصل إلى اتفاق مع سوريا سيحل جميع المشكلات، أو إن سوريا هي الحل بالضرورة. بل على العكس، أعتقد أن الرأي السائد هو أن المسار الإسرائيلي - الفلسطيني هو لبُّ  القضية. يمكن سوريا أن تكون طرفاً مسانداً ولكن لبَّ القضية يكمن في النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

• هل تعتقد ان سوريا توقع اتفاق سلام اذا استمر تعثر المسار الفلسطيني؟

- هذا سؤال مثير للاهتمام في الواقع. مما فهمته عبر السنين، أقول إن الإجابة السورية الرسمية على سؤال من هذا النوع ستكون أن الفلسطينيين، ممثلين بمنظمة التحرير الفلسطينية، عقدوا اتفاقية مع الإسرائيليين في أوسلو عام 1993، وبالتالي فإننا، أي السوريين، أحرار في السعي وراء مصالحنا، ومن أهمها استعادة الأراضي التي استولت عليها إسرائيل في عام 1967. وعملياً، قد يكون من الصعب على سوريا أن تتوصل إلى حل كامل مع إسرائيل إذا لم يحدث أي تقدم على المسار الفلسطيني- الإسرائيلي. وقد رأينا مثالاً جيداً على ذلك مؤخراً حين أدى العنف في قطاع غزة إلى تعليق محادثات التقريب التي شاركت فيها تركيا، ولم تُستأنف حتى يومنا هذا.

• تقول أن إسرائيل تريد من "السلام" مع سوريا إبعادها عن إيران و"حزب الله" و"حماس" هل هذا ممكن؟ هل سوريا راغبة بذلك او قادرة عليه؟

- لا بد أن أقول إنني لا أعلم.

أنا أتكلم عن نفسي وعن رأيي الخاص، وبشكل موضوعي، لا أعلم. والسؤال الحقيقي هو هل يوجد قرار استراتيجي من جانب سوريا لتحقيق السلام مع إسرائيل؟ إذا كان هناك قرار استراتيجي، فإن ذلك القرار، في اعتقادي، يجيب على سؤالك. في أية معاهدة سلام بين هذين الطرفين، يجب أن تكون هناك بنود تتعلق بالعلاقات مع أطراف أخرى. وسواء تمت تسمية تلك العلاقات بالتحديد أو لا، ستكون هناك بنود تقول، مثلاً، إن تعهدات الموقعين على هذه المعاهدة لها الأولوية مقابل أية علاقة أخرى، وخاصة علاقة تتضمن طرفاً ثالثاً لديه نيات عدائية ضد أحد الطرفين الموقعين، أو طرفاً يظهر العداء لأحدهما. سيكون هذا تعهداً شديد الأهمية، وبالتالي، أعتقد أن هذا يجيب على السؤال إذا وصل الطرفان إلى مرحلة حيث يستطيعان التوقيع على معاهدة كهذه، وأنا واثق تماماً بأنه ستكون هناك بنود تعهدات من هذا النوع في نص الاتفاقية.

إذا تركنا جانباً النقاط الفنية في مسألة الحدود والترتيبات المتعلقة بالمياه والأمن والتطبيع، أعتقد أن الثمن الأساسي للسلام هو التحوّل الدائم والصادق لتوجهات دمشق، وذلك بالتالي يحقق السلام مع إسرائيل ويجعل المحافظة على ذلك السلام معها الهدف الرئيسي للسياسة الخارجية للحكومة العربية السورية.

• البعض يعتقد ان الاسد مهتم بالمفاوضات اكثر من نتائج المفاوضات والخاتمة السعيدة؟

- أعتقد أن كلمتي المفضلة في هذه المقابلة هي لا أدري. يجب أن أقول إنه خلال العام الماضي، ومنذ أن تم الإعلان عن محادثات التقريب في تركيا، دار جدل كبير داخل واشنطن وحدها في مجالس المفكرين. هناك من يقولون إن هذه المحادثات جادة، وإنه ستكون هناك اتفاقية سلام حقيقية في 2009، وإن كل ما على الولايات المتحدة فعله هو أن تشارك بسرعة لوضع خاتمة لهذه المسألة. وهناك آخرون يقولون، بدرجة اقتناع لا تقل عن اقتناع هؤلاء، إن الهدف من هذه العملية هو العملية نفسها، وإن الحكومة السورية، في النهاية، تود أن تقيم علاقة مختلفة مع الولايات المتحدة ولكنها لا تنوي إتمام العملية مع إسرائيل. وشخصياً، أجد أن الجدل مثير للاهتمام لأن الأشخاص من الطرفين واسعو المعرفة وأجروا الكثير من الأبحاث. ولكنني في الحقيقة لا أدري كيف يمكن الإجابة على هذا السؤال بشكل حاسم ومؤكد دون متابعة العملية حتى نهايتها لرؤية ما إذا كان الطرفان مستعدين للتوصل إلى حل. وفي النهاية، هذا أمر يجب اختباره وهو أمر لا يمكن أن يتم في مجالس المفكرين في واشنطن.

• هل السلام مع اسرائيل يقضي بتغيير في توجهات النظام السوري على اكثر من مستوى؟ بعد السلام بشار الاسد يكون سادات آخر؟

- أعتقد أن الإجابة المختصرة على هذا السؤال هي أنني لا أدري. أعلم أن الرئيس الأسد نفسه أشار في الماضي إلى أن السلام مع إسرائيل سيكون شرطاً مسبقاً مهماً أو خطوة مهمة نحو الإصلاح في سوريا. أما عن أجندته السياسية الفعلية، في ما يتعلق بهذا، فأنا في الحقيقة لا أدري. سمعت من يقول، وأعتقد أن هذا منطقي إلى حد ما، أن استرجاع المنطقة المحتلة من إسرائيل سيكون خطوة مهمة نحو ترسيخ شرعية الرئيس الأسد وحكومته وقد يكون هذا هو أسلوبه في معالجة المسألة، ولكنني بصراحة لا أدري ما الذي يدور في ذهنه.

• اذا لم يتم التوصل الى سلام هل من جدوى للانفراج القائم بين البلدين حاليا، هل يمكن ان يستمر؟

- أنت محقٌّ تماماً. فمنذ عام 1974، ظلت جبهة الجولان مستقرة. ولا نستطيع أن نقول ذلك عن الجبهة بين إسرائيل ولبنان، وأعتقد أن المتتبعين الموضوعيين للوضع يرون أن هذا من عواقب طبيعة مشكلة الجولان غير المستقرة. ويتوقع المرء أن يظل وقف النار في الجولان ساري المفعول. ومن مصلحة الطرفين بالطبع أن يسود الهدوء تلك المنطقة، ولكن قد تحدث عواقب أخرى في مناطق أخرى، وهي بالتأكيد كانت تحدث في السنين الخمس والثلاثين الماضية.

• اذا حصل تقارب اميركي - سوري كيف ترى طبيعة العلاقة بين المثلث اميركا - سوريا - ايران؟

- هذا سؤال منصف جداً، ولكنه أيضاً سؤال صعب؛ لأن هناك عوامل كثيرة تلعب دوراً في ذلك. فقد أوضحت الولايات المتحدة، مثلاً، أنها مستعدة تماماً لمتابعة الحوار مع إيران بشأن المجالات التي يمكن الدولتين التعاون فيها، سواء في ما يخص العراق أو أفغانستان أو كل القضايا المختلفة. لذا فإننا قد نرى هناك عملية تتقدم بشكل مستقل تقريباً عن التطورات بين الولايات المتحدة وسوريا من حيث العلاقة الثنائية أو بشكل مستقل عن عملية السلام بين سوريا وإسرائيل إذا تم استئنافها. لذا فالمسألة مسألة أين يتم تحقيق التقدم أولاً وأين يمكن للديبلوماسيين أن يتابعوا ويستغلوا التقدم وربما يربطوا التقدم بالمشكلات الأخرى.

• وصفت سابقا قيادة «حزب الله» بالارهابية هل لا تزال عند ها الرأي؟

- ما أعتقده هو أن المهمة الأولى والأهم لقيادة "حزب الله" هي توفير القدرات العسكرية وقدرات الردع والقدرات الانتقامية إن لزمت، والتي تضعها تحت تصرف إيران. تلك هي المهمة الرئيسية للقيادة. ولا شك لدي في أن هناك دوافع مختلفة تماماً عن ذلك عند أفراد "حزب الله"، الحزب السياسي، وبين اللبنانيين الذين يؤيدون "حزب الله" بصفته حركة سياسية داخل لبنان. أنا واثق تماماً بأن هناك أفراداً في صفوف "حزب الله" يضعون مصلحة لبنان فوق كل شيء، ولكن ولاء القيادة نفسها للثورة الإسلامية في إيران أولاً.

• هل انتهى خطر "حزب الله" كخطر استراتيجي على اسرائيل من جنوب لبنان؟

- ما زال حزب الله يملك قدرات عسكرية كبيرة جداً وأخشى أن يتم استخدام تلك القدرات مجدداً إذا صدرت شرارة من جنوب لبنان، وأعتقد أن مخططي الدفاع الإسرائيليين وقوات الدفاع الإسرائيلية تتعامل مع ذلك الخطر بشكل جدي جداً.

• هل نزع سلاح "حزب الله" هو مهمة سوريا؟

- أعتقد، من وجهة النظر الموضوعية، أن نزع سلاح "حزب الله" سيكون مهمة يصعب جدا على سوريا تنفيذها. ولكن إذا عدنا إلى الشروط المحتملة لمعاهدة السلام، أعتقد أن ما سيُطلب من سوريا سيكون ألا تقوم بموجب علاقتها مع طرف آخر بما يناقض التعهدات التي تم الاتفاق عليها في معاهدة السلام مع إسرائيل. وأعتقد أن نزع سلاح "حزب الله"، من وجهة النظر الموضوعية، سيكون أمراً صعباً جداً على الجيش السوري. يبدو أن هذا رأي العديد من المحللين العسكريين الكبار. وأعتقد أن الأمر المهم سيكون التغير الجوهري في العلاقة.

• هل معاهدة سلام سورية - اسرائيلية تساوي نزع سلاح "حزب الله" من لبنان؟

- لست متأكداً من ذلك. لست مطلعاً على ما ناقشه الطرفان في ما يتعلق بالتزاماتهما المشتركة، ولكنني أرى، موضوعياً، أن نزع سلاح "حزب الله" سيكون مهمة عسكرية صعبة للغاية.

• هل تعيين ميتشل بتلك السرعة يعني أن إدارة أوباما تضع أولوية على المسار الفلسطيني؟ بعضهم يقول ان هناك نقاشا في الكونغرس والخارجية عما إذا كانت مهمة ميتشل يجب أن تكون في الجانب الفلسطيني أم السوري؟

- أعتقد أن من المهم أن نتذكر كلمات الوزيرة كلينتون حين أعلنت لأول مرة أن السيناتور جورج ميتشل سيكون مبعوثاً خاصاً لمتابعة شؤون السلام في الشرق الأوسط. وقد أشارت الوزيرة بالتحديد إلى الوضع الإسرائيلي - الفلسطيني. وأوضحت أيضاً أنه يُتوقع من السيناتور أن يلعب دوراً في وضع استراتيجية لتحقيق السلام بين إسرائيل وجميع جاراتها. وذكرت أيضاً أن السيناتور ميتشل يتحمل مسؤولية النظر في أمر قطاع غزة من حيث المساعدات الإنسانية وإعادة البناء في النهاية. لهذا أعتقد أن الإجابة هي "نعم"، كل ما ذُكر. فهو يتمتع بتفويض واسع جداً يغطي النزاع العربي - الإسرائيلي بكامله. وأعتقد، من جانب عملي، ومما رأيناه في أول زيارتين له للمنطقة، أن تركيزه كان منصباً على المسار الفلسطيني الإسرائيلي. وهذا منطقي جداً. فرئيس الولايات المتحدة لا يريد، بالطبع، أن يرى الوضع في غزة يتفجر مجدداً، فهذا سيكون وضعاً فظيعاً، سواء من حيث التأثير الإنساني على الشعب، أو من حيث الجهود الديبلوماسية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط على نطاق أوسع. لذا فمن الطبيعي أن يكون التركيز أولاً على المسار الفلسطيني - الإسرائيلي. وسيقوم السيناتور ميتشل، بالتأكيد، مع مرور الوقت بتكريس قدر كبير من اهتمامه لبقية المنطقة التي تم تفويضه بشؤونها أيضاً، ولكن في الوقت الحالي، ينصبُّ تركيزه على هذا المسار، وهذا، بصراحة، يتفق من حيث توقيته مع المراجعة التي تجريها الإدارة للعلاقات الثنائية مع سوريا.

