المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 7  شباط /2009

إنجيل القدّيس يوحنّا .6-1:10

الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: مَن لا يَدخُلُ حَظيرَةَ الخِرافِ مِنَ الباب بل يَتَسَلَّقُ إِلَيها مِن مَكانٍ آخَر فهُو لِصٌّ سارِق. ومَن يدخُلُ مِنَ الباب فهُو راعي الخِراف.

لَه يَفتَحُ البَوَّاب. والخِرافُ إلى صوتِه تُصغي. يَدعو خِرافَه كُلَّ واحدٍ مِنها بِاسمِه ويُخرِجُها فإِذا أَخرَجَ خِرافَه جَميعاً سارَ قُدَّامَها وهي تَتبَعُه لأَنَّها تَعرِفُ صَوتَه.

أَمَّا الغَريب فَلَن تَتبَعَه بل تَهرُبُ مِنه لأَنَّها لا تَعرِفُ صَوتَ الغُرَباء». ضرَبَ يسوع لَهم هذا المَثَل، فلَم يَفهَموا مَعنى ما كَلَّمَهم بِه.

 

 بولس السادس، بابا روما من العام 1963 إلى العام 1978 رسالة بمناسبة اليوم العالمي للصلاة من أجل الدعوات

"يدعو خرافه كلّ واحد منها باسمه"

عندما كان المسيح يقدّم ذاته على أنّه الراعي الصالح، كان ذلك يرتبط بتقليد كتابيّ طويل ومألوف بالنسبة إلى تلاميذه وإلى المستمعين الآخرين. فإله إسرائيل كان يظهر دائمًا بمظهر الراعي الصالح لشعبه. لقد استمع إلى بكائهم وحرّرهم من أرض العبوديّة؛ وبفضل محبّته، قاد الشعب الذي خلّصه بنفسه في مسيرته المرهقة عبر الصحراء إلى أرض الميعاد... على امتداد القرون، ظلّ الربّ يقود هذا الشعب؛ لا بل أكثر من ذلك، ظلّ يحمله بين ذراعَيه كما يحمل الراعي الصالح خرافه. كما قادَه منذ عقاب المنفى، فدعاه مجدّدًا وجمعَ الخراف المشتّتة ليرشدَها إلى الطريق في أرض آبائها.

لهذه الأسباب كان آباؤنا في الإيمان يتّجهونَ كالأبناء إلى الله، ويدعونَه الراعي الصالح: "الربّ راعيَّ، فما من شيء يعوزني؛ في مراعٍ نضيرة يُريحني، مياه الراحة يوردُني ويُنعش نفسي، وإلى سُبُل البرّ يُهديني (مز23). كانوا يعلمون بأنّ الربّ راعٍ صالحٍ وصبورٍ، وهو قاسٍ أحيانًا، لكنّه دائم الرحمة على شعبه وعلى جميع البشر...لمّا جاء يسوع المسيح في ملء الزمن، وجدَ شعبه "كغنمٍ لا راعيَ لها" (مر6: 34)، وآلمَه ذلك كثيرًا. فيه كانت تتمّ النبوءات وينتهي الإنتظار. وبكلمات التقليد الكتابي نفسها، قدّم يسوع المسيح ذاته على أنّه الراعي الصالح الذي يعرفُ خرافه، وينادي كلّ واحدة باسمها، ويهبُ حياته في سبيلها. وهكذا "يكون هناك رعيّة واحدة وراعٍ واحد" (يو.10: 16).

 

الانتماء": نصر الله حضّر لإيران الذرائع لفتح جبهة الجنوب مجدداً

المستقبل - الجمعة 6 شباط 2009 - اعتبر "لقاء الانتماء اللبناني" أن الخطاب الأخير للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله" نبش ذرائع جديدة ووضعها قيد التداول تمهيداً لاستخدامها في حال ارتأى النظام الإيراني أن ثمة ضرورة لفتح جبهة الجنوب مجدداً، في وقت ما، لم يحدده بعد".

ورأى في بيان اثر اجتماعه الأسبوعي أمس: "أن هذه الذرائع طرحت الآن لتكون موجودة وجاهزة للاستثمارعندما يحتاج اليها النظام الإيراني غطاء لتحريك جبهة الجنوب في لعبة الأوراق الإقليمية والدولية، في الوقت والظرف المناسبين له، من خلال حزب الله".

وأشار الى أن "هذا الأمر يعزز اقتناعنا بأن لا حل جذرياً مع التيارات المتأسلمة في المنطقة لأنها تعتبر أن الاستقرار والازدهار ليسا أرضية خصبة لها، بل هما يقيدانها ويحرران الناس منها". ولاحظ أن "هذه التيارات تحتاج دائماً الى تأجيج التشنج وافتعال الحروب، ومن مصلحتها الإبقاء على الضائقة الاقتصادية والفقر، لأن هذه الأجواء هي ضمانة بقائها، تنمو فيها، وتتغذى منها، وتستغلها للتأثير على عقول الناس وعواطفهم وخياراتهم السياسية".

ولفت الى أن "اختلاق الذريعة تلو الذريعة، كما يحصل اليوم، يهدف الى إبقاء الوضع على ما هو عليه، وقد نصل الى المطالبة باسترجاع القرى السبع وبعدها القدس، ومن يدري، في مرحلة لاحقة، قد نسمع مطالبة بأن تعود حركة طالبان الى الحكم في أفغانستان".

واستغرب إعادة فتح ملف الجثامين، "بالرغم أن السيد نصرالله سبق أن قال بوضوح إن هذا الملف أقفل"، واصفاً "الكلام اليوم عن إعادة فتح هذا الملف بأنه "يدفع الى التخوف من أن يكون المطلوب أن يكون هذا الملف من ضمن الذرائع التي يُفترض أن تكون مهيأة في حال قضى النظام الإيراني بتحريك جبهة جنوب لبنان". وإذ أكد ضرورة استعادة الجثامين من إسرائيل، شدد على أن "القيام بهذا الدور مسؤولية الدولة اللبنانية حصرياً".

وأبدى استغرابه لأن يثير "حزب الله" موضوع الديبلوماسيين الإيرانيين وينبري الى المطالبة بهم "وكأن لا دولة لهم"، مشيراً الى أن "هؤلاء الديبلوماسيون ينتمون الى دولة لها علاقاتها واتصالاتها، وهي عضو في الأمم المتحدة، وتالياً من واجبات دولتهم أن تطالب بهم، وليس ذلك من مهمات حزب في لبنان". ورأى أن "المثير للدهشة هو أن يطالب حزب الله بمفقودين إيرانيين في حين أننا لم نسمعه يوماً يطالب بالمفقودين والمعتقلين اللبنانيين الموجودين في سوريا، وكأنه يولي المفقودين الإيرانيين أهمية أكبر من المفقودين اللبنانيين".

وانتقد "تدني مستوى الخطاب السياسي من خلال استخدام المفردات والعبارات العنفية"، معرباً عن أسفه لأن "ثقافة العنف باتت معدية، وصار واضحاً أن عدواها انتقلت من "حزب الله" الى بقية القوى السياسية المتحالفة معه والتي باتت تتقن لغة العنف، ومن مفرداتها قطع الألسن وتكسير الأيدي وسحق الخصوم". ورأى أن "هذه اللغة أوصلت الخطاب السياسي اللبناني الى الحضيض، ليس لأنها تخالف كل قيم العمل السياسي فحسب، بل كذلك لأنها لا تعكس حتى أخلاق الشعب اللبناني، لا بل تفسدها". وشدد على أن "هذا النوع من الخطاب ليس هو المطلوب في العمل السياسي، اذ أن العمل السياسي يفترض أن يقوم على برامج وحلول للمشكلات التي يعانيها المجتمع"، والذي يريد أن يسمع من سياسييه حلولاً لوضعه المعيشي ومشكلاته البنيوية التي يعانيها يومياً، ولكن يا للأسف، بدلاً من أن يتنافس السياسيون بشفافية ورقي من خلال برامجهم ورؤاهم لمصلحة لبنان ومصلحة المواطن اللبناني، نراهم يتراشقون بالتهم عند كل محطة صغيرة وكبيرة، ما ينعكس سلباً على المستوى السياسي في لبنان، لا بل على وضع لبنان ككل، إذ يعزز عدم ثقة العالم بلبنان، ويؤكد انطباعاً بأن الواقع السياسي فيه هشّ، ويعطي عن لبنان صورة البلد غير الآمن وغير المستقر وغير الأهل للثقة والاستثمار".

 

أمير قطر تمنى على نصر الله عدم الانتقام لمغنية حاليا في ظل التعبئة الإسرائيلية سياسيا وعسكريا

تل أبيب تهدد "حزب الله" عبر الدوحة بـ "إقفال ملفه" وتدمير لبنان 

لندن - كتب حميد غريافي:السياسة

كشف ديبلوماسي خليجي في الأمم المتحدة بنيويورك النقاب أمس عن ان قيادة "حزب الله" في بيروت تسلمت في مطلع هذا الاسبوع "تهديدا اسرائيليا مباشرا عبر دولة قطر "بضربة عسكرية لا تقوم لها بعدها قائمة", في حال استغلت اجواء الانتخابات البرلمانية في اسرائيل التي ستجري الثلاثاء المقبل, وقامت بمحاولة ارهابية داخل الدولة العبرية او خارجها ضد مصالح اسرائيلية او شخصيات ومواطنين اسرائيليين كرد على اغتيال قيادي الحزب عماد مغنية في دمشق العام الماضي".

ونقل الديبلوماسي عن اوساط قطرية في مقر الامم المتحدة قولها ان "الرسالة وصلت بالفعل من الحكومة القطرية الى حسن نصر الله شخصيا, مع تمنيات من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي رعى المصالحة اللبنانية - اللبنانية في "مؤتمر الدوحة السنة الماضية, بعدم اتخاذ اي قرار بالانتقام لمغنية في هذا الوقت بالذات لأن اسرائيل معبأة سياسيا بسبب الانتخابات, وعسكريا بعد حرب غزة التي تؤكد انها خرجت منها منتصرة على حركة "حماس" وايران وسورية اللتين تدعمانها, ولأن الجيش الاسرائيلي الذي دمر 80 في المئة من بنى هذه الحركة الفلسطينية العسكرية والاقتصادية والاجتماعية, ومازال يرابط فيه استعدادا لاستئناف اطلاق النار بانتظار ما ستسفر عنه المفاوضات في مصر وعبر تركيا ودول أخرى"..

وكان نائب وزير الدفاع الاسرائيلي ماتان فلنائي أكد أول من أمس من تل ابيب ايصال هذه الرسالة الى الحزب الايراني بطريقة غير مباشرة باعلانه "ان زعيم "حزب الله" حسن نصر الله يعي ضخامة الضربة التي قد تسدد اليه اذا هاجم اسرائيل ثانية" (بعد اختطافه الجنديين العبريين الذي ادى الى حرب يوليو العام ,2006 فيما اكدت اوساط سياسية وامنية اسرائيلية في الوقت نفسه ان "احد اهم الاسباب المركزية لموقف ضبط النفس الذي ابداه الجيش الاسرائيلي في رده الاخير (الاربعاء الماضي) على نار الصواريخ من قطاع غزة, هو التأهب الامني العالي في الحدود الشمالية (لبنان) تحسبا لعملية يقوم بها "حزب الله" عشية الذكرى السنوية لاغتيال مغنية التي تبدأ الاسبوع المقبل".

وذكر الديبلوماسي الخليجي في اتصال به من لندن امس, استنادا الى احد اعضاء البعثة الديبلوماسية الاسرائيلية في مقر المنظمة الدولية بنيويورك. "ان "حزب الله" ومؤسسات الدولة اللبنانية العسكرية والامنية والاقتصادية ستكون عرضة للدمار الشامل هذه المرة اذا اقدم نصر الله ومعاونوه على مغامرة جديدة ضد الداخل الاسرائيلي او في ممثلياتنا الديبلوماسية والاقتصادية والتجارية او المراكز اليهودية الدينية والمدنية اليهودية والاسرائيلية في الخارج, كما أننا لن نكتفي بذلك فحسب, بل لدينا خطط واضحة وموافق عليها من الحكومة لتعقب قادة وعناصر "حزب الله" برا وجوا وبحرا حتى القضاء النهائي عليهم".

وقال الديبلوماسي الاسرائيلي "لن يكون من الضروري هذه المرة نزوح الاف المدنيين العبريين عن منازلهم في المدن والقرى والمستوطنات القريبة من حدودنا الشمالية مع لبنان الى الداخل, لان اجراءات حماية للمدنيين لم يسبق لها مثيل منذ تأسيس الدولة (العبرية) اتخذت لابقائهم في أماكنهم".

وكان عشرات الالاف من الاسرائيليين انتقلوا بسبب الاف الصواريخ الايرانية التي اطلقها "حزب الله" على اسرائيل خلال حرب يوليو 2006 الا ان استحداث الاف الملاجئ في المباني والمجمعات السكنية التي كانت خالية منها, ونصب عشرات بطاريات صواريخ ارض - جو المضادة للصواريخ, وتطوير معدات كشف المواقع التي تطلق منها صواريخ الحزب في لبنان بحيث باتت اكثر دقة بمرات عدة, مع اعتماد سياسة اشد قساوة في اي حرب مقبلة ظهرت نتائجها في التدمير الواسع والاسلحة الفتاكة الجديدة في غزة, كل هذا من شأنه تعريض لبنان لاضرار لم يحلم بها من قبل".

وكان وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك وجه الى "حزب الله" يوم الثلاثاء الماضي من على الحدود الاسرائيلية - اللبنانية تحذيرا قويا بقوله اريد ان أؤكد من هنا عند الحدود انني انصح "حزب الله" بألا يختبرنا لان العواقب ستكون مؤلمة اكثر مما يتوقع, كما اود ان اعلم الحكومة اللبنانية بأننا سنحملها مسؤولية اي مغامرة للحزب ضد اسرائيل, لانه ممثل في هذه الحكومة". ونقل الديبلوماسي الخليجي عن نظيره الاسرائيلي في الولايات المتحدة قوله "ان الجيش الاسرائيلي سيكون بعد انتهاء مرحلة الانتخابات النيابية الاسبوع المقبل, اكثر حرية في اختيار توقيت حربه المقبلة على لبنان بسبب ماحققه في غزة ضد المتطرفين الفلسطينيين, ولانه كائناً من كان رئيس الحكومة العبرية الجديدة, فإنه - بعد شبه اقفال ملف "حماس" هناك - سيكون اكثر تقبلا لاقفال ملف "حزب الله" في لبنان.

 

عون من رمز الحيادية الإيجابية التي تلهب الوجدان المسيحي إلى أداة مناصرة الدويلة على الدولة

مستقلّو العام 2009 "عونيو" العام 2005

المستقبل - الجمعة 6 شباط 2009 - فارس خشّان

من هم "المستقلون" والمعتدلون" في الوسط المسيحي، حالياً؟ إنهم ببساطة "عونيو" انتخابات العام 2005، وصانعو شرعية العماد ميشال عون الشعبية، والرافعة التي أعانته على ضرب لوائح قوى الرابع عشر من آذار، في أكثر من دائرة انتخابية. هم مدى إدمون غاريوس، وغالبية رؤساء البلديات في ساحل بعبدا، وهم آل المر وممثلو العائلات الكبرى، وهم عائلات كسروان التي امتد نفوذها إلى ساحل جبيل وجرده، كما هي عليه عائلتا افرام والخوري، وهم أصحاب المصالح التي تضم عدداً لا يستهان به من القوى العاملة في لبنان كحال نقيب أصحاب الفنادق في لبنان بيار الأشقر، وهم المؤثرون في تحديد اتجاه الريح في الوسط المسيحي كحال مارون الحلو وأرمان فارس وآخرون.

وبين المستقلين والمعتدلين تبرز الكنيسة المارونية ومعها الكنائس المسيحية الأخرى، والرهبانيات والمدارس والنخب المتوسطة الدخل، وأنصار "القوات اللبنانية" الذين التبس عليهم مشهد قائدهم، وهو يواصل الإقامة في سجنه، ووسائل الإعلام التي وقفت بلا قيد ولا شرط، إلى جانب المغرد وحيداً خارج "الحلف الرباعي" الذي صنعه "قانون غازي كنعان". إنهم باختصار المناخ المسيحي، الذي زعّم العماد ميشال عون في العام 2005.

هذا المناخ الذي وجد في شعارات العماد ميشال عون ملاذاً حقيقياً له، لبّى لديه شعوره الدائم إلى الحياد الإيجابي على اعتباره الحامي الوحيد من الاضطهادات الأكثرية هنا والمسلحة هناك. ركب العماد عون الموجة في العام 2005، فأخذ المستقلين إلى جانبه، أفهمهم أنه منقذهم من إقفال بيوتهم السياسية والاقتصادية والمالية والخدماتية، جعلهم يشعرون أنهم سيكونون "بيضة القبان" التي تمنع استئثار "الحريرية" هنا و"رعبوية" حزب الله هناك.

قدم عون لهم غلافاً برتقالياً، فملأوا الكتاب أحلاماً عمودها الفقري قوة الدولة المركزية القادرة على تجفيف مصادر السلاح الفئوي من جهة والمؤهلة لتضرب القدرة على الاستفراد في حكم البلاد، من جهة أخرى. هؤلاء صنعوا مجد ميشال عون في العام 2005، ويهددون عرشه في العام 2009.

لم يقلبوا السترة. أساساً العماد عون مزّق السترة فظهر المستقلون عراة.

عون، وفي ليلة ليلاء ألغى نفسه من لائحة الاستقلاليته والاعتدال، فحذف من كتابه البرتقالي وعد الوقوف في وجه سلاح الدويلة، ووعد منع "الإطفائي المهووس" من إشعال الحرائق للعودة إلى بسط هيمنته. انحرف عون. تحوّل إلى عدو لفئة واحدة في البلاد. ضخّم أخطاءها حتى يغطي بها عورات كشفتها السترة الممزقة.

راقبه هؤلاء بعد حرب تموز، فظهر لهم أنه غطاء التدمير. يملأ البلاد صخباً بحثاً عن ليرة مفقودة ويصمت صمت القبور على تدمير بلد، حجراً ودوراً.

يطلب من الكنيسة أن تتكلم بما يريد وإلا فممنوع عليها التدخل بالسياسة، في حين يعانق حتى الإنسحاق رجل دين برتبة زعيم.

يكثر من الثرثرات حول الليبرالية الاقتصادية والفكرية، ويعطل قلب العاصمة الذي يضخ عافية على كل البلاد ويحوّل نفسه إلى ديكتاتور لا يكف عن تأديب الكلمة والقلم. سوّق نفسه رجل المؤسسات الذي صنعته انتفاضته على رجال الميليشيات، فإذا به يقدم نفسه قناعاً لتفريغ الدولة بمنع انتخاب رئيس للجمهورية، وما يرفض تلبيته لمن صنعه زعيماً يقدمه فجأة لكل من إيران وسوريا اللتين قبضتا ثمن "التسهيل" في لبنان.

سعى هؤلاء، لمدة طويلة بدءاً بآب 2006 لدى العماد عون ليعود إلى موقعه الطبيعي فيعود معه المسيحيون إلى دورهم المؤثر.

لم يطلبوا منه تمزيق تفاهمه مع "حزب الله"، ولكن دعوه إلى منع تفلت هذا السلاح من عقاله لاستجرار ويلات التدمير على البلد. رفض.

طلبوا منه أن يضع على قدم المساواة الاستئثار بالسلطة والاستئثار بقرار الحرب والسلم فرفض. طلبوا منه أن يقود عملية إملاء الفراغ الحاصل في القصر الجمهوري فرفض. لم يطلب منه المستقلون الذين صنعوا مجده في العام 2005 شيئاً ولبّاه.

اقتصرت العبقرية عنده على جبران باسيل يعاونه نبيل نقولا. اقتصر الولاء لديه على عدم قدرة نعمة الله أبي نصر وجيلبرت زوين على التحرر. وكان عباس هاشم كارل ماركسه. وبدأ افتراق هؤلاء عن عون. كان يراهم يبتعدون ولكن اقتراب شامل موزايا حجب عنه الرؤية. كان يرى شعبيته المؤثرة تتفتت، ولكن إحصاءات عبدو سعد كانت "أفيون العقول"، كان يتلمس الأقلام الذهبية ترتعد غضباً، ولكن أقلام إرث جميل السيد ورستم غزالي كانت تنوّمه مغناطسياً.

كان يفترض أن الشتائم تخيف المستقلين والتهديد والوعيد يعيدهم صاغرين ونماذج جبران تويني وأنطوان غانم ووليد عيدو تبقيه الملاذ الآمن، لتلامذة الرعب.

وفجأة استيقظ على الحقيقة التي بدأت تتردد حتى في عمق الضاحية الجنوبية: "وضع عون مهزوز". الجميع حسب المسيحيين بطريقة خاطئة. جمعوهم صوتاً صوتاً، ولم ينتبهوا إلى أنهم تحالف مجموعات ضغط. الجميع التهى في معرفة استقرار جارته في توجهها السياسي، ولم ينتبهوا إلى توجه صاحب المعمل الذي فيه يعمل زوجها وأولادها. الحالة المستقلة في العام 2009، بكل بساطة ليست سوى القوة الحاسمة التي صنعت الحالة العونية في العام 2005، فرماها عون مع ثقافتها وطموحاتها ورؤيتها وأهدافها، وحاول أن يفرض عليها معادلات يصنعها جبران باسيل في الضاحية الجنوبية وفي ريف دمشق. منذ ما يزيد على أربع سنوات حتى اليوم، التهى عون بشتم الناس بدل قراءتهم. لم يتعلم شيئاً من ميشال المر. كانت مرآته تُلهيه عن الاستفادة من أبرع حرفي في السياسة اللبنانية

 

مبارك نصر مصر على بغال السياسة 

الجمعة 6 فبراير

 السياسة الكويتية

احمد الجار الله/السياسة

نعم ستبقى مصر أكبر بكثير ممن علت أصواتهم وتضاءلت أفعالهم واستمرأوا المتاجرة بدماء شعوبهم بخطب وشعارات رنانة... كلمات نرددها مع زعيم أرض الكنانة علها تصل أرجاء عالمنا العربي الذي تنهش بعض أجزائه عقول خربة جل همها أن تبلغ مناها على أكتاف ضحايا تُجزر رقابهم يوميا بفعل دعاوى بغال السياسة.

الخطاب الشفاف للقائد المبارك جاء بالأمس ليضع النقاط على الحروف, ويئد مخططات أولئك النفر من المقامرين بأرواح ابناء هذه الأمة بجيوب منتفخة بما يسمونه "المال الطاهر", ظنا منهم أن بمقدورهم السيطرة على بلاد العرب واعادتها إلى عصور ما قبل الإسلام حين استعمرت الامبراطورية الفارسية بعض القبائل وشرعت في تأجيج إحداها على الأخرى بأموال عبدة النار.

بارك الله في فكرك الفطن يا مبارك لما يحاك لأم الدنيا من مخططات ومآرب تهدف لجرها وجيشها الى حرب جديدة مع عدو يقف العالم كله معه بالسلاح والمال والديبلوماسية المعلنة... يقف معه لأننا لم نُجد فن التعامل معه, كما أجادته اسرائيل بلوبيها المنتشر في شتى بقاع عواصم صنع القرار, وكنت صادقا - كعهدنا بك دائما - بقولك إنه لولا الحروب التي جروا مصر إليها بما فيها حرب 1967 لكانت "هبة النيل" بلد الغنى والخير الوفير... بل يستورد العمالة ولا يصدرها.. بلد يُعين ولا يُعان, لقد جروا مصر وشعبها إلى كل تلك الحروب الماضية, وينشطون الآن لادخالها حربا جديدة لتقاتل نيابة عنهم عبر إنشادهم أناشيد واهية من قبيل:

بلاد العرب أوطاني... من الشام لبغدان

ومن نجد إلى يمن... إلى مصر فتطوان

هؤلاء يريدون أن يروا قادة مصر ورموزها في الخنادق فيما يقطنون هم الفنادق...

