المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 15 كانون الأول/2008

إنجيل القدّيس متّى .25-18:1

أَمَّا أَصلُ يسوعَ المسيح فكانَ أنَّ مَريمَ أُمَّه، لَمَّا كانَت مَخْطوبةً لِيُوسُف، وُجِدَت قَبلَ أَن يَتَساكنا حامِلاً مِنَ الرُّوحِ القُدُس. وكان يُوسُفُ زَوجُها بارًا، فَلَمْ يُرِدْ أَن يَشهَرَ أَمْرَها، فعزَمَ على أَن يُطلِّقَها سِرًّا. وما نَوى ذلك حتَّى تراءَى له مَلاكُ الرَّبِّ في الحُلمِ وقالَ له: «يا يُوسُفَ ابنَ داود، لا تَخَفْ أَن تَأتِيَ بِامرَأَتِكَ مَريمَ إِلى بَيتِكَ. فإِنَّ الَّذي كُوِّنَ فيها هوَ مِنَ الرُّوحِ القُدُس، وستَلِدُ ابنًا فسَمِّهِ يسوع، لأَنَّه هوَ الَّذي يُخَلِّصُ شَعبَه مِن خَطاياهم». وكانَ هذا كُلُّه لِيَتِمَّ ما قالَ الرَّبُّ على لِسانِ النَّبِيّ:

«ها إِنَّ العَذراءَ تَحْمِلُ فتَلِدُ ابنًا يُسمُّونَه عِمَّانوئيل أَيِ "اللهُ معَنا"». فلمَّا قامَ يُوسُفُ مِنَ النَّوم، فَعلَ كَما أَمرَه مَلاكُ الرَّبِّ فأَتى بِامرَأَتِه إِلى بَيتِه، على أَنَّه لم يَعرِفْها حتَّى ولَدَتِ ابنًا فسمَّاه يسوع.

 

الطوباوي بيّوس التاسع (1792-1878)، بابا روما

مرسوم "للمدينة وللعالم" الصادر بتاريخ 8 كانون الأوّل 1870/القدّيس يوسف، زوج مريم العذراء، والأب المربّي ليسوع، وشفيع الكنيسة

كما أنّ الله أقامَ يوسف ابن يعقوب، حاكمًا على مصر كلّها، ليؤمّن للشعب القمح اللازم للحياة (تك41: 40)، كذلك لمّا حانَ الوقت ليرسلَ الله ابنه الوحيد لفداء العالم، اختارَ يوسف آخر على صورة الأوّل؛ وأقامَه أميرًا على بيته وعلى أملاكه؛ كما أوكلَ إليه حماية أغنى كنوزه. فقد تزوّج يوسف من البتول مريم العذراء التي منها، وبقدرة الروح القدس، وُلِدَ يسوع المسيح الذي أرادَ إعتبار نفسه إبن يوسف أمام الجميع، وإلتزم بإطاعته. ذاك الذي "كثير مِنَ الأنبِياءِ والمُلوكِ تَمنّوا أن يَرَوا (لو10: 24)، لم يرَه يوسف فحسب، بل تحدّثَ إليه، وعانقَه بحنان أبويّ وأشبعَه قُبَلاً؛ وبعناية غيورة وإهتمام بالغ، أعالَ ذاك الذي سيتناولُه المؤمنون كخبز الحياة الأبديّة.

نظرًا إلى الكرامة البالغة التي رفعَ الله إليها خادمَه الأمين، فإنّ الكنيسة أعلَتْ من شأن القدّيس يوسف وخصَّتْه بتكريم إستثنائي، حتّى لو لم يرقَ إلى مرتبة تكريم والدة الله؛ لقد ناشدَتْ الكنيسة عونَه دومًا في الساعات العصيبة. لذا، فإنّنا نعلنُ رسميًّا القدّيس يوسف شفيع الكنيسة الكاثوليكيّة. 

 

بوش يؤكد "ضرورية" حرب العراق خلال زيارة وداعية مفاجئة الى بغداد

 رويترز/ وصل الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى العاصمة العراقية بغداد اليوم الأحد في زيارة غير معلنة قبل أسابيع فقط من ترك منصبه وتوريث ملف حرب العراق التي لا تحظى بتأييد شعبي للرئيس المنتخب باراك أوباما. وتوجه بوش سرا إلى العاصمة العراقية ليجري مباحثات مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ويلقي خطابا في حشد من القوات الأمريكية. وقال مسؤول في البيت الأبيض إن بوش "جاء للاجتماع بالزعماء العراقيين وتوجيه الشكر للقوات والاحتفال بالاتفاقية الأمنية الجديدة." ووصل بوش على متن طائرة هليكوبتر في بداية الزيارة إلى القصر الرئاسي لاجراء مباحثات مع الرئيس العراقي جلال طالباني ونائبيه. ويعتزم لقاء المالكي في وقت لاحق. وتأتي زيارة بوش إلى العراق بعد الموافقة على اتفاقية أمنية بين واشنطن وبغداد الشهر الماضي تمهد الطريق لانسحاب القوات الأمريكية من العراق بحلول عام 2011.

وهذه هي الزيارة الرابعة التي يقوم بها بوش للعراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003. وتهدف الزيارة القصيرة إلى اظهار المكاسب الأمنية الأخيرة في العراق لكنها تذكرة أيضا لأي مدى تحتل الحرب ثقلا في ارث السياسة الخارجية للرئيس الجمهوري. وعلى الرغم من أن العراق تراجع في قائمة اهتمامات الأمريكيين نظرا لاحتلال الركود الذي اصاب الاقتصاد الأمريكي الصدارة فإن استطلاعات الرأي اظهرت أن غالبية الأشخاص يعتقدون أن الحرب كانت خطأ. وسيترك ملف هذه الحرب إلى أوباما وهو ديمقراطي عارض الحرب منذ البداية ليفند استراتيجية للخروج من العراق بعد أن يتولى مقاليد الحكم في 20 يناير كانون الثاني. وسيبقى ما يقرب من 140 ألف جندي أمريكي في العراق الذي يعيش في حرب استغرقت ما يقرب من ست سنوات وأسفرت عن مقتل ما يزيد على 4200 جندي أمريكي وعشرات الآلاف من العراقيين.

وزيارة بوش التي تأتي قبل 11 يوما فقط من الاحتفال بعيد الميلاد فرصة أخيرة له لتوديع القوات المنتشرة هناك. وكان الجنرال ريموند اوديرنو قائد القوات الأمريكية في العراق والسفير الأمريكي رايان كروكر في استقبال بوش على مدرج المطار الخاضع لحراسة مشددة في بغداد. وقرار الهبوط في وضح النهار يعكس الثقة في أن بغداد باتت أكثر أمنا مما كانت عليه خلال آخز زيارة قام بها بوش للعاصمة في عام 2006 عندما كانت أعمال العنف الطائفية مستعرة. وظلت زيارة بوش في سرية تامة حتى هبطت طائرته الرئاسية في بغداد. ولم تخرج طائرة الرئاسة من حظيرتها العملاقة إلا بعد أن كان الجميع على متنها. وتمت مصادرة الاجهزة الالكترونية الخاصة بالصحفيين حتى منتصف الرحلة. وقام بوش الذي كان يرتدي ملابس غير رسمية وقبعة رياضية سوداء عندما غادر ليلا من البيت الابيض بظهور نادر في قمرة الصحفيين بطائرته قبل الاقلاع.

وقال مازحا عندما جامله مساعد له على 'التنكر' " لا احد يعرف من أنا." ويتوقع أن تبقى تحركاته مقتصرة على المواقع شديدة التحصين داخل وحول العاصمة العراقية. وقام بوش بآخر زيارة للعراق في سبتمبر ايلول 2007 عندما توجه جوا إلى قاعدة جوية في محافظة الأنبار المضطربة ليلقي الضوء على تحسن الأوضاع الأمنية في ظل تعزيز للقوات بثلاثين ألف جندي ودعم متزايد من زعماء القبائل السنية للقتال ضد تنظيم القاعدة. ومنذ ذلك الحين تم احراز مزيد من التقدم في بغداد وفي أماكن أخرى وأصبحت قوات الأمن العراقية مسؤولة بصورة متزايدة عن حفظ الأمن في الشوارع وملاحقة المتشددين. وقال الجنرال الأمريكي ديفيد بتريوس الاسبوع الماضي إن العنف انخفض في العراق في الأسابيع القليلة الماضية إلى أدنى مستوى له منذ منتصف عام 2003 وأن المكاسب الأمنية أقل هشاشة من ذي قبل رغم أنها لاتزال تواجه خطر التعرض لانتكاسة.

