المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 4 كانون الأول/2008

إنجيل القدّيس لوقا .10-1:19

ودَخَلَ أَريحا وأَخَذَ يَجتازُها. فإِذا رَجُلٌ يُدْعى زَكَّا وهو رئيسٌ للعَشَّارينَ غَنِيٌّ قد جاءَ يُحاوِلُ أَن يَرى مَن هُوَ يسوع، فلَم يَستَطِعْ لِكَثَرةِ الزِّحَام، لِأَنَّه كانَ قَصيرَ القامة،

فتقدَّمَ مُسرِعًا وصَعِدَ جُمَّيزَةً لِيرَاه، لأَنَّه أَوشكَ أَن يَمُرَّ بِها. فلَمَّا وصَلَ يسوعُ إلى ذلكَ المَكان، رَفَعَ طَرْفَه وقالَ له: «يا زَكَّا انزِلْ على عَجَل، فيَجِبُ عَلَيَّ أَن أُقيمَ اليَومَ في بَيتِكَ». فنزَلَ على عَجَل وأَضافَه مَسرورًا. فلمَّا رَأوا ذلك قالوا كُلُّهم متذَمِّرين: «دَخَلَ مَنزِلَ رَجُلٍ خاطِئٍ لِيَبيتَ عِندَه!» فوَقَفَ زَكَّا فقال لِلرَّبّ: «يا ربّ، ها إِنِّي أُعْطي الفُقَراءَ نِصفَ أَموْالي، وإِذا كُنتُ ظَلَمتُ أَحدًا شَيئًا، أَرُدُّه علَيهِ أَربَعَةَ أَضْعاف». فقالَ يسوعُ فيه: «اليَومَ حصَلَ الخَلاصُ لِهذا البَيت، فهوَ أَيضًا ابنُ إِبراهيم.

لِأَنَّ ابْنَ الإِنسانِ جاءَ لِيَبحَثَ عن الهالِكِ فيُخَلِّصَه».

 

الطوباويّ جان فان روسبروك (1293-1381)، كاهن قانوني

مرآة الغبطة الأبديّة/"سأُقيمُ اليومَ في بيتِكَ"

يشبه بعض الناس زكّا. هم يرغبون في رؤية يسوع لكي يعرفوا مَن هو، لكن كلّ عقل وكلّ نور طبيعيّ يكون عاجزًا عن ذلك. لذا، يتقدّم هؤلاء الأشخاص كلّ الجموع والمخلوقات. بالإيمان والحبّ، يصعدون إلى قمّة فكرهم، حيث تكمن الروح مُتفلِّتة من كلّ صورة وبمنأى عن كلّ العوائق أمام حرّيتها. هنا يمكن أن نرى يسوع، وأن نتعرّف إليه وأن نحبّه في ألوهيّته. فهو موجود دائمًا للنفوس الحرّة والمُترفِّعة التي رُفعَتْ فوق ذواتها، من خلال حبّها له. هناك، يفيض بملء المواهب والنِّعَم. لكنّ يسوع المسيح يقول لكلّ شخص: "انزلْ على عجل"، لأنّ الحريّة المُترفِّعة للنفس لا يمكن أن تحافظ على مكانتها إلاّ بفضل النفس المُطيعة والمتواضعة. لأنّه يجب أن تتعرّف إليّ وأن تحبّني كربّ وكإنسان، مُمجَّد فوق كلّ شيء ومُنخفض تحت كلّ شيء في آنٍ معًا. هكذا تتذوّقني، عندما أرفعُكَ فيَّ، فوق كلّ شيء وفوق ذاتكَ، وعندما تنخفض أنتَ تحت كلّ شيء وتحت ذاتكَ، معي وبسببي. يجب إذاً أن آتي إلى بيتكَ، وأن أمكثَ فيه، وأن أبقى معكَ وفيكَ، وأنتَ معي وفيَّ.

عندما يعرف أحدٌ ذلك، ويتذوّقه ويشعر به، ينزل مسرعًا، غير رافعٍ من شأنه وقائلاً بقلب متواضع، وبخيبة من حياته ومن كلّ أعماله: "يا ربّ، أنا لستُ أهلاً" (متى8: 8)، لأن أستقبلَ في بيت الخطيئة أي في جسدي وروحي، جسدكَ المُمجَّد في القربان المقدّس. لكن يا ربّ، أظهِرْ لي نعمتكَ وأشفِقْ على حياتي المسكينة وعلى ضعفي.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 3 كانون الاول 2008

النهار

لاحظ قريبون من رئيس كتلة نيابية أن الحملات على جهات عربية تبدو "مبرمجة بامتياز" على ايقاع الاجندة السورية ضد الجهات نفسها.

انتقد مسؤول سابق "تعيير" الناس بقبول المساعدات ودعا الى "تركهم وشأنهم" واحترام مشاعرهم.

رأى نائب أكثري في "حصر كل موبقات زمن الوصاية السورية" بالثلاثي خدام - الشهابي - كنعان بأنه "استخفاف بعقول الناس".

السفير

يقول بعض العائدين من "زيارات استكشافية" إلى واشنطن إنهم قد استنتجوا من بعض لقاءاتهم أن عودة السفير الأميركي إلى دمشق قد تأتي متزامنة مع "افتتاح السفارة السورية في بيروت".

دولة عربية كبرى تعيش أزمة سياسية صامتة نتيجة تعديلات مباغتة متوقعة في أعلى قمة السلطة، خصوصاً أن أزمة "الوراثة" غير محسومة بعد.

تراهن بعض القوى السياسية على تعديل في سلوك دولة عربية مؤثرة بعد إحالة ممثلها الرسمي إلى التقاعد وتغيير مساعديه الفعالين.

المستقبل

ذكر أن مرجعاً روحياً مسيحياً بارزاً عاد قبل أيام الى لبنان من عاصمة مجاورة له فيها مقرّ ولن يكون حاضراً بمناسبة إحدى الزيارات.

عُلم أن فيلماً يصوّر إعتداءً تعرض له إعلامي الأسبوع الماضي موجود في حوزة التحقيقات.

لفتت أوساط متابعة الى أن مرجعاً نيابياً أبدى امتعاضه من حملة استهدفت دولةً عربية كبيرة وطلب من أوساطه شجبها.

اللواء

وُضعت حلقات اقتصادية في أجواء مخيفة عن العدد الإجمالي من اللبنانيين الذي يُمكن أن يُستغنى عنه في شركات عاملة في دول قريبة·

يجري تداول معلومات متضاربة عن حقيقة توجهات إدارة جديدة إزاء لبنان وقضايا الصراع في الشرق الأوسط·

بات بحكم المؤكد أن قطباً موالياً لن يُدخل تعديلات جذرية على لائحته التي تضم النواب الحاليين، في ضوء معطيات المعركة الانتخابية في الجبل·

الشرق

وزير سابق رفض المشاركة في لقاء سياسي يناقش موضوع الانتخابات النيابية من زاوية القانون الذي اقره مجلس النواب؟!

اوساط مرجع رسمي توقعت اعادة خلط الأوراق الانتخابية في منطقة بعلبك - الهرمل في حال "لم يحسن احد السياسيين البارزين سلوكه" تجاه المرجع المشار اليه!

مراجعات كثيفة تقوم بها جهة روحية مسيحية مع فاعليات اغترابية في محاولة لوقف التشرذم السائد في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم!

 

المطارنة الموارنة هنأوا اللبنانيين بالأضحى وعيدي الميلاد ورأس السنة: على أهل السياسة أن يجمعوا رأيهم لانهاض البلد مما يتخبط فيه من أزمات

وطنية- 3/12/2008 (سياسة) عقد المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري، برئاسة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير. وفي نهاية الاجتماع اصدروا بيانا تلاه امين سر البطريركية المونسينيور يوسف طوق جاء فيه:

1 - ان الوضع العام في لبنان يشير الى انقسام في الرأي من شأنه ان ينعكس سلبا على الحياة العامة، ويزيد في البلبلة التي بتنا نلحظها في مختلف قطاعات الحياة، ما يقتضي التمسك بالثوابت الوطنية والمصلحة العامة مهما تباينت الآراء والخيارات.

2- ان الازمة الاقتصادية التي جاءت نتيجة الازمة المالية التي اجتاحت العالم ستجبر المئات من اللبنانيين الذين يعملون في المنطقة خارج لبنان على الانكفاء والعودةاليه. وهذا ما سيزيد الضائقة المعيشية تأزما، الأمر الذي يستوجب متابعة التدابير الحكيمة والمبادرات الآيلة الى مواجهة هذا الخطر.

3- ان التباعد الذي نلحظه بين الفئات السياسية في لبنان يتسع بدلا من ان ينحسر. وهذا ما يوجب على أهل السياسة أن يجمعوا رأيهم لانهاض البلد مما يتخبط فيه من ازمات متلاحقة.

4- هناك أصوات ترتفع بين الحين والحين لتقول إن الاحوال السياسية السائدة في البلد لن تشجع على إجراء انتخابات نيابية في موعدها. وهذا ليس بمؤشر خير، وكل تشويش على الانتخابات في البلد يقود الى فوضى، لبنان في غنى عنه.

5 - إن لبنان يقع في منطقة أقل ما يقال فيها إنها مضطربة. وينعكس هذا الاضطراب على أجوائه، وأقل ما هو مطلوب من اللبنانيين تناسي خلافاتهم وشبك أيديهم وتوحيد رؤيتهم لتجنيب بلدهم المزيد من التشرذم، وبالتالي المزيد من الضياع الذي ينعكس فقرا، خاصة على الطبقات المعوزة.

6 - اننا نهنىء اخواننا المسلمين في عيد الأضحى المبارك وأبناءنا في عيدي ميلاد الرب يسوع بالجسد ورأس السنة الميلادية. وبهذه المناسبة، يجدر بالمؤمنين أن يرفعوا عقولهم الى الله ليشكروه على نعمه وبركاته، ويشدوا أواصر التضامن في ما بينهم، فيبادر الميسور إلى مد يد المعونة الى المعسور، ويضعوا موضع العمل قول الرب : " الكبير فيكم فليكن لكم خادما".

 

الرئيس سليمان استهل محادثاته الرسمية في برلين بلقاء نظيره الألماني: في ظل الاحتلال الاسرائيلي يصعب الترسيم ولا يمكن العمل في قضية مزارع شبعا

وألمانيا مستعدة لتقديم ما يطلبه لبنان من آليات دعم للانتخابات التشريعية

ميركل: مهتمون أكثر من أي وقت مضى بمسار العلاقات اللبنانية - السورية وخبرتنا كبيرة في حماية الحدود ونقترح الدعم بإنماء المناطق الحدودية

وطنية - 3/12/2008 (سياسة) استهل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لقاءاته في برلين، صباح اليوم، بلقاء نظيره الألماني الرئيس هورست كوهلر في مقر رئاسة الجمهورية الألمانية في قصر belle vue.

وتبع لقاء القمة بين الرئيسين غداء عمل مع المستشارة أنجيلا ميركل. ثم عقد مؤتمر صحافي مشترك أكد فيه الرئيس سليمان "حرص ألمانيا على الديموقراطية في لبنان". وقال الرئيس سليمان: "أكدت ميركل تمسك ألمانيا بوحدة لبنان واستقلاله وسيادته واستقراره وازدهاره ودعمها لمؤسسات الدولة اللبنانية ومسيرة الحوار والمصالحة والتفاهم الوطني وإعادة الإعمار واستعدادها لتقديم ما قد يطلبه لبنان من آليات دعم لعملية الانتخابات التشريعية التي التزمت الحكومة اللبنانية إجراءها في موعدها منتصف العام المقبل".

أضاف: "في هذه المناسبة، أعربنا عن تعلقنا بالقيم المشتركة، ولا سيما بالديموقراطية وحقوق الانسان وكرامته والحريات العامة، وفقا لما هو منصوص عليه في دستور البلدين. وتم تأكيد ضرورة مساعدة لبنان في مواجهة الأخطار التي لا تزال تتهدده والإسراع في تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وخصوصا القرار 1701 والعمل معا لمواجهة خطر الإرهاب".

وأكد "أن الاتفاق بين الجانبين اللبناني والسوري يجري وفق ما رسم له"، مشيرا إلى "أن مسيرة الحوار والمصالحة في لبنان مستمرة"، شاكرا ل"ألمانيا مساعدتها للبنان على الصعد العسكرية والتربوية والاجتماعية".

ميركل

من جهتها، لفتت ميركل إلى "أن ألمانيا مهتمة راهنا أكثر من أي وقت مضى بمسار العلاقات اللبنانية - السورية"، وقالت: "في السابق حين كانت تتعرقل الأمور بين البلدين، لم تكن ألمانيا قادرة على أي حل. أما اليوم فالاهتمام ازداد لناحية مساعدة لبنان".

وتحدثت عن "المساعدة الألمانية في مجال مراقبة الحدود البرية بين لبنان وسوريا"، مشيرة إلى "أن المراقبة انطلقت على الحدود الشمالية، إلا أنها توقفت لاحقا بسبب الحاجة الى المزيد من الدراسات". أضافت: "الأمر يتوجب وضع مشروع لتنمية المناطق الحدودية لمساعدة سكانها الأمر الذي يسهم في شكل كبير في وقف التهريب وضبط أمن الحدود. هذا الأمر يدعم الحماية الأمنية والعسكرية. وإن الخبرة الألمانية كبيرة في مجال حماية الحدود، ونقترح الدعم بإنماء المناطق الحدودية، لأن ذلك يسهل أيضا ترسيم الحدود في الأماكن التي لا تزال غير واضحة".

وأبدت ميركل ارتياحها ل"التبادل التجاري بين البلدين".

حوار

وردا على سؤال، قال الرئيس سليمان: "تناولت مع الرئيس الألماني وميركل موضوع مساهمة الجالية اللبنانية في عملية الإعمار. وبالنسبة إلى مزارع شبعا، ننتظر زوال الاحتلال الاسرائيلي لأن في ظله يصعب الترسيم نظرا لأمور تقنية تتطلبها المسألة على الأرض. فلا يمكن العمل في قضية المزارع حتى في ظل الاعتراف السوري بلبنانيتها طالما هناك احتلال. كما أن الأمور تسير في شكل جيد بالنسبة الى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان".

من جهتها، قالت ميركل ردا على سؤال: "إن الوضع في لبنان صعب لكن هذه الصعوبة تزول تدريجيا مع تقدم عملية السلام. وإننا متفائلون في هذا الإطار".

لقاءات الرئيس سليمان

بعد الظهر، يلتقي الرئيس سليمان لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني البوندستاغ، ثم السفراء العرب المعتمدين في برلين.

ويختتم اليوم الأول بلقاء مع أبناء الجالية خلال احتفال يقيمه السفير نديم دمشقية. ويشار إلى أن الوفد الوزاري المرافق الذي يضم وزراء الدفاع الياس المر والتربية بهية الحريري والشؤون الاجتماعية ماريو عون سيجري لقاءات مع نظرائه من الوزراء كل في مجال اختصاصه. ملاحظة: تفاصيل لقاءات الرئيس سليمان والمؤتمر الصحافي ننشرها كاملة لاحقا.

 

اجتماع استثنائي ل "14 آذار" ناقش التقرير ال 11 للجنة التحقيق: ما تضمنه انتصار لمبدأ العدالة والمؤشرات لإدانة المجرمين تزداد

وطنية - 3/12/2008 (سياسة) عقدت الامانة العامة لقوى 14 آذار اجتماعا استثنائيا اصدرت على اثره البيان الآتي:

"1- توقفت الأمانة العامة عند التقرير الحادي عشر للجنة التحقيق الدولية في جريمة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والجرائم التي تلت وحصدت قيادات من قوى الرابع عشر من آذار، ومسؤولين في مواقع أمنية حساسة.

إن ما انطوى عليه التقرير يؤكد صحة رهان 14 آذار، قوى ورأي عام على الوصول إلى جلاء الحقيقة، وإدانة المجرمين، خصوصا أن المؤشرات إليهم تزداد عبر التقارير الدولية للجنة التحقيق. إن ما يزيد التقرير أهمية هو أنه ما قبل الأخير الذي تصدره اللجنة قبل الإنتقال إلى مستوى الإدعاء وبدء المحاكمة في آذار المقبل.

بناء عليه، تدعو قوى الرابع عشر من آذار اللبنانيين إلى إعتبار ما حواه التقرير من معطيات انتصارا لمبدأ العدالة التي من دونها لا قيامة لدولة الحق والقانون، وإفتتاح المحاكمة في آذار المقبل.

2- كذلك توقفت الأمانة العامة لـ 14 آذار أمام انتصارات قواها العاملة في قطاع المهن الحرة، وجرى عرض لمحصلة السنة النقابية، وسيعقد مكتب المهن الحرة في قوى 14 آذار مؤتمرا صحافيا يوم الخميس المقبل في الحادي عشر من الشهر الجاري, يعلن مكانه في حينه، ويشارك فيه أعضاء مجالس النقابات المعنية والنقباء".

 

الفنانة ليلى كرم في ذمة الله والصلاة لراحة نفسها غدا في برج حمود

وطنية- 3/12/2008 (متفرقات) نعت نقابة ممثلي السينما والتلفزيون والاذاعة والمسرح في لبنان الفنانة القديرة ليلى كرم التي غيبها الموت بعد صراع مع المرض.

يحتفل بالصلاة لراحة نفسها الساعة الثالثة بعد ظهر غد الخميس في كنيسة مار يوسف- برج حمود حارة صادر، ثم تدفن في مدافن العائلة في مار ضومط- برج حمود. وتقبل التعازي قبل الدفن وبعده ويومي الجمعة والسبت المقبلين في صالون كنيسة مار يوسف، من العاشرة صباحا الى السابعة مساء.

 

الرئيس السنيورة استقبل السفير دحداح والمطران كبوجي ووفدا افريقيا

والوزير سلام أطلعه على مراحل التحضير للمكتبة الوطنية بهبة من دولة قطر

النائب حوري: لن نقف موقف المتفرجين على الهجوم المستمر على موقع الرئاسة

وطنية - 3/12/2008 (سياسة) استقبل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة قبل ظهر اليوم، في السراي الكبير، وزير الثقافة تمام سلام، يرافقه المدير العام للوزارة الدكتور عمر حلبلب وأعضاء لجنة المكتبة الوطنية في الوزارة عايدة نعمان، الدكتور جورج عربيد، الدكتور جورج الصايغ، نبيل عيتاني، جيرار خاجريان، مود اسطفان، رئيسة المؤسسة اللبنانية للمكتبة الوطنية رندة الداعوق، ليلى زيادة وعفيفة ارثانيوس.

بعد اللقاء قال الوزير سلام: "زيارتي اليوم، برفقة اللجنة التي تتابع وتحضر لافتتاح الصرح الكبير، أي المكتبة الوطنية ومع المؤسسة اللبنانية للمكتبة الوطنية التي تواكب وتدعم هذا العمل، كانت لاطلاع الرئيس السنيورة على المراحل المتقدمة التي وصل إليها التحضير للمكتبة الوطنية على كل الصعد. واستمعنا إلى توجيهاته بالنسبة لهذا الموضوع بعد الزيارة الأخيرة لدولته إلى قطر وكان لي شرف مرافقته في هذه الزيارة. وهذا الموضوع الذي كان قد بدأ منذ ثلاث سنوات بمبادرة وطلب من الرئيس السنيورة للاخوة في دولة قطر وطبعا كان التجاوب من سمو أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، تجاوبا على مستوى ما نتطلع أليه في هذا الأمر من إقامة هذا الصرح الثقافي الكبير والذي خصص له مبلغ 25 مليون دولار، ولكن ربما الأحداث التي مرت في البلد أخرت هذا الموضوع وأعيد إحياءه من جديد في هذه الزيارة". وأضاف: "كان لسمو الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الموقف المميز، حيث أعطى التوجيهات باتخاذ الخطوات اللازمة لتفعيل هذه الهبة الكريمة من بلد عربي شقيق كريم ومن راع هذا البلد سمو الشيخ حمد بن خليفة أل ثاني، الذي واكب لبنان واللبنانيين في أحلك الظروف والأيام وقدم للبنان واللبنانيين الكثير في مجالات مختلفة خففت من معاناتهم، وما زال هذا العطاء مستمر على مختلف الصعد وتوج بما جرى منذ ستة اشهر من اتفاق الدوحة برعاية كريمة من سمو الشيخ حمد شخصيا ومتابعة وملاحقة لمسنا منها الكثير من الاهتمام في زيارتنا الأخيرة".