لقد أصاب الرئيس مبارك بصراحته هذه كبد الحقيقة, ووضع إصبعه على جرح تعاني منه هذه الأمة جراء بغال السياسة العرب الذين يخططون لجعلنا حمقى نسير في أذيالهم, وننضم إلى مظاهراتهم وشغبهم المعلب ونردد معهم كالببغاوات شعاراتهم الزائفة: بالروح بالدم نفديك يا ... ويقترن بهذا الشعار وغيره - بالطبع - اسم زعيم مغرور لا يجد حرجا في التضحية ببلاده وشعبه مقابل ان يصبح إمعة بيد محركي هذه المظاهرات المعلبة.

مبارك القائد الحكيم أبى الاستماع لأهازيج الاطراء المزيف لإيمانه بأن مصر وأهلها ومصالحها هو الشيء الوحيد الذي يتم التضحية من أجله, فالوطنية لم ولن تكون صكوك غفران تصدر من الشام أو طهران أو من خالد مشعل وزنادقة السياسة العربية الذين لا يعرفون مقرا لعقولهم لأنهم لا يتقنون سوى العمل على تقمص ريش الطواويس, بعد ان ظنوا أنهم كرادلة هذا العالم وأئمته, فنسألك - يا حكيم - ان تفصح لنا أكثر عن نوايا هؤلاء الاشرار الذين يريدون تدمير عالمنا العربي وعلاقاته مع العالم بهرطقاتهم التي تنتهي دائما بالهزائم والنكسات ويسمونها انتصاراً إلهيا.

دعاؤنا هنا يا مبارك أن يسمع ذاك النفر القليل جدا من شعبك ما قلته ويعيه جيدا كي يستبدل رفعه صور حسن نصر الله بصورة زعيمه المؤمن بوطنه, وان كنا نعرف جيدا انك لست بحاجة لهذا, غير اننا نأسف حينما نرى ولو عشرات من المصريين يؤيدون هذا "العميل الايراني", وكأنهم يجهلون كم حربا خاضتها بلادهم, وكم من شهيد قدمت من أجل نصرة قضية جنى عليها أهلها, ولكننا رغم هذا لا نتعجب كثيرا من تصرف هذا النفر القليل جدا من شعبك, كونه أحد عيوب حرية الرأي والديمقراطية التي تعري مكامن الأنفس وما تختزنه الصدور, ولعل هذا التعري نفسه هو ما يشفع للديمقراطية كي يعلم الناس جميعا الصالح منهم والطالح.

أخيرا نقول: شكرا ياريس... إنك رجل رشيد, سيذكر لك التاريخ أنك حكمت مصر بعقل وعاطفة معا, وأردت لها استعادة أمجادها الاقتصادية التي دمرتها حروب زعامات شبعت من التصفيق وانتهت إلى مزبلة التاريخ... زعامات سادت وبادت وخلفت وراءها دماراً في الأنفس والأموال والبلاد والعباد.

 

صفير:اذا انتقل الوزن الى 8 آذار ستكون اخطاء لها وزنها التاريخي

نهارنت/اعتبر البطريرك الماروني نصرالله صفير ان بعض الطامعين يريدون ازاحة رئيس الجمهورية ميشال سليمان ليحلوا محله، لافتاً الى أنه "اذا انتقل الوزن الى 8 آذار فهناك اخطاء سيكون لها وزنها التاريخي على الصعيد الوطني". واشار صفير في حديث الى مجلة "المسيرة" الى أن "الكتلة الوسطية التي تتعرض لحملة محلية وإقليمية قوية، تعيد التوازن الى العملية السياسية العالقة منذ سنوات بين حصان المعارضة هنا وحصان الموالاة هناك".

أعرب عن تخوفه من انعكاس الانقسامات المسيحية على مصير المسيحيين في لبنان، محذرًا من أن المسيحيين وحدهم بين كل الطوائف الاخرى لا يضعون ضوابط لخلافاتهم. واكد صفير على أن "كل دولة تحترم نفسها يجب ان تكون هي المسؤولة عن السلاح لا بعض الجماعات التي تحمل السلاح في وجود الدولة"، مشيرا الى أن "صورة اي سياسي في العالم لا تستأهل ان توضع مع صورة السيد المسيح". وشدد صفير على أن "بكركي تقول ما يجب عند اللزوم واذا ارادوا اسكاتنا فهذا شغلهم"، منوّهاً بدور الرئيس سليمان المتوازن بين جميع اللبنانيين والمؤتمن على الدستور وسيادة البلاد. 

 

 "التنصت" بين هواجس المعارضة ومعطيــات الغالبيـة تساؤلات عن العرقلة ومحـاولات المس بشبكة حزب الله الخوف

على الامن الى تصاعد عشية المحكمة والانتخابات 

المركزية - فرض "التنصت" ومتفرعاته نفسه بقوة على طاولة الاشتباكات السياسية المحملة بالرسائل الانتخابية، تاركا وراءه كل ما عداه من ملفات شائكة على كثرتها وان كانت تلامس بأهميتها أو تكاد توازي أهمية التنصت ومن بينها مشروع الموازنة العالق في عنق زجاجة مجلس الجنوب والتعيينات التي تدور في حلقة المراوحة القاتلة بفعل المحاصصة السياسية، الى المستجدات اليومية ان على الصعيد الانتخابي وأخرها اعلان النائب ميشال المر أمس التحالف مع الكتائب، راسما بذلك الخطوط العريضة لملامح المعركة المتنية، وعودة التراشق الكلامي الحاد على خلفيات انتخابية بين وزير الشباب والرياضة طلال ارسلان ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط الذي اطلق امس مواقف لم تخل من عنصر المفاجأة المعهود لدى الزعيم الدرزي وخصوصا في الجزء المتعلق منها بتوجيه اسئلة الى الوزراء والقادة العسكريين حول حقيقة واهداف لقاءاتهم في دمشق، وكشفه عن ملف سيسلمه الى لجنة التحقيق الدولية يثبت اعاقة التحقيق في جريمتي البحصاص واغتيال الشيخ صالح العريضي.

من التشنج الى الامن: ووسط الاجواء السجالية واستعار حماوة المعركة الانتخابية ،تبدي اوساط سياسية مراقبة قلقا شديدا من احتمال ان تفضي مناخات التشنج الى تعكير صفو الامن الممسوك نسبيا منذ حوادث 7 ايار وما تلاها من اتفاق الدوحة الى انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية، بحيث تتفلت الامور من عقالها ويتحول السجال الكلامي الى اشتباكات ساخنة قد يكون بعض الاطراف في الداخل او في الخارج يسعى الى تكريسها لاكثر من غاية، خصوصا ان الاوساط ترى في الافق اكثر من اشارة في هذا الاتجاه وجملة عناصر ومحطات على الساحة الداخلية قد تستغل لصالح هذا التوجه .

تنصت سياسي: وفي سياق متصل، ترى الاوساط عينها ان ملف "التنصت" اثير من زاوية سياسية أكثر منه تقنية وفق ما يظهر للعيان وهو سيبقى مفتوحا حتى موعد الانتخابات النيابية فيحاول كل فريق من فريقي 8 و14 اذار الاستفادة منه بالقدر الممكن وتوظيفه لتسجيل نقاط على الفريق الاخر ففي حين تتهم الاقلية الغالبية بسوء استخدام التنصت والذهاب بعيدا فيه ليطال امورا شخصية خارجة عن كل الاعراف والقوانين، تؤكد الغالبية ان اثارتها للملف انطلقت من باب حجب وزارة الاتصالات معلومات عن الاجهزة الامنية لتزود بها لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري بناء على طلبها.

الغالبية: وفي الاطار نفسه ،اوضح مصدر في الغالبية شارك في جلسة لجنة الاتصالات والاعلام امس لـ"المركزية " أن المعارضة تتعمد تحويل الانظار عن الهدف الاساسي من وراء اثارة ملف التنصت من خلال تسليط الاضواء على الملف ككل، مؤكدا "اننا مع فتحه ووضع ألية محددة له وضبطه ضمن القانون، الا اننا نسأل في الوقت نفسه لماذا حجب المعلومات عن الاجهزة الامنية ولجنة التحقيق الدولية، تحت اي ذريعة وما هو المبرر خصوصا ان وزير الاتصالات جبران باسيل لم يقدم امس اي اجابة واضحة على اسئلة نواب الغالبية وتحديدا لجهة اسباب التلكؤ عن تزويد الاجهزة بعض المعلومات المتعلقة بعدد من الجرائم بعدما اكد الامر وزير العدل ابرهيم نجار، ووعد بالرد في الاجتماع المقبل، معتبرا انه لا يملك الاجابات على اسئلتنا وينتظرها من "مكان ما".

وادرج المصدر الموضوع برمته في خانة محاولات عرقلة عمل المحكمة الدولية المتواصلة من قبل المعارضة. وشدد على ان الغالبية ارتأت فتح الملف انطلاقا من تخوفها من اعمال ارهابية قد تستهدف لبنان، البلد المكشوف امنيا، عشية انطلاق عمل المحكمة وسأل: لماذا رفض التعاون معنا وصب الجهود لتحصين الساحة في وجه اي خرق امني بدل التلهي باثارة الملفات؟ ولماذا الحؤول دون عدم اتخاذ اجراءات احتياطية واحترازية من شأنها المساهمة في تسهيل مهمة رجال الامن كتركيب كاميرات مراقبة وخصوصا في العاصمة علما ان الجهة التي تعرقل بحجج واهية هي نفسها عمدت الى تركيب كاميرات مراقبة في المناطق الخاضعة لها لاستتباب الامن فيها؟ ولماذا ما هو ممنوع على الدولة مسموح لجهات خاصة؟

وختم: طالما ان الملف فتح فلن يقفل الا بضبطه كاملا وبكل متفرعاته ولن نرضى بعد اليوم ان يتحول الى قميص عثمان، واعدا برد لغالبية بعد سماع موقف الوزير باسيل.

المعارضة: من جهته، رأى مصدر في الاقلية لـ "المركزية" ان اكثر ما ينطبق على وضع قوى 14 أذار هو مقولة "انقلب السحر على الساحر"، فهذه القوى وقعت في الفخ الذي نصبته لنا، اذ انها بعدما امعنت فسادا ومخالفة للقوانين في وزارة الاتصالات جاءت لتتهمنا بعرقلة المحكمة الدولية التي نريدها ان تنطلق اكثر منهم لتبيان الحقائق، في محاولة لإشاحة النظر عما اقترفه وزراؤها بعدما قرر الوزير باسيل وضع حد للتسيب والفلتان على صعيد التنصت.

وأكد المضي رغم كل المحاولات في ضبط التنصت وقوننته ووضع حد له لافتا الى انه بعد اليوم لن يكون من تنصت مفتوح بل ستحدد المهل والمناطق.

واوضح ان الغالبية تهدف بشكل من الاشكال الى الوصول الى موضوع شبكة حزب الله لمراقبتها واخضاع كل ما له علاقة بالمقاومة الى سلطتها وتبدى ذلك في تركيز نوابها على التنصت خارج اطار الدولة.

 

عون: المبادئ الأساسية بيننا وبين حزب الله واحدة ونحن متفقون عليها

نهارنت/أكد رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون انه والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مستهدفين شخصياً، مؤكداً ان "التواصل بيننا قليل ونحن لسنا بحاجة إليه دائماً، والمبادئ الأساسية بيننا وبين الحزب واحدة ونحن متفقون عليها". واعتبر عون في مقابلة مع قناة "المنار" بمناسبة الذكرى السنوية لتوقيع وثيقة التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله، ان استمرار "استهداف ورقة التفاهم مع حزب الله ينطلق من خلفية أن كل ما يخالف الأهداف الاسرائيلية في لبنان يجب أن يضرب". وأكد أنه "بهذا التفاهم سد الطريق على ضرب الاستقرار الوطني في لبنان وسد الطريق على ضرب المقاومة"، معتبراً ان وثيقة التفاهم "خلقت التناغم بين مكونات الوطن الحقيقية، وساهمت في انتصار تموز الذي كانت الغلبة فيه للمقاومة ولبنان، وأيضاً أنتجت الانفتاح الداخلي والغت خطوط التماس النفسية بين الشعب اللبناني، وساهمت في الاستقرار رغم كل الخروقات". وأشار عون إلى أنه "بعد حرب تموز حاولت اسرائيل ان تنقل المشكلة الى الداخل اللبناني، من خلال تسليح الميليشيات، ومن خلال تحريك الاصوليات في شمال لبنان، ولكن كل هذه المحاولات لم تنتصر على الوحدة الوطنية التي رسخها الاتفاق في وثيقة التفاهم". واعتبر ان القول بأنه لو انتصرت قوى المعارضة فسيكون هناك حرب اسرائيلية على لبنان هو خطأ إستراتيجي في التحليل والتطبيق، لأن إسرائيل لن تحارب ولن يكون لديها أرضية في ظل التفاهم الداخلي.

 

 يديعوت أحرونوت تنشر تفاصيل اغتيال مغنية على ايدي الموساد

نهارنت/نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية تفاصيل حول عملية اغتيال القيادي في حزب الله عماد مغنية، مشيرة الى ان "الأيدي التي وضعت العبوة الناسفة القاتلة في مسند رأس المقعد إلى يمين السائق كانت أيد إسرائيلية فقط". واشارت الصحيفة إلى أن بداية التخطيط لعملية اغتيال مغنية كانت إثر اعتقال أحد المسؤولين في جهاز "العمليات الخارجية" في حزب الله ويدعى علي موسى دقدوق، قرب مركز شيعي في كربلاء في شهر كانون الثاني من العام الماضي.

واضافت انه بعد تحقيق قصير تم تسليم دقدوق إلى محققي المخابرات الأميركية، التي حصلت منه على تفاصيل حول مغنية ثم سلمتها إلى الموساد الإسرائيلي.

وذكرت الصحيفة أنه امكن اغتيال مغنية بسبب ارتكابه "خطأ واحدا أكثر مما ينبغي"، ويتمثل بمعرفة اكثر من شخص بأنه سيزور السفير الإيراني الجديد في دمشق حجة الإسلام موسوي خلال حفل استقبال أقامه الأخير بمناسبة الذكرى السنوية التاسعة والعشرين للثورة الإسلامية مساء 12 شباط من العام الماضي.

واضافت ان الطاقم التقني تسلل إلى سوريا من كردستان بواسطة ثلاث سيارات، وراقبوا تصرفات مغنية منذ الليلة التي سبقت الاغتيال.

ولفتت الى انهم وصلوا إلى جيب الباجيرو وفككوا بابه وانتزعوا مسند الرأس من مكانه ووضعوا مسندا آخر مطابقا له وكان مفخخا وبعد ذلك غادروا المكان عبر مسار آخر تم تحديده مسبقا. واشارت الى ان منفذي الاغتيال امتنعوا عن وضع عبوة موقوتة تحسبا من حدوث تغيير في التوقيت وعدم عودة مغنية إلى السيارة في الوقت المناسب، فقاموا بتفجيرها عن بعد لدى عودته إلى السيارة وبعد أن تأكد مشغل العبوة أنه جلس في المقعد قرب السائق. وخلصت "يديعوت أحرونوت" إلى أن إسرائيل تتخوف من انتقام حزب الله لاغتيال مغنية الذي تصادف الذكرى السنوية الأولى لاغتياله في 12 شباط، ومن تنفيذ عملية كبيرة يشارك فيها حزب الله والمخابرات الإيرانية ضد هدف إسرائيلي في مكان ما في العالم.

 

الجهات الأمنية تحذر نائبين شماليين بينهما علوش من محاولة اغتيالهما

نهارنت/نبّهت قيادة الجيش من مخطط إرهابي يجري الإعداد لتنفيذه ويستهدف اغتيال نائبين حاليين في الشمال أحدهما النائب مصطفى علوش.

وذكرت تقارير صحافية ان تنظيم فتح الإسلام يحضر لإغتيال النائبين. وأشارت التقارير الى ان"إجراءات أمنية عالية اتخذت لمتابعة خيوط هذا المخطط والعمل على إحباطه، كما جرى إبلاغ النائبين بهذا التهديد". وكان بعض النواب أثاروا موضوع تحذير النائبين الشماليين، خلال اجتماع لجنة الاتصالات والإعلام النيابية وقالوا إن "الاستهداف قد يتم بعد إقفال باب الترشيحات في الشمال". كما بحثت قوى الاكثرية معلومات التهديد هذه خلال الاجتماع الأخير الذي عقدته الأمانة العامة لقوى 14 آذار حيث كان تشديد على ضرورة "عدم التهاون مع هذه المعلومات الأمنية التي تنذر بخطر محدق يتهدد شخصيات في تحالف 14 آذار بهدف إرباك هذه القوى شمالاً قبيل الانتخابات النيابية المقبلة". 

 

 أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 6 شباط 2009

البلد

يتوقع ان تشهد المرحلة المقبلة المزيد من الاستعراض الانتخابي من قبل النواب الحاليين، ولوحظ اخيراً ظهور نواب على شاشات التلفزة لم يعهد انهم كانوا يرغبون في الظهور الاعلامي.

تستمر الشكاوى من قبل بعض المصدرين الى الخارج على دوائر في وزارة الزراعة خصوصا ان خسائر مادية تطالهم بسبب اجراءات يغلب عليها الطابع الاستنسابي.

نجل مرجع سياسي منخرط في معركة الانتخابات يستعد لترشيح لوائح انتخابية في كل الدوائر التي فيها مقاعد تنتسب لطائفة هذا المرجع.

النهار

يرى بعض الوزراء أن يتم ترحيل كل مشروع مثير للخلاف ويتعذر التوافق عليه الى ما بعد الانتخابات النيابية.

يعتقد ديبلوماسي عربي أن اسرائيل قد تكون لها مصلحة في انتصار قوى التطرف على قوى الاعتدال في المنطقة.

لوحظ أن سوريا تحاول الوقوف في الوسط بين صراع المحاور العربية والاقليمية والدولية.

السفير

عبّر مرجع حكومي أمام بعض زواره عن انزعاجه من مداخلة وزير الدفاع الياس المر بعد اجتماع التنصت في السرايا الكبير وقال إنها لا تعبّر عما جرى في الداخل!

زار موفدون من دولة إقليمية ثلاث عواصم معنية بالملفين اللبناني والفلسطيني وعادوا بمناخات إيجابية.

طرح ضابط كبير استثناء السياسيين من التنصت وأن يبقى حصرياً بالناس!

اقترح وزير تجميد صرف موازنات المجالس والهيئات كلها بعد إقرارها حتى تاريخ السابع من حزيران المقبل.

المستقبل

أوضحت مصادر غربية أن الديبلوماسية الفرنسية تنتظر الخطة الأميركية في السياسة الخارجية وعلى أساسها ستعمد باريس إلى التحرك المنسق.

عُلم أن الفرقاطتين الفرنسيتين اللتين قررت فرنسا سحبهما من البحر في إطار "اليونيفيل" ستلعبان دوراً جديداً في البحر المتوسط قبالة غزة، لمنع تهريب السلاح ومراقبته.

تقول أوساط غربية إن الموفد الرئاسي الأميركي جورج ميتشيل قد يزور المنطقة مرات عدة، قبل أن تتوصل الإدارة الأميركية إلى إرساء سياستها الخارجية وتحديد طبيعة تحركها في المنطقة.

اللواء

تردّد في أوساط ضيقة أن أشخاصاً لم يمثلوا أمام لجنة التحقيق الدولية، قد يتم استدعاؤهم إلى لاهاي؟!·

بدأت محطة قيد الإطلاق إجراء عقود مع إعلاميين عاملين في محطتين متنافستين للانطلاق بكادر قادر على إدارة المعركة انتخابياً وسياسياً·

تشكيلات ملحة عادت إلى دائرة التعقيد، في ضوء رغبات متبادلة بتأجيلها الي حكومة ما بعد انتخابات 7 حزيران·

 

البطريرك صفير استقبل السفيرة سيسون والبون والمطران بو جودة

وطنية - 6/2/2009 - إستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في الصرح البطريركي في بكركي في الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية ميشيل سيسون التي غادرت من دون الإدلاء بأي تصريح.

واستقبل البطريرك صفير وفدا ضم مفتي حوض الفولغا الشيخ عمر ادريسوف، رئيس الجامعة الإسلامية في حوض الفولغا الشيخ دامير محيي الدينوف، رئيس الفريق العربي للحوار المسيحي-الإسلامي القاضي عباس الحلبي، رئيس البيت الروسي اللبناني الدكتور سهيل فرح، مدير البيت اللبناني-الروسي في جنوب روسيا محمد عزالدين في حضور الامين العام للبطريركية المارونية الخوري ريشار ابي صالح. وكان عرض حول التطورات والمستجدات والعلاقات بين الأديان في العالم.

ومن الزوار أيضا الخوري جوزف ضو الذي سلم البطريرك صفير نسخة عن كتابه الجديد "مصباح في مدينة العميان"، راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران جورج ابو جودة يرافقه جورج إدمون شبطيني الذي أبلغ البطريرك نيته في الترشح عن المقعد الماروني في طرابلس، وكانت مناسبة لعرض التطورات على الساحة الداخلية.

واستقبل البطريرك صفير ظهرا النائب السابق منصور غانم البون وعرض معه التطورات.

 

"الاحرار": التنصت مقلق ومدان ويستدعي قيام لجنة تحقيق برلمانية

إعتراض البحرية الإسرائيلية سفينة الأخوة قرصنة وخرق للقوانين الدولية

وطنية-6/2/2009 عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه الاستاذ دوري شمعون وحضور الأعضاء. وبعد الاجتماع صدر بيان، أشار الى "ان أكثر ما يقلق في موضوع التنصت الشائك والمقلق والمدان المعطيات المتداولة بالنسبة إلى حجب المعلومات عن الأجهزة الأمنية، واستطرادا إعاقة قيامها بواجباتها خصوصا في شكل استباقي يظل الأجدى لتفادي الأعمال المخلة بالأمن وتفشيل مخططات المجرمين والإرهابيين"، معتبرا "ان هذا الأمر يستدعي قيام لجنة تحقيق برلمانية بعيدا من كل الحسابات الضيقة والاعتبارات السياسية العادية". وسأل حزب الاحرار في بيانه: لو سلمنا جدلا بإمكان قوننة التنصت الذي تقوم به الاجهزة الرسمية وفقا لما تقتضيه الضرورات الأمنية، فأية ضوابط يؤمل بتوفيرها للتنصت الذي تمارسه الأجهزة غير الشرعية؟ وأي قانون تلتزمه هذه الأجهزة ومرجعياتها وهي العاملة على تثبيت دويلتها وفرضها كأمر واقع على اللبنانيين، بينما تزايد في موضع التنصت وترفع سقف مطالبها وكأنها خارج دائرة الشبهات وفي موقع المتضرر؟

ولفت البيان إلى "تكرار ظاهرة العثور على صواريخ، توصف أحيانا انها قديمة وغير معدة للاطلاق؟، في مناطق عمل قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان" مشيرا الى انها "تحمل رسائل إلى أكثر من جهة وتطرح الكثير من علامات الاستفهام"، معتبرا "أن الرسالة الأسهل للفهم، بقاء المسؤولين عن هذه الصواريخ مجهولي الهوية رغم الرقابة المشددة والتحقيقات الجدية، ورغم تزامن اكتشافها مع التصعيد السياسي أو مع الاستحقاقات المهمة محليا وإقليميا، وهي تشكل خرقا فاضحا للقرار 1701 وانتهاكا للسيادة اللبنانية، وتعرض لبنان لخطر كبير، مما يستدعي مزيدا من اليقظة والترقب والاستعلام لوضع حد لها وإحالة القائمين بها إلى القضاء اللبناني. وفي أي حال يخشى استمرارها ما دام لبنان مستباحا وعاجزا عن وضع مقررات طاولة الحوار موضع التنفيذ، وما دام إدخال السلاح قائم على قدم وساق، والمشاريع آخذة طريقها إلى التطبيق بحسب تقاطع مصالح الأفرقاء اللبنايين والإقليميين".

