المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 14 كانون الثاني/2009

إنجيل القدّيس يوحنّا .28-19:1

وهذه شَهادَةُ يوحَنَّا، إِذ أَرسَلَ إِلَيه اليَهودُ مِن أُورَشَليمَ بَعضَ الكَهَنَةِ واللاَّوِيّينَ يَسأَلونَه: «مَن أَنتَ؟»فاعتَرفَ ولَم يُنكِرْ، اِعتَرَفَ: «لَستُ المسيح». فسأَلوه: «مَن أَنتَ إِذًا؟ أَأَنتَ إِيلِيَّا؟» قال: «لَستُ إِيَّاه». «أَأَنتَ النَّبِيّ؟» أَجابَ: «لا!»فقالوا له: «مَن أَنتَ فنَحمِلَ الجَوابَ إِلى الَّذينَ أَرسَلونا؟ ماذا تَقولُ في نَفسِكَ؟» قال: «أَنا صَوتُ مُنادٍ في البَرِّيَّة: قَوِّموا طَريقَ الرَّبّ. كَما قالَ النَّبِيُّ أَشَعْيا». وكانَ المُرسَلونَ مِنَ الفِرِّيسِيِّين، فسَأَلوهُ أَيضًا: «إِذا لم تَكُنِ المسيحَ ولا إِيلِيَّا ولا النَّبِيّ، فلِمَ تُعَمِّدُ إِذًا؟» أَجابَهُم يوحَنَّا: «أَنا أُعَمِّدُ في الماء، وبَينَكم مَن لا تَعرِفونَه، ذاكَ الآتي بَعدِي، مَن لَستُ أَهلاً لأَن أَفُكَّ رِباطَ حِذائِه». وجَرى ذلك في بَيتَ عَنْيا عِبْرَ الأُردُنّ، حَيثُ كانَ يوحَنَّا يُعَمِّد.

 

القدّيس أوغسطينُس (354-430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة

العظة 293، السابعة عن التجسّد ليوحنّا المعمدان/"أنا صوت منادٍ في البريّة"

لقد كان يوحنّا الصوت، لكن "في البدء كان الكلمة" (يو1: 1). كان يوحنّا صوتًا لزمنٍ محدّد؛ أمّا المسيح، فهو الكلمة منذ البدء، الكلمة الأبديّ. إن أُزيلَت الكلمة، ماذا ينفع الصوت؟ حيث لا يمكن فهم أيّ شيء، يكون هنالك ضجيجًا فارغًا. الصوت بدون الكلمة يزعج الأُذن ولا يبني القلب. مع ذلك، إكتشفوا كيف تترابط الأشياء في قلبنا فيما الذي ينبغي بناؤه. إن فكّرتُ فيما يجب أن أقوله، هذا يعني أنّ الكلمة أصبحت موجودة في قلبي؛ لكن عندما أودّ أن أكلّمك، أبحث كيف يمكنني أن أُدخِلَ إلى قلبك ما هو موجودٌ في قلبي. فإذا بحثتُ عن وسيلة تسمح للكلمة التي في قلبي من أن تتلاقى معكَ وتترسّخ في قلبكَ، أستعمل الصوت، وبهذا الصوت أكلّمكَ: هذا الصوت يوصلُ إليك الفكرة المتضمّنة في الكلمة. إذًا، صحيح أنّ الصوت يتبدّد؛ لكنّ الكلمة التي أوصلَها الصوت إليكَ أصبحَت الآن في قلبك بدون أن تتركَ قلبي. حين وصلَت الكلمة إليكَ، أليس هو الصوت الذي بدا وكأنّه يقول مثل يوحنّا المعمدان: "لا بدّ له من أن يَكبُر، ولا بدّ لي من أن أصغُر؟" (يو3: 30). تردّدَ دويّ الصوت كي يُتمّمَ مسعاه، وقد تبدّد قائلاً: "فهوذا فرحي قد تمّ" (يو3: 29). فلنحفظ إذاً الكلمة؛ ولا ندعَنَّ الكلمة تتبدّد، تلك الكلمة التي كُوِّنَت في أعماق قلبنا.  

 

الأم أبو رجيلي تلقت اتصالا من "اوسيب - لبنان" : الراهبات الباسيليات مستمرات في عملهن في الجنوب

وطنية - 13/1/2009(سياسة)اعلن الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة "أوسيب - لبنان" انه "بعد تأكيد خبر تناقلته وسائل الإعلام منذ شهرين، عن مغادرة آخر راهبتين ممرضتين من جمعية الراهبات الباسيليات الشويريات للروم الكاثوليك "مستشفى مرجعيون الحكومي"،اتصل الاتحاد بالأم ليونتين أبو رجيلي الرئيسة العامة للجمعية في دير زوق مكايل- كسروان، للاستفسار عن هذا الحدث المؤسف وعن الفراغ الذي يحدثه في الحضور المسيحي الشاهد في منطقة لبنانية ذات خصائص أمنية وتعايشية خاصة".

وعبرت الأم ابو رجيلي خلال الاتصال عن "التقدير والإحترام الكامل لمستشفى مرجعيون بشخص مديره الحالي الدكتور مؤنس كلاكش الذي كان داعما ومتعاونا مع راهباتنا، خلال فترة خدمتهن في المستشفى، علما أن بداية خدمتهن تعود إلى 50 سنة مضت".

وأضافت: "ان الأسباب الحقيقية لمغادرة الراهبتين ريتا خوري وجومانا توما، تعود، في الدرجة الأولى، إلى الظروف الحالية الصعبة, بحسب تعبيرها، ومنها، خلافا لما أشارت إليه وسائل إعلام أخرى، قلة عدد المتخصصات في التمريض داخل الرهبنة، والتقلبات الأمنية والإقتصادية وغيرها".

وأكدت "أننا سلخن من المنطقة والمستشفى"، على أمل العودة حين تسمح الظروف بذلك في وقت لاحق، واستمرار رسالة الرهبنة في مناطق جنوبية لبنانية أخرى، مثل تبنين، على الرغم من الظروف القاسية التي مر وما زال يمر بها لبنان على الأصعدة كافة وخصوصا بعد العام 2000".

ورأى الإتحاد "ان الرسالة المسيحية في حاجة إلى أجواء من الحرية والكرامة الإنسانية، وعلى الجميع أن يعملوا على توفير هذه المناخات إنسجاما مع روح العيش المشترك الذي بدونه لا شرعية لأي جهة سياسية كانت أم دينية".

 

الأم الرئيسة ليونتين أبو رجيلي:"سُلخنا من مرجعيون

والراهبات الباسيليات الشويريات مستمرّات في الجنوب"

بعد تأكيد خبر تناقلته وسائل الإعلام منذ شهرين، عن مغادرة آخر راهبتين ممرضتين من جمعية راهبات الباسيليات الشويريات للروم الكاثوليك مستشفى مرجعيون الحكومي، اتصل الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة (أوسيب- لبنان) بالأم ليونتين أبو رجيلي الرئيسة العامة للجمعية في دير ذوق مكايل- كسروان، للاستفسار عن هذا الحدث المؤسف وعن الفراغ الذي يحدثه في الحضور المسيحي الشاهد في منطقة لبنانية ذات خصائص أمنية وتعايشية خاصة.

عن سؤال الإتحاد حول ما إذا كان القرار قد اتخذ تحت ضغوط خارجية أو داخلية، أجابت حضرة الرئيسة العامة بما يلي:

"بدايةً أودّ أن أعبّر عن التقدير والإحترام الكامل لمستشفى مرجعيون بشخص مديره الحالي الدكتور مؤنس كلاكش الذي كان داعماً ومتعاوناً مع راهباتنا، خلال فترة خدمتهنّ في المستشفى (علماً أنّ بداية خدمتهنّ تعود إلى 50 سنة مضت)."

وأضافت الأم الرئيسة ليونتين أنّ الأسباب الحقيقية لمغادرة الراهبتين ريتا خوري وجومانا توما، تعود بالدرجة الأولى إلى "الظروف الحالية الصعبة" حسب تعبيرها، ومنها، خلافاً لما أشارت إليه وسائل إعلام أخرى، قلّة عدد المتخصّصات في التمريض داخل الرهبنة، والتقلّبات الأمنية والإقتصادية وغيرها، مستبعدة فكرة الضغوط التي أشارت إليها وسائل الإعلام السياسية منها وصمت الفاعليات الدينية والمدنية عن المحافظة على استمرار خدمة الراهبات في المستشفى المذكور. بدت الأم الرئيسة في حديثها إلى الإتحاد حريصة جداً على عدم الإيحاء بوجود أي خلاف مع إدارة المستشفى أو مع أي جهة محلية أخرى.

لكنها أكّدت من جهة أخرى "أننا سُلِخنا من المنطقة والمستشفى"، على أمل العودة حين تسمح الظروف بذلك في وقت لاحق.

كما أكّدت الأم الرئيسة استمرار رسالة الرهبنة في مناطق جنوبية لبنانية أخرى، مثل تبنين، على الرغم من الظروف القاسية التي مرّ ومازال يمرّ بها لبنان على الأصعدة كافة وخصوصاً بعد العام 2000.

وفيما تشير مصادر إعلامية إلى أنّ الأسباب الحقيقية تكمن في "أن الراهبات الشويريات يتعرضن منذ مدة إلى ضغوط ومضايقات من جهات حزبية مهيمنة في الجنوب"، وأنّ مراجع الرهبنة تبدو حريصة على عدم الإثارة والتكتّم في الظروف الوطنية الحساسة.، يرى الإتحاد-إن صحّ هذا القول أو لا- "إنّ الرسالة المسيحية بحاجة إلى أجواء من الحرية والكرامة الإنسانية. وعلى الجميع أن يعملوا على توفير هذه المناخات إنسجاماً مع روح العيش المشترك الذي بدونه لا شرعية لأي جهةٍ سياسيةٍ كانت أو دينية.."

حوار ندين البلعة

الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة- لبنان

13.01.2009

 

بعد فشل محاولات ابقائهما... وفي ظل صمت المراجع حلفاء "التيار العوني" وتهجير الراهبات من مستشفى مرجعيون

النهار/غادرت الأختان ريتا خوري وجومانا توما من الراهبات الباسيليات الشويريات مستشفى مرجعيون نهائيا امس، خاتمتين 50 عاماً من الخدمة الانسانية امنتها الراهبات في المنطقة والمستشفى ولاسيما في أحلك الظروف. وكانت المغادرة مؤثرة. وبكت الاختان عند الوداع، كأنهما تبكيان كل اعوام خدمتهما... وبعدما جمعتا أغراضهما من المستشفى، أقفلتا أبواب الدير، وسلّمتا مفاتيحه الى ادارة المستشفى. وكان تعليقهما دموعا وأسى بدا في العيون. واكتفت الأخت خوري بالقول باكية: "أحببت المستشفى والجنوب وأهله والمنطقة الحدودية. ولكن حانت الساعة". وكانت "النهار" أول من أثار هذه القضية قبل نحو شهر، مما دفع عدداً من ابناء المنطقة، بمبادرة فردية منهم، الى توقيع عريضة عبر الانترنت مطالبين ببقاء الراهبتين، مبدين امتعاضا من "صمت المراجع الدينية والسياسية والمدنية والحزبية في البلدة والمنطقة". ووضعوا المسألة "برسم كل المسؤولين المعنيين والقيّمين على المنطقة". كذلك لم تفلح محاولاتهم الطلب من الرهبانية ابقاء الراهبتين في المستشفى.

مرجعيون –من رونيت ضاهر 

 

تفاقم أحداث الاعتداء على كاهن في سوريا

ايلاف/ بهية مارديني من دمشق: أكد سوريون آشوريون لايلاف "انه مازالت قضية الاعتداء على الأب"صليبا"، كاهن الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، صبيحة يوم عيد الميلاد الـ 25 كانون الأول (ديسمبر) الماضي في مدينة القامشلي السورية، تتفاعل في الأوساط الآشورية والمسيحية عموماً، وخاصة في ظل التساؤل عن هوية الجهة التي يمكن أن يقف خلف هذه السابقة الخطيرة في المجتمع السوري التي هزت بالعمق مشاعر المسيحيين، واستهجنتها معظم هيئات المجتمع الأهلي والمدني في المدينة" ، وسط استغراب حاد لعدم اثارة هذا الاعتداء من قبل الاحزاب الاشورية والكنيسة السريانية ونشره اعلاميا وقضائيا.

وأشار سليمان يوسف الناشط في حقوق الاقليات في تصريح خاص لايلاف" انه رغم تباين الآراء والتحليلات، وردود أفعال الشارع الآشوري والمسيحي حول هذه القضية، فهناك اجماع على أنها تمت على خلفيات طائفية، ، وقال انها من فعل "مجموعة اسلامية" منظمة متطرفة، خططت لاستهداف كاهن الكنيسة السريانية الأرثوذكسية،أكبر الطوائف المسيحية في القامشلي والجزيرة السورية، بقصد اثارة القلق في المجتمع "الآشوري" والمسيحي عموماً".

ويبدو ، بحسب اراء متطابقة ،" أن الجهة التي خططت لعملية الاعتداء على الكاهن استغلت "جريمة شرف" وقعت قبل اشهر في مدينة القامشلي- حيث أقدم شاب مسيحي على قتل شقيقته وزوجها المسلم، وذلك للاعتداء على الكاهن وللمس بالمشاعر والرموز الدينية المسيحية وللنيل من الشعب الآشوري(سريان/كلدان)". واضاف يوسف "انه ربما أرادت هذه الجهة ومن خلال العملية ارسال أكثر من رسالة وبأكثر من اتجاه.ولفت الى انه لا يستبعد أن تستغل جرائم شبيهة وحوادث فردية أخرى،لتنفيذ اعتداءات جديدة مماثلة على رموز ومقدسات مسيحية،خاصة اذا ما بقي الفاعل متوارياً عن الأنظار والجهة التي دفعته مطمئنة على نفسها وفي ملاذ آمن".وقد أفاد الأب صليبا بأن الجاني الذي اعتدى عليه" زعم بأنه شقيق القتيل، واتهم رجال الدين المسيحي بالتحريض على قتل المسلمين مثلما فعلت الكنيسة في الماضي وشنت حروب صليبية".في حين التحقيقات والتحريات الأمنية بينت بأن الجاني المتواري عن الأنظار ليس من أشقاء القتيل في جريمة الشرف،وهذا يقوي فرضية وجود جهة ما خططت لعملية الاعتداء.