وقال: "نوجه شكرا كبيرا جدا لصاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على هذه المكرمة وهذه الهبة والهدية وهذا العطاء الكريم لإشادة وبناء المكتبة الوطنية في لبنان ونأمل ان يتم وضع الحجر الأساس لهذا الصرح، في وقت قريب ان شاء الله وسيتم تحديد الموعد في وقت لاحق.

اما بالنسبة إلى موقع المكتبة الوطنية، فسيكون في موقع مميز ومبنى تراثي والذي كان يعرف في كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية في منطقة الصنائع حيث سيكون هناك الحفاظ على المركز التراثي وسنعمل على تطويره ليكون مكتبة حديثة وسيتم تجهيزه وتأهيله بأحدث التجهيزات والأدوات المكتبية. ونحن سنتابع مهماتنا في وزارة الثقافة لانجاز الكثير من المشاريع الثقافية وخصوصا اننا مقبلون كما يعلم الجميع، على اختيار بيروت عاصمة عالمية للكتاب في العام 2009، هذا الأمر سيبدأ في شهر نيسان المقبل. ونحن اليوم في صدد التحضير له على مختلف المستويات وفي اتجاهات عدة، وهذا التحضير يأخذ بعض الوقت وربما يتطلب بعض الجهد ولكنني واثق بان هذا الجهد سيواجه هذا التحدي الكبير ونعطي بيروت ولبنان حقهما علينا جميعا ثقافيا وخصوصا في ما يتعلق بالكتاب، وتأتي المكتبة الوطنية تتويجا لهذه السنة وهذا الانجاز. فشكرا مرة أخرى وثناء كبيرا لصاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني ولدولة قطر على هذه الهدية الكريمة، وعلى ما يحرص عليه من توثيق العلاقة بين قطر شعبا ودولة واللبنانيين شعبا وقيادة. وأردف: "لا بد لي من ان أتوجه إلى دولة الرئيس فؤاد السنيورة بشكر خاص على حرصه دائما على متابعة كل الأمور التي تهمنا في وزارة الثقافة، والتي نحرص من خلالها على القيام بدورنا تجاه أجيالنا ومجتمعنا على أفضل وجه".

وفد أفريقي

واستقبل الرئيس السنيورة رئيس الحزب الحاكم في جنوب أفريقيا جاكوب زوما، على رأس وفد من رجال الأعمال، في حضور سفير جنوب أفريقيا محمد دنغور والقنصل وجيه البزري ورئيس مجلس إدارة بنك البحر المتوسط محمد الحريري. وجرى عرض لتوثيق العلاقات الثنائية لا سيما تعزيز التبادل الاقتصادي والاستثمارات بين البلدين.

النائب حوري

والتقى الرئيس السنيورة النائب عمار حوري الذي قال بعد اللقاء: "أجرينا جولة أفق مع الرئيس السنيورة وبحثنا في موضوع أساسي وهام وهو ما تتعرض له رئاسة الحكومة من هجمات شنيعة وغير مبررة وفي كثير من الحالات غير أخلاقية والتي تمس بموقع رئاسة الحكومة، وللأسف فإن كثيرين ممن يقومون بهذه الحملة لا يقرأؤن ولا يريدون قراءة الارقام كلها التي نشرت فيما خص الهيئة العليا للاغاثة، وموقع رئاسة الحكومة واضح في هذا المجال وبالتالي استمرار هكذا حملة وهجوم مستمر على موقع الرئاسة وعلى ما تمثل لن يلقى منا بعد اليوم الصمت وأن نقف موقف المتفرجين بل سيكون الرد كالعادة ردا منطقيا وموضوعيا.

أما بالنسبة الى الحملة الشرسة التي تتعرض لها المملكة العربية السعودية فنحن نتوجه ومن على هذا المنبر الى الأشقاء في المملكة ونقول لهم لا تؤاخذونا على قاله السفهاء منا والمثل يقول "السفيه إكتفيه". أضاف النائب حوري: "هناك ارتياح عام في كل الأوساط اللبنانية للتقرير الذي صدر عن لجنة التحقيق الدولية والمتعلق بالمحكمة ذات الطابع الدولي الخاصة بالرئيس الشهيد رفيق الحريري، هذا التقرير الذي يقول بشكل أو بآخر أن الحقيقة باتت قريبة وأننا أصبحنا أقرب من أي وقت مضى الى العدالة التي من خلالها سينال المجرمون الذين ارتكبوا كل الجرائم عقابهم العادل، وقد أثنينا على عمل الحكومة ونشاطها في هذه المرحلة وبحثنا في عدد من المطالب الإنمائية المتفرقة.

 

قضية المفقودين تتقدم وهناك لجان تعمل ولن تطول المدة وستعلن النتائج

وطنية - دمشق - 3/11/2008 (سياسة) بحث رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون مع الرئيس السور بشار الاسد القضايا والمواضيع القائمة بين البلدين. وافادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" جمانة خوري " ان الحديث دار خلال اللقاء الذي عقد قبل ظهراليوم في قصرالشعب عن التطورات الايجابية التى تشهدها العلاقات السورية- اللبنانية، بالاضافة الى الاوضاع فى المنطقة والمتغيرات التى تشهدها الساحة الدولية.وكانت وجهات النظر متفقة على أهمية هذه الزيارة التاريخية لسوريا التى تفتح عهدا جديدا يتميز بالرغبة المشتركة فى بناء علاقات مستقبلية تخدم مصالح الشعبين الشقيقين فى سوريا ولبنان وتقوم على الاحترام المتبادل لسيادتهما واستقلالهما". وقد تميز اللقاء ب"الرغبة المشتركة بالافادة من دروس الماضى من أجل بناء قاعدة متينة ومميزة فى العلاقات بين البلدين الشقيقين". وأشاد الرئيس السوري بمواقف العماد عون "المبدئية والوطنية" وقدر زيارته لسوريا0

بدوره، عبر العماد عون عن سعادته بلقاء الرئيس الاسد منوها ب"مواقف سوريا وحرصها على اقامة افضل العلاقات مع لبنان".

مؤتمر صحافي

وقال العماد ميشال عون، في مؤتمر صحافي عقده ظهر اليوم بعد لقائه الرئيس السوري في قصر الشعب: "انا سعيد ان التقيكم في دمشق ، وما كان يعتقد انه محرم اصبح حلالا وحلالا جدا، لنا جرأة مواجهة الماضي وليس الهروب منه ولن نمحوه من ذاكرتنا لكي لا نكرر الاخطاء. ولذلك كان حديثنا مع سيادة الرئيس واضحا كثيرا وهناك الكثير من المواضيع التي طرحت بصراحة".

واضاف: "اننا نريد بناء المستقبل وليس التوقف عند الماضي، والذي يتوقف عند الماضي فقط لن يستطيع بناء المستقبل. وقد سمينا هذا اللقاء عملية القلب المفتوح لتنقية الوجدانين السوري واللبناني، أي لا يبقى اثر لماض فيه اشياء كثيرة أليمة، ولكن لقاءنا اليوم واعد بمستقبل زاهر".

وردا على سؤال عن تصوره للوضع في لبنان ومرحلة ما بعد الرئيس الاميركي جورج بوش، قال: "ان العلاقات مع الولايات المتحدة كالطقس المتقلب، ونحن ليس لنا عداء مع الولايات المتحدة. نحن نعادي مواقف للولايات المتحدة، ولذلك اذا كان هناك تغيير كما اعلن الرئيس اوباما وتغيير استراتيجي بالاهداف ومستعدون ان يبنوا علاقات مع لبنان كدول صغيرة ويحترموا مصالحها، نعم، ولكن اذا ارادوا ان يظلوا على الاهداف نفسها فليس نحن من يخسر، وان الجماعة الذين معهم غير مدركين ماذا يفعلون، هم من سيخسرون لان اميركا دائما لديها قوة الاسترداد". وعن الفرق بين سوريا حافظ الاسد وسوريا بشار الاسد وملف الفقودين اللبنانيين، قال:

"هناك فرق كبير والظروف تغيرت والتقويم تغير، والمسؤولون تغيروا، واذا كانت هناك حرب ننتظر انتهاءها بين الدول، فانها تتفاوض في الاخر، والآن نقوم ببحث ماذا حدث، والمرحلة نتركها لحكم التاريخ".

وعن موضوع المفقودين قال: "تم بحث في هذا الموضوع وهناك لجان تعمل واكيد ستتوصل الى نتيجة، والبحث عن الاسماء الموجودة على اللوائح اذا كانت دخلت الى سوريا، واذا دخلت فماذا حدث لها، والموضوع يتقدم ولن تطول المدة وتعلن عن النتائج". وعن توجهه الى سوريا، قال: "هناك ارادة طيبة وتوجه طيب وهناك عقل واع بمشاكل المنطقة لا نقول محونا كل شيء، ولكن ما دامت هناك ارادة وعقل يتحكمان بالموقف

وليس عواطف وغرائز، فسنصل حتما الى توجه جديد يحترم مصالح البلدين".

ونفى وجود عداء بين سوريا ولبنان، وقال: "هناك خصومة وانا كنت الخصم الاول".

وعن امكان ان يتقبل الجمهور المسيحي هذه المصالحة مع سوريا كما تقبل ورقة التفاهم مع "حزب الله"، قال: "لم لا، لا ننسى ان شعورهم بالخصومة قد يجد مبررا لهم وهناك الكثير ممن أفادوا من العلاقة مع سوريا وضربوا بعض المسيحيين. وعندما اجرينا انتخابات 2005، سليمان فرنجيه اين كان؟ ألم يكن صديقا لسوريا، فلماذا انتخبوه يومئذ؟ وحتى ميشال المر انتخبوه. اذن الخصومة محلية تحولت الى اتجاه سوريا من سوء ادارة الحكم في لبنان. لذلك، فان غالبية المسيحيين بعد الانسحاب سمعت كلمتنا التي وجهناها بانها مرحلة وانتهت ويجب بناء افضل العلاقات مع سوريا. والذي يحلل الاحداث يعرف لماذا الذين كانوا مع سوريا صاروا ضدها. والذين كانوا يعتبرون اعداء صاروا اصدقاء. وانا لي رمزية معينة محترمة عن المسيحيين تعبر عنهم، وهذا هو الواقع الحقيقي".

واضاف: "انا عسكري ولا احمل كراهية حتى تجاه من احاربهم ، والسبب انه حتى الحرب التي فيها منتصر ومهزوم تنتهي بتفاوض وبتفاهم، ونحن نفتح صفحة جديدة من التاريخ لا فيها مهزوم ولا فيها منتصر انما عودة الى علاقات طبيعية".

وعن الاولويات لتصحيح العلاقة وماذا طلبتم من دمشق وماذا طلبت دمشق منكم، قال: "لقد كانت جلسة مصارحة مشتركة وتبادلنا وجهات نظر مشتركة واظهار حسن النية ولم تكن هناك مطالب من الطرفين، ولم نأت بجدول اعمال". وعن قضية اللاجئين الفلسطينيين قال: "نحن ننطلق من حق العودة ومتمسكون بعودة الفلسطينيين الى ارضهم، واي تسوية لن تكون على حساب الدول التي تحملت اعباء ستين

عاما ويجب ان يتحمل الاعباء الذين اوجدوا المشكلة". وعما سيقدمه الى سوريا بعد هذه الحفاوة قال: "عندي صداقة لسوريا".

وعن قضية لبنانية مزارع شبعا، قال: سوريا قالت ان مزارع شبعا لبنانية والان مختلفون على توقيت الترسيم. وهذه امور ثانوية ، واذا الامم المتحدة تريد ان تعترف فهي تستطيع ان تعترف لان الخرائط موجودة وسوريا تقول ان مزارع شبعا لبنانية. وصك الملكية الصادر من صيدا يقول بسيادة لبنانية وحتى لو كان المالك سوريا وصك الملكية الصادر من دمشق ولوكان المالك لبنانيا تكون الارض للسيادة السورية .فاذن المصادر التي اعطت صكوك الملكية هي من يكون لها السيادة على الارض".

وعن الانتقادات لزيارته لدمشق، قال: "ان من يقوم الزيارة هو نتائجها اذا كانت تبعية او استقلالية او ندية".

وعن الانتخابات قال: "ان سوريا تشجع على اجراء الانتخابات في لبنان لاننا نحنا ايضا نريدها وسوريا لن تتدخل فيها".

وعن جولته في سوريا قال ان "زيارته لعدد من الاماكن الدينية في سورية ستكون لكل الاماكن المسيحية وايضا زيارة لسماحة المفتي".

محادثات مع الرئيس الأسد

وكان الرئيس الاسد التقى اليوم العماد عون واجرى معه جولتي محادثات احداهما موسعة والاخرى ثنائية.

الوصول

وكان العماد عون وصل إلى مطار دمشق الدولي عند الثامنة والنصف صباحا، على متن طائرة خاصة يرافقه وفد من "تكتل التغيير والاصلاح" ضم النواب:ابراهيم كنعان، عباس هاشم، فريد الخازن ونبيل نقولا والوزير السابق سيبوه هوفنانيان، وسط تدابير أمنية مشددة، وكان في استقباله نائب وزير الخارجية السوري الدكتور فيصل المقداد. وصرح العماد عون على الأثر: "إنني سعيد جدا بهذه الزيارة، وآمل ان تكون بداية مرحلة مشرقة في تاريخ العلاقات اللبنانية - السورية، وأبعث بتحياتي وأطيب تمنياتي الى الشعب السوري". من جهته، رحب الدكتور المقداد بالعماد عون، واعرب عن أمله "أن تكون هذه الزيارة ناجحة وبادرة خير في العلاقات السورية - اللبنانية التي يجب ان تكون دائما متطورة ومتينة ووثيقة".

 

"الرابطة السريانية" لفتت الى معاناة المسيحيين في مصر والعراق

ورحبت بسماح السلطات في الشارقة بإقامة اول كنيسة روسية ارثوذكسية

وطنية - 3/12/2008 (سياسة) عقدت الرابطة السريانية اجتماعا برئاسة حبيب افرام في مقرها في الجديدة. وإثر اللقاء، أذاع الامين العام جورج اسيو البيان الآتي:

"أولا: تتابع الرابطة احوال المسيحيين في الشرق ويهمها أن ترصد هذه الملاحظات:

1- ترحب بسماح السلطات في امارة الشارقة بإقامة اول كنيسة روسية ارثوذكسية، بعد ان قدم حاكم الإمارة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي الأرض هدية، علما ان الإمارة كانت قد سمحت بافتتاح كنيسة منذ مطلع تسعينات القرن الماضي. هذه الروح تؤكد الفكر الاسلامي المنفتح النير.

2- تستغرب الرابطة حصار بعض الاسلاميين المتطرفين في مصر لكنيسة جديدة يبنيها مسيحيون، وكأن العيش المشترك واحترام الاديان وحرية العبادة والمساواة في المواطنية ليست من قيم حقوق كل انسان. فلماذا هذا الهجوم والرفض والاصولية الالغائية وأين دور الحكومة المصرية في تعزيز ثقافة الانفتاح؟.

3- تستمر معاناة مسيحيي العراق من دون حلول لا سياسية ولا اجتماعية في ظل محاولة الغرب تسهيل تهجير الناس عبر اعطائهم سمات دخول وقبول، ما يهدد بتفريغ الشرق من مكون اساسي له، وما زال الارهاب يتعرض لرجال الدين المسيحيين في الموصل، حيث نجا الاب شامل صادق شامل القس الانجيلي من هجوم مسلح. فإلى متى هذا الاستهتار بالانسان وبكرامته وبحقه في الحياة. وهل من اجوبة من الحكومة العراقية؟.

ثانيا: تعلن الرابطة تأجيل مؤتمر "التنوع الديني والقومي والمذهبي في العالم العربي ثروة أم عامل تفتت" الذي تنظمه بالتعاون مع "مركز الدوحة الدولي لحوار الاديان"، وستحضر لموعد جديد".

 

النائب زهرا: العماد عون تسرع في زيارته الى سوريا

كل المحاولات لمقايضة الحقيقة والعدالة لن تجدي نفعا

وطنية 3/12/2008 (سياسة) لاحظ عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا، في حديث الى إذاعة "صوت لبنان"، "ان النائب ميشال عون، تسرع في زيارته الى سوريا ولا سيما مع وجود ملفات حساسة بين البلدين، مستغربا ان "يعطي بعض السياسيين الذين كانوا على علاقة ملتبسة مع سوريا نوعا من براءة الذمة لها". واكد ان "كل المحاولات لمقايضة الحقيقة والعدالة باي شيء آخر، لن تجدي نفعا، وقال: "اظن ان هناك تسرعا باجراء هذه الزيارة بعد التاريخ الاليم في العلاقات اللبنانية - السورية خصوصا في السنوات الثلاثين الاخيرة من المبكر وقبل انهاء ملفات عالقة وحساسة جدا بين لبنان وسوريا ان يعطى لسوريا من سياسيين لبنانيين خصوصا، من كانوا على علاقة ملتبسة معها نوع من براءة الذمة بعلاقتها بلبنان، لذلك لا اعرف ما هو المردود المرتجى ليكون ايجابيا على هذه الزيارة اكثر من ان تكون سوريا استفادت من سياسيين لبنانيين واطراف لبنانية لاظهار بان ليس لديها اشكالية في العلاقة مع لبنان، في الوقت الذي يبقى فيه ملف المفقودين عالقا ولا يبدو ان هناك نية لحله لان قضية لبنانية كبيرة تم التعامل معها من قبل سوريا باهمال واستخفاف ملف ترسيم الحدود الذي اصبح واضحا بان سوريا لن تساعد في اظهار لبنانية مزارع شبعا وتسترد مزارع شبعا بموجب القرار 425 وهكذا تبقى لدينا قضية معلقة ولها علاقة بسيادة الدولة والتباس استمرار المقاومة او عدمها وهذا موضوع يحد من سلطة الدولة ومن مشروعها وملفات كثيرة عالقة يعني العلاقات الديبلوماسية الذي يسبقه تسرع باجراء الزيارات ولم يتم بعد تبادل السفارات بين لبنان وسوريا وهو موضوع مضى عليه عشرات السنين وهو موضوع مطالبة من اللبنانيين، هذه مواضيع جدية كان يجب ان تؤخذ في الاعتبار قبل اتمام هذا النوع من الزيارات". وعن مردود هذه الزيارة بالنسبة للبنان لا سيما ان عون يقول بان الزيارة ستفتح صفحة جديدة بين بلدين، سارع الى القول: "علينا الانتباه، فتح الصفحات الجديدة هو مسؤولية السلطات الدستورية وليس الفرقاء السياسيين، يعني الصفحة الجديدة بدأ فتحها مع زيارة فخامة الرئيس واعلان النية بالتبادل الديبلوماسي ونحن في انتظار استكمال هذه الخطوة بشكل اساسي. من يمثل لبنان في العلاقات مع الدولة هو رئيس الجمهورية والحكومة اللبنانية وليس اي طرف سياسي مع احترامنا لكل الاطراف". وعن قراءته للتقرير الذي أصدره رئيس لجنة التحقيق الدولية، وما إذا باتت طرق المحكمة الدولية سالكة، أشار النائب زهرا الى "ان طلب التجديد لشهرين هو مهلة لصياغة نوع من القرار الاتهامي لانه لم يتم الطلب كما جرت العادة لستة اشهر او حتى لثلاثة أشهر، فقط شهران. هذا يعني ان المعطيات المطلوبة لانطلاق المحكمة اصبحت في حوزة اللجنة واللجنة بدورها تقدمت بعملها الى الحد الذي يسمح بالقول اننا اصبحنا امام انطلاق عمل المحكمة الجدي وطريقها سالكة فعليا. وفي السياسة تعني ان كل المحاولات لمقايضة الحقيقة والعدالة باي شيء اخر لن تجدي نفعا". وعن المعلومات التي تقول ان "قوى 14 اذار" حسمت الحصص، فيما خص الانتخابات النيابية بين تياراتها واحزابها، أوضح النائب زهرا "ليس صحيحا، ما هو محسوم هو نية التفاهم ولكن حسمت الحصص وتم تعيين المرشحين. في رأيي من المبكر وليس المطلوب قبل هكذا وقت ان يكون الوضع محسوما، لكنه يعمل على ذلك، فالنية واضحة وكذلك الارادة وكل فرقاء 14 اذار جاهزة للانتخابات بلوائح موحدة".

