المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 5 كانون الأول/2008

إنجيل القدّيس يوحنّا .42-39:4

فآمَنَ بِه عَدَدٌ كَثيرٌ مِن سامِريِّي تِلكَ المَدينَة عن كَلامِ المَرأَةِ الَّتي كانَت تَشهَدُ فتَقول: «إِنَّه قالَ لي كُلَّ ما فَعَلتُ». فلَمَّا وصَلَ إِلَيه السَّامِريُّونَ سَأَلوهُ أَن يُقيمَ عِندَهم، فَأَقامَ هُناكَ يَومَيْن. فآمَنَ مِنهُم عَدَدٌ أَكبَرُ كَثيرًا عن كلامِه، وقالوا لِلمَرأَة: «لا نُؤمِنُ الآنَ عن قَولِكِ، فقَد سَمِعناهُ نَحنُ وعَلِمنا أَنَّهُ مُخَلِّصُ العالَمِ حَقًا».

 

أوريجينُس (حوالى 185-253)، كاهن ولاهوتي

المقالة 13 عن القدّيس يوحنّا/"فلمّا جاءَ إليه السامريّون، رَجَوا منه أن يُقيمَ عندَهم"

إن كنّا نذكرُ ما سبق، لن نجدَ صعوبة في فهم أنّه بعد اكتشاف كلمة الحقّ، تخلّى السامريّون عن كلّ عقيدة أخرى، وخرجوا من مدينة معتقداتهم القديمة ليعتَنقوا الإيمان الذي يقود إلى السلام. لذا، أعتقد أنّ الإنجيلي لم يقل قصدًا: "رجا منه السامريّون أن يدخلَ إلى السامريّة أو إلى مدينتهم"؛ لكنّه قالَ: "رَجَوا منه أن يُقيمَ عندَهم". يقيمُ يسوع دائمًا مع أولئك الذين يرجون منه ذلك، خاصّة حين يخرجون من مدينتهم ويذهبون للقائه... لم يكونوا بعد جديرين برؤية يومه الثالث، لأنّهم ما كانوا يرغبون في مشاهدة أمور مدهشة، مثل التلاميذ الذين كانوا برفقة يسوع في عرس قانا الجليل، بعد ثلاثة أيّام من دعوته لهم كي يتبَعوه. لقد شهدَ البعض منهم على بداية إيمانه نتيجة كلام تلك المرأة التي أكّدَتْ لهم أنّ يسوع قال لها كلّ ما فعلَته، لكنّ تطوّر هذا الإيمان والعدد الكبير من الأشخاص الذين آمنوا لاحقًا كان نتيجة تعاليم المخلِّص نفسه؛ لأنّ معرفة الكلمة أو إبن الله، الناتجة عن شهادة خارجيّة، لا يمكن أن تكون كاملة مثل المعرفة التي ينشرُها مع كلّ إيضاحاتها في نفوس أولئك الذين يعلّمهم بنفسه.

 

جدلٌ حول النتائج المتوقّعة من الرحلة "التاريخية" لعون

"عودة الإبن الضّال" أم "اعتراف سوري بالخطأ"؟

سمير منصور     

عشية 13 تشرين الاول 1990، اوفد الرئيس الياس الهراوي ابن اخته وعديله خطار حدثي الى القصر الجمهوري حيث كان يتحصن القائد السابق للجيش العماد ميشال عون بصفته رئيساً للحكومة العسكرية الانتقالية، ومهمتها بموجب الدستور تأمين اجراء الانتخابات الرئاسية في اسرع وقت. ولكن، وعلى رغم انتخاب الرئيس رينه معوض ثم اغتياله في عملية تفجير لم ينجل عنها الغموض بعد مرور 18 عاماً عليها، وعلى رغم انتخاب الرئيس الياس الهراوي بعد اقل من 48 ساعة على جريمة الاغتيال، بقي "الجنرال" "متمترساً" في القصر الجمهوري رافضاً الاعتراف بالرئيس الثاني المنتخب، او إخلاء القصر للشرعية بحجة انها عنده وحده حصراً، وان كل ما جرى ويجري، كان في رأيه "غير شرعي وغير دستوري".

بعد ظهر 12 تشرين الاول، وصل حدثي الى قصر بعبدا، وكان من الاصدقاء الأقربين الى الشهيد داني شمعون الذي كان بدوره يشارك في مساعي الخير، وقد ساهم في ترتيب اللقاء سريعاً بين حدثي وعون. ونقل الموفد رسالة من الرئيس الهراوي مفادها ان ثمة قراراً محلياً وسورياً واقليمياً ودولياً قد اتخذ بازالة التمرد وإجبار عون بالقوة على مغادرة القصر الجمهوري وتسليمه للشرعية "ومن الأفضل بالتأكيد ان يتم ذلك سلماً، وبالتوافق، فتكون بذلك قد وفّرت على اللبنانيين عملية عسكرية، وعلى المناطق المسيحية ولا سيما في بعبدا والمتن وكسروان، دخولاً عسكرياً سورياً، لا بد من ان يشمل وزارة الدفاع والقصر الجمهوري".

وكانت قيادة الجيش عامذاك في عهدة العماد اميل لحود المعيّن من جانب "الحكومة الشرعية". فكان فحوى رد عون على الرسالة قوله للموفد الرئاسي: "قل لخالك انه هو من سيذهب وانا الباقي". فكان لا بد من آخر الدواء... الكيّ، بكل ما فيه من دماء وضحايا وشهداء ومفقودين مدنيين وعسكريين لم يكشف عن مصيرهم بعد. وغادر "الجنرال" القصر لاجئاً الى السفارة الفرنسية. وقد شوهدت في اليوم السابق (12 تشرين) ناقلة جند للجيش تجري "رحلة تجريبية" بين القصر والسفارة لتقدير الوقت الذي تستغرقه رحلة "جلاء الجنرال المتمرد" عن قصر بعبدا (وفق معلومات امنية رسمية).

كانت تلك باختصار، احدى اهم محطات "صعود" الجنرال: اولاها تكليفه رئاسة حكومة انتقالية (قيل الكثير عن ظروف تكليفه من الرئيس المنتهية ولايته امين الجميل، وطُعن في شرعيتها بسبب استقالة نصف اعضائها فور تشكيلها)، وآخرها رحلة العودة من المنفى الباريسي ناخباً قوياً فرئيساً لكتلة نيابية كبيرة جعلت منه الزعيم المسيحي الابرز بل "الزعيم الاوحد للمسيحيين" وفق انصاره ومؤيديه، وطامحاً الى رئاسة الجمهورية، وإن لم يوفق في تقديم نفسه مرشحاً توافقياً بعدما اخذ خياره السياسي طرفاً في الصراع الداخلي.

وبعد سنوات طويلة على حروب "التحرير" و"الالغاء"، وصراعات بين "الحكومة الشرعية" و"تجمع الصنائع" (وفق تسمية عون حكومة الرئيس سليم الحص) و"الجنرال المتصهين" (وفق الاعلام السوري في تلك المرحلة) و"تحرير لبنان من الاحتلال السوري" (وفق الشعار الذي اطلقه عون واعلامه من بعبدا)، مروراً بالعودة وسياسة الانفتاح ومشاريع التفاهم وقد مُهّد لها بغزل مفاجئ من "اعداء" الامس، وبحملة ترحيب واسعة النطاق من احزاب كان يصنفها "غريبة ومأجورة ومستوردة"، وصولاً الى زيارة ايران فدمشق، يبقى الرجل مثيراً للجدل ولا سيما بمشواره الطويل بين "المحور الاميركي – الغربي" و"المحور السوري – الايراني"، وبين مصفق لنقلته النوعية في السياسة محلياً واقليمياً، ومتهم اياه بـ"الإنعطاف" و"الإنقلاب" و"التغيير في المواقف" وبكل الاوصاف التي طالما نعت بها خصومه. وقد بلغ هذا الجدل ذروته عشية الزيارة "التاريخية" التي يبدأها الجنرال اليوم لدمشق ولمدن ومناطق سورية اخرى منها حماه وصافيتا ومعلولا، ببرنامج حافل رسمي و"شعبي" يطغى عليه الطابع المسيحي لسببين على الأقل: الأول ان عون قدّم نفسه، كما قبل زيارة طهران، حاملاً هموم "مسيحيي الشرق"، وتحدث عن سوريا "مهد المسيحية"، والثاني هو البرنامج "الكنسي" الذي أُعد له على هذا الاساس.

وسط هذه الأجواء يبدو عون واثقاً من ردة الفعل الشعبية المسيحية على زيارته، ولا تخوّف لديه، استناداً الى تصريحاته المتكررة، من تداعيات سلبية لها على وضعه الانتخابي. فهل هي "الثقة الزائدة" بالنفس، ام حقيقة المزاج الشعبي المسيحي و"العوني"؟ مرة جديدة يفترض ان يكون الجواب والخبر اليقين في صناديق الاقتراع.

واما ما يجعل الزيارة "تاريخية" او عادية، فهي النتائج التي يمكن ان تسفر عنها، اقلّه في ما يتعلق بالملف الانساني، ملف المفقودين والمعتقلين في السجون السورية، وهو يعني اللبنانيين جميعاً، ولا سيما منهم بالطبع اهالي هؤلاء، وإن يكن عون قد استبق الزيارة بإحالة السائلين عن هذا الملف على اللجنة المشتركة التي تم تشكيلها، ومسؤولية "الدولة" عن هذا الملف. ولكنه بالتأكيد لن يكون "مستاء" اذا أُعطي شيئاً في هذا الصدد، كأن يعود على رأس موكب يضم، على الاقل، بعض هؤلاء. واللبنانيون على اختلافهم، سيكونون مستفيدين من اي نتائج تحققها الزيارة. ولكن السؤال البديهي سيكون مرة جديدة: هل يُعطى عون في دمشق ما لم يُعط لغيره، ولرئيس الجمهورية خصوصاً؟ وهل يطرأ جديد على ملف انساني بعد نفي سوري وجود معتقلين لديها خارج اطار التوقيفات والاحكام القضائية العادية، وبعد رد بلوائح مشابهة لمفقودين سوريين في لبنان؟

وأياً تكن النتائج المتوقعة، من تلك الزيارة، فإن حصولها، حدث في ذاته، ولا يمكن ان تقارن بزيارات "روتينية" لسياسيين وحزبيين تعج بهم طريق دمشق ذهاباً واياباً وبوتيرة شبه يومية... ولأنها كذلك، لا يمكن تجاهل نتائج محتملة لها، وإن يكن استباق الزيارة والجزم بنتائج "مضمونة" يشكل إضعافاً لها، وقد "وقع" في هذا اللغط منظّرون للزيارة، من حيث لا يدرون، اقله من خلال "تعظيمها" وتشبيهها من عون نفسه، بزيارة الجنرال شارل ديغول الى المانيا عام 1959 بعد حرب 1945!

وسيمر وقت طويل قبل ان يتوقف الحديث عن الرحلة "التاريخية"، سواء اسفرت عن نتائج عملية او اقتصرت على تصريحات المجاملة والعموميات لدى الوصول وعند المغادرة.

واخيراً، هل يكون المشهد السياسي عند الجنرال مختلفاً بعد الزيارة؟ وهل يحكى عما قبل الزيارة وعما بعدها؟

وهل الرحلة "تلاوة فعل ندامة" و"عودة الابن الضال" كما يقول خصومه وهذا ما نفاه شخصياً، ام ان الدعوة هي "اقرار واعتراف بالخطأ السوري تجاهه" كما يقول أنصاره؟

مرة جديدة، وككل زيارة مشابهة، تبقى النتائج هي المعيار... والفيصل!

 

استسلام جنرال

حسان حيدر- الحياة - 04

لو قدر لنا، او لأولادنا وأحفادنا، ان نبحث بعد عشرين عاما عن خبر في الارشيف يتناول الزيارة التي قام بها امس الجنرال المتقاعد ميشال عون الى سورية، لعثرنا على الصيغة التالية: «بعد فرار استمر 18 عاماً، سلم الجنرال اللبناني ميشال عون نفسه الى سلطات دمشق، مستفيدا من عفو رئاسي سوري صدر لمناسبة بلوغه سن الاستعداد لتقديم اي تنازل ممكن، في مقابل الاحتفاظ بحلم الرئاسة والزعامة، ونُقل وسط اجراءات أمنية في طائرة سورية خاصة الى قصر المهاجرين، حيث وقّع على صك استسلامه وتعهد بأن يتحمل نتائج «صداقته» الجديدة كافة ومهما كانت مكلفة له وللبنان.

«وكانت قوات سورية خاصة مدعومة بوحدات من الجيش اللبناني شنت في 13 تشرين الاول (اكتوبر) 1990، هجوما على القصر الرئاسي في بعبدا حيث كان يتحصن الجنرال، لكن هذا الاخير فر الى السفارة الفرنسية ونُقل منها الى فرنسا نفسها، ليمضي 15 عاما، ولم يعد الا بعدما بدأت مفاوضات غير مباشرة بينه وبين السوريين لتسليم نفسه. وتولى رعاية هذه المفاوضات «حزب الله» مكلفاً بفتوى من المرشد الأعلى في طهران، تسمح له بالتقرب من العدو السابق الذي شارك بنشاط في الترويج لقرار مجلس الأمن رقم 1559 في العام 2004 والذي دعا الى انسحاب القوات السورية من لبنان ونزع سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية.

«وكان عون تلقى تحذيرات عدة خلال وجوده في فرنسا من سلطات باريس تنبهه فيها الى ضرورة التقيد باتفاق اللجوء، وضرورة تخفيف نشاطه المعادي لسورية انطلاقا من الاراضي الفرنسية، بعدما دعا في مؤتمر صحافي قبل عام واحد من عودته الى بيروت، الى توقيع عقوبات دولية شديدة على سورية، معتبرا ان ربط خروج قواتها من لبنان ونزع سلاح الميليشيات بحل القضية الفلسطينية بدعة تخرج عن حدود المنطق والقوانين والأعراف.

«لكن عون تراجع تماما وبالتدرج عن مواقفه هذه بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري والوعود التي تلقاها بتحقيق حلمه القديم وتطويبه زعيما للمسيحيين تمهيدا لتبوئه الرئاسة، فاعتبر في ورقة قدمها الى مؤتمر الحوار الوطني اللبناني تحت مسمى الاستراتيجية الدفاعية ان سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية مرتبط فعلا بحل القضية الفلسطينية وحلول السلام في كل الشرق الاوسط، ودعا الى تحويل شعب لبنان كله الى ميليشيا مسلحة، مسترشدا بالنموذج الفيتنامي. «غير ان شهر العسل لم يدم كثيراً بين عون وسورية، فالصداقة مع دمشق مكلفة جدا وتتطلب تنازلات مستمرة، والوقت لم يرحم الجنرال كثيرا بعدما اعتلت صحته النفسية خصوصاً اثر فشله مع حلفائه في نيل الغالبية في الانتخابات النيابية في ربيع العام 2009، فآثر العودة بالتدرج الى مواقفه القديمة، لكنه اصطدم هذه المرة بجمهوره المفترض الذي لم يعد قادراً على تصديقه وتحمل تقلباته السياسية، لا سيما بعدما حال الجنرال طويلا دون حصول مصالحة مسيحية - مسيحية وساهم في تدهور نفوذ المسيحيين وسلطتهم في لبنان، حتى أن بعض الجهات الكنسية ألمح الى مسؤوليته عن تزايد هجرة المسيحيين من هذا البلد بحيث تدنت نسبتهم عن ربع السكان

 

التقى الجالية اللبنــانية وأكد استمرار المساعي لاتمام المصالحات

رئيس الجمـهورية أنهى زيارته لألمانيا بلقاءات وزاريــة ونيابية

توافـــق علـى تسليح الجيش بدبابات léopard وزوارق zodiac

برلين - من مراسل الوكالة:

أنهى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان زيارته الى ألمانيا وعاد الى بيروت التي يصلها مبدئيا مساء اليوم. وكان الرئيس سليمان عقد لقاءات عدة في مقر إقامته مع وزراء ورؤساء لجان نيابية متخصصة وخصوصا لجنة الدفاع النيابية التي تضم ممثلين لأحزاب عدة. ثم التقى وزراء الداخلية والتنمية والدفاع.

أما الوزراء المرافقون للرئيس سليمان فعقدوا اجتماعات مع نظرائهم الألمان. وفي هذا الإطار بحث وزير الشؤون الاجتماعية ماريون عون مع نظيرته سبل التدريب المهني للإنماء الريفي وإنشاء مستوصفات ومراكز تدريب ومركز اهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة والمصابين بأمراض مستعصية. وقد حمل الوزير عون معه ملفات تتضمن احتياجات لبنان في هذا المجال وطلب إرسال لجنة متابعة بأسرع وقت ممكن الى لبنان لتقصي تفاصيل تنفيذ المشاريع.

أما وزيرة التربية بهية الحريري فركزت في مباحثاتها مع نظيرتها الألمانية على مساعدة ألمانيا والاستفادة من خبراتها على صعيد التعليم العالي والمهني.

واجتمع الرئيس سليمان بالوزراء اللبنانيين ونظرائهم الألمان، وغادر بعدها الوفد اللبناني مطار تيغيل في برلين على أن يصل الى بيروت قبل الوقت المحدد.

وعلمت "المركزية" أن اجتماع وزير الدفاع الياس المر مع نظيره الألماني أفضى الى الاتفاق على تقديم مساعدات للجيش اللبناني هي عبارة عن دبابات léopard وزوارق zodiac إضافية وتكثيف التدريب للجيش لمراقبة الحدود والمرافق الحدودية.

لقاء الجالية: وكان الرئيس سليمان التقى أبناء الجالية اللبنانية الذين قدموا من مختلف أنحاء ألمانيا للمشاركة في حفل الاستقبال الذي أقامه السفير اللبناني في برلين نديم دمشقية على شرف رئيس الجمهورية وعقيلته السيدة وفاء في حضور الوفد الرسمي المرافق وتقدم حشد المشاركين النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم. بدأ السفير دمشقية الحفل بكلمة رحّب فيها بالرئيس سليمان وبعقيلته وبالوزراء، قائلا إن الزيارة تكتسب أهمية كبرى وهي الأولى لرئيس للجمهورية اللبنانية منذ أكثر من عشرين عاما.

ثم اعتلى الرئيس سليمان المنصة وسط تصفيق حار من أبناء الجالية اللبنانية وتوجه إليهم بالقول: "غداة ذكرى الاستقلال الخامسة والستين وعشية عيد الأضحى المبارك والميلاد المجيد، أقف بينكم اليوم على أرض ألمانيا الدولة الصديقة والشريكة في العمل من أجل الخير والسلام في كل مكان، يغمرني السرور للقائكم ومخاطبتكم، وأنا مدرك كم أنتم متعطشون لمعرفة ما يدور في وطنكم على كل صعيد وللاطلاع على ما اعترى المسافة التي اجتزناها حتى الآن، في طريقه الى تحقيق أهدافه". ستة أشهر مضت على الانتخابات الرئاسية، جهد في خلالها لبنان للملمة ذاته في الداخل ولاستعادة الوهج في الخارج ولتأييد دوره بلد الحوار والتسامح والعدالة ضمن ثوابت الحرية والسيادة والاستقلال. فتألفت تحت شعار "الإرادة الوطنية الجامعة" حكومة وحدة وطنية، اعتمدت بيانا وزاريا وارف المحتوى شامل الاهتمامات واسع المرامي. وأعيدت الحرارة الى العلاقة مع الشقيقة سوريا فصارت صريحة وواضحة وثابتة ونجمت عنها علاقات ديبلوماسية غير ملتبسة، وهي جزء من البيان المشترك الذي صدر عن الجانبين اللبناني والسوري في ختام الزيارة الرئاسية واعتبر خريطة طريق يرجع إليها في مختلف المواضيع المشتركة. كما عاد المجلس النيابي الى لعب دوره كمحراب للتشريع والرقابة والمحاسبة وسيستمر هذا الدور وسيتعزز بعد الانتخابات النيابية المقبلة التي ستجري في موعدها بعدما صدر القانون المنظم لها وقانون المجلس الدستوري الضامن لسلامتها وسيشارك معظمكم فيها وستكون نموذجا للديموقراطية والنزاهة.

وتلاقى كذلك من جديد في القصر الجمهوري، أطراف العائلة اللبنانية حول طاولة الحوار لمتابعة ما بدأوه في مؤتمر الحوار الوطني ولاستكمال تنفيذ ما اتفق عليه في مؤتمر الدوحة، وفي المقدمة الاتفاق على استراتيجية وطنية للدفاع عن لبنان بوجه العدو الاسرائيلي وتحرير أرضه بالوسائل المشروعة والمتاحة، يليه السعي الصادق والدؤوب لتأكيد حق الشعب الفلسطيني في بناء دولته مما يبطل أي سعي للتوطين. كما نشطت الى جانب ذلك المساعي والجهود، وما تزال مستمرة، لاتمام مصالحات باتت ملحة، بين المتخاصمين من الشخصيات الوطنية، صونا للبلاد ووحدتها وتحصينا لها من مخاطر عديدة أولها خطر الارهاب المحلي والدولي الماثل تهديده أبدا عندنا والذي كسره بفرادة وشجاعة جيشكم البطل، كما كسرت المقاومة الباسلة المدعومة من الجيش والشعب الارهاب الآخر المتمثل بالعدو الاسرائيلي".

أضاف: "أيها الأخوة اللبنانيون، لم يغب عن البال يوما، الهم الاقتصادي والمعيشي رغم هبوب العاصفة المالية العالمية العاتية التي لم توفر أضرارها اقتصادات كبرى والتي استطاع لبنان رغم أعبائه وبفضل تشريعاته المالية وبفضل دراية وخبرة ويقظة مرجعياته المصرفية والنقدية اجتيازها من دون أضرار تذكر مما شكل قطبا جاذبا لرؤوس أموال جديدة إليه.

فالدولة مصممة رغم ذلك على توفير الأمان المعيشي والاجتماعي للجميع ضمن حدود إمكاناتها التي تواصل بجد تنميتها لكي تمكنها معالجة المشكلات الاقتصادية والصحية والتربوية والبيئية فتساهم في رفع أثقالها عن كاهل المواطن الذي ينوء تحتها بصبر وصمت وتوجس وأنفة".

وتابع الرئيس سليمان: "أيها الأخوة اللبنانيون، إننا فخورون بكم وبنجاحكم وبما تقومون به من حيث أنتم وبما تقدمونه لأهلم هنا وفي لبنان، فانجازاتكم رصيد مهم يمكن توظيفه في الوطن استثمارات لكم أو لشركاء أجانب معكم، مما يساهم في تقدمه وازدهاره. وتخدمون بهذا الرصيد البلد الذي استقبلكم، عنيت به ألمانيا، فاستضافكم واحتضنكم موفرا لكم الأمن والأمان والحياة الكريمة والعيش الرغيد، وستردون له من دون شك، الجميل احتراما لقواعد العمل فيه والتزاما دقيقا بقوانينه وأنظمته وتقديرا صادقا لعاداته وتقاليده وأنماط عيشه فتحافظون على مصلحتكم ومصلحة ذويكم وعلى سمة وطنكم.

ختاما رسالتي إليكم أيها الأعزاء هي أن تطمئنوا، فالوطن عاد يسلك الطريق السليم، وفي هذا المكان قرب جدار برلين الذي حطمته إرادة الوحدة لدى الشعب الألماني، ندائي إليكم أن تبقوا موحدين ولا تسمحوا ببناء جدار فاصل بينكم يضطر أبناؤكم الى تحطيمه. فوحدتكم هي قوتكم وبها نجاحكم، عشتم عاشت ألمانيا وعاش لبنان. بعدها صافح الرئيس سليمان وعقيلته والوفد الوزاري المرافق أفراد الجالية اللبنانية فردا فردا والتقطت الصور التذكارية.

 

 لو فيغارو" تكشف عن لقاءات بين عون والموساد الإسرائيلي في باريس

الخميس 4 كانون الأول 2008

نشرت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية خبراً تحت خانة "أسرار لو فيغارو" حمل عنوان: "عندما كان الجنرال عون يلتقي الموساد في باريس"، قالت فيه "فيما يلي نوع من المعلومات لن يعجب أصدقاءه السوريين الجدد: الجنرال اللبناني ميشال عون، الذي يزور حالياً دمشق، التقى مرات عدة ممثلين للموساد الإسرائيلي في باريس، خلال منفاه في فرنسا بين العامين 1991 و2005".

وأضافت الصحيفة ان "أجهزة الاستخبارات الفرنسية التي كانت تراقب تحركاته (عون)، نصحته بعدم لقاء عملاء دولة لا تزال في حالة حرب مع لبنان، لكن الجنرال المسيحي رفض الإصغاء الى هذه التحذيرات، حينها كان ميشال عون أحد المعارضين الرئيسيين للوجود العسكري السوري في لبنان، أما الآن فقد بدّل الجنرال رأيه ليتموضع منذ عودته الى بيروت عام 2005، ضمن فريق يضمّ "حزب الله" ويرى وجوب انشاء علاقات جيدة مع دمشق".

 

زيارة عون السورية في ميزان الربح والخســــارة

ماذا ستقدم دمشق للجنرال خارج الحسابات الانتخابية؟

المركزية - مهما تعددت التوصيفات وكثرت التأويلات والتكهنات في شأن أهداف ونتائج زيارة رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون الى دمشق الا ان الثابتة الوحيدة هي ان موقع جنرال الرابية السياسي والانتخابي قبل الزيارة لن يكون هو نفسه بعدها.

فالزعيم المسيحي الذي حاز على 70 في المئة من أصوات المسيحيين في انتخابات العام 2005 والذي شكل رأس الحربة في الصراع اللبناني عموما والمسيحي خصوصا ضد النظام السوري على مدى السنوات الماضية وقبل توقيعه وثيقة التفاهم مع حزب الله وتموضعه الجديد الى جانب حلفاء هذا النظام غيّر الكثير بزيارته الى أخصام الامس الذين خصوه بما لم يخصوا به اقرب المقرّبين اليهم لناحية حفاوة الاستقبال والتكريم الكبير "للخصم الشريف" وفق توصيف الرئيس بشار الاسد.

وتؤكد اوساط رسمية وسياسية ان سوريا التي حصلت على صك براءة مسيحي من زعيم اكبر كتلة نيابية مسيحية لبنانية ستبرزه في الوقت المناسب لتسجله في سجل صفحة الانفتاح الغربي عليها بعدما اعطت اشارات الى الجانب الاوروبي تتعلق بالوضع اللبناني مكـّنتها من احراز تقدم على مستوى العلاقات مع الغرب وخروق جدار العزلة المفروض منذ سنوات عليها فكسرت الجليد وتمكنت من استعادة بعض ما فقدته من موقعها على الساحتين الاقليمية والدولية، وستحاول دمشق بما حصدته من زخم بعد زيارة عون اليها استعمال الورقة الجديدة في مفاوضاتها مع الغرب.

الا انه وبحسب الاوساط فان الورقة السورية الجديدة ليست من دون ثمن لان دمشق ستقدم حكما للزعيم المسيحي مقابلا يرضيه خصوصا بعد الاتهامات الكثيرة التي طالته في الداخل اللبناني ومن شأنها في رأي البعض التأثير سلبا عليه في الانتخابات المقبلة لكن وفي انتظار معرفة المقابل فانها حصّنت موقع عون السياسي والانتخابي وتحديدا في تموضعه الجديد بين حلفائه في فريق 8 آذار ما سيمكنه من فرض مرشحيه في الانتخابات المقبلة خارج مناطق نفوذه.