هذا وبموازاة الاستياء والغضب الذي عم الشارع الآشوري وأوساط الكنيسة السريانية احتجاجاً على الاعتداء الآثم على الكاهن صليبا،اجتاحت مشاعر الاحباط واليأس الشارع الآشوري وسط استياء شديد من التنظيمات والأحزاب الآشورية وكذلك من الكنيسة السريانية الأرثوذكسية والمرجعيات السريانية الأخرى، وذلك بسبب صمتها وتعتيمها على عملية الاعتداء، فالجميع(أحزاب ومرجعيات ومؤسسات سريانية)، تجنبت اثارة القضية وفضلت التزام الصمت ، رغم خطورة وتداعيات هذه العملية وآثارها السلبية على صعيد تعزيز الاستقرار الآشوري والمسيحي في سوريا من جهة، وعلى السلم الأهلي والتماسك المجتمعي من جهة ثانية.

وتابع يوسف" انه لقد اعتدنا في سوريا على أن تقوم السلطات السورية بالتعتيم والصمت على مشكلات وأزمات الواقع السوري،خاصة على القضايا والمسائل التي تخص الأقليات والقوميات غير العربية لكن أن تحذو الأحزاب والتنظيمات الآشورية بموقفها،حذو السلطات السورية من قضية الاعتداء على كاهن الكنيسة السريانية، فهذا موقف يثير التساؤل حول مشروعية هذه الأحزاب ومبرر وجودها،وكذلك يثير الشكوك بمصداقيتها السياسية والقومية تجاه قضايا شعبنا، مشددا اللوم على التنظيمات الآشورية التي تدعي بأنها في خندق المعارضة للحكم في سوريا، فهي لم تكلف نفسها اصدار بيان ادانة واستنكار لعملية استهداف رمز ديني واجتماعي سرياني"آشوري". "

وأوضح "انه ليس المطلوب تسييس هذه القضية وتضخيمها والتهويل لها"، وان كانت من وجهة نظره ان هذه القضية لا تخلو من ابعاد ودلالات سياسية، لكن اعتبر يوسف " انه من غير المقبول أن تصمت الكنيسة والمرجعيات السريانية الأخرى على قضية الكاهن وهي المعنية الأولى بها،وأن تتركها برسم السلطات المحلية بمدينة القامشلي، التي أخفقت حتى الآن في التعرف على هوية الجاني والقبض عليه وقد مضى اسبوعان على الحادثة".وقال ربما هي غير راغبة اصلاً بالقبض عليه ومعرفة الحقيقة".ورأى "أن أقل ما يمكن أن تفعله الكنيسة السريانية وعلى رأسها البطريرك "زكا عواص" تحريك واثارة قضية الأب صليبا أمام السلطات السياسية العليا في البلاد، والمطالبة بتشكيل لجنة وطنية خاصة للتحقيق فيها، والوصول الى الجاني ومن خلاله الى الجهة التي تهدف الى خلق بلبلة في الأوساط المسيحية، والعبث بأمن واستقرار المجتمع السوري.فاذا ما تم الصمت والسكوت على هذه الجريمة الارهابية ومضت من دون الكشف على الفاعل واحالته الى القضاء ، علينا أن نتوقع المزيد منها وربما أكثر خطورة في المرحلة المقبلة".

 

وفاة الفنان اللبناني القدير منصور الرحباني

GMT 9:30:00 2009 الثلائاء 13 يناير

إيلاف من بيروت: توفي الموسيقار اللبناني الكبير منصور الرحباني صباح اليوم. الفنان الراحل هو واحد من اثنين شكلوا في تاريخ الموسيقى العربية ما عرف بالأخوين رحباني عاصي و منصور. و لد منصور الشقيق الأصغر لعاصي في بلدة إنطلياس بلبنان ،ووالدهما هو حنا الياس الرحباني.

وقدم منصور مع أخيه عاصي تحت اسم الأخوين الرحباني الكثير من المسرحيات الغنائية و كانا بلا منازع أفضل من قدم اعمال مسرحية غنائية في الوطن العربي و قد كانت فيروز هي البطلة المطلقة في جميع مسرحياتهم.

حوالى عشر مسرحيات أنجزها منصور الرحباني منفرداً منذ رحيل شقيقه عاصي ذات يوم من عام 1986. ومعظمها ارتكز على سير شخصيات أو أحداث تاريخية تعكس واقعنا السياسي المتعثّر. والبداية كانت عام 1987 مع «صيف 840» (1987 ـــــ بطولة غسان صليبا وهدى حداد) التي جاءت إهداءً لعاصي.

وفي عام 1994، قدّم «الوصية» التي لعب بطولتها أيضاً غسان صليبا وهدى حداد. أما «آخر أيام سقراط» (1998)، فشاركت فيها الفنانة كارول سماحة مجسّدةً دور زوجة المعلّم والفيلسوف اليوناني التي ما انفكّت تضطهده بسبب انشغالاته الفكرية. بعد ذلك، ذهب منصور إلى النص اللاهوتي في «وقام في اليوم الثالث» (2000) لينتقل مجدداً إلى سير الشخصيات التاريخية في «المتنبي» (2001) وفي العام نفسه قدّم «ملوك الطوائف» التي لا تخلو من الإسقاطات على الراهن اللبناني. إذ تناولت الملوك العابرة التي كانت تتناحر في ما بينها، متأصلة بالطائفية، والتمييز العنصري... أما «آخر يوم» (2004)، فتُعد نسخة جديدة من روميو وجولييت. وفي عام 2004، قدّم منصور «حكم الرعيان» الذي عاد ليتناول الصراعات التاريخية ويحيلها على الواقع العربي الرديء. كما تناول نصّ جبران خليل جبران في «النبي» (2005). كما قدّم مسرحية «زنوبيا» الغنائية التاريخية الملحمية، وتناولت ملكة تدمر وصراعها للحفاظ على مملكتها من الغزاة والطامعين.

وآخر اعمال الرحباني مسرحي "عودة الفينيق" التي تعرض حاليا من بطولة غسان صليبا وهبة طوجي

 

لبنان يودع منصور الرحباني الجمعة في مأتم رسمي وشعبي في انطلياس

وطنية - 13/1/2009 (متفرقات) يودع لبنان الفنان الراحل منصور الرحباني, في مأتم رسمي وشعبي,الثالثة من بعد ظهر الجمعة المقبل، في كنيسة مار الياس - انطلياس. تقبل التعازي ابتداء من غد الاربعاء ولغاية الأحد من العاشرة صباحا ولغاية السابعة مساء في صالة الكنيسة.

 

التجدد الديموقراطي" عزت اللبنانيين برحيل الفنان الرحباني: خسر لبنان بفقدانه علما ساهم في إعلاء اسمه وقضيته في العالم

وطنية - 13/1/2009 (سياسة) عزت حركة "التجدد الديموقراطي" في بيان اليوم اللبنانيين برحيل الفنان منصور الرحباني وجاء في البيان: "فقد لبنان اليوم عملاقا من عمالقة الفكر والموسيقى والمسرح والشعر في لبنان والعالم العربي، الفنان الكبير منصور الرحباني، خسر لبنان علما ساهم في إعلاء اسمه وقضيته في كل أقطار العالم وارتقى بالفن اللبناني إلى أسمى درجات التألق والعالمية. سيبقى صدى انغام منصور الرحباني دليلنا إلى الجمال والحداثة والأصالة. سيبقى شعره مدرسة في الوطنية والحرية والإنسانية. تتقدم حركة "التجدد الديموقراطي" بأحر التعازي من اللبنانيين، ومن عائلة الفقيد الكبير، هذه الدوحة التي أصبح اسمها مرادفا للابداع اللبناني. كما تتقدم بالتعازي من كل فنان سار على درب منصور الرحباني ومن كل لبناني ولد وكبر وحلم وعشق على وتر منصور وريشته".

 

جعجع استقبل سفير تونس ورثى الفنان منصور الرحباني: أحد عباقرة الفن الراقي لهذا العصر وللعصور الآتية

وطنية - 13/1/2009 (سياسة) استقبل رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع سفير تونس في لبنان محمد سمير عبد الله، في إطار جولة تعارفية وأول زيارة سياسية بعيد تقديم أوراق اعتماده الى رئيس الجمهورية، في حضور مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب جوزف نعمه. وتطرق المجتمعون خلال اللقاء الذي استمر 45 دقيقة، الى الاوضاع العامة في تونس ولبنان، كما بحثوا بشكل مفصل في مأساة غزة وأفق الحلول الممكنة لها.

نعي الفنان الرحباني

من ناحية ثانية، صدر عن رئيس الهيئة التنفيذية "للقوات" البيان التالي:

"الكلام الكثير فيه قليل لأن اسمه أكبر من أي لقب يسبقه أو يليه، فأقل ما يقال عنه أنه أحد عباقرة الفن الراقي لهذا العصر وللعصور الآتية. غاب اليوم من حمل لبنان في قلبه وعقله وعلى خشبة مسرحه، وطاف به في أرجاء المعمورة لا لشيء الا ليرفع اسم وطن أحبه وأخلص له وكتب فيه الشعر والحب والجمال.

نعم، أحب الكبير منصورالرحباني لبنان كما هو لبنان، الذي طالما اعتبر أن ترابه بخور واسمه من نور. فشرب كأسه فنا راقيا حتى أغمض عينيه اللتين كانتا تنظران دائما الى خلاص لبنان. فأمثال الكبير منصور الرحباني وإن غابوا فهم تسلقوا جبال الصوان ودخلوا التاريخ.

في هذا اليوم الأليم، بإسمي وباسم "القوات اللبنانية"، أتوجه الى أولاد منصور وشقيقه وشقيقاته والرحابنة وأصدقائه ومحبيه، والى كل اللبنانيين عموما والفنانين خصوصا بأحر التعازي القلبية، راجيا الله أن يمن علينا دائما بعباقرة أمثال منصور وعاصي وغيرهم من أعلام لبنان البراقة".

 

نظرية مشعل لتغيير مجلس الأمن: تزايد الشهداء لا يهم.. الأهم فشل مصر

الجمهورية

كتب - محمد علي إبراهيم -

ليس هناك زعيم سياسي أو حزبي في عالم اليوم يتبع أسلوب خالد مشعل.. التضحية بالفلسطينيين لا يهم زعيم حركة حماس لأنهم خلقوا ليستشهدوا.. لا يشغله أعداد من لقوا وجه ربهم.. فهؤلاء في جنة الخلد.. لو مات الفلسطينيون كلهم فهم شهداء.. طالب بانتفاضة الشارع العربي والإسلامي وسارت المظاهرات تندد بإسرائيل ومع ذلك القتلي يتزايدون.. خالد مشعل رفض المبادرة المصرية ورفض قرار مجلس الأمن رقم 1860 وطالب جميع الأطراف بالتعاون.. هل هناك تناقض أكثر من ذلك؟ ما هي هذه الأطراف التي يطالبها بالتعاون؟ هل يريد من العالم أن يقبل بتغيير مجلس الأمن ويكون أعضاؤه إيران وسوريا وقطر واليمن وفنزويلا؟ خمس دول يرضي عنها مشعل أربع في الجنة والخامسة يشفع لها. سأفترض أن طهران ودمشق والدوحة وصنعاء وكاراكاس لها مواقف بطولية وساندوك وآزروك.. لكن ما هي النتيجة التي حصل عليها الفلسطينيون من بطولات حلفائك وأصدقائك؟ اعذرني لو قلت لك أن هناك شبهاً ما بينك وبين النظام السوري.. فقد أباد الرئيس الراحل الأسد سكان مدينة حماه عن بكرة أبيهم ليحافظ علي تماسك النظام السوري.. وأنت تضحي بالفلسطينيين لتظل حاكماً ومسيطراً.!

عظمة مصر يا سيد مشعل.. أو الفرق بينها وبين حلفائك.. أنها لا تأخذ مواقف ضد أحد.. أنتم لا تريدون أن تنجح مصر في مسعاها لوقف إطلاق النار.. تريد أنت ومن معك الأتراك أو مبادرة تركية.. ليس مهماً فحواها أو بنودها التي تتشابه تماماً مع المبادرة المصرية. المهم جنسيتها.. الأهم ألا تنفذوا شيئاً تدخلت فيه مصر.. أنت حر في أفكارك وفي تدميرك لشعبك وفي مفهومك للمقاومة.. لكنك لست حراً في أن تفرض علي دولة بحجم مصر رأيك.. اختاروا من تشاءون تركيا أو سوريا أو قطر أو أي دولة سواء إقليمية أو عربية أو عالمية. لكن اعلموا شيئاً واحداً..لن تنفذ خطة أو مبادرة أو إجراءات إلا بموافقة مصر. ليس لأنها المفتاح للمنطقة كلها. ولكن لأن غزة التي تضحي بها هي امتداد لأمننا القومي. ولن نقبل أن يتم إبادة أهلنا في غزة إرضاء لمصالح وأهداف قوي عربية وإقليمية.. لا نوافق علي رهن القضية الفلسطينية لصالح ملفات وأجندات سوريا وإيران. فلو نظرت للمبادرة المصرية بعيداً عن نظارة سوريا وعقل إيران فستجد أنها الآلية الوحيدة لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي وأن المصريين هم الوحيدون القادرون علي إنقاذ أهل غزة لكن من المستحيل أن ننجح وأنت تأمرهم بعكس ذلك.

 

هيلاري كلينتون تستبعد أي حوار مع حماس طالما لم تعترف بإسرائيل ولم تتخل عن العنف

كلينتون تتعهد بمعالجة ملف برنامج كوريا الشمالية النووي

وكالات/استبعدت هيلاري كلينتون التي ستتولى وزارة الخارجية في الادارة الاميركية الجديدة الثلاثاء "بشكل قاطع" اي حوار مع حركة حماس طالما لم تعترف هذه الحركة الفلسطينية باسرائيل وتتخلى عن العنف. وقالت السيدة الاولى الاميركية سابقا امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الذي سيؤكد تعيينها على راس الخارجية الاميركية "لا ينبغي التفاوض مع حماس طالما لم تتخل عن العنف ولم تعترف باسرائيل ولم توافق على الاتفاقات المبرمة". واضافت "فيما يتعلق بي فان الامر قاطع". قالت هيلاري كلينتون التي ستتولى وزارة الخارجية في الادارة الاميركية الجديدة الثلاثاء امام الكونغرس انها ستبذل جهودا "مكثفة" لوضع حد للانشطة النووية لنظام بيونغ يانغ.