 

رسالة إلى عون: ماذا عندك لترفع رأسك وهل تذكر شعار تكسير رأس الأسد؟

 التاريخ: 3 كانون الاول 2008 المصدر: موقع تيار المستقبل

وجه المواطن اللبناني عساف ابو نقول، شقيق الجندي الشهيد روني ابو نقول، كتاباً مفتوحاً الى العماد ميشال عون خطه بدمع العيون ودماء شقيقه الشهيد ورفاقه الذين وقفوا في 13 تشرين الاول 1990 يواجهون غزوة الجيش السوري وهو يجتاح منطقة الحدث.

كتب عساف:

"حضرة العماد ميشال عون..

شاهدتك على شاشة التلفزيون وسط جماهير المستقبلين وهم يلوحون لك بالاعلام السورية والبرتقالية، ورأيت صورتك باسماً ومنتشياً. وتذكرت حينها مشهد جنازة شقيقي الشهيد روني الذي اعدمه جنود القوات الخاصة السورية الذين يشرفون على تأمين الحماية لك خلال زيارتك الى سوريا. عندما شيعنا شقيقي لم يتمكن من السير في جنازته الا عدد قليل جداً لأن الجيش السوري كان يقتل ويسرق ويحرق ويدمر مستبيحاً المنطقة التي احتلها بالحديد والنار.

هل تعرف كيف استشهد شقيقي روي، لقد قاتل ورفاقه مثل الاسود رغم اصابته في شكل طفيف ولم ينسحبوا الا بعد نفاد ذخيرتهم الى احد الابنية السكنية المجاورة، واعتقدوا لبراءاتهم ان الجيش السوري الغازي سيرحم المصابين والجرحى، لكن جنود القوات الخاصة السورية قاموا بإعدام شقيقي واعتقال رفاقه، وماتت والدتي بحسرة ابنها الشاب وهي تذرف الدموع عليه حتى اللحظة الاخيرة من حياتها.

لدي الكثير لأقوله لك يا حضرة العماد، وأنت الذي لا تكف عن إلقاء المواعظ والدروس وخصوصاً ادعاءك المتواصل انك لم تقتل احداً وأن يديك ليستا ملوثتين بالدماء، وربما لأنك لم تحمل بندقية يوماً ولم تشارك بالقتال ميدانياً ولو مرة في حياتك، لكنك مسؤول عن التسبب بقتل اخي ورفاقه العسكريين نتيجة قراراتك الخاطئة والمتهورة والتي تسببت بموت المئات وتهجير الالوف من المسيحيين، وهذه امور يجب ان تحاسب عليها. هتلر لم يحمل مسدساً ايضاً ولم يقتل احداً، لكنه تسبب بتدمير اوروبا ومأساة انسانية كونية وأنت تسببت بمآس لشعب لبنان.

تدعي يا حضرة العماد انك ذاهب الى سوريا برأس مرفوع، فعن اي شيء تتحدث لكي ترفع رأسك، وهل هروبك من قصر بعبدا امر يدعوك الى رفع الرأس والفخر، انت تعلم جيداً ان ضباط الجيش اللبناني وجنوده كانوا يقاتلون بكل شرف على كل الجبهات ويصدون هجمات الجيش السوري الواحدة تلو الاخرى، وأنت كنت قد اصبحت لاجئاً في السفارة الفرنسية وبحمايتها وتصدر الاوامر الداعية الى الاستسلام. عن اي رأس مرفوع تتحدث وأنت الذي تركت العسكريين يقاتلون في سوق الغرب وضهر الوحش والحدث ودير القلعة دون ان تكترث لهم.

عن اي رأس مرفوع تتحدث وأنت تذهب للقاء من قتل اهلنا ودفنهم في مقابر جماعية واعتقل شبابنا وأماتهم في السجون، وهل تعلم ان اربعة من رفاق شقيقي روني لا يزالون في المعتقلات السورية وأنت الذي انكرت قضيتهم وتنكرت لمسؤوليتك عما جرى لهم.

لقد استشهد اخي في عمر الورود لأنه قرر خوض المعركة كرمى الشعارات الكبيرة التي اطلقتها من قصر بعبدا يا حضرة العماد، والتي غسلت رأس الشباب بها، وهل تذكر شعار تكسير رأس حافظ الاسد ام لا؟ والذي طويته في جيبك وذهبت الى السفارة الفرنسية لاجئاً بينما نحن نقتل ونذبح ونهان.

من يرد لي شقيقي يا حضرة العماد، ومن يرد لي والدتي التي ماتت بحسرته، ومن يكفكف دمع والدي العجوز، ومن يبرد قلوب الامهات الثكالى والاطفال اليتامى وأنت الذي ذهبت لتعيش آمناً مطمئناً في باريس مع عائلتك.

يقولون يا عماد ان "الجمرة لا تكوي الا مطرحها"، ولكنك طعنتنا بسكين في قلبنا وقتلت اخي الشهيد مرة ثانية، اتق الله ولا تتحدث عنا". 

 

خفايا عودة عون إلى بيروت من "لقاء المسبح" مع غزالة إلى "فاكس" مراد

 التاريخ: 3 كانون الاول 2008 المصدر: جريدة الراي الكويتية

يعتدل فايز قزي في كرسيه راوياً تفاصيل العلاقة بين عون وسوريا، وتحديداً تفاصيل عودة «الجنرال» إلى لبنان، فيقول: "زيارة عون لسوريا اكتملت من حيث المعنى المجازي، وكنتُ شاهداً على الأمر، في تاريخ 27 كانون اول/ديسمبر 2004 حين تمَّ الاتفاق بين عون والسوريين على عودته إلى لبنان وعلى مظاهر العودة وما إلى ذلك، وعلى اثرها زار المسؤول في "التيار الوطني الحر" غابي عيسى الشام والتقى عبد الحليم خدام".

ويروي قزي: "عون ينكر الأمر في كتابه لكن عودته إلى لبنان بدأت بـ «احتكاك» أول أقمته أنا بالذات في تموز/ يوليو 2004 ربما عن طريق الصدفة أو عن سابق تصور وتصميم من السوريين. كنتُ جالساً في المسبح الذي أملكه وأذكر جيداً أنه كان يوم خميس، فاتصل بي أحد الأصدقاء ليعلمني أنه ينوي زيارتي مع عدد من الأشخاص بمن فيهم رستم غزالة يوم الثلاثاء اللاحق. وكما كان مخططاً، وصل الجميع يوم الثلاثاء إلى مسبحي، وبينهم رستم غزالة ووئام وهاب ورياض رعد وناصر قنديل، وكنتُ، في تلك المرحلة، أعلم أنَّ هناك مشكلة بين احد الاعلاميين البارزين ومدعي عام التمييز عدنان عضوم، وكان الاعلامي حينها موجوداً في كندا، فدعوتُ شقيقه وهو اعلامي ايضاً للحضور لحل المشكلة مع غزالة باعتبار أنه موجود، وهذا ما حصل فعلاً".

كانت جلسة عادية طبيعية وكنتُ ارتدي لباس السباحة، وبدأ غزالة الحديث بالقول: «كيف حال الجنرال ميشال عون؟» فبادرته إلى القول: "مضى نحو سبعة أشهر منذ أن رأيته لكن سؤالك لفت انتباهي. فعندما كنتُ أزور الشام، حين كانت العلاقات قائمة بينكم وبين عون، كنتُ استشف الجو العام من خلال الطريقة التي يطرح فيها عبد الحليم خدام هذا السؤال. فإذا قال كيف حال «ميشو»، كنتُ أعرف أنَّ العلاقات سيئة جداً، أما إذا سماه «ميشال» فهذا يعني أنَّ العلاقات لا بأس بها، وإذا سماه «الجنرال» فهذا يعني أنَّ العلاقة جيدة، أما إذا سماه «الجنرال ميشال عون» فهذا يعني أنَّ العلاقة ممتازة وعلى ما يبدو فإنك قلت الجنرال ميشال عون. وسكت هو (غزالة) وسكت أنا بدوري".

ويتابع: "اختلجني شعور بأنَّ شيئاً ما يجري، خصوصاً على مستوى الزيارة، وعندما همَّ الجميع بالمغادرة، سألني غزالة عن موعد زيارتي المقبلة لباريس، فأخبرته أنني أنوي السفر بعد نحو شهر، فأوصاني أن أوصل سلامه الحار للجنرال عون. قلتُ له إنَّ الجنرال يفكر في العودة إلى لبنان فقال: «أهلاً وسهلاً به".

لم أذهب إلى باريس بعد شهر وذلك بسبب ارتباطاتي في لبنان، وتحديداً مسألة تأجير المسبح بحيث استغرقت المفاوضات نحو شهرين. وفي 14كانون اول/ ديسمبر 2004 ذهبتُ إلى باريس، وبتاريخ 16 منه زرتُ الجنرال عون وأخبرته بما جرى معي، فأبدى حماسه. سألني عن رأيي فقلتُ له: «قبلَ تحديد موعد العودة، يجب الحصول على تعهد بعدم الملاحقة القانونية أو التوقيف، والعودةُ تتمّ وفق الخطاب السياسي المعروف: حرية سيادة استقلال، أما التحالفات الإنتخابية فتكون في الظاهر بعيدة عن السوريين لكن بالتفاهم معهم فهم في امكانهم ابعاد مرشح ما تسهيلاً لك وضمان التحالف مع مرشح ما قد تكون بحاجة اليه». وأكدتُ لعون أنَّ التنازلات التي سنقدمها تتمثل بخفض مستوى الخطاب السياسي من حال العداء مع سوريا إلى حال الخصومة معها، أما بالنسبة للقرار الدولي 1559 فهو وُجد وتكرس ويجري تطبيقه وعلينا أن نتناسى أمره من دون السير ضده، إضافةً إلى عدم خوض الانتخابات النيابية إلى جانب وليد جنبلاط ولا حتى إلى جانب رفيق الحريري، فالطرفان كانا غير مهتميْن بالتعاون مع عون.

كانت، إذاً، فرصة مجانية قد يراها السوريون من منظار إيجابي، خصوصاً أنه كان يجري في بداية تلك المرحلة التحضير للتمديد للرئيس اميل لحود وكانت العلاقات بين جنبلاط والحريري وسوريا متوترة.

ويردف قزي: «وافقَ عون على كلّ هذه البنود، إلا أنني أعلمته بضرورة سفري إلى أسبانيا على أنْ أعود بعد أسبوع إلى باريس، وهو الوقت الكافي للتفكير بعمق في الأمر. وفي 23 ديسمبر 2004 عدتُ إلى باريس للقاء عون الذي أبدى ترحيبه بمسألة العودة، طالباً إضافة بند وحيد وهو إرسال دعوة إلى السوريين، بواسطة أحد أعضاء «التيار الوطني الحر» في الولايات المتحدة، للمشاركة في مؤتمر المصالحة الذي كان ينوي عقده في باريس. وفي 24 ديسمبر، عدتُ إلى لبنان للاحتفال بعيد الميلاد المجيد مع عائلتي، وفي 26 منه توجهت إلى سوريا حيث كان الجميع بإنتظاري واستعرضنا سوياً كل الشروط والمسائل العالقة، واستمرت الجلسة فترة طويلة فعرض عليّ المجتمعون أنْ أبيتَ في دمشق لكنني فضلت العودة إلى بيروت. في اليوم التالي، عدتُ إلى الشام وتناقشنا طويلاً وتمت الموافقة على كل البنود التي تقدمت بها حتى إنهم وافقوا على حضور ممثل عن «التيار الوطني الحر» إلى سوريا لتسليم الدعوة إلى مؤتمر المصالحة ولكن من دون المشاركة فيه لأن في ذلك حرجاً كبيراً، بحسب السوريين. اتصلتُ إذاً، بالعماد عون ونقلت إليه البشرى السارة وبعد نحو أربعة أيام زار غابي عيسى دمشق وسلم الدعوة».

ويستكمل كلامه بالقول: "في تلك المرحلة"،لعب الفأر في عب الرئيس اميل لحود، كما يُقال، "فصار يحضّ مدعي عام التمييز عدنان عضوم على الحديث في الإعلام عن مذكرات التوقيف ضد عون وإمكان توقيفه عند وصوله إلى مطار بيروت في وقت لم يكن يريد السوريون إظهار أي حماسة علنية لعودة عون".

أجرينا دراسة حول الشق القانوني لمسألة العودة مع القاضي منيف عويدات وطلبَ عضوم تقديم طلب لرفع مذكرات التوقيف، غير انني رفضت لأنَّ المذكرات غير قانونية، في الأصل. حينها، طلبَ مني السوريون أن أزور الرئيس إميل لحود لوضعه في أجواء ما يجري، فزرتُ بعبدا واستقبلني لحود بنوع من الفتور فشرحتُ له أنه تمت معالجة الخلاف بين عون والسوريين وأنه لا تزال هناك مسألتان تستلزمان الحل وهما التعويضات المالية للضباط الذين خدموا إلى جانب عون ومسألة مذكرات التوقيف، فنصحني بمراجعة مدعي عام التمييز عضوم على أن يحدثه هو في الموضوع، فيما طلبتُ منه أن يحدث وزير الدفاع عبد الرحيم مراد، آنذاك، بهذا الخصوص، أيضاً. صراحةً، لم يكن الجو مريحاً لكنني ذهبتُ إلى عبد الرحيم مراد فطلب مهلة 48 ساعة ثم بعث لي برسالة عبر الفاكس يقول فيها: "إنَّ التعويض يستحق منذ تقديم الطلب وبما أنَّ المستدعين لم يتقدموا بطلب منذ «فرارهم»..." فلم أرسل الفاكس إلى العماد عون، خـشية أن ينـفعل لقراءة عـبارة مـنذ «فرارهم».

ويضيف: «بعد شهر وأكثر انقضت الأيام واغتيل رفيق الحريري في فبراير 2005 واهتز الاتفاق الذي أسستُ له بين عون والسوريين، وأضحى عون «مقيماً» في منزل نازك الحريري في باريس وانفتح أطراف قوى الرابع عشر من مارس عليه وزاره كل من الياس عطا الله وجورج حاوي ومروان حمادة وغطاس خوري ووليد جنبلاط وغيرهم، إلى أنْ عرفتُ أن هناك فريقاً آخر دخل على خط عودة عون إلى لبنان، وهو يضم كريم بقرادوني واميل اميل لحود وأنطوان خوري حرب. اليوم يؤرخ العماد عون التاريخ متناسياً الاتفاق الذي أقمته أنا بينه وبين السوريين، وهو يؤكد في كتابه بالفرنسية "Une certaine vision du Liban " إنه كان في باريس حين اتصل به أحدهم قائلاً إنَّ كريم بقرادوني يريد مقابلته وعندها سارت الأمور باتجاه العودة».

ويستكمل قزي كلامه: «حقيقةً، لا أعترض على زيارة عون لسوريا شرط أن يكون عون، بالفعل، يسعى لإقامة علاقة صحيحة وليس البحث عن مساعدة للاستقواء على الجمهورية بمعنى رئيس الجمهورية أو الاستقواء على الخصوم بمعنى البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير و«القوات اللبنانية» و14آذار عامة. أشجعُ إقامة علاقات متوازنة وجيدة مع سوريا ولكن، للأسف، زيارة عون، وهي متأخرة جداً، تأتي لتغطية العلاقة «الملتبسة» مع «حزب الله» وإيران، وهنا يُطرح السؤال: هل يحاول ميشال عون أن يفسر هذا السلوك غير اللبناني واللا عربي واللا فلسطيني واللا قومي، بمعنى القومية العربية، والذي انكشف في علاقات حميمة لا مبرر لها مع «حزب الله»؟ موقع ميشال عون الأساس هو مع حركة 14 آذار السيادية والاستقلالية، وعندما اختلف مع مجموعة من هذا الفريق كان من الأجدى أن يصححه أو يأخذ استقلاليته التامة عنه من دون الانتقال الى المقلب الآخر. ومن حق الحياديين، الذين يتهمهم عون بأنهم ينتظرون من يشتريهم، أن يسألوا: «هل وجدَ عون الثمن لأنه من المفترض أن يكون حيادياً وذهب مع طرف ضد آخر؟».ويتابع: «لم يكن عون مع السنّة ولا مع الشيعة بل كان في مرحلة الوسط والاعتدال فلماذا انتقل إلى موقع التطرف؟... هذا عداء للرأي العام العالمي وللعرب. في رأيي انه لم تعد هناك مذكرة تفاهم مع «حزب الله» لأن عون تجاوز كل مذكرات التفاهم وكل أفكار التحالف وأصبح ينتمي بشكل كامل ومطلق إلى هذه المدرسة، وقد ذاب ذوباناً مطلقاً فيها وتحوّل شريكاً فرحاً بهذا الخط. ونأمل أن تكون زيارة سورية ليست مجرد تمويه لعملية أخرى ونتمنى أن يعود عون إلى الطريق اللبناني كما رسمها هو عندما كان قائداً للجيش ورئيساً للوزارة، فمن الضروري أن يعود إلى موقعه ومداه العربي الحقيقي».

 

عون يلتقي الأسد متحديا الأغلبية النيابية والحريري يدعو للندية مع دمشق

GMT 10:00:00 2008 الأربعاء 3 ديسمبر  وكالات

 دمشق، وكالات: أكد رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون أن ما كان يعتقد أنه محرم أصبح حلالا وحلالا جدا، مشيرا بعد لقائه الرئيس السوري بشار الاسد الى "الجرأة في مواجهة الماضي وليس الهروب منه ولن نمحوه من ذاكرتنا لئلا نكرر الأخطاء، مشددا على ان الحديث مع الأسد كان واضحا والمواضيع طرحت بصراحة لأننا نريد بناء المستقبل وليس الهروب من الماضي، مسميا اللقاء بـ" عملية القلب المفتوح" لتنقية الوجدانين اللبناني والسوري لأن "الماضي فيه أشياء أليمة ولكن المستقبل زاهر". وفي موضوع المفقودين اكد ان هناك لجان تعمل، وان البحث مع الاسد تطرق لهذا الموضوع، معتبرا "ان اللجان ستتوصل الى نتيجة، لأن هناك بحث عن الأسماء الموجودة على اللوائح وماذا حدث بها، وانشاءالله يعلن عن النتائج في هذا الموضوع ولا تطول النتائج". واشار عون الى ان مواضيع البحث كانت كثيرة، معتبرا ان "الفرق كبير والظروف تغيرت اليوم والتقييم تغير والمسؤولين تغيروا". واضاف عون "نحن لسنا مستنسخين عن بعضنا والأحداث ليست مستنسخة، كل الظروف تغيرت اليوم واليوم لسنا بصدد بحث تحليلي ماذا حدث في الماضي ولكن المرحلة نتركها لحكم التاريخ."

واعرب عون عن ارادة طيبة بين الدولتين لمواجهة مشاكل المنطقة، طالما هناك وعي وعقل يتحكم سنصل حكما الى حل لكل المشاكل السابقة، مضيفا "أنا لست وزيرا او رئيس جمهورية ولكن هذا استطلاع واستشراف للمستقبل، اذا انا خرجت مرتاح والاسد خرج مرتاحا من اللقاء كل واحد يستطيع أن يطمئن شعبه".

 وفي قضية التوطين شدد عون على "ان المبادىء تنطلق من حق العودة للفلسطينيين، منتتقدا بعض الدول التي تحاول التسوية على حق العودة، مؤكدا على التمسك بهذا الحق، مشددا "على ان أي تسوية أخرى ستحدث اذا قبل بها الفلسطينيين لن تكون على حساب الدول التي تحملت أعباء 60 سنة، بل على حساب الدول التي أوجدت المشكلة."

من جهة ثانية رفض عون ان تسمى "العلاقة القديمة" له مع سوريا بـ"العداوة"، مسميا هذه العلاقة بالخلاف والخصومة الذي من الممكن ان يحصل في اي وقت وبين اي فريقين، معتبرا انه "حتى الحرب التي فيها مهزوم ومنتصر تنتهي بتفاوض كيف اذا كنا نفتح صفحة جديدية ليس فيها مهزوم ولا منتصر، اليوم، وان الماضي انقلب صفحة بيضاء وطبعا نريد أن نزيد هذا البياض مع الأيام". واضاف "نتائج الزيارة هي التي تقيمها اذا كانت تبعية أو استقلالية أو فيها ندية، متوجها لمنتقدي هذه الزيارة التاريخية بالقول: "الطائرة التي تطير على ارتفاع 60 كلم لا تهتم للصواريخ التي تنفجر على علو 40 كلم".