ولاتزال هجمات السيارات المفخخة والهجمات الانتحارية أمر شائع. وسيلتقي بوش بالمالكي للمرة الاولى منذ أن فازت حكومته بتنازل رئيسي وهو موافقة واشنطن بشأن تحديد جدول زمني للانسحاب وهو الأمر الذي عارضه الرئيس الأميركي طويلا. وتعهد أوباما خلال الحملة الانتخابية بسحب القوات الأمريكية المقاتلة في غضون 16 شهرا وهو التعهد الذي يجب أن يتوافق مع الجدول الزمني المحدد في الاتفاق الأمني الجديد. وبينما يستعد لترك كمنصبه يصر بوش على أن إسقاط الدكتاتور العراقي صدام حسين كان هو الشيء الصواب. لكنه قال في الآونة الأخيرة في مقابلة مع شبكة تلفزيون "ايه.بي. سي" إن "اكبر شيء ندم عليه" منذ توليه الرئاسة هو المعلومات الاستخبارات الخاطئة التي افادت بأن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل. واستخدم بوش هذه المعلومات كمبرر رئيسي لخوض الحرب. ولم يعثر على مثل هذه الاسلحة في العراق. ويغادر بوش البيت الابيض في ظل انخفاض في شعبيته يقترب من مستويات قياسية ويرجع ذلك بشكل جزئي إلى العراق. ودمرت الحرب أيضا مصداقية الولايات المتحدة في الخارج

 

ابو الغيط شن أعنف هجوم على ايران :مصر تتهم ايران بالسعي الى السيطرة على الشرق الاوسط

اكد ان السياسة الخارجية المصرية لن يتم تطويعها لكي تلعب لصالح ايران 

وكالات/وجه وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط الاحد انتقادات شديدة لايران، معتبرا ان الجمهورية الاسلامية تسعى الى السيطرة على الشرق الاوسط عبر استغلال القضية الفلسطينية.وقال ابو الغيط في تصريحات نقلتها وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية ان "الايرانيين يحاولون الانتشار وفرض الايديولوجية الخاصة بهم على هذا الاقليم، كما انهم يستغلون بعض الفلسطينيين سواء بافعال بنية حسنة او بمعرفة عميقة للاهداف الايرانية"، في اشارة الى حركة المقاومة الاسلامية (حماس) القريبة من طهران. اضاف "حقيقة الامر انهم (الايرانيون) لا يقدمون اي شيء للقضية الفلسطينية سوى المزاعم والاحاديث والادعاءات".

ورد ابو الغيط على الرئيس الايراني السابق اكبر هاشمي رفسنجاني الذي انتقد رفض القاهرة فتح حدودها مع قطاع غزة الذي تحاصره اسرائيل. واكد ان "السياسة الخارجية المصرية لن يتم تطويعها لكي تلعب لصالح ايران او لكي تلعب لصالح بعض الاطراف التي فقدت الرؤية الحقيقية للاهداف الفلسطينية الحقة".

 

بيضون: اذا حكم "حزب الله" وحلفاؤه سنصبح في غزة

المستقبل/ دعا الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى ان يأخذ على عاتقه اجراء مصالحة سياسية شاملة وان يجمع الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ورئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري قبل الانتخابات للتفاهم على المرحلة المقبلة، لافتاً الى ان الانتخابات لن تحل الازمة. وأشار الى ان الانتخابات ستكون في ثلاث دوائر هي زحلة وبعبدا والاشرفية والذي ينال النصف زائدا واحدا يأخذ الاكثرية، وان الاكثرية المقبلة لن تستطيع ان تحكم في حال لم يحصل تفاهم مسبق، معتبراً انه "اذا أراد "حزب الله" ان يحكم مع حلفائه فسنصبح في غزة وعندها نسأل من يقرضنا الاموال ومن يشتري سندات الخزينة؟". وأعرب في حديث الى اذاعة "صوت لبنان" امس، عن تخوفه من "ان يتحول لبنان الى صومال آخر"، مشيرا الى اننا بحاجة الى انتفاضة. ووصف فكرة الثلث المعطل بأنها "كانت ورطة لـ"حزب الله" ولم تكن انقاذا له"، موضحاً "ان حلفاءه يزايدون على بعضهم البعض خصوصا ما يجري بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب ميشال عون حول تعديل الطائف و"حزب الل"ه ليس بمقدوره ان يغضب بري او عون".

واكد "ان المقاومة عمل شعبي وعندما تدخل في السياسة الداخلية تصبح موضع انتقاد"، مشدداً على وجوب وضع ضوابط لسلاح "حزب الله". وقال: "نرفض ان تبقى عناصر "حزب الله" مسلحة ويجب ان تحدد مهمة السلاح بقوة". وأيد ما ورد في الخطاب الاخير للرئيس امين الجميل حول الفدرالية. ولاحظ "ان النائب ميشال عون يلعب لعبة المحاور الاقليمية التي هو داخل فيها، وهذا من عادته ففي العام 1989 وفي حرب التحرير كان مع ابو عمار وصدام حسين، واليوم يريد عون ان يقول للمسيحيين ان الدولة اللبنانية لا تحميكم بل الدولة السورية، ولكننا جربنا ذلك مدة خمسة عشر عاما وأثبت فشله". أضاف: "ان المسيحي اللبناني تحميه دولته". وتوجه الى عون بالقول: "اذا اتيت بسوريا لحمايتك من الطائفة السنية فسيحمونك منها ولكن سيأخذون مكانك في الحكم والاقتصاد". ودعا قوى 14 آذار الى مشروع متماسك من دون مساومات قبل الانتخابات النيابية، معتبراً أن "من مصلحة البلد المزيد من الالتفاف الشعبي حول الرئيس ميشال سليمان".

 

زيارة النائب عون الى سورية كانت مدار نقاش بين الأحرار والكتائب

وكالات/قام مرشح حزب الوطنيين الاحرار في المتن الاستاذ فيليب معلوف يرافقه مفوض المتن الاستاذ ريبال زوين بزيارة الى قسم الكتائب في الدورة و اجتمع برئيس القسم و حشد من الكتائبيين من اهالي المنطقة. و تخلل اللقاء نقاش حول زيارة النائب عون الى سورية و نتائجها فوضح الاستاذ فيليب انه ليس المهم ماذا حقق عون من الزيارة بل ماذا حققت سورية. و شرح كيف ان في تاريخ لبنان لطالم كانت الكنيسة المارونية و خاصة البطريركية هي المدافع الاول عن الكيان اللبناني و كيف ان النظام السوري اللذي لم يتغيير بل اصبح اكثر حنكة و احتيالا كان و ما يزال يريد ضم لبنان الى سوريا. حاول ضم لبنان باحتلاله و لكن ثورة الارز افشلته، فها هو يحاول الليوم و بعد ان اكتشف ان المسيحيين هم ضمانة لبنان ان يقسم المسيحيين و ان يضرب الرمزين الاساسيين في لبنان – البطريرك الماروني و رئيس الجمهورية. ان الاستقبال الرئاسي لعون هو ضربة لرئيس الجمهورية و رسالة انه لا يمثل المسيحيين سياسيا، اما قرع الاجراس و افتتاح الكنائس انما هو ضربة و رسالة الى البطريرك اذ يوضح السوري انها لا تمثل المسيحيين في سائر المشرق و هم ليسوا بحاجة لها.

ويكون السوري و من خلال هذه الزيارة قد يحقق ما لم يقدر ان يحققه منذ 50 عاما. واوضح المعلوف ان السوري لا يستطيع العودة عسكريا الى لبنان فها هو يخطط للعودة سياسيا و ضم لبنان سياسيا الى سوريا و ذلك عبر محاولة كسب الاكثرية في الانتخابات المقبلة. و اختتم الستاذ فيليب حديثه برسالة طالبا من جميع اللبنانيين الاحرار المؤمنيين بالكيان اللبناني ان يقفوا موحدين بوجه المخطط السوري و ان يصوتوا في الانتخابات المقبلة لمرشحي 14 اذار و ان عنوان هذه المعركة هو الحفاظ على كيان لبنان من المحور السوري – الاراني.

 

اسرار الصحف الصادرة صباح اليوم الحد 14/12/2008

النهار

تردد ان سوريا ابلغت الى الادارة الاميركية الجديدة انها مستعدة للتعاون معها في مكافحة الارهاب، بعد اعادة العلاقات السياسية بين واشنطن ودمشق الى طبيعتها.

تساءل رجل دين لمناسبة زيارة العماد ميشال عون لسوريا: هل بلغه الصوت الذي سمعه شاوول الذي اصبح بولس في ما بعد، وهو في طريقه الى دمشق: "شاوول شاوول، لماذا تضطهدني؟".

سياسي لبناني كان في جولة على دول عربية قيل له ان العرب يحبون لبنان اكثر مما يحبه بعض اللبنانيين!

المستقبل

قالت مصادر في موسكو ان التعاون العسكري الذي سيتم التفاهم حوله أثناء زيارة الوزير الياس المرّ إلى روسيا يتضمن قسمين: برنامج التدريب والتجهيزات وتعزيز البرامج الموجودة.

من المقرر ان يعود الأمين العام السابق لوزارة الخارجية السفير بسام نعماني إلى الكويت مطلع العام الجديد في اطار استكمال مهمته التي عيّن بها سابقاً.

لاحظت مصادر في واشنطن ان الرئيس باراك اوباما عمد إلى تنويع الفريق الذي شكله لادارته آخذاً في الاعتبار العديد من المعطيات السياسية التي سيبني عليها سياسته الخارجية.

 

البطريرك صفير: أحكام صدرت بحق مواطنين في عهد الاحتلال مشكوك في صحتها

وتجب اعادة النظر فيها ليطمئن أصحابها وذووهم ويستأنفوا حياتهم بامان

وطنية- 14/12/2008(سياسة) ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير قداس الاحد في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي عاونه فيه المطران شكرالله حرب والقيم البطريركي العام الخوري جوزف البواري، بحضور رابطة الاخويات في لبنان وحشد من المؤمنين.

بعد الانجيل المقدس القى البطريرك صفير عظة بعنوان "اعطنا خبزنا كفاف يومنا ، واغفر لنا ذنوبنا كما نحن نفغر لمن خطئ الينا"، وقال:

"نتابع الحديث عن كتاب قداسة البابا بندكتوس السادس عشر المعروف باسم " يسوع الناصرة"، وقد تطرّق فيه الى الحديث عن الصلاة الربية وشرحها. ونواصل شرح المقطع الذي يتحدُث عن الخبز اليومي الذي نطلبه من الله، وعن طلب المغفرة المشروط نيلها بمغفرة الأساءة التي وجهّها الينا القريب.