 

آذار تطالب بتبني النموذجين السوري والإيراني في الحياد

نوفل ضو-الجريدة الكويتية

ترى قيادات في قوى 14 آذار أن الحرب على قطاع غزة وما يرافقها من اتصالات سياسية ودبلوماسية من أجل وضع حد للمجازر التي تستهدف المدنيين على قاعدة حل يرضى به الفرقاء المعنيون ويأخذ في الاعتبار ما يمكن أخذه من مصالحهم في ضوء موازين القوى، تعتبر «دروسا» لا بد من الاستفادة منها لبنانيا لقطع الطريق مستقبلا على ما من شأنه أن يصيب لبنان نتيجة حسابات في غير محلها. وأبرز ما يتوقف عنده هؤلاء إقليميا ملاحظتان:

الأولى: أن الموقف السوري لم يتخطَ إطار الكلام والمواقف.

الثاني: أن الموقف الإيراني لم يتجاوز إطار الاستطلاع السياسي والدبلوماسي.

وفي الحالتين فإن كلاً من دمشق وطهران اللتين تعتبران في نظر قوى «14 آذار» المسؤولتين المباشرتين عن تحريض «حماس» على سياسة المواجهة مع إسرائيل، ورفض سياسة التهدئة والتفاوض التي ينادي بها «الاعتدال العربي»، وعن الدفع بالفلسطينيين في اتجاه المأزق الراهن، لم تجدا، أو لم ترغبا في الانتقال من تسجيل الموقف والحملات الإعلامية الى أطر عملية من الدعم العسكري لتخفيف الضغط عن «حماس». وهذا يعني عمليا أن دمشق وطهران تخوضان حربا غير مباشرة مع اسرائيل على أرض ليست أرضهما، وبشعب ليس شعبهما سعيا الى مكاسب سياسية لمصلحتهما، علما بأن الخسارة في حال الوصول اليها سوف تعني خسارة لا تعوض فلسطينيا، في حين أنها لن تتجاوز الأطر السياسية والمعنوية بالنسبة لإيران وسورية.

وتلفت قيادات في قوى «14 آذار» الى أن طهران لا تفي بوعودها حتى في التعويضات المادية عن أضرار الحروب التي تدفع باتجاهها، بدليل أنه بعد أكثر من سنتين ونصف السنة على انتهاء حرب تموز 2006، فإن هنالك من لايزال يطالب الدولة اللبنانية بتسديد الدفعة الأخيرة من التعويضات عن الوحدات السكنية التي دمرتها اسرائيل مع العلم أن الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله سبق أن أعلن غداة انتهاء الحرب أن التعويضات ستدفع من «المال النظيف» الذي تدعم به إيران الحزب. وتتساءل القيادات: بماذا دعمت سورية وإيران الفلسطينيين في غزة زيادة عن دعم قوى «14 آذار»؟ وكيف يجوز لهما مطالبة غيرهما بما لا يقدمانه؟ وتعتبر أن الدعم الإيراني والسوري للفلسطينيين هو كالدعم الذي قدماه في السابق للبنانيين بقي محصورا في الإطر السياسية والمعنوية والإعلامية والإنسانية، وهو يعني عمليا الحياد الذي تطالب قوى «14 آذار» باعتماده كوسيلة تحول دون تعريض لبنان دوريا للاعتداءات الإسرائيلية.

وتخلص قيادات قوى «14 آذار» الى تأكيد أن مفهومها للحياد هو الانحياز السياسي إلى جانب القضية الفلسطينيّة والقضايا العربية المحقة، بالتوازي مع التحييد العسكري للبنان عن المواجهات المدمرة، ويعتبر الموقف اللبناني الجامع الذي شارك فيه «حزب الله» من خلال ما صدر عن مجلس الوزراء الترجمة العملية لما تدعو اليه الأكثرية النيابية منذ سنوات من خلال اعتبارها أن القرار 1701 يعني تحييد لبنان عسكريّا، من خلال رفض التوّرط ورفض إعطاء الذريعة للعدوان الإسرائيلي عليه.

 

الزغبي: نمارس اقتناعنا في الدفاع عن الحق الفلسطيني

 التاريخ: 13 كانون الثاني 2009

المصدر: موقع تيار المستقبل

اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي المنشق عن "التيار العوني" ان المسيحيين اللبنانيين معنيون "بالقضية الفلسطينية انطلاقاً من التزامهم العريق بالقضايا المحقة، وهم استشرفوا منذ مطلع القرن العشرين خطورة ما يحاك لفلسطين وتنبهوا لهذا الأمر ودفعوا أثماناً باهظة لتصويب بعض الانحرافات في مسار هذه القضية ولإعادتها الى مسارها الصحيح".

وفي حديث إلى Almustaqbal.org لاحظ "محاولات اعلامية وسياسية لتصوير أن المسيحيين في لبنان اصبحوا اكثر ثورية وراديكالية في المسألة الفلسطينية". وقال: "انهم لا ينتظرون نشوء التزامات طارئة من فئة منهم بمحور سوري-ايراني كي يمارسوا اقتناعاتهم بالدفاع عن الحق الفلسطيني". ورأى ان "توظيف فئة من المسيحيين في ما يسمى بجبهة الممانعة والمقاومة هو مجرد توظيف سياسي مؤقت، ولن يستطيع صاحبه جر المسيحيين الى مسار يناقض تراثهم الوطني والسياسي والتاريخي ويتناقض أيضاً مع أسس خياراتهم اللبنانية والمشرقية الثابتة".

ورأى "اتجاهاً واضحاً ومكشوفاً لدى قوى 8 اذار بكل مكوناتها إلى استثمار محنة غزة وتعويض التقصير في مساعدة الفلسطينيين بالتصويب وإطلاق النار في اتجاهات خاطئة". وأضاف: "استثمار 8 آذار لمحنة غزة يسلك اتجاهين: الاول داخلي - لبناني من خلال محاولة تصوير صمود غزة على أنه صمودها الشخصي في لبنان ومحاولة دفع المجتمع اللبناني في اتجاه ما يسمونه خيار الممانعة والمقاومة، على امل ان يترجموا ذلك في الانتخابات النيابية المقبلة وهذا اتجاه تبسيطي لا يستند الى اي معيار علمي لمسار الازمة الناجمة عن تطورات غزة.

أما الاتجاه الآخر فهو عربي- اقليمي بعدما تبين بوضوح مدى عجز اطراف الممانعة عن تقديم اي دفع ايجابي او خطوة ملموسة لمساندة قضية غزة. تحاول هذه القوى التغطية على عجزها بالتصويب على الدول العربية الأشد حرصاً على مصير الفلسطينيين وتحديداً مصر والسعودية والأردن".

واشار الزغبي الى ثلاثة اسباب تمنع "حزب الله" من دعم حركة "حماس" عسكرياً والتزام موقف يوصف بأنه عقلاني، هي :

1- ضوابط القرار 1701

2- النتائج الخطيرة التي ترتبت على حرب 2006

3- الإرادة الواضحة لدى اهالي الجنوب والضاحية وسواهما لرفض اي انزلاق جديد نحو حرب عبثية، وقد ظهر هذا الموقف فعلاً بعيد اطلاق الصواريخ اخيراً من الجنوب، وذلك من خلال موجة نزوح كثيفة وعلى عجل، وكذلك من خلال تصريحات الأهالي الى وسائل الاعلام المرئية والمسموعة، وكانوا حاسمين في إعلان عدم استعدادهم لدفع اي ثمن لأهداف غير لبنانية.

وخلص الزغبي الى ان "ما يسمى بخط الممانعة والمقاومة هو امام أفق مسدود، وما يجري في غزة لا يؤشر الى تقدم القضية الفلسطينية بل يعوقها. وثبت ان ما وصف بجبهة الممانعة لا يسجل اي خطوة نحو الامام. فايران تمنع اي مشاركة في "الجهاد" وسوريا ملتزمة بعمق بالمفاوضات مع اسرائيل و"حزب الله" منضبط للاسباب المعروفة". ورأى "خلافاً لكل الادعاءات عدم صواب الرهانات على ان ما يحصل في غزة سيؤسس لانقلاب في المنطقة وتغيير انظمة الاعتدال العربية. فهذه تنظيرات لا تستند الى منطق واضح وعلمي، والأصح القول ان التطورات العسكرية والسياسية ستثبت ان نهج النظام العربي العاقل هو الافضل والاصلح للسير بالقضية الفلسطينية على طريق الحل".

جهاد عون

 

البطريرك صفير: قدرنا التعايش رغم كل الظروف

خاص Alkalimaonline.com

"نحن نشعر بمصاب غزة واهلها وكان الله في عونهم"  بهذه العبارات يختصر البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير احاسيسه تجاه ما يجري في قطاع غزة من احداث والام مفجعة وانتهاكات لحقوق الانسان، وكيف لا يكون شعور بطريرك المسيحيين في لبنان بهذه المرارة، وهو الذي يعرف معنى تجاهل المجتمع الدولي لمعاناة الشعوب يوم كانت الدبابات والمدفعية الثقيلة وصواريخ الراجمات السورية تدك الاحياء السكنية في زحلة والاشرفية والمتن وبعبدا دون ان يرف جفن لا للامم المتحدة ولا لعواصم القرار التي لا تهتم الا لمصالحها.

يتابع البطريرك الماروني تطورات الاوضاع في الشرق الاوسط ولبنان باعصاب هادئة وصبر لا ينفذ وهو في ذلك شاهد على مسار الاحداث التي يعيشها المسيحيون اللبنانيون والمشرقيون والتي تجعلهم يعانون الكثير جراء حضورهم في هذا الشرق لكنه يتمسك بالرجاء موقفاً تاريخياً وبالامل والصلاة سبيلاً الى خلاص لبنان وغزة والشرق الاوسط من المحن الكثيرة التي تضرب به مثل العواصف الهوجاء.

فريق موقع Alkalimaonline زار غبطة ابينا البطريرك لتهنئته بالسنة الجديدة ونيل البركة لأنطلاقة الموقع الذي يتخذ من "الكلمة" عنواناً له. البطريرك صفير اكد لفريق التحرير ان قدر المسيحيين في الشرق ان يحملوا صليبهم وذلك في معرض تعليقه على مغادرة الراهبات الباسيليات الشويريات مستشفى مرجعيون الحكومي نهائياً بعد الضغوطات التي تعرضن لها، وبعد 50 عاماً من الخدمة الانسانية امنتها الراهبات في المنطقة لا سيما في احلك الظروف. وقال البطريرك صفير: "هم الخاسرون فالراهبات يساعدن الناس ونحن المسيحيون قدرنا التعايش رغم كل الظروف".

اما في ما يخص الشأن الانتخابي فتمنى البطريرك صفير ان يتصرف الناخبون بوعي ويختاروا بضميرهم ومن هو الافضل لهم وللوطن. ورداً على سؤال عن موقفه من الكتلة الوسطية المستقلة رأى غبطة البطريرك الماروني ان :"لا مانع لدينا من وجودها"، واشار الى وجود كتل يمين ويسار واتجاهات متعارضة في كل انحاء العالم اضافة الى كتلة وسطية ترجح هذا الطرف او ذاك او تمنع تغلب واحدة على الاخرى فلماذا لا تكون لدينا كتلة وسط على غرارها لمنع الانقسام الحاد.

البطريرك صفير اكد ان بكركي تقف الى جانب رئيس الجمهورية وانها اولاً واخيراً مع الانتظام العام وسير امور الدولة وتلاقي المواطنين معاً من اجل الصالح العام بما يحفظ حريتهم وكرامتهم وسيادة الوطن.

 

المكتب المركزي للتنسيق الوطني

تابعت الهيئة العليا في اجتماعها الدوري، برئاسة نجيب زوين، ما يجري في غزة واسفت للدم الفلسطين الذي يراق بين مطرقة حركة حماس ومجازر اسرائيل واصدرت البيان التالي:

1. يحذر المكتب مرارا وتكرارا اتباع النظام الايراني في لبنان الذين ورطوا البلاد في حرب تموز 2006 فتسببوا بكارثة لا تعوض وتجلت آثارها بالقتلى والجرحى والمهجرين فضلا عن الخراب والدمار الشاملين، من مغبة تكرار فعلتهم النكراء محملا اياهم كامل المسؤولية إزاء اي تحرك قد يقومون به إنفاذا للقرار الايراني. ويقتضي تذكيرهم أن سلاحهم هو سلاح غير شرعي ومرفوض من اللبنانيين الذين إن نسوا فلن ينسوا كيف وجه هذا السلاح الى احيائهم وشوارعهم مستبيحا كراماتهم ومناطقهم. وكيف غطى احتلال وسط بيروت التجاري لاكثر من عام وقطع طريق المطار لاكثر من مرة فضلا عن غيرها من الممارسات المستهجنة.

لذلك فان اي محاولة لهؤلاء آيلة للتسبب بعدوان اسرائيلي على لبنان واللبنانيين كما حصل في تموز 2006 سيواجهها اللبنانيون بالادانة الشاملة كونها ستؤدي الى تهديم الوحدة الوطنية التي لا تزال هشة وضعيفة وذلك بفضل رغبة واصرار تجمع 7 ايار على الامساك بقرار الحرب والسلم وهو قرار عائد للدولة اللبنانية حصرا وليس للنظام الايراني وللنظام السوري الذين برعا ولا يزالان في التفرج على مأساة اخواننا في غزة مكتفيين بالشحن الاعلامي والمزايدة الخطابية فضلا عن التحريض على الدول العربية الشقيقة لا سيما مصر والسعودية اللتين حملتا ولا تزالان اوزرار القضية الفلسطينية منذ نشوئها. وقد نسي هؤلاء ما بذلته مصر شعبا وجيشا خلال حربي 1967 و1973، وكيف اغتيل المغفور له الملك فيصل ردا على استعماله سلاح النفط نصرة للقضية الفلسطينية.

2. اظهرت احداث غزة الاخيرة ان الفلسطينيين باتو اسرى بين الاجرام الاسرائيلي من جهة وممارسات حماس التي لم تتوان عن التسبب باحراق غزة نصرة للنظام الايراني واستجابة لتعليماته وتوجيهاته غير آبهة بالمجازر والمآسي التي وقع ضحيتها ولا يزال ابناء غزة برجالهم ونسائهم واطفالهم وشيوخهم... واكثر من ذلك فها حركة حماس تجهض المبادرات الواحدة تلو الاخرى من التركية الى الفرنسية الى المصرية الى غيرها مصرة على سلاحها الذي لم يجلب لغزة الا الموت والخراب والدمار. لذلك فان اي حل لغزة يبدأ بعودة السلطة الشرعية الفلسطينية اليها وبانهاء الحالة اللاشرعية الانقلابية الراهنة التي اوصلت ابناء غزة الى ما وصلوا اليه.

