المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 9 آذار/2009

إنجيل القدّيس لوقا .56-40:8

ولَمَّا رَجَعَ يسوع، رَحَّبَ بِه الجَمعُ لِأَنَّهُم كانوا كُلُّهُم يَنتَظِرونَه. وإذا بِرَجُلٍ اسمُه يائيرس، وهو رَئيسُ المَجمَع، قَد جاءَ فَارتَمَى على قَدَمَيْ يَسوع، وسأَلَهُ أَن يَأتيَ بَيته لِأَنَّ لَه ابنةً وحيدةً في نَحوِ الثَّانِيَةَ عَشرَةَ مِن عُمرِها، قد أَشرَفَت على المَوت. وبَينَما هُوَ ذاهِب، كانَتِ الجُموعُ تَزحَمُه حتَّى تكادُ أَن تَخنُقَه. وكانَت هُناكَ امرأَةٌ مَنزوفَةٌ مُنذُ اثنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَة، وكانَت قد أَنفَقَت جَميعَ ما عِندَها على الأَطِبَّاء، فلَم يَستَطِعْ أَحَدٌ مِنهُم أَن يَشفِيَها. فدَنَت مِن خَلْفُ ولَمَست هُدْبَ رِدائِه، فوقَفَ نَزْفُ دَمِها مِن وَقتِه. فقالَ يسوع: «مَن لَمَسَني؟» فلمَّا أَنكَروا كُلُّهم، قالَ بُطرُس: «يا مُعَلِّم، الجُموعُ تَزحَمُكَ وتُضايِقُكَ!» فقالَ يسوع: «قد لَمَسَني أَحَدُهم، لأَنِّي شَعَرتُ بِقُوَّةٍ خَرَجَت مِنَّي». فلمَّا رَأَتِ المَرأَةُ أَنَّ أَمرَها لم يَخْفَ علَيه، جاءت راجِفَةً فارتَمَت على قَدَمَيه، وذَكَرَت أَمامَ الشَّعبِ كُلِّه لِماذا لَمَسَتهُ وكيفَ بَرِئَت مِن وَقتِها. فقالَ لها: «يا ابنَتي، إِيمانُكِ خلَّصَكِ، فاذهَبي بِسَلام». وبَينَما هو يَتَكلَّم، جاءَ أَحَدٌ مِن عِندِ رَئيسِ المَجمَعِ فقال: «ابْنَتُكَ ماتَت، فلا تُزعِجِ المُعَلِّمِ» فسَمِعَ يسوعُ فأَجابَه: «لا تَخَفْ، آمِنْ فحَسْب تَخلُصِ ابنَتُكَ». ولَمَّا وَصَلَ إِلى البَيت، لم يَدَعْ أحَدًا يَدخُلُ معَه إِلاَّ بُطرُسَ ويوحنَّا ويَعقوبَ وأَبا الصَّبِيَّةِ وأُمَّها. وكانَ جَميعُ النَّاسِ يَبكونَ ويَنوحونَ علَيها. فقالَ: «لا تَبْكوا، لم تَمُتْ، إِنَّما هي نائمة». فضَحِكوا مِنه، لِعِلْمِهِم بِأَنَّها ماتَت. أَمَّا هو، فَأَخَذَ بِيَدِها، وصاحَ بِها: «يا صَبِيَّة، قومي!» فرُدَّتِ الرُّوحُ إِلَيها وقامَت مِن وَقتِها. فأَمَر بِأَن تُطعَم. فدَهِشَ أَبَواها، فأَوصاهُما أَلاَّ يُخبِرا أَحَدًا بِما جَرَى.

 

القدّيس أمبروسيوس (حوالى 340–397)، أسقف ميلانو وملفان الكنيسة

التوبة/"إيمانُكِ خلّصَكِ فاذهبي بسلام"

"ليس الأصحّاء بمحتاجين إلى طبيب بل المرضى" (متى9: 12)؛ أرِ الطبيب جرحك لكي تتمكّن من الشفاء. حتّى وإن لم تُرِه جرحك فهو على علم به لكنّه يفرض عليك أن تُسمِعَ صَوتَك. نظّف جراحاتك بدموعك. هكذا تمكنّت المرأة التي يتحدّث عنها الإنجيل من التخلّص من خطيئتها ومن رائحة زلاّتها العفنة؛ هكذا تطهّرت من خطيئتها عندما غسلت رجلَيّ الربّ يسوع المسيح بدموعها. أيمكنك يا يسوع أن تمنحني أنا أيضًا نعمة أن أغسل قدميك اللتَين اتّسختا عندما كنت تسير بداخلي؟ لكن أين أجد الماء الحيّ الذي به يمكنني أن أغسل قدميك؟ وإن لم يكن لديّ ماء، فأنا لديّ دموعي. إسمح لي يا ربّ أن أطهّر نفسي بالدموع التي سأغسل بها قدمَيك! ماذا عليّ أن أفعل لكيّ تقول عنّي: "إنّما غفرت لك خطاياك الكثيرة لأنّك أظهرت حبًّا كبيرًا" (لو7: 47). أنا أعترف أنّ دَيني كبير وأنّه قد تمّ "إعفائي من الكثير"، أنا الخارج من ضوضاء خلافات الساحات ومن مسؤوليّات الحكومة وقد دُعيتُ إلى الكهنوت. وأنا أخشى، بالتالي، أن أكون ناكرًا للجميل إذا أحببت قليلاً، لأنّه قد تمّ إعفائي من الكثير. لا يمكنني مقارنة هذه المرأة بأيّ كان، وهي التي تمّ تفضيلها على سمعان الفرّيسي الذي كان يستضيف الربّ يسوع المسيح على مائدة الغداء. غير أنّها أصبحت أمثولة لكلّ مَن يريد أن يستحقّ الغفران، فهي من قبّلت قدمَي يسوع، وغسلتهما بدموعها، ومسحتهما بشعرها، ودهنتهما بالطيب... وإن كنّا نحن لا يمكننا إنصافها، فإنّ الربّ يعرف كيف يعزّي الضعفاء. فحيث لا يوجد مَن يحضّر طعامًا، ولا مَن يجلب عطرًا، ولا مَن يحضر معه نبع ماء حي (يو4: 10)، يأتي الربّ يسوع المسيح إليه بنفسه.

 

الوفد الأميركي اختتم جولاته على المسؤولين بزيارة النائب حرب: الوفد جاء ليطمئننا بان لا صفقة مع سوريا على حساب لبنان ومصالحه

وطنية - 8/3/2009 اختتم مساعد وزيرة الخارجية الأميركية بالوكالة جيفري فلتمان والوفد المرافق له: مدير الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأميركي دانيال شابيرو ، السفيرة الأميركية ميشال سيسون وعدد من أركان السفارة في بيروت، جولاتهم على المسؤولين اللبنانيين بزيارة النائب بطرس حرب مساء اليوم في دارته بالحازمية

وفيما غادر فيلتمان، دون الإدلاء بتصريح، أوضح النائب بطرس حرب "أن العالم دخل بعد انتخاب الرئيس الأميركي الجديد، في مرحلة جديدة من السياسة الأميركية، مع مشاكل الشرق الأوسط. ويبدو أن توجه الإدارة الجديد هو التمسك بالمبادىء التي كانت عليها الإدارة السابقة، مع تغيير في أسلوب التعاطي، من خلال عدم اعتماد الإمتناع عن المباحثات، مع من لا يشارك هذه الإدارة رأيها، إلى حالة جديدة هي التمسك بالمواقف مع فتح الحوار، لإيجاد مخارج للقضايا والخلافات القائمة". أضاف:"تدخل زيارة الوفد الأميركي في هذا الإطار، وقد كان للإدارة الأميركية قرار واضح ، هو التأكيد للبنانيين على أن فتح العلاقة والحوار مع سوريا، وربما مع إيران في المرحلة المقبلة، لا يغير الموقف الأميركي تجاه سيادة لبنان واستقلاله، ودعم الحركة الإستقلالية فيه. ولذلك كانت الرسالة برأيي واضحة عندما جاء الوفد الأميركي ليتوجه إلى سوريا، للبحث مع النظام السوري، في المشاكل العالقة بينهما، قصدت الإدارة الأميركية أن يمر الوفد في لبنان، قبل توجهه إلى سوريا، والعودة إليه بعد اجتماعه مع المسؤولين السوريين، ليطمئن اللبنانيين، ب "أن ليس هناك من صفقة على حساب لبنان ومصالحه والمبادىء، والتضحيات التي ليست معروضة للتفاوض، او البحث أو البيع والشراء".

وقال:" وما يطمئن أيضا بأن الإدارة الأميركية، التي لا تزال على موقفها من لبنان والشرق الأوسط، هي نفسها الإدارة، التي تسعى بأسلوب جديد، لإيجاد مخارج وأجواء جديدة، قد تسمح بتحقيق ما عجزت عنه الإدارة السابقة، التي كانت مقفلة بالكامل على أي حوار مع سوريا، أو غيرها. وكانت مناسبة لفتنا فيها نظر الوفد الأميركي، بأننا نتمنى على الإدارة الأميركيةن في محاولتها فتح الحوار مع سوريا ـ وهذا ما لا نمانع به إطلاقا إنما نشجعه- ألا يكون لبنان على طاولة المفاوضات بل خارجها، وأن يكون موضوع لبنان، في الإطار العام كدولة مستقلة، لا يجوز لأحد التدخل في شؤونها الداخلية، ولا يجوز لأحد اتخاذ القرار عنها، وأن يترك للشعب اللبناني تقرير مصيره".

وتابع حرب:" إذا كانت العلاقات الأميركية - السورية ستتحسن، ونحن نشجع ذلك، فيجب ألا يكون ذلك على حساب لبنان، وعلى حساب إدارة ظهر الولايات المتحدة الأميركية والمجموعة الأوروبية، والدول الديمقراطية للبنان، وهذا أساسي بالنسبة إلينا. وقد أكدت بأن الإدارة الأميركية إذا ما صممت، فهي قادرة على وضع النزاع العربي ـ الإسرائيلي على بساط البحث الجدي، وعلى طريق الحل الجدي، من خلال ممارسة الضغوط على طرفي النزاع لبدء مفاوضات جدية، لإيجاد حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية، بحيث تتأمن للشعب الفلسطيني حقوقه الوطنية، ويتأمن السلام الذي تدعي إسرائيل رغبتها به".

وتابع:"ولمست من الوفد تصميما أميركيا على متابعة المباحثات، لإيجاد حل للقضية الفلسطينية، من خلال فكرة الدولتين، ليتمكن الشعبان من العيش بسلام، ويتمتعا بحقوقهما، وهذا ما يوفر المناخ الملائم لدولة كلبنان، فتنتعش وتتعزز استقلاليتها وديموقراطيتها وتعود مثالا للديموقراطية في المنطقة".

وردا على سؤال اعتبر "أن طريقة تصرف الوفد الأميركي، هي لطمأنة اللبنانيين بأن أي علاقة أميركية - سورية ليست على حساب لبنان، وهي ليست مستعدة للتفاوض مع سوريا، على حساب أي من الحقوق الوطنية للبنانيين، وهذا ما أبلغه الوفد للمسؤولين السوريين خلال الزيارة، ورفض بأن يكون لبنان موضوع مساومة في أي قضية طرحت".

 

فيلتمان: المحادثات مع المعلم "بنّاءة جداً" وهناك مجال للتعاون في وقف تسليح "حزب الله"

النهار/وصف مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط بالوكالة جيفري فيلتمان المحادثات الطويلة التي عقدها مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم وغيره من المسؤولين السوريين بأنها كانت "بناءة جداً وشاملة" واظهرت وجود "أرضية مشتركة" وتطرقت الى مختلف القضايا الخلافية بين البلدين، مؤكداً انه "لم يكن هناك أي موضوع محرّم". وامتنع المسؤول الاميركي عن التطرق الى مضمون المحادثات. لكن فيلتمان الذي كان يتحدث من دمشق في مؤتمر صحافي دولي هاتفي ربطه بعدد من الصحافيين في واشنطن ايضا، اضاف ان حكومته لم تتحاور مع سوريا منذ زمن طويل، وان "الخلافات بين بلدينا تتطلب جهدا كبيرا وأكثر من الاجتماعين... ويجب الا نتوقع ان تتغير الامور بشكل درامي بين اليوم وغدا"، في اشارة الى الاجتماع الاول في هذا الحوار الذي جرى في 26 شباط الماضي بينه وبين السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى.

وردا على سؤال لـ"النهار" حول ما تتوقعه واشنطن من سوريا قبل الانتقال الى اجتماعات على مستوى أعلى وتعيين سفير اميركي جديد في دمشق، قال ان الاجتماع لم يضع "أي شروط او مواعيد" على واشنطن او دمشق في شأن المستقبل.

وكان آخر مسؤول اميركي رفيع المستوى زار دمشق هو نائب وزير الخارجية الاميركية ريتشارد ارميتاج في كانون الثاني 2005، وبداعامذاك ان احتمالات تحسن العلاقات بين سوريا وادارة الرئيس السابق جورج بوش كانت قاتمة. وفعلا، تدهورت العلاقات أكثر بين البلدين حين سحبت واشنطن سفيرتها مارغريت سكوبي من دمشق في اعقاب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في 14 شباط 2005.

ورافق فيلتمان في زيارته الى دمشق مسؤول قسم الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي الاميركي دانيال شابيرو، وهما التقيا المعلم ونائبه السفير فيصل مقداد ومستشارة الرئيس السوري للشؤون الاعلامية بثينة شعبان، واستمر اللقاء زهاء ثلاث ساعات ونصف ساعة، تخللتها خلوة بين فيلتمان والمعلم.

وعن اسباب عدم لقائه الرئيس الاسد، قال ان حكومته طلبت الاجتماع بالمسؤولين السوريين وتركت لهم حرية اختيار هؤلاء المسؤولين. واضاف انه سيعود وشابيرو الى بيروت "لمتابعة المشاورات" مع القيادات اللبنانية "خصوصا ان ثمة قضايا يجب مناقشتها معهم بينها الانتخابات البرلمانية والمحكمة الدولية".

وكانت مصادر اميركية افادت الجمعة ان واشنطن قررت عن قصد ان يدلي فيلتمان بهذه التصريحات في دمشق لتوضيح طبيعة الاتصالات بين الطرفين، وللتأكيد للبنانيين من دمشق ان الحوار مع سوريا اثار الاهتمامات والقلق الذي عبرت عنه قيادات لبنانية من ان يؤدي الحوار مع دمشق او ان يفسر على انه يمكن ان يضحي بمصالح لبنان، وان فيلتمان اراد ان يؤكد ان لا صحة لذلك على الاطلاق. وبعد مغادرته بيروت سيتوقف فيلتمان في باريس لاطلاع المسؤولين الفرنسيين على محادثاته في دمشق.

وتطرقت المحادثات وفقا لفيلتمان، الى مجموعة من القضايا الاقليمية والدولية والثنائية وكيفية احراز تقدم على المستويات كلها، مشيرا الى ان الحوار يسعى الى تحقيق اهداف محددة، واضاف: "موقفنا هو انه يمكن سوريا ان تضطلع بدور بناء في المنطقة". ورأى ان زيارته وشابيرو لدمشق "هي فرصة لنا للبدء بمعالجة هذه الاهتمامات والقلق، واستخدام الحوار كوسيلة لتحقيق اهدافنا في المنطقة". وشدد على ان مثل هذا الاجتماع هو جزء "من عملية" ستستمر في المستقبل وان كل طرف سيدرس اهتمامات الطرف الاخر وخياراته. واضاف: "سنتطلع الى فرص الحوار التي يمكن ان تتوافر في غضون الاسابيع المقبلة" بعد دراسة نتائج اجتماع دمشق، رافضاً تحديد أي موعد لاجتماعات أخرى على مستوى أعلى.

وعن احتمالات احياء مفاوضات المسار السوري – الاسرائيلي، قال ان واشنطن " تريد سلاما عربيا - اسرائيليا شاملا" وهذا يشمل السلام مع سوريا، لكنه دعا الى التحلي بالصبر في انتظار تأليف الحكومة الاسرائيلية الجديدة. واشار الى ان انتداب المبعوث الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل يشمل السلام الشامل، وان كان التركيز الان هو على المسار الفلسطيني - الاسرائيلي. ولكنه عاد وقال ان حكومته تريد تحقيق تقدم على مختلف المسارات حين يكون الاطراف المعنيون مستعدين لذلك، وان حكومته ترغب في تحقيق تقدم على المسار السوري.

وكانت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون شددت خلال زيارتها لانقرة على اهمية المسار السوري - الاسرائيلي الذي رعته تركيا في السنة الماضية. ولفتت الى ان أهمية اتصالات سوريا غير المباشرة المتعلقة بالسلام "لا يمكن وصفها". وأضافت أن واشنطن لم تتخذ قرارا بعد في شأن اعادة السفير الأميركي إلى سوريا. وأشادت بالوساطة التركية بين سوريا وإسرائيل، وقالت "إن أهمية هذا المسار وجهود السلام لا يمكن التقليل من شأنها. تركيا اضطلعت بدور مهم للغاية".

الى ذلك، رأى فيلتمان ان ثمة مجالات للتعاون بين واشنطن ودمشق "بينها العراق"، وخصوصاً الى ان الحكومة السورية تقول انها تدعم عراقا مستقراً. وقال ان هناك مجالا للتعاون مع دمشق في تطبيق قرار مجلس الامن 1701 يشمل من ضمن ما يشمله وقف تسليح "حزب الله"، مشيرا الى ان سوريا تقول انها تدعم هذا القرار.

وعن معنى معاودة الحوار مع دولة لا تزال على قائمة الدول التي تدعم الارهاب، قال ان اسباب ذلك معروفة وتتمثل استضافة سوريا ودعمها لتنظيمات مثل حركة المقاومة الاسلامية "حماس" و"حزب الله"، لكنه اضاف: "مهمتي اليوم ليست توجيه اصبع اللوم بل مناقشة القضايا الخلافية"، مشيرا الى ان هدف التحاور " هو جسر الهوات"، مكرراً مرة اخرى الدعوة الى عدم المبالغة بالتوقعات. ولخص الاجتماع بالقول: " اردنا ان نسجل قلقنا، واعطاء سوريا الفرصة لكي تشرح لنا تصورها للعلاقات الثنائية". هذا، ويعود فيلتمان الى لبنان ليتابع لقاءاته التي كان بدأها الجمعة 6 آذار مع نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان في اول لقاء بين موفد رسمي اميركي ورجل دين شيعي على هذا المستوى، ثم مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، فالبطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع وبعدها يلتقي فيلتمان والوفد المرافق النائب بطرس حرب.

وكان فيلتمان قد التقى السبت 7 آذار وزير الخارجية السورية وليد المعلم في دمشق حيث أعلن أنه بامكان سوريا أن تلعب دورا مهما وبناء في الشرق الاوسط.

 

فيلتمان من بكركي: السوريون فهموا موقفنا حيال لبنان وهو انه على اللبنانيين فقط تقرير مصير بلادهم

وكالات/استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، بعد ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية بالوكالة جيفري فلتمان ومدير الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأميركي دان شابيرو والسفيرة الأميركية ميشال سيسون. وبعد اللقاء، قال السفير فيلتمان: "جئت لملاقاة نيافة البطريرك صفير، لأبلغه رسالة من الادارة الاميركية الجديدة ومفادها ان الولايات المتحدة باقية في موقع المساند القوي لاستقلال لبنان، وللعملية الديموقراطية فيه. شكرناه على قيادته وناقشنا معه بالطبع قضايا اقليمية، شرحنا له التزام الرئيس الجديد باستخدام نفوذ اميركا للحصول على حل "الدولتين" للقضية الفلسطينية، وذلك بالتوصل الى حل شامل للصراع بين اسرائيل وجيرانها. مرة اخرى، ركزت رسالتنا على التأييد (الادارة الجديدة) للبنان".

سئل عن تجاوب السوريين معه حيال لبنان، فقال: "كما ذكرت، أجرينا مباحثات شاملة يوم امس (في دمشق)، مباحثاتنا استمرت لاربع ساعات وكانت بناءة اذ تناولت قضايا متنوعة استنادا الى تفاهم توصلنا إليه معهم اثناء المباحثات. باعتقادي ان السوريين فهموا موقفنا حيال لبنان، ومفاده ان لبنان للبنانيين وانه على اللبنانيين فقط تقرير مصير بلادهم". وعن تخوف أميركا من تسوية تتعلق بالمحكمة الدولية او تأتي على حسابها، قال: "المحكمة الخاصة بلبنان هي نتيجة لطلبات لبنانية بالعدالة في قضية اغتيال رفيق الحريري، والاغتيالات الاخرى بصورة عامة. الامل بالتوصل الى الحقيقة وباصرار الادارة الجديدة بل بالتزامها التام بالمحكمة، مما يفيد انها عبارة عن عملية تأييد مستمرة. دعوني اقول: لنعط القضاة فرصة للحكم فهم في سعي دائم للتوصل الى الحقيقة بناء على رغبة وطلب الشعب اللبناني".

حول اللقاء بالموالاة فقط، قال: "الوقت هنا محدود جدا بحيث انك تستطيع رؤية عدد قليل من الناس، فنحن امام يومين فقط فمن خلال الاطلال عليكم من خلال الكاميرا نستطيع الوصول الى العدد الاكبر من اللبنانيين". حول "حزب الله"، اكتفى بالقول: "موقف اميركا تعرفونه، اذ لم يتغير".

 

فيلتمان وشابيرو وسيسون زاروا المطران عودة: إذا وافق لبنان سنراقب والأوروبيين الانتخابات

وطنية - 8/3/2009 استقبل مطران بيروت للروم الأرثوذكس الياس عودة، مساعد وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأميركية بالوكالة جيفري فلتمان ومدير الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأميركي دان شابيرو والسفيرة الأميركية ميشال سيسون. وبعد اللقاء جدد فيلتمان تأكيده "استمرار الادارة الأميركية الجديدة بدعم استقلال لبنان ووحدته". وقال إن الأوروبيين والأميركيين "سيراقبون العملية الانتخابية وحسن سيرها، ولكن بعد موافقة اللبنانيين على قدومهم بالطبع". وعن الحوار الأميركي مع السوريين، لفت إلى أنه قد بدأ فعلا يوم أمس في دمشق "وذلك وفقا لسياسة الحوار لادارة (الرئيس الأميركي باراك) أوباما الحالية".

 

فيلتمان بعد زيارته والوفد المرافق وزير الدفاع الياس المر: التزام الولايات المتحدة بدعم القوات المسلحة اللبنانية مستمر بقوة

وطنية - 8/3/2009 استقبل وزير الدفاع الوطني الياس المر، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية بالوكالة جيفري فلتمان والوفد المرافق له: مدير الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأميركي دانيال شابيرو والسفيرة الأميركية ميشال سيسون.

بعد اللقاء قال السفير فيلتمان: "انه لمن دواعي سروري زيارة صديقي العزيز الياس المر، للمرة الثانية في خلال جولتي هذه. انه لمن دواعي سروري القدوم مع السفيرة سيسون ومدير شؤون المجلس القومي للامن في البيت الابيض دانيال شابيرو وهو عضو فاعل في طاقم الرئيس (الأميركي باراك) أوباما".

أضاف: "الجديد في رسالتنا الى وزير الدفاع السيد المر، مشابه لرسائلنا كافة إلى باقي المسؤولين اللبنانيين، وتتمثل في استمرار الدعم القوي في ظل ادارة اوباما خاصة في ما يتعلق بالتزام الولايات المتحدة تجاه القوات المسلحة اللبنانية، والتزام اميركا بالشراكة، مع ضباط وجنود الجيش اللبناني الشجعان، وذلك بتزويدهم بمجموعة متنوعة من المساعدات".