ان الطلب المتعلّق بالخبز، الخبز اليومي فقط، يوقظ أيضا ذكرى الأربعين سنة لسير اسرائيل في الصحراء، التي عاش خلالها الشعب من الخبز الذي أعطاه اياه الرب من السماء. وكان لكلٍّ الحق في أن يجمع فقط ما هو ضروري ليومه. وفي اليوم السادس فقط كان يحق لهم أن يجمعوا الوجبة الضرورية ليومين، لكي يحترموا وصية السبت ( راجع خروج 16: 16-22). وكانت جماعة التلاميذ، التي تعيش كل يوم مجدّدا من جودة الله، تجدّد خبرة شعب الله في سيره، والتي غذأها الله حتى في الصحراء.

وهكذا ان طلب الخبز فقط لهذا اليوم يفتح آفاقا تتجاوز أفق الغذاء اليومي الذي لا بدّ منه. وهو يفترض اتباع جماعة التلاميذ الضيّقة اتباعا صارما، التلاميذ الذين يرفضون امتلاك هذا العالم ليسلكوا طريق الذين يعتبرون "عارالمسيح غنى أعظم من كنوز مصر" . ويظهر ألأفق الأخروي: ان الوقائع المستقبلية هي أهمّ وأكثر واقعية من الوقائع الحاضرة.

وهكذا نصل الآن الى كلمة من هذا الطلب الذي، يبدو أنه لا طائل تحته، في ترجماتنا المعتادة: "أعطنا اليوم خبزنا في هذا اليوم". ان هذا اليوم يترجم اللفظة اليونانية ابيوسيوس التي قال عنها اللاهوتي أوريجانوس ( توفّي نحو 254)، وهو من أكبر معلّمي اللغة اليونانية، ان هذه اللفظة لا وجود لها في غير أمكنة، وأن الانجيليين أوجدوها. وقد وجدوا، في ذلك الوقت، في هذه الحالة، مرادفا لهذه الكلمة في رقّ بردي من القرن الخامس بعد المسيح. ولكن هذه المصادفة المنفردة لا يمكنها أن تعلمنا بطريقة ثابتة عن معنى هذه الكلمة الغير المألوفة ، والنادرة. ويجب الاعتماد على أصل الكلمة وعلى دراسة النصّ.

عندنا اليوم خاصة شرحان. أحدهما يقول ان الكلمة تعني " الخبز الذي لا بدّ منه للوجود". ومعنى الطلب يكون اذن: اعطنا اليوم الخبز الذي نحن في حاجة اليه لنتمكّن من أن نعيش. الشرح الثاني يقول ان الترجمة الصحيحة هي التالية:" الخبز المستقبلي"، أي خبز الغد. لكن طلب قبول اليوم خبز الغد لا يبدو أن له أساسا على ضؤ طريقة حياة الرسل. والإشارة الى المستقبل تستنير أكثر بقليل اذا صلّينا من أجل خبز المستقبل الحق: من أجل مّن الله الحقيقي. اذذاك يكون الطلب أخرويا، طلب استباق العالم الآتي، أي أن يعطينا الرب منذ " اليوم" خبز المستقبل، خبز العالم الجديد، أي هو عينه. حينئذ يتخّذ الطلب معنى أخرويا. وهناك بعض ترجمات قديمة تذهب في هذا الاتجاه، وهكذا ان توراة القديس ايرونيموس التي تترجم كلمة الفوق الجوهرية السرية، يترجمها بمعنى "الجوهر" الجديد، الجوهر الأسمى الذي يعطيناه الرب في سر القربان بوصفه خبز حياتنا الحقيقي.

وفي الواقع، ان آباء الكنيسة فهموا كلهم تقريبا الطلب الرابع من الأبانا كطلب افخاريستي. وبهذا المعنى ان صلاة الرب حاضرة في طقس القداس بوصفها صلاة افخارستية. وهذا لا يعني مطلقا أن المعنى الأرضي البسيط، الذي استخرجناه الساعة على انه معنى النص الفوري، قد حُذف من طلب التلاميذ. ان الآباء يفكرون بمختلف أبعاد كلمة تبدأ بطلب الفقراء الخبز لهذا اليوم، ولكن من أجل هذا، وفيما نتجه ببصرنا الى آبينا السماوي الذي يغذّينا، هذه الكلمة توحي أيضا شعب الله السائر الذي غذّاه الله عينه. وبالنسبة الى المسيحيين، ان أعجوبة المنّ، على ضؤ خطاب يسوع الكبيرعن خبز الحياة، تحيل احالة شبه تلقائة تتعدّاها، الى عالم جديد حيث كلمة الله الأزلي يكون خبزنا ،وطعام وليمة العرس الأبدية.

هل لنا الحق بأن نفكّر في هذه الأبعاد، ام ان في الأمر " تفكيرا لاهوتيا" يخرج عن كلمة معناها بكل بساطة أرضي ؟ هناك اليوم خوف من هذا التفكير اللاهوتي الذي ليس عاريا من كل أساس، ولكن يجب ألاّ نبالغ في هذا الأمر. واني أفكّر بانه يجب، لدى شرح طلب الخبز، أن نبقي في الذهن كلمات يسوع وأعماله في اطارها الأرحب، حيث عناصر الحياة البشرية الجوهرية تقوم بدور كبير: الماء، والخبز، والكرمة، والخمر، بما أنها علامات تدلّ على طابع العالم المبهج وجماله. ويتخذ موضوع الخبز مكانا مهمّا في رسالة يسوع، وفي تجربة الصحراء حتى العشاء السرّي، مرورا بتكثير الخبز .

ان الخطاب الكبير عن خبز الحياة في الفصل السادس من انجيل القديس يوحنا يفتح حل معنى هذا الموضوع. بداءة بدء، نحن مع جوع الرجال الذين سمعوا يسوع، والذي لم يدعهم يذهبون دون أن يشبعهم، أي دون "الخبز الذي لا بدّ منه "، الذي نحن في حاجة اليه للحياة. ولكن يسوع لا يقبل بأن نبقى هنا، وأن يحصر حاجات الناس الى الخبز، أي الحاجات الحيوية، المادية. " ليس بالخبز وحده يحيا الانسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله" . ان الخبز الذي تكاثر بأعجوبة يذكّر أولا باعجوبة المنّ في الصحراء، ولكنه يحيل في الوقت عينه الى ما هو أبعد منه. وهو يقول لنا ان غذاء الانسان الحقيقي هو الكلمة الأزلي المعنى الحقيقي الذي أتينا منه، والذي بانتظاره نحيا. اذا كان هذا التجاوز الأول لهذا الاطار الطبيعي لا يقول اولا الاّ ما كانت قد وجدته الفلسفة الكبيرة، وبامكانها أن تجده، فقد تبعه حالا تجاوز آخر. ان الكلمة الأزلي يصبح عمليا الخبز للانسان فقط لأنه "أخذ جسدا" وهو يخاطبنا بعبارات بشرية.

ويتبع التخطّّي الثالث الجوهري الذي، دونما ريبة، يتسبّب بشكّ لأناس كفرناحوم: ان من صار انسانا أعطانا ذاته في سرّ القربان، وهكذا فقط أصبح الكلمة الأزلي مَنّاَِ كاملا، عطية الخبز المستقبلي منذ اليوم. ومنذ ذلك الحين جمع الرب الجميع مرّة ثانية، واتخاذ هذا الجسم الأخير هو حقا هذا التروحن الحقيقي:" الروح هو الذي يحيي، الجسد لا يفيد شيئا" . هل لنا أن نفترض أن يسوع ، لدى طلب الخبز، وضع بين معقوفين، كل ما يطلب منا عن الخبز، وما يريد أن يعطيه كخبز؟ اذا أخذنا رسالة يسوع في مجملها، لا يمكننا اذذاك محو البعد الأفخارستي من الطلب الرابع من الأبانا. ان طلب خبز هذا اليوم للجميع هو جوهري حقا في بعده الحسّي والأرضي. ولكنه بالطريقة عينها، يساعدنا على تخطّي الوجهة المادية المحض، وعلى طلب واقع : الغد" منذ الآن، أي الخبز الجديد. وفيما نصلّي اليوم من أجل واقع " الغد" نُحضّ على أن نحيا منذ الآن من " الغد"، من محبة الله الذي يدعونا جميعا الى المسؤولية المتبادلة.

وهنا اريد أن أعطي الكلام مجدّدا لقبريانوس الذي يشدّد على هذا المعنى المزدوج... فهو يعود بكلمة "نحن" التي تكلّمنا عنها سابقا، الى الأفخارستيا الذي هو، بمعنى خاص جدّا، " خبزنا" خبز تلامذة يسوع المسيح. فهو يقول: نحن الذين بمقدورنا أن نقبل الأفخارستيا كخبزنا، علينا دائما أن نصلّي مجدّدا لكيلا يُقطع أحدٌ، ويفصل عن جسد المسيح. " وهكذا نطلب" خبزنا" اليومي، أي المسيح لكي نبقى، نحن الذين حياتنا في المسيح، دائما متحدّين بنعمته وجسده المقدس.

اغفر لنا ذنوبنا وخطايانا كما نحن نغفر لمن خطئ الينا.