ودان الحزب "بشدة اعتراض البحرية الإسرائيلية سفينة الأخوة اللبنانية المحملة مساعدات إنسانية وغذائية وطبية إلى قطاع غزة"، مؤكدا "ان هذا العمل قرصنة وخرق للقوانين الدولية بما فيها القانون الدولي الإنساني"، مناشدا المجتمع الدولي اتخاذ الإجراءات بما يؤمن الإفراج عن السفينة اللبنانية لتصل بسلام إلى غزة، ويسمح بإيصال المساعدات إلى أهلها". معربا عن صدمته "فعلا من تصرفات بعض القوى الفلسطينية التي بدل أن تتخطى مصالحها وتتعالى على حساسياتها بعد المأساة الأخيرة وجدت فيها مناسبة لتعميق الشرخ وتسعير الخلافات ومضاعفة الشرذمة"، ودعاها إلى "التزام المبادرة المصرية، السبيل الوحيد لترجمة القرار الأممي 1860، للتوصل إلى حكومة وفاقية تتولى إعادة الإعمار والإعداد لإنتخابات تحدد شرعية الفريق الفائز الذي عليه العمل مع الشرعيتين العربية والدولية وصولا إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة السيدة". وجدد البيان دعوة المحازبين والأصدقاء إلى المشاركة الكثيفة في ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري والوزير باسل فليحان ورفاقهما " لتكن مناسبة لاستذكار كل شهداء ثورة الأرز الذين انتزعوا بدمائهم الاستقلال الثاني، ولاستكمال مسيرة تثبيته وإعادة بناء الدولة وضمان بقائها وازدهارها".

 

قداس في أميون احتفالا بزيارة ذخائر والدي القديسة تريزيا

المطران بو جوده: الإيمان المسيحي ليس نظريات فكرية ولا يحتاج لأعمال باهرة

مجتمعنا المعاصر يمر بأزمة خطيرة في كل ما يتعلق بأمور العائلة والزواج

وطنية - 6/2/2009 احتفلت راهبات القديسة تريزيا في اميون قضاء الكورة بالذبيحة الالهية لمناسبة زيارة ذخائر والدي القديسة تريزيا الطفل يسوع لويس وزايلي مارتان اللذين طوبهما البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، في كنيسة معهد القديسة تريزيا في اميون، ترأس القداس راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، عاونه المونسنيور موسى يوسف والكهنة شارل قصاص، نعمةالله عبود وطوني حنا، بمشاركة النائب البطريركي العام على جبة بشري المطران فرنسيس البيسري، والمونسنيور برنار لاغوت المسؤول عن بازيليك القديسة تريزيا في ليجيو فرنا، وحشد من الرهبان والراهبات ولفيف من الكهنة. وخدمت القداس جوقة الراهبات بقيادة الاب يوسف طنوس.

حضر القداس المحامي جورج دعبول ممثلا نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، النائب فريد حبيب، السيدة نجاة غصن ممثلة النائب نقولا غصن، رئيس اتحاد بلديات الكورة قبلان العويط، نقيب المهندسين في الشمال جوزيف اسحاق, آمر سرية درك اميون العميد صباح حيدر، الرئيسة العامة لراهبات القديسة تريزيا الطفل يسوع المارونيات الام اتيان جرجس، مدير البازيليك في ليجيو بيار بشير، مدير فرع جامعة سيدة اللويزة في برسا الكورة الاب سمير غصوب، الى حشد من رؤساء بلديات الكورة والاقضية المجاورة ومن المؤمنين.

المطران بوجوده

بعد الانجيل المقدس، ألقى المطران بو جوده عظة قال فيها: "وهبني الله أبا وأما أحق بالسماء منهما بالأرض" (القديسة تريز). بهذه الكلمات إختصرت القديسة تريزيا الطفل يسوع حياة والديها لويس وزيلي مارتان اللذين طوبتهما الكنيسة في شهر تشرين الأول الماضي لأنهما كانا مثالا للعائلة المسيحية، فعاشا القداسة في حياتهما اليومية وإكتشفا دعوتهما في سر الزواج المقدس وحولا عائلتهما إلى كنيسة بيتية، تغرف من معنى الإفخارستيا وتثمر حبا وبساطة وفضائل مسيحية وإنسانية. ومنذ سنوات قليلة كان البابا الراحل السعيد الذكر يوحنا بولس الثاني قد طوب زوجين آخرين، من أصل إيطالي هما: لوجي كواتروشي وماريا كورسيني Luigi Quattrochi et Maria Corsini وذلك في 21 تشرين الأول 2001 ".

اضاف: "يأتي هذان الحدثان الكنسيان المهمان تأكيدا من الكنيسة على أن القداسة هي دعوة كل معمد وعلى أهمية العائلة في حياة المجتمع المعاصر، وعلى ضرورة المحافظة عليها وتثبيتها في أيام وظروف تمر فيها بأزمة خطيرة تؤثر على حياة المجتمع برمته. وإننا اليوم، باحتفالنا بالصلاة على ذخائر هذين الطوباويين الجديدين نتوقف أولا في تأملنا عند معنى القداسة وأبعادها، وعلى أهمية الحفاظ على العائلة إذا ما أردنا أن نحافظ على مجتمعنا ونقيه من الأنهيار. وليست القداسة بمفهومها الصحيح، حكرا على عدد محدود من الأشخاص، ولا على فئة معينة منهم. وهي ليست صفة إستثنائية لأولئك الذين ترفعهم الكنيسة على المذابح فتعلنهم أولا مكرمين ثم طوباويين ثم قديسين. فالقداسة هي، ويجب أن تكون الصفة المميزة لجميع المسيحيين على ما تقول القديسة تريزيا الطفل يسوع: "أنت كما فيك تكون قديس". القداسة هي تطعم على المسيح لأخذ الحياة والحيوية منه، إذ بالمعمودية يصبح المعمد عضوا في جسد المسيح السري فيصبح بإمكانه أن يقول مع بولس الرسول: "حياتي هي المسيح، ومنذ الآن لست أنا الذي أحيا، بل هو المسيح الذي يحيا في، وصار بإمكاني منذ اليوم أن أقول إني أعد كل شيء كالهباء والهشيم، كي أربح المسيح".

اضاف المطران بو جوده: "الإيمان المسيحي، أيها الأحباء، ليس نظريات فكرية وفلسفية مجردة، ولا هو إيديولوجية، وهو ليس قوانين وشرائع ووصايا ينفذها الإنسان بحذافيرها فيصبح بالإمكان، عند وفاته أن يكتب على ورقة النعي أنه مات متمما واجباته الدينية. الإيمان المسيحي والقداسة حياة يعيشها الإنسان كل يوم في ظروف الحياة العادية دون حاجة له للقيام بالأعمال الباهرة والملفتة للأنظار والإنتباه. القداسة هي دعوة جميع المسيحيين المعمدين، وهكذا يسميهم بولس الرسول في مجمل رسائله حيث يوجه تحياته من وإلى القديسين الموجودين في المدينة الفلانية أو الفلانية، والذين لبسوا المسيح بالمعمودية ويتغذون من جسده ودمه في القربان المقدس بعد أن اقتنعوا بأنه الخبز الحي النازل من السماء، وبأن من يأكل منه يحيا إلى الأبد".

واردف قائلا: "تريزيا الطفل يسوع لم تقم بأعمال باهرة كي ترفعها الكنيسة على المذابح ثم تعلنها معلمة للكنيسة وشفيعة للمرسلين، بل عاشت ببساطة في الدير تقوم بالأعمال العادية كغيرها من أخواتها الراهبات، تصلي وتتأمل وتبحث عن دعوتها، فتجد أن دعوتها هي الحب. والداها لويس وزيلي مارتان كذلك، لم يقوما بالأعمال الباهرة والملفتة للإنتباه، بل عاشا حياتهما اليومية بالعمل الدؤوب، هو كساعاتي وهي كعاملة في التخريم والتطريز. يفتشان عن دعوتهما معتقدين أنها قد تكون في الدير، ولكنهما إكتشفا، وبعد تمييز روحي، أنها في سر الزواج المقدس. فنقلا الدير إلى منزلهما الزوجي وحولاه إلى كنيسة بيتية، تغرف من معنى الإفخارستيا وتثمر حبا وبساطة وفضائل مسيحية وإنسانية. لقد تميزت حياتهما الزوجية بالجمع بين الحب الزوجي الحقيقي والواجبات الإجتماعية العادية والهموم الإقتصادية وأعبائها من جهة، والصلاة والتأمل وممارسة الأسرار والنمو في الفضائل والسمو في العفة الزوجية ومحبة القريب والفقراء من جهة أخرى. لويس وزيلي عرفا أهمية العائلة ودورها ورسالتها في بناء المجتمع. فالعائلة بالمفهوم المسيحي، وكما فهما ذلك، ليست مجرد مساكنة ظرفية وآنية بين شخصين تجمعهما مصالح مشتركة تدوم ما دامت هذه المصالح قائمة. كما أن العائلة المبنية على الزواج ليست مجرد وسيلة لتلبية الحاجات الجسدية تدوم ما دام التفاهم الجنسي قائما بين الشخصين. ولا هي شركة تجارية تعقد بين شخصين يسعيان إلى تحقيق الأرباح، تستمر طالما إمكانية جني الأرباح قائمة".

وتابع يقول: "العائلة بالمفهوم المسيحي هي علاقة حب تجمع بين شخصين يصبحان بالزواج جسدا واحدا يدوم طالما هما على قيد الحياة، ولا يفرقه سوى الموت. والزواج الذي هو الأساس في بناء العائلة يبنى على الحب بمفهومه الصحيح، الحب الشبيه بحب المسيح للكنيسة، وبحب الله للإنسان، وبحب المسيح لأعضاء جسده السري. الحب بالمفهوم المسيحي يبنى على التضحية والعطاء والتفاني. إنه شبيه بحب الله الذي هكذا أحب الإنسان حتى إنه بذل إبنه الوحيد في سبيل خلاص الإنسان، وبحب المسيح الذي يقول: "ليس من حب أعظم من حب من يبذل نفسه في سبيل من يحب". فإذا وصل الحب إلى هذا المستوى وإذا فهمه الزوجان بهذا المعنى، لا يعود بإمكانهما، ولا يعودان يفكران بفسخه لأي سبب من الأسباب. وإذا بنيت العائلة على هذه الأُسس لا يعود الزوجان يفكران إطلاقا بفسخها بواسطة الطلاق. بهذا المعنى فهم الزوجان مارتان معنى العائلة ومعنى الزواج، فقالت فيه زيلي: "شعورنا أنا ولويس موحد كزوجين. فقد كان لي لويس دائما المعزي والسند، ولذا أتمنى أن يكون مثل هذا الرجل لكل نساء العالم". كما إن كاهن رعيتهما قال عنهما: الوحدة تميز هذه العائلة بين الزوجين والأولاد والأقارب... وعندما تبنى العائلة على هذه الأُسس وتفهم بهذا المفهوم تصبح بالفعل مشارِكة لله في فعل الخلق، وتتمم قول الرب لأبوينا الأولين عندما خلقهما فقال: "إنميا وأكثرا وإملآ الأرض وسيطرا عليها". ولذلك، ولأنهما فهما العائلة والزواج بهذا المعنى، وفهما أنهما، مع الرب، معطيان للحياة، عبرا عن قناعتهما بأن أعطيا الحياة لتسعة من الأولاد، توفي أربعة منهم وهم أطفال، وبقي خمس بنات على قيد الحياة، وعبرت زيلي عن هذه القناعة بقولها: "أحب الأولاد حتى الجنون، وكأنني ولدت لكي أعطي الحياة للأولاد. فأولادنا هم سعادتنا وأرغب أن يكون عندنا الكثير لأُربيهم، لأجل فرح السماء، وأنا لا أشك بعناية الرب الأبوية عندما أفكر بما صنع معنا أنا وزوجي".

وختم المطران بو جوده عظته: "كلام كثير بإمكاننا أن نقوله عن هذه العائلة المقدسة الشبيهة بعائلة الناصرة، التي نتمنى ونرجو أن يكون عندنا الكثيرات مثلها، وبصورة خاصة في مثل هذه الأيام التي يمر فيها مجتمعنا المعاصر بأزمة خطيرة في كل ما يتعلق بأمور العائلة وبأمور الزواج وبأمور العلاقات الجنسية بين الرجال والنساء، إذ انتشرت الفوضى وعم الفساد في الكثير من البلدان، وأصبحت الدول والحكومات تشرع كل ما يتنافى مع الطبيعة في كل هذه الأمور: كالإجهاض ومنع الحمل بصورة إصطناعية ومضرة لحياة الإنسان، والتساكن الحر بين الشبان والشابات دون أي إرتباط ولا زواج، وحتى دون زواج مدني، والقبول بزواج مثليي الجنس وتشريعه وتحويل الأجنة إلى سلع يتلاعب فيها العلماء في المختبرات فيسمحون لبعضها بالحياة، ويرمون بعضها الآخر في سلال المهملات، ويستعملون بعضها كقطع غيار لمعالجة بعض الأمراض عند بعضها الآخر، إلى ما هنالك من ممارسات تتنافى كليا مع الطبيعة ومع الشرائع والقوانين الإنسانية الصحيحة. وإننا اليوم، ونحن نحتفل بهذين الطوباويين الجديدين، والتي أرادت الكنيسة من خلال تطويبهما أن تشدد وتركز على أهمية سر الزواج وقدسيته، وأهمية العائلة ووظيفتها في عالم اليوم، نطلب من الرب أن يعطينا على مثالهما عائلات قديسة وآباء وأمهات مسؤولين وقديسين يساهمون في بناء المجتمع على أسس سليمة".

الأم جرجس

وكانت الرئيسة العامة الام اتيان جرجس قد القت كلمة في بداية القداس اشارت فيها الى حياة ومسيرة والدي القديسة تريزيا، والتي اتسمت بالطهارة وقالت: "ان الرب يدعونا دائما الى القداسة من خلال خدمة المحبة على طريقين مختلفين يوصلان الى المسيح وهما طريق الزواج وطريق الترهب، ولك منهما ميزات واهتمامات وصعوبات علينا ان نذللها بالمحبة كي لا تمنعنا من النمو في محبة الله والقريب".

 

الرئيس الجميل عاد الى بيروت مختتما زيارته الى ايطاليا

وطنية - 6/2/2009 عاد عصراليوم الرئيس أمين الجميل وعقيلته الى بيروت، بعد زيارة رسمية الى ايطاليا وحاضرة الفاتيكان ، التقى خلالها البابا بنديكتوس السادس عشر ومسؤولين في الدولة الايطالية.

 

الرئيس الجميل بحث مع المسؤولين في روماالوضع في لبنان والمنطقة: لمنع محاولات هيمنة تجري تحت تسميات هدفها واحد تدجين وتركيع لبنان

هناك مجموعات لبنانية تتحكم بمناطق امنية واسعة وتمتلك سلاحا غير شرعي

قضية الموقوفين في سوريا لا بد ان تحل قبل تطبيع العلاقات بين البلدين

وطنية - 6/2/2009 - واصل الرئيس أمين الجميل زيارته الرسمية الى إيطاليا حيث التقى رئيس مجلس الشيوخ ريناتو سكيفاني في مكتبه في المجلس برفقة الوفد المرافق، وتم البحث بالدور المهم الذي تتمتع به الديبلوماسية البرلمانية في التحفيز لصون العملية الديموقراطية والمحافظة على شفافيتها.

وقال بيان صادر عن المكتب الاعلامي للرئيس الجميل "ان المجتمعين توافقوا على ان الديموقراطية هي نظام سياسي يقوم على انتاج اغلبية تحكم بأكثرية الأصوات شرط ان يكون حكمها قائما على احترام حقوق الانسان وحرية الفرد، لانه لا ديموقراطية من دون احترام لحقوق الانسان، ولا اختزال للحريات وللكرامات باسم الأكثريات". وركز الرئيس الجميل على "المخاطر التي تحدق بالسلم والأمن والاستقرار في لبنان اذا ما تم انتهاك هذه المبادئ باسم اللعبة الديموقراطية".

واكد الوفد الكتائبي "ضرورة تقوية الدولة اللبنانية وتفعيل القانون والمحافظة على المؤسسات فيها، وهذا يعتبر الرد المناسب على كل المحاولات الجارية للابقاء على المشاريع والمربعات الخارجة عن نطاق سيطرة الدولة".

وزار الرئيس الجميل والوفد المرافق رئيس مجلس النواب جيانفرنكو فيني في مكتبه. وشدد الرئيس الجميل خلال اللقاء على اهمية "المحافظة على استقرار لبنان من خلال القرار 1701"، مثنيا على دور القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان، وعلى دور قائدها الجنرال كلاوديو غراتسيانو، مطالبا بضرورة "ايصال صوت الأحرار في لبنان الى كل المجالس النيابية العالمية، لمنع كل محاولات الهيمنة التي تجري تحت ستار تسميات عدة في حين ان هدفها واحد تدجين وتركيع لبنان".

واكد الوفد الكتائبي "ان العملية الديموقراطية لا يمكن ان تكون مجرد تداول للسلطة في وقت تتحكم فيه مجموعات لبنانية بمناطق امنية واسعة، وتمتلك السلاح غير الشرعي، وبالتالي المطلوب من المجموعة الدولية مع دعمها للانتخابات، التنبه الى هذه الشوائب التي تضرب نزاهة وشفافية العملية الديموقراطية".

وطالب الرئيس الجميل رئيسي مجلسي الشيوخ والنواب "تفعيل قضية الموقوفين اللبنانيين في سوريا، وهي القضية الأهم التي لا بد ان تحل قبل تطبيع العلاقات اللبنانية - السورية، وبالتالي المطلوب ان يتم رفع الملف الى اعلى مستويات الديبلوماسية البرلمانية الاوروبية".

وفي وزارة الخارجية إجتمع الرئيس الجميل الى وزير الخارجية فرنكو فراتيني وكبار مساعديه حيث تم التداول في المسائل التي تهم لبنان لا سيما الدعم الايطالي للبنان. كما جرى تأكيد "الدور المهم الذي يلعبه فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان والمؤسسات اللبنانية كافة من اجل بناء دولة المؤسسات، وتغليب منطق الدولة القادرة والضامنة والراعية لكل اللبنانيين".

واشار الرئيس الجميل الى اهمية تطبيق القرار 1701 بالكامل، محذرا من "مخاطر سوء التطبيق، وكذلك رسم خريطة طريق لإخراج العلاقات اللبنانية - السورية من الأزمة التي تتخبط فيها". وطالب الجانب الايطالي ب"اتخاذ مبادرة مهمة من ضمن الاتحاد الأوروبي من اجل ايجاد حل لقضيتي مزارع شبعا والغجر".

 

النائب الحريري استقبل المطران قصارجي ووفدا من البقاع الاوسط

وطنية- 6/2/2009 استقبل رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري مساء اليوم في قريطم, رئيس المجلس الاعلى للطائفة الكلدانية المطران جورج قصارجي في حضور السيد انطوان حكيم والمستشار داوود الصايغ, وتسلم منه دعوة للمشاركة في المؤتمر الذي سيقام في 19 الحالي في بيروت بخصوص مسيحيي العراق . ثم التقى النائب الحريري وفدا من فعاليات البقاع الأوسط وأعضاء مجالس الدوائر في تيار "المستقبل" في المنطقة في حضور منسق تيار "المستقبل" في البقاع الأوسط أيوب قزعون، وجرى عرض للتحضيرات الجارية للمشاركة في إحياء الذكرى الرابعة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري .

 

نديم الجميل جال في دائرة بيروت الانتخابية الاولى وطالب ب "تأمين الأمن والحرية للجميع وتحقيق الانماء المتوازن"

وطنية-6/2/2009 جال الشيخ نديم الجميل في دائرة بيروت الانتخابية الاولى وعرض مع ابناء المنطقة قضايا حياتية واجتماعية وانمائية وسياسية، واستمع الى تعليقاتهم واقتراحاتهم والتي على أساسها سيطلق برنامجه الانمائي لمناطق الاشرفية والرميل والصيفي. وشدد الجميل في تصريح, خلال هذه اللقاءات, "على تجديد الثقة بالدولة القوية والعادلة التي تؤمن العدل والمساواة للجميع، داعيا المواطنين وخاصة الشباب للانخراط بمؤسسات الدولة المدنية والعسكرية بعد غياب دام سنوات". وتوجه الى الشباب قائلا:"يحاول بعضهم قتل روح النضال وروح المقاومة فينا ولكنهم لم ينجحوا مع الجيل السابق لانه ناضل بشراسة من اجل تحرير الارض والانسان والقرار الوطني، فيما نجحوا الى حد ما مع الجيل الجديد لانه لم يعرف معنى المقاومة والصمود والنضال الحقيقي والاخلاق والانضباط من خلال الدفاع عن لبنان الشعب والكيان".

وانتقد الجميل "الابتزاز السياسي الذي يمارس اليوم" متسائلا:"كيف يمكن للبعض ان يطالب بزيادة ميزانية مجلس الجنوب، وهو كان السبب في هدر دم ابناء الجنوب وتدمير منازله وبيوته في تموز 2006، نحن ايضا لدينا مطالب مزمنة وأكثر الحاحا مع الدولة فالمهجرين في الجبل وغير الجبل لم يحصلوا بعد الا على جزء بسيط من تعويضاتهم رغم مرور اكثر من ثلاثين سنة على تهجيرهم من منازلهم وارزاقهم، كما ان المستشفيات تهدد بعدم استقبال مرضى الضمان بسبب المستحقات المتراكمة على الدولة التي تقدر بالمليارات واكثرية هذه المستشفيات في مناطقنا والمدارس الخاصة المجانية تنتظر منذ سنوات ان تدفع لها الدولة ما يتوجب عليها، ويفوق المبلغ المتراكم الثلاثين مليار ليرة وهذه المدارس مهددة بالاقفال بأية لحظة. واضاف:" اذا كان البعض يغض النظر عن هذه الامور فنحن لن نسكت، وسنثير هذه المواضيع في الاعلام لانها تتعلق بحياة الناس وتعليم اولادهم خاصة عند العائلات الاكثر عوزا لا احد يبالي او يطالب، لأن المطالبة ليس لها مردود انتخابي سياسي فهل يعقل ان يستمر هذا التفاوت في الخدمات والانماء".

كما انتقد الجميل "اداء الضمان الاجتماعي ورقابته على الشركات الوهمية في مناطق محددة، حيث تؤسس الشركات الوهمية ويتم توظيف عدد من الاشخاص والمحاسيب، ومن ثم تتوقف الشركة عن استخدام هؤلاء ولكن بالمقابل يستمر المضمونون في الانتماء الى الضمان والاستفادة من خدماته وتقديماته الصحية كل ذلك يحصل بغياب الرقابة الفعلية والسرقة والهدر بدون رقيب او حسيب.

وطالب الجميل ب " تأمين الأمن والحرية للجميع، كما طالب بالانماء المتوازن بين جميع المناطق حتى لا تبقى بعض المناطق في بيروت الاولى محرومة من خدمات الدولة الاساسية". وتبادل الجميل الاحاديث مع الشباب واستمع الى معاناتهم وشكواهم بسبب ضيق فرص العمل، واتفق معهم على التلاقي من جديد من ضمن حلقات شبابية يقدمون خلالها اقتراحاتهم وتمنياتهم سيعمل معهم لبلورتها وايجاد الحلول المناسبة لها.