 

بعد محادثات في دمشق فيلتمان زار جعجع وقباني وقبلان

وكالات/بعد محادثات في العاصمة السورية، استكمل مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط بالوكالة جيفري فيلتمان والوفد المرافق لقاءاته في بيروت حيث زار قبل الظهر نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان الذي أعرب عن سروره لانفتاح الادارة الاميركية الجديدة على سوريا. ورأى ضرورة عقد لقاءات حوارية متواصلة مع ايران وسوريا من اجل احلال السلام العادل والشامل. كما دعا الى مد الجسورمع حزب الله وحماس والتعاطي مع اللبنانيين بروح الانصاف والعدالة وعدم الانحياز الى فريق دون آخر. واكد قبلان ان حل القضية الفلسطينية يكمن في اقامة دولة فلسطينية مستقلة.

فلتمان يرافقه مدير الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي دانيال شابيرو زارا ايضاً دار الافتاء واجتمعا على مدى ساعة مع المفتي محمد رشيد قباني الذي أكد حرص اللبنانيين على إقامة علاقات طيبة مع اميركا واوربا ودول العالم، مشدداً على العمل لضمان حرية لبنان واستقلاله وعدم الانجرار الى الصراعات الاقليمية التي تضرّ بالجميع. وبعد ظهر اليوم زار فلتمان معراب حيث اجتمع الى رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع

 

تكييف «حزب الله» وتطويع الحوار

زهير قصيباتي/الحياة- 08/03/09//

لأن لبنان في قلب «عاصفة» التغييرات الإقليمية والدولية، المتسارعة على إيقاع الاندفاعة الديبلوماسية لإدارة الرئيس باراك أوباما، بديهي أن تتبدل الأدوار والأدوات بما يلائم هذا الإيقاع، وأن تحذو الأطراف المحلية حذو اللاعبين في المنطقة، في تفادي القراءة الخاطئة لتلك الديبلوماسية، ومحاولة استثمارها الى الحدود القصوى. كل ذلك على قاعدة كره الإدارة الديموقراطية في واشنطن لإرث العداء الذي تركه جورج بوش حيال الذين كانوا خصوماً لنهجه، وإرث الريبة لدى الأصدقاء من أهدافه «الخفية» والمعلنة.

بدل العصا بلا جزرة، فتحت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كيلنتون «الصفحة الجديدة»، من أجل تخفيف وطأة ذاك الإرث. وإن كان أحد في المنطقة لا تزعجه مبدئياً استراتيجية هيلاري لـ «زيادة الشركاء وخفض عدد الأعداء»، فالحال ان الخفض ذاته يثير قلق قوى اقليمية، خصوصاً المتحالفة مديداً، خشية استفراد بعضها، إذا نجح قطار «الانفتاح» الأميركي في تفكيك ما يسمى جبهة الممانعة.

وواضح أن انفتاح إدارة أوباما على دمشق، إذ يوجه اليها رسالة بضرورة معالجة هواجس واشنطن، يعترف للمرة الأولى علناً بأن لدى سورية أيضاً ما «يقلقها» من السياسة الأميركية، أو المحطات النهائية لقطار الانفتاح، وثمن حجز مقعد، لتبادل أكلاف التسويات.

لا يتناقض ذلك مع إعلان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى بالوكالة السفير جيفري فيلتمان، قبل انتقاله من بيروت الى دمشق، أن «لبنان القوي السيد والديموقراطي» هو «أحد أبرز المصالح الأميركية في المنطقة»... ليبدد أولاً هواجس في هذا البلد من «مساومة» ما، تراعي مقتضيات أي تعاون سوري - أميركي محتمل، على حسابه، وربما أيضاً على حساب فريقي 14 آذار و8 آذار.

ويقال 8 آذار، لأن سكة «الانفتاح» على دمشق قد تكون أيسر من سكة الحوار مع طهران التي لها ما لها من نفوذ وصلات معروفة بهذا الفريق. يتزامن ذلك مع حال الانفراج في العلاقات السعودية - السورية، ومع مزيد من التأزم في العلاقات الإيرانية - العربية، ليغلّب حظوظ تعريب القرار السياسي العربي مجدداً، الأمر الذي لا بد أن ينعكس مزيداً من الانفراجات والتهدئة في لبنان، وتوقع انتخابات نيابية هادئة نسبياً.

ليس بلا دلالة أن يزور فيلتمان والمسؤول عن الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأميركي دانيال شابيرو، دمشق من لبنان، الأول صاحب الخبرة في أزمات هذا البلد منذ كان سفيراً في بيروت، والثاني لأن المحادثات مع الجانب السوري تتناول ملفات إقليمية. واختيار فيلتمان ليكون في أول وفد أميركي يفتح نافذة حوار مع سورية، في عهد إدارة أوباما، أقوى مؤشر الى عدم استعداد واشنطن لتقديم تنازلات تمس «لبنان القوي» الذي «يقرر اللبنانيون وحدهم مصيره». فليس سراً أن جيفري ما كان إلا ليثير استياء الجانب السوري الذي اعتبره «محرضاً» لفريق 14 آذار بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

وإن كان بعضهم في لبنان يعتبر اختيار فيلتمان أن يكون أول لقاءاته في بيروت مع زعيم «تيار المستقبل» النائب سعد الحريري، رسالة تطمين للأخير ولـ «14 آذار» حيال سكة الانفتاح على دمشق، وعدم تخلي إدارة أوباما عن تقوية مؤسسات الدولة، فالسفير الأميركي استبق المحادثات مع الجانب السوري بالحديث عن تكتيكات وأفكار جديدة، ستتطلب بعض الوقت لبلورتها، والأهم انه استبعد معادلة «الحوار = الجائزة» في الملف اللبناني على الأقل.

إذاً، أول «الثوابت» الأميركية المعلنة، بعدما باتت المحكمة الدولية واقعاً قانونياً خارج التداول السياسي، أن «لبنان للبنانيين»، بمن فيهم الموالاة والمعارضة، 14 آذار و8 آذار وعلى رأسه «حزب الله» وإن لم يقلها فيلتمان. وفيما تنفتح واشنطن على دمشق، تختار لندن السكة ذاتها مع الحزب لتشجيع «انخراطه في السياسة»، لكن أحداً لا يصدق أن القرار البريطاني جاء مصادفة عشية زيارة الوفد الأميركي للبنان وسورية، ومن دون تنسيق أو ربما «توزيع أدوار» مع الولايات المتحدة. يستحضر ذلك مجدداً طروحات تفكيك «جبهة الممانعة» بإغراء الحوار للاحتواء، لا بعصا الترهيب والتهديد التي أثمرت فشلاً ذريعاً، ولم تقوِ مؤسسات الدولة في لبنان كما لم تضعف حلفاء دمشق.

وطالما أن السياسة لا تعرف تحالفات أبدية، وأن إدارة الديموقراطيين في الولايات المتحدة تندفع سريعاً على جبهات الحوار مع «الخصوم»، الأهم توقع تبدلات سريعة لبنانياً، وإن أبعدت نتائج الانتخابات النيابية المقبلة كأس الخسارة المرّة عن 14 آذار والتي اعتبرها زعيم «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط «ليست نهاية العالم».

ضمان الانتخابات الهادئة، لا بد انه بين المحاور الرئيسة لمحادثات فيلتمان - شابيرو في دمشق، فيما يستلزم استكمال تطبيق القرار 1701 والذي يصرّ عليه السفير، حسم ملف السلاح الفلسطيني خارج المخيمات. فهل تسعى واشنطن الى جعل هذا الملف، أول اختبار لثمار نهج الحوار مع سورية... قبل الانتخابات اللبنانية، بينما ترعى لندن اختبار «تكييف حزب الله»، في زمن التحولات؟

 

الاب كميل مبارك: الكنيسة تتدخل في السياسة لأنها الضمير المنبه

جيسيكا حبشي Alkalimaonline

في حديث خاص لموقع "الكلمة" الالكتروني٬ أوضح عميد جامعة الحكمة الاب كميل مبارك الامور التالية:

نقلاً عن قداسة البابا يوحنا بولس الثاني نقول إنَّ العمل السياسي في الشأن العام هو من أنبل الأعمال لأن موضوعه خير الناس العام الذي ينعكس على خير الأفراد والجماعات. لذلك يجب أن يستعد الراغب بالتعاطي في هذا الشأن بالخبرة والعلم والأخلاق. أمَّا الكنيسة بالذات ولأن غايتها خلاص الانسان دون اهمال الشؤون الزمنية التي تساعد على إعطائه الفرح والاطمئنان والسلام، فهي ترى من واجبها أن تتدخل في العمل السياسي لكي تبقى الضمير المنبِّه الذي يحمي الناس من الظلم والاستغلال وامتهان الكرامات، على أن يبقى تدخلها في نطاق المقاييس الصحيحة والإرشاد القويم المبني على روح الانجيل الذي يهدف من جملة ما يهدف الى تحقيق العدل على الأرض ونشر السلام بين الجماعات والأفراد والأمم كي يعيش الناس في ملكوت الارض بفرح وكرامة الى أن يصلوا الى ملكوت السماوات غايتهم القصوى.

إن الحرم الكنسي أكان كبيرًا أم صغيرًا أمرٌ معروف في الكنيسة الجامعة المقدسة الرسولية منذ القديم وهو تدبير كنسي يؤخذ به بعد حدث معيَّن أكان بالقول أو بالفعل، يمس سلامة العقيدة المسيحية أو يتعرض بالإهانة المقصودة للمقدَّسات، كالقربان المقدس، مثلاً، أو إهانة الأسقف أو الكاهن إهانة شخصية بالكلام أو الأفعال، لأنه أسقف أو كاهن، وليس لأنه شخص بشري يتعاطى بالأمور كسائر الناس العلمانيين. فإهانة البطرك مثلاً لأنه بطرك أو المطران لأنه مطران قصدًا وهدفًا عن إهانة الشخص ذاته دون قصد المنصب الذي يشغله.

أمَّا الحرم الذي صدر من بكركي وأوضحه سيادة المطران الراعي. فيطال كما قلت كل من يتعرض لشخص غبطة البطريرك بالاهانة الكلامية أو الفعلية كالقدح والذم العلني. أمّا الذين يتعارض موقفهم السياسي مع مواقف صاحب الغبطة ضمن الاحترام المتبادل وعرض الآراء بالمنطق والجدل العقلي الذي لا يصل الى الإهانات فلا حرج في ذلك ولا يطالهم الحرم بأي حال من الأحوال. كما أنه لا يجوز أن يُفسَّر إطلاق الحرم تفسيرًا سياسيًا أو يستغلَّ استغلالاً انتخابيًا؛ فالمتاجرة بالحرم المقدس من قبل رجال السياسة المتوافقين مع آراء صاحب الغبطة، لا يقل خطرًا عن الإهانة المقصودة، لأن المتاجرة بالمقدسات واستغلالها لمصالح خاصة ضيقة، يستدعي حرمًا من نوع آخر.

 

"لا لزوم للخلاف على المذكرة وحزب الله تحت الاختبار "

عبده: المحكمة أحدثت زلزال رعب حقيقياً في قلب النظام السوري

المستقبل - الاحد 8 آذار 2009 - سأل السفير جوني عبده لماذا المعارضة بموضوع مذكرة التفاهم مع المحكمة الدولية، كأن المذكرة فخ لتبيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود، وهل هم وقعوا في الفخ؟"، واكد ان "هناك زلزال رعب حقيقي احدثته المحكمة في قلب النظام السوري".

وقال في حديث لـ"اذاعة الشرق" امس: "لا لزوم للخلاف على المذكرة، ذلك ان المدعي اذا اراد ان يستدعي ضابط سوري، واذا كان اول المستدعين هو رستم غزالة للتحقيق، السؤال هل سيذهب رستم غزالة الى التحقيق ومن البداية نقول انه لن يذهب. إذاًَ الأمور سوف تنكشف وهناك زلزال رعب حقيقي احدثته المحكمة في قلب النظام السوري". واعتبر "ان هذا غير مفيد لـ"حزب الله" وغير مفيد الحكم مسبقاً ببراءة الضباط الاربعة وانا شخصياً لا اعرف اذا كانوا بريئين أم لا، لماذا الى هذا الحد "حزب الله" ضد القضاء اللبناني ويفتش عن عراقيل ضد مذكرة التفاهم، وانا لدي انطباع حقيقة ان "حزب الله" ليس له علاقة بالجريمة".

وقال: "شيء طبيعي ان يكون "حزب الله" تحت الاختبار، والمهم لهذا الموضوع ما دام هناك رأي قانوني بأن المذكرة المختلف عليها لزوم ما لا يلزم (انا لست قانونياً لهذا المجال) لكن المهم بالموضوع لماذا "حزب الله" وكيف يمكن له ان يعطي انطباعاً انه ضد عمل المحكمة الدولية؟".

اضاف: "ان اراء كبار القانونيين ان المحكمة الدولية لا تحتاج الى اعترافات وانما هي بحاجة الى قناعة معينة لتستطيع ان تصدر الاحكام وحتى غيابياً وليس من الضروري ان يكون اعترافات".

وتوقف عند جملتين في كلام المدعي العام دانيال بيلمار، "وهي جملة بسيطة لكن مهمة الجملة الاولى حين سئل هل المحكمة الدولية ستصل الى نتيجة، فأجاب: "لولا ذلك ما كنت موجوداً بينكم". ثم قال كلاماً عن لبنان يقصد فيه غير لبنان وهو: "ان المناخ في لاهاي غير المناخ في لبنان لجهة الضغوط التي تمنع فك الالسنة" وهو كلام لسوريا اكثر منه الى لبنان"، داعياً الى "التمييز بين قاضي التحقيق بيلمار وبين المدعي العام وحتى بيلمار نفسه، اذا اعتبر ان بعض الاشخاص هم ابرياء (كمحقق)، المدعي العام (شخصية اخرى) قد يغير رأيه وانا لا اقول هنا ببقاء الضباط او اخلاء سبيلهم وليس لدي معلومات عنهم".

وعما يحكى عن جو تمرد رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط على 14 آذار، قال: "كلا، هذا ليس وليد جنبلاط هذا (وزير الاشغال) غازي العريضي. وليد جنبلاط قادر ان يتكيف مع بعض المواضيع، لكن هذا الهدوء المطلوب من قوى 14 آذار، هو هدوء متزايد وكأننا فاشلين، وكأن جماعة 8 آذار تقول نحن نعمل ما نريده والذي نريده والا سنتهمكم بأنكم تعرضون البلد للاستقرار".

واشار الى "انني ضد هذا الهدوء، ان كان هناك مقاربة بين نظريتين قويتين، نظرية السيادة وهي يجب ان تكون اقوى من اي نظرة اخرى لانها تقي الدولة، ونظرية اللاسيادة"، مستغربا "أمر طرح الهدوء في موضوع السيادة، كأن هذا صار له علاقة بالتحريض".

ولفت الى "عدم وجود هيكلة امنية وخطة أمنية وهذا الأمر غير مبرر وهناك أزمات للأسف لا وجود لقيادات على مستوى ايجاد الحلول لها. ذلك ان الأمن يحتاج الى خبرة كبيرة وذكر بانشاء الفرقة 16، وبفرقة المكافحة للمخابرات واليوم لا خطة أمنية تسبق انتخابات ولا لباس جديد ولا اجهزة جديدة والحزب المسلح حزب 7 أيار لم يعط أي فرصة ومثال على ذلك ان القوى الغربية غير مستعدة لتجهيز الجيش لدرجة تخل بالتوازن مع اسرائيل، وقوى مثل ايران ليست مستعدة لتجهيز الجيش ليخل التوازن مع "حزب الله"، وما يجري هو ان تسليح الجيش هو تسليح سياسي. وهذا ليس مساعدة على الاطلاق، والأمن هو أولوية الأولويات".

وسأل "اذا كانت حصلت لقاءات بيلمار مع قيادات "حزب الله" لماذا لم يصار الى الاعلان عنها وتسمية الاشخاص وما الذي جرى".

 

بيضون: لا معنى للانتخابات إذا لم تتخذ 14 آذار قراراً من حسم رئاسة المجلس النيابي

المستقبل - الاحد 8 آذار 2009 - اعتبر النائب السابق محمد عبدالحميد بيضون "أن موقف "حزب الله" من مذكرة التفاهم مع المحكمة الدولية يضعه تحت رقابة اللبنانيين، فهل هو مع العدالة أم أنه يذهب ضد المحكمة؟". وطالب قوى 14 آذار "اخذ قرار حاسم وهي تحت المراقبة من مسألة حسم رئاسة المجلس النيابي بعد الانتخابات المقبلة وإلا لا معنى للانتخابات تلك". وأكد في حديث لـ"اذاعة الشرق" أمس، "ان موضوع العدالة لا يتجزأ، وإذا بموضوع جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري لن يكون هناك عدالة فمعنى هذا أنه لن يكون هناك عدالة في البلد كله، ويعني هذا أن "حزب الله" اختار الوقوف الى هذا الجانب وهذا مؤسف وكأن "حزب الله" يقول إن هناك مناطق عليها حصانة ومناطق أخرى لا تتمتع بهذه الحصانة ويقسم اللبنانيين بين ناس تتمتع بحصانة وناس من دون حصانات قضائية وهذا تقسيم بين اللبنانيين بموضوع الحصانات مرفوض".

وسأل: "كيف ستخوض قوى 14 آذار الانتخابات وهي لا تستطيع الدخول الى الضاحية الجنوبية غير مناطق الجنوب وبعلبك الهرمل التي تحولت ثكنات عسكرية؟ ولماذا لا يُصار الى إعداد خطة أمنية اقله في منطقة الضاحية الجنوبية وفي دوائر معينة من أجل انتخابات نزيهة بالحد الأدنى، أما إذا استمر الوضع الأمني على حاله فهذا يعني فشلاً لرئيس الجمهورية ولكل الأطراف حيث هناك حاجة قبل الانتخابات لخطة أمنية تضمن عدالة ونزاهة الانتخابات"، ودعا "حزب الله" و(رئيس "اللقاء الديموقراطي") النائب وليد جنبلاط الذي يتحدث عن أجواء التبريد الى المساهمة في وضع خطة أمنية بإشراف رئيس الجمهورية والقوى الأمنية الرسمية، اقله في الضاحية الجنوبية لا سيما وأن وزير الأشغال غازي العريضي بدخوله الى الضاحية أطلق الحملة الانتخابية للنائب في كتلة الوفاء للمقاومة علي عمار".

وسأل "هل إن الحصول على 4% من الموازنة بحجة أنها حقوق لأبناء الطائفة الشيعية في الجنوب أهم من إقرار 96% الموازنة العامة وعرقلة ذلك علماً أن الطائفة الشيعية مستفيدة بالمطلق من إقامة الموازنة مجتمعة، وماذا عن أهل البقاع الغربي، هؤلاء غير معنيين من قبل مجلس الجنوب؟". وشدد على ان "المطلوب من قوى 14 آذار أخذ قرار حاسم وهي تحت المراقبة من مسألة حسم رئاسة المجلس النيابي بعد الانتخابات المقبلة وإلا لا معنى للانتخابات تلك".

 

نزار يونس: لا يجوز لأي كان التهجّم على بكركي

المستقبل - الاحد 8 آذار 2009 - أعلن نزار يونس عدم ترشحه للانتخابات النيابية، معتبراً أن "القانون الانتخابي في العام 2005 وأي قانون يشبهه لا يمكن أن يؤسّس دولة". وقال في حديث إلى اذاعة "لبنان الحر" أمس: "نحن بحاجة إلى ممثلين حقيقيين لبناء دولة وللوصول إلى هؤلاء الممثلين، يجب أن نملك قانون انتخابات حقيقياً قادراً أن يُفرز نخباً سياسية تستطيع بناء الدولة، وللأسف النظام الانتخابي والسياسي السائد اليوم هو نظام قاصر عن بناء الدولة".

وأشار يونس عما إذا كان سيدعم ترشيح أخاه فايق يونس في الانتخابات إلى أنه سينتخبه "إذا ما حافظ على الأفكار الديموقراطية، وكونه أخي يمكن أن أنتخبه بشرط أن تكون أفكاره قريبة من القيم التي أؤمن بها، فنحن لا ننتخب بالدم والغريزة بل بالأفكار". واعتبر أن "كل المرشحين في النظام السياسي اليوم لا يملكون مشروعاً سوى اتهام بعضهم البعض، فالإشكالية تتمحور إما أن تكون دولة أو لا تكون".

وأوضح أنه "مع إلغاء الصناديق"، لافتاً إلى "وجود تحدٍ كبير يقوم على بناء دولة قوية". واعتبر "موقف وزير الداخلية مهماً وغير كافٍ لأن هناك انفصاماً بين ما يضمر وما يعلن".

وأشار إلى أنه "ضد السلاح بكامله باستثناء سلاح الدولة"، وقال: "نحن طالبنا بالمقاومة، ولكن علينا أن نقاوم ضمن منظومة دفاعية تابعة للجيش اللبناني الذي يملك عقيدة فدائية، فعندها يصبح لبنان بلداً غير قابل للاختراق ومحمياً من شعبه".

واعتبر أن "وجود كتلة وسطية يؤدي إلى إجراء الانتخابات"، وقال: "لن يسمح أي معسكر للمعسكر الآخر أن ينتصر في هذه الانتخابات، هذا سيؤدي إلى فتنة"، مشدداً على أن "الطريقة الأنسب للحفاظ على العيش المشترك بين اللبنانيين هو وجود الكتلة الوسطية". وأكد أن "بكركي ليست بحاجة إلى مَن يدافع عنها لأنها أكبر من ذلك، فنحن نحترم عمل البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير، ولا يجوز لأي شخص التهجّم على هذا المعلم الديني".

ودعا إلى "عدم استعمال بكركي وعدم توظيفها في الخلافات، فلنترك بكركي لتنشر المحبة والتفاهم بين اللبنانيين ولتكون مرجعية للوفاق والسلام والحياة والمستقبل، وبكركي ليست بحاجة لأحد كي يدافع عنها وهي أكبر من الذين يهاجمونها".

واستنكر يونس "حادثة اختطاف المواطن صادر"، ووصف الدولة بأنها قاصرة عن حماية مواطنيها، وبالتالي أنا لا أسميها دولة، هي مشروع سلطوي".

 

الجميل: الحوار الاميركي-السوري لن يكون على حساب لبنان

وكالات/أكد رئيس حزب الكتائب اللبنانية أمين الجميل، في حديث لـ "أخبار المستقبل"، ان "الحوار الاميركي-السوري لن يكون على حساب لبنان"، مشدداً على اصرار واشنطن دعم سيادة واستقلال لبنان، واعتبر ان هذا الحوار هو أمر طبيعي. واذ أمل الجميل في ان يتم استكمال التشكيلات القضائية لتشمل مناصب أخرى، دعا التيار الوطني الحرّ الى الانضمام الى المسيرة الوطنية للمساعدة في ايقاف التعطيل.

 

اسرار الصحف الصادرة في بيروت اليوم الاحد 8 اذار (مارس)

النهار :

بعث الرئيس سليم الحص برسالة الى الوزير السابق فؤاد بطرس تضمنت ردوداً على "مغالطات" وردت في شأن مذكراته عن عهد الرئيس الراحل الياس سركيس.

سأل سفراء عرب وأجانب مراجع دينية وسياسية مسيحية واسلامية رأيها في الحوار الاميركي - السوري، فكان الجواب: "أن يُعطى لبنان ما للبنان ولسوريا ما لسوريا".

جزم مرجع مسؤول بأن لهجة الخطاب السياسي ستتغير كلياً بعد الانتخابات وخصوصاً أن بعضهم يرى ان التصعيد يخدمه انتخابياً.

المستقبل

علم ان أوساطاً ديبلوماسية غربية تبدي قلقها حيال احتمال اتخاذ الدول الاقليمية وقتاً طويلاً للاستجابة الفعلية لأهداف الحوار الأميركي معها، واكتفاءها في المرحلة الاولى بعملية انطلاقة الحوار.

أوضحت مصادر أوروبية ان التوجه البريطاني بالنسبة الى حزب الله ليس جديداً، انما كانت دعت بريطانيا اثر انسحاب القوات السورية من لبنان الى حوار معه لإدماجه في الحياة السياسية.