وبالنسبة لمسألة مزارع شبعا لفت عون الى انها "ليست اشكالية فسوريا قالت أن المزارع لبنانية، ولكن الاختلاف على توقيت الترسيم، فالأمم المتحدة تطالب بترسيمها الآن، متسائلا مثلما رسموها حاليا هل احترموا رأي سوريا ولبنان، مشددا على في حال "الاختلاف على شبر في الترسيم لا سوريا ستحتج ولا لبنان سيحتج، والأمم المتحدة تملك خرائط ويمكنها الاعتراف اذا أرادت."

وفي الموضوع الانتخابي اكد عون ان سوريا لن تتدخل في الانتخابات اللبنانية، لانها تشجع على اجراءالانتخابات في لبنان فهي لا توزع لا زفت ولا خدمات صحية ومدرسية .واضاف عون " قد أخسر بعض الأصوات من الزيارة وأربح غيرهم، ولكن هذا ليس الهدف من الزيارة، عندما حوصرنا من البحر والجو ألم يشعروا أن فقط حدود سوريا بقيت مفتوحة، فليفكروا اذا أرادوا بحدود مصلحية ضيقة أين مدخل لبنان الى الدول العربية، يجب أن نكون واقعيين ومنطقيين". واعتبر ان المال كان له تأثير في كل عهود التاريخ من أيام النبي موسى ثم السيد المسيح، منبها أن الانسان لا يستطيع ان يخدم اثنين المال والله، وان هناك سقوط للمجتمعات بالمال، والمجتمع المستهدف حاليا والمسيحيين بصورة خاصة لن يسقطوا بالمال لأنهم يعتقدون أن السيد المسيح صلب وقام ولكن لبنان اذا صلبوه وقتلوه لن يقوم.

وردا على سؤال عن اعتذار سوري للبنانيين على كل السنوات الماضية التي حكم فيها الجيش السوري لبنان اجاب عون: هل اعتذر الموجودين في بيروت الذين كانوا شركاء في مرحلة معينة لما حصل والهجومات والاتهامات الدائمة لسوريا. ويجب أن يعتذر الموجودين في بيروت، أولا نبدأ من بيروت ثم نصل الى الشام." وحول العلاقات مع الولايات المتحدة، اعتبر عون انها مثل الطقس المتقلب، لافتا الى ان العداء هو للمواقف الاميركية التي تؤذي لبنان لا الدولة الاميركية، واذا كان هناك تغيير كما أعلن الرئيس الجديد باراك أوباما عن تغيير استراتيجي للأهداف والاستعداد لبناء علاقات مع الدول الصغيرة، نحن على استعداد للتعامل مع اي توجه لمصلحة المنطقة بحال احترام "مصالحنا واستقلالنا" اما اذا استمروا على اهدافهم القديمة،فـ"نحن لن نخسر بل سنربح على أرضنا ولكن جماعة أميركا هم الذين سيخسرون عندما ينتهي رأسمالهم". وختم العماد عون ، مطمئنا المسيحيين و"ليس الموارنة فقط" ان المسيحية المشرقية التي نريدها هي أن تستيقظ على جذورها الاصيلة وليس كما حاول البعض ان يصورها.

وكان في استقبال عون على ارض المطار نائب وزير الخارجية فيصل المقداد. واعلن عون في مقابلة نشرتها صحيفة الوطن السورية الاربعاء ان الملفات التي ستكون في مقدمة محادثاته في دمشق هي "عناوين مؤتمر الحوار الوطني المتفق عليها في عام 2006 وهي العلاقات الدبلوماسية التي اتخذ القرار بانشائها وموضوع ترسيم الحدود التي تشكلت لجنة مختصة بمتابعته ومسألة المفقودين الذين يعتقد بوجودهم في سوريا".

ويزور عون دمشق على رأس وفد يضم قياديين من حزبه بينهم اربعة نواب، والى جانب اللقاءات السياسية تتضمن زيارته جولة على اماكن مسيحية مقدسة من بينها دير مار مارون التاريخي قرب حلب، حسبما ذكر قيادي في التيار.

من جهته رحب وزير الاعلام السوري محسن بلال بزيارة عون الى سوريا، واصفا اياه بالشخص "الوطني والقومي والعروبي" و"زعيم لبناني وطني وشخصية لها وزنها وحجمها ليس فقط في الوسط المسيحي وانما على مستوى لبنان". وقال بلال في مقابلة مع قناة المنار التلفزيونية التابعة لحزب الله اللبناني الشيعي ان "زيارة عون ستؤدي الى مزيد من الارتياح بين البلدين، والى افساح مجال التطبيع بينهما".

واكد ان "سوريا تعمل على ازالة كل الاشواك بينها وبين لبنان"، مشددا على ان زيارة عون "ستؤدي الى مزيد من الاجواء المرتاحة بين البلدين الشقيقن التوأمين الجارين سوريا ولبنان، والى افساح مجال التطبيع واعادة المياه الى مجاريها لكلا البلدين". واكد ان العماد عون "بتحالفه مع المقاومة وتمسكه بالمقاومة لدحر العدو ولتحرير الارض (...) يلتقي معنا مع سوريا الممانعة المقاوِمة." وتابع انه "من الطبيعي جدا ان يعود لبنان الى سوريا وتعود سوريا الى لبنان لتعيدا اللحمة اللبنانية السورية ولتعيدا شطري العائلة السورية اللبنانية التي تعيش في دولتين مستقلتين".

ويزور عون دمشق على رأس وفد يضم قياديين من حزبه بينهم اربعة نواب، والى جانب اللقاءات السياسية تتضمن زيارته جولة على اماكن مسيحية مقدسة من بينها دير مار مارون التاريخي قرب حلب، حسبما ذكر قيادي في التيار.

وهذه الزيارة هي الاولى التي يقوم بها العماد عون الى دمشق بعد سنوات التوتر في علاقاته مع دمشق اثناء الوجود السوري في لبنان الذي استمر ثلاثة عقود. وكان عون شن على رأس حكومة انتقالية عسكرية خلال الحرب الاهلية اللبنانية (1975-1990) "حرب تحرير" ضد القوات السورية في لبنان في اذار/مارس 1989.

وقد اطاحته في تشرين الاول/اكتوبر 1990 عملية عسكرية لبنانية سورية نفي على اثرها الى فرنسا. وعاد عون الى بيروت في ايار/مايو 2005 بعد شهر على انسحاب القوات السورية من لبنان تحت ضغوط دولية. واثارت زيارة "التعارف والصداقة" الى سوريا، كما وصفها عون، عاصفة من ردود الفعل في بيروت ولا سيما من فريق 14 آذار/مارس (الاكثرية النيابية).

وقد اعتبر عون في وقت سابق ان زيارته سوريا هي تأريخ لنهاية مرحلة قديمة وبداية مرحلة جديدة قائمة على تنقية الوجدانين السوري واللبناني بعد محطات سيئة تاريخياً، وعزا معارضة البعض لزيارته الى أسباب عدة منها خوفهم من أن تسلمه سوريا سجلاتهم العدلية التي تفضح ما ارتكبوا من خطايا. عون وفي حديث إلى صحيفة "الوطن" السورية، لفت إلى أن المطلوب اليوم إقامة علاقات جيدة مع سوريا على أساس النقاط الثلاث التي تم التوافق عليها في مؤتمر الحوار الوطني في العام 2006 وهي العلاقات الدبلوماسية وموضوع ترسيم الحدود، ومسألة المفقودين.

وفي موضوع الاستراتيجية الدفاعية، لفت الى انه في حال شنت إسرائيل هجوما على لبنان وسوريا في آن واحد، فإن الإستراتيجية الدفاعية تتخذ تلقائياً طبيعة الجبهة الواحدة، مؤكداً أن الأرض اللبنانية ستكون ممنوعة على إسرائيل لاستخدامها كممر لضرب سوريا. كما أعرب عون عن رضاه عن التنسيق الأمني اليوم بين الدولة اللبنانية والدولة السورية، مشيراً إلى أن الأمن المشترك هو أمر ملزم بين دولتين جارين، إذ ان أمن لبنان من سوريا مسؤولية سورية، وأمن سوريا من لبنان مسؤولية لبنانية وعلى كل دولة أن تتولى مسؤولية ضبط حدودها وأمنها كي تحفظ أمن جارتها.

ودعا عون فريق 14 آذار ليتوقف عن الحديث عن السيادة والاستقلال "فعندما كنا نطالب بالاستقلال كانوا يهزؤون ويطلقون عبارات مخجلة فيقولون: أي استقلال في عصر العولمة؟ فهل يحق لهم اليوم أن يعلمونا السيادة والاستقلال؟ هل يكون الاستقلال باتخاذ قرارات مضرة بمصالح حيوية لدول مجاورة؟ أن بلوغ الاستقلال هو كبلوغ سن الرشد، على الدولة المستقلة الحرة أن تفهم أنه لا يحق لها إيذاء جيرانها بغية ممارسة حريتها وسيادتها".

الحريري

قال رئيس تيار "المستقبل" اللبناني سعد الحريري ، ان بلاده تريد إقامة علاقات دبلوماسية طبيعية مع سوريا تقوم على الندية و بعيدة عن "الاتهامات و التخوينات" مضيفا ان الانتخابات النيابية اللبنانية ستتم في شهري أيار/مايو أو حزيران/يونيو 2009 من دون تعطيل أو تأجيل.

وأوضح الحريري في تصريحات لصحيفة "الشروق" الصادرة (الأربعاء) في تونس انه لا أساس لما يتردد من تكهنات بشأن احتمالات تأجيل هذه الانتخابات و قال ان لبنان "دولة ديمقراطية و لا يجب ان يعطل أي شيء إتمام الانتخابات مهما حدث " حتى و لو كان هو"شخصيا احد الضحايا " حسب تعبيره.

و في رده على سؤال حول الاتهامات التي أذاعها التلفزيون السوري الرسمي على لسان بعض عناصر "جيش الإسلام "و التي قالت أنها تلقت تمويلات و أموالا من تيار المستقبل قال الحريري ان بث هذه التصريحات يعد "أمرا مؤسفا" في وقت تتكاثف فيها الجهود للتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين بيروت و دمشق و قال "كان الأولى بهذه الاتهامات ان تقدم الى القضاء و ليس على التلفزة لأن اتهام تيار المستقبل يعني في حقيقة الأمر اتهام تيار الحريري ، تيار العروبة و الاعتدال "حسب قوله.

من جهة ثانية قلّل الحريري من تأثيرات الخلاف مع حزب الله و قال انه "يوجد فعلا خلاف سياسي مع الحزب" و لكن هناك اتفاق على عدم امتداد الخلاف الى الأرض و حله في إطار القنوات و المؤسسات الدستورية سواء داخل مجلس الوزراء أو البرلمان . و أردف الحريري انه ثمة إشكالية بخصوص سلاح هذا الحزب و انه لا يوجد حاليا أي تقدم بشأن هذه المسألة لكنه توقع في المقابل ان يكون الحوار حول سلاح حزب الله حوار هادئا و بناء " حسب تعبيره.

ردود الأفعال بدأت تتوالى

حبيش: الاستقبال نتيجة للخدمات

بدوره اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب هادي حبيش أن الخلاف السياسي الذي كان بين 14 آذار وسوريا في الثلاث سنوات الأخيرة كان يجد دائما من يغطيه في لبنان وخاصة فريق عون الذي قام بتغطية كل مواقف النظام السوري، ورأى أن الاستقبال الذي يقوم به السوري اليوم لعون يؤكد الخدمة الكبيرة التي قام بها لسوريا، لافتا الى أن هذا الاستقبال لم يحظَ به رئيس الجمهورية ميشال سليمان عندما زار سوريا.

واستغرب حبيش أن يبرر العماد عون زيارته الى سوريا بـ"أن غيره أيضا زار سوريا"، لافتا الى أن غيره ليس لديه 13 تشرين وليس لديه مفقودين. وعن وصف وزير الاعلام السوري لعون بالوطني، قال حبيش: "لا أعرف اذا ما كان وطني أو قومي أو عروبي"، أنا لا أشكك بوطنيته ولكن علينا أن نتذكر ماذا كان يقول العماد عون عن السوريين سابقا. ورأى أنه اذا تمكن العماد عون من تمرير زيارته الى سوريا عند جزء من شعبيته، لن يتمكن من تمريرها أمام كل شعبيته، معتبرا أن هناك جزء من شعبية العماد عون لا يؤيده في كل شيء بل يناقش ويعطي رأيه.

زهرا: عون تسرّع بزيارة سوريا

بدوره لاحظ عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا "ان عون، تسرع في زيارته الى سوريا ولا سيما مع وجود ملفات حساسة بين البلدين، مستغرباً ان "يعطي بعض السياسيين الذين كانوا على علاقة ملتبسة مع سوريا نوعاً من براءة الذمة لها". زهرا وفي حديث الى إذاعة "صوت لبنان"، أكد ان من يفتح الصفحات بين البلدين هي السلطات الدستورية وليس الفرقاء السياسيين، معتبراً أن الصفحة الجديدة بدأت تُفتح مع زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان. ولاحظ زهرا ان المعطيات المطلوب لإنطلاق عمل المحكمة أصبحت بحوزة لجنة التحقيق الدولية، مشدداً على ان طريق المحكمة اصبحت سالكة فعلياً. وعن المعلومات التي تقول ان "قوى 14 اذار" حسمت الحصص، فيما خص الانتخابات النيابية بين تياراتها وأحزابها، قال زهرا "ليس صحيحا، ما هو محسوم هو نية التفاهم ولكن حسمت الحصص وتم تعيين المرشحين". أضاف: "في رأيي من المبكر وليس المطلوب قبل هكذا وقت ان يكون الوضع محسوما، لكنه يعمل على ذلك، فالنية واضحة وكذلك الارادة وكل فرقاء 14 اذار جاهزة للانتخابات بلوائح موحدة".

السنيورة وزيارة قهوجي لدمشق

في غضون ذلك، وفيما كان "الجدل" متواصلاً في لبنان بعيد "البيان الشهير" للأمانة العامة لقوى 14 آذار والذي لم "تتوان" فيه عن التصويب على قائد الجيش العماد جان قهوجي على خلفية زيارته لدمشق أيضاً وتساؤلها عن "جدول أعمال" الزيارة، كان موقف لافت و"حاسم" لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة أكد فيه أنّ الزيارة "تمّت بعلمه" موضحاً أنّ قهوجي اتصل به وأبلغه بجدول الأعمال قبل قيامه بالزيارة. السنيورة ذهب أبعد من ذلك في حديث إلى صحيفة "النهار" حين ذكّر بانه كان اول من استعمل كلمة ندية في العلاقات بين لبنان وسوريا قبل اكثر من ثلاثة اعوام عندما زار دمشق، ولا يزال ينادي بها، مشيراً إلى ان المطلوب على الدوام قيام العلاقات بين البلدين على أساس التكافؤ والاحترام المتبادل.

رئيس مجلس النواب نبيه بري رحب بقول السنيورة ان زيارة العماد قهوجي لدمشق "جاءت بعلمه ومعرفته شخصيا" معتبراً أن هذا الكلام كان "في محله" ومجدداً المطالبة بـ"بناء دولة وفق أسس وقواعد سليمة". ونوه بموقف وزير الدفاع الياس المر من زيارة قهوجي قائلا: "ان تصرف الوزير المر جيد وهو يقوم بواجباته". ورأى "أن سوريا تريد مساعدتنا والوقوف الى جانبنا والامر نفسه تفعله المملكة العربية السعودية على رغم الخلاف بينهما".

في غضون ذلك، استحوذ  التقرير الحادي عشر للجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري على اهتمام الاوساط السياسية والشعبية اللبنانية وهو قد يكون الأخير للجنة قبل أن ينتقل الملف إلى المحكمة الدولية الخاصة التي أنشأها مجلس الأمن بموجب القرار 1757 (2007)، والتي سينطلق عملها في آذار المقبل، بحسب ترجيحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وقد شرح التقرير تقدم التحقيق عموماً دون أن يدخل في التفاصيل عملاً بمبدأ سرّية التحقيق. ومن أبرز النقاط الواردة فيه تعزيز الروابط بين جريمة اغتيال الحريري وبعض الجرائم الـ20 الأخرى، التي تساعد اللجنة القضاء اللبناني على التحقيق فيها. كما أن التقرير أشار إلى تقدم في التحقيق المالي، وفي تحديد أعضاء الشبكة التي اغتالت الحريري. وخلص التقرير إلى أن التحقيق سيستمرّ بعد انطلاق المحكمة، وعبّر عن تفهّم اللجنة لمشاعر اللبنانيين وتوقّعاتهم.

ووسط كل الملفات "الحساسة"، لم يكن على اللبنانيين أن يمروا مرور الكرام على خبر مؤلم أعادهم بالذاكرة لسنوات خلت، سنوات كانت الدراما اللبنانية فيها في "عزّها". ليلى كرم، وجه آخر "هوى" و"استسلم" في عزّ غياب رعاية الدولة. الممثلة القديرة، التي تألمت طويلاً "بصمت"، "استسلمت" لتبقى في ذاكرة اللبنانية ممثلة رافقتهم في أصعب أيامهم فزرعت البسمة على وجوههم في أحلك الظروف، بسمة لم تستطع الدولة أن تعيدها لها في "آخر أيامها" ولو بشكل "معنوي".

 

 قصة عون مع " العراف" الذي قال له "لا تذهب ياجنرال الى سوريا "

 التاريخ: 3 كانون الاول 2008 المصدر: موقع تيار المستقبل

السطور التالية تبدو خيالية او قصة من قصص عصر السحر والشعوذة، ولكن وقائعها حدثت فعلاً، على ارض واقع منزلي الجنرال ميشال عون وصهره الوزير جبران باسيل في الرابية، وكان بطلها من الجهة الثانية " عراف " يدعي انه يقرأ الغيب ويستكشف الطالع الشخصي والسياسي، ويعرف اسرار الغد

قبل سفره العام الماضي الى نيجيريا لجمع التبرعات لـ"لتيار الوطني الحر"، جلس باسيل في صالون منزله في الرابية امام العراف عينه الذي يدمن الجنرال عون على لقائه بين فترة واخرى ليكتشف له مستقبله الشخصي والسياسي. كان باسيل و " العراف" وحيدين ، وباب الصالون موصداً عليهما، سأله باسيل : كما تعلم انا مسافر الى نيجيريا لجمع التبرعات لـ"التيار"، هل لديك تنبؤات لي؟.

صمت العراف لبعض الوقت ، وبدت عليه امارات القلق التي سرعان ما انتقلت الى ملامح وجه باسيل الذي انقلب مزاجه فجأة وصاح بالعراف: لماذا الصمت.. هل هناك تنبوءات سيئة؟.

قال العراف بصوت مرتعش : نصيحتي ان لا تستقل سيارة خلا ل تجوالك في نيجيريا.

علق جبران بعصبية: ولكن كيف اتنقل ، هل استعمل حصاناً ؟.

حسم العراف الجدل : سوف تتعرض لحادث سير في نيجيريا.. قد يكون مدبراً، لا اعرف.. لكني ارى بوضوح انك ستتعرض لحادث سير.

سيطر صمت ثقيل على الرجلين، قطعه العراف : لا تخاف .. لن تموت .. لن تموت. ولكنني انصحك مرة اخرى ان لاتستقل سيارة خلال اقامتك هناك.

نقل باسيل تنبؤات العراف الى عمه الجنرال ، تحركت زاويا شفتي الاخير برعشات عادة ما تداهمه كلما شعر بانزعاج وحاول رفع معنويات صهره بالقول : كذب المنجمون ولو صدقوا.

في الاسبوع التالي غادر باسيل على متن طائرة الى نيجيريا. وبدأ يجول هناك على فعاليات لبنانية اقتصادية كانت لها صلة بـ"التيار". لم تكن الغلة كبيرة، فنسبة كبيرة منهم وجدت اعذاراً للتهرب منه. ما دفعه إلى الاتصال من نيجيريا بعمه، ليخبره ان التبرعات اقل بكثير من توقعاتنا.

لم يعلق عون ، اجابه بالفرنسية : لا بأس . انتبه لنفسك .

بعد ساعات عدة رن هاتف الجنرال الخلوي مرة اخرى، كان المتحدث على الطرف الآخر من الخط احد مرافقي باسيل في زيارته إلى نيجيريا. ولم يكد عون يفتح خطه، حتى جاءه الخبر: حصل حادث سير مع جبران..انه بخير في المستشفى. اريد منك ان لا تقلق .

ظل الجنرال جالساً في مكانه وبين يديه هاتفه الخلوي. ثم بحركة عفوية ترك انامله تمر بسرعة على ارقامه، متصلاً بالعراف. رن هاتف الاخي مرتين ، لكن الجنرال قرر فجأة ان يقفل الخط.

