المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 11 كانون الأول/2008

إنجيل القدّيس متّى .13-9:17

وبَينما هم نازلونَ مِنَ الجَبَل، أَوصاهُم يسوعُ قال: «لا تُخبِروا أَحدًا بِهذِه الرُّؤيا إِلى أَن يَقومَ ابنُ الإِنسانِ مِن بَينِ الأَموات». فسأَلَهُ التَّلاميذ: «فلِماذا يقولُ الكتَبَةُ إِنَّهُ يَجِبُ أَن يَأتيَ إِيلِيَّا أَوَّلاً؟» فأَجابَهم: «إِنَّ إِيلِيَّا آتٍ وسيُصلِحُ كُلَّ شَيء. ولكن أَقولُ لَكم إِنَّ إِيلِيَّا قد أَتى، فلَم يَعرِفوه، بَل صَنَعوا بِه كُلَّ ما أَرادوا. وكذلك ابنُ الإِنسانِ سَيُعاني مِنهُمُ الآلام». ففَهِمَ التَّلاميذُ أَنَّه كَلَّمهم على يُوحَنَّا المَعمَدان.

 

القدّيس إيريناوس اللِّيونيّ (حوالى130- حوالى 208)، أسقف ولاهوتي وشهيد

ضدّ الهرطقات، الجزء الثالث/"أقولُُ لكم: جاءَ إيليّا"

نقرأ عند لوقا عن يوحنّا المعمدان: "سيكون عظيمًا عند الربّ، ولن يشربَ خمرًا ولا مُسكرًا، ويَمتَلئ من الروح القدس وهو في بطنِ أمِّه، ويَهدي كثيرينَ من بَني إسرائيل إلى الربِّ إلهِهِم، ويَسيرُ أمام الله بروحِ إيليّا وقوّتِه... فيُهيّئ للربِّ شعبًا مُستعدًّا له" (لو1: 15-17). إذًا، لمَن هيّأ شعبًا وأمام أيّ ربّ كان عظيمًا؟ طبعًا، أمام ذاك الذي قالَ إنّ يوحنّا كان "أفضل من نبيّ" (متى11: 9)، وإنّه "ما ظهرَ من الناسِ أعظم من يوحنّا المعمدان" (متى11: 11). فإنّ يوحنّا كان يُهيّئ شعبًا من خلال الإعلان المسبق لمُرافِقيه عن مجيء الربّ ومن خلال تبشيرهم بالتوبة، كي يكونوا مستعدّين ليَتقبّلوا المغفرة يوم مجيئه، وليَعودوا إلى ذاك الذي ابتعدوا عنه نتيجة خطاياهم... لذا، من خلال إعادتهم إلى الربّ، كان يوحنّا يُهيّئ للربّ شعبًا مُستعدًّا، بالروح وبقوّة إيليّا... قالَ يوحنّا الإنجيلي: "ظهرَ رسولٌ من الله اسمُهُ يوحنّا. جاءَ يشهدُ للنور حتّى يؤمنَ الناسُ على يدِهِ. ما كانَ هو النور، بل شاهدًا للنور" (يو1: 6-8). هذا السابق، يوحنّا المعمدان، الذي شهدَ للنور، أُرسِلَ من قبل الله الذي كان قد وعدَ بواسطة الأنبياء بأن يرسلَ رسولَه قدّامَ إبنِهِ ليُهيّئ طريقَه (مر1: 2)، يعني ليشهدَ للنور في روح إيليّا وقوّته. بما أنّ يوحنّا كان شاهدًا، قالَ الربّ إنّه كان أفضل من نبيّ. أعلنَ الأنبياء الآخرون كلّهم مجيء نور الآب وتمنّوا أن يستحقّوا رؤية ذاك الذي كانوا يبشّرون به. تنبّأ يوحنّا مثلهم لكنّه رآه حاضرًا، وأقنعَ الكثيرين بأن يؤمنوا به، إلى حدّ أنّه لعبَ دور النبيّ والرسول في آنٍ معًا. لذا، قالَ المسيح عنه إنّه "أفضل من نبيّ".

 

تهديدات بالقتل تطاول الوزير إيلي ماروني     

يقال نت/يتعرّض ،منذ مدة الوزير إيلي ماروني لتهديدات بالقتل .وترد هذه التهديدات التي باتت موثقة لدى الأجهزة الأمنية عبر جهاز الهاتف. وكان رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع  قد كشف أن وزيرا في الحكومة الحالية يتعرّض لتهديدات بالقتل من جهات سورية . جدير ذكره أن مناصرين لوزير الزراعة الياس سكاف كانوا قد أقدموا على اغتيال نصري ماروني ،شقيق الوزير الجاري تهديده.

 

ميشال سماحة يهاجم الصحافيين والإعلاميين ويعلن براءة الجنرالات وسوريا في ملف الحريري     

يقال نت/أطلّ الوزير السابق ميشال سماحة ،اليوم على التلفزيون التابع للعماد ميشال عون مدافعا عن الزيارة التي تولى ترتيبها لرئيس كتلة التغيير والإصلاح إلى سوريا. ولوحظ أن سماحة ،وهو معاون مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد الوزيرة السابقة بثينة شعبان ،قد تولّى في المقابلة التي أجرتها معه الإعلامية ماغي فرح هجوما عنيفا على الصحافيين اللبنانيين وعلى مقدمي التوك شو مكملا بذلك ما كان قد بدأه النظام السوري بمناسبة زيارة عون لسوريا .واتهم سماحة ،وهو المشرف السياسي على "فبركات"مدوّنة فيلكا إسرائيل ،وزير المال محمد شطح بأنه قال لمبعوثين أميركيين إن  "فريقه "يدعم التنظيمات التابعة لتنظيم القاعدة من أجل ضرب النظام السوري. وطالب سماحة برفع السرية المصرفية عن الصحافيين ومقدمي برامج التوك شو "لنعرف لماذا يكتبون ما يكتبوه يقولون ما يقولونه من البذاءات التي نطقوا بها خلال اليومين الماضيين".

وهدد سماحة صحافيين لبنانيين وسياسيين لبنانيين بمحاسبة المواطنين اللبنانيين لهم،بسبب الدول الذي لعبوه في ما سمّاه فبركة الشهود في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.وتحدى النائب العام التمييزي سعيد ميرزا أن يستدعيه ليسأله عن مصدر كلامه لجهة أن ميرزا قال في مجالس خاصة إنه المطلوب "تمييع "التحقيق شهرا ،بخصوص الجنرالات الأربعة . وقال سماحة إن المحقق الكندي دانيال بلمار أسقط كل التهم الموجهة إلى الجنرالات الأربعة وهؤلاء أبرياء.واعتبر سماحة أن تركيب الشهود قد سقط ،وكانت آخر محاولة تركيب أحمد مرعي ،وقال إنه يملك تسجيلات حول إقدام جهات أمنية رسمية لبنانية على تركيب شهادة أحمد مرعي. وقال إن القضاء لو كان حقا يريد أن يجري مقابلة بين مرعي وجيل السيد لكان فعل ذلك في سجن رومية لأن زنزانة مرعي تبعد عن زنزانة السيد عشرة أمتار فقط. وأشار الى أن التحقيق في قضية الحريري "غيّر"اتجاهاته،وهو لم يعد ييعتبر سوريا أو النظام الأمني اللبناني متورطان.

وقال سماحة الذي بقي يصف عون بالمجنون من العام 1990 حتى العام 2005 ،على الرغم من زيارات "إقناع "قام بها له في باريس ،إن قيادات 14 آذار لم تتمكن من التعاطي مع عون لأنها نقيضه في حين أن من هم مثله يتعاطون معه براحة "كالوزير سليمان فرنجية وسماحة السيد حسن نصرالله حماه الله".

ورفض سماحة الذي يتردد انه سيترشح عن المقعد الكاثوليكي في المتن الشمالي (المقعد الذي يشغله حاليا اللواء إدغار معلوف الذي لم يكن في عداد الوفد العوني إلى سوريا)أن ينفي ذلك قائلا في مقابلة ملأها "تبخيرا"لعون و"السيد الرئيس بشار الأسد" :"لا أعتقد أني مرشح ورغبتي ألا أكون مرشحا وفي حال ترشحت فأرفض أن يكون ذلك على حساب اهتماماتي الحالية ."

 

عندما تدق المزاهر للجنرال في دمشق/

 دقوا المزاهر يا أهل البيت تعالوا

جمّع ووفق صدقوا اللي قالوا

كتب أحمد الجارالله

نعم المزاهر دقت للجنرال في دمشق. وربما كانت تلك الحفاوة الكاذبة التي استقبل بها أنسته كل تاريخه, وجعلته يعتقد انه حاكم لبنان الفعلي, لا بل راعي مسيحيي الشرق برمته, من دون ان يدرك ان الحفاوة الخادعة تلك ليست إلا المتاهة التي سيضيع فيها تماما كما ضاع غيره في الاوهام.

فالعدو الشرس بالامس تحول بين عشية وضحاها "صديقا شريفا" يستقبل استقبال الابطال في عاصمة الامويين على وقع المزاهر والطبول والمزامير حتى كاد الخليفة عبدالملك بن مروان يخرج من قبره ليشارك في الاستقبال المهيب!

أوهام عون تصيب لبنان دائما بحمى التوتير, فما تكاد النفوس تركن الى الهدوء حتى يخرج الجنرال على اللبنانيين ب¯"تقليعة" جديدة تعيد الامور الى مربعها الاول, وكأن هذا "المدفعجي" لم يقتنع ان الحرب انتهت, وان ما كان يقال في العام 1989 لم يعد ينفع اليوم, فالحمى التي سرت في بدن الجنرال من صوت الطبول والمزاهر جعلته يعتقد انه يستطيع ان يرضي اسياده الجدد في اعادة الحديث الى نقطة البدء, تماما كما كان يحاول ان يرضي صدام حسين حين كان يمده في حرب "تحرير لبنان" من اللبنانيين بالصواريخ والراجمات والذخائر التي يحصد بها الابرياء عشوائيا, مثلما هي مواقفه الآن عشوائية.

ان مستقبلي عون يعرفون كم تؤثر مثل هذه الاستقبالات ب¯"طواويس أوهام الزعامة" لذلك أغدقوا عليه منها الكثير الى درجة انه فقد ادراك الاتجاهات, وعاد من دمشق حتى من دون خفي حنين, يحمل فقط في جعبته بعض الوعود الخلبية التي اطلق منها نظام دمشق في العقود الثلاثة الاخيرة على اللبنانيين الكثير, لكنها بقيت كمواعيد عرقوب, فحنين المثل كان افضل حالا من الجنرال, اذ عاد بخفيه, انما المصاب بحمى الرئاسة عاد من دون خفيه.

في غمرة نشوة ثمالة الاستقبالات نسي الجنرال انه نائب في البرلمان اللبناني بقوة اتفاق الطائف, ونسي ايضا ان صهره وزير في الحكومة اللبنانية بقوة اتفاق الطائف, وغاب عنه انه عاد الى لبنان بقوة المصالحة التي ارساها اتفاق الطائف بين الميليشيات التي كانت تحترب على بقايا الخراب اللبناني آنذاك, وكأننا مع عون نعود الى عهد عبد الملك بن مروان الذي حكم العراق بالحجاج بن يوسف الثقفي, فقال للعراقيين في ذاك الوقت "اني ارى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها... والله انني لقاطفها", بل طلب الى العراقيين الاعتذار من اهل الشام الذين سرقوا منهم الولاية, وولوا ذاك الغريب عن العراق على اهله, فجاء "دولة الجنرال" يعيد الرواية ذاتها مرة اخرى, ليطلب من اللبنانيين الاعتذار من سورية!

انها حمى الاستقبال التي هزت بدن الجنرال نشوة موهومة بالقدرة على اعادة كتابة التاريخ, وعلى القدرة في توزيع النصائح والمواعظ, من دون ان يدرك انه اصيب ب¯"نشوة كاذبة", وألبس نفسه واهما جبة الخلافة في الشام, وكأن صدى اصوات المدافع اصاب ذاكرته بنسيان التاريخ وان الخلافة انتقلت من الشام الى ارض الرافدين مع انتقالها الى العباسيين, وان الاوهام لا تصنع خلافة, ولا حكما, ولا رجال دولة.

اوهام عون, ومعه مستضيفوه جعلتهم يظنون ان اطلاق المواقف على عواهنها يغير من حقيقة الامور, فخبط الجنرال "خبطة عشواء" بشأن تعديل اتفاق الطائف, وتوهم ومن معه, انه يكدر خاطر عاصمة الحكمة العربية الرياض, ناسيا ان "الطائف" هو اتفاق لوقف نزيف الدم اللبناني, وهو مصالحة بين ميليشيات التقاتل على بقايا الخراب اللبناني في ذاك الوقت, وان المملكة العربية السعودية استضافت النواب اللبنانيين وقتذاك لإدراكها ان لبنان لا يستحق ان يكون ساحة لتصفية حسابات المماحكات بين قصار النظر, وربما نسي ان نظر عاصمة الحكمة العربية ابعد بكثير من اوهام الجنرال ومستضيفيه الذين اوحوا اليه بذلك, وكان العسكري النجيب الذي ينفذ الاوامر من دون ان يتبصر عواقبها.

"اتفاق الطائف" شأن لبناني بحت, وليس بروتوكولا للعلاقات بين مملكة التضامن العربي ولبنان او اي دولة اخرى, والعماد عون اغفل كل ذلك, واعتقد واهما انه يرد التحية لمستقبليه بأحسن منها, لكنه لم يدرك انه يطلق "قذيفة الرحمة" على ما تبقى له من مستقبل سياسي, اقل ما يقال فيه انه اخطأ في تتبع بوصلة باتجاهها الصحيح, وربما هو بذلك يحاول تقليد معلمه القابع في جحر في ضاحية بيروت الجنوبية السيد حسن نصرالله, ويريد ان يقلده, حتى يتكامل الايقاع الايراني - السوري, اذ ان الاخير اخذته نشوة الدفوف الايرانية الى آخر الاوهام حتى أعياه الرقص على هذا الايقاع, فباع جنوب لبنان الى ايران من اجل زعامة موهومة, وحاول ان يكمل "البازار" في بيع جبل لبنان وشرقه وشماله وعاصمته الى "الحرس الثوري", لكن الجماجم المعاندة تكسرت على صخرة جبل لبنان.

العماد هو الآخر بعد ان عاد من طهران اراد ان يفتتح ومن دمشق "بازارا" على حسابه, وان يجير لبنان مرة اخرى الى النظام السوري, لكن مرة اخرى تثبت التجربة ان لبنان ليس للبيع "يا جنرال", لأن اهله دفعوا فيه دما اغلى بكثير من كل اوهام الزعامة, وربما تكون الفرائص المرتعدة من قرب موعد انعقاد المحكمة الدولية قد جعلت "عاشق المزاهر" يهب للدفاع عن المرتعدين موهوما بأنه يستطيع ان يفتح جبهة تبعد الانظار من على المحكمة الآتية لمحاسبة كل من تورط في محاولة اغراق لبنان في أتون فتنة جديدة.

تقول الآية الكريمة "ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا" (الاسراء 37), ومن وحي هذه الآية الكريمة نهمس في اذن الجنرال: "تحلَّ بالهدوء ولا تبع نفسك بثمن بخس, اذ يكفي لبنان من باع نفسه وباع جنوب لبنان واهله, وكان حصان طروادة في خدمة المصالح الاقليمية واصحاب القواقع الطائفية والمذهبية والمؤمنين بولاية الفقيه".

 

مطالبة سليمان بتقديم حوافز لاستيعابهم بعدما فجرت دعوة صفير حملات داخلية وخارجية للتطوع 

6000 مسيحي مدعوون للانخراط في الجيش اللبناني فوراً لإعادة التوازن

لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

بات من المتوقع ان تبدأ خلال الاسابيع القليلة المقبلة حملتان اكليريكية وسياسية في لبنان لتفعيل دعوة البطريرك الماروني نصر الله صفير الاحد الماضي الشباب المسيحي "الى الانخراط في الجيش اللبناني" بعدما اشتكى له "احد المسؤولين العسكريين" الكبار من "تناقص العنصر المسيحي داخل المؤسسة العسكرية" وستقوم الاسقفيات والرهبانيات المارونية على امتداد الوطن وفي الخارج بمشاركة القيادات الروحية في الطوائف المسيحية الاخرى بحض المجتمع المدني المسيحي على نطاق واسع على انهاء مقاطعة الدولة والحذر من اجهزتها وقادتها كما كان سائدا طوال عهد الاحتلال والوصاية السوريين المريرين اللذين نكلا بالمسيحيين وهمشا ادوار كنيستهم وقياداتهم السياسية والعسكرية والاجتماعية, والعودة الى مؤسسات الدولة, وخصوصا العسكرية والامنية منها, والمشاركة الجامعة في الواجبات الوطنية كالانتخابات البرلمانية والبلدية والاختيارية وفي المؤسسات الحكومية لان ذلك "واجب وطني لابد منه للذود عن حياض الوطن لبقائه وازدهاره", كما قال البطريرك صفير, بل هو واجب ديني (وهذا ما لم يذكره) لان بهذا الانخراط يقوى عضد المسيحيين من جديد ويعودون الى قلب الدولة ومفاصلها المهمة حفاظا عليها وعلى مقوماتها "في وجه من يريد الاستيلاء على لبنان" حسب تأكيد صفير.

وطالبت قيادات روحية وسياسية مسيحية في لبنان والولايات المتحدة واستراليا وكندا وفرنسا "سيد بكركي باصدار "فتوى" دينية فيها نوع من صفة الالزام بوجوب التحاق الشباب الماروني والمسيحي بالجيش وقوى الامن الداخلي واجهزة الامن اللبنانية الاخرى, عوضا عن استمرار الهجرة, كما طالبت رئيس الجمهورية ميشال سليمان وقيادات تلك المؤسسات بتقديم حوافز وطنية ومادية لمن ينتسبون اليها كبديل عن السفر طلبا للرزق وهربا من التهميش والتفرقة اللذين مازالت بعض الجهات من مخلفات الوصاية السورية السابقة ومن اتباع الوصاية الايرانية الراهنة, تمارسهما داخل الدولة وفي مواقعها الاكثر حساسية وحيوية مثل مؤسسة الجيش".

وقال احد الاساقفة الموارنة في بيروت ل¯ "السياسة" ممن طالبوا بمثل هذه "الفتوى البطريركية" ان الكنيسة المارونية خصوصا" مطالبة بحشد طاقاتها من اجل اقناع شبابها بأن الامور تغيرت منذ قيام ثورة الارز وزوال الوصاية السورية عن لبنان عام ,2005 التي كانت عمليات قمعها للمسيحيين السبب الاساسي لتخاصمهم مع دولتهم الضعيفة المتعاملة مع الاحتلال الخارجي ولهجرتهم بالالاف عن وطنهم الى الخارج, وبأن عقارب الساعة لن تعود الى الوراء خصوصا وان شركاءنا في الوطن من الطائفتين السنية والدرزية وشريحة واسعة من الطائفة الشيعية, ادركوا خطأهم الفادح في المساهمة عن قصد او غير قصد في هذه المأساة المسيحية التي اضعفت الخط الاستقلالي السيادي الحر في البلاد والتي جعلتهم هم انفسهم في نهاية المطاف عرضة للتنكيل والاضطهاد والاذلال على ايدي الفئات الطارئة المرتبطة بسورية وايران خصوصا والعاملة حتى الان على نسف كيان الدولة وشرذمتها وتفتيتها تمهيدا للسيطرة عليها والعودة بها الى عصور التخلف والجهل والحروب".

وقدر احد وزراء حكومة فؤاد السنيورة في اتصال به من لندن عدد المسيحيين ":المطلوب انخراطهم في الجيش الان لجعل كفتي الميزان الطائفيتين متساويتين فيه بنحو ستة الاف جندي على الاقل كدفعة اولى يجب جمعهم في فترة لا تتجاوز الاشهر العشرة المقبلة على اعتبار ان العام المقبل 2009 مرشح لان يشهد تطورات دراماتيكية في المنطقة من شأن تداعياتها ان تهز الكيان اللبناني بعنف بهدف اسقاطه والسيطرة على البلاد".