وزار مدرسة راهبات القلبين الاقدسين في منطقة السيوفي حيث استقبلته رئيسة المدرسة الام هيلين ريشا واستمع منها الى المشاكل التي يعاني منها الوسط التعليمي، ثم جال على اقسام المدرسة وتلى الصلاة في كنيسة الراهبات. من جهة ثانية أعرب الجميل عن أسفه للقرار الذي اتخذته بلدية بيروت عبر تركيبها عدادات للسيارات في شارع الجميزة الرئيسي مما يمنع الاهالي وسكان الشارع من توقيف سياراتهم خلال وجودهم في منازلهم خلال فترة النهار للراحة، وذلك دون ان تؤمن لهم البديل من مواقف عامة او غيرها من الحلول. وقال:" نتمنى على مجلس بلدية بيروت اعادة النظر بهذا القرار الذي يضر بمصلحة المواطنين وابناء المنطقة التي ما زالت منطقة سكنية آهلة رغم وجود بعض المطاعم فيها".مؤيدا مطالب الاهالي الذي اعتصموا في الشارع العام مطالبين بازالة العدادات. كما تمنى على وزير السياحة ايلي ماروني تسيير دوريات للشرطة السياحية في المنطقة لمراقبة اقلاق الراحة الصادر عن مكبرات الصوت في بعض المؤسسات السياحية، كما طالب وزير الداخلية بتسيير دوريات ليلية في الشارع لمنع بعض الفوضويين من الساهرين من ازعاج المواطنين.

 

العماد عون التقى فدا من عشائر الجرود الشرقية لزحلة

مولى: موجودون في كل المناطق ولنا دورنا خصوصا في الانتخابات

وطنية- 6/2/2009 التقى النائب العماد ميشال عون ظهر اليوم، في دارته في الرابية، وفدا من وجهاء عشائر من الجرود الشرقية لمنطقة زحلة، برئاسة نائب رئيس إتحاد الفلاحين في شرق زحلة علي مولى ومسؤول الشباب في الفاعور ابراهيم الطعيمة بحضور النائب سليم عون. بعد اللقاء، تحدث مولى قائلا: "جئنا حاملين بعض المطالب الزراعية المحقة في البقاع، المهمل زراعيا. وطالبنا دولة الرئيس العماد ميشال عون بفتح الحدود السورية- اللبنانية أمام تجار البطاطا. ثم جئنا مهنئين ونهنىء أنفسنا بالمواقف التي يتخدها دولة الرئيس العماد ميشال عون. ونقول له نحن معك ويدنا ممدودة الى الشرفاء وإن شاء الله قريبا سنلتقي في الإنتخابات القادمة". أضاف: "نحن اليوم شعب موجود في كافة الأراضي اللبنانية. العشائر موجودة من وادي خالد الى صيدا الى صور الى البقاع الى الهرمل في كل المناطق اللبنانية، ولها دورها الفعال في المنطقة وخاصة في الإنتخابات المقبلة. شكرا لدولة الرئيس على الإستقبال القيم". سئل: ولكن هناك تيارات تساعد المزارعين وتعطيهم الدعم لا سيما البقاع وعلى ابواب الإنتخابات، فهل أنتم تحصلون على هذه المساعدات؟ أجاب: "لم نسمع بهذا ولم نعرف عنه شيئا. نحن نشكر معالي وزير الزراعة حقيقة لأنه يقوم بدور حقيقي بقدر إستطاعته، لأننا كما تعرفون ليس هناك موازنة لوزارة الزراعة حاليا، فهي تأخذ أقل من صفر بالمائة وبقدر إستطاعته يساعد المزارعين". وإذ لفت الى أن "البطاطا المصرية والسعودية والمستوردين تنافس البطاطا اللبنانية في الأسواق، قال: "طالبنا بوقف الإستيراد ولو بضعة أيام ولكن عبثا", مشيرا الى "ان البطاطا اللبنانية تتكدس ومن ثم سنتلفها".

 

الشيعي الحر : كلام النائب جنبلاط إخبار للنيابة العامة التمييزية

الحاج حسن : المساس بأمن الناس وتسليمهم للمخابرات السورية خيانة عظمى

دعـا رئيس التيار الشيعي الحر الشيخ محمد الحاج حسن إلى اعتبار كلام النائب وليد جنبلاط لبرنامج كلام الناس بتاريخ 6 شباط 2009 حول تسليم المواطن السوري نوار عبود من قبل ضابط من آل خليفة في البقاع للمخابرات السورية بمثابة إخبار للنيابة العامة التمييزية ولا بد من الإسراع في كشف ملابسات هذه الحادثة الخطيرة التي تسيء للجيش اللبناني وتاريخه ، وينبغي على السلطة السياسية والحكومة اللبنانية متابعة هذا الموضوع واسترداد المواطن عبود الذي كان في حماها ، وأضاف : لا يجوز المساس بأمن الناس وترويعهم من قبل بعض المافياويين الذين ضربوا القانون عرض الحائط وتصرفوا بقرارات منفردة طعنت بشرف مهنتهم وشكلت خيانة عظمى ، وناشد الشيخ الحاج حسن منظمات حقوق الإنسان للتعاون من أجل تبيان حقيقة اختطاف عبود وتسليمه للمخابرات السورية حيث تشكل ظاهرة خطيرة تهدد أمن كل واحد منا لا سيما المعارضين للوصاية السورية وهمجيتها ، وكرر مطالبة وزير العدل اللبناني ووزير الدفاع الوطني بعقد مؤتمر صحفي يفضحون فيه هوية متمم الصفقة والكشف عن الوعود التي وُعد بها من قبل رستم غزالة وعلي مملوك وحافظ مخلوف ، متمنيا" أن لا يتم التستر على هذه الفضيحة الخطيرة كي لا تصبح عرفا" يستهدف مستقبلنا ، وإذ حيا النائب وليد جنبلاط على شجاعته والبوح بمعلومات تهدف إلى منع استخدام السلطة والمناصب لما يدمر مشروع الدولة المؤسساتية ، إعتبر أن جنبلاط وضح الإصبع على الجرح وبات من مهمة القضاء العسكري التحقيق مع العميد حسين خليفة وإحالته للمحاكمة بل وطرده من سلك الجيش لأن شرف المهنة لا يتحمل هكذا صفقة عرضت حياة مواطن للتعذيب والتنكيل وربما الموت ، وليبينوا نصا" قانونيا" يديننا على تعاملنا مع الدكتور رفعت الأسد العروبي الوطني .

وختم بالقول : تنصتوا علينا وراقبوننا وما زالوا وهناك مافيات حزبية تجهد بالتنصت ومراقبة الأحرار وينتظرون الفرصة للإنقضاض على حياتنا رغبة في عودة الحقبة العنجرية البوريفاجية وهناك جهة رسمية تتحمل مسؤولية هذا الفلتان في التنصت وهي وزارة الإتصالات ، ولا يجوز التغاضي في كل مرة عن فضائح هؤلاء لأنهم يهددون بقطع الألسن والأيدي ، فلنقطع فسادهم بتطبيق القانون والإلتزام بالدستور وهناك من ينادي بالتغيير والإصلاح وهو وكر للفساد وهدر المال العام واستخدام السلطة والساحة اللبنانية لمصالح خارجية تهدد مشروع الدولة .

التيار الشيعي الحر/المكتب الإعلامي

 

أبعاد العلاقة المتوترة بين الجنرال ميشال عون والبطريركية المارونية

حين لا تستجيب بكركي طموحات الاشخاص على حساب لبنان وحريته

نجيب زوين      

ما هي طبيعة العلاقة المتوترة بين الجنرال ميشال عون والبطريركية المارونية في بكركي؟ هل هذا التوتر ظرفي وآني، أم له سوابقه، واستمراريته وابعاده؟ هنا محاولة لتسليط بعض الضوء على هذه العلاقة وطبيعتها.

في هذه المرحلة الدقيقة التي تتحدد فيها الخريطة  السياسية للمنطقة، وفيما يقف لبنان امام تحد وجودي وكياني بين قيام الدولة السيدة الحرة، المستقلة والديمقراطية والتعددية، وبين منطق الدويلات ومنطق الساحة، يقوم الجنرال ميشال عون باكثر الادوار خطورة وإذية للوجود المسيحي ودوره ومستقبله عبر انحيازه الى المحور الايراني السوري وتنفيذ مخططاته تحت ستار "اتحاد الاقليات”.

على خطى سعاده وعفلق

فاذا كان العالم الحر يخوض اشرس المعارك ضد الارهاب والاصولية المدمّرة، فإن الجنرال عون اختار الإلتحاق بمحور العصبية الدينية العمياء، محور دولة ولي الفقيه والنظام السوري الراعيين الاساسيين للارهاب والاصولية في المنطقة.

وفي اطار  المواجهة بين ثقافة التسامح والغفران والمحبة والسلام وحوار الحضارات والأديان التي تقودها الكنيسة، وبين ثقافة التعصب والكراهية والارهاب،  يقود الجنرال عون اعنف هجوم سياسي واعلامي ضد اعلى مرجعية مسيحية في لبنان والشرق، بهدف محاولة تحييدها وتهميشها، وإلا تطويعها لتصبح في خدمة مواقفه وسياساته الملتحقة بخط دولة ولي الفقيه الإيرانية الخمينية.

والا لماذا يتهجم العماد عون على الصرح البطريركي وعلى سيد بكركي، ان لم تكن غايته ضرب اهمّ صرح مسيحي في الشرق ليسهل عليه تجيير قرار المسيحيين الى غير موقعهم التاريخي والاصيل؟! وهو في الزيارة التي قام بها الى دمشق النظام السوري، لم يسر على خطى بولس، بل سار على خطى انطون سعادة وميشال عفلق اللذين تحالف مع بقايا جماعاتهما في لبنان. هذامع العلم أن النظام السوري غدر بالاول وتسبب باعدامه، وطرد الثاني الذي توفي في العراق مترحّما على العقيدة التي دعا اليها، بعدما شاهد مصير افكاره على يد النظام السوري... لكن، فليحمِ  الله العماد عون من مصير الرجلين المذكورَين.

ويتجاهل العماد عون أن لا كرامة للمسيحيين في هذا الشرق، وللموارنة تحديدا، الا بكرامة مرجعيتهم الرئيسية في بكركي. وهي مرجعية دينية ووطنية لبنانية على حد سواء. فباعطائه طابعا مسيحيا ومارونيا، لزيارته الى سوريا الاسد، افسح الجنرال عون المجال واسعا للنظام السوري لاستغلال هذه الزيارة عبر تصوير مسيحيي لبنان وكأنهم مؤيدون لهذا النظام خلافا للواقع والحقيقة. والا فعلى اي وجه يمكن حمل هذه الزيارة التي شكلت للمسيحيين طعنة في الظهر، لا في الصدر؟! لاسيما في ظهر الذين ايدوا مواقفه السيادية سابقا واولوه ثقتهم على اساسها... وهيهات أن تنفع، بعد، ساعة ندامة.

الهجوم المتصل على بكركي

تطرح مواقف العماد عون اليوم اكثر من تساؤل وتثير الكثير من الشكوك والشبهات المشروعة، خصوصا في صفوف الذين ايدوه وكانوا الى جانبه (ومنهم كاتب هذه السطور) ورأوا فيه منذ أواخر ثمانينات القرن الماضي، قائدا لمسيرة التحرير، ومجسداً لتطلعاتهم في وطن وافر الكرامة والسيادة، حين جمعتهم اهداف سامية ومسيرة نضال لتثبيت دعائم الدولة الشرعية. والحق أن هذه التساؤلات والشكوك لم تكن لتخطر في البال سابقا، لكن التحولات الدراماتيكية للعماد عون، تفرضها وتطرحها في الوقت الحاضر، في محاولة العثور على اجوبة مقنعة لأسئلة كثيرة مستمدة من سلوكه السياسي الراهن:

- هل ينفّذ الجنرال عون مهمة مطلوبة منه، ام أنه، مثلما ورد في الكثير من التحاليل والدراسات، جزء من مخطط جهنمي خطير يرعاه الحلف السوري – الايراني؟

- هل شكّل الجنرال عون الصاعق الخفي الذي مهّد الطريق امام النظام السوري لاجتياح المنطقة الحرة في 13 تشرين 1990 ولارتكاب افظع الجرائم والمجازر في حق المدنيين والعسكريين اللبنانيين؟

- هل سهّل الجنرال دخول جيش الاحتلال السوري الى قصر بعبدا ووزارة الدفاع، ليتمكن من الاستيلاء على المستندات السرية والمهمة العائدة للدولة اللبنانية؟ وفي المقابل هل كان القصف السوري، الذي تحاشى القصر الجمهوري يومها، لتسهيل وصول العماد عون الى السفارة الفرنسية وتركه بمنأى عن الخطر؟ 

- هل جاءت عملية ضرب "القوات اللبنانية" على يد "جيش عون"- على ما وصف يومذاك، وعُرف بـ"حرب الالغاء" وتحت شعار "توحيد البندقية"- في مسار خدمة النظام السوري، ام انها جاءت نتيجة حقد وكراهية لازاحة خصم مسيحي ماروني عن الساحة السياسية، بأي ثمن؟

- هل الاجواء المشحونة التي غذاها الجنرال ويغذيها اليوم، ضد بكركي، اضافة الى تهجمه الدائم على سيدها، تستهدف موقف بكركي الثابت من الاحتلال السوري للبنان، ورفضها الدائم  والمطلق كل اشكال المساومة او "اوراق التفاهم" على حساب سيادة لبنان واستقلاله وكرامة ابنائه؟

بين الماضي والحاضر

رغم الاخطاء التي ارتكبتها قياداتها، ورغم اعتراضات نسبة كبرى من الرأي العام المسيحي على تصرفاتها، كانت "القوات اللبنانية" هي "المقاومة المسيحية"، وكانت ولا تزال تحوز على ثقة شريحة مهمة من الاكليروس المسيحي، والماروني تحديدا. لذا فان الغاء القوات في حينه، من دون غيرها من المليشيات، أسهم في اضعاف المجتمع المسيحي. هذا من دون ان ننسى الحوادث الاليمة التي نتجت عن استغلال الاجواء المشحونة والعدائية تجاه بكركي، الى حد الاعتداء على شخص غبطة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير في ذلك الحين. لذا بات من حق اللبنانيين، والمسيحيين خصوصاً، التساؤل  عما إذا كان ذلك الاعتداء عفوياً أو مقصودا ومدبرا؟ والمحفز اليوم على هذا التساؤل هو سلوك الجنرال عون حيال السدة البطريركية.

لقد كشفت الوقائع أن طموحات الجنرال عون ومصالحه الشخصية، هي التي شكلت الدافع الاساسي لمواقفه، مهما كانت التبعات والنتائج في حق الوطن ومستقبله. وهذا ما يشكل القاسم المشترك بينه وبين حلفائه "الالهيين". فتحقيق الاهداف والمصالح الشخصية المتضخمة، هو الأولوية ولو أدى ذلك الى تهديم الوطن وخرابه. فالغاية عند الجنرال، مثلما عند حلفائه في تجمع 7 ايار، تبرر الوسيلة، والضحايا جزء لا يتجزأ من اللوحة الجهادية. انها ثقافة الموت وثقافة التضحية المجانية التي تسترخص البشر والمجتمع على مذبح الأنانيات والوصول الشخصي.

هذا ما يفسر موقف العماد عون من " ثورة الارز" ومن الكنيسة المارونية، ومن سيد بكركي، غبطة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير تحديدا. فبكركي التي ساهمت مساهمة كبرى في صناعة 14 آذار 2005، هي ضمانة الوجود المسيحي الحر بمحافظتها على سيادة لبنان وكرامته واستقلاله. أما "ثورة الارز" كانت علقماً لجنرال "التحرير" لأنها شكلت السد المنيع في وجه طموحاته الشخصية، وهمشت صورته الديغولية المزعومة عن شخصه.

الايمان والسياسة

شكل المسيحيون، والموارنة تحديدا، المورد الاجتماعي والسياسي الاساس في نشوء الكيان اللبناني، فدافعوا عنه وعن تعدديته وحريته في تاريخهم الطويل. وكان للكنيسة المارونية، بقيادة بكركي، الدور الاساس في اعلان دولة لبنان الكبير اولا، وفي معركة الاستقلال الاول ثانيا. ومن موقع بكركي الطبيعي في صلب مسيرة الاستقلال الثاني، حافظ المسيحيون على هذا التراث ولم يفرطوا به، بعدما قاوموا التتريك قرونا عدة، مثلما قاوموا الاحتلال السوري، تمسكاً بقرارهم الحر وشخصيتهم وتراثهم. ومجد لبنان الذي اعطي لبكركي ليس وليد صدفة او مواقف عابرة، بل نتيجة طبيعية لما مثلته ولا تزال، من تراكم تاريخ النضال الوطني في سبيل حماية كرامة الانسان وصون حريته. 

اما العلاقة المتوترة بين العماد ميشال عون وبكركي، ومع سيدها خصوصاً، فتطرح اسئلة كثيرة: هل هي ظرفية موسمية ام نتيجة سياسة ثابتة ينتهجها الجنرال عون منذ العام 1988؟

يستمد هذا السؤال معطياته الراهنة من تبلور التزام الجنرال بصورة علنية في انضمامه الى تجمع 8 ايار التابع للنظام السوري ودولة ولي الفقيه الاصولية.

وهل علاقة الجنرال بالكنيسة، كما يقال همسا، علاقة طبيعية انطلاقا من قناعاته  الايمانية ونظرته الى الله والدين والكنيسة؟ وما هي صلة هذه النظرة الايمانية بطبيعة العلاقة بين الجنرال عون ونظام الاسد، ليس الابن فحسب، بل الأب الراحل ايضا؟

وهنا لا بد من التساؤل لماذا حالت الاسباب الامنية دون مشاركة العماد عون في احتفالات تطويب الاب يعقوب الكبوشي في وسط العاصمة، ولماذا لم تمنع الاسباب الامنية، بعد اسبوع، دون قيامه بجولة سياسية في منطقة الجنوب بمواكبة "حزب الله" وحمايته؟ هل لان الامن في دولة ولي الفقيه ممسوك بشكل يطمئن اليه الجنرال، على عكس الامن في المناطق الخاضعة للدولة وللقوى الامنية الشرعية؟

مرّت العلاقة بين الجنرال عون وسيد بكركي بمطبات ومواجهات كثيرة. فهو يرفض اي دور وطني لبكركي ولسيدها، الا اذا كان منسجماً مع مواقفه ويخدم طموحاته واحلامه. وهذا ما يتناقض كليا وجذريا مع دور بكركي التاريخي وموقعها الريادي، ليس في خدمة طموحات اشخاص، بل في خدمة الوطن ومصالحه وحريته. هذا فيما تعمل مواقف الجنرال السلبية من المرجعية الاولى لمسيحيي الشرق، على تقليص دور هذه المرجعية، في محاولة دائمة من الجنرال للحد من فعاليتها، خدمة لمن تقوم سياساتهم على الترجح بين العداء للبنان واستتباعه.

فهل يدرك "مسيحيو التيار العوني"، ومن لا يزال من المسيحيين على تاييدهم للعماد عون، ان التعرض للصرح البطريركي اللبناني لا يخدم إلا تلك السياسات التي تقوّض أركان لبنان؟ أما التعرض للمقدسات والرموز المسيحية في لبنان - مثلما حدث اخيراً عندما وُضعت صورة السيد حسن نصرالله الى جانب صور القديسين شربل ورفقا والحارديني، وصوّر فيديو كليب لـ"حزب الله"  داخل كنيسة الشياح أو حارة حريك – فما كان ليحصل لولا الجنرال عون وبعض مسيحيي 8 آذار الذين ما زالوا يحاولون تهميش بكركي والتجريح بسيدها؟

لكن بكركي تفتح ابوابها دائما لأبنائها الضالين قائلة: "اغفر لهم يا ابتاه لانهم لا يدرون ماذا يفعلون"؟

هذا كله بعدما شكل المسيحيون وصرحهم البطريركي المنطلق لقيام الكيان اللبناني السيد الحر المستقل، ليبقى واحة الحرية وموئل المضطهدين. وهذا الدور المميز للمسيحيين، بقيادة بكركي، جعل منهم حاجة ماسة لاستمرار الكيان اللبناني.

من هنا خطورة الدور الذي يقوم به الجنرال عون، ضارباً مصداقية بكركي وسيّدها. لكن التاريخ لن يرحم من يساهم في هدم الهيكل. وسيقول الرأي العام والاجيال القادمة الكلمة الفصل في هذا المجال، عاجلاً أو آجلاً.

 

الوزير ارسلان: لا أستجدي مقعدا نيابيا ولا أنتظر منة لوقفتي مع امن اهلي

المعارضة ستخوض الانتخابات بلوائح موحدة في عاليه والجبل كما في سائر المناطق

لا يتحمل مسؤولية التوتر من يتمسك بحقه الديموقراطي الطبيعي في المنافسة

وطنية - 6/2/2009 - عقد رئيس "الحزب الديموقراطي اللبناني" وزير الشباب والرياضة طلال ارسلان مؤتمرا صحافيا, رد فيه على مواقف رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط امس، استهله بالقول : "يهمني، بعد الاطلاع على ما ورد في المقابلة التلفزيونية أمس للنائب وليد جنبلاط، ان أضع بين ايديكم وامام الرأي العام اللبناني التوضيحات والمواقف التالية، خصوصا ان وليد بك يبدو انه يحب الحوار عبر الاعلام.

انا اشارك وليد بك الاقتناع بانتماء كل منا الى موقعين وخيارين سياسيين متقابلين، خصوصا في موقع لبنان الاقليمي، وهذا كان ولا يزال اقتناعا دائما عندي وعنوان تأكيد مستمر من جانبي في كل اللقاءات التي جمعتني مع النائب جنبلاط، لكن المفجع والمحزن هو ما سمعته من وليد بك لجهة اعتبار مقاطعة فئات سياسية ذات وزن في المجتمع اللبناني من حلفائه في 14 آذار للتحركات التضامنية مع اهلنا في غزة الذبيحة، التمييز والفصل بين الخلاف السياسي الكبير بيننا، من جهة، وتعاوننا للتهدئة في الجبل، من جهة اخرى، كانت مبادرتي اثر احداث السابع من ايار ولن اتردد في القيام بكل ما يمكن لحماية أمن اهلي في الجبل. وكما كنت اقول لوليد بك "لا انت ستصبح في 8 آذار ولا انا حابب روح عا 14 اذار".

وتابع :" لكن ما ورد على لسان النائب جنبلاط تجاه الملف الانتخابي يثير القلق، خصوصا لجهة الاساءة الى مقاربتي الملف الانتخابي وتنافي ذلك مع موجبات اللياقة التي تقتضيها العلاقة بيننا، وهي لياقة حرصت واحرص عليها في احلك الظروف منذ اتصالي بوليد بك في 7 أيار في منطقة كليمنصو اثناء احداث بيروت، خصوصا ان ما فهم من كلام وليد بك انني طرحت الامر من زاوية طلب هبة منه عنوانها اعطائي مقعدا نيابيا في عاليه وبصورة بدت كأنها ثمن اطلبه لموقفي في 11 ايار الذي اعتبره وطنيا افتخر به ولا انتظر عليه جزاء ولا شكورا، وهذا مؤسف، من جهة، ومجاف للحقيقة من جهة اخرى، فطلال ارسلان لا يستجدي مقعدا نيابيا ولا ينتظر منة لوقفته مع امن اهله في الجبل، وطلال ارسلان لم يفعل ذلك في الماضي ولن يفعله اليوم ولا في المستقبل، لان الكرامة التي تجري في عروقنا وثقتنا بأهلنا وحدهما يحددان لنا السياسات والمواقف".