قرأ العراف على شاشة هاتفه رقم الجنرال ، وانتظر ان يكرر الاتصال به، لكن عون لم يفعل.

منذ حادثة باسيل بات الجنرال عون يتوجس من اللقاء بالعراف، فهو صار يخشى من تنبؤاته السيئة، بل يتشاءم منه.

بعد عودة باسيل، قرر الجنرال والصهر مقاطعة العراف. ولكن ، لاحقاً، ومع تعاظم حيرة عون بخصوص الموقف الذي يجب ان يتخذه من قضية خوض الانتخابات الفرعية في المتن الشمالي على مقعد النائب الشهيد بيار الجميل، بدأت تراوده الرغبة في الاتصال بالعراف ، لمعرفة توقعه.

كان عون في تلك الفترة يستمزج اراء محيطين به، بعضهم قال له ان المسألة اخلاقية وليست سياسية.. يجب ان تترك للشيخ امين مقعد ولده ، ولا يجوز ان تنافس آل الجميل على دم ابنهم. ستبدو وكأنك تنتهز نتائج فجيعتهم .

راي اخر، استمع اليه عون وكان باسيل على رأس القائلين به: يجب خوض المعركة، فنتيجتها ستحدد اسم رئيس الجمهورية العتيد.

وفي احدى امسيات تعاظم حيرته بخصوص هذا الموضوع، همس في اذن مرافقه: احضر لي العراف. استوجب العثور عليه اكثر من سبع ساعات ، وعندما جاء اليه في ساعة متأخرة من الليل، فاجأه العراف: اعرف انك تريد لقائي على مضض. واعرف سؤالك: ماذا افعل في معركة المتن. جوابي : ستربح المعركة ، ولكنك لن تحقق النصر السياسي الذي تريده منها .

خرج العراف ، ولم ينبس عون ببنت شفه.. ردد في نفسه: لن اصبح رئيساً، ولكنني لن اجعلهم ينالون الرئاسة.. وقرر خوض انتخابات ضد دم النائب الشاب الشهيد بيار الجميل. وكانت النتيجة الفوز بمقعد واحد ليس الا، وهزيمة اخلاقية ومن ثم سياسية تمثلت بعدم وصوله إلى الرئاسة.

واخيراً، هناك من اقترح على عون من اصدقائه الخلص ان يستمزج رأي العراف عينه في زيارته إلى دمشق. انتفض الجنرال :" لا .. لا اريد .

وصلت وقائع هذه المحادثة للعراف ، فابتسم من دون تعليق . لكن احدى قريبات الجنرال عون قصدته العراف واستحلفته باغلى شيء عنده ان يخبرها عن تنبؤاته بخصوص زيارته إلى دمشق.رد العراف: قولي له : لا تذهب ياجنرال.

 

عون يصل إلى دمشق على متن الطائرة الخاصة للأسد 

دمشق - وكالات : 3/12/2008 

 استقبل الرئيس السوري بشار الأسد صباح الأربعاء الزعيم المسيحي في الأقلية البرلمانية اللبنانية النائب ميشال عون فور وصوله إلى دمشق في بداية زيارة لسورية تستمر عدة أيام. وكان عون وصل إلى مطار دمشق الدولي على متن (الطائرة الخاصة للرئيس بشار الأسد) كما ذكر الموقع الإلكتروني للتيار الوطني الحر الذي يتزعمه عون. وكان في استقبال عون على ارض المطار نائب وزير الخارجية فيصل المقداد. وأعلن عون في مقابلة نشرتها صحيفة الوطن السورية الأربعاء أن الملفات التي ستكون في مقدمة محادثاته في دمشق هي (عناوين مؤتمر الحوار الوطني المتفق عليها في عام 2006 وهي العلاقات الدبلوماسية التي اتخذ القرار بإنشائها وموضوع ترسيم الحدود التي تشكلت لجنة مختصة بمتابعته ومسألة المفقودين الذين يعتقد بوجودهم في سوريا). ويزور عون دمشق على رأس وفد يضم قياديين من حزبه بينهم أربعة نواب والى جانب اللقاءات السياسية تتضمن زيارته جولة على أماكن مسيحية مقدسة من بينها دير مار مارون التاريخي قرب حلب حسبما ذكر قيادي في التيار.

 

هدف الحملة على المملكة العربية السعودية تبرير تدخل إيران في شؤون لبنان الداخلية"

شمعون: زيارة عون لسوريا هي لطلب الدعم في الإنتخابات المقبلة

جمال العيط ، الاربعاء 3 كانون الأول 2008/لبنان الآن

إعتبر رئيس "حزب الوطنيين الاحرار" دوري شمعون أن "زيارة قائد الجيش العماد جان قهوجي الى سوريا واستقبال الرئيس بشار الأسد له خلق نوعاً من الالتباس والتفسير السياسيين المتناقضين، مما يستدعي التساؤل حول ماهيّة هذه الزيارة"، مشيراً الى انه "من الممكن أن توظف السلطات السورية هذا الأمر لمصلحتها". وتابع: "يمكن أن تكون الزيارة بعلم مجلس الوزراء، ولكن في النهاية ليس من المفروض من قائد الجيش أن يقوم بزيارة سياسية لأنّ هذا ليس دوره، بل دور وزير الدفاع اللبناني، وهذا شيء مستغرب".

شمعون، في حديث الى موقع "nowlebanon.com"، لفت الى أن "هدف الحملة على المملكة العربية السعودية تبرير تدخل ايران في شؤون لبنان الداخلية، وليقولوا إنه إذا كان هناك تدخل من الرياض، فمن حقّ طهران ان تتدخل أيضاً". وأضاف: "هذا الفريق المدعوم من سوريا وايران لا يريد لا السعودية ولا الدول العربية ولا المجتمع العربي أو الدولي أن يساعدوا لبنان ويدعموا سيادته واستقلاله"، معتبراً أن "المملكة هي من أعزّ اصدقاء وطننا، وفي أصعب الاوقات لا يمكننا ان ننسى دور السعودية ووقوفها الى جانب لبنان دوماً في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية".

ورداً على سؤال عن زيارة العماد عون الى دمشق، أكد شمعون أنها "لطلب الدعم السوري في الانتخابات النيابية المقبلة، وهذا ما يُعتبر تدخلاً سافراً في شؤون لبنان، كما أن العماد عون يردّ ديناً الى سوريا". وأضاف: "عندما كان عون موجوداً في فرنسا، ساعدته سوريا على العودة لكي يخوض انتخاباته، وهي كانت تفضّل أن يكون عون رئيساً للجمهوريةً وليس أحداً آخر". كما أكد شمعون أن "دمشق ستتدخل في الانتخابات النيابية المقبلة، وأنها قبلت بقيام العلاقات الدبلوماسية مع لبنان وتبادل السفارات على مضض". ورأى أن "تدخل سوريا في لبنان دوماً لا يصبّ في مصلحة البلدين مطلقاً"، داعياً الى علاقات دبلوماسية مع سوريا "وفق مبدأ الندية بين دولتين وليس بمفهوم قيام محافظة تابعة لريف دمشق".

وعن حديث الوزير السابق سليمان فرنجية عن توقعه حصول إغتيالات جديدة واحتمال تأجيل الإنتخابات، تمنى شمعون على فرنجية "أن يعلن من أين يأتي بأخباره وتوقعاته، فإذا كان لديه معلومات هامة حول هذا الموضوع فليقدّمها للدولة وللسلطات المختصة، أما اذا كانت قضية تحليلات لخلق نوع من الارهاب والخوف لدى الشعب اللبناني فهي ليست في محلها ابداً".

 

شرف الاعتذار!!!

محمد سلام

الاربعاء 3 كانون الأول 2008/ لبنان الآن

قبل المؤتمر الصحافي الذي عقده رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" ميشال عون في دمشق إثر "القلب المفتوح" مع الرئيس السوري بشار الأسد، كنت أعتقد أن "حزب السلاح" صاحب ثقافة فريدة في مبدأية الاعتذار، تفترض بالضحية أن يطلب المغفرة من الجلاد. ولكن يبدو أن عون خضع أيضا، وفي مستشفى قصر الشعب السوري، لعملية "موضعية نظيفة" تشبه التي "أكرمنا" بها "حزب السلاح" في أيار الماضي، وخرج منها مقتنعا بأن على اللبنانيين الموجودين في بيروت أن يبدأوا بالاعتذار أولا من سوريا. فعلا عون عبقري، صاحب أخلاق ومبادئ. من غيره يستطيع أن يطلب من اللبنانيين الاعتذار من جيش الأسد لأنهم أتعبوه على مدى 30 عاما "ضحى" خلالها في سبيل حكمهم الذي تميز بسيل من "الإنجازات" غير المسبوقة، ليس أقلها اغتيال ما لا يقل عن 20 شخصية قيادية لبنانية، اقترفت ذنبا مشتركا، وهو أنها أرادت قيام دولة لبنان السيد، الحر، المستقل، الديمقراطي.

وبالاستناد إلى ثقافة عون و"حزب السلاح" في مبدأية اعتذار الضحية من الجلاد، وجب على اللبنانيين أيضا أن يعتذروا من إسرائيل، لأنها قصفتهم، كما فعل عون في ثمانينات القرن الماضي، وهاجمت منازلهم كما فعل عون بقذائفه و"حزب السلاح" بمقاتلية المقنعين. فالمبدأ نفسه، الاعتذار ممن يضطهدك، لأنك أتعبته.

تمامًا كما قصة ذلك الحمل الذي أراد الذئب افتراسه، وكان الذئب "أديبا"، فأراد إيجاد سبب "أخلاقي" يبرر افتراسه، فاتهمه بتعكير مياه شربه، ولما اثبت الحمل بطلان الاتهام، ربط له الذئب ذنبه بأن والده أو جده ربما كانا قد عكرا مياه الذئب... النقية.

وبالاستناد إلى مبدأ اعتذار الضحية من الجلاد، وجب على الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، وبلجيكا، والهند والكويت أن تعتذر من "اللبنانيين" الذين خطفوا رعاياها في ثمانينات القرن الماضي. وأيضا بالاستناد إلى المبدأ نفسه، على الهند أن تعتذر من الإرهابيين الذين أرهقتهم بإضطرارهم لتنفيذ الهجمات على الأبرياء في مومباي مؤخرا. وعلى سوريا أيضا أن تعتذر من الإرهابيين الذين نفذوا العملية الأخيرة جنوبي دمشق.

وعلى الشعب العراقي أن يعتذر من "علي الكيمياوي" بدل الحكم عليه بالإعدام لأنه كان جلادا "جيدا".

بل، واستنادا لثقافة اعتذار الضحية من الجلاد، على الجيش اللبناني أن يعتذر من عصابة شاكر العبسي ومن ملحقاتها، ومن ذلك العوض المتخندق في مخيم عين الحلوة. ربما على الشهداء (مع حفظ الألقاب والرتب والاحترام) كمال جنبلاط، وبشير الجميل وحسن خالد وصبحي الصالح ورينه معوض ورفيق الحريري وباسل فليحان وجورج حاوي وجبران تويني وبيار الجميل ووليد عيدو وأنطوان غانم ووسام عيد وفرانسوا الحاج ... وغيرهم كثر الاعتذار ممن قتلهم ... أيضا.

ربما على المحكمة الدولية أيضا أن تعتذر بالنيابة عن الضحايا الذين كلفت النظر في جرائم قتلهم.

ربما، أيضا، على الزميل عمر حرقوص أن يعتذر من الزوبعيين الذي اعتدوا عليه. وعلى النقيب الشهيد سامر حنا أن يعتذر من "حزب السلاح" عن تحليقه في سماء لبنان. هذه ثقافة اعتذار الضحايا التي يعمل عون وحليفه "حزب السلاح" على تعميمها ليس على اللبنانيين فقط، بل على المنطقة والعالم أيضًا، بعدما يهزم الجنرال المهزوم وحليفه "المنتصر" ... العالم، بدءًا بأميركا التي توقع لها الجنرال ... من دمشق ... أن تهزم.

إعتذروا ... قبل أن يهزم الجنرال أميركا والسعودية ومصر والأردن وكل الدول العربية، باستثناء قطر طبعا ...، كما "هزم" جيش الأسد في 13 تشرين الأول العام 1990، ربما لأن "سوريا لا تدفع" كما قال من دمشق. إعتذروا... كي لا يفوتكم "شرف الاعتذار العوني ... النظيف".

 

صراع داخل المعارضة اللبنانية حول تقاسم المقاعد الانتخابية 

بيروت - القناة  : 3/12/2008 

  كشفت مصادر مطلعة لـ  عن وجود صراع داخل المعارضة اللبنانية حول تقاسم المقاعد الانتخابية ، وأبرز مظاهر هذا الصراع رفض الزعيم المسيحي المعارض النائب ميشال عون عملية ترشيح بعض الشخصيات داخل لائحته ، فعون يريد منير رحمة للمقعد الماروني في بعلبك الهرمل وليس إميل رحمة.

أما سليمان فرنجية رئيس تيار المردة يريد تزكية إميل رحمة لاحتمال انضمامه للتيار .

وفي المتن الشمالي يرفض عون إعطاء مقعد للحزب القومي السوري ويطرح إرضاءه في دائرة بعبدا ، وفي الجنوبي يشتبك عون مع رئيس البرلمان اللبنانية نبيه بري في جدال حول المقعد الكاثوليكي في الزهراني ، فعون يريد استبدال ميشال موسى بأحد المقربين منه بينما يرفض برى هذا الأمر.

**- عون يلتقي الأسد في دمشق -**

وأعلن الزعيم المسيحي المعارض النائب ميشال عون اثر لقائه الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق الأربعاء (فتح صفحة جديدة) مع سورية.

وقال عون في مؤتمر صحافي عقده في قصر الشعب (القصر الرئاسي) (نفتح صفحة جديدة لا مهزوم فيها ولا منتصر إنما عودة لعلاقات طبيعية مركزها الانفتاح).

واستقبل الأسد عون والوفد المرافق له في زيارته التي تستمر أياما إلى سورية والأولى له منذ تسلمه رئاسة الحكومة العسكرية في 1988 بحفاوة بالغة وخصه باستقبال رسمي ثم عقد وإياه خلوة.  وقال عون للأسد إن هناك فرق كبير بين حافظ الأسد وبشار الأسد ، وأن الظروف تغيرت والتقييم تغير والمسؤولون تغيروا ، مؤكدا بالمقابل أنه هو أيضا تغير مشددا على أن ما كان بينه وبين سورية (لم يكن عداوة بل خصومة).

وأكد عون أن (رؤية الأسد لتطوير العلاقات) اللبنانية السورية تنطلق من (سيادة واستقلال لبنان). 

 

الخدمة الجديدة لسوريا بعد حروب الـ1990 انتخابات نظيفة تقلب النظام في لبنان لصالحها من جديد.. أين هو الموقع الحقيقي للعماد عون على أبواب القفزة الرابعة؟ من مرعى في سراب إلى مسلخ في الواقع – الجزء الثاني

كاتيا فارس ، الثلاثاء 2 كانون الأول 2008/لبنان الآن

 بعد ذلك أسس العماد ميشال عون لحالةٍ سياسية انفصالية داخل الطائفة المسيحية، وأعاد بناء قاعدة جديدة غير متلائمة مع الوجدان المسيحي، سواء في العلاقة مع سوريا، أو في العلاقة مع الغرب، مما يجعل التلاقي السياسي في لحظة أساسية من التاريخ والذي أدى إلى إخراج سوريا ورفع وصايتها، في تضامن وطني كامل ضمّ معظم اللبنانيين باستثناء "حزب الله" و"أمل" في حين أن شخصيات شيعية روحية وزمنية انضمت الى حركة الاستقلال هذه.

نجا مروان حماده، سقط رفيق الحريري، سقطت حكومة الرئيس كرامي، انفجر الاحتقان الشعبي المتراكم منذ سنين ضد هيمنة سوريا على القرار اللبناني وعلى مقدرات الشعب اللبناني، نزل سنة رفيق الحريري ودروز كمال جنبلاط ومسيحيو بشير الجميل،.. نزل اللبنانيون الى الشارع وامتلأت الساحات بهم من كل الطوائف والفئات الاجتماعية والاعمار، واستمرّت الاعتصامات، واستمرّ الضغط الدولي على سوريا، الى حين صدور القرار السوري من قبل الرئيس بشار الاسد بإخراج الجيش السوري من لبنان.

خرج الجيش السوري من لبنان، ودخلت عربة الموت من جديد لتطال على التوالي كل من وقف ضد سوريا حتى نهاية أو في نهاية ايامها في لبنان، فكان سمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني ومي شدياق (نجت) وبيار الجميل وانطوان غانم والياس المر (نجا)، وسواهم، ودائماً يخرج كل حلفاء سوريا وازلامها ليقولوا: "لا تتهموا من دون أدلّة، وقد يكون القاتل يقصد ان يفعل ذلك لتُـتهم سوريا... الخ"، هذا الكلام في الاتهام وردّ الاتهام، وزد على أزلام سوريا هؤلاء، ما كان يفعله عون إثر كل اغتيال: يستنكر... ومن ثمّ يرفض أي اتهام لسوريا!

من مهاجم شرس على سوريا الى مهادن فمدافع فمرافع عن سوريا؟

انفلب العماد عون بعد انهيار مشروعه الخاص، وبعد ترشحه المبكر للرئاسة فكانت القفزة الجديدة وفقاً لما يلي:

ينقلبُ على الاميركيين، علّه يجعلُهم ينصاعون لمطلبه الرئاسي فيعود اليهم بعدما يفهمهم انه الوحيد الذي :

 - يستطيع الكلام مع "حزب الله"،

- يستطيع مطالبة "حزب الله" بتسليم سلاحه

- يستطيع ان يمثّل اكبر رأي عام مسيحي

- يستطيع التأثير داخل المؤسسة العسكرية لما له من علاقات مع عدد لا بأس به من ضباطها.

وإذا لم تقبل الولايات المتحدة وترضخ، يكمل السير في الانقلاب عليها، بالانفتاح على ايران وبعدها على سوريا.

أي خيار استراتيجي وراء هذا العمل؟ وهل سأل فريق عون نفسه- اذا وجد- لماذا كل هذا الدلال السوري له؟

هل من مصلحة للبنان والمسيحيين ان يصبحوا جزءاً من المواجهة الدولية مع الجمهورية الاسلامية في ايران؟ ام ان يكونوا مع ايران ضد التوجه الدولي هذا؟

لم يقل العماد عون كلاماً في المضمون لا في زيارته الى ايران وماذا حصل تحديداً، ولن يفعل بعد زيارته سوريا وذلك لمجموعة اسباب:

1- لم تقدّم ايرن اي شيء عملي للعماد عون سوى كلمات الاطراء والترحيب، لانها في الواقع لا تريد ولا يريد "حزب الله" ان يعطيه شيئاً، ليس كرهاً به، انما لانتفاء المصلحة في ذلك. فإيران لا تريد مسيحياً قوياً غير مضمون ينتقل برشاقة وينقل معه جمهوره من ضفة الى أخرى من دون وازع سياسي يشبه تماماً انتقالات سوريا من محور الى آخر مع العرب وضد العرب ومع ايران وضد العراق.

2- هل يعلم العماد عون وفريقه –اذا وجد- ان الضمان الاساسي للنظام هو ما يشكله من توازن الخاسر مع اسرائيل؟ وإلا لماذا ابقت اسرائيل على سوريا وساهمت في تدمير جيش  العراق؟

3- هل يعلم العماد عون وفريقه –اذا وجد- ان النظام في سوريا يربح  بسبب خسارة أرضه في حين لا يستطيع لبنان بتركيبته الديموقراطية، ولو الهشة، ان يربح من خسارته اي شيء؟

4- هل يعلم العماد عون وفريقه –اذا وجد- أن سوريا تجنّد لمعركة الانتخابات النيابية العامة في لبنان في العام 2009 كل جيشها على الحدود لتفهم بعض حلفائها انها الطريق الطبيعي والوحيد لوصول حلفائهم اليهم وليس لهم الا ان يقاسموها في لوائحهم الانتخابية الحصة اللائقة ... وإلاّ؟!