ودعا قياديان لبنانيان مسيحيان بارزان في كل من استراليا والولايات المتحدة الرئيس ميشال سليمان وقائد جيشه العماد جان قهوجي "الى القيام فورا بحملة اقناع لشباب طائفتهما المارونية خصوصا للالتحاق بالجيش وتقديم ضمانات مادية ومعنوية لهم تجذبهم اليه وتخفف من حدة هجرتهم طلبا للرزق والحفاظ على الكرامة, بعدما تعرضوا له خلال العقود الثلاثة الماضية من الزمن من يأس وكفر بالدولة ومؤسساتها لاعتناقها عقيدة الهيمنة السورية الجانحة نحو الحروب والاغتيالات والتفجير والتدمير والتهجير كوسائل غريبة عن المجتمع اللبناني الحضاري المسالم".

وقال رئيس "المجلس العالمي لثورة الارز" في استراليا جوبعيني الذي وجه هذه الدعوة عبر "السياسة" الى الرئيس سليمان وقائد جيشه, "ان دعوة البطريرك صفير الشباب اللبناني للانخراط في المؤسسة العسكرية يجب ان تكون مدعومة على الارض من الدولة التي بيدها وحدها امكانيات تسهيل الامور امام هؤلاء الشباب لينسوا الهجرة ومآسيها, وما لم يتحرك هذان المسؤولان المارونيان الكبيران في الدولة لملاقاة البطريرك في منتصف الطريق, فإن الأمور لن تستقيم, والفوضى ستستمر على ما هي عليه".

بدوره دعا رئيس "الاتحاد الماروني العالمي" الشيخ سامي الخوري من واشنطن في اتصال به من لندن المجتمعات المسيحية في عالم الاغتراب التي يرأسها عادة رجال دين مرسلون من لبنان, الى "البدء بحملة توعية واسعة النطاق داخل صفوف المغتربين والمهاجرين اللبنانيين الجدد, تدعوهم للعودة الى لبنان للانخراط في المؤسسات العسكرية والحكومية تجاوبا مع دعوة سيد بكركي, خصوصا وان الظروف مناسبة الآن اكثر من اي وقت مضى خلال الثلاثين سنة الفائتة منذ اندلاع الحرب اللبنانية, ولان لبنان هو الآن في خطر حقيقي, على مسيحييه في كل انحاء المعمورة ان يدافعوا عنه كما فعلوا طوال مئات السنين, وبالاخص ان طوائفه الاخرى المعرضة مثل الطوائف المسيحية باتت الآن جاهزة لمساندة هذا التوجه بعدما انقلبت الامور عليها كما كانت على المسيحيين خلال تلك الحقبة المأساوية من تاريخ لبنان".

 

الرئيس سليمان التقى في قصر بعبدا النائب سكر ووفودا

وطنية- 10/12/2008 (سياسة) استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، في بعبدا صباح اليوم، الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر الذي يزور لبنان مدة ثلاثة ايام يلتقي في خلالها المسؤولين وقادة الاحزاب السياسية. وفي خلال اللقاء اطلع الرئيس كارتر الرئيس سليمان على الهدف من الجولة التي يقوم بها وعرض استعداده لمواكبة الانتخابات النيابية المقبلة. وتناول البحث كذلك الاستحقاقات اللبنانية والاقليمية ومن بينها العلاقات الديبلوماسية بين لبنان وسوريا والقرار 1701 ووضع مزارع شبعا والوضع الفلسطيني ومنع التوطين في لبنان.

تصريح الرئيس كارتر

وبعد اللقاء قال الرئيس كارتر: "اني سعيد للغاية للعودة الى هذا الوطن العظيم، هذا الوطن الذي نذر نفسه للسلام والاستقرار والتقدم والحرية وحقوق الانسان. ولقد تشرفت بلقاء فخامة الرئيس الذي يحوز على ثقة كل الشعب اللبناني وهو يحظى كذلك بثقة العالم اجمع وكل من اعرفه".

اضاف: "سوف اقوم في وقت لاحق بزيارة منطقة الجنوب بالطوافة، للقاء المسؤولين في اليونيفيل، وبعد ذلك سوف انتقل الى سوريا للقاء الرئيس بشار الاسد، كما اني آت للتو من فرنسا". وتابع: "انني اتطلع الى انتخابات نيابية ناجحة وآمنة في خلال شهر ايار او حزيران المقبلين، وربما عدت الى هنا كمسؤول في مركز كارتر للتأكد من نزاهة هذه الانتخابات وعدالتها وسلامتها".

ومن زوار بعبدا النائب نادر سكر الذي عرض مع رئيس الجمهورية لآخر التطورات على الساحة المحلية.

ثم استقبل الرئيس سليمان وفد جمعية تجار بيروت برئاسة نديم عاصي الذي هنأ رئيس الجمهورية بالاعياد ووضعه في الاجواء الاقتصادية، لافتا الى "ان التهدئة على مستوى الخطاب السياسي لها انعكاسها الواضح على الوضع الاقتصادي، وهذا ما ظهر منذ نحو ستة شهور"، معربا عن "الارتياح العام لاعادة وضع لبنان في المنتديات الدولية ما اعاد ثقة المستثمرين به". ورفع عاصي الى رئيس الجمهورية مذكرة بمطالب الجمعية تتعلق ب"تسوية الضرائب بما يحقق وفرا للخزينة".

من جهته، شدد رئيس الجمهورية على ان "خيار الكلمة الجيدة والطيبة هو المطلوب لانه يساهم في التهدئة على اعتبار ان السياسة تنعكس على الامن والاقتصاد، فمقدار ما ترتاح الاجواء السياسية اقله على مستوى التخاطب مقدار ما ينعكس ذلك استقرارا وازدهارا ويعزز ثقة المستثمرين اللبنانيين الموجودين في الخارج، وكذلك ثقة اصدقائهم وشركائهم".

ودعا الرئيس سليمان الى "الصمود لان من اختار البقاء في لبنان اختار تلقائيا التضحية، وهناك كثيرون ضحوا في شتى المجالات والقطاعات".

واستقبل رئيس الجمهورية بعد ذلك وفدا من قيادة حزب "وعد" ضم السيدين جوزف حبيقة وانطوان نعمة، حيث وضع الوفد الرئيس سليمان في اجواء انتخابات الحزب الاخيرة وفوز السيد حبيقة برئاسة الحزب بالتزكية.

وزار بعبدا بعد ذلك وفد من جامعة الجنان في طرابلس برئاسة الدكتورة منى حداد وعمداء الكليات ورؤساء اقسام فيها، حيث اطلع الوفد الرئيس سليمان على نشاطات الجامعة وروزنامة عملها، وعلى توسيع دائرة علاقاتها وانضمامها إلى اتحادات جامعية عربية ودولية وأبرزها اتحاد الجامعات الفرانكوفونية.

بدوره نوه الرئيس سليمان ب"الجهد الذي تبذله الجامعة في تأهيل الشباب اللبناني من حيث توسيع ثقافة التنوع وترسيخها، وخصوصا ان اللبناني ينشأ على هذا التنوع الذي يميز لبنان ومجتمعه وتواصل عاداته وتقاليده التي هي ثقافة مكتسبة، وعلى الجامعة ان تجعل من هذه الصورة قناعة طوعية لدى الجامعيين وميزة تشكل قيمة مضافة تسهِّل تأهيل الطالب ليصبح مفيدا ومنتجا لمجتمعه وبلده".

 

البطريرك صفير ترأس الاجتماع الشهري لنوابه العامين

وطنية- 10/12/2008(متفرقات) ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير اليوم، الاجتماع الشهري الدوري لنوابه العامين وعرض معهم شؤونا كنسية وراعوية.

 

الوزير المر استقبل السفيرة سيسون

وطنية- 10/12/2008(سياسة) استقبل وزير الدفاع الوطني المحامي الياس المر في منزله في الرابية بعد ظهر اليوم، سفيرة الولايات المتحدة الاميركية في لبنان ميشيل سيسون وعرض معها الاوضاع العامة.

 

إزاحة الستارة عن تمثالين للدكتور دبغي في الاشرفية ومرجعيون

وطنية- 10/12/2008 (متفرقات) تحتفل الجامعة الاميركية للعلوم والتكنولوجيا (AUST) بإزاحة الستارة عن تمثالين أقامتهما للدكتور مايكل دبغي خلال احتفالين:

الاول يوم الاثنين 15 كانون الاول 2008 في "حديقة المبدعين" التابعة لحرم الجامعة في الاشرفية (مقابل إذاعة "صوت لبنان") في احتفال يبدأ بعرض وثائقي عن المحتفى به (من إعداد دائرة العلاقات العامة في الجامعة) تليه كلمات لرئيسة الجامعة هيام صقر، ولجورج زاخم (باسم اصدقاء المحتفى به)، كلمة العائلة تلقيها زوجته كاثرين مايكل دبغي، الساعة 11,30 صباحا في المبنى (A) للجامعة، قبل الانتقال الى "حديقة المبدعين". الثاني يوم الثلاثاء 16 كانون الاول 2008 الساعة 11,30 في بلدية جديدة مرجعيون، يبدأ بكلمة القائمقام وسام الحايك، ثم الشريط الوثائقي، يليه كلمة رئيسة الAUST هيام صقر، ثم كلمة العائلة يلقيها الاستاذ موريس دبغي، فكلمة محافظ النبطية القاضي محمود المولى، تليها إزاحة الستارة في الباحة الرئيسية عند مدخل البلدة.

 

الاعتداء على سيارة القاضي محمد بيضون

وطنية-10/12/2008(أمن) أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" الياس شاهين ان سيارة شفروليه رباعية الدفع رقمها ع/940 يملكها القاضي في مجلس الشورى محمد طلال بيضون ، تعرضت ليل امس للاعتداء بكسر الزجاج الامامي الايسر اثناء توقيفها قرب الضمان الاجتماعي في بدارو. وعلى الفور بدأت التحقيقات بالحادث لمعرفة الفاعل. يذكر ان القاضي بيضون هو خارج البلاد لاداء فريضة الحج في مكة المكرمة .

 

كارلوس اده: العماد عون يسخر الكنيسة لمصالح انظمة ونتمنى ان لا تفتح ابواب الصرح البطريركي امامه

وطنية-10/12/2008(سياسة) رأى عميد حزب "الكتلة الوطنية" كارلوس اده في بيان انه "بعيدا عن المظاهر المسرحية والاحتفالية التي رافقت زيارة العماد ميشال عون الى سوريا والتي نظمها النظام السوري خدمة لمصاله الخاصة، يبدو ان الجنرال عون قد اكتسب من هذه الزيارة ومن التي سبقتها الى ايران كيفية تسخير الكنيسة خدمة لمصالح الانظمة التوتاليتارية، وذلك على غرار ما فعله "هتلر" مع الكنيسة البروتستانتية الالمانية". أضاف:"ان الكنيسة المارونية ارتبطت تاريخيا بنشوء الكيان اللبناني وكانت في المرحلة الاخيرة ملهما اساسيا لثورة الارز، من هنا واذا صحت المعلومات ان الرئيس بشار الاسد حمل العماد عون رسالة الى بكركي، فاننا نتمنى ان لا تفتح ابواب الصرح امام حامل الرسالة، وقد تمنيت ذلك على البطريرك صفير شخصيا باتصال معه". وشدد اده على ان "الكنيسة المارونية هي رمز للحرية ولن تسمح للنظام السوري القمعي ان يستعمل الرموز الدينية خدمة لسياساته بواسطة حليفه الجديد العماد ميشال عون كما حصل خلال زيارته الى سوريا" داعيا اللبنانيين والقيادات السياسية والموارنة منهم بصورة خاصة "ان يتضامنوا مع هذا التمني وان ينقلوه بدورهم الى البطريرك دفاعا عن لبنان والكنيسة والنظام الديموقراطي الحر وحفاظا على دماء الشهداء".

 

الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر زار قيادة "اليونيفيل" في الناقورة: وجود اليونيفيل يشكل فرصة لتعزيز الجهود الهادفة الى وقف نار دائم

وطنية - 10/12/2008 (سياسة) زار الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر، الموجود الان في لبنان، مقر "اليونيفيل" في الناقورة حيث استقبله هناك القائد العام لهذه القوات اللواء كلاوديو غراتسيانو. الرئيس كارتر الذي قام بجولة جوية، على خط الانسحاب، التقى عناصر من قوات حفظ السلام المنتشرين في المنطقة، وكان له موقف رأى فيه: "ان انتشار "اليونيفيل" الى جانب القوات المسلحة اللبنانية، ساهم في نشر بيئة أمنية جديدة في جنوب لبنان، وقد اعترفت وأقرت بها كل من الحكومتين اللبنانية والاسرائيلية". اضاف: "يشكل وجود "اليونيفيل" فرصة لتعزيز الجهود الديبلوماسية والسياسية، الهادفة الى التوصل لوقف نار دائم ، والى حل طويل الأمد للنزاع"، داعيا الاطراف كافة "الى استغلال هذه الفرصة للعمل من اجل السلام". وقد شكر اللواء غراتسيانو الرئيس كارتر على دعمه مهمة "اليونيفيل"، وقال: "لا حاجة للتكلم حول تفاني الرئيس كارتر الطويل، في خدمة السلام، وحل النزاعات في الشرق الاوسط، ونحن نقدر جدا مساهمته في قضية السلام، التي تشكل "اليونيفيل" جزءا اساسيا منها". ورأى "ان وجود كارتر هنا برهان على دعم المجتمع الدولي لمهمتنا، وتأكيد على أهمية التزام الاطراف المستمر، بواجباتها المنصوص عليه في قرار مجلس الامن 1701". وكان الرئيس كارتر أطلع من اللواء غراتسيانو على الوضع في منطقة عمليات "اليونيفيل" وعلى عمل قوات حفظ السلام بالتعاون مع القوات المسلحة اللبنانية.

 

إصابة الوزير نجار في حادث سير إضافة إلى زوجته وسائقه ومرافقه وشخصين آخرين

وطنية - 10/12/2008 (متفرقات) تعرض وزير العدل البروفسور ابراهيم نجار، عند الثامنة من مساء اليوم، لحادث سير على الطريق البحرية قرب الهواليداي بيتش، أدى إلى إصابته وزوجته بجروح نقل على أثرها إلى المستشفى، كما أصيب سائقه ومرافقه، ووصفت حالة الأخير بالخطرة. وفي التفاصيل ان اصطداما وقع بين سيارة الوزير وهي من نوع مرسيدس وسيارة شيفروليه في داخلها رجل وامرأة، اصيبا أيضا بجروح استدعت نقلهما إلى المستشفى.

 

الوزير صلوخ نفى ما أشيع عن تعيين ميشال خوري سفيرا في دمشق: السفيران سيعينان قبل نهاية العام والأمور تسير وفق المرسوم

وطنية - 10/12/2008 (سياسة) نفى وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ، ما نشر نقلا عن وزارة الخارجية، حول تعيين سفير لبنان في قبرص ميشال خوري، سفيرا للبنان في سوريا. وقال إنه "لا علم للوزارة المقفلة منذ ثلاثة أيام لمناسبة عطلة عيد الأضحى المبارك بهذا الموضوع، ولم يصدر أي شيء من هذا القبيل". وأكد الوزير صلوخ: "أن السفيرين اللبناني في دمشق والسوري في بيروت، سيعينان قبل نهاية العام الحالي، ومكاتب السفارتين ستفتح في حينه". وأشار "إلى أن الأمور تسير وفق المرسوم لها، بناء لما تم الإتفاق عليه في قمة الرئيسن والبيان المشترك". ولفت "الى أن كل ما ينشر حول هذا الموضوع، يبقى في إطار التكهنات والتخمينات، إذا لم يصدر رسميا عن المعنيين في البلدين".

 

النائب هاشم: ارتفاع نبرة الخطاب السياسي سببه قانون الإنتخابات

ما يبين الحاجة إلى قانون وطني عادل يتبدل معه المنطق والرؤية

وطنية - 10/12/2008 (سياسة) اعتبر عضو كتلة التنمية والتحرير النيابية النائب قاسم هاشم، في تصريح اليوم، أن "عودة فريق 14 آذار لتوتير الأجواء السياسية، وحالة الهذيان التي سيطرت على بعض هذا الفريق، والمترافقة مع حملاته الموتورة، واستحضار محطات وتاريخ أصبحوا من الماضي، ليطاول الشركاء تارة، وعلاقات لبنان بأشقائه وأصدقائه تارة أخرى، ظنا من البعض في الفريق الشباطي، أن كل ما يفعله يمكن إستثماره كمادة إنتخابية، يساعده على استنهاض قواعد شعبية أصبحت واعية لمتغيرات وتطورات أرخت باستقرارها على الساحة السياسية". أضاف: "كل ما يجري هذه الأيام، وارتفاع نبرة الخطاب السياسي نتيجة طبيعية، لقانون إنتخابات قادر على بث الروح والحياة في الخطاب الطائفي والمذهبي والمناطقي، وهذا ما يبين الحاجة الوطنية الى قانون إنتخابات وطني، يتبدل معه الخطاب والرؤية والمنطق، ولا يكون ذلك إلا بقانون إنتخابات عادل، يعتمد لبنان دائرة واحدة وفق النظام النسبي". واستطرد بالقول: "أما التنبؤات الي يطل بها كبار أهل الفتنة والمقامرة بلبنان ومصالحة، لم تأت بجديد، فلقد اعتاد اللبنانيون على هذه الأوركسترا وعزفها الحاقد العدائي، وبما يكشف نواياهم الخبيثة، حيث يفتشون عن مصالح ضيقة رخيصة ولو كانت إنتخابية، بعد أن غاب عن أذهانهم، أن لبنان بصيغته وقيمه لا يقوم إلا على الشراكة الكاملة، ولا يحكم إلا بالوفاق والتوافق، ولا أهمية لعدد كبر أم صغر، نيابيا كان أم وزاريا، إنه لبنان إن خانتكم الذاكرة، فعودوا الى بعض من رشدكم، وتلمسوا مصلحة اللبنانيين في ظل أوضاع إقتصادية وإجتماعية ضاغطة، والمسؤولون في خبر كان، ولا من يشعر ولا من يحزنون".

 

النائب عطاالله في حديث تلفزيوني:الدعوة الى تعديل الطائف

تسيء إلى المسيحيين لأنها تحمل في طياتهاالكلام عن المثالثة

وطنية - 10/12/2008 (سياسة) استغرب رئس حركة "اليسار الديموقراطي" النائب الياس عطا الله، في حديث إلى تلفزيون لبنان "الهجمة على اتفاق الطائف، والدعوة الى تعديله، في وقت تقف البلاد عند أبواب الانتخابات النيابية". وسأل: "بماذا نستبدل اتفاق الطائف. وهذه الدعوة الى تعديله تحمل في طياتها الكلام عن منطق المثالثة، الذي يحمل اساءة كبيرة للمسيحيين؟"، معتبرا أن النائب العماد ميشال عون "لم يظهر اي حرص على مصير لبنان، ومصير المسيحيين خصوصا انه اتخذ من دمشق، منبرا ليهاجم حكومته واتفاق الطائف". وأكد "ان قوى 14 آذار ستخوض الانتخابات، وفق برنامج موحد، وعلى هذا الاساس سنشكل لوائح، تحترم كل الخصوصيات"، مضيفا أن هذه القوى "ستبذل كل الجهود لحصول الانتخابات في موعدها".

 

النائب مخيبر الى واشنطن لمناقشة الوضع اللبناني

وطنية- 10/12/2008(سياسة) غادر النائب غسان مخيبر الى العاصمة الاميركية واشنطن للمشاركة في مؤتمر بتنظيم من مؤسسة "اسبين" لمناقشة الوضع اللبناني، خاصة ما يتوقع ان يطرأ فيه من جديد بعد الانتخابات النيابية المقبلة. يشارك في المؤتمر عدد من السياسيين والباحثين اللبنانيين، بالاضافة الى عدد من الباحثين الاميركيين وممثلين من الادارة الاميركية الحالية، وتترأس المؤتمر وزيرة الخارجية الاميركية السابقة مادلين اولبرايت.

 

النائب فرعون: نحن في حاجة لزيارات الى سوريا تحظى بتأييد واسع واجماع

لا الى زيارات تخرجنا عن الإجماع وتطرح علامات استفهام حول الأثمان السياسية

وطنية - 10/12/2008 (سياسة) التقى النائب ميشال فرعون بدعوة من المختار ميشال نصر أهالي منطقة الصيفي وتداول معهم في الشؤون السياسية والانتخابية والاجتماعية والإنمائية التي تخص المنطقة. وأكد النائب فرعون "اننا في حاجة في هذه الفترة لزيارات رسمية الى سوريا "بأجندة" تحظى بتأييد واسع وتعكس الإجماع وتتابع نتائجها على صعيدي الحكومة والرأي العام لا سيما لجهة الملفات العالقة. ولسنا بحاجة الى زيارات تخرجنا عن الإجماع وتطرح علامات استفهام حول الأثمان السياسية، وقد تأتي معاكسة للمصلحة الوطنية في المستقبل، لان المسائل الاساسية المطروحة التي اتفق عليها على طاولة الحوار هي مرتبطة بالعلاقات اللبنانية -السورية مباشرة، وتحتاج الى تضامن داخل الحكومة وخارجها لتطبيقها.

