المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 8 كانون الأول/2008

 

إنجيل القدّيس لوقا .66-57:1

وَأَمَّا أَليصابات، فَلَمَّا تَمَّ زَمانُ وِلادَتِها وَضَعَتِ ابنًا. فَسَمِعَ جيرانُها وأَقَارِبُها بِأَنَّ الرَّبَّ رَحِمَها رَحمَةً عَظيمة، ففَرِحوا مَعَها. وجَاؤُوا في اليَومِ الثَّامِنِ لِيَخِتنوا الطِّفْلَ وأَرادوا أَن يُسَمُّوُه زَكَرِيَّا بِاسمِ أَبيه. فتَكَلَّمَت أُمُّه وقالت: «لا، بل يُسَمَّى يوحَنَّا» قالوا لها: «لَيسَ في قَرابَتِكِ مَن يُدعى بِهذا الاِسم». وسَأَلوا أَباه بِالإِشارَةِ ماذا يُريدُ أَن يُسَمَّى، فَطَلَبَ لَوحًا وكَتَب «اِسمُهُ يوحَنَّا» فتَعَجَّبوا كُلُّهم. فَانفَتَحَ فَمُه لِوَقتِه وَانطَلَقَ لِسانُه فتَكَلَّمَ وبارَكَ الله. فَاسْتَولى الخَوفُ على جيرانِهِم أَجمَعين، وتَحَدَّثَ النَّاسُ بِجَميعِ هذهِ الأُمورِ في جِبالِ اليَهودِيَّةِ كُلِّها وكانَ كُلُّ مَن يَسمَعُ بِذلِكَ يَحفَظُه في قَلبِه قائلاً: «ما عَسى أَن يَكونَ هذا الطِّفْل؟» فَإِنَّ يَـدَ الرَّبِّ كانَت مَعَه.

 

أوريجينُس (حوالى 185–253)، كاهن ولاهوتي

عظات عن إنجيل القدّيس لوقا

"إنَّ الربَّ دَعاني مِنَ البَطْن وذَكَرَ اسمي مِن أحشاءِ أُمّي" (أش49: 1)

لقد اكتنَفَتْ العجائب مولد يوحنّا المعمدان. فقد بشّر أحد رؤساء الملائكة بمجيء ربّنا ومخلّصنا يسوع؛ وبالمثل، بشّرَ رئيس الملائكة بولادة يوحنّا (لو1: 13) وقال: "ويَمتَلِئُ مِنَ الروحِ القُدُس وهوَ في بَطْنِ أُمِّه" (لو1: 15). لم يُدركْ الشعب اليهودي أنّ ربّنا كان "يتمّم العجائب والمعجزات"، شافيًا أمراضهم، لكنّ السعادة غمرَتْ يوحنّا وهو ما زال في بطن أمّه. ولم يكن بالإمكان إيقافه إذ عند قدوم أمّ ربنّا أراد "الخروج" من بطن إليصابات. "فما إن وَقَعَ صَوتُ سلامِكِ في أُذُنَيَّ حتّى ارتَكَضَ الجَنينُ ابتِهاجًا في بَطني" (لو1: 44). وقد حلّ الروح القدس على يوحنّا وهو ما زال في بطن أمّه. ثمّ تابع الإنجيل، "ويَرُدُّ كَثيرًا مِن بَني إسرائيلَ إلى الربِّ إلهِهِم" (لو1: 16). وقد نجح يوحنّا في ردّ الكثيرين، لكنّ الربّ لم يردّ الكثيرين وإنّما ردّ الجميع. وقد كان عمله أن يردّ الجميع إلى الله الآب.  ومن جهتي، أعتقد أنّ سرّ يوحنّا المعمدان ما زال يَتمّ في العالم حتّى يومنا هذا. فكلّ مَن قُدِّرَ له أن يؤمن بالربّ يسوع المسيح، يجب بدايةً أن تحلّ فيه روح يوحنّا المعمدان وقدرته، لكي "يُعِدَّ لِلربِّ شَعبًا مُتأَهّبًا" (لو1: 17)، وفي القلوب القاسية "كُلُّ وادٍ يُردَم وكُلُّ جَبَلٍ وتَلٍّ يُخفَض والطرُقُ الـمُنعَرِّجَةُ تُقَوَّم والوَعْرَةُ تُسَهَّل" (لو3: 5). ليس في تلك الأزمان فقط "الطُّرُقُ الـمُنعَرِجَةُ تُقَوَّم والوَعْرَةُ تُسَهَّل"، وإنّما اليوم أيضًا حيث روح يوحنّا المعمدان وقوتّه تسبقان قدوم الربّ المخلّص. يا لعظمة سرّ الربّ الإله ومخطّطه الخلاصي للعالم.

 

بين العاشق والمعشوق قصة هيام قاتلة

مهى عون مالسياسة

في كل قصص الغرام هناك عاشق ومعشوق. أي طرف يحب أكثر من الثاني. والذي يعشق أكثر هو طبعاً الطرف الأضعف. فعنصر القوة والتفوق يدخلان ضمن كل علاقة حب. وقاعدة القوة هذه لا تقتصر على العلاقات الغرامية, بل قد تسير كل طرق التعامل بين الناس في كل الميادين الحياتية, وعلى كل المستويات, بدءاً بالفردي وصولاً للجماعي, وبالتالي قد تكون من الطبيعي من أهم مرتكزات العمل السياسي.

يحضرنا موضوع الحب والهيام هذا, أمام ما نراه حاصلاً اليوم في سورية, وما نشهده من دفق لمشاعر الحب والغرام بين أعداء الأمس, إلى حد توصيف هذا الحدث "بالعجيبة" على الطريقة المسيحية. فالحفاوة الزائدة, والهيام المفرط وغير المبرر الذي استقبل بهما العماد ميشال عون في سورية, يذكرنا بما يسمى بالفرنسية ""ضربة الصاعقة الغرامية" le coup de foudre إلا أن الطائرة الخاصة, والسجاد الأحمر, و"الهيصة" والزغاريد والفرحة العامة والعارمة والمعممة كما العادة, قد لا يفيان بما قدمه العماد عون من خدمات وتنازلات لسورية على مدى الخمسة عشر عاماً الماضية, وكلها على حساب وحدة الشعب وبقاء الوطن.

وزيادة الحفاوة والاستقبال الجماهيري المبرمج لا تعني كلها بالضرورة ان عون هو المعشوق من السوريين, وسورية هي في حالة عشق هيستيرية تجاهه, لأنه قد يكون العكس هو الصحيح. فعون هو الطرف الأضعف في معادلة الغرام, وهو بحاجة إلى حب ورضى ودعم الطرف السوري, كما العادة وليس العكس. أما السؤال فهو هل يقوى عون على تحمل كل هذا الدفق من الحب وأن يكون بمستوى هذه العاطفة الجياشة, ويرد الجميل, فيبادل الغرام بغرام مماثل والعشق بعشق أهم وأقوى؟ بمعنى آخر هل بإمكانه وضمن الطاقات المتوفرة بين يديه, وأن يمون على قاعدته الحزبية, إلى حد جرها إلى الالتزام اللامتناهي وغير المشروط تجاه سورية. ولكنها وبغض النظر عن طريقة تصرف عون المستقبلية تبقى سورية هي الطرف الأقوى في المعادلة, ومن الطبيعي أن تمسك مستقبلاً بسير هذه العلاقة, وتتحكم بمصيرها وتطبيقها لبنانيا كما هي تريد وتطمح. أما التساؤل الأهم فهو حول مصير العماد عون في حال تأخر أو قصر عن رد الجميل أو عن تقديم البدائل المطلوبة لكل مبادرات الحب والهيام هذه.

وفي كلامنا هذا لا نلمح إلى إلغاء جسدي, بقدر ما نلمح للإلغاء السياسي. وهو واقع سوف تنجلي خيوطه وتتضح معالمه مع الوقت. وليس خافياً على أحد بأن المساعي الدافعة بعون باتجاه الأحضان السورية إنما يراد منها كسب الدعم السوري لحملة عون الانتخابية, توسلاً لضغط منها على حلفائها اللبنانيين وغير حلفائها أيضاً, لترك مكان شاغر في لوائحهم لمرشحي التيار العوني.

ولكن هل سيأتي حساب الحقل على حساب البيدر ويتمكن الدعم السوري من إيصال عون إلى حيث تريد الأطراف الداعمة له ولا سيما حزب الله وأن تعلن سورية هذا ظاهريا أي أنها تدعم العماد عون "الزعيم الوطني" و"الداعم للمقاومة", لا يعني أن هذا الكلام سوف يترجم فعلياً على أرض الواقع. بل الواقع هو أن هذا العشق اللامتناهي الذي تبديه سورية اليوم سوف يكون قاتلاً لعون ولكن بشكل بطيء.

لأنه إذا وضعنا في كفتي الميزان ما هو منتظر من السوريين من دعم انتخابي لعون, وما هو عون بصدد خسارته على مستوى قاعدته المسيحية بسبب تفرده بإقامة علاقة إلى هذا الحد منفتحة على سورية, من دون الأخذ بالاعتبار من ناحية مشاعر اللبنانيين, ومن ناحية أخرى كل الملفات التي ما زالت عالقة مع سورية, قد يخرج عون الخاسر الأكبر, وشكله كأنه التقط الهواء في سورية وزلت قدمه على الساحة الداخلية.

فسورية وجريا على ما هو معهود منها تجاه المواقف المفروضة عليها, بإمكانها أن تعطي من طرف اللسان حلاوة, وتضمر في الوقت ذاته مواقف أخرى. وهي لو أرادت فعلاً تبيان حسن نواياها الفعلية تجاه عون لكانت أعطت بعض الإشارات, ومنها على سبيل المثال مكسب فعلي لعون يبيض له صفحته أمام اللبنانيين, كحل مسألة المفقودين والموقوفين في السجون السورية, وهو ملف إنساني وبالإمكان بته خارج العلاقة بين الدولتين.

إذاً ماذا تخسر سورية في المرحلة القائمة من تقديم الورود لعون وللطرف الإيراني من ورائه, فهي سوف تبقى على برنامج محادثاتها مع إسرائيل, وعلى مساعيها باتجاه الانفتاح على المجتمع الدولي في الحقيقة أن النظام السوري أخذ بعين الاعتبار كل حسابات الربح والخسارة من جراء هذه الزيارة. وحتى لا يموت القطيع ولا يفنى الغنم, اعتمدت سورية نهج الرقص على كل الحبال. فمن ناحية تقيم استقبالاً حاشداً لعون تكلله بالحفاوة والطبل والزمر إرضاءً لإيران, ومن ناحية أخرى لا تغيظ المجتمع الدولي المستاء من هذه الزيارة كون "الخازوق" المهم التي هي بصدد "تنجيره" لعون, عبر تجريده مما تبقى له من قاعدة انتخابية مسيحية واعية, سوف يأخذ شكله النهائي قبيل الانتخابات النيابية المقبلة.

وإذا صح المثل القائل إن "بعض الحب ما قتل" قد يعود عون من سورية مشبعاً بشبق متجدد ببشار الأسد, ومفعماً بإعجاب لا محدود بالنظام الديكتاتوري السوري, ولكن صفر اليدين وكالعاشق الولهان المبتلي بحب قاتل من طرف واحد, ليس له حياله لا حول ولا قوة.

* كاتبة لبنانية

 

 اختتم زيارته الى سوريا بقداس في ضريح القديس مارون

عون: لا شيء بين المسيحيين يستوجب المصالحة

المستقبل - الاثنين 8 كانون الأول 2008 -

لفت رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون الى "أن من المهم أن نعود إلى صفاء النوايا والوجدان والتفكير بإنسانيتنا ورسالتنا الأساسية المسيحية، التي هي رسالة المحبة وشهادة الحق". واعتبر أنه "لا يوجد شيء بين المسيحيين يستوجب المصالحة، لأن الاختلاف السياسي هو جزء من الحياة الديموقراطية، وإذا كانت هنالك مشكلات بين أفراد فالقضاء يفصل فيها". عاد عون والوفد المرافق له الى بيروت مساء أمس على متن طائرتين سوريتين، مختتماً زيارة إلى دمشق أنهاها في يومها الخامس بزيارة مدفن القديس مار مارون في منطقة براد شمال حلب، حيث حضر أول قداس يقام فيه.

وقال في كلمة إثر الذبيحة الإلهية: "إن المؤمنين اجتمعوا على القبر وصلوا من أجل قديس ناسك كان يفترش الأرض ويلتحف السماء ويساعد كل أخوته مثلما علمنا السيد المسيح. بعد ألف وستمائة سنة نعود إلى الجذور والينابيع لأن الأغصان التي تقطع من شجرة، وشجرة مقطوعة من جذورها لا تعيش. كنا نشعر أن المسافة بعيدة بين هنا وبين جبل لبنان، لكن لا، وجدناها قصيرة جداً وصارت أقرب".

أضاف: "من المهم أن نعود إلى صفاء النوايا والوجدان، ونعود إلى التفكير بإنسانيتنا ورسالتنا الأساسية المسيحية التي هي رسالة المحبة وشهادة الحق"، واشار إلى "أن المحبة تشمل جميع البشر، ليس فيها انتقائية وإلا لن تكون محبة مسيحية، فكيف بالأحرى الذين نعيش معهم".

ورأى ان "اليوم هو نهار تاريخي، وإن شاء الله في الأيام المقبلة نشهد إعادة إعمار هذا المكان لتخليد ذكرى مار مارون، خصوصاً أن الرئيس بشار الأسد دعانا إلى إعادة إعماره وقدم الأرض، حتى تحتفل الطائفة المارونية هنا في ذكرى القديس الذي ننتسب إليه والذي نفخر به فهو مهد المارونية. وكنيستنا السريانية الإنطاكية بدأت هنا وامتدت إلى جبل لبنان، والمسيحية كلها أخذت اسمها في إنطاكية قبل التسمية الاولى للمسيحيين على هذه الأرض وعلى امتدادها".

ولفت الى "أنه لا يمكن لأي شعب يختزن روحية معينة، أن ينفصل عن الينابيع التي أعطته هذه الروحية". وتابع: "ننظر حولنا إلى هذه الأرض التي هجرت في لحظة من اللحظات، تعود وتجتذب في الروحانية التي انبثقت منها كل الذين هجروها، نحن من المهاجرين العائدين اليوم إلى هذه الأرض نصلي ونتأمل ونتواعد أنه صار لدينا مكان للقاء مؤسس الطائفة، هو لم يؤسس الطائفة أصلاً ولكن عمله العظيم الذي قام به هو الذي دعا المؤمنين إلى الالتفاف حوله والانتساب اليه، وفي النتيجة مهما تعاظمت الشرور ومهما تواجهت مع الخير، فالأخير هو المنتصر مهما كانت الأسماء".

وعايد المسلمين والعالم الإسلامي بعيد الأضحى، متمنياً "استمرار الإحتفالات المشتركة في الأعياد، فهذا هو العيش المشترك وهذا هو نداء دياناتنا السموية وهذه توصياتها". واعتبر أنه "لو لم يكن هناك خير، لما أتت الدعوة الدينية للانسان. وقد جاءت الدعوة الدينية ليس لكي نتقاسم الله بل لكي نشبهه، نحن على صورته ومثاله وليس العكس".

وحول رؤيته لمستقبل العلاقات اللبنانية ـ السورية، قال: "نحب أن نراها مثل هذا التلاقي الذي حصل في مختلف المدن السورية، وبالطبع بعد رسالة تنقية الوجدان، يجب أن تصل إلى الجميع حتى تصبح هذه العلاقة بشكل طبيعي". واعتبر أنه "يوجد حتمية تاريخية في لقائنا، وأن الأمور سوف تسير بهذا الإتجاه ولا يمكن لأحد أن يعكسها. لكن علينا أن نحترم الوقت ولا ندفع الأمور بشكل متسرع، حتى يلمس الجميع أن هذه هي الطريق القويم للعيش المشترك في لبنان وسوريا والمنطقة، متآلفين ومتعايشين ضمن إطار قيم إنسانية وأخلاقية مشتركة، تمدنا بالسلام".

وعن انقسام الآراء في لبنان حول زيارته إلى سوريا، لا سيما أنه لا يوجد مصالحة مسيحية ـ مسيحية في لبنان، أشار الى أنه "قام بواجبه بدعوة الجميع لتنقية الضمير، ولا يوجد شيء بين المسيحيين يستوجب المصالحة، لأن الاختلاف السياسي هو جزء من الحياة الديموقراطية، وإذا كانت هنالك مشكلات بين أفراد فالقضاء يفصل فيها، لكن نحن متصالحون مع ذاتنا ولا أعتقد أننا سوف نعود ونختلف على مار مارون، ليس من أحد سوف يحتكره لذاته هو للجميع".

ثم زار عون والوفد المرافق المواقع الاثرية والدينية في منطقة براد والتى يعود تاريخها الى القرن الثانى الميلادي. ورافقه في جولته نائب وزير الخارجية السورية فيصل المقداد ومحافظ حلب تامر الحجة.

 

رأى أن على الآخرين أن يخجلوا من علاقتهم بأميركا

"حزب الله": الحفاوة السورية بعون احتفاء بالمقاومة

المستقبل - الاثنين 8 كانون الأول 2008 - واصل "حزب الله" اشادته بزيارة النائب ميشال عون الى سوريا، ورأى أن "على الآخرين أن يخجلوا من علاقتهم بالادارة الاميركية"، متسائلاً "ما معنى ان يكون هناك فريق امتلك السلطة لمدة ثلاث سنوات ونصف ولم يتمكن من ان يقدم شيئا ثم يتحدث بخطاب انتخابي انفعالي ويدعو الناس إلى انتخابه؟". [ اعتبر مسؤول العلاقات الدولية في "حزب الله" نواف الموسوي في لقاء سياسي أقامه مركز الامام الخميني الثقافي في طورا "ان بعض الاصوات اللبنانية تفتش عن اشتباك مع سوريا لأنها منزعجة من ان تعود العلاقات بين سوريا ولبنان إلى طبيعتها وتميزها الذي ينبغي ان تكون عليه كما نص اتفاق الطائف". ورأى "ان الحفاوة التي رأيناها في استقبال الجنرال عون هي احتفاء بالمقاومة وتحية للجنرال الذي وقف إلى جانبها وهي تصدر من قلوب الشعب السوري صافية، وقد لمسنا حينما كنا نزور اي مدينة او قرية سورية كيف يندفع الشقيق السوري مرحبا ومعتزا بالمقاومة في لبنان".

وأشار الى "اننا نذهب إلى سوريا ورأسنا مرفوع وفخورون بأخوتنا مع سوريا وشعبها وعلى بعض الأصوات اللبنانية أن يخجلوا من علاقتهم مع الادارة الاميركية وجورج بوش والمسؤولين الاميركيين الذين قدموا الاسلحة الفتاكة من القنابل العنقودية لقتل ابنائنا واطفالنا ومن الذين لا يزالون يقتلون حتى الآن"، مستغرباً "صمت المجتمع الدولي عن الخروق الاسرائيلية للخط الأزرق وللقرار 1701 والتي تجاوزت أكثر من ثمانية الآف خرق منذ تموز 2006".