5- هل يعلم العماد عون وفريقه –اذا وجد- أن سوريا تجنّد للانتخابات النيابية العامة في العام 2009 كل وسائل اعلامها الرسمية منها واللبنانية وكل ازلامها السورية منها واللبنانية، وحتى رئيس جمهوريتها للفوز بالاكثرية النيابية؟

6- هل يعلم العماد عون وفريقه –اذا وجد- أن الذين يأخذونه الى الشام هم انفسهم الذين أخذوا الوزير الشهيد ايلي حبيقة وكان له الاستقبال والتبجيل وبعد الفشل، الاهمال والتعتير؟

7- هل يعلم العماد عون وفريقه –اذا وجد- أن تجاربه ليست في مختبر علمي وبواسطة حيوانات اختبارية ومجهرية، انما على شعبٍ كامل لا يحتمل أن يؤخذ مرات جديدة الى الموت والتهجير والحروب العبثية نتيجة الاهواء الشحصية والرشاقة في الانتقال والنقل بين موقع وآخر.

8- هل يعلم العماد عون وفريقه –اذا وجد- ان القفز البهلواني السوري سوف يؤدي كما العادة والى ان يقضي الله امراً، فيقز ويدور يعود ليقف على قدميه؟ أما قفزات العماد بسبب "الرئاسة-فوبيا" فقد أدت الى الخلل في توازن القوى في حرب بدأت هجومية تحريرية وانتهت تدميرية على لبنان والمسيحيين، والى اتفاق الطائف ادى الخلل الوطني بعد حرب المسيحيين الى تطبيقه سورياً فقط ونفي العماد عون وتدمير نواة لبنان مع كل الحقد المتروك بين ابنائه. والقفزة الثانية الى الولايات المتحدة والشهادة في الكونغرس، والقفزة الثالثة الى حضن "حزب الله" وما ومن وراءه، والقفزة الاخيرة الى سوريا، ليس لرئاسةٍ قد ترجى من وراء الانتخابات النيابية والمقبلة على اعتبار ان الرئيس الحالي هو انتقالي فقط، انما للانتقام كذلك من الداخل الخصم، والانتقام من الخصم في السياسة حق اذا كنا على ثقة ان سوريا لا تريد لنفسها شيئاً.

9- هل يعلم العماد عون وفريقه –اذا وجد- ان شيئاً لم يتغيّر، وان مثلث الشهابي-خدام-كنعان كذبة، والدليل خبرته هو في الحكم بين عامي 1988-1990 حين كان "رئيساً وستة وزراء"، إلا اذا اراد ان يوهم نفسه والناس ان الثنائي ابو جمرة –معلوف حقيقة وهما يحكمان من دون علمه.

10- هل يعلم العماد عون وفريقه –اذا وجد- ان الشهادة تعني ان نموت لهدف ما؟ من سوق الغرب وما قبله الى السان جورج حيث اغتيل رفيق الحريري؟

11- هل يعلم العماد عون وفريقه –اذا وجد- أن سوريا كانت تحكم لبنان "بالجزمة"، والمفقودين والمعتقلين لديها مسؤوليتها وحدها ومسؤوليته ان يطالبها باطلاقهم او بأسمائهم على الاقل بعدما وضعهم بنداً دعائياً في تفاهمه مع حزب الله ايضاً؟  علّها مناورة سورية انتخابية ذكية، فيأتي بهم من سوريا ليقول: فهمتم ما معنى الثقة؟ أخذتهم من دون أن أطلب.

يذهب للتعارف وهو العارف، لكن من يحترم الشهادة يتذكّر اقوال نلسون منديلا أن لا مصالحة من دون حقيقة.

 

المكتب المركزي للتنسيق الوطني

اكدت الهيئة العليا في اجتماعها الدوري، برئاسة نجيب زوين ، ان زيارة العماد عون للنظام السوري تشكل خيانة لمبادىء المقاومة اللبنانية التاريخية التي تبناها سابقا.. وتزويرا فاضحا لموقف ملايين اللبنانيين الذين هتفوا في 14 آذار 2005 بصوت واحد: " سوريا اطلعي برا "....  واصدرت البيان التالي:

1-يعتبر المكتب ان زيارة الجنرال عون للنظام السوري، التي يصفها البعض "بالتاريخية"، تأتي تتويجاً للخط التخاذلي الذي انتهجه العماد عون ولتخليه عن مسيرة السيادة والكرامة، اقله منذ ان قرر العودة الى لبنان. وهي تحصل، على ابواب الانتخابات النيابية، لتؤكد ان النظام السوري لا يزال ممسكاً بملف الانتخابات ويتدخل بكل مفاصلها وتفاصيلها. وتتم بعد ما نفذ العماد عون المتوجب عليه من دفتر شروط الاستسلام والاستزلام للنظام السوري والتي كان آخرها دفاعه عن الضباط المتهمين بجريمة اغتيال الرئيس الحريري. اضافة الى انها تاتي ايضا كرد  " برتوكولي" على زيارة مندوبي النظام السوري، الثنائي بقرادوني – لحود، للعماد عون اواخر عام 2004. ففي لقاء كانون الاول من العام 2004 تم وضع الخطوط النهائية لعودته الى لبنان بعد التزامه بالمخطط المرسوم والاتفاق على التحالفات واللوائح كافة في انتخابات عام 2005. وها هو النظام السوري يعود اليوم للامساك مباشرة بالملف اللبناني مستدعيا اتباعه واحداً تلو الآخر، واليوم حان دور العماد عون، لابلاغهم المطلوب منهم تنفيذه في الانتخابات المقبلة والاشراف على عملية توزيع المقاعد.

2-لا يحق لاي كان رفض زيارة الجنرال عون للنظام السوري بالمطلق، بعدما اختار، بكامل حريته، الانتقال الى تحالف "شكرا سوريا". ومع الاحترام لحرية العماد عون في اختيار حلفائه وشركائه، غير انه لا يمكن الا طرح بعض التساؤلات، لا لشيء إلا لمجرد ان عون، في وقت من الاوقات، كان من السياديين والتحريرين والمقاومين للنظام السوري المجرم:

3-اننا في طليعة المدافعين عن الحرية الشخصية، خصوصاً حرية المعتقد، لكن استغلال العماد عون المبادىء والاهداف التي على اساسها اختاره الشعب، تشكل خيانة عظمى لانها تحور الخيار الحر للمواطن اللبناني لغير موقعه الحقيقي...

4-هل ان التنكر لارواح الشهداء الذين سقطوا في الدامور، والقاع، وعين الرمانة، والاشرفية، وسن الفيل، وطرابلس على يد هذا النظام واعتبار ان لا شيء يمنع الزيارة لا يشكلان طعناً لمبدأ الحرية...؟؟؟

5-الا تشكل زيارة النظام السوري، المتهم بعمليات الاغتيال، ومصافحة اليد التي اتهمها العماد عون شخصيا بذلك عشية 14 شباط 2005 على التلفزيون الفرنسي، خيانة للقضية المقدسة وطعناً للكرامة الوطنية .؟؟؟

6-الا تشكل هذه الزيارة للنظام السوري الذي  يعادي رأس الكنيسة المارونية والممثل الشرعي والوحيد لمسيحيي المشرق، طعناً واهانة لكل المسيحيين المشرقيين...؟؟؟

7-كيف يقبل مؤيدو العماد عون، طارح شعار العلمنة والمواطنية، ان يستغل النظام السوري زيارة زعيمهم لضرب المرجعية المسيحية الاولى في هذا المشرق، وان يصبح افتتاح كنيسة او معبد انجازاً وطنياً وقومياً...؟؟

8-يؤكد المكتب ان العماد عون، في زيارته للنظام السوري، لا يمثل اكثر من نفسه ومن بقي معه من المنتفعين والزاحفين والحاقدين اضافة الى حلفائه الجدد في تجمع 8 آذار. فهو قطعاً لا يمثل من استشهد ومن ذبح وقتل ومن شرد ومن خطف على يد هذا النظام... ولا يمثل مطلقاً الضباط والجنود والمواطنين الاحرار الذين استشهدوا غدراً برصاص هذا النظام... ولا يمثل المسيحيين الرافضين التعامل مع نظام لا يحترم رأس كنيستهم وممثلهم الشرعي والوحيد... ولا يمثل ملايين اللبنانيين الذين هتفوا في 14 آذار 2005  " سوريا اطلعي برا...  فمبروك لجماعة 8 آذار ومبروك لسوريا الحليف الاكتع.      

سن الفيل 03 كانون الاول 2008                                                      

 

الخيارات الإقليمية الخاطئة.. والكارثة على مسيحيي لبنان والشرق.. التنظير لعداوة "بديلة" مع الشريك المسلم

عون حالةٌ مرَضية في الشام

المستقبل - الاربعاء 3 كانون الأول 2008 - نصير الأسعد

لا شيء يدعو إلى الإستهجان. لا شيء يدعو إلى "الإستنفار". فوجود الجنرال عون في سوريا اليوم، بعد أسابيع قليلة من زيارته إلى إيران، هو وجود طبيعي جداً. فبين طهران ودمشق "يقيم" الجنرال سياسياً منذ فترة طويلة. وفي المكانَين يؤكد خياراته الإقليمية، وإرتباطاته الإقليمية ورهاناته الإقليمية.

المقارنة في ضوء التجربة

بطبيعة الحال، ثمة "أبواب" عديدة لمناقشة هذه الخيارات والإرتباطات والرهانات، من موقع لبنان ومصالحه، ومن موقع الدولة وإستراتيجيتها، ومن موقع السياسة الأفضل لإدارة علاقات لبنان ومصالحه. بيد أن ثمة مدخلاً أساسياً إلى مقاربة وجود الجنرال في سوريا بعد إيران ومعناه وتداعياته، هو مدخل المقارنة بين الحاضر والماضي في تجربة عون نفسها.

الخيار الإقليمي العراقي قبل عقدين ونتائجه

بين 23 أيلول 1988 و13 تشرين الأول 1990، أثناء توليه رئاسة الحكومة العسكرية الإنتقالية ثم أثناء تمرده على إتفاق الطائف، إنعقد رهان الجنرال آنذاك على نظام الرئيس العراقي صدام حسين. بنى حساباته على قوة هذا النظام وعلى خروجه قوياً من حربه مع إيران.. وعلى إجتياحه الكويت. لكن سرعان ما تبيّن، بنهاية عون في بعبدا، أن الرهان إنما كان على أوهام، بل إن الرهان كان على "ذاهب" أو "راحل".. أي على "اللامستقبل". غير أن الكلفة كانت كارثة موصوفة مسيحياً ولبنانياً.

للذكرى، خاض الجنرال على "رافعة" الدعم من جانب النظام العراقي، حرب تحرير لبنان من سوريا بعد أن رفض نظام حافظ الأسد آنذاك عضويته كجندي صغير في جيشه ورفض دعم مجيئه إلى سدة الرئاسة اللبنانية. فشلت "حرب التحرير" لكن عون استمر في رهاناته. على دعم نظام صدام في وجه سوريا من جهة، وعلى إثبات نفوذه في المناطق المسيحية لإكتساب إعتراف سوري في الوقت نفسه من جهة ثانية. إنتقل بعد شهور من حرب التحرير من سوريا إلى "حرب الإلغاء" وقد وضعها يومئذ تحت عنوان "توحيد البندقية" و"سيطرة الشرعية" و"سلطة الدولة". وكانت الكلفة باهظة مسيحياً. والأهم أن الجنرال مضى في رهانه فسعى إلى إسقاط إتفاق الطائف غير آبه إلى المعادلات التي كان من شأنها حينذاك أن تحوّل مضمون إتفاق الطائف من إتفاق ينهي حرب لبنان ويحرره من الجيوش الأجنبية في آن إلى "شيء آخر" هو الوصاية السورية على لبنان.

في التجربة إذاً إن الجنرال أقام في تاريخه على خيارات وإرتباطات ورهانات إقليمية ثبت عقمها، لكن بعد أن كلفت أثماناً باهظة لمسيحيي لبنان، وللبنان كله إذ انتهت في حينها إلى تكريس وصاية سورية وإلى تمديد هذه الوصاية خمسة عشر عاماً، فيما كان الإدعاء بأن المعركة هي من أجل "طرد الإحتلال" و"إسترجاع السيادة".

الخيار الراهن مع محور "ذاهب"

واليوم، يكرر عون الخيارات والرهانات الخاطئة. الخيار مع "محور ذاهب" والرهان عليه. والكلفة كارثية مرة أخرى. وفي هذه الكلفة على المسيحيين اللبنانيين أنه يجعل منهم غطاء لـ"صيغة" يتناقض معها دورهم في الشراكة الوطنية. وفيها انه يُخرجهم من الوفاق الوطني "الشامل" لـ"يوظّفهم" في تفاهمات تضرب منطق وجود الكيان وتُسقط مشروع الدولة وتدمر النظام السياسي الديموقراطي. ولبنانياً، فإن الكلفة "تبدأ" بتمديد التدخل السوري في لبنان بل تستدعيه، و"تمرّ" بتكريس علاقة سوريّة غير سويّة بلبنان المستقل بدعوى أن سوريا باتت خارج لبنان.. ولا تنتهي بفتح لبنان ساحة لتحدي دمشق وطهران المجتمعين العربي والدولي في وقت يتأكد أكثر فأكثر أن سلام لبنان وكل ما يتفرّع عنه مرتبط بحياده عن صراعات المحاور بالعلاقة مع قرارات الشرعيتين العربية والدولية.

دور تخريبي حيال المسيحيين السوريين..والمحكمة الدولية

على أن الأنكى من كل ما تقدم، هو أن من يُسمّي نفسه زعيماً لمسيحيي لبنان لا يكتفي بمحاولة ربطهم بخيارات خارجة عن الطبيعة، بل يزور سوريا مدّعياً زعامة مسيحيي الشرق، وقد دغدغه نظام الأسد كما النظام الإيراني بهذا "اللقب".

الخطورة هنا، هي أن النظام في سوريا "يستخدم" الجنرال "في وجه" المسيحيين السوريين. "يستخدمه" النظام في محاولة لتحصيل تأييد من المسيحيين السوريين في مواجهة أي ردود فعل سنية سورية عندما تكشف المحكمة الدولية دوره في إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، خاصة أن الجنرال راح في الآونة الأخيرة يبرئ نظام الأسد من الجريمة الإرهابية. ويحاول النظام السوري أن يبني على ارتباط عون به إدعاءً بأنه "عابر للطوائف" في سوريا وبأن خياراته صحيحة. وبهذا المعنى، فإن الجنرال يؤدي دوراً يهدّد المسيحيين السوريين ومستقبلهم. فبدعايته لنظام الأسد لا يمارس التضليل وحسب بل يكلّف نفسه بمهمة وضع مسيحيي هذا البلد في تصادم مع محيطهم العربي والإسلامي ومع الشرعيّتين العربية والدولية.

العداوة مع الشريك المسلم

أما الخطورة الأكبر، فهي أن الجنرال يقوم بذلك كله فيما يعلن بلا مواربة أن عدوّه في لبنان هو الشريك المسلم، السنّي تحديداً.

فتبريراً لـ"نظريّته" القائلة إن "سوريا صارت في سوريا" وإن العلاقة معها هي علاقة صداقة وأكثر، لا يخفي عون إستهدافه الشريك المسلم الذي لا يتردّد في اتهامه بأنه أخذ مكان الوصاية السورية. وكل الخطاب العوني مبنيّ على فبركة هذه العداوة المسيحية ـ الإسلامية ويتوسّل "قاموساً" عن حماية مطلوبة للمسيحيين من المسلمين ـ السنّة ـ وقد باتوا جميعهم "متطرفين" و"أصوليين" بعرف الجنرال. وذلك من دون إغفال التوازي في الخطاب العوني بين الحرب على الشريك المسلم في الداخل والعدائية حيال الاعتدال العربي والإسلامي في المنطقة.

مرَض!

إذاً، ليس ثمة ما يدعو إلى الإستغراب في أن يكون الجنرال عون في سوريا اليوم، في ضيافة النظام الذي ما اختلف معه يوماً إلاّ على شؤونه هو، فيما قدّم له خدمات سياسية جلّى عبر العقدين المنصرمَين.

المسيحيون يدفعون الثمن في كل مرة.. ويدفعونه اليوم كونهم "إنغشّوا" بالجنرال.

لكنها الحالة المرضية التي تختار خطأ وتسير مع "الرايح" لا مع "الآتي". والمقدّمات الآنفة تفيد عن الحصيلة.

 

معظم حواضرها من أعمال تركيا اليوم ولبنان استمراريتها الحضاريّة

سوريا المسيحيّة هي سوريا الرّها ونصيبين وفم الذهب

المستقبل - الاربعاء 3 كانون الأول 2008 - وسام سعادة

أنطون سعادة ابتدع لقوميّته الإجتماعية وطناً سمّاه سوريا الطبيعيّة. أراد به الإحتجاج على الكيانية اللبنانيّة الناشئة. ميشال عون أدخل على هذه العقيدة الأولى نكهته الخاصّة: جعلها سوريا المسيحّية. كان ذلك عشية زيارته إلى دمشق، وقد عاب على الأخصام جهلهم بحقائق الجغرافيا والتاريخ.

في حالة سعادة، كان ثمة جزء من وعي أرثوذكسي المنبت ظلّ يرفض تبعات فشل مؤتمر الساحل لعام 1936، ويصرّ على الإشتباك مع الكيان الفتيّ. وفي حالة عون هناك جزء من الوعي المارونيّ يخال أنّ تحصيل حقوق الطائفة والمسيحيين ككل يمرّ من طريق زعزعة بنيان جاءت أسسه في إتفاق الطائف.

مهد المسيحية

الدافع الأرثوذكسي الأوّلي سرعان ما قاد سعادة إلى التخفّف من الإنتماء الواضح إلى ملّة بعينها، والمغامرة في إبتداع دين جديد يمزج بين وثنيّات الهلال الخصيب القديمة وبين الديانات السماوية باعتباره منجز الصياغة النهائية وباعث النهضة والقادر على تنقية تراث الأمة من مؤامرة البداوة واليهودية، تلك اليهودية التي وجدنا كيف اكتشفها أنصاره بعد ستين عاماً في شخص الزميل عمر حرقوص في شارع الحمرا فأشبعوه ضرباً مردّدين: يهودي، يهودي، يهودي.

أما الدافع الماروني الأوّلي فيقوده العماد عون وهو يعيب على أخصامه المسيحيين تجاهل حقيقة إسمها سوريا مهد المسيحية. فهو من حيث يدري أو لا يدري يدير ظهره بالكامل لتلك النظرة التي سادت بين الموارنة حول تاريخهم، أو قل لـلاهوت التاريخ عند الموارنة.

قبل عون كان يجري التعامل مع الهجرة المارونية من شمال إلى جنوب مجرى نهر العاصي وصعوداً إلى أعالي لبنان وإنتشاراً في جروده بوصفها، في وقت واحد، حماية لما تبقّى من روح متنسّكة حرّة بعد ضياع سوريا المسيحيّة وفعل إنسلاخ دائم عن سوريا الأخرى، تلك التي ودّعها هرقل الروم بالقول ن لا لقاء بها بعد اليوم ولم تجر إعادة إكتشافها إلا في القرن التاسع عشر يوم أعاد إليها المستشرقون إسمها، هذا الإسم الذي ما عرف الكيان السوريّ كيف يتصالح معه إلا بإبتداعه لمقولة العربيّة السوريّة.

وسوريا المسيحيّة كما أعاد استذكارها العماد عون لا تعني كثيراً الجمهورية العربيّة السوريّة الحاليّة والنظام البعثيّ. أوّلاً لأن معظم حواضر سوريا المسيحيّة هذه موجود خارج أراضي الجمهوريّة المذكورة. فالرّها ونصيبين وملاطية تقع اليوم في تركيا لا في سوريا. وعاصمة سوريا المسيحيّة نفسها، أي أنطاكية، جزء من تركيا، ومعها كامل لواء الإسكندرون، والحدود مرسّمة هناك.

فإذا ما صنّف عون زيارته إلى بلاد البعث تحت شعار إستحضار سوريا المسيحية فإما أنّه يدعو لإسترجاع الرّها ونصيبين وملاطية ومردين وأنطاكية واللواء السليب حتى طرسوس وبقية أعمال كيليكية، وإما كان الأجدى به أن ينظّم رحلة حضاريّة دينيّة إستكشافية للمدن المذكورة ويمكن أن تيسّر أمرها له أي شركة سفريات.

