المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 1 كانون الأول/2008

إنجيل القدّيس لوقا .45-39:1

وفي تلكَ الأَيَّام قَامَت مَريمُ فمَضَت مُسرِعَةً إِلى الجَبَل إِلى مَدينةٍ في يَهوذا. ودَخَلَت بَيتَ زَكَرِيَّا، فَسَلَّمَت على أَليصابات. فلَمَّا سَمِعَت أَليصاباتُ سَلامَ مَريَم، ارتَكَضَ الجَنينُ في بَطنِها، وَامتَلأَت مِنَ الرُّوحِ القُدُس، فَهَتَفَت بِأَعلى صَوتِها: «مُبارَكَةٌ أَنتِ في النِّساء! وَمُبارَكَةٌ ثَمَرَةُ بَطنِكِ! مِن أَينَ لي أَن تَأتِيَني أُمُّ رَبِّي؟ فما إِن وَقَعَ صَوتُ سَلامِكِ في أُذُنَيَّ حتَّى ارتَكَضَ الجَنينُ ابتِهاجًا في بَطْني فَطوبى لِمَن آمَنَت: فسَيَتِمُّ ما بَلَغها مِن عِندِ الرَّبّ».

 

القدّيس فرنسيس دي سال (1567–1622)، أسقف مدينة جنيف، وملفان الكنيسة

In Ephata""، الجزء الأوّل/"لأنَّ القَديرَ صَنَعَ بي عَظَائِمَ"

هذه هي خصوصيّة الروح القدس: عندما يلمسُ قلبًا ما، يطردُ منه كلّ برودة. هو يحبّ السرعة، كما أنّه عدوّ التأخير في تنفيذ مشيئة الله... "فَقامَتْ مَريَمُ في تِلكَ الأيّامِ وَذَهَبَتْ بِسُرعَة". يا للنِّعَم التي نزِلَت على بيتِ زكريّا عندما دخلَتْه مريم! وإن كان إبراهيم قد حصلَ على هذه النِّعَم الكثيرة لإستضافته ثلاثة ملائكة في منزله، فيا للبركات التي حلَّتْ على بيت زكريّا حيث دخلَ ملاك الحقّ والبرّ (إش9: 6)، وتابوت العهد، والنبيّ الإلهي، وربّنا الموجود في أحشاء مريم! لقد غمرَ الفرح المنزل كلّه: فإرتعشَ الجنين، واستعادَ الوالد النظر، وامتلأتْ الوالدة من الروح القدس وتلقَّتْ موهبة النبوءة. وعندما رأت العذراء مريم تدخل منزلها، هتفَتْ قائلةً: "مَن أنا حتّى تَجيءَ إليَّ أمّ رَبّي؟" حين سمعَتْ مريم ما قالَتْ نسيبَتُها، تواضعَتْ ومجَّدَتْ الربّ على كلّ شيء. ثمّ اعترفَتْ بأنّ سعادتها ناتجة من أنّ الربّ "نَظَرَ إلى تواضع أمَتِهِ"، وتلَت هذا النشيد الرائع عن عظمته. يا للسعادة التي يجب أن تكتَنفَنا نحن أيضًا، عندما نتلقّى زيارة هذا المخلِّص الإلهي في القربان المقدّس، ومن خلال النِّعَم الداخليّة، الكلمات التي يَهمسُها يوميًّا في قلوبنا!

 

فوز لائحة 14 آذار في انتخابات نقابة صيادلة لبنان

وطنية-30/11/2008 (سياسة) أسفرت نتائج انتخابات نقابة صيادلة لبنان التي جرت اليوم لملء 4 مراكز في مجلسي النقابة والتأديبي عن فوز لائحة "كرامة المهنة" المدعومة من قوى 14 آذار والتي اقترع فيها 1834صيدليا من اصل 3500 مسددين اشتراكاتهم السنوية

وجاءت نتائج لائحة "كرامة المهنة" على الشكل التالي: ربيع حسونة ( 999 صوتا)ً، بهاء الدين ناجي ( 981 صوتا )ً، شادي ابو مالك ( 967 صوتا)ً، ندى سعادة) 988 صوتاً. أما لائحة "اللقاء الصيدلي" المدعومة من "8 آذار" فجاءت نتائج مرشحيها على الشكل التالي: جمال حموي ( 806 أصوات)، طوني ابو شعر (804 أصوات)، فواز ملك ( 783 صوتا)ً، حيدر محيدلي( 787 صوتا).

 

عون يبحث في سوريا عن "هويته الضائعة"

المستقبل - الاثنين 1 كانون الأول 2008 - أيمن شروف

على مشارف الزيارة "التاريخية" للعماد ميشال عون الى سوريا كما يصورها اتباعه، والتي تتفاعل يوماً بعد يوم، لسبب بسيط ان وقع هذه الزيارة ليس بالامر العادي على نفوس اللبنانيين وبالتحديد في الوسط المسيحي، ولعل ظهور العماد عون على شاشة تلفزيون "الدنيا" السوري امس، وعملية "النفخ" المتزايدة بالزيارة وبحجم الجنرال الذي بنظره وبنظر التابعين له، اصبح ممثلاً لمسيحيي الشرق جميعاً، لا بد من طرح اشكالية هذه الزيارة وتأثيرها واسبابها ولماذا هذا التحول الكبير في سياسة عراب "قانون محاسبة سوريا".

يتماهى جنرال الرابية في الآونة الاخيرة مع السياسة السورية، فمنذ اكثر من ثلاث سنوات وبعيداً عما اذا كانت عودته من منفاه الباريسي اتت نتيجة صفقة مع سوريا واتباعها، فإن الجنرال انتهج خطاً مغايراً لما كان عليه، فتحول من محاضر امام الكونغرس الاميركي عن خطورة النظام السوري الى مسوق للنظام وغطاء لحلفاء نظام البعث في لبنان، يؤمن لهم دستورية السلاح خارج اطار الدولة تحت مسمى الشراكة.

وتحاول وسائل اعلام عون ومن يتبعها الحد من تأثير هذه الزيارة في الشارع المسيحي عبر تصويرها بطرق متعددة علّ ابرزها الوصف الذي قدمه بعضهم لها بتشبيهها بزيارة البابا يوحنا بولس الثاني الى دمشق في العام الـ2000 وفي هذا التشبيه محاولة للتضليل والهروب من الواقع السياسي الذي يقول ان العماد عون يكرس سياسته المتماهية مع مصالح النظام السوري ويكشف لثام العلاقة "القديمة" التي تجمعه بذاك النظام، اما ظهوره الدائم بمظهر الضحية فهو يتبع قاعدة "لنكحلها منعميها"، وسياسته هذه تؤكد خروجه عن فكرة سيادية الدولة واستقلالها والتي تحرص بكركي على زرعها في نفس كل مسيحي.

وتجربة عون في الواقع السياسي اللبناني ومساهمته في تباعد اللبنانيين على الاقل منذ عودته من المنفى هي أخطر ما يكون، والاكثر خطورة ادعاؤه تمثيل المسيحيين جميعاً في الداخل وفي الخارج واذا كانت تجربته داخلياً على هذا النحو من زرع التقسيم وبذور الفرقة بين اللبنانيين والمسيحيين خصوصاً فكيف ستكون الحال اذا ما آمن مسيحيو المشرق وهذا مستبعد، ان العماد عون هو الزعيم الواحد الأوحد.

زهرا: زيارة عون لسوريا تكرس سياسته

وفي هذا الاطار يضع النائب انطوان زهرا هذه الزيارة في خانة تكريس الخيار السياسي الجديد الذي ينتهجه العماد عون وهذه الزيارة ليس فيها من شيء يستحق القلق بشأنه فهو من يوم وثيقة التفاهم تموضع مع حلفاء سوريا وبالتالي هذه الزيارة منتظرة وغير مفاجئة بل المستغرب انها تأجلت الى هذا الوقت.

والمستغرب اكثر بحسب زهرا ان العماد عون يصنف نفسه زعيما وطنيا وان خياراته السياسية متعلقة بكل البلد وبالتالي هذه الزيارة تعني كل اللبنانيين، والامر ليس كذلك ابداً فهو عندما يتحدث عن مصلحة لبنان من حقنا ان نقيّم اين تكمن مصلحتنا واين لا.

اما عن مقولة انه يجب علينا انتظار النتائج كي نحكم على هذه الزيارة، فيقول زهرا :"عندما يكون العماد عون ممثلاً لكل البلد ننتظر نتائج زيارته ولكن طالما انه طرف سياسي فإن اداءه يقيّم من هذا المنطلق وحتى اكثر من ذلك، من قال اننا ننتظر نتائج مثل هكذا زيارة فنحن نعلم تماماً سوريا وموقفها تجاه لبنان وحتى موقف عون السابق والحالي فهو حليف لها وهم اليوم يحاولون ان يردوا له الجميل عن التقديمات السياسية التي قدمها لهم".

بحسب زهرا فإن البعض يحاول ان يعطي هذه الزيارة طابعا مميزاً على الصعيد المسيحي عبر إيهامهم بأنها تخدم المسيحيين وهذه خدعة لا تنطلي الا على من يريد ان يصدق ذلك، فسوريا موقفها واضح ومعروف ومناقض لمصلحة اللبنانيين، هناك مجموعة من الملفات العالقة يجب ان تحل ولهذا كل زيارة خارج الزيارات الرسمية لا تقدم ولا تؤخر.

زهرا يرى في التصريحات السورية التي تتدعي العفة والبراءة والتي تسبق زيارة عون، ادانة واضحة لنظام دمشق وتأكيدا بأن جميل السيد ومن معه كان يعمل لسوريا وليس للبنان.

الزغبي: عون منشق

عن الحقيقة اللبنانية

يقدم المحلل السياسي الياس الزغبي قراءة شاملة للزيارة واهدافها و"خطورتها" على الصعيد الوطني وعلى الصعيد المسيحي، فيشير الى ان "العماد عون يصور نفسه ضحية لكسب العطف والمسألة ابعد من ذلك، فهي ليست مسألة تتعلق بشخص ميشال عون وانه مستهدف بحد ذاته وان هناك قراراً مسبقاً بتوجيه النقد الى شخص العماد عون"، فبحسب ما يقول الزغبي فإن العماد عون منذ ثلاث سنوات على الاقل، يجسد حالة منحرفة جداً عن السياق اللبناني والسياسي والوطني الصحيح ويجسد الخطر الحقيقي لفكرة كيانية لبنان ومشروع بناء الدولة الحقيقية في لبنان.

خطورة العماد عون في هذا المشروع اي الخطر على الكيان اللبناني، كما يقول الزغبي تكمن في انه يطرح نفسه دائماً كمتحدث باسم المسيحيين اللبنانيين، وتطور به الامر اخيراً كي يدعي لنفسه التحدث باسم المسيحيين العرب والمشرقيين، لذلك فان اي تحرك يقوم به العماد عون محور جدل او مجال لتسليط الضوء واظهار خطورة ما يقوم به ليس على المسيحيين كجماعة او طائفة او أمة، بل على لبنان كدولة ووطن نهض اساساً على استقلالية المسيحيين عن الشرق والغرب بالمفهوم الجيو سياسي.

وهذه الاستقلالية كما يراها الزغبي، تجسدها بكركي واي خروج عن ثوابتها يشكل خروجاً عن سيادية واستقلال لبنان، وهذا الخروج وجد ضالته في هذه المرحلة في سياسة العماد عون الذي بات يشكل نموذجاً صارخاً لمسيرة المنشقين عن الحقيقة اللبنانية منذ القرون المسيحية الاولى حين ظهرت بدع وحالات غريبة عن الحالة المسيحية.

المعادلة التي يطرحها العماد عون والتي تقضي بانتظار نتائج اي قرار سياسي يأخذه وعدم اعطاء الحكم المسبق عليه، يرى الزغبي انها كانت مطروحة على مدى السنوات الـ20 الاخيرة من سياسة العماد ميشال عون وهو الآن يدعي انه كان على حق في كل ما قام به، وهو (اي عون) يرمي في وجه خصومه، اسبقيته في ادراك السياسة الفضلى ولكن هذه المعادلة وهذا الادعاء ليست في مكانها لأن مراجعة بسيطة لسياسة عون على الاقل منذ العام 1988 تثبت ان كل المحطات التي كان فيها هو البارز وصاحب الخيار كانت وبالاً وكارثة على لبنان وعلى المسيحيين تحديداً.

يهرب من الواقع الى التاريخ

وفي هذا الاطار يذكر الزغبي ما حصل في حرب التحرير ضد الجيش السوري، ويقول: "اتضح مع مرور الزمن انها كانت منسقة ومبرمجة مع النظام السوري نفسه بمجرد ان نقرأ نتائجها التي تتلخص بحقيقة ساطعة وهي تمكين هذا النظام من المناطق اللبنانية الحرة واجتياحها والقضاء على آخر نواة استقلالية لبنانية، فبهذا يكون العماد عون قدم بشكل واضح مفاتيح حرية لبنان واستقلاله ودولته الى نظام حافظ الاسد انذاك وهو اليوم يذهب الى دمشق ليعلن استمراره في هذا النهج، وفي اعتقاد الزغبي ان العماد عون لو يستطيع ان يستعيد تلك التجربة الخطيرة لأقدم عليها، فهو بالتالي لا يذهب لاستعادة مفاتيح بيروت بل في محاولة لاستعادة الذين استولوا على مفاتيح لبنان.

الواضح بالنسبة للزغبي ان العماد عون يهرب من الواقع الى التاريخ ومن السياسة الى الدين محاولاً تمويه خطورة ما يفعل، ويشرح نظريته هذه بالقول: "الواقع هو رغبة سوريا بالهيمنة على لبنان والعماد عون يحاول ان يشبه نفسه بقداسة البابا التاريخي الاستثنائي يوحنا بولس الثاني، ويدعي انه يطبق الارشاد الرسولي من خلال الانفتاح على العالم العربي، انه الادعاء الاخرق والاخطر، لأن البابا بولس الثاني حض مسيحيي لبنان على التفاعل مع بيئتهم العربية اي مع هذا الامتداد الانساني والحضاري من شاطئ المتوسط الى عمق الخليج العربي والجزيرة العربية وما يعرف بالشرق الادنى من مصر الى العراق، فأي تفاعل يقوم به العماد عون حين يعزل نفسه عن مصر والسعودية والخليج والاردن والعراق ويغرق في رمال النظام السوري الخارج من بيئته العربية، ولا يرى من نصيحة الارشاد الرسولي الا رأسي نظامين ديكتاتوريين هما بشار الاسد واحمدي نجاد".

ويضيف: "في جانب آخر يحاول اتباع عون تصوير حجه الى دمشق وكأنه يسير على خطى مار بولس وكذلك مؤسس المذهب الماروني القديس مارون، فبعيداً عن الشبه بين الزاني السياسي والمبشر الديني، يريد عون ان يخدع بعض المسيحيين نظرياً وسياسياً ويقدم نفسه كقديس ثالث فيصدقه بعض السذج لبعض الوقت ويكشفه معظم المسيحيين كل الوقت".

يقسّم الطوائف والمذاهب

الواقع كما يراه الزغبي هو ان "العماد عون هو الذي يظهر بمظهر المعتذر من النظام السوري فلا نسمع لا سابقاً ولا حاضراً وربما لاحقاً اي كلمة علنية من مسؤول في ذلك النظام تعبر عن الاسف او الاعتذار او على الاقل النقد لما ارتكبه هذا النظام في حق لبنان وخصوصا في حق الجيش والمسيحيين اللبنانيين"، ويسأل "كيف ننتظر مثل هذا الاعتذار وهم ما زالوا الى اليوم يقتلون شهداء الاستقلال الثاني في ضرائحهم من الرئيس رفيق الحريري الى آخر شهيد، الى مشاريع الشهداء اللاحقين"، ومن يروج لهذا الاسف الكاذب "لا يكشف هوية واحدة ولا اسماً واحداً من الذين يعتذرون على سفكهم الدم اللبناني".

وبحسب الزغبي فإن الحقيقة تقول ان السوري والعماد عون استطاعوا اخفاء علاقتهم لسنوات ولكنها بلغت اليوم مرحلتها المكتملة ولم يعد هناك من ستر ولا من غطاء يستطيع اخفاء هذه الحقيقة، فباختصار العماد عون يذهب علناً الى مرجعيته التي لطالما كانت مرجعيته الأكيدة في حضوره وفي منفاه وفي عودته وفي سياسته الراهنة.

وأخطر ما يقوم به العماد عون من خلال زيارته الى سوريا يراه الزغبي على مستويين، الاول اعطاء براءة ذمة للنظام السوري على كل ما اقترفه بما في ذلك قضية المفقودين والمعتقلين، والثاني بتعميم الفتن بين المسيحيين ونقل ما اقترفه بين مسيحيي لبنان الى مسيحيي المشرق وسوريا تحديداً وهذا اسوأ ما يكون انتجه النظام السوري برعاية النظام الايراني، كما ان خطورة العماد عون بحسب الزغبي تكمن بانه يعمل على ضرب اساسات الوحدة ليس فقط بين الطوائف بل داخل كل طائفة، بل داخل كل مذهب.

 

القومية الإجتماعية بين رسالتين واحدة حملها "القوميّ" والثانية حملها "التيّار"

هل تنظم جولة تعارف لعون على أحزاب "الجبهة"؟

المستقبل - الاثنين 1 كانون الأول 2008 - وسام سعادة

يستحق العماد ميشال عون أرفع الأوسمة السوريّة. وإذا كان نظام الملالي في إيران أقرّ للجنرال بالولاية على مسيحيي الشرق فلن يجد نظام البعث في مرحلة ما يقدّمه إليه غير توسيع "الجبهة الوطنية التقدمية" لضمّ "التيار الوطنيّ الحرّ" إليها، بعد أن شملت هذه التجربة التعدّدية الفذّة "الحزب السوري القوميّ الإجتماعي" بقرار جمهوري صدر مباشرة بعد الجلاء عن لبنان.

الحنق على "الواقع اللبناني"

ومن يدري فقد يستبق كل من "التيّار" و"القوميّ" ذلك بإندماج الحزبين، ليس فقط لأن النائب نبيل نقولا يقدّم نفسه كنموذج للتداخل والتماهي بين التجربتين، وليس فقط لأن عون الشاب كان نصيراً للقوميين السوريين يحميهم من تبعات الإنقلاب الفاشل ويفخر بذلك، وليس فقط لأن القوميين السوريين كانوا يمدّون عون بالزاد والعتاد في أيام "حرب الإلغاء"، بل لأنه وقبل كل هذه التفاصيل ثمّة تشابه إلى حد كبير بين شخصيتي أنطون سعادة وميشال عون: العبقرية إيّاها، والزهو إيّاه بهذه العبقرية، وفرض "عبادة الفرد" على المحازبين. سعادة لا يقبل من مواطني أمّته بأقل من "يحيا سعادة" وعون يسمّي أنصاره بـ"العونيين" مع أنّه ما زال حيّاً يرزق. سعادة كان يشارك أعضاء حزبه الهتاف بـ"يحيا سعادة" وعون يتواضع أحياناً فيقول أنّه "أحد العونيين".