• هل تعتقد ان يمكن اعادة الاعتبار، بل اعادة تفعيل دور ابو مازن والسلطة؟

- أعتقد أن الولايات المتحدة أظهرت ثقة كبيرة بأن العمل مع الرئيس عباس ورئيس الوزراء فياض سيؤدي إلى إحراز تقدم كبير. وأعتقد أن هناك اتفاقاً عاماً بين جميع الأطراف على أنه قد تم إحراز تقدم كبير في المجال الأمني، مثلاً، في تدريب قوات الأمن الفلسطينية والتقدم في تطويرها احترافياً. لهذا لا أعتقد أن إدارة الولايات المتحدة تنظر إلى المسألة باعتبارها إعادة تأهيل، حسبما أعلم. بل ترى أن الحكم في الضفة الغربية أصبح أكثر ثباتاً وأكثر احترافية وأكثر فاعلية وكفاءة.

• هل المفاوضات الوحيدة التي يمكن أن تجري الآن هي تلك التي تجري بين "حماس" (بالوكالة) وإسرائيل لتثبيت التهدئة؟

- إن تثبيت وقف النار في غزة أمر شديد الأهمية بالطبع وهو أمر جيد التوقيت أيضاً. ويجب أن يكون في قمة الأولويات الآن. أما إن كنت تسألني عما إذا كان هذا هو الشكل الوحيد الممكن للتفاوض الآن... الممكن حالياً؟ لا، لا أعتقد هذا. أعتقد أنه حتى لو تم التركيز على دور الحكومة الإسرائيلية الجديدة في التطور الاقتصادي، مثلاً، في الضفة الغربية، فإن هناك اعترافاً واسع النطاق بين الإسرائيليين بأن التطور الاقتصادي، بحد ذاته، وبالرغم من أهميته، لا يكفي، وبأن هناك حاجة لأفق سياسي وطريقة للتقدم نحو حل الدولتين. لذا أرجو أن يتم التوصل إلى طريقة لمتابعة الحوار بين الزعماء الفلسطينيين والإسرائيليين بشأن وضع دائم، وسنرى في مرحلة ما من المستقبل قدرة الطرفين على التوصل إلى حل.

• الى اي مدى التغير في اسرائيل يؤثر على امكان تنفيذ مثل هذه المقترحات؟

- ما زال هذا غير مؤكد إلى حد كبير. لقد أتمت إسرائيل للتو عملية شاقة لبناء ائتلاف حكم. ورئيس الوزراء الجديد ووزارته أدلوا بالقسم للتو. وفي مرحلة ما، أعتقد أن المبعوث الخاص ميتشل سيجري بعض المشاورات المفصلة مع رئيس الوزراء وستتضح الإجابات على هذه الأسئلة. ولكن من الصعب أن نتكهن بالأمر الآن. من الواضح أنه تم الإدلاء بتصريحات كبيرة خلال الحملة السياسية. ومن جانب آخر، أعتقد أننا جميعاً نعلم من التاريخ، ومن التجارب الشخصية، أن الحكم يختلف عن شن الحملات الانتخابية، وأن عملية الحكم نفسها تتضمن خيارات قاسية يجب اتخاذها وعلاقات يجب وضعها في الاعتبار. لذا فإنني لست متشائماً مطلقاً بشأن التوقعات.

لا أظن أن الخوف هو العامل المؤثر هنا. أعتقد أن الإدارة الأميركية تتوق إلى التشاور عن قرب مع الحكومة الجديدة في إسرائيل، والبحث بجدية عن مجالات تعاون. وأعتقد أننا نتحرى الدقة إذا قلنا إن الإدارة نفسها تتعامل مع هذا الوضع بشكل إيجابي جداً.

• هل الديبلوماسية التقليدية قادرة على معالجة الازمات التي تولدها نزاعات مع منظمات مسلحة من خارج الدولة وليس دول؟

- أعتقد أن تحديات الديبلوماسية التقليدية تضاعفت في هذا الوضع، ولكن إذا نظرنا بالتحديد إلى النزاع العربي - الإسرائيلي، نجد أنه حتى الأطراف التي لا تمثل دولاً هنا لها علاقات قوية مع الدول الموجودة، والجهود الديبلوماسية مع الدول المعنية ربما تستطيع إحداث تغيير في ما يتعلق بسلوك تلك الأطراف التي لا تمثل دولاً.

• هل توافق من يعتبر ان حاجة اسرائيل الى اميركا باتت اليوم اكبر من السابق؟ ما بات يحتم تطوير العلاقات الاميركية - الاسرائيلية؟

- لا أظن أن عبارة "أكثر بكثير من ذي قبل" هي عبارة أختارها في الكلام عن هذا بالضرورة. فحسبما أفهم تقييم الإسرائيليين وقادتهم للعلاقة مع الولايات المتحدة، أجد أنهم يعتبرونها أهم علاقة تربطهم بأية دولة، من حيث الأمن المطلق لدولة إسرائيل ومن حيث رفاهيتها الاقتصادية. لذا أعتقد أنه لم يطرأ تغير على ذلك بسبب الخلافات الأخيرة.

• الا تعتقد ان الاوضاع العربية عقبة امام السلام وليست المشكلة فقط اميركا واسرائيل البعض يقول ان الاوضاع العربية سوف تحول اوباما الى جورج بوش في وقت قصير؟

- مما رأيته يمكنني أن أقول إن طبيعة الرئيس باراك أوباما السياسية او ال "دي ان اي" السياسي للرئيس اوباما  لا يجعله يتعامل مع أية مسألة على أنها ميئووس منها. أعتقد أن الرئيس سيقوم بكل ما بوسعه، كما سيقوم كل من يساندون الرئيس: وزيرة الخارجية والمبعوث الخاص ميتشل وكل المعنيين بهذا المشروع، سيقومون بكل ما بوسعهم للتشاور عن قرب مع جميع الدول المعنية في المنطقة. سيقومون بكل ما بوسعهم للمساعدة على جعل مبادرة السلام العربية، مثلاً، محور المنهج العربي نحو السلام مع إسرائيل، وأعتقد أن الرئيس أوباما سيتعامل مع هذا التحدي بهذه الروح نفسها.

 

النائب الاحدب سيطلق حملته تحت شعار "الرقم اللبناني": سأترشح للانتخابات منفردا في الخط السياسي نفسه

وطنية - 26/4/2009 عقد النائب مصباح الاحدب مؤتمرا صحافيا في منزله في طرابلس، اعلن فيه "انه سيطلق حملته الانتخابية في التاسع من شهر أيار المقبل تحت شعار "الرقم اللبناني".

وقال: "سأترشح للانتخابات منفردا، في الخط السياسي نفسه الذي كنت عليه منذ العام 1996 والذي تحالفت به مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري في مراحل مفصلية عديدة، وتوافقنا على الامور الكبرى، وكنا نخوض الامور سوية من معركة محاربة التمديد الى مواجهة الممارسات المسيئة من قبل المخابرات السورية أنذاك، واستمررنا مع الشيخ سعد الحريري ووقفنا في معركة 2005 ضد لائحة "يلي خلف مات"، وما زلت اليوم على الخط نفسه، رغم الضغوط التي فرضت أن يكون مصباح الاحدب خارج لائحة "التضامن الطرابلسي" واؤكد لكم بانني ما زلت على الخط نفسه الذي يمثله الشيخ سعد الحريري، رغم الائتلاف المطروح ولدي وجهة نظر تمثل تطلعات غالبية الشارع الطرابلسي وانني على قناعة بان الشارع الطرابلسي سيصوت لهذا النهج السياسي الذي أمثله رغم المنافسة القوية لاقصاء هذا النهج".

وتابع: "ساعلن عن انطلاق الحملة الانتخابية في التاسع من شهر أيار تحت عنوان "الرقم اللبناني" فقد سمعنا من يقول بان الوضع في لبنان هو كناية عن صندوق لديه رقمان سريان رقم سوري وأخر سعودي، وهنا أوضح بأننا لسنا ضد الرقم السوري او السعودي، فأن يكون هناك نفوذ سوري أو سعودي في لبنان هذا أمر طبيعي، والكل يعلم بان هناك أكثر من مئة الف مواطن لبناني يعملون في السعودية ويضخون اموالا طائلة الى لبنان فضلا عن مواقف السعودية الداعمة في شكل دائم للدولة اللبنانية ومؤسساتها في مختلف الظروف الصعبة التى مر بها البلد، ونريد ان تكون علاقات لبنان مع السعودية قوية جدا. أما بالنسبة لسوريا فالكل يعلم بأنني كنت انتقد الممارسات الخاطئة للسوريين عندما كانوا في لبنان، وعندما خرجوا لم انجر الى حملة الشتائم التي سمعناها لاننا في النهاية سوف نتصالح، ولكن يجب تنقية العلاقات بين البلدين اذ من المستحيل العودة الى الوضع السابق. فهناك أمور عدة ثقافية وتاريخية وعائلية تجمعنا بالسوريين ونحن متمسكون بها ولكن يجب أن نستفيد من علاقات البعض مع سوريا لاسيما دولة الرئيس نجيب ميقاتي لنوظفها لما فيه مصلحة لبنان وطرابلس، وبالتالي لسنا ضد الرقم السوري ولا السعودي ولكن ببساطة نقول انه بين الرقمين يجب أن يكون هناك الرقم اللبناني يمثل الناس التي تريد ان تعلم على اي اساس تتم التسويات وما هي المرحلة الجديدة المقبلون عليها سياسيا واقتصاديا وحتى امنيا".

وردا على سؤال، قال: "لطرابلس دور تاريخي فاعل في السياسة اللبنانية والتحولات التي حصلت في البلد مؤخرا كان لطرابلس والشمال دور مهم فيها. فالوضع في لبنان لا يكون سليما اذا كان هناك أي خلل في طرابلس التي لطالما كانت داعمة لثوابت 14 آذار. واليوم هناك تحولات حصلت في البلد بخروج الجيش السوري منه ولم يعد هناك مراكز للمخابرات تمارس الضغط على الناس في شكل مباشر، انما هناك محاولة للعودة عبر النفوذ السياسي، لذلك كان هناك الرقم اللبناني لمنع العودة الى الوراء".

وردا على سؤال حول ما يقال عن ان الوزير محمد الصفدي وراء اقصاء الاحدب عن لائحة التضامن الطرابلسي، قال: "كان لدي عدة مواضيع خلافية مع الوزير محمد الصفدي محددة ضمن 14 آذار، ولكن وفق معلوماتي ليس الوزير الصفدي وراء ابعادي عن اللائحة كما ان البعض يحاول القاءها على الشيخ سعد الحريري، وهذا أمر مرفوض لانني أعلم ان الشيخ سعد فعل كل ما بوسعه لابقائي على اللائحة، ولكن الرئيس نجيب ميقاتي لم يستطع عبر الرقم السري الذي يمثله ابقاء مصباح الاحدب على اللائحة، سيما وان الاحدب يمثل نهجا سياسيا معروفا، والسابع من أيار ليس ببعيد لذلك يحاولون اقصاء هذا النهج عن أي ائتلاف في طرابلس. وانا لا ألوم الرئيس ميقاتي الذي هو وجه حضاري وناجح وهو من تكلم عن الرقم السري السوري والسعودي، ونعلم بانه لا يرفض له اي طلب في الشام، ونريد ان نوظف هذه الطاقات والعلاقات التي يمتلكها لمصلحة لبنان وطرابلس ولا نلومه لان هناك امورا محددة لا يمكن طلبها منه، سيما وان الجميع يعلم طاقاته وحدوده".