ان الطلب الخامس من الأبانا يفترض عالما فيه اهانات- اهانات اناس بالنسبة الى سواهم.، وبالنسبة الى الله. كل خطأ بين الناس يتضمّن بطريقة أو بأخرى تأويلا تعسّفيا للحقيقة والمحبة، ويقاوم هكذا الله الذي هو الحقيقة والمحبة. وتخطّي الذنب هو قضية مركزية لكل حياة انسان. ويحوم تاريخ الأديان حول هذه المسألة. والخطأ يستدعي الانتقام. ويتولّد هكذا تصاعد الديون حيث لا يفتأ شرّ الخطأ يتعاظم، ويصبح من الصعب الخروج منه. بهذا الطلب، يقول لنا الرب: لا يمكن تجاوز الخطيئة الاّ بالغفران، وليس بالانتقام. الله هو اله غفور لأنه يحب خلائقه. ولكن الغفران لا يمكنه أن يدخل ويفعل الا في الذي هو عينه يغفر.

ان موضوع الغفران يجتاز كل الانجيل. ونجده في مستهل الخطبة على الجبل، وفي شرح الوصية الخامسة الجديد حيث يقول لنا الرب: "عندما تذهب لتقدمة قربانك الى المذبح، وتذكّرت هناك أن لأخيك شيئا عليك، فدع قربانك هناك أمام المذبح، واذهب أولا وصالح أخاك، وحينئذ عد وقدّم قربانك" . من لم يكن متصالحا مع أخيه، لا يمكنه أن يتقدّم أمام الله. ان شرط تقدمة عبادة صادقة لله يقوم على استباق هذا الأخ في منحه الغفران، والذهاب اليه. وفي هذا الصدد، نفكّر عفوا بان الله عينه ، بما أنه يعرف أننا نحن معشر البشركنا عصاة عليه ، قد خرج من ألوهته لملاقاتنا ومصالحتنا.

ونذكر أن يسوع، قبل أن يهبنا الأفخارستيا، ركع أمام تلامذته وغسل لهم أرجلهم الوسخة، ونقّاهم بمحبته الوضيعة. في وسط انجيل القديس متى ( راجع 18: 23-35) نجد مثل الخادم العديم الشفقة. وقد حظي هذا الموظّف الملوكي، العالي القدر، باطفاء دينه البالغ عشرة آلاف وزنة ( أي ستين مليون قطعة فضة) ، فيما انه هو ليس على استعداد لأن يترك مائة قطعة ذهبية، وهو مبلغ تافه اذا قورن بذاك. وأيا يكن ما علينا أن نسامح به نفوسنا، فهو نزر يسير بالمقارنة مع جودة الله الذي يغفر لنا. وفي نهاية المطاف، نستمع الى صلاة يسوع الآتية من الصليب: " اغفر لهم يا أبتاه، انهم لا يدرون ما يفعلون:" .

اذا أردنا أن نفهم تمام الفهم هذا الطلب ونجعله طلبنا، علينا أن نخطو خطوة اضافية ونتساءل: ما هو الغفران؟ ماذا يحدث في الغفران؟ الخطأ هو واقع، وواقع موضوعي. فقد أحدث دمارا يجب التغلّب عليه .لذلك يجب أن يكون الغفران أكثر من ارادة التجاهل أو النسيان. يجب تحمّل مسؤولية الخطأ، والتعويض عنه، والتغلّب عليه. والغفران له ثمن، أولا لمن يغفر. والشر الذي نزل به، عليه أن يتعالى عليه باطنيا، ويحرقه في داخله، ويتجدّد هكذا بحيث انه يُدخل الآخر، المسيء، في عملية التحوّل والتنقية الباطنيتين، ويتجدّد الاثنان بتحملهما الضرر الى النهاية والتغلّب عليه. وهنا نصطدم بسرّ صليب المسيح. ولكنننا أولا نتعثّثر عند حدود قوانا لنشفى ونتغلّب على الشرّ. ونتعثّر أمام تفوّق الشرّ الذي لا يمكننا أن نتغلّب عليه بقوانا وحدها. ان راينهولد شنايدر يقول بهذا الصدد: ان الشرّ يعيش تحت آلاف الأشكال، ويحتلّ قمة السلطة... ويخرج من الأعماق. غير أن المحبة ليس لها سوى شكل واحد: شكل ابنك" .

أيها الأخوة والأبناء الأعزاء، ان الطلبتين الرابعة والخامسة من الأبانا لهما معنى كبير. الأولى نطلب فيها الى الله أن يعطينا خبزنا اليومي، وليس تكديس الثروات الكبيرة. والثانية نطلب فيها من الله أن يغفر لنا ذنوبنا، على أن نفغر نحن لمن خطيء وأساء الينا. وما دام الأمر يتعلّق بالمغفرة والصفح عن الأساءة، هناك أصوات ترتفع في لبنان باعادة النظر في الأحكام التي صدرت بحق مواطنين في عهد الاحتلال، وهي أحكام مشكوك في صحتها، وتجب اعادة النظر فيها ليطمئن أصحابها وذووهم، ويستأنفوا حياتهم في مأمن من كل اجحاف. وهذا ما عمد اليه كثير من الدول في مثل هذه الحالة، وبخاصة فرنسا، عندما تحرّرت من الاحتلال النازي. فعسى أن يلقى هذا المطلب آذانا مصغية".

استقبالات

بعد القداس استقبل البطريرك صفير المؤمنين المشاركين في الذبيحة الالهية، والتقى على التوالي: رابطة الاخويات برئاسة رئيس الرابطة الياس صفير والمرشد العام الخوري سامي شلهوب، مدير عام مستشفى العين والاذن الدولي بيار الجلخ والدكتور الكسندر الجلخ، رئيس فرع مخابرات جبل لبنان العقيد ريشار حلو، قائمقام جبيل حبيب كيروز، رابطة آل كساب في بلنان برئاسة رئيس الرابطة هنري كساب، ووفودا شعبية من مختلف المناطق اللبنانية.

 

عطا الله: زيارة عون الى سوريا تاريخية وعلى اللبنانيين الافتخار به

وطنية - 14/12/2008 (متفرقات) اقامت هيئة قضاء الكورة في "التيار الوطني الحر" لقاء حواريا مع القيادي في التيار المحامي جورج عطا الله، في قاعة الجمعية الخيرية العمرانية - اميون، في حضور نائب رئيس بلدية اميون غسان كرم وممثلين عن الاحزاب والقوى السياسية في الكورة ورجال دين وحشد من المناصرين.

وتناول عطا الله مراحل نضال "التيار الوطني الحر" ضد الجيش السوري لاخراجه والنضال ضد من ارادوا ان يسرقوا هذا النضال بعد خروج السوري لانه بعد تحرير الارض يأتي دور تحرير الانسان. ووصف زيارة الجنرال عون الى سوريا باللحظة التاريخية التي ستؤسس للعلاقة الندية مع سوريا، متمنيا على اللبنانيين ان يفتخروا بالجنرال لانه ليس حالة عاطفية بل هو حالة عقلانية، ولفت الى ان الزيارة كانت لطي صفحة سوداء ولكن لن تنسى كي لا تتكرر فهي زيارة ندية لها نتائجها الايجابية على المستوى الوطني.

 

مقتل لبنانيين على يد مسلحين في غينيا بيساو الافريقية

وطنية- 14/12/2008 (متفرقات) في نبأ من غينيا- بيساو الافريقية ان شابين لبنانيين قتلا واخرين جرحا على يد مسلحين اقتحموا منزلهم ليل امس، وابلغت الجالية اللبنانية في السنغال وبيساو الامين العام المساعد في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم القنصل رمزي حيدر تفاصيل ما حصل، فأجرى على الفور اتصالات بمكتب رئيس مجلس النواب نبيه بري وبمسؤول العلاقات الخارجية في حركة "أمل" النائب علي بزي وبقنصل غينيا- بيساو في لبنان محمد امين سليمان واطلعهم على تفاصيل الحاديث الذي ادى الى مقتل الشابين، كما اجرى اتصالات مع الجالية ووضعته في اجواء الترتيبات القائمة لنقل جثماني الضحيتين الى لبنان، وعرف من الضحايا شاب من آل نزال وابن شقيقته.

 

الرئيس سليمان والملك عبدالله الثاني اجريا محادثات "مفيدة ومعمقة"

وطنية-14/12/2008 (سياسة) صدر عن المكتب الاعلامي في رئاسة الجمهورية اللبنانية البيان الاتي: "اجرى فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان، جولة من المحادثات المفيدة والمعمقة، مع جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، حول القضايا الثنائية والاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. شملت هذه المحادثات، سبل تعزيز وتطوير علاقات الصداقة والتعاون القائمة بين البلدين الشقيقين، في مختلف المجالات.وتم الاتفاق تحديدا على احياء عمل اللجنة اللبنانية-الاردنية العليا المشتركة، واعادة النظر في الاتفاقيات الموقعة بين البلدين وتفعيلها. وقداعرب جلالة الملك عن ارتياحه للتطورات الايجابية، التي حصلت في لبنان، منذ اقرار اتفاق الدوحة، المنبثق عن اتفاق الطائف، وبدء تنفيذ مقررات مؤتمر الحوار الوطني. واكد دعمه لسيادة لبنان واستقلاله، ووحدة اراضيه ولمسيرة الحوار والمصالحة والوفاق الوطني.