وتكفي المقارنة بين مشاهد عودة سعادة إلى لبنان من منفاه الأرجنتيني في 2 آذار 1947 وبين عودة عون من باريس لتلمّس حقيقة الأمر. النبرة نفسها، والنفس الإنقلابي، والتصميم إيّّاه على معاقبة الكوادر التي كانت تضحي أكثر من سواها قبيل عودة "الزعيم" (في الحالتين) من منفاه. فسعادة عمد فور عودته إلى التخلّص مما سمّاها "لوثة التلبنن" فطرد نعمة ثابت (صاحب مقولة "الواقع اللبناني") ومأمون أياس. وعون قام بالشيء نفسه، ضد "لوثة تلبنن" من نوع آخر راح: فكل "عوني" كاد يقول بـ"واقع لبناني" مشترك إسلامي مسيحي، أنتج ثورة الارز وحقّق الجلاء، صار بحكم المرتد لان العقيدة الرسمية في التيار تقول إن عون وحده هو من استرجع السيادة، كما لو أن حرب التحرير حققت أهدافها بعد أكثر من خمسة عشر عاماً على قيامها، وبصرف نظر عن تداعياتها الفعلية كما تكبّدها المسيحيون واللبنانيون طيلة هذه الأعوام الخمسة عشر.

صحيح أن الفارق يبقى أساسياً بين ظاهرتي أنطون سعادة وميشال عون. الأوّل لا يؤمن بلبنان الجمهورية الأولى ويطرح تجاوزه إلى أمّة سوريّة تمتد من الأهواز حتى كيليكيا. والثاني يؤمن بلبنان لكنّه لا يؤمن بلبنان إتفاق الطائف ويطرح ربطه بمحور سوري إيراني تنحاز إليه معظم حركات المقاومة الأصولية والممانعة القومجية في المنطقة. كل منهما بنى حساباته على أساس تطوير معيّن لنظرية "تحالف الأقليات". كل منهما انساق وراء ما هو غير مألوف من تحالفات. يبقى أن الأوّل طوّر "قومية إجتماعية" من منبت أرثوذكسي مساجل ضمناً مع الكيانية اللبنانية عند الموارنة، في حين أن الثاني طوّر نسخة مارونية من "القوميّة الإجتماعيّة"، نسخة هي الآن أمام الإمتحان الحقيقي: رحلة سوريا.

يوماً بعد يوم يزداد الكائن العوني الباقي في تياره وفياً لجنراله تشبهاً بالكائن القومي الإجتماعيّ. الطريقة نفسها في التفكير. الطريقة نفسها في التعبير. الطريقة نفسها في التعامل مع الآخرين. البيع والشراء نفسه تحت ظلال "العلمانية". الكره نفسه للأكثرية المذهبية في المشرق العربي. الحقد الذاتي نفسه على المعادلات الراسخة جيلاً بعد جيل ضمن الأقليات المسيحية. والحق أنّ الديانة الجديدة التي حاول سعادة إبتداعها في كتابه "الإسلام في رسالتيه" لم تتحقّق إلا على أيدي العماد ميشال عون ونسطوريته المحدثة: إدارة مسيحيي الشرق ظهرهم للعالم المسيحيي وإيثارهم كسرى على قيصر، وكسرى على المحيط الأقرب.

الفارق أيضاً أن أنطون سعادة راهن على "آريي الشمال".. دول المحور.. ألمانيا الهتلرية، في حين يراهن ميشال عون على "آريي الجنوب".. إيران محمود أحمدي نجاد.

عونيّتان؟ بل واحدة!

ينقسم لبنان اليوم حول ظاهرة العماد عون. بيد أن المشترك الأعم بين مناخي 8 و14 آذار شطر تجربته السياسية إلى نصفين: عون ما قبل العودة إلى لبنان، وعون في إثر العودة.

في البدء، كانت 8 آذار تجنح إلى القول إنّ عون ما كان يفهم المسألة الوطنية كفاية. وأنه بعد عودته صار يفهمها أكثر من سواه، وقد ساعده في ذلك الإنسحاب السوري، فكان بحق خصماً شريفاً للسوريين. أخرجهم من لبنان وما أن خرجوا حتى صادقهم في حين أن سواه أطاع السوريين في لبنان وما أن خرجوا عاداهم.

تعدّلت هذه المقاربة بعد ذلك، لأن عون صار ركناً متقدّماً في حلف لحظاته التأسيسية هي 8 آذار 2005 و6 شباط 2006 و7 أيار 2008. صارت الحاجة إلى مقاربة "عرفانية" صرف ترى أن تفاهم مار مخايل كان "موجوداً بالقوة"، أي في عالم الإمكان والإستعداد، منذ نهاية الثمانينيات، بين عون وحزب الله وبين عون وسوريا، وبأنه أحتاج لسلوك مسارين مختلفين في الظاهر، لكن متحّدين في الباطن، فيحرّر حزب الله الجنوب وينتزع عون السيادة ثم يكون التلاقي، وينكشف الغطاء، ويظهر "التفاهم" في ورقة، ثم في إسناد حرب إقليمية، ثم في إعتصام أمني مزمن، ثم في إنقلاب مسلّح.

وزاد آخرون بأن عون كان شريكاً من البدء في المقاومة، وأن تصريحاته الملتبسة بهذا الشأن أمام الكونغرس الأميركي كانت من لزوميات العمل السرّي. بدورهم حاول أنصار عون أن يشيعوا بأن حزب الله ساعدهم على التخلّص من الوطأة السوريّة، أو أنّهم ساعدوه هو أيضاً على ذلك. وفيما بعد صارت طريق دمشق سالكة لعون فما عادت هذه التنظيرات تلزم.

كذا الأمر من ناحية 14 آذار. تاهت التحليلات وهي تريد أن تعرف في أي لحظة ما عاد عون هو عون كما عرفناه. في أي لحظة انتقل من معسكر إلى نقيضه، وهل أنّه إنتقال تدريجي أو عشوائي أو فجائي. هل أنّه إنتقال كان يمكن تفاديه أو تقنينه؟ هل أنّه مرتبط بشهوة الكرسي فقط وإن كانت هي السبب فهل كان الحل بحجبها عنه أصلاً أم بإباحتها له.

لأجل ذلك فإن سفرة سوريا هي فرصة لكسر هذا المشترك بين 8 و14 آذار حيال تقييم ظاهرة عون. فسوريا تكرّم عون ليس فقط على ثلاث سنوات من تاريخه وإنما على كل تاريخه. لولاه لأنعدمت الحيلة لإجتياح المناطق المسيحية في 13 تشرين 1990. وإعترافه يومها بإميل لحّود قائداً للجيش هو الذي سهّل تمرير نظرية إعادة بناء الجيش "فوق الأحزاب"، ومن ثم عزل "القوات اللبنانية" وحلّها.

ومن المنفى وقف العماد عون حائلاً دون أي توحّد سياسي مسيحي في وجه الوصاية السوريّة. لم يتأخر العميد ريمون إدّه حتى اكتشفه على حقيقته. من يومها كان على الجميع اكتشاف هذه الحقيقة. من المنفى ظلّت انتقادات عون لمرحلة إميل لحّود متواضعة، بل ومتواضعة جدّاً، وهذا ما مكّنه لاحقاً من تبرئة لحود من إنقلاب 7 آب الذي حصل أساساً ضد مصالحة الجبل التي ما كان خفياً على أحد الضرر الذي تلحقه بظاهرة العماد عون كون الحراك السيادي صار له قيادات من الداخل، وتشمل الأكثريتين المسيحية والإسلامية، وكون هذا الحراك السيادي كان له راعيان أساسيّان ينكر عون أيضاً مركزية دورهما: البابا الراحل يوحنا بولس الثاني والرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك.

سوريا تعلم أن عون أفادها منذ البدء. سوريا لن تجد كبير حرج في إبتداع تفسير "بعثي" ظريف عن حرب التحرير يصوّرها كجولة فروسية بين خصمين شريفين، أو واقعة تسبب بها المتآمرون على البلدين، تماماً مثلما لم يجد البعث في عصر بشّار الأسد، عصر تصحيح التصحيح، كبير حرج في تجاوز ذاكرة إغتيال عدنان المالكي عندما وسّع "الجبهة الوطنية" لتضمّ "الحزب السوري القومي الإجتماعيّ".

فهلا تنظّم جولة تعارف لعون على أحزاب "الجبهة"؟

 

عمّار يدعو لسحب المسلحين من بيروت وحصر السلاح بالجيش والقوى الأمنية

المستقبل - الاثنين 1 كانون الأول 2008 - أكد رئيس المكتب السياسي لـ "الجماعة الاسلامية" علي الشيخ عمّار، "أن أبناء بيروت يريدون سحب كل المسلحين من أزقتها وأحيائها، وأن لا يكون السلاح إلاّ في يد الجيش والقوى الأمنية، من أجل منع التعديات التي يذهب ضحيتها دائماً المدنيون والأبرياء"، موضحاً "أن الاشكال في منطقة الملاّ بدأ فردياً وأن القوى الأمنية وحدها مسؤولة عن وضع حدّ لذلك". ووصف "الاعتداء على الصحافة بالأسلوب الهمجي الغريب عن حقيقة بلدنا". مشددا على "أن العلاقة مع سوريا يجب أن تكون بين دولتين وعلاقة رسمية".

وقال في حديث لـ"وكالة الأنباء اللبنانية" أمس: "أن الاشكالات تبدأ عادة بخلاف فردي، وهي ليست المرة الأولى، كما حصل في محيط مركز الجماعة في منطقة الملا، بين أبناء الحي الواحد، وعندما يتدخل الأخوة من حرس المركز من أجل حلّ الاشكال، تحصل ردة فعل غير طبيعية من بعض هؤلاء، فيتم تطويقها عبر التواصل مع المسؤولين في حركة "أمل"، أو مع المسؤولين في "حزب الله"، وهذه هي حدود الاشكالات ولم تتجاوزها". ولفت الى "أن ما يسعى اليه البعض في لبنان من السيطرة عبر اعتماد وسائل غير دستورية، كالعنف والمال والاستقواء بالخارج، والهيمنة والتسلط على الناس، لا يتلاءم مع كون لبنان مهداً للديموقراطية والتعددية السياسية، ومجالاً مفتوحاً أمام الحريات بكل مظاهرها"، داعيا "البعض الى اعتماد الاساليب الحضارية ومنها صندوق الاقتراع، بدل اللجوء الى فرض إرادته ومواقفه من خلال اصطناع بعض المشكلات، أو الاعتداء على بعض القوى الأخرى، التي تخالفه الرأي أو تعارضه في الموقف"، مشيرا الى "أن هذه المسألة تنعكس حكماً على الشارع الذي يتابع مثل هذه النزاعات، ويحاول أن يتصرف على ضوء بعض ما توحي به القيادات، التي تصر على مثل هذه الأساليب غير الحضارية وغير الاخلاقية".

وقال: "نحن لا ننسى ما يتعرض له بعض الاخوة الاعلاميين في هذا السياق، وابناء بيروت اصبحوا مقتنعين تماماً بأن السلاح ينبغي ان يكون حصراً في يد الجيش والقوى الامنية، وان يُسحب كل المسلحين المنتمين الى احزاب وتيارات سياسية معروفة من أزقة بيروت وأحيائها". وأكد "أن الاعتداء على الصحافة جريمة مدانة ومستنكرة، ولا يسعنا في هذا المجال كجماعة إسلامية الا ان نعلن تضامننا ومحبتنا للأخ عمر حرقوص، ورفضنا مثل هذه الاساليب الهمجية، التي يعتمدها البعض، والتي لا تتلاءم مطلقاً مع حقيقة هذا البلد وما يتطلع اليه اللبنانيون مستقبلاً".

أضاف: "نحن لا نقبل ان تهمل السلطة دورها، وان تتخلى القوى الامنية عن مسؤوليتها، من اجل ان تحصل ردات فعل غير منضبطة في الشارع، او من بعض ابناء الاحياء في العاصمة"، مشددا على "أن المسؤولية تقع على عاتق السلطة الامنية، التي هي وحدها القادرة على منع حصول هذه التعديات".

وأعرب عن "تأييده رأي وزير العدل (إبراهيم نجار) في ما خص القضاء"، معتبرا "أن القضاء مربك وغير قادر على القيام بدوره، نتيجة التدخلات السياسية التي تأتي من هذا الطرف او ذاك". ورحب بـ" العلاقة مع أي بلد ومنها سوريا، على أن تكون رسمية بين دولتين، وألا تأخذ طابعاً آخر"، متمنيا "أن تثمر الزيارات واللقاءات المتبادلة، وأن يتم التوافق على تصفية الخلافات السابقة واقامة العلاقات الدبلوماسية الطبيعية، وان يتم ترتيب الحدود، ومعالجة كل القضايا بطريقة سوية وطبيعية كما يحصل بين اي دولة واخرى في هذا العالم".

 

محفوض: كلما اقتربنا من المحكمة كشّر السوري عن أنيابه

المستقبل - الاثنين 1 كانون الأول 2008 - أكد رئيس "حركة التغيير" عضو قوى 14 آذار ايلي محفوض أنه "كلما اقتربنا من المحكمة الدولية كشر السوري عن أنيابه، ولن ننسى كم من مرة أقدم السوري على إقفال الحدود مع لبنان، وليس بالأمس القريب بل منذ عقود".

وقال في حديث الى إذاعة "لبنان الحر" أمس: "للعبرة والتاريخ وتكراراً على مسامع اللبنانيين، لا تنسوا الرسالة التي بعث بها (رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال) عون الى الرئيس حافظ الأسد سنة 1988 حيث قال له فيها ما حرفيته: "أرجو أن يعتبرني القائد الكبير حافظ الأسد جندياً صغيراً في جيشه".

واعتبر "أن الرئيس الفرنسي (نيكولا ساركوزي) يتطلع من خلال حركته تجاه سوريا الى إعطاء نوع من الفرصة الأخيرة لهذا النظام، تجنيباً لمزيد من التدهور في منطقة الشرق الأوسط"، مبدياً ثقته "بأن الفرنسيين لن يوفقوا بمسعاهم". وتمنى "لو أن شريكنا في الوطن، يفقه أن السوري يعمل مصلحته وفقط مصلحته، وخير دليل على ما أقول اتصالاته بالإسرائيلي على أعقاب تدمير لبنان". ورأى "أن الشيكات التي كان يسددها السوري في السابق، والتي كانت من دون رصيد، أصبحت اليوم بمؤونة زائدة، ومنها مثلاً الدفعات على الحساب التي بدأ بسدادها النظام السوري. ومنها على سبيل المثال لا الحصر تصفية عماد مغنية والضباط السوريين الذين يقتلونهم واحدا تلو الآخر".

ووصف التبادل الديبلوماسي بين لبنان وسوريا "بالخطوة المتقدمة على طريق تصحيح إعوجاج سيادي عمره من عمر البلدين، ولكن يبقى الجزم أن اعتماد سفارة لا يكفي إن لم تبادر سوريا عبر نظامها الحاكم الى تعديل عقيدة حزب "البعث العربي" الحاكم والذي ينص في عقيدته على إلغاء لبنان ككيان قائم بذاته، ففي الخرائط الجغرافية المعتمدة في سوريا تم تظهير اسم لبنان وكأنه محافظة أو منطقة تابعة لسوريا".

وعن سلاح "حزب الله" والإستراتيجية الدفاعية، اعتبر أن "الكلام عن أي سلاح خارج كنف الدولة خرق فاضح لمبدأ السيادة، وأي كلام عن شريك مسلح للجيش والقوى الأمنية هرطقة دستورية ستدمر لبنان مرة أخرى"، مؤكداً "أن لا حلول وسط في مسألة السيادة، سلاح واحد عبر جيش واحد ونقطة على السطر".

 

عوض ومجموعته صاعق يجب أن لا ينفجر!

المستقبل - الاثنين 1 كانون الأول 2008 - فادي شامية

لم يخرج مخيم عين الحلوة من دائرة الخطر بعد، لكن احتمال تحوّله إلى مخيم نهر بارد جديد غير موجود فعلياً، لأسباب سابقة على الأزمة التي أثارها وجود محمد عوض وجماعته في المخيم، ولاعتبارات لاحقة على تفجّر الأزمة المذكورة.

مخيم عين الحلوة ليس مخيم نهر البارد

لدى دراسة الأزمة في عين الحلوة ومقارنتها بتلك التي مر بها مخيم نهر البارد، يمكن تلمّس أربعة فروق جوهرية، أهمها:

الفارق الكبير بين تنظيم "فتح ـ الإسلام" وبين جماعة محمد عوض، ففي حين سيطرت جماعة شاكر العبسي على مخيم نهر البارد، وورثت الترسانة العسكرية لـ"فتح-الانتفاضة"، فإن المجموعة التي تدين بالولاء لمحمد عوض بالكاد تزيد على أصابع اليدين، وهي متوارية عن الأنظار، بلا مراكز محصنة، وبلا عتاد يمكّنها من فتح معركة مع أصغر فصيل فلسطيني، فضلاً عن أنها منبوذة كلياً، منذ أن كانت تسمي نفسها "جند الشام"، وطرق المواجهة معها ليست جديدة، على اعتبار أن المجموعة نفسها حاولت فتح جبهة رديفة مع الجيش اللبناني خلال معركة نهر البارد، وتالياً جر المخيم إلى مواجهة، لكنها فشلت، فكيف وهي اليوم أضعف وأكثر نبذاً.

الوعي الفلسطيني اللاحق على تجربة نهر البارد، والذي كان واضحاً حضوره في غضون الأزمة الحالية في عين الحلوة، فالمجتمع الفلسطيني الذي لم يصحُ بعد من كارثة دمار مخيم نهر البارد، نتيجة سيطرة عصابة إرهابية عليه، لا يريد أن تتكرر أية تجربة مماثلة، سيما أن مخيم عين الحلوة أكبر بكثير من مخيم نهر البارد، وهو بحق عاصمة الشتات الفلسطيني، وحجم الكارثة الإنسانية فيه ستكون رهيبة، لذا فثمة إجماع واضح في المخيم على عبارة واحدة: "لن نسمح لأي كان أن يعبث بمصيرنا ويجرّنا إلى نهر بارد جديد"، وانعكاساً لهذا الواقع فقد عبّرت القوى الفلسطينية المختلفة، الإسلاميون وغير الإسلاميين، والمؤيدون لحركة "فتح" ومعارضوها، عن موقف موحد من رفض وجود عوض وجماعته في المخيم، والتعاون لإخراجه منه، ولو تباينوا في الأسلوب والوقت المتاح.