وذهبت الاوساط الى حد توقع ان تكون دمشق قدمت لعون "شيئا ما" يمكن ان يضفي اجواء انفراجية قد تظهر في الجلسة المقبلة لمؤتمر الحوار الوطني في 22 الجاري. وتشير الاوساط الى ان فريق 14 آذار الذي يرصد بدقة تفاصيل زيارة عون فهم ربما هذه القراءة، من هنا جاءت حملته المركّزة على الزيارة وتوقيتها واهدافها ومحاولة الاضاءة على جوانبها السلبية للتشويش على نتائجها الممكنة في الانتخابات النيابية وتستشهد في هذا الاطار بالمواقف الاخيرة لرئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط التي طاولت كل زوار دمشق بمن فيهم قائد الجيش عازية الامر الى تخوّف من احتمال نشوء حالة وفاقية بين هؤلاء الزوار بدءا من رئيس الجمهورية من شأنها التأثير سلبا على موقع هذه القوى في الانتخابات.

 

ضجيج وصخب سياسي يملآن الوقــت الضائـــــع بانتظار تبيان السياسة الاميركية الخـــــارجية الجديدة

بكركي و14أذار والمستقبل ينتظرون انتهاء زيارة عــون والاشتراكي يؤكد ان لا خلاف شخصيا مع قائد الجيـــش

المركزية - الوقت الضائع الذي تعيشه البلاد في انتظار جلاء الصورة الدولية مع تبيان السياسة الخارجية الاميركية التي ستعتمدها ادارة الرئيس الجديد باراك اوباما حيال المنطقة، يملأه الضجيج والصخب السياسي في لبنان ويتوقع ان يبقى الوضع على هذه الحال من الآن وحتى انجاز استحقاق الانتخابات النيابية .

وفي الانتظار، يستمر السجال بشأن العلاقة مع سوريا، وقد استعر مع زيارة النائب العماد ميشال عون لسوريا هذه الزيارة التي قوبلت بتعليقات وقراءات متباينة.

موقف 14 آذار: وفيما لم تشأ مصادر الصرح البطريركي في بكركي التعليق على زيارة النائب عون في الوقت الراهن، رفضت مصادر 14 آذار بدورها التعليق على الزيارة قبل انتهائها مكتفية بالقول لـ"المركزية" ان عون يعطي السوريين صك براءة من اجل مقعد نيابي في حاصبيا ومقعد نيابي في جزين وآخر في زغرتا وهذا عيب. وسألت: كيف يتجرأ على التكلم باسم المسيحيين ويعلن لهم صداقتهم لنظام موجود في دائرة التشكيك بأنه نظام خطط او دبّر او اغتال شخصيات سياسية لبنانية منها مسلمة ومنها مسيحية؟ واكدت المصادر من جهة اخرى ان اي تقرير يصدر عن المحقق الدولي دانيال بلمار واي خطوة باتجاه التحقيق هو انتصار لـ14 آذار لأنها ثبتت مفهوم العدالة في لبنان والعالم العربي.

كتلة المستقبل: وفي السياق نفسه تعقد كتلة تيار المستقبل اجتماعا لها في الساعات القليلة المقبلة لمناقشة كافة الامورالسياسية وتحديد الموقف منها.

وقال مصدر في الكتلة لـ"المركزية" انه من المبكر التعليق على زيارة عون لكننا من الاساس قلنا ان العلاقات مع سوريا يجب ان تكون عبر الدولة اللبنانية ومؤسساتها الشرعية. واستغرب المصدر ان تتوقت الزيارة خلال وجودرئيس الجمهورية ميشال سليمان في المانيا. كذلك استغرب ان يستقبل فريق سياسي قبل اعلان العلاقات الديبلوماسية وقبل الاتفاق على حل المشاكل العالقة بين لبنان وسوريـا.

وتوقف المصدر عند ما نقل عن لسان الرئيس الاسد امام العماد عون "بأن المشكلة ليست مع الشرفاء بل مع الخصم غير الشريف" وقال : نحن لا نعتب على الاسد بل نعتب على من سمح له ان يصنّف اللبنانيين بهذه الطريقة. وختم المصدربالقول: في النهاية هناك صفقة انتخابية تعقد الآن في دمشق وهدفهاأولا مساعدة عون على تأليف اللوائح في مناطق وجود حلفاء لسوريا، وثانيااسترجاع مقاعد نيابية موجودة الآن عند حلفائه في حزب الله وحركة أمل.

حملة جنبلاط: في سياق آخر نفت مصادر الحزب التقدمي الاشتراكي وجود حملة مركزة على قائد الجيش العماد جان قهوجي أو خلاف شخصي معه أو مع قيادة الجيش بقدر ما هي مسألة سياسية وأمنية وعسكرية وقالت لـ"المركزية": نطرح ضرورة قيام قائد الجيش والقيادة الأمنية في لبنان بواجباتها، وإذا لم تؤد الزيارات الى دمشق الى تحقيق نتائج عملية وملموسة ستكون بمثابة تقديم هدايا مجانية الى النظام السوري.

وأشارت الى أن العلاقات الللبنانية - السورية مرت بإشكاليات كبرى وتوتر في السنوات الماضية وتاليا إعادة إنتاج هذه العلاقات يجب أن تتم وفق قواعد جاهزة.

وسألت هل يقبل الجيش السوري بوجود قواعد عسكرية غير سورية على أراضيه؟ وتاليا لماذا على الجيش اللبناني واللبنانيين ان يقبلوا باستمرار هذه القواعد العسكرية المعروفة الولاء والانتماء على أرضهم؟

ورأت المصادر أنه بمعزل عن الشكليات التي تكون قد رافقت زيارة العماد قهوجي، وعلم او عدم علم مجلس الوزراء بالزيارة وبالنتيجة هناك إشكالية عالقة في عدد من الملفات بين البلدين منها ترسيم الحدود والسلاح الفلسطيني خارج المخيمات والمفقودين في السجون السورية والمجلس الأعلى اللبناني - السوري ومعاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق وموضع التبادل الديبلوماسي الذي يبدو انه يفرغ تدريجيا من مضمونه بسبب استمرار كل السلوكيات السورية السابقة تجاه لبنان.

وقالت: على اللبنانيين ان يعرفوا مضمون المحادثات التي يجريها اي مسؤول يزور دمشق يشأن هذه الملفات العالقة، فإذا استمر خط السير بين بيروت ودمشق على هذا المستوى من الحرارة والاستقبالات الشكلية والبروتوكولية من دون تحقيق أي نتائج عملية على الأرض فلا جدوى من الزيارات.

وعن إمكان طرح موضوع إلغاء معاهدة الأخوة والتنسيق والمجلس الأعلى على مجلس الوزراء، أشارت المصادر الى أن هذا الموضوع يتطلب إقرارا من مجلس النواب واتصالات سياسية واسعة لكن لم يحسم القرار إذا ما كان هذا الموضوع سيطرح على جلسة مجلس الوزارء لكنها تبقى إحدى الإشكالات الموجودة خصوصا ان المعاهدة عقدت أيام الوصاية السورية والمجلس الأعلى يشكل ازدواجية مع العلاقات الديبلوماسية ويجب إعادة درس هذه المعاهدة باتجاه إلغائها ويمكن أن تعقد في المستقبل معاهدة جديدة وفق قواعد جديدة يكون فيها القرار اللبناني المستقل حرا من اي نفوذ سوري.

ولاحظت المصادر وجود وسائل تقنية بمساعدة الأمم المتحدة لترسيم الحدود في مزارع شبعا وهذا يؤكد ان النظام السوري يتمنع عن تقديم كل ما يلزم لمساعدة لبنان لأنه لا يريد تقديم أي هدايا مجانية الى لبنان في وقت تسعى فيه بعض القوى اللبنانية الى الهرولة الى دمشق وتقديم الهدايا المجانية الى النظام السوري.

 

حاضر في جامعــــــة دمشق عن العلاقات والوحدة والمستقبل

عون: تحفظاتنا كثيرة على الطائف لتكريسه خروقـات في تنظيم الدولةوحصولنا على الاكثرية النيابية يمكننا من اجراء التغييرات والاصلاحات

المركزية - اعتبر رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون ان قوى كبرى ساهمت في عدم العودة الى الحالة الطبيعية بين لبنان وسوريا طالباً اعتذار اللبنانيين من اللبنانيين قبل طلب الاعتذار من سوريا.

واشار الى ان "للمجموعات الارهابية موازنات مادية، ولا احد يجهل مصدر هذه التمويلات، كما ان تمويل المجموعات الارهابية في شمال لبنان معروفة المصدر".

ولفت الى ان "هناك تحفظات عدة على اتفاق الطائف، منها عدم التوازن بين مؤسسات الدولة مثل رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، والمستفيدون من الطائف جعلوه كتاباً مقدساً، كما ان هناك خروقات كبرى في تنظيم الدولة كرسها هذا الاتفاق او الحقت به".

واعرب عن امله في ان "نتمكن من الحصول على اكثرية نيابية في الانتخابات المقبلة حتى نجري تغييرات واصلاحيات لأزمة".

واعتبر عون في خلال محاضرة ألقاها في كلية الهندسة المدنية في جامعة دمشق، اننا نستطيع فصل الماضي عن الحاضر، مؤكداً اننا لا يجب ان نمحوه "بالخوف منه ولا بالهروب الى الامام بل من خلال مواجهته واعادة النظر فيه من قبل الجميع بذهنية الناقد الذاتي المصمم على التغيير".

وأشار عون الى ان القدرة على القيام بهذه العملية هي مقياس "لإرادتنا وتصميمنا على التطور ومواكبة التغيرات"، مضيفاً انه من هذا المنطلق يصبح التفاهم سهلا، مستشهداً بورقة التفاهم القائمة مع حزب الله حيث "وضعنا كل الأمور على الطاولة وناقشناها بعمق وتمكنا من الحفاظ على وحدتنا الوطنية وساعدت المقاومة على تحقيق الانتصار في أشرس حرب خاضتها اسرائيل ضد لبنان".

وأوضح عون ان الانتصار في حرب تموز تم على أيدي المقاومين الذي فرض معادلة عسكرية جديدة ستبقى قائمة طالما بقي مجتمعنا يواصل دعمه للمقاومة، معتبراً ان القادة الاسرائيليين غطوا هزيمتهم بادعائهم عدم الاعداد الجيد وهذا غير صحيح، مضيفاً ان الشعب الاسرائيلي فقد معنوياته وخسر ارادة القتال وهنا يكمن السبب الحقيقي للهزيمة. وأشار عون الى ان خوض السلام مع اسرائيل يبدأ بحل مشكلة اللاجئ الذي طرد من أرضه ومن ثم اعادة الحقوق في الأرض الى أصحابها، مؤكداً "ان العصبية لم تعد مقبولة ". وإذ أكد عون ان الأمم المتحدة هي المسؤولة الأولى عن تغطية جميع أعمال الأذى التي قامت بها اسرائيل في ما بعد ضد الشعب الفلسطيني، إعتبر انها تعالج المشكلات وفق ارادة الدول الكبرى وهي لم تنجح يوما في ادانة اسرائيل بسبب حق الفيتو ، "ونراها في حقول النفط بقرار دولي أو بدون قرار". وأضاف ان التأخر في حل هذه القضية عادل سيجعل أكثر مأساوية.

ودعا عون مختلف المجتمعات العربية للوصول لمجتمع حديث أكثر استعداد لمواجهة تحديات العصر "فنتحول من مجتمع تبعي ملحق الى مجتمع طليعي قائد"، وأضاف ان لا سلام من دون إعادة الحقوق وبدون عدالة، معتبراًً ان الشيئين الأساسيين هما حق الفلسطيني بالعودة وحق العرب في أرضهم التي ما زالت محتلة.

وردا على اسئلة الطلاب قال عون: أن شبعا والجدل الدائر حولها هي "عملية تشويش لا أكثر ولا أقل"، معتبراً ان البعض زادوا عجزا فزاد تضليلهم الاعلامي وزاد التشويش، مؤكداً ان يبدأ من اللبنانيين "ليكون اعترافا صريحا أنهم هم من أذونا وعندها نطلب من السوريين اعتذارا آخر".

وعن علاقته بالكادر الطلابي، اعتبر عون ان التوعية الأساسية للطلاب تتم عبر اللقاءات بين القادة وبين طلاب الجامعات وأحيانا بواسطة لجان مسؤولة عن الجامعات، مشيراً الى التناغم مع طلاب المقاومة " الذي يجمعنا وإياهم حلف واحد مع وجود أمور كثيرة يجب العمل عليها".

وبالنسبة لكلمة العداء لسوريا أوضح عون انها ناتجة عن نقص في الثقافة، مشيراً الى ان المدارس العسكرية تتحاشى استعمال كلمة عدو لأن فكرة العداء تجاه الطرف الآخر قد تسبب بحروب إفناء.

وعلّق عون على أن الانسان يراهن حتى يربح او يخسر ، معتبراً "اننا قمنا بالخيارات وكنا مستعدين للخسارة كما كنا مستعدين للمشاركة بالربح"، وقال: "الفريق الاخر كانت رهاناته أشبه بالمقامرة ولعب الميسر" لذلك يستمرون حتى يخسروا آخر قرش في جيوبهم وبعضهم ينتحر أيضاً".

واكد انه لم يتعاون مع أحد من الخارج ضد أي فئة لبنانية، معتبراً ان المسؤولية تحتم عليه صد المواقف التي تهدد "وجودنا ووجود الفلسطينيين وقد كنا ضد المواقف الاميركية بوضوح وتحملنا ضغوطات وتهديدات".

وعن موقع لبنان على الساحة العالمية، اعتبر عون اننا نعيش في بلد صغير "وحجم القوة التي نواجهها كبير"، موضحاً ان هناك أشياء معنوية "تربطنا بالعالم ونحن معنا قوة الحق".  وعن الازمة المالية العالمية، نفى عون وجود انهيار اقتصادي في الداخل اللبناني " لأننا منذ مدة تعوّدنا على الحد الأدنى وبامكاننا تحمّل المصائب بالرغم من كل شيء لغاية الآن"، مستدركاً اننا ننتظر التقويم الرسمي للحكومات القائمة حاليا في المنطقة .

واذ أكد عون عدم معرفته بالتحقيق القضائي عن الإرهاب الموجود في الشمال، إعتبر ان هذه المجموعات تملك أيديولوجية معينة "لا أحد منا يجهل مصدرها ومنبعها المالي". وبعد الانسحاب السوري من لبنان، استغرب عون التحول من التبعية الى سوريا "للتبعية الى جهة ثانية"، مؤكداً ان التغييرات حصلت "لأن أصحاب المصلحة هويتهم دفتر الشيكات". وأبدى تحفظاته على الطائف، معتبراً انه يؤمن عدم التوازن بين الرئاسات بالاضافة الى خروقات كبيرة في مؤسسات الدولة اللبنانية، معتبراً ان من يدافع عن الطائف جعله بمثابة الكتب المقدسة، وداعياً الى ان يكون التعديل في ظل ظروف تستوجب التعديل.

ورداً على سؤال عن الوجود المسيحي في الشرق، إعتبر عون ان المجتمع الذي يحترم نفسه يضمن حرية المعتقد "لأن العلاقة مع الله هي علاقة عامودية مباشرة، ولا يجب أن يؤثر المعتقد الديني على أحد سلبا"، معتبراً ان حق الاختلاف هو أن يكون الانسان له تفكيره الخاص به "ونستطيع أن نمارسه في السياسة او الفن أو أي شيء آخر". وعن القرار 1559، أشار عون الى انه " لا يمكن أن يكون مشروع حرب للبنان"، معتبراً اننا اليوم نقوم بمرحلة تسوية و"التفاؤل مرتكز على أسس وتجربة ومصالح مشتركة"، مضيفاًً انه رغم الفشل "يبقى لنا شرف المحاولة".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 4 كانون الاول 2008

النهار

علم ان المملكة العربية السعودية شرحت للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال زيارته لها، بصراحة ووضوح موقفها من الوضع في سوريا ولبنان.

سأل زائر أوروبي العماد ميشال عون عن اسباب زيارته دمشق، فاكتفى بالاجابة انه تلقى دعوة منها.

يسعى بعض من يشعرون بأنهم قد يكونون من المتضررين من نشر او تسريب اسماء يمكن ان ترد في القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، الى ارجاء ذلك لما بعد الانتخابات النيابية المقبلة.

السفير

تراجع بعض القيادات السياسية حساباتها الانتخابية في ضوء الأزمة المالية الدولية التي أنهت "عصر الترف والتبذير" الذي كان الرهان عليه كرافعة سياسية في لبنان.

أبدت مراجع عسكرية رفيعة المستوى انزعاجها من تناول بعض النواب المؤسسة العسكرية بحملات تحريض عبر الإعلام، و"بعيدة عن الأصول والمؤسسات الدستورية والقانونية".

لوحظ تزايد طلبات بعض الوزارات لعقد اتفاقات بالتراضي لأعمال تأهيل أو صيانة، علماً بأنه سبق أن رفضت مثل هذه الطلبات لوزارات أخرى.

المستقبل

تكتل مستقل نشأ حديثاً في مدينة بقاعية مميزة، أثار قلقاً جدياً عند نواب ووزراء من 8 آذار قد تدفع بعضهم الى تغيير تحالفاته الانتخابية.

دفعت نتائج الانتخابات النقابية والطلابية أحد الأحزاب الفاعلة الى البدء بتغيير المسؤولين فيه عن تلك القطاعات بسبب فشلهم الذريع.

مرجع روحي بارز ينتظر انتهاء مناسبة سياسية خارجة عن المألوف قبل التعليق عليها.

رصدت جهات ديبلوماسية تباينات ملحوظة بين قوى 8 آذار حول التحالفات الانتخابية في أكثر من منطقة.

اللواء

تحرص مراجع غربية ودولية على تطمين قيادات لبنانية على الجزم بعدم عودة سوريا عسكرياً إلى لبنان·

أنجزت لجنة التحقيق الدولية نقل جزء كبير من وثائق التحقيقات إلى مقر عملها في لاهاي، على أن تكتمل العملية في غضون أسابيع قليلة·

لا تزال العلاقة مغلقة بين مرجعين كبيرين، ولم تحدث حلحلة في ما يتعلق بتشكيلات على بساط التداول، بسبب <الفيتوات المتبادلة>!·

 

البطريرك صفير عرض مع سفير اليونان العلاقات الثنائية واطلع من المطرانين الجميل وسويف على تحضيرات السيامة

وطنية- 4/12/2008 (سياسة) إستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في الصرح البطريركي في بكركي اليوم السفير سيمون كرم، المطران إيلاريون كبوجي، الوزير السابق ابراهيم الضاهر . وعرض مع سفيراليونان بانوس كولوكيروبولوس العلاقات الثنائية .

واستقبل البطريرك صفير الراعي السابق لأبرشية قبرص المارونية المطران بطرس الجميل والمطران المنتخب على الأبرشية يوسف سويف اللذين أطلعاه على تحضيرات سيامة المطران الجديد التي ستقام يوم السبت في 6 الحالي عند الثالثة والنصف من بعد الظهر في بازيليك سيدة لبنان - حاريصا.

كذلك استقبل البطريرك صفير رئيس مجلس إدارة المدير العام لمصلحة الأبحاث العلمية الزراعية المهندس ميشال افرام وبحث معه في شؤون الزراعة ومصلحة الأبحاث. وكان عرض لموضوع التصحر والتغيير المناخي في العالم ونصيب لبنان منهما حيث أبدى البطريرك الماروني ملاحظات حول قلة المطر وشح المياه وتأثيرهما السلبي على اللبنانيين وعلى الزراعة والبيئة.

 

انطوان صفير تمنى ان تكون العلاقات بين الدول من خلال المؤسسات الدستورية

وطنية - 4/12/2008 (سياسة) رأى رئيس مؤسسة "مواطنون جدد" الدكتور انطوان صفير، في حديث صحافي، "انه من المفضل ان تكون العلاقات بين الدول من خلال المؤسسات الدستورية، لا سيما موقع رئاسة الجمهورية باتجاه حل المشاكل العالقة والتوصل الى تفاهمات حول القضايا المشتركة".

واشار الى "ان المحكمة الدولية يجب ان تخرج من نطاق الكلام السياسي لان المرحلة القانونية الفعلية ستبدأ في أوائل اذار وتكون تحت منظار المجتمع الدولي".

 

النائب مجدلاني:زيارة النائب عون لسوريا محاولة لتهميش المرجعيات المسيحية وتكبير للدور السوري في المنطقة تجاه دول العالم وهو أمر لا يفيد لبنان

وطنية - 4/12/2008 (سياسة) رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب عاطف مجدلاني، في حديث الى إذاعة "صوت لبنان"، اليوم "أن زيارة رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون الى سوريا "تظهر ان هناك من يحاول تهميش المرجعيات المسيحية اللبنانية سواء المرجعية المسيحية السياسية المتمثلة برئيس الجمهورية او المرجعية المسيحية الكنسية المتمثلة بغبطة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، والا كيف نفسر هذا الاستقبال الكبير، وهذا التوقيت لزيارة النائب ميشال عون الى سوريا، كما كان توقيت النائب عون زيارته الى ايران، والتوقيتان كانا متلازمين مع زيارات لرئيس الجمهورية خارج لبنان، كإن يحاول وما يزال من خلال زياراته للبلدان وضع لبنان على الساحة العالمية، وارجاع لبنان دولة ذات سيادة ودولة لديها ممثل للجميع هو رئيس الجمهورية".

وقال: "من ناحية ثانية هناك اسئلة عديدة تطرح خاصة في موضوع المشاكل العالقة بين لبنان وسوريا، وما هي مكانتها في هذه الزيارة، فما رايناه في موضوع المعتقلين او المفقودين تم التخلي عن هذا الموضوع من قبل العماد عون الى اللجان، بينما عون بنفسه في المجلس النيابي قال اذا كانت هناك اشكالات حول مفقودين او معتقلين، وهنا نشير الى ان معتقلين اخذهم الجيش السوري من دير القلعة، عسكريين وراهبين اثنين، وهؤلاء يمكن، ويجب ان نسأل عنهم السلطات السورية اليوم في هذه الزيارة، وحتى الان وما قالته الصحف، والتصاريح، لا ذكر للمعتقلين ولا للمفقودين، وقد حاول النائب ابراهيم كنعان ان يسأل نائب وزير الخارجية قال له انه احيل الى اللجان". وفي موضوع شبعا، الغريب والمستغرب حيث يعتبر النائب ميشال عون قد حل والترسيم موضوع توقيت، وهنا اتذكر ما ورد في برنامج الانتخابات للتيار الوطني الحر في ايار 2005 عندما قال ان اراضي شبعا هي سورية واذا ارادت سوريا التنازل عنها فعليها ابلاغ الحكومة اللبنانية رسميا بذلك لكي تبادر هذه الاخيرة، اي الحكومة اللبنانية، الى اعادة ترسيم الحدود لدى الامم المتحدة". وتساءل النائب مجدلاني "لماذا اصبحت اليوم مزارع شبعا لبنانية وموضوع ترسيمها لا مشكلة عليه، والقصة قصة وقت". واعتبر "ان هناك تخليا عن كل المطالب اللبنانية، وتخليا عن كل ما يؤكد سيادة لبنان واستقلاله".

وسئل هل من انعكاس لزيارة النائب عون على العلاقات اللبنانية - السورية، أوضح "انه من الممكن ان يكون لها انعكاسات سلبية لان هناك شعورا بنية وجهد لتهميش دور رئيس الجمهورية، وتهميش دور الدولة اللبنانية، ومحاولة لاضعافها تجاه النظام السوري من جهة، ومحاولة لتسهيل وتكبير الدور السوري في المنطقة تجاه دول العالم، هذا الامر لا يفيد لبنان ولا يفيد معركتنا في موضوع تأكيد سيادة لبنان واستقلاله".

 

النائب فرنجيه: العماد عون يسدد فواتير للنظام السوري والخطورة بربط المسيحيين بالمحور الايراني-السوري وتهميشهم

وطنية - 4/12/2008 (سياسة) قال النائب سمير فرنجيه، في حديث الى إذاعة "صوت لبنان"، ردا على سؤال حول قراءته لأبعاد زيارة العماد ميشال عون الى دمشق، "الزيارة رسالة متعددة الجوانب، فهي رسالة سورية الى رئيس الجمهورية عبر استقبال ميشال عون كرئيس دولة، ورسالة سورية الى الكنيسة المارونية، وهي نوع من الرد الانتقامي على بيان بكركي الشهير في ايلول عام ال2000 الذي أطلق معركة الاستقلال الثانية، وهي رسالة سورية الى المجتمعين العربي والدولي بأن سوريا لا تزال تحتفظ بنفوذ في لبنان". أضاف: "بتقديري ان الزيارة الى سوريا هي رسالة للداخل السوري موجهة الى المسيحيين السوريين عشية قيام المحكمة الدولية بضرورة التضامن مع النظام. اما بالنسبة الى قوى 14 آذار، في السياسة لا جديد في هذه الزيارة على اعتبار ان العماد عون يسدد فواتير الدعم السياسي والمادي الذي وفره اليه النظام السوري، يبقى ان هناك خطورة خاصة منها محاولة ربط المسيحيين بالمحور الايراني - السوري وعزلهم عن المجتمع العربي والدولي وتهميشهم ووضعهم خارج التحولات الايجابية التي تحصل وبدأت تحصل في المنطقة".

تابع "هناك شيء مزعج أدبيا هو مسألة الطلب من اللبنانيين الاعتذار اولا من سوريا، بتقديري العماد عون أدى ما هو مطلوب منه ويمكننا ان نقول انه بدأ حياته السياسية بمخاصمة سوريا ويبدو انه ينهيها بمخاصمة اللبنانيين". وحول حديث مجلس الاساقفة والمطارنة في بيانه الشهري عن خطر التشرذم وخطر انعكاسه على الانتخابات النيابية في ظل هذه الاجواء وهل من خوف على عدم اجراء الانتخابات، أجاب: "ان الخوف موجود لأنه في تقديري هناك فريق يمكن ان يعمل على منع اجراء الإنتخابات من خلال حوادث أمنية متفرقة هناك خوف من هذه الناحية وهناك خوف على اجرائها تحت الضغط لأن ما ظهر انه لا يزال حتى في داخل بيروت مناطق تتسلمها ميليشيات بشكل مقنع ميليشيات، أقصد الحادث الذي تعرض له الصحافي عمر حرقوص، وبالتالي هناك جهد يجب ان تبذله الدولة، ويجب الاسراع في الاتفاق على استراتيجية دفاعية، يعني الاسراع بطي صفحة الماضي امر مطلوب لتأمين اجراء هذه الانتخابات".