اضاف: "ما هو المبرر لاستبعاد النهج السياسي الذي يمثله الاحدب عن الائتلاف في طرابلس؟ يبدو ان موقفي السياسي الواضح في السابع من أيار ازعج البعض، فحاولوا اقصاءه، ولا أريد الانزلاق الى الخلافات الشخصية انما اؤكد على النهج السياسي الذي سوف يجاوب عليه الناخب في صناديق الاقتراع في السابع من حزيران، ومن حق المواطن الطرابلسي أن يفرض النهج الذي يريده".

وردا على سؤال، قال: "هناك منافسة قوية وجدية وهناك امكانات وماكينات ضخمة تعمل على اقصاء النهج الذي امثله، هذا النهج سأبقى عليه متحالفا مع الشيخ سعد رفيق الحريري. ولدي حظوظ كبيرة في النجاح وفي حال فوزي فأن هذا النهج سيعود الى المجلس النيابي أقوى من السابق، وهذا ما سيفرض عليهم التعاطي مع طرابلس بطريقة مختلفة اذ لا يمكنهم التعامل معها كما فعلوا خلال الثلاثين سنة الماضية، وفي رايي ان لائحة الرئيس ميقاتي لم تطرح مواضيع اساسية اكانت اقتصادية ام اجتماعية ام امنية تطاول المواطن الطرابلسي، فليقولوا لنا على ماذا هم متضامنون اذا، حاولوا أن يتضامنوا ضد مصباح الاحدب وهذا لا يكفي".

وردا على سؤال ان كان سبب الاقصاء عن اللائحة، يعود الى ان الاحدب ليس في الصندوق السوري او السعودي قال: "حكما هذا ما حصل، واؤكد بأنني مرحب بالتقارب السوري السعودي، واعتبر بانه كان هناك خلل في المواجهة السعودية السورية انعكس سلبا على لبنان والمصالحة العربية تنعكس ايجابا على لبنان، ولكننا نقول لمن يتحدث عن ال"س - س" هذه المعادلة تصح عندما يكون هناك "س-ل-س" ومن دون هذه "ل" وهي المواطن اللبناني عموما والطرابلسي خصوصا، لا تصح معادلة ال"س -س"، ومن أجل ذلك كان الرقم اللبناني،الذي هو شعار حملتنا الانتخابية فمن حق المواطن اللبناني ان تكون الامور امامه واضحة وليست رمادية ولتأمين استمرار المصالحة السورية السعودية في لبنان يجب وصلها بالرقم اللبناني، واذا لم يحصل ذلك فهذه المصالحة لا "تظبط" في لبنان ولا في طرابلس".

وختم: "ان المعركة في طرابلس ليست معركة احجام والا لكنت في اللائحة، ولكن ما حصل هو"فيتو" سياسي، واذا نجح مصباح الاحدب في طرابلس يكون نسيب لحود نجح حكما في لبنان"، لافتا الى "ان كل المحاولات لشرخ الشارع اللبناني والطرابلسي غير مقبولة وغير قابلة للاستمرار، ونحن متماسكون، الشارع نفسه في طرابلس، الخط نفسه، خط الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومستمرون مع الشيخ سعد الحريري والمواطن الطرابلسي سيتمسك بهذا الاساس، وانا على قناعة بذلك".

 

البطريرك صفير التقى وفدا فرنسيا ووفدين تربويين: تتساءلون ماذا سيحل بمسيحيي لبنان انهم هنا وبنعمة الله سيبقون فيه

ونأمل في ان يعطوا مثالا لالتزامهم بالمبادىء المسيحية وتمسكهم بها

وطنية- 26/4/2009 ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي عاونه فيه امين عام البطريركية الخوري ريشار ابي صالح والقيم البطريركي العام الخوري جوزف البواري والاب الفريد بدوي بحضور حشد من المؤمنين.

بعد الانجيل المقدس القى البطريرك صفير عظة بعنوان "الحق الحق أقول لك، لا أحد يقدر أن يدخل ملكوت الله ما لم يولد من الماء والروح"، وقال فيها:

"ولكن في اي مكان يتحد ّث الكتاب المقدّس عن هذا الينبوع الحيّ ؟ ان يوحنا لا يفكّر ظاهرا في مقطع محدّد، بل بالأحرى " في الكتاب" ، في الرؤيا التي تجتاز كل النصوص. لقد وضعنا، سابقا، في دائرة الضؤ منظرا مركزيا: قصة الصخرة الموزّعة للحياة ، التي أصبحت في اسرائيل صورة الرجاء. المشهد الثاني الكبير يعرضه علينا حزقيال مع رؤية الهيكل الجديد: "اذا بمياه تخرج من تحت عتبة البيت نحو الشرق" . وبعد ذلك بنحو خمسين سنة ، استعاد زكريا هذه الصورة: في ذلك اليوم، يكون ينبوع مفتوح لبيت داود ولسكّان أورشليم للخطيئة وللطمث" . ." ويكون في ذلك اليوم، أن مياها حيّة تخرج من أورشليم " . وآخر فصل من الكتاب المقدّس يعود الى تفسير هذه الصور، وهو يعطيها ما لها من عظمة: "وأراني الملاك نهر ماء صافيا كالبلّور، خارجا من عرش الله والحمل" .

ونظرة عجلى الى مشهد تطهير الهيكل، أظهرت لنا أن يوحنا يعتبر أن جسد الرب القائم من الموت كالهيكل الجديد ، كان ينتظره ليس فقط العهد القديم ، بل كل الأمم . وهكذا يمكننا أن نستمع، في ما قيل عن أنهر الماء الحيّ، الى اعلان عن الهيكل الجديد : أجل هذا الهيكل هو موجود: الموعود به. وموجود، نهر الحياة هذا الموعود به الذي ينقّي الأرض المالحة لينضج الحياة ويخرج الثمار بغزارة. وهو الذي ذهب في محبته الى النهاية، الذي مرّ بالصليب ليحيا الآن حياة لا يمكن أي موت أن يتهدّدها. إنه هو المسيح الحيّ. وهكذا ان الجملة التي قيلت يوم عيد الخيام تمثّل مسبقا ليس فقط أورشليم الجديدة التي يقيم الله عينه فيها، وهو فيها ماء الحياة ، لكنه يشير مسبقا مباشرة الى جسد المصلوب الذي يخرج منه دم وماء. وهي تظهره كالهيكل الجديد الغير المصنوع من حجارة ولا بأيدي بشر. لهذا السبب ، لأنه المسكن الحيّ لله في العالم ، سيبقى ينبوع حياة أيضا لسائر الأزمنة.

ومن رأى التاريخ بعين يقظة، بامكانه أن يرى هذا النهر الذي، عبر الزمن، يجري من الجلجلة، من يسوع المصلوب والقائم من الموت. وحيثما يصل هذا النهر، بامكانه أن يرى كيف أن الأرض تطهّرت، وكيف تنبت الأشجار المثمرة، وكيف تجري الحياة، الحياة الحق، من ينبوع المحبة الذي أعطى ، ويعطي ذاته.

هذا التفسير المركزي الذي يعود الى المسيح لا يمكنه أن ينفي ، على ما أشرنا اليه سابقا، أن هذه العبارة تصحّ أيضا، بطريقة متفرّعة، على المؤمنين. وتشير عبارة من انجيل متى المنحول (10: 6) الى اتجاه موافق لاتجاه انجيل يوحنا: " من يشرب من فمي يصبح مثلي". ان المؤمن يتحّد بالمسيح ، ويشاطره خصوبته. ان الرجل الذي يؤمن ويحبّ مع المسيح يصبح بئرا يوزّع الحياة. وهذا ما يمكن أيضا أن نراه في التاريخ. ويمكننا أن نتحقق من هذا في التاريخ بطريقة مدهشة: أي كيف أن القديسين هم واحات تتفتّح حولها الحياة وحيث يعود بعض شيء من الفردوس الضائع. والينبوع الذي يعطي ذاته بغزارة يبقى، في نهاية المطاف، المسيح عينه.

الكرمة والخمرة

اذا كان الماء هو العنصر الأساسي للحياة، بالنسبة الى جميع المخلوقات على الأرض، فان خبز القمح، والخمر، وزيت الزيتون هي هدايا حضارة البحر المتوسط النموذجية. ان المزمور104

( 103) يسمّي أولا، لدى استذكاره الخليقة، العشب الذي أعدّه الله للماشية، ليتحدّث لاحقا عمّا أعطى الله الانسان، عبر الأرض: الخبز الذي يستخرجه من الأرض، الخمر الذي يفرّح قلبه ،أخيرأ الزيت الذي يسند قواه . أكبر هدايا الأرض الثلاث صارت معا، الى جانب الماء، عناصر أسرار الكنيسة، الأساسية التي تصبح معها ثمار الخليقة ناقلة لتدخّل الله في التاريخ ، و" علامات" يمنحنا بواسطتها هدية قربه منا الخاص.

هذه الهدايا الثلاث تتميّز بحسب ما لها من خصائص. وهي كل منها بالتالي وسائل رمزية خاصة. فالخبز المعدّ في شكله البسيط مع الماء، والقمح المطحون، والماء، والنار، وعمل الا نسان، هو الغذاء الأساسي الخاص بالفقراء والأغنياء، وخاصة الفقراء. وهو يعبّر عن جودة الخلق والخالق، ويرمز الى تواضع الحياة اليومية البسيطة. وعلى العكس من ذلك، ان الخمر يمثّل العيد. وهو يُشعر الناس بجودة الخلق. ولهذا فهو جزء من طقوس السبت، والفصح، والأعراس. وهو يُشعرنا بشيء من عيد الله الأخير مع البشرية التي هي موضوع انتظار الله. " ذلك اليوم، سيصنع رب الجنود لكل الشعوب مأدبة مسمّنات، مأدبة صرف مسمّنات ممخّة، وصرف مروّق" . وفي النهاية، ان الزيت يولي الأنسان قوّة وجمالا، وله فوائد مغذّية وعلاجية. ولدى مسح الأنبياء والملوك والكهنة، فهو رمز عناية كبرى.

وعلى ما يمكننا أن نرى، ان زيت الزيتون لا يظهر في انجيل يوحنا. و"عطرالناردين" الغالي الثمن الذي مسحت مريم به الرب في بيت عنيا ، قبل آلامه ببضعة أيام، يقال انه شرقي المنشأ. وفي هذا المشهد، يظهر من جهة كرمز غزارة المحبة المقدسة، ومن جهة ثانية كأنه يحيل الى الموت والقيامة. ونلقى أيضا الخبز في مشهد تكثير الخبز الذي نجد شهادة عليه في الأناجيل الأزائية، وأخيرا في الخطاب الكبير المفصّل عن الأفخارستيا من أنجيل يوحنا. ان عطية الخمر الجديدة هي في صميم عرس قانا الجليل ، فيما في خطاب الوداع، يقدّم يسوع نفسه على أنه الكرمة الحق.

لنكبّ على هذين النصّين.اولا ان أعجوبة قانا تبدو ، لأول وهلة، كأنها تخرج بعض الشيء من اطار العجائب الأخرى التي أجترحها يسوع. وما يمكن أن يكون معنى هذه الأعجوبة التي أوجد فيها يسوع فيضا من خمر، نحو 520 ليترا في مناسبة عيد خاص؟ علينا أن ننظر عن كثب لنكتشف أن ليس في الأمر بذخ خاص، بل هناك شيء أكبر من ذلك. أولا ان التأريخ مهمّ. "بعد ثلاثة أيام كان عرس في قانا الجليل" .لا نرى بوضوح بأي تاريخ سابق يرتبط ذكر اليوم الثالث ؟ وكان واضحا أن الأنجيلي يعلّق أهمية على هذه الأشارة التاريخية الرمزية التي يعطينا بواسطتها مفتاحا يسمح لنا بأن نفهم الحدث.