سقوط مشروع "فتح- الإسلام"، وعدم قابلية استنساخه في أي من المخيمات الفلسطينية، فالذين أطلقوا ورعوا وسهلوا هذا المشروع بهدف إرباك الساحة اللبنانية تخلّوا عنه، بدليل بثهم "فيلم الاعترافات" الأخير، الذي يشكّل في أحد وجوهه نفض يدٍ من كامل المشروع، وتحميله زوراً لطرف لبناني محلي. بدورهم الذين واجهوا المشروع في لبنان، السياسيون منهم والأمنيون والعسكريون، يدركون أن عوامل القوة التي امتلكها هذا المشروع، في ظرفٍ ما لم تعد موجودة.

غياب الأسباب المباشرة لفتح معركة بين الجيش اللبناني وأية مجموعة في المخيم، فالجيش اللبناني لا يجد نفسه مضطراً في حالة عين الحلوة على خوضه هو غمار المواجهة، خلافاً لحالة نهر البارد، عندما وقع الجيش نفسه ضحية لاعتداء مباشر من قبل "فتح ـ الإسلام"، ولم يكن بمقدور أحد تسليم الفاعلين في ظل ميزان القوى الذي كان قائماً، فكانت المعركة الحتمية، سيما بعد اكتشاف مخطط السيطرة على الشمال واعتقال مجموعات في طرابلس كانت تعمل لذلك، ما حمل القوى السياسية المعنية على توفير الغطاء اللازم للجيش ليخوض المواجهة، وهذا كله يختلف عن الحالة الراهنة في عين الحلوة.

وبالرغم من ذلك كله، فما زال الخطر محدقاً بالمخيم، ولا سيما خطر الاقتتال الفلسطيني الداخلي على خلفية تسليم عوض، إذ لم يجر التفاهم على قرار مسؤول، كيف ذلك؟!

الجميع في المخيم أمام مسؤولياتهم

لقد وضعت الأزمة الحالية الجميع في مخيم عين الحلوة أمام اختبار المسؤولية، وإلى حد ما فقد أثبت الجميع حتى الآن، رغبتهم بتجنيب المخيم وجواره للأسوأ، إذ سارعت حركة "فتح" لتأجيل الخلافات المستحكمة بين قيادييها، وبادر عدد من سعاة الخير من داخل الحركة للجمع بين عباس زكي، سلطان أبو العينين، وجرى الاتفاق على أن أي خلاف داخلي ينبغي تأجيله لمواكبة أية تطورات محتملة في عين الحلوة. وقد استـُكملت هذه الخطوة الهامة بتشكيل قيادة متابعة يومية للأزمة في عين الحلوة، برئاسة عباس زكي وعضوية كل من منير المقدح، وأديب الحصان، وفتحي أبو العردات وآمنة جبريل. ويمكن القول إن "ضبضبة" أوضاع "فتح" من شأنه الإسهام في تبريد الأجواء في المخيم، وحسن التعامل مع الأزمة الراهنة.

بدورها أبدت القوى الإسلامية المختلفة المشارب في المخيم تفهّمها لخطورة الموقف، وقد أدت الحوارت المستمرة معها خلال الأسبوعين، الماضي والحالي، إلى صياغة تفاهم بين منظمة التحرير الفلسطينية والقوى الإسلامية أساسه رفض منح ملاذ آمن لأية حالة يمكن أن تسيء إلى أمن المخيم، وتالياً تشكيل قوة أمنية مشتركة للقبض على المطلوبين الذين حددهم الجيش اللبناني، وعلى رأسهم محمد عوض. ولا يقل تعاون تحالف القوى الفلسطينية المعارضة لمنظمة التحرير عن القوى الإسلامية، في إيجاد مخرج يـُدخل الضوء إلى المخيم بدلاً من الموت، وقد تركزت جهود هذه القوى في مجال الوساطات وتشكيل حالة من الرفض الشعبي التام لحالة محمد عوض وأتباعه.

ولكن بالرغم من إجماع القوى الفلسطينية على أن وجود الأمير المفترض لـ "فتح-الإسلام" في عين الحلوة، محمد عوض، يشكل خطراً على المخيم وأمن أبنائه، وبعد تبرؤ الجميع من أعماله، بمن فيهم عشيرة عوض التي أصدرت بياناً أعلنت فيه أنها "مع كل ما ترتئيه لجان المخيم الأهلية وفصائل المنظمة والقوى الاسلامية واللجان الشعبية وقوى التحالف، ولن نكون عقبة في وجه أي قرار يتخذ للحفاظ على أمن واستقرار المخيم وجواره". بالرغم من ذلك كله، فما تزال المعضلة متمثلة في إقناع عوض بتسليم نفسه إلى الجيش اللبناني، وعلى الرغم من أن مخابرات الجيش قدّمت للمفاوضين "ضمانات" بمعاملته بشكل لائق، ومحاكمته إذا ثبتت إدانته بصورة عادلة، إلا أن القوى الإسلامية التي تواصلت معه، قبل أن يغيب كلياً عن السمع، توصلت إلى نتيجة مفادها أنه يفضل الموت على تسليم نفسه للجيش اللبناني، لا سيما أن عملية تسليم سابقة للبناني بديع حمادة كانت قد أفضت إلى إعدامه، وتركت آثاراً سلبية على القوى الإسلامية في المخيم، وولدّت ما عرف لاحقاً باسم جماعة "جند الشام".

الخطر ما زال موجوداً!

تعذّر إقناع عوض بتسليم نفسه، جعل خيار تسليمه رغماً عنه يتقدم، ولكن دون هذا القرار الخشية من اندلاع معركة فلسطينية-فلسطينية، إذ ثمة العديد من الأسباب التي تدفع "عصبة الأنصار" لاعتبار عملية عسكرية تقوم بها حركة "فتح" في مناطق نفوذ العصبة استفزازاً، بل سابقة يمكن لاحقاً اعتمادها لتسليم عناصر من العصبة نفسها، وهو ما لا يمكن للعصبة القبول به، لذلك فقد حرصت حركة "فتح" على تكثيف التواصل مع "عصبة الأنصار" للتأكيد على الحرص على عدم الانجرار لأية مواجهة داخلية، وما تزال مستمرة قنوات الاتصال بين "عصبة الأنصار" و"الحركة الإسلامية المجاهدة" من جهة، وممثل "منظمة التحرير الفلسطينية" في لبنان كمال ناجي للتعاون على إخراج المخيم من الأزمة الراهنة، وقد أفضت هذه الاتصالات إلى تشكيل قوة مشتركة قامت بالفعل بعمليات دهم وتفتيش في أماكن محتملة في المخيم، ولا سيما في مواقع نفوذ "عصبة الأنصار".

غير أن ترك الأمور تأخذ مداها الطويل من الوقت يعني تمييع القضية، وتالياً احتمال الإعلان عن أن محمد عوض ومجموعته باتت خارج المخيم، سواء كان ذلك صحيحاً- وهو صعب حالياً نظراً لوجود أكثر من ألف عنصر من الجيش تحيط بالمخيم من كافة جوانبه-، أو كان غير صحيح ببقائه مختبئاً في المخيم. وهذا يعني عملياً الانتهاء من حالة عوض لكن دون تسليمه. وفي الإطار لفت تصريح وفد حركة "أنصار الله" المرتبطة بـ"حزب الله"، يوم الإثنين الماضي، وأثناء زيارتها رئيس هيئة علماء جبل عامل عفيف النابلسي، من أن "أمير تنظيم فتح الإسلام عبد الرحمن عوض وبعض العناصر التابعة له خرجت من عين الحلوة منذ حوالى خمسة أيام أو أكثر إلى جهة مجهولة، ومنذ ذلك الوقت لم يعد له أي تواجد في أماكنه المعهودة أو أي اتصال له".

بدورها تعتبر الفصائل الفلسطينية المعارضة لـ "فتح"، وعلى رأسها حركة "حماس" أن اعتقال عوض، بعد تحديد مكان وجوده، "يحتاج إلى توافق فلسطيني كامل على الآلية"، لئلا يُترك أي مجال للاقتتال الداخلي، لا سيما أن "الأجواء سلبية بين الإسلاميين عموماً وبين المجموعة المسلحة التي يقودها القيادي الميداني في حركة فتح المعروف باللينو"، (وهي القوة المفترضة للقيام بعملية خاطفة ضد عوض ومجموعته)، إذا ما قررت "فتح" الانفراد بالحل.

المواقف في صيدا

فضلاً عن أن ملف عوض يعتبر فرعاً من ملف أشمل هو ملف "فتح- الإسلام"، وهو تالياً موضوع محوري في عمل الأجهزة الأمنية والقضائية اللبنانية، ومحل اهتمام سياسي لبناني ودولي، فإن ثمة اهتماماً خاصاً في صيدا بالأزمة التي يثيرها وجود محمد عوض في مخيم عين الحلوة، نظراً لحجم الكارثة التي يمكن أن تصاب بها المدينة إذا ما عولجت الأزمة بشكل خاطئ، لذلك تجد القوى الأساسية في صيدا نفسها مضطرة لإيلاء هذه القضية ما تستحق من اهتمام، في ظل حالة من القلق عند الناس في المدينة، خصوصاً في منطقة التعمير المجاورة للمخيم.

في صيدا ليس ثمة رؤية حل مشتركة. النائب أسامة سعد وكعادته- يقف على أرضية اللغة الخشبية نفسها، محاولاً تسليط الضوء على مكان آخر، وهو عقد اجتماعاً للفصائل الفلسطينية ولبعض الوجوه الصيداوية القريبة منه قبل أيام، قال فيه: "إن المحاولات المشبوهة لتفجير الأوضاع في مخيم عين الحلوة، وفي مدينة صيدا، تندرج في إطار الحرب الصهيونية المدعوة أميركياً على لبنان، والقضية الفلسطينية، وتشكل إستكمالاً للحرب على غزة وفلسطين". أما "الجماعة الإسلامية" فقد اعتبرت أن القضية لا تحل من خلال الفرقة في المدينة، منتقدة استغلال البعض "قوت الناس وأمن الناس واستقرار الناس من أجل بعض المكاسب السياسية في ساحتنا الصيداوية، أو في الساحة اللبنانية عشية الانتخابات النيابية"، داعية إلى اجتماع موحد يعقد في دار الفتوى. وبموازة ذلك تتابع الوزيرة بهية الحريري اتصالاتها بالقوى المعنية في المخيم وبقيادة الجيش اللبناني، وهي أكدت في لقاء شعبي قبل أيام بأن "الأمور تجري بتعاون كبير بين الجيش وبين فاعليات المخيم، نحن متفاهمون مع نسيجنا المشترك، الفلسطيني- اللبناني، ولن يكون هناك محاولة للدخول الى المخيم.. أستطيع أن أطمئنكم". ومعنى ذلك أن الجيش لن يقدم على عمل تكون نتائجه عكسية، وأن القوى الفلسطينية المعنية لا تستطيع تحمل مسؤولية إبقاء الخطر محدقاً بالمخيم، وأن لا تمييع للقضية، ولكن الموضوع يحتاج إلى مزيد من الوقت.

وخلاصة المواقف المتقدمة، أن الرغبة بالتخلص من حالة عوض موجودة عند الجميع في المخيم وخارجه، لكن آلية تنفيذ ذلك محل تباين، وهذا هو مبعث الخطر، فعوض وجماعته اليوم ليسوا أكثر من مجرد صاعق، والمعالجة الهادئة والصائبة هي الكفيلة وحدها بتعطيل إمكانية انفجار هذا الصاعق، وتوليده مواجهة أكبر.

 

لأن طهران واثقة من فك دمشق ارتباطها معها عاجلاً أم آجلا

 "حزب الله" زرع خلاياه في سورية تحسباً لانقلاب نظام الأسد

 لندن - كتب حميد غريافي:السياسة

قالت مصادر أمنية لبنانية سابقة في بيروت امس ان "حزب الله" تمكن خلال الاشهر العشرة الماضية منذ عودة السوريين والاسرائيليين الى طاولة المفاوضات في تركيا "من انشاء خلايا له في دمشق والمدن السورية الاخرى ذات الكثافةالسنية الممتعضة من التمدد الايراني الشيعي في مناطقها الساحلية الشمالية تحت ستار المشاريع السياحية والاقتصادية, تحسبا لوقوع تطورات داخلية في مقدمها توصل نظام بشار الاسد فعلاً خلال العام المقبل 2009 الى سلام مع اسرائيل مشروط بالتخلي التام والكامل عن حليفه الستراتيجي ايران, وتبعا لذلك ليس التخلي عن "حزب الله" في لبنان فحسب, بل تطويقه ومحاصرته تمهيدا لتسليمه الى اسرائيل على طبق من فضة, تماما كما فعل نظام والده حافظ الاسد مع الفلسطينيين بقيادة ياسر عرفات في مطلع الثمانينات, ومع "حزب العمال" الكردستاني "في التسعينات".

ونقلت المصادر الامنية السابقة التي ابعدت عن مراكزها في منتصف عهد الرئيس اللبناني اميل لحود في نهاية التسعينات واستبدلت بقيادات اختارتها دمشق, عن اوساط احد الاحزاب الشيعية المعارضة لايران في لبنان قولها "ان اكثر من اربعين خلية انشأتها اجهزة "حزب الله" الامنية على الساحة السورية كان عماد مغنية احد اصحاب فكرة انشائها هناك, بينها عشرون على الاقل داخل دمشق نفسها, ينتشر عناصرها تحت استار مختلفة كموظفين في بعض شركات القطاع الخاص او كعمال في مطاعم ومقاه او كأصحاب مؤسسات صغيرة مختلطة مع سوريين كمكاتب بيع السيارات المستعملة او المفروشات او محلات تجارية وسوبر ماركتات صغيرة وغيرها". وقالت الاوساط ان هدف "حزب الله" ومن ورائه ايران من انشاء هذه الخلايا الشبيهة بتلك التي انشئت منذ مطلع العام 2002 في عدد من الدول الخليجية لضخ الاموال الى قيادة الحزب في بيروت ولمراقبة الاوضاع داخل تلك الدول بعد تصاعد العداء بشكل علني ضد الدولة الفارسية التي تبسط وهجها على المنطقة, هو تفجير الاوضاع الهشة فيها في حال انحراف نظام الاسد عن مسلكه الراهن باتجاه اسرائيل والولايات المتحدة, بعدما ظهرت بوادر مهمة وخطيرة لهذا الانحراف خلال الاشهر القليلة الماضية, بحيث تتحول الساحة السورية الى ما يشبه الساحة اللبنانية من فوضى واضطرابات مستمرة في محاولة دؤوبة لاضعاف الدولة تمهيدا للسيطرة على مقدراتها.

وأكدت الاوساط الشيعية اللبنانية المعارضة لحزب الله ان تلك الخلايا "اختارت المفاصل الضعيفة في الدولة السورية للانتشار فيها بعدما جندت المئات من السوريين ذوي الدخل المحدود وصرفت لهم رواتب شهرية مغرية, ضاربة على وتر حقدهم على دولة "البعث" التي تحتكر لنفسها مداخيل البلاد وخيراتها, وعلى وتر ابتعادهم عن نظامها الساعي الى توقيع معاهدة سلام مع اسرائيل واقامة علاقات جيدة مع الولايات المتحدة ودول المحور الاوروبي لتحويل سورية الى قاعدة غربية اخرى في الشرق الاوسط". وقالت "ان الاسد اليوم يشرب الكأس المر التي ملأها بنفسه حقدا على أميركا واوروبا والدول العربية".

وكشفت الاوساط النقاب عن ان "حزب الله" وايران "مقتنعان ضمنا بأن عهد الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما قد يكون أسوأ بكثير من عهد جورج بوش, رغم الاشارات الخجولة التي اطلقها ومازال يطلقها الرئيس الجديد الاسود باتجاه الانخراط في مفاوضات حاسمة ونهائية مع كل من ايران وسورية, كما انهما مقتنعان بأن تلك الاشارات مبنية على الخيار الاميركي - الغربي النهائي وهو منع طهران من امتلاك اسلحة نووية, بحيث ستكون مفاوضاتها مع ادارة اوباما مرتكزة على هذا المبدأ الذي لن يلبث ان يفجر الاوضاع بشكل دراماتيكي, فيما سورية تسعى الى استغلال تلك المفاوضات للخلاص بجلدها مما سيصيب الايرانيين وجماعاتهم في لبنان". ونقلت الاوساط الشيعية عن قريبين من حسن نصر الله ومعاونيه تلميحات عن "ان نظام الاسد السوري يمر الان فعلا بمرحلة اعادة تقييم جذرية لمستقبل اوضاعه في المنطقة, وهو يحاول تهيئة الرأي العام السوري لتقبل فكرة العودة الى الحظيرة الغربية عن طريق عدم معارضة مفاوضاته مع اسرائيل الا ان قادة "حزب الله" لا يعرفون متى سيحدث الانقلاب السوري المنتظر لكنهم واثقون من حدوثه عاجلا ام اجلا لا محالة".

ويعتقد هؤلاء القادة في الحزب - حسب الاوساط الشيعية - ان "بشار الاسد - بنصائح متواصلة وحثيثة من قادة "حزب البعث" المخضرمين لم يعد يطالب بثمن باهظ لتحوله عن ايران والانفصال عنها والعودة الى الصف العربي الا ان كل ما يتمناه ويتوخاه هو ضغط اميركي حقيقي في بداية عهد اوباما على الاسرائيليين لانهاء احتلالهم لبعض الجولان حفاظا على ماء وجه النظام في دمشق وكي لا يتهم انه غير سلوكه بلا مقابل".

وقالت الاوساط ان حزب الله "يراقب عن كثب محاولات الاسد استدرار المصالحة من المملكة العربية السعودية والخليجيين الذين يعتقد انه بابتعادهم عنه بسبب تحالفه مع ايران فقد اهم عنصر داعم له لاعادة مد الجسور مع الاميركيين وان ذلك التحالف المرحلي مع طهران لم يجلب له سوى العزلة والحصار والعقوبات والاهمال من دون ان تكون له مكاسب مهمة او ضمانات لمستقبل النظام و"حزب البعث" بشكل عام توازي الضمانات التي قد يحصل عليها من الطرف الاخر".

 

ديبلوماسي خليجي دعاه لنهي فرنجية وعون عن مهاجمة المملكة

سليمان لمس الفارق بين زيارتيه الرياض وطهران: إيران تخرب لبنان والسعودية تعيد إعماره

لندن- كتب حميد غريافي:السياسة

دعا ديبلوماسي خليجي في لندن الرئيس اللبناني ميشال سليمان الى "كبح جماح صديقيه الحميمين سليمان فرنجية وميشال عون عن التحامل على المملكة العربية السعودية التي استقبلته بالترحاب والمودة بعدما كانت أكبر المتحمسين لدعمه في الوصول الى كرسي الرئاسة اللبنانية, وأكبر المساهمين في اعادة إعمار لبنان واخراجه من محنته المالية والسياسية والعسكرية والاقتصادية والامنية في الوقت الذي كان فيه خصومها من عرب وفرس يغامرون مع العدو الاسرائيلي ويستجلبون على البلد الخراب والدمار اللذين حلا به في حرب .2006

واستغرب الديبلوماسي في العاصمة البريطانية ان تكون "حيادية الرئيس سليمان بلغت حدود صمته على الافتراءات التي يتعرض لها افضل صديق للبنان وهو المملكة العربية السعودية وأقوى داعم له داخلياً واقليمياً ودولياً والذي لولاه لما كان اتفاق الدوحة الذي اعاد تنظيم الحياة الدستورية في البلاد بانتخابه رئيساً للجمهورية وتشكيل حكومة ما يسمى ب¯ "الوفاق الوطني" والتدخل لدى الاميركيين والاوروبيين للافراج عن قرار تسليح الجيش اللبناني بأسلحة فاعلة ثقيلة وتعويم الاقتصاد بضخ أكثر من بليوني دولار خلال اقل من عامين لإزالة آثار ما خلفته حرب إسرائيل - "حزب الله".