وتم استعراض الاخطار التي ما زالت تتهدد لبنان ، جراء عدم قيام اسرائيل بتنفيذ القرار 1701، مع التأكيد على حق لبنان وشعبه ومقاومته وجيشه، في استرجاع ما تبقى من اراض لبنانية محتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من قرية الغجر، بجميع الطرق المتاحة والمشروعة. كما بحثت السبل الكفيلة بمواجهة خطر الارهاب في كافة اشكاله. وعبر فخامة الرئيس لجلالة الملك، عن شكره للدعم الذي قدمته المملكة الاردنية الهاشمية الى لبنان على اكثر من صعيد، مؤكدا على عمق العلاقات الاخوية التي تربط الشعبين والبلدين. وتم التطرق بصورة مستفيضة الى الاوضاع الاقليمية والتأكيد على ضرورة العمل على تحقيق وحدة الصف العربي والتوافق بين الاخوة الفلسطينيين، في مواجهة التحديات المشتركة، لما فيه مصلحة الدول العربية جمعاء وخير شعوبها. وشدد الجانبان على ضرورة تحقيق السلام العادل والشامل، في الشرق الاوسط وفقا لقرارات الامم المتحدة، ومرجعية "مؤتمر مدريد" وضماناته ومبادرة السلام العربية بكامل مندرجاتها، كما اقرت في قمة بيروت العام 2002. وتم التأكيد في هذا المجال، على ضرورة التمسك بحق العودة للاجئين الفلسطينيين، ورفض توطينهم، وفقا لما نصت عليه مبادرة السلام العربية، وما تفرضه قواعد العدالة وقرارات الشرعية الدولية. وتم التوافق على ضرورة استمرار التنسيق والتشاور بين البلدين. وشكر فخامة الرئيس جلالة الملك عبد الله الثاني على حرارة استقباله، وحسن ضيافته، واغتنم المناسبةن ليوجه الى جلالته والى جلالة الملكة رانيا العبد الله، دعوة للقيام بزيارة رسمية الى لبنان في اقرب فرصة ممكنة.

 

الرئيس بري استقبل الرئيس السنيورة وعرضا التطورات

وطنية - 14/12/2008 (سياسة) استقبل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، بعد ظهر اليوم في عين التينة، رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، وجرى عرض لمجمل التطورات وقد تخلل اللقاء غداء عمل.

 

سامي الجميل في لقاء حواري نظمه اقليم عاليه الكتائبي: قضيتنا الاولى سيادة لبنان واستقلاله وحصر السلاح بيد الدولة

لتطبيق اللامركزية الادارية من اجل إنماء القرى والمناطق

وطنية- 14/12/2008 (سياسة) نظم حزب الكتائب اللبنانية- اقليم عاليه لقاءا حواريا مع منسق اللجنة المركزية في الحزب سامي امين الجميل حول "الكتائب وهواجس الشباب اللبناني"، في صالون كنيسة السيدة في بلدة بدادون- قضاء عاليه، حضره المستشار الخاص للرئيس امين الجميل لشؤون منطقة الجبل فادي الهبر، محافظ الشوف وعاليه في الحزب سامي بجاني، رئيسا اقليمي عاليه وبعبدا جهاد الشرتوني وموريس اسمر، رئيس بلدية بدادون ايلي حويك، كاهن الرعية الاب مروان سلامة، مسؤول بدادون في الكتائب ايلي فغالي وفاعليات وحشد من المواطنين. بعد النشيد الوطني تحدث فغالي، فرأى "ان شعلة الكتائب في هذه المنطقة لم تخب ولا لحظة منذ انطلاقتها في الثلاثينات مع الأجداد والآباء العظام والكبار وفي أقسى غدرات الزمن، ولن تخبو وستبقى".

بعد ذلك تحدث سامي امين الجميل، فقال: "هذه المنطقة عزيزة علينا ومهمة، بدادون وكل القرى المجاورة التي قاومت وصدمت في الفترات السابقة هي أمانة بالنسبة لحزب الكتائب، وبالرغم مما حصل في المنطقة نشعر ان لديكم ارادة الحياة والبقاء، وهذا ظاهر بوجودكم هنا اليوم".

اضاف: "ان هواجس الشباب اليوم كثيرة ومنها الهواجس على الصعيد الاجتماعي، نأخذ مثالا شباب هذه البلدة والمنطقة الذين يتطلعون الى حياة حضارية ومتطورة، والكثير منهم لا يجد هذه الحياة في لبنان فيسافرون الى الخارج ليفتشوا عن فرص العمل او ليفتشوا على بلدان تحترمهم، لان هذه الدولة دولة فساد ومحسوبيات، وعلى الصعيد الاقتصادي هناك الكثير من الشباب الذي انهى دراسته الجامعية ويريد ان يتوظف بحسب شهاداته وكفاءته فيرى ان التوظيفات لا تحصل الا من خلال الوساطات". وانتقد الجميل "تطبيق الامن في مناطق معينة ولا يطبق في الضاحية الجنوبية، ويطبق دفع الضرائب على فئة من الشعب دون غيرها".

وتابع: "اما على الصعيد الامني والسياسي فلا استقرار في الوضع العام وهذا ما يدفع بالشباب الى الهجرة او عدم التفكير في العودة الى الوطن او الى اقامة مشاريع فيه. وانطلاقا من هذه الهواجس، نحن كحزب كتائب نظرنا الى كل هذه الامور التي تدفع بالشباب الى الهجرة وعدم العودة، وتوضح لنا ان قضيتنا للمستقبل هي من قسمين: الاول هو سيادة لبنان واستقلاله وحصر السلاح. هذه قضيتنا الاولى التي من دونها لا نستطيع بناء دولة، واننا لن نقبل في المستقبل ان يكون هناك سلاح خارج اطار الدولة اللبنانية ولن نقبل ان يكون هناك من هو فوق القانون وآخرين تحت القانون، أناس يحق لهم تنظيم ميليشيات ويستعملون السلاح ساعة يريدون ويفتحون الحروب على لبنان ساعة يريدون، وبالمقابل هناك أناس لا يملكون السلاح ويريدون بناء الدولة. ونحن نؤكد على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة، لانه من غير الممكن ان تتطور الدولة وتتقدم اذا كان هناك سلاح خارج اطارها، لانه مهما كان لدينا من برامج اقتصادية وسياسية واجتماعية جديدة ولا حصر للسلاح بيد الدولة لا نستطيع بناء دولة".

وقال: "وفي هذا السياق لا نستطيع الا ان نتكلم عن السلاح الفلسطيني داخل المخيمات وخارجها، لانه في اي لحظة يمكن ان يستعمل هذا السلاح ضد اللبنانيين وضد الدولة اللبنانية ولضرب الاستقرار في لبنان، لان هذه المجموعات مخروقة من كافة الانظمة المحيطة بنا، وهناك مجموعات ايضا تابعة للاصولية من قاعدة وغيرها او اي اصولية سنية كانت ام شيعية واي اصولية تريد حمل السلاح. نحن ككتائبيين سوف نقف بوجهها، لانها تتفشى في كل العالم، واذا تركنا هذه الاصولية تنمو في لبنان، ستتسبب لنا بالمشاكل، وهذا أخطر موضوع يمكن ان نواجهه في المستقبل، اضافة الى موضوع السيادة وحصر السلاح".

اضاف: "بالنسبة الى الموضوع الآخر، اذا أردنا ان نحل مشاكل الشباب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية يجب إعادة النظر بكل تركيبة هذه الدولة، لانه بعد التدقيق والبحث يظهر لنا ان مشكلة هذا الوطن هي مشكلة بنيوية ولا يمكن ان تحل بأي تسوية ظرفية، ونحن طرحنا في عدة مناسبات موضوع تطوير النظام وقامت القيامة علينا وتساءلوا ماذا يطرح حزب الكتائب لتطوير النظام السياسي وكان البلد بألف خير وأتينا نحن لنخربه وكأنه لم تحدث حرب أيار وكأنه لم تحصل معارك بعيدة عنكم 300 متر، وكأن المجلس النيابي لم يقفل أبوابه لمدة طويلة وكأن مجلس الوزراء لم يشل لفترة سنة وأكثر، وكأن الانتخابات الرئاسية لم تؤجل لفترة سنة، لو كان النظام في لبنان قادرا لما حصل ما حصل". ودعا الجميل الى "تطبيق اللامركزية الادارية من اجل إنماء القرى والمناطق".

 

جعجع: سنخوض الانتخابات ضمن لوائح موحدة

الخلاف مع عون كبير جدا وكلام ارسلان خطير وتصوري للاستراتيجية الدفاعية على طاولة الحوار يستند الى وضع سويسرا في الحرب العالمية

وطنية- 14/12/2008 (سياسة) أكد رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان"، "خوض صراع مرير ليس أقل مرارة من الذي خضناه أيام الحرب، وقوى 14 آذار ستضع كل جهودها لأن يبقى هذا الصراع في إطاره الديموقراطي"، واعتبر أن "كلام الوزير طلال ارسلان رسالة خطيرة موجهة من قوى 8 آذار الى قوى 14 آذار"، مؤكدا أن "الهدف من المطالبة بالمراقبة الدولية للانتخابات هو لمنع الفريق الآخر من استعمال الاساليب العنفية والإكراه". وقال: "اذا قمنا بحسابات جدية نرى ان القوات اللبنانية هي أقل فريق قامت بالأخطاء والارتكابات والمخالفات خلال الحرب، لهذا يتهرب الفريق الآخر من القيام بتنقية الذاكرة. الانسان يختلف بين فترة الحرب والسلم وردة الفعل تكون مغايرة وخصوصا من كان في موقع المسؤولية. الجميع معرضون لارتكاب الأخطاء والتعبير عن الأمور يجب ان يكون سلسا ولائقا، والدخول في المهاترات الشخصية يضيع البوصلة باتجاه مختلف عن الاستراتيجية الكبيرة والأهداف الكبرى للبنان والمصلحة الوطنية".