في العهد القديم، اليوم الثالث هو يوم التجلّي، كما مثلا في الرواية المركزية التي تتحدّث عن ملاقاة الله واسرائيل على جبل سيناء: " وحدث في اليوم الثالث، عند الصباح، أنها كانت أصوات بروق وغمام...وهبط الرب عليه بالنار" . وفي الوقت عينه، كان في ذلك استباق نهائي لتجلّي التاريخ النهائي الحاسم: قيامة المسيح في اليوم الثالث ، التي تحوّلت معها لقاءات الانسان الأولى مع الله بروزا نهائيا لله على الأرض. والأرض تمزّقت نهائيا وغلّفتها حياة الله الخاصة. ويُشارالينا هنا اذن أن الأمر يتعلّق بأول ظهور لله في استمرارية العهد القديم التي تخفي جميعها ميزة وعد، وهي تذهب، منذ الآن، الى كمالها. وقام الشرّاح بحساب الأيام التي سبقت أيام تعيين الرسل في أنجيل يوحنا. فحصل ان" هذا اليوم الثالث" يكون في الوقت عينه اليوم السادس أو السابع منذ بدء التعيين. وبما أنه اليوم السابع، فيكون نوعا ما يوم عيد الله بالنسبة الى البشرية، واستباقا للسبت الأخير الذي ورد ذكره في نبؤة آشعيا التي ذكرناها سابقا.

وهناك عنصر آخر أساسي من عناصر الرواية مرتبط بهذا التاريخ. قال يسوع لمريم ان ساعته لم" تأت" بعد . وهذا يعني في وقت أول أنه لا يعمل ولا يقرّر بحسب ارادته بل دائما بالانسجام مع ارادة الآب، ودائما انطلاقا من مخطّط الله. " الساعة" تشير من وجه الدقة الى " تمجيده" الذي يجمع في أمر واحد الصليب والقيامة، وحضوره الكوني بالكلمة والسرّ. ساعة يسوع، ساعة " مجده" تبدأ في وقت الصليب، وهذا هو مكانه التاريخي. وعندما تبدأ التضحية بحملان الفصح، يسكب المسيح دمه بوصفه حملا حقا. ان ساعته تأتي من الله، ولكنها منغرسة في اطار التاريخ، ومرتبطة بزمن طقسي، وهي هكذا بدء الطقس الجديد: بالروح والحق". واذا كان يسوع يشير في ذلك الوقت الى ساعته أمام مريم، فهو يربط الوقت الحاضر بسرّ الصليب بوصفه وقت تمجيده. هذه الساعة لم تأت بعد، وكان يجب أن تتحدّد أولا. ومع ذلك، ان ليسوع قدرة على تقديم تلك "الساعة" باشارة عجيبة. وتتصف أعجوبة قانا هكذا بانها استباق للساعة؛ وهي مرتبطة باطنيا بهذا.

كيف يمكننا أن ننسى أن هذا السرّ المؤثّر، سرّ الساعة المسبقة هو موجود دائما وأبدا؟ ان يسوع، بناء على طلب أمّه، قدّم رمزيا ساعته بارساله اليها. ويجري الشيء عينه دائما مجدّدا في الأفخارستيا. ان الرب، بعد أن استجاب صلاة الكنيسة، يقدّم عوده فيها، ويأتي الآن ويعيّد عرسه معنا باخراجنا نوعا ما من زمننا، الى الأمام نحو "هذه الساعة"

وهكذا نبدأ أن نتفهّم أعجوبة قانا. علامة الله هي الغزارة. ونرى ذلك لدى تكثير الخبز، ولا نفتأ نرى ذلك خاصة في وسط التاريخ الخلاص. ونرى ذلك في أنه يبذل ذاته في سبيل الخليقة التاعسة التي هي الانسان. وهذه الغزارة هي "مجده". ان غزارة قانا هي بالتالي علامة تشير الى أن عيد الله مع البشرية، وهبة نفسه للناس، قد بدأا. ان اطار الحدث، العرس، يصبح هكذا صورة تشير الى ما بعدها، الى الساعة المسيحانية . ان ساعة عرس الله مع شعبه قد بدأت في مجئ يسوع. والوعد الأخروي يدخل في الوقت الحاضر.

أيها الأخوة والأبناء الأعزّاء،

ان حديث يسوع المسيح عن الكرمة والخمرة هو حديث يصعب اكتناهه للوهلة الأولى. فهو الكرمة وهو الخمرة. وقد عُصر على الصليب ليعطينا دمه فداء عن خطايانا. ومأساة الصليب تتكرّر كل يوم على وجه الكرة الأرضية في جميع بقاع الأرض ، فيجب أن نعرف كيف نستفيد منها. ونستفيد أذا كنا نعامل بعضنا بعضا بالحسنى والمحبة، ونساعد بعضنا بعضا على التغلّب على مصاعب الحياة، وهي كثيرة في أيامنا، ولعلّنا نحن السبب فيها".

استقبالات

بعد القداس، استقبل البطريرك صفير المؤمنين المشاركين في الذبيحة الالهية، كما التقى وفدا فرنسيا من جمعية مساعدة اطفال لبنان في دراستهم حيث شكرهم البطريرك على المساعدات المادية التي يقدمونها للطلاب في لبنان، وقال: "انتم تتساءلون ماذا سيحل بمسيحيي لبنان، وعندما نعلم ان المسيحيين موجودون في لبنان منذ فجر المسيحية لا يجب ان تراودنا التساؤلات حول اوضاعهم اليوم، فمنذ ولادة لبنان انهم هنا وبنعمة الله سيبقون فيه، علما ان هناك اعدادا منهم يهاجرون، وهي ليست بالظاهرة الجديدة، واينما ذهبتم في العالم تجدون لبنانيين سواء في كندا او الولايات المتحدة الاميركية او اوروبا، وهذا الامر بات في مثابة دعوة للمسيحيين بأن يسافروا ولكن رغم ذلك يبقى الكافي منهم في لبنان، ونأمل في ان يبقوا ويعطوا مثالا لالتزامهم بالمبادىء المسيحية وتمسكهم بها".

بعدها، استقبل البطريرك صفير وفدا من لجنة المتعاقدين في التعليم الثانوي برئاسة حمزي منصور، ناشده "السعي مع المعنيين لتثبيتهم حسب قانون الالقاب المقدم في مجلس النواب ودفع المستحقات المالية عن السبعة الاشهر الماضية، كما وعدت الوزيرة الحريري.

وقد سلم الوفد البطريرك المذكرة الاتية: "تتشرف اللجنة العليا للاساتذة المتعاقدين في التعليم الثانوي الرسمي ان تضع بين يدي غبطتكم وتعرض الاوضاع والظروف التي مرت وتمر على المتعاقدين في التعليم الثانوي الرسمي، وايضا خلاصة المطالب التي تؤدي الى الخروج من نفق المظالم التي مورست على المتعاقدين على مر الستين. لقد دخلنا الى التعليم الثانوي منذ اكثر من خمسة عشر عاما في ظل غياب تام لكلية التربية انذاك، ولبينا نداء الوطن والعلم وامتهنا التعليم ولا يزال رسالتنا وخبزنا اليومي، اعطيناه زهرة اعمارنا وقبلنا بالقليل وعشنا الفقر والعوز. ورغم ذلك لم نتأفف وكنا مسرورون والمحبة تغمر قلوبنا والطمانينة حالنا، وكيف لا نكون كذلك وامام اعيننا العشرات والمئات من الطلبة نخرجهم كل عام، وقد اصبحوا في اعلى المراكز منهم الطبيب والمحامي ورجل الاعمال. نسينا وتناسينا مظالم وزراء التربية المتلاحقة علينا، عوملنا كالعبيد وكانوا هم الاسياد، فلا ضمان ولا بدل نقل ولا رواتب شهرية، ويقولون لنا دائما هذا هو التعاقد وهذا هو نظامه، علما ان بعض المتعاقدين في مؤسسات الدولة يتقاضون رواتب شهرية. لكنهم تناسوا قوانين وانظمة العمل التي تجبر رب العمل على تثبيت عامله بعد مرور ثلاثة اشهر على عمله، وتجبر رب العمل على ادخاله في الضمان الاجتماعي بعد 16 يوما على بدء عمله. اذا كان ساسة التربية قد نسوا انظمة وقوانين الطبيعة فهل باستطاعتهم ان ينسوا قوانين السماء العادلة. هناك حيث العدالة فوق كل البشر. ولماذا ينسوا المحبة والرأفة بخلق الله الذي اودعها في قلوبنا جميعا. كلنا امل بغبطتكم في حمل مظالمنا واظهارها امالم المسؤولين وفي المحافل جميعها، لانكم تحملون البشارة الطيبة وبركة الروح القدس، راجين من المولى ان يدخل السلام وبركة الروح القدس على المسؤولين، عل نعم هذه الروح تعم عليهم فينصفوننا".

كما التقى وفدا من الاساتذة الناجحين في مباراة مجلس الخدمة المدنية لوظيفة استاذ تعليم ثانوي برئاسة ايمان حنينة سلمه المذكرة الاتية: "انطلاقا من الهم الانساني والاجتماعي الذي تحملونه دوما، ومن القلق على مصير الشباب اللبناني جئنا اليكم نرفع قضيتنا. نحن الناجحين في مباراة مجلس الخدمة المدنية حملنا خطأ المسؤولين منذ البداية، فالمباراة قد تمت بناء على المرسوم الصادر عن مجلس الوزراء والمستند الى حاجات العام الدراسي 2004 - 2005 والبالغة 980 استاذا في حين ان حاجات العام الدراسي 2007 -2008 اي السنة التي جرت خلالها المباراة، تطلب 440 استاذا ثانويا اضافيا وفق دراسة صادرة عن مديرية التعليم الثانوي، اي ان حاجة التعليم الثانوي الفعلية تبلغ 1420 استاذا، هذا اضافة الى ان العدد المقبول المعين قد بقي اقل من العدد المطلوب وفقا لاحتياجات العام الدراسي 2004 - 2005 والتي لا تلبي احتياجات العام الدراسي الحالي 2008 -2009 والمتزايدة سنويا. ناهيك عن اكثر من 600 استاذ في التعليم الثانوي مسجلين ضمن الملاك غير قادرين على اتمام عملهم مصابين بأمراض مختلفة، جسدية ونفسية وعصبية ويعجزون عن القيام بمهام التدريس (وفق تقرير التفتيش المركزي للعام 2008). كما لا يمكننا ان نغفل عدد الاساتذة الذين يحالون الى التقاعد سنويا، فهم في تزايد مستمر (610 استاذا في نهاية 2010)، بحيث لا يتم استبدالهم بآخرين وفق الطرق القانونية المفروض اتباعها، اي عبر مباراة مفتوحة بواسطة مجلس الخدمة المدنية، ما دفع المعنيين الى اعتماد طريق غير قانوني وهو "التعاقد". من اجل ذلك، تحركنا وطالبنا معالي وزيرة التربية باصدار الحاجات، وقد وعدت بذلك منذ بداية العام الحالي، وما زال الموعد يتأخر والقلق يساور القلوب بانقضاء عام من المهلة القانونية لمجلس الخدمة المدنية وضياع فرصة النجاح في حين ان الامر لا يستلزم سوى اصدار للحاجات المعروفة مع مرسوم للتعيين يلحق الاساتذة في ملاك التعليم الثانوي".

ثم، استقبل البطريرك صفير مرشح القوات اللبنانية عن مقعد الروم الكاثوليك في دائرة الزهراني الدكتور روبير خوري على رأس وفد من ابناء المنطقة وكوادر ومسؤولي البلدات ومسؤول المنطقة في القوات ادكار مارون. وشرح الدكتور خوري للبطريرك صفير وجهة نظر القوات للوضع الانتخابي في دائرة الزهراني وحيثيات ترشحه.

وقال بعد اللقاء: "ان زيارة غبطة ابينا البطريرك مار نصرالله بطرس صفير هي لمعايدته ولوضعه في جو الترشح عن المقعد الكاثوليكي لمنطقة الزهراني، الامر الذي يعطي 23 الف ناخب مسيحي الفرصة لاعلان خيارهم الانتخابي المتوافق مع قناعاتهم السياسية الرافضة لكل هيمنة وتسلط، وتمنينا على غبطته ان يسعى لاعادة الاعتبار السياسي لهذه المجموعة عبر قانون الانتخابات للمرحلة المقبلة. كما وشرحنا لغبطته الظروف الاجتماعية والاقتصادية الضاغطة على القرى والبلدات المسيحية التي تعاني الامرين من جراء ذلك منذ مأساة التهجير بكافة مراحله، لكنها لا تحصل الا على اسطوانة وعود عرقوبية تتكرر كل 4 سنوات على لسان الاستاذ صاحب المجلسين".