اضاف :" وعندما قاربت الملف الانتخابي مع النائب جنبلاط فعلت ذلك في مناقشة بند متفق عليه في جدول اعمال مكتوب عنوانه البحث في آلية للحفاظ على التهدئة على ابواب الانتخابات النيابية، وتحدثت في هذا البند من زواية تأكيد الحرص على حماية مناخ التهدئة في ظل السخونة المتوقعة للمعركة الانتخابية بين فريقي الثامن والرابع عشر من اذار تحت شعارات سياسية لايبدو انها ستسمح بخطاب انتخابي بارد يقتصر على شرح المفاهيم والبرامج، بل كما ورد في كلام النائب جنبلاط ستخاض من جانب فريقه تحت شعار اعتبار الخصوم الانتخابيين وفي مقدمهم نحن وحلفاؤنا خطرا على السيادة والاستقلال لعلاقتنا التي أفاخر بها مع سوريا الاسد والمقاومة وسلاحها في مقابل تقديم الحلفاء الخارجيين لفريق النائب جنبلاط ضمانات لهذا الاستقلال، بينما نراهم نحن وحلفاؤنا امتدادا لمشروع يريد اخذ لبنان رهينة لمقايضات خارجية لا تمت الى المصالح الوطنية للبنان واللبنانيين، وما سيرتبه ذلك الشحن الانتخابي، من جعل اللقاءات السياسية نوعا من الكوميديا السياسية غير المبررة، وبالتالي بعدما ابلغت النائب جنبلاط جوابا عن سؤاله، بان المعارضة ستخوض الانتخابات في قضاء عاليه بلائحة موحدة كما في سائر المناطق، وانه ليس واردا لديها تبادل مقاعد وحلفائه في بعبدا او سواها".

واردف: "اقترحت مصارحة ابناء الجبل بالسعي الى جعل الانتخابات تنافسا ديموقراطيا ما امكن، وتشكيل اطر تنسيق امنية مع الاجهزة الامنية الشرعية لمنع التوترات التي ستنجم عن هذه المعركة الحامية الوطيس، خصوصا عندما يكون التنافس على مواقع تضم كلا منا. ومن ضرورات الامانة لا بد من ذكر اصرار وليد بك على مواصلة التعاون والحوار لتفادي هذا الاحتمال، طالبا مهلة للتفكير وتقديم الجواب الذي لا يزال ينتظر منذ شهر ونيف، لنسمع النائب جنبلاط يتحدث عن تفكيره بمقايضة جديدة على مقعد عالية وتقديمه بصورة لا تتناسب مع الحرص المتوقع منه على لغة التخاطب بيننا ومكانة عائلة الامير مجيد ارسلان ودورها التاريخي، بغض النظر عن الحسابات المتباينة للنتائج المتوقعة للانتخابات النيابية المقبلة في الجبل وفي عاليه خصوصا".

وقال: "في ما يتعلق بالحديث عن تفاهم حول المقاعد الوزارية في مرحلة ما بعد الانتخابات ووجود تفاهم على هذا الملف تم بيننا كما قال وليد بك، يهمني ان اؤكد ان البحث لم يتطرق الى هذا الامر، الا من زاوية إمرار النائب جنبلاط اشارة الى تمسكه بتمثيلي في الحكومات المقبلة، وهو تمثيل يعرف اللبنانيون والنائب جنبلاط انه جاء من حصة المعارضة، وكشفت شروحات نواب الحزب التقدمي الاشتراكي الهدف من هذا الطرح، وهو تبرير الذهاب الى معركة انتخابية بشعارات سياسية تصعيدية تتحمل مسؤولية التوتر في قضاء عاليه، والقول ان للانتخابات النيابية ظروفا خاصة تمنع تجنيب الجبل مواجهة قاسية بين مناصري كل منا، وتقديم الوصفة الوزارية لامتصاص التساؤلات الشعبية، بداعي ان الحرص على العلاقة مع الوزير ارسلان معياره الوزارة، وهذه وصفة مردودة لانها منتهية الصلاحية".

اضاف:"انا مصمم على مصارحة اهلي في الجبل من موقع الحرص على التهدئة وامن المواطنين، وهذا ما حدا بي الى تحمل ما لا يحتمل منذ احداث ايار، ولكن دائما على خلفية النظر الى الانتخابات النيابية المقبلة كمحطة هامة في ترسيخ الاستقرار وحماية الثوابت، وهذا الواجب يتساوى الأفرقاء في تحمل مسؤولية الحفاظ عليه، كي لا يتحول سعي فريق الى حماية ما يسميه ثوابته حقا بتعريض الاستقرار للخطر وتحميل الفريق الاخر مسؤولية لا يتحملها، عندما يصبح مرداف الاستقرار الغاء الاخرين، وما قلته واكرره لا يتحمل مسؤولية التوتر من يتمسك بحقه الديموقراطي الطبيعي في خوض المنافسة الانتخابية، بل من يجعل عنوان المعركة تخوين الاخرين وحلفائهم".

وقال :"المشكلة ان النائب جنبلاط في حديثه امس عن التبعات الاقليمية والدولية للانتخابات، افهمنا ان هناك قرارات خارجية بتدفيع ابناء الجبل ثمن معارك يسمح لغيرهم بتفاديها، لانه يبدو انه بالنسبة الى هذا القرار الخارجي هناك أبناء ست وأبناء جارية، انا وحلفائي سنخوض الانتخابات بلوائح موحدة في قضاء عاليه والجبل، داعين الى منافسة انتخابية شريفة تمنع التوتر الذي لا نريده ما دامت المعادلة الوحيدة التي فهمناها من كلام النائب جنبلاط أمس هي ان فهمه لحرصنا على الاستقرار يجب ان يترجم بتسليمه حصرية التمثيل في الجبل والغاء الانتخابات، وبالتالي الغاء ما ومن نمثل. وهذا عود على بدء السياسة. كنا ننتظر ان يكون من مارسها اخذ العبر وادرك اننا لسنا من يرضخ لمشاريع الالغاء ويعلم النائب جنبلاط اننا واجهنا مشروع الالغاء في ظروف اصعب واعقد يوم كان رموز الفساد اللبناني وحلفاؤهم ممن لفظتهم سوريا ويتحملون مسؤولية الاساءة الى العلاقة بين البلدين الشقيقين وراء مشاريع التهميش والالغاء ولم ينجحوا في منعي من خوض معركة تثبيت الموقع الذي تمثله دار خلدة في تاريخ الجبل والدروز ولبنان والعرب".

وختم :" يهمني ان يعرف اهلنا في الجبل وان يعرف اللبنانيون اننا نتصرف كما تتصرف "أم الصبي"، وهذا معناه الاستعداد للتضحية وليس البحث عن المكاسب واننا بذلنا وسنبذل التضحيات ليبقى امن الجبل فوق كل اعتبار، وهذا معنى المسؤولية التي نتحملها منذ القرار المشؤوم باستهداف المقاومة في الخامس من ايار وتداعياته على الجبل. ووقفنا في 11 ايار التي وفقنا الله بجعلها محطة للمصالحة، والفصل بين مشروعية الخلاف السياسي وحق الناس بحفظ امنها وتجنيبها كل خطر وتوتر ونظرتنا للانتخابات النيابية هي امتداد لهذا الفهم واستمرار في هذا السلوك، املين الا يفهم الحرص الذي نبديه وروح المسؤولية التي تحكمنا تشجيعا للاخرين لتكرار مغامرات الخامس من ايار وتوريط الجبل بجعل الانتخابات النيابية ساحة فواتير خارجية يراد للجبل ان يدفعها لحسابات لا علاقة له بها لا من قريب ولا من بعيد، شعارنا لنذهب الى الانتخابات بروحية 11 أيار وليس بذهنية 5 أيار".

 

 

أبي اللمع أطلق الماكينة الإنتخابية ل "القوات" في المتن الشمالي :

لن يتمكنوا من تشويه صورتنا أو تصغيرنا لأننا لم نبخل بشيء حتى لا يركع لبنان

 

وطنية-6/2/2009 - رأى عضو الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية إدي أبي اللمع خلال إطلاق الماكينة الانتخابية في دائرة المتن الشمالي أن "أبناء المتن الشمالي جزء أساسي في مسيرة نضال ومقاومة كان المتن الشمالي قلبها النابض وعقلها المفكر، والذي منه برز قائد القوات اللبنانية ومؤسسها الرئيس الشهيد بشير الجميل"، مشيرا الى "الترابط الوثيق والمتجذر بين القوات اللبنانية ومنطقة المتن الشمالي".

 

وأشار إلى أن "قوات المتن هم أبطال المتن وصنين وزحلة وبيروت والشمال وكل بقعة في هذه الارض رويت بدمائهم "، لافتا إلى "أننا لا نمنن أحدا بالشهادة والتضحية وأعوام الاعتقال والتعب وليالي الأوجاع لأننا نعتبر أن ليس هناك شيء أغلى من بلدنا ووطننا، ولكن لا يحق لأحد ان يغيبنا و يتجاوز وجودنا لأننا ضحينا وقاومنا وكنا خميرة وطننا، وبالتالي تقع على عاتقنا مسؤوليات وأمامنا مسار كبير وهو مسار بناء الدولة وترسيخ السيادة كي نحصل على حقوقنا من دون منة من أحد".

 

وشدد على أن "ما من قرار او توجه يستطيع أن يلغي القوات اللبنانية"، مؤكدا أن "مرحلة خمسة عشر عاما من الوصاية لم تستطع تشويه صورتها أو تهميشها لان جذورها راسخة في عمق الوجدان اللبناني ونابعة من عمق الوجدان المسيحي".

وتابع :"لقد بقي لبنان خلال الأعوام الماضية القاسية بفضل نضال القوات اللبنانية وتمردها على الاحتلال الذي استطاع ان يخضع كل لبنان لأمرته، باستثناء القوات اللبنانية، فلقد عصينا عليه وواجهناه رغم الاعتقال والشهادة والتنكيل والتخويف والضغوط. ومهما حاولوا، لن يتمكنوا من تشويه صورتنا أو تصغيرنا لأننا لم نبخل لا بدمنا ولا بمستقبلنا ولا بأرزاقنا حتى لا يركع لبنان".

وأضاف:"نحن الأمل الحقيقي لمستقبل آمن ونظيف، وسنكون بالمرصاد في وجه كل الاكاذيب ومحاولات الغش وتزوير الحقيقة. نحن الرجاء المسيحي بمستقبل مشرف لأولادنا ولمسيحيي لبنان والشرق. كثر من اللبنانيين فهموا معنى ما قمنا به في الماضي وقد اثمرت التضحيات ثورة انهت الاحتلال، الا انه ما زال مطلوب منا بذل الكثير من الجهد في سبيل بناء الدولة ومؤسساتها".

واعتبر أن "حلم الدولة كان حلمنا الأول منذ البداية، اذ لم يوجد حينها من يناضل ويدافع عنها ونحن من ساهم فعليا في اعادة بنائها".

وأكد أبي اللمع أن "القوات اللبنانية سيكون لها مرشح في المتن الشمالي، وهذا الترشح سيصب في صلب عملها من أجل تطوير فكرة المواطنية وترسيخها في عقول الناس، سيكون لنا مرشح في المتن وفي غيره من المناطق كي لا يقف أولادنا على أبواب السفارات، وكي يعود المسيحيون الى قلب الدولة بعد أن أعدنا الدولة الى قلب الوطن، ولكي نقول للجميع إن المتن هو قلب لبنان النابض، وما زال أرض التلاقي والحوار، ويستطيع أن يكون السباق في كل الميادين، لن نقبل بهضم حقوق المتن. إن الإنماء حق لهذه المنطقة العزيزة، والتزلم لنيل حقوقنا لا يجب أن يكون القاعدة في منطقتنا كونها حقوق مكتسبة ويجب أن تصل الى المواطن عبر الدولة مباشرة".

 

 

النائب حوري: لا يمكن بموجب القانون 140 حجب المعلومات

عن الأمن والقضاء في جرائم الارهاب وأمن الدولة

 

وطنية - 6/2/2009 أكد عضو "كتلة المستقبل" النائب عمار حوري في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان" عن التنصت وإلى أين يتجه الملف نيابيا, "أن الزملاء في فريق 8 اذار أتوا وفي جعبتهم خطة من أربعة أهداف:اعتبار طلب المعلومات من قبل الاجهزة الامنية خارج القانون وهذا ما حاولوا أن يروجوا له، محاولة التعمية على التنصت غير الشرعي المتعدد الجهات والذي نعلمه ويعلمونه طبعا، والهدف الثالث أنهم أتوا في محاولة لإبراء ذمة وزير، والهدف الرابع محاولة لانهاك فريقنا السياسي بمظهر المدافع عن التنصت، وكأننا مع تسلط الاجهزة الامنية على الحريات، هذه هي الخطة التي اتى بها الى الاجتماع".

 

وسأل:"ماذا حصل في واقع الحال أمس؟ اكد فريق 14 آذار تطبيق القانون 140 ومراسيمه التطبيقية، وهذه كانت نقطة حاسمة وواضحة من طرفنا، أما النقطة الثانية أنه لا يمكن بموجب القانون 140 حجب المعلومات عن الأمن والقضاء في جرائم الارهاب وفي أمن الدولة، وخصوصا إذا كان طلب الحكومة للمعلومات وفق الأصول النقطة الثالثة التي حصلت اننا اثبتنا كيف ان وزير الاتصالات حجب المعلومات ثم تلكأ في اعطائها, وهذا ما اكده وزير العدل وذكر انه اضطر للتدخل مع فخامة الرئيس ومع نائب رئيس الحكومة اللواء عصام ابو جمرا للافراج عن هذه المعلومات التي حجزها في الاتصالات. وفي النقطة الرابعة التي حصلت واكدناها من طرفنا واكدها مداخلات 14 اذار ان التنصت الرسمي الشرعي محدد في القانون 140 ولكن هناك تنصت غير شرعي".

 

اضاف: "هناك نقطة اضافية حيث سالنا نوابنا وفريقنا السياسي حول مصير معدات التنصت التي كانت في القصر الجمهورية ايام الرئيس السابق اميل لحود اين اصبحت؟ وعن موضوع التنصت في جهاز الامن العام وكان هناك نقطة، لا اعلم مدى حجم وما مر في وسائل الاعلام، لكن هناك نقطة هامة الوزير باسيل عين او اختار بشكل او باخر مديرا عاما لشركة "اوراسكوم" هذه الشركة تمتلك عشرة بالمئة من شركة "اورانح اسرائيل" وبالتالي هذه نقطة مقلقة، في خلاصة الامر سنأخذ الامور الى اللجان المشتركة والى طلب تشكيل لجنة تحقيق برلمانية لوضع النقاط على الحروف، وسنذهب في هذا الموضوع الى نهايته، آملا ان "لا يكون مصير طلب لجنة التحقيق البرلمانية هذه كمصير الطلب السابق الذي تقدمنا به لتشكيل لجنة تحقيق برلمانية متعلقة بالفساد في مرحلة سابقة".

 

واشار النائب حوري "ان ورقة التين سقطت، ولكن كل هذا تفاصيل، والعنوان الاساسي ان الفريق الاخر يحاول التشكيك بمصداقية اية مستندات محتملة متعلقة بالمحكمة الدولية التي تنظر بقضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، معتبرا ان "هذا هو الهدف الحقيقي، وكل الاهداف الاخرى هي اهداف تفصيلية تنبثق عن هذا العنوان العريض".

 

سئل: هل ستنجز اجرائيا هذه اللائحة قبل جلسة الخميس ام ان هناك تكرارا لما جر بالامس في لجنة الاتصالات؟

اجاب :" هناك موضوعان متوازيان، فلجنة الاعلام والاتصالات التي تقوم باعمالها بالامس وفي اوقات لاحقة ستقوم بعملها، موضوع اللجان المشتركة هذا موضوع يفرض نفسه لاسباب موضوعية، فهناك مواضيع متعلقة بالامن وبامور تقنية لذلك سيكون البحث عبر لجان مشتركة، ولا بد من المرور بهذه اللجان وصولا الى لجنة تحقيق برلمانية تشكلها الهيئة العامة للمجلس النيابي".

 

 

 

القاضي ميرزا ادعى على 33 شخصا من "فتح الاسلام" في جريمة تفجيرالبحصاص

واصدر مذكرات وجاهية في حق الموقوفين وغيابية في حق الفارين

 

 

وطنية-6/2/2009 ادعى النائب العام لدى المجلس العدلي القاضي سعيد ميرزا اليوم على 33 شخصا من فتح الاسلام في جريمة التفجير في محلة البحصاص، بينهم 24 موقوفا وخمسة فارين بينهم عبد الغني جوهر وثلاثة اشخاص مخلى سبيلهم، وآخر ترك بسند اقامة سندا الى جرائم تنص على عقوبة الاعدام، واحالهم الى قاضي التحقيق العدلي نبيل حاوي لاجراء التحقيق، طالبا مذكرات وجاهية في حق الموقوفين وغيابية في حق الفارين.

 

نص الادعاء

وجاء في نص الادعاء:"نحن سعيد ميرزا النائب العام لدى محكمة التمييز، النائب العام لدى المجلس العدلي. بعد الاطلاع على المرسوم رقم 712 تاريخ 15/11/2008 والقاضي باحالة قضية الاعتداء على أمن الدولة الداخلي الحاصلة بتاريخ 29/9/2008 التي استهدفت حافلة عسكرية في محلة البحصاص- طرابلس حيث اسفر عنها مقتل عدد من العسكريين وجرح عسكريين ومدنيين، وما يتفرع عنها وجميع الاشخاص الذين اشتركوا او حرضوا او تدخلوا بأي صفة كانت، على المجلس العدلي.

 

وبعد الاطلاع على القرار رقم 47 تاريخ 21/1/2009 الصادر عن معالي وزير العدل بتعيين القاضي الرئيس نبيل صاري محققا عدليا في هذه القضية.

 

وبعد الاطلاع على ملف التحقيق العالق لدى قاضي التحقيق العسكري الاول الذي تم ايداعنا اياه بحسب الصلاحية بعد احالة القضية على المجلس العدلي.

 

ولما كان تبين منها شهبة على:

1- محمد بن محود عزام - والداته رابعة ،مواليد نهر البارد 29/10/1988 - فلسطيني التابعية ، رقم الملف 627 والبيان الاحصائي 7579 ( موجود).

 

2- علاء بين احمد محرز - والدته فوزية مواليد البداوي 1/2/1986 - لبناني (موجودا)

 

3- محمد بن علي جوهر- والدته ناريمان مواليد بينين 28/1/1991 - لبناني (موجودا)

 

4-اسحق بن عثمان السيد السيسبي-والدته نور الهدى مواليد 1/2/1991لبناني (موجودا)

 

5-امامة بن عثمان السيد السبسبي -والدته نور الهدى مواليد بينين 1989-لبناني (موجودا)

 

6- عبد الكريم رشيد مصطفى - والدته فريحة مواليد بينين 1984 - لبناني ( موجودا)

 

7- رشيد احمد مصطفى - والدته فتاة مواليد بينين 1989 ( موجودا)

 

8- رزان مفيد الخالد - والدته نديمة مواليد 1991 لبناني ( موجودا)

( ملقب : ابو اسير)

 

9- ايمن مصطفى الهنداوي -والدته حكمية مواليد تل عدرس -سوريا 1985 سوري( موجودا)

 

10- عادل ابراهيم مغربي - والدته حياة مواليد ليبيا / فلطسيني 1991 رقم الملف 804 والبيان الاحصائي 16040 (موجودا)

 

11- عمر علي السيد السبسبي - والدته نجلاء مواليد بينين 1984 -لبناني (موجودا)

 

12- مصطفى احمد دندل - والدته خضرة مواليد مشتى حمود 1975 -لبناني (موجودا)

 

13- حسين احمد دندل - والدته خضرة مواليد مشتى حمود 1982 - لبناني (موجود)

 

14 احمد عثمان السيد السبسبي -والدته نور الهدى مواليد بينين 1983- لبناني(موجودا)

 

15 طارق مصطفى مرعي- والدته سهام مواليد طرابلس 1972 -لبناني (موجودا)

 

16 جمال محمد زهير الرفاعي والدته رجاء مواليد الحدادين 1980 - لبناني (موجودا)

 

17-هشام ابراهيم غنام - والدته رندة مواليد ليبيا - فلسطيني 1990 رقم الملف 679

والبيان الاحصائي 2899 (موجودا)

 

18- احمد توفيق الصالح- والدته ناهدة مواليد عين الحلوة- فلسطيني 1992 رقم الملف 916 والبيان الاحصائي 18487 قاصر ( ملقب ابو البراء ) (موجودا)

 

19- محمد طلال العويد- والدته هدية مواليد صيدا -فلسطيني 1991 رقم الملف 655 والبيان الاحصائي 17765 ( ملقب ابو ساجد) ( موجودا)

 

20 - احمد نضال خليل - والدته حمدة مواليد عين الحلوة - فلسطيني 1990 رقم الملف 906 والبيان الاحصائي 18842 ( موجودا)

 

 

21 - مروان علي جوهر- والدته ناريمان مواليد بينين 1972 -لبناني (موجودا)

 

22 - خالد قاسم ديب الجبر- و الدته ديبة مواليد البداوي -فلسطيني رقم الملف 189 والبيان الاحصائي 7417 ( ملقب ابو وائل) ( موجودا)

 

23- حمزة امين قاسم - والدته سعدى مواليد نهر البارد 1970 -فلسطيني رقم الملف 919 والبيان الصادر الاحصائي 8373 /1173 ( موجودا)

 

24- نبيل حسني عبد الرحمن - والدته لطيفة مواليد الرشيدية 1978 -فلسطيني (موجودا)

 

25- امين حسن عبد الرحمن - والدته لطيفة مواليد الرشيدية 1976- فلسطيني ( ملقب ابو بلال ابراهيم ) (اخلي سبيله)

 

26- احمد سعد الدين عزب - والدته شهيرة مواليد عين الحلوة 1992 -فلسطيني رقم الملف 628 والبيان الاحصائي 17968 - قاصر ( اخلي سبيله)

 

27- محمد احمد دندل - و الدته خضرة مواليد مشتى حمود 1966 لبناني ( اخلي سبيله)

 

28-محمد سعيد موعد -والدته فاطمة مواليد نهر البارد 1977 لبناني (ترك بسند اقامة)

 

29- عبد الغني علي جوهر - والدته ناريمان مواليد 1983 لبناني (ملقب وائل ( فار)

 

30 عيد مبارك عبيد الففيل- والدته عائشة مواليد 1982 سعودي التابعية ( ملقب ابو عاشئة ) فاقد عينه اليسرى ( فار).

 

31 غازي فيصل عبدالله - والدته فاطمة مواليد 1979 فلسطيني رقم الملف 935 والبيان الاحصائي 17292 مخيم عين الحلوة ( ملقب ابو بكر مبارك) ( فار)

 

32- عبد الرحمن محمد عوض - والدته فاطمة مواليد 1961 فلسطيني رقم الملف 921 والبيان الاحصائي 18469 ( ملقب ابو محمد شحرور) ( فار)

 

33- اسامة امين الشهابي - والدته خديجة مواليد 1972 مخيم عين الحلوة -فلسطيني رقم الملف 538 والبيان الاحصائي 18053 ( ملق ابو الزهراء) ( فار)

34- وكل من يظهره التحقيق.

 

بأنهم في مدينة طرابلس وخارجها وبتواريخ لم يمر عليها الزمن اقدموا على تأليف عصابة بقصد ارتكاب الجنايات على الناس والاموال والنيل من سلطة الدولة وهيبتها والتعرض لمؤسسة الجيش اللبناني وعلى حيازة واقتاء واستعمال المتفجرات والاسلحة الحربية وعلى القيام بأعمال ارهابية بواسطتها وانهم في هذا الاطار اقدموا بتاريخ 29/9/2008 سباحا في طرابلس محلة البحصاص على وضع عبوة ناسفة وتفجيرها مستهدفين حافلة عسكرية عائدة للجيش اللبناني مما ادى الى استشهاد اربعة عسكريين والى محاولة قتل عدد اخر من العسكريين والمدنيين واصابتهم في اماكن مختلفة من اجسامهم وتعطيلهم مددا مختلفة والى الحاق اضرار مادية بالابينة والممتلكات العامة والخاصة والسيارات والاليات معرضين بذلك امن الدولة للخطر.