ولفت الى "ان العدو الاسرائيلي لا يزال يحتل القسم الشمالي من بلدة الغجر"، متسائلاً: "هل يحتاج هذا الموضوع إلى ورقة من سوريا؟ ولماذا حتى الآن لم تستطع الامم المتحدة اعادة هذا الجزء المحتل الذي لا نزاع على السيادة اللبنانية عليه؟". وقال: "حذرنا مرارا من اعتبار الخط الازرق خطا للحدود الدولية واكتشفنا اننا حين حذرنا من ذلك ان ثمة من بات يتعامل فعلا مع الخط الازرق على انه خط الحدود الدولية".

أضاف: "نقول لبعض القوى المحلية التي حوّلت نفسها إلى ادوات في يد الهجمة الاميركية ثم لم تجن من ذلك شيئا، ان استمراركم في تقديم انفسكم او عرض انفسكم كأدوات لمحاصرة المقاومة كما لم ينفعكم من قبل لن ينفعكم الآن ولا في المستقبل، فمن يراهن على ضربة لإيران أو للمقاومة نقول له ان ذلك لن يحصل في ظل عجز العدو عن القضاء على المقاومة عسكريا ولو حصلت الضربة فهو اول الخاسرين". وأكد ان "اللبنانيين محكومون بالتوافق أيا كانت نتيجة الانتخابات النيابية ولا بد من ان يكون الحكم بالتوافق. اما الرهان انه بتحقيق الاكثرية مجددا يمكن تنفيذ ما لم ينفذه في المرة السابقة فهو كلام لا يحتاج إلى تأمل لكي يبدو ان هذا الكلام ليس له اساس". أعلن رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" هاشم صفي الدين أن "المقاومة اليوم هي أقوى بكثير مما كانت عليه بعشرات المرات وبكل الابعاد والذين يعملون في سياسات بوش أصيبوا بالخيبة"، مشيرا الى أن "بعض الدول الاقليمية التي تنفق اموالا طائلة في سبيل النيل من هذه المقاومة لن تحصد الا الخيبة وستنفق الاموال وتكون حسرة عليهم".

وقال: "إننا مطمئنون جدا الى مستقبلنا لأننا مجتمع واضح نعرف ماذا نريد ولماذا نحمل السلاح ونقاتل ونعرف طريقنا من اين والى اين ونعرف الارض التي نقف عليها". وأسف "لوجود البعض في لبنان ممن لم يتعلم ولم يلتفت إلى كل هذه المتغيرات ولم يعرف انه حينما كانت معه الولايات المتحدة الاميركية وكانت لصالحه المعادلة الاقليمية ومعه كل القرارات الدولية لم يتمكن من ان يحقق انجازا، فاذا به اليوم يصر على خصام بائس دائم خاسر".

أضاف: "ان الذين يتحدثون بالمنطق الخاسر نفسه ولا يزالون يكررون التجربة نفسها يجب أن يلتفتوا ويعرفوا ان الظروف تبدلت وتغيرت وهي ليست لصالحهم على الاطلاق وليس امامهم أو عندهم الا الصراخ بلا اي طائل". وسأل "ما معنى ان يكون هناك فريق امتلك السلطة لمدة ثلاث سنوات ونصف ولم يتمكن من ان يقدم شيئا ثم يتحدث بخطاب انتخابي انفعالي ويدعو الناس إلى انتخابه؟"، معتبراً ان "من حق الناس ان يسألوهم من اجل اي شيء سننتخبكم وخلال ثلاث سنوات ونصف ماذا فعلتم؟".

 

احتفال رسمي وروحي وسياسي وبحضور عسكري لبناني ودولي

رميش تحيي الذكرى الأولى للواء فرنسوا الحاج

المستقبل - الاثنين 8 كانون الأول 2008 - بنت جبيل ـ "المستقبل"

غصّت كنيسة التجلي والقاعات الملحقة بها، كما امتلأت الساحات المحيطة بالوفود الرسمية والروحية والنيابية والشعبية والعسكرية التي قصدت بلدة رميش الحدودية، للاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لاستشهاد اللواء فرنسوا الحاج، برعاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان ممثلاً بعقيلته السيدة وفاء سليمان، وحضره كل من ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي بزي، وممثل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة وزير الداخلية زياد بارود، وممثل رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري النائب جمال الجراح وممثل وزيرة التربية الوطنية والتعليم العالي بهية الحريري نزار الرواس، إضافة الى حشد نيابي من مختلف الكتل النيابية.

كما حضر الاحتفال أيضاً وفود عسكرية لبنانية ودولية تقدمها العميد الركن طانيوس ماتيجان ممثلاً وزير الدفاع الوطني الياس المر وقائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي، والقائد العام للقوات الدولية المنتشرة جنوب الليطاني الجنرال كلاوديو غريتسيانو، وقائد القطاع الغربي في "اليونيفيل" الجنرال "غوديو" وقادة الوحدات الدولية الفرنسية والكورية الجنوبية والماليزية والإسبانية، ووفود ديبلوماسية من بينها سفيرة بريطانيا في لبنان فرانسيس ماري غاي والملحقون العسكريون في عدد من السفارات الأوروبية في لبنان، إضافة الى عائلة الشهيد وأقاربه ورفاقه في الجيش و"اليونيفيل" ورئيس رابطة المحاربين القدامى العميد ابراهيم طنوس.

وكانت مراسم الاحتفال بدأت بقداس ترأسه راعي أبرشية صور المارونية المطران شكرالله نبيل الحاج ممثلاً البطريرك نصرالله بطرس صفير، عاونه فيه لفيف من رجال الدين والكهنة. ألقى بعده المطران الحاج عظة قال فيها: كلفني البطريرك نصرالله بطرس صفير بترؤس هذا القداس في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد اللواء فرنسوا الحاج، ولأنقل لكم تعازيه الحارة ووقوفه الى جانب العائلة والبلدة والأبرشية والوطن الجريح باستشهاد اللواء الحاج. والبطريرك صفير يرافقنا بالصلاة، ويسأل الله واسع الرحمة للشهداء.

وقال المطران الحاج إن البطريرك صفير يؤيد ما يقوم به الرئيس سليمان والقادة المخلصون لإحياء صيغة لبنان الفريدة وإتمام المصالحات والانفتاح وتجنب الإنزلاقات، والالتزام والتمسك بمبادئ الحرية والسيادة والاستقلال. وأضاف: إن لبنان والحق صنوان، منوهاً بدور الشهيد اللواء فرنسوا الحاج وبتضحيته وتضحيات زملائه ليبقى الإنسان عزيزاً. وسأل: ماذا تعلمنا من دم الشهيد اللواء فرنسوا الحاج ومن دماء غيره من قافلة الشهداء، وماذا فعلنا برسائل مكتوبة بدمائكم الطاهرة، وماذا أعددنا لغدرات الزمن ولقضايانا الكبرى في بناء الدولة والدفاع عن الأرض والوطن، وماذا عن وحدة الصف والعبور من متاريس الطوائف الى مبادئ العيش المشترك، وماذا عن الحوار وإدارة الاختلاف؟ وختم المطران الحاج بالقول: ويل لنا إذا استهنا بدمائك وبدماء الشهداء أو نسينا تضحياتكم.

جرى بعد ذلك عرض لفيلم وثائقي عن حياة الشهيد اللواء الحاج، تناول مسيرته في التحصيل العلمي ومحطات من تاريخه العسكري، وصولاً الى استشهاده وحواراته في الثرى في مسقط رأسه قبل عام.

وألقى العميد الركن ماتيجان كلمة وزير الدفاع الوطني وقائد الجيش، فأشاد بدور الشهيد الحاج في مسيرته العسكرية، إذ نذر حياته دفاعاً عن الوطن. وكانت شهادته شهادة للحق والحقيقة، ناقلاً تعازي الوزير المر والعماد قهوجي لعائلتي الشهيدين اللواء فرنسوا الحاج والشهيد خيرالله هدوان الذي سقط معه.

وتحدث رئيس بلدية رميش اسكندر الحاج الذي شكر كل من واساهم في المصاب الذي ألم بهم وبالوطن.

وكانت الكلمة الأخيرة لنجل الشهيد اللواء الحاج، إيلي فرنسوا الحاج الذي قال: أنت اليوم ازددت في الغياب حضوراً، منوّهاً بدور الرئيس سليمان الذي يسير بلبنان بإيمان راسخ نحو شاطئ الأمان، ومشيداً بدور قائد الجيش العماد قهوجي الذي يقود مسيرة الشرف والتضحية والوفاء، مطالباً المسؤولين في لبنان بأن يحافظوا على هذا البلد حراً سيداً ومستقلاً، ومناشداً إياهم المحافظة على جيشه كي يبقى عزيزاً مكرماً.

ثم ختم بشكر الرئيس سليمان لوقوفه الى جانب العائلة وللرئيس بري دعمه، ولقائد الجيش جهوده في العمل على كشف مرتكبي الجريمة. كما خص بالشكر رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري لدعمه مؤسسة الشهيد فرنسوا الحاج. كما شكر وزير الاتصالات لإصدار طابع باسم والده الشهيد والجيش اللبناني والقوات الدولية. ومن هناك، إنتقل الجميع الى النصب التذكاري الذي حمل اسم الشهيد الحاج، حيث أزيحت الستارة عنه، بعدما وافاهم الى هناك قائد الجيش العماد قهوجي.

زار بعدها المشاركون في الاحتفال منزل عائلة الشهيد حيث جرى الإعلان عن مؤسسة فرنسوا الحاج لتنشئة الأجيال الصاعدة على حب الوطن.

 

اسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الاحد 7 كانون الاول 2008

النهار

يردد قريبون من قوى 14 آذار في مجالسهم الخاصة عبارات كثيرة في اطار النقد الذاتي لبعض المحطات السياسية.

يغطي رؤساء بلديات مخالفات واضحة في بعض القرى، احداها سوق للخضر احدثه شخص على تقاطع طرق رئيسي في احدى المناطق وأوعز القائمقام بنقله.

استغرب نائب في الاكثرية كيف يوفق الاعلام السوري بين وصف النائب ميشال عون بـ"الزعيم الوطني" والبرنامج الذي اعد لزيارته لسوريا وكان في معظمه كنسياً ومسيحياً؟

البلد

يتطلع المراقبون الى نتيجة المناقشات التي سيجريها مجلس الأمن في 16 الجاري والردود على الأسئلة التي ستوجه الى القاضي بلمار لمعرفة تفاصيل نشو? المحكمة.

ذكرت مصادر مطلعة ان موقف المسيحيين المترددين يتبلور أكثر بعد زيارة عون الى دمشق لا سيما في الشمال وجبل لبنان وبعض الجنوب والبقاع.

كشف مقرّبون من النائب جنبلاط ان كلمته في مؤتمر الحزب ستكون عالية النبرة وستستجلب ردوداً وسيتطرق فيها الى التطورات المحلية الاقليمية

المستقبل

يؤكد عدد من الخبراء في الشؤون العربية والدولية أن نقطة ضعف لبنان الأساسية تتمثل في تأهب العدو الإسرائيلي المستمر للمقايضة عليه في الصفقات القذرة مع النظام السوري، على حين أن نقطة القوة في المعادلة اللبنانية تتمثل في التوافق السعودي الأميركي على دعم لبنان وسيادته واستقراره.

تتوقع أوساط ديبلوماسية أن يعيّن مجلس الوزراء في أول جلسة يعقدها سفيراً لدى دمشق من ملاك وزارة الخارجية.

لاحظت أوساط ديبلوماسية عربية أن اجتماع الجامعة الأخير حول الموضوع الفلسطيني لم يسم المعرقلين للحل في فرصة جديدة لاستمرار المساعي المصرية، والتسوية ستأتي في مرحلة لاحقة إذا ما تطلب الأمر.

 

البطريرك صفير ترأس قداس الاحد في صرح بكركي والتقى وفودا

وطنية-7/12/2008 (سياسة) ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير قداس الاحد في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطران شكر الله حرب، الامين العام للمدارس الكاثوليكية الاب مروان تابت، القيم البطريركي العام الخوري جوزف البواري، في حضور حشد من المؤمنين.

بعد الانجيل المقدس القى البطريرك صفير عظة بعنوان:" لتكن مشيئتك، كما في السماء، كذلك على الارض"، تابع فيها الحديث عن شرح الأبانا كما وردت في كتاب قداسة الحبر الاعظم البابا بنديكتوس السادس عشر: "يسوع الناصري"، في ما يلي نصها:

"هناك وجهتان تبرزان على التو من عبارات هذا الطلب. هناك ارادة لله معنا، ومن أجلنا، وهي يجب أن تصبح معيار ارادتنا وكياننا. وان ما يميز "السماء" هو أن ارادة الله معمول بها دونما تباطؤ، أو بعبارة أخرى حيثما يعمل بارادة الله، هناك السماء. ان جوهر السماء يقوم على التماهي مع ارادة الله، وعلى الجمع بين الارادة والحقيقة. وتصبح الأرض " سماء" اذا عمل بارادة الله فيها، وبقدر ما يعمل بهذه الارادة، فيما هي تبقى "أرضا "، أي القطب المخالف للسماء، اذا خرجت، وبقدر ما تخرج، على ارادة الله. لذلك نطلب أن يكون على الأرض كما في السماء، وأن تصير الأرض سماء".

وقال:" ولكن ما هي ارادة الله؟ وكيف نعرفها؟ ان الكتاب المقدس يعرض أن الانسان يعرف في أعماقه ارادة الله، وأن هناك شراكة معرفة بين الله والانسان، وهي مطبوعة فينا، ندعوها الضمير (انظر مثلا روم 2: 15) الذي يقول: " وهم يظهرون أن عمل الشريعة مكتوب في قلوبهم، فضميرهم شاهد، وأفكارهم تشكوهم تارة، وتارة تدافع عنهم". ولكن الكتاب المقدس يعرف أيضا ان هذه المعرفة المشتركة مع الخالق، والتي أعطاناها عندما خلقنا " على شبهه ومثاله"، طمرت في التاريخ، و لكنها لم تنطفيء تماما، بل هي تبقى مغطاة بأشكال كثيرة، وأن هناك شعلة متهادية غالبا ما يخشى أن تنطفئ تحت رماد الادعاءات المنقوشة فينا. لذلك كلمنا الله مجددا بكلمات التاريخ التي تتوجه الينا من الخارج، والتي تأتي لمساعدة معرفتنا الباطنية التي هي مقنعة ومحجوبة".

اضاف:" في قلب تعليم التاريخ هذا، نجد في الوحي التوراتي وصايا الله العشر التي أنزلت على جبل سيناء، والتي، على ما رأينا، لم تلغ، أو عرضتها خطبة الجبل كأنها "وصية قديمة"، ولكنها خلافا لذلك، توسعت لكي تسطع بكل ما لها من عمق وعظمة. وهذه العبارة، لم تفرض، كما رأينا، على الانسان من الخارج. فهي، على قدر ما باستطاعتنا أن نقبلها، تكشف حقيقة طبيعة الله، وتترجم حقيقة كياننا: ان تجزئة وجودنا فكت رموزها لنتمكن من قراءتها ونضعها موضع العمل, ان ارادة الله تأتي من كيان الله : وهي تقودنا بالتالي الى حقيقة كياننا، بانقاذنا من تدمير ذاتنا المرتبط بالكذب.

ولما كان كياننا آتيا من الله، يمكننا،على الرغم من كل الأقذار التي تمسك بنا، سلوك الطريق تجاه ارادة الله. في العهد القديم، ان مفهوم " البريء" يعني من وجه الدقة هذا: أن نحيا من كلمة الله، وبالتالي من ارادة الله، وأن ندخل شيئا فشيئا في ائتلاف مع هذه الارادة".

وتابع:" عندما يحدثنا يسوع عن ارادة الله، وعن السماء حيث تتم هذه الارادة، فهو يقودنا مجددا الى صميم رسالته الشخصية. قال يسوع بالقرب من بئر يعقوب لتلاميذه الذين أتوه بما يأكل: "ان طعامي هو أن أعمل بمشيئة من أرسلني" .هذا يعني:الاتحاد بارادة الآب هو ينبوع حياته. اتحاد الارادة بالله هو في صميم كيانه. في الطلب من الأبانا، ندرك خاصة صدى حوار جبل الزيتون المقلق: " اذا كان ممكنا، يا أبت ، أن تجوز عني هذه الكأس دون أن أشربها، لتكن مشيئتك" .عندما نتأمل في آلام يسوع، لا بد من أن نعود الى الصلاة، التي يرينا فيها نفسه البشرية واتحادها بارادة الله.

ان كاتب رسالة الى العبرانيين رأى في الصراع الداخلي في الجسمانية مفتاح سر يسوع . وانطلاقا من هذه النظرة في نفس يسوع، ترجم هذا السر مع المزمور 40. وقرأ هكذا:"لم تشأ ذبائح ولا تقادم، لكنك صنعت لي جسدا ... وقلت لك: "هوذا أنا، يا الهي، لقد أتيت لأعمل بحسب مشيئتك، لأن الكتاب يتكلم عني".ان كل وجود يسوع تختصره هذه الكلمات:" أتيت لأعمل بمشيئتك " وهكذا فقط يمكننا أن نفهم تمام الفهم العبارة التالية: "ان طعامي هو أن أعمل بمشيئة من أرسلني".

اضاف:" اذ ذاك نفهم أن يسوع ذاته، بالمعنى العميق والصحيح، هو " السماء"، وهو الذي به وفيه تعمل ارادة الله تماما. وبالنظر اليه، نكتشف أنه يستحيل علينا أن نكون تماما "أبرياء" وبما لنا من وسائل: ان موقع الثقل من ارادتنا يبعدنا دائما عن ارادة الله، ويجعلنا "أرضا" بسيطة. لكنه يقبلنا، ويشد بنا الى العلى، اليه، وبه، وبالاشتراك معه، نتعلم نحن أيضا ارادة الله. في هذا الطلب الثالث من الأبانا، نسأل أن نتمكن من الاقتراب منه شيئا فشيئا، لكي تتغلب ارادة الله على ما في ارادتنا من قوة ثقل، وان يجعلنا قادرين على التسامي الى العلو الذي يدعونا اليه".