3. يسأل المكتب النظامين الايراني والسوري الذين يتخفيان بالممانعة: اين الصواريخ التي يتبجحان بها ام ان الصواريخ تستعمل فقط للاستعراضات؟؟

اين طائرات السوخوي ام ان هذه الطائرات مهمتها فقط قصف القصر الجمهوري ووزارة الدفاع الوطني في لبنان؟؟

اين الدبابات والمدفعية ام ان مهمتها محصورة بدك المدن والقرى اللبنانية من بيروت الى طرابلس الى بعبدا الى زحلة وغيرها من المناطق؟؟

ولماذا جبهة الجولان مقفلة على اي مواجهة عسكرية..؟؟

ولماذا على لبنان ان يدفع باستمرار من دماء شعبه ومن استقراره في حين ان بعض العرب قد صالح اسرائيل والبعض الآخر يهادنها مكتفيا ظاهريا بمهاجمتها اعلاميا وبالمزايدة الرخيصة؟؟

آن الاوان ليلتف اللبنانيون جميعهم حول شعار لبنان اولا وان يهملوا بالمقابل الشعارات والعنتريات الفارغة التي لم تجلب يوما إلا المجازر والكوارث.

آن للبنانيين ان يلتفوا حول دولتهم ومؤسساتها وحول جيشهم وقواهم الامنية الشرعية، التي يعود لها حصرا حق امتلاك السلاح، طارحين جانبا اي انتماء يمس بسيادة الدولة ومسقطين اي شعار بهذا المعنى.

لقد آن الاوان لنتعلم ولنستخرج العبر ولنتطلع الى الامام الى المستقبل لنبني وطنا يليق بابنائنا وبتطلعاتهم وامانيهم.

سن الفيل 13 كانون الثاني 2009     

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 13 كانون الثاني 2009

النهار

تردد ان 14 شباط هو اليوم الذي اغتيل فيه الرئيس رفيق الحريري ورفاقه سيكون موعداً لاعلان برنامج قوى 14 آذار، و14 آذار مناسبة لاعلان لوائحها الانتخابية الموحدة.

لفت اوساطاً سياسية انتقاد وسيلة اعلامية تقاعس احزاب 8 آذار عن نجدة غزة بغير الكلام والبيانات.

يرى ديبلوماسي عربي ان معاودة المفاوضات مع اسرائيل سواء على المسار السوري او المسار الفلسطيني بات مؤجلاً الى وقت غير معروف بعد العدوان الاسرائيلي الوحشي على قطاع غزة.

المستقبل

عُلم ان مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان، موجود في القاهرة منذ يومين لاستطلاع آفاق المبادرة المصرية والامكانات امام تنفيذ القرار 1860.

نقلت اوساط عربية عن اخرى غربية وجود سوء تفاهم بين دولتين اقليميتين حول موضوع غزة بالتزامن مع الرسالة التي وجهها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى دمشق حول ضرورة التعاون.

تتخوف مصادر عربية من استمرار العدوان الاسرائيلي على غزة، حتى موعد الانتخابات الاسرائيلية، مع تفاوت في حدته لاستخدامه في تجييش الرأي العام الاسرائيلي، حول فكرة القدرة على إنهاء خطر "حماس".

اللواء

عُقدت <قمة> على مستوى مسؤولين كبار في عدد من الدول المعنية، وسادها توجّه قاطع بمنع إلحاق الهزيمة <بحماس>!·

لوحظ غياب شبه كامل لسفيرة دولة كبرى عن مسرح الاتصالات اللبنانية في هذه الظروف·

اتخِذت إجراءات أمنية غير عادية بالنسبة لقيادات لبنانية وفلسطينية، خشية حدوث مفاجآت معادية في لبنان·

السفير

عقدت لقاءات في العاصمة المصرية بين وفد من الحزب الحاكم ووفد يمثل تيارا بارزا في الموالاة خصص لمناقشة " سبل تحسين صورة 14 آذار وقادتها في الشارع المصري والعكس بالنسبة الى رموز المعارضة " .

تبلغ مرجع رئاسي من سفير دولة عربية بارزة انزعاج بلاده الكبير من تعاطي احد المسؤولين اللبنانيين مع ملف انساني - اجتماعي .

طرح سفر احد ابرز قادة الموالاة في هذه المرحلة علامات استفهام .

 

البطريرك صفير استقبل وفدين فلسطينيين وشخصيات ويترأس غدا اجتماعا لنوابه:

 ما يجري في غزة مصيبة كبيرة وأجدد الدعوة لتوحيد الصفوف فالقوة بالوحدة

زكي: مع سيادة لبنان ولا يجوز العبث بالجبهة اللبنانية والدم وحدنا في غزة

حواتمه: نحن مع الاجماع اللبناني لجهة عدم زج لبنان في اي حروب فوق طاقته

وطنية-13/1/2009(سياسة) وصف البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير ما يجري في غزة بحق الشعب الفلسطيني ب "المصيبة الكبيرة" حيث يتزايد عدد القتلى يوما بعد يوم", وقال: "لا اريد اسداء، النصح لان اهل مكة ادرى بحالها"، مجددا الدعوة الى "ضرورة توحيد الصفوف بين الفلسطينيين" ومؤكدا "ان القوة في الوحدة وليس في التشرذم".

"المؤتمر الشعبي للقدس"

كلام البطريرك صفير جاء امام وفد الامانة العامة للمؤتمر الشعبي للقدس الذي زاره، بعد ظهر اليوم، برئاسة الامين العام عثمان ابو غريبه، في حضور ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي، واستمع الى ابو غريبة لما يجري في غززة وما يسقط من ضحايا أبرياء.

بعد اللقاء، قال ابو غريبة:" لقد سعدنا في استقبال غبطة البطريرك لنا، وقد جئنا خصوصا في هذا الظرف العصيب على الشعب الفلسطيني حيث يتعرض قطاع غزة لعدوان همجي ووحشي وقد تحدثنا مع غبطته بأمر هذا العدوان ووجدنا منه كل تفهم لواقع غزة ولهذه الاعتداءات الخارجة عن الانسانية وعن القانون الدولي والسافرة والتي تطال المدنيين والابرياء والاطفال. وكان هذا محور اساسي ومحور مهم في الحديث، كذلك كان المحور الاخر الذي تم الحديث به هو محور القدس وما تتعرض له مدينة القدس من مخاطر حيث ان الاحتلال يقوم بمزيد من الاستيلاء على القدس، من التهويد الى الاستيطان وطرد سكانها العرب مسلمين ومسيحيين، وهؤلاء السكان الذين بالفعل عانوا الطرد من قبل الاحتلال يتناقصون ونحن نسعى للحفاظ على الوجود العربي الاسلامي المسيحي في مدينة القدس. هذا الوجود الذي كان دائما عنوانا للاخوة وللقضية الوطنية الفلسطينية".

اضاف: "القدس هي مصدر الاشعاع الروحي السماوي الذي انطلق للعالم كله ليعطي الضياء الروحي للبشرية بأسرها، وقد وجدنا من غبطة البطريرك كل موقف ايجابي وتفهم وكل مباركة وكل دعم، ولمسنا ان هذه القضية تؤثر فيه وهي موجودة في ضميره ووجدانه بشكل عميق ونعتقد ان الموقف الذي سمعناه من غبطة البطريرك هو موقف يثلج صدورنا ويعطينا دفعة ويعطي ايضا رسالة الى العرب المقدسين مسلمين ومسيحيين بان هذا العمق لهذه المدينة هو عمق متضامن متكافل يريد ان يدعم هذا الوجود وهذه الصفة الثقافية والروحية الوطنية لمدينة القدس كعاصمة لدولة فلسطين عاصمة وطنية وسياسية وكعاصمة روحية للضياء السماوي في العالم".

زكي

اما زكي، فقال ردا على سؤال عن موقف الفلسطينيين من استعمال لبنان كمنصة للصواريخ: "نعم، نحن منذ البداية حينما وجدت الصواريخ، تحدثنا قائلين اننا مع سيادة لبنان، ومع قرار لبنان ومع الدولة اللبنانية بمكوناتها الثلاث ولا يجوز العبث بالجبهة اللبنانية".

وأكد زكي "اننا موحدون، فقد وحدنا الدم في غزة، والمقاتلون هناك من الفصائل كافة، هناك وحدة ميدانية انعكست تدريجيا علينا هنا في لبنان. نحن موحدون ولسنا عبئا على البلد. وبالنسبة للخلافات، نأمل بالفعل ان يكون هناك استراتيجية تنظم علاقاتنا بعد وقف هذا العدوان الجائر على غزة".

الجبهة الديموقراطية

وكان البطريرك صفير استقبل فد الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين برئاسة الامين العام للجبهة نايف حواتمه، وعرض معه الاوضاع العامة والمستجدات على الساحة الفلسطينية على مدى ساعة كاملة، قال بعدها حواتمه:"تحية الى لبنان الكبير، لبنان الواحد الموحد الحر السيد المستقل، لبنان الكرامة والصمود في سبيل حقه بأن يعيش حرا مستقلا أبيا مرتبطا بمحيطه العربي، مدافعا عن حقوق الشعب اللبناني وعن حقوق الشعوب المظلومة وفي مقدمتها حقوق شعب فلسطين، لقد تباركنا بغبطة البطريرك، وواجبنا زيارته في مقدمة من نزور نظرا لدوره الكبير في حماية لبنان الحر المستقل، والسيد ودوره الكبير الروحي في منطقة الشرق الاوسط وفي عموم المشرق العربي".

اضاف:"شعب فلسطين شعب صغير مثل الشعب اللبناني، عانى من العدو الاسرائيلي على امتداد القرن العشرين حتى يومنا، كما عانى لبنان كثيرا على يد العدوان الاسرائيلي، وآخرها العدوان في تموز 2006. فالشعب الفلسطيني كما الشعب اللبناني الصامد صغيرا في حجمه كبيرا في شجاعته، مناضل من اجل حقه ايضا في ان يعيش تحت اشعة الشمس حرا سيدا، مستقلا على ارضه الوطنية ويبني دولته الفلسطينية المستقلة على ارضه في القدس العربية المحتلة، عاصمة لها في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة ويحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وسوريا والاردن والبلدان العربية والمهاجر، عملا بالقرارات الدولية والقرار الاممي 194".

ورد حواتمه على سؤال حول التأكيد الفلسطيني بعدم استعمال الارض اللبنانية كردة فعل على ما يحصل في غزة:" بالتاكيد نحن مع الاجماع اللبناني الذي يعلن بوضوح، لا لاستخدام جنوب لبنان منصة للزج بلبنان بحروب فوق طاقته، فلبنان عانى طويلا ولذا نحن ندعم الاجماع اللبناني ونقول بلغة مباشرة كل الشعب الفلسطيني بكل تياراته ضد اي محاولة لاستخدام جنوب لبنان لخلق متاعب جديدة للبنان، واعلم كما تعلمون بقصة الصواريخ الاربعة، وقصة راجمة الصواريخ الاخرى، ونحن لا يمكن ان نصادق على ذلك بل ندين ذلك. هذه اعمال مشبوهة وكما قلت البارحة لفخامة رئيس الجمهورية، نحن معك عندما اعلنت " لا يزايدن احد على لبنان".

الخازن

واستقبل البطريرك صفير النائب والوزير السابق الشيخ فريد هيكل الخازن الذي ثمن التنسيق والتعاون الدائم بين فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والبطريرك صفير، مؤكدا "ان وجود مرشحين مستقلين في كافة المناطق اللبنانية يخدم مصلحة لبنان الوطنية لانه يعزز الديموقراطية في لبنان".

اضاف:"اريد توضيح نقطة اخرى حول هذا الموضوع وهو ان المستقل ليس حياديا كما يدعي البعض، فالمستقل لديه مشروعا سياسيا وبرنامجا سياسيا، وموقف متصلب من كل ملف في البلد، ولا اظن اساسا ان هناك لبنانيا واحدا مستقلا وحياديا من الممكن ان يكون ايف سان لوران وكريستيان ديور حيادين".

سئل: اذن المستقل له نكهة وله طعم؟

اجاب: " قبل كل شيء لنعرف من هم المستقلون، وعندها نعرف اذا كانوا ذو طعم او نكهة".

سئل: هل انت مرشح مستقل؟

اجاب:"المستقل يعني انه ليس في ثمانية آذار او في 14 آذار، فلغاية اليوم نحن مستقلون".

سئل: وعن المنهجية السياسية؟

اجاب:" انا في ما يعنيني لدي برنامج سياسي سأعلنه واضح ومكتوب ومقروء وعلى الشعب اللبناني محاسبتنا على اساسه".

سئل: هل تتلاقى مع ما اشار اليه السيد نعمة افرام من بكركي الاحد الماضي؟

اجاب:" بالتأكيد انا ادعم واؤيد وجود كتلة مستقلة في لبنان".

يتيم

والتقى البطريرك صفير النائب السابق الدكتور حسين يتيم الذي اشار الى "ان الزيارة للتهنئة بالعام الجديد ولشكره على مواساته لنا بوفاة شقيقي. وكانت مناسبة لاطلب من غبطته دعم مسيرة الوفاق الوطني في هذه الايام الصعبة والدعوة المستمرة الى وحدة الشعب والالتفاف حول الدولة بشخص رئيسها العماد ميشال سليمان. ذلك ان ما يجري في غزة من جرائم وحشية تقترفها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني لا نريده ان ينعكس على لبنان جرائم وحشية جديدة، انما نريده ان يتجلى وحدة ومزيدا من التمسك بالوطن. وهنا لا بد من ادانة الجهة التي استعملت الارض اللبنانية منصة للصواريخ الفاشلة المتآمرة على لبنان ذلك لان الجيش اللبناني وشعبه وحدهما هما اللذان يحددان المواقف ويملكان هذا الحق، ثم طلب من غبطته المزيد من التدخل لدى الامم المتحدة وعواصم القرار لوقف المذبحة الوحشية في غزة ورفع اليد الغاشمة عن اخوتنا هناك".