وتساءل: كيف تتساهل أطراف موجودة في الحكومة وكانت على طاولة الحوار في فتح ثغرات وحالات تجاذب مع الجانب السوري في مسائل حفلت بالإجماع، ومنها مثلا مسألة بدء ترسيم الحدود اليوم في مزارع شبعا تمهيدا لتحديدها لاحقا بعد الانسحاب الاسرائيلي، فهذا أمر غير بسيط ويدخل في صلب القرارات الدولية والنقاط السبع والمصلحة والاستقرار اللبنانيين.

كما تساءل كيف نستطيع ان نتطرق بشكل جانبي الى بت مسألة المعتقلين في السجون السورية، ونكثف الزيارات غير الرسمية وغير المنسقة قبل إنهاء ملف العلاقات الديبلوماسية،او دون التطرق الى قرار آخر اتخذ بالإجماع، حول مسألة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات الذي يخص في جانب منه النظام السوري، خصوصا وان بعض هذه المواقع يقع على الحدود اللبنانية -السورية .

ورأى النائب فرعون "اننا من خلال هذه الزيارات غير المنسقة نعطي انطباعا داخليا وخارجيا بان الوضع طبيعي، في وقت لا تزال المسيرة السيادية والقضايا الاساسية في لبنان مرهونة بحل هذه المسائل التي تصوب العلاقات وتحصن الاستقلال، تمهيدا لبنائها على أسس سليمة تصب في مصلحة البلدين"، مشددا على ان تستعمل المنابر في لبنان وسوريا لتوضيح مطالب الشعب اللبناني المحقة بالإجماع الى الشعب السوري وليس لتبسيط هذه المطالب، ولو أتى الخطاب على قاعدة صديقك من صدقك، او حليفك من صارحك".

وشدد على ان مسؤولية الحكومة والاطراف الممثلة داخلها امام الرأي العام والتاريخ، هي بتفعيل قرارات الحوار ومنع الانزلاق او التفريط بهذه المسائل باتجاه يضر بالمصلحة الوطنية العليا، كما ان هذه القضايا التي تخص البلدين ليس لها طابع مسيحي خاص، بل لها طابع وطني بامتياز.

ورأى انه كما هناك ضرورة لإتمام المصالحات اللبنانية -اللبنانية، نرى ان تقدم الحلول هو أساس في تطوير العلاقات وقلب صفحة الماضي الذي لا نزال نعيش نتائجه. وفي موضوع الانتخابات النيابية قال فرعون :"اذا كان موعد الانتخابات في أوائل حزيران فهناك ضرورة للاتفاق على لوائح موحدة وبرنامج سياسي موحد قبل ثلاثة أشهر على الاقل من موعد إجرائها، لاستكمال المسيرة السيادية التي تحتاج الى الوضوح في طرح المواضيع بما فيها المواضيع التي حظيت بإجماع الشعب اللبناني، ومنها المسائل المرتبطة بقرارات الحوار والعلاقات اللبنانية -السورية، في وقت نرى ان قوى 8 آذار لا تزال تعرقل الحلول في بعض محطات تطبيق قرارات الإجماع، وتؤكد الانطباع ان لها "أجندة" مرتبطة بصراع إقليمي، وخارجة على الإجماع اللبناني".

 

النائب السعد: طرح النائب عون تعديل الطائف خطير جدا ودخول في المجهول

عدم احترام مواعيد الاستحقاقات يشكل طعنا في صميم النظام الديموقراطي

وطنية - 10/12/2008 (سياسة) رأى عضو اللقاء الديموقراطي النائب فؤاد السعد في حديث الى "صوت لبنان" "ان طرح النائب العماد ميشال عون تعديل الطائف خطير للغاية ويشكل نوعا من الدخول في المجهول، والتعديل في الوقت الحالي غير وارد"، وقال: "فتح ملف اتفاق الطائف جاء للتعليق على كلام الجنرال عون في سوريا الذي يطالب فيه بتعديل الدستور، في حين انه يعرف انه تسبب بحرب داخلية لبنانية لاكثر من 15 عاما، لنتوصل الى تعديل الدستور دستور 1926 واعتماد تعديلات الطائف". وسأل: "هل يريد الجنرال عون حربا ثانية لتعديل الطائف، الان وهو يعلم ان اي حرب تنشب هذه المرة ولاي سبب كان ستكون اكثر ضراوة بكثير من الحرب السابقة اي حرب العام 1975. كلام الجنرال عون عن تعديل الطائف ليس جديدا. فهل الظروف الحالية مؤاتية لهكذا تعديل في حين اننا لسنا قادرين على التوافق حول ابسط قانون مطروح وابسط تعيينات وترقيات او مناقلات؟". واشار الى "ان هناك مسعى لدى 14 آذار لتكون صفوفها موحدة، والاطلالة على المواطنين بلوائح موحدة"، مؤكدا "ان الانتخابات ستحصل لا محالة"، وقال: "اليوم اصبحنا نتباهى ونعتبر اننا حققنا انتصارا لمجرد اننا تمكنا من تحقيق اي استحقاق، فالمجلس الدستوري حاليا غير موجود، وهيئة المصرف المركزي لم تعين، ومجلس القضاء الاعلى لم يصدر ايضا مرسوم تأليفه وهذه مشكلة عالقة منذ عهد الرئيس السابق اميل لحود". وختم، معتبرا "ان الخروج عن اي استحقاق او عدم احترام اي تاريخ او مهلة منصوص عليها في الدستور والقوانين يشكل في حد ذاته طعنا في صميم النظام الديموقراطي".

 

اسرار الصحف الصادرة صباح اليوم الاربعاء في بيروت 10 كانون الاول 2008

المستقبل

ترك حادث أمني ذيوله على المنطقة الساحلية المحيطة به لجهة زيادة شعبية طرف وإضعاف شعبية طرف آخر.

وزير سابق لعب دوراً لولبياً في تأمين زيارة رئيس تيار سياسي لدولة مجاورة، كوفئ بوضع اسمه كوديعة في اللائحة الانتخابية لصاحب الزيارة رغم تمنّعه سابقاً عن ذلك.

رئيس دولة مجاورة كثير التدخل في الانتخابات التشريعية اللبنانية وعد حزباً عقائدياً بسبعة نواب وحزباً عقائدياً آخر بثلاثة.

 

عون: لم أذهب إلى دمشق لبحث ملف المفقودين.. ذهبت كما عدت صديقًا لسوريا

الاربعاء 10 كانون الأول 2008/لبنان الآن

أكد رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون أن من واجبه اطلاع رئيس الجمهورية ميشال سليمان على ما حصل خلال زيارته الى سوريا. وقال: "نحن لسنا في حالة من التنافس مع الرئيس سليمان بل نحن في خط سياسي واحد لاسيما أنه المؤتمن على تنفيذ الدستور". عون، وبعد اجتماع للتكتل في الرابية، إستغرب الحملة على زيارته الى سوريا وربطها بالانتخابات المقبلة، وقال ردًا عليها: "سنأتي ببعض الناخبين من حمص وحلب كي يصوتوا لنا في المتن ومناطق اخرى، ونحن نبحث الان في وسائل النقل". عون الذي قال " نحن لا نأخذ الاستقلال لا من الولايات المتحدة ولا من فرنسا ولا من سوريا، بل عندما نتصرف كمستقلين تعاملنا الدول كافة كمستقلين"، توجه الى اللبنانيين قائلا: "أطمئنكم الى مستقبل جيد مع سوريا". وعن الوعود السورية التي حصل عليها في ملف المفقودين، أجاب عون إنه لم يذهب الى سوريا للبحث في هذا الملف لأنه "من صلاحية اللجنة المختصة بهذا الموضوع". وأضاف "ذهبت الى سوريا مستقلاً وعدت مستقلاً، وذهبت كما عدت صديقًا لسوريا". وجزم عون أن "سوريا لن تعود الى لبنان، والسوريون مستعدون للبحث في كل ما يزعج اللبنانيين، لكن لا يمكن للحكومة شتم سوريا ثم مطالبتها بالتفاوض". مشيرًا الى أن "ما حصل في عهد الرئيس اميل لحود من قلة أدب تجاهه وتجاه سوريا لن يتكرر". 

 

حادث الجديدة نموذج لما يحضر للمناطق المسيحية

موقع تيار المستقبل/الحادث الذي جرى في منطقة جديدة المتن بين مناصرين مفترضين لـقوى 7 أيار وأهالي المنطقة، ليس الاول ولن يكون الاخير، واستناداً الى معلومات موثوقة فهذه القوى قررت على ما يبدو، خوض المنازلة في الشارع بالوكالة عن حليفها المتهالك "التيار العوني" الذي ما عاد يستطيع شيئاً في المناطق المسيحية سوى كتابة التقارير الامنية والاستخباراتية ورفعها بالتواتر الى قيادات التيار الامنية المتمركزة في الضبية، التي تحيلها بدورها الى أجهزة امن تلك القوى .

ويعود دخول هذه القوى إلى خط الشارع في المناطق المسيحية الى تاريخ 23 كانون الثاني 2007 او ما اصطلح على تسميته "الثلاثاء الاسود" عندما نزل "العونيون" الى الشوارع محاولين فرض الاضراب وقطع الطرق بالقوة، فكان ان بادر شباب "القوات اللبنانية" الى التصدي لهم ومنعهم من انجاز ذلك عند نقطة نهر الكلب وقرب موقع نهر الموت. في تلك الايام جن جنون عون، فجمع اركانه وعمد الى تقسيم المناطق المسيحية عسكرياً، وعهد بمسؤوليتها الى عسكريين متقاعدين، في حين تولى عدد من حلفائه عمليات التسليح التي وصلت الى توزيع عشرة الآف قطعة سلاح خفيف إلى "عونيين" خضعوا إلى عمليات تدريب في معسكرات في البقاع الشمالي.

وكلف عون المقدم المتقاعد ف. أ. تشكيل جهاز امن لجمع المعلومات وتركيب شبكات استخباراتية، وتولى الضابط المتقاعد د. ر. تشكيل فرقة "الصقور" التي تضم 250 عنصراً من عسكريي الجيش المتقاعدين وغالبيتهم من عكار لحماية مقر سكن عون اضافة الى القيام بمهمات خاصة.

لكن كل هذه التركيبة الامنية العسكرية الاستخباراتية لم تقنع حلفاء عون بأن" التيار العوني" اصبح قادراً على خوض المواجهة مع القوى المسيحية الاخرى، لذلك لم تصدر الاوامر الى القوى العونية شبه العسكرية بالنزول الى الشارع في احداث 7 ايار وفضل عدم الزج بها في معركة كانت ستنتهي في غير مصلحتها في مواجهة محازبي "الكتائب" و"القوات" و"الاحرار" الذين يملكون تجارب قتالية سابقة خلال سنوات الحرب الاهلية. وتقرر اعتماد منطق جديد يقوم على تحريك المحازبين في قلب المناطق الشرقية انطلاقاً من الغطاء المعنوي والسياسي الذي يوفره النائب ميشال عون ومناصروه الذين لا يرون مشكلة في رؤية طوابير "قوى 7 أيار" تقمع القوى المسيحية المعارضة لسياستهم.

واستناداً الى هذا الوضع، يتحرك هؤلاء المحازبون انطلاقاً من رويسات الجديدة ومن مواقعهم في جبيل وعمشيت حيث ينتشرون جنباً الى جنب مع "العونيين". وكذلك في كسروان حيث يتحركون بكل حرية بالتعاون والتنسيق مع "العونيين" ايضاً، اضافة الى زحلة التي نجحوا في تطويقها انطلاقاً من بلدة الكرك المجاورة خلال الاحداث بين سعدنايل وتعلبايا وحولوا عاصمة البقاع رهينة في ايديهم يعتدون فيها احيانا على معارضي سياساتهم ويتصدون لهم والهدف نشر مناخ من الارهاب والخشية لدى المسيحيين من اجل الوصول بصناديق الاقتراع الى نتائج مضمونة للوائح الجنرال الناطق باسم اسياده

 

"فتح الاسلام": العبسي أسر أو قتل من قبل المخابرات السورية و" تيار المستقبل" كافر

المصدر: موقع سايت

اعلن تنظيم " فتح الاسلام " أن مصير أميره شاكر العبسي مجهول وهو ربما " أسر أو قتل من قبل المخابرات السورية " . ووصف " تيار المستقبل " بأنه " حزب كافر ومرتد " نافياً تلقيه أي دعم منه . ففي بيان أصدره تنظيم" فتح الاسلام" ، ونشره المركز الاميركي لمراقبة المواقع الاسلامية "سايت"، اعلن أن" اميره شاكر العبسي أسر او قتل من قبل الاستخبارات السورية، وعيّن خلف له أبو محمد عوض". وأوضح المركز الاميركي ان البيان الذي يصعب التحقق من صحته، نشر على مواقع اسلامية على شبكة الانترنت في 8 كانون الاول.  وأشار البيان الى" ان العبسي قد فرّ الى سوريا مع اثنين من رفاقه بعد اقل من شهرين على استيلاء الجيش اللبناني على مخيم نهر البارد، وحاول اعادة بناء التنظيم من جديد واعادة قنوات الاتصال بالاخوة في العراق وافغانستان" . أضاف البيان: " في يوم من الايام، كان الشيخ على موعد مع اناس قالوا انهم يستطيعون ايصاله بالاخوة في العراق، ولكنه فوجىء بكمين نصب له وكان برفقته اخوان، وقد حصل اشتباك. وحوصرت المنطقة من قبل مخابرات الدولة، وتم التعتيم على هذا الامر، ولغاية هذه اللحظة لا نعلم اي اخبار عن الشيخ ورفاقه، هل هم أسرى او شهداء". ولم يحدد البيان متى حصل هذا الاشتباك. وانتقد التنظيم في بيانه النظام السوري، قائلا انه "بني على جماجم العباد وارتوى من دماء اهلنا في سوريا ".

 

لبنان إختار أول سفير له في سوريا 

أ. ف. ب.

 بيروت: قال مصدر في وزارة الخارجية اللبنانية الأربعاء أن لبنان سيعين سفيره في قبرص حاليا ميشال الخوري كأول سفير له في دمشق بعد شهرين تقريبا على إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين. واوضح المصدر "من المتوقع ان يقترح مجلس الوزراء خلال اجتماعه المقبل اسم ميشال الخوري سفير لبنان الحالي في قبرص، كسفير في دمشق". وقال الخوري وهو سفير لبنان في قبرص منذ خمس سنوات ردا على اسئلة وكالة فرانس برس "لم يتم الاتصال بي رسميا حول هذا الموضوع" رافضا اي تعليق اخر. ووفق الاجراءات المرعية، يجب ان يوافق مجلس الوزراء على اسم السفير ومن ثم اقتراحه على الحكومة السورية للموافقة عليه قبل ان يعين رسميا. وكان الخوري (59 عاما) سفيرا لبلاده في لاهاي وشغل عدة مناصب دبلوماسية رفيعة المستوى في بريطانيا والبرازيل والمكسيك. وسبق ان شغل منصب مدير الشؤون الادارية والمالية في وزارة الخارجية. ونقلت الصحف اللبنانية عن مصادر دبلوماسية في بيروت هذا الاسبوع ان سوريا قررت تعيين سفيرها في مدريد مكرم عبيد سفيرا لها في بيروت. واعلن لبنان وسوريا في 15 تشرين اولال/اكتوبر اقامة علاقات دبلوماسية بينهما للمرة الاولى منذ استقلال البلدين قبل اكثر من ستين عاما.

 

التيار الوطني» يصّر على تغيير الطائف وبري يشترط الإجماع لتعديله

لبنان يختار الأسبوع المقبل سفيره في دمشق وساركوزي يزور بيروت في 6 الشهر المقبل

بيروت - محمد شقير - الحياة - 10/12/08//

لم تجزم مصادر وزارية لبنانية رفيعة ما إذا كان تبادل السفيرين بين لبنان وسورية سيتم قبل نهاية هذه السنة، أو أن هذه المسألة ستبقى عالقة وستدرج في صلب المحادثات التي سيجريها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مع نظيره اللبناني العماد ميشال سليمان في بيروت في السادس من كانون الثاني (يناير) المقبل، بحسب ما أكدت لـ«الحياة» جهات سياسية مواكبة للتحرك الفرنسي في اتجاه بيروت ودمشق، مضيفة: «أن زيارته لن تشمل سورية كما تردد سابقاً».

وقالت هذه المصادر ان ساركوزي سيلتقي كبار المسؤولين اللبنانيين، وعلى رأسهم الرئيس سليمان، وسيقوم  بزيارة خاطفة للجنوب لمعايدة القوات الفرنسية العاملة في «يونيفيل» بمناسبة حلول السنة الجديدة.

ولفتت الى أن محادثات ساركوزي وسليمان ستتركز على نقطتين أساسيتين: الأولى، التحضير لزيارة الأخير الرسمية لباريس يومي 16 و17 آذار (مارس) المقبل، والتي تأتي في إطار تعزيز التعاون بين البلدين تأكيداً للدعم الفرنسي للبنان في المجالات كافة.

أما النقطة الثانية فتتعلق بإجراء ساركوزي مع سليمان مراجعة مشتركة لما آلت اليه العلاقات اللبنانية - السورية في ضوء الاتفاق الذي توصل اليه الأول مع نظيره السوري الرئيس بشار الأسد في باريس في تموز (يوليو) الماضي، ووضعا خلاله خريطة الطريق لمسار هذه العلاقات.

وأوضحت المصادر أن ساركوزي سيسعى للتأكد عن كثب من مدى التزام الأسد بالتعهدات التي قطعها بالنسبة الى تنقية العلاقات اللبنانية - السورية، على قاعدة الاحترام المتبادل بين البلدين والمضي قدماً في الخطوات التي من شأنها حماية استقلال لبنان وسيادته.

وكشفت أن مجلس الوزراء يتجه في جلسته الأسبوع المقبل الى تعيين سفير لبنان لدى سورية، وقالت إن لدى الوزراء رغبة بترك أمر تسميته لرئيس الجمهورية الذي يفضّل أن يكون من داخل ملاك وزارة الخارجية. وإذ أكدت أن اختيار السفير سيتم من بين مرشحين اثنين هما السفير في وزارة الخارجية جورج صيام أو السفير في قبرص ميشال خوري، قالت في المقابل إن ترك تعيين السفير لرئيس الجمهورية من شأنه أن يقطع الطريق على التأخر في إنجاز تبادل السفيرين بذريعة أنه موضع انقسام داخل الحكومة.

واستقبل سليمان أمس زعيم التيار الوطني الحر الجنرال ميشال عون الذي صرح بعد اللقاء بانه رئيس الجمهورية في أجواء الأحاديث التي تبادلها مع المسؤولين السوريين «وطبعاً لا يوجد تناقض بيننا في هذا الموضوع ونحن لدينا ذكريات معاً، نحن والرئيس خططنا لجولات لاحقة». وغمز من قناة الأكثرية في البرلمان لهجومها على الزيارة، وقال: «ليس لديهم أي شيء إيجابي يقدمونه الى الشعب اللبناني سوى أن يخيفوا اللبنانيين من بعضهم أو يخيفوهم من جيرانهم».

وأبلغت مصادر في بعبدا «الحياة» أن عون وضع رئيس الجمهورية في أجواء زيارته سورية «وجرى الحديث في شأن الإفادة من كل اللقاءات لاستكمال المصالحات بين الأطراف اللبنانيين مع اقتراب موعد عقد جلسة الحوار الوطني في 22 الجاري في بعبدا».

وتزامن دفاع عون عن زيارته سورية مع استمرار القيادي في «التيار الوطني الحر» نائب رئيس الحكومة عصام أبو جمرا مطالبته بتعديل اتفاق الطائف بذريعة ان شريحة كبيرة من اللبنانيين رفضت الاتفاق، وانه أقر تحت «ضغط الطائرات والقذائف». واعتبرت مصادر رفيعة في الأقلية النيابية أن هذا الموقف يصب في سياق التحضير للانتخابات النيابية في الربيع المقبل للإيحاء منذ الآن للمسيحيين بأن عون هو وحده القادر على استرجاع صلاحيات رئيس الجمهورية المأخوذة منه في اتفاق الطائف.