وتابع: "اما بخصوص الجريمة المتمادية المتمثلة باستمرار خطف ابن المنطقة المهندس جوزف صادر الى مكان مجهول - معلوم، فاننا قد طلبنا من غبطته متابعة هذا الموضوع الانساني والوطني. اننا نتوجه الى الرئيس بري بالقول ان المهندس المخطوف صادر ليس بحاجة الى من "يفديه" بالمال بل الى من يضغط على "الخاطف المعلوم المجهول الهوية" لاعادته سالما الى ذويه حتى لا يبقى ابناء هذه المنطقة فريسة لمن "يخطفهم اجسادهم" او لمن "يخطف قرارهم".

ومن الزوار ايضا، رئيس تجمع لبنان المعرفة نبيه الاعور، ثم وفد من ابرشية حلب المارونية برئاسة الاب الياس عدس، ووفود شعبية من مختلف المناطق اللبنانية جاءت مؤيدة لمواقف البطريرك صفير الوطنية.

 

البطريرك صفير رعى تدشين المركز الصحي لمستوصف سيدة لورد في جونيه

الوزير خليفة:واثقون من ان هذا المركز سيقدم افضل الخدمات الصحية الرعائية

المطران عنداري:دعاؤنا ان ينهض هذا المستوصف بدوره كما يجب ويفي برسالته

بشير: نتطلع بشغف الى تحقيق مشاريع اجتماعية وانمائية تحقق لنا النمو

وطنية - جونية 26/4/2009 تم تدشين المركز الصحي والاجتماعي لمستوصف سيدة لورد في غادير - جونية، برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير ممثلا بالنائب العام البطريركي على منطقة جونية المطران انطوان نبيل العنداري وبدعوة من اللجنة الادارية، في حضور وزير الصحة العامة الدكتور محمد جواد خليفة،العقيد الطبيب خالد سكر ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، عبد الحميد ميقاتي ممثلا رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي،النائب فريد الياس الخازن ممثلا النائب ميشال عون، النائب يوسف خليل،الوزير السابق ميشال اده، نائب رئيس مؤسسة الوليد بن طلال الانسانية الوزيرة السابقة ليلى الصلح، رئيس المجلس الماروني العام الوزير السابق وديع الخازن،النائبين السابقين منصور غانم البون وفريد هيكل الخازن، قائمقام كسروان ريمون حتي،المطران شكرالله حرب،المطران يوسف محفوظ،امين عام المدارس الكاثوليكية الاب مروان تابت، كاهن رعية غادير الخوري روبير دكاش، رئيس المجلس الاقتصادي روجيه نسناس، العميد المتقاعد عن مؤسسة عصام فارس وليم مجلي، رئيس بلدية جونية جوان حبيش، رئيس جمعية تجار جونية وكسروان الفتوح جاك حكيم،المستشار الاعلامي السابق في القصر الجمهوري رفيق شلالا، رئيس مستشفى البوار الحكومي الدكتور شربل عازار،اطباء، مدراء عامين، ممثلي الشركات الطبية والصيدلانية وحشد من الوجوه الاجتماعية واصحاب الشأن والاختصاص . وتولت فرقة موسيقى الجيش اللبناني بقيادة الملازم نديم الاسطة عزف النشيد الوطني ثم مقاطع موسيقية تكريما لصاحب الرعاية وخلال حفل التدشين اضفت جوا من الفرح التراثي الوطني.

بعد النشيد الوطني افتتاحا كلمة ترحيب من الاعلامية سناء نصر ثم تلا عضو اللجنة الادارية جوزف عودة كتاب من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى رئيس اللجنة المشرفة الاعلامي جورج بشير.

نص الرسالة الرئاسية:

"لمناسبة تدشين المركز الصحي والاجتماعي مركزه الجديد في غادير. اعرب لكم عن تقديري للخدمات الاجتماعية والصحية التي تساهمون من خلالها عبر هذا المركز بتعزيز روح الخدمة في المجتمع ومد يد العون الى الشرائح الاجتماعية الاكثر حاجة لتخفيف من اعباء الحياة عليها.

ان الشراكة بين مبادرات القطاع الاهلي في لبنان وعمل المؤسسات الحكومية في المجالات الاجتماعية والانسانية والثقافية والصحية، تثمر مزيدا من الفعالية في توفير الامان الاجتماعي.

وان كان هناك الكثير بما يجب تحقيقه على هذا الصعيد. لذا نتمنى ان تتواصل الجهود الخيرة الهادفة لخدمة كرامة الانسان وهنائه في كل بقعة عزيزة من بقاع لبنان. وان يساهم مركزكم الصحي والاجتماعي الجديد في تجذير روح التضامن والمواطنية والاخاء".

الوزير خليفة

بدوره القى وزير الصحة العامة الدكتور محمد جواد خليفة كلمة جاء فيها:"انها لحظات سعادة ان اشارككم افتتاح مركز صحي متطور في هذه المدينة وهذه المنطقة العزيزة من بلدنا الحبيب لبنان. انني سعيد ان اقف امام هذا الحشد المميز من الفعاليات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والروحية ومن المواطنين الاحباء، وهم جميعا ساهموا في نهضة هذه المنطقة ولبنان. انني سعيد ايضا وايضا ان اقف الى جانب مجموعة من السادة المميزين الذين كان بفضل جهودهم وعطاءاتهم وحماسهم لخدمة شعبهم واهلهم ان اسسوا واقاموا هذا المركز الصحي المتطور، ونحن واثقون من ان هذا المركز سيقدم افضل الخدمات الصحية الرعائية للمواطنين على اختلاف فئاتهم وستثبت الايام ذلك".

وتابع:"صحيح ان المستشفى كان ولم يزل يمثل احد مظاهر التطور لمجتمع ما، ولبنان لديه مستشفيات عريقة بقدمها ، مميزة بخدماتها، ومعروفة بالدور الوطني الذي لعبته في كل الظروف العادية والقاسية.والصحيح ايضا ان تطور الانظمة الصحية وفعاليتها يقاس بالمؤشرات الصحية، كالامل في الحياة عند الولادة، والصحيح ايضا ان المؤشرات الصحية التي تعكس فعالية النظام الصحي وتقدمه، لا تقاس بما ننفقه على الاستشفاء او الدواء، ولا بعدد الاسرة او آلات الرنين المغناطيسي او الطبقي، ولا حتى بالعدد الكبير للاطباء بالرغم من اهمية كل ذلك يقاس بتأثيره على انتاج الخدمات وتلبية حاجات السكان.ان ما يهمنا في الصحة هو نوعيتها وجودة مكوناتها . وان دور الوزارة يكمن في رعاية حق المواطنين بالصحة الجيدة وفي تلبية حاجاتهم بشكل عادل ومنظم".

اضاف":" انطلاقا من هذه الرؤية والمفهوم للصحة، تأخذ الرعاية الصحية الاولية مؤسسات وبرامج اهميتها، فهي الاقرب الى الناس في حياتهم والاكثر تأثيرا بها من خلال موقعها ضمن الاحياء وفي القرى القريبة والنائية ومن خلال ادارتها، وهم دوما من ابناء المجتمع المحيط بالمركز الصحي. ويكفي ادارة هذا المركز الصحي ان تعمل وستعمل حكما بنفس الحماس والجدية التي بذلتها لانشاء هذا المركز . فاننا واثقون من انه سيقدم افضل الخدمات لابناء المنطقة وسيتابع تطوره وتوسيع مساحة خدماته".

وتابع:"ان هذه المراكز الصحية المتقدمة قادرة على تلبية جزء كبير من حاجات السكان الصحية الاساسية بدءا بالتثقيف الصحي البالغ الاهمية، ومرورا بعشرات البرامج الرعائية من صحة انجابية وصحة مدرسية، وصحة عقلية وتحصين موسع وبرامج ادوية الامراض المزمنة، وبرامج الاكتشاف المبكر لبعض الامراض الخطيرة مثل السكري والكولسترول وترقق العظام، وصولا الى برامج وطنية لمكافحة التدخين وغيرها من البرامج.هذا طبعا اضافة الى خدمات علاجية اساسية لبعض الاختصاصات الممكن توفرها. فمجالات العمل والحركة للمركز الصحي كبيرة وهي مرتبطة الى حد كبير بهمة ونشاط ادارة المركز والجسم الطبي المتوفر ومساعديهم.توجهنا في السنتين الاخيرتين الى البدء بتنفيذ عدة برامج بالغة الاهمية وفريدة من نوعها في لبنان والمنطقة اهمها:

برنامج جودة الخدمات والمؤسسات الرعائية ، لقد وضعنا الاسس للبرنامج وسيبدأ التطبيق خلال هذه السنة وسيكون لبنان من الدول النادرة في العالم التي تنفذ ذلك.

كذلك ننفذ حاليا برنامج احالة، وهو البرنامج الذي يربط بين المستشفى والمركز الصحي ويجعل الخدمات العادية والاستشفائية في متناول كل المواطنين وتستطيعون التنسيق مع المستشفى الحكومي في المنطقة لتنفيذ ذلك".

وختم بالقول:" كذلك نعمل على تعزيز العلاقة بين البلديات والمراكز الصحية لكي تلعب البلدية دورها في رعاية صحة مجتمعاتها.ويستطيع المركز ايضا وايضا ان يلعب دورا مميزا في تأمين الرعاية المنزلية لذوي الحاجات الخاصة، وحتى يستطيع المركز ان يلعب دورا اساسيا في حالات الاستشفاء المنزلي بالتنسيق مع ادارة المستشفى والطبيب المعالج في المستشفى.ان مساحة خدمات المركز الصحي كبيرة جدا وهي تكبر او تصغر مع ادارة المركز واستعداداتها وقدراتها.انني على ثقة ايها الصديق العزيز جورج بشير ورفاقه الاحباء من ان المساحات ستكبر معكم وسنبقى نحتفل بتطور المركز باستمرار".

بشير

واستهل رئيس اللجنة الاعلامي جورج بشير كلمته بتوجيه الشكر الى "رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي خصنا بهذه العاطفة النبيلة، ونؤكد له اننا مع جميع اللبنانيين نتطلع الى ان يتمكن من قيادة لبنان الى معارج الاستقرار السياسي والامني والاجتماعي والاقتصادي، والى صاحب الرعاية البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير والوزير محمد جواد خليفة".

واضاف:" حققنا هذا الحلم، فكانت لنا هذه المؤازرة من كوكبة الخيرين وهذا الدعم المادي والمعنوي من اصحاب الايادي البيضاء الذين يعيشون آلام الناس، وقد حولتنا الازمات المتلاحقة الى طبقة واحدة تعاني من تداعيات هذه الازمات ومن ضخامة الدين الى انتشار الفساد وعدم المساءلة والمحاسبة الى موجة غلاء فواتير الاستشفاء والطبابة فضلا عن التعليم وانعدام فرص العمل والعجرة وعجز الموازنة ، واننا نتطلع بشغف الى تحقيق مشاريع اجتماعية وانمائية تحقق لنا في كسروان الرفاه والنمو والامن الاجتماعي والاقتصادي، وان هذه المنطقة تشكر الدولة على انجاز سد شبروح، ومدينة جونية لم تزل في حاجة الى تحقيق المشاريع التي تبرز معالمها السياحية والانمائية وتعزز مكانتها التجارية".

وختم بشير بشكر "الطاقم الطبي الذي يضحي من خبرته ووقته وعلمه والمؤسسات التي تقدم الدواء وتحية خاصة الى الجيش اللبناني وقائده وضباطه وجنوده".