 

الانتماء": تضخيم استقبال العماد عون في سوريا تغطية لفراغ المضمون

وطنية- 4/12/2008 (سياسة) اعتبر "لقاء الانتماء اللبناني" في بيان أصدره اثر اجتماعه الأسبوعي "أن زيارة رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون لسوريا بدت مجرد زيارة فولكلورية، ولم تأت بأي نتائج ملموسة، ولا حتى حققت الحد الأدنى الذي كان يتوقعه منها بعض المتفائلين". وأضاف: "من الواضح أن التكريم الذي حظي به (العماد) عون في سوريا، والتضخيم المتعمد لمظاهر استقباله، يهدف الى التعويض عن مضمون الزيارة الفارغ، وعن نتائجها العملية الهزيلة، لا بل المعدومة". وتابع: "مهما حاول (العماد) عون تغطية زيارته بخطاب مسيحي مشرقي، فمن الواضح أنها حققت للنظام السوري ما يرمي اليه، وهو الحصول على أوسع تغطية ممكنة لسياسته تجاه لبنان، ولمحاولاته المستمرة لتكريس واستعادة نفوذه فيه، كما كان سابقا". وتساءل: "عندما يقول العماد عون من دمشق أن سوريا لا تتدخل في الانتخابات اللبنانية، هل يعتقد أن اللبنانيين وصلوا الى هذه الدرجة من السذاجة لتصديق هذه المقولة؟ فالجميع يلمس حجم التدخل السوري والايراني الواسع في الاعداد للمعركة الانتخابية المصيرية المقبلة". وشدد على أن "اظهار حسن النية الذي قال (العماد) عون انه حصل خلال اجتماعه مع الرئيس بشار الأسد، لا يكون بالكلام فقط، بل يكون بالأفعال، وبحل القضايا العالقة، وابرزها ترسيم الحدود، وحل قضية المعتقلين والمفقودين، والتعاطي مع لبنان بالمثل كما يتعاطى لبنان مع سوريا، أي التعاطي فقط مع الدولة اللبنانية وليس مع هذا الطرف السياسي او ذاك". وأضاف: "هل تكفي زيارة عون لسبع كنائس في سوريا لكي يقتنع اللبنانيون بأن ذهنية النظام السوري تجاه لبنان قد تغيرت؟". واستهجن "الانتماء" بشدة مطالبة عون اللبنانيين ب"الاعتذار" قبل السوريين، وقال "ان كلام (العماد) عون في هذا الشأن يعكس انقلابه على نفسه، لكن المؤسف أنه يقلب معه الحقائق التاريخية، ويوحي وكأن اللبنانيين هم الذين لم يحترموا يوما الدولة السورية وبالتالي تدخلوا في الشؤون السورية الداخلية".

 

"حصولنا على الاكثرية يمكّننا من إجراء التغييرات والاصلاحات"

عون: تحفظاتنا كثيرة عن الطائف والمستفيدون منه جعلوه كتاباً مقدساً

المستقبل - الجمعة 5 كانون الأول 2008 - اعتبر رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون "أن قوى كبرى ساهمت في عدم العودة الى الحالة الطبيعية بين لبنان وسوريا"، مجدداً مطالبته بـ"اعتذار اللبنانيين من اللبنانيين قبل طلب الاعتذار من سوريا".

وأشار الى "أن للمجموعات الإرهابية موازنات مادية، ولا أحد يجهل مصدر هذه التمويلات، كما أن تمويل المجموعات الإرهابية في شمال لبنان معروفة المصدر"، لافتاً الى "أن هناك تحفظات عدة على اتفاق الطائف، منها عدم التوازن بين مؤسسات الدولة مثل رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، والمستفيدون من الطائف جعلوه كتاباً مقدساً، كما ان هناك خروقا كبرى في تنظيم الدولة كرّسها هذا الاتفاق او ألحقت به". وأمل خلال محاضرة ألقاها في كلية الهندسة المدنية في جامعة دمشق أمس، "أن نتمكن من الحصول على أكثرية نيابية في الإنتخابات المقبلة، حتى نجري تغييرات وإصلاحيات لأزمة".

ورأى "أن خوض السلام مع اسرائيل يبدأ بحل مشكلة اللاجئ الذي طرد من أرضه ومن ثم اعادة الحقوق في الأرض الى أصحابها"، مؤكداً "ان العصبية لم تعد مقبولة". وإذ أكد "أن الأمم المتحدة هي المسؤولة الأولى عن تغطية جميع أعمال الأذى التي قامت بها اسرائيل فيما بعد ضد الشعب الفلسطيني"، إعتبر انها "تعالج المشكلات وفق ارادة الدول الكبرى، وهي لم تنجح يوماً في إدانة إسرائيل بسبب حق الفيتو، ونراها في حقول النفط بقرار دولي أو من دون قرار".

ودعا مختلف المجتمعات العربية الى "الوصول لمجتمع حديث أكثر استعداداً لمواجهة تحديات العصر، فنتحول من مجتمع تبعي ملحق الى مجتمع طليعي قائد"، مشدداً على "أن لا سلام من دون إعادة الحقوق ومن دون عدالة". ورأى "ان الشيئين الأساسيين هما حق الفلسطيني بالعودة وحق العرب في أرضهم التي لا تزال محتلة".

وفي رد على أسئلة الطلاب، أبدى عون استغرابه بعد الانسحاب السوري من لبنان، من "التحول من التبعية الى سوريا، للتبعية الى جهة ثانية"، مؤكداً ان التغييرات حصلت "لأن أصحاب المصلحة هويتهم دفتر الشيكات".

وأوضح أن شبعا والجدل الدائر حولها "عملية تشويش لا أكثر ولا أقل"، معتبراً "أن البعض زادوا عجزا فزاد تضليلهم الاعلامي وزاد التشويش".

وأوضح أن كلمة العداء لسوريا "ناتجة عن نقص في الثقافة"، مشيراً الى "ان المدارس العسكرية تتحاشى استعمال كلمة عدو، لأن فكرة العداء تجاه الطرف الآخر قد تتسبب بحروب إفناء". وأعلن أنه "لم يتعاون مع أحد من الخارج ضد أي فئة لبنانية"، لافتاً الى أن المسؤولية تحتم عليه "صد المواقف التي تهدد وجودنا ووجود الفلسطينيين، وقد كنا ضد المواقف الأميركية بوضوح وتحملنا ضغوطا وتهديدات".

 

لماذا "الرّك" على خط بيروت ـ الشام وليس العكس؟

المستقبل - الجمعة 5 كانون الأول 2008 - أيمن شروف

منذ ان جلس وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ مع نظيره السوري وليد المعلم في 15 تشرين الاول الماضي، للاعلان عن انشاء العلاقات الديبلوماسية بين البلدين حتى بدأت زيارات المسؤولين اللبنانيين الى دمشق، فبعيداً عن معنى الزيارة واهدافها وابعادها السياسية وتأثيراتها على الواقع اللبناني والتي من الممكن ان تنعكس ايجاباً على المصلحة الوطنية في كثير من الاحيان، تبرز اشكالية تبادل الزيارات والتي الى الآن تبقى في تجاه واحد وخط السير المعتمد هو بيروت الشام وليس العكس على الاطلاق.

كثرت ردود الفعل حول هذه الزيارات منها مع ومنها ضد ومنها من ينتظر جلاء حقيقة هذه الزيارات او جديتها ودورها في زرع نواة تأسيسية لما ستكون عليه العلاقات بين "الشقيقين" على ابواب فتح السفارتين المنشودتين، الحدث الذي سيشكل نقطة تحول في تاريخ هذه العلاقات اذا ما كانت النوايا السورية بالتحديد صادقة في هذا المجال، على الرغم من ان التجربة المرّة التي عاشها لبنان مع نظام البعث لا تبشر بذلك في اي حال من الاحوال، فلا ضغط خارجي أتى بثماره ولا انفتاح على هذا النظام اوحى حتى الآن بأن سوريا جدية في التعاطي مع لبنان كدولة حرة سيدة مستقلة، وان باستطاعتها تقبل فكرة خروج جيوشها من لبنان في نيسان الـ2005، التاريخ الذي لن يستطيعوا نسيانه في المدى المنظور.

فبعد زيارة قائد الجيش الاخيرة الى دمشق وما اوردته وكالة "سانا" الناطقة باسم النظام السوري عن المحادثات التي اجراها العماد قهوجي هناك وما طرحته من علامات استفهام في الداخل اللبناني قبل ان تعود قيادة الجيش لتوضيح فحوى اللقاءات التي عقدها قهوجي، ليست سوى مثال لأسلوب التعاطي السوري مع لبنان ومع قياداته والذي يعبّر عن هواجس قديمة لم يستطع هذا النظام التخلص منها وكأن رستم غزالي لايزال في عنجر، وجامع جامع يسرح ويمرح في انحاء بيروت. كما ان زيارة وزير الداخلية زياد بارود الى دمشق طرحت العديد من التساؤلات، حين كثر الحديث عن عودة اللجان الامنية وما ادراك ما هي اللجان الامنية مع نظام البعث، قبل ان يوضح بارود ان المحادثات مع الجانب السوري لم تتعد التنسيق بين الجانبين بـ"الحد الأدنى".

انطلاقاً من هذه "المؤشرات السلبية"، لا بد من وضع مجموعة من النقاط برسم المعنيين والزائرين والرسميين، فلماذا لا يقابل الانفتاح اللبناني على النظام السوري بانفتاح مماثل؟ ولماذا الاستعجال في زيارات من جانب واحد توحي باننا نحن من يتوسل نظام البعث، في حين اننا يجب ان ننطلق من موقع القوي وليس العكس، وهل ممنوع على الرأي العام ان يطلع على فحوى لقاءات مسؤولينا مع الجانب السوري فلا يتم ذلك الا بعد الاخذ والرد وتوضيح من هنا وبيان من هناك؟ وما فائدة العلاقات الديبلوماسية اذا لم تترجم من الجانب السوري بخطوات عملية على الارض قبل ان نعيد الى خط الشام "عجقته"؟

يضع النائب سمير فرنجية التصرف السوري في اطار تأكيد القيادة السورية على نهجها القديم في التعاطي مع الدولة اللبنانية. ويقول "لو كان الاعتراف بدولة اسمها لبنان قائماً لكان هناك نوع من تبادل الزيارات، ولكن التعاطي القائم اليوم يؤكد رفض سوريا الاعتراف بوجود دولة مستقلة اسمها لبنان، وهذا ما نعاني منه، والكلام الصادر عن القيادة السورية خير دليل على ما نقول، فهم لم يذكروا يوما انهم يدعمون لبنان بل يفاخرون بدعم الشعب اللبناني على قاعدة شعبين في دولة واحدة وليس العكس".

ويغمز فرنجية من قناة العماد ميشال عون وزيارته الى سوريا، ليشير الى "انهم يتصرفون وكأن العماد عون هو رئيس الجمهورية اللبنانية، في حين انه لا يمثل الا نفسه ومن معه ليس أكثر على اعتبار انه رئيس لحزب او تيار سياسي لا اكثر ولا أقل".

ولأن الاسلوب الذي ينتهجه النظام الشقيق لا "يبشر بالخير" بالنسبة الى اللبنانيين الطامحين الى بناء الدولة بعيداً عن اي شكل من اشكال التدخل او "الوصاية"، يؤكد فرنجية ان على "سوريا الالتزام بتعهداتها نحو لبنان ولا يكون ذلك الا عبر تبادل السفارات وترسيم الحدود وحل قضية المعسكرات الفلسطينية خارج المخيمات، هذه الامور هي وحدها الكفيلة بالتمهيد لعملية تطبيع العلاقات بين البلدين وهذا ما تدفع باتجاهه قوى 14 اذار، ونظرتنا الى زيارات المسؤولين اللبنانيين الى الشام تنطلق من مبدأ العلاقات الندية بين الطرفين، فهناك ملفات كثيرة لا تزال عالقة والمطلوب ان يخبرنا المسؤولون عن فحوى هذه الزيارات".

الى الآن يقول فرنجية، المؤشرات سلبية فهم (اي السوريون) لم يلتزموا بما تعهدوا به الى فرنسا وحتى ما اعلنوه عند زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى سوريا. القانون الدولي يحدد أطر التعاطي بين اي دولتين مستقلتين تحت سقف سيادة كل دولة على كامل ارضها وامتلاكها لقرارها الحر. من هنا يصر النائب عمار حوري على ان تكون "العلاقات الثنائية بين لبنان وسوريا تحت سقف الدستور والقوانين المرعية وبموافقة الجهات المعنية وفي طليعتها مجلس الوزراء".

ويشير الى ان "الخلل في التوازن بين الزيارات لا يعطي اشارات طيبة في هذا الاتجاه، وكل الزيارات التي قام بها المسؤولون اللبنانيون تمّت انطلاقاً من مرتكزات واضحة ولكن في المقابل تأخر الجانب السوري في تنفيذ التزاماته في ما يتعلق بإنشاء السفارات وترسيم الحدود والمفقودين اللبنانيين في السجون السورية والسلاح "السوري" خارج المخيمات". كل هذه المؤشرات، بحسب حوري، "لا توحي بالاطمئنان والخلل في تبادل الزيارات يجعلنا نؤكد ضرورة الالتزام بالأسس السليمة للوصول الى علاقات طبيعية بين الجانبين، ويصر على ان يكون تبادل السفارات مدخلاً لعلاقات طيبة ومتوازنة وان تجري الامور تحت سقف هذه العلاقة وبعيداً عن المجلس الاعلى اللبناني ـ السوري الذي انتهى دوره، بعد اعادة النظر في الاتفاقات المعقودة بين الجانبين والتي تشكل الاسلوب والطريقة الوحيدة للوصول الى ارضية صلبة تؤسس لعلاقات ندية تلغي من اجندتها سلبيات الماضي". الأسابيع القليلة المقبلة بحسب حوري، ستكون للاختبار ومعياراً لتطور هذه العلاقة وسيبنى على الشيء مقتضاه.

 

لقاء شعبي وحزبي في الأشرفية

نديم الجميل: فلتعتذر سوريا عن جرائمها

سامي الجميل: لا نقبل بدولة ضمن الدولة

المستقبل - الجمعة 5 كانون الأول 2008 - أكد نديم الجميل "اننا لن نعتذر من سوريا، عليها هي الاعتذار عن كل ما اقترفته في لبنان من جرائم، من حرب المئة يوم في الأشرفية التي دمرتها قبل انسحاب جيشها من شوارعها، الى حرب زحلة التي دكتها المدفعية السورية ودمرت المدينة الصامدة، حيث سقط الشهداء من الأبرياء ومن مقاتلينا". وقال خلال لقاء شعبي وحزبي في منطقة الرميل في الأشرفية أمس، شارك فيه منسق اللجنة المركزية في حزب "الكتائب" سامي الجميل وحشد من المواطنين وفاعليات المنطقة ومخاتيرها: "لن نعتذر من سوريا لأنها لا تزال متهمة باقتراف اغتيالات وجرائم بحق مسوؤلين لبنانيين خلال احداث لبنان ومنذ فترة قريبة، اذ لم تجفّ بعد دماء بيار الجميّل وأنطوان غانم وجبران تويني. لن نعتذر من سوريا لأن لديها عدداً كبياً من المعتقلين اللبنانيين في سجونها، وهي حتى اليوم لم تعترف كليا بسيادة لبنان خصوصاً أنها ترفض ترسيم الحدود الدولية بين البلدين، وهي شجّعت الإرهاب من أجل إرهاب اللبنانيين، فانقلب السحر عليها".

وأعلن "أن خطّنا هو خط الايمان المطلق بلبنان، وأن معركتنا المقبلة ستكون معركة السيادة الى جانب جميع حلفائنا، وقد حان الوقت لكي نبني وطناً حقيقياً كما يحلم به الأحرار على الـ10452كلم2، وطن يسوده الأمن والحرية والمساواة بين الطوائف حيث كرامة الإنسان مصانة. فمشروعنا واضح لا لبس فيه، حياد إيجابي ومركزية موسعة وستعمل "الكتائب" على تسويق هذا المشروع لأنها مقتنعة به".

ورأى "أن هناك من تحّولوا وأصبحوا سوريين بالروح قبل أن يعودوا الى سوريا، لذا فحري بالذي يريد أن يفتح صفحة جديدة مع السوريين، أن يفتح صفحة جديدة مع أبناء وطنه وشركائه بالوطنية"، مطالباً سوريا بـ"الاعتذار أولا من اللبنانيين، وأن تعترف بكياننا وسيادتنا ولا تتدخل في شوؤننا الداخلية".

من جهته، رد سامي الجميّل على منتقدي "الكتائب" وخطاب رئيسه أمين الجمّيل الأخير بالقول:" هناك حملة إعلامية لتشويه سمعة حزب "الكتائب" ومواقفه الوطنية، وهذه الحملة تتركز على نقطتين، أولاً لا نقبل بمنطق الدولة ضمن الدولة ونحن نتحدث عن السلاح غير الشرعي منذ أربعين سنة. إن أي سلاح خارج إطار الدولة هو سلاح غير شرعي أكان لبنانياً أو فلسطينياً أم سورياً أم غيره".

أضاف: "يتهموننا من جهة أخرى أننا نعمل للتقسيم وأن "الكتائب" عادت الى النهج الإسرائيلي. اننا فخورون بكل خطوة قامت بها المقاومة اللبنانية منذ 1975 حتى 1990، وبأي قرار اتخذه الشيخ بشير الجميّل أثناء الحرب، خصوصاً عندما كان الجميع ضد لبنان وكل الدول ضدنا، من أجل الدفاع عن كرامتنا ووجودنا".

 

سعيد زار شمعون في اطار التنسيق بين قوى 14 آذار

وطنية- 4/12/2008 (سياسة) زار منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد قبل ظهر اليوم، رئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون في مقر الحزب في السوديكو، في إطار التنسيق الدائم بين القيادات في 14آذار. وخلال الاجتماع، جرى البحث في الشؤون والتطورات السياسية

 

"التيار الوطني": بعض الغالبية حرف كلام العماد عون عن سوء نية

وطنية- 4/12/2008 (سياسة) صدر عن "التيار الوطني الحر" البيان التالي: "لم يجد بعض سياسيي الغالبية الوهمية، وبعض وسائل اعلامها ما ينتقدونه في مواقف العماد ميشال عون خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده اثر محادثاته مع الرئيس السوري بشار الاسد في دمشق امس. فالفت غرفتهم السياسية الاعلامية السوداء كذبة، عممتها وسوقتها وتاجرت بها حتى صدقتها، وفي ذهنها ان هذه الكذبة ستنطلي على الناس. الكذبة هي تحريف واجتزاء لكلام واضح وصريح ولا يحتمل التأويل ولا ينطوي على التباس قاله العماد عون ردا على سؤال يتعلق باعتذار سوريا من لبنان، وهنا النص الحرفي للسؤال والجواب:

"سئل: هل في امكاننا اعتبار الاستقبال السوري الحار بمثابة اعتذار سوري، وهل حملك الرئيس الاسد اعتذارا الى الشعب اللبناني عن المرحلة السابقة لنستطيع المضي بهذا العهد الجديد؟ اجاب: هل اعتذر اللبنانيون الموجودون في بيروت الذين كانوا شركاء مرحلة معينة مع من كانوا مسؤولين في حينه عن الوضع اللبناني، هل اعتذروا من اللبنانيين كلبنانيين؟ ام ما زالوا مستمرين في ضربنا. الذي حصل هو تكريم وليس اعتذارا ويجب أن يبدأ اللبنانيون في بيروت بالاعتذار اولا لنستطيع الزام الشام الاعتذار". اضاف البيان: "هذا الجواب خرج من الغرفة السوداء للاكثرية الوهمية المتوهمة مجتزأ ومحرفا، ومختصرا بعبارة "عون يطلب من اللبنانيين الاعتذار من سوريا". وهذا يعني ان "ثمة سوء نية مفضوحا لدى هذا الفريق كان يمكن تجاوزه لو لم يستمر فيه ويتمادى بسياسييه واعلامه، في ترداده والهدف منه واضح هو محاولة الاساءة الى الزيارة ومضمونها والى شخص العماد عون. محاولة نضعها برسم الشعب اللبناني والسلطات المعنية، سياسيا وقضائيا واعلاميا، وبرسم الرأي العام فلهم الحكم وخيار التصرف".

 

استجواب 3 موقوفين بجرم تهديد الصحافي حرقوص وضربه

وطنية- 4/12/2008 (قضاء) استجوب قاضي التحقيق الاول في بيروت عبد الرحيم حمود اليوم، الموقوفين ادونيس اسعد نصر ومحمد علي عوده وعلي رضا حسن، بجرم التهديد بقتل الصحافي في تلفزيون "المستقبل" عمر حرقوص وضربه وايذائه. وقرر القاضي حمود اصدار مذكرة وجاهية بتوقيف نصر وترك عوده وحسن. وقد استأنف النائب العام الاستئنافي في بيروت القاضي جوزف معماري قرار ترك عوده لدى الهيئة الاتهامية، ووافق على ترك القاصر علي رضا حسن، وسيتم ابلاغ الجهة المدعية بالقرار المتعلق بحسن.

 

الرئيس الاميركي السابق كارتر يحاضر في الجامعة الاميركية الجمعة المقبل

وطنية - 4/12/2008 (متفرقات) دعا معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة الاميركية في بيروت، الى محاضرة يلقيها الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر عند السادسة والنصف من مساء الجمعة 12 كانون الاول الجاري، في قاعة محاضرات عصام فارس بعنوان:" ثلاثون عاما بعد كمب ديفد: رسالة الى العالم العربي واسرائيل والرباعي". يذكر ان هذه هي المحاضرة الاحدث في سلسلة "محاضرات بيل وسالي همبرخت لصناع السلام المميزين"، والتي تبرع بكلفة تقديمها عضو مجلس امناء "الجامعة الاميركية" في بيروت بيل همبرخت وزوجته سالي، "آملين ان تفيد معلومات صانعي السلام المرموقين من سيحذون حذوهم لحل النزاعات واحلال السلام والازدهار الاقتصادي، وترسيخا وتوسيعا لرسالة الجامعة ومعهد عصام فارس فيها، في مد الجسور بين افراد من كل انحاء العالم".

 

وزير خارجية مونتينيغرو في بيروت للمشاركة في افتتاح القنصلية العامة لبلاده

وطنية- 4/12/2008 (سياسة) وصل الى مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت بعد ظهر اليوم، مساعد وزير خارجية جمهورية مونتينيغرو جلكو ستاماروفيتش، مترئسا وفدا، للمشاركة في افتتاح القنصلية العامة لجمهورية بلاده في لبنان مساء اليوم في فندق "فينيسيا". وأعرب ستاماروفيتش عن سروره للمجيء الى بيروت للمشاركة في تلك المناسبة، مشيرا الى "أن بيروت كانت في الماضي ولا تزال من اهم المدن العريقة في منطقة الشرق لاوسط"، ومعتبرا "ان افتتاح قنصلية تابعة لبلده دليل على الدور المهم الذي تؤديه بيروت في المنطقة على الرغم من صغر مساحتها قياسا الى بقية الدول". وامل "ان يتبع ذلك الافتتاح خطوات لتعزيز التعاون والصداقة بين البلدين". وكان في استقبال الوزير ستاماروفيتش القنصل الفخري العام الدكتور مروان كبي.

 

جعجع عرض الاوضاع مع السفير الايطالي

وطنية- 4/12/2008 (سياسة) التقى رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع السفير الايطالي غبريال كيكيا، في حضور مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب جوزف نعمه على مدى ساعة، ونقل جعجع الى السفير "أجواء بعض المؤشرات الامنية المقلقة ولا سيما التهديد المباشر الذي تلقاه أحد وزراء قوى 14 أذار"، واضعا هذا التهديد "في إطار الضغط على الانتخابات النيابية في الربيع المقبل". وتمنى عليه "أن يطلب من الاتحاد الاوروبي القيام بدور فعال ومساهم في اتمام العملية الانتخابية المقبلة بكل حرية وديموقراطية، بعيدا عن العنف والاكراه".

 

المجلس الشيعي: أول أيام عيد الاضحى الثلثاء المقبل

وطنية- 4/12/2008 (متفرقات) أعلن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في بيان اليوم، انه "بعدما ثبت لدى المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني ان يوم الثلثاء 10 ذي الحجة 1429 هـ الموافق 9-12-2008 م، هو أول أيام عيد الأضحى المبارك، سيؤدي الشيخ عبد الأمير قبلان صلاة عيد الأضحى المبارك ويلقي خطبة العيد عند السابعة والنصف صباح يوم الثلثاء المقبل، في قاعة الوحدة الوطنية في مقر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى - طريق المطار".

واعتذر الشيخ قبلان عن "عدم تقبل التهاني نظرا إلى الظروف الصعبة التي تمر بها منطقتنا".

 

اللقاء الوطني المسيحي" رحب بزيارة العماد عون لسوريا: ندعو الى البحث عن مناخ موحد حول طبيعة العلاقة الأخوية

وطنية- 4/12/2008 (سياسة) أصدرت لجنة المتابعة في "اللقاء الوطني المسيحي" البيان التالي:

"أولا: يرحب اللقاء بزيارة العماد ميشال عون لسوريا على قاعدة ضرورة الإنفتاح والحوار وفتح صفحة جديدة من العلاقات اللبنانية-السورية. إن نهجا واضحا صريحا صار أكثر من ملح، والعودة إلى أدبيات التخوين والعداء من جهة أو الهيمنة والتسلط من جهة ثانية لا ينفع. إن العماد عون، بكل ما يرمز إليه من تاريخ وحاضر من تمثيل حقيقي، قادر ومؤهل لحلحلة عقد من الماضي واستشراف آفاق للمستقبل.

إن "اللقاء" يستغرب الحملة المبرمجة في بعض وسائل الإعلام التي لا تبغي إلا الحرتقة والهجوم، وتدعو اللبنانيين عامة إلى البحث الجريء في كيفية خلق مناخ وطني موحد حول طبيعة العلاقة الأخوية مع سوريا.

ثانيا: يرفض "اللقاء" أي تهجم على أي دولة شقيقة أو صديقة. إن إحترام علاقات لبنان العربية والإقليمية والدولية واجب على كل من يتعاطى الشأن العام، يكفي ان نعادي دولا وملوكا وأنظمة. إن دور لبنان في محيطه أن يكون همزة وصل، وراعيا للحوار، وداعيا إلى الإلفة والتضامن. ولا يفيده مطلقا أن يكون ساحة صراعات.

إن "اللقاء" يتمنى على كافة الأفرقاء التخفيف من حدة البيانات التي تطاول القادة والدول، والتواضع قليلا في فهم موقع لبنان. ثالثا: يهنىء "اللقاء" المسلمين في لبنان والعالم بعيد الأضحى المبارك، متمنيا أن تكون الأعياد مناسبة للعودة إلى مفاهيم الأديان الموحدة في تطلعها إلى خير كل إنسان".

 

القاضي مزهر إستجوب الموقوف يوسف الجراح بتهمة التعامل مع العدو

وطنية - 4/12/2008 (قضاء) إستجوب قاضي التحقيق العسكري الاول رشيد مزهر اليوم الموقوف يوسف الجراح في جرم التعامل مع العدو الاسرائيلي، وإعطائه معلومات لفوز قواته، وتصوير مواقع عسكرية، وحيازة واستعمال بطاقة هوية وجواز سفر مزورين.