أعطنا خبزنا كفاف يومنا

"ان الطلب الرابع من الأبانا يبدو لنا كأنه أكثر انسانية من جميع الطلبات. ان الرب الذي يوجه نظرنا الى ما هو جوهري، الى "الضروري الأوحد"، يحسب أيضا حسابا لحاجاتنا الأرضية ويعرفها. وهو من قال لتلاميذه:" لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون"، ويدعونا مع ذلك الى الصلاة من اجل طعامنا، وأن نلقي همنا على الله. الخبز هو " ثمرة الأرض وتعب الانسان، ولكن الأرض لا تأتي بثمر ان لم تتلق الشمس والمطر من فوق. هذا التآزر بين القوى الكونية الذي يخرج على رقابتنا، يقاوم تجربة كبريائنا التي تهدف الى اعطاء نفوسنا الحياة، وذلك بقدراتنا الذاتية. وهذه الكبرياء تضربنا بالعنف والبرودة. وتنتهي بتدمير الأرض. ولا يمكن الأمر أن يكون غير ذلك، لأنه يقاوم الحقيقة التي هي أننا، نحن معشر الناس، مجبرون على تخطي ذواتنا، وان الانفتاح وحده على الله يفسح لنا في المجال لكي نصبح كبارا وأحرار، وأن نكون ذواتنا. بامكاننا أن نطلب ويجب أن نطلب. ونعرف انه حتى اذا كان بامكان الآباء الأرضيين أن يعطوا أبناءهم العطايا الصالحة عندما يطلبون ذلك اليهم، فان الله لا يرفض الخيور التي وحده بامكانه أن يعطيها".

وتابع:" ان القديس قبريانوس، في شرحه الصلاة الربية أشار الى أمرين مهمين في الطلب. وكما أنه أشار الى سعة معنى "نا" في الأبانا فهو يلفت انتباهنا هنا الى أن القضية هي قضية " خبزنا". نصلي هنا بالاشتراك مع التلاميذ، وبالاشتراك مع أبناء الله، وما من أحد بامكانه أن يفكر فقط بنفسه. ويتبع هذا عنصر جدي : نصلي هنا من أجل خبزنا، ونحن نطلب اذن الخبز لغيرنا. ومن كان له خبز بوفرة، فهو مدعو الى مقاسمته. ان القديس يوحنا فم الذهب، لدى شرحه الرسالة الأولى الى أهل كورنتس التي تتحدث عن فضيحة ارتكبها المسيحيون أمام أهل كورنتس، يشدد على أن كل لقمة خبز هي لقمة خبز تعود للجميع، انها خبز العالم. ويضيف الأب كلفانباك:" كيف يمكننا، ونحن ندعو أبانا على مائدة الرب، ولدى الاحتفال بوليمة الرب في مجملها، أن نعفي أنفسنا من اظهار ارادة لا تتزعزع لتوفير الخبز اليومي لجميع الناس، لاخوتنا. ان الرب، باستعماله صيغة المتكلّم الجمع في الطلب يقول لنا: " أعطوهم أنتم ليأكلوا".

اضاف:" هناك ملاحظة أخرى للقديس قبريانوس، وهي مهمة. ان من يصلي من أجل الخبز اليومي فهو فقير. ان الصلاة تفترض فقر الرسل. وتفترض أناسا، بدافع من ايمانهم، كفروا بالعالم، وغناه، ومجده، ولا يطلبون من الآن وصاعدا الا الضروري لقيام حياتهم. ان تلميذ المسيح هو على حق بأن يطلب طعامه كل يوم بيومه، لأنه ممنوع عليه أن يهتم بالغد. وغير هذا السلوك يكون سخيفا. كيف نسعى الى أن نعيش طويلا في هذا العالم نحن الذين نرغب في مجيء ملكوت الله فجأة. في الكنيسة يجب أن يكون هناك دائما أناس يتركون كل شيء ليتبعوا المسيح. أناس يكلون أمرهم الى لله، ولجودته التي تقوتنا، أناس يعطون بهذه الطريقة علامة ايمان تهزنا وتخرجنا من فراغنا العقلي ومن ضعف ايماننا. هؤلاء الناس الذين يكلون أمرهم الى لله بحيث لا يبحثون عن أية طمأنينة أخرى، هم أيضا موضوع اهتمامنا. فهم يشجعوننا على أن نكل أمرنا الى لله، ونعتمد عليه في تحديات الحياة الكبرى. وفي الوقت عينه، هذا الفقر الذي يهدف الى تلمس وجه الله وملكوته، هو أيضا فعل تضامن مع فقراء العالم، فعل خلق، على مدى التاريخ، تقييما جديدا وروح خدمة جديدة والتزاما تجاه الآخرين".

وتابع:" عندما نصلي الأبانا، فانا نطلب أن تتم مشيئة الله فينا، كما تتم في السماء. وهذا يعني أننا مسلمون بارادة الله الذي هو أب لا يريد لأبنائه الا ما فيه خيرهم. ونطلب في الوقت عينه الخبز كفاف يومنا، وهو ما علمنا أن نكدس الخيور والأموال، بل أن تتم مشيئته فينا. وحسبنا. وهو من قال:" اطلبوا تجدوا، اقرعوا يفتح لكم" ( متى 7:7). وختم بالقول:" قد لفت نظرنا أحد المسؤولين في الجيش اللبناني الى تناقص عدد المسيحيين الذين ينخرطون في الجيش، لذلك انا نهيب بالشباب المسيحي أن ينخرطوا في هذا الجيش، وهذا واجب وطني لا بد منه ليبقى الجيش صورة صادقة عن الشعب اللبناني بجميع مكوناته. الخدمة العسكرية في كل بلدان العالم، واجب وطني لا بد منه للذود عن حياض الوطن لبقائه وازدهاره".

استقبالات

بعد القداس، استقبل البطريرك صفير وفدا من مصلحة معلمي "القوات اللبنانية"، ثم وفد من مدرسة راهبات القلبين الاقدسين في حارة الراسية - زحلة برئاسة الام غابريال اديب، قدم لغبطته " مشروع التربية الدائمة على المواطنة الذي يضم 1600 كتبوا حول لبنان السلام والعدالة في كتاب واحد، ثم الشيخ رشيد الضاهر الذي قدم لغبطته برنامج ترشيحه للانتخابات النيابية .

وأمام وفد من بلدة المتين عرض مع غبطته اجواء الدعاوى القائمة حول خراج البلدة، قال البطريرك صفير:"ان الزمن الذي نعيشه هو زمن يجب ان يكون هناك تضامن بين جميع اللبنانيين ولكن اذا وصل الخلاف بين قرية وقرية، وبلدة وبلدة، ومدينة ومدينة فان الامر يكون صعبا جدا، نحن نطلب من جميع اللبنانيين ان يكونوا يدا واحدة وقلبا واحدا في سبيل من يريد ان يستولي على هذا البلد، هذا البلد له اصحابه، وله أهله وله ايضا من يدافعون عنه، وانه سيبقى بلدا واحدا، لبنان واحد لجميع ابنائه على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم".

اضاف:"اذا كان هذا الامر يتعلق بلبنان ككل فانه يتعلق بكل ضيعة وبلدة، ولذلك يجب ان يبقى لكل بلدة خراجها، ولتبقى لها حدودها، واننا نأمل ان تفض هذه الخلافات بالتفاهم والتعاون وان الارض تبقى الارض، ولا احد يأخذها، ولكن الناس يتغيرون ويتبدلون، واننا نأمل ان تتركوا لأولادكم من بعدكم لا خلافات انما تفاهم وتعاون، وهذا ما نسأل الله ان يحققه لكم ".

ثم التقى البطريرك صفير وفد حركة "لبنان الكيان" برئاسة جوزف جعجع وضعه في أجواء تحضيرات الحركة للمرحلة المقبلة لا سيما الانتخابات المقبلة.

ثم وفدا من بلدة عميق جاء يبلغ غبطته رغبتهم في بناء كنيسة مارونية في البلدة، طالبين البركة.

ومن الزوار ايضا المحرر من السجون السورية ريمون سويدان الذي اطلع غبطته على الايام التي عاشها، كما قدم لغبطته نسخة من كتاب عن معاناته في السجن يحمل عنوان "صرخات موجعة".

 

الرئيس الاسد اصطحب العماد عون في جولة على قلعة حلب

وطنية- حلب 7/12/2008(سياسة) اصطحب الرئيس السوري بشار الاسد وعقيلته امس، رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون وعقيلته فى جولة على قلعة حلب، اطلعوا خلالها على معالمها الاثرية وقيمتها التاريخية

 

العماد عون اختتم زيارته لسوريا وعاد مساء اليوم إلى بيروت

وطنية - 7/12/2008 (سياسة) عاد مساء اليوم الى بيروت، مختتما زيارته لسوريا، رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، على متن طائرتين سوريتين نقلتاه والوفد المرافق من دمشق إلى بيروت، حيث حطتا في القاعدة الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت، ومنها انتقل الى الرابية.

يشار إلى أن الوفد المرافق للنائب عون في زيارته إلى سوريا التي استمرت خمسة أيام، ضم النواب: ابراهيم كنعان، نبيل نقولا، عباس هاشم وفريد الخازن والوزير السابق سيبوه هوفننيان، وانضم إليه أمس وزير الإتصالات جبران باسيل، إضافة إلى عدد من أفراد عائلته.

 

النائب العماد عون حضر قداسا اليوم في ضريح مار مارون في حلب

وطنية - حلب - 7/12/2008 (سياسة) زار رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون والوفد المرافق له، فى خامس ايام زيارته الى سوريا، مدفن القديس مار مارون فى منطقة براد شمال حلب وحضر اول قداس يقام فيه. وقال العماد عون في كلمة ألقاها بعد القداس: "أن المؤمنين اجتمعوا على القبر وصلوا من أجل قديس ناسك كان يفترش الأرض ويلتحف السماء ويساعد كل أخوته مثلما علمنا السيد المسيح، بعد ألف وستمائة سنة نعود للجذور والينابيع لأن الأغصان التي تقطع من شجرة وشجرة مقطوعة من جذورها لا تعيش، كنا نشعر أن المسافة بعيدة بين هنا وبين جبل لبنان، لا، وجدناها قصيرة جدا وصارت أقرب".

أضاف: "المهم أن نعود لصفاء النوايا وصفاء الوجدان وأن نعود للتفكير بإنسانيتنا ورسالتنا الأساسية المسيحية التي هي رسالة المحبة وشهادة الحق. والمحبة تشمل جميع البشر، ليس فيها انتقائية وإلا لن تكون محبة مسيحية، فكيف بالأحرى الذين نعيش معهم. اليوم هو نهار تاريخي وإن شاء الله في الأيام المقبلة تشهد إعادة إعمار هذا المكان لتخليد ذكرى مار مارون وخاصة أن الرئيس بشار الأسد دعانا إلى إعادة إعماره وقدم الأرض، حتى الطائفة المارونية تحتفل هنا في ذكرى القديس الذي ننتسب له والذي نفخر به فهو مهد المارونية. وكنيستنا السريانية الأنطاكية بدأت هنا وامتدت إلى جبل لبنان، والمسيحية كلها أخذت اسمها في أنطاكية قبل التسمية الاولى للمسيحيين على هذه الأرض وعلى امتدادها".

وأكد "أنه لا يمكن لأي شعب يختزن روحية معينة أن ينفصل عن الينابيع التي أعطته هذه الروحية". وقال: "ننظر حولنا، هذه الأرض التي هجرت في لحظة من اللحظات تعود وتجتذب في الروحانية التي انبثقت منها كل الذين هجروها، نحن من المهاجرين العائدين اليوم لهذه الأرض نصلي ونتأمل ونتواعد أنه صار لدينا مكان للقاء مؤسس الطائفة- هو لم يؤسس الطائفة أصلا ولكن عمله العظيم الذي قام به هو الذي دعا المؤمنون للالتفاف حوله والانتساب له- وبالنتيجة مهما تعاظمت الشرور ومهما تواجهت مع الخير بالنتيجة الخير هو المنتصر مهما كانت الأسماء".

ثم عايد العماد عون المسلمين والعالم الاسلامي بعيد الأضحى وتمنى "استمرار الاحتفالات المشتركة في الأعياد، فهذا هو العيش المشترك وهذا هو نداء دياناتنا السماوية وهذه توصياتها. لو لم يكن هناك خير لما أتت الدعوة الدينية للانسان. جاءت الدعوة الدينية ليس لكي نتقاسم الله بل لكي نشبهه نحن على صورته ومثاله وليس هو على صورتنا ومثالنا".

سئل: ذكرتم في لقاءاتكم الجماهيرية أن لبنان أمام مرحلة جديدة وانتصارات جديدة أسس لها انتصار تموز، ما هي العناوين الرئيسية لهذه المرحلة؟ وفي ضوء هذه الزيارة كيف ترون مستقبل العلاقات اللبنانية– السورية؟

أجاب: "نحب أن نراها مثل هذا التلاقي الذي حصل في مختلف المدن السورية وطبعا بعد رسالة تنقية الوجدان يجب أن تصل إلى الجميع حتى تصبح هذه العلاقة بشكل طبيعي وما نتوخاه أعتقد أنه يوجد حتمية تاريخية في لقائنا وأن الأمور سوف تسير بهذا الاتجاه، ولا يمكن لأحد أن يعكسها لكن علينا أن نحترم الوقت ولا ندفع الأمور بشكل متسرع حتى يلمس الجميع أن هذه هي الطريق القويم للعيش المشترك في لبنان وسورية والمنطقة، متآلفين ومتعايشين ضمن إطار قيم إنسانية وأخلاقية مشتركة تمدنا بالسلام واللقاء في العلاقات".

سئل: تنقسم الآراء في لبنان حول زيارتك إلى سورية لا سيما أنه لا يوجد مصالحة مسيحية – مسيحية في لبنان، وأنت أتيت لتتصالح مع التاريخ هنا في سورية؟

أجاب: "أعتقد أنني قمت بواجبي بدعوة الجميع لتنقية الضمير، ولا يوجد شيء بين المسيحيين يستوجب المصالحة لأن الاختلاف السياسي هو جزء من الحياة الديمقراطية، وإذا كان هنالك مشاكل بين أفراد فالقضاء يفصل فيها، لكن نحن متصالحون مع ذاتنا ولا أعتقد أننا سوف نعود ونختلف على مار مارون، ليس من أحد سوف يحتكره لذاته هو للجميع". كذلك زار العماد عون والوفد المرافق، وسط حشود شعبية، المواقع الاثرية والدينية فى منطقة براد والتى يعود تاريخها الى القرن الثانى الميلادي. ورافقه في جولته نائب وزير الخارجية السورية الدكتور فيصل المقداد ومحافظ حلب الدكتور تامر الحجة.

 

عقيلة رئيس الجمهورية شاركت في قداس ذكرى استشهاد اللواء الحاج في رميش

وفي ازاحة الستار عن النصب التذكاري للشهيد الحاج في ساحة البلدة

وطنية - 7/12/2008(سياسة) شاركت عقيلة رئيس الجمهورية السيدة وفاء سليمان ممثلة الرئيس ميشال سليمان في القداس الاحتفالي في رميش، الذي أقيم لمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد اللواء الركن فرانسوا الحاج. ورأس القداس المطران شكرالله نبيل الحاج ممثلا البطريرك مار نصر الله بطرس صفير وعاونه لفيف من الآباء والكهنة، وحضره النائب علي بزي ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، وزير الداخلية زياد بارود ممثلا رئيس الحكومة فؤاد السنيورة والعميد بانوس ماندجيان ممثلا كلا من وزير الدفاع الياس المر وقائد الجيش العماد جان قهوجي.

وتم عرض فيلم وثائقي عن حياة الشهيد وأبرز محطات مسيرته العسكرية، ثم ألقى كل من العميد ماندجيان، رئيس بلدية رميش اسكندر الحاج وايلي الحاج نجل اللواء الركن الشهيد كلمات نوهت باللواء الحاج في خلال حياته العسكرية.

"ساحة اللواء الحاج"

وفي نهاية الاحتفال، تم تدشين مشروع "ساحة اللواء الركن فرانسوا الحاج" بتمويل من مؤسسة الوليد بن طلال بوجود نائب رئيس المؤسسة الوزيرة السابقة ليلى الصلح التي شاركت مع السيدة سليمان وأرملة الشهيد لودي الحاج والنائب بزي والوزير بارود في إزاحة الستار عن النصب التذكاري تخليدا لذكرى اللواء الراحل.

 

قيادة الجيش احيت الذكرى السنوية الاولى لاستشهاد اللواء الركن فرنسوا الحاج

العميد مانوجيان:سيأتي اليوم الذي يكشف فيه النقاب عن قتلة الشهيد ومحاكمتهم

ظن الارهابيون ان بقتلهم احد اعمدة المؤسسة العسكرية سيتمكنون من ارباك الجيش

وطنية - 7/12/2008 (سياسة) احيت قيادة الجيش اللبناني الذكرى السنوية الاولى لاستشهاد مدير العمليات في الجيش اللبناني الشهيد اللواء الركن فرنسوا الحاج.

واقيم للمناسبة قداس احتفالي في كنيسة التجلي في بلدة رميش ترأسه المطران شكرالله نبيل الحاج ممثلا البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير، بحضور السيدة الاولى وفاء سليمان ممثلة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، النائب علي بزي ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، وزير الداخلية زياد بارود ممثلا رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، ممثل وزير الدفاع وقائد الجيش العميد الركن بانوس مانوجيان،النائب جمال الجراح ممثلا رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري، النائب شامل موزايا ممثلا رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون، النائب امين شري ممثلا الامين العام ل "حزب الله" السيد حسن نصرالله، شاكر عون ممثلا الرئيس امين الجميل، ممثل الوزيرة بهية الحريري نزار الرواس، والنواب: ايوب حميد، عبد المجيد صالح، علي خريس، سمير عازار، بيار دكاش، الوزير السابق طلال الساحلي، القائد العام لليونيفيل الجنرال كلاوديو غراتسيانو، سفيرة بريطانيا في لبنان فرنسيس ماري غاي ووفد عسكري من السفارة الفرنسية وممثلون عن قادة الاجهزة الامنية وحشد من الضباط في الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل ومدراء عامون وشخصيات دينية ورؤساء مجالس بلدية واختيارية وفاعليات تربوية واجتماعية وحشود من اهالي المنطقة بالاضافة الى ممثلي الاحزاب اللبنانية.

العميد مانوجيان

بعد القداس الالهي والمناولة، اقيم حفل خطابي بدأ بعرض فيلم وثائقي عن سيرة الشهيد وحياته ، ثم قدم للاحتفال الاستاذ جورج شوفاني وتحدث باسم قيادة الجيش العميد الركن مانوجيان مستهلا كلمته عن سيرة الشهيد وترعرعه على محبة الوطن والتعلق بالارض حتى برز قائدا فذا وكان وفيا للقسم الذي نذر حياته له.

واكد العميد مانوجيان تماسك الجيش اللبناني ووحدته وصلابته ، مضيفا :" لقد ظن الارهابيون ان بقتلهم احد اعمدة المؤسسة العسكرية سيتمكنون من ارباك الجيش والنيل من دوره الوطني. لكن فات هؤلاء القتلة المجرمين ان شجرة الجيش قد اضحت اعمق جذورا واصلب عودا واكثر شموخا بعد ان ارتوت من دم الشهيد".

واضاف:" وما الانجازات الكبيرة التي تحققت بالامس القريب الا دليل واضح لاماطة اللثام عن اصحاب الاقنعة الزائفة والوجوه المتنكرة خلف ستائر الظلام"، مؤكدا انه "سيأتي اليوم الذي يكشف فيه النقاب عن قتلة الشهيد ومحاكمتهم".