لفتت مصادر سياسية واسعة الاطلاع الى ان هناك إقبالاً كبيراً لدى المغتربين في الدول ذات التمركز اللبناني بالمجيء الى لبنان والمشاركة في الانتخابات بكل فاعلية.

البلد

أكدت مصادر مرجعية نيابية كبرى عزمها على إجراء تعديلات جوهرية في عدد من المقاعد النيابية في بعض الاقضية الجنوبية المهمة.

لفتت اوساط نيابية الى ان إعلان احد منسقي "التيار الوطني الحر" ترشحه الى الانتخابات النيابية عن قضاء جنوبي يؤشر الى نجاح الوساطة بين التيار المعني وجهة حزبية جنوبية فاعلة.

لا يزال انصار تيار شيعي ناشئ يفتعلون المشاكل وبعض الاحداث الامنية المركبة بتوجيهات من رئيس التيار شخصياً للإثارة الاعلامية وتسليط الاضواء عليه.

 

أميركا : لم نتخذ قرارا بشأن إعادة سفيرنا إلى سورية 

أنقرة / دمشق – وكالات : 8/3/2009 

قالت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية السبت إن واشنطن لم تتخذ قرارا بعد بخصوص إعادة السفير الأميركي إلى سورية. وصرحت كلينتون أيضا في مؤتمر صحفي بعد اجتماع قصير في أنقرة بأنه -يجب عدم التهوين- من المسار الاسرائيلي السوري. وكانت تركيا توسطت في محادثات غير مباشرة بين اسرائيل وسورية وقال وزير الخارجية التركي علي باباجان ان تركيا مستعدة لاطلاق هذه المحادثات من جديد اذا جاء مثل هذا الطلب من الجانبين. وأفادت كلينتون بأن أوباما سيزور تركيا العضو في حلف شمال الاطلسي الشهر المقبل. وفي دمشق ، باشر الموفدان الأميركيان جيفري فيلتمان ودانيال شابيرو السبت في دمشق محادثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم هي الأولى على هذا المستوى بين البلدين منذ أربع سنوات، كما أفادت وكالة فرانس برس.

 وقبل دمشق، زار مساعد وزيرة الخارجية الاميركية بالوكالة لشؤون الشرق الاوسط فيلتمان ومستشار الامن القومي للشرق الاوسط في البيت الابيض شابيرو بيروت. ووصلت العلاقات الاميركية السورية الى ادنى مستوى لها في ظل ادارة الرئيس الاميركي السابق جورج بوش الذي اتهم دمشق بالتغاضي عن تدفق الاسلحة والامدادات الى المسلحين في العراق المجاور. وشهدت العلاقات الدبلوماسية بين سورية والولايات المتحدة توترا منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري العام 2005. ويعود اخر اتصال على هذا المستوى بين البلدين الى كانون الثاني/يناير 2005 عندما زار المسؤول الثاني في وزارة الخارجية الاميركية حينها ريتشارد ارميتاج دمشق على ما ذكرت وزارة الخارجية الاميركية. وتأتي هذه الزيارة في وقت اعربت فيه الادارة الاميركية الجديدة عن عزمها التحاور مع خصوم الولايات المتحدة في الشرق الاوسط. وقال مسؤول اميركي طالبا عدم الكشف عن اسمه اخيرا -ان الولايات المتحدة وسورية لديهما اختلافات في الرأي حول الكثير من المواضيع المهمة وهذه فرصة لتبادل الاراء حول المسائل الثنائية والاقليمية-. 

 

'كتائب حزب الله' تتبنى إطلاق 4 صواريخ جنوب إسرائيل     

وكالات/أعلنت "كتائب حزب الله في فلسطين" مسؤوليتها عن إطلاق أربعة صواريخ، قال الجيش الإسرائيلي إنها سقطت صباح اليوم الأحد في مناطق مفتوحة في جنوب إسرائيل من التسبب بإصابات أو أضرار. وقالت "كتائب حزب الله"، وهي جماعة ظهر اسمها للمرة الأولى في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي، في بيان لها، إن مقاتليها أطلقوا أربعة صواريخ من طراز "الرضوان" تجاه النقب الغربي. وبدا أن تسمية الصاروخ بـ"الرضوان"، إشارة إلى المسؤول العسكري في حزب الله اللبناني عماد مغنية، الذي كان ملقباً بـ"الحاج رضوان"، واغتيل في شباط/فبراير العام 2008 في العاصمة السورية دمشق، بانفجار استهدف سيارة دفع رباعي عائدة له. واعتبرت الكتائب أن القصف "يأتي في سياق ردود الفعل المتواصلة على الاعتداءات الصهيونية بحق المسجد الأقصى". وكانت الشرطة الإسرائيلية، قالت إن أربعة صواريخ قسام تم إطلاقها من قطاع غزة سقطت صباح اليوم الأحد في مناطق مفتوحة في جنوب إسرائيل من التسبب بإصابات أو أضرار. وسقط صاروخان في محيط المجلس الإقليمي "سدوت نيغف" وبعد وقت قصير سقط صاروخان آخران ي محيط المجلس الإقليمي "أشكول". وقال الناطق العسكري الإسرائيلي إن "الجيش الإسرائيلي يحمل حركة حماس مسؤولية كاملة على الحفاظ على الهدوء في بلدات جنوب البلاد". وأضاف أن "الجيش الإسرائيلي سيستمر في الرد بشدة على كل محاولة لخرق الهدوء في جنوب البلاد".

 

صادر وفقيه والجراح شبكة "عنكبوتية" متعددة المهام تمددت في أمكنة انتشار "حزب الله"... وقبرص نقطة اكتشافها

الراي/جوزف صادر، اسم بات على كل شفة ولسان في لبنان، مهندس في شركة «طيران الشرق الاوسط» اللبنانية، يعمل في مطار رفيق الحريري الدولي، اختفى في 12 فبراير الماضي على يد مسلحين بلباس مدني، كمنوا له اثناء توجهه الى مكان عمله تحت جسر «الكوكودي»، وهي منطقة تدين بولائها الى «حزب الله»، كونها امتداد للضاحية الجنوبية لبيروت. تحول غياب صادر، بهذه الطريقة، الى مسألة مثيرة شغلت وسائل الاعلام في لبنان لأيام عدة، قبل ان يتراجع الاهتمام بقضيته بعد تسريبات عن علاقته بشبكة تجسس تعمل لمصلحة اسرائيل، ادى الى كشف افرادها سقوط رأسها مروان فقيه في قبضة جهاز الامن التابع لـ «حزب الله»، وهو صاحب محطة «الاماني» على طريق عام زبدين - النبطية في الجنوب، بعدما كان نجح وعلى مدار اعوام من التقرب الى حدود الالتصاق بكوادر «حزب الله»، وامدادهم بسيارات رباعية الدفع مجهزة بكاميرات للتنصت تنقل المعلومات مباشرة الى اسرائيل عبر الاقمار الاصطناعية.

مهمة على خطين

«الراي» حصلت على تفاصيل الرواية المتعلقة بصادر ودوره في شبكة التجسس، والذي لا يزال حتى الآن رهن التحقيق من أمن «حزب الله»، رغم ان الحزب يرفض التعليق على الموضوع، ويتعاطى مع هذا الملف بلامبالاة، وهو اسلوب اعتمده الحزب تاريخياً لدى مقاربته ملفات مماثلة، بحيث يتم الاعلان عن اكتشاف شبكات التجسس وعناصرها عند انتهاء التحقيق الحزبي معهم، وبعد تسليمهم الى مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، كما حصل مع مروان فقيه مطلع العام الحالي، ومع عميل «الموساد» في منطقة البقاع (شرق لبنان) علي الجراح وشقيقه في العام الماضي.

ويكشف ما تسرب من معلومات عن التحقيق، ان لصادر موقعاً مركزياً في شبكة تجسس متعددة المهمات ومنتشرة على كافة امكنة انتشار «حزب الله» في لبنان، وقد قام بمهمته على خطين، الاول يستند الى وظيفته في المطار كمسؤول عن خزان المعلومات «الداتا» في شركة «طيران الشرق الاوسط»، من خلال تزويد اسرائيل مباشرة بكافة المعلومات عن حركة وسفر مسؤولي وكوادر «حزب الله» الى الخارج، وهذا المستوى من اعمال التجسس يمكن حصر اضراره، اما الخط الثاني، فيستند الى اتساع معرفته بعلم «المعلوماتية» وذكائه الحاد في هذا المجال، وحتى الآن لم يتم حصر الاضرار التي احدثها جراء الخرق الذي يبدو انه نجح في احداثه في نظام الاتصالات الالكتروني التابع لـ «حزب الله»، لذلك ومنعاً لأي خسائر اضافية، فقد اصدر الحزب تعميماً على كافة كوادره ومراكزه الحزبية يحظر فيه استخدام اجهزتهم أو الدخول عبرها الى شبكة الانترنت حتى اشعار آخر.

أوقفوه بأي ثمن

لم تكن عملية اكتشاف صادر وليدة الصدفة، كما حصل مع مروان فقيه، بل جاء نتيجة اعترافات فقيه نفسه، وهو قبل اعترافات فقيه لم يكن يوماً على لائحة الاشخاص المشكوك بأمرهم من أجهزة الامن التابعة لـ «حزب الله»، أو من مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، وبحسب المعلومات، فإن أمر توقيف صادر صدر للتنفيذ الفوري وبأي ثمن، خوفاً من فراره الى خارج البلاد، وعلى هذا الاساس، كانت عملية توقيفه صباح 12 فبراير في هذا الشكل العلني تحت جسر الكوكودي وعلى مرأى ومسمع من المارة، وهو اسلوب مغاير لما تعوده «حزب الله» المعروف باتقانه في تنفيذ المهمات الامنية المتعلقة بأعمال التجسس تحديداً.

جديد ملف فقيه

ومن ملف صادر الى ملف فقيه، الذي وحسب ما تسرب من معلومات عن التحقيق، انه أقر منذ الجلسة الاولى للتحقيق معه بكل ما يملك من معلومات حول المهام التي نفذها لمصلحة اسرائيل، وحول افراد المجموعة التي كانت على صلة به، وعددها 12 عضواً (اضافة الى صادر)، وتفيد المعلومات ان فقيه، اضافة الى مهمة تزويد السيارات لكوادر «حزب الله»، قام بمهام عدة تتعلق تحديداً بمراقبة مراكز الحزب في الجنوب، ومواقعه العسكرية، ولا تستبعد مصادر قريبة من «حزب الله» ان يكون فقيه قد تمكن من زرع معدات للمراقبة، شبيهة بتلك التي زوّد بها سيارات كوادر الحزب في مراكز الحزب ومواقعه، وما يؤكد هذه الفرضية قرار صدر عن الجهاز الامني للحزب اخلى بموجبه معظم المراكز الحزبية في منطقة عمل فقيه.

لا تنفي المصادر القريبة من «حزب الله» ان الصدفة هي التي ادت الى كشف شبكة فقيه، ولكن الرواية الحقيقية لهذه الصدفة تختلف عما اشيع حول اكتشاف الامر اثناء صيانة احدى سيارات كوادر الحزب، وتقول المعلومات ان الصدفة جاءت من مكان آخر، وتحديداً من قبرص عندما لمح أحد أمنيي الحزب فقيه برفقة شخص في أحد مقاهي الجزيرة، ما أثار الشكوك والريبة، وبدأت مراقبته في شكل دقيق، الى أن تبين في ما بعد ان الشخص الذي كان برفقته هو احد ضباط «الموساد»، عندها تمّ توقيفه والتحقيق معه.

وخلافاً للرواية التي تمّ تسريبها في المرحلة الاولى لتوقيف فقيه، فان «حزب الله» لم يكتشف أمر الكاميرات التي كان فقيه زوّد سيارات كوادره بها، بل هو الذي اعترف بذلك، وكشف أمر نحو ثلاثين سيارة رباعية الدفع مجهزة بكاميرات مماثلة.

لم يكن فقيه صلباً في التحقيقات التي خضع لها ودامت عشرة ايام قبل تسليمه الى مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، وبحسب المصادر التي اطلعت على اجوء التحقيقات، فان فقيه أفرغ، منذ الجلسة الاولى وبعد ساعات قليلة، ما في جعبته من معلومات، وادت اعترافاته الى كشف الخيط الرابط بينه وبين صادر و12 ممن يُعرفون بـ «جواسيس القرى» المنتشرين في عدد من قرى الجنوب وبلداته لا سيما الحدودية منها، وصولاً الى علي الجراح الذي اعتقل في يونيو 2008 من بلدة المرج البقاعية، والذي اعاد التحقيق مع فقيه فتح ملفه من جديد، خصوصاً ان هناك من يربط اليوم بين سيناريو السيارات التي زوّد بها فقيه كوادر «حزب الله»، وبين سيارة الجيب «ميتسوبيشي» التي كان يملكها الجراح، والتي كانت بدورها مجهزة بكاميرات واجهزة تنصت عالية الدقة مشابهة لكاميرات فقيه، وتشير المعلومات الى وجود عناصر جديدة اضافها التحقيق الحالي الى التحقيق مع الجراح، مع ارتفاع اسهم احتمال وجود شبكة للجراح، يمكن الوصول اليها اليوم بعد اعترافات فقيه وصادر، كان الجراح، الذي بقي قيد التوقيف الحزبي لمدة ستة اشهر، قد تمكن من اخفائها وعدم الاعتراف بها.

مواقع المقاومة في خطر؟ رداً على سؤال يتعلق بهذه المسألة، تؤكد المصادر الامنية الحزبية، ان الخطر حقيقي على المواقع العسكرية التابعة للمقاومة في الجنوب، وان هذا الخطر مرهون بما قدمه فقيه و«جواسيس القرى» من معلومات الى الجانب الاسرائيلي، وتلافياً لأي انكشاف عسكري قررت قيادة المقاومة القيام بأكبر عملية إعادة تموضع لمعظم المواقع العسكرية الحساسة.

 

البابا سيزور الاراضي المقدسة من 8 لغاية 15 ايار

وطنية - 8/3/2009 اعلن البابا بنديكتوس السادس عشر خلال صلاة التبشير الملائكي اليوم، انه سيزور الاراضي المقدسة من 8 لغاية 15 ايار، في "رحلة حج" سيصلي خلالها من اجل "الوحدة والسلام في الشرق الاوسط".

 

البطريرك صفير: كأننا لم نكتفِ بما حدث عندنا من حروب ومجازر آن الأوان للانصراف الى بناء بلدنا على قواعد ثابتة من الاحترام المتبادل

وطنية -8/3/2009 ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير قداس الاحد في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي عاونه فيه المطران شكرالله حرب والقيم البطريركي الخوري جوزف البواري، وخدمته جوقة اكليريكية غزير المارونية، في حضور حشد من المؤمنين.

بعد الانجيل المقدس القى البطريرك صفير عظة بعنوان "والذي شهد ، شهادته حق" تابع فيها الحديث عن كتاب البابا بنديكتوس السادس عشر "يسوع الناصرة" ، متوقفا عند "المسألة اليوحانية" نسبة الى القديس يوحنا كاتب الانجيل الرابع، وقال:

" لقد توقّفنا حتى الآن، في محاولتنا الاستماع الى يسوع ، وتعلّم التعرّف اليه، أمام شهادة الأناجيل الازائية (أي متى، ومرقس، ولوقا)، فيما لم نلقٍ على يوحنا سوى نظرة عابرة. وقد حان الوقت لنوجّه انتباهنا الى صورة يسوع التي يعرضها الانجيل الرابع، وهي مختلفة من نواح عديدة.

لدى سماعنا يسوع الأناجيل الازائية ،رأينا أن سرّ اتحاده بأبيه كان دائما حاضرا، وهو يحدّد المجموعة، في ما هو باق مخفيّا تحت ناسوته. ان أعداءه من جهة انتبهوا الى التأكّد من ذلك. ومن جهة أخرى، على الرغم من كل سؤ التفاهم ،ان التلاميذ الذين استطاعوا أن يروا يسوع منقطعا الى الصلاة، واستطاعوا الاقتراب منه من الداخل، ابتدأوا يميّزون تباعا، وفي الأوقات الكبرى بطريقة مباشرة جدّا،شيئا لم يُسمع به من قبل. ان ألوهة يسوع، لدى يوحنا، تظهر في وضح النهار. والجدالات في مجملها، مع المراجع اليهودية الخاصة بالهيكل، تسبق تقريبا دعوى يسوع أمام المجمع، وهذا لم يذكره يوحنا بوضوح خلافا للأناجيبل الأزائية.

هذه الميزة الخاصة بأنجيل يوحنا،حيث لم نعد نجد أمثلة ، بل خطبا كبيرة مصوّرة، وحيث انتقل عمل يسوع الأساسي من الجليل الى اورشليم، دفعت البحث النقدي الحديث الى انكار تاريخية هذا النصّ ، باستثناء رواية الألم وبعض تفاصيل، واعتباره بالتالي كإعادة بناء لاهوتي لاحق. وهو ينقل الينا وضع عقيدة مسيحية موّسعة دون أن يكون باستطاعتها أن تكون ينبوع معرفة ليسوع التاريخي. وان تعيين التواريخ المتأخّرة الأساسية التي قاموا بها تثبيتا لهذا الافتراض وجب عليهم أن يتخلّوا عنها. لأن اوراقا بردية وجدت في مصر ترجع الى بدء القرن الثاني، أتت بالحجة، وهي ان الأنجيل يجب أن يكون قد كُتب خلال القرن الأول، ولو كان في آخره. ورفض الأخذ بعين الاعتبار الطابع التاريخي لهذا الأنجيل لم تتخلخل من جرّاء ذلك.

وفيما يتعلّق بشرح انجيل القديس يوحنا، ان شرح رودولف بولتمان الذي ظهر، لأول مرة، سنة 1941، كان له تأثير كبير طوال النصف الثاني من القرن العشرين. بالنسبة اليه، انه واضح ان اتجاهات انجيل القديس يوحنا البارزة لا تأتي من العهد القديم، ولا من يهودية عصر يسوع، بل من فلسفة المجوس. وهو يعبّر عنها هكذا: " ومع ذلك، ان فكرة تجسد الفادي لم تذهب من المسيحية الى المجوسية ، فهي من أصل مجوسي. وقد استعادتها المسيحية باكرا، وجعلتها خصبة بالنسبة الى العقيدة المسيحية" أو أيضا:" ان العقل المطلق لا يمكنه أن يأتي من المجوسية.

ويتساءل القارئ من أين يأتي بكل هذا. ان جواب بولتمان يدعو الى العجب:" ولو كان يجب بالنسبة الى ما هو جوهري اعادة تكوين كل هذه الفكرة انطلاقا من ينابيع جاءت بعد يوحنا ، فمما لا يقبل الجدل انها ترقى الى عهد سابق." وهنا يقع بولتمان في خطأ. ان مارتن هنغل، في محاضرة له ألقاها في توبنغن في بدء الدراسة عنوانها " ابن الله" ونُشرت وأُضيف اليها سنة 1975 وصف خرافة ارسال ابن الله المزعومة الى العالم" أنها خرافة علمية مزعومة تقول:" في الواقع ، ان المراجع لا تقدّم أية حجّة على وجود اسطورة تتعلق بالفادي تسبق زمنيا وهي بالتالي قبل المسيحية". والفلسفة المجوسية، بوصفها حركة روحية، ظهرت في آخر القرن الأول بعد المسيح ، وبطريقة متطوّرة فقط في القرن الثاني.

ان البحث المتعلق بالقديس يوحنا الانجيلي، أخذ، في الجيل الذي أتى بعد بولتمان، اتجاها جديدا أساسيا كانت نتائجه موضع جدل وصار تقديمها في كتاب مارتن هنغل (القضية الخاصة بيوحنا). وابتداء من وضع البحث الحالي، اذا ألقينا نظرة الى الوراء، على شرح يوحنا كما أعطاه بولتمان، نكتشف مرة جديدة الى أي حدّ العلم العالي يشكّل حصنا واهيا ضد اضاليل عميقة. ولكن ما يقول لنا البحث الحالي؟

انه قد ثبّت نهائيا وتوسّع في ما كان بولتمان يعرفه سابقا. ان الانجيل الرابع يقوم على معارف خارقة في دقتها عن الأمكنة والعصر. والأنجيل الرابع لا يمكنه أن يأتي الا من رجل يعرف فلسطين حق المعرفة في زمن يسوع. وبعدُ فقد توضّح ان الانجيل يفكّر ويجادل انطلاقا من العهد القديم، ابتدا من التوراة ( رودولف باش) وانه بطريقة جدله، متجّذر في اليهودية في عصر يسوع. ان لغة الانجيل التي كان يعتبرها بولتمان "معرفة حسّية" تُظهر بوضوح تأصّل الكتاب بعمق. " ان هذا المؤلّف هو مكتوب في يونانية بسيطة، غير أدبية، هي لغة محكيّة مشبعة من لغة التقوى اليهودية ، كتلك التي كانت محكية في الطبقات الوسطى والعليا، مثلا في أورشليم ... ولكن حيث كانوا في الوقت عينه يصلّون ويقرأون الكتاب في " اللغة المقدسة".

ويشير هنغل أيضا الى أنه قد " تكوّنت في القدس، في عهد هيرودس، طبقة يهودية عليا أصبحت نوعا ما يونانية ولها ثقافة خاصة". وهي تضع أصل الانجيل في طبقة الكهنوت العليا في القدس. وبامكاننا أن نجد تأكيد ذلك في ملاحظة صغيرة نجدها لدى يوحنا .وهي تخبر كيف أن يسوع ، بعد القاء القبض عليه، اقتيد الى الى أمام الكاهن الأكبر، وكيف ان سمعان بطرس، في أثناء ذلك، "وتلميذ آخر،" تبعا يسوع ليعرفا ما كان سيحدث، و قد قيل عن "التلميذ الآخر" :" وبما أن ذلك التلميذ كان معروفا لدى كبير الكهنة، دخل مع يسوع الى باحة بيت كبير الكهنة". ولما كانت علاقاته في بيت كبير الكهنة تسمح له بأن يُدخل معه بطرس، فأوجد هكذا، وهذا أمر أكيد، الوضع الذي قاد هذا الأخير الى النكران. ان حلقة الرسل ذهبت الى حد ادخال أعضاء من الاريستقراطية الكهنوتية الذين كانت لغتهم، الى حدّ بعيد، لغة الانجيل.

وهذا يقودنا الى مسألتين أساسيتين اللتين تشكّلان في آخر المطاف كل رهان المسألة" اليوحنية" . من هو مؤلّف هذا الانجيل؟ ما القول عن مصداقيته التاريخية؟ لنحاول الاقتراب من السؤال الأول. في رواية الآلام، ان الانجيل عينه يأخذ موقفا صريحا من هذه المسألة. وقيل ان أحد الجنود طعن يسوع في خاصرته بحربته، و"خرج منها، على التوّ، دم وماء". والكلمات التابعة لها وزن خاص:" من رأى شهد، لتؤمنوا أنتم أيضا . وشهادته حق والرب يعرف أنه يقول الحق" . والانجيل يؤكّد أنه يستند الى شاهد عيان، وواضح ان هذا الشاهد هو التلميذ الذي قيل عنه من قبلُ انه كان واقفا الى جانب الصليب، وانه كان التلميذ الذي كان يسوع يحبه. ويؤكّد الانجيل انه يستند الى شاهد عيان، وواضح ان هذا الشاهد هو التلميذ الذي قيل عنه سابقا انه كان واقفا ازاء الصليب ، وانه كان التلميد الذي كان يسوع يحبّه. وفي الفصل 21 الفقرة 24 من يوحنا ، ان هذا التلميذ يُدعى أيضا كمؤلّف الانجيل. وعلاوة على ذلك، سنلتقيه في يوحنا في الفصل 13: 23؛0 2:2-10؛ 21: 7 ودونما شك في يوحنا 1: 35-40 و18 :15- 16.