أما إذا كانت سوريا المسيحيّة تحيل عند الجنرال إلى ذلك التشبيه غير الجائز بينه وبين بولس الرّسول الذي سأله النور على طريق دمشق شاول شاول لم تضطهدني فتلك والله مصيبة ما بعدها مصيبة. فبولس شاول، إبن طرسوس الموجودة في تركيا الآن، كان هو الذي يضطهد المسيحيين الأوائل قبل تنصّره، فهل أنّ عون يعترف بأنه كان يضطهد النظام السوريّ قبل السفرة الميمونة؟ وبولس الرّسول تبدّلت حياته على طريق دمشق لا ليمكث فيها، أو على مقربة، وإنما ليتوجّه إلى الأمم، في بعثة حملته إلى مدن آسيا الصغرى وبحر إيجه وبلاد اليونان وكريت ومالطة وصولاً إلى إستشهاده في روما. إبن طرسوس اليهودي المتنصّر واليونانيّ الثقافة والوعيّ أسّس بموجب هذه البعثة كلاً من الديانة المسيحيّة والحضارة الغربيّة. فكيف تقارن سفراته ورسائله بزيارات عون والألقاب التي تتساقط عليه كـرأس مسيحيي الشرق وكـخصم شريف تخاض معه الحروب بفروسية وروح رياضية، ولا يسأل بعدها عن التفاصيل، لا عن الذين قضوا ولا عن المفقودين والمعتقلين.

وسوريا المسيحيّة التي تحدّث عنها الجنرال، أليست سبباً كافياً لجعله يدين تلك الحملة المستمرة من الإساءة سبتاً في تلو سبت لقدس أقداس سوريا المسيحيّة، القديس يوحنّا فم الذهب إبن أنطاكية العاصمة؟ يسمّونه فم التنك في صحفكم يا جنرال، فكيف يعقل؟ والسؤال طبعاً ليس موجّهاً فقط إلى الجنرال، إنه أيضاً برسم المجلس الكاثوليكي للإعلام وقبل ذلك برسم أحد العارفين الكبار لعظمة يوحنا فم الذّهب وعدم جواز التعريض بقدسيته بهذه الطريقة، عنينا وزير الإعلام طارق متري. فليتحرّك هو أيضاً، لأنه مطلوب وقف المهزلة. إنها ليست أقلّّ من الرّسوم الدانماركية.

أي سوريا؟

سوريا المسيحية يا جنرال ليست سوريا الضابط في المخابرات جورج سلّوم الذي طلب زرع متفجرات في ساحة الشهداء عشية إحياء الذكرى الأولى لإستشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في 14 شباط 2006. ولا هي سوريا رئيس تحرير صحيفة الثورة إلياس مراد. سوريا الحالية هي تلك التي وصفها المغدور ميشال سورا بأنّها دولة البرابرة. أما سوريا المسيحية فهي سوريا يوحنا فم الذهب وأفرام السوري كنّارة الرّوح وثيوفيل القورشي المارونيّ في العصر المسيحي الأول، وهي سوريا التي أعاد إحياءها بودوان الثاني وجوسلان دو كورتينوي في العصر الوسيط، إلا أنها لمّا صارت أثراً بعد عين تحوّل كلّ رصيدها الحضاريّ إلى لبنان، ولو بعد لفتة من بطرس البستاني والأب لامنس كادت تصطدم بعمود الملح. سوريا المسيحية مستمرّة في لبنان حصراً، وبفضل الميثاق. أما في أنحاء الشرق الأخرى فهي حفريات تروي وتبكي أمجاد الأوّلين وأقليّات تنزف وتنقرض وليس إنقاذها بمبايعة أكبر نظام ثيوقراطي في المنطقة وأعتى نظام تسلّطي فيها.

 

"عون غير معني لأنه يمثل نفسه"

زيادة: بيان 14 آذار موجّه الى المسؤولين

المستقبل - الاربعاء 3 كانون الأول 2008 - أكد نائب رئيس حركة "التجدد الديموقراطي" النائب السابق كميل زيادة ان رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون "غير معني ببيان قوى 14 آذار لأنه ليس مسؤولا"، مشيراً الى ان "البيان موجه الى المسؤولين اللبنانيين الذين يذهبون الى سوريا".

وشدد في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان" أمس، على ضرورة ان "يتصف التعامل مع سوريا بالمرونة والوضوح في الرؤية من دون ان تؤدي المرونة الى التساهل"، معتبراً ان زيارة عون "طبيعية بعد كل المواقف التي اتخذها منذ ثلاث سنوات وهذا الامر ليس مستغربا وبالتالي هذه الزيارة سياسية، وهو يمثل نفسه وشريحة من اللبنانيين عليها ان تقول اذا كانت موافقة ام لا". وأشار الى أن عون "مسؤول سياسيا عن تصرفاته وسياسته ولكن 14 آذار تتوجه في بيانها الاخير الى ممثلي كل لبنان". وقال: "نحن لا نقبل كما اللبنانيون ان يقرأ الاستاذ نصري خوري البيان المشترك والوزراء يقفون بالقرب منه. نحن نرسل وزيرا مسؤولا لنا ملء الثقة به، ولا نقبل بحصول مثل هذه الامور وان تتشكل لجان مشتركة بين لبنان وسوريا بهذه السهولة".

ورأى أن "المطلوب وجود مرجعية لا يمكن الا ان تكون مجلس الوزراء برئاسة رئيس الجمهورية، وهذه المرجعية تكلّف من يذهب الى سوريا وتحدد مهمته وتراقبه عند العودة". ولفت الى ان "14 آذار ارادت امس (الاول) ان تدق ناقوس الخطر في هذا الاطار"، متسائلاً "ماذا أعطانا حتى الآن الوعد بفتح السفارة وهذا لم ينفذ بعد؟ هناك ملفات مطروحة وهي جدية ولا يمكن الاكتفاء بالزيارات وهذه الملفات لم تحل بعد، هذا باختصار موقف 14 آذار".

خصم الامس صديق اليوم بدأ زيارتــــه لدمشق وقابل الرئيس السوري

عون: لقائي مع الاسد عملية قلب مفتوح لتنقية الوجدانين اللبناني والسوري

الظروف تغيرت وهناك فرق بين سوريا اليوم وسوريا الامــــــــس

3 كانون الأول 2008

 المركزية - وصف رئيس "تكتل الاصلاح والتغيير" النائب العماد ميشال عون لقاءه بالرئيس السوري بشار الاسد بالواضح" مؤكدا ان المواضيع طرحت بصراحة "لاننا نريد بناء المستقبل وليس الهروب من الماضي وأعلن انه سمّى اللقاء "بعملية القلب المفتوح" لتنقية الوجدانين اللبناني والسوري لان الماضي فيه اشياء اليمة ولكن المستقبل زاهر. ولاحظ فرقا كبيرا بين سوريا الماضي والحاضر وان الظروف تغيرت والتقويم تغير، تاركا المرحلة لحكم التاريخ.

وأشار الى انه بحث موضوع المفقودين، وان هناك لجانا تعمل وستتوصل الى نتيجة. وأكد انه لم يكن بيننا وبين سوريا عداء بل خصومة " وانا كنت الخصم الاول". واذ طمأن الشعبين السوري واللبناني بمستقبل مشرق أكد السعي لبناء افضل العلاقات مع سوريا. وشدد على ان سوريا تشجع اجراء الانتخابات في لبنان لانها مطلب لبناني وهي لا تتدخل بموضوع الانتخابات.

بدأ العماد عون اليوم زيارة الى سوريا تستمر اياما عدة يلتقي في خلالها كبار المسؤولين السوريين ويزور عددا من الاماكن الدينية.

وكان العماد عون غادر بيروت في الثامنة والدقيقة التاسعة والثلاثين صباحا على رأس وفد مؤلف من النواب السادة: فريد الخازن، ابراهيم كنعان، نبيل نقولا وعباس هاشم والوزير السابق سيبوه هوفنانيان، والقياديين في التيار: بيار رفول، ناصيف قزي، ناجي غاريوس، جورج عطا الله ومدير قسم الاخبار في الـ "otv" جان عزيز. وذكر موقع "التيار الوطني الحر" ان عون استقل في رحلته من بيروت الى دمشق الطائرة الخاصة للرئيس السوري بشار الاسد.

ووصل عون الى مطار دمشق الدولي في التاسعة الا الدقيقة الخامسة واستقبله نائب وزير الخارجية السورية فيصل المقداد الذي رحب بالعماد عون "في بلده الثاني دمشق". واعرب عن أمله "في ان تكون هذه الزيارة فاتحة علاقات متطورة ووثيقة بين لبنان وسوريا".

من جهته عبر العماد عون في تصريح لوكالة سانا عن سعادته بزيارة سوريا وقال: "انني سعيد جدا بهذه الزيارة، وآمل في ان تكون بداية مرحلة مشرقة في تاريخ العلاقات السورية اللبنانية".

أضاف: "ابعث بتحياتي وأطيب تمنياتي للشعب السوري.

قصر الشعب: ثم توجه العماد عون والوفد المرافق الى قصر الشعب حيث فرشت له السجادة الحمراء واستقبله الرئيس السوري بشار الاسد الذي صافح اعضاء الوفد فردا فردا، ثم عقدت خلوة بين الاسد وعون تخطت الوقت المحدد لها لاكثر من ساعة جرى في خلالها البحث في مختلف المواضيع.

وبعد الخلوة عقد عون مؤتمرا صحافيا بدأته الوزيرة بثينة شعبان" بوصف المباحثات بالمتميزة والبناءة وقالت: "هذه الزيارة تفتح عهدا جديدا بين سوريا ولبنان وتصب في مصلحة البلدين الشقيقين".

وقال عون في خلال المؤتمر: انا سعيد بلقائي بكم اليوم في دمشق وما كان يعتقد انه محرّم اصبح حلالا وحلالا جدا. وبالطبع من دون جرأة مواجهة الماضي وليس الهروب منه ولن نمحوه من ذاكرتنا لكي لا نكرر الاخطاء، لذلك كان حديثنا مع سيادة الرئيس واضحا جدا وطرحنا في خلال اللقاء الكثير من المواضيع بشكل صريح لاننا نريد بناء المستقبل وليس التوقف عند الماضي. فمن يتوقف عند الماضي فقط لن يستطيع بناء المستقبل. من هذا المنطلق اسمينا هذا اللقاء "عملية القلب المفتوح"، نحن تحدثنا من قلبنا وبعقلنا وكل ذلك لتنقية الوجدانين السوري واللبناني كي لا يبقى اثر لماضي يحتوي اشياء كثيرة اليمة، ولكن لقاءنا اليوم هو وعد لمستقبل زاهر.

واضاف: اذا المواضيع التي بحثت كثيرة ولن استطيع الآن ان اقدم لكم افادة مفصلة عن كل المواضيع التي طرحت في خلال ساعتين من الوقت وهي مواضيع استعرضت عشرين عاما من الزمن. لذلك افسح المجال لطرح اي سؤال تريدون في اي موضوع.

حوار: * اي فارق بين سوريا حافظ الاسد عام 1990 وسوريا بشار الاسد في عام 2008 واليوم الملف الابرز الذي تكثر التساؤلات حوله في الجانب اللبناني يتعلق بالمفقودين اللبنانيين، فهل تم بحث هذا الموضوع؟

- ان الفارق كبير لان الظروف تغيرت كما التقويم والمسؤولين. ان الاشخاص لا يستنسخون وكذلك الاحداث، واذا كان هناك حرب ننتظر انتهاؤها حتى تتفاوض الدول بعد ذلك واذا كان هناك حالة صفاء يجب التنبه من امكان الانزلاق الى حالة حرب. اذا كل الظروف تغيرت وكذلك الاشخاص، والمرحلة السابقة نتركها لحكم التاريخ ولكن نحن نقوّم تلك المرحلة من وجهة نظر شخصية ونرى ما يمكن استخلاصه منها من عبر وتطبيقها.

بالنسبة الى موضوع المفقودين هناك لجان تعمل ونحن بحثنا في هذا الموضوع ومن الاكيد انه سيتم التوصل الى نتيجة من خلال البحث عن الاسماء الموجودة على اللوائح والتأكد من دخولها الى سوريا واذا ما دخلت ما هو مصيرها. ونامل في الا تطول المدة الفاصلة عن الاعلان عن النتائج في هذا الاطار.

* وفق اي بوصلة توجهتم الى سوريا وما هي ملامح الوعد بمستقبل زاهر الذي تحدثت عنه نتيجة للقائك بالرئيس بشار الاسد؟

- الوعد الزاهر هو العلاقات الطيبة بين لبنان وسوريا والانفتاح والتضامن. نحن لم نبحث في التفاصيل ولكن هناك ارادة طيبة وتوجه طيب وعقل واعي لمشاكل المنطقة ومشاكلنا الخاصة. نحن لم نمح كل ما حصل ولكن البحث مستمر وطالما ان الارادة موجودة وكذلك الوعي والعقل المتحكمين بالموقف وليس العواطف والغرائز، فاننا حتما سنصل الى حلول للمشاكل السابقة والعالقة والى توجه جديد يحترم مصالح البلدين. انا هنا لست بصفة وزير او رئيس جمهورية ولكن هذا استطلاع واستشراف للمستقبل وهذا ما ابشر به اللبنانيين. فاذا خرجت انا مرتاحا وكذلك الرئيس الاسد من هذا اللقاء، فبامكاننا نحن الاثنين ان نطمئن الشعبين اللبناني والسوري.

* وعند سؤاله عن اعتماد خصومه في لبنان على العداء التاريخي بين المسيحيين في لبنان وسوريا قاطع قائلا: ليس العداء إنما الخصومة، أنا الخصم الأول وصححت لجميع الذين اتهموني بالعداء حين كان الصدام قائما لأن العداء شيء ضخم جدا ولا يجوز.

* هل يعتمدون على هذا الخوف لدى مسيحيي لبنان تجاه سوريا من أجل ضربك انتخابيا في الانتخابات المقبلة وهل تعتقد أن الجمهور المسيحي سيتقبل المصالحة مع سوريا كما تقبل ورقة التفاهم الموقعة مع حزب الله؟

- لما لا؟ شعورهم بالخصومة قد يجد مبررا له في حينه لأن من استفاد من العلاقة مع سوريا وضربوا بعض المسيحيين هم كثر، من هنا أين كان سليمان فرنجية في انتخابات عام 2005. ألم يكن صديقا لسوريا فلماذا انتخبوه يومها، وأين كان ميشال المر يومها وهم انتخبوه وتاليا الخصومة لم تكن تجاه سوريا إنما خصومة محلية تحولت باتجاه سوريا بسبب سوء إدارة الحكم في لبنان وأغلب المسيحيين بعد الانتخابات سمعوا ما قلناه عن ضرورة طي هذه المرحلة والتطلع بأمل الى بناء علاقة من أفضل العلاقات مع سوريا ووجهنا رسالة الى الذين اعتدوا على العمال السوريين بضرورة عدم ممارسة أعمال عنف بحقهم لأن ذلك لا يجوز أن يسجل علينا هذا الموضوع انسانيا وتاريخيا. أي محلل يحلل الأحداث يعرف لماذا أصبح من كان مع سوريا ضدها اليوم، ولماذا أصبح أعداء سوريا أصدقاءها. وأنا لدي رمزية معينة محترمة عند المسيحيين وتعبر عنهم وهذا هو الواقع الحقيقي.

* ما هو شعورك عند مصافحة الرئيس بشار الأسد بعد عشرين عاما من العداء لسوريا؟

- أجهزة الإعلام تكرر اللفظة نفسها مرارا وتكرارا حتى تؤمن بها، حتى لو عرفت أنها كذبة لكن بفعل التكرار ترسخ بذهن الجميع أنها عداء. عندما آتي الى دمشق أكون قد تركت الماضي ورائي ولو لم يكن كذلك لكان هناك حاجز يمنعني من الوصول. وبالنتيجة أنا عسكري وقائد ولا أحمل كراهية حتى تجاه من أحاربه لأننا نعرف بالعقل وبالمنطق وبالتاريخ أنه حتى الحرب التي يكون فيها مهزوم ومنتصر تنتهي بتفاوض وتفاهم فكيف بالأحرى فتح صفحة جديدة من التاريخ ليس فيها مهزوم أو منتصر إنما عودة الى علاقة طبيعية مرتكزة على الانفتاح والمصالح المشتركة بين البلدين وتاليا الماضي طوي وهذه البداية.

* هناك صراع في لبنان على اتجاهين متعاكسين ونتائج هذا الصراع لم تحسم حتى الآن فكيف يمكن بناء علاقات طيبة ومميزة كما تنادون بها في ظل هذا الصراع وما هي الأولويات لتصحيح هذه العلاقة وما الذي طلبتموه من دمشق وماذا طلبت دمشق منكم في المقابل؟

- كانت جلسة مصارحة مشتركة وتبادل وجهات نظر مشتركة وإظهار حسن النية ولم تكن هنالك مطالب من الطرفين. القضايا المشتركة لا تبحث على أساس مطالب إنما على أساس المصالح والعلاقات المشتركة فيمكن أن تكون وجهات النظر متطابقة أو لا، فنضع عندها المتطابق على حدى ونعالج الأمور غير المتطابقة لتصبح كذلك وهذه أصول التعاطي الصريح والواضح. ليس هناك جدول أعمال للزيارة بل هناك استعراض شامل للمواضيع المختلفة وتنقية الوجدانين اللبناني والسوري من رواسب الماضي.

* ما هي وجهة النظر بالنسبة الى قضية اللاجئين الفلسطينيين؟

- نحن ننطلق من حق العودة هناك دول كثيرة تركت الموضوع أوتحاول اجراء تسوية على هذا الحق، نحن متمسكون بعودة الفلسطينيين الى ارضهم أو بأي تسوية قد تتم في حال قبلها الفلسطينيون وهذا خارج ارادتنا، لكن لن تكون على حساب الدول التي تحملت أعباء الـ60 سنة يجب أن تكون على عاتق من خلق المشكلة وفي المستقبل ستسمعون توضيحات أكثر.

وردا على سؤال عما سيقدمه عون في المقابل لسوريا في ظل هذه الحفاوة البالغة قال :لا يستطيع الانسان ان يقدم اكثر مما عنده عندي صداقة لسوريا اقدمها.

* هل طرحت مع الرئيس الاسد اشكالية مزارع شبعا؟

- هذه ليست اشكالية، سوريا قالت كلمتها ان مزارع شبعا لبنانية ويبقى توقيت الترسيم الذي يتم بعد اخلائها لبنان يريد اخلاءها الان والامم المتحدة تطالب بالترسيم الان ومسبقا اريد ان اعرف كما رسمت راهنا هل اخذوا رأي سوريا ولبنان ام وضعوا الترسيم الذي يريدون. اذا ارادوا احترام الخرائط الموجودة في فرنسا فهم ليسوا حتى بحاجة الينا ليعرفوا اين الحدود والى اين يجب ان ينسحبوا. فاذا اختلفنا لاحقا على الترسيم فلا سوريا ولا لبنان سيحتجان، اذا فلعبة الترسيم قبل وبعد مسألة ثانوية اذا ارادت الامم المتحدة الاعتراف فيمكنها ذلك لان الخرائط موجودة وسوريا تقول ان المزارع لبنانية اما صك الملكية الصادر من صيدا يقول بسيادة لبنانية حتى لو كان المالك سوريا وصك الملكية الصادر من دمشق يقول انه حتى لوكان المالك لبنانيا تكون الارض للسيادة السورية فالمصادر التي اعطت صكوك الملكية لها السيادة على الارض وهذ امر بديهي لا خلاف حوله ،لا تخلقوا مشكلة حيث لا مشكلة .المشكلة الاساسية هل نقبل بالترسيم في ظل الاحتلال الاسرائيلي؟

* مَن يقيّم الزيارات اذا كانت تبعية ام هي زيارة سياسية بكل معنى الكلمة بين ندّين؟

- نتائج الزيارة تقيمها اذا كانت تبعية او استقلالية او ندية.

وردا على سؤال قال ان الطائرة التي تحلق على علو 60 كلم في الجو لا تهمها الصواريخ التي تنفجر على علو 40 كلم، فسقف صواريخهم لن يصل الى طائرتنا.

* هل تحدثتم عن الانتخابات المقبلة في لبنان خلال الخلوة مع الرئيس الاسد؟ وهل يمكن القول اليوم انك حليف سوريا في لبنان؟

- سوريا تشجع على اجراء الانتخابات في لبنان، فهذا مطلبنا ايضا ومطلب الموالاة هذا في حال اردنا احترام الديموقراطية والحريات، لكن باعتقادي ان سوريا لن تتدخل في موضوع الانتخابات فهي لن توزع الزفت او الخدمات الصحية والمدرسية لرشوة الناخبين في موسم الانتخابات. ونحن نعلم ان سوريا لا تدفع المال لأحد.