ثم القى رئيس بلدية رميش اسكندر الحاج كلمة عبر فيها عن شكره للرؤساء الثلاثة وللحشود المشاركة وللجيش اللبناني لهذا اليوم التكريمي للشهيد فرنسوا الحاج.

واخير تحدث نجل الشهيد ايلي الحاج باسم العائلة ، واعتبر "ان الوطن يحتضن بعزم رئيس الجمهورية الذي يسير به بأمان راسخ نحو شاطىء الامان بقيادة العماد قهوجي والقيادات المخلصة نحو لبنان الوطن الرسالة القوي العزيز الذي يستحق من المسؤولين المحافظة عليه عبر دعم المؤسسة العسكرية وتجهيزها".

وختم مطالبا "بكشف مرتكبي الجريمة وتقديمهم الى العدالة"، مقدما "الشكر لكل من شارك في المهرجان التكريمي السنوي".

وفي نهاية الاحتفال تمت ازاحة الستار عن النصب التذكاري للواء الحاج والاعلان عن مؤسسة الشهيد اللواء الركن فرنسوا الحاج، بحضور قائد الجيش العماد جان قهوجي والوزيرة السابقة ليلى الصلح اللذين زارا منزل العائلة.

 

الموسوي: الحفاوة السورية بالعماد عون هي احتفاء بالمقاومة

من يراهن على ضربة لايران أو للمقاومة نقول له ان ذلك لن يحصل

وطنية - 7/12/2008 (سياسة) أكد مسؤول العلاقات الدولية في "حزب الله" السيد نواف الموسوي في لقاء سياسي اقامه مركز الامام الخميني الثقافي في طورا في حضور حشد من الفاعليات، "ان بعض الاصوات اللبنانية تفتش عن اشتباك مع سوريا لانها منزعجة من ان تعود العلاقات بين سوريا ولبنان إلى طبيعتها وتميزها الذي ينبغي عليه ان تكون كما نص اتفاق الطائف"، مشيرا إلى "أن الحفاوة التي رأيناها في استقبال الجنرال ميشال عون هي احتفاء بالمقاومة وتحية للجنرال عون الذي وقف إلى جانبها، وهي تصدر من قلوب الشعب السوري صافية وقد لمسنا حينما كنا نزور اي مدينة او قرية سورية كيف يندفع الشقيق السوري مرحبا ومعتزا بالمقاومة في لبنان". اضاف: "نحن نذهب إلى سوريا ورأسنا مرفوع وفخورون بأخوتنا مع سوريا وشعبها، وعلى بعض الأصوات اللبنانية أن يخجلوا من علاقتهم مع الادارة الاميركية وجورج بوش ومع رايس والمسؤولين الاميركيين الذين قدموا الاسلحة الفتاكة من القنابل العنقودية لقتل ابنائنا واطفالنا ومن الذين ما زالوا يقتلون حتى الآن". واستغربوا "صمت المجتمع الدولي عن الخروقات الاسرائيلية للخط الأزرق وللقرار 1701، والتي تجاوزت أكثر من ثمانية الآف خرق، منذ تموز 2006"، ولفت الى "ان العدو الاسرائيلي لا يزال يحتل القسم الشمالي من بلدة الغجر".

وسأل: "هل يحتاج الموضوع إلى ورقة من سوريا؟ ولماذا حتى الآن لم تستطع الامم المتحدة اعادة هذا الجزء المحتل الذي لا نزاع على السيادة اللبنانية عليه". وقال: "حذرنا مرارا من اعتبار الخط الازرق خطا للحدود الدولية واكتشفنا اننا حين حذرنا من ذلك ان ثمة من بات يتعامل فعلا مع الخط الازرق على انه خط الحدود الدولية". واعتبر "أن ما نشهده اليوم من حصار وضغوط على الشعب الفلسطيني، هو عملية سياسية تستخدم وسائل غير نزيهة تسعى إلى القضاء على القضية الفلسطينية وعلى مقاومة الشعب الفلسطيني والزامه بالقبول باتفاق دون الحد الادنى الذي يطالب به حتى يمكن اقامة محور اقليمي في المنطقة تكون اسرائيل فيه شريكا علنيا"، مؤكدا "أن هذه المحاولات هي محاولات خائبة".

داعيا "بعض الدول العربية التي تسعى إلى تسوية مع اسرائيل الى ان تسعى إلى تسوية مع دول المنطقة من أشقائها العرب لتصل إلى مستوى من التفاهم يسمح بتعزيز الموقف العربي في مواجهة التحديات القادمة ويحفظ المصالح العربية والاسلامية والوطنية المشتركة".

وأضاف: "نقول لبعض القوى المحلية التي حولت نفسها إلى ادوات في يد الهجمة الاميركية ثم لم تجن من ذلك شيئا، ان استمراركم في تقديم انفسكم او عرض انفسكم كادوات لمحاصرة المقاومة كما لم ينفعكم من قبل لن ينفعكم الآن، ولا في المستقبل، فمن يراهن على ضربة لايران أو للمقاومة نقول له ان ذلك لن يحصل في ظل عجز العدو عن القضاء على المقاومة عسكريا ولو حصلت الضربة فهو اول الخاسرين".

وختم الموسوي: "ان اللبنانيين محكومون بالتوافق ايا كانت نتيجة الانتخابات النيابية ولا بد من ان يكون الحكم بالتوافق. اما الرهان انه بتحقيق الاكثرية مجددا يمكن تنفيذ ما لم ينفذه في المرة السابقة فهو كلام لا يحتاج إلى تأمل لكي يبدو ان هذا الكلام ليس له اساس".

 

الاعتداء على آليتين للأمن الداخلي في المصنع

وطنية- 7/12/2008 (أمن) أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" الامني أن مجهولين أقدموا قرابة التاسعة من مساء امس على رمي مادة حارقة باتجاه آليتين عائدتين لمخفر قوى الامن الداخلي في المصنع وهما من نوع "باثفايندر" بيضاوي اللون تحملان لوحتين عسكريتين، وحاولوا إضرام النار في الآليتين، وأتت الاضرار طفيفة.

 

النائب طعمة دعا الى التمسك باتفاق الطائف: غايات انتخابية وراء حديث البعض عن تعديله

وطنية- 7/12/2008 (سياسة) أكد النائب نعمة طعمة "ان الظروف الحالية لا تسمح المس باتفاق الطائف، ومن المعيب علينا كسياسيين التفكير بتعديل الطائف"، معتبرا "ان هذا الاتفاق جاء لحل المشكلة التي كانت قائمة في لبنان آنذاك ويرضى جميع اللبنانيين الذين شاركوا في صياغته".

ودعا النائب طعمة الى "التمسك باتفاق الطائف لانه الميزان في لبنان وهو الذي ادى الى الوفاق الوطني"، معتبرا "ان هناك غايات انتخابية من وراء حديث البعض عن تعديله". وسأل "لماذا نريد خلق مشكلة اليوم في الكلام عن المثالثة"، ورأى "ان المناصفة في الحكم تربح اللبنانيين".

وشدد على "ضرورة المحافظة على لبنان الرسالة كما سماه قداسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني"، مبديا اسفه "كيف ان البعض لا يعرف قيمة هذا الوطن".

واكد "ان قوى الرابع عشر من اذار ستخوض الانتخابات النيابية المقبلة بلوائح موحدة"، مشيرا الى "ان التباين في وجهات النظر في بعض الاحيان، اذا ما حصل، شيء مفيد في الحياة الديمقراطية، وان لا خلاف على الاطلاق بين قيادات ثورة الارز".

واعلن "ان اهداف انتفاضة الاستقلال هي الحرية والسيادة والاستقلال وعدم الانتماء الى الخارج على حساب لبنان".

كما اكد "ان الانتخابات المقبلة ستقرر مصير لبنان ومستقبله"، آملا "ان تحصل في موعدها المقرر باجواء هادئة وديمقراطية"، معولا على الاجهزة الامنية اللبنانية في "الحفاظ على الامن والاستقرار في البلد". واعلن النائب طعمة "تأييده للزيارات التي يقوم بها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى الخارج لانها تعيد للبنان دوره على الخريطة الدولية"، مشددا على "ضرورة الالتزام كلبنانيين وكسياسيين بما جاء في خطاب القسم".

واشار الى "انه من مصلحة لبنان ان يكون على افضل العلاقة مع سوريا ضمن الاحترام المتبادل بين الدولتين"، آملا "ان يكون العام 2009 عام الازدهار للبنان كي ينهض من الازمات التي يتخبط بها"، مؤكدا "ان السلم الاهلي في لبنان يساعد في نهضته والحرية الموجودة في هذا الوطن ليست موجودة في اي بلد آخر، ويجب ان يعود لبنان ليلعب دوره على كل الصعد بين بلدان العالم".

 

النائب بولس افتتح مركزا جديدا لجمعية "جذور" في مجدليا - زغرتا: من يريد تمثيل المسيحيين فليعمل على استعادة حقوق الدولة من الدويلات

وطنية- 7/12/2008 (سياسة) افتتح النائب جواد بولس مركزا جديدا لجمعية "جذور" من ضمن مؤسسات والده الشيخ سيمون بولس في بلدة مجدليا - قضاء زغرتا، في حضور السيدة رندى جواد بولس والمحامي يوسف الدويهي وكهنة البلدة وفاعلياتها وعدد كبير من أبنائها.

بعد النشيد الوطني ألقت سينتيا جلوان كلمة "جذور" تحدثت فيها عن أهداف الجمعية والبرامج التي نفذتها كإعادة تأهيل قاعة محكمة زغرتا بعد سنوات من الإهمال، وبرامج المساعدات الاستشفائية وتعويض الدخل والام اليافعة والقروض الصغيرة والمساعدات التربوية بالإضافة الى برامج مستحدثة كبرنامج فحوصات الدم المجانية والتعليم الخاص المجاني لطلاب المدارس الذي سينطلق قريبا في زغرتا بهدف مساعدة التلاميذ على إتمام فروضهم ومتابعتهم في ساعات بعد الظهر وبرامج ثقافية وتعليم كمبيوتر. ثم ألقى النائب بولس كلمة قال فيها: "بعد انتخابات 2005 وعلى مشارف 2009 هناك جدل في كل بلدة وقرية وبيت عمن يمثل من في طائفتنا المارونية. اقف امامكم اليوم نائبا عن الامة لاقول ان السؤال الذي يجب ان نطرحه على انفسنا ليس هو "من يمثل من" لان الدستور حسم هذه المسألة والنائب يمثل الامة جمعاء لا المسيحيين فقط ولا المسلمين فقط ولا المتعلمين فقط، إنما السؤال الوجيه ليس في تحديد من يمثل المسيحيين بل ما هية جوهر المبادىء التي تحرك من يدعي تمثيلهم".

وسأل: "ماذا عن سرقة حق اللبنانيين في العيش بكرامة وامان داخل وطن مضبوطة حدوده؟ وماذا عن تحويل لبنان ساحة لحروب الآخرين ورسائلهم ومصالحهم؟ وماذا عن تعطيل حياة اللبنانيين سنتين فيما يهاجر شبابنا الى حيث تقدر طاقاتهم الانتاجية لا طاقاتهم القتالية؟ وماذا عن ضرب الاستقرار والامن ورسم الخطوط الحمر في وجه الجيش كيلا يقوم بواجبه في مطاردة الارهابيين المصدرين الينا وتأنيبه لانه ذهب الى حيث "لا شغل له"؟ وماذا عن تغطية اجتياح الاحياء المسالمة بالسلاح والتهديد بالمزيد عند أول فرصة ثم التباهي بالانتصار والتباهي بتوزيع السلاح والتدريب عليه تحت جنح الظلام تمهيدا لتوزيعه في وضح النهار تحت شعار التصدي لانزالات اسرائيلية محتملة؟ وماذا عن كرامة الشهداء الذين ماتوا ليكون لبنان حرا في ظل تحول المواقف؟ وماذا عن مشاعر اهلهم؟ ايجوز القول ما معناه ان العسكري يموت ويعرف ان الحرب ستنتهي حكما وتتبدل من بعدها المواقف؟ وماذا عن الامانة للاصوات التي منحت على أساس برامج انتخابية ذهبت ادراج الرياح بعد ان انقلب عليها واضعوها؟ أهي أمانة تباع بثمن مشوار في طائرة رئاسية وفي لحظة عابرة من التربع على كرسي رئاسي وعباءة تلقى على الاكتاف؟ ومقابل اي بدل كل هذا؟ مقابل اي تنازلات وأي وعود وأي أثمان؟ أهذا هو الاداء الذي يريده المسيحيون؟"

أضاف: "نسمع من بعض السياسيين مواقف تفيد بأنهم يريدون تحصيل حقوق المسيحيين في الدولة. انه كلام حق يراد به باطل لان هدفه التعمية على حقيقة أليمة. فإذا كان للمسيحيين نفوذ على بعض القرارات تتخذ داخل مجالس الحكم لانهم يشاركون فيها فهناك قرارات سيادية لا نفوذ للمسيحيين فيها اطلاقا لانه ممنوع عليهم ان يشاركوا فيها. وهل ان قرار الحرب والسلم يشارك فيه من يدعي تمثيل المسيحيين؟ وهل ان التمثيل المسيحي مؤمن داخل ألوية عديدة يتكون منها جيش خاص يقتطع لنفسه مربعات أمنية ويحتكر لنفسه ساحات لعملياته ليس لجيشنا النظامي فيه "شغل" وينتشر على قمم جبال لبنان؟ أليست مهمة الدفاع عن لبنان مهمة سيادية؟ أليس للمسيحيين حق في المشاركة في قرارات قد تلزمهم بما لا يريدونه شاؤوا أم أبوا؟ ثم أين الحكمة في المس بالدستور قبل عودة سلاح الجيوش الخاصة الى امرة الدولة؟ ما هي ضمانة عدم استعماله في الداخل مجددا للضغط على اتجاهات التعديل؟ وهل ان تثبيت مبدأ المثالثة يعيد الحقوق الى المسيحيين؟ أهكذا ندافع عن حقوق المسيحيين؟" وختم النائب بولس: "أقول اذن لمن يريد تمثيل المسيحيين: اذا كانت مسألة من تمثلون مهمة فالاهم أن تركزوا على ماذا تمثلون. واتمنى أن تكون الانسانية المسيحيية والوعي التاريخي منارة لكم في هذا التقييم. واذا كنتم تعبأون بمصلحة المسيحيين، فتعالوا نعمل على استعادة حقوق الدولة من الدويلات في موازاة العمل على استعادة حقوق المسيحيين في الدولة. كفانا هروب الى الامام. كفانا مزايدات".

 

النائب الحجار:مطالبة العماد عون بتعديل الطائف ربما تحمل بعدا تفجيريا

عدم حصول الانتخابات النيابية في موعدها يعني ضياع الوطن والدولة والطائف

وطنية- 7/12/2008(سياسة) اعتبر النائب محمد الحجار في لقائه الشهري مع كوادر ومنسقي القطاعات والدوائر في تيار المستقبل في اقليم الخروب، "ان هناك من يثير احتمال عدم حصول الانتخابات النيابية في موعدها تهيبا للنتائج المتوقعة لها والتي تشير كل استطلاعات الرأي الى انها ستكرس أكثرية التيار السياسي الاستقلالي العروبي المعتدل في البرلمان المقبل، وبان قوى 14 آذار لن تسمح بتعطيل او عرقلة إجراء هذه الانتخابات لان عدم حصولها في موعدها يعني ضياع الوطن والدولة والطائف وإدخال البلد في فوضى يستغلها المتربصون بلبنان على طاولة مزايداتهم وبازاراتهم، وبان مطالبة العماد ميشال عون من دمشق بتعديل الطائف ربما تحمل بعدا تفجيريا بمضمونها".

اضاف :" ان نتائج انتخابات المهن الحرة والاتحادات النقابية والطلابية التي اكدت قوى 14 آذار فيها تفوقها، انما تعكس مزاج الشارع اللبناني الذي فضح مزوروا التمثيل الذين رفعوا شعارات وأثاروا غرائز واستباحوا حرمات ليتبين لاحقا حقيقة مواقفهم وارتباطاتهم واللون الفعلي لعباءاتهم".

وتطرق النائب الحجار في لقائه الى العلاقات اللبنانية - السورية، فاعتبر اننا نريدها "علاقات متوازنة وندية بين دولتين مستقلتين قائمة على الاحترام المتبادل لسيادة وحرية كل منهما، مؤكدة على تمايزها من ضمن الاطر التي يجب ان تحكم العلاقات بين دولتين مستقلتين سيدتين ينتميان الى هذا الوطن العربي الكبير".

اضاف:" اننا لا نريدها علاقة بين طرف سياسي لبناني ونظام في دولة اخرى، ولا نريدها تعاطيا من نظام مع شخصيات سياسية لبنانية تذكرنا بأيام سابقة أراد فيها النظام السوري ان يستبدل علاقاته المفترضة مع الدولة الجامعة بعلاقات مع اشخاص، بل نريدها ان تتم في الاطر المؤسساتية والدستورية والملبية للمصالح المشتركة، يبحث فيها المشاكل العالقة ويوضع بنتيجتها حلولا لها ولا سيما تلك المتعلقة بنقاط الإجماع الوطني في ترسيم الحدود بدءا من مزارع شبعا لاستردادها الى الوطن اللبناني، وفي تأكيد سيادة الدولة اللبنانية على اراضيها بعد نزع السلاح من المعسكرات الفلسطينية السورية خارج المخيمات وتنظيمه في داخلها. كما نريد حلا لمشكلة المفقودين والمعتقلين في سوريا، والذي لن يهدأ بال لأهلهم ولا للبنانيين، ولن تستقيم علاقة نريدها أخوية، الا بعد تبيان حقيقة وضعهم".

وردا على اسئلة الحاضرين اعتبر النائب محمد الحجار "ان توقيت زيارة العماد ميشال عون الى سوريا وقبلها الى ايران، ملفتة في تزامنها، وان كان غير موفقا، مع زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى المانيا وقبلها الى السعودية. كما يلفت تطويب العماد عون زعيما لمسيحيي المشرق من الجمهورية الاسلامية الايرانية اولا ومن ثم من حليفتها دمشق".

وختم: "ان هذه الزيارة أخرجت للعلن التحالفات السياسية القديمة الجديدة للجنرال وان الذي يقلقنا في ذلك هو الخوف من خطة تفجيرية يعد لها، يراد منها نسف او تعطيل الاستحقاق النيابي القادم والتحضير لإدخال البلد في أزمة وفوضى، بعد ان تدرج الجنرال في مطالباته من اعتبار ان مشكلته في اتفاق الطائف كانت في تحديد غير واضح للانسحاب السوري الى اعتباره الآن من دمشق ان الطائف كان تسوية غير طبيعية".