 

المفتي الجوزو:العماد عون يرفض الصلح مع اللبنانيين ويصالح السوريين

وطنية - 4/12/2008 (سياسة) رأى مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو في تصريح اليوم ان العماد ميشال عون "يرفض الصلح مع اللبنانيين ويصالح السوريين، ويذهب إليهم ليطوي صفحة الماضي نهائيا. بينما يصر على عدم طي الصفحة مع المسيحيين في لبنان ويصر على شق الصف المسيحي". وسأل "أين الوطن وأين مصلحة الوطن وأين دماء أبنائه التي أهدرت بغزارة لتذهب دفعة واحدة ويزحف إلى دمشق ليقول لنا الآن انتهت معركة التحرير وأصبحنا أصدقاء وحلفاء لمن احتل لبنان ثلاثين سنة وقتل من قتل من أهله وأغتال من أغتال من زعمائه المسيحيين والمسلمين".وقال: "هل هذا من اجل المال الإيراني، أم من اجل الكرسي الرئاسي، أم الانتخابات النيابية، الغاية تبرر الوسيلة". وختم بالقول "مع النظام السوري خصومة وليست عداوة ومع المسيحيين في لبنان عداومة وخصومة وكراهية فكيف بالمسلمين السنة وقادتهم وزعمائهم. النظام السوري طوى ملف الجنرال وبرأ ساحته والجنرال برأ النظام السوري وعفا الله عما مضى".

 

عون رايح...

موقع تيار المستقبل/بعدما نصّب نفسه متحدثاً بإسم مسيحيي الشرق، اتجه النائب ميشال عون الى سوريا واثق الخطى، فخوراً بـ "إنجازه"، متناسياً سنوات الصراع ضد النظام السوري، والوعود التي أطلقها من شرفة "قصر الشعب" في بعبدا بالنيل من دمشق وحاكمها.

تناسى عون ما فعل النظام السوري بلبنان وجمهوره وإبعاده شخصياً عشرين عاماً عن لبنان أمضاها في منفاه الفرنسي يتحين فرصة العودة وإكمال المسيرة. ورجع عون الى لبنان تحت راية 14 آذار، منادياً بقيمها ومدافعاً عن مبادئها. لكن وصوليته والانتهازية التي تحكم مساره السياسي، أبعدتاه عن المسار الاستقلالي السيادي، فلهث وراء حلفاء سوريا طامعاً بمقعدٍ و "مالِ نظيف" وها هو الآن في ربوع سوريا الأسد وفي حضن حاكمها، في زيارة لا أساس لها ولا منطق، بإسم أناس لا يمثلهم لا سياسة ولا ديناً.

مواطنو لبنان على اختلاف مذاهبهم اعطوا رأيهم في هذه الزيارة التي يصر بعضهم على وصفها بالـ"تاريخية".

شربل بوزيد، وصف الزيارة ساخراً بأنها "ليست سياحية". فعون في رأيه أخذ خياراً جديداً يكمله بهذه الزيارة، فهو يلعب اليوم ورقته الأخيرة، فبعد أن حاول عبثاً الوصول الى الرئاسة وفشل، يتوسل اليوم الدعم السوري للحصول على سلطة تشبع طمعه وجنون عظمته. وأكد شربل أن عون "بالتأكيد لا يمثل المسيحيين".

يرفض جيلبرت ستيفان "كلبناني مسيحي" الزيارة، ويرى أنها لم تكن لازمة سابقاً، وهي حتماً لن تنفع اليوم. لكنه يؤكد أن زيارة عون لسوريا قد تنفعه في المسار السياسي الذي اتخذه، رغم أنها لن تعود عليه بالخير في الوسط المسيحي، "إذ يخسر شعبيته يوماً بعد يوم".

مجرد فكرة وجود عون في سوريا تزعج الشاب أسعد ذبيان، "فوجوده عند "الشقيقة" أكبر دليل على عودة سياسة الاستدعاء السورية، وبدل أن يذهب الى عنجر، أصبحت المسافة أطول، وهو اليوم في عقر الدار التي حاربها لسنواتٍ طوال".

أما إدمون معلوف، فلم يستغرب الزيارة معتبراً أنها "تصب في إطار الزيارات الطبيعية بين الحلفاء". ويرى أن البند الأول في جدول أعماله هو "توسل الدعم السوري في الانتخابات المقبلة"، ويقول: "النظام السوري دعم عون في الانتخابات الماضية ويزور سوريا اليوم لتجديد هذه المصالح.

ويرى محمد سبع أن عون كان وما زال يزحف للوصول الى كرسي الرئاسة، بصرف النظر عن الأسلوب. فهذا الوصولي يعتبر أن سوريا لاعب إقليمي مؤثر في الانتخابات المقبلة من خلال حلفائها اللبنانيين. ويضيف أن عون "يهمه أن يكون هذا اللاعب بجانبه، وزيارته الى سوريا هي تأسيس لأمنية عون بالوصول الى قصر بعبدا". في السياق نفسه، يعتبرعبد نصر الدين أن الدافع الى زيارة عون يرتبط بالإنتخابات المقبلة، فالرجل يواجه المشاكل مع بعض حلفائه في 8 آذار الذين لا يعتبرونه "بطريركاً سياسياً للمسيحيين".

ويتوقع عبد أن يعود عون من دمشق "شاحناً بطاريته"، ومالئاً جيوبه بالمال النظيف، "وسيصبح الناطق بإسم سوريا وكل كلامه بوحي تعليماتها.

ناهدة عيتاني ترى ان الهدف من زيارة عون، تقوية موقعه السياسي. وتعتبر أن الرجل لا يؤتمن، "فكيف نثق بالمسؤول عن مجزرة الأونيسكو، وناهب البنك المركزي، ومن نصّب نفسه رئيساً للحمهورية بالقوة؟". وتضيف أن "التاريخ لا ينسى، وبعد عودته من سوريا سنعرف ماذا يريد وصهره من اللبنانيين".

بعدما تملق عون أسياده في دمشق، وبذل جهداً لإرضائهم، منحرفاً عن المسار السيادي بعد عودته من المنفى، ومتجاهلاً من كان يمثلهم ويتكلم بإسمهم، ها هو يزور سوريا اليوم متوهماً أنه يمثل المسيحيين، في حين أنه يتكلم بإسم نفسه والكرسي المنشود...وفي أفضل الأحوال، بإسم حلفاء سوريا.

لميس فرحات

لينا صالح

المفاضلة السورية بين عون وفرنجية

عاملت سوريا العماد ميشال عون أمس معاملة من أسدى لها خدمات كبرى، فنقلته من مطار بيروت الى دمشق بالطائرة الرئاسية السورية الخاصة واستقبلته استقبال الرؤساء فارشة له السجاد الاحمر، ولدى وصوله الى قصر الشعب عانقه الاسد بحرارة.

غير ان عون رفض اعتبار الحفاوة السورية اعتذاراً الى الشعب اللبناني عن فترة وجود الجيش السوري في لبنان وقال: "هل اعتذر منا اولاً اللبنانيون، ام لا يزالون مستمرين في ضربنا؟" وأضاف: "ما شهدته اليوم في سوريا ليس اعتذاراً من الجانب السوري بل هو تكريم، فليبدأ اللبنانيون اولاً بالاعتذار حتى نصل الى الشام". وأوضح انه "ليس بيني وبين سوريا عداء بل كانت هناك خصومة وما كان يعتقد انه محرّم اصبح حلالاً وحلالاً جداً".

وسألت صحيفة "السفير" مصادر سورية رفيعة المستوى عن تفسير الحفاوة في البرتوكول الذي أُعد للعماد عون، فقالت: "إن كل ما قاله عون في المؤتمر الصحافي يعكس ما نفكر به". وأضافت "ان ترحيبنا به يعني أننا نشترك في المشاعر ذاتها".

جنبلاط يسأل عن اغتيال مغنية

رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط رأى ان "الأفضل" لعون "ان يطالب النظام السوري بالاعتذار من الشعب السوري عما يرتكبه في حقه ثم الاعتذار عن غزوه لبنان". وإذ قال ان "بعض السخفاء يشبهون زيارتهم لسوريا بزيارة ديغول لالمانيا"، أثار جنبلاط ملف معاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق بين لبنان وسوريا مطالباً بإلغائها ومحذراً من ان هذه المعاهدة "تفرض على لبنان ربما عودة الجيش السوري".

كما شدد على رفضه استمرار المجلس الأعلى السوري ــ اللبناني، ملاحظاً ان "هناك بعض النتوءات التي عادت الى الحضن السوري تريد عودة الوصاية السورية الى لبنان". واعتبر ان "أي قائد للجيش يحترم نفسه يسأل المسؤولين السوريين عن موضوع القواعد الفلسطينية خارج المخيمات التي هي ممر للتهريب على الحدود وخطر على بيروت". وطالب رئيس الجمهورية وقائد الجيش بتوضيح موقفهما من الاستراتيجية الدفاعية.

وأضاف جنبلاط في حديث إلى محطة "أخبار المستقبل" انه ليس "في وارد المصالحة لا من قريب ولا من بعيد مع النظام السوري" ووصفه بـ"آلة الإجرام حيث لا قيمة للإنسان عنده". وقال "أنا مرتاح مع ضميري ولست نادماً على أي كلمة قلتها عن ذلك النظام. المجتمع الدولي يقول إنه يريد تغيير سلوك النظام، وأنا أقول مستحيل تغيير سلوك الديكتاتورية".

وأبدى رداً على سؤال، استعداده للقاء الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله "لتوضيح الاتهامات التي سيقت ضدّنا وليحتفظ كل طرف بموقفه السياسي".

وأوضح انه لم يتلق أي تطمينات من الفرنسيين أو غيرهم في شأن الاغتيالات السياسية. وحذر من انه إذا ربح النظام السوري الانتخابات النيابية من خلال حلفائه "فسيلغي المحكمة ويلاحق ويلغي التركيبة الاستقلالية ولا أحد يتوهم شيئاً آخر" في هذا المجال.

واتهم جنبلاط النظام السوري باغتيال عماد مغنية، كاشفاً أن الاخير كان قبل اغتياله برفقة العميد السوري محمد سليمان الذي اغتيل لاحقاً على الشاطئ السوري.

جعجع: إيران ترسل المال وسوريا السلاح

أما رئيس الهيئة التنفيذية في "القوّات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع فقال: "نريد أن نتخطى الماضي، ولكن ماذا نفعل بالحاضر وهناك مئات المعتقلين السياسيين اللبنانيين في السجون السورية، كما لدينا القواعد العسكرية الفلسطينية ــ السورية على الأراضي اللبنانية ولدينا حدودنا غير المرسومة ولاسيما عند مزارع شبعا وغيرها من المشاكل العالقة، كما لا أنسى المحاولات السورية المستمرة منذ 3 سنوات حتى هذه اللحظة لتقويض الاستقرار في لبنان".

ورداً على ما قاله عون لجهة عدم دفع سوريا أموال وأنها لا تتدخل في الانتخابات، قال: "إنّ سوريا لا تدفع الأموال، وإنما إيران تفعل ذلك، فيما سوريا تعطي السلاح".

سوريا تدخل من شباك عون

صحيفة "السياسة" الكويتية أوردت أن دمشق تحاول اليوم الدخول إلى المناطق المسيحية في لبنان من خلال العماد عون الذي يجنح نحو الرهان عليها لاعتبارات متعلقة بالطموحات التي لا يزال يراهن عون على تحقيقها في أي ظرف مناسب يمكن أن يخدم تطلعاته الشخصية.

وأضافت الصحيفة أن من بين أنصار رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية من يخشى أن يصبح العماد عون الآن رجل سوريا الأول في لبنان، ولهذا فإن فرنجية بدأ يتصرف لتفادي هذه الهواجس. وعندما توقّع فرنجية قبل نحو أسبوع حصول اغتيالات تستهدف شخصيات كبيرة وتكون بمستوى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، تلقى سريعاً رسالة عتب شديد من المسؤولين في سوريا، بالرغم من أن زعيم "المردة" الذي حاول أن يصور نفسه مشروع ضحية، كان في الواقع يوجه رسالته ليس إلى الخصوم وإنما إلى الحلفاء من أجل مواجهة المد العوني في صفوفه، وهو بهذه الطريقة يستطيع تقوية عصبيته في الشارع الزغرتاوي الذي يريد فرنجية منه أن يلتف حوله من منطلق الخوف عليه، كي يتمكن من حسم التردد الذي بدأ يتسلل في أوساط شارعه المنقسم بين فريق يعتبر التحالف مع عون أولوية، وفريق يرى أن عون سيبتلع فرنجية وزعامة العائلة وسيلغي الخصوصية الزغرتاوية مقابل الاندماج الكبير تحت مظلة عون الذي يحاول تظهير نفسه على أنه "بطريرك الموارنة"، في حين أن أنصار فرنجية كانوا هتفوا له مراراً: "أنت البطرك يا سليمان".

المراقبة الالمانية للحدود السورية

ومن برلين، أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ان المحكمة الدولية الخاصة بقضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري "قانونية وقضائية وتجري أعمالها في شكل متزن ومتوازٍ"، وقال ان المستشارة الالمانية انغيلا ميركل "أكدت تمسك ألمانيا بوحدة لبنان واستقلاله وسيادته واستقراره ودعمها لمؤسسات الدولة والحوار والمصالحة واستعدادها لتقديم ما قد يطلبه لبنان من آليات دعم لعملية الانتخابات النيابية".

وبدورها أكدت ميركل ان ألمانيا "مهتمة راهناً أكثر من أي وقت مضى بمسار العلاقات اللبنانية ـ السورية". وأشارت الى المساعدة الألمانية في مجال مراقبة الحدود البرية بين لبنان وسوريا وقالت: "ان المراقبة انطلقت عند الحدود الشمالية لكنها توقفت بسبب الحاجة الى مزيد من الدرس"، وقالت "الخبرة الألمانية كبيرة في مجال الحدود ونقترح الدعم في تنمية المناطق الحدودية، لأن ذلك يسهل أيضاً ترسيم الحدود في الأماكن التي لا تزال غير واضحة".

 

عون يكرر طلب الإعتذار من اللبنانيين قبل السوريين ويتحفظ عن الطائف

 التاريخ: 4 كانون الاول 2008 المصدر: لبنان الحر

أعلن النائب ميشال عون أن له تحفظات عن اتفاق الطائف، منها عدم التوازن بين مؤسسات الدولة مثل رئاستي الجمهورية والحكومة، وتحدث خلال محاضرة نظمها له النظام السوري في جامعة دمشق عن "خروق كبرى في تنظيم الدولة اللبنانية كرسها "الطائف"، زاعماً أن "قوى كبرى ساهمت في الحؤول دون العودة إلى الحالة الطبيعية بين لبنان وسوريا". وكرر طلبه "اعتذار اللبنانيين منا قبل أن يطلبوا الاعتذار من سوريا".

أضاف: "تفاهمنا في لبنان نحن والمقاومة منذ عام 2006 ونجحنا وانعكست هذه التجربة في وجه أشرس حرب إسرائيلية على لبنان". وقال: "إذا أرادت إسرائيل السلام عليها أن تبدأ من قضية اللاجئ الذي طرد من أرضه (...) وإذا ما وصلت القضية الفلسطينية إلى حلٍ تتحمل فيها الأمم المتحدة المسؤولية فسنصل إلى نهاية أقرب مما نتصور. وهذه هي حتمية التاريخ". وفي تبن كامل للأكاذيب السورية المتلفزة، قال "الجنرال": أن "للمجموعات الارهابية موازنات مادية، ولا أحد يجهل مصدر هذه التمويلات ( ...)". وأمل عون في تمكن القوى الحليفة للنظام السوري وإيران من الحصول على أكثرية نيابية في الانتخابات المقبلة "حتى نجري تغييرات وإصلاحات لازمة".

 

رسالة إلى مواطني المسيحيين

موقع تيار المستقبل/لبنان في حاجة إلى المسيحيين اليوم أكثر من أي وقت. حاجته إليهم أكثر من ضرورية. الإلحاح على دورهم يفرضه المفترق الخطر الذي وُضع لبنان عنده. البحث معهم يشكل مدخلاً لجلاء عناصر الانقسام الداخلي حول موقع لبنان من مختلف القضايا المطروحة علينا، حيناً بطبيعة محلية، وأحياناً قسراً بطموحات تريد البلد مسرحاً لها وسبيلاً لتحقيقها، وهو ما لم يرتضه المسيحيون يوماً، بل دفعوا أنفسهم وأرزاقهم ذوداً عن لبنان الموحد المنسجم مع محيطه العربي.

المسألة الآن تدور حول المسار الذي سيسلكه لبنان، بمعنى موقع البلد ضمن مشهد يتركب حثيثاً في لحظة تقاطعات دولية مرعبة ومذهلة، وعليه يحق لنا ويتوجب علينا أن نلقي نظرة أهدأ وأعمق، وبالتالي أصوب إلى حدث تحرير لبنان من الهيمنة السورية، ليس من أجل استعادة السيرة لذاتها، بما سبقها وبما رافقها، إنما من أجل الوصول إلى جواب على السؤال الأهم الذي يواجهنا جميعاً والممكن صياغته على النحو الآتي: " لماذا لم يفض الانسحاب السوري إلى استقلال توحيدي يدفعنا جميعاً في مسالك بناء الدولة ـ الأمة".

كلنا نذكر الرهانات التي أُطلقت لحظة استشهاد الرئيس رفيق الحريري، ففي جانب جماعة "شكراً سوريا" ومفادها لا استقرار للبنان بمعزل عن إرادة سوريا، وأن الاعتصامات والشارات لن تؤمن السلم لنا. وبالتالي لماذا نشهد الآن عودةً إلى سجال يظهر اللبنانيين، كأنهم عادوا إلى سيرتهم عشايا انفجار الحرب الأهلية، وإن بأشكال وصور مختلفة ومتعددة. هذا السؤال ليس عارضاً ولا عابراً، فهو أساسي وسيبقى أساسياً ما لم نحسم نهائياً في خياراتنا.

هذا السؤال في النقاش يجعلنا بمعنى ما قادرين على أن نلم بإنجاز تحرير لبنان من الوصاية بوصفه تتمة للتحرير من الاحتلال الاسرائيلي، وحصيلة وقائع أرساها اللبنانيون، واللبنانيون جميعاً وليس فئة بعينها كي لا يتم ترجيح كفة واحدة على أخرى.

هكذا، فإن مستقبل لبنان ومصيره يتوقف الآن على أبنائه المسيحيين الذين حملوا على مدى قرون، لواء الدعوة إلى نشوء الكيان اللبناني الحر المستقل.

علمنا التاريخ أن رؤيتهم إلى هذا الكيان كانت مختلفة إلى حد التناقض التام في بعض الحقب مع تطلعات أخوتهم المسلمين في هذه البلاد، تناقض جرّ عند مفاصل معينة إلى اضطرابات تلتها كل مرة عودة إلى تعايش ووئام، وإن من دون اتفاق على النظرة الى الوطن والدوّر، ما كان يترك جمراً تحت الرماد ينتظر أول نسمة ليشتعل مجدداً.

لكن التاريخ عينه ظل يدفع أبناء لبنان، بضغط متساو على كل فئة منهم، وعلى مدى طويل من الزمن، وبعد مسيرة شاقة دامية سار بها كل فريق وكل حزب وفئة حتى التقوا ذات يوم في 14 آذار 2005 عند ساحة الشهداء والحرية عقب استشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه.

نعم، مسيرة استغرقت مئات السنين. ولم تكن ساحة الشهداء والحرية تلك مكاناً جغرافياً فحسب، بل مساحة عاطفية ووجدانية ووطنية أيضاً أعلن فيها الكل الولاء لـ"لبنان أولاً". وبدأت من هناك مسيرة حرية واستقلال معمّدة بدم سلسلة طويلة من قادة لبنان وأشرافه. وما كان لأي فريق أن يحقق شيئاً من نتائجها المشرقة بمفرده ومن دون تلك الوحدة الرائعة التي كانت لتبدو حلماً شبه مستحيل لأجدادنا حققه أحفادهم في قلب الواقع.

لكن ما حصل بعد ذلك كان يبعث على الأسى. فقد خرج عن الاجماع الاسطوري والتاريخي الذي تجسد بـ"ثورة الارز" فريق ادعى زعيمه أنه يمثل غالبية لدى المسيحيين والتحق بجماعة "شكراً سوريا" التي أقل ما يقال في مبادئها وايديولوجيتها أنها تناقض جذرياً كل ما ناضل مسيحيو لبنان من أجله منذ مئات السنين.

ومن "شكراً سوريا" إلى الجمهورية الإسلامية، ثم منها إلى سوريا، لم يترك زعيم ذلك الفريق ثابتة لدى المسيحيين اللبنانيين إلا نكّل بها وأعمل فيها تشويهاً ونكراناً وجحوداً. في البدء اعتقد كثيرون، ومنهم بعض قوى 14 آذار، أن الانقلاب المأسوي على الذات يتصل بحسابات انتخابية تنتهي بانتهاء الانتخابات، لكن تبيّن مع الوقت والتمادي في المواقف المتنافرة مع لبنان وشعبه بمسيحييه قبل مسلميه، أن المسألة أبعد من الانتخابات بكثير.

إن المسيحيين الذين ساروا في الماضي وراء "المزوّر" يرونه في هذه الأيام في دمشق ممعناً في تزييف نضالاتهم وتاريخهم ووجدانهم ومعتقداتهم، ومدعياً فوق ذلك أنه يمثلهم جميعاً، ليس في لبنان فحسب بل في المشرق بأكمله.

حسبنا أن المسيحيين يعرفون ماذا يعني الكلام الصادر، والذي سيصدر عن دمشق ومدى انعكاسه على مستقبل لبنان. ويعرفون أن عليهم الآن أكثر من أي وقت مضى أن يحددوا موقفهم ويحسموا: أي لبنان يريدون؟.

أيها المسيحيون، لا تغادروا لبنان فيما يأتيكم الجميع حماةً لإرثكم في البلد وفي المشرق برمته، المستقبل في هذا البلد لن يكون مشرقاً إلا إذا كنتم في صلبه.

أما نحن أبناء "ثورة الأرز" مسيحيين ومسلمين، وكذلك الذين يرفضون حسبانهم مسيحيين أو مسلمين، فباقون في ساحة 14 آذار نقدم الشهيد تلو الآخر، حفظاً لدماء جميع من سبقنا. باقون بالفكر والروح، ولن نتراجع وإن شاءوا فليتقدموا على جثثنا، وسيبقى شعارنا : "لبنان أولاً" بكل ما تعني كلمة لبنان من مكونات ثقافية واجتماعية وخصوصيات نحترمها ونقدرها.

 

التاريخ مستعادًا

غسان جواد ، لبنان الآن

من الملاحظات القيمة على أداء ودور العماد ميشال عون ما ساقه عضو الامانة العامة لقوى 14 اذار المحامي ميشال معوض، في الذكرى التاسعة عشر لاغتيال والده الرئيس يوم عيد الاستقلال حيث جاء في كلمة معوض: "الرهان على المحاور الاقليمية وربط مصير المسيحيين بنظام صدام حسين.. وسواه بدلا من الانخراط في مشروع الشرعية وتحييد لبنان عن المحاور الاقليمية (...) أسس الى اخراج المسيحيين من المعادلة الوطنية، سنة 1989 تسلل النظام السوري عبر التعطيل ليغتال رينيه معوض، وينقض على لبنان وعلى المسيحيين وعلى الدور المسيحي في لبنان".

مناسبة العودة الى هذا الخطاب، تزامن الذكرى التاسعة عشر لاغتيال الرئيس الشهيد رينيه معوض هذا العام، مع الزيارة التي يقوم بها العماد ميشال عون الى سوريا. تزامن مؤلم يجعل المراقب المتتبع للاحداث امام مشهد سياسي معقّد يدفع الى التساؤل لماذا اختلف الجنرال عون مع السوريين؟ ولماذا تصالح معهم اليوم؟ لماذا منع انتقال الرئيس معوض الى قصر بعبدا تحت حجج واهية وفي اطار الانحياز الى محور اقليمي على حساب محور اقليمي اخر؟ الامر الذي ادى بقصد او غير قصد الى تسهيل الاغتيال، وفتح الطريق واسعا امام دخول الجيش السوري الى المناطق الشرقية المحررة.

انها لعبة الحسابات الخاطئة نفسها، او لنقل انها خيارات الجنرال الذي يعطينا في كل يوم انموذجا على الشخصانية، والعمل السياسي في اطار الـ"أنا" المتورمة بعيدا عن الحسابات الوطنية العامة او تلك المتعلقة بمصلحة المسيحيين. وهنا ايضا تقع جملة اتت في خطاب معوض الابن حين اعتبر ان :"معركة العام 2009 ليست معركة اشخاص بل معركة خيارات".

لماذا هي معركة خيارات؟ وكيف حولها ويحولها الجنرال عون الى معركة اشخاص؟

عام 1989 كان اتفاق الطائف الذي بموجبه انتهت الحرب الاهلية باجماع عربي دولي ، وكانت فرصة لكي يلتقط اللبنانيون انفاسهم ويعودوا مجددا الى الساحة الدولية عبر تحصيل المكتسبات السيادية الاستقلالية بالوحدة والنضال اليومي. يومها تمرّد العماد عون على شرعية الرئيس معوّض ورفض تسليم قصر بعبدا، فكان ان اضطر الرئيس الشهيد الى اجراء استقبالات الاستقلال في القصر الحكومي في الصنائع "لأنه المكان الوحيد الذي يعبر ويرمز الى الشرعية اللبنانية" كما قال الرئيس للمقربين منه. وكان الاغتيال الذي اطاح بطموحات الاستقلاليين "العقلاء"، وجعل كل من خلف الرئيس معوض يخاف على حياته ويعطي السوريين ما ارادوا في السياسة. لم يكن مفهوما لماذا قرر عون الوقوف في وجه قطار السلام اللبناني المنطلق يومها. والذي يقرأ تاريخ تلك المرحلة يجد ان الاخير خاض معركة شخصية ضد طواحين الهواء ما ادى الى تغييب   المسيحيين خمسة عشر عاما عن الساحة الوطنية والقرار اللبناني.

اليوم يذهب ميشال عون الى سوريا في حين انها متهمة من قبل عدد كبير من اللبنانيين بتقويض استقلال لبنان، وبضرب أمنه واغتيال رموزه الاستقلالية. يذهب على بساط من الطموحات الشخصية من غير ايضاح السبب الجوهري في هذا الانحياز لمحور اقليمي  على حساب محور اقليمي اخر. الامر الذي يدفعنا الى ترقب تداعيات هذا الانحياز على المسيحيين اولا، وعلى لبنان بشكل عام. هل ستتكرر 13 تشرين؟ وكيف سيستعيد التاريخ نفسه؟ مرة على شكل مأساة عونية ومرة على شكل مهزلة كاملة. الصورة ليست قاتمة في المطلق، وعندما يقف شاب لبناني قتل والده الرئيس يوم عيد الاستقلال ليؤكد على الثوابت نفسها، يغمرنا الامل بمستقبل لبنان. حيث لا خوف ولا تراجع امام منطق الالغاء والاغتيال لأن "وجودنا على المحك تماما كما حصل عام 1989"..

 

المرشحان خوري وشمعون يرحبان بكلام جنبلاط ويؤكدان الاستمرار في الترشح للانتخابــــات

 المركزية - ترك كلام رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط بأنه سيضع امام 14 آذار صورة الشوف الانتخابية وهم يقررون بشأن المرشحين كي لا يتّهم بمصادرة القرار المسيحي، ارتياحا عند المرشحين النائب السابق الدكتور غطاس خوري ورئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون.