 

الجرائم المنصوص عنها في المواد 270 و271 و549 و549/201 و217 و218 و219 من قانون العقوبات واحكام قانون 11/1/1958 والمادتين 72 و76 اسلحة .

 

وبعد الاطلاع على المواد 360 و361 و362 و363 من قانون اصول المحاكمات الجزائية.

 

لذلك,ندعي بحق المذكورين اعلاه وبحق كل من يظهره التحقيق فاعلا او متدخلا او شريكا او محرضا سندا للمواد 270 و271 و549 و549/201 و217 و218 و219 من قانون العقوبات واحكام قانون 11/1/1958 والمادتين 72 و76 اسلحة.

 

ونطلب الى حضرة المحقق العدلي اجراء التحقيقات واصدار مذكرات توقيف وجاهية بحق كل من: محمد بن محمود عزام، علاء بن احمد محرز، محمد بن علي جوهر، اسحاق بن عثمان السيد السبسبي، امام بن عثمان السيد السبسبي، عبد الكريم رشيد مصطفى ,رشيد احمد مصطفى, رزان مفيد الخالد، ايمن مصفى الهنداوي، عادل ابراهيم مغربي، عمر علي السيد السبسبي ، مصطفى احمد دندل، احمد عثمان السيد السبسبي، طارق مصطفى مرعي, جمال حمد زهير الرفاعي، هاشم ابراهيم غنام، احمد دندل، حسين احمد دندل، احمد عثمان السيد المسيسي، طارق مصطفى مرعي، جمال محمد زهير الرفاعي، هشام ابراهيم غنام، احمد توفيق الصالح، محمد طلال عويد، احمد نضال خليل، مروان علي جوهر، خالد قاسم ديب الجبر، حمزة امين قاسم ونبيل حسني عبد الرحمن.

 

واصدر مذكرات توقيف غيابية بحق كل من: عبد الغني على جوهر، عبيد مبارك عبيد الفقيل، غازي فيصل عبد الله، عبد الرحمن محمد عوض أسامة امين الشهابي.

 

 

 

ركاب "سفينة الاخوة اللبنانية" عادوا فجرا

بعدما احتجزتهم البحرية الاسرائيلية مع السفينة

 

بوزيان:"اليونيفيل" نسقت مع الجيش لتسهيل عبورهم

 

وطنية - صور- 6/2/2009 - انتهت رحلة ركاب "سفينة الاخوة اللبنانية" الذين احتجزتهم البحرية الاسرائيلية لساعات طويلة بعد اعتراض سفينتهم قبيل وصولها الى شواطىء غزة بهدف "رفع الحصار" عن القطاع.

وقد عاد اللبنانيون الثمانية الذين كانوا على متن السفينة الى الاراضي اللبنانية عبر معبر رأس الناقورة الحدودي، وقد تسلمتهم "اليونيفيل" وسلمتهم بدورها الى الجيش اللبناني.

وفور اعلان العدو ليلا نيته الافراج عن ركاب السفينة حتى احتشد عشرات الاعلاميين عند اخر نقطة حدودية للجيش الذي اتخذ اجراءات أمنية مشددة في المنطقة، في وقت سيرت القوة الدولية دوريات مؤللة وأقامت نقاط مراقبة على طول الخط الساحلي وصولا الى المعبر الفاصل بين الحدود اللبنانية والفلسطينية المحتلة استمرت لأكثر من خمس ساعات، اي حتى الثالثة والنصف فجرا عندما وطئت اقدام ركاب السفينة اللبنانية الاراضي اللبنانية وكان في انتظارهم عند آخر نقطة للجيش العشرات من أقارب العائدين واصدقائهم.

وقد روى العائدون تفاصيل ما جرى، واشاروا الى "اعتقالهم داخل المياه الاقليمية المصرية واقدام اكثر من عشرين جنديا اسرائيليا على الدخول الى السفينة والاعتداء على من فيها، بتكبيل الايدي وتعصيب الاعين والاعتداء على بعضهم بالضرب وتفتيش ما تحمله السفينة من معونات انسانية وألعاب لأطفال غزة".

في غضون ذلك، كان موكب آخر يعبر معبر القنيطرة في الجولان السوري المحتل ويضم ركابا يحملون جنسيات غير لبنانية، ومن بينهم المطران ايلاريون كبوجي الذي ذكر انه يحمل الجنسية الايطالية.

اما في ما يتعلق بالسفينة نفسها، فما زالت قيد الاحتجاز لدى قوات الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين المحتلة، بحيث تبين، وكما ذكر طاقمها واكده العدو نفسه، أنها "لا تحمل سوى اطنان من المواد الغذائية والطبية، اضافة الى 1000 وحدة دم سيتم ايصالها الى قطاع غزة عبر المنظمات الانسانية الدولية".

 

بوزيان

واليوم، أعلنت الناطقة الرسمية بإسم "اليونيفل" ياسمينا بوزيان ان "القوات الإسرائيلية أبلغت "اليونيفل" أمس أنه سيتم تسليم مدنيين لبنانيين كانوا على متن السفية "تالي" عبر موقع "اليونيفيل" عند معبر رأس الناقورة على خط الانسحاب "الخط الأزرق".

وأشارت الى ان "اليونيفل أبلغت السلطات اللبنانية بالأمر، وعملت بالتنسيق مع القوات المسلحة اللبنانية من اجل تسهيل عبورهم. وعند الثانية فجر اليوم، تسلمت "اليونيفيل" المدنيين وسلمتهم بدورها الى السلطات اللبنانية".

وختمت: "على رغم انه لم يكن لهذه السفينة بالذات علاقة بتفويض "اليونيفيل"، لكنها وفرت المساعي الحميدة من أجل تسهيل العودة كبادرة إنسانية".

 

صلاح حنين: لائحة بعبدا تبصر النور قريباً

جيسيكا حبشي

Alkalimaonline

اكد النائب السابق صلاح حنين جدية المساعي لتبصر لائحة بعبدا النور قريباً، وأن تكون مستقلة عن باقي اللوائح وأن يكون لديها حيثيتها ومبادرتها. ولفت حنين ستكون قريبة من أهل بعبدا ونابعة من قرارهم وستعلن من بعبدا بعد اكتمالها.

حنين وفي حديث لموقع "الكلمة" الالكتروني أكد انه يسعى منذ سنتين الى لائحة في بعبدا تضم مستقلين متحالفين مع حزبيين. كما يسعى لأن تكون هذه الائحة أقرب ما يكون الى نسيج المجتمع في قضاء بعبدا الذي يحوي حزبيين وغير حزبيين.  وعن حظوظ نجاح لائحة المستقلين و١٤ آذار في بعبدا٬ اعتبر حنين انه "لدينا حظوظ ممتازة جدا٬ انما أمامنا طريق يجب أن نسلكها ولدينا حملة يجب ان نقوم بها حتى الاخر٬ كما أنه لدينا أربعة أشهر سنعمل خلالها بجدية لأننا اصحاب مشروع للبنان نؤمن به٬ وسنقبل بحكم الناس" ٬ وأضاف "سنقوم بواجباتنا وستكون لدينا لائحة معلنة في وقت مبكر لكي نحاكي عقول الناس" رافضا الاسلوب الذي ينسج لوائح في آخر أسبوع أو آخر عشرة أيام قبل الانتخابات٬ لانه عندها تبان اللوائح وكانها تحاكي عصبية الناس لا عقولهم٬ لافتا الى انه من المطالبين باعلان هذه اللائحة في أقرب وقت ممكن وان تكون مكتملة بأشخاصها وبمشروعها وأهدافها ونشاطها وحملتها (...).

ولفت حنين الى ان التدخل السوري مستمر في الشؤون اللبنانية، وقال: "صحيح أن الجيش السوري انسحب لكن  طريقة تعاطي الحكم السوري مع اللبنانيين لم تتغير لأنه لا يزال يسعى لأن يكون له نفوذ في لبنان والى تثبيت هذا النفوذ بواسطة حلفائه". واعتبر حنين أن انسحاب النفوذ السوري ضروري ويكون ببناء دولة ديموقراطية  ومؤسسات قادرة ومجتمع مدني لديه مناعة لهذا النفوذ". وضاف :"امامنا نضال طويل لسحب النفوذ السوري بعد سحب الجيوش لكي يستطيع لبنان أن يتصرف بدون أي تأثير من سوريا على مجتمعه او على مؤسساته ونظامه وسياسته٬ ولكي يستطيع لبنان أن يتعاطى مع النظام السوري بطريقة دولتين جارتين متساويتين لديهما حقوق وواجبات٬ وأهم واجب تجاههما هو أن ينقلا مجتمعاتهم الى الافضل بدون أي تأثير أو ضغط من نظام على آلاخر."

 

عون من رمز الحيادية الإيجابية التي تلهب الوجدان المسيحي إلى أداة مناصرة الدويلة على الدولة

 مستقلّو العام 2009 "عونيو" العام 2005

فارس خشان المصدر

من هم "المستقلون" والمعتدلون" في الوسط المسيحي، حالياً؟

إنهم ببساطة "عونيو" انتخابات العام 2005، وصانعو شرعية العماد ميشال عون الشعبية، والرافعة التي أعانته على ضرب لوائح قوى الرابع عشر من آذار، في أكثر من دائرة انتخابية.

هم مدى إدمون غاريوس، وغالبية رؤساء البلديات في ساحل بعبدا، وهم آل المر وممثلو العائلات الكبرى، وهم عائلات كسروان التي امتد نفوذها إلى ساحل جبيل وجرده، كما هي عليه عائلتا افرام والخوري، وهم أصحاب المصالح التي تضم عدداً لا يستهان به من القوى العاملة في لبنان كحال نقيب أصحاب الفنادق في لبنان بيار الأشقر، وهم المؤثرون في تحديد اتجاه الريح في الوسط المسيحي كحال مارون الحلو وأرمان فارس وآخرون.

وبين المستقلين والمعتدلين تبرز الكنيسة المارونية ومعها الكنائس المسيحية الأخرى، والرهبانيات والمدارس والنخب المتوسطة الدخل، وأنصار "القوات اللبنانية" الذين التبس عليهم مشهد قائدهم، وهو يواصل الإقامة في سجنه، ووسائل الإعلام التي وقفت بلا قيد ولا شرط، إلى جانب المغرد وحيداً خارج "الحلف الرباعي" الذي صنعه "قانون غازي كنعان".

إنهم باختصار المناخ المسيحي، الذي زعّم العماد ميشال عون في العام 2005.

هذا المناخ الذي وجد في شعارات العماد ميشال عون ملاذاً حقيقياً له، لبّى لديه شعوره الدائم إلى الحياد الإيجابي على اعتباره الحامي الوحيد من الاضطهادات الأكثرية هنا والمسلحة هناك.

ركب العماد عون الموجة في العام 2005، فأخذ المستقلين إلى جانبه، أفهمهم أنه منقذهم من إقفال بيوتهم السياسية والاقتصادية والمالية والخدماتية، جعلهم يشعرون أنهم سيكونون "بيضة القبان" التي تمنع استئثار "الحريرية" هنا و"رعبوية" حزب الله هناك.

قدم عون لهم غلافاً برتقالياً، فملأوا الكتاب أحلاماً عمودها الفقري قوة الدولة المركزية القادرة على تجفيف مصادر السلاح الفئوي من جهة والمؤهلة لتضرب القدرة على الاستفراد في حكم البلاد، من جهة أخرى.

هؤلاء صنعوا مجد ميشال عون في العام 2005، ويهددون عرشه في العام 2009.

لم يقلبوا السترة. أساساً العماد عون مزّق السترة فظهر المستقلون عراة.

عون، وفي ليلة ليلاء ألغى نفسه من لائحة الاستقلاليته والاعتدال، فحذف من كتابه البرتقالي وعد الوقوف في وجه سلاح الدويلة، ووعد منع "الإطفائي المهووس" من إشعال الحرائق للعودة إلى بسط هيمنته.

انحرف عون. تحوّل إلى عدو لفئة واحدة في البلاد. ضخّم أخطاءها حتى يغطي بها عورات كشفتها السترة الممزقة.

راقبه هؤلاء بعد حرب تموز، فظهر لهم أنه غطاء التدمير. يملأ البلاد صخباً بحثاً عن ليرة مفقودة ويصمت صمت القبور على تدمير بلد، حجراً ودوراً.

يطلب من الكنيسة أن تتكلم بما يريد وإلا فممنوع عليها التدخل بالسياسة، في حين يعانق حتى الإنسحاق رجل دين برتبة زعيم.

يكثر من الثرثرات حول الليبرالية الاقتصادية والفكرية، ويعطل قلب العاصمة الذي يضخ عافية على كل البلاد ويحوّل نفسه إلى ديكتاتور لا يكف عن تأديب الكلمة والقلم.

سوّق نفسه رجل المؤسسات الذي صنعته انتفاضته على رجال الميليشيات، فإذا به يقدم نفسه قناعاً لتفريغ الدولة بمنع انتخاب رئيس للجمهورية، وما يرفض تلبيته لمن صنعه زعيماً يقدمه فجأة لكل من إيران وسوريا اللتين قبضتا ثمن "التسهيل" في لبنان.

سعى هؤلاء، لمدة طويلة بدءاً بآب 2006 لدى العماد عون ليعود إلى موقعه الطبيعي فيعود معه المسيحيون إلى دورهم المؤثر.

لم يطلبوا منه تمزيق تفاهمه مع "حزب الله"، ولكن دعوه إلى منع تفلت هذا السلاح من عقاله لاستجرار ويلات التدمير على البلد. رفض.

طلبوا منه أن يضع على قدم المساواة الاستئثار بالسلطة والاستئثار بقرار الحرب والسلم فرفض. طلبوا منه أن يقود عملية إملاء الفراغ الحاصل في القصر الجمهوري فرفض.

لم يطلب منه المستقلون الذين صنعوا مجده في العام 2005 شيئاً ولبّاه.

اقتصرت العبقرية عنده على جبران باسيل يعاونه نبيل نقولا. اقتصر الولاء لديه على عدم قدرة نعمة الله أبي نصر وجيلبرت زوين على التحرر. وكان عباس هاشم كارل ماركسه.

وبدأ افتراق هؤلاء عن عون. كان يراهم يبتعدون ولكن اقتراب شامل موزايا حجب عنه الرؤية. كان يرى شعبيته المؤثرة تتفتت، ولكن إحصاءات عبدو سعد كانت "أفيون العقول"، كان يتلمس الأقلام الذهبية ترتعد غضباً، ولكن أقلام إرث جميل السيد ورستم غزالي كانت تنوّمه مغناطسياً.

كان يفترض أن الشتائم تخيف المستقلين والتهديد والوعيد يعيدهم صاغرين ونماذج جبران تويني وأنطوان غانم ووليد عيدو تبقيه الملاذ الآمن، لتلامذة الرعب.

وفجأة استيقظ على الحقيقة التي بدأت تتردد حتى في عمق الضاحية الجنوبية: "وضع عون مهزوز".

الجميع حسب المسيحيين بطريقة خاطئة. جمعوهم صوتاً صوتاً، ولم ينتبهوا إلى أنهم تحالف مجموعات ضغط.

الجميع التهى في معرفة استقرار جارته في توجهها السياسي، ولم ينتبهوا إلى توجه صاحب المعمل الذي فيه يعمل زوجها وأولادها.

الحالة المستقلة في العام 2009، بكل بساطة ليست سوى القوة الحاسمة التي صنعت الحالة العونية في العام 2005، فرماها عون مع ثقافتها وطموحاتها ورؤيتها وأهدافها، وحاول أن يفرض عليها معادلات يصنعها جبران باسيل في الضاحية الجنوبية وفي ريف دمشق.

منذ ما يزيد على أربع سنوات حتى اليوم، التهى عون بشتم الناس بدل قراءتهم.

لم يتعلم شيئاً من ميشال المر. كانت مرآته تُلهيه عن الاستفادة من أبرع حرفي في السياسة اللبنانية.

 

بيان من مكتب الشوؤن السياسيه للتنظيم اللبناني الحر

إننا نناشد شعبنا اللبناني لأن يقاطع الأنتخابات ويمتنع عن أعطأ صوته لتلك الزمر والعصابات المسماة قيادات سياسيه زورا وبهتان؟ونتمنى على شعبنا العظيم واللذي عانى ويعاني من مزاجية تلك الزمر والعصابات ويدفه ثمن حروبهم الداخليه والخارجيه لأن يرفض بيع صوته لهم ومهما كان الثمن.

إن التحالفات والتي نشهدها اليوم لهي اكبر دليل على خسة ووضاعة هؤلأ اللذين يبيعون أنفسهم بأرخص الأثمان أرضأ لمآربهم الشخصيه البحته والتي لا تتقارب أو تنسجم مع المصلحه العليا للقضيه اللبنانيه التي يدافع عنها التنظيم اللبناني الحر تحت قيادة أبن القضيه القائد ملحم متى.

أيها اللبناني الحر أمنع عنهم أكسير الحياة اللذي هو صوتك ولا تجعلهم يصلبونك مرة أخرى لأنهم جثث هامده تحركها الريح ولأنهم باعوا أنفسهم لشيطان المال والسلطه والجاه المزيف كأرواحهم. إن التنظيم اللبناني الحر يدعوكم لأنقاذ لبنان عبر الأمتناع عن التصويت لأجل بنأ وطن ديمقراطي علماني..وطن يكون فيه قرار الحرب أو السلم بيد حكومته..وطن ليس من مكان فيه للفساد والفاسدين.

عصام غلاب مسوؤل مكتب الشوؤن السياسيه للتنظيم اللبناني الحر

 

ماذا يفعل هذا الطاووس ؟

الشراع

ما فشلت فيه اسرائيل خلال نحو اربعين عاماً، وهو الغاء منظمة التحرير الفلسطينية ممثلة شرعية وحيدة للشعب العربي الفلسطيني، يحاوله هذا الطاووس الحماسي المدعو خالد مشعل.. ومن أين؟ من مشيخة قطر.. احدى اصدارات فضائية ((الجزيرة)) صديقة اسرائيل ومنبرها العربي الاهم.

هذا الطاووس يعرف ان اقامة هذه المنظمة استلزمت اجماعاً عربياً عام 1964، ثم استلزمت تأييداً دولياً عام 1974، ثم مؤتمرات قمة عربية واجتماعات دولية في الامم المتحدة، خلال عقود.. رفع خلالها الاردن يده عن الضفة الغربية مثلما رفعت مصر يدها عن غزة واعتبرتا المنطقتين نواة الدولة الفلسطينية الموعودة.

هذا الطاووس يعرف ان انتزاع اعتراف العدو الصهيوني بهذه المنظمة استلزم تضحيات مماثلة من دماء وأجساد وأرواح وأنفس وجراح ودموع ملايين الفلسطينيين والعرب خلال 40 سنة وأكثر، وهو هذا العدو الذي بنى سياسته واستراتيجيته، وأطلق افكاره وآلته التدميرية لعقود طويلة على ان لا شيء اسمه منظمة التحرير الفلسطينية، مثلما كان يزعم ألا وجود لشيء اسمه شعب فلسطين، مثلما كان يهذي بأن هذا الوطن فلسطين هي ارض بلا شعب.. لشعب بلا ارض (الصهاينة).

وهذا الطاووس يعرف ان العالم كله لا يعترف بإنقلاب حركة حماس على الشرعية الفلسطينية التي اقامتها منظمة التحرير الفلسطينية، وان مجموع الدول العربية التي تعترف بحماس لا يزيد عن دولة سوريا ومشيخة قطر، وان النظام الفارسي في ايران لا يعترف اساساً بوجود العرب ولا بدولهم.. ولن يعترف اساساً بحماس الا احدى توابعه كما حزب الله في لبنان ضد الدولة اللبنانية الى ان يسيطر عليها والمجلس الاعلى (جماعة الحكيم) في العراق الى ان يسيطر عليها.. والحوثيين في اليمن ضد الدولة اليمنية الى ان يسيطروا عليها.. وها هو يمد يده الى قلب حركة الاخوان المسلمين لاستتباعهم على حساب الغاء دولهم العربية.. الى ان يسيطروا عليها.

فإذا كان العالم يعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية وشرعيتها في السلطة الفلسطينية، ولا يعترف بحركة حماس.. ثم يأتي طاووسها خالد مشعل لالغاء منظمة التحرير وإقامة منظمة حماس بديلاً عنها، فإن هذا الطاووس يريد الغاء اعتراف العالم بالوجود السياسي لشعب فلسطين خدمة لاسرائيل بمشروعها الاساسي.. الغاء وجود شعب ليتمكن العدو الصهيوني من اغتصاب ارضه.

وهذه ليست هي الخدمة الاولى التي تقدمها حركة حماس للعدو الصهيوني فهي خدمت اسرائيل عندما سرقت انتفاضة شعب فلسطين الثانية، منذ العام 2000 وراحت بعملياتها التي تسميها ((استشهادية)) تحول مسار الموقف العالمي المؤيد لنضال شعب فلسطين السياسي عبر الانتفاضة الفعالة، تعري القتال الفلسطيني من اهم مرتكزات قوته المعنوية والسياسية، وتجعله في موقع الادانة العالمية التي مكنت العدو من حصار رمز الشرعية الفلسطينية ياسر عرفات في مقر رئاسته في رام الله، الى ان دست له السم في طعامه للتخلص منه نهائياً.

لقد صمتت حماس طيلة انتفاضة شعب فلسطين بالحجارة ضد العدو الصهيوني 1987 – 1993 التي ولّدت اول سلطة فلسطينية في التاريخ في غزة واريحا ثم توسعت الى بقية الضفة الغربية بعد ذلك.. وكانت حماس تجهز نفسها بالسلاح في غزة بعد تأسيس السلطة عام 1994، وها هو رئيس وزراء العدو الصهيوني السابق اسحق رابين يعترف بأن اسرائيل سلمت حماس اول شحنة سلاح عام 1995 للضغط على ياسر عرفات لأنه كان متمسكاً بتطبيق اتفاقية اوسلو 1993 بحذافيرها بما يسمح بقيام سلطة وطنية فلسطينية حقيقية في الاراضي المحتلة عام 1967.

وخدمت حركة حماس اسرائيل حين ساعدتها في تقويض آخر معالم السلطة الفلسطينية في غزة، بعد ان دمر العدو مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية في بقية الاراضي المحررة من عدوان 67، فطردت حماس رئاسة السلطة من غزة، ثم دمرت مؤسساتها، ودخلت في حرب اهلية مع حركة ((فتح)) وأراقت دماء فلسطينية بأيد فلسطينية لأول مرة منذ بداية حرب الاستقلال الفلسطيني ضد العدو المغتصب وخدمت حركة حماس العدو الصهيوني في إعادة وصاية أنظمة عربية وتحديداً في سوريا ومشيخة قطر ونظام الفرس في طهران على قضية فلسطين، فأفسحت المجال عريضاً أمام المشروع الصهيوني المدعوم من بعض القوى الأميركية، بإعادة الضفة الغربية إلى سلطة الأردن، وإعادة غزة إلى سلطة مصر.

ولولا رفض مصر والأردن هذا المشروع الصهيوني، لعاد الشعب الفلسطيني إلى المربع الأول، بعدم الاعتراف به شعباً متمسكاً بحقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.. ((والفضل)) كله لحماس وطاووسها وتبعيتها لنظام الفرس في طهران ولآل الأسد في دمشق ولمشيخة الجزيرة في الدوحة.

ولكم دعا ياسر عرفات حركة حماس للانضمام إلى منظمة التحرير الفلسطينية.. لكنها كانت ترفض هذه الدعوة.. وتحرج الزعيم الفلسطيني، ولكم دعاها عرفات لأن تنـزل معه في الشارع لدعم انتفاضة الناس التي تثير العالم ضد الصهاينة، لكنها رفضت المشاركة في الانتفاضة الشعبية المدعومة من العالم واختارت العمليات التفجيرية بالأجساد للقتل تحت أضواء الاعلام لفض العالم كله عن النضال الشعبـي والشرعي الفلسطيني.