 

دور ميشال سماحة في دمشق ودموع مرافقي عون     

يقال نت/منذ اليوم الاول لزيارة عون، برزت حركة الوزير السابق ميشال سماحة. فكان الحاضر الدائم في فندق "شيراتون" والمشارك في بعض النشاطات، وكان يتولى التنسيق بين الجانبين السوري واللبناني، ويرتب بعض اللقاءات. في اثناء الجولة داخل قلعة حلب، سأل عون الاسد الاحجية الآتية: "حين كنا تلاميذ في المدرسة، طلبوا منا اعطاء جملة تقرأها من الجهتين بالطريقة نفسها، فكان الجواب: "بلح تعلق في قلعة حلب"، فلم يسمع الاسد من المرة الاولى، فما كان من الجنرال الا ان اعادها عليه ضاحكا. قال مطران الطائفة المارونية بحلب يوسف أنيس أبي عاد، بأن أفراد الوفد المرافق للعماد عون (نواب من كتلته ومسؤولون في التيار الوطني الحر) أجهشوا بالبكاء لتأثرهم «بحرارة الاستقبال والعفوية والبساطة التي لمسوها من الشعب السوري» إزاءهم. رفضت مستشارة الشؤون السياسية والاعلامية للرئيس السوري بشار الاسد بثينة شعبان التحدث الى "النهار"، او تقويم زيارة النائب العماد ميشال عون معها قائلة: لـ"النهار"، لا، لن اتكلم".

 

دمشق مستاءة من تحديد موعد لانطلاق"محكمة الحريري"ومن برنامج حماية الشهود     

يقال نت/أعربت الرئاسة السورية عن مخاوفها من معاني التقرير الأخير للجنة التحقيق الدولية وأبرزت عدائيتها تجاه فكرة انطلاق المحكمة كما من المخطط الرامية إلى حماية الشهود والمصادر الحساسة في ملف اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.وقالت صحيفة "الوطن"السورية التي يموّلها رامي مخلوف ،إبن خالة الرئيس السوري بشار الأسد وحامل محفظته المالية الناجمة عن الأعمال المافيوية وفق وصف الإدارة الأميركية التي أدرجته على اللائحة السوداء،إن "البعض"يتخوّف"في سوريا  " من أن تحديد موعد مسبق للانتقال إلى عملية المحاكمة وهو الأول من آذار 2009، وذلك قبل انتهاء التحقيقات وعملية جمع الأدلة، قد يوحي بأن ثمة أبعاداً سياسية لهذا التوقيت وهم يربطون ذلك بإمكانية التأثير السياسي والمعنوي على الانتخابات النيابية القادمة في لبنان!! علماً أن ثمة قناعة أيضاً بأن عملية التحقيق قد طالت أيضاً بشكل غير مبرر ولا معقول لينتهي بها الأمر بتحديد موعد يسبق بشكل كبير عملية الانتخابات النيابية لعرض اتهامات تستند إلى نتائج تحقيقات غير نهائية ولا مكتملة."

وتطرقت الصحيفة في مقالة مطوّلة وقعها  الناطق باسم لجنة التحقيق السورية (لم يعد أحد يسمع بها)إبراهيم دراجي إلى موضوع حماية الشهود ،فقالت إن ذلك" يطرح التساؤل مجدداً عما إذا كان «الكاذب الملك» محمد زهير الصديق قد خضع مبكراً لهذه الإجراءات ما يبرر إخفاءه الحالي والصمت والتجاهل الذي رافق هذا الإخفاء وخاصةً من قبل من موّله واستخدمه وقد يكون يعدّه لدور قذر جديد في مرحلة لاحقة من هذه القضية. علماً أنه من المستغرب أن تتجاهل كل تقارير بلمار ظاهرة غياب زهير الصديق وهو صاحب الدور الرئيسي في هذه القضية صادقاً كان أم كاذباً ما يوحي بدور مريب يتم إعداده حالياً ليؤديه لاحقاً الأمر الذي يستوجب استمرار التنبه والحذر من هذه الزاوية. "وأبدى النظام السوري إستياءه من لغة التقرير الخاصة بالتعاون السوري "المرضي عموما "وقدمت تفسيرا لذلك وفق الآتي:"مجدداً يبدو واضحاً أن بلمار ما زال يستخدم لغة سلفه سيرج براميرتس الحذرة عند الحديث عن التعاون السوري فهو حريص ودقيق جداً في استخدام المصطلحات التي لا تزعج سورية وتقر بتعاونها ولكن دون أن يذهب إلى أبعد من ذلك تجنباً لإزعاج الولايات المتحدة الأميركية وأتباعها ووكلائها في منطقتنا، والذين يستهدفون من هذا التحقيق مجرد إدانة سورية بغض النظر عن براءتها وبعيداً عن أي حقائق أخرى."

 

جوني عبدو :عون يعشق حكم الإستبداد وما يحصل في سوريا مشروع إنقلاب

طالب السفير السابق العقيد جوني عبدو قيادة الجيش اللبناني أن تضع اللبناني في صورة عامة لمجرى التحقيقات في قضية اغتيال العميد الركن فرانسوا الحاج.

وقال عبدو إن توقيفات كثيرة حصلت في صفوف تنظيم "فتح الإسلام"،ولكن لم يقل لنا أحد إذا ظهر أي خيط في قضية الحاج ،ووفق معلوماتنا أن شيئا من هذا القبيل لم يظهر ،مما يعني أن هناك جهة أخرى أقدمت على هذا الإغتيال.وأفاد بأنه في ضوء معرفة الإتجاه الخاص بهذا الملف نستيطع أن نقرأ المنحى الذي يتجه إليه لبنان ،خصوصا وان اغتيال الحاج كان ضربة موجهة للمؤسسة العسكرية كما كان اغتيال النقيب وسام عيد ضربة موجهة إلى التحقيق الدولي.

وأعرب عبدو ،في حديث إذاعي صباح اليوم ،عن اعتقاده بأن النظام السوري أخذ ميشال عون من لبنان ،بعدما درس ،من خلال اختصاصيين نفسيته  وعقده ،فتبين له أنه أسير المظاهر والجماهير .

وقال:"علينا أن نتأكد أن عون، من الآن فصاعدا، سيكون أعنف مدافع عن النظام السوري وحكم آل الأسد."

وأشار عبدو الى أن عون، أساسا، يعشق أن يحكم على طريقة بشار الأسد الديكتاتورية تماما كما كان يعشق سابقا أن يحكم على طريقة صدام حسين.وقال إنه أصبح لعون ثلاث شاشات تلفزيونية ثابتة وهي:"المنار"والتلفزيون السوري وال"أو.تي.في".

واستغرب عبدو كيف سكت الإعلاميون اللبنانيون على هجوم عون على الإعلام اللبناني من دمشق وعبر شاشات الإعلام السوري الموجه ،عندما وصف الإعلام اللبناني بالمضلل والموجَه ."

وقال إن عون يتوق إلى حكم الإستبداد وهو مغرم بطريقة تسلط النظام السوري على الشعب والإعلام.

ووصف بالعيب الكبير إقدام عون على شن حملة على فريق من اللبنانيين من دمشق ،مذكّرا بموقف شهير للرئيس الفرنسي الراحل على أيام تولي الرئيس الفرنسي جاك شيراك رئاسة الحكومة في ولايته ،عندما قال إن شؤون فرنسا لا تُبحث إلا في فرنسا ،ردا على أسئلة كانت توجه إليه وتتعلق بشؤون فرنسا الداخلية .

واعتبر عبدو أن ما يحصل في سوريا حاليا هو مشروع انقلاب "وانتم تلاحظون أن ميشال عون هو الوحيد الذي لا يتوقف عن تهديد اللبنانيين بتكرار حصول السابع من أيار إن لم تسر الأمور كما يريد لها أن تسير."

وقال إذا تأكد ميشال عون والنظام السوري من أن الأكثرية ستعود أكثرية فلن يكون هناك تردد في تعطيل الإنتخابات النيابية بشتى الطرق ،ومن بينها التخريب الأمني والإغتيالات قبل شهر من موعد الإستحقاق الدستوري. وأشار إلى أن العماد عون يريد أن يصدق أن في سوريا حالة شعبية، في حين أن الجميع من دون استثناء يعرف أنه في سوريا إذا اجتمع ثلاثة أشخاص يتم سجنهم. ووصف عبدو عون بأنه رجل الصفقات السياسية ،ولذلك فوجوده في دمشق يهدف إلى طلب مساعدة الأسد على أن يقنع جماعته في لبنان بترك كل المقاعد المسيحية له ،في كل الدوائر الإنتخابية ،,أن يقبل "القوميون "والبعثيون "وغيرهم بتمثيل على المستوى الإسلامي فقط.

 

ما بعد بعد انطاكية... روما!      

علي حماده/النهار

كانت المبالغة في الاستقبالات التي أعدها النظام السوري للجنرال ميشال عون مثيرة للشفقة، وخصوصا بعض المظاهر "العفوية" التي يتقنها النظام البعثي في دمشق، مثل نحر الخراف تحت قدميه، او جمع الحشود الشعبية في المدن والاحياء والكنائس، او إلباسه عباءات حمصية، او حتى   منحه القابا مضحكة مثل "فخامة الجنرال" و"الجنرال القومي العربي"، وصولا الى دعوة احد البعثيين "العفويين" الى تنصيبه  "بابا" مكان الحبر الاعظم في روما!

والآن، بعيدا من الهزل الذي يستحقه اداء الضيف، لنتحدث قليلا عن المضيف الذي انهى عملية هضم جزء من القاعدة الشعبية المسيحية اللبنانية، وان تكن هذه قد ضمرت، وستضمر اكثر كلما ابتعد عون منزلقا على النحو الحاصل اليوم في خيارات مخالفة للطبيعة. وهذا الامر يعرفه السوريون تمام المعرفة، لكنهم، وهذا دأبهم، لايهتمون لمستوى شعبية الجنرال.

ماذا أراد النظام السوري من زيارة عون؟

اولآً ان يحقق تقدما على مستوى التنافس المكتوم مع ايران على قيادة الاقلية في لبنان. ففي حين تمسك طهران بـ"حزب الله" بالكامل، وتمول جماعات سوريا وتدربها، فإن التنافس على ورقة مسيحية مهمة يبرر للسوريين اغراق عون باحتفاليات تعمل على تغذية "الأنا " التي يعانيها، والتلويح له بورقة التحالفات و"الودائع" التي يدرك عون انه من دونها او معها  في المناطق المسيحية سيمنى بخسارة كبيرة. وفي كل الاحــوال ثمـــة تنافس حقيقي بين الايرانيين والسوريين في لبنان لا يخفّفه ترحيب "التقاة" في "حزب الله" بزيارة عــون الاستراتيجية التاريخية لسوريا !

ثانيا: يريد النظام في سوريا ابراز صورة للخارج ولا سيما للمجتمع الدولي الذي يطالبه بتنفيذ التزاماته حيال لبنان، ان لا مشكلة مع بلاد الارز بدليل العلاقة المستجدة مع "زعيم مسيحيي لبنان" رأى في اليوم الاول من زيارته انه قبل ان يطالب اللبنانيون النظام السوري بالاعتذار على افعاله في لبنان، على اللبنانيين انفسهم ان يعتذروا ! ثم انه في مسألة في دقة قضية ترسيم الحدود عند مزارع شبعا، يسمع الخارج الجنرال عون قائلا ان لا مشكلة في رفض النظام السوري ترسيمها وانها مسـألة توقيت، في حين يجاهد مسؤولو الدول الكبرى والامم المتحدة في اقناع سوريا بالترسيم لنقل المزارع من ولاية القرار 242 الى ولاية القرار 425، ولدفع الاسرائيليين الى الانسحاب منها تبعا لانسحابهم من لبنان عام 2000 وفق القرار 425. من هنا يكسب السوريون صوتا لبنانيا، والاهم مسيحيا، يحرف القضايا الخلافية بين لبنان وسوريا، وفي مطلق الاحوال يشن حملة دعائية تصب في مصلحتها.

ثالثا: التضييق على رئيس الجمهورية ميشال سليمان، قبل بكركي ، ومحاولة تهديد الحياد النسبي الذي يمارسه في موقعه، وتشجيع عون على المغامرة في استعدائه. ولعل المبالغة السخيفة في احتفاليات زيارة عون ترمي الى القول للرئيس سليمان ان دمشق تملك ورقة عون وإن منتفخة، يمكن توجيهها ضده في اي وقت تقتضيه مصالح النظام في لبنان.

رابعا: رسالة الرئيس بشار الاسد للبنانيين هي انه عاد من دون ان يعود. وانه يثأر من الذين اخرجوه بالطريقة المعروفة من لبنان. ومن بين ادواته رقم مسيحي مهم سيستخدمه علنا بعدما استخدمه من خلف الكواليس طوال ثلاث سنوات في مرحلة الاغتيالات والتفجيرات، وتهريب السلاح والمسلحين.

في مطلق الاحوال، غدا يعود الجنرال عون الى الواقع اللبناني، وربما لن يدرك حجم سلبيات زيارته لانه في غالب الظن سيسمع عبقريا في محيطه  يدعوه الى تجاوز زعامة "انطاكيا وسائر المشرق" الى قيادة روما نفسها، ومن المؤكد ان "اناه" ستصدق ما تسمعه اذناه...

 

سوريا تشترط اعتذار المر عن اتهامها بمحاولة اغتياله شرطا للقاء الاسد

نهارنت/تردد أن التدابير النهائية لبرنامج زيارة وزير الدفاع الياس المر الى سوريا تنتظر تذليل عقبات على علاقة بشروط سورية وضعت ليتم استقبال المر على مستوى رفيع في سوريا. وبحسب بعض التقارير الصحافية التي نشرت في بيروت صباح اليوم الاحد فإن القيادة السورية تشترط اعتذارا يصدر عن المر يتراجع فيه عن اتهامه سوريا بالوقوف وراء محاولة الاغتيال التي تعرض لها، في حال اراد المر أن يستقبله الرئيس السوري بشار الاسد. وذكرت صحيفة "الديار" أن عدم اعتذار المر سوف يعني أن لقاءات المر في سوريا سوف تقتصر على وزير الدفاع السوري العماد حسن تركماني، علما أن الأسد استقبل قبل ايام قائد الجيش العماد جان قهوجي على الرغم من أنه يتبع لقرار القيادة السياسية المتمثل بوزير الدفاع الياس المر ومجلس الوزراء. ومعلوم أن المر كان قد أعلن أنه سيطلب من مجلس الوزراء الموافقة على زيارته الى سوريا وسيعرض عليه برنامج الزيارة لإقراره وفقا للأصول.

 

مكرم عبيد سفير سوريا في لبنان...وميشال خوري سفير لبنان في دمشق

نهارنت/قررت سوريا تعيين سفيرها في اسبانيا مكرم عبيد سفيرا لها في بيروت. وذكرت "النهار" انه بالمقابل تقرر تعيين سفير لبناني من ملاك وزارة الخارجية في دمشق. وسيتم اعلان اسمه في الوقت المناسب وربما وقع الاختيار على السفير في قبرص ميشال خوري. وعبيد احد 3 اسماء كانت متداولة، اما الاسمان الآخران فهما كوليت خوري وفايز الصايغ. وتوقعت أوساط "المستقبل" أن يعين مجلس الوزراء اللبناني سفيرا لدى دمشق بأول جلسة. في هذا الاطار، ذكرت مصادر فرنسية ل"النهار"ان باريس تحض دمشق على التبادل كما كان مقررا قبل نهاية السنة الحالية. وتقرّ المصادر بأن قول سوريا ان التأخير يعود الى البحث عن مركز للسفارة السورية في المنطقة الشرقية في جوار منطقة بعبدا "هو تضييع للوقت، ويمكن للسفير ان يقيم في اي مكان مؤقت". واوضحت المصادر ان "هناك اقتناعاً فرنسياً بأن التبادل سيتم حتى اذا حصل بعض التأخير". وتابعت ان "باريس تعي تماماً الواقع الحالي وتتعامل معه ببراغماتية بعيداً عن السذاجة، وان اي تراجع سوري على ما تم التوافق عليه سيؤدي حتماً الى اعادة النظر في العلاقات مع دمشق من باريس وشركائها الاوروبيين".

 

ساركوزي في بيروت قريبا للتحقق من تطبيق عهود الأسد تجاه لبنان

نهارنت/من المتوقع ان يزور الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مطلع عام ال 2009 لبنان لمعايدة الوحدة الفرنسية العاملة في "اليونيفيل" بالسنة الجديدة ولمتابعة التبادل الديبلوماسي بين بيروت ودمشق الذي يفترض انجازه قبل وصوله. ونقلت "النهار" عن مصادر دبلوماسية فرنسية ان"باريس تتعامل ببراغماتية من اجل ان تنفذ دمشق تعهداتها. واذا لم تفعل ذلك فان باريس وسائر الاسرة الاوروبية ستعيد النظر في علاقاتها مع العاصمة السورية".

ولفتت الى "دعم عربي يواكب الجهد الفرنسي" في اشارة الى القمة السعودية – الفرنسية الاخيرة. كما أفادت معلومات ديبلوماسية ل"المركزية" أن ساركوزي قد يزور دمشق في منتصف كانون الثاني المقبل لإجراء محادثات مع نظيره السوري الرئيس بشار الأسد تتناول الوضع في المنطقة في ضوء تسلم الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما مقاليد السلطة في 20 كانون الثاني. وبحسب "المركزية" فان البحث سيتركز بين الرئيسين الفرنسي والسوري على الملف اللبناني خصوصا أن فرنسا كانت من أبرز الداعمين لإقامة علاقات ديبلوماسية بين لبنان وسوريا، كما أن الرئيس ساركوزي لعب دورا أساسيا في الدفع باتجاه عودة هذه العلاقات الى مسارها الصحيح والطبيعي، وكان من أبرز الضاغطين لإقامة التبادل الديبلوماسي بين البلدين من أجل علاقات متوازنة على أساس الندية والاحترام المتبادل لسيادة الدولتين، خصوصا عبر الزيارة التي قام بها الى دمشق في أيلول الفائت والتي أظهرت انفتاحا فرنسيا على سوريا في سبيل إعادة العلاقات الى طبيعتها.

 

سليمان في بكركي بعد زيارته للأردن تحضيرا للقاء البطريرك مع فرنجية

نهارنت/من المنتظر ان يزور رئيس الجمهورية ميشال سليمان بكركي بعد عودته من زيارته للاردن في 14 الجاري ليرعى اللقاء المرتقب بين البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية. واشارت "صدى البلد" الى ان "مشاورات تجري بين الصرح البطريركي ومسؤولين في" التيار الوطني الحر "، لترتيب زيارة يقوم بها رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون الى بكركي بعد عودته من زيارته لسوريا لإطلاع البطريرك صفير على نتائج زيارته."