خوري: وفي هذا الاطار قال خوري "لـ"المركزية": نحن نرحب بأن وليد بك جنبلاط سوف يبحث مع 14 آذار مجتمعة كيفية تأليف اللائحة في الشوف ومطلوب من كل زعيم في كل منطقة ان يبحث مع حلفائه في 14 آذار تأليف اللوائح في منطقته كي نصل في 14 آذار الى توحيد المواقف في كل المحافظات والاقضية.

وعما اذا كان لا يزال مرشحا اجاب: طبعا هذا حق لي مثلي مثل غيري. وفيما لو اتفقت 14 آذار على غيره. ان هذا الموضوع هو سابق لأوانه. فلننتظر اولا ثم نعلق. واشار الى ان الموضوع سيبحث قريبا، .مجددا التأكيد على العمل بكل جدية لكي تكون لوائح 14 آذار موحدة في كل لبنان.

شمعون: من جهته اثنى شمعون على كلام جنبلاط مؤكدا ان موضوع الترشيحات سيبت قريبا وقال لـ"المركزية" ان استقالته من رئاسة بلدية دير القمر برهان كاف على نيته بخوض المعركة الانتخابية. اضاف: لقد اعلنت ترشيحي وآمل ان تنظر قوى 14 آذار الى الموضوع بالشكل المفروض لأن المعركة مصيرية يجب ان نربحها، والموضوع هو من يستطيع ان يكسب اصوات اكثر واذا تبين في الحسابات ان دوري شمعون لا يأتي بأصوات كافية، فهو ينسحب.

 

بلمار آخَر للبنان

زهير قصيباتي- الحياة- 04/12/08//

لا يخفي هدوء لغة التقرير الثاني الذي صاغه القاضي الكندي دانيال بلمار رئيس اللجنة الدولية للتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق الشهيد رفيق الحريري، ومحاولات الاغتيال وجرائم القتل السياسي الأخرى، حقيقة ان اللجنة تمهد سريعاً لبدء عمل المحكمة الخاصة بلبنان مطلع آذار (مارس) المقبل. وإذا كان بين أبرز ما كشفه التقرير - فيما بلمار معتصم بالتكتم وسرية التحقيقات - أن اللجنة ما زالت تحاول «خرق التضليل» وتمتلك أدلة على خيط يربط بين اغتيال الحريري وخمس من الجرائم الأخرى، فالحال ان الكلمة التي لا تحتاج تفسيراً هي مضمون التضليل الذي لا يمكن إلا ان يكون متعمداً.

288 مقابلة على مدى ستة أشهر، وعرض دول تقديم مساعدة لحماية الشهود، والتبرير الضمني لاعتقال السلطات اللبنانية الضباط الأربعة - في ظل دعوات إلى إطلاقهم وتجريم توقيفهم - وتواري العامل أو المحرك «الأصولي» لشبكة اغتيال الحريري، عناصر ترجح اطمئنان بلمار الى العائد السخي لستار التكتم الذي فرضه بمهنية واحتراف، منذ تولى رئاسة لجنة التحقيق... بعدما انكفأت مع سلفه سيرج براميرتز الاتهامات بتسييس اللجنة.

حسناً فعلت قوى 14 آذار بـ «تحييد» قضية المحكمة عن السجال الداخلي مع فريق 8 آذار. وبديهي ان تبرئ ذاتها من تهمة جاهزة لدى الطرف الآخر باستثمار القضية في معركة الانتخابات النيابية التي يظن بعض اللبنانيين ان مسارها سيكون رهينة لاغتيال «كبير»، أو تالياً لإعلان قرار ظني يكشف الضالعين بزلزال تغييب رفيق الحريري ومعه باسل فليحان، ومن بعدهما الشهداء الآخرون: سمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني وبيار الجميل وأنطوان غانم. وربما قيل ان بلمار جاهز للمرافعة مدعياً عاماً في المحكمة، وفي جعبته كل الأدلة ولائحة المتهمين والشهود، وأن طلبه تمديد مهمة لجنة التحقيق ليس سوى مسعى بارع لـ «تحييد» الانتخابات النيابية عن ملف «شبكة اغتيال الحريري»... أو تجنيبها مصيراً مجهولاً يزعزع لبنان مجدداً، إذا سيق المتهمون والمتآمرون الى محكمة لاهاي، قبل فتح صناديق الاقتراع. فردود الفعل قد تجر حدثاً إقليمياً ضخماً يتجاوز قدرة لبنان بمفرده على احتوائه، وامتصاص ارتداداته، بينما لم تطوَ بعد هزة 7 أيار (مايو) في الذاكرة، وفي حلقات الحوار الوطني المتباطئ.

الدليل ان سلسلة المصالحات التي أعقبت انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، وبشّرت بالتمهيد لحل على قاعدة اتفاق الدوحة، يتداعى وقعها بالعودة الى لغة التقاذف بالاتهامات، بل إحياء لغة العنف والضرب. والنموذج الأخير الذي يجعل التهدئة الإعلامية في خبر كان، أي الاعتداء على الزميل عمر حرقوص، مؤشر الى نار تحت الرماد، وإلى مرحلة أخرى حالكة، تهدد الإعلاميين جميعاً، إذا اختير ضرب البشر بعد الطعن في الذمم، نهجاً متجدداً لكمّ الأفواه وترهيب الضمائر... في مرحلة ولادة المحكمة، كما في التنافس الانتخابي.

إن جريمة كبرى بحجم اغتيال رجالات دولة وفكر، تستحق محاكماتها أن ينتظر اللبنانيون شهوراً طويلة، ومن دونها لن تكون حتماً لا دولة عادلة ولا قادرة. أما جريمة الاعتداء على أي إعلامي، فبمقدار ما تثبت ان الطريق الى هذه الدولة ما زال شاقاً، تحتّم دعوة الى إنشاء محكمة خاصة، تحاسب المتورطين بترهيب الصحافيين لذبح الكلمة وتدمير عدسة الحقيقة.

هي مسؤولية السلطة السياسية المتآلفة بين أكثرية يفترض انها حاكمة، وأقلية لكنها معارضة «حكومية». والخوف ان الدولة التي لا يُسمح لها بأن تمارس دور السلطة، ستبقى عاجزة عن حماية أي قلم وأي كاميرا، في انتظار حماية المعارضين دور الدولة. فأي انتخابات ومن يضمن «تحييد» صناديق الاقتراع عن الترهيب، والاطمئنان الى ان الاحتكام اللفظي الى «اللعبة» الديموقراطية لن يتبخر، إذا جاءت كلمة سر، من طرف ما، «يترفع» عن الهاجس المحلي الى الإقليمي؟

تتبدّل الظروف والمحن، لكن واقع اللبنانيين بعيد كالمسافة بين قارات عن فضاء الوعود والتمنيات. وإذا كان بين المتناحرين على هدف بناء الدولة العادلة والقادرة، مَن لا يقوى على التعايش مع الصحافي، ولا الرد عليه إلا بالضرب والتنكيل، أي فائدة تُرجى من اقتراع «نزيه» أو طاولة حوار؟ أي إعلامي سيجرؤ على تحرير القلم والكاميرا؟ في لبنان، شهداء حرية الرأي يستحقون محكمة ايضاً، في ديموقراطية الدولة الواحدة

 

سليمان وميركل يتفقان على لجنة للتعاون وتعميم نموذج الشمال على الحدود مع سورية...

إستقبال «رئاسي» لعون في دمشق والأسد يشيد بمواقفه «الوطنية والمبدئية»

بيروت، برلين – اسكندر الديك- الحياة- 04/12/08//

انشغلت الأوساط السياسية اللبنانية بمواكبة الاهتمام السوري المميز بالزيارة «الرئاسية» لرئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون لدمشق، والتي بدأها أمس بلقاء الرئيس السوري بشار الأسد وكبار المسؤولين السوريين، فيما كان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان يجري محادثاته في برلين مع نظيره الألماني هورسن كولر، والمستشارة أنغيلا ميركل التي أعلنت في مؤتمر صحافي مشترك عن الاتفاق على تشكيل لجنة ألمانية – لبنانية للبحث في مسائل التعاون بين البلدين وتعميم النموذج الألماني الذي نفذ في شمال لبنان بمساعدة أمنية ألمانية لضمان الحدود مع سورية على مناطق حدودية أخرى.  

ومع ان توجه عون الى دمشق تزامن مع وجود الرئيس سليمان في برلين على رأس وفد وزاري في زيارة رسمية لألمانيا، فإن الصدفة ربما تكون وراء وجودهما في الوقت نفسه خارج لبنان. لكنها ليست الأولى، اذ

ولقي زعيم «التيار الوطني الحر» في دمشق استقبال رئيس دولة وزائر من الصف الأول. وهذا ما بدا واضحاً منذ اللحظة الأولى لمغادرته جواً الى دمشق في طائرة رئاسية وضعها في تصرفه الرئيس الأسد وما تبعها من مراسم الترحيب التي أقيمت له مروراً بالاستقبال الذي أقامه الأسد في قصر الشعب ووصولاً الى الاحتضان الإعلامي للمؤتمر الصحافي الذي عقده في المكان نفسه في أعقاب خلوة بينهما تبعت الاجتماع الموسع.

وذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) ان الاسد «اشاد بمواقف العماد عون المبدئية والوطنية وثمن زيارته الى سورية». واضافت انه خلال اللقاء «كانت وجهات النظر متفقة حول اهمية هذه الزيارة التاريخية الى سورية».

واكدت ان هذه الزيارة «تفتح عهدا جديدا يتميز بالرغبة المشتركة في بناء علاقات مستقبلية تخدم مصالح الشعبين الشقيقين في سورية ولبنان وتقوم على الاحترام المتبادل لسيادتهما واستقلالهما». واوضحت ان لقاء الاسد وعون «تميز بالرغبة المشتركة بالاستفادة من دروس الماضي من اجل بناء قاعدة متينة ومميزة في العلاقات بين البلدين الشقيقين»، مشيرة الى ان «الرئيس الاسد والعماد عون عقدا لقاء مثمرا وبناء جرى خلاله بحث كافة القضايا والمواضيع القائمة بين البلدين»، وان اللقاء تناول «التطورات الايجابية التي تشهدها العلاقات السورية - اللبنانية بالاضافة الى الاوضاع في المنطقة والمتغيرات التي تشهدها الساحة الدولية».

وقابل عون الترحيب السوري فوق العادة بمواقف سياسية عبر عنها في مؤتمره الصحافي، اذ اعتبر أن «ما كان يعتقد أنه محرم أصبح حلالاً وحلالاً جداً»، مشيراً الى أن «الجرأة هي في مواجهة الماضي وليس الهروب منه ولن نمحوه من ذاكرتنا لئلا نكرر الأخطاء» ومشدداً على أن الحديث مع الأسد كان واضحاً «لأننا نريد بناء المستقبل والمواضيع طرحت بقلب مفتوح لتنقية الوجدانين اللبناني والسوري من الماضي الذي فيه أشياء أليمة لكن المستقبل زاهر».

ومع أن لقاء الأسد وعون شكل أول نقلة نوعية علنية في العلاقة بين سورية و «التيار الوطني الحر» وجاء تتويجاً للإعلان، بصورة رسمية، عن الانتقال من الخلاف الى التشاور وأخيراً تطبيع هذه العلاقة، فإن نتائج لقاءاته في دمشق لن تمر مرور الكرام على الساحة اللبنانية وستكون لها تداعيات سياسية لا يستهان بها في ظل الانقسام الحاد بين الأكثرية والأقلية في البرلمان على رغم استمرار الحوار بينهما برعاية رئيس الجمهورية لاستكمال تنفيذ ما تبقى من اتفاق الدوحة.

فالزيارة ليست عابرة، وكلام عون بعد اجتماعه مع الأسد «ان كل واحد يستطيع أن يطمئن شعبه، مع إنني لست وزيراً أو رئيساً للجمهورية ولكن ما أقوله استطلاع واستشراف للمستقبل» قوبل بتساؤلات من مصادر قيادية في قوى 14 آذار حول مغزاه، وما إذا كان وضع نفسه في مرتبة الدخول في منافسة مع رئيس الجمهورية.

أما في الموضوع الانتخابي فأكد عون أن سورية لن تتدخل في الانتخابات اللبنانية، مشيراً الى أنه قد يخسر بعض الأصوات جراء الزيارة ويربح غيرها. ورداً على سؤال عن اعتذار سورية للبنانيين عن كل السنوات الماضية التي حكم فيها الجيش السوري لبنان؟ سأل عون: «هل اعتذر الموجودون في بيروت الذين كانوا شركاء في مرحلة معينة عما حصل. يجب أن يعتذر هؤلاء ونبدأ من بيروت أولاً ثم نصل الى الشام».

وبالنسبة الى محادثات سليمان في برلين، فقد شدد الرئيس اللبناني على ضرورة التعجيل في تنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بلبنان، بخاصة القرار 1701، وحض على تكثيف الجهود الدولية لحل أزمة الشرق الأوسط تبعاً لمقررات المنظمة الدولية ومؤتمر مدريد والمبادرة العربية التي تؤكد إعادة الحقوق ورفض التوطين، بينما قالت ميركل لـ «الحياة» رداً على سؤال عن مدى ارتياحها الى تطور الوضع في لبنان: «نطلب السير خطوة خطوة. وأنا مسرورة لوصول البلد الى هذا المستوى، وكنت أكثر تشاؤماً قبل اجتماعي مع الرئيس، لكنني كلي أمل الآن»، مشيرة الى أن حكومتها تريد لبنان مستقراً سياسياً لكنها تعلم ارتباط وضعه بأزمة الشرق الأوسط «ومن هنا السعي الى حل هذه الأزمة ودفع عملية المفاوضات السورية – الإسرائيلية والفلسطينية - الإسرائيلية الى الأمام لإنجاحه

 

حزب الله يؤيد تشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان في حال فاز في الانتخابات

الخميس 4 ديسمبر -أ. ف. ب.

بيروت: اكد مسؤول العلاقات الخارجية في حزب الله نواف موسوي الخميس تأييده تشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان في حال فوز الحزب في الانتخابات التشريعية المقررة في 2009، لان "لبنان محكوم بالتوافق". وقال موسوي "ايا يكن شكل النتائج، ايا يكن الفائز في الانتخابات، لبنان محكوم بالتوافق".

واضاف "ان ربح فريق ما، لا يمكن ان يحكم منفردا، وانا اقول منذ اليوم اذا ربحنا، سنريد حكومة وحدة وطنية". وتابع "علمتنا التجربة في هذا البلد انه لا يمكن لاحد ان يحكم بالتفرد بل بالتوافق. كل واحد يحاول ان ياخذ البلد من دون التوافق سيفشل". وردا على سؤال حول احتمال عدم حصول انتخابات، قال "ما دام كل فريق متأكدا من الفوز، لا ارى سببا لعدم حصول الانتخابات".

وشهد لبنان ازمة سياسية شلت البلاد 18 شهرا وكادت تدخل البلاد في حرب اهلية وانتهت في ايار/مايو 2008 باتفاق برعاية عربية تم التوصل اليه في الدوحة في قطر بين الاطراف اللبنانيين ونص على انتخاب رئيس للجمهورية بعد اكثر من سبعة اشهر من الفراغ الدستوري في سدة الرئاسة وتشكيل حكومة وحدة وطنية. وضمت حكومة الوحدة الوطنية فريقي الاكثرية النيابية والمعارضة وابرز اركانها حزب الله. وحصلت الاقلية في هذه الحكومة على ما يسمى الثلث المعطل الذي يسمح لها بتعطيل القرارات الحكومية التي لا توافق عليها

 

سليمان يجتمع بوزراء الداخلية والدفاع والتعاون الألمانيين

الخميس 4 ديسمبر -وكالة الأنباء الكويتية - كونا

برلين: اجتمع الرئيس اللبناني ميشيل سليمان اليوم الى وزير الداخلية الالماني وولفغانغ شويبلي وسيجتمع في وقت لاحق الى عدد من المسؤولين ومن بينهم وزير الدفاع فرانتس جوزيف يونغ ووزيرة التعاون الاقتصادي والتنمية هايديماري فيشوريك تسويل.

وكان سليمان الذي يتراس وفدا رفيع المستوى قد اجتمع امس الى نظيره الالماني هورست كويلار والى المستشارة الالمانية انغيلا ميركيل على التوالي. واكدت ميركيل في ختام المحادثات مع المسؤول اللبناني على ارادة بلادها في دعم لبنان في تحصين حدوده مع سوريا وتنفيذ مشاريع انمائية وامنية في لبنان وتدريب جنود لبنانيين في المجالات الامنية والدفاعية على يد خبراء من الجيش الالماني. ومن جانبه اكد سليمان ان لبنان يلقي اهمية كبيرة على المحكمة الدولية التي ستنعقد في هولندا خلال مارس القادم لتقصي اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري. وكان الرئيس اللبناني قد بدا زيارة رسمية الى برلين يوم امس ومن المقرر ان تختتم هذا اليوم. يذكر ان قوات المانية من سلاح البحرية قوامها حوالي 1400 جندي يشاركون في مهمات حفظ السلام الدولية في لبنان " يونيفيل " وتتركز مهماتهم على حراسة السواحل اللبنانية للحيلولة دون تسرب اسلحة الى لبنان كما ان سفينة امداد المانية وقاربين عسكريين تنشط في حراسة المياه اللبنانية.

 

ما بعد لقاء الأسد وعون لن يكون كما قبله

الأربعاء 3 ديسمبر -إيلي الحاج - ايلاف

إيلي الحاج من بيروت: لن يكون ما بعد لقاء "القلب المفتوح" بين الرئيس السوري بشار الأسد والنائب الجنرال ميشال عون في "قصر الشعب" في دمشق كما قبله. فلن يكون في مقدور رئيس مجلس النواب وحركة "أمل" بعد اليوم أن يبتسم ويعلق ساخراً عندما يتبلغ رغبة حليفه في قوى 8 آذار/ مارس الجنرال عون بأن يكون له تمثيل وازن بأكثر من نائب في قضاء جزين ذي الغالبية المسيحية ( 3 نواب) حيث تحسم أصوات الشيعة نتيجة الإنتخابات لانصبابها كتلة واحدة بينما يتفرق المسيحيون . وربما في قضاء الزهراني ( نائب مسيحي) حيث يقرر بري من يمثل المسيحيين. ولن يتمكن من ترداد عبارة : " فليعطه حزب الله من حصته، وليبعدوا عني". ولن يكون في مقدور الحليف التاريخي في لبنان لآل الأسد أباً عن جد الوزير السابق سليمان فرنجية إعلان تركيب لائحته في قضاء زغرتا من ثلاثة مرشحين لثلاثة مقاعد – كما فعل-  من دون أن يأخذ في الإعتبار موقف حليفه الجنرال عون الذي يريد ضم أحد أنصاره إلى لائحة فرنجية . سيكون على فرنجية التراجع عن تأكيده نهائية تلك اللائحة والنزول عند رغبة حليفه نزولاً عند رغبة دمشق.

وفي قضاء الكورة ايضاً سيكون على فرنجية وكذلك على حليف دمشق الآخر الحزب السوري القومي الإجتماعي التخفيف من غلوائهما والقبول بمرشح لعون  في ذاك القضاء مع مرشحيهما على اللائحة الثلاثية. وستفرض دمشق على الحزب الأقرب إليها ، السوري القومي، سلسلة تراجعات أليمة أمام الحليف الآخر الصاعد. في دائرة حاصبيا- مرجعيون يجب أن يقلق  رئيس الحزب أسعد حردان لتوجه النائب الجنرال عون إلى ترشيحه نائبه في "التيار العوني" ونائب رئيس مجلس الوزراء اللواء عصام أبو جمرا للمقعد الذي يشغله حردان حالياً. ستقول دمشق لرئيس "القومي" إنه يكفيه منصبه الحزبي وإن التعويض للحزب سيكون بنائب في بعلبك- الهرمل، على لائحة "حزب الله" أيضاً وبأصواته، هنا وهنالك.

ولن يكون في مستطاع القوميين السوريين في قضاء المتن الشمالي الكبير (8 نواب) أن يجادلوا طويلاً النائب الجنرال عون الذي يرفض إدراج مرشحهم النائب غسان الأشقر في لائحته، عارضاً ترشيح أحد القريبين منهم الياس أبو صعب، زوج الفنانة "جوليا". في الأيام الماضية كان القوميون يهددون بغضب بألا يقترعوا للائحة الجنرال بل لمرشحهم وحده. بعد اليوم سيقترعون للائحة الجنرال الذي – كما يتهمونه- يريد أصواتهم فحسب في هذا القضاء ولا يريدهم، غير متردد في وصفهم بأنهم "تقالة"، بمعنى أن ضم قومي سوري معلن إلى لائحته يعرضها للإستهداف فالسقوط في تلك المنطقة الحساسة.

وبعد زيارة عون لدمشق ستنصب ضغوط متعددة وكبيرة على النائب ميشال المر لئلا يشكل لائحة تحالف ثنائي مع الرئيس السابق للجمهورية رئيس حزب الكتائب أمين الجميّل، والغاية أن يتحالف المر مع عون بدل الجميّل ، وفي أسوأ الأحوال لا يشكل المر سوى نصف لائحة تاركاً لعون تشكيل نصف آخر على أن يتبادلا الأصوات. وتملك دمشق القدرة على "إقناع" المر الذي لاذ برئيس الجمهورية ميشال سليمان داعياً إلى كتلة نيابية وسطية تدعم توجهاته وعهده. ولكن الأهم إقناع الرئيس سليمان نفسه بالتخلي عن هذه الفكرة التي أثارت لدى طرحها إستياءً شديداً لدى عون وفي أوساطه.

ويسير الرئيس سليمان حتى اليوم "بين النقط" متفادياً الميل إلى هذه الفئة أو تلك من الكتلتين الكبيرتين المتصارعتين للسيطرة على لبنان وسياسته، يساعده في ذلك توازن دقيق بين الجانبين عبّر عنه "إتفاق الدوحة" الذي أعاد لبنان إلى هدنة مقبولة إلى حد ما، أمنياً وسياسياً وإعلامياً ، وإن كانت اليوميات تسجل خروقاً فيها بين وقت وآخر. لكن ثمة خشية أن تضطر القوى المتحالفة مع دمشق قبل الإنتخابات إلى محاولة تعديل التوازن الدقيق الحالي لحمل سليمان وفريقه على التعامل مع أمر واقع مختلف. خصوصاً أن عدوله نهائياً عن فكرة "الكتلة الوسطية" سيحسّن ظروف لوائح النائب الجنرال عون في بقية اقضية جبل لبنان، ولا سيما كسروان حيث يترشح عون شخصياً وجبيل التي يعتبر قوياً فيها بأصوات ثلث أبنائها الشيعة، علماً أنها مسقط رأس الرئيس سليمان وتأثيره فيها حاسم إذا أراد.

أما "حزب الله" فليس في حاجة إلى سؤاله من دمشق لتسهيل حصول عون على كتلة راجحة في البرلمان تنعكس على مستقبله السياسي، فالحزب يفتش اصلاً عن طريقة يرد بها بعض "أفضال" عون عليه، ليس من خلال إهدائه المقعد المخصص للموارنة في قضاء بعلبك فحسب بل ربما في إطلاق يده ليشكل لائحة قضاء بعبدا، حيث للشيعةوزنوتأثير مهمين، كما يشتهي ويفضل. 

 وسيتخفف عون من أثقال جمة بعد زيارته لدمشق . فلا يعود يسمع مطالبات بإدراج أسماء على لوائحه ليست محسوبة عليه تماماً مثل نجل الرئيس السابق إميل لحود، النائب السابق إميل إميل لحود، والوزير السابق وئام وهاب في بعبدا، والسيد جو حبيقة ، نجل الوزير الراحل إيلي حبيقة  الذي سبقه بطريقة مماثلة إلى دمشق عام 1985 . يجمع العارفون والمتابعون في لبنان على أن لا نتائج لزيارة عون لدمشق غير هذه النتائج.

 

 الآن الخيار للناس 

علي حماده /النهار

زيارة الجنرال ميشال عون التي جرى التطبيل حولها، هي زيارة طبيعية، تأتي تتويجا لتحالف قام على ارض الواقع منذ عام 2005، ومرّ بمراحل تصاعدية كانت مطلوبة لبنانيا لتسهيل هضم القاعدة المسيحية للجنرال الواقع التحالفي الذي يبلغ اليوم ذروته بخروجه الى العلن بالكامل.

هذا الكلام ليس محاكمة لمواقف الجنرال، ولخياراته السياسية. فهذا أمر آخر يطول بحثه. بل يرمي، على النقيض، الى القول انه لو لم تحصل الزيارة لبدا الأمر غريبا تماما، خصوصا ان الجنرال انهى منذ مدة بعيدة تموضعه العلني بجانب النظام السوري، عبر الحلفاء في لبنان، والمواقف المتكررة التي اطلقها مباشرة بعد عودته الى لبنان في السابع من ايار 2005، إن من خلال الحملات المنظمة لكسر الاتهامات للنظام السوري باغتيال قادة من ثورة الارز، او من خلال شن الحروب التحريفية ضد قوى الاستقلال اللبناني التي صنعت ثورة الارز، واخرجت نظام الوصاية السوري من لبنان في حين كان حلفاء الجنرال، وفي مقدمهم "حزب الله" وامينه العام السيد حسن نصرالله، ينظمون التظاهرات لـ"شكر سوريا ورئيسها" بعد اقل من ثلاثة اسابيع على اغتيال الرئيس رفيق الحريري! ويحضرون لثورة مضادة لاعادة السوريين.

الزيارة طبيعية اذاً، وتتوج العلاقة التي تنامت يوما بعد يوم، وتخرجها الى النور بعدما عششت في الظلام مدة ريثما تم تحضير قاعدة منقادة من دون وعي حقيقي لما يجري وللتحديات اللبنانية الفعلية، لتتقبل كلاما صادرا عن "القائد" من دمشق البارحة ذهب الى حد ان يدعو لبنانيين في بيروت الى الاعتذار من سوريا قبل طلب الاعتذار منها او كلام آخر مشبع بـ"ميغالومانيا" فلكية تحاول مصادرة الوجدان اللبناني و"تنقيته" على أعتاب قصر بشار الاسد!

كل هذا، ومع ذلك نحن لا ننتقد الزيارة، وكنا تمنينا لو حصلت منذ ما قبل عودة عون الى لبنان، يوم عقدت الصفقة مع كريم بقرادوني واميل اميل لحود نيابة عن جميل السيد وبقية الفريق المشترك. وهذا بالتحديد ما يدفعنا اليوم الى طرح مسألة الخيارات التي يتعين على المسيحيين ان يختاروا في ما بينها. فبما ان الاوراق باتت مكشوفة في لحظة يعتقد فيها الجنرال عون ان المعادلات الاقليمية تجيز له الخروج الى العلن، صار لزاما على القواعد المسيحية، والانتخابات النيابية على الابواب، ان تعمل عقلها وتفكيرها في الخيارات المطروحة على الطاولة: خيار سوريا – ايران – "حزب الله"، ام خيار لبنان الاستقلال والتنوع و14 آذار.