وعندما حاصر العدو ياسر عرفات في رام الله.. لم تفعل حركة حماس أي أمر لا في السياسة ولا في الانتفاضة الشعبية ولا في الاعلام لإنقاذ السلطة ورمزها، بل راحت تكدس المال من إيران ومن قطر، وتستجمع السلاح سواء عبر صفقات مع الصهاينة أو تهريب من إيران وسوريا لترث السلطة الشرعية، حتى إذا رحل عرفات وسقطت حركة فتح في أتون الفساد ومغانم السلطة ووجاهتها وانصرف قادتها إلى الخلافات الداخلية، وتنازع النفوذ والمناصب، حتى خرجت حماس إلى مشروعها للسلطة.. مستغلة ساحة الديموقراطية الفلسطينية التي انتجتها حركة فتح بزعامة ياسر عرفات، فاستلمت حماس السلطة في انتخابات 2006 في غفلة من الزمن وتفاهات قيادات فتح التي تنافست على المقاعد النيابية فيما بينها فتسللت حماس إلى المقاعد المتنازع عليها لتشكل بها أغلبية تحكم فيها بالإرعاب والإرهاب ضد شعب فلسطين استكمالاً لإرهاب وإرعاب العدو الصهيوني لهذا الشعب.

كانت الديموقراطية الفلسطينية التي اعتمدها ياسر عرفات المعبر الذي دخلت منه حماس إلى السلطة.. وأول ((إنجاز)) حققته حماس في سلطتها انها أقفلت مصير الديموقراطية، حتى لا تأتي أية قوة سياسية أخرى إلى السلطة في غزة.

نعم

أقامت حركة حماس سلطتها في غزة كأول إمارة لدولة الاخوان المسلمين في العالم منذ تأسيس الجماعة عام 1928، وأصحاب هذه الإمارة لم يصدقوا أنفسهم انهم أصبحوا أصحاب دولة وهم متمسكون بها بالحديد والنار والاسنان والعظام، ولن يسمحوا لأحد أن ينازعهم في حكمها أو يشاركهم، فكيف إذا جاء خيار الشعب الفلسطيني بتداول السلطة مع آخرين.. هذا لن يحصل ودونه الدماء أنهاراً وهدم المؤسسات دماراً.

إذن،

حماس تريد تدمير منظمة التحرير الفلسطينية لإقامة منظمة إسلامية، وهي دعت وتدعو الجهاد الإسلامي للانخراط في المنظمة الجديدة، تحت راية حماس، بما يفتح الباب واسعاً وقريباً لصدام دموي بين هاتين المجموعتين الإسلاميتين.. إلى أن تتم السيطرة لحماس طبعاً على الأوضاع في غزة.. ولولا الدعم المالي والسياسي والعسكري من إيران للجهاد الأقرب إلى ولاية الفقيه الإيرانية الآن من حماس، لتمت تصفية حركة الجهاد مباشرة بعد العدوان على غزة.. تماماً مثلما تصفي حماس بقايا وجود حركة فتح في القطاع بحجة العمالة لإسرائيل.. وأهل غزة كلهم يعرفون ان مقاتلي الجهاد وفتح والجبهة الشعبية وألوية الناصر صلاح الدين والجبهة الديموقراطية والعائلات واللجان الشعبية الفلسطينية كانت تقاتل فوق الأرض العدوان على غزة، بينما هرب مقاتلو حماس إلى الملاجىء والأنفاق المعدة سابقاً لهم، لحفظ الأنفس تمهيداً للعودة إلى السطح بعد انتهاء العدوان لمتابعة تسلم السلطة.. انها أول إمارة للاخوان المسلمين في التاريخ.. فليحافظوا عليها، بالهدنة مع إسرائيل، وذبح بقية الفلسطينيين وتدمير منظمة التحرير.. هذا ما يريده طاووس حماس خالد مشعل.

 

الرئيس سليمان في احتفال اقامه قائد الجيش في وزارة الدفاع

وطنية -6/2/2009 حدد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان " ثلاثة اخطار تتهدد لبنان، اولها الخطر الاسرائيلي الذي يريد اسقاط صيغة لبنان النقيض لإسرائيل التي ترفض الاعتراف بأي مبادرة للسلام، كما ترفض اعادة الحقوق لأصحابها, ومن بينها حق العودة للاجيئين الفلسطينيين واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وثانيها خطر التفرقة بين اللبنانيين وتفكيك وحدتنا الوطنية التي هي عنوان المقاومة الحقيقة ضد اسرائيل"، وثالثها "الارهاب الذي حاربه الجيش اللبناني ببسالة ".

وجدد التأكيد "ان مقولة انقسام الجيش قد سقطت، وان ولاء الجيش وضباطه وعسكرييه هو للمؤسسة العسكرية وللوطن"، مشددا على "ان هذا الولاء ليس لأي احد اخر لا للرئيس ولا لأي زعيم اخر".

واكد الرئيس سليمان "الثقة المطلقة بالقيادة الحالية للجيش"، معلنا ان "لبنان يقبل دوما المساعدات العسكرية ولكن من دون اي شرط سياسي". واشار الى انه " تجمعنا بالجيش السوري عقيدة واحدة ضد العدو الاسرائيلي، وعلينا مواصلة علاقة التنسيق معه بما يخدم امن لبنان وامن سوريا، من دون اي تدخل من قبل احد بأمور الآخر"، متوجها الى الجيش والقوى الامنية كافة بالدعوة لكي "يثبتوا مصداقيتهم الكاملة خلال الانتخابات عبر عزل الجيش عن التعاطي السياسي والتصرف بشكل مدروس للغاية, فالأمن اساسي للانتخابات، ويجب اشعار المواطنين بأنكم لا تتعاطون بها".

وشدد الرئيس سليمان على ان "التفاهم بين الجيش والمقاومة هو تجربة صالحة لبناء الاستراتيجية الدفاعية"، معلنا ان "طاولة الحوار الوطني يمكن ان تكون نسخة عن هيئة الغاء الطائفية السياسية المنصوص عنها في الدستور".

بدوره، شدد قائد الجيش العماد جان قهوجي على "ان الجيش لن يفرط قيد انملة بواجبه المقدس في الدفاع عن لبنان ضد اي اعتداء اسرائيلي، وسيستمر في مواجهة الارهاب، وسيبقى ساهرا على سلامة المواطن وكرامته وحريته في مختلف الاستحقاقات والمناسبات ولاسيما منها الانتخابات النيابية المقبلة". واكد انه "ازاء تجني البعض على المؤسسة العسكرية، فإني اؤكد ان ولاء الضباط والعسكريين سيبقى واحدا للجيش والوطن".

مواقف الرئيس سليمان جاءت خلال الكلمة التي القاها في الاحتفال الذي اقامه قائد الجيش العماد جان قهوجي في "قاعة العماد جان نجيم" في وزارة الدفاع الوطني صباح اليوم "احتفاء ووفاء لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان واعتزازا بقيادته العليا"، والذي حضره الى جانب رئيس الجمهورية وزير الدفاع الوطني الياس المر، وزير الداخلية والبلديات زياد بارود، المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي، المدير العام للامن العام اللواء الركن وفيق جزيني، مدير عام امن الدولة العميد الركن الياس كعيكاتي، مدير عام الجمارك العامة العميد المتقاعد اسعد غانم, ورئيس الأركان في الجيش اللواء شوقي المصري وحضور عدد من كبار الضباط من مختلف مؤسسات الجيش ووحداته.

ومع انتهاء وصول المدعووين، وصل عند الساعة العاشرة الرئيس سليمان وكان في استقباله الوزير المر والعماد قهوجي ورئيس الاركان اللواء الركن المصري. وعزفت الموسيقى عزفة التأهب وقدمت قوى التشريفات السلاح ليعزف النشيد الوطني اللبناني. ثم استعرض رئيس الجمهورية قوى التشريفات لينتقل بعدها الى قاعة العماد نجيم.

وقائع الاحتفال.

وبدأ الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني الذي ترافق مع عرض صور على شاشة عملاقة لشهداء الجيش اللبناني الذي استشهدوا اثناء ادائهم لواجبهم الوطني في الدفاع عن لبنان، اثناء تولي العماد سليمان قيادة الجيش، ثم وقف الحضور دقيقة صمت عن ارواح الشهداء. وعرض فيلم وثائقي يؤرخ لأبرز المحطات في مسيرة الرئيس سليمان خلال قيادته للمؤسسة العسكرية وانتقال قيادة الجيش الى العماد قهوجي.

والقى عريف الحفل مدير التوجيه في الجيش اللبناني العميد الركن صالح حاج سليمان كلمة ترحيبية اكد فيها "ان المؤسسة العسكرية تتكرم بتكريم رئيس الجمهورية".

العماد قهوجي

والقى العماد قهوجي كلمة جاء فيها:"بداية اسمحوا لي ان ارحب بكم في بيتكم الدائم، في مؤسستكم الأم، هذه المؤسسة التي تبادلكم بقيادتها وضباطها وعسكرييها الشكر بالشكر والوفاء بالوفاء والتقدير بالتقدير، بعد ان بذلتم في ساحاتها ربيع العمر وزهر الشباب، وكان لكم الباع الطولى في ارساء مداميكها واعلاء بنيانها ورفع رايتها، خفاقة مزهوة فوق كل شبر من تراب وطننا الحبيب".

اضاف :" فخامة الرئيس،لقد شاءت الظروف الاستثنائية التي شهدتها البلاد ان تنتقلوا من سدة قيادة الجيش الى موقع رئاسة البلاد قبل ان تجري مراسم التسلم والتسليم اللازمة وفقا للمعتاد، وهذا ما جعلنا نتطلع الى لقاء آخر في قيادة الجيش، نتوجه فيه بتحية تكريم الى فخامتكم، ونجدد العزم على متابعة المسيرة في ظل عهدكم الميمون، الذي اعاد للوطن موقعه الريادي في المنطقة والعالم، وشرع امام اللبنانيين ابواب الانقاذ والخلاص، وآفاق الامل بمستقبل واعد مزدهر".

وتابع :"لقد عملت لسنوات طويلة في ظل قيادتكم الحكيمة، فعايشت عن قرب الاوضاع الدقيقة التي احاطت بعمل المؤسسة، وادركت اهمية ما اتخذتم من قرارات صائبة ومواقف شجاعة خلال الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد، بحيث كان لها الاثر البالغ في الحفاظ على تماسك الجيش ووحدة الوطن، وعودة الجميع الى سلوك طريق الحوار والمصالحة والتوافق، كسبيل وحيد لإنقاذ لبنان من الازمات التي عصفت به. وحين اتيت الى قيادة الجيش متسلحا بثقتكم الغالية، شعرت بملء الفخر والاعتزاز وانا اشهد بأم العين بصماتكم الواضحة في ما تحقق من انجازات مشرقة، هي ثمرة سهركم الدائم وعصارة جهودكم اللامحدودة. ووجدت انه من السهولة بمكان، السير قدما في عملية تطوير المؤسسة اكثر واكثر، لاسيما واننا نرى في موقعكم الجديد سندا دائما لها، وفي رعايتكم الكريمة خير معين ونصير".

واردف :" فخامة الرئيس، ان نهجكم القويم في مرحلة توليكم قيادة الجيش، المستند الى ترسيخ المبادىء العسكرية والثوابت الوطنية في نفوس العسكريين، والالتزام الدقيق بمعايير العمل المؤسساتي وابعاد الجيش عن السياسة والولاء المطلق للوطن، قد جعل من المؤسسة العسكرية، موضع ثقة اللبنانيين جميعا ومثالا يحتذى بين مؤسسات الدولة كافة، فكان في سلم اولوياتي التمسك بهذا النهج، والحفاظ على هذه الانجازات والبناء عليها. فأنا لم اصل الى سدة القيادة لتغيير المبادىء والمفاهيم التي قامت عليها المؤسسة، بل ان ما اطمح اليه واسعى في سبيله هو تطوير آلية العمل، ورفع قدرة الجيش عديدا وعتادا وتدريبا، والاستفادة القصوى من المساعدات العسكرية التي تقدمها الدول الشقيقة والصديقة، والتي نتمنى ان تتطور وتزيد الى المستوى الذي يليق بكفاءة العسكريين وتضحياتهم، ويتناسب مع حجم المخاطر والتحديات التي يواجهها الوطن".

وقال:" فخامة الرئيس،ان الجيش بصفته رمزا لسيادة الوطن واستقلاله، والمدافع الاول عن ارضه وشعبه، ومقدساته، لن يفرط قيد انملة بواجبه المقدس في الدفاع عن لبنان ضد اي اعتداء اسرائيلي، والاستمرار في مواجهة الارهاب وكل العابثين بمسيرة الامن والاستقرار وذلك بالتعاون والتنسيق مع القوى الامنية كافة، وسيبقى الى جانب هذه القوى العين الساهرة ابدا على سلامة المواطن وكرامته وحريته، في مختلف الاستحقاقات والمناسبات الوطنية، ولا سيما منها الانتخابات النيابية المقبلة. وازاء تجني البعض على المؤسسة العسكرية، فإني اؤكد لكم ان ولاء الضباط والعسكريين سيبقى وحده وكما عهدتموه للجيش والوطن، فيما نتطلع اليوم بكثير من الامل الى جهدكم الملموس في جلسات الحوار التي تعقد برعايتكم، للتوافق على استراتيجية وتنفيذ متطلباتها لاحقا، وتوظيف مختلف طاقات الشعب اللبناني في خدمتها، بما يكفل الحفاظ على وحدة الوطن وحمايته من المخاطر التي تهدده باستمرار".

وختم :" بإسم ضباط الجيش ورتبائه وافراده، نسأل الله ان يمدكم بجميل الصبر ووفير القوة والعطاء، لقيادة سفينة الوطن الى شاطىء الامان، ونعاهدكم بأن يبقى الجيش راسخا في مبادئه وقيمه، وفيا لرسالته وقسمه ودماء شهدائه الابرار، وان يبقى كذلك ساعد الدولة القوي، ومنارة الشعب في التضحية والفداء من اجل لبنان الحضارة والحرية والانسان".

كلمة الرئيس سليمان

ورد رئيس الجمهورية بكلمة قال فيها: "اود ان اتوجه بالشكر الى العماد جان قهوجي لهذا اللقاء الذي ارجعني الى ذكريات عزيزة جدا على قلبي. والمشاهد التي تابعناها خلال الفيلم الوثائقي، كانت لأحداث كان لي شرف الحضور فيها، وقيادة المؤسسة العسكرية خلال هذه المرحلة. ولكني اؤكد ان هذه الانجازات هي من صنع قيادة الوحدات وضباط الجيش الذين بقوا متماسكين وموحدين. وقد كنا نؤكد على الدوام انه اذا بقي ضباط الجيش مع بعضهم البعض فسيبقى الوطن. وبالفعل، فإن بقاء الضباط والجنود جنبا الى جنب، طوال الفترة السابقة قد ساهم في الحفاظ على الوطن واحدا موحدا".

واضاف : "كنا نقول ايضا ان الجيش هو العمود الفقري الذي عليه تبنى وترتكز مؤسسات الدولة، وبه ترتبط هيئات المجتمع المدني، وقد بقي الجيش كذلك، وصمدت الدولة واجتاز الوطن مشاكله الصعبة".

وقال: "اليوم مسيرة بناء الدولة قد انطلقت، على الرغم من كل الصعوبات، وهي عديدة، التي تحيط بهذه العملية، منها صعوبات اقليمية واخرى دولية متمثلة بالازمة المالية. لكن هذه المسيرة قد انطلقت، مرتكزة بشكل اساسي على العمود الفقري الذي لا يزال يشكله الجيش اللبناني".

الخطر الاول على لبنان

ورأى الرئيس سليمان انه "على الرغم من ذلك، يبقى الخطر نفسه قائما على لبنان، والذي يتمثل بإسرائيل التي تريد دائما ان تنزع دور لبنان، لكنها لن تستطيع الى ذلك سبيلا. ان اسرائيل تريد اسقاط صيغة لبنان التي هي نقيض خطة اسرائيل وسياساتها القائمة على رفض الاعتراف بأي مبادرة للسلام، كما على رفض اعادة الحقوق الى اصحابها، ورفض حق عودة الفلسطينيين الى ارضهم، حتى انها ترفض الاعتراف بدولتهم. والاكثر من ذلك، فإنها تسعى الى تهجير الفلسطينيين من غزة، وقد ارتكبت لأجل تحقيق هذا الهدف ابشع الجرائم. كما انها تحاول طرد الفلسطينيين من القرى والمدن التي كانوا يعيشون فيها منذ زمن، ومن بينهم عرب 48 الذين لا يزالون داخل اسرائيل. كل ذلك، من دون ان تغيب عن بالنا التهديدات اليومية التي تطلقها، والتي نعتبرها خروقا للقرارات الدولية لا سيما 1701، لأن لهذه التهديدات تأثيرات سلبية عدة على المناعة الوطنية كما على الاقتصاد الوطني وفرص الاستثمار في لبنان. واليوم تتطور التهديدات لتبلغ حد التهديد بقصف مراكز الجيش والابنية الحكومية، ذلك ان اسرائيل تدرك ان قوة لبنان هي في جيشه، وهي لذلك تطلق تهديداتها في حق وزارة الدفاع".

وقال : "لمرات عدة سبق لنا ونبهنا من ان مقصد اسرائيل هو تدمير الجيش وضربه. في تموز 2006، كانت تهدف الى زعزعة الوطن من خلال ضرب الجيش. ففي اعتقادها ان العسكريين سوف ينقسمون بين من لا يريد الحرب وآخر يريد الدفاع عن لبنان. لكن العسكريين بقوا موحدين، وتحدوا اسرائيل معا ، ما ادى الى هزيمتها على يد المقاومة والجيش الذي دعم هذه المقاومة بقوة وساهم في فك الحصار السياسي المضروب عليها بشهدائه الذين سقطوا وبثكناته التي قصفت".

الخطر الثاني على لبنان

وأضاف الرئيس سليمان : "في الوقت الذي يستمر فيه الخطر الاسرائيلي على لبنان، هناك ايضا خطر ثان يهدده ينتج من الاول ويتمثل بالتفرقة بين اللبنانيين وتفكيك وحدتنا الوطنية. وهذا الخطر هو ايضا مقصد اسرائيلي، لأن لبنان الموحد يستطيع التصدي لإسرائيل، وهو عنوان المقاومة الحقيقية ضدها".

الخطر الثالث على لبنان

وقال: " هناك الخطر الثالث على لبنان المتمثل بالارهاب الذي حاربه الجيش اللبناني ببسالة بشكل لم يعهد له مثيل . وقد سقط لنا شهداء كثر في محاربته. ونحن علينا ان نبقى اوفياء لدمائهم، وجيشنا بقي وفيا لهم وحافظ على وحدته، على الرغم من كل الصعوبات التي اجتزناها معا. وانا اعرف انه كان في ودكم القيام بأكثر من ذلك، لكن ما قمتم به كان من افضل الممكن، واستمر الجيش على الاداء عينه والمواقف نفسها طيلة الفترة التي تلت معركة نهر البارد والتي انتهت بعد ذلك الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية. والجيش، اثناء القيادة الانتقالية له بقيادة اللواء الركن شوقي المصري، وفي القيادة الحالية بأمرة العماد جان قهوجي، لا يزال يؤدي دوره الوطني بشكل ممتاز، ولا يزال يعتمد عليه في استمرار مسيرة الدولة وتطويرها".

ولاء الجيش والثقة به

وقال: "تجاه كل هذه الاخطار، تبقى المؤسسات العسكرية والامنية الاساس في الحفاظ على مسيرة الدولة وحمايتها وتحصينها من كل الاخطار. والجيش هو على رأس هذه المؤسسات، وعليه تاليا ان يحافظ على وحدته وعقيدته العسكرية. لقد سقطت مقولة الخوف من انقسام الجيش. ان ولاء الجيش وضباطه هو، كما قال العماد قهوجي، وانا اعرف ذلك، ان هذا الولاء هو للمؤسسة وللوطن. ان هذا الولاء ليس لرئيس الجمهورية و لا لأي زعيم آخر. القيادة هي الاساس، ونحن نثق ثقة مطلقة بالقيادة الحالية. فلا يتوقف احد عند اي انتقادات تحصل. في الدول الديموقراطية، هناك انتقادات دوما، في دول اوروبا مثلا هناك انتقادات تطاول المؤسسة العسكرية اكثر من هنا. لذلك نحن علينا ان نستمر بواجبنا وبعملنا من دون ان نتأثر بأي انتقادات سياسية، لأن هدفها سياسي".

ورأى ان "الجيش اجتاز صعوبات جمة ولم ينقسم، كما لم تنقسم القوى الامنية الاخرى لأنها مرتبطة بالجيش. اليوم نحن لدينا ثقة جامعة بانه مهما حدث فلن ينقسم الجيش. ونحن مدعوون الى المحافظة على هذه الثقة وهذه الميزة بعملنا واندفاعنا ووطنيتنا. فجيشنا الوطني هو اليوم المثال الاهم في العالم لمعرفة كيف في الإمكان ان تجتمع طوائف متعددة حول القيام بمهمات واحدة. لقد حارب جيشنا اسرائيل والارهاب معا، وهو حافظ على الامن وحمى التظاهرات والقيم الانسانية والحريات العامة وحقوق الانسان والابتعاد عن الطائفية والتعصب، بجنوده كلهم مع بعضهم البعض بطوائفهم المتعددة، وذلك من خلال ممارسة هي من الافضل بين جيوش العالم".

وأضاف: "من هنا، الثقة العارمة بالجيش، وهي ليست ثقة وطنية فحسب بل دولية كذلك. ولقد تسنى لي امر التأكد من ذلك خلال الجولات التي اقوم بها الى الخارج. ومن هنا وصلت المساعدات للجيش".

المساعدات للجيش

وقال: "ان هذه المساعدات كانت نتيجة قراءة ثقة عن الجيش. انتم اهل لها، وانتم مدعوون الى المحافظة عليها. بالطبع ان كل من يساعدنا انما يقوم بذلك من دون شروط. نحن نتقبل دوما المساعدات العسكرية ولكن دون أي شرط سياسي. ان الدولة والحكومة اللبنانية تتحملان مسؤولية السياسة اللبنانية، لذلك لا نقبل اي شروط لتسليح جيشنا، وهذه الشروط لن نقبلها في موقفنا من الجيوش او الدول الاخرى، وبالتحديد علاقتنا مع الجيش السوري الذي تجمعنا به العقيدة الواحدة ضد العدو الاسرائيلي، والذي كان الى جانبنا وساعدنا عندما كان جيشنا في حاجة الى المساعدة. واليوم علينا ان نبقي علاقة تنسيق معه، بما يخدم امن لبنان وامن سوريا، من دون اي تدخل بالطبع من احد في أمور الآخر، انما بشكل متكافىء وحقيقي، كما تستحق العلاقة ان تكون بين دولتين شقيقتين وجارتين تجمعهما اهداف واحدة تتلخص في التصدي لعدو واحد هو اسرائيل".

واضاف: "لكن المساعدات التي تأتي من الخارج لا تعفي الحكومة من واجباتها تجاه الجيش. فالجيش خصوصا، كما القوى الامنية، في حاجة ماسة الى مساعدات كبيرة على كل المستويات، بدءا بتعزيز اوضاع عديده وعناصره من ضباط ورتباء وافراد ومتقاعدين، وشهداء وعائلاتهم، وصولا الى تجهيزه بالعتاد اللائق به. اننا لن نهمل ابدا هذه الاهداف. ونحن سنبذل جهودنا في سبيل تطبيق خطة تسليح الجيش، وتأمين مستشفى عسكري لائق به. لكن الصعوبات المالية المحيطة بلبنان والعالم حاليا تؤخر هذه الخطوات، انما لا بد من ان يعطى الجيش والمؤسسات الامنية حقوقهم، من أجل ترسيخ استقرار الوطن".