المطران العنداري

ثم القى المطران نبيل العنداري كلمة قال فيها:" شرفني غبطة ابينا السيد البطريرك مار نصرالله بطرس صفير الكلي الطوبى، وكلفني ان امثله اليوم بينكم وانقل اليكم محبته الابوية وبركته الرسولية. ويطيب لي كراع لهذه الابرشية ان اعبر لكم عن مدى الفرح والسعادة بهذا الانجاز الكبير الذي حققتموه بسرعة قياسية واوصاف تقنية حديثة ومتطورة".

اضاف:" يندرج مستوصف رعية سيدة لورد في غادير بين المستوصفات الرعوية التي تقدم الرعاية الصحية، منذ التأسيس الى ابناء بلدة غادير ، لا بل الى العديد من ابناء منطقة جونية.يتميز مركز هذا المستوصف الجديد بحداثة بنائه ونوعية تجهيزاته، ما يخوله ان يكون مركزا صحيا متطورا يتمتع بالجودة، يفي بحاجات المواطن الى طبابة ودواء، ويرفع من مستوى الاداء الطبي والصحي.وقد يشكل هذا المستوصف محاولة جدية لوضع خطة انمائية صحية عصرية، في المنطقة يتكلل نجاحها بالتضامن مع بقية المستوصفات والمتابعة".

تابع:" ان القيمين على هذا المركز الصحي الاجتماعي الجديد، من جهاز اداري وطبي، باتوا على يقين بان سياسة الحماية الصحية ومستقبلها تقوم على التنمية والتجدد بشكل مستمر. لذلك فهم يعملون على تأمين الاسعافات والمعاينات الاولية المتخصصة، وتأمين استمرارية الخدمات ونوعيتها، وتوفير الادوية لا سيما الخطيرة والمزمنة منها بأسعار مدروسة ومدعومة، وحملات التوعية والتلقيح والفحوصات الطبية الاستباقية على انواعها.دعاؤنا الى الله ان ينهض هذا المستوصف بدوره كما يجب ويفي برسالته، وان يبارك جهود القيمين عليه ويثبت خطاهم في مسيرة تعزيز خدمة الانسان وكرامته.واننا ننتهز مناسبة التدشين لنهنىء الرعية على هذا الانجاز ، ونستمطر نعم الله على جميع الخيرين والمساهمين والمتبرعين الذين اوصلوا هذا المستوصف الخيري الى ما هو عليه من التأسيس الى البناء والتجهيز".

وختم:" لا اخال نفسي مغاليا اذا ما نوهت بجهود ومساعي ابن هذه الرعية جورج بشير الذي صرف جهده وبذل ما بذله من اجل انجاز البناء والتجهيز. فله ولكل من تجاوب معه وعاونه كل الشكر والتقدير.الا بارك الله كل من سعى وسخا بذاته ووقته وماله افرادا ومؤسسات وبارك القيمين على هذا المستوصف والعاملين فيه من اطباء وممرضات واداريين. انهم يجسدون بحسهم الانساني مثل السامري الصالح، بما يقومون به من رعاية صحية وعناية ومرافقة. مبروك وادامكم الله بشفاعة سيدة لورد، على خير وعافية".

 

العلامة فضل الله: مؤتمر دوربان أتاح الفرصة

لإساءات جديدة ضد الإسلام وحقق لإسرائيل ما كانت تصبو إليه

وطنية- 26/4/2009 أبدى العلامة السيد محمد حسين فضل الله، خشيته من أن يكون المناخ الذي أحاط بمؤتمر مكافحة العنصرية في جنيف قد هيأ الظروف لحروب إسرائيلية مفتوحة ضد الفلسطينيين، مشيراً إلى أن المؤتمر أتاح الفرصة لكل من تسوّل له نفسه الإساءة للإسلام لكي يقوم بذلك تحت عنوان حرية التعبير.

وأشار إلى أن المؤتمر هدف إلى عدم حشر إسرائيل في الزاوية بعد جرائمها العنصرية الفظيعة التي ارتكبتها في غزة، ومهّد السبيل لشرط استكباري جديد فرض على العرب مفاده أن أي نقد للسياسة الإسرائيلية يعتبر معاداة للسامية، بعدما مارست الوصاية الأميركية والأوروبية على المؤتمر كل ضغوطها.

وأكد أن إسرائيل كانت الرابح الأكبر من هذا المؤتمر حتى وهي بعيدة عنه، وكان العرب والمسلمون هم الخاسر الأكبر، بعدما حصلوا من الأمم المتحدة على شهادة جديدة تفيد بأنهم تعاونوا بامتياز مع الضغوط التي أرادت استبعاد العبارات التي تدين إسرائيل.

أدلى العلامة فضل الله بتصريح تناول فيه أعمال ومقررات مؤتمر "دوربان2"، وجاء في تصريحه:

"كشفت المداولات التي جرت في مؤتمر مكافحة العنصرية، والذي عقد في جنيف تحت عنوان "دوربان2"، أن السياق العالمي الذي تقوده الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، ودول الاتحاد الأوروبي، بات يركزّ حركته السياسية والدبلوماسية والإعلامية على منع إدانة إسرائيل في أي محفل دولي، حتى وإن ضمّ هذا المحفل أكبر عدد من الدول المناهضة للسياسة الأميركية وللكيان الصهيوني، لأن الخطة التي رُسمت قبل انعقاد المؤتمر كانت محكمة على أساس ألا تقترب أصابع الاتهام من إسرائيل بأي شكل من الأشكال، وأن المطلوب هو إبعاد تهمة العنصرية عنها، وإن اقتضى ذلك تزوير الوقائع، وممارسة أكبر قدر من الضغوط على المجموعات والدول والشعوب التي كانت هدفاً للعنصرية الإسرائيلية القاتلة على مدى عقود متواصلة.

وقد أظهرت وقائع المؤتمر أن العرب كانوا الخاسر الأكبر في هذا المؤتمر، وكذلك المجموعة الإسلامية، إذ نزل هؤلاء عند تمنيات وضغوط الآخرين بما فيها ضغوط الأمم المتحدة نفسها التي أشاد بعض ممثليها بـ"التعاون الممتاز" من جانب الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، بما أفضى استبعاد العبارات التي تدين إسرائيل في شكل علني، وتشير إلى ممارساتها العنصرية المتواصلة ضد الفلسطينيين.

لقد خضع العرب والكثير من الدول الإسلامية مجدداً لما يسمى "الإرادة الدولية"، فأسقطوا أيديهم أوراقاً كانت لا تزال بمثابة المستمسك الدولي ضد عدوهم الذي لم يترك مناسبة للتنكيل بهم ولارتكاب المجازر بحقهم إلا وعمل على استغلالها، ولم يدع فرصة من الفرص السياسية التي من شأنها تطويقهم أو محاصرتهم، أو انتزاع عناصر القوة من بين أيديهم إلا واغتنمها، حتى في الوقت الذي يشعر بأنه لا يستطيع تسويق حكومته اليمينية الجديدة والتي تضم أكثر الشخصيات عنصرية وحقداً، وعلى رأسهم ليبرمان الذي دعا صراحة إلى إعدام أعضاء الكنيست العرب، وإلى تفجير سد أسوان، وإلى إلقاء قنبلة نووية على غزة.

لقد امتثل العرب ومعهم العديد من الدول الإسلامية للأوامر الدولية الجديدة التي أصرّت على حذف كل الإشارات التي تدين إسرائيل ومجازرها، وممارساتها العنصرية في فلسطين المحتلة وقطاع غزة، فحققت إسرائيل معظم ما كانت تصبو إليه حتى وهي بعيدة عن المؤتمر، وفي ظل مقاطعة الدول الأوروبية البارزة إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية، لأن إسرائيل هي الحاضر الأكبر في قلب الأمم المتحدة وفي صميم الحركة الدولية، وفي كل لجان الصياغة التي يُصار إلى ترتيبها وفقاً لمقتضيات دول الاستكبار ومصالح الآخرين، بعيداً عما هي المصلحة العربية والإسلامية.

إنه لمن المعيب والمخجل حقاً أن تشير قرارات المؤتمر من خلال فقرة خصصت بحالها إلى أن "المحرقة يجب ألا يتم تناسيها، وحث كل الدول على تطبيق قرارات الأمم المتحدة التي تقر ذلك" بينما يتم تناسي محرقة الفلسطينيين في غزة والتي حدثت قبل شهور وشاهدها العالم مباشرة، لأن المطلوب هو استعادة التاريخ كما يكتبه اليهود الصهاينة، وكما تصوغه أجهزة الدعاية الصهيونية والعنصرية، تناسي الوقائع المعاصرة التي عاينها الأمين العام للأمم المتحدة نفسه في غزة، ومنعت لجان التحقيق من التحقيق فيها، نزولاً عند ما تطلبه إسرائيل وتفرضه أمريكا.

لقد كان المطلوب هو عدم حشر إسرائيل في الزاوية بعد جرائمها العنصرية الفظيعة التي ارتكبتها في غزة، وأريد للعرب أن ينزلوا عند الشرط الدولي الاستكباري الجديد الذي يعتبر أن أي نقد للسياسة الإسرائيلية هو بمثابة معاداة للسامية، وبالتالي أن يُسدل الستار على كل جرائم إسرائيل التي ارتكبت في الأشهر والسنوات الماضية، بما في ذلك مجازرها في لبنان وفلسطين، الأمر الذي يشير إلى أن الوصاية الأميركية والأوروبية والصهيونية على المؤتمر والتي مارست ضغوطها الكبيرة على الأمم المتحدة نفسها أرادت أن تفسح في المجال لإسرائيل لكي ترتكب مجازر أفظع في طول المنطقة العربية والإسلامية، وأن تمهّد السبيل لحكومتها اليمينية لكي تباشر التحضير لحروب جديدة ضد العرب والمسلمين تبعاً لفتاوى حاخاماتها وكلماتهم التي تدعو دائماً إلى قتل العرب، كما قال زعيم حزب شاس، عوفاديا يوسف: فليهلك كل العرب، وليفن نسلهم جميعاً، وليخفهم الله عن وجه الأرض... يُحظر الدعاء لهم بالرحمة، ويجب تصفيتهم بالصواريخ وإبادتهم جميعاً".

إننا نخشى فعلاً من أن يكون المناخ الذي أحاط بهذا المؤتمر قد هيأ الظروف أكثر لحروب إسرائيلية مفتوحة ضد الفلسطينيين من خلال سعيه لجعل نقاط القوة العربية والإسلامية والعالمثالثية نقاط ضعف يُلاحق من خلالها هؤلاء، وتُشن الحروب عليهم، ويُطارد طلاّب الحرية تحت عنوان مكافحة الإرهاب.

كما نخشى من أن هذا المناخ قد أتاح الفرصة مجدداً لكل من تسوّل له نفسه الإساءة للإسلام، من خلال استخدام عنوان حرية التعبير مجدداً كشعار يراد له أن يحمي كل أولئك الذين يعتدون على الإسلام، وخصوصاً أنه جرى حذف عبارة "المساس بالأديان" لتستبدل بكلمات تعرب عن الأسف لتعاظم الحوادث المترتبة عن العنف وعدم التسامح الديني والعرقي... ليفسح ذلك كله في المجال أمام مهاجمة الإسلام وحتى المسيحية ورموزها، وليبقى اليهود الصهاينة في نطاق الحماية الدولية التي ترمي كل من ينتقد ممارساتها واحتلالها بمعاداة السامية وبالإرهاب.

إن حديث وزير الخارجية الفرنسي عن أن نص مقررات المؤتمر "تضمن كل ما نرغبه، كل ما ترغبه الدول الغربية" يُلخّص المسألة كلها، ويشير إلى أن الدول الغربية التي حضرت كانت وكيلة عن إسرائيل داخل المؤتمر، ويؤكد أن انسحابها في أثناء إلقاء الرئيس الإيراني لكلمته جاء استجابة لما طلبته إسرائيل، وبالتالي فإن الإدارات الغربية بعامة لا تزال خاضعةً للعنصرية الإسرائيلية وللعناوين العامة التي تفرضها الصهيونية العالمية، وهنا تبرز الأسئلة عن الاستقلال الحقيقي لهذه الإدارات، لتبقى الكلمة لشعوبها في أن تفضح خطوطها السياسية التي تصب في خدمة العنصرية والاحتلال والإرهاب التي تتجلى في ممارسات الكيان الصهيوني ومن يسير في فلكه".