هذا الكلام ليس تبسيطا للواقع. انما هو تصوير أمين للتحدي المقبل على لبنان. فعندما تفتح دمشق مكتبا انتخابيا لبنانية في الرئاسة، وترفقه بمكتب اعلامي، ويتم التحضير للوائح الانتخابية بمتابعة مباشرة من قصر الرئاسة في دمشق، ويكون الفريق المهيمن فعليا في لبنان هو "حزب الله"، فهل يمكن تجاهل حقيقة ان التدخل عاد في شكل علني؟ والجنرال عون هو جزء من هذه الماكينة... وهو حر في قراره. وعلى هذا الاساس، حبذا لو تتوقف قوى الاستقلال عن انتقاد علاقات عون – سوريا الطبيعية. ان المعركة المقبلة انتخابيا، اذا حصلت الانتخابات، ستكون مقررة لما يتجاوز مستقبل لبنان المتوسط، الى مصيره ككيان، وكنظام، وكنمط حياة تعددية، كثقافة... من هنا اهمية ان تدرك القواعد المسيحية، كما الاسلامية اللبنانية، خطورة الدرك الذي يقودنا اليه بعض اللبنانيين مدفوعين اما بذكاء اسود، واما بغباء باهر... ويبقى الخيار للناس اولا وآخرا

 

جنبلاط: مغنية قُدّم على قربان المفاوضات السورية ـ الإسرائيلية 

بيروت - وكالات : 4/12/2008 

لبنان الآن/اعتبر رئيس (اللقاء الديموقراطي) النائب وليد جنبلاط أن (حزب الله) نجح في 7 أيار [بالمنطق العسكري واستطاع احتلال بيروت وكاد أن يخرّب العيش المشترك في لبنان والجبل، لكنه فشل في المنطق السياسي عبر فشل شعاره (السلاح يحمي السلاح) ، وعبر خلقه لحالة احتقان كبيرة بين اللبنانيين].

وقال جنبلاط: (لكننا نتجاوز 7 أيار مرحلياً، لأننا اتفقنا على التهدئة السياسية في الدوحة، وبنفس الوقت وضعنا أولوية الحوار حول مواضيع أساسية أولها المحكمة الدولية، ثم العلاقات الديبلوماسية التي أُقرت نظريًا، وملف شبعا والمفقودين والمعاهدة اللبنانية السورية التي إن أردنا السير بها قد يتبين أنه يجب على الجيش السوري العودة إلى لبنان، لذلك يجب البحث بما تنص عليه).

جنبلاط، وفي حديث إلى برنامج (الاستحقاق) من تلفزيون (أخبار المستقبل) ، أشار إلى أنه (ما حصل في 7 أيار ترك جرحًا مشتركًا، لكن المقاومة بعملها في بيروت وفي قسم من الجبل فقدت قسماً من الإجماع ولا يتم إصلاح هذا الموضوع إلا عبر انخراط المقاومة بالدولة).

وتابع: [سألني الأمير طلال ارسلان في عشاء جمعنا لدى أحد الأصدقاء إن كنت أريد شيئًا من بشار الأسد، فأكدت له أنني مرتاح في موقعي السياسي. فأنا أعرف تركيبة النظام السوري فيما يتعلق بالاستمرار باغتيال كل من يتجرأ ويقول (لا). السوريون بتكوينهم يؤمنون أن التصفية السياسية والجسدية ضرورة. ونحن لم تأتنا أي تطمينات من الجانب الفرنسي بشأن الاغتيالات. وأنا أفتخر أنني قدمت شهادتي للمحكمة الدولية للقاضي ديتليف ميليس وسأذهب إلى لاهاي لأؤكد عليها، وعندما زارني ارسلان عرض فكرة لقاء مع وفد من حزب الله، فقلت هناك لجنة أمنية بين الجهتين، فما الفائدة إذًا من اللقاء بما أن المواضيع الكبرى تبحث على طاولة الحوار؟ صحيحٌ أني أخّرت اللقاء، وفضّلت أن انتظر لقاء السيد حسن نصرالله مع سعد الحريري لإزالة التوترات في بيروت، ونجحنا في ذلك بانتظار أن يشمل نزع الصور بيروت الكبرى من أجل التهدئة الأمنية، ولكني سألت وأرسلت إشارات إن كان من المسموح لهم الالتقاء بي].

وأضاف: (عماد مغنية اغتيل في دمشق والسيد حسن اتهم إسرائيل، فلماذا لم تتهم سورية إسرائيل ؟ أم أن مغنية قُدّم على قربان المفاوضات السورية ـ الإسرائيلية. في كل حال لن أستفيض بالحديث لكي لا أجرح شعور جمهور المقاومة الذي يرى بمغنية قائداً، لكن لدى السوريين لا قيمة للإنسان فهم يستخدمونه ثم يرمونه، والمصالحة معهم أمر مستحيل، أنا مرتاحٌ ولست نادم على أي كلمة قلتها، ومن المستحيل أن يتغير السفاحون)، لافتًا إلى أنه (في نفس النهار الذي استشهد فيه عماد مغنية كان يرافقه محمد سليمان وهو الضابط السوري الذي اغتيل في طرطوس كما قيل من البحر، وهو أمر غريب أن يتم ذلك من البحر) ، وجدد تأكيده (للمجتمع الدولي أنه من المستحيل تغيير سلوكيات النظام السوري).

وقال جنبلاط: (أحب أن ألتقي بالسيد حسن لتوضيح الملابسات والاتهامات التي جرت في حرب تموز ولنستعرض الماضي، ويحتفظ كلٌ بموقعه السياسي ونخوض الانتخابات، وفي الانتخابات يجب أن نرى ماذا يمكن للوزير ارسلان أن يقدم لنا مقابل ما قد نقدمه له)، ورأى جنبلاط: (أن عنوان النجاح هو 14 آذار، وسنجتمع قريبًا للاتفاق على لائحة موحدة للانتخابات في القسم الأكبر في لبنان. البعض يريد أن يكون لنا لائحة في كل لبنان ولكنني لا أحبذ هذا، فهناك تمايز موجود بين الرئيس بري وبين غير الرئيس بري ضمن قوى 8 آذار، أنار أرى أن المعركة المفتوحة تضرنا سياسيًا. بعض المناطق لا أفهم بها انتخابيًا كالمتن الشمالي مثلاً، حيث لا أفهم في –المرولوجيا-).

وعن علاقته بالقوات اللبنانية، قال: (هناك كلام حصل بيني وبين الدكتور سمير جعجع وقد اتفقنا على أمور، وبقيت هناك تفاصيل نناقشها مع النائب سعد الحريري والرئيس أمين الجميل، وهذا الأمر ليس للكلام على الإعلام، وأنا أؤمن بضرورة الإطلالة بشخصيات معتدلة غير حزبية في المناطق وخصوصًا المسيحية منها، وبعض المناطق الإسلامية).

وأكد جنبلاط أن (العلاقة ممتازة مع القوات اللبنانية ومع 14 آذار، وها نحن ننجح في معظم الانتخابات النقابية، وسأضع أمام 14 آذار صورة الشوف الانتخابية وهم يقررون بشأن المرشحين كي لا أتهم بمصادرة القرار المسيحي، أما بالنسبة لدوري شمعون فله حق الترشح، وهو بكلامه الهادئ والرصين ككلام كارولوس إدة يصيب بعض النتوءات التي عادت إلى الحضن السوري اليوم، أو تريد عودة الوصاية السورية إلى لبنان).

وأضاف: (اعتقد بأنني عملت جهدي لإزالة العقبات من اجل الوحدة الدرزية ووحدة الجبل من خلال توزير الأمير طلال ارسلان، وأرى أن ذلك يجب أن يستمر في الوزارة بالمرحلة المقبلة)، وتابع: (من مصلحة الفريقين الوصول إلى الإنتخابات، ونحن نريد أن نفوز لتثبيت مسيرة الاستقلال والحرية، ولتثبيت المحكمة الدولية، وكذلك لتحديد أو ترسيم مزارع شبعا، وإلغاء المعاهدة مع سورية التي قد تفرض على لبنان ربما عودة الجيش السوري، وهناك موضوع المفقودين، والعلاقات السياسية والدبلوماسية، وأنا ضد المجلس الأعلى، كم أنني ضد المعاهدة اللبنانية السورية، لا أريد أن يكون وليد المعلم (معلمًا) في العلاقات الخارجية اللبنانية، وهذا ما سيتحقق إذا فزنا نحن. أما إذا فازوا هم، فقد يلغون فرع المعلومات ويتنازلون عن العلاقات الدبلوماسية، وفي ما يتعلق باستراتيجية الدفاع، فقد يبقون على السلاح حتى أجل غير مسمى).

وأردف جنبلاط ردًا على سؤال: (أخالف الرئيس ميشال سليمان، فالبيان المشترك اللبناني السوري غير كافٍ، أريد موقف من سليمان ومن قيادة الجيش حول الاستراتيجية الدفاعية، لأنه في موضوع شبعا يجب أن تثبت ملكيتها في الأمم المتحدة، فمصير لبنان مستقل وغير مرتبط بالموضوع السوري وصراعه مع إسرائيل ، ولا أريد أن يكون مصيري مرتبط بالجولان، ولا أريد أن أكون سلعة حرب أو سلم مع الإسرائيليين أو الأميركيين).

وأضاف: (الغريب أن الحوار -كل شهرين مرة- كأننا في انتظار الانتخابات النيابية، وعلى قائد الجيش -الذي يحترم نفسه- أن يسأل الرئيس السوري حول مواقع أحمد جبريل، لا نريد من العماد قهوجي الحريص على جيشه وعلى بناء استراتيجية الدفاعية، أو لغير العماد قهوجي التفكير بأن الزمن مفتوح، لذلك عندما يذهب أحدهم إلى الشام يجب ان يأتي بمكسب)، واستطرد قائلاً: (هناك إساءة حين يقال إن المخيمات بؤرة للإرهاب، نعم هناك عناصر إرهابية لكن ليست كل المخيمات إرهابية، وجلسة مجلس الوزراء لناحية الاعتراف بدولة فلسطين والتبادل الديبلوماسي معها كانت غامضة) ، ثم أكمل مجيبًا على سؤال: (لن أرد على توضيح الرئيس فؤاد السنيورة بشأن زيارة العماد قهوجي إلى سورية أو على تصريح الوزير الياس المر مع تقديري لهما، وأنا أريد جدول أعمال واضح لهذه الزيارات، فليوجّه الوزير الياس المر دعوة إلى نظيره السوري ليتفقد معه الناعمة، ولنرَ إن كان يرضى بأنفاق كتلك الموجودة لدى أحمد جبريل في الناعمة).

وزاد جنبلاط: (المحكمة الدولية كلفت شهداءً وربما ستكلف شهداءً آخرين، وربما شهودًا ايضًا، والتقرير الأخير أوصى بعدم الإفصاح عن أسمائهم حماية لهم) ، ورأى انه على اللبنانيين أن (يطالبوا جميعًا بإنهاء الاحتلال لشبعا، وذلك يبدأ بوثيقة سورية بلبنانية المزارع ليتم وضعها تحت عهدة الأمم المتحدة ليتم ترسيمها ، اليوم يأتي بعض السخفاء ليشبهوا زيارتهم إلى سورية بزيارة ديغول إلى ألمانيا، الأفضل أن يطلب (النائب) ميشال عون من النظام السوري الاعتذار من الشعب السوري أولاً على المجازر والاعتقالات ، وثم على غزوته لبنان عام 76 بتفويض من أميركا. في العام الماضي زارني طلاب من جامعة هارفارد، وكانوا قد سمعوا من بشار الأسد أن ميشال كيلو متآمر معي على قلب النظام السوري، وأنا حقيقة لا أعرفه لكنني أيدت (ربيع دمشق) وسعيه للديمقراطية في سورية.

ورأى أن (عهد التدخل السوري في لبنان لم يتوقف إنما الأسلوب اختلف لأنهم يستخدمون القفازات، فالنظام السوري توقف نسبيًا عن الاغتيالات ليركز على الفوز بالانتخابات اللبنانية وذلك ليحكمنا مجددًا أمنيًا وسياسيًا واقتصاديًا من دون العودة عسكريًا) ، وأكمل: (لندع المحكمة تأخذ مجراها، فلماذا يطل علينا أحدهم من الشمال ويبشر بالاغتيالات التي مصدرها هو سورية وليس من البحر ولا المطار الذي يمسك حزب الله بأمنه).

وتعليقًا على الانفتاح الأوروبي على سورية، قال: (لا يجوز لمن يمارس الديمقراطية أن يتعامل مع سفاحين، أكبر فضيحة في عهد بوش هو اتخاذ السجون للتعذيب، فيرسلون البعض إلى سورية لأنهم يخشون أن يعذبوهم في بلدهم. واضح أن خطاب ساركوزي هو مع المحكمة، لكن حين يخلّ أحد بملف العدالة فسوف أدينه كشعب لبناني على طريقتي). وتابع: (لا بد لأجل حماية الماضي المجيد لمجاهدي الجنوب، أن تسقط نظرية السلاح لحماية السلاح، أما تصرف الحزب القومي بشأن عمر حرقوص فهو تصرف غبي جدًا، فهم دانوا أنفسهم بأنفسهم عبر الاعتداء على حرقوص).

وقال: (في اللحظة التي نفقد فيها الأمل بالدولة ننتهي، صحيح هي ضعيفة ولكنها تكبر حالياً، ولا ننسى دور الجيش الذي ضرب مشروع الامارة الاسلامية في طرابلس والشمال). واعتبر جنبلاط انه (بعيدًا عن السياسة قد أكتب مذكراتي، وسأرى إذا كان بإمكاننا وضع صيغة تنظيمية للحزب الاشتراكي تضمن الابتعاد والاستمرار، ولست خائفًا على ذلك، وأطمئن جريدة الأخبار التي أتابعها أنني مرتاح على حالي ولا خوف على المستقبل، ففي الطائفة الدرزية لا نقص في الطاقات، وأنا لم أتغير لكن احترامًا لاتفاق الدوحة وللتهدئة نعالج الأمور بهدوء، استكمالا للمسيرة حتى الانتخابات، ولسنا وحدنا في العالم لكن الطريق أمامنا لا تزال طويلة).

وختم بالقول: [إذا خسرنا الانتخابات لن يحتاج السوريون إلى سفارة ليحكموا لبنان، بل يكفي أن يقوموا بجولة على الحدود لإعطاء أوامرهم، وإذا نجحنا في الانتخابات لن تتحول السفارة السورية إلى عنجر. نحن في بداية طريق طويل جدًا ولكن سننتصر للحفاظ على لبنان ولكن ما زلنا في البداية، لذلك نعمل لوحدة (14 آذار) وسنبقى صفًا واحدًا في الانتخابات لأن بنتيجتها نكون أو لا نكون].

 

 كلمة العماد في جامعة دمشق: وحدتنا الوطنية ساعدت المقاومة على تحقيق الانتصار في أشرس حربٍ خاضتها إسرائيل ضد لبنان 

عن موقع التيار الوطني الحر/4 كانون الأول/08

سيداتي، سادتي،

لا شك أنكم تتساءلون وأنا أتوجّه إليكم في هذا اللقاء الكبير والمميز ما عساي أقول في هذه المناسبة، وهي الأولى بعد عقود من الزمن طغت عليها ظروف صعبة ومعقدة، رافقتها أحداث أليمة خيّمت على العلاقات في ما بيننا، فالكلام المشدود إلى مثل هكذا ماضٍ يصبح مربكاً، لاسيما وأن قوىً كبرى ساهمت في تكوين تلك الحالة أو كانت من مسبباتها، ما زالت ضاغطة، وتعمل جاهدة لإبقائها وإيقاف مسيرة العودة إلى الحالة الطبيعية الواجب أن تسود واقعنا.

فهل نستطيع فصل الماضي عن الحاضر والمستقبل كي يصبح الكلام مريحاً والإصغاء ممكناً؟!

أنا أقول نعم، ولكن ليس بمحوه طبعاً ولا بالخوف منه ولا بالهروب إلى الأمام، بل من خلال مواجهته وإعادة النظر فيه من قبل الجميع بذهنية الناقد الذاتي المصمم على التغيير. قدرتنا على القيام بهذه العملية هي مقياس لإرادتنا وتصميمنا على التطور ومواكبة المتغيرات والمساهمة في صنعها، فنجعلها أكثر ملاءمةً وفائدةً لمجتمعاتنا وأوطاننا. من هذا المنطلق يصبح التفاهم سهلاً والتقارب طبيعياً فلا يعود الماضي مرهقاً، ولا الحاضر مربكاً، ولا المستقبل مقلقاً.

لقد قمنا في لبنان، نحن والمقاومة، بهذه التجربة التقييمية منذ العام 2006، ونجحنا معاً بعد أن وضعنا كل الأمور على الطاولة وناقشناها بعمق وصراحة أوصلانا إلى تفاهم، هذا التفاهم الذي انعكس على مجتمعنا طمأنينة مكنتنا من المحافظة على وحدتنا الوطنية وساعدت المقاومة على تحقيق الانتصار في أشرس حربٍ خاضتها إسرائيل ضد لبنان ووفق موازين قوى غير متكافئة بفوارقَ كبيرة. وإذا كانت الطمأنينة ساعدت المقاومة، فالغطاء الذي أمّنه خيارنا الوطني بدعمها في مواجهة إسرائيل حصّنها ضد الخارج الذي حاول استقطاب الداخل اللبناني لمناهضة المقاومة بإثارة مخاوف أمنيّة من سلاحها ومخاوف سياسية من غاياتها، ليس أقلّها اتهامها بالسعي إلى إقامة نظام ديني يتناقض مع عاداتنا وتقاليدنا والتزامنا بحرية المعتقد.

بالرغم من كل العراقيل، حققنا تناغماً وطنياً حول المقاومة ومفاهيمها وأهدافها، ووحدنا النظرة الى وطن سيّد حرّ مستقل يبني علاقاته مع الدول الأخرى على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، كما النظرة الى مجتمع مستقبلي نسعى الى قيامه في ظل دولة قوية وعادلة، وبدأنا انطلاقة جديدة على طريق المواطنة آملين استكمالها بتحولات بنيوية.

وخلافاً لكل التوقعات التي أكدت يومذاك انتصار إسرائيل على المقاومة أتت النتائج لتعكس هزيمة لم تُشف إسرائيل من تداعياتها بعد، كما لم تستطع تهديدات المسؤولين الإسرائيليين المستمرة بضرب لبنان ومقاومته وبنيته التحتية أن ترفع من معنويات قواتهم المسلحة أو أن ترهبنا. فهم لم يتعلموا شيئاً من تجاربهم السابقة فيه، ولا زالوا يقوّمون خطأً أسباب هزائمهم المتكررة؛ فبيننا وبينهم فوارق كبيرة في تقدير موازين القوى، قيمتهم الآلة وقيمتنا الإنسان، وإذا كانوا قد حولوا الآلة أداةً لاغتصاب الحقوق، فإن الإنسان المؤمن بحقه استطاع تدمير تلك الآلة، وهذه المعجزة قد تمّت على أيدي المقاومين وفرضت معادلة عسكرية جديدة ستبقى قائمة طالما بقي مجتمعنا يواصل دعمه للمقاومة.             

ومنذ قيام إسرائيل، أي منذ ستين عاماً، وهي تواجه مشاكلها مع العرب على قاعدة القوة   بواسطة الصراع المسلح معتمدةً المدفع والدبابة والطائرة، وإذا كانت إسرائيل قد حققت انتصارات آنية، مستفيدةً من تعثر إنساننا في تلك المرحلة، فإنها، لم تستطع إسقاط إرادة النواة الصلبة في المقاومة التي كانت تتزايد مع تزايد العنف الإسرائيلي. وهكذا تمكّن شعبنا أن يحرر نفسه من التعثر والارتباك، وبالرغم من تخاذل بعضنا أحياناً، حققت المقاومة الانتصار.

إن إسرائيل التي وصلت قواها المسلحة إلى حجمها الأقصى ومستواها الأعلى في الجهوزية التقنية والقتالية والعسكرية، أصيبت بالهزيمة ولن تكون لها غلبة بعد الآن، ولن ينقذها التدريب الجديد لوحداتها العسكرية، فالموضوع يتخطى تقنيات استعمال السلاح والقتال ليصيب الثقة بالنفس والقدرة على الاستمرار في معركة مع لبنان.

إن القادة الإسرائيليين غطوا هزيمتهم بادعائهم عدم الإعداد اللازم للمعركة، والصحيح أن حجم القوى ومستوى التدريب ووسائله كانت أكثر من كافية، ولكن الشعب الإسرائيلي الذي يولد ويموت في الحروب، دون أن يأمل يوماً بالوصول إلى السلام المنشود فقد معنوياته وخسر إرادة القتال، وهنا يكمن السبب الحقيقي للهزيمة.

في نهاية العام 2004 نُشرت رسالة كتبها عالم النفس اليهودي سيغموند فرويد إلى الدكتور حاييم كوفلر في العام 1930 أي بعد 75 عاماً من كتابتها، وهي تناهض الفكر الصهيوني الذي يدعو إلى إقامة دولة إسرائيل على أرض فلسطين، وقد رفض فرويد طلب كوفلر المساهمة في الدعاية لهذه الدولة لعدة أسباب وجيهة فنّدها في رسالته، وهذه الأسباب هي نفسها المشاكل التي تعاني منها إسرائيل اليوم.

ويأتي أيضاً كتاب المؤرخ اليهودي "إيلان بابي" ILAN PAPPE "التطهير الإتني لفلسطين"  في العام 2006 ليشكّل إقراراً موثقاً بالمجازر التي ارتكبتها الصهيونية بحق الفلسطينيين منذ العام 1948، وبالتهجير الذي طاول مدنهم وقراهم.

لقد كان من المفترضِ أن تبقى رسالةَ فرويد سرّية، ولكنَ نشرَها ونشرِ كتاب "التطهير الإتني لفلسطين" في وقت متزامن تقريباً، وحيث لا يزالُ هذا التطهيرُ متواصلاً، وكذلك المجازر الإسرائيلية خصوصاً في غزة، يشكلان بالحد الأدنى دعوة من عقلاء اليهود إلى إعادة نظر في السلوك والتفكير الإسرائيليين اللذين لا يتآلفان مع مسيرة السلام التي انخرطت فيها إسرائيل والدول العربية.

وأنا في الواقع متيقن أن إعادة النظر هذه إذا حصلت، ستجعل إسرائيل تغيّر مقاربتها في معالجة القضية الفلسطينية وتفهم بصورة أكيدة ونهائية أنها إذا أرادت السلام فإنه يبدأ بحل مشكلة اللاجئ الذي طرد من أرضه ومن ثمّ إعادة الحقوق في الأرض إلى أصحابها؛ فلا سلام بدون عدالة، ولا عدالة إلا باحترام الحقوق، وخلاف ذلك فالحلول سراب.

لا يمكن لإسرائيل اليوم أن تتصرف عكس مسار التاريخ وتتحدى التطور الإنساني بعصبية لم تعد مقبولة؛ فمع سقوط الفكر ألآحادي في أشكاله كافة، السياسية والعرقية والدينية، وسير المجتمعات باتجاه التعددية التي بدأت تعمّ العالم، تعلن إسرائيل نفسها دولة يهودية، وتؤكّد على ذلك برفض حق العودة للفلسطينيين إلى أرضهم. وبعد أن كان المضطهَد يطالب بأرض يعيش فيها تحول إلى مضطهِدٍ يرتكب المجازر ويهجر ويستولي على الأرض ويقضي على هويتها..

إن  عوامل الخيبة والإحباط واليأس التي ضربت الشعب الإسرائيلي تفرض على إسرائيل الإسراع في تغيير مقاربتها للحلول وإلا وجدت نفسها على مسار انحداري، نترك لها أن تقدّر أين ينتهي.

إن الذاكرة تبقى دائماً مشدودة إلى آخر الأحداث، وذاكرتنا اليوم مشدودة إلى حرب لبنان وحصار غزة، وكأننا نسينا جذور المشكلة ونسينا مسببيها مما يتيح لهم التلطي والهروب من مسؤولية أعمالهم. فقلما نشير إلى أن مأساة فلسطين، وما جرته من ويلات على الشعوب العربية كافة، وُجدت نتيجة قرار من الأمم المتحدة قضى بتقسيم فلسطين جاهلاً أو متجاهلاً ما تزخر به تلك المنطقة من مقدسات تتقاسمها الديانات السماوية الثلاث ما يجعلُ السيطرةَ عليها من قِبَلِ فريقٍ ما، إعلاناً لحرب الآلهة على الأرض، تشتعل نارها تارة وتخبو طوراً وفقا للظروف ولكنها لا تنطفئ أبداً.

إن الأمم المتحدة التي قسّمت فلسطين وما نتج عن هذا التقسيم من مساس مادي ومعنوي بحقوق الشعب الفلسطيني تعتبر المسؤولة الأولى عن تغطية جميع أعمال الأذى التي قامت بها إسرائيل في ما بعد ضد الشعب الفلسطيني وقد رأيناها تعالج هذه المشاكل وفق إرادة الدول الكبرى بصرف النظر عن توافق هذه الإرادة مع القوانين الدولية او عدمه، فهي لم تنجح يوماً في إدانة إسرائيل بسبب حق الفيتو، كما أنها لم تحاول إرسال قوى لتنفيذ قرارات دولية في فلسطين لتساعد على حماية شعب بأكمله بينما نراها في حقول النفط بقرار دولي أو بدون قرار، ونجد أهم أعضائها اليوم يعملون على إلغاء مفاعيل القرار 194 الذي ينصّ على حق العودة للاجئين الفلسطينيين من خلال الضغط لقبول تسوية تلغي واقعياً هذا الحق.

إن هذه المشكلة التي بدأت في العام 1917 مع وعد بلفور وشغلت القرن العشرين ستبلغ بعد تسع سنوات عامها المئة، وأكبر ضحاياها الشعب الفلسطيني ثم الشعب اللبناني، وباعتقادي، إذا لم تصل هذه القضية إلى حل عادل وسريع تتحمل فيه الأمم المتحدة مسؤوليتها فإن النهاية ستكون أقرب مما نتصور وأكثر مأساويةً من البداية، تنعكس فيها الأدوار... تلك هي حتمية التاريخ.

بعد أن طرحنا أمامكم هذه المقاربة التي حققناها في لبنان والتي اكدت نجاحها نتوجه عبركم الى مختلف المجتمعات العربية عاقدين العزم على الوصول معا الى مجتمع عربي حضاري وحديث اكثر فعالية وتضامنا واكثر استعدادا لمواجهة تحديات العصر فنتحول عندئذ من مجتمع تبعي ملحق الى مجتمع طليعي قائد.

 الأسئلة

س: مشروعية السلام تتم من خلال الملفين: الأرض، التوطين أو عودة اللاجئين الفلسطينيين. أين مشروعية السلام إذا ليس فحسب على المستوى اللبناني انما على المستوى العربي أيضا؟

ج: قلتها بوضوح أن لا سلام من دون إعادة حقوق ولا سلام من دون عدالة. الشيئان الأساسيان هما الحق الفلسطيني في العودة وحق العرب في الأرض التي ما زالت محتلّة. ومن دون هذه العودة الى هذه الحقوق الأساسية، لأننا اليوم نتناسى الكثير من المواضيع، يجب ألا ننسى أننا اليوم في الذكرى الـ 61 للإعلان العالمي لحقوق الانسان وذلك بعد أسبوع في 11 ديسمبر. بعد ستة أشهر على هذا الإعلان، صدر قرار تقسيم فلسطين وما عاناه الشعب الفلسطيني، فتمزقت الشرعة واحترقت الشرعة ولا أحد يتكلم عليها.