في رواية غسل الأرجل، هذه المرويات المتعلقة بأصل الأنجيل الخارجي تتعمّق لتعطي علامة عن ينبوعه الداخلي. ويقال هناك عن هذا التلميذ انه في العشاء السرّي كان مقعده الى جانب يسوع، وانه لدى السؤال عن هوية من سيخونه،" انحنى على صدر يسوع" (13: 25) هذه العبارة مصاغة كموازية اريدت مع نهاية مقدمّة انجيل يوحنا حيث قيل بشأن يسوع : " ان الله لم يره أحد، ان الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب ، هو من قاد الى معرفته" . ان الأبن، كيسوع يعرف سرّ الآب لأنه هو في حضنه، والانجيلي ، بما أنه انحنى على صدره، استطاع أن يأخذ معرفته نوعا ما من قلب يسوع.

ولكن من هو هذا التلميذ ؟ ان الانجيل لا يميّزه مباشرة باسمه. ان النص، بالاتصال مع بطرس ومع دعوات أخرى من التلاميذ،، يوجّهنا لى شخص يوحنا، بن زبدى ، دون أن يوضح هذه المماثلة. وظاهرا، فهو يترك نوعا من السرّ ينشر ظلاله .ان سفر الرؤيا ، صحيح انه يرشد صراحة الى أن يوحنا هو المؤلّف ، لكنه ليس من الأكيد ان مؤلّف الانجيل، والرسائل، وسفر الرؤيا، هو واحد على الرغم من من الرباط الوثيق القائم بينها.

ان أحد شرّاح العهد الجديد اولريخ ويلكنس، في لاهوته الوسيع، دافع حديثا عن الأطروحة القائلة بأنه يجب الآ نعتبر أن "التلميذ المحبوب" كصورة تاريخية ، بل كممثل أساسي لبنية ايمان: الكتاب المقدّس وحده لا وجود له دون: "صوت الأنجيل الحيّ، وهذا لا وجود له دون شهادة مسيحي فردي مزوّدٍ وظيفة "التلميذ المحبوب" وسلطته، والذي تتعاطف فيه الخدمة والروح ويترابطان بالتبادل. وهذا التأكيد الذي يتناول البنية، وان كان صادقا، فهو غير كافٍ. اذا كان التلميذ المحبوب، في الانجيل، يأخذ بصراحة وظيفة شاهد للحقيقة - وهذا ما حصل- فهو يقدّم ذاته كشخص حيّ. وبوصفه شاهدا، فهو يريد أن يقدّم نفسه كفيلَ أحداث تاريخية، لأنه، خلافا لذلك، تكون هذه الجمل التي تحدّد موضوع الانجيل وصفته بكامله، فارغة من كل ما لها من معنى.

أيها الأخوة والأبناء الأعزّاء،

ان انجيل القديس يوحنا يحتل منزلة فريدة بين الأناجيل، فهو نسج وحده، اذا جاز التعبير. لذلك فهو فيه من اللاهوت أكثر من الأناجيل الثلاثة الأخرى: متى ومرقس ولوقا. ولذلك تجب قرأته على مهل وبامعان.

وان ما نراه في هذا الأيام على المسرح الداخلي لا ينذر بخير. فهناك أقاويل تتناول هذا أو ذاك من رجال السياسة، وتترك في النفوس أثرا بغيضا. وقديما قيل: ان الحرب أولها كلام. وكأننا لم نكتفِ بما حدث عندنا من حروب ومجازر ومناوشات نعتقد أنه آن الأوان لتركها جانبا للانصراف الى بناء بلدنا على قواعد ثابتة من الاحترام المتبادل، والتطلّع الى الأمام بأمل، ليبقى لبنان، كما أراده الذين سبقونا على أرضه، وطن الحرية والازدهار والسلام".

استقبالات

وبعد القداس استقبل البطريرك صفير في الصالون الكبير للصرح رئيس فرع مخابرات جبل لبنان العقيد الركن ريشار حلو، رئيس مكتب مخابرات كسروان العقيد الركن جوزف قرعه، قنصل مولدوفيا ايلي نصار، رئيس تحرير المدير العام لمجلة العالمية فوزي عساكر والمهندس بشارة ابي يونس.

عدوان

وظهرا،استقبل غبطته نائب رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية النائب جورج عدوان، وعرضا معا الاوضاع العامة والمستجدات على الساحة الداخلية على مدى 45 دقيقة، خرج بعدها عدوان ليقول:" الزيارة كانت للبحث مع غبطته في الوضع الوطني العام، ونحن نأمل ان نشهد ظروفا من الهدوء، كي نستطيع الذهاب الى الانتخابات النيابية المفصلية في تاريخ الوطن، في جو ديموقراطي وغير متشنج، لانها انتخابات مهمة جدا، ومفصلية، كونها ليست بين اشخاص او عائلات وليست قائمة على خدمة هنا او خدمات هناك، بل هي انتخابات قائمة على مشروعين سياسيين مختلفين وطنيين، وعلى الناس ان تختار في ما بينهما.وهذه الخيارات يجب ان تنطلق من الخيارات الوطنية الحرة، وان يختاروا بهدوء وحرية وقناعة".

اضاف:" نحن سنخضع لخيارات الناس، ونطلب منهم ان تكون خياراتهم مأخوذة بوضوح وعلى اساس الخيارات الوطنية التي تهم بلدنا، وليس على حزازات او على أمور ضيقة لاختيار "فلان نكاية بعلتان" او قائمة على خدمات آنية تمضي مع الوقت ولا يبقى منها الا الامور الوطنية القائمة".

وتابع عدوان :" وتطرقت مع غبطته لما تتعرض له البطريركية والبطريرك صفير، وقد وضعته في جو الامتعاض الموجود عند الناس من المحاولات التي استهدفت بكركي وسيدها والتي تبين انها مفبركة وان كل الاقاويل التي قيلت غير صحيحة، وهي مفبركة بقصد النيل من البطريرك الذي هو رجل الاستقلال الثاني فهو الذي أطلق الاستقلال الثاني ومن يريد النيل من شخص البطريرك يكون يريد النيل من دوره الوطني، وكل اللبنانيون والمسيحيون واعون لهذا الواقع ويتعاطون معه على هذا الاساس".

ورفض عدوان التطرق الى موضوع التشكيلات القضائية الاخيرة، كاشفا عن انه "سيتكلم في هذا الموضوع خلال الايام القليلة المقبلة من خارج المقر البطريركي"، لافتا الى ان "القوات اللبنانية لديها موقف مبدئي ودقيق بالنسبة لموضوع القضاء واستقلاليته"، مؤكدا ان القوات مع "استقلالية القضاء ضمن مفهوم الكفاءة وعدم التدخل"، مكررا القول بانه في "الايام المقبلة سأدخل في كل التفاصيل وفي الاسماء لانه من حق اللبنانيين معرفة كل الامور وإعطاء كل ذي حق حقه".

وردا على سؤال حول تصعيد الدكتور جعجع في وجه العماد عون ووصفه بروح إبليس قال عدوان:" الدكتور جعجع لم يصف العماد عون "بإبليس" بل تكلم عن طريقة التعاطي مع الكنيسة، لافتا الى ان "القوات اللبنانية ليس لها موقف من الاشخاص"، فنحن اليوم نخوض الانتخابات النيابية ليس ضد اشخاص بل لنا موقف من خيارات ومواقف الاشخاص، وهذا يشكل فارقا كبيرا".

أضاف:" نحن نتعاطى ونتعامل مع الناس انطلاقا من خياراتهم ومواقفهم، وليس انطلاقا من خياراتهم، فنحن بالنسبة لبكركي كما بالنسبة لرئيس الجمهورية ولقيام الدولة لدينا موقف ثابت، فبكركي في اساس الكيان اللبناني وفي اساس الدفاع عن الوجود المسيحي الحر، ونحن لا نستطيع الا تحصين هذا الموقع، كذلك رئاسة الجمهورية هي في أساس عمل المؤسسات والإشراف عليها لا نستطيع الا تحصين هذا الموقع، فهذه مواقف مبدئية، وكل شيء يعزز قيام الدولة نحن معه، فمن هذه المسلمات الثلاثة الاساسية تنطلق القوات اللبنانية".

ومن الزوار ايضا انطونيوس ابو كسم، المهندس جو صوما، نخله إده وضوميط كامل.

 

المتروبوليت حداد دعا الى قمة بين الرؤساء الثلاثة لتسوية الامور العالقة

وطنية - دعا النائب البطريركي للروم الملكيين الكاثوليك المتروبوليت يوحنا حداد في بيان اليوم، الى "قمة بين الرؤساء الثلاثة ميشال سليمان ونبيه بري وفؤاد السنيورة من اجل تسوية كل الامور العالقة وخصوصا بعد ان دخل لبنان في دائرة الاستحقاقات في المحكمة الدولية الخاصة بالشهيد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه".

وقال المتروبوليت حداد "ان لبنان في حاجة ماسة الى تعاون قياداته في الداخل والخارج من اجل الحفاظ على لبنان وديمومة عيشه المشترك ووحدة بنيه وطوائفه".

اضاف:"ان ايام الصيام المباركة لدى الطوائف المسيحية التي نعيشها اليوم تعلم اللبنانيين العودة الى صفاء الروح ورجاحة العقل ونظافة القلوب والوعي والبصيرة والحكمة والنظر بروية وعمق الى القضايا والمشكلات في لبنان على المستويات السياسية والاقتصادية والامنية والاجتماعية والروحية".

وتمنى ان نصل الى الانتخابات النيابية بوحدة وطنية ولعبة ديمقراطية بمشاركة قطاع كبير من اللبنانيين في الانتخابات الحرة والنزيهة.

واشاد المتروبوليت حداد بزيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى طهران، متمنيا لمسيرته السياسية كل نجاح للتوصل الى عودة الحوار والتلاقي بين الاطياف السياسية كافة في لبنان.

المفتي قباني استقبل فيلتمان وشابيرو وسيسون:

حرصاء على إقامة علاقات طيبة مع الولايات المتحدة ودول العالم

وطنية - 8/3/2009 استقبل مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني مساعد وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأميركية بالوكالة جيفري فلتمان ومدير الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأميركي دان شابيرو وسفيرة الولايات المتحدة ميشال سيسون والمستشار السياسي في السفارة فادي حافظ، في لقاء استمر ساعة لم يدل مساعد الوزيرة بعده بأي تصريح.

وحرص مفتي الجمهورية خلال اللقاء على تأكيد "العمل جميعا في لبنان على استمرار الاستقرار وعدم الانجرار إلى الفتن التي تضر بالجميع وبالوطن"، وقال: "نحن في لبنان والعالم العربي لنا صداقة مع الولايات المتحدة الأمريكية، ونعمل لأن تكون هذه الصداقة قائمة على أسس ثابتة وواضحة وقوية ومتينة، واللبنانيون حرصاء على إقامة علاقات طيبة مع الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا ودول العالم".

وختم: "نريد لبنان آمنا، سالما، مستقرا، يبني نفسه ويعمل من أجل خير شعبه ومستقبل أبنائه، ومن أجل خير العرب ومستقبلهم، ونحن حرصاء على حرية لبنان وسيادته واستقلاله وعدم الانجرار إلى الصراعات الإقليمية التي تضر بالجميع".

 

"حزب الله": التشكيلات القضائية صدرت مسيسة

وطنية- 8/3/2009 تعليقاً على التشكيلات القضائية الأخيرة، أصدر "حزب الله" بياناً جاء فيه:" كنا نتمنى أن يبقى القضاء بعيداً عن التسييس، لكنّ التشكيلات القضائية الأخيرة صُدرت مسيّسة، وفي توقيت ملتبس في منتصف السنة القضائية، وفي هذين الأمرين أضرار كثيرة على مصالح الناس ومبدأ العدالة الذي يحكم عمل القضاء. ولا يحتاج المرء إلى عناءٍ كبيرٍ عندما يقرأ عن مواقع البعض في المراكز الحساسة، والذين لا يخفون إنتماءهم السياسي إلى فريق بعينه، ولا يخفى أداؤهم المتأثر بهذا الإتجاه على أحد. أما كفى مؤسسة القضاء ما تتحمله مما ضر باستقلاليتها وعدالة أدائها؟".

 

التعيينات الإدارية على "نار حامية" والداخلية تحقق رقماً قياسياً في إنجاز بطاقات الهوية

النهار/نقلت صحيفة "النهار" عن اوساط وزارية قولها ان اهتمام رئيس الجمهورية ميشال سليمان ينصب على انجاز ملف التعيينات الادارية المتعلقة بمحافظي بيروت وجبل لبنان، وبالمدير العام الاصيل لوزارة الداخلية. وبحسب هذه الاوساط فإن التعيينات المشار اليها قد وضعت على "نار حامية بفعل اهتمام الرئيس سليمان البالغ بها وبشكل يومي". ورأت "ان أهمية هذه التعيينات تكمن الآن في الدور المنوط بهذه المناصب من أجل المساهمة في ورشة التحضير للانتخابات والا فإن هذه الاهمية تتضاءل مع الوقت في حال اقترب موعد الاستحقاق الانتخابي في 7 حزيران المقبل من دون بت التعيينات". وعلى صعيد ورشة وزارة الداخلية، علمت "النهار" انه انجز خلال شهرين نحو مئة الف بطاقة هوية، وهذا يعتبر "رقماً قياسياً" وفق معطيات الوزارة. ولا تزال امام هذه مهمة تلبية الطلبات خلال المهلة المعطاة للمواطنين والتي تنتهي الثلثاء المقبل، لذلك على المواطنين الاسراع في تقديم طلباتهم. وفي المعلومات ايضاً ان وزير الداخلية زياد بارود ينوي اتخاذ "تدابير جذرية" في حق عدد من مأموري النفوس وربما احالتهم على التفتيش المركزي في حال تبين ان هناك موجباً لذلك. ومن الامثلة على تقصير هؤلاء ان قيوداً في احدى القرى أُسقط منها 170 اسم من أصل 7 آلاف. وتبيّن أن لوائح الشطب التي أصبحت وللمرة الاولى على موقع تابع للداخلية على الانترنت سجل منذ 10 شباط نحو 900 ألف زائر مما يدل على الاهتمام الواسع بملاحقة هذه اللوائح وتقصي الاخطاء فيها اذا ما وجدت. وفي موازاة ذلك، لا يزال ملف استكمال التعيينات في المجلس الدستوري عالقاً على رغم انه "يشكل ضماناً حقيقياً للانتخابات" على ما تقول اوساط مرجع كبير.

 

محوران يساندان الانفتاح على سوريا وإيران تجنباً لمحاذير الاستفراد

الخطوة البريطانية حيال "حزب الله" ترتبط باحتمالات الانتخابات

 روزانا بومنصف

عطف وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند سماحة بـ"اجراء اتصالات على مستوى غير رفيع مع "حزب الله" كي نوضح في شكل مطلق تصميمنا على تطبيق القرار 1701 الذي يدعو بين امور اخرى الى حل الميليشيات"، على وجوب "كبح نفوذ ايران في المنطقة". فالموضوع الايراني المتعلق بالملف النووي سعت بريطانيا الى مقاربته على غرار دول اوروبية عدة من دون نجاح كبير في استشكاف بعض النقاط البالغة الاهمية حتى من خلال اللجوء الى اطراف ثالثين على تواصل مبدئي مع طهران. والمقاربة المختلفة التي تستعد لإجرائها الادارة الاميركية الجديدة مع ايران، ثمة ملاقاة لها من اتجاهين أو محورين مهمين لا تعزلهما مصادر ديبلوماسية مطلعة عن واقع تنسيقي مبدئي مع ادارة الرئيس باراك اوباما.

المحور الاول عربي – خليجي تقوده المملكة العربية السعودية على نحو لم يعد يتحمل اللبس او الغموض بعد الحرب الاسرائيلية على غزة وبروز ايران كأحد أبرز العاملين على تغذية حركة "حماس" وتشجيعها وتسليحها في وجه السلطة الفلسطينية. وبات الموقف السعودي والعربي يجاهر باعتماد مقاربة مختلفة ترفض علناً التدخل الايراني في شؤون المنطقة العربية من فلسطين الى العراق ولبنان من جهة، وتمد اليد لسوريا من جهة اخرى من اجل توفير العناصر الضرورية لها لتقديم اولوية التضامن العربي وتحصينه في وجه التمدد الايراني على التحالف مع طهران والعمل معا من ضمن سياسة واحدة.

والمحور الآخر اوروبي يدعم المقاربة الاميركية الجديدة مع ايران ويقف خلفها وينتظر ان تسفر حركته عن نتائج ايجابية في موازاة محاولة استيعاب سوريا وفك عزلتها الدولية، وذلك من خلال التشجيع على معاودة المفاوضات بينها وبين اسرائيل وتقديم حوافز لها في هذا الاطار.

فالمقاربة من كل المحاور العربية والدولية على حد سواء تتعاطى والدولتين معاً وليس مع واحدة من دون الاخرى انطلاقاً من واقع ان كلا من دمشق وطهران هما في محور واحد، وان أي سعي الى الفصل بينهما لن يكون ناجحا نظراً الى ترابط الكثير من الملفات بين الجانبين من تلك التي تشكل هواجس معينة لدى المجتمعين العربي والدولي. وهذا ينسحب أقله على دعم التنظيمات الراديكالية الفلسطينية و"حزب الله" في لبنان، إذ لا يمكن الجزم بحصرية امتلاك دمشق او طهران هذه الاوراق من دون الاخرى ولا يمكن ان تبت احداهما سلباً او ايجاباً فيها من دون حفظ موقع حليفتها في هذا الاطار. كما ان تقدم واحدة من دون اخرى في ملفات خاصة بكل منهما قد يكون محفوفاً بالصعوبات والأخطار اذا شعرت احدى الدولتين بأنها مستفردة ومعزولة، فضلاً عن امكان كل منهما توظيف بعض الاوراق مع المجتمع الدولي من اجل المساعدة في الحوار مع طهران مثلاً بالنسبة الى سوريا، على ما تم تبرير الانفتاح الفرنسي على هذه الاخيرة من ضمن التبريرات الاخرى المتعلقة بلبنان و"حماس" وما الى ذلك.

كما ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي سعى الى فك العزلة الدولية عن سوريا من اجل تسهيل ابتعادها عن طهران ومساعدتها في ذلك ولم ينجح. وكذلك الامر بالنسبة الى التبريرات التي قدمها رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود اولمرت للمفاوضات غير المباشرة بين اسرائيل وسوريا برعاية تركية للاميركيين والاسرائيليين على حد سواء.

وبهذا المعنى باتت ايران شريكة مضاربة في شؤون المنطقة، بدليل سعيها الى تثبيت حضورها وتأثيرها في كل ازمة اخيرة واجهها لبنان بعد انسحاب القوات السورية منه في نيسان 2005 نتيجة علاقتها العضوية بـ"حزب الله". وهذا الامر ينسحب ايضاً على الموضوع الفلسطيني على ما سعت طهران الى اظهاره بوضوح في مؤتمر دعم غزة والشعب الفلسطيني الذي اقامته بعد ايام على المؤتمر الدولي العربي الذي انعقد في شرم الشيخ لاعادة اعمار غزة. وفي الوقت نفسه يصعب على واشنطن اعتماد المقاربة الحوارية الجديدة مع دمشق او مع طهران من دون اخذ مصالح حلفائها في المنطقة في الاعتبار في ضوء التهديد الذي يشعر هؤلاء ان ايران باتت تشكله عليها وعلى الوضع في المنطقة.

في ضوء ذلك يطرح سؤال عما اذا كان الانفتاح البريطاني المتجدد على "حزب الله" يندرج في السياق نفسه، وإن على مستوى مختلف، خصوصاً ان ميليباند ربط الاتصالات مع الحزب في اطار تطبيق القرار 1701 ووجوب كبح جماح ايران في المنطقة، او اذا كان يرتبط، كما لا يستبعد بعضهم، بالاحتمالات التي يمكن ان ترتبها نتائج الانتخابات النيابية المقبلة في لبنان. فغالبية الدول المعنية تدرك جيداً ان كل الاحتمالات مفتوحة، اي في اتجاه فوز قوى 14 آذار او قوى 8 آذار. وبعض هذه القوى لا يود ان يكون احتمال فوز هذه الاخيرة بزعامة "حزب الله" هو رمي للبنان في الحضن السوري – الايراني او الايراني اكثر تحديداً، مع ما يمكن ان يترك ذلك من انعكاسات بالغة السلبية على لبنان ووضعه الاقتصادي والاستثمارات المالية المحتملة فيه، كما على وضعه السياسي، من حيث ان اعتبار فوز "حزب الله" يمكن ان توظفه ايران وسوريا في خانة الكسب لهذا المحور في مواجهة المحور الغربي، على ما ترمى به قوى 14 آذار ربما يعرض لبنان لأخطار جمة، وذلك نتيجة اعتبار اسرائيل ان الدولة والحزب يصبحان واحداً ولا شيء يمكن ان يضبط انفلات آلتها العسكرية على غرار ما حصل من لجم المجتمع الدولي لاندفاع اسرائيل على لبنان عام 2006 عبر القرار 1701 مما ساهم في فشلها في تحقيق انتصار، الى جوانب عوامل أخرى.

 

انطوان صفير: المستقلون سيشكلون كتلة موازنة تعطي النظام السياسي دفعا للعمل ضمن المؤسسات الدستورية

وطنية - 8/3/2009 اشار رئيس مؤسسة "مواطنون جدد" الدكتور انطوان صفير في تصريح له الى "ان المستقلين في الانتخابات النيابية سيشكلون الكتلة الموازنة التي ستعطي النظام السياسي دفعا للعمل ضمن المؤسسات الدستورية، وستعطي رئيس الجمهورية الاداة الدستورية في البرلمان لامتصاص التشنجات وطرح رؤية جامعة يوافق عليها الافرقاء مما يسهل منطق الوفاق الوطني خارج اطار التعطيل وتبادل الاتهامات". كما اعتبر "ان التشكيلات القضائية كانت ضرورة ماسة في ظل الازمات المعروفة على هذا الصعيد". واشار الى ان بكركي "ليست طرفا في النزاع بقدر ما هي المدافع الدائم عن الثوابت اللبنانية والحق في التنوع وصيانة العمل الديموقراطي ضمن المؤسسات"، معتبرا ان "تشكيل مجموعة مستقلة في كسروان لا يزال اسير التجاذبات التقليدية الموروثة التي ربما ستوصل الى مرحلة يصبح فيها الخيار المستقل متعذرا".

 

التيار الوطني" رشح هنري شديد في البقاع الغربي وراشيا

وطنية - 8/3/2009 أطلق "التيار الوطني الحر" ماكينته الانتخابية في دائرة البقاع الغربي وراشيا في احتفال اقيم في نادي البقاع الغربي في خربة قنافار، في حضور منسق عام التيار بيار رفول ممثلا العماد ميشال عون، رئيسة لجنة البيئة جورجيت حداد، منسق الماكينة الانتخابية طوني مخيبر، مسؤول التيار في البقاع الغربي وراشيا اميل عواد، النائب السابق هنري شديد، مسؤول حركة امل الشيخ حسن اسعد، مسؤول حزب الله الحاج احمد قمر، رؤساء بلديات وفعاليات شعبية.

بداية النشيد الوطني، فكلمة لطوني مخيبر الذي تحدث عن "صعوبة المعركة، مؤكدا على ربح المعارك المستحيلة.

ثم تحدث بيار رفول واعلن رسميا بان "هنري شديد هو مرشح التيار وتكتل "التغيير والاصلاح"، كما حيا الدكتور نبيه غانم "الذي وضع طاقاته في سبيل انجاح لائحة المعارضة". واضاف:" الانتخابات هي مفصلية، وان الهدف منها هو بناء الدولة، وانها ليست بين شخص وشخص او فريق وفريق بل بين نهجين : نهج يريد الشراكة ودولة القانون والمؤسسات ووحدة لبنان والتفاهم، ونهج يريد الاستئثار والهيمنة والسيطرة ولا يريد المشاركة اذا فازت المعارضة. وقال:" نحن مع الديموقراطية التوافقية والتنافس الشريف، منوها بوثيقة التفاهم مع "حزب الله" التي ادت الى الغاء حاجز الخوف وحققت الانتصار في تموز وعلمتنا على الدفاع عن الاسلام الذي هو دين عدل ومساواة كما علمت المسلمين ان يدافعوا عن المسيحية التي هي دين محبة وتسامح"، مؤكدا بان "سلاح المقاومة هو سلاحنا، وهدفنا ان تنجح المعارضة بالتكاتف بين اعضائها كافة".