واستبعدت مصادر عون استعداده لسحب مطالبته بتعديل اتفاق الطائف من التداول، رغم الموقف الرافض لرئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي كرر أمس، أمام زواره في المصيلح (الجنوب): «نحن نتمسك بالطائف بغض النظر عن أن لا شيء مقدساً في الدستور، والتعديل يحتاج الى توفير المناخ السياسي المؤاتي له. وهذا غير قائم الآن مع أن التعديل يحتاج الى إجماع اللبنانيين باعتباره أمراً ميثاقياً».

وأكد بري أمام الحشود التي زارته مهنئة بعيد الأضحى: «ان الطائف أرسى المشروع التأسيسي للبنان الجديد ونحن ملتزمون به على رغم أن الاختلاف السياسي مستمر، لكن هذا لا يبرر طرح التعديل في الوقت الحاضر، لا سيما أن الطائف يعتبر نقطة الارتكاز الرئيسة في الدستور ومن غير الجائز المساس بها ما لم يتبدل الجو السياسي من ناحية ويحظى بتوافق لبناني». وأكد بري ان «الانتخابات النيابية ستحصل في موعدها».

وكان لافتاً حجم الوفود الشعبية التي استمرت أمس ولليوم الثاني على التوالي في التوافد الى المصيلح وكأنها حضرت لإحياء تقليد الاستقبالات الذي انقطع عنه بري في السنوات السابقة من جهة، وللإعلان عن وقوفها الى جانبه في هذا الاستقبال الذي تحول الى استفتاء داعم لتوجهات رئيس المجلس الذي يستعد من خلال «حركة أمل» لخوض الانتخابات النيابية على قاعدة إصرارها كما قال أكثر من قيادي فيها لـ«الحياة» على أنها «ليست مستعدة للتنازل من كيسها لأحد وانها مع العمل للفوز، مع حلفائها، بالأكثرية في البرلمان لكن من دون المساس بحصتها

 

أبو جمرا يعتبر أن «الطائف» فُرض بقذائف الطائرات وحرب وشمعون «يذكرانه» بأنها كانت سورية

بيروت -الحياة  - 10/12/08//

لا تزال القوى السياسية في لبنان منشغلة بموضوع اتفاق «الطائف» عقب التصريحات التي أطلقها رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون من دمشق، ودعا فيها إلى «اعادة النظر فيه». وعلى رغم تأكيد رئيس المجلس النيابي نبيه بري، تمسكه بالطائف وتأكيده، بحسب أوساطه، أن «المناخ للنظر فيه غير موات، وأنه حظي بإجماع لأنه كان الاساس للدستور الجديد بعد الاتفاق، وأنه مشروع تأسيس ملتزمون به»، فإن وزراء عون ونوابه ما زالوا يرددون موقفه، فيما أعلن نائب رئيس مجلس الوزراء عصام أبو جمرا (قيادي في «التيار الوطني الحر») أمس، «رفض شريحة كبيرة من اللبنانيين الطائف وأنه فرض بقذائف الطائرات والمدافع»، في إطار رده على موقف مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني الذي قال في خطبة عيد الأضحى أول من أمس إن «اللبنانيين جميعاً توافقوا في ما بينهم على ان اتفاق الطائف كان اتفاقاً عمل من أجله اللبنانيون».

وكذلك أعلن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أن «اللبنانيين توافقوا على «الطائف» والكلام عن تعديله ليس فيه مصلحة على الاطلاق، والنظر فيه ينتظر الظروف والأوضاع الملائمة».

وجاء في رد أبو جمرا على الشيخ قباني في بيان صادر عن مكتبه: «للحقيقة والتاريخ وكي يكون الكلام دقيقاً، نؤكد أن شريحة كبيرة من اللبنانيين رفضت الاتفاق المذكور نتيجة رفض تعديل بعض بنوده لتتناسب الصلاحيات مع المقامات، ما ادى الى نفي حكومة العماد ميشال عون العسكرية وتعرض المؤيدين لها للملاحقة والتعذيب والسجن طيلة 15 عاماً، كما لا بد من التذكير بأن الاتفاق فرض بقذائف الطائرات والمدافع والدبابات».

ورد النائب بطرس حرب على أبو جمرا، قائلاً إن «المدافع كانت سوريةً، طبعاً القصف الذي كان حاصلاً آنذاك بين الجيش بقيادة العماد عون والجيش السوري، وهذا ما دفعنا إلى الذهاب للتفتيش عن حل». وأضاف في تصريح أمس: «ان ما اتفقنا عليه في الطائف لم يكن تحت وطأة المدافع المباشرة، انما كان نتيجة للمواجهة العبثية التي حصلت آنذاك والتي لم تؤد الى تحرير لبنان بل زادت لبنان احتلالاً وسيطرة وهيمنة وأدت بالنتيجة إلى دخول الجيش السوري الى القصر الجمهوري ووزارة الدفاع، وهذا كنا في غنى عنه لو أن العماد عون لم يبق في القصر الجمهوري ولو وافق على نتيجة الطائف». وقال: «بعد الانتخابات النيابية وفي حال أصر العماد عون على تعديل الطائف يمكن التعاون لتحسين هذا الاتفاق والدستور». وسأل رئيس حزب «الوطنيين الأحرار» دوري شمعون أبو جمرا: «لمن كانت تلك المدافع والطائرات؟ وهل باستطاعته تفسير الموضوع في شكل أفضل أمام اللبنانيين؟». وقال شمعون بعد لقائه المفتي قباني: «اتفاق الطائف ليس منزلاً، ومن الممكن أن يتم تغيير بعض النقاط التي تضمنها، ولكن ذلك لا يعني أن اليوم هو التوقيت المناسب للقيام بذلك».

وفي المواقف، أكد رئيس لجنة الادارة والعدل النائب روبير غانم «أن المواضيع التي تتعلق بطرح أحكام ميثاقية بدستور الطائف هي حساسة الى درجة انه يجب ان يكون هناك جو مناسب من التوافق بين جميع اللبنانيين او جميع القادة اللبنانيين على تعديل من هذا النوع في دستور الطائف من جهة، ومن جهة ثانية كلنا نعلم ان دستور الطائف لم يطبّق وما زلنا بانتظار إلغاء الطائفية السياسية وإنشاء مجلس الشيوخ وترسيخ موضوع اللامركزية الادارية وهي تدرس في اللجان ولكنها ستأخذ بعض الوقت». وقال غانم لـ «صوت لبنان»: «دستور الطائف طبق استنسابياً، ولذلك قبل ان يطبق في شكل كامل هناك المواضيع التي تتعلق بأحكام ميثاقية تتطلب إجماعاً وطنياً وإلا نكون قد دخلنا في المجهول». وقال عضو «كتلة المستقبل» النائب عمار حوري إن «اخطر ما سمعناه في الايام القليلة الماضية هو استسهال البعض تعديل اتفاق الطائف»، وزاد: «من الواضح ان هذا الاتفاق انهى الحرب الاهلية في لبنان، وهو اتفاق الاجماع اللبناني وبالتالي الحديث عن تعديله يحتاج الى إجماع وطني لبناني بكل ما للكلمة من معنى». وقال لـ «صوت لبنان»: «لا شيء يمنع تعديل اتفاق الطائف، فهو ليس كتاباً سماوياً وبالتالي إمكان تعديله متاح ولكن ضمن الأصول وقواعد الإجماع الوطني، يعني ان هناك خطوطاً عريضة حسمها الطائف بنهائية لبنان ككيان وبتعددية المجتمع اللبناني باحترام الحريات

 

عون ودور المسيحيين اللبنانيين

عبدالله اسكندر- الحياة - 10/12/08//

تفسيرات سياسية كثيرة أعطيت لزيارة العماد ميشال عون «الرئاسية» و «التاريخية» لسورية، ولنوعية «الحفاوة» الرسمية والشعبية التي رافقتها.

ذهب بعض خصوم زعيم «التيار الوطني الحرّ» الى ان الزيارة تأتي في اطار الاعداد للاستحقاق الانتخابي وتوسيع التمثيل النيابي لعون في المجلس النيابي المقبل لمصلحة التحالف اللبناني المؤيد لسورية. واستنتج خصوم آخرون ان الحفاوة المبالغ فيها تستهدف اساسا رئيس الجمهورية الذي يحاول ان يكون على مسافة واحدة من اطراف الصراع اللبناني، ومنع نشوء كتلة نيابية مستقلة توازن بين الخصوم وتدعم مسعى الرئاسة الى اعادة وضع العلاقات اللبنانية - السورية في اطار الدولة، في ظل التجاذب في شأن التمثيل الديبلوماسي وتبادل السفراء وترسيم الحدود الجغرافية والسياسية، وفي الاستحقاقات المقبلة خصوصا المحكمة الدولية لمقاضاة المشتبه بتورطهم بالاغتيالات السياسية في لبنان، والتي من المفترض ان تبدأ عشية الانتخابات البرلمانية.

وفيما سعى الحلفاء اللبنانيون لعون الى اعطاء الزيارة طابع الخيار السياسي الممانع والمقاوم والانفتاح والتصالح مع خصم سابق، شدد انصار الجنرال على طابع الزعامة المسيحية للرجل، في لبنان اولا وفي المشرق ثانيا، بدليل البرنامج الديني للزيارة والاستقبال الشعبي المسيحي خلاله.

كل التفسيرات السياسية، على أهميتها وخطورتها، وكل ما ينتج عن الزيارة من سعي الى التأثير في المعادلة الداخلية في الفترة المقبلة، على أهميته وخطورته، كل ذلك يظل في اطار تجاذب القوى في معادلة العلاقات اللبنانية - السورية. وكان يمكن لدمشق ان تجد شخصية أخرى للقيام بالدور الحالي لعون. وهي فعلت ذلك في منتصف سبعينات القرن الماضي عندما أعطت الأولوية لتحالفها مع «الجبهة اللبنانية» التي كانت تضم الزعامات المسيحية المناهضة للتحالف الفلسطيني - الجنبلاطي. كما ان لها علاقات حالية مع مسيحيين من اصحاب الزعامة القديمة. أي ان الزيارة لا تُختصر في مجرد اختراق سوري لجبهة خصومها في لبنان، وحصولها على تأييد قوة جديدة. فهذا تحصيل حاصل، في ظل المواقف التي اتخذها عون وكتلته النيابية في الازمات المتعاقبة منذ انتخابات 2005. وقد لا يستأهل هذا الهدف كل هذه «الحفاوة الرئاسية».

لعل اهمية الزيارة تكمن في ما أقنع عون به لجهة الزعامة المسيحية اللبنانية والمشرقية، والدفع في اتجاه دور المسيحيين في لبنان والمنطقة المشرقية.

لقد قيل ان الزيارة تعبّر عن انفتاح مسيحي على العرب (في تناقض مع الانعزالية التي وُصف بها المسيحيون المناهضون للسياسة السورية). لكنها المرة الاولى في تاريخ لبنان الحديث التي تعلن فيها زعامة مسيحية، باسم الانفتاح، الانحياز الى محور معين، هو هنا المحور السوري - الايراني. وذلك في قطع مع التقليد السياسي الذي كان يسعى الى النأي عن تجاذب القوى العربية - العربية، إن لم يكن منحازا الى الرياض والقاهرة.

اما اللقاء المسيحي اللبناني - السوري، اي محاولة ايجاد ارتباط سياسي بين مسيحيي لبنان ومسيحيي سورية، فإنه يندرج في اطار اعادة النظر في دور المسيحيين في لبنان. وفي الحال العونية دفعهم الى ان يكونوا مثل اخوانهم السوريين بالنسبة الى النظام في دمشق. علما ان هذا النظام يرفض في تطبيقاته الحصص الطائفية، ولا يعتمد الا الولاء المطلق لسياسته وتوجهاته من اجل الفوز بحصة فيه.

اما في لبنان حيث الحصص الطائفية وتوزيع المناصب مكرسة دستوريا، فسيكون أي سعي الى تغيير دور المسيحيين فيه، سعيا الى اخلال بالتوازنات. ولعل جملة واحدة قالها عون في سورية، من كل المحاضرات والخطب والمقابلات الكثيرة التي ادلى بها، تلخص المعنى الجديد المقصود بهذا التغيير. انها تلك المتعلقة باتفاق الطائف، خصوصا لجهة صلاحيات مجلس الوزراء حيث الحصة الدستورية السُنية. وفي ظل الانقسام الحالي في لبنان ونوعية الاستقطاب، يصبح استهداف موقع السُنة، بما هم لبنانيون وبما لهم من عمق عربي لا يتطابق حاليا مع المحور السوري - الايراني، مطلبا مسيحيا في المسعى العوني

 

ساركوزي في لبنان

رندة تقي الدين- الحياة - 10/12/08//

نيكولا ساركوزي قادم الى لبنان في مطلع السنة المقبلة ليهنئ القوات الفرنسية العاملة مع القوة الدولية في الجنوب بالسّنة الجديدة، وليتأكد من الرئيس ميشال سليمان أن لبنان يتعافى وأن مسعى فرنسا في انفتاحها على سورية يسجل نقاطاً على الأرض باتجاه السيادة والاستقلال.

فباريس حريصة على أن تكون خريطة الطريق التي رسمها ساركوزي مع سورية نحو الاعتراف بسيادة واستقلال لبنان قيد التنفيذ. وردد ساركوزي مراراً أمام كل المشككين بمسعاه أنه إذا فشل ولم تلتزم سورية بوعودها له سيستخلص النتائج ويكيّف سياسته معها. والأمل كبير في أن ينجح الرئيس الفرنسي من اجل لبنان، ولكن الشكوك مشروعة نظراً لتاريخ العلاقة بين البلدين، خصوصاً بعد مشهد استقبال سورية لعدوها السابق العماد ميشال عون وجعله ورقة اضافية في المسعى السوري لاستعادة الهيمنة السياسية على مسيحيي لبنان اضافة الى حلفها مع «حزب الله».

لا شك في أن التشكيك في مسعى الرئيس ساركوزي مشروع ولكن لا يمكن أيضاً إلا قبول هذه المحاولة والاشادة بها لأنه يريد التأكد بنفسه إذا كان على حق أو خطأ. والأمل في أن يكون ساركوزي على حق والآخرون على خطأ وذلك من أجل لبنان! هذا ما يتمناه كل لبناني يريد استقلال وطنه وانتهاء عصر القرار الضعيف فيه. فلماذا لا يدخل لبنان على غرار سورية في مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل؟ ما الذي يمنع أن يكون ساركوزي الجانب الوسيط لذلك كما يفعل الأتراك بين سورية واسرائيل، خصوصاً انه يرتبط بعلاقة صداقة قوية مع القيادات الاسرائيلية وخصوصاً مع بنيامين نتانياهو الذي يحتمل أن يكون رئيس الوزراء المقبل؟ هل سيبقى ذلك ممنوعاً على لبنان طالما أن سورية وحلفاءها اللبنانيين يمنعون ذلك؟ وهنا دور الرئيس الفرنسي مهم، فبإمكانه أن يكون رائداً في هذا المسعى الذي لا يعتقد أحد أنه معقول لكثرة ما تردد من أن لبنان ضعيف ورئيسه لا يتمكن من تجاوز حلفاء سورية لخوض مثل هذه المفاوضات!

لقد حقق اتفاق الدوحة انجازاً كبيراً من دون شك. فالسيّاح عادوا الى لبنان والفنادق مليئة والمطاعم تعج بالزبائن وهذا خير للبنان. اضافة الى أنه على رغم الدّين العام والوضع الاقتصادي والسياسي السيئ فقد بقي الوضع المالي في لبنان صامداً إزاء الكارثة المالية العالمية بفضل السياسة الحكيمة لحاكم المصرف المركزي اللبناني رياض سلامة. فمصارف لبنان استخدمت فقط 70 في المئة من ودائعها بطلب من البنك المركزي الذي أجبر المصارف على وضع 15 في المئة منها كاحتياطي اجباري لديه و15 في المئة على دفاترها. ومنع سلامة المصارف منذ خمس سنوات من أن تكون لها اصول فاسدة. ويعاني لبنان من مشكلة كبيرة هي الدّين العام وعدم القيام بالاصلاحات والهدر في قطاعي الكهرباء والمياه، أما الوضع المالي فهو متين والدليل على ذلك أن لبنان شهد تحويلات من الدولار إلى الليرة اللبنانية مما يشير الى الثقة بوضعه المالي.

لقد استطاع سلامة ان يستفيد من خبرته من المؤسسة التي جاء منها (كان في ميريل لينش) واختبر مشاكلها وهو غير مؤمن بالمضاربة وبالرافعة المالية ومدرك للأزمات والهزات التي يشهدها لبنان باستمرار. وهذا جعله يصرّ على ضمانة السيولة لتريح المصارف في جميع الأزمات. ولهذا نجح في التصدي لأزمة مالية عالمية كان بإمكانها أن تزيد الطين بلة في لبنان لولا المهمة التي ينبغي الاشادة بها والاعتراف بقدرة بعض اللبنانيين مثل سلامة على وضع استراتيجيات جيدة للبلد.

سيتمكن ساركوزي، عندما يزور لبنان في 6 كانون الثاني (يناير) المقبل، ان يرى كيف نهض هذا البلد الصغير في ظل أحوال مالية عالمية كارثية، مع انه عاش سنوات في مستوى نمو صفر في المئة. ولكن هل سيتمكن من ادراك مدى هشاشة الوضع السياسي فيه قبل شهور قليلة على انتخابات تشريعية قد تعيد الهيمنة السورية إليه؟ إن رهان ساركوزي مشكور ولكن رهانه بإمكانه أن يتغير بعد الانتخابات، مثلما حدث مع انتصار «حماس» في الأراضي الفلسطينية

 

أضعف الإيمان - سورية ولبنان القط وخنّاقه

داود الشريان-الحياة - 10/12/08//

زيارة زعيم التيار الوطني الحر العماد ميشال عون لسورية كانت نموذجاً مثالياً لفهم العلاقة المعقدة بين البلدين. فمنذ اعلان الزيارة، والى ما شاء الله، والاعلام اللبناني المعارض لها لم يتوقف عن وصفها وسبر ابعادها وتحليل نتائجها وذمّها بالندوات والمقالات والاهتمام الذي لم يفتر او يتوقف. واذا كانت دمشق استقبلت عون استقبالاً استثنائياً، فإن اعلام 14 آذار غطاها في شكل غير مسبوق. هل العلاقة بين بيروت ودمشق علاقة حب بصورة كره؟ طريقة تعامل اعلام الاغلبية مع الزيارة توحي بشيء من هذا، او قريب منه.

هناك مثل شعبي سعودي يقول: «اذا رأيته يسبّه فهو يحبّه»، وان شئت فهو متيّم به، او معجب. واللبنانيون يحبون سورية على طريقة القطط. القط يحب خنّاقه. في المقابل، يستمتع السوريون بهرش اللبنانيين لجلودهم. أحد الاصدقاء السوريين يقول اذا صحوت صباحاً ولم أجد في الصحافة اللبنانية مقالات ضد سورية اشعر بأن سورية لم تعد بلدا مهماً، واقلق على اللبنانيين والسوريين معاً، اشعر بأننا لم نعد نحب بعضنا. ويضيف، قبل سنوات كنت في مصر، وركبت في سيارة اجرة، وخلال مشوارنا في وسط البلد، وجدت ان السائق الكهل لا يتوقف عن معاكسة النساء في الشوارع والطرقات، وبطريقة لاذعة، وحتى الكبيرات لا يعتقهن. فيصيح بالعجوز قائلاً: يا حلو يا بتاع زمان انت. فقلت له يا اخي اتق الله، اترك معاكسة النساء ومضايقتهن. ضحك السائق الظريف وردّ: «باين عليك ابن حلال وعلى نياتك ما بتفهمش بالنسوان، اسمع يا باشا صحيح الستات تتضايق شوي من المعاكسة، ويبقى شكلها محموق وعاوزة تضربك بالجزمة القديمة، لكن صدقني لما تروح البيت تبقى مبسوطة اوي، والست اللي ما حدش يعاكسها يجيلها اكتئاب. عشان كدا انا وغيري نعاكس الستات لله، خدمة يعني، اي والله. تقدر تسميها خدمة اجتماعية، او نفسية سميها انت بمعرفتك. ويكمل الصديق السوري: علاقتنا باللبنانيين لا تختلف عن علاقة صاحب «التاكسي» بالستات في شوراع القاهرة، والفرق هو ان المعاكسة المصرية مضمونة العواقب، ودمها خفيف، اما معاكساتنا مع اللبنانيين ففيها «جليطة» وتسيل فيها دماء، وتقود الى محاكم دولية. وقديما قالوا: الضرب على قدر المحبة. لكن الصديق السوري لم يحدد من هو صاحب «التاكسي»، ومن هي الست في مشاهد المعاكسات الدموية بين اللبنانيين والسوريين. والشاطر يفهم

 

فرنجية: هل استقلالي من يقدم اعتذاراً ويطلب من الضحية أن تشكره على اعتذاره؟ 

الاربعاء 10 كانون الأول 2008/لبنان الآن

رأى رئيس "تيار المرده" الوزير السابق سليمان فرنجية ان "الحملات الانتخابية بدأت عند الاستقلاليين المراهنين على ضعف ذاكرة اللبنانيين"، وتساءل فرنجية: "هل الاستقلالي هو من غامر بأموال الناس فأفلس الدولة وأفقر الناس؟ أم الاستقلالي هو الذي اعترف أنه كان يكذب طوال عشرين سنة دفع في خلالها ابناء الجبل دماً وهجرة وتهجيرًا؟ أم الاستقلالي هو صاحب تاريخ من مجازر ودماء ومنها التواطؤ مع الاجهزة اللبنانية ـ السورية للدخول الى قصر بعبدا"؟.