واليوم هناك الكثيرون ممن يعطوننا الدروس في حقوق الانسان ويعلّموننا، ولكن ماذا فعلوا بشرعة حقوق الانسان بعد ستة أشهر من اعلانها ؟ طارت كل الشرعة، يعني هذا المؤرخ اليهودي الذي تحدثت عنه كتب كتابا فيه الكثير من الشجاعة عندما تكلم على التطهير الأتني في فلسطين وهذا اليوم ما يحسب جرائم ضد الإنسانية.

لا ادري لماذا تأخروا في تصنيف الجرائم ضد الإنسانية ولكن أن تأتي متأخرة لا يمنع توصيف تلك المرحلة بأنها كانت جريمة ضد الإنسانية ولو معنويًا.

س: سؤالي عن مزارع شبعا، سوريا أعلنت مرارا وتكرارا لبنانية هذه المزارع، حتى في لبنان أعلن الرئيس اللبناني ميشال سليمان البارحة وعلى الملأ في ألمانيا لبنانية هذه المزارع. في رأيكم ما سبب اثارة هذا الموضوع في كل فترة؟ لماذا جعله عقبة في تكوين علاقات طبيعية بين سوريا ولبنان على رغم وجود هذه المزارع تحت نير الاحتلال الاسرائيلي؟

ج: أعتقد أنها عملية تشويش لا أكثر ولا أقل.

يعني هناك بعض الناس في خط سياسي عاجزون أن يعبروا عنه برفض صريح، يختلقون الأعذار كي يخلقوا دائمًا جوًّا من القلق، وهذا اعتدنا عليه ويجب ألا يؤثر فينا.

المسار الصحيح مستمر ولن نتوقف وهم كلما ازدادوا عجزًا كلما زاد تضليلهم الإعلامي وزاد التشويش. حتى البارحة وعلى رغم أن كل التلفزيونات كانت تبث مباشرة، سألوني عن الاعتذار السوري لي عن أحداث لبنان، قلت لهم: اذا كانت هذه الأحداث تتطلب اعتذار فليبدأ اللبنانيون الذين أذونا بالاعتذار منا، وهذا يكون اعترافًا صريحًا منهم بأنهم أذونا أيضًا، عندها نطلب من السوريين اعتذارًا آخر.

اذًا، يصلون الى حد التضليل وبعضهم ممن يفتحون تلفزيونات من دون تسميتها الآن لا نريد فتح سجال معهم انطلاقًا من دمشق، من الجامعة بخاصة، ولكن كلكم تتابعون وتسمعون شيئًا ثم تحاولون التأكد من معلوماته، ويشك هل ما سمعه صحيح. اذًا تصل الى هذه الدرجة. وهناك الكثيرون من الصحافيين اللبنانيين الموجودين هنا نواجه معهم هذه المشكلة يوميًّا ليس مع الصحافيين هنا ولكن مع الإعلام الموجه.

س: رفضت استخدام كلمة عداء وتصر حتى الآن على استخدام كلمة خصومة، ألا ترى معنى أن بعض الأفرقاء اللبنانيين ذهبوا الى حد بعيد في عدم استخدام كلمة خصومة واستخدموا ما تجاوز حد العداء. هذا أولاً.

سؤال آخر: التيار الوطني الحر في الجامعة له دور. ما هو دور التيار الوطني الحر في الجامعات ضمن تحالفاته، ضمن الجامعات وبين الطلبة؟

ج: أكيد، التوعية الأساسية تتم باللقاءات بيني وبين طلاب الجامعات وأحيانًا بواسطة لجان مسؤولة عن كل كلية في كل جامعة. هناك توعية وطنية وسياسية وتقريبًا اليوم هناك كثير من التماهي مع بقية الأفرقاء المتعاونين معهم مثل طلاب المقاومة. نحن واياهم جبهة واحدة لسنا منقسمين. وضعنا طبعًا أولويات العمل نحن والمقاومة ولكن لدينا الكثير من المواضيع التي يجب أن نقوم بها معًا. ويجب ألا يفكر أحد بان هذه أمور تنتهي، بل هي عمل متواصل وتراكمات مع الوقت.

بالنسبة إلى السؤال الثاني، هناك نقص في الثقافة السياسية وعصبية زائدة. حتى اليوم وفي المدارس العسكرية العليا يتحاشون استعمال كلمة "عدو" ويستعملون كلمة "خصم" او يستعملون كلمة أخرى مفترضة. حتى في المدارس العسكرية، إذ مبدئيًا يجب أن نسحب من فكرنا وهذا ما له أثر تربوي مهم. فكرة العداء تجاه الانسان الآخر أيًّا تكن الظروف والا اذا لم نسحبها نقوم بحروب فناء. حتى الحرب يجب أن تنتهي.

فإذا هذه كلمة "عدو" تحذف تدريجًا حتى في العلوم العسكرية ولكن ماذا نفعل بهم؟ انهم ناس لديهم ثقافة محدودة. هذا مؤسف ولكنه واقع.

س: الحملة التي تشن اليوم عليك في لبنان من المعسكر الثاني الذي يدعي السيادة والحرية والاستقلال، وأخيرًا حددوا مهاجمتك بسبب زيارة سوريا، ونحن نعرف كيف كانت علاقتهم بسوريا من قبل وعلى أي مستوى وكيف استقبلت انت في سوريا. جنرال ما هي الاهداف وراء هذا الاستهداف والى اي مدى هم قادرون على تحقيق شيء من أهدافهم؟

ج: في النتيجة عندهم ضياع، فخياراتهم التي قاموا بها وانا لا اسميها خيارات. فنحن من قمنا بالخيارات. في الخيار يربح الانسان او يخسر و يتحمل مسؤولية خياره، انما في الرهان يراهن حتى يربح وهناك تأتي الخسارة صعبة عليه لانه راهن ليربح.

نحن قمنا بالخيار وكنا مستعدين لتحمل الخسارة كما كنا مستعدين للمشاركة في الربح.

رهاناتهم مثل المقامرة، مثل لعب الميسر، هم يلاحقون خساراتهم اكثر من املهم في الربح لان العالم كله تغير الآن وهم لم يفهوا بعد انهم يجب ان يعدلوا سياساتهم وان رهاناتهم كانت خطأ. وهذه عادة عند المقامرين يخسرون آخر "قرش" في جيبهم وبعضهم ينتحر.

س: كان لبنان ولا يزال موئلاً للأدباء والمفكرين والمبدعين الوطنيين المتمسكين بقوميتهم. فيا ترى ما هو موقف الجنرال ممن يعول على الخارج ويستقوي به ضد ابناء وطنه وبخاصة عندما يكون هذا الخارج هو الولايات المتحدة الاميركية التي كانت وما زالت تزود العدو الاول للعرب وللبنان الاسلحة الفتاكة التي يستخدمها لقتل الاطفال اللبنانيين وللتشريد والتدمير.

ج: بالتاكيد في سلوكي الشخصي وهذا شيء شفاف بالنسبة إلى الكل، لم يكن لدي تعاون مع احد حتى مع اقرب المقربين في الخارج ضد أي فئة لبنانية. دائمًا كنت احاول ان اساعد قدر المستطاع لإيقاف الأذى، هذا في المرحلة الاولى.

في المرحلة الثانية حين اصبحنا في موقع المسؤولية السياسية والوطنية، اكيد موقفنا هو ضد المواقف التي تهدد وجودنا وتهدد وجود مثيلنا في المنطقة يعني الفلسطينيين. وقفنا هذه المواقف وكنا ضد، ولم نستعمل كلمة عدائية وكنا ضد المواقف الاميركية بوضوح وتحملنا الضغوط والتهديدات وهي اكثر مما تتصورون لانها كانت تصوب بالوسائل الدبلوماسية ونحن نحتفظ بها لنشرها لاحقا للتاريخ، في المذكرات.

فاذًا المواقف واضحة وكلامي اليوم واضح، انا اثق بأن مجتمعا متضامنًا ومقاومًا يكفينا، من دون حروب كبيرة، فقط مجتمع مقاوم ومدعوم عربيًّا. الارهاق الذي تحدث عنه الشعب الاسرائيلي حقيقي ولذلك عليه ان يختار. ولا تظنوا ان هذا يحصل بأعجوبة فهم من المؤكد يسمعون هذا الكلام ويقيمونه وغدًا سينكرونه، ولكن إذا أخذناه بعمقه يبدو كأنه نصيحة لهم ونحن لا نقول لهم سنفنيكم ونقتلكم ولكن انتبهوا واعطوا حقوق الناس حتى تعيشوا معهم. هذا هو الموضوع المهم. وبعد هذا كل واحد مسؤول عن اعماله.

س: جنرال المحكمة الدولية في آذار، فهل هناك مخاوف في المعارضة أن تطلب المحكمة الدولية من بعض النواب أثناء الانتخابات ولو حتى كشهود، لتغييبهم عن الانتخابات؟

ج: اعتقد ان هذا الشيء مستحيل، حتى الوضع الدولي كله تغير، وهو ليس في اجواء مسايرات عاطفية للبعض او غير مستندة الى وقائع حقيقية، بخاصة اننا نحمل المسؤولية للقضاء اللبناني في توقيف بعض اللبنانيين خلافًا للقانون، وهذا شي مؤسف.

س: في عام 2007 رفض بوش منح اي معونات لحزب التيار الوطني الحر بسبب مساندتكم لحزب الله. باعتباركم زعيم هذا الحزب هل تتوقع وضعكم على اللائحة السوداء ووصفكم بالارهاب كما هي الحال بالنسبة إلى حزب الله؟

ج: كلا، وإلا سيأتي الارهاب من الذي وصفني به. صحيح أن لبنان بلد صغير وفي حجم القوة التي نواجهها، اكيد ليس هناك مقاربة بالوزن، ولكن هناك اشياء معنوية تربطنا بالعالم كله. الحمد لله اسمنا اصبح معروفًا وهو اقوى من التوصيف. والصراع هو دائمًا بين حقين: حق القوة وقوة الحق. نحن نملك قوة الحق وهم لديهم حق القوة.

س: ذكرت في إحدى المقابلات ان خيارك هو ان تكون مع الشعب وان تخوض حربه. فإما ان يهزم وتتحمل انت معه الهزيمة وإما ان ينتصر فيكون لك شرف المشاركة في هذا النصر. ونحن في سوريا نكبر فيك هذا الموقف وهذا الخيار. جنرال انت ممن اثبتت التجربة انه صاحب موقف مبدئي وثابت وواضح ونحن في المرحلة القادمة مقبلون على عصف سياسي ناتج عن الأزمة المالية. فكثير من الدول ستبدل سياساتها واهتماماتها الخارجية وهناك دول في المنطقة سترفع سقف مطالبها الاقليمية كتعويض عن مساهمتها في معالجة الازمة المالية وهذا يعني مزيدًا من الضغط علينا وعليكم. نحن مستعدون. انتم كيف تهيأتم انتم وحلفائكم لمواجهة سيل الاستحقاقات القادمة التاتجة عن هذه الازمة ؟

ج: لغاية الان، نحن ننتظر التقويم الرسمي للحكومات القائمة الآن في المنطقة، ولكن نحن نستطيع ان نعيش في الحد الادنى ولن يكون هناك انهيار، لان منذ مدة تعودنا على الحد الأدنى، لذلك المصائب الكبرى تصيب الكبار. طبعًا ستزيد الضائقة عندنا ولكن نقدر ان نتحملها، على رغم كل شيء. الأزمة الاقتصادية عندما بدأت صار الانهيار المالي والنتائج الاقتصادية ستأتي، ومداخيلنا قد تنزل للنصف 40% لا أدري ولكن من هنا وعينا وتحملنا وقدرتنا على التحمل اكبر. واعتبر من كان يمشي على رجليه ليذهب الى عمله لن يتغير عليه الوضع كثيرًا وهذا هو الشعب المناضل. اما من كان يملك 3 – 4 cadillac ومرسيدس، ستصعب عليه تعبئتها محروقات وسيجبر على العمل أكثر. إذًا الإثراء هو الذي يصاب على مستوى المجتمع، والفقراء يحافظون على مستواهم على الاقل.

س: في المرحلة الأخيرة شهدنا تناميًا للأنظمة الإرهابية في شمال لبنان والتي تربطها علاقات ببعض التيارات السياسية ربما في الفريق الحاكم. كيف تحللون هذه الظاهرة ومن وضع الأجندة لها لكي تستمر في شمال لبنان؟

ج: اسمح لي الا اكون صريحًا، وذلك لأني لا اقوم بتحقيق قضائي ولكن سأعطيك مؤشرات أنت تحددها.

هذه المجموعات الارهابية لها ايديولوجية معينة لا احد من الموجودين هنا يجهل مصدرها، من دون أن نسمي، ولها أيضًا موازنات مالية تدعمها وأعتقد ان لا أحد جاهلاً مصدرها "وفهمكم كفاية".

س: صرحت في أكثر من مؤتمر صحافي أنك كنت خصمًا لسوريا وقد انتهت هذه الخصومة، في حين أن أكثر الموالين لسوريا في مرحلة من المراحل ذهبوا أبعد من الخصومة الى العداء وهم يدعون أنهم يمثلون مصلحة لبنان وهم في الحقيقة لا يريدون الا مصلحتهم الشخصية ومصلحة أعداء لبنان؟ كيف تقومون هذه الحالة بانعكاساتها أولاً على المواطن اللبناني وثانيًا على الحالة الوطنية اللبنانية المقاومة للمشاريع التي تستهدف أمن لبنان؟

ج: أعتقد أن العلاقة كانت أولاً خطأ، لم تقم على علاقة صداقة، كانت العلاقة مصلحية، وبعد التغييرات التي صارت وانسحاب سوريا من لبنان تحولت المصلحة في اتجاهات أخرى، فنقلوا الى الجهات التالية. لأن أصحاب المصلحة هويتهم دفتر الشيكات ووطنهم البنك، حيث وضعوا أموالهم. والتزامهم ليس في الأرض الحقيقية التي يلتزمها الانسان – المواطن. من هنا نعرف ان هذه علاقات مصلحية ضيقة كثيرًا تتخطى حتى ليس مصلحة مجتمع، فتصبح مصلحة المجتمع اذا كانت واسعة وتضم القسم الأكبر من المواطنين تصبح مشروعة اذا كان هناك تحول ولكن مشاريع أفراد ومصالح محدودة جدًّا بالعكس تأتي بالخراب. التصادم في قلب البلد وتقوض الاستقرار، وهذا الخطأ فيها، وهي من الأساس مبنية خطأ وما يبنى على الخطأ يولد خطأ أكبر.

س: اضم صوتي إلى صوت زملائي وارحب بك مرة اخرى في بلدك الثاني سوريا، سيادة العماد ميشال عون، تحدثت مرات عدة عن مطلب الغاء الطائفية السياسية المقر في اتفاق الطائف، لكن هذا المطلب خفت عندكم، هل هو يأس ام تأجيل وما هي تحفظاتكم عن اتفاق الطائف؟

ج: التحفظات كثيرة اولها عدم التوازن بين مؤسّسات الدولة اللبنانية، مؤسسة لها اسم كبير ولكن من دون صلاحيات، رئاسة الجمهورية، مؤسسة ثانية تسمى رئاسة الحكومة وليس مجلس الوزراء، تمسك بجميع المؤسسات التنفيذية في المجتمع وتمسك كذلك بمؤسسات المراقبة، وفي ذلك خطأ علمي وقانوني واداري، لا يجوز الجمع بين المراقبة والتنفيذ، اي ان يكون التنفيذ باليد اليمنى والمراقبة باليد اليسرى، ممّا يفقد المراقبة فعاليتها، انني اعطي نماذج سريعة، فقد لاحظنا في بعض الأماكن ايضًا غياب المراقبة على صرف اموال الدولة التي تخضع أساسًا لقواعد المحاسبة العامة، كما رأينا أن مجلس الانماء والاعمار هو الحكومة الحقيقية للبنان، ولدينا حكومة وهمية يطلق عليها النار أمثالنا من السياسيين والصحافيين، لكن الحكومة الواقعية تسمى مجلس الانماء والاعمار وهي خاضعة لرئيس الوزراء، ما يعني وجود خروقات كبيرة في تنظيم الدولة اللبنانية كرسها الطائف أو اُلحقت بالطائف، فبعضها أُلحق بالطائف، اذ طرأت عليه بعض التعديلات الجزئية، من هنا وجوب اعادة النظر، والآن، المدافعون عنه أو بعض المستفيدين منه، جعلوه بمثابة الكتب المقدسة، ممنوعًا المساس به، ونحن نعرف أنّ أي تشريع مهما كان راقياً، اذا لم يُطوّر عندما تنشأ حاجة معينة، ويتم تعديله أو ضبطه، والقانونيون يعرفون ذلك، لا يمكن أن يلبي حاجات المجتمع المنبثق منه، لذلك يتطلعون إليها في لبنان على أنّها كتب مقدسة يجب عدم المساس بها، وستأتي الظروف وهي ليست ببعيدة، فجميع الناس سيشعرون أنّ هناك ضرورة، فقد وقعنا في أزمة سياسية مثلاً، فتصادمت الحكومة مع المجلس، وبهذا الصدام، من يحلّ مجلس النواب؟ هل هناك نظام برلماني في العالم لا يمكن فيه حل مجلس النواب والعودة الى استفتاء الشعب؟ لا يوجد، الاّ عندنا وقد ربطوه بالذين يتخاصمون، يعني أنه يرتبط بتوافق المؤسّسات المتخاصمة على حل المجلس، وعندما يكون هناك احتكام للشعب، لا يمكن أن يكون هناك توافقات في القمة، ما يعني انّ التوافقات التي ظهرت على هامش اتفاق الطائف، شلّت مؤسسات الدولة، ونأمّل ان يخرج منها. طبعًا هناك انتخابات نأمّل تأمين الأكثرية خلالها، لنقوم بتصحيحات كثيرة في شكل نحافظ فيه دائماً على وحدتنا الوطنية اي بإدراك الجميع أنّ ما سنقوم به هو شيء ضروري لاستقامة الأوضاع وممارسة الحكم في شكل سليم.

س: دكتور غسان اسماعيل من طلاب حركة أمل في سوريا. دولة الرئيس، بدورنا، نرحب بك هنا في الجامعة. دولة الرئيس، نحن نعرف اهمية الدور الذي تقوم به من أحل المحافظة على دور لبنان - الرسالة، ومن خلال تثبيت دورك الذي تقوم به، اي من خلال تثبيت الوجود المسيحي في الشرق، وكما يقول الرئيس بري أنّ لبنان لا يقوم الاّ بجناحيه المسلم والمسيحي، ففي رأيك ما هو التأثير الكبير للانتخابات النيابية المقبلة في دعم هذا الدور أو تقويضه؟

ج: اعتقد انّ الدور الذي نقوم به ليس بدورٍ ضيق مرتبط فقط بلبنان، مع احتمال النجاح بلبنان وعدم السقوط وعدم التحجيم، حتى لو تم، وهذا على سبيل المناقشة الفكرية فقط، هذا موضوع أساس، فما نقوم به اليوم، هو انطلاقة لفكر جديد، يجب أن يعمّ جميع المسيحيين في الشرق، ويجب أن يقود المجتمع اللبناني الى مجتمع المواطنة التي تكلمت بها، وهذا يحصل بتحولات بنيوية جديدة. هناك أشياء نشبّهها بأرزتنا، مثل الأرزة، تزرعها أنت، وأزرعها أنا بعمري هذا وأنا أعلم أنّني لن اراها كبيرة، لكن أولادي يرونها أكبر وأولاد أولادي يرونها أصبحت كبيرة جدًّا، فلا نستطيع أن نحصد كل شيء عندما نزرعه، فهذه الانسانية وهذا المسار الطبيعي للأفكار والتغييرات الكبرى في المجتمعات.

المهم أن نبدأ، والمهم أن ننتصر بسياستنا، لأننا نشعر كأننا متأخرون 20 سنة. فالانطلاقة كان يجب أن تكون تغييرية جيدة ولكن نستطيع أن نقوم بأشياء كثيرة ولكن لا يمكننا لا أن نقصّر الوقت ولا أن نطيله.

مرحلة النضج يلزمها الوقت، حتى تزهر الشجرة وتعقد وتكبر الثمرة ومن ثم تنضج وتقطف. هناك دورة طبيعية، وهكذا أعتقد نضج الشعوب والمجتعات، يلزمه وقته. تريد القسم الأكبر منه أن يعيش التجربة ويقتنع بها حتى يأتي التغيير بناء لطلبه، لا يأتي مفروضًا عليه من فوق.

س: كنت تذكر دائمًا أنك رجل خيارات لا رجل رهانات، ما هي خياراتك اليوم؟

ج: عبّرت عنها الآن على مستوى القضية. إذا أخذت القسم الأول، مواجهة الماضي والخروج منه وتحضير المستقبل حتى يكون لنا. لا تعود ذاكرتنا الا نقية، أي تنقية الذاكرة والعمل للمستقبل. ومستقبلنا هو ما نقوم به اليوم في حاضرنا.

المواقف بالنسبة إلينا هي إعادة نظر وتقويم. بالنسبة إلى القضية الفلسطينية التي هي قضيتنا وتحمل جروحات الشعب الفلسطيني وجروحاتنا منذ ستين عامًا. أيضًا عندنا دعم المقاومة لإكمال مسيرة الحل في شكل طبيعي.

بالنسبة إلى المجتمع العربي الأكبر، خياراتنا أن يقوم المجتمع بإعادة نظر ذاتية حتى يغيّر أساليبه ويعتمد أفكار جديدة ويتعاون مع باقي المجتمعات المثيلة له والصديقة. حتى نكوّن بالفعل شيئًا مستقبليًّا، ونحقق نوعاً من الاستقلال والمجتمع الفعّال.

س: أشرتم في مؤتمركم الصحافي الى أن مسيحيي الشرق هم جزء من بنية المنطقة، فما هو تصوّركم لهذا الدور في التوجه العربي في هذه المرحلة؟

ج: دائمًا الموضوع يثار وهذه قصة قديمة، من القرن التاسع عشر أو ما قبل، وهي قضية أقليات وأكثريات في الشرق الأوسط. اليوم النظرة الجديدة هي أن المجتمع إذا كان يحترم حقوق الانسان، وهذا ما نعمل من أجله بجهد كبير حتى نحققه، هذا يعني أنه يحترم حرية المعتقد للجميع، لأن العلاقة الدينية التي تتعلّق بمعتقدنا هي علاقة عمودية بيننا وبين الله. وهي ليست علاقة أفقية في المجتمع في ما بيننا.

في هذه العلاقة العمودية نحفظ شخصيتنا ومعتقداتنا الدينية، ولكن يجب أن نعيش مع الآخرين بعقد اجتماعي. وهذا ما يجمعنا وهو قوانين البلد الذي نعيش فيه والذي نأخذ قضاياه على عاتقنا.

لا أريد أن يؤثر المعتقد الديني في أحد سلبًا، لا انطلاقًا من ذاته حيث يشعر أنه مهمّش، أو أيضًا يخاطب الآخرين حتى لا يهمّشوه، لأن له دورًا أساسيًّا. عليه أن يكون مواطنًا بالحقوق نفسها والواجبات ضمن وضع حرية المعتقد لجميع الناس.

نحن نحارب الفكر الأحادي، العرقي والديني والسياسي، وكلهم يسقطون، والمجتمع يتطوّر في اتجاه التعددية. لا يظن أحد أبدًا أن الفكر الأحادي سينجح، فهو في تقلّص دائم عبر التاريخ.

أولاً بدأت بين سيطرة البيض على السود، وطارت العبودية. ومن ثمّ أتت العرقية الألمانية الهتلرية، فسقطت. وسقط الفكر الأحادي السوفياتي الشيوعي... وتسقط أشياء كثيرة أخرى.

كل دول العالم تصبح مزيجًا متعدداً من الأديان والأحزاب السياسية التعددية. في النتيجة عندما نتحدّث عن التعددية، نتحدّث عن حق الاختلاف في الرأي.

حق الاختلاف ينظر اليه الناس كأنهم يسمونه حق الخلاف. لا ليس حق الخلاف، بل أن يكون للانسان تفكيره الخاص به أو تفكير حزبي. أن يوضعوا باحتكاك مع فكر آخر، منه تنبثق الأفكار الجديدة أو حلول جديدة أو إبداع جديد فيه كل النشاطات التي نقوم بها.

يمكن أن نمارس حق الاختلاف في السياسة، ويمكن أن نمارسه في الفن، أو في البناء والهندسة...

وحق الاختلاف أشبه دائمًا بحالنا. الآن أنظر اليكم وجميعنا لدينا مكونات الانسان، ولكن لكل واحد وجه مختلف وصورة مختلفة. يعني أن الانسان عنده فرادة. وانطلاقًا من هذه الفرادة تطوّر، والا لما كنا نلبس اليوم هكذا. لكنّا مستنسخين عن الانسان الأول. من الذي جعلنا مثلما نحن اليوم؟ هو حق الاختلاف. كل واحد عنده بصمته، بصمة صوته، بصمة عينه، لكل واحد شكله وصورته، مكوناته تأتي بصورة فريدة. وهناك مليارات من الناس. حتى التوأمان ليسا متشابهين، يبقى هناك نقطة فارقة بينهما.

فإذًا من هنا نقول إن في هذه الفوارق والاختلاف لا يجوز أن نميّز بعضنا ضمن المجتمع كمسيحيين وكمسلمين، ولكن يجب أن يكون لنا حق الاختلاف مصدر غنى لثقافتنا وحياتنا وتقدمنا. أن نجمع هذه الفوارق فنغتني، وإذا طرحناها بعضها من بعض "فالعوض بسلامتكم" نصبح مديونين. فلنجمع فوارقنا ونغتني بها.         

س: وسام المقداد – طالبة في كلية العلوم. ذكرتم أننا يجب أن نخجل من أنفسنا لما يحدث في غزة. هل تعولون على الموقف الدولي في حل  المشكلات التي يعانيها لبنان والمنطقة؟

ج: لا أحد موجودًا اذا لم نكن موجودين. يجب أن نكون موجودين أولاً ثم نطالب الأمم المتحدة لكن الهرب والتنازل عن الحق انتهيا. الأرض الفارغة من السكان يسكنها أي كان. القضية المهملة تسمح بالتطاول عليها أكثر وأكثر. اليوم، الحالة ليست مرضية وهذا شيء مؤسف: هناك ناس يعيدون وناس محاصرون لا يأكلون. هذه لغة الحصار دائمة. الحصار اللبناني، حصار غزة، حصار سوريا، حصار، حصار. كل واحد يرفع رأسه قليلاً يهددونه بالحصار والتجويع. المبدأ هنا أساسًا مرفوض.

س: نرحب بالقائد ميشال سليمان في سوريا

العماد عون: "معليش، أنا ما بزعل، هذا شيء لا يستوجب الاعتذار، ومعليش أن نتشبه ببعضنا"

س: رأى الكثيرون في زيارتك لدمشق التسوية التاريخية اللبنانية الثالثة التي يقوم بها العماد ميشال سليمان

الجنرال: أكمل، سأجيب بالنيابة.