وإذ أشار إلى أنه ليس في مواجهة مباشرة مع العماد ميشال عون، فهو كغيره على الساحة اللبنانية له آراؤه السياسية المختلفة، اكد أن "الخلاف مع عون كبير جدا على المستوى السياسي والاستراتيجي، وتثبت ذلك من خلال التموضع الجديد لعون".

أضاف: "ما زلنا في ثورة الارز وهي لم تنته في 14 آذار 2005 بل بدأت في ذلك التاريخ. لم نصل بعد إلى الدولة الفعلية لدينا الكثير من الخطوات يجب تحقيقها للوصول الى هذه الدولة".

وعما جرى أمس في جلسة مجلس الوزراء، قال جعجع: "لو كنت في الجلسة أمس لكنت أخذت موقفا مغايرا مع احترامي لكل المواقف التي اتخذها وزراء 14 آذار. يتصرف الفريق الآخر بالهوبرة لكن لا يجوز ان تستمر الأمور بهذه الطريقة، فالهيئة العليا للاشراف على الانتخابات لا تتطلب التصويت بالثلثين لأنها ليست مسألة تعيين موظفين من الفئة الأولى، ولكننا سنستمر بالمواجهة بالاساليب الديموقراطية".

وأعرب عن عدم اعتقاده أن تكون زيارة النائب عون إلى سوريا قد أدت إلى ما قاله الوزير ارسلان، مشيرا إلى أن "المنطق الذي نقله ارسلان مرفوض وهو رسالة من قوى 8 آذار، وفحوى الحديث هو إجبار الأكثرية على السير بالطريقة التي يريدون، وهذا أمر غير مقبول لانه أمر خطير، وفحوى الرسالة هو اما ان تتصرفوا وفق قناعاتنا او سنهاجمكم مثل ما حصل في 7 ايار، وهذا المنطق مرفوض جملة وتفصيلا ولن نرضى ولن يغير بقناعاتنا السياسية".

وذكر جعجع "مؤشرات تدل على الاتجاه نفسه منها تعرض أحد وزراء الاكثرية لتهديد مباشر، اضافة الى تصريح الوزير سليمان فرنجية منذ فترة ثم تصريح الوزير ارسلان منذ يومين"، وتمنى "لو لم تتم زيارة النائب ميشال عون إلى سوريا لأنها لم تخدم المصلحة اللبنانية، ولأن نظرة النظام السوري لم تتغير تجاه لبنان"، داعيا إلى "عدم الاخذ بالمظاهر التي رافقت الزيارة، لأنها ربما تنعكس سلبا على العلاقة بين الشعب السوري لانها توحي وكأن هناك حلفا بين الاقليات ما سيدفع الاكثرية السنية الى اخذ مواقف اكثر حدية تجاه النظام القائم او تجاه الطوائف الاخرى في سوريا".

وردا على سؤال لفت الى ان "الآخرين نجحوا في الجلوس بالظل ودفعوا بالعماد عون إلى الواجهة وكأنه هو سبب المشكلة الفعلية الكبرى، اتأسف ان يضع النائب عون نفسه في الواجهة ولكن على كل واحد منا ان يتحمل مسؤولية خياراته وخصوصا قبل الانتخابات النيابية".

وقال: "في المجال الديموقراطي قوى 14 آذار "مجموعة ملائكة" لأنها لم تتعرض لأحد بكف على الاقل منذ 14 اذار حتى الان، وهي تتصرف بكل روح ديموقراطية بينما الآخرون يتصرفون بطريقة مغايرة، وفي المقابل كل العوامل الخارجية هي عوامل مساعدة للقضية اللبنانية لا غير وهي ليست عوامل أساسية. نحن نعتمد على جهود الأكثرية الموجودة في لبنان التي تدين بما ندين به. وسبب عدم قيام الدولة الفعلية في لبنان هو التدخلات الخارجية وخصوصا التدخلات السورية".

وعما اذا كانت الانتخابات المقبلة مفصلية في تاريخ لبنان اكد جعجع أن "النجاح في الانتخابات يجعلنا نتقدم خطوات إلى الأمام، من أجل تثبيت لبنان ككيان نهائي وقيام دولة فعلية وكل مواطن لديه مسؤولية كبيرة في هذه الانتخابات"، معربا عن ارتياحه للأجواء الشعبية في ما خص الانتخابات النيابية، مؤكدا ان "قوى 14 آذار مستمرة في عملها وجهودها للوصول إلى برنامج موحد ولوائح موحدة تخوض على أساسها الانتخابات".

وعن الرقابة الدولية للانتخابات رأى ان "وجودها هو لدفع الفريق الآخر إلى الامتناع عن استخدام أساليب العنف والاكراه في الانتخابات".

ولفت جعجع إلى أنه يحمل تصورا للاستراتيجية الدفاعية لطاولة الحوار المقبلة وهي مستندة الى واقعة تاريخية، وهي وضع سويسرا في الحرب العالمية الثانية، والتي لم يستطع احد ان يقترب منها، وختم: "أنا انطلق من هذه المشاهدة التاريخية وأبني عليها نظرتي الى الاستراتيجية الدفاعية".

 

المفتي الجوزو: زعامات طائفية على حساب الوطن والدولة

وطنية - 14/12/2008 (سياسة) اكد مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو "ان تاريخ لبنان الحديث والقديم شهد ابشع صورة لانتهاك حقوق الانسان في ظل نظام طائفي لا يكاد يهدأ حتى يضطرب من جديد، مما شكل تهديدا مستمرا لهذا النظام وتسبب في حروب وحشية ترتب عليها الكثير من المآسي".

وقال:" لقد تحول زعماء الطوائف الى زعماء قبائل، كل قبيلة تحاول ان تنقض على غيرها لكي تستأثر بالحكم، وتسيطر على مقاليد الدولة، مما دفع بشباب هذا البلد الى الهجرة الى بلاد الاغتراب بحثا عن الاستقرار والحصول على عمل يقيهم شر الجوع والعوز ويحفظ لهم كرامتهم؟".

اضاف:"تاريخ لبنان وانتقاله من مرحلة الى مرحلة اكد ان هناك من زعماء الطوائف من يبني زعامته على حساب الوطن وابناء الوطن واستقرار الوطن، ولا يتورع عن سفك الدفاء البريئة في سبيل الحصول على مبتغاه؟". واشار المفتي الجوزو الى "ان الدولة لم تعد تملك من امرها شيئا، لان بعض الطوائف من خلال ممثليها في بعض الوزارات او تمثيلها في الجيش او الامن الداخلي او في القضاء تحاول وضع اليد على امن البلاد والعباد، فتعيث في الارض فسادا وظلما واستبدادا ولا تأبه للمصائب والكوارث التي تحل بالعائلات اللبنانية بسبب عدم الاستقرار واختلال ميزان العدالة وتحرك بعض الضباط بوحي من قادة احزاب طوائفهم تحركا "انتقاميا" وثأريا كما يحدث اليوم، فنجد ان طائفة واحدة تدفع ثمن الاتهام بالارهاب وزج شبابها في السجون، وكأن ابناء الطوائف الاخرى جميعهم من الملائكة الذين لم يرتكبوا اثما او فاحشة او اعتداء او قتلا او سرقة قط...؟. وختم:"اختلال موازين العدالة باختلال موازين الطائفية اضر بالعدالة ضررا بليغا واسقط حقوق المواطنين في ان يعيشوا في بلدهم آمنين مستقرين مطمئنين الى حاضرهم ومستقبلهم... يشعرون بالكرامة والحرية في ظل دولتهم العادلة".

 

الرئيس كرامي أيد تعديل اتفاق الطائف "للتخلص من الطائفية

وطنية-14/12/2008(سياسة) إستقبل الرئيس عمر كرامي أمس في مكتبه في كرم القلة - طرابلس بعد عودته من المملكة العربية السعودية حيث أدى مناسك الحج، عددا من الشخصيات والفاعليات السياسية والنواب السابقين ورؤساء بلديات شمالية هنأته بسلامة العودة.

إثر الاستقبال، تحدث الرئيس كرامي فقال:" لقد ذهبنا الى الحج بدعوة ملكية كريمة، تقبل الله طاعاتنا وطاعات جميع الحجاج المؤمنين، وعدنا الى لبنان لنرى مع الأسف بأن الاجواء ما زالت كما هي، فهناك تصاعد في الخطاب السياسي وكانه لم يحدث شيء في السابق ولم يتعظ أحد من الأحداث الاليمة التي وقعت، ونحن كنا نتوقع منذ صدور قانون الانتخابات الجديد بأن الخطاب السياسي الانتخابي سيكون متطرفا مع الأسف من اجل إكتساب أصوات يمكن أن تكون أصواتا، كما يعتقد البعض بأنها تزيد في زعامتهم كي تحقق لهم النجاح، ولكن كل ذلك على حساب سلامة هذا الوطن".

أضاف:"نعود الى لبنان الحبيب آملين ان يتقبل الله دعاءنا في الاماكن المقدسة، بأن يحفظ الله لبنان من كل الشرور والأشرار، ولقد رأينا اليوم هذه العاطفة الكريمة التي غمرنا بها مواطنونا في طرابلس والشمال، الذين نشكرهم ونشكر جميع المواطنين ونرجو لهم دوام الصحة والتوفيق والسلامة".