* ستقوم بجولة طويلة على مجموعة من الكنائس والمناطق المسيحية والاسلامية في سوريا. ما رمزية هذه الزيارة لموارنة لبنان وموارنة الشرق بشكل عام؟

- هذه الزيارة ليست فقط للموارنة بل لكل لبنان. عندما كنت ملازما عام 1958 - 1959 ذهبت الى ألمانيا في فترة الاعياد للتمرن، وقد سنحت لي الفرصة للاختيار بين التمرن وزيارة متحف في ميونيخ فاخترت زيارة المتحف لأنه ستسنح لي فرصا عدة لاحقا للتمرن. فيما لا يمكن نقل المتحف من ميونيخ الى بيروت. وعليه فإن بلدا كسوريا فيه العديد من الاماكن المقدسة والكنائس وهو مهد المسيحيين تاريخيا فهل يجوز في مناسبة كهذه عدم زيارة الاماكن المسيحية الاثرية وعدم زيارة المسيحيين فيها، وسأكون في ضيافة المفتي، خصوصا وأن المسيحيين في الشرق مرّوا بأوقات صعبة ونحن نرى ما يحصل في العراق وفي الاماكن المقدسة، حيث غالبية المسيحيين يهاجرون، ونحن نريد ان نقول لهم ان جذوركم من هذه الارض ولكم في هذا الوطن كما اي مواطن آخر ونريدكم ان تكونوا في طليعة مَن يبنون هذا الوطن ونحن نحاول ان نكسر الخوف الذي نشأ نتيجة احداث كثيرة ومتراكمة والا فكيف نتحدث عن عهد جديد اذا لم نكسر هذا الخوف؟

* هناك فريق موجود على الارض لا همّ عنده الا محاربة سوريا فكيف يمكن الحديث عن عهد جديد في ظل وجود هذا الفريق؟

- مع السيد المسيح قلنا العهد الجديد، العهد الجديد صلب المسيح لكن المسيحية انتشرت في العالم كله، الذين صلبوا المسيح موجودون في كل عهد وضد كل تفاهم، هذا لا يخيفنا، سنتغلب على الخوف على ذاتنا والخوف من الآخر ومن الأشرار الذين لا يريدون بناء علاقة صحيحة وثمة مَن يدفع، هذه الخطوات الكبيرة على مَن يقدم عليها ان يحسب للربح والخسارة قد اخسر بعض الاصوات وأربح غيرها في الانتخابات. عندما تكون امام قضية بهذا الحجم لا تتعلق فقط بالوطن بل بالشرق الاوسط كله لا نتوقف هنا. عندما عشنا تحت الحصار الجوي والبحري الم يشعر هؤلاء ان حدودا واحدة بقيت مفتوحة امامهم اذا كانوا لا يريدون التفكير بخلفية معينة او بأفق سياسي واسع او كبير عليهم التفكير بأفق المصلحة الضيقة، اين مدخل لبنان الى الدول العربية؟ فلنتحدث بواقعية وفهم وعقلانية.

* ما هي تصوراتكم للوضع في لبنان في مرحلة ما بعد بوش؟

- العلاقات مع الولايات المتحدة كما الطقس المتقلب لا شمس دائمة ولا غيم دائما. نحن لسنا على عداء مع الولايات المتحدة. نحن نعادي مواقف لها. فإذا كان من تغيير كما اعلن الرئيس اوباما وتغيير استراتيجي في الاهداف واستعداد لبناء علاقات معنا كدول صغيرة صحيح لكن لها تاريخها ومستقلة وتحترم مصالحها فليكن لكن اذا كانوا يريدون الاستمرار باهدافهم فنحن لن نخسر، نحن سنربح على ارضنا والجماعة التي معهم لا تدرك ما تفعل ستخسر فأميركا تملك دائما قوة الاسترداد لكن هؤلاء المتاجرين بالبورصة عندما ينتهي رأسمالهم يبيعون كل اسهمهم، الم يتعلموا من البورصة الاميركية؟ انصحهم بالعودة الى ارضهم وقضاياهم.

* كيف وجدتم رؤية الرئيس الاسد تجاه تطوير العلاقات اللبنانية - السورية وتنميتها؟

- قبل اي شيء آخر المطلوب من الانسان ان يعترف بذاته وبعدها يفرض العلاقة على الآخرين ليتلاقوا معها. هذا الامر عبّر عنه الرئيس الاسد بكل وضوح وأنا اعرف نواياه وهو كذلك وعلى الرغم من ذلك اثبتناه بالكلمة المتبادلة.

* إذا اعتبرنا أن حفاوة الاستقبال هي نوع من اعتذار شكلي من الجانب السوري تجاهك، ونتيجة عملية القلب المفتوح التي أجريتموها اليوم هل حملك الرئيس الأسد اعتذارا الى الشعب اللبناني عن المرحلة السابقة بين البلدين ليتمكن من فتح صفحة جديدة ؟

- هل اعتذر الموجودون في بيروت والذين كانوا شركاء في مرحلة معينة مع الذين كانوا مسؤولين في حينه عن الوضع اللبناني من اللبنانيين أو أنهم لا يزالون مستمرين؟ ما حدث تكريم وليس اعتذارا وعلى اللبنانيين الموجودين في بيروت الاعتذار أولا، لإلزام من أصبح خليفة لمن كان موجودا سابقا بالاعتذار ابتداء من بيروت لنصل الى الشام.

* بمناسبة بدء العهد الجديد هل هناك كلمة توجهها الى شهداء 13 تشرين؟

- الشهادة في القتال في أي جيش كان، يعرف الجندي مسبقا إنه إذا مات لن تستمر الحرب حتى الفناء ويجب ان تتوقف والجندي يستشهد ليبقى الباقون أحياء ونحن نعيش مع الأحياء ونتذكرهم ونكرمهم في كل لحظة. خذوا نموذجا عن فرنسا وألمانيا فيحضر الألمان 14 تموز في فرنسا وفي 11 تشرين الأول في ذكرى الهدنة في الحرب العالمية الأولى و 8 أيار ذكرى الحرب العالمية الثانية يذهبون معا الى قبور شهدائهم ويكرمونهم. وإذا لم يكن هناك إعادة نظر بالتاريخ سنكرر الأخطاء نفسها للوصول الى النتائج نفسها. المهم أن نعي الأحداث التي سبقت وألا نكررها وهذه أكبر تعزية للشهداء بأن أحفادهم سيبقون على قيد الحياة ولن يموتوا في حرب أخرى.

* هناك قوى معروفة في فريق 14 آذار تستخدم سلاح المال السياسي للترهيب في نشاطها العام، الى أين تتجه الأمور في لبنان وهل هذه القوى قادرة على تغيير هوية لبنان المقاومة وفكرة لبنان وطن نهائي لجميع اللبنانيين؟

- المال له تأثير في كل العهود الانسانية المدونة في التاريخ والسيد المسيح نبه الى أن الانسان لا يستطيع خدمة ربين الله والمال ونبه الى وضع المال في مكانة الرب وهو أول من دفع الثمن عندما بيع بـ 35 من فضة. هناك سقوط في المجتمعات بالمال والمجتمع المستهدف راهنا أي المسيحيون لن يسقطوا بالمال في الانتخابات لأنهم يعتبرون أن السيد المسيح صلب وقبر وقام أما لبنان إذا صلبوه وقبروه فلن يقوم هذه المرة.

* لاحظت تغيرا كبيرا بين سوريا قبل عشرين عاما واليوم، فالى أي حد أنت تغيرت في خلال عشرين عاما؟

- الجميع تغير وهناك تجربة طويلة الجميع مر بها. هناك تأقلم دائم مع الظروف الحياتية التي يعيشها الانسان وإذا خسر هذه الامكانية فهو متجه الى الفناء وكثير من الأجناس الحية انقرضت لأنها لم تتأقلم مع الظروف الطبيعية التي تعيش فيها والانسان واحد منها لكنه يملك حالتين الأولى معنوية ويمكن أن ينقرض فيها إذا لم يتأقلم وهناك الحالة الجسدية التي هي متشابهة عند الجميع.

* سوريا دولة علمانية لا تقسيم طائفيا فيها، ألا تعتقد أنه إذا أعطيت زيارتك الى الشام بعدا وطنيا أكثر منها زيارة زعيم مسيحي ستكون أعمق وأقوى وخصوصا أنك قلت في خلال أحداث 7 أيار لو قلت كلاما طائفيا فانبذوني؟

- الوزيرة بثينة شعبان قدمتني كزعيم وطني وهذه رؤية سوريا لي، أما بعض اللبنانيين فأراد تضييق نطاق الزيارة وحصرها بالمسيحيين. المسيحيون المشرقيون يعيشون بقلق وهم قسم من المجتمع وتاليا هل أقوم بهذا الواجب أم كلا؟ انطلاقا من هنا يجب فهم توجهي الى المسيحيين وليس الى غيرهم لأن الزيارة يجب أن يكون لها نتيجة إيجابية على الأماكن والناس الذين أزورهم. أنا أخدم سوريا بتطمين المسيحيين في سوريا وإذا ذهبت الى الأردن وطمأنت المسيحيين سأخدم الأردن وبذلك لا أنزعهم من مجتمعهم لأضمهم الى حركة سياسية حزبية قومية مسيحية، بل أخاطب المسيحيين وليس الموازنة فقط. وأقول أنا مسيحي وليس أنا ماروني فهذا موضوع قومي والمسيحيون المشرقيون ليسوا جالية بقيت من الصليبية أو أتت من الغرب، نحن أبناء الكنيسة المشرقية التي بشرت العالم بالمسيحية ونسعى الى إيقاظها من جذورها.

الصحف السورية: وقد افردت الصحف السورية حيزا واسعا اليوم لزيارة العماد عون وكتبت صحيفة "الوطن": هو ليس مجرد رجل عسكري وقائد جيش سابق، هو رجل سياسي مثقف صاحب رؤية وطنية شاملة وجامعة، وهو الداعي الى نبذ العصبيات والتطرف، والانفتاح على الآخر والعودة الى التراث المسيحي المشرقي الذي تشكل سوريا جذوره الاساسية،وهو رجل التغيير والاصلاح والتواصل والانفتاح".

وأدرجت صحيفة "الثورة" زيارة العماد عون لسوريا في اطار المناخات الايجابية بعد زيارات رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وقائد الجيش العماد جان قهوجي ووزراء الخارجية والداخلية والزراعة وعودة العلاقات السورية - اللبنانية الى طبيعتها.

اما موقع شام برس الالكتروني فأورد مقالا بعنوان: "ميشال عون في دمشق زائرا: مدرسة العلاقات المتوازنة وسحر الصمود المسيحي في الشرق". ومما جاء فيه: كم هو الفرق شاسعا بين زيارة الزعيم اللبناني البارز والزعيم المسيحي الأبرز في الشرق النائب ميشال عون إلى سوريا، وبين زيارات سابقة قام بها معبدي طريق الشام - بيروت من رموز التآمر على سوريا وعلى لبنان، هؤلاء الذين كانوا يسبحون بحمد سوريا حين كانت في لبنان وظنوا أنهم الكواسر عليها بعد خروجها منه وسيادة رموز الوصاية الأميركية السعودية على بلدي المأزوم بزعماء سياسيين من جماعة الإستزلام للخارج طلبا للمصلحة الخاصة.

أولئك كانوا يأتون إلى الشام سعيا وراء مصلحة خاصة أو في نميمة على منافس أو درءا لمخاطر زوال الدورالسياسي أو نشرا للفساد بعد أن ضاقت به سبله في لبنان، فكانوا يأتون عن فرص إستثمار شرطها الفساد والتركيبات التي تعتمد على الخديعة والنصب حتى كادوا يكونون آفة الفساد في سوريا بعدما أبدعوا فيه في لبنان.

ميشال عون ليس من هؤلاء ولا هو مثل المتبجح بشعبيته الهشة ممن يختلط عليه الأمر (...)

ليس ميشال عون من يزور سوريا حاليا لتوزير ولد ولا لضمان دور مستقبلي في حكومة ولا للبحث عن إمكانية التآمر مع حلفاء سوريين على شركاء لبنانيين، هو يزور دمشق لتحقيق مصالحة تاريخية يكون عنوانها حفظ لبنان وحفظ سوريا وحفظ مسيحيي الشرق وحفظ القضية الفلسطينية من مؤامرة التوطين.

وها هو الجنرال الوطني عند كلمته التي لم تنزل الأرض، ها هو يزور سوريا منتصرا بمناصريه على الأحقاد، متسلحا بالمصالح الوطنية ساعيا لكسب مصلحة كبرى للشعب اللبناني بمصالحة سوريا وساعيا لكسب ود الشعب السوري وفتح صفحات من التعاون الجدي والمستند على مصالح إستراتيجية بين البلدين فضلا عن الجيرة والأخوة والتاريخ المشترك.

لن يطالب الجنرال عون بمدير عام هنا ولا بمساعدة سورية لتنصيب مختار هناك كما كان يفعل وليد جنبلاط وأمثالهم، هو قادم إلى الشام حاملا هم الوطن والإقليم، حيث سيقف في ساحات دمشق العربية ليعلن قيام نموذج نظيف من أشكال العلاقة الممكنة والمطلوبة بين زعماء لبنان الشرفاء من أمثال عون ورفاقه في المعارضة وبين سوريا، علاقة تقوم على النظرة الإستراتيجية المشتركة للأخطار المحيطة بالبلدين وليس على زواريب ومكاسب شخصية لزعماء لم يتغير أسلوبهم في الإستزلام.

ما تؤشر إليه زيارة زعيم مسيحيي الشرق من ديرسانت كاترين في سيناء إلى كنيسة القيامة في الأراضي الفلسطينية المقدسة يمكن اختصاره بكلمة واحدة، الآن فتحت صفحة جديدة من تاريخ المنطقة، حيث التفاهم السوري اللبناني مدفوعا بزيارة ميشال عون التاريخية سيتمكن من تغليب المصالح الوطنية والقومية على إستجرار العداء واستعادة سوء الفهم ، كما أن الزيارة ستساهم بشكل حاسم في تبديد الخوف لدى الشعبين، فلا سوريا ستحتاج للتدخل في لبنان لحماية نفسها من الإرهاب والمؤامرات والاعتداءات المتوقعة ولا لبنان سيخشى من إعادة تجربة الوجود السوري الأمني على الأراضي اللبنانية، فكلا البلدين سيقوم بما يمليه عليه واجبه تجاه البلد الآخر من حماية للظهر وحماية للمصالح وتأمينا لأمن البلد الآخر القومي من الأخطار، حينها سيتم رفع سور الوقاية المتبادلة بين البلدين في وجه العدوان والإرهاب على السواء.

هذه الزيارة لها بعد آخر وهو مهم جدا على صعيد المنطقة كلها، فكون الجنرال عون هو زعيم المسيحيين اللبنانيين الأول فهو تلقائيا تحول إلى رمز مسيحي عربي لدى كافة مسيحيي العالم العربي ، وهذه الصفة تحّمل الزعيم ميشال عون مسؤولية مصير الوجود المسيحي في الشرق.

تلك مهمات يمكن للزعيم العربي ميشال عون أن يتعاون فيها مع سوريا لأهداف لا تقل عن واجب حفظ وجه الشرق متنوعا بمكوناته الدينية كافة ، فمن هنا خرجت المسيحية إلى العالم ومن العار أن تفرغ الأمة العربية ممن حملوا لواء العروبة قبل حمل لواء الدين وقاوموا الاستعمار يوم كان ذاك يلعب لعبة التماثل الديني لتثبيت أقدامه.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن قيادي في "التيار الوطني الحر" قوله ان زيارة عون ستستمر حتى الاثنين مبدئيا وأنه سيتم الاعلان عن برنامج الزيارة كل يوم بيومه. كما سيحاضر عون في كلية الهندسة في جامعة دمشق الخميس.

حديث الى "الوطن" السورية: ونشرت صحيفة "الوطن" السورية حديثا كانت اجرته مع العماد عون اعتبر فيه ان زيارته سوريا هي تأريخ لنهاية مرحلة قديمة وبداية مرحلة جديدة قائمة على تنقية الوجدانين السوري واللبناني بعد محطات سيئة تاريخياً، وعزا معارضة البعض لزيارته الى أسباب عدة منها خوفهم من أن تسلمه سوريا سجلاتهم العدلية التي تفضح ما ارتكبوا من خطايا.

ولفت إلى أن المطلوب اليوم إقامة علاقات جيدة مع سوريا على أساس النقاط الثلاث التي تم التوافق عليها في مؤتمر الحوار الوطني في العام 2006 وهي العلاقات الدبلوماسية وموضوع ترسيم الحدود، ومسألة المفقودين.

وإذ شدد على أن الفدرالية مستحيلة، رأى عون أن المتحدثين عن الفدرالية أناس يفتقدون حس القياس والحساب الدقيق "فكي تتمكن الشعوب من العيش براحة، يجب أن تتوافر لها المساحة الكافية وضيق المساحة الجغرافية والافتقار إلى المد الحيوي الذي يستوعب التكاثر السكاني، هو سبب من أسباب الهجرة في لبنان وليس فقط الأوضاع المعيشية الصعبة". وأشار عون إلى أن الخوف من عدم توافر المد الحيوي الكافي يؤدي حتماً إلى الاصطدام والحروب والمجازر، داعياً إلى تنقية الأفكار والوجدان من الميول الانعزالية والفدرالية.

وفي موضوع الاستراتيجية الدفاعية، لفت عون الى انه في حال شنت إسرائيل هجوما على لبنان وسوريا في آن واحد، فإن الإستراتيجية الدفاعية تتخذ تلقائياً طبيعة الجبهة الواحدة، مؤكداً أن الأرض اللبنانية ستكون ممنوعة على إسرائيل لاستخدامها كممر لضرب سوريا. كما أعرب عون عن رضاه عن التنسيق الأمني اليوم بين الدولة اللبنانية والدولة السورية، مشيراً إلى أن الأمن المشترك هو أمر ملزم بين دولتين جارين، إذ ان أمن لبنان من سوريا مسؤولية سورية، وأمن سوريا من لبنان مسؤولية لبنانية وعلى كل دولة أن تتولى مسؤولية ضبط حدودها وأمنها كي تحفظ أمن جارتها.

كما اعتبر عون ان إسرائيل تستعد ظاهرياً للحرب، لكنها لن تقدر على شنها، لافتا الى أنها تعيش حال انحدار وهبوط، وقال: "على إسرائيل أن تسعى اليوم إلى مراجعة شاملة بغية التوصل إلى حل سريع قبل أن تنتهي في مكان آخر"، مشيراً إلى أنها لا تزال تستخدم كآلة حرب تارة في لبنان وتارة في غزة".

عون دعا فريق 14 آذار ليتوقف عن الحديث عن السيادة والاستقلال "فعندما كنا نطالب بالاستقلال كانوا يهزأون ويطلقون عبارات مخجلة فيقولون: أي استقلال في عصر العولمة؟ فهل يحق لهم اليوم أن يعلمونا السيادة والاستقلال؟ هل يكون الاستقلال باتخاذ قرارات مضرة بمصالح حيوية لدول مجاورة؟ أن بلوغ الاستقلال هو كبلوغ سن الرشد، على الدولة المستقلة الحرة أن تفهم أنه لا يحق لها إيذاء جيرانها بغية ممارسة حريتها وسيادتها".

وأكد "أننا في بلد تتوقع فيه الجريمة في أي لحظة، لذا من الممكن وقوع أحداث أمنية تعطل الانتخابات، ومن الممكن أن تجري الأمور بصورة طبيعية دونما تعطيل"، مشيراً إلى "أنهم قد يكونون في طور التحضير لعمل عنفي جديد يعطل الانتخابات، لكنه سينقلب عليهم". واعتبر أن حديثهم عن السلاح قد يكون تبريراً مسبقاً لخسارتهم المتوقعة، بحيث يتحججون عند الخسارة بضغوط مورست لتغيير موازين القوى وقلبها ضدهم بعد أن كانت لمصلحتهم كما يحاولون أن يصوروا.

ورأى أن هناك مؤشرات تغيير في السياسة الأميركية بعد انتخاب باراك اوباما، مستبعدا حدوث أي عمل عسكري أميركي ضد إيران وسوريا في ظل الانهيار المالي والوضع الاقتصادي الأميركي.

وختم عون آسفاً لمفاهيم عالمنا بحيث بات "المعتدلون" هم السنيورة وفريقه، و"المتطرفون" هم نحن الذين نرفض توطين 400 ألف لاجئ، ونأبى التنازل عن أرضنا "أما إسرائيل التي ارتكبت المجازر والتطهير العرقي، فدولة معتدلة وإنسانية.