 

المطران مطر واصل زياراته الرعائية وبارك دار بلدية الحدث: وصيتي لكم أن تقبلوا رسالة المسيح وأن تحملوها بفرح الى الجميع

وطنية -8/3/2009 يواصل رئيس اساقفة بيروت للموارنة سيادة المطران بولس مطر زياراته الرعوية لرعايا الابرشية. وزار على مدى الايام الثلاثة الماضية رعية الحدث حيث التقى فعالياتها وهيئاتها الاجتماعية والتربوية والصحية والشبابية والاخويات وبارك المبنى الجديد لبلدية الحدث.

واحتفل المطران مطر اليوم بالذبيحة الالهية في كنيسة السيدة يحيط به رئيس كهنة الرعية الخوري كميل مبارك والآباء شربل مسعد وجبرايل مسلم وبطرس بو مرعب. شارك في القداس النائب الدكتور بيار دكاش ورئيس بلدية الحدث الدكتور انطوان كرم واعضاء المجلس البلدي وممثلو احزاب وهيئات حزبية واجتماعية ومخاتير. وبعد الانجيل المقدس القى المطران مطر عظة جاء فيها: بفرحٍ كبيرٍ قمت بزيارة الحدث التي هي الثالثة منذ أن توليت من غير استحقاق مقاليد أبرشية بيروت الحبيبة وإني أشكر لكم جميعًا حسن استقبالكم وعلى رأسكم كهنة الرعية الاحباء، الآباء كميل مبارك وجبرايل مسلم وبطرس بو مرعب وحضرة رئيس البلدية والمخاتير والجمعيات والمؤسسات والاخويات والشبيبة والجوقات، فإني أحفظ لكم جميعًا وأذكركم بصلاتي في كل حين. فإني فخور في هذه الرعية وهذه المدينة العزيزة التي هي من أكبر مدن الابرشية، لما أعطت وما زالت تعطي منذ مئات السنين رجالات خدموا الكنيسة والوطن الخدمات الجلى ولي بكم فخرٌ عظيم لأن إيمان الآباء والاجداد ما زال يعمر صدور الاجيال الحاضرة، وقد اجتمعنا، مساء أمس، أكثر من مئتي شاب وشابة من رعيتكم المباركة في قاعة الرعية. ومعًا صلينا من أجل كنيسة اليوم ومن أجل كنيسة المستقبل فقلت لهم نحن كنيسة اليوم وأنتم كنيسة المستقبل ليكن الرب معكم ألا رعاكم بعين رعايته وجعلكم خميرة صالحة تعمل في عجين البلدة والمنطقة لما للحدث من مسؤوليات جسام في الحياة الوطنية كلها وفي حياة الكنيسة. نحن هنا شعب يتواصل وجماعة تؤمن بالعيش المشترك الكريم منذ مئات السنين. آباؤنا سلّمونا هذه الوديعة ونحن نرجو الله الى ان نسلّمها لمن يأتون بعدنا بروح المسيح ومحبته. وقد فرحت فرحًا عظيمًا، أمس ايضًا، عندما زرت مع بعض الوجوه دار البلدية الجديدة الذي قيل لي، إنه أكبر وأجمل دار للبلديات في كل لبنان. فكم يفرح القلب يا إخوتي، على أن هذه البلدة تنظر الى المستقبل بعين الثقة والرجاء وتريد أن تدخل القرن الواحد والعشرين بأمل في أن يكون زمن سلام للبنان وزمن رسالة سلّمنا الله إيّاها لنرعاها، رسالةٌ قال عنها البابا يوحنا بولس الثاني إنها تجعل من لبنان أكثر من وطن، هذه الدار هي لكلّ أهل الحدث والكنيسة لخدمة كلّ أهل الحدث، الكنيسة أمّ جامعة واحدة مقدسة رسولية. الكنيسة يا إخوتي، هي أنتم وهي رعاتكم الذين تسلموا من الله مسؤولية رعاية القطيع أن نقول لكم كلام الله، ونعلنه من على المذابح لنبني الجماعة ولنعطيكم خبز المسيح الذي يوحدنا ويوحّدكم فنكون كلنا جسد المسيح الواحد ممجدين الله في شهادتنا للإنجيل في عملنا الصالح، في مصالحتنا بعضنا مع بعض وفي وحدتنا في القلب والعقل ولو على اختلاف الآراء، القديس أوغسطينوس يقول منذ 1600 في الأمور الجوهرية أطلب منكم الوحدة، لا انقسام على الجوهر، وفي الامور العارضة لكم الحرية وينهي أوغسطينوس كلامه قائلاً وفي جميع الامور عليكم بالمحبة. ثلاث كلما في الامور الجوهرية الوحدة، وفي الامور العارضة الحرية وفي كل الامور المحبة. ولو اختلفنا في الآراء فهذا أمرٌ معروف إلا أن ذلك لا يعفينا أبدًا أن نكون إخوة متحابين لأن بولس يقول لنا تنافسوا في الصالحات التنافس في الصالحات أمرٌ مباركٌ شريفٌ، ولكن من أجل خدمة الكل ومحبة الكل وسعة الصدر للكل لأننا وحدةٌ لا تتجزأ نحن جسم المسيح الواحد. من منا يقسم جسم المسيح من منّ يبعثر كنيسة المسيح مسؤولون كلنا حيث نحن عن المحبة التي زرعها الله في قلوبنا. قال لنا أعطيكم وصية وبهذا يعرف الناس أنكم من تلاميذي إن كنتم تحبون بعضكم بعضًا. سوف لن ندان الاّ على الحبّ، وأن يكون قلبنا قلبًا رقيقًا غافرًا قابلاً للصلح والسلام.

في الكنيسة الروسية يوم الاحد الذي يبدأ به الصوم يدخلون الى الكنيسة كلهم رؤساء الكنيسة والشعب، ويطلبون الغفران بعضهم من بعض، الكهنة من الناس والناس من الكهنة حتى يستحقوا الدخول الى زمن الصوم المقدس، هذه عادة حميدة نطلب فيها الغفران بعضنا من بعض لأننا سنقدم صومنا قربانًا للمسيح ليباركها ونكون أهلاً يوم العيد أن نلبس الحلة البيضاء متوشحين ببرارة المسيح وقداسته. تعرفون كلام الرب القائل إذا أتيت لتقدم قربانك وتذكرت أن لأخيك شيئًا عليك أترك قربانك إذهب وصالح أخاك ثم عدّ وقدم لله قربانك. مسيحيتكم هي هذه يا إخوتي، ترشدكم الى كلّ حق وتهديكم السبيل المستقيم وتمنحكم سعادة لا توصف وتطمئنكم على المستقبل لأنه لله وليس لسواه أبدًا. الربّ قال تقووا أنا غلبت العالم، عالم الشرّ والانقسام، لا طريق للخلاص إلاّ بإنسانية متصالحة وإخوة تسود على الجميع، لا خلاص من دون ذلك. لهذا نحن المسيحيين نعرف طريقنا هي طريق بنيان ملكوت الله، ملكوت الحب والاحترام المتبادل بين جميع الاديان والثقافات والحضارات، وسِّعوا قلوبكم لمحبة المسيح، أنتم قد نلتم من الله بركات لا تقدرون قيمتها، نلتم غفران خطاياكم بدم المسيح، ونلتم حضارة الانجيل وحضارة المحبة، مجدوا الله في ذلك وانظروا الى المستقبل نظرة إيمان ورجاء وثقة، فالرب معكم على الدوام، وصيتي إليكم أن تقبلوا رسالة المسيح وأن تحملوها بفرح الى الجميع وأن تكونوا موحدين بالحق وبالمحبة مع التنافس بالصالحات وهذا أمر مقبول ومشروع والله يبارك يومكم وغدكم.

في انجيل اليوم، امرأة تنزف 12 سنة لمست رداء المسيح بالسر، وشفيت لبنان ينزف منذ ثلاث مرات 12 سنة ليس لنا إلاه لنبدأ مسيرة جديدة إنسانية مؤمنة وأخوية بين الجميع فنقبل بعضنا بعضًا باحترام والله قادر على كل شيء يوقف نزف دمنا ونزف شبابنا ونزف الامل عندنا ويعيد لبنان الى ما عرفه الآباء والاجداد وطن الانسان والفرح والانسانية وتقوى الله.

صلاتي من أجل هذا للبنان ومن أجل أن تكون الحدث حاملة رسالة آبائها وأجدادها، صلاتي من أجلكم جميعًا ومن أجل كهنتكم الاعزاء الذين يخدمونكم بمحبة وغيرة، لتكونوا أمام الله بغير لوم في كل حين وليثبتكم في الحق ويجعلكم لؤلؤة على هذا الساحل فتفرحون وتهللون لأن الله على أيديكم يبني أورشليم الجديدة، باسم الاب والابن والروح القدس الاله الواحد آمين.

 

 "التيار الوطني الحر"- زحلة رد على الوزير ماروني: تصريحاته إخبار للنيابة العامة والأجهزة الأمنية والقضائية

وطنية - 8/3/2009 اصدر التيار الوطني الحر - هيئة قضاء زحلة بيانا اليوم رد فيه على وزير البيئة ايلي ماروني، وجاء فيه: "يستطيع الزحليون واللبنانيون من الآن وصاعداً أن يناموا قريري العين وبيوتهم مفتوحة، فمن لديه وزير ماهر في كشف المجرمين والمشاغبين كمعالي الأستاذ إيلي ماروني، لا يخشى أي تعديات أو إساءات! وبعد أن تمكن معاليه، مشكوراً، بنتيجة استقصاءاته وتحرياته من إماطة اللثام عن هوية الذين حاولوا إحراق مكتب النائب سليم عون الإنتخابي لا بل فنَّد الأسباب المحفزة لذلك مدعياً وبإفراط في الثقة بالنفس أنَّ الأسباب شخصية، فإننا سعيدون باعتبار إعلانه إخباراً للنيابة العامة والأجهزة الأمنية والقضائية التي ما تزال تبحث عن المعتدين، بعد أن فتشَّت سجونها ومكاتبها علَّها تستريح من العناء وتجد ذلك الموقوف المزعوم الذي حلمَ به معالي الوزير".

 

النائب الحريري: لم نرد المحكمة للانتقام ولا للضغط بل لحماية لبنان

وطنية - 8/3/2009 اكد رئيس رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري في مقابلة مع قناة "ابو ظبي"، ان "الهدف من المحكمة ليس الانتقام ولا الضغط السياسي بل حماية لبنان والشعب اللبناني والديموقراطية"، مشيرا الى "انه لكل دولة مصلحة في التعاون مع المحكمة الدولية واي دولة ترفض التعاون عليها ان تتحمل العواقب". واذ اعتبر "ان موضوع اجراء الصفقات على حساب العدالة ولى واتى زمن الحساب"، شدد على "ان مشكلتنا مع النظام السوري هو أننا نريد من سوريا أن تعامل لبنان كدولة عربية مستقلة سيدة نفسها".

وقال النائب الحريري ردا على سؤال حول سبب تسمية منزله ب "بيت الوسط"، وهل ان الوسطية مطلوبة اليوم، قال: "نحن أصلا وسطيون والبيت موجود في وسط بيروت، ولذلك أصبح اسمه بيت الوسط.

سئل: بالنسبة للمحكمة الدولية، هل ستحقق لكم العدالة والحقيقة بعد أربع سنوات على انتظارها؟

أجاب: الأول من آذار، يوم انطلاق المحكمة كان بالنسبة لنا يوما تاريخيا، لأننا وعلى مدى أربع سنوات كنا في صراع في الداخل اللبناني وفي المنطقة على هذه المحكمة. الجميع يعلم جيدا كم كان هناك من الكلام حول ما إذا كانت هذه المحكمة ستنشأ أم لا. وكانت هناك محاولات لوضع اللبنانيين في جو بأن هذه المحكمة لن تنشأ وانه في حال قيامها فإن عدم الاستقرار سوف يعم البلاد. ولكن الحمد لله، تم انشاء هذه المحكمة بعد أربع سنوات من النضال الذي قمنا به من أجل العدالة التي نريدها فعليا.

سئل: ولكن تدريجيا توقفت الاغتيالات؟

أجاب: توقفت الاغتيالات، ولكن لبنان عانى على مدى الثلاثين عاما من الاغتيالات، لماذا طالبنا نحن بالمحكمة الدولية؟ طالبنا بها لأن لبنان عانى على مدى ثلاثين أو خمسة وثلاثين عاما الماضية من الاغتيالات التي طاولت رؤساء جمهورية ورؤساء وزراء ووزراء وشخصيات دينية وصحافية، ولم يتمكن القضاء اللبناني لأسباب سياسية داخلية أن يحاكم أو يصل إلى نهاية محاكمة في أي من هذه الجرائم. لقد ناضلنا من أجل قيام المحكمة الدولية وتمكنا من تحقيق ذلك. يوم الأول من آذار يوم تاريخي ليس فقط بالنسبة للبنان، بل أيضا للمنطقة وللعرب، لأنه فعليا لم يعد جائزا بعد اليوم ان يقوم احدهم باغتيال شخص آخر لمجرد ان رأيه لم يعجبه".

سئل: هل ستضع المحكمة حدا لزمن الإفلات من العقاب في الوقت الذي يرى آخرون أنها تشكل اختبارا لصدقية المجتمع الدولي؟

أجاب: أظن أن المجتمع الدولي كان حتى الآن صادقا معنا، وخصوصا في موضوع المحكمة الدولية، كما أننا نرى اليوم المحكمة تنطلق، أما إلى أين ستصل؟ فإن الأمر يعود إلى المدعي العام دانيال بلمار والى الإثباتات التي يملكها. طبعا نحن نتمنى أن تصل إلى نهاية الطريق، وأنا أقول لجميع اللبنانيين أن كل ما سمعناه في السابق، وكل المساعي التي بذلت من أجل أن تضيع المحكمة عن طريقها، لم تنجح، وسنتوصل بإذن الله لمعرفة من قتل رفيق الحريري وباسل فليحان وبيار أمين الجميل ووليد عيدو وأنطوان غانم وسائر الشهداء الذي سقطوا في ثورة الأرز، ولأول مرة في تاريخ لبنان والمنطقة ستتم معاقبة من اغتال هؤلاء الشهداء.

سئل: إذا هي أول محكمة دولية مستقلة خاصة بلبنان كما أنها ضد الإرهاب، فما هي المصلحة اللبنانية بإنشاء هذه المحكمة؟ هل كان من المستعصي على لبنان أن يحاكم قضاؤه في مثل هذه الجرائم خصوصا وأنه مخترق أمنيا منذ سنوات؟

أجاب: هناك قضاة قتلوا أيضا وحتى الآن لم نعلم من قتلهم، حتى أنه لدينا بعض الإشارات حول القاتل لكن القضاء اللبناني لم يستطع التحرك، ليس لأنه ضعيف بل لأن هناك تجاذبات سياسية كبيرة في البلد.

سئل: ربما لأن هناك أكثر من مرجع أمني في البلد؟

أجاب: بالتأكيد هناك أكثر من مرجع أمني في البلد، إلا أن مهمة المحكمة الدولية اليوم تقضي بمعرفة من قتل الشهيد رفيق الحريري وسائر شهداء ثورة الأرز. نحن لم نلجأ إلى نفس أسلوب القاتل، بل لجأنا إلى العدالة الدولية، إلى حين نعزز الديموقراطية في لبنان وتصبح لدينا محكمة دولية وعدالة. لا شيء سيعيد لنا رفيق الحريري، او سيعيد لسائر العائلات الاخرى الشهداء الذين فقدتهم خلال السنوات الأربع الماضية. المحكمة فعليا هي من اجل الاستقرار في لبنان، تصوروا لو لم تكن هناك محكمة الآن، ماذا كان سيفعل المجرم؟ كان سيستمر في قتله.

سئل: هل تعتبر أن الذين نفذوا هذه الجريمة أكبر من أن يكونوا أفرادا؟أي انهم ينتمون الى مشروع معين أو جهاز أمني كبير، خاصة وأنه عندما ارتكبت الجريمة كان هناك أكثر من جهاز أمني يمسك بالبلد؟

أجاب: نحن صراحة اتهمنا النظام السوري، والآن هناك حكم سيصدر عن المحكمة الدولية، وقد قلنا أن أي حكم سيصدر عن المحكمة سنقبله. ولكننا سياسيا، هناك أجهزة امنية كانت مسيطرة على البلد في المرحلة السابقة، إن كانت الاجهزة اللبنانية أو الأجهزة الأمنية السورية أو الجيش السوري الذي كان موجودا في لبنان، من هنا فإن هناك اتجاها واضحا بأن الممسك بالأمن في لبنان حينها كان تلك الأجهزة الأمنية وأجهزة الوصاية.

سئل: ولكن هل التجاذات السياسية الداخلية التي كانت قائمة في ذاك الوقت، وقبل اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري لها علاقة بالجريمة؟

أجاب: بالتأكيد لأنه قبل اغتيال الشهيد رفيق الحريري، رحمه الله، كان هناك واقع سياسي يولد وينمو في البلد، كان هناك لقاء قرنة شهوان ولقاء البريستول الذي توسع في ما بعد، وانضم إليه عدة نواب من التكتل السياسي للشهيد رفيق الحريري. وكان هناك توجه وطني معين، فالرئيس الشهيد، رحمه الله، لم يكن يريد أن يعطي نظام الوصاية أي نائب مما كان يسمى بودائع النظام السابق. لذلك عندما اتخذ الشهيد رفيق الحريري قراره بهذا الشأن تم اغتياله.

سئل: ولكن منذ اتفاق الطائف تسلمت الوصاية السورية مسألة الأمن اللبناني، فهل التغيرات السياسية والإقليمية بعد اتفاق الطائف كان لها تأثيراتها على الجريمة رغم الوجود السوري؟

أجاب: أنا أقول أن التغييرات الإقليمية لها أسبابها وكذلك العوامل التي شهدتها، ولكن اغتيال جميع الشهداء الذين سقطوا من الرئيس رفيق الحريري والشهداء جبران تويني وباسل فليحان وبيار أمين الجميل وغيرهم، جميعهم ينتمون الى ثورة الأرز والتي كان شعارها: الاستقلال، السيادة، الحرية، العدالة والحقيقة. كل ما نريده سيادة لبنان، لا مشكلة لدينا لا مع سوريا ولا مع الشعب السوري. وبالنسبة للنظام، فإنه بعد الانتخابات توجه دولة الرئيس فؤاد السنيورة إلى سوريا، ولكن آلة القتل استمرت. مشكلتنا مع النظام السوري هو أننا نريد من سوريا أن تعامل لبنان كدولة عربية مستقلة سيدة نفسها.

سئل: بعد أربع سنوات من الاغتيالات، قامت المحكمة وهي دولية ومستقلة وفيها قضاة لبنانيون أيضا، فهل تعتبرها حيادية؟ وهل من الممكن أن يتأمن عملها خارج التجاذبات السياسية التي ما زالت قائمة؟

أجاب: بالطبع هي حيادية، حتى التحقيق لم نستطع أن نطلع على أي شيء من مضمونه، كل التقارير التي أعدتها لجنة التحقيق لم تكن تتضمن معلومات يمكن أن تجعلنا نعلم من القاتل أو تتضمن أي أسماء. كانت هذه التقارير تتحدث في العموميات، لم يكن هناك أي شيء يمكن عائلات الشهداء من معرفة إلى أين سيصل التحقيق.

سئل: حتى حين كان المحققون الدوليون في لبنان؟

أجاب: حتى حين كانوا هنا، لم يكن لدينا أية معلومات. ونحن أصلا قررنا أن نكون على الحياد في هذا التحقيق وعدم التدخل بأي أمر يتعلق به، لأننا طالبنا بتحقيق دولي وبمحكمة دولية.

سئل: أي أن المسألة غير قائمة على المجاملة؟

أجاب: بالتأكيد ليست قائمة على المجاملة، نحن عانينا كقوى 14 آذار من ضبابية التحقيق لأننا لم نعلم إلى أين ستتجه أصابع الاتهام، لذلك قلنا أنه أيا كان حكم المحكمة سنقبله.

سئل: كيف تقرأون الكلام بأن هذه المحكمة ستكون وسيلة للثأر أو الترهيب على مدى السنوات القادمة؟

أجاب: الثأر ممن وكيف يكون الثأر؟ المحكمة ستحاكم القتلة، فهل محاكمة القتلة ثأر؟ هذا الكلام الذي يصدر من بعض السياسيين مؤسف، أيا كانوا. ما الذي سيعيد الينا رفيق الحريري؟ كل ما نبتغيه من المحكمة الدولية هو أمر واحد، العدالة.

سئل: هل تؤكد اليوم أن المحكمة غير مسيسة وان التدخلات السياسية لن تؤثرعلى الملاحقات القضائية التي قد تبدأ في مهلة الستين يوما؟ وانه كما قال القاضي بلمار ليس هناك بيان اتهام يقوم على أي طلب من أي طرف؟

أجاب: البيان الاتهامي الذي سيعده بلمار سيكون بموجب الإثباتات والادلة التي لديه، وهذا على العكس سوف يريحنا، لأن ما نريده فعليا هو الحقيقة، نحن لا نريد لا أن نسيس المحكمة ولا التحقيق. لحظة استشهاد الرئيس رفيق الحريري كان هناك جو في البلد من قبل نظام الوصاية بأنه بعد ثلاثة ايام على الاستشهاد، ستعود الامور الى ما كانت عليه، ولكن ذلك لم يحصل، ومن استشهد كان رفيق الحريري، ولذلك دفع النظام السوري ثمن ذلك من خلال الطريقة التي خرج فيها من البلد.

سئل: نائب الأمين العام "لحزب الله" الشيخ نعيم قاسم قال أن النظام القضائي في لبنان يواجه اختبارا قد ينجح فيه أو يخفق، هل ما زال هذا الكلام قائما بعد فتح قنوات اتصال وحوار مع الحزب بشأن المحكمة ومذكرة التفاهم التي كان هناك لغط كبير حولها؟

أجاب: بالنسبة للقضاء اللبناني فإن الملفات التي تخص الضباط الأربعة أو أي أمر متعلق بالجرائم التي ارتكبت بحق الشهيد رفيق الحريري وشهداء ثورة الأرز، باتت عند المحكمة الدولية. وبالتالي فإن لا القضاء اللبناني أمام اختبار، ولا غير ذلك. هناك حوار هادىء يجري اليوم فيها يخص المذكرة وهذا يتم داخل أربعة جدران، وقد رغبنا أن يسحب الأمر من التداول في الإعلام لأنه يسبب توترا لا داعي له. هناك هواجس عند بعض التيارات السياسية نريد أن نعرفها لنجد حلولا تلائم الجميع، وتكون أكثر حوارية لكي نتوصل الى الحل المناسب.المحكمة قامت، وهذا الحوار يجب أن يكون بناء، وان يكون هناك تعاون بين المحكمة ومكتب المدعي العام الذي سيكون موجودا في لبنان. نحن لدينا كل نية حسنة لكي يكون هناك تعاون ونصل إلى مرحلة تقر فيها ورقة التفاهم، ومن هنا ينطلق عمل مكتب المدعي العام، ونرى أيضا النيات الفعلية للأطراف السياسية الأخرى في ما يخص التعاون مع المحكمة.

سئل: إذا تأجيل البت بالمذكرة هو الحل الأمثل للمسألة حاليا؟ وما المقصود من اللجنة الثلاثية التي أنشئت؟

أجاب: الامر ليس مسألة تأجيل وحتى الآن لم تجتمع هذه اللجنة، لكن ما حصل في ما يخص ورقة التفاهم كان لغطا كبيرا في الإعلام ولم يكن هناك حوار جدي، ولم تكن الأطراف السياسية تتحاور لإيجاد حل. الآن قررنا ان نسحب الموضوع من التداول الاعلامي وان نتحاور، لأن الإعلام عموما واللبناني خصوصا، يعظم الأمور التي يمكن أن تحل بغير هذه الطريقة.