ابو رجيلي

بعدها استقبل البطريرك صفير وفد المجلس التنفيذي لرابطة الروم الكاثوليك برئاسة رئيس الرابطة مارون ابو رجيلي الذي اشار الى "ان الزيارة للتهنئة بالاعياد وللتأكيد على مواقف بكركي الوطنية، وكانت مناسبة لعرض الاوضاع على الساحتين المحلية والاقليمية، لان لا بد من ادانة ما يجري من مجازر وحشية في غزة بحق الانسانية والطفولة من قبل العدو الاسرائيلي".

واجتمع البطريرك صفير بالسفير السابق سيمون كرم وعرض معه التطورات والمستجدات.

والتقى وفدا من لجنة تطبيق القرار 1559 برئاسة المنسق العام طوني نيسي الذي قدم لغبطته مذكرة تتضمن ملخصا عن تقرير اللجنة الى الامم المتحدة وخطة لتطبيق القرار 1701، وكانت مناسبة لعرض التطورات والمستجدات على الساحتين الاقليمية والداخلية.

ومن الزوار ايضا الزميلان بيار عطالله وسيمون ابو فاضل اللذان قدما للبطريرك التهنئة بالاعياد المجيدة.

اجتماع

على صعيد آخر، يترأس البطريرك صفير صباح يوم الاربعاء الاجتماع الدوري الشهري لنوابه العامين وعلى جدول اعماله شؤون كنسية وادارية ورعوية.

 

الرئيس سليمان استقبل النائب فتفت ووفد اللجنة العليا للقدس

أبو غربية: نتمنى أن يتخذ العرب قرارات لوقف العدوان على غزة

وطنية- 13/1/2009 (سياسة) استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في بعبدا اليوم وفد اللجنة العليا للقدس برئاسة الامين العام للجنة عثمان ابو غربية، في حضور ممثل السلطة الفلسطينية في لبنان عباس زكي.

وأطلع الوفد الرئيس سليمان على الاتصالات التي يقوم بها في المحافل العربية والدولية من أجل القدس، إضافة الى الاوضاع في منطقة غزة وضرورة وقف العدوان الاسرائيلي المستمر منذ نحو سبعة عشر يوما.

أبو غربية

وبعد اللقاء قال أبو غربية: "سعدنا بلقاء فخامة الرئيس، ولا شك في أن ما يحدث في غزة من عدوان على الشعب الفلسطيني وتدمير للوجود والانسان الفلسطيني وجرائم ضد الانسانية والقانون، ومن أهداف سياسية لهذا العدوان، كانت محورا أساسيا للحديث مع فخامته. وقد لمسنا منه تجاوبا وتفهما في هذا الاتجاه واستعدادا للعمل من خلال الجهد العربي المشترك على كل المحاور".

وأشار الى ان الحديث تناول ايضا ما تتعرض له القدس التي تتمتع بأهمية كبيرة من الناحيتين الثقافية والروحية، وهي مصدر اشعاع في بعدنا العربي الحضاري المسيحي- الاسلامي وصداه أساسي في لبنان". وقال: "وجدنا تجاوبا كبيرا من فخامة الرئيس لجهة الاستعداد لإدراج موضوع القدس ضمن العمل العربي المشترك".

وردا على سؤال عن تزايد حظوظ انعقاد القمة العربية قال: "نتمنى أن يتمكن العرب من اتخاذ قرارات من شأنها وقف العدوان على غزة فورا".

النائب فتفت

الى ذلك عرض الرئيس سليمان مع النائب الدكتور أحمد فتفت للاوضاع الراهنة والتطورات في غزة.

 

الرئيس بري وصل الى اسطنبول للمشاركة في اجتماعات اللجنة التنفيذية لبرلمانات منظمة المؤتمر الاسلامي

وطنية - 13/1/2009 (سياسة) وصل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري الى اسطنبول للمشاركة في اعمال الاجتماع مفتوح العضوية للجنة التنفيذية لاتحاد برلمانات منظمة المؤتمر الاسلامي والمخصص لبحث الوضع الناجم عن العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة.

وكان في استقباله على ارض مطار اسطنبول السفير اللبناني طنوس عون وعدد من اعضاء الجمعية الوطنية الكبرى التركية.

والتقى الرئيس بري مساء الامين العام للاتحاد محمود ايرول كليج وجرى عرض للوضع الراهن في غزة ولبرنامج عمل الاجتماع الاستثنائي للاتحاد

 

السفارة الاميركية: 72 مركبة هامفي من الحكومة الاميركية إلى الجيش

وطنية - 13/1/2009 (سياسة) أعلنت سفارة الولايات المتحدة الاميركية في بيروت، في بيان اليوم، "ان 72 مركبة هامفي وصلت الى مرفأ بيروت في 28 كانون الأول 2008، مقدمة من الحكومة الأميركية، ستستخدم اثنتا عشر منها كسيارات إسعاف يمكن أن تحمل كل منها ثلاثة مرضى. وسيتم تدريب أكثر من أربعين من عناصر الجيش على تشغيل وصيانة هذه المركبات كجزء من برنامج المساعدات هذا. وقد تقى الجيش اللبناني حتى الآن 350 مركبة هامفي وسيتلقى خلال هذه السنة 275 مركبة اضافية". وأشار البيان الى "ان الهدف العام من المساعدات العسكرية الاميركية الى لبنان هو تعزيز الجيش اللبناني وزيادة قدرته على الدفاع عن حدود لبنان. وانه منذ عام 2006 خصصت الولايات المتحدة أكثر من 410 مليون دولار الى الجيش اللبناني". وختم: "ان الولايات المتحدة ملتزمة ببناء قدرات الجيش اللبناني وستواصل تقديم الدعم لحكومة لبنان والجيش اللبناني كما ستواصل بذل جهودها للحفاظ على سلام ووحدة لبنان وسيادته".

 

المطران عوده عرض مع إيلي كرامه الأوضاع محليا وفي قطاع غزة

أبو رزق: انتشار فوضى السلاح قد يكون ذريعة لتعطيل الانتخابات

وطنية - 13/1/2009 (سياسة) استقبل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده الدكتور ايلي كرامه الذي قال بعد الزيارة: "تشرفت بزيارة سيدنا وتباحثت معه في الاوضاع كافة، وخصوصا الكارثة التي تحصل في غزة وقتل الابرياء والاولاد والنساء والهجوم الشرس غير المقبول، والذي يدينه كل انسان اينما كان. الشيء المهم نتيجة لهذا انه عندما يكون اللبنانيون موحدين فهذا مصدر قوة، بإمكانهم مجابهة أي شيء. والبرهان، عندما حصل اطلاق صواريخ، موقف الحكومة بالاجماع افاد لبنان وجنبه كارثة. هذا صحيح ليس فقط عند اللبنانيين ككل بل عند المسيحيين. ما نتمناه، على الاقل في الامور الجوهرية والوطنية الاساسية، ان يحصل التفاهم والمصالحات لانه لا يصح ان نستمر في هذه الخلافات. وحدة الصف المسيحي، على الاقل بالنسبة للامور الجوهرية، هي ضرورية لمصير الوطن ومصير المسيحيين في الشرق".

أبو رزق

ثم استقبل المطران عوده رئيس الحزب العمالي الديموقراطي الياس ابو رزق الذي قال بعد الزيارة: "طرحنا موضوعين اساسيين الموضوع الاول العدوان الاسرائيلي الوحشي على غزة الذي حصد مئات الشهداء وآلاف الجرحى والذي يجري في ظل انقسام فلسطيني وفي ظل عدم وجود تضامن عربي شامل حول القضايا العربية. نحن نعتبر ان الرد لوقف العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني ووقف الحرب، يكون بوحدة الشعب الفلسطيني اولا، ثم بموقف عربي حقيقي تضامني شامل مع الشعب الفلسطيني ومع قضاياه المشروعة. الموضوع الثاني الذي عرضناه مع سيدنا هو موضوع الانتخابات النيابية المقبلة التي لدينا شك دائما بحصولها او عدم حصولها، لاننا نتجه الى الانتخابات في ظل وضع امني مترد وفي ظل عدم وجود امن مستقر في البلد".

اضاف :" ما حصل منذ ايام في الجنوب من اطلاق صواريخ على اسرائيل ورد اسرائيلي على لبنان ونصب صواريخ في مرحلة ثانية،او تفجير بمكان ما قد يحصل قبل الانتخابات وقد يعطلها، ما يجعلنا نسأل كيف ستجري الانتخابات في ظل انتشار فوضى السلاح في لبنان, لهذا نرى ان الذريعة مؤمنة في لحظة من اللحظات لتعطيل الانتخابات, وما حصل منذ ايام في الجنوب يعطي حجة كبيرة للدولة وللمسؤولين لأخذ موقف صارم وحازم في مجلس الوزراء وفي هيئة الحوار الوطني لجمع السلاح من كل اللبنانيين وغير اللبنانيين وحصره في يد الشرعية وفي يد الدولة اللبنانية فقط لا غير".

 

النائب عون استقبل سفير السويد ورئيس اساقفة البرازيل للمورانة

وطنية - 13/1/2009 (سياسة) استقبل النائب العماد ميشال عون، قبل ظهر اليوم في دارته في الرابية، سفير السويد في لبنان وسوريا نيكولاس كيبون، في حضور المسؤولين في "التيار الوطني الحر" ميشال دي شادارافيان وسميون ابي راميا. كما التقى النائب عون رئيس اساقفة البرازيل للطائفة المارونية المطران ادغار ماضي.

 

عقد استثنائي لمجلس النواب اعتبارا من اليوم لغاية 16 آذار المقبل

وطنية - 13/1/2009 (سياسة) تسلم الأمين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر اليوم مرسوم فتح العقد الاستثنائي للمجلس اعتبارا من 13 الحالي لغاية 16 آذار 2009. وجاء في نص المرسوم ورقمه 1209 ما يلي: "ان رئيس الجمهورية، بناء على الدستور لا سيما المادتان 33 و 86 منه، بناء على اقتراح رئيس مجلس الوزراء، يرسم ما يلي:

المادة الأولى: يدعى مجلس النواب الى عقد استثنائي يفتتح بتاريخ 13/1/2009 ويختتم بتاريخ 16/3/2009.

المادة الثانية: يحدد برنامج أعمال هذا العقد الاستثنائي بما يلي:

- مشاريع موازنات الأعوام 2006 - 2007 - 2008.

- مشاريع القوانين المحالة الى مجلس النواب والتي ستحال اليه.

- سائر مشاريع القوانين والاقتراحات والنصوص التي يقرر مكتب المجلس طرحها على المجلس".

                                               

العماد عون ترأس الاجتماع الاسبوعي ل"تكتل الغيير والاصلاح": الحرب على غزة ابادة ترتكز على جرائم حرب ضد الانسانية

الكتلة الوسطية هدفها منع وصول كتلة لها برنامج إصلاحي

أثق بأن الشعب اللبناني سيطحن المال الانتخابي ويدوسه

الحرب على غزة ستجهض كل تفكير اسرائيلي بشن حرب اقليمية وسلاح المقاومة والجيش اللبناني سيردعان تكرار تجربة ال 2006

وطنيةـ2/1/2009(سياسة) عقد تكتل التغيير والإصلاح اجتماعه الأسبوعي في الرابية برئاسة العماد ميشال عون. وبعد الاجتماع تحدث العماد عون فكرر الموقف الرافض لما يحصل في غزة والصمت الدولي والعربي الذي وصفه بالتواطؤ على غزة وحماس. واعتبر هذا الموقف رسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي سيزور لبنان قريبا ويلتقي رؤساء الكتل النيابية، مشيرا الى أنه قد لن يتسنى له لقاؤه لظروف معينة. وفي الشأن الداخلي تحدث العماد عون عن المال الانتخابي وكرر دعوته اللبنانيين الى أن يقبضوا وينتخبوا وراء العازل وفق قناعاتهم,معتبرا أن الحديث عن كتلة وسطية إنما هدفه منع وصول كتلة كبيرة للعماد عون يكون لها برنامج إصلاحي.

وجاء في حديث العماد عون:

"قضية غزة كانت على رأس المواضيع التي بحثناها اليوم. اطلعنا على كل معلومات الواردة ورأينا أن المسألة تخطت كونها حربا معقولة الى حرب إبادة ترتكز على جرائم الحرب المرتكبة من ناحية الأهداف التي تحميها القوانين والشرائع الدولية من المدنيين والمدارس ومباني الأمم المتحدة والأطفال. هذه كلها جرائم حرب وضد الانسانية. فالأسلحة المستعملة محظور استعمالها والأهداف يجب ان تكون محمية لذلك نرى تقصيرا فادحا من الأمم المتحدة والقيمين عليها. وفي 17 كانون سيأتي بان كي مون الى لبنان ليلقي محاضرة في المجلس النيابي فمطلوب منه أن يخبرنا عن نشاطات الدول الأعضاء في مجلس الأمن للمطالبة بتحريم هذه الأسلحة أو ما الإجراءات التي سيتخذونها لمحاسبة اسرائيل التي لم تصدر بحقها حتى اليوم أي إدانة. لا نريد ان نعيش مسرحية مبكية مضحكة ومأسوية فيها كل الفصول.عندي ثمانية أحفاد ستة منهم تجاوز عمرهم الخمس سنوات وهؤلاء نطفئ التلفزيونات في وجودهم لأننا نعجز عن إجابتهم عندما يرون ولدا ثقبه النابالم أو الفوسفور أو بترت رجلاه او يتم وضعه الى جانب أطفال آخرين قتلوا.المشهد يدل على حداثة في الحياة من حيث التصنيع والتطور، ولكن القيمين عليها في الدول المصنعة للأسلحة التي تسكت عن هذه الجرائم ما زالوا يعيشون عصرا بدائيا. وهنا نرى أن الإنسان عندما كان أقرب الى الحيوان في العصور الأولى كان يصطاد قدر حاجته ولم يكن يقتل للقتل ولم يقتل قريبه على عكس ما يحدث اليوم. هذا الوضع غير مقبول وهذا الحديث برسم الأمم المتحدة وبرسم بان كي مون الذي سيلتقي رؤساء الكتل البرلمانية. وهذه رسالتنا له إذ قد يتعذر ذهابي للقائه في التاريخ المحدد.