س: ميشال عون هذه ثالث محاولة لانقاذ لبنان خلال ثلاث سنوات: الأولى: داخل كل جماعة أو طائفة لبنانية – الثانية بين الجماعات في ما بينها كالتفاهم مع حزب الله – والثالثة بين سوريا ولبنان. هل تعتبر نفسك رجل التسوية التاريخية؟

ج: كل انسان عندما يقوم بعمل يعتبره ايجابيًا، انما اعطاء صفة، لست أنا من يعطيها الصفة، انما تلقي الناس لها وتقبلها هو الذي يعطيها الصفة اذا كانت تاريخية أم لا. أنا سعيت في لبنان أولا إلى اقامة تفاهم عرض على كل مكونات المجتمع اللبناني، لم يكن فقط مع المقاومة، وعند عودتي من فرنسا واجهت حالة صدامية في لبنان وكانت تتطور سلبًا وقد حاولنا من خلال التفاهم أن نجد حلاً كي لا نصطدم بعضنا ببعض ولا مع الأمم المتحدة بسبب القرار 1559، وهذا ما كنت أنادي بتنفيذه ولكن مع احتفاظ الجميع بحقوقهم، إذ لا يمكن قرارًا اتخذ أن يكون مشروع حرب في لبنان ولا بأي شكل. إذًا، هذه المواضيع التي نقوم بها، اذا صمدت "وان شاالله ستصمد" سيقول الجيل من بعدنا أنها كانت تسوية تاريخية. ولكن اذا قمت أنا بتسوية لم "تضاين" شهرًا أو شهرين وسقطت، لا تكون تاريخية. لذلك نواجهها بمزيد من الأمل ومن التفاؤل المرتكز على أسس وعلى التجربة وعلى مصالح مشتركة وستنجح بإذن الله ولكن نحتفظ بقدر قليل من التحفظ عن التسميات وإذا لا سمح الله فشلت المحاولة يبقى لنا شرف المحاولة، وهذا شيء لا نتنازل عنه.

س: ما هو تقويمكم للدور السعودي – المصري على الساحة اللبنانية في تحقيق التوافق اللبناني في هذه المرحلة؟

ج: لا أريد ان أحكم بالمطلق على هذا الموضوع وماذا يجري، اذا كان حكمي متوافقًا مع رأيك سيكون محرجًا للحضور واذا كان سلبيًّا فسيكون أيضًا محرجًا للآخرين. أود ألا أعلق.

الكاتبة كوليت خوري، كريمة رئيس الوزراء السوري الراحل فارس خوري:

أنا لن أطرح سؤالا، أنا باسم زملائي الأدباء والأديبات وقد لا يسمح لنا الوقت بترتيب لقاء معكم. أود أن أرحب بك.

أود أن أعطي شرحًا لغويًّا ليس فقط سياسيًّا أو عسكريًّا بين الخصومة والعداء. العداء نفسي وهو لا يؤدي الا الى الدمار وهو لا يجتمع مع المحبة. الخصومة هي في الرأي والمواقف وقد يكون الانسان محبًّا ويختصم مع غيره، وبعد الحوار والمفاوضة يؤدي الى مصالحة والدليل أمامنا واضح، المحبة واردة. أما الموضوع الذي يثير الأشجان والأحزان: الطوائف، فنحن فعلاً في سوريا لا نعرف الطائفية، وكما قال المفتي الشيخ أحمد كفاتارو في الكتاب رحمة الله عليه وهو زعيم كبير: "كلنا مسيحيون وكلنا مسلمون اذا اقتضت حاجة الوطن الى ذلك"، ولكن يجب أن أعترف أننا كمسيحيين ونحن نعتبر أن المسيحية الحقيقية هي في ميلادنا وليست في الخارج وكل ما هو خارج هذا الوطن الكبير مشوه، المسيحية الحقيقية هي نحن ونحن كمسيحيين نعتز بك زعيمًا وطنيًّا حرًّا واهلاً وسهلاً بك وبجميع من أتى معك وبكل من يأتي من لبنان الى دمشق.

على المسؤولين اللبنانيين الذين كانوا شركاء في الحقبة الماضية الإعتذار من اللبنانيين عما قاموا به.العماد عون بعد لقائه الرئيس الأسد: تطرقنا الى ملف المفقودين وهناك لجان تعمل وسيتوصلون حتماً الى نتيجة    

 

على المسؤولين اللبنانيين الذين كانوا شركاء في الحقبة الماضية الإعتذار من اللبنانيين عما قاموا به.

العماد عون بعد لقائه الرئيس الأسد: تطرقنا الى ملف المفقودين وهناك لجان تعمل وسيتوصلون حتماً الى نتيجة

عن موقع التيار الوطني الحر/4 كانون الأول/08

أنا سعيد جدا أن التقي معكم اليوم في دمشق، ما كان يعتقد أنه محرّم أصبح حلالاً وحلالاً جدًا.

طبعًا لنا جُرأة مواجهة الماضي وليس الهرب منه ولن نمحوه من ذاكرتنا كي لا نكرر الأخطاء. لذلك كان الحديث مع سيادة الرئيس واضحًا، وطرحنا بصراحة الكثير من المواضيع لأننا نريد بناء المستقبل ولن نتوقف عند الماضي، فالذي يتوقف عند الماضي لن يستطيع بناء المستقبل.

من هذا الفكر، سمينا اللقاء "عملية القلب المفتوح"، تكلمنا بالقلب والعقل معًا وكل ذلك لتنقية الوجدانين السوري واللبناني كي لا يبقى أثر لماض فيه الكثير من الأشياء الأليمة، ولكن لقاؤنا اليوم وعدًا بمستقبل زاهر.

المواضيع كثيرة، لا أستطيع أن أعطيكم إفادة مفصلة عن أي موضوع طرح. الساعتان تحتاجان الى عشرين ساعة، فكل سنة تحتاج على الأقل الى سنة كي نحكي عنها وهناك مواضيع عشرين سنة.

لذلك أترك لكم طرح الأسئلة عن أي موضوع قد يقلقكم.

س: جنرال، خلوة مطوّلة بينك وبين الرئيس بشار الأسد، أي فارق بين سوريا حافظ الأسد عام 1990 وسوريا بشار الأسد 2008 ؟ واليوم الملف الأبرز الذي تكثر من حوله التساؤلات في الجانب اللبناني هو ملف المفقودين اللبنانيين. فهل تم بحثه؟

ج: الفرق كبير. الظروف تغيّرت والتقويم تغيّر والمسؤولون تغيّروا. ومن دون أن نطيل الشرح أكثر، لسنا مستنسخين بعضنا عن بعض وليست الأحداث مستنسخة. اذا كانت هناك حرب ننتظر انتهاءها بين الدول وتتفاوض الناس. وفي حال الصفاء يجب الانتباه من الإنزلاق الى حال صدام.

إذًا كل الظروف تغيّرت والأشخاص تغيّروا، وأنا لست أقوم ببحث تحليلي بالذي حصل. المرحلة نتركها لحكم التاريخ ولكن نحن بتحليلنا الشخصي نقوِّمها ونأخذ منها العبر ونقومها.

الموضوع الثاني، موضوع المفقودين. هناك لجان تعمل، بحثنا في هذا الموضوع وأكيد سيتوصلون الى نتيجة في المشاورات، وهي ليست مفاوضات بل أكثر. إنها بحث عن أسماء الموجودين على اللوائح اذا دخلت الى سوريا وماذا حدث بهم، وهذا الموضوع يعمل عليه. نأمل ألا تطول المدة وتعلن النتائج في هذا الموضوع.

س: وفق أي بوصلة توجَّهتم الى سوريا؟ وما هي ملامح الوعد لمستقبل زاهر تحدثت عنه نتيجة للقائك مع الرئيس بشار الأسد؟

ج: وعد بالعلاقات الطيبة بين لبنان وسوريا، الانفتاح والتضامن. لم نبحث في التفاصيل بل هناك إرادة طيبة وتوجه طيّب وعقل واع لمشاكل المنطقة ومشاكلنا الخاصة.

لا نقول إننا محونا كل شيء، بل ما دامت هناك إرادة ووعي وعقل تتحكّم بالموقف وليس عواطف وغرائز، سنصل حتمًا الى حلول للمشاكل السابقة والعالقة والى توجه جديد يحترم مصالح البلدين. أنا هنا لست وزيرًا ولا رئيس جمهورية، ولكن هذا استطلاع واستشراف للمستقبل، وهذا أبشّر به اللبنانيين. يعني إذا خرجت مرتاحًا من اللقاء وخرج كذلك الرئيس الأسد مرتاحًا من اللقاء، أعتقد أن كلاًّ منا يستطيع أن يطمئن الشعبين اللبناني والسوري.

س: خصومك في لبنان يعتمدون على العداء التاريخي بين المسيحيين في لبنان وسوريا لاستغلال.

العماد عون (مقاطعًا): تصحيح، خصومة لا عداء. خصومة، وأنا كنت الخصم الأول. وأنا صححّت لكل الذين اتهموني بالعداء أن هناك خصومة لا عداء لأن العداء شي ضخم جدًا ولا يجوز.

تابع للسؤال: هذا الخوف من المسيحيين في لبنان تجاه سوريا لضربك انتخابيًا في الانتخابات المقبلة. هل تعتقد أن الجمهور المسيحي سيتقبل هذه المصالحة مع سوريا كما تقبّل ورقة التفاهم بينكم وبين حزب الله؟

ج: لم لا؟ لا ننسى أن شعورهم بالخصومة قد يجد لهم مبررًا في حينه، وكثيرون هم الذين استفادوا من العلاقة مع سوريا وضربوا بعض المسيحيين. من هنا عندما قمنا بالانتخابات سنة 2005 أين كان سليمان فرنجية؟ ألم يكن صديقًا لسوريا ؟ لماذا انتخبوه؟ حتى ميشال المر، أين كان؟ وانتخبوه.

والواقع أن الخصومة لم تكن تجاه سوريا بل خصومة محلية تحوّلت تجاه سوريا من سوء إدارة الحكم في لبنان. هذه كانت الخصومة الحقيقية، لذلك أغلب المسيحيين من بعد الانسحاب سمعوا كلمتنا التي وجهناها "أنها مرحلة وانتهت"، ويجب أن نتطلّع بأمل الى بناء علاقة من أفضل العلاقات مع سوريا.

وقد وجهنا رسالة إلى من اعتدوا على العمال السوريين "ايّاكم ثم ايّاكم أن ترتكبوا أعمال عنف بحقهم"، فارتكاب أعمال العنف لا يجوز لا انسانيًا ولا تاريخيًا، ولا يجوز أن تسجل علينا قصة كهذه.

إذًا أيّ محلل يحلل الأحداث، لماذا الآن من كانوا مع سوريا أصبحوا ضدها؟ لماذا من كانوا يعتبرون أعداء لها أصبحوا أصدقاء؟ أنا لي رمزية معينة محترمة عند المسيحيين تعبّر عنهم وهذا هو الواقع الحقيقي.

س: بعد لقائك مع الرئيس السوري، وقبيل اللقاء صافحت الرئيس السوري. ما هو شعورك وأنت تصافح الرئيس السوري بشار الأسد بعد عشرين عامًا من العداء لسوريا؟

ج: "من العداء خلص"، هذه الكلمة تسجل عليكم جميعًا. أنتم في أجهزة الإعلام اجمالاً تكرّرون اللفظة حتى تؤمنوا بها، حتى لو عرفتم أنها كذبة. ولكن بفعل التكرار، ترسخ في ذهن الكل أنها عداء.

على كل حال، عندما آتي الى دمشق أكون قد تركت هذه الأشياء ورائي، ولو ما زالت أمامي لكانت حتمًا حاجزًا يمنعني من الوصول. بالنتيجة أنا عسكري، قائد ولا أحمل كراهية حتى تجاه من أحاربه. السبب، أننا نعرف بالعقل والمنطق والتاريخ، حتى في الحرب عندما يكون هناك مهزوم ومنتصر فهي تنتهي دائمًا بتفاوض. فكيف بالأحرى اننا نفتح صفحة جديدة من التاريخ لا فيها مهزوم ولا فيها منتصر، انما عودة الى العلاقات الطيبة ركيزتها الانفتاح والمصالح المشتركة بين البلدين.

إذًا الماضي انقلب، صفحة بيضاء وطبعًا سيزيد بياضها يومًا بعد يوم، ولكن هذه هي البداية.

س: هناك صراع في لبنان على اتجاهين متعاكسين تمامًا، ونتائج هذا الصراع لم تحسم حتى الآن. في ظل هذا الصراع، كيف يمكن بناء علاقات طيبة ومميزة كما ناديتم وتنادون بها، يعني بمعنى آخر، ما هي الأولويات لتصحيح هذه العلاقة وما الذي طلبتموه من دمشق، وماذا طلبت دمشق منكم؟

ج: كانت جلسة مصارحة مشتركة وتبادل وجهات نظر مشتركة واظهار حسن نية ولم تكن هناك مطالب من الطرفين، يعني كل القضايا المشتركة تبحث أكثر مما تكون مطالب. ليس لي حقوق عند سوريا وليس لسوريا حقوق عندي، ولكن هناك مصالح مشتركة للإثنين وهناك علاقات مشتركة، هذا ما يبحث فيه ويتم تبادل وجهات النظر فيهم. أما أن تكون متطابقة أو لا تكون. نضع المتطابق جانبًا ونعالج غير المتطابق حتى يصبح متطابقًا.

هذه هي أصول التعاطي الصريح والواضح. نحن وكما قلت لم نأت بجدول أعمال.

هذا لقاء أول لاستعراض شامل للمواضيع المختلفة، وكما قلت تنقية للوجدانين اللبناني والسوري من رواسب الماضي.

س: ذكرت أن لديك وجهة نظر تجاه قضايا مشتركة بين البلدين ومنها قضية اللاجئين الفلسطينيين على سبيل المثال. هل يمكن أن تضعنا في صورة وجهة النظر هذه؟

ج: ما هي المبادىء التي نتعاطى نحن بها في ما يتعلق باللاجئين الفلسطينيين. نحن ننطلق من حق العودة للاجئين الفلسطينيين. يمكن أن يكون هناك دول كثير تترك هذا الموضوع أو تحاول تسويته على حق العودة.

نحن متمسكون بحق عودة الفلسطينيين الى أرضهم ووطنهم، أو أي تسوية ثانية ستحصل إذا قبل الفلسطينيون فيها، وهذا خارج إرادتنا، لن تكون على حساب الدول التي تحمّلت أعباء السنوات الستين، يجب أن تكون على أعباء الذين خلقوا المشكلة. وفي المستقبل ستسمعين توضيحات أكثر.

س: بعد هذا الاستقبال الفخم الذي حظيتم به، الجميع يتساءل صدقًا أو خبثًا، ماذا سيقدم ميشال عون في المقابل إلى سوريا بعد هذه الحفاوة السورية التي تحمل الكثير من المعاني والمؤشرات؟

ج: لا يستطيع الإنسان أن يقدم أكثر مما عنده. عندي صداقة لسوريا وهذا ما أقدمه.

س: أنت تأتي الى الشام وهناك أخصام لك في لبنان يسألونك ويحمّلونك أعباء ملفات بحجم الوطن. البعض اليوم يسألك هل طرحت مع الرئيس الأسد مسألة أو إشكالية لبنانية أو سورية مزارع شبعا؟

ج: ليست اشكالية، سوريا قالت كلمتها إن مزارع شبعا لبنانية. الاختلاف على توقيت الترسيم، إذ يقال إن الترسيم سينجز بعد إخلائها. لبنان يريد إخلاءها الآن والأمم المتحدة تطالب بترسيمها الآن مسبقًا. أنا أريد أن أعرف، كما رسّموها راهنًا، هل أخذوا رأي لبنان وسوريا أم أنهم وضعوا الترسيم كما يريدون. إذا أرادوا احترام الخرائط الموجودة في نانت في فرنسا في التقسيم الذي حصل، هم ليسوا حتى في حاجة إلينا كي يعرفوا أين الحدود، والى أين يجب أن ينسحبوا. لأننا جميعًا نقرأ الخرائط، وإذا اختلفنا على شبر في ما بعد في الترسيم، لا سوريا ستحتجّ ولا لبنان سيحتج.

فلعبة الترسيم هذه قبل أو بعد، هي ثانوية. إذا أرادت الأمم المتحدة أن تعترف، يمكنها ذلك لأن الخرائط موجودة، وسوريا تقول إن مزارع شبعا لبنانية.

ثم صكّ الملكية الصادر من صيدا يكون بسيادة لبنانية حتى لو كان المالك سوريًا، وصكّ الملكية الصادر من دمشق، لا أعرف من أي محافظة، ولو كان المالك لبنانيًا تكون الأرض للسيادة السورية.

فإذًا المصادر التي أعطت صكوك الملكية هي التي تكون لها السيادة على الأرض، وهذا شيء بديهي جدًا ولا خلاف عليه.

فإذًا لماذا نخلق مشكلة حيث لا توجد. المشكلة الأولى مبدئية، هل نقبل بالترسيم في ظل الاحتلال الاسرائيلي وبوجودها أم لا؟ هذه قضية مبدئية، ولكن الأخرى ليست صعبة.

س: أثارت زيارتك لدمشق الكثير من الانتقادات في لبنان، كذلك أثارت زيارة قائد الجيش ووزير الداخلية أيضًا انتقادات. ماذا يمكن أن يمنع الانتقادات إذا كانت العلاقة ندية وجدية بين الجانبين، ومن يضبط هذه الانتقادات، ومن يفسر هذه الزيارة أنها تبعيّة لسوريا أم أنها تمثّل رأيًا رسميًّا سوريًّا، وما هو المقياس لهذا الموضوع؟ بالأمنس زياد بارود اتّهم، جان قهوجي اتّهم، اليوم ميشال عون، وغدًا الياس المر الذي اضطر أن يعطي تصريحًا أنه لا يسمح لأحد بتقويم زيارته. من يقوِّم الزيارات إذا كانت تبعيّة أم هي سياسية بكل معنى الكلمة بين ندّين مستقلّين؟

ج: نتائجها. كلمة واحدة لن أقول لك أكثر، نتائج الزيارة هي التي تقوِّم الزيارة إذا كانت تبعيّة أو استقلاليّة وفيها ندّية.

س: لماذا هذا الهجوم. هناك هجوم دائم كلما توجّه أحد الى دمشق؟

ج: "شو عليه". الطائرة التي تطير على ستين كيلومترًا في الجو لا تهّمها الصواريخ التي تفجَّر على 40 كيلومترًا. صواريخهم لن تصل، سقفها لن يصل الى طائرتنا.

س: أولاً، هل تكلّمتم على الانتخابات المقبلة في لبنان خلال الخلوة مع الرئيس الأسد. وثانيًا، هل يمكن أن نسمّيك اليوم حليف سوريا في لبنان؟

ج: تعرفين أن هذا الموضوع ليس موضوعًا تفصيليًا، أكيد سوريا تشجّع على إجراء الانتخابات في لبنان لأن هذا ما نريده نحن وما يريده الموالون أيضًا، إذا كنا بالفعل نريد أن نحترم الديمقراطية والحريات. ولكن أعتقد أن سوريا لا تتدخّل في موضوع الانتخابات، لن تقول للبنانيين انتخبوا هنا، وهي لا توزّع لا زفتًا ولا خدمات صحيّة ولا خدمات مدرسية... حتى ترشو فيها الناخبين في موسم الانتخابات. نحن نعرف أن سوريا لا تدفع أموالاً لأحد. 

س: ستقوم بجولة على مواقع المسيحية والاسلامية، ما هي رمزية هذه الزيارة بالنسبة إلى موارنة لبنان والشرق؟

ج: ليس فقط للموارنة بل للمسيحيين عمومًا، كنت ملازمًا سنة 1958-1959 في المانيا، أصررت على زيارة متحف لان مثل تلك التجربة قد لا تتكرر. عندما ازور بلدًا مثل سوريا، مهد المسيحية على رغم اعتراض البعض لهذه التسمية، كأنها نوع من الإطراء للسوريين، متناسين ان سوريا هي فعلاً مهد المسيحيين منذ العهود الاولى، هل يجوز الا استغل مثل هذه المناسبة ولا ازور هذه المواقع المسيحية والمسيحيين هنا؟

اليسوا قسمًا من الشعب السورية، وسنكون ايضًا بضيافة المفتي، هي زيارة تعارف للشعب السوري.

كلنا نرى معاناة المسيحيين في العراق وفي الأماكن المقدسة، شارفوا الانتهاء، نحن نقول لهم لا تغادروا هذا الأرض. انتم مشرقيون وجذوركم هنا، ولكم في هذه الارض كسواكم، تستطيعون العيش هنا ولا تخافوا، نحاول كسر الخوف الذي نشأ نتيجة عوامل كثيرة والاّ لماذا نقول عهدًا جديدًا.

س: تحدثت عن عهد جديد، أما في الواقع هناك فريق لبناني لا هم لديه سوى محاربة سوريا.

ج: السيد المسيح صلب، في العهد الجديد، ولكن انتشرت المسيحية، وكل عهد يتسم باشخاص يعارضون التفاهمات. اما نحن فنريد التغلب على الخوف وعلى ذاتنا و من الآخر ومن الشريرين الذين لا يريدون بناء العلاقة بشكل صحيح،

من يقوم بخطوات كبيرة كهذه يجب ألا يعد نفسه بالربح، قد اخسر بضعة اصوات او اكسب غيرها، لكن هذه ليست قضيتي، بل القضية اكبر من وطني، كلنا كنا مهددين في وقت ما في الشرق الاوسط، عندما عشنا تحت الحصار الجوي والبحري، ظلت الحدود مع سوريا الوحيدة المفتوحة.

اذا لم يريدوا التفكير بالمصلحة العامة الواسعة، فليفكروا في المصلحة الضيقة، اين مدخل لبنان الى الدول العربية؟ نريد التحدث بواقعية وعقلانية.

س: ما هي تصوراتكم للوضع في لبنان بعد بوش، خصوصًا ان فريقًا لبنانيًّا يملك علاقات جيدة مع الادارة الاميركية؟

ج: العلاقات مع الولايات المتحدة تشبه الطقس المتقلب، ليس لدينا معاداة للولايات المتحدة، بل نعادي مواقف محددة. لذلك اذا كان هناك تغيير كما اعلن اوباما، تغيير استراتيجي وليس تكتيكيًّا لان اهداف الولايات المتحدة لم تكن سليمة قط، وإذا كانت على استعداد لبناء علاقات معنا ومراعاة مصالحنا نحن الدول الصغيرة، ولكن اذا ظلوا على الاهداف ذاتها، فهم الذين سيخسرون لاننا اصحاب حق في وطننا، ومن يجاريهم لبنانيا سيخسر، لان اميركا تملك قوة الاسترداد. الم يتعلموا من البورصة العالمية، عودوا الى ارضكم واراضيكم.

س: كيف وجدتم رؤية الرئيس الاسد لتطوير العلاقات اللبنانية - السورية؟

ج: سيادة لبنان واستقلاله، ومن اجل تحقيق هذا العنوان يجب على المرء الاعتراف بذاته اولا ومن ثم يفرض هذه العلاقة على الآخرين الذين سيقبلونها.

وهذا الامر عبر عنه الاسد بكل وضوح، وكلانا يدرك نيات الآخر في هذا الموضوع، وعلى رغم ذلك ثبتنا هذا العنوان بالكلمة المتبادلة.

س: هل في امكاننا اعتبار الاستقبال السوري الحار بمثابة اعتذار سوري، وهل حملك الرئيس الاسد اعتذارا الى الشعب اللبناني عن المرحلة السابقة لنستطيع المضي بهذا العهد الجديد؟

ج: هل اعتذر اللبنانيون الموجودون في بيروت الذين كانوا شركاء مرحلة معينة مع من كانوا مسؤولين في حينه عن الملف اللبناني، هل اعتذروا من اللبنانيين كلبنانيين؟ او ما زلوا مستمرين في ضربنا.

الذي حصل هو تكريم وليس اعتذارًا ويجب ان يبدأ اللبنانيون في بيروت بالاعتذار اولاً لنستطيع إلزام الشام الاعتذار.

س: هل هناك كلمة لشهداء 13 تشرين؟

ج: يدرك الجندي مسبقًا انه في حال استشهاده ان الحرب لن تستكمل حتى الفناء فسوف تتوقف والجندي يستشهد لنبقى نحن احياء، نحن نعيش مع الأحياء ونكرم الشهداء كل لحظة، وتذكروا النموذج الفرنسي - الألماني. اذا لم يكن هناك اعادة نظر في التاريخ وفي سير الاحداث، سنعيد تكرار الاخطاء ذاتها. حق الشهداء علينا الاّ نكرر الاخطاء ذاتها ونؤمن حياة من دون حروب لاحفادهم.

س: هناك قوة من فريق 14 شباط تستخدم المال السياسي، الى اين تتجه الامور في لبنان؟ هل هذه القوى قادرة على تغيير صورة لبنان المقاوم؟ ولبنان وطن نهائي لجميع ابنائه؟

ج: المال له تأثير كبير في عهود الانسانية عبر التاريخ والاديان، هناك سقوط في المجتمعات عبر المال، المجتمع المستهدف حاليا، المسيحيون لن يسقطوا بالمال لأنهم يعتقدون ان السيد السيح صلب وقبر وقام، ولكن لبنان اذا صلب وقبر فلن يقوم هذه المرة.

س: الى اي حد تغير الجنرال خلال هذا الأعوام العشرين؟

ج: كلنا تغيرنا، وهناك تأقلم دائم مع الظروف الحياتية، اذا خسر هذه الامكان فسيذهب إلى الفناء.

هناك الكثير من الاجناس البشرية انقرضت لانها لم تتأقلم مع المتغيرات، وهناك شعوب انقرضت لانها لم تستطع التأقلم مع المتغيرات.

س:سوريا هي دولة علمانية لا وجود فيها لتقسيم طائفي، الا تعتقد انه لو اعطيت زيارتك بعدًا وطنيًّا اكثر منه مسيحيًّا، تكون اعمق؟

ج: الوزيرة بثينة شعبان قدمتني كزعيم وطني، وهذه هي رؤيتي، لكن بعض اللبنانيين يريدون تضييق افقها عبر القول إنها زيارة للمسيحيين.

انا اقول ان المسيحيين في الشرق يعيشون في قلق، واذا كنت استطيع طمأنتهم، اقوم بهذا الواجب او لا اقوم؟

انطلاقًا من هنا عليك فهم توجهي الى المسيحيين وليس غيرهم.

يجب ان يكون لهذه الزيارة نتائج ايجابية، وهكذا اكون خدمت سوريا في سوريا عبر طمأنة شعبها المسيحي، واذا ذهبت الى الاردن وطمأنت مسيحييها اكون قد طمأنت الاردن، انا لا اهدف الى نزعهم من بلدهم و ضمهم الى حركة حزبية  قومية مسيحية.

اخاطب المسيحيين وليس الموارنة فقط، وانا اقول انني مسيحي وهذا موضوع قومي، نحن المشرقيين ليسنا جالية بقيت من العهد الصليبي او اتت مع الانكليز او الفرنسيين، نحن اولاد الكنيسة المشرقية التي بشرت العالم بالمسيحية، هنا مهد المسيحية، مار بولس مار يوحنا، مار مارون، هذا المقصود من المسيحية المشرقية التي نوقظها على جذورها واصولها.