سئل: لكن هذا الإعلام أضاء بإيجابية على هذا الحوار وتحدث عن تفاهم على المذكرة، والمدعي العام قال أنه يمكن التحكم بوتيرة سير التحقيق ولكن ليس بنتائجه، فما المقصود من ذلك؟

أجاب: هذا الكلام صحيح، وأنا أرى أن المدعي العام دانيال بلمار هو قاض لديه خبرة تاريخية بالجرائم التي تحصل سواء في كندا أو على صعيد القانون الدولي. ما يقوله المدعي العام هو أنه لن يسمح لأحد بان يجعله يستنتج وقائع هو غير مقتنع بها. التحقيق سيجري والتحقيق مع الشهود والمشتبه بهم سيتم، ولكن في النهاية القاضي بلمار هو الذي سيكون استنتاجاته بحسب الحقائق التي يملكها. لذلك سنبقى حياديين بالنسبة للمحكمة وأي قرار يتخذه المدعي العام سنقبل به.

سئل: هناك من يتوقع أن تزيد المحكمة من الخلافات ومن حدة الجراح التي لم تلتئم بعد بين أطياف الشعب اللبناني المنقسمة بين مؤيدة ومعارضة لسوريا. اليوم بعد مبادرتكم إلى الحوار مع "حزب الله" أصبح هناك نوع من الارتياح، فهل حلت كل المشاكل؟

أجاب: بالنسبة الى المحكمة، فإنها أصبحت واقعا موجودا وقد بدأت في الأول من آذار. المطروح على الطاولة هو التفاهم حول طريقة عمل مكتب المدعي العام في لبنان، هذه الورقة يجب أن يتم التفاهم عليها، وأنا أرى أن سحبها من التداول الإعلامي هو أمر بناء، ونأمل إن شاء الله أن نصل إلى حلول في وقت قريب جدا وان تقر في مجلس الوزراء المقبل بإذن الله.

سئل: قانونيا، ربما تكون مذكرة التفاهم هذه ليست بالأهمية التي يبنى عليها القرار في النهاية، لكن فريق 8 آذار لديه تخوف حول البند الثالث الذي يعتبرونه يمس السيادة اللبنانية؟

أجاب: سيادة لبنان مست أولا حين اغتالوا رفيق الحريري والآخرين، والمحكمة وافقنا عليها كدولة وكمجلس وزراء برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، ونحن كبرلمانيين كنا في مرحلة ما غير قادرين على الالتقاء في مجلس النواب، وقعنا على عريضة كسبعين نائبا وطالبنا بالمحكمة الدولية، وكل ذلك ليس فيه مس بالسيادة. أين المس بسيادة لبنان إذا كنا نريد أن نعرف قتلة رفيق الحريري وسائر الشهداء؟ إذا القاتل موجود بيننا أو في مكان آخر علينا أن نعرفه.

سئل: ربما لأن الشعب اللبناني لم يعتد على ملاحقة المسؤولين عن الاغتيالات؟

أجاب: لكننا اليوم نقوم بتحقيق دولي يجب أن يأخذ مجراه للتوصل إلى الحقيقة.

سئل: أيا كان الفاعل ومركزه؟

أجاب: مهما كان، ونحن قلنا ذلك وكذلك المدعي العام بلمار قال ذلك. لذا أرى أن الجميع يجب أن يتعاون، وأن تأخذ المحكمة مجراها وسنرى أن الفريق الآخر سيتخذ القرار الصائب إن شاء الله.

سئل: هل توجد برايكم أدلة على تورط أجهزة الاستخبارات السورية واللبنانية وكبار المسؤولين؟

أجاب: لو كانت لدي هذه الأدلة لكنت أول من أبرزها لكن ليست لدي هذه الأدلة.

سئل: هل برأيك هناك أدلة؟

أجاب: إن شاء الله.

سئل: هل سينتظر الشعب اللبناني سنوات أخرى لصدور الحكم؟ كم هي المدة؟

أجاب: بالصبر يمكن أن نحقق كل شيء. نحن شعب عنيد وصبور، نحن بالطبع مستعجلون لكن جدتي رحمها الله كانت تقول: سر على مهل كي نصل بسرعة. نحن نسير على مهل ولا شيء سوف يحيدنا عن طريق العدالة والمحكمة والمسيرة التي كان يسير فيها رفيق الحريري، وإن الله مع الصابرين.

سئل: ينتظر من المدعي العام في أي لحظة خلال الستين يوما ان يطلب نقل أي من الشهود أو المشتبه بهم أو الموقوفين في السجون اللبنانية، إلى لاهاي، فيما لا تظل السلطات اللبنانية تحتجز أربعة ضباط على ذمة التحقيق مع إنها أطلقت سراح ثلاثة موقوفين مشتبه بهم بكفالة على ذمة التحقيق، والمعارضة تصف استمرار توقيف الضباط الأربعة بالتعسفي، فما ردكم؟

أجاب: الحقيقة أني محتار. لم تعد هناك معارضة، جميعنا اليوم في الحكومة. ما هو الأفضل لقوى 8 آذار؟ إذا طلب القضاء الدولي نقل الضباط الأربعة إلى لاهاي، وفي النهاية إذا برأت المحكمة الدولية هؤلاء الضباط فإن المحكمة ستتحمل هي المسؤولية. لو كان القضاء اللبناني منذ اللحظة الأولى قادرا على معرفة قتلة رفيق الحريري لما كنا توجهنا إلى محكمة دولية. اليوم هناك محكمة دولية، والضباط الأربعة، معروف تاريخهم المرموق في التجاوزات خلال فترة حكمهم في لبنان، ولكن إذا قررت المحكمة الدولية بقاءهم في السجن فسيبقوا، وإذا قررت أن لا علاقة لهم بالجريمة فإننا كفريق سياسي وأنا كسعد الحريري، سنقبل بحكم المحكمة. فما الذي يريدونه أفضل من ذلك في قوى 8 آذار.

سئل: كيف تتوقع أن يكون لقاؤك بهؤلاء الضباط الأربعة في حال تم هذا اللقاء؟

أجاب: إن شاء الله لا يتم هذا اللقاء.

سئل: المحقق العدلي اللبناني لا يجب أن يسأل عن أسباب التوقيف لأي مشتبه به، فما تعليقك؟

أجاب: هذا هو القانون اللبناني.

سئل: لكن ألا يحق حتى لوزير العدل أن يسأل القضاء اللبناني لماذا توقف هؤلاء على ذمة التحقيق؟

أجاب: كلا لا يحق له، والقانون اللبناني واضح وصريح. وللتاريخ أقول انه كان هناك تعديل لقانون العقوبات في لبنان، وكان رأي الشهيد رفيق الحريري رحمه الله، أنه لا يجب أن يتم توقيف أي شخص أكثر من ثلاثة أيام على ذمة التحقيق ومن ثم يذهب مباشرة إلى المحاكمة. الا ان هذه الأجهزة الأمنية نفسها مع نظام الوصاية، هم من ضغطوا على مجلس النواب يومها، لكي يغيروا قانون العقوبات وجعلوا بالإمكان توقيف أي شخص تحت ذمة التحقيق لأي مدة يريدها القضاء. فمن حفر حفرة لأخيه وقع فيها، فسبحان الله.

سئل: يقال انه اذا لم تستجب بعض الدول لقرار المحكمة الجنائية الدولية، ورفضت الذهاب الى هذه المحكمة، يمكن اللجوء حينها الى مجلس الامن، من المقصود بهذه الدول؟

اجاب: المقصود هو انه اذا كانت بعض الدول لا تريد ان تتعاون مع المحكمة الدولية، يجب ان يصدر قرار آخر لكي تتعاون .نأمل في ان لا نصل الى هذه المرحلة، ونتمنى ان يكون هناك تعاون من الجميع مع المدعي العام بيلمار، وبرأيي ان هناك مصلحة للجميع بالتعاون مع المحكمة الدولية.

سئل: لماذا برايكم تم حذف اسماء كبار المسؤولين السوريين الذين وردت اسماؤهم في مسودة تقرير كان قد اعده المحقق الدولي الاول ديتليف ميليس،في حين امتنع المحققان الدوليان سيرج براميرتز ودانيال بيلمار عن ذكرهم في تقريريهما؟

اجاب: برايي ان هذه الاسماء سقطت سهوا مع المحقق ميليس، الذي كان قد وضعها، ومن ثم اتخذ قرارا بحذفها، الا ان التقرير صدر مع الاسماء.المهم ان اليوم هناك محكمة، فلما العودة الى الوراء؟ نحن ننظر دائما الى المستقبل، وان شاء الله تصدر عن هذه المحكمة قرارات.

سئل: هل تتوقع ان تكون هذه القرارات مفاجئة؟

اجاب:ان شاء الله تكون مفاجئة ولكن ليس لنا بل للقاتل.نحن نريد العدالة ومعرفة من اغتال سائر شهداء ثورة الارز.

سئل: سوريا شددت هنا، على ما ذكرتم بالنسبة للاسماء التي لم ترد بعد ذلك في التقارير، بانه اذا تمت ادانة مشتبه فيهم على اراضيها، فانها هي من سيقوم باعدامهم او ادانتهم او سجنهم، فهل يعني ذلك ان هناك فرصة اخرى للتوجه الى مجلس الامن؟

اجاب:انا لا اعتبرها فرصة، برايي انه ليس لاي دولة مصلحة بعدم التعاون مع المحكمة.المجتمع الدولي كان واضحا في ما يخص الاغتيالات في لبنان، وقد لاقى دعما عربيا كبيرا من عدة دول عربية شقيقة وصديقة دعمت قيام المحكمة الدولية كدولة الامارات والمملكة العربية السعودية والاردن ومصر والكويت، وكلها اظهرت دعما سياسيا وتاييدا للمحكمة الدولية، ما ادى الى دعم واحتضان للبنان وتشكيل غطاء له في ما يخص الاغتيالات والتفجيرات التي كانت تحصل في هذا البلد. وانا ارى ان لا مصلحة لاحد بان يحاول ان يتحدى المجتمع الدولي. لقد تم اغتيال اعضاء من كتلتنا، وكانت البداية مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والتحدي باستمرار الاغتيالات لم يؤد الا الى اصرار اكبر من قبل المجتمع الدولي على قيام المحكمة الدولية لمعاقبة من اغتال هؤلاء الشهداء.من هنا ارى ان لكل الدول مصلحة بالتعاون مع المحكمة، وفي النهاية أي دولة ترفض التعاون، عليها ان تتحمل عواقب عدم التعاون.

سئل: هل من نتائج دبلوماسية لهذه المحكمة التي اعتمدت سلاحا قويا ضد سوريا، كما تقول المتهمة الرئيسية في هذه الجرائم، وان بدت المحكمة اكثر استقلالا مع الوقت؟

اجاب: لم نسع لقيام المحكمة من اجل الضغط على سوريا في أي موقف. لقد اردنا ان تتوقف هذه الاغتيالات، لم نرد المحكمة يوما للانتقام ولا للضغط السياسي بل الهدف منها هو حماية لبنان والشعب اللبناني ومستقبله والديموقراطية في هذا البلد، وحماية مستقبل اولادنا واحفادنا.

سئل:اذا حصل وفاق محتمل مع سوريا هل يثير هذا الامر مخاوف لديكم، وهل يمكن ان تفقد المحكمة قوتها في اطار صفقة مع دمشق؟

اجاب: لا صفقات. لقد انتهينا من عهد الصفقات، في ما مضى كانت تحصل صفقات، الا اننا انتهينا منها الان.اليوم هناك محكمة وحقيقة وواقع جديد. هناك حكم صدر في حق الرئيس السوداني عمر البشير، وعلى الرغم من كل المحاولات التي تمت لاجراء صفقة على هذا الموضوع، الا انها لم تتم. كما ان هناك تحقيقا دوليا باغتيال رئيسة وزراء باكستان السابقة بانازير بوتو. موضوع اجراء صفقات على حساب العدالة، عهد ولى، واتى زمن الحساب. نحن نتمنى ان يكون هناك وفاق مع سوريا، وان تكون هناك علاقات دبلوماسية بيننا وبينها، وقد طالبنا منذ البداية باقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين، وبادرنا في هذا الاطار، وسمى لبنان سفيره في دمشق.

سئل: لقد فسرت مبادرتك الاسبوع الماضي على انها تبريد للاجواء وترجمة للانفراج الحاصل سعوديا-سوريا، كيف تفسرون ذلك؟

اجاب: دعونا لا نذهب في الامر بعيدا، فهناك العلاقات بين المملكة العربية السعودية وسوريا، وهناك ايضا وضع اقليمي، ومن الواضح ما يحصل اقليميا.لكن المملكة العربية السعودية لطالما كانت داعمة جدا للمحكمة الدولية ولاستقلال لبنان وسيادته وحريته وان يكون القرار اللبناني بيد اللبنانيين، وهذا امر لا يتغير. وفي ما يخص الحوار الذي كان قائما إزاء مذكرة التفاهم فهذا امر داخلي لا يجب ان نتداول به من خلال الاعلام، بل يجب ان نتكلم عنه في ما بيننا.

سئل: يعني ان لبنان لا يستند الى توافق سوري- سعودي؟

اجاب: على العكس، فان هذا الامر يساعد على استقرار لبنان والمنطقة، واننا نرى في هذا الموضوع امرا ايجابيا. وعندما قام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز بمبادرته، لم يقم بها لانه كان يريد ان يتخذ موقفا اعلاميا، بل قام بمبادرة حقيقية من اجل وحدة الصف العربي. لذلك فاننا اليوم نرى تقاربا سعوديا - سوريا، لا علاقة له لا بالمحكمة ولا بسيادة لبنان واستقلاله، بل ان هذا التقارب يفيد الامن والاستقرار في هذا البلد، ويفيد التوجه لاقامة علاقات دبلوماسية ندية بين لبنان وسوريا، ونحن نرى هذه الامور جيدة جدا.

سئل: هل التفاهم السعودي السوري برايك سيتمكن حين يحصل، من ان يمارس من خلاله الطرفان ضغطا في لبنان كل على جماعته، لوقف النزاعات وحل الامور المستعصية وردم الهوة بين 8 و14 آذار، خاصة فيما يتعلق بالخطاب السياسي قبل الانتخابات مثلا؟

اجاب: الخطاب السياسي اصبح هادئا منذ حوالي ال8 اشهر، ولا يوجد تصعيد سياسي لاننا جميعا راينا ان البلد في مرحلة من المراحل، كان على شفير الحرب الاهلية. لذلك فقد استوعبت القيادات السياسية الامر، وبعد تسوية الدوحة عدنا الى البلد، وقررنا تهدئة الخطاب السياسي، لمصلحة الجميع ولمصلحتنا ومصلحة لبنان، فمن هو الخاسر الاكبر من عدم وجود وحدة لبنانية بين اللبنانيين وخصوصا في ما يتعلق بالسلم الاهلي؟ وجميعنا يعلم ان للخطاب السياسي والتصعيد اثرا كبيرا على السلم الاهلي، ولكن هذا لا يعني اننا نتفق بالسياسة مع 8 آذار، فهم لديهم مشروعهم الخاص بهم وهذا حقهم. نحن في تيار المستقبل وفي قوى 14 آذار، لدينا مشروعنا في السياسة والسيادة والاقتصاد،اما 8 آذار فاين مشروعها الاقتصادي؟ نحن انجزنا باريس-2 وباريس-3، وطوال خمس عشرة عاما كانوا يتهمون الرئيس الشهيد رفيق الحريري بشتى الاتهامات في المجال الاقتصادي واثره على الدين العام، ولكن بعد 15 عاما على هذه الاتهامات بحقه، وخلال اكبر ازمة مالية في تاريخ الدول منذ سبعين عاما ولغاية اليوم، اسأل أي دولة لديها نمو اقتصادي غير لبنان. ما يعني ان الشهيد رفيق الحريري كان يعمل لمصلحة بلده، وان ما قام به كان صائبا، وهذا ما نتعلمه ونكتشفه اليوم، فما قام به الرئيس رفيق الحريري خلال السنوات الماضية هو ما ثبت اقتصاد لبنان، وجعله يتمتع بنمو 8 في المئة، وان شاء الله يزيد هذا النمو 3 في المئة هذا العام.

سئل: هل ستكون الانتخابات المقبلة مرحلة جديدة لتيار المستقبل، وماذا سيحصل اذا فزتم انتم او فاز الفريق الاخر بهذه الانتخابات، مع الاشارة الى انك يمكن ان تتبوأ منصب رئاسة الحكومة في حال فزتم بهذه الانتخابات؟

اجاب: سنخوض الانتخابات بكل ديموقراطية، ونتمنى ان يوفقنا الله بالفوز، ويجب ان ينزل جميع اللبنانيين الى صناديق الاقتراع اينما كانوا، وانا ادعو جميع اللبنانيين في دولة الامارات، خصوصا للمشاركة في هذا الاستحقاق. وادعو الجميع الى ممارسة حقهم الانتخابي، فكلما كان المواطن شريكا في انتخاب من يمثله في الحكم، كلما اوصل صوته في شكل افضل الى مجلس النواب.لا يستطيع المواطن ان يعترض على الامور اذا لم يشارك في الانتخابات،او ان يقول ان لا دخل له في بلده سواء أكان داخل البلد او خارجه، على العكس يجب على كل مواطن ان يشارك في هذه الانتخابات.

 

الوزير ارسلان قدم التعازي بالشهيد زين الدين في الشبانية: صفحة الماضي بيننا وبين وليد بك قبل 11 ايار طويت الى غير رجعة

وطنية - 8/3/2009 قدم اليوم وزير الشباب والرياضة طلال ارسلان واجب التعزية بالشهيد لطفي زين الدين في بلدة الشبانية يرافقه مسؤول الداخلية في الحزب الديمقراطي لواء جابر، مسؤول منطقة المتن الاعلى طليع ابو فراج وعدد من القيادات. وكان في استقبال الوزير ارسلان الى جانب عائلة الشهيد زين الدين، وكيل داخلية المتن في الحزب التقدمي الاشتراكي فاروق الاعور، عضو المجلس المذهبي الدرزي الدكتور نديم ابو الحسن، والدكتور وجيه مفرج الامين العام لمؤسسة كمال جنبلاط الاجتماعية الكاتب بالعدل وجيه بو مغليه، مسؤول الحزب في البلدة سليمان بو مغليه وفاعليات روحية وعدد من ابناء البلدة والجوار. بعد تقديم واجب التعزية، تحدث باسم عائلة زين الدين عم الشهيد الشيخ فريد زين الدين الذي شكر الوزير ارسلان على زيارته وتقديم واجب التعزية، وشدد على "ضرورة ان يبقى التواصل والتفاهم واللقاءات بين ارسلان والنائب وليد جنبلاط".

ورد الوزير ارسلان بكلمة قال فيها: "اولا كما تعلمون بعد حصول هذا الحادث الاليم الذي ادى الى استشهاد لطفي زين الدين وانا كنت خارج لبنان في ذلك الوقت وصلت اصداؤه ومفاعيله الى كل لبناني مخلص والى كل وطني شريف والى الطائفة الدرزية خصوصا. اولا انا لا اعتبر نفسي ات للتعزية لاني اعتبر نفسي "بدو مين يعزيني" لانني اعتبر ان الخسارة وقعت من كيس الجميع. صحيح جميعنا معنيين عموما، وخصوصا وليد بك جنبلاط الذي قدمت له واجب التعزية في بيروت، واتيت الى الشبانية لاعبر عن وقوفي الى جانب ال زين الدين والحزب التقدمي الاشتراكي لهذه الخسارة الفادحة التي يجب ان تكون عبرة، رحمة بالذي قضى لنا جميعا وان نتعلم جميعا دروسا من الماضي الاليم الذي مررنا به. اننا نحن اننا اكبر تضحية واكبر وفاء لكل شهيد سقط من هذه الطائفة بغض النظر عن انتمائه الحزبي". واضاف: "بالامس خسرنا الشيخ صالح العريضي وجميعكم كنتم في ذلك الوقت وشهدتم الظروف التي مررنا بها وصولا الى استشهاد لطفي زين الدين، انا اريد القول وبكل صراحة الامانة التي في اعناقنا جميعا هي الحادي عشر من ايار، لنحافظ جميعا على 11 ايار وما نتج عنه انا اعتبر انه صحيح هناك اكثر من رأي سياسي داخل الطائفة. وليد بك عبر عنها وانا عبرت عنها في اكثر من مكان، انما لا يجب بان نسمح باي لحظة من اللحظات دخول اصابع الفتنة على الطائفة الدرزية لا من قريب ولا من بعيد، لا من داخلها ولا من خارجها ما يلزمنا الكثير من الانتباه والوعي. انا سمعت الكلمة التي القاها وليد بك بتشييع المرحوم لطفي عندما قال انه ليس من عدو الا عدو واحد هو اسرائيل. صحيح العدو هو اسرائيل. السياسة بهذه البلاد تصعد وتهبط، تحالفات تصعد وتهبط الاراء. كذلك مع الاسف هذا لبنان. يجب ان نكون منتبهين لكل خطوة نخطوها نحافظ على روحية وحدة الطائفة وعلى حماية هذه الطائفة لانه في النهاية ليس من كرامة مجتزأة بهذه الطائفة. انا دائما اقول انا لا اوقع، ان هناك لبنانيا يستطيع العيش من دون كرامة ولبناني اخر يعيش من دون كرامة او ان نعيش جميعنا بكرامة او لا احد يعيش بكرامة كيف بالحري ضمن طائفتنا وضمن عشيرتنا وعاداتنا وتقاليدنا".

وتابع: "انا اؤكد لكم ان صفحة الماضي التي كانت بيننا وبين وليد بك قبل 11 ايار طويت الى غير رجعة. يجوز ان يكون لدينا مقاربات مختلفة حول بعض المواضيع السياسية في البلد، هذا دليل صحة وعافية وليس دليل ضعف انما خصوصية هذه الطائفة هي فوق الجميع، الدروز يتحملون الجميع ولكن لا احد يتحملهم.الطائفة تستوعبنا جميعنا ولكن ما من احد يستطيع ان يستوعب الطائفة، انطلاقا من هذه المبادىء ومن هذه الروحية انا اعتبر انني ووليد بك سويا طوينا صفحة الماضي ونحن مقبلون على كثير من الاستحقاقات اطلب من الجميع ومن المشايخ والحزبيين اذا كانوا في الحزب التقدمي الاشتراكي او في الحزب الديمقراطي اللبناني او من احزاب اخرى في هذا الجبل، لا تسمحوا للفتنة ان تدخل صفوفنا وكذلك للتفرقة. نحن في النهاية نريد العيش بكرامتنا، جميعنا نكمل بعضنا البعض بغض النظر عن الموقع السياسي الذي ننتمي اليه، جميعنا نكمل بعضنا نحن لدينا الثقة بالقضاء والقوى الامنية والعسكرية وبالجيش وقيادته. نتابع الموضوع القضائي والتحقيق من جهتنا او من جهة وليد بك، والامور ان شاء الله الامور على ما يرام لتنجلي كل الحقائق في اسرع وقت ممكن".

وختم الوزير ارسلان: "اقول لكم لنحافظ جميعا على روحية 11 ايار، ولا نخاف من اي طارىء يمكن ان يطرأ على البلد طالما لدينا الوعي الكافي والقدرة الكافية، ولدينا احزاب واعية، تعرف كيف تدير الامور في شكل تحفظ فيه طائفتنا وجيلنا وعاداتنا وتقاليدنا وتحفظ هيبتنا في هذا الوطن الذي انتم ونحن نذرنا الغالي والنفيس من اجله ومن اجل قيامته".