ولفت الديبلوماسي نظر سليمان إلى "حقيقة ان إيران تخرب لبنان والسعودية تعيد إعماره".

وقال ل¯ "السياسة": لابد وان الرئيس اللبناني لمس الفارق الكبير في زيارتيه السعودية وإيران في تعاطيهما مع الملف اللبناني, اذ ان كل ما سمعه في الرياض لم يتجاوز حدود ابداء الدعم الكامل غير المشروط لعهده كي يستطيع لبنان استعادة زمام اموره الموجود معظمه الآن في ايدي حلفاء إيران وسورية, فيما لم يسمع من محمود أحمدي نجاد وعلي خامنئي سوى اشادات ب¯ "المقاومة" ودعم لها والتعبير الكلامي بتقديم مساعدة للجيش اللبناني مشروطة علناً بأن تكون "ضمن منظومة الستراتيجية الدفاعية" التي يطالب بها ربيبهما "حزب الله" لحماية سلاحه ومنظومته العسكرية التي لن تجر على لبنان سوى مزيد من الويلات".

وسأل الديبلوماسي "هل لبنان فعلاً بحاجة إلى أسلحة "دفاعية" مثل صواريخ ارض - جو لصد خروقات اسرائيل لأجوائه ولمراقبة عودة "حزب الله" الى جنوب الليطاني وتدفق السلاح الايراني عليه عبر الحدود السورية أم هو بحاجة فعلية لأسلحة "هجومية" في الداخل تمنع المغامرات العبثية وتعيد إلى الدولة والجيش حقيهما في بسط سيادتيهما على كامل اراضيهما التي تحول نحو ثلثها إلى مربعات أمنية يحظر عليهما دخولها او الاقتراب منها?

واضاف الديبلوماسي "اننا لا نستغرب ابداً ان يكون الرئيس سليمان ضحك في سره عندما أبلغه نجاد وخامنئي عن استعداد ايران لتزويد لبنان "بأسلحة دفاعية لمواجهة الإرهاب" فيما العالم بأسره يصنف بلدهما الفارسي في دائرة خانة هذا الارهاب ويضعها على لوائحه ويستعد لاجتثاثه قبل ان يتحول ارهاباً نووياً  هدفه اولاً واخيراً ليس اسرائيل التي تمتلك مئات القنابل الذرية وانما الدول العربية وخصوصاً الخليجية منها لفرض ايران نفسها شرطي المنطقة على المدى الطويل".

ودعا الديبلوماسي الخليجي الرئيس اللبناني إلى "استدعاء صديقيه فرنجية وعون لسؤالهما عن الأسباب الحقيقية وراء حملتيهما المستمرتين والموحى بهما من دمشق وطهران على المملكة العربية السعودية ومسؤوليها, المتذرعة بمزاعم الدعم المالي لحلفائها في الانتخابات النيابية اللبنانية المقبلة, وبالمقابل عن تدفق مئات ملايين "الدولارات النظيفة" ومئات اطنان الاسلحة والصواريخ من إيران الى "حزب الله" واليهما معاً".

 

 "حزب الله" يدرس نسف الحوار ... و"الطاشناق" يرفض الانجرار للمحور السوري - الإيراني 

بيروت - "السياسة": يدور نقاش داخل "حزب الله" حول جدوى الاستمرار في طاولة الحوار الوطني, بعد الموقف الهجومي الخطير الذي أطلقه الرئيس أمين الجميل حول سلاح الحزب الأحد الماضي, ودعت بعض القيادات لقلب الطاولة وإعلان وقف المشاركة في الحوار, كي لا يظن أحد في الداخل أو في الخارج أن الحزب في موقف ضعيف, وأنه يستجدي الشرعية لسلاحه ومقاومته. وتوافق قيادات أخرى على هذا الطرح ولكنها تتحفظ على قرار مقاطعة الحوار, لأن ذلك سيصب مباشرة في مصلحة الخصوم في قوى "14 آذار", ويضر خصوصاً بالحليف العماد ميشال عون الذي يجاهد حالياً لكي يبعد موضوع السلاح عن الحملة الانتخابية, ويركز على مواضيع أخرى مثل حقوق المسيحيين وصلاحيات نائب رئيس الحكومة وغيرها. وتوقع مصدر مطلع على أجواء "حزب الله" أن يصدر عنه موقف من الاستمرار في طاولة الحوار قريباً, ومن المرجح أن يكون تعليق المشاركة وعدم العودة إلى الطاولة إلا بشروط. وفي معلومات خاصة ل¯"السياسة", يدور سجال حاد داخل قيادة "حزب الطاشناق" حول الخيارات الانتخابية, وينقسم المسؤولون الكبار بين مؤيد لتكريس التحالف مع النائب ميشال المر, وبين متريث لجلاء الأمور. ويعتبر الجناح الأول أنه يجب التبرؤ في أسرع وقت ممكن من العلاقة مع العماد ميشال عون, إذ أن الأخير عندما قرر زيارة إيران ثم سورية, حسم خياره مع المحور السوري-الإيراني, وهذا ما لا يمكن أن يهضمه الأرمن اللبنانيون. وسعى هذا الجناح إلى استصدار موقف بهذا المعنى قبل ذهاب عون إلى سورية, ولكن اعترافات من الجناح الآخر, عطلت ذلك موقتاً. ويصر الجناح الأول على موقفه هذا, مذكراً الجناح الثاني, بأن أخذ الطاشناق إلى المحور السوري-الإيراني سيؤدي إلى انشقاق آخر في الحزب, أو انضمام قسم منه إلى الحركة المنشقة عنه منذ عامين.

 

الرئيس السنيورة يلتقي بان كي مون ومحمود عباس ورئيس الوزراء المغربي

الامين العام للامم المتحدة: المحكمة باتت على السكة وستنطلق مطلع آذار

وطنية-30/11/2008 (سياسة) أجرى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، جولة مباحثات، مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في مقر إقامة الأخير، في فندق "شيراتون" في الدوحة، بحضور الوزراء: نسيب لحود، تمام سلام ، ريمون عودة، السفير اللبناني في قطر حسن سعد، والمستشارة رولا نور الدين.فيما حضر عن الجانب الأممي ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليمز والأمين التنفيذي للأسكوا بدر الدفع، وعدد من المستشارين.

بعد لقاء دام ساعة كاملة، صرح الأمين العام قائلا: "أنا سعيد جدا باللقاء الجيد جدا الذي أجريته مع الرئيس السنيورة، والذي سرت معه سويا وبكل تقارب من أجل تحقيق السلام والاستقرار والازدهار للبنان ولكل المنطقة أيضا. واليوم يسعدني أن أعلن أن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان باتت على السكة، من أجل الانطلاق عمليا في الأول من آذار من العام 2009".

اضاف:" وقد تناقشت مع الرئيس السنيورة في الأوضاع القائمة في لبنان حاليا، ولمست رضى لبنانيا تجاه هذا الموعد المحدد، لانطلاق المحكمة. وقد توافقنا على أن انطلاق عمل المحكمة، يشكل خطوة إلى الأمام، وذات مغذى مهم بالنسبة لوضع حد للإفلات من العقاب. ونحن نأمل أن يصادق مجلس الأمن على هذه الخطة، وهذا سيكون خطوة نحو زخم قوي لمرحلة انتقالية، تبدأ مطلع كانون الثاني من العام 2009، ينتقل خلالها فريق عمل لجنة التحقيق الدولية تدريجيا إلى لاهاي، وهذا يؤكد أنه لن يكون هناك أي توقف لعمل لجنة التحقيق. كما أن الأمم المتحدة أحرزت تقدما مهما في التحضير لهذه المرحلة الانتقالية من خلال المفرزة السباقة، التي أرسلتها إلى لاهاي، ومن خلال العمل الإداري. وأنا أتقدم بالشكر في هذه المناسبة لكل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، على دعمها المادي السخي لانطلاق عمل المحكمة الدولية، ونأمل الحصول على دعم مستمر من هذه الدول بما يؤمن استمرار المحكمة وإبقائها في وضع مالي قوي".

الرئيس السنيورة

أما الرئيس السنيورة فقال: "لقد كان لنا اجتماع جيد وموفق مع سعادة الأمين العام، وأود أن أنتهز هذه المناسبة، لأشيد بالتعاون الكبير والبناء الذي يوليه للقضايا اللبنانية المحقة، ولا سيما في مسائل عدة، أحدها المحكمة الدولية. وكما ذكر سعادته، فإن الأمور تجري على ما يرام وبسرعة متزايدة، من أجل أن تبدأ هذه المحكمة أعمالها، مطلع شهر آذار القادم، وأن هناك خطوات تجري لكي يتحول المحقق الدولي، إلى وظيفته كمدع عام في ذلك الوقت. ونحن نرحب جدا بهذا الأمر وليس لدينا فيه أي مانع، بل على العكس نعتبرها خطوة هامة على طريق بدء عمل هذه المحكمة، وأن يتوقف لبنان من أن يكون بلدا، ترتكب فيه الجرائم ولا يحصل فيه مرتكب هذه الجرائم، على العقاب الذي يستحق. نحن متهمون بهذا الأمر لأننا نريد أن ننأى بشعبنا اللبناني، عن أن يكون باستمرار، تحت طائلة الأعمال الإرهابية، التي تعرض لها عدد كبير من اللبنانيين على مدى سنوات طويلة".

اضاف:" نحن نرحب بهذه الخطوة، ونأمل أن تباشر هذه المحكمة أعمالها، في الوقت المحدد لها، ومجلس الوزراء كان اجتمع قبل أيام قليلة ووافق على أن يتوجه إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بموقف مرحب بهذه الخطوة حتى يتولى المحقق العدلي مركزه كمدع عام.مرة أخرى أشكر سعادة الأمين العام وأشكر أعضاء مجلس الأمن الدولي الدائمين منهم وغير الدائمين، وأشكر جميع الذين شاركوا في التهميد لإنشاء هذه المحكمة من خلال إسهاماتهم الهامة على الصعيد المالي، لكي تستطيع هذه المحكمة أن تأخذ دورها".

سئل: هل جرى البحث في موضوع مزارع شبعا وقرية الغجر؟

أجاب: نعم جرى البحث المعمق في هذا الشأن، وقد بيّنا أن لبنان لديه قضايا محقة أكان بالنسبة لمزارع شبعا، التي ما زلنا نطالب بأن يصار إلى أن تقدم جميع الدول المعنية كافة الخرائط والمعلومات المتعلقة بشأنها، حتى يصار إلى تحديد هذه المزارع، وبالتالي يتم الترسيم. وكلنا يعلم أن الترسيم لا يحتاج إلى النزول إلى الأرض، بل إلى عمل على الخرائط، وهذا يمكن أن يتم. هذا الأمر بالنسبة لنا قضية أساسية لإثبات حق لبنان وأن هذا الاحتلال الإسرائيلي لمزارع شبعا، هو احتلال يناقض القرار 425 والقرار 1701. أما بالنسبة لموضوع قرية الغجر، فهذا أيضا مخالفة واضحة وصريحة وفاضحة للقرار 1701، وتعلمون أن إسرائيل عندما انسحبت في العام 2000 من لبنان، انسحبت أيضا من الجزء الشمالي من قرية الغجر، لكنها عندما عادت واحتلت أقساما من لبنان في العام 2006 عادت إلى احتلال تلك المنطقة، شمالي الخط الأزرق، مخالفة القرار 1701. ونحن نطلب من إسرائيل الانسحاب. وعندما اقترحت الأمم المتحدة تدبيرا معينا، يؤدي إلى انسحاب إسرائيل وأن تتولى قوات الأمم المتحدة الإشراف على تلك المنطقة، عبّرنا عن موافقتنا ضمن التدابير التي تحفظ سيادة لبنان على تلك الأرض، ولكننا لم نحصل بعد على جواب، ولكن نتابع بالتعاون مع الأمم المتحدة، كل الخطوات التي تؤدي إن شاء الله إلى تحقيق هذا الغرض.

سئل: متى تتوقعون صدور أول قرار اتهامي للمحكمة الدولية؟

أجاب: لا أود أن أقوم بأي توقعات، ولكني آمل أن يقوم المحقق بدوره، في ضوء كل ما تجمع لديه من معلومات، وكل الخطط التي وضعها، ونعتقد أن عليه أن يسير بالسرعة القصوى من أجل البت بكل ما تحقق لديه من معلومات. علينا ألا نتدخل مطلقا في عمل المدعي العام للمحكمة وإلا سيكون عملا غير قانوني، وموقفنا هو أننا نريده أن يقوم بهذا العمل امس قبل اليوم، لكني لا أستطيع أن أتوقع شيئا.

الرئيس الفلسطيني

وكان الرئيس السنيورة استقبل ظهر اليوم في مقر إقامته في فندق "لا سيغال" في الدوحة، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ، على رأس وفد ضم رئيس "دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية" الدكتور صائب عريقات، الناطق عن الرئاسة نبيل أبو ردينة، المستشار ياسر عباس والسفير الفلسطيني في قطر منير غنام. فيما حضر عن الجانب اللبناني أعضاء الوفد المرافق وهم الوزراء: نسيب لحود، تمام سلام وريمون عودة، بالإضافة إلى سفير لبنان في قطر حسن سعد والمستشارة رولا نور الدين.

بعد اللقاء تحدث عباس فقال: "تشرفت اليوم بلقاء الرئيس السنيورة وتحدثنا في مختلف القضايا التي تهمنا وتهم أخواننا في لبنان، ولا سيما المسيرة السلمية وإلى أين وصلت، وكذلك المصالحة الوطنية الفلسطينية وما جرى مؤخرا في الجامعة العربية وفي اجتماعات اللجنة الرباعية. فإخواننا اللبنانيون من حقهم علينا أن نضعهم في صورة ما يحصل. كما شكرنا الرئيس السنيورة على قرار الحكومة اللبنانية، فتح سفارة لدولة فلسطين في لبنان".

سئل:هل من رسالة معينة توجهونها إلى اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات اللبنانية؟

أجاب: موقفنا منذ ثلاث أو أربع سنوات، أن الفلسطينيين في لبنان ضيوف مؤقتون في هذا البلد، وعليهم أن ينصاعوا للقانون اللبناني وأن يلتزموا به في كل مجالات الحياة، بما في ذلك موضوع السلاح. نحن بإمرة الحكومة اللبنانية وما تقوله نلتزم به، ولا نقبل بأن تكون هناك بؤر بعيدة عن سيادة الدولة اللبنانية على الأراضي اللبنانية.

الرئيس السنيورة

أما الرئيس السنيورة فقال: "أنا سعيد جدا أن ألتقي بالرئيس عباس، هنا للتشاور في كثير من الأمور، التي تتعلق بقضايانا ولا سيما القضية العربية الأولى، وهي القضية الفلسطينية، في هذه الزحمة من المتغيرات في العالم. وقد تشاورنا في أكثر من أمر مع الرئيس عباس، وما قاله الرئيس عباس هو القول الفصل".

رئيس الحكومة المغربية

كذلك التقى الرئيس السنيورة رئيس الوزراء المغربي، عباس الفاسي الفهري، في فندق شيراتون بالدوحة، بحضور الوزير نسيب لحود، سفير المغرب في قطر عبد العظيم التبر، مدير "الوكالة المغربية للتعاون الدولي" السفير عبد القادر الأنصاري، سفير لبنان في قطر حسن سعد والمستشارة رولا نور الدين، وكان بحث في آخر التطورات في لبنان والمنطقة، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية وسبل تفعيل التعاون بين الدولتين.

المتحف الإسلامي

ومساء، زار الرئيس السنيورة، ترافقه عقيلته السيدة هدى والوزراء: لحود وسلام وعودة، متحف الفن الإسلامي، حيث اطلعوا على أقسامه ومحتوياته.

 

اسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الاحد 30 تشرين الثاني 2008

النهار

يقول سياسيون قادمون من الولايات المتحدة الاميركية ان ادارة الرئيس اوباما الجديدة سوف تعالج الازمة مع سوريا وايران بتقديم الجزرة والعصا معاً.

اقترح نواب وضع اكاليل على ضرائح شهداء الاستقلال الثاني عام 2005 بدءاً بالرئيس رفيق الحريري مثلما توضع اكاليل على ضرائح ابطال استقلال 1943.

عشية زيارة النائب ميشال عون لدمشق سألت محطة "أو. تي. في" وزير الاعلام السوري عن سبب عدم اعتماد بلاده خيار المقاومة في الجولان فأجاب ان سوريا تعتمد خيار الديبلوماسية، نظراً الى وجود اتفاق فك اشتباك مع اسرائيل في الجولان... وان كل الخيارات مفتوحة لاحقاً.

البلد

حسم "التيار الوطني الحر" اختيار مرشحه للانتخابات عن دائرة بيروت الأولى، وهو نجل وزير سابق ومن عائلة بيروتية راقية.

اعتبرت مصادر دبلوماسية ان "التمديد لقوات اليونيفيل في الجنوب حتى نهاية العام 2009 هو تأكيد على استمرار ضبط المنطقة بغطا? دولي وإبقا? 1071 الـ على قيد الحياة".

دارت مناقشات مستفيضة عند دراسة التداخلات في الحدود الشرقية وصل الى حد ابراز خطورة وجود عشرات الأنفاق السرية التي تسمح بتنفيذ عمليات تهريب مختلفة.

المستقبل

توقعت أوساط مراقبة أن تؤدي زيارة رئيس تيّار سياسي لدولة مجاورة إلى قبوله حمل "ودائع" في لوائحه الانتخابية يرفض حملها الآن.

تؤكد دراسات وإحصاءات أجراها مستقلون انّ نتائج الانتخابات النقابية والطلابية تعكس واقع الحال القائم فعلياً وخصوصاً في الشارع المسيحي.

احتجّ وزيران من 8 آذار لدى مناقشة بند فتح سفارة لفلسطين في لبنان، على قول أحد الوزراء انّ كل الدول العربية اعترفت بمثل تلك السفارات، وقالا بصوت واحد "انّ سوريا لم تقبل بهذه السفارة حتى الآن".