فرنجية، وفي كلمة ألقاه ممثله عضو المكتب السياسي للمردة البير جوخدار في افتتاح مكتب للتيار في جبل لبنان، قال: "علينا ان نختار بين لبنان شركة لعائلة مالكة، او لبنان وطن يتشارك فيه الجميع، كما علينا ان نختار بين دولة قوية بجيشها ومقاومتها او دولة ضعيفة مستهدفة بشكل دائم من اسرائيل في اي نزاع اقليمي". وتابع: "قرار الناس أقوى من المخطط الذي أراد ان يُقسّم الوطن ويشرذم مسيحييه، ولا يمكن لإعلامٍ موّجه او تحريضي او مضلِّل ان يُصادر وعي الناس وأن يفرق بين ابناء الشعب الواحد في الوطن الواحد".

وأكمل سائلاً: "هل الاستقلالي هو من يُُعقد الصفقات السياسية والمالية على حساب الارض ومن جيبِ المواطن؟ اي كذبة هذه التي يمكن ان يتفهمها الاحياء ولكن بأي كلام نتوّجه الى ارواح الشهداء؟ هل نقول لشهدائنا انكم سقطتم نتيجة كذبة ارتضاها احدهم ام نتيجة انتظاره تغييراً في الرياح لكي يختار مركباً آخر او كذبةً اخرى؟ وأي استقلالي هذا يقدمُ اعتذاراً بمكابرة طالباً من الضحية ان تشكره على اعتذاره، بدل ان تسامحه على ارتكاباته؟ اي اعتذار هذا واجب علينا ان نقبله تحت عنوان تأدية الواجب الوطني، وحماك الله يا وطني من هكذا واجبات لم تجرّ الاّ الويلات! وهل الاستقلالي هو من كان يقف في الصف متوسلاً دوراً او مقعداً نيابياً او وزارياً على ابواب مكاتب المخابرات؟ فإذا نال فرح ومدح وإذا اخفق حرد من غير ان يقاطع لأن الامل موجود طالما بقوا مرتهنين منتظرين، ولكثرة ما ارتهنوا تعوّدوا ولم يعودوا يصدّقون ان هناك من لا يرتهن ولا يتبدّل او يتحوّل لان له تاريخاً مضيئاً ورصيداً من الصدق والمصداقية ما جعلكم تتخذون نهجه خياراً".

 

لحود بعد لقائه رايس: لا تطورات اقليمية على حساب سيادة لبنان

وكالات/شدد رئيس حركة التجدد الديمقراطي الوزير نسيب لحود على أن الدعم الاميركي للبنان راسخ لدى الحزبين الجمهوري والديمقراطي وأن واشنطن لا تزال ملتزمة بوعودها بتسليح الجيش اللبناني خلال الاشهر المقبلة. لحود، وبعد اجتماعه مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في واشنطن، أعرب عن تقديره للدعم الذي تقدمه الادارة الاميركية للبنان مشيرا الى استمرار الدعم للجيش اللبناني ولاستعادة حقوق لبنان في الغجر ومزارع شبعا واكد عدم حصول اي تطورات اقليمية على حساب سيادة لبنان واستقلاله. وكشف لحود لاذاعة "راديو سوا" عن التزام الحكومة الاميركية بتزويد الجيش اللبناني بدبابات ثقيلة من طراز ام-60 ومعدات اخرى".اما بالنسبة لتوجهات وزيرة الخارجية المقبلة هيلاري كلينتون اعتبر لحود ان الادارة الاميركية الجديدة ستلتزم بثوابت السياسة الاميركية تجاه لبنان والتي هي المحافظة على سيادة واستقلال لبنان". من جهة أخرى, اشار الوزير لحود الى ان "اللبنانيين مجمعون على اجراء الانتخابات النيابية المقبلة في موعدها وفي ظل القانون الذي اتفقوا عليه". وتستمر زيارة الوزير لحود لواشنطن بضعة ايام يلتقي خلالها عددا من المسؤولين الاميركيين.

 

حبيش: النظام السوري يتدخّل مباشرةً بالإنتخابات النيابية في عكار

وكالات/أكد عضو تكتل "المستقبل" النائب هادي حبيش أن النظام السوري بدأ التدخّل مباشرة في الإنتخابات النيابية في منطقة عكار من خلال الطلب من بعض الأشخاص التصويت لفريق "8 آذار" وللنواب السابقين المرتبطين بسوريا. حبيش، وفي حديثٍ لـ LBC، اعتبر أن حفاوة الإستقبال الرسمي والشعبي دلّت على الخدمة الكبيرة التي قدمها النائب ميشال عون للنظام السوري من خلال زيارته. وأضاف حبيش: "هناك ما لا يجب أن يتجاوزه عون بزيارته إلى سوريا وخصوصاً شهداء 13 تشرين والمعتقلين، فالقفز فوق هذا الموضوع من دون أن يكون عنوان الزيارة الأساسي إلى سوريا ليس مبرراً على الإطلاق، هذا بالإضافة إلى مسألة مزارع شبعا والمحكمة الدولية والإغتيالات خصوصاً أن النظام السوري المتهم الأساسي بالتورط بها".

 

 آذار" رداً على أبو جمرا: عون عاد واعترف بالطائف

وكالات/استغربت أوساط من قوى 14 آذار كلام نائب رئيس الحكومة عصام أبو جمرا بشأن فرض اتفاق الطائف بالقوة، وذكرت بأن النائب ميشال عون "عاد واعترف بالطائف وهو يشارك في مجلس النواب والحكومة والمؤسسات المنبثقة من الطائف". وذكرت ايضاً بأن "قذائف الطائرات والمدافع والدبابات التي يتحدث عنها ابو جمرا قائلاً انها فرضت الاتفاق هي نفسها قذائف طائرات ودبابات ومدافع النظام السوري الذي تبادل عون مع رئيسه في دمشق القبل الحارة في زيارة وصفت بالتاريخية وكأن شيئاً لم يكن". وكان أبو جمرا رد على تأكيد مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني تمسك اللبنانيين باتفاق الطائف، قائلاً ان "فئة كبيرة من اللبنانيين رفضت الاتفاق المذكور نتيجة رفض تعديل بعض بنوده كي تتناسب الصلاحيات مع المقامات، مما ادى الى نفي حكومة العماد عون العسكرية وتعرض مؤيديها للملاحقة والتعذيب والسجن طيلة 15 عاماً".

 

جعجع: خائف على النائب عون سياسيا على خلفية زيارته الى سوريا

النظام السوري متهم بالاغتيالات السياسية حتى إشعار آخر 

اخبارية المستقبل/ أعرب رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع في حديث الى "اخبارية المستقبل" عن خوفه على النائب ميشال عون سياسيا على خلفية زيارته الى سوريا، مؤكدا أنه لا يمكن القفز فوق عواطف آلاف اللبنانيين والذهاب الى سوريا وكأن شيئا لم يكن.

وأكد جعجع "أن النظام السوري الحالي ما زال هو هو، والنظرة السورية للبنان لم تتغير، ونحن على إطلاع على كل ما يواجهه الفريق الآخر من معضلات في تركيب اللوائح، ونعرف منذ مدة طويلة أن سوريا تشكل لوائح إنتخابية في لبنان". واشار إلى انه في موازاة أبوة عون السياسية لمسيحيي 8 آذار، ليس هناك أب سياسي في مسيحيي قوى 14 آذار، فهم موحدون وسيتفقون على كل اللوائح الإنتخابية.

وعن إمكان تعديل اتفاق الطائف اكد جعجع "ان مسيحيي 14 آذار يتبنون اتفاق الطائف ومن الممكن أن نسير بتعديل إيجابي للاتفاق".

سئل: وصفت زيارة عون لسوريا بوصمة العار، والبعض قال انها زيارة تاريخية لزعيم وطني. ما تعليقك؟.

اجاب:" أنا لا استعمل العاطفة في هذه الأمور ولا حتى العقيدة التي أؤمن بها إنما الواقع المرئي، وبالتالي أنا مع أي أمر يؤدي الى نتيجة إيجابية. فلنضع الموضوع في إطاره الطبيعي، فأكثر الرؤساء صداقة للرئيس الأسد كان الرئيس الراحل سليمان فرنجية وقد بدأت صداقته عام 1957 وبالرغم من كل هذه الصداقة، فعلى أثر احداث مزيارة ذهب حينها الى منزل الرئيس الأسد. وكلنا نتذكر المعارك التي قام بها الجيش اللبناني لتحرير لبنان من الفلسطينيين. هناك تجارب على الجبهة اللبنانية وأهمها ربما تجربة كمال جنبلاط ورأينا كيف كانت نهايتها وآخرها الرئيس الشهيد رفيق الحريري أيضا. العلاقات اللبنانية - السورية في الأربعة عقود الأخيرة كانت تقوم على أسس غير صحيحة. البعض خاف على المسيحيين من الزيارة ولكن انا كان لدي خوف على النائب عون سياسيا. إذا أتت الزيارة بثمار فسأكون أول من يقول ان الزيارة كانت إيجابية لأنها أعطت نتائج إيجابية ولكن المحكومين الذين ستفرج عنهم سوريا هم المحكومون لأسباب جنائية وليست سياسية. فقد تبلغت الحكومة اللبنانية منذ شهرين عن وجود 140 لبنانيا محكومين في سوريا ولكن نحن نطالب بالمفقودين في السجون السورية والموثقة ملفاتهم مع القاضي جوزف معماري. يجب تشكيل لجنة للبحث عن المفقودين في السجون السورية منذ الحرب اللبنانية. هناك توثيق للمسجونين في سوريا بلجنة قضائية برئاسة القاضي معماري، وعددهم 270 ملفا بتأكيدات كاملة وهناك حوالى 400 ملف آخر عليها علامات استفهام. فلنبدأ بالـ 270 حالة الموثقة لدينا بشهادات قضائية".

سئل: ما المدلول السياسي لوصفك زيارة عون لسوريا بوصمة عار؟.

اجاب:" أكثر من نصف الشعب اللبناني يعتبر نفسه مصابا بشكل من الأشكال انطلاقا من أعمال قامت بها سوريا والنظام السوري في لبنان، فنحن لا نستطيع أن نقفز فوق عواطف هؤلاء ونزور سوريا".

سئل: قبل ذلك كنا تحت نظام الوصاية وكان هناك شهداء ومعتقلون وذهبت الى سوريا عام 1994 للتعزية.؟

اجاب:" أنا ذهبت بهدف واضح هو التعزية بباسل الأسد نجل الرئيس حافظ الأسد. كان ذلك واجبا اجتماعيا. وقد قلت لغازي كنعان ألا يفهم الخطوة التي قمت بها على انها زيارة سياسية إنما اجتماعية بحتة. أنا أفصل السياسة عن الموضوع الإجتماعي وموت باسل الأسد كان تراجيديا".

سئل: 3 ملايين مسيحي استقبلوا العماد عون في سوريا بعضهم من العراق ومنهم من فلسطين. هل نعتبر ان عون يتعدى أن يكون زعيما لبنانيا لمسيحيي لبنان فقط وإنما له أفق أوسع؟.

اجاب:" هل سيأتي هؤلاء وينتخبوا عون في الإنتخابات القادمة؟ يجب ألا نؤخذ بالأرقام وبعض المظاهر التي رأيناها. انتهت الزيارة وعون الآن في منزله فأين هؤلاء؟ هل سيستفيد منهم في الإنتخابات النيابية؟.

سئل: قلتم ان عون ذهب لتركيب لوائح إنتخابية في سوريا. هل هناك شيء ملموس جعلك تقول هذا الكلام؟.

اجاب:" نحن على إطلاع كيف يقوم الفريق الآخر بتركيب لوائحه وعلى إطلاع بمجموعة مشاكل ومعضلات تواجههم. نحن على معرفة من قبل عن كيفية تركيب السوريين للوائح الإنتخابية في لبنان. لا أريد الحكم على الزيارة ولكن الرأي العام المسيحي ليس بهذا التوجه. لماذا لم يكن لنا أي حضور سياسي من عام 1990 حتى العام 2005 باستثناء بعض الأشخاص الذين حاولوا أن يحملوا المشعل وحدهم؟ لماذا أصبح للمسيحيين حضورهم بعد انتخابات 2005؟ فذلك لأن السوريين لم يعودوا موجودين في البلد. النظام السوري ما زال هو هو ولم يحصل أي تغيير في نظرة سوريا تجاه لبنان. كل الوقائع التي رأيناها حصلت تحت الضغط من خروج الجيش السوري حتى العلاقات الديبلوماسية".

سئل: تقول ان هناك ملفات عالقة من ترسيم الحدود الى مسألة المعتقلين في السجون السورية ومزارع شبعا ؟.

اجاب:" الرئيس سليمان قال اننا لا نستطيع أن نرسم الحدود على الأرض حاليا ولكن أنا أقول يمكن ترسيمها على الخارطة وكل ما نحن في حاجة إليه الآن هو ترسيمها على الخارطة. ترسم المزارع حتى ولو كانت الأرض محتلة ويجب على المسؤولين السوريين أن يأتوا الى قصر بعبدا وأن يضعوا الخريطة ويرسموها مع الرئيس سليمان وعندما تنتهي، يتم إمضاؤها من قبل المراجع المختصة اللبنانية والسورية وتعطى الى ممثل الأمين العام للأمم المتحدة وتؤخذ بالتالي الى الأمين العام. ان رئيس الجمهورية يمثل جزءا من طروحاتنا ولكن لا يستطيع أن يتبنى كل خطابنا فهو يعمل لكل اللبنانيين وهو يحاول أن يجمع كل اللبنانيين ونحن راضون بمواقفه".

سئل: يقولون انكم تطلقون النار على كل زيارة الى سوريا من زيارة الوزير بارود الى قائد الجيش بالرغم ان كلاهما حظيا بتغطية مجلس الوزراء.؟

اجاب:" نحن لم نطلق النار على الوزير بارود والعماد قهوجي ولكن على ما حصل خلال زيارتهما لسوريا. وأنا لا أستطيع أن أنسى وقوف الأستاذ نصري الخوري أمين عام المجلس الأعلى اللبناني - السوري لتلاوة ما جرى من محادثات، فكأننا جميعا ما زلنا تحت أجنحة المجلس الأعلى اللبناني - السوري الذي تأسس في المرحلة الماضية حين لم نكن نملك القرار. زيارة قائد الجيش كان من المفترض أن تتم بعد زيارة وزير الدفاع، فقائد الجيش سيبحث بأمور تقنية تفصيلية ولكن بالسياسة يتم البحث في أمور مع وزير الدفاع مباشرة. موضوع الزيارات تمت معالجته في مجلس الوزراء كما يجب أن يعالج".

سئل: الاستراتيجية الدفاعية من العناوين الشائكة اليوم وتنتظركم على طاولة الحوار. لماذا طلب رئيس الجمهورية من العماد عون أن يضع استراتيجية دفاعية؟.

اجاب:" الرئيس سليمان اعتبر أن عون هو قائد سابق للجيش وبالتالي فمن السهل عليه أن يضع استراتيجية دفاعية. وكان من المفترض أن أي أحد سيطرح استراتيجية دفاعية وكان على أحد أن يبدأ بها، من دولة الرئيس ميشال المر مثلا الى النائب هاغوب بقرادونيان أو النائب بطرس حرب أو أنا. الرئيس سليمان افترض ولا أعلم إذا ما يزال على افتراضه ان عون كقائد سابق للجيش من السهل عليه أن يبدأ بطرح استراتيجيته".

سئل: ستتقدم باستراتيجية دفاعية على طاولة الحوار والرئيس بري قال انه ينتظرها على أحر من الجمر؟.

اجاب:" أنا سأتحدث عن نقطة ارتكاز هذه الاستراتيجية، بمبدأ سهل جدا، فمنذ أكثر من خمسين عاما وفي الحرب العالمية الثانية، دولة أوروبية واحدة لم تحتل وهي سويسرا لانها اتبعت الحياد الايجابي، والاستراتيجية الدفاعية التي سأقدمها ستكون قائمة على هذه المشاهدة العينية".

سئل: كيف يمكن - وهذا السؤال يطرح - أن يضع من تعامل مع إسرائيل استراتيجية تحمي لبنان من إسرائيل؟.

اجاب:" أنا لا أقبل السؤال كما هو، فهو لا يعبر عن الواقع. سنضطر هنا الى العودة الى الظرف الذي تعاطى فيه المسيحيون مع إسرائيل. الشريعة الإسلامية تقول ان لحم الخنزير يمنع أكله إلا عند الحاجة، فعندما نكون بوضعية كعام 1975 و1976، وضعية البحر وراءنا والعدو أمامنا والكل يعلم ان لبنان يسقط قرية بقرية، فهل يمكن أن نسأل من أين سنأتي بالبارودة والرصاصة والكل يحاصرنا؟ المكان الذي توافر حينذاك كان إسرائيل. ففي ظل كل ما جرى من أحداث في الدامور وعشاش وغيرها من أماكن أخرى في لبنان، ماذا سنفعل في هذه الظروف؟.

سئل: من هو عدو لبنان في ظل الاستراتيجية الدفاعية التي سيقدمها الدكتور جعجع أو بالأحرى من هم أعداؤه؟.

اجاب:" الاستراتيجية الدفاعية ستأخذ إسرائيل كعدو للبنان وستنصب لمحاولة حماية لبنان من هذا العدو. ولكن أقول هنا ان هناك أناسا سببوا بأذى لبنان غير العدو الإسرائيلي وربما في بعض الأحيان أكثر من العدو. أنا لست من الرأي الذي يقول انه علينا أن نحافظ على الجسم القوي للبنان المتمثل بسلاح حزب الله. فسأجاوب هنا بالمسار التاريخي أيضا فمنذ عام 1948 الى عام 1965، لم يكن هناك أي سلاح مقاومة أو حزب الله، فهل هجمت إسرائيل على لبنان؟ هناك طرق عدة سلمية ممكن أن نقوم بها لنستعيد أراضينا المحتلة. العمليات السياسية يمكن أن تستغرق وقتا طويلا فمسألة الغجر مثلا ممكن أن تستغرق عشرات من السنين ولكن بأي ثمن، وإذا كان هناك طريقة ثانية فبأي ثمن أيضا ستحرر؟ اليابان على سبيل المثال لا تزال لديها جزيرة محتلة من قبل روسيا وكل يوم يقوم اليابانيون بطرق عدة لاسترجاعها وصولا الى حد دفع 100 مليار دولار لروسيا. علينا أن نضيع الفرصة على إسرائيل بأن تقوم بعمل عسكري تجاه لبنان. لنتصور ان حدود لبنان تنتشر عليها قوات الأمم المتحدة وفي الداخل ليس هناك سوى القوى الأمنية اللبنانية والجيش اللبناني فكيف ستهجم اسرائيل ولماذا؟.