 

معنى أن تكون لبنانياً" لمنى فياض جمع سيف والمولى وماجد وغاب بيضون

موقع تيار المستقبل/ولقد تم التوصل ببطء وصعوبة بالغين إلى الاقتناع بشرعية وجود هذه الدولة وهذا الوطن، من قِبَل السياسيين اللبنانيين أنفسهم بداية وعلى اختلاف مشاربهم، مثل رياض الصلح الذي تحوّل من عروبة عابرة للدولة الوطنية إلى أن أصبح أحد رمزي الاستقلال اللبناني المنفتح، إلى عبدالحميد كرامي الذي تحوّل من رافض للكيان إلى مشارك فيه وصائب سلام وكمال جنبلاط. وهذا يشمل ازدواجية صورة الإمام المخطوف موسى الصدر وصولاً إلى رفيق الحريري الذي ختم حياته كأكبر ضحايا "وحدة المسارين" عندما أراد قيام الدولة اللبنانية واستقلالها مجدداً.

لذا، ومهما قيل حول السنوات الثلاث الماضية التي تلت اغتيال الشهيد الحريري، ومع صعوبة اللحظة الراهنة وعدم وضوح منحى اتجاه الأوضاع إن في لبنان أو في المنطقة، فلا بد أن نلاحظ حصول عدة تطورات مهمة وذات معنى طالت معنى لبنان ووظيفته وشرعية وجوده كدولة وطنية ناجزة بما زعزع المفاهيم التي كانت سائدة حول عدم شرعية وجوده وكيانيته المصطنعة.

ربما ليس جديداً القول إن الكيان اللبناني في خطر، فهو مهدد في وجوده منذ لحظة تكوّنه لأسباب عديدة ومتنوعة، لكن المفارقة حالياً أن هذا الكيان يتعرض للخطر الشديد مرة أخرى أيضاً وأيضاً في الوقت الذي لم يعد فيه هذا اللبنان ذلك الكيان المصطنع منقوص الهوية والمشكوك في عروبته. لقد صار وجود النموذج اللبناني بما هو عليه مطلباً وضرورة لأبنائه وللعالم". (من كتاب منى فياض).

تميز يوم أمس بجولة تفقدية لرئيس مجلس الوزراء الرئيس فؤاد السنيورة لأجنحة المعرض وأصحاب دور النشر والمكتبات ومصافحاً الزوار، في حين شكلت مقدمة كتاب لمنى فياض محور ندوة في إطار فعاليات معرض بيروت العربي الدولي للكتاب أمس في حلقة حوارية انتدى لها كل من انطوان سيف، زياد ماجد وسعود المولى إلى المؤلفة منى فياض، وغاب عن الندوة الشاعر عباس بيضون.

سعود المولى: لحظة سقوط الدولة: الجحيم

نعيش لحظة جحيمية تتمثل بسقوط الدولة، وهي لحظة حلول الجماعات الطائفية محل الدولة في كل شيء، رغم أنها تملك ما لا تملكه الدولة وهي فوق الدولة والكيان وتملك السلاح والقداسة. لقد تحدث الكتاب عن توحّد مفهوم الأمّة بالزعيم الذي أصبح أصل الأمة ونسبها وحلالها، والحد الفاصل بين الحق والباطل. وقال المولى إن الهوية الخاصة للجماعة لم تعد تواصلاً حضارياً بل تحريضياً استفزازياً.

وأضاف المولى ان الطائفة اليوم هي كيان سيادي حدودي ذا سلطة على الأرض والشعب، وتمتلك ما تفتقده دولتنا وهو الحداثة. إن هذه الجماعات تملك تخطيطاً وحسن تنظيم واتصال وتواصل وتماهياً مع حاجات الناس.

إن الطوائف تلتصق بالشباب الذي يعاني البطالة وتخاطب جيلاً مهمشاً وتعطي ابناءها هوية أهم من هوية الوطن وحين تغيب الدولة عنهم، تستنهض قوة الجماعة الطائفية كهوية جامعة مانعة وكانتماء يحمي ويصون.

زياد ماجد: كتاب يجمع بين الانترلوجيا السياسية والتاريخ

عرض للمقدمة التي تتناول الحداثة وفكرة الدولة الوطنية سريعاً وترى في ما يجري في لبنان على فداحة مخاطره وتهديده الكيان بعض الأمل نحو تبلور مواطنية ما عن اقلية مهمشة راهناً ورسوخ فكرة الانتماء إلى لبنان.

وتناول ماجد أقسام الكتاب "الانتماء والهوية" (القسم الأول) و"الولاء للهوية الوطنية" (القسم الثاني) حول صعوبة الانتقال في المنطقة العربية.

القسم الأول مادة البيئة الشيعية ودور حزب الله والقسم الثاني شكل خطابات انتفاضة الاستقلال باحتمالات مواطنية متفوقة على احتمالات النزاع والصدام الأهلي.

أما القسم الثالث والأخير، فيتوسع إطار البحث في نصوصه ليعيد طرح أفكار حول صعوبة الانتقال في منطقتنا العربية من الامبراطورية الدينية إلى الدولة الوطنية في ظل تناقضات تمتن من الهوية الدينية إلى هوية اللغة، إلى البحث عن هويات سابقة على التاريخ الإسلامي، فينيقية أو فرعونية أو غيرهما.

ثم يعالج قضية أزمة الدولة، الوطنية بما هي كيان تعدّه بعض الأدبيات والممارسات مصطنعاً، في حين أنه صار واقعاً يثير نعرات وتعصباً حقيقياً في أحيان أخرى.

انطوان سيف: الكتاب يقرأ من عنوانه

الكتاب يُقرأ من عنوانه، تلك هي القراءة الجامعة لكل القراءات والعنوان يستبطن روحاً عظيمة من الانتماء إلى وطن وكان فرح الولاء له الذي هو الانتماء الأوسع "معنى أن تكون لبنانياً". انه كتاب جديد في التربية الوطنية اللبنانية للكبار والصغار، تربية لا توارب في مقارباتها وبحثها لكل مآسيه وعثراته ولكل إراداته الطبيعية في المعرفة التامة والجريئة، تربية تقول إن الديموقراطية في الروح الوطنية اللبنانية هي النموذج الأوحد باتجاه اتحاد أوسع.

منى فياض: اختراع التفاؤل

في مداخلة مقتصدة قالت المؤلفة منى فياض: "نحن في وضع متشائم جداً وخائفون من المستقبل، لدينا إمكانية لبناء البلد، ودعت في النهاية إلى "اختراع التفاؤل لنعيش".

 

عون التقى الأسد في حفلة غداء عائلية في حلب ويحضر اليوم قداساً في قبر مار مارون

سليمان يحسم الجدل على الزيارات الخارجية بضرورة ربطها بقرار في مجلس الوزراء

بيروت - وليد شقير-الحياة  - 07/12/08//

التقى الرئيس السوري بشار الأسد مجدداً أمس زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون في مدينة حلب، في غداء عائلي، بعدما كانت طائرة سورية خاصة أقلت عائلة عون من بيروت الى سورية لموافاته، في حفلة الغداء التي أقامها الرئيس السوري في حضور عائلته أيضاً، وتحوّل اللقاء الى مناسبة حميمة.

وقال وزير الاتصالات جبران باسيل لـ «الحياة» أن اللقاء العائلي الطويل الذي حصل في منزل الرئيس الأسد في حلب، لم يتناول الشؤون السياسية الراهنة بل تطرق الى المستقبل والعناوين التي تهم الأجيال المقبلة في هذه المنطقة حضارياً وإنسانياً، إذ تطرق الجانبان الى الرؤية المشتركة البعيدة المدى. في الوقت ذاته تواصلت الانتقادات لزيارة عون سورية وتصريحاته أثناء الزيارة التي بدأها الأربعاء الماضي وينهيها اليوم حيث سيحضر في سابقة لم تحصل، قداساً على قبر مار مارون. وفيما دعا عون جميع اللبنانيين الى زيارة سورية، علمت «الحياة» أن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان تولى حسم الجدل الذي حصل بين وزراء من الأكثرية وآخرين من قوى 8 آذار في جلسة مجلس الوزراء أول من أمس حول زيارات الوزراء والمسؤولين الأمنيين الى سورية، لمناسبة مناقشة زيارة قائد الجيش العماد جان قهوجي، التي أثار الوزراء نسيب لحود ووائل أبو فاعور وجان أوغاسبيان وطارق متري ومحمد شطح، أسئلة وملاحظات حول عدم أخذ قرار في شأنها في مجلس الوزراء. وقالت مصادر وزارية لـ «الحياة» أن سليمان أنهى الجدل بالقول لوزراء الأكثرية أنه كان يجب اتخاذ القرار بزيارة العماد قهوجي في مجلس الوزراء، ومن الآن فصاعداً يجب اتخاذ قرار في مجلس الوزراء في شأن أي زيارة الى الخارج وربما يجب اتخاذ قرار ولو مؤخراً، بزيارة العماد قهوجي وأخذ العلم بنتائجها من أجل تكريس المبدأ. وكان الوزراء غازي زعيتر وعلي قانصو ومحمد فنيش (من المعارضة) رفضوا ملاحظات الأكثرية.

وبناء على هذا القرار أعلن وزير الدفاع إلياس المر أمس بعد لقائه وفداً روسياً زاره للبحث في متطلبات تسليح الجيش اللبناني، أنه سيطرح على مجلس الوزراء جدول أعمال زيارته المرتقبة الى سورية، لأخذ موافقته عليها. وتوقعت مصادر مطلعة أن تتم زيارة المر الى دمشق قبل نهاية العام، خصوصاً أنه أعلن أنه سيزور موسكو الأسبوع الطالع للقاء نظيره الروسي والبحث في ما يمكن أن يحصل عليه الجيش اللبناني من مساعدات.

وفي صدد عروض تسليح الجيش اللبناني التي تكاثرت أخيراً من عدد من الدول، قالت مصادر وزارية لـ «الحياة» أن أياً منها لا يعني تقديم هبات للجيش بل ان كل الدول المهتمة والتي قدمت عروضاً تنوي بيع الدولة اللبنانية أعتدة وأسلحة وليس وهبها. وأشارت المصادر الى أنه حتى دبابات «إم - 60» التي أعلنت الحكومة الأميركية عن استعداها لتزويد لبنان ببضع دزينات منها، هي من المدرعات التي باتت خارج الخدمة في الجيش الأميركي وهي موجودة لدى الجيش الأردني لكنها تحتاج الى إعادة تأهيل ويعرض الجيش الأميركي تأهيلها لمصلحة لبنان بعد سحبها من الأردن، على أن تدفع الحكومة اللبنانية نفقات التأهيل. وذكرت المصادر الوزارية أن إيران عرضت تزويد لبنان أسلحة لكنها لم تقترح أن يشمل ذلك الأسلحة الثقيلة.

وعلى صعيد زيارة العماد عون الى سورية، امتدح رئيس الحكومة السابق الدكتور سليم الحص جرأة الأول في جولته السورية، لكنه استغرب مطالبته بتعديل اتفاق الطائف، فيما رأى النائب بطرس حرب أن زيارة عون هدفت الى ترتيب وتوزيع المراكز في انتخابات الربيع المقبِل بين عون وبين حلفائه في حركة «أمل» و «حزب الله». ورأى حرب أن الكلام الذي رافق زيارة عون يضعف رئيس الجمهورية. وركز خصوم عون في انتقاداتهم على أن سورية هي المستفيد من زيارته إليها، فيما نفى مسؤولو «التيار الوطني الحر» أن يكون عون بحث الشأن اللبناني الداخلي خلال الزيارة. وقال النائب حرب أن استطلاعات الرأي تعطي نسبة ممتازة لقوى 14 آذار.

وكانت شاشات التلفزة عرضت لاستقبالات شعبية رافقت زيارات عون الى كنائس ومواقع مسيحية في حلب وحمص. وقال عون للتلفزيون السوري ان إيران وسورية ساعدتا لبنان لصد عدوان تموز (يوليو) 2006. وتابع أن «الاستقلال لا يمنح من الخارج لا من أميركا ولا فرنسا ولا سورية ولا أحد، إذا نحن لم نتصرف ضمن وحدتنا الوطنية في ممارسة الاستقلال والسيادة». واعتبر أن «إسرائيل تغامر في وجودها إذا حاولت الاعتداء على لبنان

 

الرئيس اللبناني يسجل رقمًا قياسيًا في زياراته للخارج

إيلي الحاج - ايلاف

رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان دائمًا على سفر. وسجل رقمًا قياسيًا في المغادرة من مطار بيروت والعودة إليه : 12 زيارة للخارج خلال ستة أشهر بعد تسلمه مهماته الرئاسية في ايار/ مايو الماضي و"الحبل على الجرار" ( تعبير محلي يفيد الإستمرار في المستقبل)، وبعد عودته قبل يومين من ألمانيا يسافر في 14 من الشهر الجاري إلى الأردن وعلى لائحته بعد زيارات في المستقبل القريب إلى الكويت ودولة الإمارات وفرنسا التي سبق أن زارها خلال عيدها الوطني في 14 تموز / يوليو الماضي والتقى فيها للمرة الأولى بعد انتخابه الرئيس نيكولا ساركوزي نظيره السوري بشار الأسد قبل أن يزوره في دمشق. ويلاحظ أن زيارات سليمان شملت عواصم دول مؤثرة ومتنازعة على أرض لبنان وعبر أبنائه، وثمة عامل مشترك بين كل هذه الزيارات هو تأكيد ضرورة ان يقدم الدعم، الذي لا تبخل فيه هذه الدول قولاً وفعلاً، الى الدولة اللبنانية وليس إلى أطراف في لبنان، باعتبار ان قوة الدولة هي التي تمكنها من ان تدعم كل الأفرقاء وتكون الى جانبهم وليس النقيض. ويشدد سليمان وفريقه على أهمية اعادة لبنان الى دائرة الاهتمام الدولي، ولعل زيارة الرجل الى نيويورك للمشاركة في مؤتمر حوار الأديان الذي عقد بدعوة من المنظمة الدولية ورعاية عاهل السعودية الملك عبدالله بن عبد العزيز كانت الأبرز على هذا الصعيد. ولوحظ أيضاً أن عودة موقع رئاسة الجمهورية في لبنان بعد طول غياب، لم يقتصر على الأشهر الستة بين انتهاء ولاية الرئيس السابق وانتخاب سليمان في أيار/ مايو الماضي، بل يشمل الغياب الفعلي لموقع الرئاسة في ظل عدم اعتراف المجتمع الدولي بالتمديد القسري للرئيس السابق اميل لحود. وبالفعل عادت رئاسة الجمهورية كمؤسسة الى دائرة الاهتمام الدولي بعدما اضطرت الدول إلى التعامل مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة على التعامل معه بصفته رئيس الدولة خلال السنوات الثلاث الماضية التي لم يحظَ فيها الرئيس السابق لحود باعتراف دولي بسبب التمديد السوري القسري لولايته، والذي لا تزال تداعياته مستمرة بين لبنان وسورية، وفي الداخل اللبناني خصوصًا.

ويقول مراقبون إن الزيارات التي يقوم بها مسؤولون لبنانيون بصفة رسمية أو غير رسمية "تعكس جدلاً بين مفهومي لبنان الدولة ولبنان الساحة، فبعض المرجعيات السياسية يريد لبنان الدولة، في حين ان بعضها الآخر يريد لبنان الساحة. ورئيس الجمهورية يقوم بالزيارات المكوكية إلى الخارج في اطار صراعه مع مفهوم الساحة، وهو لم يملك حتى تاريخه أدواته الداخلية كرئيس للجمهورية، إذ لا يملك كتلة نيابية أو تيارًا شعبيًا جارفًا، لذا يستعين بالعلاقات الدولية باعتبارها مدخله إلى إعادة "الساحة" الى الدولة.

من هذا المنطلق كان سليمان مضطرًا ولا يزال للذهاب الى فرنسا وسورية والولايات والسعودية وايران ليلفت مسؤولي تلك الدول ان التعامل يجب ان يتم من خلاله، كما أنه يسعى إلى سب الدعم العربي والدولي من جهة، وابعاد خطر الانفجار الداخلي عن لبنان من جهة.

ويقول قريبون من سليمان لـ"إيلاف" إنه يريد طرح القضية اللبنانية في أولوياتها على الصعيد الدولي بعد غياب رئاسة الجمهورية عن دورها المنوط بها في المجتمع الدولي، مع الاشارة الى ان رئيس الجمهورية يتمتع بالصلاحيات الواسعة في السياسة الخارجية نقيض تكبيله في الصلاحيات الداخلية التي يتولاها مجلس الوزراء مجتمعا ، كما أنه يركز في كل اللقاءات على استقلال لبنان ووحدته وتثبيت أمنه بمواجهة اسرائيل والارهاب ، ويسعى إلى اتفاقات تتيح تحريك العجلة الاقتصادية ومعالجة أمور الدين العام وتفعيل التنمية والحد من هجرة الشباب، وفي كل زياراته يؤكد مبدأ الرئاسة التوافقية التي انتخب على أساسها. فلا يتخذ من المواقف إلا تلك التي تجمع ولا يختلف عليها لبنانيان. فالرئيس ليس على سفر من أجل السفر.

 

سوريا: إستياء الصحافيين لمنعهم من تغطية زيارة عون

ايلاف/بهية مارديني من حلب: استاء الصحافيون السوريون من عدم السماح لهم بمواكبة زيارة العماد ميشال عون رئيس تكتل الإصلاح والتغيير في البرلمان اللبناني عن كثب والاكتفاء بالمصورين فقط والوفد الاعلامي المرافق لعون ، حيث منعت السلطات الامنية الصحافيين السوريين من الاقتراب من عون او من اعضاء الوفد لتسجيل تصريحات خاصة . ورغم الزخم الاعلامي الغير مسبوق الذي احيطت به هذه الزيارة الا ان الصحافيين السوريين عادة ما يحبروا على التواجد في مكان والحدث في مكان اخر إما في مركز اعلامي ُيعد للمؤتمرات او في الشارع ينتظرون المصورين للانتهاء من التصوير مع ان المناسبة تتم في بلدهم .

القمة العربية الاخيرة كانت مثالا يتذكره الاعلاميون السوريون بحسرة عبر جمعهم في مركز اعلامي كذلك مؤتمر حزب البعث الاخير لينتظروا مسؤولا سوريا قد يعقد مؤتمرا صحافيا او يوضح لهم باقتضاب اجواء الاجتماعات من وجهة نظر رسمية سورية دون ان يقتربوا من الضيوف ، ويوم امس واثناء زيارة عون لحلب لم يستطع الصحافيون السوريون مواكبة فعالياتها عن قرب ومنعوا من الاقتراب من عون والوفد المرافق له والدخول مثلا الى قصر الوالي حيث التقى مفتي سوريا وعون وتم تبادل الكلمات والهدايا .

ودعا العماد ميشال عون اللبنانيين امس لزيارة سوريا وذلك خلال القائه كلمة في المركز الثقافي الأرمني في مدينة حلب واعتبر عون ان من سيزور سوريا من اللبنانيين سيشعر انه بين أهله ، وتحدث عن حوار الاديان والتعايش والمحبة .

وكان برنامج زيارة حلب حافلا بزيارة كنائس وكاتدرائيات ، ودعا الرئيس السوري بشار الاسد وعقيلته السيدة اسماء عون وعقيلته لزيارة قلعة حلب ثم الى مأدبة غداء في حلب القديمة ثم التقى عون رجال دين سوريين في مكان اقامته في حلب والتقى ايضا رجال اعمال حلبيون.