 

البطريرك صفير ترأس قداس الاحد والتقى وفودا وشخصيات: لسنا وحدنا أسياد العالم بل الله هو سيده المطلق

ما نشهده عندنا وفي العالم لا يدل على أننا نحترم ارادة الله ونعمل بمقتضاها وهذا خطأ فادح

وطنية-30/11/2008 (سياسة) ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير قداس الاحد في الصرح البطريركي في بكركي عاونه فيه المطران شكر الله حرب والقيم البطريركي العام الخوري جوزف البواري، في حضور حشد من المؤمنين.

بعد الانجيل المقدس القى البطريرك صفير عظة بعنوان:"ليتقدس اسمك، ليأت ملكوتك"، تابع فيها شرح هاتين العبارتين من صلاة الابانا، كما ورد في كتاب قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر وهذا نصها: " يذكرنا أول طلب من الأبانا بالوصية الثانية من وصايا الله :" لا تنطق باسم الرب الهك باطلا ". ولكن ما هو اسم الله ؟ عندما ندعوه، تحضر أمامنا صورة موسى الذي يرى في الصحراء عليقة ملتهبة دون أن تحترق. فاقترب بداعي الفضول ليرى عن كثب هذا الحدث العجيب، غير أن صوتا ناداه من وسط العليقة، وهذا الصوت قال له : " أنا اله أبيك، اله ابراهيم، اله اسحق، اله يعقوب". ان هذا الاله أرسله الى مصر في مهمة، وهي اخراج شعب اسرائيل من مصر، وقيادته الى أرض الميعاد. كان على موسى، باسم الله، أن يطلب من فرعون تحرير اسرائيل.

غير أنه كان، في عالم ذلك الزمن، آلهة كثيرة. فسأل موسى الله اسمه، الاسم الذي بواسطته يمكن الله أن يبرر سلطته الخاصة تجاه الآلهة الأخرى. ان فكرة اسم الله كانت اذن جزءا من عالم يعج بالآلهة، حيث كان على الله أن يطلق اسما على ذاته. ولكن الله الذي نادى موسى كان حقا الله. ان الله بالمعنى الحصري، الحقيقي، لا وجود له بالجمع. أن الله من طبعه واحد. لهذا لا يمكنه أن يدخل عالم الآلهة كواحد منها، ولا يمكنه أن يمتلك اسما بين أسماء أخرى".

اضاف: "فجواب الله هو في الوقت عينه كان رفضا وقبولا. فقال عن نفسه ببساطة: "انا هو الذي هو" فهو كائن، ويكفي. وهذا الجواب هو في وقت معا اسم وفقدان اسم. وكان من العدل ألا تلفظ في اسرائيل تسمية الله لذاته المعروف بكلمة يهوه، وألا تنحط بحيث تصبح نوعا ما اسما صنميا. ولم يكن من العدل في شيء، أن يكتب، في ترجمات التوراة الحديثة، كسائر الأسماء، هذا الاسم الذي بقي دائما بالنسبة الى اسرائيل عجيبا لا يلفظ ، وأن يقلل من شأن سر الله الذي لا صور له ولا أسماء تلفظ،، وأن يستخف به بحيث يحشر في تاريخ الأديان العام".

وتابع:" ويبقى أن الله لم يرفض ببساطة طلب موسى ، ولكي نفهم اقحام الاسم العجيب، وغياب الاسم، علينا أن نفهم ما هو معنى الاسم. يمكننا أن نقول ببساطة: ان الاسم يخلق امكانية الدعوة والتسمية. فهو يخلق صلة. عندما سمى آدم الحيوانات، هذا لا يعني أنه عبر عن طبيعتها، لكنه وضعها في خانة عالمه البشري بحيث يصبح بامكانه أن يسميها. انطلاقا من هذا الواقع، نفهم وجهة اسم الله الايجابية : ان الله يخلق علاقة بيننا وبينه. وهو يتصرف بحيث يكون بامكاننا أن ندعوه، ويدخل في علاقة معنا، ويسمح لنا يأن نكون على علاقة به. فهذا يعني أنه يدخل، بطريقة أو باخرى، في عالمنا البشري. فقد أصبح قريب المنال، ومن جراء ذلك قابلا للعطب. فهو يخاطر بالعلاقة، ويخاطر بأنه معنا".

وقال:" ان ما يصل الى كماله في تجسده، يبدأ باطلاق الاسم. ولدى دراسة صلاة يسوع الربية، نرى في الواقع أن يسوع يقدم ذاته على أنه موسى الجديد: "لقد عرفت الناس باسمك" . وان ما بدأ مع العليقة الملتهبة في صحراء سيناء، تم مع عليقة الصليب المتوهجة. وبابنه الذي صار انسانا، يمكننا أن نقول ان الله أصبح من الآن وصاعدا قريب المنال. فهو جزء من عالمنا، وقد جعل ذاته نوعا ما بين أيدينا.

نفهم اذ ذاك ما معنى طلب تقديس اسم الله. ويمكننا، بعدئذ، ان نسيء الى استعمال اسم الله، وأن نلطخ الله ذاته. ويمكن استعادة اسم الله، ولكن صورة الله تكون قد تشوهت. وبقدر ما يضع الله ذاته بين أيدينا، بقدر ذلك يمكننا أن نكسف نوره. وكلما اقترب، أمعنا في الاساءة اليه بحيث يضحي غير معروف. ان مارتان بوبير كان يقول عندما نرى امتهاننا المخجل لاسم الله ، نفقد كل شجاعة لتسميته. ولكن الاحجام عن تسميته يضحي رفضا أكبر لمحبته التي تأتي الى لقائنا. أكد بوبير أنه ليس بامكاننا الآ ان نجمع، باحترام كبير، خرق الاسم الملطخ، ونحاول أن ننقيها. غير أنه يستحيل علينا ذلك وحدنا. ولا يمكننا الآ أن نسأله الأ يسمح بانطفاء اسمه في هذا العالم".

اضاف:" نسأله أخيرا أن يهتم بذاته بتقديس اسمه، وبحماية السر العجيب من أجلنا، ما دام أصبح في متناولنا، وما دامت هويته الحقيقية تخرج دوما من التشويه الذي نتسبب به، ومثل هذا الطلب هو بالنسبة الينا كفحص ضمير كبير: كيف أعامل اسم الله المقدس؟ هل أقف في خوف احترامي أمام سر العليقة، أمام لغز قربه الذي لا يسبر غوره، حتى أضحى حاضرا في سر القربان الذي بواسطته وضع نفسه بين أيدينا ؟ هل أسهر لئلا يجر الله معنا في قداسته في الوحول، بل أن يرفعنا الى مقام طهارته وقداسته.

ليأت ملكوتك

إنا ، ونحن نفكر بالطلب الخاص بملكوت الله، نستذكر ما سبق لنا أن استطعنا أن نقوله بما خص عبارة " ملكوت الله". إنا نعترف، بهذا الطلب، بأولوية الله. وحيث لا يكون الله، ما من شيء يكون حسنا. الانسان يسقط ويسقط العالم معه. وبهذا المعنى يقول الرب لنا:" اطلبوا أولا ملكوت الله وبره، وما تبقى تزادونه". هذه الكلمة تضع درجة أولويات للعمل البشري، ولمواقفنا اليومية.

فما من أحد يعدنا ببلد فيه سعادة، جزاء تقوانا وطمعنا المبهم في ملكوت الله. وما من أحد يبهرنا بعالم كامل كما بسراب مجتمع دون طبقات، عالم يهبط علينا تلقائيا، حيث كل شيء يكون حسنا، لأنه لن يكون هناك ملكية خاصة. ان يسوع لا يصف لنا وصفات بهذه السهولة. لكنه يضع، وهذا ما سبق لنا أن قلناه، أولوية رئيسية لكل شيء : "ملكوت الله" يعني " ربوبية الله". وهذا يعني أننا نقبل بأن تؤخذ ارادته كمعيار. وهذه الأرادة تخلق العدالة التي تتضمن أننا نعترف بشرعية حق الله، وبأننا نجد فيها معيار الحق العادل بين الناس".

وتابع:"ان نظام الأولوية الذي يرشدنا اليه يسوع هنا يذكرنا برواية صلاة سليمان الأولى بعد اعتلائه العرش، كما جاء في الكتاب المقدس. وتقول الرواية ان الله تراءى في الحلم للملك الشاب، وأنه قدم له الاجابة على احد أسئلته. وهذا حلم البشرية التقليدي. ماذا طلب سليمان؟ "هب عبدك قلبا فهما ليحكم بين شعبك ويميز بين الخير والشر" . ان الله امتدحه، لأنه لم يطلب - وهذا كان سهلا - الغنى ، والحظ،، والمجد، أو موت أعدائه، أو حياة طويلة ، بل ما هو حقا جوهري: قلبا مطيعا، وقدرة على تمييز الخير من الشر. ولذلك أعطي سليمان، علاوة على ذلك، ما تبقى .

عندما نسأل اتيان "ملكوتك" ( وليس ملكوتنا) يريد الرب أن يقودنا من وجه الدقة الى هذه الطريقة من الصلاة، وترتيب الأفضلية في تعاملنا. يجب أن نتحلى قبل كل بقلب طيع، لكي يملك الله، ولا نملك نحن. ان ملكوت الله يأتي من خلال قلب طيع. هذه هي طريقه. ولذلك علينا أن نصلي دون انقطاع.

اضاف:"انطلاقا من التقائنا المسيح، يتعمق هذا الطلب ويتجسد. لقد رأينا أن يسوع هو ملكوت الله بشخصه. وحيثما يكن، يكن "ملكوت الله". ان طلب القلب الطيع أصبح الطلب بغية الاشتراك مع يسوع، والطلب بأن نكون أكثر فأكثر واحدا معه . انه طلب اتباعه حقا، الذي أصبح مشاركة، ويجمعنا جسدا واحدا به. راينهولد شنايدرأعرب عن هذه الفكرة بقوله قولا آسرا:" ان حياة هذا الملكوت هي مواصلة حياة المسيح في أتباعه، عندما لا يتغذى القلب بقوة المسيح الحية، ينتهي هذا الملكوت. وعندما يتأثر القلب بها، ويتغير بها، يبدأ .ان جذور الشجرة التي لا تطال تسعى الى ولوج قلب كل من الناس. الملكوت هو واحد. وهو يقوم في الرب، الذي هو حياته، وقوته، ومركزه." طلب ملكوت الله يعني القول ليسوع: اجعلنا لك، يا رب. ادخل فينا، احي بنا. اجمع بجسدك البشرية المتفرقة لكي يكون كل ما فيك خاضعا لله، ولكي تتمكن من أعطاء الكون للآب، وهكذا يكون الله كلآ في الكل".

وختم بالقول:" ان شرح الأبانا ينطوي على معان سامية علمناها الرب يسوع. والمطلوب اولا تقديس اسم الرب، وثانيا مجيء ملكوته الينا والى العالم. وبذلك نعترف بأننا لسنا نحن وحدنا أسياد العالم، بل الله هو سيده المطلق. وهو من ترك لنا، بما أعطانا من عافية وعقل وارادة، أن نخضع هذه الأرض، ونستغلها لخيرنا وخير البشرية جمعاء. ويبقى علينا أن نحترم اراداته في ما أعطانا من نعمه وخيوره.

وان ما نشهده عندنا وفي العالم لا يدل على أننا نحترم ارادة الله ونعمل بمقتضاها، ولسنا نقدس اسمه، ولا نتصرف كأننا نؤمن بمجيء ملكوته. وهذا خطأ فادح. وقانا الله شر المصير".

استقبالات

وبعد القداس، التقى البطريرك صفير وفدا من "الجمعية الجغرافية - السياسية" في باريس برئاسة البروفسور جان باستيه وعضوي عمدة باريس جان - بيار لو كوك وجان -روبير بيت، كلود فورتويه، ميشال دانيو والباحث اللبناني في العلوم السياسية حكمت بيهم.

وقدم الوفد لغبطته "الميدالية الكبرى للجمعية" و "براءة عضوية الشرف"، تقديرا لعطائك يا صاحب الغبطة وللجهود التي تبذل لتعزيز العلاقات الإنسانية والتاريخية بين لبنان وفرنسا، كما قال باستيه.

ورد البطريرك صفير على ما قاله باستيه، شاكرا للوفد مشقة الزيارة، و"اللفتة الكريمة التي خصيتمونا بها، منوها بالعلاقات الإنسانية والتاريخية التي تربط لبنان وفرنسا، متوقفا في محطة العلاقة التاريخية التي تربط البطريركية المارونية بفرنسا، مشددا على ان التاريخ والجغرافيا لا ينفصلان، فكيف بالعلاقة التاريخية التي تجمع البلدين"؟. والتقى البطريرك صفير بعد ذلك رئيس مجلس إدارة مستشفى البوار الحكومي الدكتور شربل عازار، الذي وضع غبطته في آخر المستجدات لعمل المستشفى، رئيس فرع مخابرات جبل لبنان العقيد ريشار حلو، رئيس مكتب مخابرات كسروان العقيد الركن جوزف قرعة،اعضاء كورال الشاوية، عين التفاحة، بحرصاف الذين خدموا القداس بقيادة ايلي العلم.

كما استقبل البطريرك صفير الزميل منير الحافي الذي قدم له نسخة عن كتابه "السعودية للبنان.. قلوب وسواعد"، يتضمن محطات عن العلاقات اللبنانية - السعودية. وقد وقع الزميل الحافي كتابه للبطريرك بعبارة "الى بطريرك المسيحيين وحبيب المسلمين".

وظهرا، إستقبل البطريرك صفير مستشار رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وممثله في المنظمة الفرنكوفونية الدكتور خليل كرم. ثم وفدا من جامعة سبالينزا الإيطالية وعرض معه للعلاقات الثقافية بين البلدين، والمنح التي تقدمها الجامعة الى الطلاب اللبنانيين المتفوقين في إطار التبادل الثقافي القائم بينها وبين عدد من الجامعات اللبنانية. كما إستمع الوفد من البطريرك لوجهة نظره بالنسبة للواقع اللبناني على الصعد الكنسية والوطنية والإجتماعية.

 

"الكتائب": أين قرأ حزب الله في خطابنا اننا دعاة حرب واين قرأ التعصب؟ ان قرأوا ولم يفهموا فهذه مصيبة وان فهموا ويستمرون باتهامهم فهذه مؤامرة

وضع الكلام الحق في سلة الخطب الانتخابية هو من شيم من يخونون شركاءهم في الوطن

وطنية - 30/11/2008 (سياسة) صدر عن مجلس الاعلام في حزب الكتائب اللبنانية البيان التالي: "طالعنا حزب الله، وبعد تريث كما ادعى، ببيان ضمنه كالعادة سلسلة من افتراءاته التي بات يوزعها على من يطالب باسترجاع وطنه، وما حصل في الجامعات لا يحتمل تريثا، فهو نموذج عما يدور في الوطن في غفلة عمن اهتماماته في الخارج.

لقد اتهمنا اكثر من مرة بأننا تقسيميون ونسترجع في خطابنا لغة الحرب، وما اقلقنا ان هذه الاتهامات تأتي من جهة تدعي القراءة الجيدة، فإذا بها لا تقرأ الا في قاموسها هي. يقولون اننا دعاة حرب فأين قرأوها في الخطاب؟ افي عبارة: "ان استراتيجية الدفاع الحقيقية هي عمليا استراتيجية سلام لا استراتيجية حرب".

واين قرأوا التعصب؟ افي عبارة: "بنبذ التطرف والتعصب، بالتآلف الحضاري وإحترام بعضنا للبعض الآخر. إن كنا مستعدين لهذه التضحيات الواجبة، فهلموا نتحد". هل الوحدة والسلام هما عنوانان باتا يهاجمان في لبنان؟ ان كانوا قرأوا الخطاب ولم يفهموه، فهذه مصيبة. وان فهموه ويستمرون في اتهاماتهم، فهذه مصيبة اكبر، لا بل مؤامرة. اما فيما يتعلق بالجامعات، فان احترام المناسبات الوطنية كتلك التي استشهد فيها فارس شاب مثل الأمل في وطن قرر استعادة زمام عزته لا يكون بتمزيق صوره بشكل جبان وبنفس الوحشية التي قتل فيها، لتلصق عليها صور اخرى وبشكل اقل ما يقال فيه انه مشبوه. ولم يكن تكرار المحاولة في اكثر من جامعة، وعلى امتداد اسبوع بكامله، الا محاولة لتمرير خطة مجرمة ترمي الى تأليب الفتنة بين ابناء الطائفة الواحدة، لكنها فشلت في تحقيق هدفها، وما البيانات المتأخرة الا استلحاق لهدف افشله الشباب بحكمتهم وبحماية القوى الأمنية.

ان وضع الكلام الحق في سلة الخطب الانتخابية انما هو من شيم من يخونون شركاءهم في الوطن ويوجهون اليهم تهم العمالة والتبعية، ومن ثم يستجدون الحوار والتهدئة في سبيل امرار مخططاتهم الخارجية. واذا كنتم تعتبرون ان خطاب الكتائب اللبنانية يهدف الى استمالة عطف محايد، فهو اعتراف منكم بأن الكثيرين من ابناء الوطن المحايدين وغير المحايدين انما يرفضون جهارا وعلانية مشروعكم لإضعاف الدولة وتعويم دويلتكم، ولن يترددوا في التعبير عن رأيهم، وسلاحكم وتخوينكم لم ولن يخيفهم. اما نحن وحلفاؤنا فبخير ولا تفرقة بيننا ومتفقون على الثوابت والقيم، واكثر من ذلك، اننا نرحب بشركاء الماضي فيما بيننا ان هم عادوا الى الوطن، وهذا لن يتأخر، وما النتائج التي صدرت في الجامعات اللبنانية الا تأكيد على ما نقوله، وهي السبب الحقيقي لما يجري في الجامعات من استفزازات وتحامل على من لم يخف من التعبير عن رأيه. وفي النهاية، ان الحقيقة لم تصدر يوما الا عن الشباب الجامعي الأبي الذي بقي في وطنه وتحمل الاحتلالات على انواعها في اصعب الظروف. كان وبقي ولن يرحل وسيبقى درسا في الوطنية، ومن جامعته التي طالما حضنته سيتخرج ليكون مرفوع الرأس، طبيبا في مستشفاه، ومدرسا في مدرسته ومقاوما من جديد متى نادى الوطن".

 

قداس عن نفس الشهيدين بيار الجميل وسمير الشرتوني في شرتون - عاليه

وكلمات جددت "العهد على النضال الحثيث لرفعة الكتائب وبقاء لبنان"

وطنية - 30/11/2008(سياسة) أقام حزب "الكتائب اللبنانية" - اقليم قضاء عاليه قداسا احتفاليا لراحة نفس الشهيدين بيار امين الجميل وسمير الشرتوني، في قاعة كنيسة مار شليطا في بلدة شرتون، لمناسبة مرور عامين على استشهادهما.

حضر القداس والدة الشهيد بيار جويس الجميل وزوجته باتريسيا وشقيقته نيكول، المستشار الخاص للرئيس اميل الجميل لشؤون منطقة الجبل فادي الهبر، عضو المكتب السياسي الكتائبي ميشال مكتف، محافظ الشوف وعاليه في حزب الكتائب سامي بجاني، عائلة الشهيد سمير الشرتوني، مسؤول اقليم عاليه الكتائبي المهندس جهاد الشرتوني ورفاق الشهيد واهالي البلدة وحشد كبير من الحضور.