اضاف العماد عون:"وبحثنا أيضا في اجتماعنا موضوعا داخليا وهو أننا منذ انتخابات الرئاسة نسمع عن كتلة وسطية، لكن لم يكن من شيء مؤكد، وكانت نوعا من الشائعات الى أن صدر بيان بالأمس يتحدث عن وسطيين وعدم انحياز. أشعر أن الكتلة الوسطية هي بدون مضمون. فما موقفها من الفساد والنزاهة؟ هل هي مع نصف فساد ونصف نزاهة؟ والعلاقة مع سوريا؟ هل تريدها نصف سيئة ونصف جيدة؟ ومن السياسة في غزة؟ هل هي مع اسرائيل أم مع الشعب المقهورالذي يحرق بالفوسفور والنابالم؟ ومن الحكومة ومد اليد على الخزينة؟ فكم مسموح أن يسرق من الخزينة وفقا للوسط؟

كلمة الاصلاح تعني ما تعنيه، والوسطي لا لون له ولا رائحة، هو كالمياه التي لا طعم لها ولا لون ولا رائحة. من هو مع الإصلاح ومع ما نقوم به نرحب به. المقصود انه صار هناك لوبي. هناك السفارة ورجل الدين والسياسي الذي يضرب وحدة المسيحيين، وهم بالمناسبة ليسوا مقسومين. من غير المسموح أن يقال إنهم اذا شاركوا في الانتخابات سيحصل انقسام حاد ومشاكل.هذه عقلية غير متطورة ولا تفهم ماهية الديمقراطية والتنافس الهادف. لماذا نحن لا نخاف من الانتخابات ونقبل الخسارة والربح شرط أن تجرى ضمن الشروط الأخلاقية والقانونية؟ فليلغوا الانتخابات ولينزلوا علينا حاكما بأمر الله.هذه مسخرة يجب أن يرفضها كل اللبنانيين. وأي انسان مهما بلغ شأنه لا حق له في أن يزرع السوسة بالإيحاء أن ثمة مشكلة. لماذا لا نمارس هذا الحق بشكل سلمي كما فعلنا في العام 2005؟ ما المانع من ممارسته اليوم؟ فليتوقف المال المدفوع من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب الى أقصى البقاع. أليس معروفا مصدر المال؟ لقد حددوا المصروف المالي ابتداء من تاريخ الترشح فيما الآن كل شيء مسموح. أثق بأن الشعب اللبناني سيطحن المال ويدوسه. والكل بات يعرف شعاري الذي كتبته في مقال عام 2004 وسأظل أكرره ليفهمه الجميع في لبنان وهو "عش حرا لبضع ثوان وراء العازل تعش حرا مدى الحياة بدونه". اذا دفعوا لكم فاتورة المدرسة هذا العام فمن دفعها في العام الفائت؟ ومن سيدفعها في العام المقبل؟ هذا ليس الضمان الاجتماعي الذي يريده الناس. أرفضوا هذه العقلية وحافظوا على كرامتكم، واذا كنتم محتاجين خذوا منهم واخدعوهم وراء الستار كما يخدعونكم طوال الأيام. فليس هناك ألذ من أن نخدع المخادع كما يقول لافونتين C'est double plaisir de tromper le trompeur. لا يجوز أن يبقى بلدنا مرهونا لدول أخرى. فمن هي الدول التي ترسل المال وماذا تريد من لبنان؟ هل تؤمن بحرية المعتقد والسياسة وبقيمة الانسان مثلنا؟ هي تحتاج الى الكثير لتصل الى مستوى مجتمعنا شرط ألا يبيع نفسه. حققنا أمورا كثيرة في المجتمع اللبناني ومرت علينا أزمات كثيرة منذ العام 2005. أقمنا التوازن وحافظنا عليه رغم القهر. والاعتصام لم يكن هدفنا ولكننا استعضنا به عن العنف الى أن حشروا المعارضة في الزاوية معنويا وماديا. وكم دام العنف؟ بضع ساعات، وظل البلد محافظا على استقراره. اليوم أوروبا مخضوضة أكثر من لبنان الذي ضميره مرتاح وموقفه أكثر وضوحا لأننا نتبع السياسة الحقيقية. وخوفي على لبنان من أن ينزعوا كل هذا الاستقرار وهذه التوازنات والأبعاد اللبنانية التي وسعناها الى الشرق الأوسط والعالم العربي. بعدنا الحيوي ليس في أورويا او أميركا التي تأخذنا مصنَّعين، بحيث صرنا نرسل أبناءنا الى الجامعة ونعلمهم ثم نوردهم إليها بدلا من البضاعة.أرضنا هنا وشعبنا هنا وكذلك جذورنا، ومن لم يقتنع فهو حر لأن الناس مقتنعون. حققنا كل هذا بدون أن نكون في السلطة.

عند عودتي من فرنسا ذهبت الى عين الرمانة وسألت عن الوضع فعرفت أن المشاكل دائمة ولا تتوقف على الخط من الطيونة الى كفرشيما. عين الرمانة تعيش في اوستراليا والشياح في طهران. هل يعقل هذا؟ أنظروا إليهم اليوم، باتوا ينامون في الشوارع مطمئنين. أسقطنا الحواجز النفسية بين اللبنانيين علما أنه من النادر أن يتمكن إنسان من إزالة حاجز نفسي بين منطقة وأخرى أو حتى بين الأقرباء أنفسهم. هذه نعمة يجب الحفاظ عليها. ولو ظلت في لبنان قلة مشاغبة وهامشية غير راضية.

حوار

ثم أجاب العماد عون على أسئلة الصحافيين:

سئل: في موضوع غزة ثلاثة مؤشرات امنية خطيرة على الحدود الجنوبية في لبنان والحدود مع مصر وفي الجولان. فهل ترغب اسرائيل في شن حرب إقليمية أم الى فرض التسوية ضمن شروطها الخاصة؟

اجاب: الحرب على غزة ستجهض كل تفكير اسرائيلي. المحاولة بدأت في لبنان لضرب المقاومة وفرض حلول معينة يدفع لبنان ثمنها لكن اسرائيل خسرت الحرب فنقلتها الى غزة لضرب الفريق المقاوم الثاني. وهنا ثمة احتمالات عدة منها ضم رفح الى مصر، والضفة الغربية الى الأردن أو العكس... المسألة تعود الى الديمغرافيا. لا نعرف أين ستفتح اسرائيل الجبهة التالية. لكن سلاح المقاومة وسلاح الجيش اللبناني سيردعان اسرائيل عن تكرار المحاولة. إذا لم تجن اسرائيل ثانية فلن تفتح الجبهة مع لبنان وأظن أن طعم العام 2006 يمنعها عن تكرار المحاولة فإن السلاح الموجود في لبنان هو للدفاع عن لبنان.

سئل: هناك من يسعى لكتلة وسطية لها غاية هي عدم وصول كتلة كبيرة للعماد عون والأسماء التي تسعى الى ذلك معروفة. فكيف ستمنعها؟

اجاب: يريدون منع كتلة قوية من أن تضع برنامجا إصلاحيا لأنهم أصحاب مصالح، وقسم منهم مرتبط بالفساد اللبناني. وإذا أتى لبنان برجال مرتبطين بمصالح خارجية سيخسر مصالحه. القصة تلعب خارجيا على مصالح ورجال ممسوكين ولهم تاريخ في الفساد وأحيانا في الجريمة، ومثل هؤلاء يجرون من أنوفهم كيفما يريد الغير. هؤلاء يجب أن يوضع عليهم فيتو لبنانيا ويجب ألا ينالوا في الانتخابات 1% من الأصوات. وأظن أن من باتوا محروقين ومفضوحين لن يسمح لهم بالترشح لأن المطلوب أناس مموهين وغير مستهلكين كثيرا.

سئل: اعتبرت الكتلة الوسطية بدعة حريرية مموهة. فيما رئيس الجمهورية ذكر أن هذه الكتلة تخفف من الانقسام والتشنج. فهل هو منحاز الى فريق الأكثرية؟

اجاب: هذا رأي لكن الرئيس لا يريد كتلة. نحن علينا أن نشرح ماهية الكتلة الوسطية وأن وجودها سيضر بالحالة البرلمانية والتوازنات على الأرض سياسيا وبالبلد. هذه وجهة نظره وليست بالضرورة وجهة نظرنا لكننا لسنا نتناقض معه في ما يتعلق بإدارة الحكم في لبنان خصوصا أنه رئيس توافقي ويكرر دائما أنه على مسافة واحدة من الجميع.

سئل: في الجنوب من المسؤول عن الصواريخ المشبوهة التي تتكرر؟

اجاب: المنطقة تحت سيطرة الأمم المتحدة والجيش اللبناني وفيها 22 جيشا و22 جهاز مخابرات ومخابرات الجيش اللبناني وهناك الأهالي. الاختراق أكيد ليس من لبنانيين وهناك أناس غير موجودين على الجبهة لا فلسطينيا ولا لبنانيا بل في بعض المخيمات، والظواهري دعا لدخول حلبة الصراع بعد مقتل الشيخ ريان في غزة وقد يكون أحد هذه التنظيمات وراء الصواريخ.اعطي دائما ترجيحات عدة عندما توضع الأمور في إطار التحقيق لأن السير في ترجيح واحد والتسكير على الاحتمالات الأخرى يدعو للشك. وكل من يغفل الاحتمالات الممكنة ويركز على احتمال واحد ويعتبره مؤكدا أشك به ولو كان مسؤولا في الدولة اللبنانية وفي الحكومة.

سئل: في مسألة العداون على غزة كيف ترى المواقف العربية خصوصا، مع الدعوة الى عقد قمة عربية دون أن يحصل شيء حتى الآن؟

اجاب: تقصير ثم تقصير يشبه الاشتراك بالجريمة.

سئل: هل هي محاولات للقضاء على حماس؟

اجاب: كل دقيقة تأخير تعطي فرصة للقضاء على حماس. ولو كان العرب يختلفون في الرأي فليجتمعوا وليتجادلوا طوال النهار الى أن يجدوا الحل. من يماطل يريد التغطية على الجريمة التي تحصل. في البداية تحفظنا في الكلام أما الآن فلن نتحفظ. يجب متابعة الحوار حتى الوصول الى حل وليس تعطيل الحلول.

سئل: حددت تاريخي 9 و20 من الشهر الجاري لانتهاء الحرب على غزة. لكن حدتها ارتفعت بعد التاسع منه. فهل الأمل أكبر في 20 لا سيما أن ثمة من يعتقد أن الحرب ثلاثية مصرية- سعودية- اسرائيلية؟

اجاب: هذا ظاهرها لكن الغطاء أوروبي. في التاسع من الشهر أخذوا قرار وقف إطلاق النار لكن لم يتوقف اطلاق النار ومددوا الى20. لكن اذا لم تتوقف فالعوض بسلامتكم في حكم أوباما. ما هذا الارتخاء مع اسرائيل التي تفعل ما تريد وتخالف كافة الشرائع الدولية؟ اليوم يقال أن أوباما غير مسؤول لكن أيعقل أن يستلم الحكم بعد أسبوع ويسمح لإدارة ولش وأبرامز ورايس بهذه السياسة؟ هذا لم يحصل في تاريخ أي بلد أن يحصل هذا الاندماج الكلي في السياسة. أذكر في العام 2001 عند اول زيارة قمت بها للولايات المتحدة التقيت سيناتورات كان منهم من يسأل لماذا الدول الاسلامية والعربية تكرهنا؟ فقلت لهم "ولماذا يحبونكم"؟ ويومها شرحت لهم لماذا.أما اليوم إذا سألوا السؤال نفسه سأدع أحفادي يجيبونهم لأن الأولاد عندهم ثورة أكثر من البالغين.

 

غزة ليست لبنان !

العميد كارلوس إده

ان مشاهد العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة تعيدنا بالذاكرة الى حرب تموز عام 2006 وما كانت لها من آثار أليمة على اللبنانيين، بعدما صبت الدولة العبرية جام غضبها واستخدمت كل آلتها العسكرية المدمرة على لبنان. غير انه يجب التفريق بشكل كامل، وواضح جداً بين العدوان على غزة وحرب تموز وما هنالك من فوارق بين الحالتين اللبنانية والفلسطينية.

واذا كان العدو هو نفسه واذا كانت وسائل العنف والارهاب التي يستخدمها للتدمير وفي محاولة اخضاع الشعبين اللبناني والفلسطيني متشابهة، واذا كان هذا العدو يحاول ان يستعمل في هاتين الحالتين الاساليب نفسها في "البروباغندا" وتحوير الحقائق لتحويل دوره من المعتدي والجلاد الى الضحية، لكن اوجه الشبه بين لبنان وقطاع غزة تتوقف عند هذا الحد، حيث يخوض الفلسطينيون المعارك ضد اسرائيل لاستعادة وطنهم الذي سلبهم اياه اليهود واملاكهم التي سرقتها اسرائيل منهم وليتمكنوا من العيش في منازل الاباء والاجداد التي تعرضت للهدم والدمار ولا تزال، ولاستعادة جنسيتهم التي حاول الاسرائيليون ان يمحوا آثارها من الوجود. بينما تحمل اللبنانيون بكاملهم اوزار العدوان على بلدهم عام 2006 في حين كان السيد حسن نصرالله كان هو من قرر بمفرده ان يحدث ما حدث.

ويؤكد السيد نصرالله ان لا غنى عن سلاح ميليشيا حزب الله للدفاع عن لبنان في وجه الاعتداءات الاسرائيلية ويرفض بشكل قاطع ان يفقد المقدرة على القيام بعمليات عسكرية ضد الدولة العبرية. غير ان هذه الذريعة غير صحيحة انطلاقاً من ان دول الطوق الثلاث اي سوريا والاردن ومصر لم تتعرض لاي عدوان اسرائيلي منذ عقود خلت، على رغم ان دمشق كانت طوال كل هذه الحقبة الملجأ للتنظيمات المتطرفة والمعادية لاسرائيل. مما يدفع الى التيقن من وجود اكثر من طريقة واسلوب لحماية لبنان من اي عدوان اسرائيلي. وما في وسعنا ان نفعل طالما ان حزب الله، وهو تنظيم تموله ايران بشكل كامل، ويجاهر مسؤولوه بانتمائهم التام الى الثورة الايرانية، قد جعل لبنان قاعدة لاطلاق الصواريخ على اسرائيل من دون ان يأخذ في الاعتبار في اي شكل ارادة الشعب اللبناني من هذه المسألة؟

وتحت عنوان العمل على تحرير مزارع شبعا، وبعدما تحرر الجنوب اللبناني، قامت المقاومة الاسلامية بسلسلة من العمليات العسكرية التي ادت الى سقوط عدد من جنود الاحتلال الاسرائيلي. وقد اكد حزب الله انه سيحتفظ بسلاحه حتى لو وضعت حلول لكل المشاكل بين لبنان واسرائيل، بعدما اعربت اغلبية الشعب اللبناني عن تمسكها باسترجاع المزارع بواسطة الوسائل الديبلوماسية. والحقيقة انه بقدر ما تحتاج اسرائيل الى حركة حماس وحزب الله لتستمر في ايجاد المبررات لسياساتها التوسعية فإن حزب الله يحتاج ايضاً الى سياسات العنف والارهاب الاسرائيلية ليبرر استمرار تحكمه بالمعادلة اللبنانية بواسطة سلاحه. ورب ضارة نافعة، اذ اتت مصائب قوم غزة لتنفع حزب الله في التملص من اي حوار حول استراتيجيته الدفاعية.