وكان عون قال خلال مقابلة مع التلفزيون السوري الرسمي عرضت امس أنه قرر زيارة سورية في هذا الوقت لأن "الظروف نضجت ولا نستطيع انتظار المتحجرين والمتخلفين في فهم المرحلة والتحولات التي حدثت" وعن الانتقادات التي وجهتها هذه القوى لزيارته إلى سورية والتي ستوجهها له بعد عودته إلى لبنان، قال عون إن هؤلاء "لا يشكلون قوة خطرة علي, وسوف أكمل طريقي وأتركهم خلفي لينتهوا لوحدهم", مشيرا إلى أنه "يعتز بهذه الزيارة إلى سورية".

وحول الخصومة التي كانت بينه وبين سورية سابقا, اكد عون إنها كانت "غيمة سوداء ومرت... ". واعتبر عون أن "العلاقات السورية اللبنانية الآن أقوى من أي وقت مضى لأنها بين الشعبين حتى لو اختلف السياسيون فيما بينهم".

 

حمادة: عون جيّر لسوريا "التيار الحر" فأصبح "القومي 2"

صوت لبنان/ رد عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب مروان حمادة على وصف النائب ميشال عون زيارات 14 آذار بـ "التاكسي الجوّال"، فاعتبر "ان عون هو التاكسي وهذا ما أبرزته صحيفة الفيغارو الفرنسية عن لقاءاته بالموساد الإسلرائيلي في فرنسا التي كانت قد حذرته من ذلك"، آسفاً إذ" لم يأت عون بشيء من سوريا وهو الذي جيّر كل شيء لها، وأوّل ما جيّره "التيار الوطني الحر" الذي أصبح حزباً قومياً سورياً اجتماعياً ثانياً".

وتمنى في حديث الى برنامج "المجالس بالأمانات" أن يزور عون في الساعات الاخيرة بعض المخطوفين والمعتقلين في سوريا"، لافتاً الى أنه "كلّما زار الرئيس (ميشال) سليمان بلداً من البلدان يقوم العماد عون بزيارة للتخريب". وأكد أن تحرّك 14 آذار يصبّ في دعم المحكمة الدولية وإيصالها الى بر الأمان ودعم الجيش اللبناني وهذا ما تمثّل بمحادثات رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري في موسكو والنائب وليد جنبلاط في واشنطن. ورأى "أن من يهرب من المحكمة الدولية هو القاتل والمجرم لأن القضاء في لبنان سائر نحو الأحسن". وشدد على أن الانتخابات "ستجري بالرغم من كل التهويل والتهديدات، وعلى المرء أن يكون حذراً بالنسبة الى الاغتيالات السابقة والتي كانت من لون واحد"، موضحاً أن التحالف في الانتخابات هو "تحالف واسع يضم التقدمي والكتائب والقوات والمستقبل والأحرار والكتلة الوطنية ولا وجود لأي تمايز". وأعلن "أن جنبلاط هو المبادر الى المصالحات واللقاءات التي حصلت، وهو من شجع الحريري على لقاء حسن نصرالله". وأعرب عن اعتقاده أن الانتخابات اللبنانية والايرانية والاسرائيلية "ستحدد واقعاً جديداً ومهماً في المنطقة".

 

عون والموتورون وسائقو التاكسي

موقع تيار المستقبل/وسط معلومات تفيد أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان سيتوجه بعد عودته من الاردن لحضور زيارة رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية للبطريرك مار نصرالله بطرس صفير في بكركي، وأن اتصالات تجري من قبل مسؤولين في "التيار الوطني الحر" بالصرح البطريركي لترتيب موعد للعماد عون بعد عودته من سوريا، أفادت معلومات ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد يزور لبنان مطلع السنة الجديدة لمعايدة الوحدة الفرنسية العاملة في "اليونيفيل" ومتابعة المواضيع العالقة بين لبنان وسوريا ومنها التبادل الديبلوماسي. ونقلت صحيفة "النهار" عن مصادر ديبلوماسية ان سوريا قررت تعيين سفيرها في اسبانيا مكرم عبيد سفيرا لها في بيروت وهو احد 3 اسماء كانت متداولة، اما الاسمان الآخران فهما كوليت خوري وفايز الصايغ. وفي المقابل تقرر تعيين سفير لبناني من ملاك وزارة الخارجية في دمشق. وربما السفير في قبرص ميشال خوري.

ونقلت "النهار" عن المصادر عينها قولها "ان ايران تعتبر ان خروج سوريا من عزلتها الدولية هو خروج من المحور الذي تشكله مع طهران. وخصوصا ان ايران ترى ان بحث الرئيس السوري عن السلام في منطقة الشرق الاوسط، يعني بالنسبة اليها تقييد "حزب الله" المدعوم منها على المديين القريب والمتوسط".

جبران باسيل في طائرة الأسد

ولليوم الخامس على التوالي يتابع العماد ميشال عون زيارته لسوريا، والتي تميزت امس بغداء في حلب اقامه على شرفه الرئيس السوري بشار الاسد وعقيلته وشارك فيها وزير الاتصالات جبران باسيل وقرينته وكذلك قرينة العماد عون الذين اقلتهم من بيروت الى حلب الطائرة الرئاسية السورية.

عون شكر للاسد ضيافته قائلا: "استقبلت بفرح قرأته في العيون، وأشعر بأن الرسالة مرت في جميع القلوب، وما علينا الا ان نتابعها لتصفية كل المشاكل العالقة".

وختم: "ان قتلت فسأكون قد نقلت الحقيقة الى الاجيال وستنتصر الرسالة ويحملها الجميع".

الأسد وباسيل ينظران الى الأجيال المقبلة

وقال وزير الاتصالات جبران باسيل لصحيفة "الحياة" إن اللقاء العائلي الطويل الذي حصل في منزل الرئيس الأسد في حلب، لم يتناول الشؤون السياسية الراهنة بل تطرق الى المستقبل والعناوين التي تهم الأجيال المقبلة في هذه المنطقة حضارياً وإنسانياً، إذ تطرق الجانبان الى الرؤية المشتركة البعيدة المدى.

عون يستعيض عن الجماهير اللبنانية بالسورية

وكان عون ادلى بحديث خاص الى التلفزيون السوري قال فيه ان هناك "تيارين في لبنان: التيار الوطني الملتزم مع محيطه، والتيار المتنقل المتجول الذي لا موقف له. فهو مثل تاكسي جوال ينطلق من منطقة الى منطقة من دون ان يكون له موقف".

واضاف ان زيارتيه لسوريا وايران حصلتا لأنهما دعمتانا وساعدتا المقاومة". وقال: "انتظرنا حتى تتحسن الظروف. لكن القسم الآخر من اللبنانيين عنده شيء من التحجر. فشعرت من الضروري ان اقوم بالزيارة لانه لا يمكن ان انتظر متخلفين".

وعقب المذيع السوري على ذلك بالسؤال: "متخلف في السرعة ام في التفكير؟".

ثم سأله عما اعد لعودته الى بيروت في مواجهة "موتوري 14 شباط". واجاب: "أستطيع ان ادعو الى مهرجان شعبي. ولكن لا احب ان أدخل الجمهور في هذا النزاع السياسي. ومن خلال علاقتي بالجماهير السورية أحسست كأنني في بيروت أو في أي بلدة لبنانية".

وقال عون: "ان الارهابيين يتلقون الدعم في الداخل اللبناني من العناصر التي يتعاملون معها سريا لتسمح لهم بالتنقل والوصول الى نقاط اساسية يستطيعون ممارسة الارهاب فيها".

رئيس الحكومة السابق الدكتور سليم الحص امتدح جرأة عون في جولته السورية، لكنه استغرب مطالبته بتعديل اتفاق الطائف، فيما رأى النائب بطرس حرب أن زيارة عون هدفت الى ترتيب وتوزيع المراكز في انتخابات الربيع المقبِل بين عون وحلفائه في حركة "أمل" و"حزب الله". ورأى حرب أن الكلام الذي رافق زيارة عون يضعف رئيس الجمهورية.

عون مشكلة 8 آذار

مواقف عون من اتفاق الطائف ولّدت مشكلة بين حلفائه في 8 آذار.

صحيفة "السياسة" الكويتية نقلت عن قيادي بارز في "8 آذار" قوله إن رئيس مجلس النواب نبيه بري أظهر انزعاجاً من كلام عون، وكذلك "حزب الله" الذي عبر مسؤولون فيه عن عدم تبنيهم لكلام عون، وأن أحد قادة "8 آذار" أبلغ بري مطالبته بإعلان العماد عون شخصياً موقفاً واضحا وحازماً من مسألة الالتزام باتفاق الطائف، وإلا فإن كثيراً من هذه القوى ستضطر إلى اتخاذ مواقف علنية من هذا السلوك ومن غيره، خصوصاً أنها لم تعد متماسكة ويغيب التنسيق عن عملها، لدرجة أن بعض مكوناتها يخرج إلى الناس بشتائم ضد المملكة العربية السعودية التي لا مصلحة أبداً في حالة العداء معها.

 

وأبلغت بعض شخصيات "8 آذار" قيادات من "حزب الله" ومقربين من الرئيس بري، أنه إذا كان العماد عون يريد استغلال تقربه من سوريا اليوم من أجل الاستقواء بها علينا وفرض تعديل الطائف، فإن هذا الأمر لن يكون له ممر ولا يمكن أن يحصل مهما كلف الأمر.

وكشفت المعلومات عن ان قيادات سنية كبيرة من "8 آذار" أبلغت الرئيس بري امتعاضها الشديد وتوجهها لعقد مؤتمر صحافي، ترد فيه على العماد عون الذي "طفح الكيل معه"، على حد تعبير إحدى الشخصيات الكبيرة التي اعتبرت أنها صبرت كثيراً على سلوك عون المتفرد والذي يستهدف الطائفة السنية وموقعها ودورها في البلد، لكنها لم تعد قادرة على تمرير هذه الأمور ولا بد من التصدي لها الآن، قبل أن يعتقد عون أن قيادات "8 آذار" السنية هي في خدمة مصالحه وطموحاته.

ردّ بارود ومتري

وفي حديث الى قناة "العربية" تخوف وزير الداخلية زياد بارود من "عدم تقبل أحد الطرفين لنتيجة الانتخابات النيابية"، وأشار الى ان موضوع الحدود هو جزء من المعالجات القائمة، وان لبنان الرسمي ذاهب باتجاه مقاربة موضوع الحدود على مستوى رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الدفاع، وبالعلاقة مع المجتمع الدولي". وزير الإعلام طارق متري شدد على ان "سوريا إذا أرادت توجيه رسالة الى لبنان وطي صفحة الماضي وان يصار الى بناء العلاقة بين البلدين على أسس جديدة، فهذه رسالة تنقل من دولة الى دولة".

ورأى ان "زيارة شخصية سياسية الى سوريا في الوقت الحاضر لها علاقة بالتحالفات السياسية وبإمكانات استثمارها في ظل المنافسات السياسية التي يشهدها لبنان الذي يستعد لإجراء انتخابات نيابية"، واعتبر مطالبة عون اللبنانيين بالاعتذار قبل السوريين كلاماً وقعه "ليس ايجابياً على اللبنانيين" مشيراً الى ان تزامن زيارات عون الخارجية مع زيارات رئيس الجمهورية الى الخارج "لو كانت مصادفة فعلاً فهي مصادفة غير موفقة".

تحذيرات أمنية

واتسع أمس نطاق التحذير من اغتيالات وأحداث أمنية قبل الانتخابات. وقال النائب بطرس حرب انه تلقى اشارات بضرورة اتخاذ الحيطة، وكذلك الوزير ايلي ماروني وآخرون من قوى ١٤ آذار. وأضاف: ان بعض التصرفات على الأرض لا تبشر بالخير أمنياً. وأعرب عن قلقه من تحذير بعض القادة في ٨ آذار من عمليات اغتيال. بدوره قال الوزير وائل ابو فاعور: " ان الكلام الذي استمعنا اليه على لسان بعض حلفاء النظام السوري ننظر اليه بكثير من الجديّة ولا نستخف به بحيث نعتبره مؤشراً الى المرحلة المقبلة واعتقد ان هذا الفريق اجرى بعض التقييمات والدراسات وعرف ان الانتخابات النيابية لن تكون في مصلحته بل ان النتائج ستكون كارثية على هذا الفريق ولذا لا نستغرب ان يلجأ الى الف اسلوب لاجهاض الانتخابات القادمة.

وكالة الأنباء المركزية نقلت عن مصادر امنية معلومات تفيد أن خلايا ارهابية تتحضر للقيام بتفجيرات خلال فترة الاعياد تستهدف الكنائس ومراكز دينية مسيحية، وهي كثفت تحركها لإحباط هذه المحاولات وتوقيف اصحابها، مع تشديد الرقابة على المخيمات الفلسطينية، وخصوصا عين الحلوة حيث لا تزال الاتصالات جارية لتسليم المطلوبين الى الاجهزة الامنية اللبنانية. كذلك اتخذت تدابير لحماية المؤسسات الدينية والمراكز الحزبية والشخصيات السياسية.

 

أول الغيث: "التيار العوني" ينهار في عكار

جهاد عون/ يبدو أنّ نصيحة "العرّاف" للجنرال ميشال عون بعدم الذهاب لسوريا لأنها سترتد عليه سلباً، بدأت تتحقق صحّة أسبابها عملانياً في سرعة كبيرة، ذلك انّ العونيين من أهالي عكار الذين اكتووا بسياط الاستخبارات السورية ولم ينسوا ما أنزله الضابطان السوريان محمد مفلح ونبيل حشيمي بهم من اعتقالات وقمع ومهانة جاوزت كل الحدود، كان لهم ردّ عاجل على طلب جنرال الرابية من اللبنانيين الإعتذار من السوريين أولاً، فاعتذروا عن تصديقهم إياه في الماضي وكلامه على مبادئ وقيم ثبت لهم أنها لم تكن إلا للمناورة والخداع والفوز بالسلطة والمغانم.

وفي النتيجة أصيب "التيار العوني" بانهيار شامل في عكار وعلى مختلف المستويات والأنحاء ، من السهل والقويطع إلى القبيات وعندقت ومنيارة حيث لم يتبق للجنرال من مناصرين الا مجموعات مبعثرة من العسكريين المتقاعدين الذين يعتقدون بسذاجة أنّ الجنرال يعرف ماذا يفعل وتالياً يعرف مصلحتهم . إضافة إلى أن بعضهم لا يزال على ولائه بسبب من الراتب الذي يتقاضاه بدل أعمال الحراسة التي يقومون بها لمنزل عون في الرابية. وفي معلومات من مناصري التيار الذين خرجوا على قائدهم "المتسورن"، انّ ما مجموعه 28 هيئة للتيار في عكار قد حُلّت وسلم اعضاؤها بطاقاتهم إلى المسؤول العوني في عكار جيمي جبور الذي استعاض عن الهيئات المحلولة بالعمل على إنشاء هيئات اخرى، وبالتعاون مع الحزب السوري القومي في البلدات العلوية في منطقة السهل المجاورة للحدود السورية – اللبنانية، إضافة إلى انضمام مجموعات كاملة من القوميين السوريين في عدبل وشربيلا إلى "التيار العوني" تحت شعار التوحّد في مواجهة قوى 14 آذار السيادية والتي تحصد أوسع تأييد شعبي في المنطقة.

أما في البلدات والقرى المسيحية فيروي العونيون السابقون أخباراً عن الانسحابات المتتالية التي وصلت إلى بلدة شدرا نفسها التي كان عون يتغنى بأنها البلدة "البرتقالية الصافية"، وهذا ما ينطبق أيضاً على منيارة التي كانت معقلاً للعونيين ونجحت "القوّات اللبنانية" في التوسّع فيها بثبات بحيث افتتحت لها مركزاً حزبياً وتستقطب المزيد من المناصرين مستفيدة من تراجع الحضور العوني وخطاب الجنرال المشوّش والمرتدّ على الثوابت المسيحية واللبنانية.

ولا تخرج القبيات عن هذا التوجه حيث انحسر الحضور العوني إلى أدنى مستوياته ولم تنجح محاولات المنسق العام للتيار المذكور بيار رفول ولا جيمي جبور في إعادة لملمة صفوف العونيين المبعثرة. كما لم ينفع توزيع السلاح الفردي ولا رخص حمل السلاح في إثارة الهمم وإعادة الالتفاف، خصوصاً أنّ الخطاب الطائفي والتحريضي الذي اعتمده عون لا يستسيغه مسيحيو عكار الذين عرفوا دائماً أن يحفظوا العيش المشترك مع اخوتهم في الوطن بعيداً عن دروس عون وعظاته في الوطنية التي تقسِّم اللبنانيين وتشرذمهم.

 

عون ومذيع التلفزيون السوري ينسّقان الشتائم للأكثرية اللبنانية

أخبار المستقبل /في مقابلة خاصة مع التلفزيون السوري، رأى رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون ان لبنان منقسم اليوم بين تيارين، تيار يدعم المقاومة وآخر ليس له موقف ثابت ومحدّد وصفه بـ"التاكسي الجوال". وشارك عون التهكم على فريق من اللبنانيين مذيع التلفزيون السوري الذي سمى قوى 14 آذار بـ"موتوري" 14 شباط!. قال عون "في لبنان هناك انقسام بين تيارين سياسيين، بين تيّار ملتزم بالوطن وبمحيطه، وبين تيار آخر متنقل متجوّل لا موقف له، أعبّر عنه بشكل نكتة مثل "تاكسي جوّال"، صاحب التاكسي ينتقل من منطقة الى منطقة من دون أن يكون له موقف ثابت".

أضاف: "هناك دولتان أساسيتان هما سوريا وإيران واضح أنهما تدعماننا في الموقف السياسي وساعدتا المقاومة وقد دعيت الى زيارتهما، وأنا انتظرت القليل من الوقت، حتى تتحسن الظروف النفسية للقيام بذلك، لأن القسم الآخر، من المناهضين لهذه السياسة عندهم تحجّر، أنا شعرت انه من الضروري أن أقوم بهذه الزيارة، ولا يمكن أن ننتظر المتخلفين، عندما يكون هناك استحقاق معيّن".

يسأل المذيع: متخلّفون في السرعة أو في التفكير؟

يضحك عون.

ويسأله المذيع: ماذا أعددت لدى عودتك الى بيروت بعد هذه الزيارة، سواء بالنسبة الى ناثري الورد على العماد عون أو بالنسبة الى "موتوري 14 شباط"؟

فأجاب عون "بإمكاني أن أدعو الى مهرجان شعبي يستقبلني من المطار الى بيتي ولكن لا أحب أن أدخل الجمهور في النزاع السياسي، ولكن كعلاقة مع سوريا شعرت أن ردود الفعل الايجابية نفسها التي شاهدتها في سوريا ستكون موجودة، ففي سوريا استقبلوني كما لو كنت في بيروت أو في أي بلدة لبنانية".