سئل: هناك رصد للمواقف التي قمت بها وقد كنت أول من قام بالتنبؤ بالإغتيالات وقلت ان وزيرا في صفوف الأكثرية تم تهديده. من هدد؟

اجاب:" عرفت بذلك لأن الامر موثق لدى القوى الأمنية اللبنانية ومن خلال علاقتنا بالوزير المعني وأنا أترك ذلك له للافصاح عنه أو لا".

سئل: تنبأت باغتيال وزير وتم اغتيال الوزير الشهيد بيار الجميل وحذرت من استهداف اليونيفيل وتم استهدافهم وحذرت من اغتيال في بعبدا وتم اغتيال النائب أنطوان غانم، فمن أين لك المعلومات؟.

اجاب:" أنا مراقب بغض النظر عن عملي ومسؤولياتي وأتابع بالأخص الطرفين السوري والإسرائيلي. النظام السوري مثلا يتعاطى مع الأمور بطريقة معينة وردات فعله معروفة. وأنا أستطيع من خلال المتابعة أن أصل الى صورة أو استنتاج معين".

سئل: من هدد الوزير المعني؟

اجاب:" الرسالة وصلته مرتين عبر الهاتف. أنا برأيي هو الطرف نفسه الذي كان يقوم بالأعمال في الفترة السابقة. النظام السوري هو المتهم حتى إشعار آخر. نحن لا نتهم فقط النظام السوري، لقد تم القبض على شبكة تتعامل مع الإسرائيليين واعترفوا بما اعترفوا به ولكن لم يتبين حتى الآن أي ارتباط بما حدث في السابق من جرائم، وفي المقابل هناك محكمة دولية تعمل وبعد 5 أشهر ستظهر المؤشرات ونتائج المحكمة وسأقول حينها إذا كنت مخطئا بتقديري أم لا".

سئل: هل ستقوم إسرائيل بشيء ما لبلبلة الوضع اللبناني؟

اجاب:" إذا قلنا أن الإتهام يذهب باتجاه سوريا، فهل من مصلحة إسرائيل أن يكون الإتهام في هذا الإتجاه؟ الدولة الوحيدة التي كانت ضد القرار 1559 هي إسرائيل. وهي الوحيدة التي لديها نظرية تقول ان لبنان بلد لا يستطيع أن يحكم نفسه بنفسه والأفضل أن نلزمه لسوريا لتحكمه".

سئل: يقول الوزير السابق سليمان فرنجية ان لدى مسيحيي 8 آذار أبا سياسيا هو الجنرال ميشال عون. هل هناك أب سياسي ضمن مسيحيي 14 آذار؟.

اجاب:" نحن كمسيحيي 14 آذار كلنا بالغون ونتعاطى مع بعض من الند للند. ونحن في صدد الإتفاق على اللوائح الإنتخابية الآن".

سئل: أنتم تقولون انكم مع اتفاق الطائف وعون يقول بإمكان إدخال تعديلات عليه. هل يتبنى مسيحيو 14 آذار اتفاق الطائف؟.

تاجاب:" نحن نتبنى اتفاق الطائف. لا يستطيع أحد الحكم على التاريخ ويجب ألا نتلاعب بهذا الإتفاق. الرئيس الجميل طرح بعض الأفكار فقامت القيامة على خطابه وما زالت حتى الآن. من الممكن أن نسير بتعديل إيجابي للاتفاق. في العام 2005، المسيحيون صوتوا في ظل أجواء وأسباب داخلية لبنانية. ولكن الآن حصل تغيير في الكثير من الأمور والجنرال عون أصبح مشروعه واضحا ومشروعنا أيضا واضحا وانتخابات عام 2009 ستكون هي المعبرة بالفعل".

سئل: هل سنراك في إيران أو سوريا؟.

اجاب:" حسب تصرفاتهم في المستقبل ولما لا".

سئل: هل ستعترف بنتائج انتخابات 2009؟

اجاب:" سنعترف بخسارتنا إذا خسرنا الإنتخابات، وأطلب من الجميع الإعتراف بنتائج الإنتخابات مهما كانت. ونحن لن نفعل ما فعله عون في انتخابات جامعة اللويزة عندما اتهم إدارة الجامعة المؤلفة من آباء أفاضل بالتزوير. لدينا من الشجاعة ما يكفي للاعتراف بهذا الواقع".

سعيد

من جهة اخرى التقى رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع اليوم في معراب، منسق الأمانة العامة لقوى 14آذار الدكتور فارس سعيّد على مدار ساعة ونصف الساعة خرج بعدها سعيّد ليضع زيارته الى معراب في إطارالجولة على قيادات وأحزاب قوى 14آذار، وقال " أطلعت الدكتور جعجع على أجواء التحضيرات التي تقام على مستوى الامانة العامة من أجل تحضيرالمؤتمر العام لقوى 14 آذار في بداية العام الجديد . كما كان اللقاء مناسبة لجولة أفق سياسية واسعة تطابقت خلالها المواقف والآراء ".

سئل: ماذا قصدت سوريا من خلال حفاوتها بالعماد ميشال عون ؟

أجاب سعيّد " أعتقد انه من المبكرالكلام عن النتائج الكاملة لزيارة العماد عون الى سوريا ولكن ماهو واضح بأن رئيس التكتل والاصلاح لم يستفد من هذه الزيارة على المستوى الشعبي الداخلي إذ كانت بمثابة هزيمة معنوية لقواعده في بيروت". وأضاف " أما النظام السوري الذي يحاول من خلال ترتيب هكذا زيارات " ديكوغرافية " مضخمّة الالتفاف على الضغوطات الخارجية بالايحاء بأنه واللبنانيين على أحسن ما يرام وبالتالي فإن هذه الضغوطات من المجتمع الغربي يجب إزالتها بإعتبارأنه يقوم بعمليات إعادة ترتيب العلاقة مع لبنان واللبنانيين"، واصفاً " هذه المحاولة ب" غير الناجحة كون هذا الموضوع لن يسمح لسوريا بأن تنسف المحكمة الدولية التي ستبدأ أعمالها في أوائل آذار أو أن تنسف عملية ترسيم الحدود الامر المطلوب من المجتمع الغربي وعلى سوريا تنفيذه، كما أنه لن يلغي مسألة المعتقلين السياسيين في السجون السورية". وقال سعيّد "إن اللبنانيين يسألون عن الثمن الذي يدفعه أو سيدفعه العماد عون مقابل كل هذا الموضوع ،ولكن أعتقد أن الثمن قد دفع وسوف يدفع يوماً بعد يوم".

 

 الأوراق السورية الثلاث التي وضعت في جيب الجنرال

بلال خبيز/يدرك النظام السوري ان قوى 14 آذار في لبنان تستمد بعض قوتها الانتخابية من تزامن بدء اعمال المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وموعد الانتخابات النيابية اللبنانية في ربيع العام 2009. وعلى الأغلب فإنه مستمر في تحضير اوراقه التي سيلعبها بحسب وجهة الرياح الدولية والعربية واللبنانية، حيث بات يملك لكل جهة من جهات الرياح نافذة يستطيع او يحسب انه يستطيع النفاذ منها. لكنه في الاحوال كافة يحضّر للجنرال ميشال عون دوراً مثلث الاضلاع يتغير ويتلون بحسب وجهة الرياح التي ستهب على سوريا ولبنان في الفترة المقبلة، إلى حد يمكن معه القول ان الجنرال عون بات من دون شك اللاعب السوري الأول في الداخل اللبناني وأكثر القادة السياسيين قدرة على مد يد العون للنظام السوري في معركته الانتخابية في لبنان التي لا يخفي النظام السوري اهتمامه المصيري بها وسعيه المتواصل نحو التأثير في نتائجها او تعطيلها ما إن يتيقن ميلان موازين القوى في غير مصلحته.

والحق ان المتتبع لمجريات الأحداث اللبنانية والتوترات التي حفت بالبلد في الاسابيع القليلة الماضية يمكنه ان يلاحظ مصدرها السوري المباشر من دون لبس ولا تشكيك. فالتوتر الذي شهده مخيم عين الحلوة الفلسطيني على خلفية المطلب اللبناني بتسليم امير تنظيم فتح الإسلام الجديد عبدالرحمن عوض، ترافق مع اوبرا الصابون المتلفزة التي بثها التلفزيون السوري، حيث شدد المعترفون امام الكاميرات على اهمية دور عبدالرحمن عوض في التنظيم، وذكروا اسمه اكثر من مرة. كذلك فإن مسألة تضخيم الخطر الأصولي في شمال لبنان التي ترافقت مع الحشد السوري شمالاً اولاً وبقاعاً في ما بعد، كانت تهدف في ما تهدف إلى فتح احتمال التوتر الأمني في هاتين المنطقتين على مصراعيه ان لزم الأمر، وأدت وظيفة مباشرة في جعل كل تحالف انتخابي مع اي من هذه الجماعات، بما فيها تلك الجماعات التي لا تتصل اعمالها ونشاطاتها بالسياسة من قريب او بعيد محل شبهة، الأمر الذي يعني ان التحالفات الانتخابية التكتيكية باتت منذ الحشد السوري على الحدود الشرقية والشمالية في البقاع والشمال محكومة بالمرور في مسارات ضيقة وصعبة لا تتفق وطبيعة التحالفات الانتخابية المفتوحة في الحالات الطبيعية. وبات على المرشح ان يرد عن نفسه تهمة الاتصال بالإرهاب إذا شاء ان يشارك في مناسبة عزاء او فرح.

قبل هذا كله، استطاع النظام السوري ان يزرع نقاط ارتكاز في محافظتين كبيرتين على الأقل، بما يمكنه إذا مال ميزان الانتخابات في غير مصلحة حلفائه، من تفيجر معارك امنية صغيرة في البقاع والشمال، حيث ما زالت خطوط التماس قائمة في المنطقتين، وإذا ما اضيف إلى خطي تعلبايا ــ سعدنايل في البقاع، وباب التبانة ــ جبل محسن في الشمال، خط توتر جديد في الجنوب بين مخيم عين الحلوة وجواره، يصبح الشق الأمني من الخطة السورية مكتملاً تقريباً. بحيث يستطيع النظام ومخابراته اشعال حروب صغيرة في معظم المناطق اللبنانية التي تشهد وجوداً سنياً كثيفاً.

لكن هذا السيناريو الواضح المعالم ليس السيناريو الوحيد، فخيار التعطيل هو خيار تقوى حظوظه حين يتيقن النظام السوري ان الانتخابات النيابية لن تؤمن له اكثرية برلمانية في المجلس النيابي العتيد. ولهذا ينشط النظام السوري على خط الجنرال ميشال عون لأن هذا الأخير يمكن ان يؤدي دوراً بالغ الأهمية في هذه المعركة لصالح النظام السوري من دون شريك من اي نوع او لون.

على هذا جاءت زيارة الجنرال عون إلى سوريا مدروسة في كافة تفاصيلها بدقة متناهية، بدءاً من الاستقبال الرئاسي وصولاً إلى اللقاء التلفزيوني الذي اتهم فيه الجنرال قسماً من اللبنانيين بالتخلف. والحق ان اركان النظام السوري يعرفون، مثلما يعرف اللبنانيون جميعاً ان الجنرال رجل انفعالي، ويمكن لأي صحافي ان يدفعه بسهولة إلى الخروج عن طوره سواء كان الصحافي يناكفه كما كان الحال في مؤتمره الصحافي الذي طالب فيه اللبنانيين بالاعتذار، او كان الصحافي يتملقه، مثلما حصل في اللقاء مع التلفزيون السوري الذي اعلن فيه الجنرال ان قسماً من اللبنانيين متخلفين. وهو الامر الذي يدرك النظام السوري انه سيثير زوبعة من التعليقات المعترضة، خصوصاً في صفوف قوى 14 آاذر، مما يعني تحويل الجنرال إلى خصم اول لقوى 14 آذار. فإذا ما حدث له مكروه، لن تستطيع هذه القوى ان تدفع عنها الاتهام بالتسبب بهذا المكروه. وهذا في واقع الأمر ينسجم أيما انسجام مع تصريحات الوزير السابق سليمان فرنجية الذي قرر من دون سابق انذار ان البلد مقبل على عمليات اغتيال كبرى تعادل في حجمها ما جرى في 14 شباط 2005، يوم اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

من جهة ثانية يستطيع الجنرال ان يلعب دوراً على المستوى المسيحي لا تقوى قوى 14 آذار على التماثل معه. فالتكريم السوري كان يراد منه الايحاء بأن الجنرال عون هو الحليف الأول في لبنان للنظام السوري، مع ما يعنيه ذلك على المستوى الذي دأب الجنرال عون على تغذيته منذ العام 2005 على اقل تقدير. اي مستوى الشحن الطائفي المسيحي في مواجهة الطائفة السنية. فأن يوحى سورياً ان الجنرال هو الحليف الأول لبنانياً فذلك يعني تأخير حزب الله وحركة امل وسائر حلفاء سوريا إلى مرتبة ادنى. في حين ان الدعاية السورية لا تنفك تتحدث عن تبعية قوى 14 آذار لأميركا والمملكة العربية السعودية، وأن حلفاء اميركا والمملكة الأساسيين ليس من بينهم واحد مسيحي ماروني، إذ ان اولهم النائب سعد الحريري وثانيهم النائب وليد جنبلاط. ولم يحدث ان استقبلت المملكة العربية السعودية زعيماً من زعماء 14 آذار المسيحيين بالحفاوة نفسها التي قوبل بها الجنرال ميشال عون في سوريا. وهذا ما يفسر اصرار ميشال عون على الحديث عن ضرورة تعديل الطائف، ذلك ان المطلوب ليس اكثر من تحريض المسيحيين على مسيحيي 14 آذار، باعتبار ان هؤلاء يرتضون دوراً دونياً لموارنة لبنان في الحكم والقرار.

من ناحية اخرى يبدو ان الضلع الثالث في الدور السوري المرسوم لميشال عون يتصل مباشرة بالانتقاص من دور رئيس الجمهورية الجنرال ميشال سليمان، فسوريا تريد ان توحي من خلال استقبالها الحماسي للجنرال، انه زعيم المسيحيين الفعلي، وان الرئيس ميشال سليمان ليس اكثر من مجرد وكيل في السلطة للزعيم الفعلي على غرار ما يحصل في الطوائف الأخرى، حيث لا يشارك الزعماء الأول في الحكم المباشر. وحيث ان ميشال عون قادر على تعطيل اي حل مسيحي ــ مسيحي، او لبناني ــ لبناني عموماً، وبات عقدة المنشار الصعبة في المصالحة بين القوات وتيار المردة، فإن التحقق من صحة ادعاء ما يمثل ومن يمثل في الوسط المسيحي يصبح متعذراً، ما دام التعطيل سيد الموقف.

بتكريم الجنرال، وحديث القلوب المفتوحة، اصبحت الترسانة السورية المعدة للتدخل في انتخابات الربيع المقبل مكتملة. والقاصي والداني يعرف ان هذا النظام لم يتورع يوماً عن دفع الموتى والاحياء من مواليه إلى ميدان معركته الأزلية التي لطالما كان عنوانها الأبرز: الهيمنة على لبنان.

 

عون شرح لجمهوره مبررات زيارته سورية ولم يوضح أسباب تعديل دمشق موقفها منه

دعوته الى تعديل الطائف تصطدم بالحلفاء قبل الخصوم

الحياة/قالت مصادر سياسية مواكبة للزيارة «الرئاسية» لرئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون الى سورية، إن لا جدال في أن القيادة السورية حققت نجاجاً كبيراً بتلبيته الدعوة التي أدت الى تطبيع العلاقة بين «التيار الوطني الحر» ودمشق على قاعدة تسليم عون بمواقف سورية من لبنان وتراجعه عن كل اتهاماته لها. وأكدت المصادر نفسها لـ «الحياة» أن دمشق ميّزت عون عن جميع زوارها من اللبنانيين من دون استثناء وأعطته في الشكل ما لم تعطه لغيره، وهذا ما تجلى في الاستقبال الذي أقيم له والحفاوة التي قوبل بها في تنقلاته بين المدن السورية، لكن من غير الجائز القول بأن عون تساوى مع القيادة السورية في النجاح الذي حققته. وتابعت أن «من الصعب التكهّن منذ الآن بالربح الذي جناه عون من زيارته سورية باعتبار أن القرار يعود أولاً وأخيراً للرأي العام اللبناني الذي سيقول كلمته في صندوق الاقتراع في الانتخابات النيابية في الربيع المقبل»، مشيرة الى أن «الجنرال» لم يتجرأ على التوجه الى سورية فحسب وإنما «امتلك من الجرأة ما دفعه الى الانقلاب على مواقفه التي على أساسها تمكّن من تحقيق فوز لافت في الانتخابات النيابية في صيف عام 2005».

وأضافت المصادر ذاتها بأن عون يبرّر إعادته النظر في مواقفه من سورية بأن «الأمور تبدّلت والمعطيات تغيّرت وهذا ما يستدعي من المهتمين بالشأن السياسي التكيّف مع الواقع الجديد، مع أن استطلاعات الرأي التي أجريت لحسابه لم تلحظ أي مؤشر ينم عن تراجع شعبيته في الشارع المسيحي خصوصاً وأنه لم يقرر تلبيته الدعوة لزيارة سورية على وجه السرعة إلا بعد أن أيقن بأن زيارته طهران لم تؤثر في قاعدته الشعبية ولم تترك تساؤلات بين أنصاره من خارج التيار الوطني الحر». واعتبرت المصادر أن عون يردّ على الحملات التي تقول بأن شعبيته أخذت تتراجع، «بمحاسبة خصومه على مواقفهم السابقة من سورية والتي كانت داعمة لسلوكها في لبنان عبر وجودها العسكري المباشر على رغم أنه يعرف جيداً بأن قاعدته الشعبية الى تزايد، مع تشديد حملاته على النظام السوري وتخوين من يعارضه في الرأي أو الموقف ونعتهم بأنهم أدوات في يد سورية».

ولفتت الى أن عون يقول باستمرار أنه «يتعاطى بمرونة مع التطورات السياسية والتقلبات في المنطقة وأن تعاطيه كان الدافع له لإجراء مراجعة نقدية لمواقفه السابقة من سورية، لكنه لم يصارح جمهوره بالأسباب التي أملت على النظام السوري إعادة النظر في مواقفه وسلوكه من الوضع في لبنان ليلاقيه في منتصف الطريق». وأكدت أن هناك «صعوبة أمام الأكثرية في تسجيل اختراق للقاعدة الحزبية التي تتمثل في «التيار الوطني الحر»، باعتبار أن محازبي عون يقفون الى جانبه في السراء والضراء، لكن ماذا عن الجمهور الحيادي الذي اقترع لمصلحته في الانتخابات السابقة وهل سيبقى على الخيار نفسه في الانتخابات المقبلة أم أنه سيبادر الى تبديل موقفه؟».

ورأت أن استطلاعات الرأي تبقى عاجزة عن الإجابة بوضوح عن المزاج الشعبي في الانتخابات بخلاف ما ستحمله صناديق الاقتراع من نتائج ملموسة لا سيما في ضوء بروز بوادر تشير الى رغبة القوة الحيادية في الجنوح الى الاقتراع لمصلحة المستقلين.

والى أن يتبيّن الخيط الأسود من الأبيض في الانتخابات المقبلة التي من شأنها أن تشكّل محطة لإعادة إنتاج السلطة في لبنان، فإن المصادر ترى بأن «عون أطلّ من دمشق على جمهوره وحلفائه بموقف دعا فيه الى تغيير اتفاق الطائف من خلال الحصول على أكثرية في البرلمان الذي سيعاد تشكيله في الانتخابات».

وأكدت هذه المصادر أن موقف عون بدعوته الى تعديل الطائف لم يلقَ استجابة من حلفائه قبل التطرق الى الموقف الرافض للأكثرية، وكأن حلفاءه يقولون له بالفم الملآن بأن الأمر لن يكون لك في هذا الشأن.

وتابعت أن عون على معرفة بموقف حلفائه من الطائف خصوصاً رئيس المجلس النيابي نبيه بري لكنه ذهب بعيداً وكأنه أراد أن يستحضر الدعم من دمشق ليطيح ببنود ميثاقية أساسية في الدستور اللبناني، ظناً منه أنه قادر على قلب الأمور في لبنان رأساً على عقب.