مهام الجيش

وقال الرئيس سليمان : "ان مهام الجيش عديدة ومتنوعة، وهو منشغل بمهام كثيرة. هكذا تركته، واليوم اصبحت اعباؤه في ازدياد. لكن الاداء جيد، وهذا ما يجب ان يحفزكم للاستمرار في عطائكم".

ورأى "ان الدفاع عن الارض والوطن ضد العدو الاسرائيلي، بالتفاهم مع المقاومة، والتصدي للارهاب من دون خوف او تردد هي من اولى هذه المهام. وقد اثبت الجيش انه لا يخاف، وهو يضحي بالغالي كي ينقذ الوطن ومنعته".

وقال: "من مهام الجيش ايضا حفظ الامن ومؤازرة قوى الامن الداخلي في ذلك. فالأمن هو ملح الاقتصاد ومن دونه لا ينتعش الوطن، ولا تأتي اليه الاستثمارات ولا تصان الحريات العامة فيه".

الامن للانتخابات

واضاف: "ان الامن اساسي للانتخابات التي نحن مقبلون عليها. على المؤسسات الامنية كافة، والجيش خصوصا ان تثبت مصداقيتها الكاملة خلال هذه المرحلة. عليكم اذا ترسيخ هذه المصداقية وتعزيزها. فهذه الانتخابات سوف تعطيكم مصداقية لسنوات عديدة، وعلى الاقل للانتخابات المقبلة. انا اعرف التوجيهات التي تتلقونها من رؤسائكم ومن قائد الجيش. عليكم بذل جهد خاص لعزل الجيش عن التعاطي السياسي. على الضباط، وتحديدا ضباط المخابرات، التصرف بشكل مدروس للغاية كي يشعر المواطنون ويدركوا بانكم لا تتعاطون في الانتخابات، فلا تتركوا للصدف ان تضع عليكم بعض الاشكاليات. هذا الامر اقوله لكم ولقوى الامن الداخلي وللأمن العام ولأمن الدولة ولكل المسؤولين".

وتابع: "ان المسؤولية في الانتخابات مشتركة، وهي كذلك ملقاة على عاتق الادارة والقضاء، بحيث يتطلب الامر تجردا كاملا من قبل المسؤولين ومراعاة للمصلحة الوطنية قبل المصلحة الشخصية. ان الوطن لا يربح ابدا من خلال مصلحة الاشخاص".

وقال: "انا متأكد انكم ستقومون بعملكم بشكل جيد. ولدي ثقة كبرى بكم وبقيادتكم، كما بالوزراء المولجين بهذا الامر، وهم مشهود لهم بالنزاهة والتجرد، والاهم ان لا مصالح خاصة لهم يطلبونها من مؤسساتكم. انا متأكد مما أقوله، من خلال تجربتي مع وزيري الدفاع والداخلية الحاضرين في ما بيننا".

واضاف : "ان مسيرة الدولة بدأت تعطي ثمارها، ومظاهر الدولة المدنية المكونة من مؤسسات دستورية: رئيس الجمهورية، ومجلس وزراء ومجلس نيابي، ظاهرة للعيان بالنسبة الى الخارج. هناك اذا مؤسسات تعمل وتتخذ قرارات. بالطبع ان المطلوب اكثر بكثير، ولكن لا تنسوا ان الممارسة الديموقراطية في لبنان قد تعطلت لفترة، وها اننا نعتاد من جديد عليها، عاملين على حل مسائلنا من داخل بيتنا، توصلا الى قواسم مشتركة تفيد اللبنانيين جميعا".

طاولة الحوار نسخة من هيئة الغاء الطائفية

وقال الرئيس سليمان : "ان الحوار الوطني المشكلة هيئاته من رئيس الجمهورية ورئيسي مجلسي النواب والوزراء ورؤساء الكتل النيابية، مفيد للغاية. وطاولة الحوار يمكن ان تكون نسخة من هيئة الغاء الطائفية السياسية المنصوص عنها في الدستور، وتتشكل في الطريقة عينها".

واضاف: "ان طاولة الحوار تعالج امورا كثيرة، وانا اعرف ان المواطنين يسألون أين اصبحت الاستراتيجية الدفاعية؟ ان مثل هذه الاستراتيجيات لا تبنى بالارتجال بل على قوائم اساسية هي القدرة العسكرية، والقدرة القومية- الاقتصادية، والسياسة. انتم تدركون القدرة العسكرية للجيش والمقاومة، وقدرتنا الاقتصادية هي في طور التحسن، اما الوضع السياسي فلم يستقر بعد. انتم تشاهدون كيف يتبدل الوضع من حولنا، فبالامس كانت هناك مفاوضات توقفت اليوم. ونحن، قبل الذي حصل في غزة كنا نناقش في طريقة معينة، وبات علينا اليوم ان نناقش بشكل مختلف".

وقال: "في حرب غزة تم تطبيق امر بديهي في الاستراتيجية التي نسعى اليها، من دون ان يكون مكتوبا، ويتلخص في كيفية منع الجرائم المرتكبة في غزة من التأثير على الوضع اللبناني. لقد قام الجيش بدوره، وكانت المقاومة جاهزة للمشاركة في الدفاع عن لبنان في حال تم الاعتداء عليه او احتلال جزء منه. هذا التفاهم بين الجيش والمقاومة يشكل اساسا صالحا لبناء الاستراتيجية الدفاعية".

وقال: "ان كل الخطوات التي نقوم بها تنعكس ايجابا على الوطن والتقدم كبير جدا. ولكن امامنا الكثير من المعضلات التي علينا ان نحلها. المهم يبقى في المحافظة على وحدتنا والعمل على تحسين اوضاعنا وتحصين لبنان، بحيث لا تنعكس اي اخطار علينا، واذا ما حصلت ايجابيات اقليمية فنستفيد منها".

وختم: "انا مؤمن جدا بالدور الذي تقومون به، واشجعكم على المضي قدما والافتخار بمواقفكم. وانا مطمئن ان القيادة، في عهدة العماد جان قهوجي هي في اياد امينة.

عشتم. عاش الجيش. عاش لبنان".

درع الجيش وكوكتيل

ثم قدم العماد قهوجي الى الرئيس سليمان، درع الجيش ، لينتقل بعدها رئيس الجمهورية ووزيرا الدفاع والداخلية وقائد الجيش الى مكتب وزير الدفاع.

بعد ذلك، حضر الرئيس سليمان الى مقصف مبنى قيادة الجيش حيث كان في استقباله على المدخل رئيس الاركان ورؤساء الاجهزة الامنية واعضاء المجلس العسكري ونواب رئيس الاركان ومدير المخابرات. وقد صافح رئيس الجمهورية الضباط ثم قطع قالب الحلوى في حفل الكوكتيل الذي اقيم للمناسبة. وشرب الرئيس سليمان والحضور نخب الجيش ، قبل ان يغادر رئيس الجمهورية مودعا بالمراسم ذاتها التي استقبل بها.

السفير الالماني

وفي نشاطه، استقبل الرئيس سليمان سفير المانيا لدى لبنان هانسيورغ هابر مودعا لمناسبة تعيينه في منصب آخر.

ونوه الرئيس سليمان بالدور الذي قام به السفير لجهة تعزيز العلاقات الثنائية اللبنانية- الالمانية وتعزيزها في شتى المجالات.

ممثل بان كي-مون

واطلع رئيس الجمهورية من ممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان مايكل ويليامز على الوضع في الجنوب لجهة تنفيذ القرار 1701 من الجانبين اللبناني والاسرائيلي.

اجتماع وزاري

على صعيد آخر، ترأس الرئيس سليمان اجتماعا للوفد الوزاري المرافق لرئيس الجمهورية في زيارته المقبلة لمملكة البحرين ودولة الامارات العربية المتحدة وضم الوزراء: الياس المر، فوزي صلوخ، جان اوغاسابيان، تمام سلام وجبران باسيل.

وتم في خلال الاجتماع عرض للمقترحات التي سيحملها الجانب اللبناني الى هاتين الدولتين ومشاريع الاتفاقات التي يرغب لبنان في عقدها مع كل من البحرين والامارات.

حاكم مصرف لبنان

وقرابة الرابعة بعد الظهر، استقبل الرئيس سليمان حاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامة وعرض معه للاوضاع المالية والنقدية في البلاد، في ضوء التحسن الملحوظ على احتياط المصرف بالعملات الاجنبية.

 

دمشق تتراجع: نريد السلام مهما حدث للفلسطينيين "وحماس" علمت مسبقاً بالحرب فاختبأ قادتها

عبد الكريم أبو النصر المصدر: النهار

"أكد مسؤولون سوريون بارزون لجهات دولية رسمية ان نظام الرئيس بشار الاسد ليس راغبا في اعلان الحرب على اسرائيل، او فتح جبهة الجولان أمام عمليات المقاومة المسلحة خلافا لاتفاق فك الارتباط الموقع عام 1974 بين البلدين، بل مستعد للعودة الى طاولة المفاوضات مع الدولة العبرية في اقرب وقت ممكن لاستعادة ارضه المحتلة بالوسائل الديبلوماسية والسلمية، بقطع النظر عما يجري في الساحة الفلسطينية، اذا كان ثمة استعداد اميركي – اسرائيلي جدي للعمل من اجل تحقيق السلام. وقدمت دمشق هذه "التطمينات" الى الجهات الدولية المعنية بعدما تم طرح تساؤلات في عدد من العواصم حول ما اذا كان الرئيس بشار الاسد تخلى فعلا عن خيار السلام والتفاوض في التعامل مع اسرائيل بعدما اعلن في قمة الدوحة موت مبادرة السلام العربية وهدد باستخدام القوة، وبعدما طالب قمة الكويت العربية بأن تتبنى رسميا وصف اسرائيل بـ"الكيان الارهابي" بسبب ما قامت به في غزة، وهو ما لم يفعله سابقا.

وقد شدد المسؤولون السوريون خلال اتصالاتهم السرية مع هذه الجهات الدولية على ان موقف الاسد في قمتي الدوحة والكويت ليس ناتجا من قرار استراتيجي مدروس يقضي باعتماد الخيار العسكري ضد اسرائيل من الآن فصاعدا، بل ناتج من رد فعل لا اكثر على المجازر التي ارتكبتها الدولة العبرية خلال حربها على قطاع غزة، واكدوا ان سوريا كانت ولا تزال متمسكة في الاساس بخيار السلام".

هذا ما كشفته لنا مصادر ديبلوماسية غربية وعربية وثيقة الاطلاع في باريس، واوضحت ان الاسد لجأ الى التصعيد السياسي والتهديد الكلامي لمحاولة التغطية على عجزه عن تقديم اي مساعدة ملموسة لـ"حماس" في مواجهة اسرائيل، ولتحويل الانظار عن فشله وفشل حليفه الايراني في قيادة معركة غزة سياسيا وديبلوماسيا في الساحتين الاقليمية والدولية، وفي تحقيق اي انجاز او مكاسب للمحور السوري – الايراني.

ووفقا للمصادر ذاتها فان الاستراتيجية الفلسطينية للمحور السوري – الايراني وصلت الى طريق مسدود بعد حرب غزة، اذ ان "حماس" مضطرة للعودة الى حضن السلطة الشرعية الفلسطينية لان تجربة حكمها المنفرد لغزة منذ انقلابها على السلطة في حزيران 2007 جلبت المآسي الفظيعة للفلسطينيين، وساهمت في اضعافهم. كما ان "حماس" ليست قادرة وحدها على تأمين حاجات اهل غزة ومتطلباتهم الكبيرة بل عليها الاعتماد على الدعم العربي والدولي الواسع لايصال المساعدات اللازمة الى القطاع، ولاعادة اعمار ما تهدم في الوقت الذي يرفض المجتمع الدولي وكذلك المجموعة العربية عموما دولتها المستقلة وسياساتها وتوجهاتها.

اضافة الى ذلك، فان خيار المقاومة المسلحة المنفردة سقط بعد حرب غزة وكل ما الحقته بالقطاع من دمار وخراب، اذ ان اي مواجهة جديدة تفجرها "حماس" مع اسرائيل ستلحق المزيد من الخسائر والاضرار البشرية والمادية الهائلة بهذا الجزء من فلسطين وبأهله، وهذا ما لا يريده الغزاويون وخصوصا ان الحرب لم تحقق لهم اي مكاسب او انجازات.

الفشل السوري – الايراني

واكدت لنا المصادر الديبلوماسية الغربية والعربية المطلعة ان الاسد فشل مع حليفه الايراني في تحقيق مجموعة اهداف اساسية سعى اليها من خلال تشجيعه "حماس" على افشال الجهود المصرية بعد الجهود السعودية لتحقيق المصالحة الفلسطينية – الفلسطينية، وعلى تحدي اسرائيل وجرها الى المواجهة برفض تمديد التهدئة الامنية معها وقصفها بالصواريخ.

والاهداف الاساسية التي فشل الاسد مع حليفه الايراني في تحقيقها هي الآتية:

اولاً، فشل الاسد في تأمين شرعية عربية او دولية لـ"حماس" وفي تغيير المعادلة في ما يتعلق بالتعامل معها، كما فشل في اقناع اي دولة – باستثناء ايران وقطر – بأن دور الرئيس الفلسطيني محمود عباس انتهى، وان من الضروري التفاوض مع "حماس" لتسوية المشكلة الفلسطينية وليس مع السلطة الوطنية الفلسطينية وحدها. وقد رفضت الغالبية العظمى من الدول العربية هذا التوجه السوري – الايراني، اذ انها تتعامل مع السلطة الفلسطينية المنبثقة من منظمة التحرير على اساس انها هي التي تمثل الشعب الفلسطيني، كما تتعامل مع "حماس" على اساس انها تنظيم متمرد على الشرعية، وعليها بعد نكبة غزة ان تتصالح مع القيادة الشرعية الفلسطينية التي يرئسها عباس والانضواء تحت لوائها في اطار حكومة وحدة وطنية من اجل توحيد الموقف الفلسطيني والقرار الفلسطيني. اما المجموعة الدولية فترفض التفاوض او التحاور رسميا مع "حماس" قبل ان تلتزم نبذ العنف والارهاب، وتعترف بوجود اسرائيل وتقبل حل النزاع سلميا معها على اساس الاتفاقات الموقعة، وهو ما تطالب به اللجنة الرباعية الدولية.

ثانياً، لم يستطع الاسد ان يكون رجل حل ازمة غزة، بل فشل في ان يفرض نفسه محاوراً رئيسياً مع الدول العربية والاجنبية البارزة والمؤثرة لايجاد تسوية لهذه الازمة بجوانبها المختلفة. ذلك ان الحل القابل للتطبيق يجب ان يلقى دعما من الدول العربية المعتدلة، وعلى رأسها مصر والسعودية والاردن، ومن السلطة الشرعية الفلسطينية ومن اميركا والدول الاوروبية المعنية بالامر، وهي كلها رفضت منح الرئيس السوري اي دور محوري واكتفت وتكتفي بمطالبته بالضغط على "حماس" لتقبل وقف القتال مع اسرائيل بشكل دائم تطبيقا لقرار مجلس الامن الرقم 1860 ولتتجه بسرعة نحو تحقيق المصالحة مع السلطة الوطنية الفلسطينية.

ثالثاً، فشل الاسد في تأمين استمرار دولة "حماس" المستقلة المسلحة في غزة، اذ ان الاجراءات المشددة التي ستتخذها اميركا مع عدد من الدول الاوروبية والجهات الاقليمية لمنع وصول الاسلحة والصواريخ الى "حماس"، وكذلك الترتيبات التي ستتخذ في شأن فتح المعابر مع القطاع ضد ارادة السوريين والايرانيين، ستؤدي الى فرض حصار ليس له سابق على دولة "حماس" مع تأمين المواد الغذائية والانسانية الضرورية للفلسطينيين. واكد لنا ديبلوماسي اوروبي مطلع "ان القرار الدولي بانهاء دولة "حماس" المسلحة المستقلة في غزة ناتج من ان هذه الدولة لن تسهل حل المشكلة الفلسطينية سلميا بل انها ستكون قاعدة عسكرية ايرانية متقدمة يستخدمها المحور السوري – الايراني لتعزيز مواقفه التفاوضية مع الدول الكبرى ومع اسرائيل".

رابعاً، فشل الاسد في اقناع المجموعة العربية والمجتمع الدولي بتحويل المساعدات والاموال المختلفة لاعادة اعمار غزة الى حكومة "حماس" مباشرة. اذ ان سائر الدول ترى ان حكومة "حماس" ليست شرعية لانها نتيجة انقلاب مسلح، كما ترى ان مسعى الرئيس السوري يكرس وجود سلطتين فلسطينيتين ويضعف بالتالي الجهود الديبلوماسية لحل النزاع. ولذلك ستتم عملية اعمار غزة باشراف عربي – دولي ملائم وبالتنسيق والتعاون مع السلطة الفلسطينية الشرعية، او مع حكومة الوحدة الوطنية.

خامساً، فشل الاسد في اضعاف وتقليص الدور الاساسي لمصر والسعودية والاردن والدول المعتدلة عموما في تسوية ازمة غزة والمشكلة الفلسطينية عموما، كما فشل في دفع المجموعة العربية الى التخلي عن مبادرة السلام العربية وخيار السلام، من جهة لان الزعماء العرب يعرفون تماما ان سوريا وايران لن تدخلا في اي نوع من المواجهة المسلحة المباشرة مع اسرائيل، ومن جهة اخرى لان الجهات الدولية المعنية بالامر ترفض كليا خيارات المحور السوري – الايراني لمعالجة النزاع الفلسطيني – الاسرائيلي.

تحقيق دولي يفضح "حماس"

ضمن هذا الاطار كشف تحقيق دولي اجرته في فلسطين واسرائيل ودول اخرى "مجموعة الازمات الدولية"، وهي مؤسسة ابحاث تتمتع باحترام واسع في الاوساط الديبلوماسية العالمية، ونشرت نتائجه في تقرير طويل صدر اخيرا، كشف معلومات مهمة وجديدة عن حرب غزة وحقيقة مواقف "حماس".

ويتولى ادارة شؤون الشرق الاوسط في "مجموعة الازمات الدولية" روبير ماليه مستشار الرئيس السابق بيل كلينتون لشؤون النزاع العربي – الاسرائيلي. وقد كشف تقرير "مجموعة الازمات" المعلومات المهمة الآتية:

1 – قبل ايام قليلة من بدء الحرب الاسرائيلية على غزة في 27 كانون الاول الماضي، قام ديبلوماسيون يمثلون دولتين من دول العالم الثالث بنقل رسائل من المسؤولين الاسرائيليين الى بعض قادة "حماس" في الداخل تحذر بوضوح من ان اسرائيل ستنفذ هجمات عسكرية كبيرة ضد غزة اذا لم تتوقف "حماس" عن قصف اراضيها بالصواريخ والقذائف. وقد تعامل قادة "حماس" بجدية مع هذا التحذير الاسرائيلي اذ اوضح التقرير ان المسؤولين الكبار في "حماس" لجأوا يوم 25 كانون الاول الى المخابئ بعد تلقيهم الرسائل الاسرائيلية، كما تم نقل معدات حساسة مهمة ومنها اجهزة كومبيوتر من الجامعة الاسلامية والوزارات الى اماكن آمنة اخرى. وغادر عدد غير محدد من مقاتلي الحركة قواعدهم الى مواقع اخرى آمنة.

واكد التقرير الدولي انه تم الحصول على هذه المعلومات من مسؤول كبير في "حماس" ومن مسؤولي دولي في القدس. وهذه المعلومات تنسف رواية "حماس" بانها فوجئت بالهجوم الاسرائيلي على غزة وتطرح تساؤلات حول اسباب امتناع الحركة عن اتخاذ الاجراءات والاحتياطات اللازمة لحماية المدنيين من العمليات الاسرائيلية او للتخفيف من معاناتهم. كما ان معلومات هذا التقرير تسقط الاتهامات التي وجهتها "حماس" الى القيادة المصرية بانها "طمأنتها" الى ان اسرائيل لن تهاجمها، في الوقت الذي كانت الحركة على علم مسبق بوقوع هذه الحرب واتخذت لذاتها ولعدد من قادتها اجراءات الحماية اللازمة.

2 – ذكر التقرير ان الكثير من اهالي غزة يوجهون في مجالسهم الخاصة انتقادات الى "حماس" لانها فجرت المواجهة مع اسرائيل مما ادى الى اصابة القطاع واهله بهذه الخسائر الهائلة، ولانها تقاتل من مناطق آهلة بالسكان.

واوضح "ان حماس لن تستطيع البقاع طويلا في غزة، اي ان تستمر في الحكم المنفرد، اذا لم تؤمن حاجات اهله الاساسية ومتطلباتهم المعيشية".

وهذا يشمل ليس المساعدات الغذائية والطبية والانسانية المختلفة فحسب، بل ايضا اعادة اعمار ما تهدم وما تضرر.

ونقل التقرير عن مسؤول في حركة "فتح" قوله: "كل هذه الدماء سالت من اجل حكم ليست لديه اي صدقية".

3 – نقل التقرير عن احد قادة "حماس" قوله: "اذا اصبحت "حماس"، نتيجة هذه الحرب، عاجزة عن حكم غزة، فسننزل حينذاك تحت الارض ونمارس دورنا كحركة مقاومة مسلحة ضد الاحتلال". لكن هذا المسؤول لم يوضح من اين ستأتي "حماس" بالسلاح اللازم، وكيف ستقاوم اسرائيل من دون ان يدفع اهالي غزة الثمن.

4 – نقل التقرير عن احد مستشاري الرئيس الفلسطيني محمود عباس قوله: "إن حماس اضعف من حزب الله، وهي  لم تحصل على الدعم الكبير الذي تقدمه ايران وسوريا الى الحزب، كما انها ليست مرنة مثله في التعامل مع الازمات والاوضاع المختلفة".

واكد التقرير استنادا الى مسؤولين فلسطينيين في الضفة الغربية "اذا ما انهار حكم حماس في غزة فيجب ان تتولى مسؤولية ادارة القطاع مؤقتا قوة عربية او قوة دولية قبل نقل هذه المسؤولية الى السلطة الوطنية الشرعية".

5 – نقل التقرير عن مسؤول فلسطيني بارز قوله: "ان خصوم عباس ينتقدونه باستمرار، ولكن هل قامت حماس بعمل افضل مما قام به عباس؟ وهل تمكنت فعلا من تمثيل الشعب الفلسطيني والتعبير عن طموحاته وآماله المشروعة؟ ان حماس قامت بمغامرة بالغة الخطورة وغير محسوبة بعد حكم استمر عاما ونصف عام لم تنجح خلاله في تأمين حاجات اهالي غزة ومطالبهم الاساسية والحيوية".

6 – نقل التقرير عن مسؤول مصري قوله: "ان حماس لم تكن راغبة فعلا في تحقيق المصالحة مع السلطة الوطنية الفلسطينية او في تمديد العمل بالتهدئة الامنية مع اسرائيل بل انها تصرفت على اساس انها قوة لن يستطيع احد قهرها، ومن الضروري الآن اقناع حماس بانها ليست بالقوة التي تتصورها".

ووفقا لما قاله لنا ديبلوماسي اوروبي تعليقا على هذا التقرير: "ان اصرار حماس على القول انها خرجت منتصرة من الحرب مع اسرائيل، خلافا لكل الوقائع والحقائق الملموسة، يعكس عدم اكتراث الحركة للعدد الكبير من القتلى والجرحى والخسائر الهائلة التي اصابت قطاع غزة واهله كما يعكس اصرار الحركة على محاولة انقاذ حكمها باي ثمن. لكن هذه المكابرة لن تحقق شيئا لحماس اذ ان الحركة خسرت فعلا غزة كما انها الحقت اضرارا كبيرة برصيدها الفلسطيني. والمرحلة المقبلة ستكشف ذلك بوضوح".