 

وجه عمر حرقوص الأعزل والعاري مسرحاً من مسارح الحرب على "اليهودي"

موقع تيار المستقبل/يروي "القوميون السوريون"، أو "القوميون ـ الاجتماعيون" (والعبارة المركبة نقل حرفي عن اسم الحزب النازي الأول: "ناسيونال ـ سوسياليست"، وكان بعض الكتّاب العرب بين الحربين ينقلون "سوسياليست" بـ "اجتماعي" قبل الاستقرار على اشتراكي)، يروون ضربهم عمر حرقوص الساعة الثالثة والنصف تقريباً بعد ظهر الخميس في 27 تشرين الثاني، "عند تقاطع شارع عبدالعزيز ـ الويمبي" ـ وهم يسمون المفترق هذا "ساحة الشهيد خالد علوان"، وحدهم ـ يروون فعلتهم على نحو يدعو السامع القارئ والمشاهد الى النظر والانتباه. فواقعة انهيال جماعة، أو زمرة، أو "متحد" في مصطلحهم "العلمي" المتحدر من زعيمهم وفاديهم ومخلصهم، على مراسل صحافي تلفزيوني بالضرب، ليست واقعة، ولا حادثة، بل هي "إشكال". والأرجح انهم يعنون مشكلة، على ترجمة عربية ـ عربية شائعة تعود، على أغلب الظن، الى اليسار "الفلسفي" وإشاعته مصطلحه في أواخر الستينات ومطلع السبعينات الخالية. والمشكلة هي الخلاف الناجم عن احتمال حال من الأحوال رأيين أو موقفين وحلين. وبيان الجماعة المتحزبة يرد "الإشكال" الى "مشادة شخصية". وتعليل "الإشكال" هذا ينحرف به من كونه سبباً معقولاً، ويعود الى الحال أو الظرف "الموضوعي"، الى نتيجة مترتبة على قصد وإرادة وحساب.

[سكوت وروايات

وعلى هذا، فالمشادة الشخصية "افتعلها الصحافي حرقوص". وتعريف عمر حرقوص، الصحافي فعلاً وحقيقة، بمهنته اولاً، وبشهرته أو اسم عائلته ثانياً دون اسمه الشخصي أو الأول، غريب بعض الشيء. فالمهنة باب أو تعريف مشترك وعام يتعدى المرء الفرد، أي عمر، في حالنا أو حال حادثة الضرب. فالمشادة، إذا كانت شخصية فعلاً وحقيقة، فالأصح ان تقع على المرء الفرد أو المفرد. وهو، مرة أخرى، عمر. فكأن في الاسم هذا مسّاً، مذهبياً وطائفياً ربما، أرادت الإذاعة "القومية" تجنبه، وتفادي إيحاءاته و"تردداته"، على قول صحافي شائع. و"الصحافي حرقوص" ـ المعرَّف بعمومية مهنته وجمعية اسم عائلته ـ مفتعل شخصي. وما افتعله قصد به، متعمداً، "قومياً". والقومي عمومٌ كله، وجمع أو متحد من غير بقية فردية أو شخصية أو ذاتية، على ما يحسب "القوميون ـ الاجتماعيون" ويريدون.

و "القومي"، أو مفرد المتحد القومي، لا اسم له ولا هوية خارج نسبه. فهو "أحد القوميين". وأما كيف "نتجت"، على قول البيان، "مشادة شخصية" من لقاء عمومين، واحدٍ مهني عائلي وآخر قومي خالص يتعالى عن المهنة والعائلة والمذهب والموضع، فمسألة تتركها الإذاعة القومية للبيب وفهمه وتكهنه. ويمضي البيان على روايته المعللة، والخالية من العلل على قدر خلوها من الوقائع. فيحمل "الخناقة" الشخصية على "خلفية". وهذه هي ذريعة الخلاف، في لغة العامة الدارجة والسائرة وغير المهنية ولا المتفاصحة. و"الخلفية" هي الفصل الأول المفترض من حادثة الضرب، والداعي الى الانهيال به على "الصحافي حرقوص". فهذا، على الرواية المتعالية، "(حاول) تصوير القومي ضد رغبته". والبيان الإذاعي والإعلامي لا يقول: أراد التصوير، ولا باشره، ولا بادر إليه، على رغم أنف القومي (لا سمح الله، فالقومي، تعريفاً، لا يرغم، وهو "وقفة عز فقط"). فالخلفية الداعية الى "التفجيم"، على قول مدير أخبار "أخبار المستقبل" حسين الوجه، هي "محاولة" تصوير. والمحاولة لا تعصى الصد والامتناع بواسطة غير الضرب القاسي والمبرح.

وعلى خلاف رواية عمر حرقوص، ورواية حسين الوجه، ورواية ثالثة مصدرها مركز "سكايز" (للدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية في الشرق الأوسط)، يغفل البيان الإذاعي والإعلامي، العمدي والقومي، الداعي الى "لقاء" الصحافي والقومي بهذا الموضع، وهذه الساعة، وإلى مواجهتهما الواحد الآخر. فلماذا يطلب عمر حرقوص تصوير أدونيس نصر، "الإعلامي"، بحسب بيان تال أذاعته "عمدة الإذاعة والإعلام في الحزب السوري القومي"؟ وماذا دعا عمر حرقوص، وفريق تصوير "أخبار المستقبل"، الى قصد مفترق شارع الحمرا ـ شارع عمر عبدالعزيز، حيث كان يقوم مقهى الويمبي من قبل؟ وماذا كان يفعل ادونيس نصر، وربما علي حسن رضا ومنذر الحريري، "المسؤول القومي في منفذية بيروت"، القومية بدورها على الأرجح؟ وما عيَّنه هو، دون غيره من الخلائق، وانتخبه موضوعاً أو غرضاً للتصوير واصطفاه؟

ويسكت "الإعلام" القومي عن اجزاء الحادثة، وحلقاتها، وتماسك الحلقات هذه بعضها ببعض. وتملأ الروايات الثلاث السكوت القومي عن سياق الحادثة، وهو تولي عمال بلدية بيروت إزالة كتابات وشعارات حزبية، قومية، وندب الجماعة الحزبية نفسها الى حراسة الكتابات هذه بالقوة. وتغمط "الإذاعة" القومية الشطر الأوضح والأعظم من الحادثة، أي فعل "المشادة" في طرف واحد من طرفيها هو عمر حرقوص، دون "الإعلامي" و"الصحافي" ("العامل" القومي في مجلة "البناء" القومية) المفترض ادونيس نصر. والأثر هذا ليس رواية ولا خبراً عن غائب أو غيبة، على قول "المعصومين"، بل هو شهود ماثل أو شاهد. والشاهد عرضته شاشات محطات التلفزيون على العيون والأنظار الشاخصة منذ مساء الخميس. فيُرى وجه عمر حرقوص ورقبته على النحو الذي خلفهما عليه "الإشكال"، أي انهيال ادونيس نصر (وبعض الرفقاء؟) بالضرب عليهما، وإعماله جهاز تلفون عمر الخليوي فيهما.

والأثر، وهو آثار: انتفاخ الشفة العليا ورضوض الذقن والأنف والخدين ورضوض عظام الرقبة ووجع الرأس (على قول عمر وقول زوجته)، الأثر الذي خلفه "الإشكال" و"المشادة" و"الخلفية" فادح وفاضح. وجمعه الأمرين والصفتين يذيع من غير شبهة ارتكابه عن أيد كثيرة، وليس عن يدي الإعلامي والصحافي والباني (العامل في "البناء") الأستاذ القومي أدونيس نصر، وحده. فدفع "محاولة تصوير القومي ضد رغبته" لا يقتضي فوق جهر الرغبة المخالفة، أو حجب الوجه، أو الاستدارة، أو التلويح بسوء العاقبة في شر الأحوال. وأثر الضرب انفرد به عمر حرقوص، وخص به وحده، على قول أبي نؤاس. ولا يستقيم في طبائع الطبيعة العضوية والمادية، ولو "مدرحية" (أي مادية وروحية، في رطانة القوم القومية)، ان ينفرد واحد من المتعاركين بأثر "العراك"، على قول بيان العميد جمال فاخوري القومي، الدامي، بينما يلوذ المتعارك الآخر بصفته العصبية والعصبوية، ويبرأ من أضعف أثر مادي، دامٍ، في خلقته وجسمه.

[القوة والهشاشة

وقد يعزى، قد يعزو القوميون أثر الضرب الفادح والقاسي في وجه عمر حرقوص الى قوة رفيقهم وأحدهم، أدونيس نصر، الجسدية والضربية، أو الإشكالية والمشادية. وهم قد يعزونه، وهذا أقرب الى "منهجهم"، على قول أحد نوابهم المثقفين، وإلى عقيدتهم المدرحية والتفاعلية، قد يعزونه الى هشاشة وجه عمر حرقوص، وضعف "قوته في نفسه". فالحياة، على قول زعيمهم وقائد انقلابهم الأول، هي "للأقوياء في نفوسهم". وأظنّه زاد: "فقط"، على جاري إنشاء القوم وصكهم شعاراتهم. فإذا اجتمعت قوة الإعلامي فالصحافي ادونيس نصر، وهذه القوة غير معتادة ولا شائعة في أفراد الجسم الصحافي غير العقائدي وغير المقاوم، الى هشاشة وجه عمر حرقوص الإنسانية، عُقل أثر الضرب القومي في وجه الصحافي التلفزيوني والمستقبلي الأعزل والمزمع ان "يفل"، على ما طلب القومي "القوي في نفسه (القومية)"، وبعضلاته وجمعه وعدده.

وتشاء المصادفة الغريبة أن يذيع الرهط القومي الذي حشدته قيادة الحزب لحراسة كتاباته وشعاراته واسم "الساحة" المزعوم والعصبي ("الشهيد خالد علوان")، في الناس المتجمهرين حول الفريق التلفزيوني، وحول رهط الضربة والطَّعَنة، أن من يضربونه هو "يهودي". ويذهب عمر حرقوص الى تعليل "الوصمة" بأن الذين ضربوه، ورموه أرضاً، أخذوا "يصرخون أمام المارة، لئلا يتدخلوا، قائلين: هذا يهودي". وأحسب ان عمر يؤول "صراخ" المعتدين أو صريخهم الحربي تأويلاً ضعيفاً. فقد يكون غرض الصريخ، على بعض التوسع، دعوة الى الضلوع في السحل الجماهيري المتحد والقومي الاجتماعي. فاليهودي، في ملة القوميين السوريين، هو من يحل ضربه ورميه أرضاً، وفي الختام، وربما في أول الأمر واستهلاله، يحل قتله لا لعلة أو سبب غير يهوديته، أو كونه يهودياً من غير صفة أو فعل، على ما ذهب إليه تراث "قومي ـ اشتراكي" أفضى إلى معتقلات القتل الجماهيري. ومن هذه صفته ينبغي تركه لحاله، وترك السؤال عما يدعو الى ضربه و"تفجيمه"، وجزاء ماذا يضرب ويقتل. فيحل قتل (نفس) اليهودي "بغير نفس ولا فساد في الأرض". وهذا تعريف العصبية الخالصة، والأعرابية المحض. وكان زعيم القوم زعم في تأريخه صدر الإسلام ان "بلاد الشام" حضّرت الفاتحين البدو الخارجين من جزيرة العرب الى الهلال الخصيب، وخلعت عنهم جلد البداوة والأعرابية، ومدنتهم بالمدنية السورية السياسية. وبرهانه على زعمه "الحِلم" الأموي الذي مدحه هنري لامنس، الفرنسي اليسوعي، مديحاً يستأهله، وثنّى سعادة على مديحه واقتبسه.

وها "أبناء الحياة"، على ما يقولون في انفسهم متواضعين، يستأنفون أعرابية أجدادهم ويبعثونها من غير زيادة "سورية" ولا نقصان "بدوي". وهم حين يصفون عمر حرقوص، ووجهه الأعزل والعاري، على قول اليهودي ايمانويل ليفيناس، باليهودي، ويريدون صرف الناس (وربما قوى الأمن إذا وجدت؟) عن حمايته من القتل، إنما يريدون تكرار ما فعله مثالهم، خالد علوان، حين أطلق النار على جنود إسرائيليين جلسوا الى طاولات مقهى "الويمبي" غافلين عن أنهم جنود احتلال عنوة. ولكن حمل عمر حرقوص، أو "الصحافي حرقوص"، على جندي إسرائيلي، أو على يهودي يحل قتله، يدعو الى تعليل قتل خالد علوان الإسرائيليَّ الذي قتله، عند المفترق نفسه قبل نيف و26 سنة، على غير معنى "المقاومة الوطنية" الذي يدعيه أهل عصبيته اليوم. فإذا كان مسوغ "تفجيم" الوجه الأعزل اليوم هو يهوديته، نظير قتل الجندي الإسرائيلي المحتل بالأمس، وفي المكان عينه، فمعنى هذا أن قتل الإسرائيلي يومذاك كان فعلاً عصبياً، الداعي إليه عصبية عنصرية وقومية على السامية، ولم يكن فعلاً سياسياً تصدق نسبته الى "مقاومة وطنية" وليدة.

وشروح الخطباء القوميين السوريين على الواقعة الدامية من بعد، والكلام الى الآن مقصور عليها، تؤيد التعليل هذا. وروى أحد الخطباء، وهو نائب رئيس "القومي ـ الاجتماعي"، الواقعة وسياقتها، بأحد نوادي صور (في 29 تشرين الثاني) على النحو التالي: "بعضهم في لبنان يعز عليه أو يستنفره ان يرى في احد شوارع بيروت ما يدل على مقاوم أو مقاومة. هناك جهات كانت تعمل على نزع لوحة الشهيد علوان. فحضر عمال البلدية يتقدمهم بعض العاملين في الصحافة وحصل تلاسن مع احد أنصار الحزب الذي ضرب هذا الصحافي". فقطبا الحادثة، وهي جزء من "الحشو والتضخيم والحشد بشتى صنوف الاستفزازات والتوصيفات القبيحة لنبش الأحقاد وإثارة النعرات من دون أي اعتبار لأوضاع البلاد" (بيان العميد الإذاعي والإعلامي القومي)، هما "المقاومة" وأعداؤها، أو عدوها الواحد ولو تلون بألوان كثيرة. و"المقاومة" واحدة في أحوالها وأطوارها كلها. ولا يتطاول عليها، وعلى أحد جنودها ومقاتليها، إلا عدوها، أو خادم عدوها، عاملاً بلدياً كان أو عاملاً صحافياً، تقدم العاملُ الصحافي العاملَ البلدي أم تأخر عنه. فهذا تمويه على القصد، وهو إطفاء نور "المقاومة".

و "المقاومة" هي سلاحها، بديهة. والسلاح لا يتعين: فهو الكلمة واللطمة والرصاصة والبندقية والصاروخ والشاشة والمقاتل والحزبي والقتيل واللوحة والاسم والصورة والاحتفال. وهي فوق هذا الولاء والطاعة والطأطأة والعصبية. ويكرر ناظر الإذاعة والإعلام القوميين بالنبطية القومية الرأي المعروف في السلاح هذا، فيقول: "إن كل ما جرى ويجري من افتعال أزمات داخلية ومحاولة تلوين الصراعات الدولية والإقليمية في لبنان بألوان مذهبية وطائفية، هدفه سلاح المقاومة"، أي السلاح الخميني والأسدي. و "سلاح المقاومة"، وطواقم خدمته، وأجهزة الخدمة وفروعها، تضطلع بمهمة واحدة هي تأبيد "عام 2006"، أي عام انقلاب الجهاز الحرسي "الإسلامي" ("المقاومة الإسلامية" الشيعية والحزب اللهية)، العسكري والأهلي، حاكماً متعسفاً في أحوال لبنان واللبنانيين العامة. ويتولى الحاكم المتعسف الحراسة على إبقاء لبنان "مجتمع حرب" قومياً ومذهبياً، ومسرحاً احتياطياً وفرعياً تستدرج إليه السياستان الحرسية الخمينية والبعثية الأسدية القوات الإسرائيلية، وقوات دولية متفرقة، الى قتال عبثي وغير متكافئ. فتستميلان من طريقه أفئدة الشارع العربي، وصور "الجزيرة"، وتحفزان "عساكر طيبة" في جنبات ديار يعرب ودار "الإسلام". وتسهم السياستان، من الأندلس، غرباً وشمالاً، الى المحيط الهندي، شرقاً وجنوباً، وبينهما الساحة العراقية، في حرب الخندقين والفسطاطين، أو حرب الولاء والبراء.

ووجه عمر حرقوص الأعزل والعاري ساحة من ساحات الحرب الكونية، أو الكينونية، على قول روح الله خميني في الولاية المعصومة، هذه. وهو مسرح من مسارح الصراع العظيم الذي تملأ حوادثه ووقائعه الصغيرة مخيلة الإسلاميين والقوميين العظامية والمحمومة. وتزحف الحوادث هذه من بلدات الجنوب وقراه، حيث تحرق سيارات مناصري أحمد الأسعد، وأحياء المخيمات الفلسطينية الداخلية وملاجئها (وهي ملاجئ في ملاجئ، على مثال غيفاري رفعه ريجيس دوبريه الى مرتبة "النظرية")، الى الشمال العكاري والطرابلسي، حيث ينفخ "حرس الحدود" في قتال الأهل والعصابات. وبين طرفي المسرح ما لا يُحصى من المسارح البلدية والعصبية والشارعية والطالبية. والحق ان القوميين ـ الاجتماعيين "السوريين" في لبنان يتمتعون بالسابقة، بالسابقية التاريخية على المتحدات الحزبية الأخرى التي يتولون عنها، اليوم، مهمات توكل الى (ذوي) المدي و(حملة) السكاكين الثانوية، على قول فرنسي لئيم.

فمقدمو النهضة، وطلائع الصراع التاريخي من عهد سرجون الأكادي، وأبناء الحياة وأدونيس وعشتروت، وباعثو الأمة الواحدة بين طوروس وزغرس، دأبهم منذ ستة عقود، تنقص سنة واحدة، نسج شبكات ضئيلة يتوسطها حملة المسدسات والسكاكين، واليوم الضرابة بأجهزة الخلوي حين تقع من أيدي أصحابها. وتتولى الشبكات هذه حراسة المراكز، ثم جباية التعويضات بالدولار الأميركي عن حراستها، ثم تفجير زجاجها حين تسنح الفرصة. وتتولى حراسة الأعلام والأعيان والأنصاب والأزلام واللوحات عندما لا تتعقب الصحافيين وتترصدهم، وتستطلع تنقلاتهم، وحين لا "تصفي" "إشكالات" داخلية خلفت أجداثاً على البطحاء بين الحمرا، على الدوام، وبين الساحل الجنوبي وبعض الجبل. وهؤلاء "جزء لا يتجزأ من قوة لبنان ولا يمكن التفريط بهذه القوة مهما تكن الأسباب والذرائع"، على قول الناظر القومي، الإذاعي والإعلامي النبطاني. وهذه "القوة" هي التي أدبت وجه عمر حرقوص الأعزل والعاري.