 

قداس احتفالي في ذكرى الأب سمعان الدويهي في كنيسة سيدة زغرتا

وطنية - 8/3/2009 أقيم عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم قداس احتفالي في ذكرى الأب سمعان الدويهي في باحة كنيسة سيدة زغرتا، بدعوة من مرشح لائحة قوى 14 آذار في زغرتا - الزاوية المحامي يوسف الدويهي. ترأس القداس المطران بولس اميل سعادة ممثلا البطريرك الماروني يعاونه لفيف من الكهنة، وخدمت القداس جوقة رعية سيدة زغرتا -اهدن، وحضره الى المحامي يوسف الدويهي وعقيلته بولا والعائلة كل من: ميشال الخوري ممثلا الرئيس امين الجميل، النائب نايلة معوض، النائب جواد بولس وعقيلته السيدة رندى، النائب مصطفى علوش ممثلا النائب سعد الحريري، العميد وهبه قاطيشا ممثلا رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية"، رئيس "حركة الاستقلال" عضو الامانة العامة لقوى 14 آذار ميشال معوض وعقيلته ماريال، الرائد يوسف الشدياق ممثلا المدير العام لأمن الدولة، منسق "القوات اللبنانية" في زغرتا الزاوية فهد جرجس ورؤساء بلديات ومخاتير زغرتا الزاوية وفاعليات تربوية واقتصادية واجتماعية وحشد من آل الدويهي وأبناء زغرتا الزاوية.

بعد الانجيل، ألقى المطران اميل سعادة كلمة قال فيها: "نحتفل بالذبيحة الالهية في صباح هذا الاحد المبارك الثاني من الصوم المقدس لراحة نفس كبير من كبارنا الزغرتاويين الراقد هنا في كنيسة سيدة زغرتا بالقرب من المذبح المقدس الذي كان يقيم عليه الذبيحة الالهية، عنيت نائب زغرتا ورئيس دير مار سركيس السابق الاب سمعان الدويهي. ان الكلام عن الاب سمعان الدويهي كلام متعدد الوجوه. فهو الراهب العابد والكاهن الورع والزعيم الشعبالتي حملته شعبيته الى أوج الزعامة والنائب الذي مثل منطقته في الندوة البرلمانية دورات متعددة متجلببا بالجبة السوداء. وكان في جميع مراحل حياته الصوت الصارخ المدافع عن حق الانسان بالحياة الحرة والكريمة". أضاف: "أبصر الاب سمعان الدويهي النور في عائلة ضاربة جذورها في تاريخ اهدن - زغرتا وقد أعطت العديد من رجال الدين والدنيا والحكام والابطال والاساقفة والبطاركة الذين كتبوا صفحات خالدة في تاريخ الكنيسة والوطن. وفي مقدمتهم البطريرك القديس اسطفان الدويهي فخر الكنيسة المارونية وعالمها الكبير الذي رفعته الكنيسة مؤخرا الى مقام مكرم. وأنا نأمل على الله ان يرتفع على المذابح في القريب العاجل".

وتابع: "استفاقت الدعوة الرهبانية في قلب الاب سمعان الدويهي يوم كان في مطلع الشباب. وقد ايقظها في قلبه تاريخ عائلته وروح جده الخوري يوحنا مارون الدويهي. وعرف عن الاب سمعان انه كان الراهب العابد المتقيد بالقوانين الكنسية، وحرصه على كرامة الحالة الرهبانية والمدافع العنيد عن حقوق الرهبانية والاديار واملاكهما ومقدراتهما الزمنية. تبوأ في حياته الرهبانية عدة مراكز متنقلا من رئاسة دير الى رئاسة اخرى الى ان حطت به الرحال في رئاسة دير مار سركيس اهدن - زغرتا وترأسه على المدرسة مدرسة مار سركيس التي وصلت الى أوجها في عهد رئاسته. ظروف قاهرة ومؤلمة مرت على الدير، والعائلة دفعت بالاب سمعان رغما عنه الى الانحياز الى عالم الزعامة والسياسة وخاض غمارها برجولة حقيقية واقام الانسان الواثق من نفسه".

أضاف: "تحلى بكثير من الصفات والمزايا، طلة مشرقة، هامة طويلة، قوة شكيمة، شموخ عال وصلابة عود. صفات أحبها فيه الكثير من عارفيه ومقدري مواقفه الوطنية. عرف الاب سمعان الدويهي كيف يخشوشن وكيف يلين. فاذا في مواقفه الغاضبة قوة الفولاذ وفي ساعة الهدوء رقة النسيم حتى كأنه دفق مياه نبع مار سركيس اهدن هدارا في الشتاء ورقراقا في الصيف . وهذه خطبه وتصريحاته ومواقفه الوطنية لا تزال اصداؤها تتردد في الاذهان والآذان وقد جاءت صورة حية عن نفسه الغنية بالقيم والشمم. اختلف الناس في مواقفه ولكنهم جميعا اجمعوا على احترامه ورجولته وعفته وتعاليه عن الصغائر وحبه للصفح والغفران على مثال المسيح الذي غفر لصالبيه. وكان لمواقفه الصدى البعيد لدى الناس فاطراه من أطراه وانتقده من انتقده وكان في كلا الحالتين كبيرا".

وقال المطران إميل سعادة: "عانى الاب سمعان الكثير في حياته. تألم كثيرا. تعرض لاحداث مؤلمة وظل رغم فداحة الاحداث يقابل الناس رابط الجأش مسيطرا على ذاته شديد الايمان بالله مرددا مع صاحب المزامير "اذا اصطف على عسكر فلا يخاف قلبي ". تحلى الاب سمعان برجولة وشجاعة على طيبة في القلب وقد ظهرت طيبة قلبه فيما كان يبذله من عناية ببني قومه وعائلته والذين تألموا معه ولاجله . فأحبهم وأحبوه وبذلوا الدم في سبيله. حملته شعبيته من أبناء زغرتا الزاوية الى الندوة النيابية في المرة الاولى وهو طريح الفراش ودفعتهم محبتهم له الى ايصاله الى البرلمان مرات متتالية تعبيرا عن تعلقهم به والتقدير الذي كانوا يكنونه له وكان تحت قبة البرلمان كما كان خارجه الصوت الصارخ المدافع عن حق الانسان بالحرية والكرامة وعن حقوق المناطق المحرومة من المشاريع العمرانية. عرف ان النيابة وكالة عن الشعب ورسالة وطنية كبرى لاجل الشعب ، ولذا كان يحن على الناس ويتحسس حاجاتهم ويشعر شعورهم ويقف على مشاكلهم ويسمع الى ظلامتهم مضحيا بكل شيء في سبيل خدمتهم واحقاق حقوقهم. وكان رحمه الله وفيا للمبادىء الوطنية التي حمله اياها الشعب".

وختم المطران سعادة: "رقد رقدته الاخيرة بعد جهاد وتعب ومعاناة وسهر ولسان حاله يردد مع بولس الرسول:"لقد جاهدت الجهاد الجميل واتممت سعي ولا يبقى لي سوى اكليل المجد الذي سيجزيني به الديان العادل". نم قرير العين أيها الكاهن الفاضل والنائب الجريء وليكن قبرك محجة لكل من يريد أن يسير على خطاك في حمل المسؤولية النيابية ولك من تركت من أنسباء وفي مقدمتهم الاستاذ يوسف الدويهي يجسدون مواقفك المشرفة، يحملوا المشعل عاليا ليظل مضاء".

المحامي الدويهي

ثم ألقى المحامي يوسف الدويهي كلمة قال فيها: "في الثامن من آذار، وفي الذكرى الحادية والعشرين على وفاة الأب سمعان الدويهي، كلمة حق نقولها جهارا، من ساحة زغرتا، وليست كلمة بطل قيلت في ساحة رياض الصلح، لاستجداء من عاندهم الأب سمعان الدويهي فحاولوا طمس إرثه السياسي، ومن لم يطاوعهم الرئيس الشهيد رينيه معوض فاغتالوه وغيبوه. نعم، نقولها جهارا من باحة كنيسة سيدة زغرتا، حيث يرقد الأب الدويهي وقربه الرئيس معوض".

أضاف: "رب سائل يسأل: ما الذي جعلكم تحيون هذه الذكرى بعد إحدى وعشرين سنة؟ فنجيب: إن الراحل الكبير، ما برح نبضا في قلوبنا، وما زال حيا فينا، مهما طال الزمن. بعد إحياء ذكراه الثالثة، قامت محاولات تغييب منهجية الأب سمعان الدويهي، الذي حمل مشعل الحرية يوم كان غيره يستمرىء العبودية. ولعدم انصياعنا لسلطة الاحتلال، عملوا على إقصائنا، والمجيء بسوانا، بمن يسير في ركابهم ويعمل بإرادتهم، ليأخذ مقعد الدويهي النيابي باسم القربى. ورغم تبوئه المراكز وحصده المنافع، لم يعمد إلى تكريم هذا الرجل الكبير، ولو بقرار وزاري أو بلدي، لتسمية شارع باسمه، مع أن البلدية بلديتهم، والدولة المحتلة كانت حاضنتهم. لذا بعد واحد وعشرين عاما من الغياب القسري الذي فرضته سلطة الإحتلال من جهة، وأطماع الداخل من جهة أخرى، نقول: إن السابع من حزيران آت، وإن إرث الأب سمعان الدويهي سيعود إلى أيد أمينة ووفية، وإن عائلة الدويهي لا تزال على أصالة لا تتبدل مع تبدل الظروف، ولا تتحول مع تحول الأهواء".

وتابع: "نعود لنقول أيضا إن زمن الساحات البعيدة والقريبة قد ولى. وإن عهد الورثة غير المؤتمنين على ما ورثوه من قيم ومزايا ومآثر ومواقف وثوابت قد انتهى؛ وإن زمن المساءلة قد حل. واليوم نعلن عودة مدرسة الأب سمعان الدويهي إلى أوليائها، إلى كل واحد منكم، لتعيد إلى العائلة مكانتها، وإلى زغرتا توازنها، وإلى المسيحيين وحدتهم واحترامهم لبعضهم البعض وللآخرين، وإلى لبنان قراره الحر. كما نقول لمن يخاصمنا: إن زغرتا عادت الى عرينها وأصالتها وتراثها وتاريخها، صرحا مارونيا لبنانيا لا يقبل مساومة على الكيان، أو مسايرة على خطنا الوطني. ولا يمكن لأحد يتحدر من مدرسة الأب سمعان الدويهي أو يتحالف معها، أن يكون جزءا من محور دولة خارجية، شقيقة أو صديقة؛ أو مباركا لسلاح داخلي في يد فئة أو مجموعة أو طائفة أو حزب خارج سلطة الدولة اللبنانية، لأن السلاح بيد الشعب ما كان يوما ليحل مشكلة بين المواطنين، إنما كان يعقد الأمور ويعرض البلاد الى الخراب والدمار. لهذا يجب أن يحصر السلاح في يد الدولة اللبنانية من جيش وقوى أمنية للحفاظ على استقرار الوطن وأمنه وسلامة المواطن وخيره".

وقال: "إن شعار "وطني دائما على حق"، لا يكون على حق عندما تتحول البطريركية المارونية إلى مكسر عصا. ولا يكون على حق عندما يجعلون البطريرك هدفا للشتيمة والإذلال. ولا يكون على حق عندما تصبح الديكتاتورية مسألة فيها نظر، وتصبح الشمولية شيئا بديهيا، وولاية الفقيه خيارا طبيعيا. إنطلاقا من هذا كله، نقول: إلى اللقاء في السابع من حزيران، مقيمين ومغتربين. وليس عندنا مكان للخجل، بذهابنا إلى الإغتراب. يسأل البعض: لماذا الاغتراب؟ نجيبهم : لماذا هاجروا؟ هل نسي هذا البعض أن قسما من المغتربين هاجر بسبب الاضطهاد السياسي أيام الاحتلال السوري وأدواته؟

لذلك كان من واجبنا الذهاب إليهم ودعوتهم للمشاركة لأنهم عانوا الأمرين: مرارة الاضطهاد ومرارة التهجير والهجرة. فنكون نفيهم قسطا من حقهم، وتكون دعوتنا لهم عربون تقدير ووفاء لتضحياتهم. لا بد من القول أن لكل مغترب الحق في أن يشارك في العملية الانتخابية أكثر مما للمجنسين الذين استعين بهم في فترات سابقة لترجيح كفة على أخرى، وخيار على آخر".

وقال الدويهي: "نطل من هذه الساحة لنقول إن الإخلال بالتوازن الزغرتاوي لم يعد واردا أو مقبولا أو مسموحا به، ولنقول أيضا إن الاحتلال الذي عجز عن طمس ما نؤمن به، وما آمن به الأب سمعان الدويهي وناضل لترسيخه. وما استشهد من أجله الرئيس معوض، لن تنجح آثاره اليوم في اقتلاع جذور راسخة مستمدة من النضال والشهادة وليس من الزحف والتسكع والركوع وتقبيل الأيدي حتى لا نقول شيئا آخر. لم يستشهد من استشهد، ولم يمت من مات، ويجرح من جرح، ويهجر من هجر، ويدمر ما دمر، كي نعود في السابع من حزيران إلى ما قبل الرابع عشر من شباط لعام ألفين وخمسة، حين كانت أصواتكم إما مسروقة أو مخنوقة، وإما ممنوعة أو مختزلة. إنكم في السابع من حزيران، ستكونون أبطال اللعبة، لا يراقبكم فيها أحد سوى ضميركم ووعيكم وحسكم الوطني. فللمرة الأولى في تاريخ المسيحيين، يغدو الناخب المسيحي عنصرا فعالا، لا يحدد مصير لبنان وحسب، بل مصير الشرق الأوسط برمته".

أضاف: "الانتخابات النيابية المقبلة ليست مزاحا أو رد جميل، بل هي خيار تاريخي وقرار مسيحي لبناني واع، لا يقبل أي خطأ في الاختيار والإقتراع، أو في الثواب والحساب. إنكم في السابع من حزيران، لا تختارون بين لائحتين أو حصانين أو رجلين، بل بين وطنين: فإما أن تختاروا لبنان الذي يحضن لبنان، وإما أن تختاروا لبنان الذي يستغله الخارج. وأعلموا أن الأنظمة التي عجزت عن تدبير شؤونها وأرهقت شعوبها ليست مؤهلة لتكون قدوة لغيرها في التطور وصناعة المستقبل. إذا، أمامنا مواجهة بين ثقافتين: الأولى إنقلابية ابتزازية وامتداد لمحور إقليمي إيراني سوري، والثانية محلية وطنية تركز على قيم الدولة والمساواة والعدالة. إنها مواجهة يخوضها المسلمون والمسيحيون في خندق واحد، ومن أجل هدف واحد هو لبنان أولا وأخيرا. إننا نلتقي معا حول استحقاق وطني هو الأكثر أهمية في تاريخ لبنان الحديث، لنثبت للعالم أن لبنان لا يقوم إلا بجناحيه وأن أحدا لا يستطيع أن يحتكر السلطة والقرار مهما كثر سلاحه وتكاثر عديده. وهي تجربة مر بها المسيحيون من قبل وفشلوا، ويمر بها سواهم اليوم وسيفشلون حتما".

وقال: "في السابع من حزيران، نلتقي مع حلفائنا في قوى الرابع عشر من آذار؛ ننطلق من زغرتا، مع النائب الأستاذ جواد بولس والأستاذ ميشال رينيه معوض، ننطلق إلى الزاوية التي كانت في قلب الأب سمعان الدويهي حيث ناضل في سبيل رفع الظلم والإذلال عنها. فيا أبناء الزاوية، نتوجه إليكم لنجدد العهد معكم، فكما وقف الأب سمعان الدويهي معكم وبادلتموه المحبة والوفاء، نقف الآن لتجديد هذا العهد بحيث لا تبقى الزاوية مهمشة ومستبعدة ومستضعفة. في السابع من حزيران، ستزهر دماء شهداء ثورة الأرز، وسوف تجنى ثمار تضحيات الآلآف من اللبنانيين الذين عانوا الاضطهاد والعذاب والظلم والقهر والحرمان. وعدناكم بأن المحكمة آتية، فأتت. ونعدكم بأن العدالة آتية وستأتي. لكن دعوا المحكمة تحاكم من يجب أن يحاكم وفي الانتظار، دعونا نحن نحاسب من يجب أن يحاسب، من أساء إلى لبنان والأحرار فيه".

أضاف: "كلمة أخيرة، من القلب إلى القلب، إلى أبناء الطائفة الدويهية، إلى كل فرد منكم عانى الظلم والإقصاء. فمنذ غياب الأب سمعان الدويهي، تحولت الحالة الدويهية الريادية إلى حالة استجداء لمقعد نيابي ولو بالتخلي عن الثوابت والمبادىء التي أرساها الراهب حيث أسس لحالة سياسية متحررة انطلقت من زغرتا إلى رحاب الوطن. خسرتم المقعد النيابي وأصبحتم خارج المعادلة السياسية. أقول لكم إن من تعود على الظلمة يحاول دائما خبت النور. دعونا لا نلوم الآخرين على ما وصلنا إليه بل تقع الملامة علينا، لأنه كان من الحري بنا ألا نساهم في كل ما يضر مصلحتنا و يتنكر لتراثنا.

دعونا نعود إلى ذواتنا. دعونا نمد أيدينا إلى بعضنا البعض. دعونا نتحلى بالشجاعة لنعتذر من بعضنا البعض. نحن، الدويهيون، ساهمنا في صنع التاريخ ولم نزل. وها هي فرصتنا الآن متاحة، فلنغتنمها لتكون عودتنا إلى المجلس النيابي عبر خطنا السياسي وليس تزلما لأحد وليس منة من أحد. عودتنا يجب أن تكون عودة مظفرة إلى صلب الحياة السياسية بحيث نصبح لاعبين أساسيين فيها ونكون شركاء مع والآخرين. لم نعد لوحدنا. لن يستطيعوا استفرادنا بعد اليوم فمن مدرستنا ننطلق وإلى هدفنا نصبو. سويا، مع قوى الرابع عشر من آذار الذين يحملون بذور مبادئنا وتراثنا ونضالنا، نلتقي مع كل إنسان حر، نلتقي كلنا، يدا بيد، من أجل زغرتا الكرامة، من أجل لبنان وطنا سيدا، حرا، مستقلا غير مرتهن لإرادة خارجية".

وختم الدويهي: "نعيد زغرتا إلى ساحتها، ساحة كنيسة سيدة زغرتا، لنستلهم روح راحلنا الكبير مستمدين منه العزم والجرأة والمروءة والوفاء والصدق والصراحة. لنفس راحلنا وشهدائنا وسائر الشهداء الرحمة، للبنان المجد والخلود".

بعد ذلك وضع المشاركون وفي مقدمهم النائب معوض ومرشحو لائحة 14 آذار في زغرتا الزاوية النائب جواد بولس والاستاذ ميشال معوض والمحامي يوسف الدويهي والعائلة الدويهية إكليلا على ضريح الاب سمعان الدويهي الذي يرقد في كنيسة سيدة زغرتا الى جانب الرئيس الشهيد رينه معوض، وكتب عليه "ستبقى نبضا في صدورنا"، بالإضافة إلى صور للاب سمعان الدويهي تناولت مراحل حياته السياسية انتشرت على الطرقات العامة وفي الاحياء المجاورة لكنيسة سيدة زغرتا. ختاما توجه أعضاء اللائحة سيرا الى منزل المحامي يوسف الدويهي حيث تقبلوا التعازي الى جانبه.

 

النائب جنبلاط زار بلدة مزبود في إقليم الخروب والتقى فاعلياتها

وطنية - اقليم الخروب - 8/3/2009 زار رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، عصر اليوم، بلدة مزبود والتقى فاعلياتها في خلية البلدة، وذلك في إطار زياراته لقرى وبلدات اقليم الخروب للاستماع الى مطالبهم الانمائية والحياتية والمعيشية.

ورافق النائب جنبلاط، النائب علاء الدين ترو ووكيل داخلية اقليم الخروب في الحزب التقدمي الاشتراكي الدكتور سليم السيد، وكان في استقبالهم رئيس اتحاد بلديات الاقليم الشمالي رئيس بلدية مزبود محمد حبنجر ومختارا البلدة وحشد من الاهالي.

في البداية، تحدث قاضي الشرع في جبل لبنان وإمام البلدة الشيخ مصطفى شحادة، فقال: "من أهم أسباب استقرار المجتمع ان يلتقي المسؤول بشعبه، يستمع الى آرائهم وهمومهم ويستوضح أحوالهم. ونتمنى ان تستمر مثل هذه اللقاءات وان تكون لقاءات مشاورات ومصالحة ومصارحة لان المصارحة تعني المحبة والمنافقة تعني الخداع".

أضاف: "هذا الاقليم هو جزء لا يتجزأ من الجبل الشامخ بأهله وبقيادتك الحكيمة التي جنبت الجبل واقليمه الفتن، فحافظت على أمنه واستقراره والكل يعترف لك بذلك. والاقليم الذي يفتخر بوطنيته وبعروبته هو معكم في مسيرة استقلال لبنان مع حلفائكم خاصة مع الشيخ سعد الحريري".

ثم تحدث مختار البلدة شكيب شحادة ومما قال: "مزبود جزء من الاقليم ومن شوف المعلم الشهيد كمال جنبلاط، مزبود معكم في تحالفاتكم وستبقى وفية لكم وللشيخ سعد الحريري. ومزبود تستحق الرعاية الإنمائية، لذلك نذكركم مع حلفائكم بتبني المشاريع التنموية للبلدة. وهي مع غيرها من القرى فيها الكثير من الكفاءات. وفي الوظائف نتمنى ان يكون لها حصة ودور في المستقبل، ونحن نتطلع الى دعمكم في حقوقنا ومشاريعنا".

بعد ذلك ألقى رئيس البلدية كلمة قال فيها: "وليد جنبلاط بيننا الآن ومعنا دائما، في السياسة الوطنية والقومية كما في الانماء، انه الزعيم السياسي والقائد الجسور، صاحب الابواب المفتوحة والمواقف الصريحة والسند القوي. وبالمناسبة أود ان أزف اليكم خبر إقرار التنظيم المدني للمخطط التوجيهي لبلدتنا، وقد وعدنا وليد بك بتسريع إنجاز هذا المشروع ووفى بوعده، وكان لنا بوزير الاشغال العامة غازي العريضي خير داعم ومعين، ولا ننسى دور نوابنا الكرام خاصة النائب علاء الدين ترو الذي تابع هذا المشروع خطوة خطوة".

أضاف: "وعلى مستوى الاقليم، وبفضل جهودكم أخذ مشروع الصرف الصحي طريقه الى التنفيذ، انما بقيت بعض القرى خارج نطاقه كداريا والبرجين وجزء من بلدة مزبود والمغيرية وجون، ونحن يا وليد بك ابناء اقليم الخروب بتنا نشعر بالقليل من العدالة والكثير من الظلم في سياق علاقتنا بدولتنا، فدائما كانت هناك قيادات ادارية ومدراء عامون من ابناء الاقليم وهذا ما نفتقد اليوم بكل أسف".

وختم: "لمناسبة انطلاقة المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الرئيس الحريري، اننا على خطاكم، فالرئيس الشهيد أمل فقده لبنان، والنائب سعد الحريري رجاء نعول عليه".

النائب جنبلاط

وختم اللقاء بكلمة للنائب جنبلاط الذي قال: "ليست زيارة انتخابية، فقط بعد انقطاع طويل نتيجة ظروف سياسية كما شاهدتم، والظروف السياسية انتجت، ففي النهاية انتجنا بعد انتظار طويل، بعد أربع سنوات من العناء والجهاد في الساحة اللبنانية والعربية والدولية، انتجت جهودكم وجهودنا وانتجت المحكمة الدولية التي نريدها للعدالة وللاقتصاص من المجرمين".

أضاف: "بعد هذا الغياب أعود ولو متأخرا الى الاستماع اليكم للمطالب الإنمائية والاجتماعية وللمساءلة السياسية واي شيء تريدون. وكما قال رئيس البلدية، فان موضوع الصرف الصحي أخذ أبعاده أخيرا بعد ان أقر المشروع في مجلس النواب، تبقى داريا وقسم من مزبود، ولا بد طبعا من معالجة هذا الموضوع. أما في ما يتعلق ببئر المياه والمدرسة، فانا على استعداد للمساعدة ولحفر البئر، ولشراء الارض اذا لزم بالنسبة للمدرسة".