وردا على سؤال حول كلام النائب ميشال عون في سوريا عن تعديل إتفاق الطائف قال الرئيس كرامي: "نحن قلنا قبل الآن أنه لم يحن الوقت بعد لتعديل إتفاق الطائف، وانا مع تعديل إتفاق الطائف، إنطلاقا من أن الطائف ليس قرآنا ولا إنجيلا، وهذا الكلام رددناه مرارا وتكرارا، وهناك ثغرات كثيرة في إتفاق الطائف وهناك بالفعل سوء فهم لصلاحيات رئيس مجلس الوزراء في إتفاق الطائف، فالبعض يعتقد عن جهل أو عن سوء نية بان إتفاق الطائف أخذ صلاحيات رئيس الجمهورية وأعطاها الى رئيس الحكومة وهذا غير صحيح، وإنما الصلاحيات أعطيت الى مجلس الوزراء، وليس لرئيس مجلس الوزراء، وبالفعل كل وزير بحسب الطائف في وزارته أقوى من رئيس الحكومة، ولا أحد يستطيع أن يعطيه اي أوامر، بينما رئيس الحكومة ينسق بين الوزراء ويوقع كل المراسيم، ولكن نحن من وجهة نظرنا أن إتفاق الطائف يجب ان يعدل لا من أجل أخذ صلاحيات رئيس مجلس الوزراء، وإعطائها أو ردها الى رئيس الجمهورية، وإنما يجب ان يعدل من أجل أن نتخلص من الطائفية البغيضة المتطرفة والمتزمتة والتي هي العقبة الكأداء في وجه أي تقدم في لبنان من أجل قيام دولة القانون والمؤسسات، وطالما أن أي دستور يحمي هذه الطائفية ويزكيها فان لبنان لن يفلت من هذه الفوضى التي هو مربك فيها".

وعن الدور الذي يمكن ان تلعبه السعودية في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الطرابلسيين في الانتخابات النيابية المقبلة خصوصا بعد الزيارة الاخيرة الى الحج، قال الرئيس كرامي:"الرحلة كانت دينية مئة بالمئة، ولم نقابل احدا، ولم نتحدث بالسياسة على الاطلاق، وكان وقتنا كله للعبادة والتعبد والدعاء وإستغفار الله رب العالمين". وعن الدور الذي يمكن أن تقوم به السعودية في هذا المجال قال: "إن المملكة العربية السعودية لها دورها الأساسي ولها تأثيرها الكبير في لبنان، ولذلك نحن نقول بأنه إذا لم يكن هناك تفاهم بين الدول العربية ككل، وإذا لم تتوحد هذه الدول العربية وتضع إمكانياتها في خدمة الوطن العربي والامة الاسلامية ككل، فان لبنان لن يرتاح، لانه الساحة المهيأة لكل هذه المعارك الجانبية مع الأسف، ونحن عندما ذهبنا الى مصر وعندما ذهبنا الى إيران كان هذا حديثنا مع الجميع ولا نزال على رأينا، والكل يقول بأنه إذا لم يكن هناك تفاهم سعودي سوري لن يكون هناك راحة او إستقرار في لبنان". وعما إذا كان ذلك واردا في القريب العاجل، قال الرئيس كرامي: "إن شاء الله، وعلى كل المخلصين أن يسعوا في هذا الطريق".

 

مجلس الأمن يعد مبادرة لدعم السلام في الشرق الأوسط 

أ. ف. ب./نيويورك: إجتمع السفراء في مجلس الأمن الدولي لدرس مشروع قرار أميركي لدعم عملية السلام في الشرق الأوسط يفترض أن يعرض للتصويت الأسبوع المقبل. ووزع السفير الأميركي زلماي خليل زاد نص مشروع القرار خلال مشاورات مغلقة قدمت على أنها مبادرة روسية أميركية لإشراك مجلس الأمن في مرحلة حاسمة من عملية السلام. وقال خليل زاد للصحافيين عقب الإجتماع "نعتبر أنه من الأهمية بمكان أن يعلن مجلس الأمن موقفه" من القضية الفلسطينية - الإسرائيلية، في وقت ينتظر فيه تولي الإدارة الأميركية الجديدة الحكم في 20 كانون الثاني/يناير وحصول إنتخابات إسرائيلية مبكرة، إضافة إلى إحتمال إجراء إنتخابات في الأراضي الفلسطينية. وأوضح خليل زاد أن المناقشات حول هذا المشروع ستتواصل الإثنين ومن المتوقع أن يصوت عليه الوزراء الثلاثاء.

وقد حظي النص الذي اقترحته واشنطن بتأييد كبير من روسيا وفرنسا وبريطانيا. ويؤيد هذا النص المبادئ التي اتفق عليها الاسرائيليون والفلسطينيون مثل "عملية التفاوض الثنائية والجهود الرامية الى التوصل إلى معاهدة سلام تتضمن حل جميع المسائل الرئيسة من دون إستثناء". ويدعو النص المقترح الجانبين إلى "الوفاء بإلتزاماتهما (...) وتجنّب كل اجراء من شأنه أن ينسف الثقة ويؤثر على نتيجة المفاوضات".

واشاد جان موريس ريبير السفير الفرنسي لدى الامم المتحدة بالاقتراح الاميركي، قائلاً إن "النص اساس جيد للغاية للتوصل إلى إجماع مبدئي من أجل حل دائم في الشرق الأوسط". وأضاف "أنني متفائل" بشأن إعتماده يوم الثلاثاء. ويدعو مشروع القرار المقترح كذلك إلى تعزيز الجهود الدبلوماسية للعمل "بالإضافة الى المفاوضات الثنائية على تشجيع حصول اعتراف متبادل وتعايش سلمي بين جميع دول المنطقة حتى يتسنى تحقيق سلام دائم في الشرق الاوسط".

والإثنين يعقد اجتماع للجنة الرباعية الدولية للشرق الاوسط (الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة) يشارك فيه وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ونظيرها الروسي سيرغي لافروف والممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا فضلاً عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.وستجري اللجنة الرباعية محادثات مع مجموعة اتصال من جامعة الدول العربية تضم الجزائر والبحرين ومصر والاردن ولبنان والمغرب وسلطنة عمان وقطر والمملكة العربية السعودية وسوريا والامارات العربية المتحدة واليمن والامين العام للجامعة عمرو موسى على ما اوضح دبلوماسيون. وقال السفير الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين ان "مشروع القرار هذا يوفر أساسًا جيدًا لتعزيز الجهود التي بذلت في الأشهر الاخيرة"، في اشارة إلى المفاوضات التي اطلقت في انابوليس في الولايات المتحدة في تشرين الثاني/نوفمبر 2007.

واضاف "نعتبر أن (هذه الرسالة) مهمة جدًا للمحافظة على الدفع". وقال السفير الليبي جاد الله عزوز الطلحي العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن الدولي أنه يريد أن يتضمن مشروع القرار فقرة تطالب بوقف الاستيطان في الضفة الغربية. من جانب أخرى يستقبل الرئيس الاميركي جورج بوش رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس في البيت الأبيض في 19 كانون الاول/ديسمبر. وسيتوجه عباس بعدها إلى موسكو لاجراء محادثات مع الرئيس ديمتري مدفيديف ورئيس الوزراء فلاديمير بوتين في 22 كانون الاول/ديسمبر.

 

 

الأنطونية: جامعة كاثوليكية يحسم "حزب الله" فيها نتائج انتخاباتها الطالبية

موقع القوات اللبنانية/فيما كان النائب ميشال عون يزهو سعيداً باستقباله من قبل الشعب السوري المسير محاولاً الاستعاضة به عن فشل جماهيري مسيحي في لبنان، كان طلاب التيار العوني في الجامعة الأنطونية- بعبدا يقلدون زعيمهم، ويزهون بدورهم بنصر انتخابي لا ناقة لهم فيه ولا جمل حققته لهم أصوات الطلاب الشيعة الذين تكاثر عددهم بشكل مطرد في السنتين الأخيرتين إثر خسارة التيار العوني للهيئة الطالبية آنذاك.

طلاب حزب الله بالأرقام

تضم الجامعة الأنطونية في بعبدا حوالي 1255 طالباً يتوزعون على كليات عدة. وتعتبر كلية هندسة المعلومات والإتصالات الأكبر لناحية عدد الطلاب اذ تضم حوالى 540 طالبا وهي الكلية الوحيدة التي تتمثل في الهيئة الطالبية بمقعدين، تليها من حيث العدد كلية ادارة الأعمال التي تضم بفرعيها الفرنسي والإنكليزي 250 طالباً تقريباً، فكلية الإعلان التي تضم 100 طالباً على وجه التقريب، والمعهد العالي للتربية البدنية الذي يضم حوالي 55 طالباً، ومعهد تكنولوجيا علوم طب الأسنان الذي يضم 70 طالباً تقريباً، وكلية الصحة العامة بفرعيها: قسم العلوم التمريضية الذي يضم في سنواته الدراسية الثلاث حوالى 40 طالباً اضافة الى 15 طالباً في فرع إعادة التأهيل و9 في (maitrise) و12 في الدراسات العليا، وقسم العلاج الفيزيائي الذي يضم حوالى 55 طالباً. والمعهد العالي للموسيقى الذي يضم 30 طالباً اضافة الى كلية اللاهوت التي تضم حوالي 75 طالباً.