وقد ترأس القداس كاهن الرعية الاب يوسف مبارك . ثم ألقى عظة قال فيها:" بيار وسمير عندما ألفظ هذين الاسمين على هذا المذبح لا أصدق انهما غادرانا الى ربهم وان التردد الداخلي هو علامة لاننا نحن المسيحيين نعيش على علامات تعطى لنا من السماء، علامة لوجود نفسين في مكان أفضل مما كانوا فيه بالنسبة لايمانهم الذين عاشوا عليه".

جهاد الشرتوني

ثم القى جهاد الشرتوني كلمة قال فيها:" سنتان مرتا على رحيل الشيخ بيار وسمير والكل لا يكاد يصدق رحيلهما، فالفاجعة على جللها وان نالت من جسديهما فان روحهما الطاهرتين أمستا في كل منا دفعا لا يهدأ يحثنا على متابعة المسيرة ويوقظ فينا دوما مكامن العزم والمروءة، فترانا نجدد العهد في كل لحظة على النضال الحثيث لرفعة الكتائب وبقاء لبنان".

جوزف الشرتوني

وألقى الزميل جوزف الشرتوني كلمة باسم البلدة فقال:" بئس زمن يفرخ أقزام زعماء، ولدوا اليوم فيما يحدثونك عن نضال الامس، عن تاريخهم عن عرق جبينهم وشهدائهم وصمودهم وقوتهم ودمائهم ووجودهم وقضيتهم وملاحقاتهم واستنباط الحلول الخارجية وصدح خطاباتهم المتحدة، وعن عصاهم التي ضربت البحر عند شواطىء فرنسا وعن تحريرهم ، لهم نقول خداع البعض لا يغير الزمن ولا يزور الحقائق، فالتراب يخضوضر بالارزة التي تتكلم بلغة التاريخ لا بلغة التفشيخ والتفخيخ".

 

ابو جمرا في العشاء السنوي الاول لمنسقية الكفير في "التيار الوطني": ناضلنا معا حتى تحققت السيادة وهزمت اسرائيل بنضال المقاومة وجهادها

وطنية- 30/11/2008 (سياسة) أقامت منسقية الكفير في "التيار الوطني الحر" العشاء السنوي الأول بمناسبة مرور سنة على تأسيسها، برعاية رئيس التيار العماد ميشال عون ممثلا بنائب رئيس الحكومة اللواء عصام ابو جمرا، على نبع الحاصباني، في حضور النواب: علي حسن خليل، قاسم هاشم وانور الخليل، ممثلين عن الأحزاب "السوري القومي الإجتماعي"، "الديموقراطي اللبناني"، "حزب الله" وحركة "امل"، قائمقام حاصبيا وليد الغفير الى حشد من المحازبين والمواطنين.

وقال اللواء ابو جمرا في كلمته: "أريد أن أبدأ كلامي في هذه المناسبة بتوجيه تحية إكبار وتقدير الى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورؤساء أحزابنا على جهودهم الكبيرة ونضالهم ونجاحهم في نقل لبنان من ساحة حرب الغير على أرض لبنان ، الى لبنان يحترمه الغير ويخشاه لا بل يحسب له ألف حساب. كما أريد أيضا أن انقل لكم بصورة خاصة تحية العماد عون ومحبته وتصميمه على رفعة لبنان وعزته، أينما كان وأينما حل".

اضاف:" إسمحوا لي بالقول ان التيار الوطني الحر قيادة وكوادر من رواد السيادة والحرية وعشاقها. جاهدنا من أجلها منذ نشأتنا، قاتلنا في السبعينات والثمانينات ونفينا وإضطهدنا في التسعينات، وناضلنا معكم من الخارج وسوية في الداخل، حتى تحقق التحرير في ال2000، وتحققت السيادة في ال2005، وهزمت إسرائيل في ال2006 بنضال المقاومة وجهادها، فأمام شهداء السيادة والتحرير ، ننحني ولأبطالها الإحترام والتقدير".

وتابع:" ونحن في هذه المنطقة وأينما كنا في لبنان، رواد التوافق والعيش المشترك ورواد التغيير والإصلاح في أي مؤسسة وجدنا، وفي أي عمل قمنا ونقوم به. والعماد ميشال عون ليس ساحرا، لكن صوته يدوي، وصوت حلفائه يدوي، أن صوت الحق يدوي، ويجعل الأخصام يرتعدون ويرضخون. لكن ولأكون واقعيا وصريحا كعادتي أقول لكم، إننا في هذه المنطقة وبصورة خاصة قضاء حاصبيا منسيين ومهملين: مجلس الإنماء والأعمار هواه شمالي، وهيئة الإغاثة هواها شمالي، والهيئات الأخرى في غير إتجاه، وتتساؤلون لماذا أنا ثائر على هؤلاء؟ تفضلوا: هذه هي مشاريع الإعمار قيد التنفيذ والتي ستنفذ لقضاء حاصبيا حوالى نصف مليون دولار لشبكتين للصرف الصحي وملعب، ومليارات تصرف في أمكنة أخرى، هل هذا عدل؟ هل هذا توازن في الإعمار؟ وهيئة الإغاثة أبشع، انها الدولة الرديفة التي تعمل الموالاة من خلالها فينعدم التوازن".

وقال:" كلفت برئاسة لجنة ترتيب الأراضي، وسأعمل لانصاف منطقتكم بكل قوتي وبمساعدة زملائي الوزراء والنواب ممثليكم وسننجح بفعل ما يرضينا ويرضيكم. بدأنا بتنفيذ طريق مرجعيون -الحاصباني، وطلبت مصرا توسيع وتزفيت طريق حاصبيا - راشيا وهي قيد الدرس للتنفيد، ومتابعة تنفيذ شق طريق راشيا - قصر شبيب في جبل الشيخ ، كما سألحظ إعتبار قمم جبل الشيخ وسفوحه منطقة تزلج سياحية. وطلبت المباشرة بتنفيذ حفر بئر جنعم وجر المياه منها الى القرى المحتاجة بدل مياه الحاصباني، وتنفيذ المركز الصحي لمنطقة الكفير، الخلوات وميمس، وتنفيذ مجرور الخلوات ووصل الكهرباء بخط سد القرعون.

أما المشاريع الكبرى مع الإعمار سنعمل لتنفيذها بالأفضلية: قناة المنسوب 800، سد ابل السقي-الحاصباني، اوتوستراد النبطية -مرجعيون- حاصبيا -المصنع، مرجعيون-القنيطرة لاحقا، خط القلاع السياحي: من صور الى بعلبك مرورا بتبنين- الشقيف- حاصبيا- راشيا وعنجر. معامل توضيب المنتجات الزراعية في هذه المنطقة لتصديرها وغيرها". وختم بالقول: "نحن معكم ونعمل لكم، لذلك يجب ان يدوي صوتكم مع أصوات حلافائكم في 7 أيار المقبل لنربح الانتخابات المقبلة. صوتكم هو صوت التغيير الديموقراطي، ليصل مرشحوكم الى مجلس نواب بأكثرية 65 نائب وأكثر، وبعدها سيتم التغيير والإصلاح الذي تنشدون، وسيستقر ويزدهر لبنان وينعم أبناؤكم بالأمان".

 

النائب خوري: العماد عون يوزر سوريا من اجل السلام والمصالح المشتركة

وسلسلة الرتب والرواتب يؤمنها تعويض كسارة مخالفة والقليل من السندات

وطنية - 30/11/2008 (سياسة)اقامت هيئة بعبدا في "التيار الوطني الحر" عشاءها السنوي في رعاية النائب العماد ميشال عون ممثلا بالنائب كميل خوري، في مطعم الكرمة - عاليه، في حضور القياديين في التيار، حكمت ديب، الان عون، الدكتور فادي عون، نسيب حاتم، رمزي كنج، ناجي غاريوس، نقيب المحامين السابق شكيب قرطباوي، ورئيس بلدية بعبدا انطوان الحلو، وكاهن رعية بعبدا الاب ابراهيم نعمة، ومسؤول التيار في قضاء عاليه المهندس عماد مكرزل ومسؤول قضاء بعبدا زياد واكد، وفاعليات بعبدا ومخاتيرها وحشد من المواطنين.

بعد النشيد الوطني ودقيقة صمت على أرواح الشهداء، كلمة تعريف لايلي خوري . ثم تحدث مسؤول هيئة بعبدا في التيار شربل مزوق فاشار الى "ان الاستحقاق الانتخابي الأكبر على الابواب في الربيع المقبل، ونحن أمام مسؤولية الساعة التي حلمنا بها منذ 18 سنة ، لقد دقت الساعة وجاء الوقت لنقول كلمتنا"، داعيا "ابناء التيار الوطني الحر الى ان نكون يدا واحدة وقلبا واحدا وان نعمل بتوصيات المركزية العامة للتيار".

ثم ألقى النائب كميل خوري كلمة العماد عون فقال: "التحية لكم من الذي كان يقف في بعبدا ويقول يا شعب لبنان العظيم وكانت بعبدا ترد التحية بأحسن منها وتقول له بعبدا على المبدأ يا جنرال، وبعبدا بقيت على المبدأ ولم تتغير والجنرال بقي على المبدأ ولن يغير، مبدأ الجنرال هو مبدأ الحرية والسيادة والاستقلال والكرامة، مبدأ الحرية القائمة على حرية القرار، حرية قرار المقاومة الشريفة النبيلة، شريفة الاهداف والوسيلة، حرية القرار بالتفاهم والتاخي والتفاهم بين جميع اللبنانيين بقرارهم الحر من ذاتهم وليس من قرار خارجي،القرار الحر هو ايضا بقراره الحر ان يعمل سلام مع سوريا وغير سوريا برأس مرفوع وشرف وكرامة لتحفظ لبنان". اضاف: "السيادة والاستقلال ليس بالكلام والوصاية الخارجية التي هي سيادة واستقلال الخارج على الداخل، انما حقيقة لحماية لبنان من الوصاية الخارجية التي هي الوصاية الامنية والسياسية التي عشناها فترة طويلة. والكرامة أكيد كرامة الشعب من كرامة الوطن، وكرامة كل انسان بلبنان واحترام القيم الالهية الموجودة بكل انسان التي هي الكرامة الاساسية. هذا هو المبدأ الذي سار به العماد عون من البداية بفعل وبكل فعل قام به من اجل لبنان وشعبه، والكرامة كرامة الشهداء حيث هناك الكثيرين يقولون اين كرامة شهداء 13 تشرين. الذين يتحدثون عن شهداء 13 تشرين أكيد يعرفون انه زاد عددهم نتيجة قصفهم على المناطق الحرة في 13 تشرين، والذين يتحدثون عن كرامة الشهداء هم الذين صعدوا الى الجبل ليعقدوا تحالفات انتخابية على حساب عودة المهجرين الذين لم يعد سوى 13% منهم والذين لم تعد كرامتهم السياسية بعد، والدليل انهم ينتظرون البيك هل سيأخذ جورج (عدوان) او دوري ( شمعون)".

وتابع: " هذا الذل والمرتزقة السياسية ما حفظت كرامة شهداء 13 تشرين، وشهداء نهر البارد للجيش اللبناني بالتحالف مع الجهات المشبوهة التي ساندت الارهاب، كلا ليس هكذا يكون الحفاظ على كرامة الشهداء".

وطمأن الى ان "شهداء 13 تشرين حيث هم في ترابهم الذهبي الازلي، هم نائمون ومرتاحون لانهم لم يسقطوا من اجل إسقاط النظام في الشام، انما قدموا حياتهم من اجل إخراج الجيش السوري من لبنان، ليعود القرار الى ايدي اللبنانيين، وليثبتوا ان لبنان دولة قائمة في استقلالها وسيادتها ووجودها، وليس هناك من شك من جارتها سوريا، وهذا ما تحقق باعترافهم وقبولهم بفتح السفارات. لذا، عندما سيذهب العماد عون الى سوريا مطمئناالى ان كل الاهداف التي سقط من اجلها شهداء 13 تشرين تحققت، وهو ذاهب ورأسه مرفوع وضميره مرتاح".

اضاف: "هناك من يقول ان زيارة عون الى سوريا هي وصمة عار على المسيحيين. ان ذهاب الجنرال عون الى سوريا رأسه مرفوع وقراره حر وذاهب للعمل من اجل السلام، هذه هي وصمة العار؟، أم وصمة العار ان نسير كيلو متر تحت أشعة الشمس لتقديم واجب التعزية في القرداحة عندما كان الجيش السوري ي لبنان. وصمة العار على المسيحيين عندما كان الجنرال عون يريد ان يسترجع الكرامة للدولة اللبنانية، ام وصمة العار عندما استعملنا المرافىء اللبنانية لتهريب المخدرات والسلاح. وصمة العار على المسيحيين عندما شرف الجيش اللبناني، وعلى رأسه الجنرال عون، تراب الوطن بدمه الغالي، ام عندما سمموا تراب الوطن بالنفايات السامة التي قتلت اللبنانيين بالسرطان. وصمة العار للمسيحيين بان يدافعوا عن لبنان وكرامته وحرية قراره والارتهان فقط لحرية شعبه وقراره، ام وصمة العار هي الارتهان للمخططات التي ساروا بها وأوصلوا المسيحيين الى الهلاك والانتحار".

وقال: "العماد عون قاتل الجيش السوري ونحن كان لنا شرف المشاركة في هذه المعركة العسكرية او السلمية. الجنرال قاتل ولم يقتل، كان مدافعا عن النفس وعن قرار شعبه وحريته، لم يقتل الناس بالاغتيالات. عون قاتل كمسيحي مؤمن بشعبه وبوطنه، قام بالحرب العادلة المشروعة للدفاع عن النفس. لذلك العماد عون ذاهب الى سوريا بعد ان أمن انه ليس هناك من أخطار على القيم والمبادىء الاساسية. هذه الزيارة ضرورية وليست مشروعة فقط. السلام هو أهم من الحرب والأكيد ان العماد عون ذاهب الى الشام ليرسي سياسة السلام وليس سياسة الارتهان والانبطاح التي مارسوها 30 عاما. العماد عون أعطى الامل ليس لمسيحيي لبنان فقط، انما لمسيحيي الشرق ايضا انه في امكاننا ان نعيش احرارا، ونعيش بحقنا ووجودنا وان نكون فاعلين ضمن مجتمعاتنا من دون منة من أحد ورأسنا مرفوع وقرارنا حر. العماد ذاهب بعدما أزيلت كل الشوائب الاساسية التي تمنع الزيارة والالتقاء مع السوريين، وان لبنان لن يكون الخاصرة الرخوة، بعدما تأمنت الشروط التي تحدثنا عنها وليس قبل ذلك، وهو ذاهب للمساهمة في حل كل الامور المعقدة التي ما زالت قائمة بين لبنان وسوريا، وأولها المفقودين"، رافضا المزايدة في هذا الموضوع ومؤكدا ان "العماد عون بيعرف شو رايح يعمل والناس لديها الثقة الكاملة ان زيارة العماد هي من اجل مصلحة لبنان اولا والمصالح المشتركة بين البلدين".

وقال:"لا بد من الاضاءة على امرين حصلا الاسبوع الماضي.الاولى في مجلس النواب عندما هربوا النصاب كي لا يسير مشروع قانون سلسلة الرتب والرواتب المجمد منذ 18 عاما، والذي هو حق للبنانيين. هؤلاء الذين هربوا النصاب هم الذين يهربون الاموال من امام مصالح الشعب اللبناني وحقوقه. الرئيس السنيورة يقول هناك 500 مليون دولار من اين سنأتي بها. لا نستطيع ان نشحذهم، لدينا فكرة لحل هذا الموضوع. هناك احد اصحاب الكسارات يريدون اعطاءه 270 مليون دولار تعويضا لانه اوقف عمله غير المشروع. الفكرة ان نأخذ هذه ال 270 مليون دولار وزدنا عليهم القليل من سندات الخزينة"، لافتا الى ان "الحل موجود ولكن هدفهم إفقار الشعب لشراء ضمائره في الانتخابات. اما الامر الآخر فهو القرار الذي صدر في مجلس الوزراء في ما يتعلق بالخطة التي قدمها زميلنا الوزير جبران باسيل بالنسبة الى الخلوي، وهنا نثبت ان التيار الوطني الحر هو تيار التغيير والاصلاح، وليس تيار المصالح الشخصية والفئوية. لم يستطع احد ان يقول لا، لان المشروع متكامل وعلمي ولمصلحة اللبنانيين، وهذا الخط الذي بدأ به التيار وسيكمل به. هذا مثال صغير عما يحضره التيار ما بعد ايار 2009".

وختم خوري: " كانوا يقولون في الماضي نيال من له مرقد عنزة في جبل لبنان.الآن يقول المرشحون، نيال من له مكان على لائحة بعبدا لانها مضمونة.

ان شاء الله بالجهد وبالثقة التي يثبتها يوما بعد يوم الخط السياسي للعماد عون، وستكون معظم الدوائر الانتخابية شبه مضمونة لهذا الخط الوطني مثل دائرة بعبدا".

 

قنديل: لبنان هو ساحة يتقرر فيها مصير التوازنات

اذا فازت 14 اذار بالانتخابات فالتوطين سيكون غدا

وطنية - 30/11/2008 (سياسة)أكد النائب السابق ناصر قنديل أن المعركة المقبلة في لبنان وفلسطين والمنطقة هي معركة حق العودة، معتبرا ان لبنان هو الساحة التي يتقرر فيها مصير التوازنات ، لذلك الأشهر القادمة هي أشهر مصيرية يبذل من اجلها المال والعصبيات والإعلام والأكاذيب والتلفيقات حتى المحكمة التي استحضروا بداية أعمالها في آذار يريدون لها أن تكون جزءا من عدة المعركة الانتخابية. وقال قنديل الذي كان يتحدث خلال ندوة سياسية أقامها حزب الله في مركز الإمام الخميني الثقافي في بلدة برج قلاويه بحضور شخصيات وفعاليات وأهالي المنطقة، "إذا فازت 14 آذار في الانتخابات النيابية المقبلة فان التوطين سيكون غدا وليس بعد غد"، مشيرا إلى أن المعركة ليست على أن يكون قرار لبنان في سوريا أو في مكان آخر، بل المعركة هي توطين أم حق عودة .

ورأى ان طرح الفدرالية الآن هو إعداد وتهيئة للمسرح السياسي عندما يطرح التوطين ومن يتحدث عن الفدرالية هو يتحدث ضمنا عن التوطين.