واعتبرت المصادر أن «عون سيصل عاجلاً أم آجلاً بدعوته الى تعديل الطائف الى طريق مسدود لأنه سيصطدم بحلفائه قبل الآخرين، ناهيك عن أن موقفه من الاتفاق المذكور يتعارض مع موقفه من اتفاق الدوحة الذي هو جزء من الطائف». وأضافت: «أن عون أيّد اتفاق الدوحة من دون أي تحفظ، وها هو يعود اليوم للانقلاب عليه من جهة، والى التصرّف وكأنه الرئيس غير المنتخب للبنان بعد أن تعاملت معه دمشق على أنه «البطريرك السياسي» للمسيحيين ليس في لبنان إنما في الشرق»، مشيرة الى أن عون «خطا خطوة ناقصة بدعوته الى تغيير الطائف، إضافة الى أنه أحرج النظام السوري باعتبار أن دمشق كانت في طليعة الداعمين للاتفاق وأن المشكلات التي عانى منها لبنان لم تكن ناجمة إلا عن سوء تطبيقه».

وقالت المصادر أن عون وصل الى البرلمان ومعه أكثرية تأمنت بفضل موجة التأييد العارمة له، التي تأسست جراء حملته على «الحلف الرباعي» الذي تشكل في الانتخابات السابقة من حزب الله وحركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي وتيار «المستقبل» والذي انضم اليه بالواسطة لقاء قرنة شهوان. وأضافت أن ولادة «الحلف الرباعي» كانت وراء استحضار رافعة مسيحية لمصلحة عون الذي استفاد أيضاً من رفع مجلس المطارنة الموارنة الغطاء عن لقاء «قرنة شهوان» من خلال حملته على قانون عام 2000 الذي اعتمد في انتخابات 2005. كما أن عون «استفاد من حملة رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط عليه، ومن التحريض على الحلف الرباعي باعتباره الحليف لسورية وهذا ما أظهره الى العلن في برنامجه الانتخابي الذي حمل فيه على سورية وايران وحزب الله قبل أن يقرر سحبه من التداول ويسدل الستار عليه فور توصله مع حزب الله الى ورقة تفاهم».

لذلك تختتم المصادر، بأن «عون نجح في الوصول الى البرلمان على رأس كتلة نيابية بالاعتماد على تيار مسيحي واسع كان وراء قيام موجة داعمة له، أما في الانتخابات المقبلة فإن النتائج تتوقف على مدى بقاء الجمهور الحيادي على موقفه المؤيد للتيار الوطني الحر بعد كل التغييرات التي طرأت على خطابه السياسي، والكلمة الفصل تبقى في يد الجمهور المسيحي الذي سيقولها في صندوق الاقتراع»

 

عباءة يستر بها... عريه!

سعد كيوان/الأنباء

يد بيد، يجولان في شوارع حلب ويتعرفان على معالمها، يغمرهما الفرح وسعادة اللقاء، الذي يتطلعان اليه منذ زمن طال إنتظاره!...

 بشار الأسد يقود سيارته ويجلس الى جنبه ميشال عون يرمقه بنظرات الأب العطوف والمتشاق الى رؤية "إبنه الضال" الذي وجده. ثم يترجلان من السيارة، ويتوجهان معا" الى مطعم لتناول الغداء، في جو عائلي حميم، يعكس حرارة و"دفىء العلاقة" بين الرجلين والعائلتين!

 وبعد صلاة الشكر في الكنيسة، التي يتصدر قاعتها تمثال نصفي لحافظ الأسد (!)- الذي حمّله عون كل أوزار "المرحلة الماضية" - وقف الجنرال الختيار يعبر عن "شعوره بالمحبة والفخر والاعتزاز بإخوة لم تلدهم أمي، إخوتي في الانسانية...".

قبل ذلك، كان العناق الأول في "قصر المهاجرين" الرئاسي، في دمشق. ثم العناق الثالث والأخير، في ختام الزيارة.

هذا هو بيت القصيد، من زيارة الحج الى سوريا الأسد، والباقي تفاصيل.

وفي ظل هذه "العناقات الثلاث" (والسير على السجاد الأحمر)، وتحت عباءاتها، يتحول عون ("المهاجر العائد الى أرضه" كما وصف نفسه) الى كل شيء، جاهز ليتقبل أي شيء، ويتبنى أي شيء، و... يتخلى عن كل شيء!

وهذه بعض العينات،

 فإبتداء من النهاية، يكتشف عون أن "الشجرة المقطوعة من جذورها لا تعيش، وبالتالي المسافة قصيرة بين هنا (أي سوريا) وجبل لبنان، وأصبحت الآن أقرب". ويسترسل قائلا، من أمام مرقد القديس مارون، إن "الكنيسة الانطاكية من هنا (سوريا) إنطلقت وإمتدت الى جبل لبنان"، ليخلص مستنتجا" أن "هنا (سوريا) أرض المهاجرين، ونحن مهاجرون عائدون"... فهنيئا لهدايتك يا جنرال! وهنيئا لك "إكتشافاتك"!

أما في لبنان، فاللبنانيون قسم كبير منهم "متخلف ومتحجر"، وأيضا "موتورون"، كما وصفهم "الصحافي"-السائل من التلفزيون السوري (رمز الاعلام الحر)، من دون أن يرفض عون أو يصحح توصيفه. إلا أنه حمل، خلال المحاضرة التي ألقاها في جامعة دمشق، على الصحافيين اللبنانيين، الذين "يحرفون كلامنا لدرجة أن نشك بما قلنا"، متهما" الاعلام اللبناني بأنه "موجه" (!).

يقول عون في جامعة دمشق ان "الماضي لا يمح بالخوف أو بالهروب الى الأمام، بل من خلال مواجهته وإعادة النظر فيه من قبل الجميع بذهنية النقد الذاتي...". كلام جيد، ولكن هل مارس عون نقده الذاتي؟ أم إنه "يمارسه" بزيارة سوريا، وبما يقول من سوريا؟ قدم عون "ورقة التفاهم" مع "حزب الله" نموذجا لهذا النقد الذاتي، عبر مطالعة دفاع عن "المقاومة" التي "حصنها خيارنا الوطني ضد الخارج الذي حاول إستقطاب الداخل اللبناني لاثارة مخاوف من سلاحها (؟)، وإتهامها بالسعي لاقامة نظام ديني لا يتناغم مع حرية العيش والمعتقد (...)"، لدرجة يخال المرء نفسه أمام خطاب لخاميئني أو أحمدي نجاد!

ويتابع عون، متقمصا شخصية ياسر عرفات، عفوا"، شخصية حسن نصرالله، قائلا: "إذا كانت اسرائيل حققت إنتصارات آنية فإنها لم تستطع إسقاط إرادة النواة الصلبة في المقاومة، التي كانت تتزايد مع تزايد العنف الاسرائيلي، وهكذا تمكن شعبنا من أن يحمي نفسه من التعثر والارتباك". وأدان الجنرال الذي إكتشف المقاومة مؤخرا"، "تخاذل البعض في الداخل"، معلنا" "تحقيق تناغم وطني حول المقاومة ومفاهيمها وأهدافها" (!)، ومؤكدا أن "أي غلبة لن تكون لاسرائل بعد الآن" (كذا).

ثم يتقمص عون تباعا" شخصية بعض الحكام العرب، أصحاب الخطاب القومجي، الديماغوجي، الشعبوي، واللفظي: "لا سلام مع اسرائيل (ولا صلح ولا إعتراف) من دون إعادة الحقوق، ومن دون عدالة، حق الفلسطيني بالعودة وحق العرب في أرضهم". أي، أنه يريد خوض معركة "التحرير" الى جانب "حركة حماس" والنظام السوري؟ وهل يريد "الابن" بشار أن يقاتل من أجل تحرير الجولان؟

وينهي عون الشق الوطن-القومي-النضالي، بتبني موقف بشار من مسألة مزارع شبعا، قائلا ان سوريا إعترفت بلبنانية المزارع و"حاج تشويش"، وهي تقول (فقط) إن ترسيم الحدود يتم بعد إنسحاب اسرائيل... مستحقا عن جدارة لقب "الزعيم الوطني، القومي، العربي الصادق الذي تحترمه الجماهير العربية"، الذي منحته إياه بثينة شعبان، مستشارة الرئيس-القائد-الممانع.

ولم ينس عون أن يشيد ب"الوحدة الوطنية" في سوريا (كذا)، وب"روح التآخي والانسجام بين جميع أبناء الشعب السوري"... هنيئا للشعب السوري بهذا النظام المتسامح، والساهر على مصالحه، وحريته وعيشه الكريم!

في الشق اللبناني، "فش عون خلقه"، أخيرا"، من دمشق، حاملا على "إتفاق الطائف"، قائلا ان "تحفظاتي كثيرة، أولها عدم التوازن بين الرئاسات الثلاث، واحدة بلا صلاحيات هي رئاسة الجمهورية، والثانية هي رئاسة الحكومة التي تجمع بيدها كل المؤسسات. ومجلس الانماء والاعمار هو الحكومة الحقيقية، والحكومة الوهمية (التي يشارك وزراؤه فيها) هي التي نطلق نحن النار عليها...".

وإذا كانت رئاسة الجمهورية بلا صلاحيات، فلماذا رشح الجنرال المتقاعد نفسه، وإستمات من أجل الوصول الى بعبدا، خاصة وأنه من غير الوارد إدخال أية تعديلات على "الطائف"، أقله قبل الانتخابات الرئاسية الأخيرة؟ واذا كانت الحكومة "وهمية" كما يدعي، فلماذا يشارك فيها؟ أم أن القصود، بديماغوجيته المعهودة، إيهام الرأي العام المسيحي تحديدا"، أنه "لا يساوم"، وأنه مستمر بصراخه وحربه الوهمية على "الفساد"؟ أم أنه مستمر بالتعبئة المذهبية ضد رئيس الحكومة السني؟

في المقابل، لماذا تجاهل عون أي كلام عن رئاسة المجلس المطوبة لنبيه بري؟ هل لأنه بحاجة لبعض المقاعد المسيحية في الجنوب؟

 وقبل هذه وتلك، ألم يقل عون ويعلن، عند عودته الى لبنان، أنه مع الشق الداخلي من "الطائف" الذي أدخل إصلاحات دستورية، ولكنه كان ضد الشق السوري، المتعلق بإنسحاب الجيش السوري من لبنان. فهل غيّر موقفه الآن بعد الانسحاب؟ أم أن القصد هو التشويش على رئيس الجمهورية، كما هي الزيارة بحد ذاتها، من التوقيت، الى الاستقبال، والمبالغة والفولكلور في الحفاوة، والتجييش الشعبي، واللقاءات الثلاث مع الأسد، وغيرها...

وأخيرا"، أمل عون أن يحصل على الأكثرية في الانتخابات المقبلة، كي "نستطيع أن نصحح"، ويبدأ في انطلاقة "تأخرت عشرين سنة"، كما قال. أي، أنه يعتبر أن كل ما حصل منذ ذهابه الى "منفاه الذهبي"، في باريس، باطلا. فالتاريخ يبدأ منه ويتوقف عنده!

وتذهب "صراحة" عون به الى حد القول: "في سلوكي الشخصي لم أتعاون مع أحد من الخارج ضد أي فئة لبنانية...". ولو يا جنرال؟ هل بدأت "تخونك" الذاكرة؟ أم أنك تتناسى؟ ألم تقل خلال محاضرتك ذاتها، في جامعة دمشق، أن الماضي لا يعالج بمحوه إنما بممارسة النقد الذاتي؟ ألم تستقوي بعراق صدام حسين؟ ألم تدعمك سوريا حافظ الأسد في حربك ضد "القوات اللبنانية"؟ ألم تذهب اليوم الى بشار الأسد لتستقوي به على فريق كبير من الشعب اللبناني؟

ورأى عون، بصراحته أيضا"، أن "الفارق بين سوريا حافظ الأسد عام 1990 وسوريا بشار الأسد عام 2008 كبير، والظروف تغيرت، والتقويم تغير، المسؤولين تغيروا...". برافو جنرال، هذا هو بيت القصيد:

المطلوب تبييض صفحة النظام!

 أين هي الفارق؟ وكيف تغيّر النظام؟ هل عندما فوض الى رستم غزالي الاشراف على مرحلة "الجحيم اللبناني"، التي بدأت بالتمديد لاميل لحود، وبإغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وكل الاغتيالات اللاحقة؟ أو بإحكام قبضة النظام الأمني السوري-اللبناني، وبإستفحال دور المخابرات والأجهزة السورية؟ أم بحملة القمع، في 7 آب 2001، التي طالت ناشطي تيارك، ونشطاء آخرين من التيارات الاستقلالية؟ أم بتنظيم الانتخابات الأكثر تعليبا" من قبل دمشق؟ وهل أن بشار بادر طوعيا"، وبإلتفافة حسن نية منه، الى أخراج جيشه من لبنان؟ وهل، وهل...

ألا ترى أن شهادتك هذه فيها شيء من الأنانية؟

وأعرب الجنرال، الذي أعادته صفقة سورية الى لبنان، عن اعتقاده أن سوريا بشار "لن تتدخل في الانتخابات، فهي لا توزع الزفت أو الخدمات الصحية والمدرسية لرشوة الناخبين في موسم الانتخابات، ونحن نعلم أن سوريا لا تدفع المال لأحد"!...

 صحيح يا جنرال، لأنها تمارس ضغوطها، وتستعمل نفوذها وأدواتها وعملاءها، وتتدخل أجهزتها لترهيب الناخبين والمرشحين على السواء، وتصدر الارهاب، و...

فإذا "لم تستحي فإفعل ما شئت"!  وهكذا، يصبح من الطبيعي، إذن، أن تصل عملية التبييض الى إعتبار عون ان "الخصومة لم تكن تجاه سوريا، وإنما خصومة محلية تحولت في إتجاه سوريا من سوء الادارة في لبنان"... وكذلك، بدل أن يعتذر النظام السوري من اللبنانيين، يصبح مطلوبا" منهم الاعتذار من سوريا بشار، وتصبح أيضا "المشاكل بين البلدين مصطنعة"! وما كان بين لبنان وسوريا هو "غيمة سوداء" عبرت... ألم يستهل الجنرال المتقاعد مؤتمره الصحافي الأول، بعد ساعات على وصوله الى دمشق، بالقول: "ما كان يعتقد أنه محرم أصبح حلالا، وحلالا جدا"؟

يقال إن أحد المحتفين والمعجبين بالجنرال ألبسه عباءة سورية. لقد فعل خيرا"، لعل ذلك يساهم في "ستر عريه"!

 

فيلتمان: المحكمة ستحقق العدالة وقلق حيال الانتخابات النيابية

أتوقّع أن تنظر الادارة الاميركية الجديدة الى لبنان وفق سياسة خاصة به كما ادارة بوش 

وكالات/قال كبير معاوني مساعد وزيرة الخارجية الأميركية السفير جيفري فيلتمان، أن المحكمة الدولية ستحقق العدالة، مؤكداً ان دعم الولايات المتحدة لقوى "14 آذار" ينبع من دعم واشنطن لمواقف هذه القوى، متوقعا من فريق عمل الادارة الأميركية الجديدة النظر الى لبنان وفق سياسة خاصة به كما فعلت ادارة الرئيس بوش.

فيلتمان، وفي حديث للـLBC، قال: "إن الادارة لم تتفاجأ بأحداث أيار الماضي، ومما قام به "حزب الله" بعد أن رفع سلاحه في الداخل متحدياً الدولة. ورأى ان على الحزب تكوين دور داخل المؤسسات والبرلمان كلاعب داخلي نظراً لجذوره العميقة داخل لبنان. وشدد ان على إيران دعم الدولة اللبنانية ككل، لا أن تركّز سياساتها على بناء دويلة داخل الدولة. وأبدى فيلتمان قلقه حيال الانتخابات النيابية المقبلة، وأضاف: "نحن نريد للدولة أن تبسط سلطتها على كافة الأراضي اللبنانية، كما لدينا ثقة بالشعب اللبناني بأنه يطمح للحرية". وفي حين اعتبر أن اعتراف سوريا بسيادة لبنان عبر التبادل الديبلوماسي، خطوة مهمة نفسياً، "مع العلم ان الولايات المتحدة لا تزال تشك في هذه العلاقات"، تساءل عن سبب استمرار سوريا بدعم القواعد العسكرية الفلسطينية في قوسايا والناعمة وغيرها من المناطق، مشيراً الى أن اقفال هذه القواعد علامة مهمة. ورأى ان الجيش اللبناني يحتاج الى الكثير من المعدات اللوجستية، لافتا الى أنه هناك مساعدات أميركية متنوعة للبنان منها زيادة في التسلح ومنح مدرسية. ولفت الى أنه هناك فرق بين ما تقوم به أميركا للبنان وما ستقدمه ايران للبنان "نحن دولة لدينا ثقة معظم الدول وحظينا بمجموعة قرارات لصالحنا من الأمم المتحدة، أما ايران فهي تدعم مجموعة مسلحة والدليل على ذلك ما حصل في 7 ايار، وهم كانوا مستعدين لهذا العمل".

 

محمد سلام في فطور "منسقية المرأة":ضرب "الطائف" يعيد الحرب ويسقط الدولة

موقع تيار المستقبل/إعتبر الكاتب والمحلل السياسي محمد سلام أن التحدي الأساسي في المرحلة المقبلة هو الانتخابات النيابية التي ستعيد لأبناء بيروت كرامتهم وستضع حداً لكل محاولات تعطيل المحكمة الدولية التي هي، ليست فقط لتحصيل حق دم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بل هي أيضاً لوقف مسلسل القتل والإفلات من العقاب.

كلام سلام جاء خلال الفطور الصباحي الذي أقامته منسقية المرأة في تيار المستقبل في نادي خريجي الجامعة العربية في منطقة حمد في الطريق الجديدة لمناسبة عيد الأضحى المبارك، وحضره منسق عام تيار المستقبل في بيروت خالد شهاب، منسق العلاقات العامة في التيار عدنان فاكهاني، رئيسة منسقية المرأة عفيفة السيد وحشد من نساء المنطقة.

سلام/النشيد الوطني فقراءة الفاتحة عن روح الرئيس الشهيد وشهداء الوطن، ثم كلمة لرئيسة اللجنة النسائية في منسقية الطريق الجديدة إيمان فايد التي أملت في أن تظهر حقيقة من قتل الرئيس الشهيد ورفاقه، مشيرة الى أن مثل هذه اللقاءات تكرّس التواصل بين أبناء المنطقة.

وركّز سلام على أهمية التواصل بين الناس في مثل هذه المناسبات، وحيا أهالي بيروت وصمودهم في وجه حزب السلاح خلال الأحداث. ولفت الى أن خصوم الداخل والخارج يركزون في هجومهم السياسي على الانتخابات المقبلة عبر ربطها بالمحكمة الدولية التي يعملون على تعطيلها، مؤكداً أنها ليست فقط لتحصيل حق دم الرئيس الشهيد ورفاقه بل هي أيضاً لوقف مسلسل القتل والإفلات من العقاب.

وشدد على أن قيام المحكمة سينهي حقبة من التاريخ وسيضع حداً لاستمرار الجرائم.

وقال: "نحن بحاجة الى المحكمة لنحمي أبناءنا ولنرفع الفأس عن رقاب المناضلين".

أضاف: "إن من لا يريد قيام المحكمة يسعى الى تخريبها من خلال القضاء على النظام اللبناني أي من خلال الانتخابات التي إذا فاز فيها مناهضو المحكمة سيعملون على تعطيلها وعلى الاستيلاء على الدولة".

وأشار الى أن ضرب اتفاق الطائف يعيد الحرب ويسقط الدولة والمحكمة، مؤكداً أن الإشكالات التي حصلت في المية ومية والجديدة والخيام هدفها إخافة الناس قبل الانتخابات. وأكد ضرورة فوز قوى 14 آذار في الانتخابات التي ستعيد لأبناء بيروت كرامتهم التي هي اغلى من كرامات السلاح، وستضع حداً لكل محاولات تعطيل المحكمة الدولية.

السيد/من جهتها، رأت السيد أن موسم الانتخابات يعتبر ذروة العمل السياسي وهو لحظة حاسمة لأنه سيتيح اختيار النخبة التي ستضع توجهات المرحلة المقبلة.

واعتبرت أن الذين إغتالوا الرئيس الشهيد يرتجفون خوفاً من المحكمة الدولية ويريدون تغيير الواقع بأن تصبح الأكثرية أقلية، مشيرة الى أن ما فشلوا في الحصول عليه بالاغتيالات سيسعون للحصول عليه بالانتخابات بهدف إسقاط المحكمة الدولية. ودعت النساء الى القيام بمهمة الدعم والمناصرة والمساعدة في الانتخابات التي يجب أن تظهر نتائجها الوفاء لمسيرة الرئيس الشهيد والولاء لرئيس كتلة المستقبل سعد الحريري والمحافظة على مكتسبات 14 آذار. وختمت قائلة "المحكمة الدولية آتية والحقيقة ستخترق الظلمات لتقدم للعدالة قتلة الرئيس الشهيد ورفاقه وكل شهداء ثورة الأرز".