 

الأمن القومي الأمريكي والإرهاب.. المواجهة في منطقة فكرية

كتب - عيسى جمعة: الارهاب وأفغانستان وباكستان والتهديد النووي والعلاقات الأمريكية الايرانية وتأثيرها على الوضع في المنطقة بصورة خاصة والشرق الأوسط بصورة عامة كانت تلك مجموعة عناوين جمعت عددا من الصحافيين البحرينيين والدكتور وليد فارس مدير مشروع ارهاب المستقبل في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية في واشنطن عبر لقاء عن طريق الأقمار الصناعية نظمته السفارة الأمريكية أمس. بدأ الدكتور فارس لقاءه بالتحدث عن مفهوم الأمن القومي الأمريكي من وجهة نظر واشنطن والذي حدده في مواجهة قوى الارهاب والتهديد النووي وبالذات من الدول التي تصنفها الولايات المتحدة كدول مارقة أو دول محور الشر. وعن طريق هذه الملفات تتشابك ملفات أخرى. الوضع في أفغانستان اكتسب أولوية بالنسبة لإدارة اوباما بعد تحسن الأوضاع في العراق والأسباب كما تراها واشنطن هي منع القوى المعادية مثل حركة طالبان من اسقاط الحكومة المنتخبة في كابول خوفا من سيطرة القوى الراديكالية على باكستان النووية المجاورة. ولكن هل تدرك الولايات المتحدة أن القضاء على الارهاب وطالبان هي مهمة شبه مستحيلة؟ يقول الدكتور فارس أن واشنطن تدرك أن المواجهة الحقيقية في باكستان وأفغانستان هي مواجهة فكرية بالدرجة الأولى والحسم العسكري غير وارد , لذا فان أمريكا تراهن على استمرار دعمها للأنظمة القائمة في أفغانستان وباكستان باعتبارها ورغم كل المشاكل فهي من وجهة نظر أنظمة ديمقراطية وصلت للحكم بالانتخاب. والرهان الاخر هو في تطوير قوة الجيش والشرطة والأفغانيين والرهان الأكثر أهمية نظرة الجيل الجديد للمستقبل بعد عدة سنوات من الآن حيث يمكنه من دخول القوات المسلحة بعقلية أفضل.

اذن فخطة اوباما على المدى القصير عسكرية ولكن على المدى الطويل خطة تربوية. وواشنطن حسب الدكتور فارس لا يمكنها أن تنظر الى الموضوع الأفغاني بمعزل عن باكستان حيث يلقي الارهاب بظلاله على عموم المنطقة وضرب مثلا بذلك كيف حاولت القوى الارهابية تأزيم الوضع بين الهند وباكستان عن طريق هجمات مومباي. والسؤال: هل تنجح ادارة اوباما في انهاء ملف طالبان والقوى الراديكالية الأخرى في أفغانستان وباكستان وهل استفادت الولايات المتحدة من أخطائها الاستراتيجية في المنطقة التي أدت الى تعزيز الدور الايراني؟ الدكتور فارس يعتقد أن المسألة ليست بهذه السهولة وقد تحتاج الى وقت طويل وخاصة في وجود خلاف في رؤية الحل بين أمريكا وحلفائها, فالحكومة الحالية في باكستان تحاول التهدئة مع القوى الراديكالية عبر اتفاقيات مؤقتة في بعض الأقاليم مقابل وضع حد للعمل العسكري مثل ما جرى في وادي سوات, بينما تتجه أمريكا لتوجيه الضربات للبؤر الارهابية قبل أن تتمكن هي من توجيه ضرباتها.

اذا كانت هذه مخاوف الولايات المتحدة فلماذا أقدمت على غزو العراق وما تلا ذلك من انعاكسات كتزايد الارهاب وتوسع النفوذ الايراني في المنطقة. اقر الدكتور فارس بارتكاب الولايات المتحدة أخطاء استراتيجية قاتلة كحل الجيش العراقي بعد الغزو وانفاق أكثر من 700 مليار دولار في محاولة لاستعادة الاستقرار الى العراق خاصة أن الوضع الجيوستراتيجي لهذا البلد معقد نظر لحدوده الطويلة مع أكثر من دولة قد تغري الارهابيين بمحاولة تطبيق اجندتهم والتي لن تهدد العراق فقط ولكن دول المنطقة ككل. لذا فان الولايات المتحدة تريد استمرار العملية الديمقراطية والاصلاحية في العراق لأنها الضامن الوحيد لعدم وقوع العراق في اتون حرب أهلية أو اثنية. أما عن امكانية التوصل الى اتفاق امريكي ايراني قد يؤثر على مصالح دول المنطقة قال الدكتور فارس إن المسألة ليست في التوصل الى اتفاق ولكن بأي ثمن؟ وتأثير ذلك على أمن الخليج ومصالح دولها. فالنفوذ الايراني ممتد من العراق الى لبنان وسوريا بل وحتى السودان واريتريا. وتنازل الطرفين فيما يتعلق بما يعتبرانه مصالح استراتيجية صعب جدا لذا فانني ادعو الى اشراك دول الخليج في أي حوار أمريكي ايراني حول أي اتفاق . واخيرا أكد الدكتور فارس أن المستقبل مهما كانت صورته التشاؤمية يكمن في  المجتمعات المدنية والقوى الاصلاحية.

http://www.alwaqt.com/art.php?aid=161154

الفيديو

أولوية أوباما في أفغانستان.. والملف النووي المتشابك

الوقت:

قال مستشار مجلس النواب الأميركي، وليد فارس أن هناك اختلافاً بين الأمن الداخلي والأمن الدولي بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأميركية، وقال إنهما يتداخلان منذ أحداث سبتمبر حيث تمت زعزعة الأمن الداخلي الأميركي، ولكن من قبل جماعات خارجية، موضحاً بذلك أن أمنهم الداخلي أصبح يعتمد على الترصد للخارج.

كما ميز بين الملف النووي والملفات الأخرى، قائلاً إن البلدان التي تسعى لاقتناء ميزة القوة النووية لا تسبب قلقاً قدر إيران، حيث إن قضية إيران تتشابك فيها قضية العراق وأفغانستان، وهم أولويات بالنسبة لحكومة بوش.

ولفت إلى أن الأولوية بالنسبة لأوباما هي أفغانستان، على عكس حكومة بوش التي قدمت العراق، وأن القوى العسكرية التي ارسلت إلى أفغانستان لا تعادل إلا ثلث القوة التي كانت مشغولة في الحرب على العراق. لذا فحين قرر أوباما الانسحاب (أو ما أسماه فارس بإعادة التموضع)، رأى أنه من الأجدر التركيز على أفغانستان، حيث إنه ليس هناك خطة معينة بخصوصها في الوقت الراهن، وحيث الخطر الأكبر هناك يتمثل في وجود تنظيم القاعدة. إلا أن ذلك لا يعني عدم الاهتمام بالعراق بل إعطاء اهتمام أكبر بأفغانستان.

أفغانستان

وقال فارس في مؤتمر صحافي عبر الفيديو نظمته السفارة الأميركية أمس أن هناك أهدافا تريد الولايات المتحدة تحقيقها في أفغانستان تتمثل في زيادة القوى العسكرية من قوى حلف الناتو عدا عن تحالفات مع دول تحت مظلة الأمم المتحدة، وتمكين القوات الأفغانية من لعب دور أكبر (كما حدث في العراق)، وذلك عبر تأهيل وتدريب عسكري وثقافي وسياسي؛ ومنع القوى المعادية من إسقاط النظام الأفغاني إن كان كرزاي أو أية حكومة بعده تكون منتخبة بديمقراطية وعودة حكم طالبان، ويعتبر ذلك الخطر الأكبر، عدا عن خطر تعاظم نفوذها في باكستان وما يشكله من خطر على السلاح النووي؛ والاهتمام بالجيل الجديد (12-16 سنة) وتثقيفه، فهو من سيقرر مستقبل أفغانستان (وبالمثل في العراق). وذلك يعني دعم المؤسسات المدنية وتمكينها تكنولوجياً، عدا عن تمكين الشباب من دخول الجيش بنظرة جديدة. وفي ذلك قال فارس ‘’إن أستاذ المدرسة في هذه المجتمعات هو من سيتحكم بتوجه الجيل الجديد، وبمستقبل البلد’’.

وأضاف أن ‘’خطة أوباما في مداها القصير عسكرية، ولكنها على المدى البعيد سياسية وتربوية. وقد يتم تسليم الأمن القومي للجيل الجديد بعد 5 سنوات’’.

وقال ‘’إذا أخذنا الموضوع النووي جانبا، فحل أفغانستان ليس في أفغانستان نفسها بل في المنطقة، المشكلة ليست في الوديان بل في السلاح النووي (...)، ربما حول أوباما الأولوية إلى أفغانستان لأسباب داخلية، حيث إنه وعد في حملته الانتخابية بذلك. والمشروع الحقيقي لأوباما سيبدأ بعد انتخابه لولاية ثانية’’.

باكستان

وقال إنه يبقى من الصعب تحسين الوضع في أفغانستان مادام لديها توترات على الحدود مع باكستان.

وباكستان، تختلف عن أفغانستان حيث إنها متطورة أكثر من ناحية مؤسساتها ونظامها الديمقراطي، فضلاً عن القوة النووية التي لديها. إلا أن لديها أزمة دقيقة مع الهند. فهي إن أرادت أن تأتي بأزمة أكبر من تلك التي لديها على الحدود مع أفغانستان، يكفي أن تضرب في الهند. القوى الراديكالية تعرف تماماً كيف تفصل باكستان عن أفغانستان، فهي تضرب في الهند أو في المنطقة بين الهند وباكستان (وأشار فارس إلى هجمات مومباي).

والحل حسب فارس هو قدرة باكستان على حسم أمورها على أراضيها، فهي لديها مشاكلها. والحكومة الحالية في باكستان تحاول تهدئة الأمور، حيث تتركز قوى طالبان. واستراتيجية الحوار مع طالبان حل مرحلي.

العراق

وتابع أنه من أجل نجاح المشروع الحالي في العراق، وإيجاد سلطة وطنية، يجب أن يحصل توافق داخلي، حيث إنه في العراق توجد مسائل إثنية (عربي/ كردي) ومذهبية (شيعي/ سني)، عندها فقط يمكن للعراق أن يمسك بزمام الأمن الوطني، الداخلي منه حيث لا صراعات مذهبية والتي تعتبر أخطر من الإرهاب. فالإرهاب موجود في الكثير من الدول إلا أنه لا يتسبب ولا يسببه الصراع الداخلي. أما هذه الصراعات فهي تنهي الدولة. وأضاف فارس أنه لو لم يكن العراق مجاوراً لعدة دول، أو كان جزيرة كالبحرين حيث لا جيران له جغرافياً، لكان الوضع أسهل، إلا أن العراق تحده بلدان حساسة (إيران، سوريا، الخليج)، مما يعقد الأمور.

وقال إنه حسب الاستخبارات والمحللين، فإنه إن لم تنجح الآلية في العراق فستكون هناك بؤر لا تعمل فقط في العراق، بل ستتحرك جنوباً وإلى جيرانها الآخرين. مشيراً إلى أنه ليس هناك إمكانية في شبه الجزيرة العربية للتصدي إلى أي هجوما دون مساعدة خارجية.

كما عرّف فارس الارهاب، وذلك رداً على استفسار البعض، على أنه أي هجوم غير مبرر خارج إطار الحرب على المدنيين لأسباب سياسية. وأضاف أن بعض الهجمات، تحت شروط معينة، تسمى بجرائم الحرب، لذا فإن الشعرة رفيعة جداً بين المصطلحين، مما يصعّب تعريف الإرهاب.

وطرح كمثال، حزب الله، التي تعتبر مقاومة، بينما يعتبرها البعض إرهابية. واوضح أن الإرهاب ‘’الإسلامي’’ هو في الحقيقة عالمي، وأن هناك عقلاً مركزياً وراء القاعدة وما وراؤها. (...)، والإرهابي ليس بالضرورة يعرف إن كانت ضربته ذات أبعاد سياسية.