وأسف قنديل على أن المؤامرة تجري بشراكة العرب أنفسهم الذين شاركوا في حرب تموز وفي التحضير للفتنة المذهبية والذين رعوا ومولوا المنظمات الإرهابية المتطرفة، هؤلاء العرب الآن يخترعون مؤتمر حوار أديان لبدء مسيرة التطبيع مع إسرائيل لان وظيفتهم هي توفير شبكة الأمان لها، والتسوية التي يتحدثون عنها هي إنهاء وإلغاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين . كما أقام حزب الله في مركز الإمام الخميني الثقافي في صور ندوة فكرية حاضر فيها الدكتور طلال عتريسي الذي تحدث حول عنصر الشباب في التغيير، وقال ان مرحلة الشباب هي مرحلة مهمة ومستهدفة من قبل قوى كثيرة تستعمل وتسخر من خلالها كل الوسائل الإعلامية والمادية للتأثير عليها بما يخدم مصالحها.

 

المفتي الجوزو انتقد هجوم فرنجية على السعودية وآل الحريري

وطنية - 30/11/2008 (سياسة) انتقد مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية "الذي يهاجم ولا يعرف لماذا يهاجم، وينتقد ولا يعرف لماذا ينتقد، ويدعي انه عربي ويهاجم العرب، ويتزلف الى المسلمين السنة احيانا ثم يهاجم قادتهم، فيحار الناس في امره". وانتقد هجوم فرنجية على المملكة العربية السعودية واتهامه المملكة بانها تشتري المسيحيين لحساب آل الحريري وقال:"كأن المسيحيين اغبياء لا يعرفون ماذا يريدون، ويبيعون انفسهم لمن يشتري، وفي الوقت نفسه يبدي استعداده ليبيع نفسه الى ايران ويرحب بتمويل الانتخابات ايرانيا". وسأل:" ما هذا الحقد على آل الحريري وعلى اهل السنة؟ ولماذا هذه الحملات الهستيرية على السعودية، وهل تدخل هذه الحملات في اطار الحملات التي سبقت اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري".

كما سأل:" لماذا يسعى هذا المراهق وراء تحريك الغرائز الطائفية ولماذا يصر هو وحليفه على العزف على اوتار الحقد والكراهية كثقافة متخلفة يستند اليها العاجزون للفوز ببعض الاصوات العنصرية في الانتخابات". وختم:" المراهقة السياسية دمرت لبنان وتسببت في خرابه وضياعه، والتجارة بالطائفية تقف وراء التخلف في لبنان وما حدث في بيروت، فمتى ننقذ لبنان من هذا التخلف، ومتى ينتقل لبنان من العصر الحجري الطائفي ليصبح وطنا حضاريا يرتقي فوق هذه الممارسات الهمجية والغوغائية؟".

 

سامي الجميل مثل رئيس الكتائب في حفل العشاء السنوي لقسم حالات : المعضلة بنظامنا السياسي الذي لا يتمكن من حل المشاكل بين اللبنانيين

لن يكون هناك مساومة على الثوابت التي تمكن من قيام الدولة اللبنانية

وطنية -جبيل 30/11/2008 (سياسة) رعى رئيس حزب الكتائب الرئيس امين الجميل ممثلا بمنسق اللجنة المركزية الشيخ سامي الجميل حفل العشاء السنوي لقسم حالات الكتائبي ، في حضور رئيس رابطة مختاري قضاء جبيل غطاس سليمان ، رئيس بلدية حالات المهندس شارل باسيل ، رئيس اقليم جبيل الكتائبي المهندس طنوس قرداحي ، رئيس الاقليم السابق جوزف باسيل ، عدد من اعضاء المكتب السياسي وحشد من المدعوين .

بعد النشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت عن ارواح الشهداء ، القى المهندس قرداحي كلمة راى فيها ان " الكتائب اصبحت في جبيل الرقم الاول في المعادلة السياسية اذ لا يمكن تخطيها او تجاهلها ومعها يكون الانتصار وبدونها الانكسار حتما " ، وخاطب حلفاء الكتائب قائلا : حضورنا هو حضور لكم ولنا دون تفرقة وان حجمنا لا ينفصل عن حجم ثورة الارز وان قوتنا هي لنا جميعا لتحقيق النصر في الانتخابات النيابية المقبلة .

والقى سامي الجميل كلمة استهلها بتوجيه تحية الى " فخامة رئيس الجمهورية من خلال رئيس رابطة مختاري بلاد جبيل غطاس سليمان، لقد اصبحنا نرتاح بذكر هذا المقام وصرنا نفتخر بقول عبارة فخامة رئيس الجمهورية التي لم نكن نذكرها منذ سنة وسنتين ، تحية الى فخامة الرئيس ميشال سليمان " ، واشار الى ان " الكتائب عادت الى الساحة ليس كما كانت بل افضل واقوى مما كانت ، وهي واعية تماما لمسؤولياتها الوطنية والمسيحية ولذلك وضع الرئيس امين الجميل في خطاب الاحد المنصرم النقاط على الحروف والاصبع على الجرح وحمل الكتائب من جديد مصير لبنان ومستقبله ، ونعده ككتائبيين بان نكون على مستوى هذه المسؤولية لان سيادة لبنان كانت دائما في عهدتنا ، وتاسيس الدولة اللبنانية كانت ايضا بعهدتنا ، والمطلوب منا في هذا الوقت اعادة تاسيس الدولة اللبنانية كما اعدنا تاسيس حزب الكتائب ".

ورد على كل الاتهامات التي تناولت خطاب الرئيس الجميل في الذكرى الثانية لاستشهاد نجله الوزير بيار والذكرى 72 لتاسيس الكتائب قائلا :" نعد اللبنانيين والمسيحيين باننا لن نقف وراء اصبعنا ، بالنسبة الينا لن يكون هناك مساومة على المبادئ والثوابت التي تمكن من قيام الدولة اللبنانية ، كما وقفنا في وجه السلاح الفلسيطيني غير الشرعي سنة 1975 ، ووقفنا في وجه الاحتلال السوري ، سنعود ونقف اليوم وغدا وبعده في وجه اي سلاح خارج عن نطاق الدولة اللبنانية مهما كانت هوية هذا السلاح ودينه وايديولوجيته ، لانه بالنسبة الينا لا يمكن ان تقوم الدولة اللبنانية بوجود سلاح اي كان خارج عن الدولة اللبنانية ، وبالتالي لن نوفر مناسبة للتحدث عن هذا السلاح وسنكون دائما في وجه اي محاولة لتهديم الدولة اللبنانية مهما كانت التسويات واتفاقيات الدوحة وغيرها . واذا كان البعض يختبئ وراء مصالح انتخابية او غيرها ، نحن نعد اللبنانيين والمسيحيين انه مهما كانت مصالحنا الانتخابية والحزبية لن نحيد عن مبادئنا وثوابتنا وسنبقى نعلن الحقيقة اليوم وغدا وبعده".

واضاف متطرقا الى موضوع النظام السياسي الذي صدر عن حزب الكتائب في المناسبة ذاتها:" كل ابواق النظام السوري وكل الابواق التي تتحمل مسؤولية مباشرة بالنسبة الى معركة 1975 او معركة الاحتلال السوري ، فكل هؤلاء الناس الذين يشككون بخطاب الرئيس امين الجميل ، وكل الذين عملوا على تاويل واختراع وابتداع تحاليل عما يعنيه الرئيس الجميل ، نقول لهم باننا فخورون ككتائبيين بكل كلمة صدرت عن الرئيس الجميل في ذلك الاحتفال ، ونحن فخورون بان نكون الحزب الوحيد ، واصر على كلمة الوحيد ، الذي يضع اصبعه على الجرح ويطرح المعضلة الحقيقية ولا يختبئ وراء شعارات وخطابات رنانة ليكسب الانتخابات ، نحن فخورون بالانتماء الى حزب يطرح المعضلة الاساسية في الدولة اللبنانية التي كلفتنا الحروب والدماء والانتهاكات التي نشهدها لحرية الانسان وللمسيحيين في لبنان وللتعددية في لبنان ، والتي ولدت كل الاحتلالات والماساة التي عشناها منذ 40 سنة الى اليوم ، نحن فخورون بطرح المعضلة الاساسية التي هي نظامنا السياسي الذي لا يتمكن من حل المشاكل بين اللبنانيين من خلال المؤسسات ويدفع بهم للخروج الى الشارع واستعمال السلاح وفرض راي البعض بقوة السلاح ، كل ما يعنيه الرئيس الجميل وحزب الكتائب هو اننا نريد نظاما يحل المشاكل ، نريد نظاما لا يؤدي الى حائط مسدود ولا الى تاجيل انتخابات رئاسة الجمهورية ، ولا الى شلل في مجلسي النواب والوزراء ، ولا الى اقتتال في الشوارع كل خمس سنوات".

وتابع :" نريد ان يكون هذا الوطن وطن سلام بشكل نهائي ، لاننا لن نقبل بان يعيش شعبنا المسيحي حياة غير لائقة خصوصا وان شبابنا يطمح الى السلام والحياة الحضارية والتطور ولا يطمح الى السلاح والحروب ، لن نقبل بغض النظر عن استمرار هجرة شبابنا وتدمير بلدنا ، سنطرح حلولا مع كل اللبنانيين ولن نفرضها على احد من اجل ايجاد المشروع الذي ينقذ لبنان من الازمات المزمنة اذ ان احدا لا يقبل السير بالتسويات الظرفية التي تؤجل هذه المشاكل التي تعود وتنفجر مجددا . نحن لدينا الجراة بطرح هذه الامور كما هي ، وهواجسنا كما هي ، نحن فخورون بان الرئيس الجميل لديه الجراة والشجاعة بقول الحقيقة في وقت يتلطى الجميع وراء مصالحهم وشعاراتهم" .

ودعا اللبنانيين الى " فتح حوار ، مؤتمر وطني مصيري ، يضم كل الطوائف والمجموعات الثقافية اللبنانية لطرح هواجسهم ومشاكلهم كما هي من اجل ايجاد الحلول لانقاذ هذا الوطن ، لانقاذ المسيحيين في هذا الوطن ، ونمد ايدينا الى كل الاحزاب للتعاون لاننا لا نطمح الى بناء هذا الوطن وحدنا . نريد ان نبنيه مع جميع الناس بدءا من حلفائنا المسيحيين وغير المسيحيين وصولا الى باقي مكونات المجتمع اللبناني " .

وشدد على ان " الكتائب ستبقى وفية للقضية ، قضية لبنان 10452 كلم2 ، ولكن لبنان الحرية ، لبنان الاحترام ، لبنان المساواة ، وليس لبنان الذل والحروب ولبنان الميلشيات الذي نعيش فيه اليوم " ، واكد ان " المسيحيين في لبنان هم عائلة واحدة وسيعود المسيحييون عائلة واحدة مهما طال الزمن ومهما كانت الانقسامات كبيرة والتباينات السياسية كبيرة ، ونحن نعي ان مستقبلنا هو واحد ولا بد من عودة المسيحيين كما كانوا منذ ثلاث سنوات جبهة واحدة ويد واحدة في وجه كل اعداء لبنان وفي وجه كل من يطمح بازالة الوجود السياسي المسيحي في هذا الوطن" ، وخلص الى " اننا سنكون ملتزمين بمبادئنا وثوابتنا ولن نعقد تحالفات خارج هذه المبادئ والثوابت انما في ذات الوقت يمكن الاتكال علينا بان نكون اب هذا المجتمع وامه وجده وجدته لاننا اسسنا هذا المجتمع ودافعنا عنه ولا بد ان نعود جميعا تحت راية هذه الارزة".

 

البطريرك هزيم ترأس قداس عيد القديس يوحنا الدمشقي في البلمند

وطنية- الكورة- 30/11/2008 (متفرقات) ترأس بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس اغناطيوس الرابع هزيم في دير سيدة البلمند البطريركي، القداس الإحتفالي الذي دعا اليه معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي في جامعة البلمند، لمناسبة عيد شفيعه. عاونه مطران حمص جورج بو زخم، رئيس الدير الارشمندريت اسحق بركات ولفيف من الكهنة. وخدمت القداس جوقة المعهد في حضور رئيس الجامعة الدكتور ايلي سالم وعميد المعهد الدكتور جورج نحاس وأساتذته وطلابه وحشد من المشاركين المحتفلين. وألقى البطريرك هزيم عظة قال فيها: "في هذا العيد ليتنا ننظم ونكتب من جديد عهدنا امام الله وامام شعبه لأن محبة الله هي في محبة الآخر والعظمة هي ان تعظم هؤلاء الآخرين وليس نفسك. يجب ان نتعهد من القلب ومن الروح ومن الإهتمام الا يكون امامنا شيء إذا كنا صادقين". وتابع: "اقول، انا في الهامش وعلى الصفحة الأولى وهناك عالم الله الذي لا يرى وأنت من هناك تنظر من دون حساب، بالأب الذي يحاسب لا يكون ابا كليا، يكبر الإنسان عندما يصغر عالمه من ناحية ويصبح في الهامش من جهة أخرى، لأن الله سيكون له حصة فيه ومن لا يقدم شيئا وتهمه أشياؤه الأخرى، إيمانه ليس بإيمان بل هو كلام وما أكثر المتكلمين، والحقيقة ستكون مع هؤلاء الذين يعيشون إذا شاء الله بسلام مع كل الناس الذين يقولون لي معلم واحد".

وفي الختام تقبل البطريرك هزيم التهاني في قاعة الدير والى جانبه رئيس الجامعة وعميد المعهد.

 

حزب الله": حزب "الكتائب" استحضر ادبيات الحرب والتقسيم

صحف لبنانية/اعتبر "حزب الله" أن حزب "الكتائب" قام باستحضار كل أدبيات الحرب الغابرة ومفردات التقسيم ورفض الشريك الآخر.. واختلاق الأكاذيب بغية استجداء صوت أو استثارة عطف محايد ما يؤكد مأزق "الكتائب" بحسب "حزب الله"، وأصدر البيان التالي:

أما وقد تريثنا لإستصدار بيان لما جرى في الأيام الأخيرة من أحداث في الساحة الجامعية إحتراما منا لطبيعة المناسبة وذكرى شهادة الوزير بيار الجميل وبقية الشهداء، إلا أن ما طالعنا به مكتب حزب الكتائب من أكاذيب وتخيلات في مؤتمره الصحافي اضطرنا رفعا للشبهات واحتراما لأسماع اللبنانيين توضيح التالي:

أولا: إذ نتفهم طبيعة المرحلة وحساسية الإستحقاق الإنتخابي النيابي ونتفهم ظروف حزب الكتائب وحاجته الماسة لخطاب يثبت فيه ذاته امام حلفائه (لا سيما المسيحي) قبل أخصامه..إلا أن ما لم نفهمه فعلا هو استحضاره لكل أدبيات الحرب الغابرة ومفردات التقسيم ورفض الشريك الآخر.. واختلاق الأكاذيب بغية استجداء صوت أو استثارة عطف محايد و"هذا ما يؤكد حقيقة مأزقهم".

ثانيا: لمن يسأل "أن حزب الله يحاول الإلتفاف من خلال الجامعة اليسوعية .." نقول: أخرجوا من أحقاد الماضي.. أخرجوا من عقدكم.. وأعلموا أن ما نسجناه مع أهلنا وأخوتنا على امتداد الوطن وطوائفه هو أشد وأمتن، ومن دخل البيوت والقلوب من أبوابها الواسعة ونسج ثوب العزة والسيادة مع الكبار في هذا الوطن .. لن يغفل الصغار.

ثالثا: أما الحديث عن الأحداث التي تتالت في الساحة الجامعية يهمنا أن نشير إلى الدور "البارز" الذي لعبه خطاب رئيس حزب الكتائب اللبنانية في تحريض الشارع وتجييشه ضد المقاومة وحزب الله بالتحديد والذي عكس توترا في مختلف الجامعات..ليستكمل الطلاب ما بدأه زعيمهم ولكن.. بلغتهم فتتالت الخطابات والإستفزازات والبيانات المسيئة للمقاومة وجمهورها وتصاعدت شعارات التنابذ ورفض الشريك الآخر وعدنا نسمع "انتبهوا انكم في الشرقية لا في الغربية" "لا مكان بيننا لحزب الله ومؤيده" فضلا عن التعرض لرموزنا السياسية بل والدينية.

أخيرا إذ نربأ بأن تتحول ساحتنا الجامعية في لبنان إلى هذا الدرك الأسفل من الخطاب، فلبنان وجامعاته كانت ولا تزال منارة للتلاقي ورسالة للتعايش والتحاور والإنفتاح يفخر بشهدائه ويشمخ بهم. ونختم بالقول لكل المتطرفين لأي طائفة انتموا: لن يكون مستقبلكم أفضل من حاضركم".

 

علوش: عون ترقى من جندي لدى حافظ الأسد إلى الزعيم المسيحي الأول في جيش بشار

صحف لبنانية/اعتبر عضو كتلة "تيار المستقبل" النائب مصطفى علوش أنّ الشؤون الأمنية بين لبنان وسوريا يجب أن تناقش مع رئيس الجمهورية وليس مع قائد الجيش. علوش، وفي حديثٍ لـ"أخبار المستقبل"، أكد أن كل فرد في قوى 14 آذار مستعد لتقديم تنازلات من أجل الوصول إلى صيغة موحدة للإنتخابات المقبلة، لافتاً إلى أن السبب الوحيد الذي قد يلغي او يؤجل اجراء الانتخابات النيابية هو وقوع احداث شبيهة بـ" 7 ايار". وعلّق علوش على زيارة النائب ميشال عون إلى سوريا وقال: "سنة 1988 اعلن عون انه جندي في جيش حافظ الاسد، وقد سررت اليوم لانه ترقى واصبح زعيم المسيحيين في جيش بشار الاسد". وأضاف علوش: "النظام السوري محرج بمسألة المفقودين واذا اراد ان يقدم شيئاً على هذا الصعيد سيكون جزئياً وينعكس سلباً على عون".

 

الكذبة - النكتة

موقع تيار المستقبل/يذهب الجنرال البرتقالي إلى دمشق ليستكمل تلاوة فعل الندامة على ماضيه وما انطوى عليه من دعوات لاستقلال لبنان، وإنهاء ما كان يسميه احتلالاً سورياً للبنان، وصار يخاف من سماع توصيفه بنظام الوصاية.

ما يهوّن على البرتقالي الأول نكوصه عن ماضيه، رغبته، ورغبة نظام دمشق، في التكاذب، حتى ينقلب متابعو "غزلهما" المتبادل على أقفيتهم:

يقفل الجنرال باب النسيان على ماضيه بتحريف شعاراته السابقة. فكلامه من باريس عن "النظام السوري المحتل" (كما كان يصفه) وأنه لن ينهي وجوده في لبنان بمجرد سحب قواته العسكرية، لأن "مخابراته ستبقى في بلاد الارز" يصبح، في زمن الودّ الدمشقي: سوريا صارت في سوريا ولبنان في لبنان، ولا مانع من تعزيز العلاقات بينهما (والمضمر تحسين علاقات تياره مع النظام السوري).