 

عون وسوريا: تقلبات من "كسر رأس الأسد" إلى "ضابطه الصغير"

زيارته الأخيرة أثارت جدلا حول موقفه من دمشق

العربية /2008 ,Dec 10

أثارت زيارة القيادي المسيحي رئيس تكتل التغيير والإصلاح، العماد ميشال عون، إلى سوريا الأربعاء الماضي جدلا واسع النطاق داخل لبنان وخارجها، حول تقلب مواقف عون تجاه الجارة سوريا من العداوة إلى الخصومة وأخيرا الصداقة، نقلا عن تحليل للصحفي ثائر عباس، نشرته صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية الخميس 4-12-2008. وقال الجنرال عون في مؤتمر صحفي له في دمشق، عقب لقائه الرئيس السوري بشار الأسد، "ما كان يُعتقد أنه محرم أصبح حلالا وحلالا جدا"، مضيفا "نفتح صفحة جديدة لا مهزوم فيها ولا منتصر، إنما عودة لعلاقات طبيعية مرتكزها الانفتاح". المراقبون لتقلبات عون صوب سوريا، رصدوا تصريحات قاسية للغاية بدرت منه في حق السوريين، تجاوزت "المحرمات"، ومنها تهديده ذات مرة بـ"تكسير رأس حافظ الأسد"، واستشهد آخرون برسالة ود سابقة أرسلها للأسد وصف فيها نفسه بـ"ضابط صغير" في الجيش السوري.

كان كلام عون عن سوريا قاسيًا جدًّا في خطاباته اليومية في القصر الجمهوري الذي فتحت أبوابه لمؤيديه

غير أنه لا يوجد ثمة اختلاف كبير بين المراقبين حول الهدف الرئيس للتكيتكات التي استخدمها عون خلال السنوات الماضية، وهو السعي وراء الصداقة مع سوريا، وهم يشيرون هنا إلى تحالف أبرم بين الجانبين في صفقة عام 2005 قضت بعودة عون إلى لبنان مقابل "إجهاض الحركة الاستقلالية" التي انطلقت قبيل اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري وتعاظمت من بعده.

أما عون -من جانبه- فيعتبر أنه عادى سوريا في لبنان، معتبرا أن مشكلته انتهت مع السوريين فور خروجهم من بلاده.

بدأت علاقة عون مع سوريا أواخر ولاية الرئيس أمين الجميل في الثمانينيات، عندما تصاعدت التصريحات عن هوية "الرئيس المقبل"، وكان طموح عون ظاهرًا لتولي هذا المنصب، وتتحدث عدة تقارير عن مساع بذلها عون لـ"التوافق" مع سوريا على ترشيحه للرئاسة، ولما فشلت المساعي تلقى عون "كرة الجمر" التي رفضها كثير من السياسيين اللبنانيين، وقبل بتولي رئاسة الحكومة العسكرية رغم استقالة نصف أعضائها فور تأليفها، ثم إطلاقه "حرب التحرير" ضد الوجود السوري في لبنان بعد فشل جولة محادثات بين الطرفين.

وكان كلام عون عن سوريا قاسيًا جدًّا في خطاباته اليومية في القصر الجمهوري الذي فتحت أبوابه لمؤيديه، وسمي آنذاك "قصر الشعب" -تسمية مشابهة للتسمية السورية للقصر الجمهوري- كما يلاحظ أحد السياسيين اللبنانيين.

تحدى عون سوريا وتوعدها مرارًا، لكن هذا لم يقفل باب الود مع الجارة اللدودة، ويقول رئيس حركة التغيير، المحامي ايلي محفوض، الذي كان من المقربين من عون قبل أن ينقلب عليه، إن الأخير بعث برسالة إلى الأسد يقول فيها "إنني عسكري، وبهذه الصفة فإنني أتمنى أن يعتبرني القائد الكبير حافظ الأسد ضابطًا صغيرًا في جيشه، وأقدر كل التقدير ما قدمته دمشق للبنان عامة وللمسيحيين خاصة، وواجبي إذا ما حظيت بتأييدها أن أردّ لها الجميل، إنني أتفهم مصالح سوريا في لبنان، وأسلم بأن أمن لبنان من أمن سوريا، ومن حق سوريا علينا أن نوفر لها أسباب الطمأنينة، وأن نشرع وجودها العسكري في لبنان لمواجهة أي اعتداء محتمل عليها، كذلك أنا مستعد لعقد أي اتفاقات أمنية، إضافة إلى تمتين العلاقات المميزة في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية كلها".

ويتحدث محفوض عن "شبكة الموفدين المتعددة الأسماء والتي تبدأ سلسلتها بالوزيرين ألبير منصور ومحسن دلول، ولا تنتهي بصديق عون الشخصي المحامي فايز القزي، الذي تولى شخصيًّا معظم ترتيبات عودته الأخيرة من منفاه في باريس، كما تولى شخصيًّا وفي مرات عدة نقل رغبات وطلبات وتمنيات عون الرئاسية".

انتهت "حرب التحرير" مع بداية "حرب الإلغاء" التي نشبت بين عون و"القوات اللبنانية" في عام 1989، والتي نقل فيها عن نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام أن قلب سوريا مع عون "لأنها تعتبره خصما مرحليا، فيما تعتبر قائد "القوات" سمير جعجع خصما مبدئيا".

ويقول الإعلامي فارس خشان، الذي واكب تلك المرحلة وما تلاها حتى اليوم، إن عون لم يكن "في عمقه عدوًّا لسوريا، فهو خاض حرب الإلغاء بمعونات من سوريا، وما انفتاحه العسكري على القوميين السوريين وايلي حبيقة وحزب الله الذي بدأ منذ حرب الإلغاء سوى دليل إضافي على هذا".

دليل آخر على هذه العلاقة يورده النائب السابق فارس بويز الذي يتحدث في إحدى مقابلاته عن الإلحاح الذي مارسه الرئيس السابق الياس الهراوي لإطاحة عون عسكريًّا وعدم التجاوب السوري السريع معه، لكن هذا الأمر حصل لاحقا وأطيح بعون عسكريًّا بغطاء دولي-إقليمي، فانتهى به المطاف في فرنسا لاجئا سياسيا لمدة خمس سنوات مددت لاحقا حتى 15 سنة. ومن باريس لم تهدأ الاتصالات ولا المؤشرات.

في عام 1994 سألت صحيفة لبنانية عون "هل يحب دمشق"، فأجاب «ولوو...! لطالما غنيّت مع سعيد عقل وفيروز "سائليني يا شآم"، بغض النظر عن السياسة والدبلوماسية"، وأضاف "أنا عسكري، وطبيعة ثقافتي أن من تحاربه اليوم يجب أن تتفاوض معه غدًا، فإذا لا يوجد شيء ثابت، ولا كراهية عندي، ثمة خصومة سياسية صنعتها الظروف، كل ما أستطيع قوله هو إن يدنا ممدودة للخير، وفي اتجاهه".

عون برر في حديث آخر "تفاوت" خطابه حيال سوريا بين "العداء المطلق والإشارات الطيبة"، فقال "خطابي واحد موحّد، كل ما في الأمر أنني أتحدث مرة عن الثوابت وأخرى عن الممارسات، ولأن حديثنا اليوم هو عن الثوابت والمبادئ فإننا نتحدّث لغة مختلفة".

وكتب سلسلة من 12 مقالة سنة 2000 حملت عنوان "المآثر السورية في لبنان"، قال في إحداها "لقد اختبرنا النظام السوري في حال الاسترخاء، ولم يرد أن يعترف بأن في لبنان مشكلة، لذلك لم يرد أن يحاور، واستمر لاطمًا بيديه ورافسًا برجليه.. إن سوريا تعمل على تذويب الكيان اللبناني وضمه، ولا تزيح قيد أنملة عن هذا الهدف".

عون شارك في قانون "محاسبة سوريا"

عون صعّد لهجة العداء لسوريا وصولا إلى عام 2003؛ حيث لعب دورًا رئيسًا في إقرار قانون "محاسبة سوريا" في الكونغرس، وتتناقل وسائل الإعلام المؤيدة لقوى "14 آذار" نص الشهادة التي أدلى بها أمام الكونغرس الأمريكي التي أبدى فيها الامتنان لرفع الكونغرس قانون "محاسبة سوريا واستعادة سيادة لبنان"، وللحث على تمرير فوري لهذا المشروع ليصبح قانونًا، ورأى أن "هذا التشريع المنتظر هو حاسم؛ إذ إنه يقيم، وللمرة الأولى، سياسة واضحة للولايات المتحدة فيما يتعلق بالاحتلال السوري للبنان"، مشيرا إلى أنه "طوال سبعة وعشرين عاما، لعب النظام السوري دور ملهب النار ومطفئها، فلطالما أشعلت سوريا النيران لإعطاء نفسها الحجة لإطفائها فيما بعد، وهكذا تبرر استمرار احتلالها للبنان، وأي لبناني يتجرأ على التعرض أو مقاومة الهيمنة السورية تجري تصفيته".

وفي شهادته رأى أنه "لا يمكن للمرء منطقيا أن يفصل النظام السوري عن الإرهاب، فسوريا توفر ملاذًا آمنًا لعدد كبير من المنظمات الإرهابية، توجه عملياتها، وتستخدم لبنان المحتل كحقل رئيس لها للتدريب والعمليات".

المحامي فايز القزي سرد في سلسة أحاديث تلفزيونية وصحافية ما اعتبر أنه "كل أسرار العلاقة التي بدأت بواسطتي بين المخابرات السورية وبين العماد عون، وقال إن "زيارة عون لسوريا اكتملت من حيث المعنى المجازي، وكنتُ شاهدًا على الأمر، في تاريخ الـ27 من أيلول/سبتمبر 2004 حين تمَّ الاتفاق بين عون والسوريين على عودته إلى لبنان، وعلى مظاهر العودة وما إلى ذلك، وعلى أثرها زار المسؤول في "التيار الوطني الحر" غابي عيسى، دمشق والتقى خدام".

ويقول قزي إنه عندما كان يزور دمشق كان يستشف الجو العام من خلال الطريقة التي يطرح فيها خدام السؤال عن عون، فإذا قال كيف حال "ميشو"، كنتُ أعرف أنَّ العلاقات سيئة جدًّا، أما إذا سماه "ميشال" فهذا يعني أنَّ العلاقات لا بأس بها، وإذا سماه "الجنرال" فهذا يعني أنَّ العلاقة جيدة، أما إذا سماه "الجنرال ميشال عون" فهذا يعني أنَّ العلاقة ممتازة.

 

لبنان وسوريا .. تبادل التمثيل الديبلوماسي والمجلس الأعلى هل من تناقض؟

عماد الشدياق

من حيث المبدأ، تنقسم أجهزة العلاقات الدولية والديبلوماسية لدى الدولة الى جهازين، داخلي ـ مركزي يشمل رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، بالإضافة الى بعض الوزراء وأفراد الندوات البرلمانية الذين دخلوا حديثاً هذا المعترك بفضل تطوّر العمل الديبلوماسي ونمو العلاقات بين الدول باطراد بفعل العولمة. وخارجي ـ لامركزي يضم أعضاء السلك الديبلوماسي والقنصلي. وتشكل اتفاقية فيينا للعام 1961 المدونة الحقيقية لتلك العلاقات، والمصدر الأول والأساسي للقانون الديبلوماسي الذي يرعى هذا النوع من العمل التبادلي الدائم والقائم على تنمية العلاقات الودية والسلمية بين الدول من خلال ما أسندت الى مبعوثيهم من مهام يقومون بها باعتبارهم أداة اتصال مباشر بين دولهم والدول المضيفة والتي تتلخّص بخمسة مهام رئيسية تترجح ما بين التمثيل السياسي، الحماية، التفاوض، تعزيز العلاقات وإنمائها في المجالات الاقتصادية والثقافية والعلمية، إضافة الى مهمة الاستطلاع وتقديم التقارير، وهي المهمة الهاجس لدى البعض خوفاً من أن تتحول مقار البعثات الى مفرزات مخابرات وأقبية للتجسس وحياكة المؤامرات كما هي الحال لدى بعض العامة والنخب في لبنان من الذين يتوجسون شراً لقيام التبادل الديبلوماسي الدائم بين لبنان وسوريا. علماً أن هذا المطلب إن تحقق، يستحق ان يفوز بلقب الوصيف الأول الذي يلي عيد الاستقلال لأهميته السيادية، ولما يعكس من طمأنينة معنوية ونفسية على مسلكية التواصل بين الطرفين لدى الجهات الرسمية والشعبية بحيث أنه سيشكل قاعدة حتمية للبدء بصفحة جديدة في التاريخ المشترك بين الجارين قائمة على الندية والاعتراف بالسيادة والاستقلال.

وقد استدركت الجمعية العامة الراعية لاتفاقية فيينا هول الضغوط والتماديات التي قد تتعرّض لها الدول الضعيفة والصغيرة من الدول الكبرى، ولهذا أكدت على تمتع المبعوثين الدبلوماسيين بالحصانات والامتيازات لضمان سير العمل الدبلوماسي، كما انها اكدت على الواجبات الملزمة للبعثات الدبلوماسية وأفرادها تجاه الدولة المعتمدين لديها ان كان لجهة احترامهم لقوانينها وأنظمتها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والابتعاد عن اي تصرف او تصريح يسيء الى سيادتها وكرامتها واثارة الفتن والاضطرابات فيها، كما حصرت مرجعية البعثات المباشرة لأعمالها بوزارة خارجية الدولة المضيفة، واقصت افراد البعثات عن ممارسة اي نشاط تجاري او مهني يعني بمصالحهم الشخصية.

اضافة الى انها حصنت الدول من خلال تكريس حقها في "الاستمزاج" لجهة اختيار افراد البعثات الدبلوماسية، ومنحها احقية اعتبار اي شخص من طاقم البعثة "شخص غير مرغوب فيه"، عند اي تماد او تجاوز.

من جهة أخرى، وبالعودة الى لبنان تختلط الأمور لدى العامة حول ملف العلاقات الدبلوماسية بيننا وبين سوريا لجهة ما يشاع عن الثنائية في التمثيل بين العلاقات الدبلوماسية الكلاسيكية المفترض تفعيلها والعمل بها عند مطلع السنة المقبلة كما هو مقرر، وبين المجلس الأعلى اللبناني ـ السوري الذي ابصر النور على خلفية معاهدة "الأخوة والتعاون والتنسيق" التي انشأت بدورها هيئات وأجهزة اخرى كهيئة المتابعة والتنسيق واللجان المشتركة الوزارية والفرعية المتخصصة.. والأمانة العامة المختصة بمتابعة وتنفيذ ما انبثق عنها من اتفاقات وهي حوالي 40 اتفاقية ومذكرة تفاهم تتعلق بالصناعة والزراعة والتجارة، اضافة الى الشؤون العدلية، السياسية، الأمنية والجمركية، التي تدخل في صلب العمل الدبلوماسي وتتقاطع مهماتها وصلاحياتها مع السفارة المزمع انشاؤها!

ويتألف المجلس الأعلى من الرؤساء الثلاثة في البلدين (رئيس الدولة، رئيس السلطة التنفيذية والتشريعية) الذي يضع السياسة العامة للتنسيق والتعاون في كافة المجالات، وتكتسب قراراته الصفة التنفيذية بمجرد صدورها وفقاً للنظم والأصول الدستورية في كلا البلدين، وقد فوض المجلس لهذه الغاية الأمانة العامة باعداد الدراسات والتقارير وتحضير جدول أعمال الاجتماعات وتلقي المذكرات والقيام بمهام امانة السر لأجهزة المعاهدة، حيث يرأسها الأمين العام ويكون مسؤولا امام المجلس عن حسن قيام اجهزتها بالمهام المحددة لها. فيكون الأمين العام بمثابة ممثل للدولتين لدى الدولتين، ولا يتمتع بأي نوع من الحصانات أو الامتيازات، وليس ملزماً بأية واجبات تجاه الطرفين لكون المعاهدة التي أوجدت المركز الموكل اليه لم تتطرق الى هذا النوع من الامتيازات بحكم "وحدة الحال" التي فرضها الوصي السوري، وأرست نوعاً من الازدواجية في التمثيل والمرجعية.

فلهذه الأسباب ولغيرها، اسلفت بعض الأصوات تطالب بإلغاء المجلس الأعلى المذكور كون العلاقات الديبلوماسية بشكلها الكلاسيكي في طور التكوين، إلا ان آلية إلغائه لن تكون بتلك السهولة المتوقعة عند بعضهم ما لم تتوفر القرائن التي يحددها ويقننها القانون الدولي العام المخول تفسير وتأويل اتفاقيات العلاقات الدولية والديبلوماسية.

بالتالي لا بد من التذكر مبدئياً، ان عملية الإلغاء أن أتت برضى الطرفين، فلا خلاف يذكر على هذا الصعيد استناداً الى أبسط المبادىء القانونية العامة: العقد شريعة المتعاقدين والتزام المتعاقد بما تعاقد عليه.

أما إذا امتنع أحد الطرفين عن الإلغاء، فيعود الحكم بذلك الى الشروط التي يحددها قانون المعاهدات الصادر في فيينا عام 1969، الذي يشير في مادته الـ60 الى كيفية انقضاء المعاهدات أو ايقاف العمل بها، ويدرجها تحت شرط "الاخلال الجوهري" بمضامين المعاهدات الذي يخول الطرف الآخر ايقاف العمل بها كلياً أو جزئياً. علماً ان المادة 74 تشدد على ان سريان المعاهدة لا يؤثر في ذاته على وضع العلاقات الديبلوماسية والقنصلية بين الدول المعنية، كما لا يحول قطع أو عدم وجود علاقات ديبلوماسية أو قنصلية بين "المتعاهدين"، دون سريان المعاهدة!

فهل إلغاء معاهدة الاخوة والتنسيق والتعاون أمر وارد؟

عملياً، يعتبر مطلب الإلغاء غير مجد ان لم يقترن بذاك الإخلال الجوهري الذي يهدد استمرارية المعاهدة تمهيداً للمطالبة بايقاف العمل بها أو لتعليقها، اضافة الى ان الاعتراض تحكمه آلية قانونية. تبدأ بإخطار الطرف الآخر بموجب مهلة زمنية محددة, وتنتهي في مراحلها المتقدمة عند إجراءات "التسوية القضائية والتحكيم والتوفيق". هذا مع العلم ان أعضاء المجلس المذكور هم بحكم الأنظمة الدستورية والدولية السائدة، جزء من أجهز العمل الديبلوماسي الداخلية، ولا يمكن الاستناد الى قيام التمثيل الديبلوماسي الكلاسيكي (على مستوى سفارة) كحجة للمطالبة بإلغاء المجلس الأعلى برمته لسبب بسيط مفاده ان الكثير من العلاقات بين الدول تمارس غالباً "ديبلوماسية القمم والمجالس" لتسيير شؤونها وحماية مصالحها (مجلس التعاون الخليجي، ديبلوماسية القمم العربية..) بل مطلب الإلغاء هذا يبدو سخيفاً في ظل ما يعترضه من عقبات قانونية، خارجية أتينا على ذكرها آنفاً، وداخلية لكون هذا القرار يتطلب أكثرية الثلثين في مجلس الوزراء استناداً الى المادة 65 من الدستور التي تذكر بالمواضيع الأساسية التي تحتاج الى أغلبية ثلثي عدد أعضاء الحكومة المحدد في مرسوم تشكيلها، وهذا ما لن يتحقق في ظل الحكومة التي أفرزها اتفاق الدوحة بصيغتها الحالية!

فلشبه استحالة إلغاء المجلس الأعلى واستناداً الى بعض التجارب المماثلة، يؤكد المطلعون في شؤون العلاقات الدولية ان دينامية السفارات ستتغلب على بيرقراطية وشيخوخة الأمانة العامة لكون الديبلوماسية تتطلب عملاً دؤوباً ومستقلاً ويومياً بل مختلفاً كلياً عن ذكريات الوصاية الإملائية خاصة في ظل الجو العربي والدولي السائد حالياً الذي يؤكد على ضرورة احترام استقلال وسيادة لبنان.