وقال فارس إنه مع الحلول غير العسكرية، مثل التأهيل السياسي والثقافي للبلدان المعنية، آملاً نجاح خطة أوباما في الحوار مع طالبان. إلا أن الديمقراطيين الأميركيين ليسوا متحمسين لهذا الحوار، خصوصاً بعد الحادي عشر من سبتمبر. ونوه إلى أنه ليس هناك طرف في طالبان يريد المشاركة في الحكومة.

وهو شخصياً مع اسقاط الديكتاتورية في العراق، إلا أنه اعترف أن الولايات المتحدة اخطأت عند حلها للجيش العراقي. وقال إن الجيش الحالي يجب أن يقوم على مصالحة وطنية وتوافق مذهبي إثني. وإن لم يفهم العراق ذلك فمن الصعب حل الأمور.

الأمن الخليجي يعتمد على توافق ضفتي الخليج، فإما أن تحل أو تتفجر الأمور. يجب أن تتقبل الولايات المتحدة التسوية مع إيران، فالحصول على القوة النووية هدف استراتيجي ايراني وسوف يكون محور صراع، متسائلاَ كيف ستتمكن الولايات المتحدة من حل الأمر؟

وقال إن الخلاف حول الموقف في المنطقة يمتد إلى الولايات المتحدة، حيث هناك لوبيين، الأول مع السعودية المعتدلة والأخر مع إيران. وهناك حيرة حيث إن السعودية لديها نفوذ اقتصادي غني عن التعريف، بينما إيران ما زالت لديها أوراق كثيرة لم تكشفها بعد.

ومن ناحية المخاوف الخليجية والإقليمية، قال إنه من الأكيد أن أي حوار أو خلاف سوف يؤثر في المنطقة، فلا يجب حصر الحوار إلى طرفين، بل من المفترض أن يكون هناك مثلث حوار بين الثلاثة أطراف المعنية (إيران، الولايات المتحدة، ودول الشرق الأوسط التي سوف تتأثر)، ويجب على دول الخليج أن تشارك في أي حوار يحدث.

يشار إلى أن وليد فارس هو لبناني الأصل، ومستشار في شؤون مكافحة لمجلس النواب الأميركي منذ ,2007 ومستشار مكافحة الإرهاب عبر مجموعة الأطلسي منذ .2008

يذكر أن فارس يدرس الاستراتيجيات العالمية (المضادة للإرهاب) في جامعة الدفاع الوطني في واشنطن منذ 2006 وكان أستاذا في دراسات الشرق الأوسط، الصراعات العرقية والدينية في قسم العلوم السياسية بجامعة Florida Atlantic من 1993 إلى .2006 كان يدرس سابقاً في جامعة فلوريدا العالمية وجامعة سنت جوزيف في لبنان. ومجاله الأكاديمي يغطي السياسة المقارنة والصراع والدراسات الاستراتيجية.= اهتمام بحوثه الحالية تركز على الحركات الإرهابية والاستراتيجيات في جميع أنحاء العالم، حقوق الإنسان تحت النظم الإسلامية، الأقليات العرقية، المرأة، والعمليات الديمقراطية في الشرق الأوسط الكبير والعالم الإسلامي.

 

خلفية الفيديو الجنبلاطي: تمرّد درزي على "وليد بك" وتهديد بمهاجمة "مصالحة خلدة" إذا حضرها نعيم قاسم

 قبل أن يظهر شريط فيديو جنبلاط الجديد، وفيه كلام نابٍ عن "الإنعزاليين" و"الموارنة"، كانت المواقع قد تناقلت شريطاً آخر لوليد جنبلاط، في بحمدون، وهو (بحالة إرهاق شديدة) يتصدّى للدروز الغاضبين الذين قطعوا طريق بيروت-دمشق وأهانوا أصحاب السيارات العابرة. وفي ذلك الشريط، الذي نسيه بعض السياسيين "الإنتهازيين"، يتّهم وليد جنبلاط الدروز من جماعته بأنهم "وحوش"!

طبعاً، هذا لا يبرّر كلمات وليد جنبلاط الحمقاء، ولكن يصعب إعتبار وليد جنبلاط أكثر طائفية من كثير من زعماء لبنان الآخرين. ولو راجعنا تصريحات الكثير من زعماء الموارنة، خصوصاً الذين نالوا حصّة الأسد من الترشيحات الإنتخابية، فسنجد فيها دُرراً طائفية ليس أقلّها أن "فتح الإسلام خطر على المسيحيين"! وفي حينه، ردّت "الجماعة الإسلامية" على صاحب التصريح بأن "فتح الإسلام خطر على المسيحيين وعلى المسلمين". وهذا أصحّ!

في أي حال، فقد سارع النائب وليد جنبلاط اليوم الى عقد مؤتمر صحفي لايضاح وتفسير المواقف التي سُجِّلَت له بكاميرا هاتف نقّال في سياق لقاء خاص، معتبرا ان "المجالس بالامانات" وان ما قاله تم اجتزاؤه، وانه لو نُشِرَ ما نشر في السياق الذي كان يجري الحديث من خلاله لما كان احدث كل هذا الدوي والصخب غير المبرر برأيه.

وكان لافتاً في مؤتمر وليد جنبلاط الصحفي، اليوم، زعمه أنه كان يقصد "الإنعزاليين والمتطرّفين من كل الطوائف"، وليس من الموارنة وحدهم. فهل هذا صحيح؟ وهل يشمل إتهام جنبلاط "إنعزاليين" "ومتطرّفين" من الدروز أيضاً؟ وبعد ذلك، وقد يكون الأهم: ما هو موقف القاعدة الدرزية من كلام جنبلاط النابي عن "الموارنة"؟

تمرّد درزي على وليد جنبلاط

في المعلومات ان التململ في صفوف الطائفة الدرزية والحزب الاشتراكي اصبح في طريقه للخروج عن سيطرة جنبلاط. ولم يعد ينفع إعطاء التبريرات له، وتفسير احاديثه وتكويعاته بأنه قارئ للمتغيرات الاقليمية والدولية وانه يسعى للحفاظ على الطائفة مستغلا الحلفاء ومتنازلا للاخصام مجانا حسب ما يتهمه ابناء طائفة الموحدين مممن استثار فيهم جنبلاط الحمية و"غيرة الدين" المعروفة عند الدروز تارةً ضد سوريا وطورا ضد حزب الله ولم يجدوا في تقلباته الاخيرة ما يبرر تراجعه واتهموه بالخروج على قاعدة اساسية وهي "كرامة الطائفة".

 "متطرّفون دروز" هدّدوا بالهجوم على دارة أرسلان إذا حضر نعيم قاسم!

وفي المعلومات ايضا ان لقاء المصالحة الذي عقد، قبل أيام، في الشويفات، في دارة الامير طلال ارسلان، رفضه عدد غير قليل من المشايخ الدروز من اتباع "الداعي عمار"، وهو من الذين يعتبرون على "يمين" الدروز ويمثل جناحهم المتطرف. و"الداعي عمار"، ليس على وفاق مع النائب جنبلاط، وهو قام بمجابهة حملة حزب الله على الشويفات غبر عابئ بنداءات جنبلاط، في حين كان المسؤول الاشتراكي في الشويفات ابو الشهيد متواريا عن الانظار. وهذا، إضافة الى جماعة الشيخ علي زين الدين رئيس "مؤسسة العرفان" وهو من مناهضي "الداعي عمار" ومن كبار مشايخ الدروز وهو على خلاف مع جنبلاط حاليا، ويتهم جنبلاط بعد احداث السابع من ايار بالجبن والاستسلام امام حزب الله و"الشيعة". ويشير هؤلاء الى انهم لم يعتدوا على الشيعة، بل على العكس من ذلك، قام الشيعة بمهاجمتهم في عقر دورهم وهم دافعوا عن انفسهم وعن كرامتهم وعرضهم من دون الالتفات الى مواقف جنبلاط ودون أن يطلبوا منه لا دعماً عسكرياً ولا دعماً مالياً.

ويقول اتباع "الداعي عمار" و"الشيخ زين الدين" انهم لا يريدون العداء مع الشيعة ولكنهم ايضا لن يستسلموا لهم، وانهم قادرون على الدفاع عن انفسهم والتصدي لهم من دون جنبلاط وحزبه.

وفي هذا السياق تشير المعلومات الى ان لقاء المصالحة في دار خلدة الاحد الماضي لم يحقق غاياته حيث ان الحضور الاشتراكي مع جنبلاط كان هزيلا وينم عن حالة تململ في صفوف الحزب من مواقف رئيسه وطريقته في ادارة شؤون الطائفة والحزب. ويشمل الإعتراض، بصورة خاصة، الشأن الانتخابي وحفظ موقع للمير طلال ارسلان. وهذا ما لم يرضِ الكثيرين من الحزبيين الذين قاطعوا اللقاء، فضلا عن اعتراض المتشددين من الدروز على وجود وفد من حزب الله رفيع المستوى قيل ان الشيخ نعيم قاسم سوف يترأسه. فقد قام هؤلاء بابلاغ جنبلاط استعدادهم لمهاجمة مكان اللقاء للحؤول دون تمثيل حزب الله في "الشويفات" التي فقدت الكثير من ابنائها في السابع من ايار على يد عناصر حزب الله. من دون ان يرف للحزب جفن. بل على العكس من ذلك وجدوا ان جنبلاط يلهث وراء مصالحة مجانية مع حزب الله على حساب كرامة الطائفة وابنائها.

وحسب معلوماتنا، فإن هذه التهديدات هي التي حالت دون مشاركة حزب الله بوفد رفيع المستوى في اللقاء.

وفي سياق متصل، ذكرت معلومات من الجبل ان العديد من الدروز من انصار جنبلاط قصدوا دارة المختارة، بعد انتشار "الفيديو" الأخير، وقاموا بتمزيق هوياتهم امامه وابلغوه انهم بفعلتهم هذه لن يكونوا مجبرين على الانتخاب. ولانهم لا يريدون الخروج على قرار جنبلاط الانتخابي، ولا يريدون في الوقت نفسه الاقتراع لطلال ارسلان، ولا لتحالفات جنبلاط مع قوى 8 آذار، فهم وفّروا على انفسهم وعليه الاحراج ومزقوا هوياتهم كي لا يقترعوا.

اما النائب وائل ابو فاعور فرد على سائليه بالقول ان "ما جمعناه من حليب في الدلو خلال ثلاث سنوات مع المسيحيين قام جنبلاط برفسه في حديثه المجتزأ"! في حين سارع النائب اكرم شهيب الى سؤال غير جهة مسيحية "كيف السبيل الى معالجة زلات جنبلاط المقصودة منها وغير المقصودة؟". وهذا في حين ان لسان حال "العقال" من الدروز يقول انه اذا كان جنبلاط يريد مصالحة الشيعة فليقم بالامر، ولكن ليس على حساب العلاقة مع المسيحيين بعد ان دفعنا نحن والمسيحيين تاريخيا ثمن سوء العلاقة بيننا، وان المصالحة التاريخية حصلت في المختارة وانهت عقودا من النزاعات لا احد يريد العودة اليها خصوصا في ظل الاجواء الحالية وعلى ابواب الانتخابات.

تهديد درزي بالتصويت للمرشحين المسيحيين وحدهم!

وتشير المعلومات، أيضاً، الى ان عدداً من انصار جنبلاط من الدروز تشاوروا في ما بينهم وقرروا التوجه الى صناديق الاقتراع والتصويت للنواب المسيحيين فقط على لوائح 14 آذار في عاليه والشوف في محاولة للتعبير عن امتعاضهم من تصرفات جنبلاط، وتأكيد رفضهم العودة الى استخدام المسيحيين من قبله كصندوقة بريد للشيعة وسوريا، وان هؤلاء بصدد دراسة اصدار بيان موقع من قرابة ثلاثمئة شاب درزي داخل لبنان وخارجه يعلنون فيه رفضهم لحديث جنبلاط ويؤكدون ثباتهم في ثورة الارز وتحالفاتها، المسيحية منها خصوصا.

 الشفاف