وكلامه في اتهام "الاحتلال السوري" بعملية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في العام 2005، عقب تنفيذها، والمسجل صوتاً وصورة عن التلفزيون الفرنسي، يصاغ من جديد، وتصير الاشارة بإصبع الاتهام إلى دمشق، كلاماً سياسياً، ويعزز بتباكٍ على الضباط الاربعة، لم نشهد دمعه في ذكرى نحر الجنود والضباط اللبنانيين في قصر بعبدا، يوم فرّ الجنرال الملون تحت جنح الظلام إلى السفارة الفرنسية التي كان تمرّن على اللجوء إليها قبل يوم، تاركاً عائلته وجنوده الذين كان يسمعهم عزمه على أن يكون آخر من يترك "قصر الشعب".

وفي المقابل، تبادله دمشق التكاذب: فالنظام المورّث من الأب إلى الابن، ليس مسؤولاً عما أصاب الجنرال. تماماً كما هو غير مسؤول عن المثالب التي ارتكبها منذ 1976 إلى 26 نيسان 2005، والاغتيالات التي أعقبت انسحاب الجيش السوري عسكرياً. فالمسؤول عن النهب المنظم والاعتداءات المتنوعة، كبيرها والصغير، على الأفراد والجماعات، ارتكبها، حسب رواية دمشق، ومواليها في لبنان، من هم من الأموات والأحياء السوريين، الذين خرجوا على النظام الاسدي، وبالتحديد نائب الرئيس السابق عبدالحليم خدام، واللواء "المنحور" غازي كنعان، واللواء "المبعد" حكمت الشهابي.

تكاذب متكافئ يشبه النكتة، ينسى فيه الطرفان حكمة شعبية يرددها اللبنانيون عند سماعهم الحب المتبادل المستجد: لا تستغبي ذكاءنا، ولا تستذكي غباءك.

 

دمشق تكف يد "حزب الله" عن ملف الانتخابات

السياسة /أكدت أوساط سياسية رفيعة المستوى, أن ملف الانتخابات النيابية المقبلة في لبنان قد أصبح بكامله في عهدة سورية التي طلبت من حلفائها عدم التعاطي في مسائل التحالفات واللوائح لأن هذا الموضوع يدرس في سورية ويتحدد فيها. وكشفت المصادر لـ"السياسة" الكويتية أن الهامش الذي كان ممنوحاً لحزب الله في إدارة شؤون "8 آذار" قد ألغي, بل إن إدارة الشأن الانتخابي لحزب الله وغيره من القوى والأحزاب والسياسيين أصبح في قسم كبير منه تحت إشراف مسؤولين سوريين سيقومون بتحديد الأحجام ونوعية معظم الترشيحات. وذكرت المعلومات أن هذا القرار السوري جاء بعد سلسلة مراجعات من قيادات لبنانية مع مسؤولين سوريين تعبر عن رغبتها بالترشيح وأنها تحظى بدعم هذا الحزب أو تلك الشخصية. وقطع هذا القرار الطريق على كثير من الطامحين الذين كانوا يعتقدون أن الفرصة مواتية للترشح في مناطق انتخابية مريحة نسبياً وفرص الفوز فيها مقبولة.

 

ساركوزي يمنح نايلة معوض وسام جوقة الشرف من رتبة ضابط

 المستقبل /تلقت النائب نايلة معوض كتابا عبر السفارة الفرنسية من رئيس جمهورية فرنسا نيكولا ساركوزي يبلغها فيه منحها وسام جوقة الشرف من رتبة ضابط تقديرا لجهودها ولعلاقاتها الوطيدة مع فرنسا.

وفي ما يأتي نص الكتاب:

"الى السيدة نايلة معوض، السيدة الوزيرة، انه لمن دواعي سروري ان ابلغك أنني وقعت للتو قرارا يمنحك وسام جوقة الشرف من رتبة ضابط. ان هذا التكريم الرفيع الذي صممت على منحك اياه هو بمثابة مكافأة للخدمات الممتازة التي أديتها لبلدنا ولمدى تعاطفك معه، كما أنني سعيد جدا بأن أوجه لك في هذه المناسبة أحر التهاني لهذا التكريم الذي خصتك به فرنسا عن جدارة واستحقاق. وتفضلي بقبول فائق احترامي وتقديري".

 

شهية ارسلان قد تطيح بالتفاهم مع جنبلاط

موسى عاصي ، الاحد 30 تشرين الثاني 2008/لبنان الآن

يعتبر المقربون من الوزير طلال ارسلان ان مطالبة ارسلان بكتلة نيابية أمر بديهي، ويعتقد هؤلاء ان ذلك ممكن تحقيقه "لأن المير الذي ينطلق في مسعاه هذا من الدور الذي لعبه في احداث 7 ايار، يعتقد انه بات زعيماً يتساوى والنائب وليد جبنلاط في الطائفة الدرزية، وبالتالي يحق له تقاسم المقاعد النيابية الدرزية، وهو يحضر نفسه فعلاً لقطف ثمار ما يعتبره واقعاً في الانتخابات النيابية المقبلة".

وتقول مصادر مقربة جداً من خلدة، أن ارسلان "يرسم خططه الانتخابية على اساس الفوز بكتلة من اربعة نواب، اثنان في دائرتي بعبدا وعاليه، وآخران في دائرتي البقاع الغربي ومرجعيون – حاصبيا".

وفي حين تؤكد المصادر المقربة من خلدة ان التفاهم حاصل مع الرئيس نبيه بري حول المقعد الدرزي في مرجعيون – حاصبيا، لجهة استبعاد النائب الحالي انور الخليل لصالح احد مرشحي ارسلان، تؤكد مصادر مقربة من عين التينة ان هذا الامر غير وارد على الاطلاق، وان الرئيس بري متمسك دائماً بالنائب الخليل".

ويبدو ان "شهية" الوزير ارسلان قد ازعجت جنبلاط الى اقصى حدود، فنقل عنه بعض زوراه ان التفاهم مع ارسلان ليس مقدساً في حال أصر هذا الاخير على محاولة اقتسام مقاعد الطائفة الدرزية مع سيد المختارة، وان جنبلاط الذي يريد ترشيح النائب الحالي اكرم شهيب في دائرة بعبدا مقابل ترشيح ارسلان في عاليه، سيقدم في حال فشل الاتصالات والتفاهمات مع المعارضة، على تشكيل لائحة غير مغلقة في دائرة عاليه، من دون اي تشاور مع ارسلان، على اساس ان يترك فيها مقعداً شاغرًا للمير.

 

حياة أحرار لبنان أثمن من خاصرة سوريا!

علي حماده/النهار     

الدرس الأول والأهم من الاعتداء على الصحافي في "أخبار المستقبل" عمر حرقوص، هو ان بيروت كما قلنا اكثر من مرة منذ غزوة 7 ايار 2008، هي مدينة محتلة بكل ما في الكلمة من معنى. فلا الانتشار الأمني للجيش وقوى الامن، ولا المصالحات والمصارحات الموضعية غيرت أو يمكن أن تغير من صلابة هذا المعطى الذي يتفاقم يوما بعد يوم، مع توسيع المليشيات المسلحة رقعة انتشارها، ورفع منسوب رقابتها على المدينة المحتلة بيروت.

كان الاعتداء على الصحافي عمر حرقوص بمثابة تذكير بالواقع المؤلم للعاصمة. ومثلما قلنا، ان الانتشار الامني الشرعي لم يغيّر شيئا في المعطى، بل انه من جانب معين فاقمه الى حد ان السلامة الامنية للمواطنين العزل تعتمد أولا وآخرا على القرار الميليشيوي، وليس على الوجود الردعي للجيش وقوى الأمن الشرعية. وكما قلنا في اكثر مناسبة، إن بيروت الواقعة تحت الاحتلال الفعلي لـ"حزب الله" واعوانه، لم تشهد حتى الآن من الاجراءات الامنية الجدية ما يتجاوز الحملات التي تنظمها وزارة الداخلية لقمع مخالفات السير! وعليه تبقى حياة الناس في بيوتهم واحيائهم مرهونة بقرار تتخذه المليشيات. والمؤسف هنا ان الرهان على قوى الشرعية اللبنانية يكاد يكون معدوما في ظل قبول القوى الاستقلالية بخيار شرعية تقف حارسا على دويلة الميليشيات، وتضفي من حيث لا تدري ربما قناعا لا بل نوعا من الشرعية المقنعة لحالة احتلالية لعاصمة لبنان.

هذا كلام صريح، ويجب ان يقال بوضوح. لأننا عندما نراقب ما يحدث في بيروت المحتلة، ومناطق لبنانية اخرى، ونسمع تصريحات صادرة عن قائد الجيش الجديد من نوع ان لبنان سيحمي خاصرة سوريا، يستحيل علينا ألا نفكر بقلق متزايد بحياة اللبنانيين الاستقلاليين، وهم الغالبية العظمى من الشعب، المهددة يوميا من ميليشيات مسلحة توزع اعتداءاتها تحت أعين الجيش وقوى الامن الداخلي. وهنا نسأل: أيهما أهم؟ خاصرة سوريا أم أمن المواطن اللبناني وسلامته؟

ان الرهان على الجيش خيار صحيح، لا بل انه واجب وطني لا رجوع عنه. ونحن لا ننتقد المؤسسة، انما نلفت القيمين عليها وفي مقدمهم رئيس الجمهورية، وخلفه في قيادة الجيش الى ان الجيش اللبناني لا يسعه الاستمرار في الاضطلاع بدور شيخ صلح بين مليشيات تضرب القانون بعرض الحائط، ولبنانيين خضعوا ويخضعون للقانون والمؤسسات ويدعمون مشروع الدولة.

ونقول اكثر من ذلك: ان استمرار اخضاع الجيش لسياسة دفن الرؤوس في الرمال، وحصر دوره في حراسة دويلة "حزب الله" بداية، والآن دويلات مختلف الميليشيات والعصابات التي تتوالد في وضح النهار، سيدفع الناس المسالمين راهنا دفعا نحو منطق ميليشيوي مواز. فالعنف يستولد العنف، ومنطق العصابات السائد اليوم من دون اي رادع حقيقي سيستولد منطقا موازيا، فينتهي الوطن مسرحا لتناحر العصابات.

من هنا قولنا: ان حياة اللبنانيين وسلامتهم أثمن من خاصرة سوريا!

 

إلى أين يأخذ الزعماءُ المسيحيين لبنان عشية استحقاقات مصيرية ؟

 صورة قاتمة للواقع المسيحي تقلق الخارج والداخل

روزانا بومنصف/النهار

مع ان الانقسام بين القوى المسيحية ليس مسألة طارئة او جديدة تثير اهتماماً استثنائياً، فقد بدأ يثير قلقاً لافتاً في المدة الاخيرة لدى مرجعيات خارجية معنية بلبنان في مقدمها الفاتيكان، أسوة بمرجعيات وأوساط داخلية رسمية وسياسية في مقدمها رئيس الجمهورية ميشال سليمان. ويعزى هذا القلق المرشح للتصاعد الى تطورين اساسيين: الاول يتمثل في الزيارة التي سيقوم بها النائب العماد ميشال عون لسوريا في وقت قريب، والثاني اتجاهات القوى المسيحية في 14 آذار في مواجهة العماد عون، وما بينهما موقع الكنيسة المارونية في خضم هذا الصراع.

وتقول أوساط على صلة بهذا الملف في صورته العامة والتفصيلية ان حدة الانقسامات المسيحية وضعت الكنيسة المارونية في موقع غير مسبوق من الاحراج والارتباك انعكس سلباً على وحدتها لأن الانقسامات دخلت صفوف الكنيسة بالذات، مما اضطر بكركي منذ أكثر من سنة حيال الهجمات التي تعرضت لها الى محاولة احتواء هذا الواقع بالحد الادنى من مواقف لم تعد تؤثّر بالقوة التي كانت تتميز بها في المرحلة السابقة. وما بين الهجمات التي تعرض لها البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير شخصياً وتأثر الجسم الكنسي بالخلافات المتصاعدة بين القوى المسيحية، جرى الى حد بعيد اضعاف دور الكنيسة وتعطيله. ولم يكن أدل على ذلك من إخفاق المحاولات المتعاقبة لإقامة مصالحات شبيهة بتلك التي جرت بين القوى الاخرى في الصف الاسلامي وكان آخر أوجه هذا الإخفاق نجاح القوى المسيحية في 8 آذار في تحييد دور بكركي عن هذه المصالحات وضرب هذا المشروع وتجميده الى ما بعد الانتخابات النيابية. ومع ان الاوساط نفسها لم تكن تراهن بقوة على تأثير ملموس لأي مشروع مصالحة في جمع القوى المسيحية حول عناوين وطنية كبيرة، فإنها تشير الى أن المصالحات برعاية بكركي كان يمكن أن تعيد الاعتبار الى عامل توحيدي في أقل الاحوال تشكله الكنيسة بين القوى المتصارعة.

ويبدو ان هذه الفرصة ذهبت ادراج الرياح حتى مع وصول رئيس جديد للجمهورية يمكن أن يشكل سنداً لبكركي في هذا الدور. ولا تخفي الاوساط الأثر السلبي لهذا الواقع في صورة الكنيسة حيال المراجع المعنية بها ولاسيما منها الفاتيكان، فضلاً عن أن دور الرهبانيات لم يعد يساعد اطلاقاً في بلورة الدور الذي كانت تضطلع به في الماضي، إذ أضحت على صورة الزعامات السياسية في انقساماتها بدل أن تكون عامل ردع ضمني للخروج بالحد الادنى من الثوابت المسيحية والوطنية المعروفة تاريخياً.

أما واقع القوى المسيحية في 14 آذار فلا يرسم صورة أقل تشاؤماً بالنسبة الى هذه الاوساط، إذ تقول ان قوى 14 آذار، على رغم وقوفها في موقع مبدئي سليم في انتمائها الى الخط السيادي والاستقلالي التاريخي للمسيحيين، فإنها تتصرف باداء انفعالي يخشى أن يؤثّر سلباً على هذا الخط في النهاية بما ينعكس تالياً على النتائج المرتقبة للانتخابات النيابية المقبلة. فهذه القوى، في رأي الاوساط المذكورة، تتخبط بين معركتين، احداهما ذاتية ضمن الصف الواحد في تنافسها على الترشيحات على نحو يثير الحساسيات في ما بينها، وهذا أمر بات معروفاً. ولم تقو هذه القوى حتى الآن على اعطاء صورة معاكسة لإمكان توحدها والتنازل عن الكثير من ذاتياتها وتنافساتها. ويساق في هذا المجال ان الفئات الاخرى في 14 آذار تبذل جهوداً كبيرة في السعي الى التوفيق بين الزعامات المسيحية في الاكثرية ولجم طموحاتها المضخمة لتجنب أي تكرار للمشهد الذي سبق أن خرج الى العلن عند تشكيل الحكومة الجديدة مثلاً، حين شكلت التنافسات المسيحية في صف الغالبية عقبة اساسية استلزمت اسابيع لتقدم الغالبية لائحة بمرشحيها للدخول الى الحكومة. ولم يتم الامر الا بعد تنازلات قدمها الشركاء المسلمون والدروز لإرضاء الشركاء المسيحيين. أما الوجه الآخر لهذا الواقع فيتمثل في الكثير من الأوجه السلبية التي بدأت تظهر علناً للصراع بين القوى المسيحية في 14 آذار والعماد ميشال عون، مثل طروحات تتسم بمزايدات في مسائل اساسية تتعلق بالصيغة اللبنانية والطائف وما اليها، وهذا الامر برّره كثيرون بضرورات المواجهة مع الطرف الآخر، لكنه لا يراعي ضرورات بقاء قوى 14 آذار موحدة في هذا الظرف المصيري، بدليل ان مواقف عدة اطلقت في الاسبوع الاخير عقب مهرجان حزب الكتائب بدا معها ان ثمة تناقضات ضمنية بين اطراف هذا الصف خرجت الى العلن، مما يثير مخاوف الاوساط نفسها حيال امكان ان تؤدي هذه التناقضات الى تقديم خدمة الى اطراف قوى 8 آذار ولاسيما منهم القوى المسيحية التي تراهن بوضوح تام على تفكك قوى الغالبية في حين تتكئ بقوة مكشوفة على عوامل لا تخدم خط السيادة والاستقلال في النهاية.

اما بالنسبة الى العماد عون، فلا تتوقف الاوساط نفسها عند زيارته لسوريا فحسب كمؤشر الى مضيه في تحولات سياسية جذرية مشكوك في امكان خدمتها مصلحة لبنان وسيادته والمسيحيين فيه، بل تنطلق هذه الاوساط من موقف عون في حوادث ايار الاخيرة التي بادر الى تغطيتها واعطاء سلاح "حزب الله" المشروعية في استخدام هذا السلاح في الداخل، ثم مضيه في التهديد مجددا بـ7 ايار جديد في مواجهة الخصوم السياسيين. وتلفت في هذا السياق الى ان خطورة هذا الموقف لا تنبع من كون عون زعيما مسيحيا فحسب، بل من واقع ان "حزب الله" نفسه اعتمد بعد المصالحات التي اجراها مع "تيار المستقبل" والحزب التقدمي الاشتراكي سياسة تهدئة ثابتة تردد معها ان الحزب اجرى مراجعة ذاتية لما حصل في ايار، وان خط التهدئة لم يعد ظرفياً بل كرسه كخط ثابت اقله في المرحلة الفاصلة عن الانتخابات النيابية. وفي هذا الوقت اوحى موقف العماد عون انه يسلط مسألة سلاح "حزب الله" في الصراع الداخلي مع خصومه المسيحيين وسواهم. يضاف الى ذلك ان مشروع الاستراتيجية الدفاعية للعماد عون ذهب ابعد بكثير مما يطرحه "حزب الله" مع دعمه نظرية "تحويل الشعب من ميليشيات الى مقاومة"، دون تدقيق عميق في مغزى هذا التعميم وانعكاساته على المسيحيين تحديدا. اما زيارته المقبلة لسوريا بصرف النظر عما يمكن ان تشكل له من مكاسب وخسائر، فيبدو من المبكر الحكم عليها، لكن الاوساط نفسها تنظر الى هذه الزيارة من باب انتقاد العماد عون في توقيت الزيارة وشكلها ومضمونها في ظرف يفترض ان يترك فيه لرئيس الجمهورية وحده الاضطلاع بملف اعادة التعامل بين لبنان وسوريا من دولة الى دولة دون اي شراكة او تنافس او تشويش على هذه المهمة او اضعاف لدور رئاسة الجمهورية.

وتخلص المصادر الى ان هذه الصورة بعناصرها الثلاثة وما بدأت تشهده الجامعات من احتقانات في صفوف الطلاب ليست سوى مقدمات خطرة جدا لمشهد اكبر يخشى ان تكون الانتخابات النيابية المسرح الاوسع لتفجيره ويؤدي الى مزيد من تهميش دور المسيحيين وقوتهم وحضورهم ومدى تأثير ذلك في واقع لبنان ككل وليس على وضع المسيحيين فيه فحسب.

وهذه الصورة المحزنة جدا تطرح تساؤلا لا يجد المعنيون جوابا عنه وهو: الى اين يأخذ الزعماء المسيحيون الطائفة ولبنان؟