من وجهة نظر اسرائيلية، يشكل حزب الله خطراً دائماً وحقيقياً على كيانها. انطلاقاً من اهدافه والتصاقه الكامل بايران، وبالنسبة الينا نحن اللبنانيين غير المرتبطين بايران، فإن وقوع اي حرب بين اسرائيل والحزب ستكون بمثابة صراع بين الدولة العبرية وايران ومناصريها اللبنانيين على اراضينا. وفي هذا الصراع وخلافا لما هو واقع الحال مع الفلسطينيين، فإن اللبنانيين سيخسرون كل شيء ولن يكون هناك ما يربحونه حيث سيذهب اي ربح الى كل من حزب الله والسوريين والايرانيين على حساب الشعب اللبناني، الى جانب ما يفرضه عليهم ذلك من معاناة وعذابات. والحقيقة ان هذه الحرب بين حماس واسرائيل تناسب تماماً حزب الله الذي يستخلص منها عبرا خاطئة ليرفض البحث في تسليم سلاحه الى الدولة.

ولكن، هل تلقى المسؤولية الكاملة على عاتق من سيتسبب باندلاع اي حرب جديدة بين اسرائيل واي تنظيم على ارض لبنان؟ وهل يمكن ان يكون سائر اللبنانيين ابرياء من امر كهذا؟

الاجابة بسيطة على ذلك، هي انه اضافة الى مسؤولية حزب الله الفعلية، هناك مسؤولية على عاتق حلفائه الذين سهلوا للحزب ان يتسلح، وان يحوّل جنوب لبنان قاعدة لاطلاق الصواريخ، من جراء الدعم الذي قدموه اليه.

وهناك ايضاً مسؤولية الذين قرروا الوقوف على الحياد طوال فترة المواجهة بين قوى 14 آذار و8 آذار، من دون ان يتنبهوا الى ان صمتهم ساهم في اضعاف بناء الدولة اللبنانية السيدة وفي تعزيز دولة حزب الله. وتتحمل القوى السيادية قسطاً من المسؤولية في هذا الاطار بسبب عدم مقدرتها طوال ثلاث سنوات ونصف سنة تقريباً على تحقيق ارادة الشعب في السيادة والاستقلال وترجمتها بنتائج سياسية ووطنية، مع ان الفرص المناسبة لم تكن لتنقصها في سبيل الوصول الى هذه الغاية.

واذا كان السيد نصرالله سيرغب في الاقدام مجدداً على اي مبادرة عسكرية، فإن ذلك سيكون قد تقرر خارج لبنان ولن يكون قد خضع للنقاش او لاتخاذ القرار بشأنه من قبل الحكومة اللبنانية. الا ان تداعياته ستصيب كل اللبنانيين وسنتضامن جميعاً امام مآسينا اذ ان في صفوف حكومة الوحدة الوطنية وزراء من قوى 8 آذار و14 آذار، وهي كانت ساوت في بيانها الوزاري بين الجيش والشعب والمقاومة، كأنها تتضامن مع المقاومة الاسلامية.

وفي الحقيقة ان خطر وقوع مواجهة قائم في الوقت الحاضر، واذا شنّت اسرائيل من جديد حرباً على لبنان، فهي لن تكتفي بالعدوان على مواقع اطلاق الصواريخ، بل انها ستلجأ الى الضرب في كل مكان على الاراضي اللبنانية. ونحن نغفل عن ان تفادي وقوع اي حرب جديدة يكون بالاكتفاء بأن نتحلى بالشجاعة وبأن نكون حاسمين في التعامل مع فئة لبنانية تعتقد بأنها فوق الجميع وبأنها قادرة على زجنا في اي مغامرة في اي وقت كان لحساب طرف ثالث.

ان اللجوء الى التسويات باستمرار او تأجيل المواجهات او الخشية من فقدان امتيازات سياسية، ان كل هذا يؤدي الى مراكمة هذه الاساليب وهي تتسبب باضعاف المواقف على المدى الطويل مما يزيد حدة التأزم وسلبيات مفاعيله في مختلف الميادين. في حين تتطلب مواجهة الازمات السياسية الكثير من الحسم وعدم تأجيل الاستحقاقات.

ان الاحداث التي ادت الى انطلاقة ثورة الارز والى تظاهرة 14 آذار 2005، اثبتت انه ما كان يبدو مستحيلاً يمكن انجازه من خلال التحلي بالشجاعة والارادة الكاملتين، وبالاقدام على المجازفة، وبالحسم. وكان الهدف من كل ذلك ان يستعيد الشعب اللبناني حقه في تقرير مصيره. لكن ثبت ان الارادة الشعبية التي تجلت في فوز اكثرية نيابية لم تكن الا وهمية امام الابتزاز المسلّح من جهة وبسبب عدم مواجهته بكل حسم وجدية وفعالية من جهة ثانية.

ولعل الاكثر اهمية في الظروف الراهنة ان يقرر اللبنانيون من الآن حتى الانتخابات النيابية ما اذا كانوا يريدون ان يستمروا اسرى دائمين لسلاح ميليشيا حزب الله، او البقاء تحت وطأة الخوف المستمر من خطر اندلاع حرب فجائية ضد اسرائيل يقررها السيد حسن نصرالله في اي وقت كان، او ان ينطلقوا لمرة واحدة ونهائية نحو استكمال استعادة سيادتهم ويعيدوا الى الشعب اللبناني حقه في تقرير المصير.

 

لا نيات عدوانية لعاملي الصيانة ضد «يونيفيل» ونتيجة التحقيق قريباً...

 سليمان: إزالة السلاح خارج المخيمات مدخل لترتيب شؤون الفلسطينيين في لبنان

بيروت - محمد شقير     الحياة     - 13/01/09//

م يصرف الاهتمام اللبناني الرسمي بالجهود الدولية والعربية لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، عن الالتفات الى ملف العلاقات اللبنانية – الفلسطينية، في ضوء دعوة أركان الدولة كل الفصائل والقوى الفلسطينية الى الترفع عن الخلافات والحفاظ على الوحدة الداخلية في مواجهة التداعيات الأمنية والسياسية المترتبة على حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل ضد الفلسطينيين في القطاع، فيما تراجعت امس المخاوف من ان يكون لدى عاملي التنظيفات اللذين أوقفتهما القوة الإيطالية العاملة في «يونيفيل» للاشتباه بحيازتهما مادة تفجيرية، أي نيات عدوانية بحسب التحقيقات الأولية التي تجريها معهما مديرية المخابرات في الجيش اللبناني.  

ولعل البارز أمس في ملف العلاقات اللبنانية – الفلسطينية ما قاله رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اثناء استقباله الأمين العام لـ «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» نايف حواتمة من ان لبنان «ليس بعيداً من ترتيب شؤون الفلسطينيين وتسهيل أمورهم الحياتية وهذا يتطلب تعاوناً بين الدولة والفلسطينيين يبدأ بتنفيذ ما اتفق عليه القادة اللبنانيون على طاولة الحوار بإزالة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات».

وإذ أمل سليمان في التوصل الى وقف للنار في غزة قبل مؤتمر الكويت الاقتصادي، أكد ان «لا يحق لإسرائيل التذرع بإطلاق الصواريخ لأنها هي السبب في حرمان الفلسطينيين حقوقهم في إنشاء دولتهم المستقلة وفقاً لمبادرة بيروت العربية للسلام، والرد على الصواريخ التي أطلقت من جنوب لبنان من قبلها مدان لأنها استبقت التحقيقات التي تجريها «يونيفيل» والجيش اللبناني وهذا يدل على نياتها السيئة». ولفت حواتمة الى ان «الموقف الواقعي الفلسطيني هو مع لبنان وضد توظيف جنوبه، وما حصل هناك لا يمثل الشعب الفلسطيني»، مبدياً أمله في ان تكشف التحقيقات هوية المرتكبين.

وفي السياق نفسه أكد حواتمة بعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري ان المخيمات الفلسطينية «لن تكون إلا تحت سيادة القانون اللبناني، فيما أكد بري لدى استقباله اعضاء السلك القنصلي في لبنان، ضرورة التضامن الداخلي، وقال: «بلدنا في طريق التعافي على رغم بطء السلحفاة الذي يسير فيه العمل الحكومي».

الى ذلك، تابعت أمس الأوساط الديبلوماسية العربية والأجنبية توقيف القوة الإيطالية في «يونيفيل» عاملي تنظيفات في مقر قيادتها في تبنين للاشتباه بمادة موضوعة في حقيبة بداخلها الأدوات التي يستخدمانها في صيانتهما وتنظيفهما للقاعدة، وتبين لها من خلال تواصلها مع القيادات الرسمية والأمنية ان القضية أعطيت اكبر من حجمها، واستبعدت ان تكون لديهما نيات عدوانية ضد «يونيفيل».

وعلمت «الحياة» ان قيادة الجيش اللبناني ستصدر بين ساعة وأخرى بياناً توضيحياً، وأن المادة التي عثر عليها مع عاملي التنظيفات لا تدعو الى القلق وأنها مصنوعة من البلاستيك، الذي يمكن ان يستخدم في تصنيع المتفجرات او غيرها.

وبحسب المعلومات فإن القوة الإيطالية وجدت في حقيبتهما ست قطع من البلاستيك لا تزن أكثر من عشرين غراماً وأنها غير موصولة ببعضها البعض وبالتالي ليست معدة للاستعمال أو التفجير، وقد تكون من نوع «الخردة» التي لا تدعو للقلق.

وكشفت مصادر وزارية ان رئيسي الجمهورية والحكومة ميشال سليمان وفؤاد السنيورة بقيا على تواصل مع قيادة الجيش منذ اللحظة الأولى لاكتشاف قطع البلاستيك وأنهما أفيدا تباعاً بأن هذه القضية أُعطيت أكبر من حجمها في الإعلام، وأن نتائج التحاليل المخبرية التي أُجريت عليها ستظهر في الساعات المقبلة لكن استبعاد أي نيات عدوانية يبقى أمراً قائماً، خصوصاً ان عاملي التنظيفات يترددان باستمرار على مقر قيادة القطاع الغربي لـ «يونيفيل» منذ أكثر من سنة ويقومان بأعمال التنظيفات والصيانة.

على صعيد آخر، تقرر تأجيل جلسة الحوار الوطني من 22 الجاري الى 26 منه نظراً لاضطرار سليمان للسفر الى الكويت الأحد المقبل لحضور القمة العربية الاقتصادية التي تستمر أكثر من 4 أيام، على ان يسبقه السنيورة إليها لإلقاء محاضرة حول الاقتصاد العربي وينضم لاحقاً الى الوفد اللبناني برئاسة رئيس الجمهورية. ويغادر بري في الساعات المقبلة على رأس وفد نيابي الى اسطنبول للمشاركة في المؤتمر البرلماني الآسيوي – الإسلامي الذي ستخصص أعماله لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة من خلال التحضير لديبلوماسية برلمانية ضاغطة على إسرائيل التي ما زالت ترفض الانصياع للدعوات الى وقف النار ورفع الحصار المفروض على غزة

 

القاهرة والرياض ترفضان تسوية تشبه اتفاق الدوحة ولبنان خط الدفاع الأخير لإيران إذا سقطت غزة

هيام القصيفي/النهار     

تكشف الحرب المستمرة على غزة يوما بعد يوم حدة الانقسام الاقليمي بين محورين، والرغبة المتمادية في تكريس هذا الانقسام وتداعياته على منطقتين ساخنتين هما غزة وبيروت. فالحرب التي تدخل اسبوعها الثالث، لم تكن لواشنطن كما يبدو لكثير من المراقبين المحليين أي دور مباشر فيها، لا بل بدت واشنطن لهؤلاء اشبه بالمعتكفة عن الاضطلاع بدور حيوي ، تماما كما فعلت في حوادث 7 ايار الماضي في بيروت. وعلى غرار الجو السياسي الذي افضى حينها الى دخول قطر وايران وسوريا وفرنسا وتركيا على خط الازمة اللبنانية، حاول هؤلاء الاطراف ان يقوموا بالدور نفسه، في الايام الاولى للحرب وتعبئة الفراغ الاميركي بالدعوة الى قمة عربية عاجلة. وحاول الامين العام لـ" حزب الله" السيد حسن نصر الله ملاقاة هذا التوجه بدعوة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى التحرك في اطار الدعوة الى عقد القمة.

لكن المحاولة التي رمت ايضا الى القفز فوق الدورين المصري والسعودي تماما مثلما حدث في ايار لم يكتب لها النجاح، نظرا الى التداخلات التي تربط الوضع الفلسطيني في غزة بمصر جغرافياً وامنيا، ولان الرياض حاولت الا تكرر خطأ الانكفاء في بيروت، على حساب تسوية ظرفية حدت الخسائر قدر الممكن، مما جعل الطرفان المصري والسعودي يرفضان عقد القمة، واخراج الحل اقليميا، والذهاب بدل ذلك الى الامم المتحدة.

وكانت مصر ولا تزال تريد ان تكون ورقة غزة في يدها لأسباب تتعدى الصراع العربي الاسرائيلي، او حتى الفلسطيني الداخلي، لان الخشية المصرية تكمن في تعاظم قوة "حماس" العسكرية وامتدادها الى الداخل المصري، في حين  تعرف القاهرة ان السلاح يهرب الى "حماس" عبر اراضيها على غرار تهريب السلاح الى لبنان عبر سوريا. ومن خلال تركيبات أصولية تمد التنظيم الفلسطيني بحاجاته المالية والعسكرية، والاهم خشية مصر من قبائل البدو المنتشرة في سيناء والتي يكثر الكلام على دخول ايراني على خطها لتأمين خطوط الامداد لـ"حماس".