وتابع: "وفي ما يتعلق بالانتخابات، فان الانتخابات ستجري في موعدها وكل يختار الذي يلائمه "لا مشكلة". كما سبق وذكرت أخذنا الاساس المحكمة، وأخذنا ايضا مطلبا تاريخيا وهو العلاقات الديبلوماسية وسنأخذ، ولست بخائف، سنأخذ قضية مزارع شبعا، ولكن كان أفضل لنا ان نعالج كل الاراضي التي يوجد خلاف عليها بيننا وبين سوريا، من الهرمل الى ربما القصير الى غيرها من المناطق، الى معربون، ففي النهاية هي ارض لبنانية ولا بد من ترسيمها. أصرينا على شبعا، ستأتي شبعا، ولكن علينا ايضا ان نفكر في الاراضي المصادرة أو التي عليها خلاف".

وأردف بالقول: "ماذا بعد السلاح؟ سيكون هذا السلاح، لست الا بواثق ان هذا السلاح سيكون في عهدة الجيش والدولة في يوم ما، وانتظروا فقط الظروف الاقليمية المؤاتية، فهذا السلاح لا خوف منه سيكون في عهدة الجيش وسيكون قرار الحرب والسلم في إمرة الدولة والجيش اللبناني".

وقال: "وإذ نطالب بالإقتصاص من المجرمين الذين قتلوا رفيق الحريري ورفاقه، لا نستطيع ان نغض النظر عن الاجرام المتواصل اليومي في فلسطين. من هنا، من هذه المنطقة العربية الاصيلة (التي) كانت الحاضن للمقاومة الفلسطينية، للحركة الوطنية. لا نستطيع ان ننفصل عن هويتنا الاساس الهوية العربية، فكما نطالب وطالبنا بمحكمة للإجرام في الداخل في حق شهداء الاستقلال، علينا ان نطالب ايضا بمحاكمة زعماء اسرائيل وحكام اسرائيل. لا نستطيع ان نفصل العدالة او ان نجتزئ العدالة، علينا ان نتذكر هذا الشعب المظلوم تاريخيا منذ عقود، منذ اكثر من ستين عاما وسيزداد عناء هذا الشعب من هذه الزمرة الاجرامية التي أتت الى الحكم، سيزداد ، نتمنى طبعا ان تنفذ المبادرة العربية التي قادها الملك عبد الله بن عبد العزيز، لكن بالايحاءات التي تطل علينا وعصابة نتنياهو، وليبرمان وغيرهم، اعتقد اننا على مشارف حروب جديدة في المنطقة، اتمنى ان تكون توقعاني خاطئة لكن هكذا أرى التاريخ".

أضاف: "أما وقد وضعنا المحكمة في عهدة العدالة الدولية، فان العدالة الدولية ستأخذ مجراها ولا خوف، فلنعد الى الاساسيات، والاساسيات هي ان نوحد الصف العربي والوطني في لبنان من اجل المواجهة السياسية، وعند الضرورة ربما المواجهة العسكرية، كل شيء قد يحدث ، وتذكروا بان اسرائيل قامت على تفتيت المنطقة، واسرائيل ستبقى بطموحاتها على تفتيت المنطقة، ها هو السودان نتيجة الخطأ لحكام السودان، لحكم (الرئيس السوداني عمر) البشير على مشارف التفتيت. العراق تفتت، ربما الادارة الجديدة في العراق قد تتحكم بالسيطرة على عراق موحد عربي، لكن في الوقت الحاضر العراق هو في عهدة التفتيت مع الاسف. لذلك علينا ان نحصن الوضع الداخلي، وان نبتعد قدر الإمكان عن الخطاب الصعب او الخطاب النافر، اضطررنا لهذا الخطاب في مرحلة معينة، نعم اضطررنا، ولكن لا نستطيع ان نستمر، علينا ان نعتمد التهدئة، سنذهب الى الانتخابات، اخذنا المحكمة ، اخذنا العلاقات الديبلوماسية، لكن تذكروا المشروع الاساس التفتيتي الاجرامي الاسرائيلي". وختم بالقول: "هذه هي كلماتي اليوم، أقولها بكل صراحة ليست زيارة انتخابية، بل زيارة لقاء وسيتجدد هذا اللقاء في كل القرى قبل الانتخابات وبعد الانتخابات، والمطالب بالتصرف". وكان قد سبق اللقاء زيارة تعزية بوفاة القاضي سامي عبد الله في منزله في شحيم، والختام كان بزيارة خاصة الى نقيب المهندسين الأسبق منير الخطيب.

 

الرئيس الجميل رعى افتتاح المكتب الاقليمي الكتائبي الجديد في الكحالة: لبنان امام مرحلة مصيرية والانتخابات ستحدد التوجهات الوطنية والخيارات المستقبلية

نحن الابن البكر للكنيسة المارونية والتطاول على بكركي والشرعية خيانة

نفهم الشهادة دفاعا عن لبنان المستقل بقراره وليس دفاعا عن مصالح دولة اقليمية

وطنية - عاليه - 8/3/2009 تم اليوم افتتاح المكتب الاقليمي الكتائبي الجديد في بلدة الكحالة - قضاء عاليه، برعاية وحضور رئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميل، كما حضر نواب "اللقاء الديموقراطي": أكرم شهيب، هنري حلو وفؤاد السعد، المستشار الخاص للرئيس الجميل لشؤون منطقة الجبل عضو المكتب السياسي الكتائبي فادي الهبر، نديم بشير الجميل، وكيل داخلية عاليه الاولى في الحزب التقدمي الاشتراكي عصام عبيد، رئيس بلدية الكحالة الحالي جورج بجاني والسابق المهندس سهيل بجاني، مسؤول حزب "القوات اللبنانية" في عاليه جهاد متى وعدد كبير من مسؤولي وقيادات حزب الكتائب وممثلي احزاب قوى 14 آذار، رؤساء بلديات ومخاتير واهالي البلدة والقرى المجاورة. بعد النشيد الوطني تحدث طوني بجاني معرفا، ثم ألقى مسؤول اقليم عاليه الكتائبي المهندس جهاد الشرتوني كلمة نوه فيها بهذه الخطوة، وأكد الاستمرار على نهج وأسس حزب الكتائب.

وبعد قصيدة للشاعر جورج ابو انطون من وحي المناسبة، ألقى فادي الهبر كلمة قال فيها: "ليس من قبيل الصدفة ان يعتني رئيسنا الحبيب في هذه المحطة التاريخية من عمر الكتائب ولبنان، وفي عجقة الاستحقاقات بانجاز مبنى اقليم عاليه وقسم الكحالة الكتائبيين، انه تحقيق لحلم اجيالنا المتعاقبة منذ التأسيس وحتى اليوم، وضع حجره الاساس، كبير رفاقنا الراحل طانيوس سابا، ووعد باعلائه عريس شهدائنا الوزير بيار امين الجميل وتكاتفت الايدي في عصمة الرئيس الامين، فكان البناء صخرة عنفوان على العنفوان، كوع الكحالة، انه بناء "بيار امين الجميل". اضاف: "لسنا في هذا الجبل طارئون، ان فيه محبتنا: جسور بناء وتماسك وشراكة حقيقية، ولسنا ارقاما وهمية وحشوات انتخابية، اننا اصول الثنائية الوهاجة: الدرزية - المسيحية صونا لوحدة الوطن وتحصينا للبنان اولا والتي لن تسقطها النزوات والشهوات ولن تغيبها السقطات وفارغات الشعارات، فلبنان اولا هو بقوة الدولة الواحدة والرئيس القوي والجيش الواحد القوي، والشراكة في جبلنا هي ضمانة قوية ل 14 آذار ومشاركة عائلاته هي عملية متقدمة باتجاه تعزيز الوفاق الوطني والسيادة والاستقلال صونا لثورة الارز".

الرئيس الجميل

وألقى الرئيس امين الجميل كلمة قال فيها: "حضورنا اليوم في هذا المكان بالذات بقسم الكحالة ومركز اقليم عاليه، هذا المركز المليء بالذكريات والرموز له رمزية خاصة ونعرف تماما كم ان هذا الموقع بالذات سجل صفحات مجيدة من تاريخ لبنان، وقد علمتنا التجربة انه ما من احد تجرأ ان يمر من هذا الموقع بالذات الا واستأذن اهالي الكحالة بوطنيتهم وتفانيهم في سبيل لبنان الواحد، لبنان السيد الحر ولبنان الكرامة، ولهذا ان للموقع أكثر من رمزية، ونحن سعداء جدا ان نلتقي مع هذه النخبة من قيادات المنطقة ونواب ورؤساء بلديات ومخاتير والفاعليات حتىتعود الكتائب معكم وتؤكد من هذا الموقع بالذات المليء بالعبر، تصميمها وايمانها وحضورها بجانب كل الطيبين للدفاع عن القضية اللبنانية وعن الرسالة".

اضاف: "هذا المركز الذي له تاريخ طويل من المؤسف ان خطواته تعثرت لفترات طويلة، والحمد لله نحن اليوم ندشنه بحلته الجميلة، وننوه بكل الاحباء والاصدقاء الذين عاونونا من اجل إتمام هذا المشروع، أتوجه بالشكر لرئيس البلدية حبيبنا سهيل بجاني، وكذلك لنائبنا الاستاذ اكرم شهيب الذي كنا نطلب منه الدعم لإتمام هذا المشروع وكل الرفاق، كذلك أخينا فادي الهبر الذي واكبنا من أول الطريق وبالطبع قسم الكحالة".

وقال الرئيس الجميل: "بذه المناسبة نعاهدكم ان الكتائب باقية على التزامها وهي رأس الحربة للدفاع عن لبنان كلما دعت الحاجة، وهي دائما على عهدها تبقي قلبها مفتوحا ويدها ممدودة كي تتحقق الوحدة الوطنية بالكامل التي وحدها قادرة على تحصين لبنان وتحميه امام كل التهديدات وأمام كل الاستحقاقات. ونحن في هذا المركز بالذات الذي له محطات مصيرية في تاريخ البلد وفي الدفاع عن الكرامة، كذلك الامر وانا أتذكر آخر لقاء عقدناه في هذا المكان بالذات خلال الزيارة التاريخية التي قام بها غبطة البطريرك مار نصر الله بطرس صفير لتكريس المصالحة في الجبل، لان المصالحة في الجبل ووحدة القلوب فيه هي الطريق الوحيد من اجل توحيد لبنان ومن اجل الدفاع عن الوحدة الوطنية وعن مصالح لبنان العليا".

تابع: "هذه الزيارة، ونحن لا ننسى اطلاقا، انها انطلقت بالوثيقة التاريخية التي وقعناها مع وليد بك جنبلاط، أوجه له التحية من هنا، وقعنا وثيقة المختارة انا وإياه والتي فتحت الطرق وكانت اول خطوة على طريق المصالحة الحقة وعلى طريق إعادة توحيد الجبل وبلسمة جرحه وتوجت بزيارة غبطته الى المختارة وصولا الى الكحالة. وجميعنا في هذا الموقع بالذات، احتفلنا بهذا اللقاء وبهذه المناسبة التاريخية التي أسست لثورة الارز. ولهذه المسيرة المظفرة التي تكللت بالنجاح وبتحرير لبنان وخروج الجيش السوري منه، والمحكمة الدولية، وكل الانجازات التي منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم لا زلنا نضع كل جهدنا كي نستمر على هذا الطريق. نحن فخورون بكل ما تحقق سيما زيارة غبطة البطريرك الذي حمل لبنان بقلبه وبضميره وكلنا شهود على كل التضحيات التي واجهها وكل المخاطر لكي يؤكد على هذا المسار ويحقق أمنية كل اللبنانيين على الرغم من كل التهديدات".

اضاف الرئيس الجميل: "نحن في الكتائب، والمعروف اننا نحن الابن البكر للكنيسة الكاثوليكية المارونية، التصاقنا فيها عن ايمان وحب لاننا لا نفرق بين القيم الروحية والقيم الوطنية اللبنانية، وبهذه المناسبة نريد ان نلفت النظر الى هذا التلاحم بين الكتائب والكنيسة خصوصا بعد البيان الذي صدر من قبل الكنيسة الكاثوليكية واسمه شرعة العمل السياسي، صدر في 5 آذار الاخير، ونلفت الانتباه الى انه ورد في هذا البيان شرعة العمل السياسي بالحرف وما كنا نادينا به من خلال البيان الذي صدر عن الكتائب في المؤتمر 27، الذي انعقد في كانون الاول 2007، حيث أكدنا في هذا البيان وفي خطابي في ذكرى تأسيس الكتائب 72 والذكرى الثانية لاستشهاد بيار، على بعض المبادىء وهي اللامركزية وعلى الحياد الايجابي وعلى الدولة المدنية غير الملحدة وعلى ان يصبح لبنان مساحة حوار للاديان والحضارات.

ويسرنا ان نقرأ في الشرعة الاخيرة التي صدرت في 5 آذار من قبل الاكليروس الكاثوليكي في لبنان ان هذه المبادىء بالذات قد وردت، وهي ضرورة تحقيق اللامركزية وضرورة تحقيق الحياد اللبناني، سيما افراده، عن كل المحاور التي تتقاذفه وكذلك الامر قيام الدولة المدنية غير الملحدة وعلى ان يكون لبنان مساحة حوار، ونحن بالتاكيد نتمسك بهذه الوثيقة التي تلتقي مع مبادىء الكتائب، ونحن نتكلم عن هذه المبادىء ليس من منطلق ديني مذهبي ولا من منطلق حزبي على الاطلاق انما انطلاقا من مصلحة البلد بالذات، خصوصا انه اصبح اكثر واكثر ومنذ اللحظة التي طرحنا فيها شعار لبنان اولا والتففنا جميعا حوله، اصبحت هذه المبادىء مبادىء وطنية بامتياز، وهي بداية الطريق من اجل خلاص اللبناني وتعزيز مستقبله. من هذا المنطلق نعتبر ان هذه المبادىء تصلح ان تكون برنامجا وطنيا لكل فريق قلبه على البلد ويحبه".

وقال: "وبهذه المناسبة نستهجن التطاول على مقام بكركي وعلى سيده وخاصة لا ننسى ان هؤلاء بالذات الذين يتطاولون على هذا المقام وعلى هذا الصرح وعلى سيده هم بالذات كانوا يستظلون بهذا الصرح وكانوا يلجأون للحماية في هذا الصرح ويعتبرونه هو الملجأ والخيمة والشمسية لمواجهة كل الاستحقاقات. نتذكر عام 2000 وكذلك 2005 عندما كان كل اللبنانيين سيما الفريق المسيحي بكل شرائحه يعتبر ان كلام بكركي كلام مقدس ووجدان لبنان وضميره، وعندما كان يدق ناقوس الخطر كنا نتوجه لهذا الصرح نطلب البركة والحماية لانه بكركي كانت تنادي بشعار السيادة والاستقلال والحرية وكرامة الانسان، وبقيت بكركي على هذا الموقف وعلى هذه المبادىء امس واليوم وغدا، لكن نتساءل ما الذي حصل حتى اصبح الكلام الذي كانت تقوله بكركي عام 2000 - 2005 والذي أشعل ثورة الارز وتحققت كل أماني الشعب اللبناني وكان هذا الكلام حقا، ما الذي جرى حتى اصبح اليوم هذا الكلام الذي يقوله غبطته خيانة او خروجا عن المبادىء والمصلحة الوطنية".

تابع الرئيس الجميل: "نحن نعتبر ان هذا إجرام، إجرام بحق الوطن وبحق المسيحيين. ان التطاول على هذا الصرح وفي هذا الظرف بالذات هو كالذي يحرق الخيمة التي يستظل بها، كأننا نحرق سفينة النجاة. التطاول على بكركي هو من ضمن المخطط الرامي الى نسف كل الركائز التي يقوم عليها الوطن ونسف كل الضمانات. وكأن المطلوب ان يصبح هذا الوطن على مهب الريح، ان يبقى دون بوصلة ومرشد ومبادىء وقيم. نقول لهم اننا متمسكون بهذا الصرح تمسكنا بايماننا وبلبنان، وكل واحد ينال من كرامة هذا الصرح يكون كالذي يعمد الى الانتحار، نؤكد تمسكنا بهذا الصرح كما تمسكنا بالجيش اللبناني والقوى الشرعية التي يحاولون ايجاد بدائل عنها. ان مؤسسة الجيش تتعرض كل يوم للانتهاكات والهجمات والتطاول، كمثل التطاول على أمن الضباط من خلال مقتل الشهيد الطيار سامر حنا، وحتى اليوم لم نعرف ماذا حصل بهذا التحقيق ولا تزال القضية وكأنها قضية عادية ولا من يسأل".

تابع: "كذلك الامر التطاول على القضاء، ونعرف كم من الوقت بقي البلد ممنوعا من المحاكم ومن تعيين قضاة جدد لتسير العدالة، بالطبع عطفا على تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية والاسواق التجارية لاشهر وخراب بيوت الناس وصولا الى احداث 7 أيار في بيروت والجبل حيث كانت النوايا ظاهرة باتجاه تعطيل كل القيم والمؤسسات وتعطيل المسار اللبناني السيادي الديموقراطي البرلماني من اجل بدائل لا نعرف ما هي حتى اليوم، بربكم قولوا لنا ما هي البدائل عن بكركي والجيش والقضاء والمؤسسات الدستورية في لبنان، ما هي البدائل؟ فقط تعطيل وراء تعطيل، وبالامس وبعد الجهد الجهيد صدرت التشكيلات القضائية التي كان كل مواطن لبناني ينتظرها، لم يبصر النور بعد على هذه التعيينات الا وبدأ التخوين والتجريح والتصعيد وكأن الدولة ارتكبت هرطقة او جريمة بتعيين القضاة الجدد الذين من خلالهم سنعيد الحق الى نصابه، لان العدل هو اساس الملك".

واستدرك: "دون ان نذكر ايضا كل العراقيل امام المحكمة الدولية والتفاهم المقترح، انما كذلك التعطيل حتى يتأخر مسار تلك المحكمة، نحن في هذا الاطار، وكما ترون ان لبنان يمر بمرحلة خطرة، والتهديدات والاستحقاقات في كل المنطقة من فلسطين الى العراق، كل المنطقة على كف عفريت اليوم، ونعرف كيف ان لبنان كالعادة هو الذي يدفع الثمن وغالبا ما يكون الضحية ويدفع ثمن الصراعات والتناقضات".

اضاف: "اليوم نعتبر ان المرحلة هي مصيرية في تاريخ البلد واننا امام استحقاق، استحقاق الانتخابات النيابية، ومن هذا المنطلق نؤكد ان هذه الانتخابات مصيرية بكل معنى الكلمة لانها ستحدد التوجهات الوطنية وكل الخيارات المستقبلية وهي التي ستطوي صفحة مؤلمة من تاريخ لبنان لتفتح صفحة جديدة بالمسار الوطني والسياسي فيه. لذا نحن نعطي هذه الانتخابات أهمية كبيرة ونعتبر المشاركة فيها واجب على كل اللبنانيين مقيمين ومغتربين. والمطلوب ان نؤكد على خيارنا على الصعيد الوطني، ايا كان هذا الخيار، ولهذا سنحدد موقفنا في صندوق الاقتراع: اي لبنان نريد خاصة بعد كل التطورات التي انطلقت عام 2005 وتتكرس في 2009 وتتطور مرحلة جديدة تؤكد على انجازات ثورة الارز، وليتفضل الجميع ويقولوا لنا اي لبنان يريدون: هل لبنان المحاور؟ أسير هذا المحور او ذاك، المحور السوري الايراني؟".

تابع: "عندما نقول هذا الكلام لا نكون "عم نسب الدين" ولا نكفر، نعرف تماما ان هناك جهات في هذا البلد، شركاؤنا في الوطن صحيح، انما يجاهرون بحلفهم وولائهم وبتوجههم الذي لا لبس فيه وارتباطهم بهذا المحور، فهل هذا الذي يريده الشعب اللبناني؟ وهل هذا ما يخدمه؟ اما نحن نطالب ان لا نكون مطية او اداة او ساحة في خضم الصراعات بين محاور اقليمية وان يكون لبنان محايدا بالنسبة لمعارك لا دخل لنا فيها، نحن عندما يطلب منا ان نقاتل نقاتل في سبيل لبنان 10452 كلم ولا صفر بالناقص، ونحن الشهادة لا نفهمها الا دفاعا عن لبنان الحر السيد المستقل وعن الشعب اللبناني الكريم سيد قراره وخياراته الوطنية. هكذا نفهم لبنان، ولا نفهم الاستشهاد في الدفاع عن القنبلة النووية الايرانية او الدفاع عن مصالح ذاتية لاي دولة اقليمية".

وقال الرئيس الجميل: "ليكن مفهوما لدى الجميع، اننا كمقاومة لبنانية حاربنا الجميع، بمرحلة حاربنا مشروع الوطن البديل والتوطين في لبنان، حتى اميركا في ذلك الوقت كانت تدفع في اتجاه مشروع التوطين، وقفنا نحن ضد التوطين بدماء اغلى شهدائنا، بينما البعض يدعي اليوم محاربة التوطين بالشعارات والكلام المعسول والخطابات الرنانة والفارغة، واقول ان مقاربة البعض لموضوع التوطين وادعاءهم محاربته بهذا الشكل هو تكريس له على الساحة اللبنانية، لانه عندما تفرغ المؤسسات الدستورية وتعطل الحياة الوطنية ونتعرض لرموزنا الوطنية نخلق هذا الفراغ، ونمنع لبنان من الدفاع عن حقه. وبالتالي ان مواجهة التوطين ومن يريد حقيقة مواجهته يضع يده بيدنا وينتهج نهجنا في محاربة التوطين".

اضاف: "المطلوب اليوم فحص ضمير، فكل لبناني يكون وراء العازل يجب ان يفكر اي لبنان يريد واي دولة ومؤسسات واي نظام. نحن نطرح مشروعنا بكل شفافية والمشروع ليس مشروعا على ورق ولا للاستهلاك، المشروع الوطني الذي نقدمه نحن للمواطنين كتبناه بأحرف من دم، دم شهدائنا ودموع امهاتنا. من هذا المنطلق نحن في حزب الكتائب وفي الموضوع الانتخابي ليس للاستئثار بالسلطة او لاي سبب آخر، نحن نعتبر ان الترشيح الكتائبي والنائب الكتائبي هو الضمانة الحقيقة لتحقيق البرنامج الذي ذكرته".

وقال: "تعرفون تمسكنا بالنظام الديموقراطي وترحيبنا بكل مرشح ملتزم ومستقل. انما قناعتنا في النهاية هي ان النائب الحزبي هو الذي يشكل الضمانة الاساسية، ولهذا نصر على ان تتمثل الكتائب بأحسن عناصرها بالانتخابات القادمة، واذا طرحنا شعار ان لبنان 10452 كلم2، هو ان تكون الكتائب على كل مساحة الاراضي اللبنانية، سنكون في الشمال ولدينا مرشحنا اسمه سامي سعادة، ولدينا مرشحينا في جبل لبنان الجنوبي والشمالي، واكيد مرشحينا في بيروت البعض منهم معروفين اما الآخرين فهناك حوار مع حلفائنا سيما في بعبدا وعاليه لنتفاهم على إطار المشاركة الكتائبية في تشكيل اللوائح، وكذلك الامر في البقاع. وفي الجنوب في جزين هناك مرشحنا أدمون رزق على الرغم من مخاوف لدينا على منطقة جزين حيث نسبة كبيرة من هذا القضاء اصبحت اليوم بالكامل خارج سلطة الدولة، و"بدك تأخذ فيزا من قوى الامر الواقع في المنطقة لتستطيع الدخول الى ارضك"، هذا هو مشروعنا 10452 كلم2 وستكون الكتائب على 10452 كلم2 وفي كل الاقضية اللبنانية".