اما السعودية فتعتبر ان ما يجري في غزة، انما هو تتمة للاصطفاف الذي تكرس في بيروت، وان نجاح المشروع المناوئ لها ينقل ملف القضية الفلسطينية والصراع مع اسرائيل  من يدها الى يد ايران كطرف فاعل في المنطقة، مما يعني ان المشروع العربي للسلام الذي وضعته مبادرة الملك السعودي عبد الله سيذهب ادراج الريح، علما ان حرب غزة سبقتها حملة اعلامية  - إعلانية في الصحف العالمية والعربية استخدمت فيها صفحات كاملة  لشرح المبادرة والحض على تبنيها.

وسط هذه الاجواء، بدت مصر والسعودية، في غياب الاردن الذي يستشعر خطر ما يحدث على وضعه مما اضطره الى اجراء مناقلات امنية، تتجهان نحو سياسة الخطوة خطوة. وساهمت واشنطن بدخولها على الخط، لحظة تحول الملف الى الامم المتحدة، في اعادة دور البلدين الى الواجهة. اذ تشكلت مجموعة ضغط من واشنطن والمانيا ومصر والسعودية  وتركيا التي تحاول ربط خيوط النزاع بين المحورين وأداء دور محوري بينهما، وخضعت هذه المجموعة من الاندفاعة الفرنسية والقطرية، وجعلتهما اكثر انضباطا تحت سقف الولايات المتحدة، مما انعكس سلبا على التحرك الفرنسي الذي تعرض لاكثر من نكسة من بيروت الى غزة.

من هذا المنطلق جاءت صيغة القرار الدولي 1860 غير ملزمة وتفتح الطريق امام اجتهادات ميدانية وسياسية تجعله شبيها بعدد من القرارات الدولية الموقتة او غير القابلة للتنفيذ. فبالنسبة الى مجموعة الضغط هذه، من غير المسموح عودة الوضع في غزة الى ما كان عليه، من دون ان تكسر مصر والسعودية الجو الاصولي المحيط بـ"حماس"، لا بل ان المطلوب ترويضه وتحويله حالة اسلامية سياسية  لا صلة لها امنية  وعسكرية بالمحور السوري – الايراني.

في المقابل، لا تزال  ايران وسوريا  تتريثان في دخول صراع مكشوف على ارض المعركة، فهما لا تستطيعان اليوم تقديم الدعم اللوجيستي لـ"حماس"، على رغم وفرة الاوراق التي في ايديهما، واولها لبنان. لذلك تراقب قوى سياسية لبنانية تطور الوضع الميداني في غزة، وتلاحظ تأييدا مباشرا من بعض الاوساط القريبة من الخط الايراني – السوري لقرار يشبه القرار 1701، بحجم قوة دولية اخف، لان ذلك يريح وضعي البلدين، تماما كما اراحهما في لبنان. في حين  ان أي انكسار لـ"حماس" لن يكون لمصلحة سوريا وايران اللتين سترتدان على الوضع اللبناني كخط دفاع اخير. ولذا يصبح  لكلام رئيس المكتب السياسي لـ "حماس" من دمشق خالد مشعل منحى مغايرا ما دام حسم التردد الذي كانت تعيشه "حماس" خارج غزة في خيارها حيال الحل الذي عرضته مصر. ومن هذا المنطلق ايضا يأتي الحديث عن الاستراتيجية الدفاعية التي اعادها السيد حسن نصر الله الى دائرة الضوء بحديثه عن الخيارات المفتوحة. ولعل في تأجيل طاولة الحوار الى ما بعد تسلم الادارة الاميركية كسبا اكثر للوقت تفيد منه جميع القوى الداخلية في اعادة ترتيب الاولويات بعد انقشاع غبار معركة غزة.

ويبدو السؤال البديهي لدى قوى محلية الى أي مدى يمكن اللعب بورقة الحدود، والزج بالجيش في مواجهة مع اسرائيل لتحصين مواقع سوريا وايران، وهل ستقبض القبضة الحديد مرة اخرى على الوضع الداخلي، ما دامت هناك ملفات مستحقة ستوضع عاجلا ام اجلا على الطاولة؟

 

حلف الاولويات

الياس الزغبي

(النهار) ، الثلاثاء 13 كانون الثاني 2009

ما يواجهه لبنان والمنطقة لم يعد في حاجة الى الكثير من البحث والجهد لكشف حقيقته، ولو تعددت التسميات والتعميات مثل القول بـ "جبهة الممانعة والمقاومة" ضد "جبهة الاعتدال"، أو "الهلال الشيعي" ضد "القوس السني"، أو الفرس ضد العرب، أو المحور الايراني - السوري بملحقاته في لبنان وفلسطين والعراق ضد المحور المصري السعودي-  الاميركي... مع استخدام اسرائيل في كل حال وسجال.

 

في حقيقة الصورة أن ما كان يقال همسا بدأ يخرج الى العلن، وما كان يحصل بالمفرق بات يحصل بالجملة، وما كان محصورا في نطاق بعض الكيانات (لبنان تحديدا) خرق هذه الكيانات وتمدد على رقعة الشرق الاوسط من المتوسط الى ايران، وربما مع حلم أوسع الى عمق آسيا.

 انه "حلف الاقليات" الذي يعتقد أهله والمنظّرون له أنه "الضامن" لوجودهم و "المعطّل" لهيمنة الأكثرية غير " الوهمية"، ولا "الموقتة" طبعا. وهذه الاقليات ليست فقط دينية مذهبية بل عرقية ايضا. ووراءهم، في عمق النظرية والمشروع والنموذج، اسرائيل كدولة دينية تتجه أكثر فأكثر نحو الصفاء. والمثير أن هذا "التفاهم" الموضوعي يتم تحت دخان "الممانعة" وضجيج المقاومة ومحنة غزة (هي أقلية في حساب الخطة) و"انتصارات" حرب 2006 في لبنان و"هزيمة" المشروع الاميركي في المنطقة، ويتجلّى في الخطوات الواثقة للرئيس السوري بشار الاسد نحو اسرائيل تحت العين الايرانية الساهرة.

مخاطر حلف الاقليات

لم تشهد منطقة الشرق الاوسط، في التاريخ الحديث، حالات جدّية ومعلنة لهذا التحالف، لا بين الدول والكيانات ولا داخل كل دولة أو كيان، باستثناء لبنان الذي مرّ في تجربتين خطيرتين في السبعينات والثمانينات من القرن الفائت، وهو الآن في خضم تجربة ثالثة أشد خطورة.

- 1976 توهّم مسيحيو لبنان بأن النظام السوري يكرّس امتيازاتهم و "يحميهم"، فعقدوا معه تحالفاً (كان في الحقيقة اضطرارا وليس خيارا) ارتد خلال بضعة اشهر كارثة عليهم من الاشرفية الى الشمال الى زحلة الى قراهم وبلداتهم في البقاع والجبل.

- 1982 عقدوا تحالفاً آخر مع اسرائيل (كان أيضا حالة اضطرارية)، وكانت العاقبة اقتتالا وتهجيرا وهجرة وضمورا.

واليوم ينزلق بعضهم بهوس ضرير الى تحالف غير محسوب العواقب مع النظام السوري نفسه (مع التشديد على "نفسه"، فماذا تغير بعد 40 عاما ؟)، مع فارق أن هناك خلفية أكثر اتساعا تمتد الى ايران، أي أن الخطر على المسيحيين سيتخطى لبنان ويشمل كل رقعة للنزاع بين الحلف السوري – الايراني وأعدائه. وهذه هي، في الجوهر، محاذير زيارتي العماد ميشال عون الى ايران وسوريا، فقد أدخل المسيحيين (مسيحييه، الى أن يستفيقوا)، من حيث يدري أو لا يدري (يتساوى هنا الجهل مع المعرفة)، في حروب الخلافة وتسديد فواتيرالتاريخ وخوض رهانات المستقبل. وكانت طلائع الاثمان التي يدفعها المسيحيون على مذبح الحلف الجديد ظهرت في مخيم وسط بيروت، وفي 23 كانون الثاني 2007 (محاولة انقلاب شعبوية كادت تحرق المسيحيين)، وفي تفريغ رئاسة الجمهورية، وفي 7 أيار 2008 (محاولة انقلاب مليشيوية)، وفي تعطيل المصالحات تحت شعار "لا لزوم لها"، وفي التقريع والتشنيع كخطاب "حديث" للنيل من مرجعيات روحية وسياسية، وفي الهاء الناس بملفات افتراضية وتشويش أفكارهم بسموم اعلامية.

 نجاحات حلف الاولويات

في مقابل اخفاقات حلف الاقليات وأثمانه وشروره، خصوصا على المسيحيين، تبرز حالات ناجحة في تاريخنا الحديث، شئت أن أضعها تحت عنوان "حلف الاولويات" كحل سياسي ووطني يمكن استلهامه في بناء لبنان الدولة والوطن والرسالة. والمقصود بالاولويات مجموعة الأهداف العليا والمبادىء الاولى والقيم التي توصف بالثوابت مثل: لبنان أولا، الاستقلال والسيادة أولا، الحرية والديموقراطية أولا، الحقيقة والعدالة أولا، الحياة المشتركة والتعددية والتنوع والقبول المتبادل الحر أولا، احترام حقوق الانسان أولا... انها أولويات وفّرت استقرارا وازدهارا للبنان ومنحته الحرية والاستقلال حين تبنّاها اللبنانيون واعتنقوها. وفي كل مرة تخلوا عنها سقطوا في التنابذ والاحتراب، وراحوا يبحثون عن مظلة هنا وحماية هناك و"حلف أقليات" هنالك. ومن المفيد الاضاءة على محطات مفصلية أثبتت نجاحات "حلف الاولويات" على مر العقود الأخيرة:

- 1915، تحالف اللبنانيون، مسلمين ومسيحيين وخارج معادلة الأكثريات والأقليات، على أولويتي الحرية والهوية (ضد الاحتلال والتتريك)، فأسسوا فوق منصات المشانق لبنان الكبير الذي أطلقه البطريرك الياس الحويك العام 1920 أمة كريمة بين الامم.

- 1943، تعاقد اللبنانيون على أولوية جديدة، وأيضا خارج عقدة الاقليات، هي الاستقلال، فحققوا استقلالهم الاول، ولم يبق في أرضهم الحرة أي قوة غريبة وأي جندي أجنبي (سقط هذا المكسب حين سقطوا في الانقسام على الاولويات مرة أخرى).

- في الستينات انخرطوا بنجاح في أولوية بناء الدولة ومؤسساتها وكرّسوا كرامتهم الوطنية في خيمة وادي الحرير(قمة فؤاد شهاب وجمال عبد الناصر) وانصرفوا الى تطوير شؤونهم الاجتماعية والادارية والحياتية.

- 1989، جدّدوا عقدهم الوطني بعد ندوب الحروب وخرجوا من سباق العدد الى ثابتتي الوطن النهائي والانتماء العربي (لم يفكروا بأي انتماء اخر: تركي أو ايراني مثلا).

- 2005، فرضوا بجدارة موصوفة استقلالهم الثاني (الثابت) وقدّموا نموذجا رائعا لحلف الاولويات (حرية وسيادة واستقلال وديموقراطية وحقيقة وعدالة). انه الحلف الأصدق تعبيرا عن حقيقة لبنان، يتعاهد أطرافه على الاهداف العليا، في مواجهة مشروع يؤدي الى تدمير الاولويتين: النهائية والانتماء.

" اوريكا ": رأس الحلول

منذ عشرات السنين يبحث اللبنانيون عن أساس لحل مشكلاتهم الوطنية، وهو توافر بين أيديهم في المحطات التي ذكرناها، وليس عليهم سوى التزام أولوياتهم فهي وحدها الكفيلة بخلق ظروف العيش المشترك وفتح أبواب الاتفاق على بناء الدولة وتوزيع المسؤوليات والصلاحيات. تحت وفاق الاولويات يسهل أي وفاق اخر، وتصبح كل الخلافات قابلة للحل حتى الأشد تعقيدا مثل تحييد لبنان عسكريا، وشكل الدولة (مركزية، لامركزية، اتحادية)، والطائفية السياسية والاجتماعية (مجتمع أهلي أو مدني أو علماني)، ونظام الحكم (رئاسي، برلماني، ديموقراطي توافقي أو عددي)، وطريقة انتاج السلطات وتوزيعها (قوانين الانتخاب والتعيينات)، فعبثا نبحث عن حلول لهذه المشكلات ونحن منقسمون على الاولويات. ما يؤكّد هذه الحقيقة هو التلاقي العفوي التلقائي الطوعي لأهل 14 آذار والحالة المدنية المنسابة بين مكوّناتها وخصوصا الشبابية منها. وليس خافيا أن ما يجمع بين هؤلاء أعمق وأبقى مما التقى عليه أطراف 8 آذار، فحالة ساحة الحرية مستمرة ومتفاعلة بينما لا نكاد نجد أثرا لـ "حالة" ساحة الاعتصام و "تفاهمها"، خصوصا بين نصفي المجتمع: الشاب والفتاة. سرالفرق يكمن بين الثابت في الوطن والمتغيّر في السياسة، بين نسيج الاولويات هنا ومركّب الأقليات هناك. ولا وجوب ليأس دعاة المجتمع المدني (وأهل العلمانية ايضا) بعد اليوم، لأن المدخل الى تحقيق هدفهم بات أمامهم وعليهم تطوير سعيهم الى ترسيخ الاولويات وتعميمها فتصبح قبّة حامية لمجتمع حديث ودولة عصرية.

ومع أن نجاحات حلف الاولويات تعرّضت لانتكاسات طوال نصف قرن أبرزها حوادث 1958 و1975 و1990 و2006 و2008، فان مصير لبنان محكوم بحتمية انتصار هذا الحلف وليس بأي حلف آخر. ولا بد من تنامي وعي اللبنانيين لادراك الأهمية التاريخية لحدث 14 آذار 2005 في ساحة الشهداء بمقدار وعيهم التاريخي لرسالة شهداء المشانق الذين منحوا الساحة اسمها.

ان قرنا كاملا من التجربة والمعاناة والشهادات يجب أن يفتح أبصار اللبنانيين وبصائرهم، وخصوصا معظم الشيعة وبعض المسيحيين، على جدول الاولويات التي ترسم خلاصهم، فيتخلون عن وهم الاحلاف الصدامية، وينتبهون الى أن الضحية الكبرى لحلف الاقليات هي الاقليات نفسها، لأنها خاضعة بدورها، وفي داخلها، لدورة الدم بين أقلية وأكثرية، في لعبة العدد القاتلة.