ويشكل الطلاب الشيعة بعددهم بيضة القبان الإنتخابية. فإذا ما استثنينا كلية اللاهوت، وهي الوحيدة التي لا تضم شيعة بعون الله، فإن نسبتهم في الجامعة بلغت هذا العام حوالي 24% مقابل 1،5 % للطلاب السنة والدروز، وهي نسبة يمكن ملاحظة ارتفاعها عن العام الماضي والعام الذي سبقه من خلال مقارنة نسبتهم في السنة الأولى من كل اختصاص بنسبهم في السنتين الثانية والثالثة. ولا شك في أن هذا الإزدياد يخلف وراءه أسئلة عديدة عن المرامي والأهداف، وخصوصاً أن ثمة معلومات تؤشر الى أن الأقساط الجامعية لهؤلاء الطلاب الشيعة يدفعها حزب الله اما جزئياً او بالكامل.

ففي كلية هندسة المعلومات والإتصالات التي يشكل طلاب سنتها الأولى حوالى 25% من العدد الإجمالي لطلاب الكلية، وهي الأكبر لناحية العدد كما أسلفنا، تبلغ نسبة الشيعة حوالى 35% مقابل نسبة تبلغ 27% في السنة الثانية التي يشكل طلابها 21% من إجمالي عدد طلاب الكلية، ونسبة 20% في السنة الثالثة التي يشكل طلابها 19% من اجمالي طلاب الكلية. وفي المحصلة يشكل الشيعة في هذه الكلية بسنواتها الخمس ما نسبته 27% من مجموع الطلاب.

وفي كلية إدارة الأعمال بفرعيها تبلغ نسبة الشيعة 22% في السنة الأولى التي يشكل طلابها نسبة 77% من المجموع العام للكلية. وتبلغ نسبتهم في السنة الثانية حوالى 15% من اجمالي عدد طلاب هذه السنة التي يشكل طلابها نسبة 16% من المجموع العام للكلية. فيما ليس هناك وجود لطلاب شيعة في السنة الثالثة التي لا يشكل طلابها أكثر من 7% من المجموع العام للكلية.

وفي كلية الإعلان تبلغ نسبة الشيعة 20% في السنة الأولى التي يشكل اجمالي عدد طلابها 50% من المجموع العام للكلية. وفي السنة الثانية تبلغ نسبتهم 15% من مجموع طلاب هذه السنة البالغة نسبتهم 32 % من المجموع العام للكلية. وفي السنة الثالثة تبلغ نسبتهم 20% من مجموع طلاب هذه السنة البالغة نسبتهم 18% من مجموع الكلية. هنا يمكننا الملاحظة انه بالرغم من ثبات نسبة الشيعة في السنتين الأولى والثالثة فإن عددهم في السنة الأولى يفوق بكثير عددهم في السنة الثالثة نظراً لكون عدد طلاب السنة الأولى يساوي 50% من اجمالي طلاب الكلية فيما لا يشكل طلاب السنة الثالثة أكثر من 18% فقط.

اما بالنسبة الى المعهد العالي للتربية البدنية، فإن الشيعة يمثلون ما نسبته 18% في السنوات الدراسية الأربع الأول التي لا تضم أكثر من خمسين طالباً( هناك سنة دراسات عليا تضم 6 طلاب لا شيعة بينهم فازت بها القوات اللبنانية).

وتبلغ نسبة الطلاب الشيعة في معهد تكنولوجيا علوم طب الأسنان 39% وهي النسبة الأكبر بين سائر الكليات علماً ان عدد الطلاب يبلغ 70 طالباً. كما تبلغ نسبتهم في معهد التمريض بسنواته الثلاث 21% من إجمالي عدد الطلاب البالغ عددهم نحو 40 طالبا ً. اما في قسم العلاج الفيزيائي فإن نسبتهم تبلغ 27% تقريباً. وفي المعهد العالي للموسيقى تبلغ 25%. وفي المحصلة فإن العدد الإجمالي للطلاب الشيعة في الجامعة الأنطونية في بعبدا يناهز 315 طالباً تقريبا لعبوا الدور الأكبر في الإنتخابات الطالبية خصوصاً في الكليات الكبيرة.

قراءة في النتائج

لا بد من الإشارة اولاً الى ان اصوات 827 طالباً تقريباً تم احتسابها في الإنتخابات، علماً انه وجدت أوراق بيض عدة، كما ان اصوات عديدة لم تحتسب بسبب اخطاء متنوعة لا مجال لذكرها الآن. واذا ما استثنينا كلية اللاهوت غير المسيسة وكلية مختبرات علوم طب الأسنان التي لم تخض القوات فيها الإنتخابات نظراً الى كون 39% من طلابها شيعة واضفنا الإستثناء على السنوات التي تم الفوز فيها بالتزكية من قبل الطرفين في كل الإختصاصات (علماً ان هناك اختصاصات اكبر حجماً من ناحية العدد الطلابي فازت فيها القوات بالتزكية ) فإن القوات حصلت على نسبة اصوات مسيحية اكبر من النسبة التي حصل عليها التيار العوني، فبلغ مجموع الطلاب المسيحيين الذين صوتوا للقوات وحليفتها الكتائب 327 طالباً تقريباً مقابل 284 طالباً مسيحياً صوتوا لصالح التيار العوني وحلفائه المسيحيين الا ان ما قلب الدفة لصالح التيار كان العدد المهول لطلاب حزب الله وملحقاته في الجامعة اذ صوت 187 منهم لصالح التيار فيما ان عدد الذين صوتوا من المستقبل- الإشتراكي لم يزد عن 29 طالباً عكسوا الحضور الطبيعي للسنة والدروز في هذه الجامعة الكاثوليكية.

كلية هندسة المعلومات والإتصالات: تثبت الأرقام في هذه الكلية ان اصوات حزب الله بالتحديد لعبت الدور الأساس والكامل في فوز التيار العوني بمقعدي هذه الكلية لأن الصوت المسيحي مال بأرجحية نسبية الى القوات اللبنانية والكتائب. ففي السنة الأولى نالت القوات اللبنانية 36 صوتاً كما صوّت عشر مستقلين مسيحيين وعشر طلاب من المستقبل والإشتراكي لصالح القوات فيما لم يحز التيار العوني وملحقاته المسيحية الا على 18 صوتاً مسيحياً فأمده حزب الله بأربعين صوتاً شيعياً جعلته يتفوق بفارق صوتين في السنة الأولى التي تم تهديد طلابها في الليلة التي سبقت الإنتخابات عبر الرسائل القصيرة على هواتفهم الخليوية.

وفي السنة الثانية تكرر السيناريو فحازت القوات ومعها الكتائب على 36 صوتاً مسيحياً وعلى ثلاثة اصوات حليفة (مستقبل- اشتراكي) فيما حاز التيار العوني على 34 صوتاً مسيحياً و23 صوتاً شيعياً من حزب الله اضافة لصوت من امل وآخر من القومي، فأحبط الصوت المسيحي في السنة الثانية ايضاً.

في السنة الثالثة حازت القوات- الكتائب على31 صوتاً مسيحياً وصوتاً اشتراكياً فيما حاز التيار على 27 صوتاً مسيحياً وامده حزب الله ب17 صوتاً شيعياً فذهبت ارجحية القوات المسيحية ضحية للصوت الشيعي.

في السنة الرابعة كان هناك تعادلاً مسيحياً بين كل القوات- الكتائب من جهة والتيار وملحقاته من جهة أخرى بواقع 25 صوتاً لكل منهما الا ان اصوات 11 طالباً من حزب الله وصوتين من القومي وصوتا شيوعيا و5 اصوات سنية تابعة لـ 8 آذار رجحت الكفة العونية.

في السنة الخامسة صوت 45 طالباً مسيحياً لصالح القوات والكتائب بدعم إضافي من صوتين مستقلين فيما حاز التيار على 26 صوتاً مسيحياً فقط ، ولم تنفعه اصوات حزب الله هذه المرة رغم وفرة عددها (20 صوتاً) ففازت القوات بهذه السنة.

وفي المحصلة حازت القوات في هذه الكلية على اصوات 175مسيحياً ملتزماً اضافة لأصوات عشرة مستقلين و17 صوتاً حليفاً فيما لم يحز التيار العوني الا على أصوات 130 طالباً مسيحياً، فكانت لأصوات حزب الله وملحقاته (121صوتاً) الأثر الكبير في تحقيق الفوز .

كلية الإعلان: تميزت انتخابات السنة الأولى بالحماوة وقد حسمها التيار بفضل 6 اصوات لحزب الله وصوت للشيوعي بعد ان نال 15 صوتاً مسيحياً. وقد نالت القوات 18 صوتاً مسيحياً ولم تسعفها ثلاثة اصوات للمستقبل، فخسرت هذه السنة بفارق صوت واحد رغم فوزها بالصوت المسيحي مجدداً.

ولم تكن انتخابات السنة الثانية اقل حماوة وقد تمكنت القوات من حسمها بفعل 17 صوتاً مسيحياً ملتزماً وصوتين مستقلين وصوت لتيار المستقبل فيما لم يستطع حزب الله اسعاف التيار العوني الا بثلاثة اصوات فكانت الهزيمة من نصيبه.

وفازت مرشحة حزب الله زينة سبيتي بالتزكية عن السنة الثالثة التي كان واضحاً فيها ان اصوات حزب الله ستحدث الفرق. وتجدر الإشارة الى انها المرة الأولى في تاريخ الجامعة التي يدخل فيها الى الهيئة الطالبية ممثل عن الطلاب غير مسيحي باعتبار ان الجامعة تاريخياً كانت الأكثرية الساحقة لطلابها من المسيحيين. ويعتبر هذا الدخول بمثابة اعتراف رسمي من التيار العوني بفضل حزب الله عليه في هذه الإنتخابات.

كلية ادارة الأعمال-الفرع الإنكليزي: فاز التيار العوني في السنة الأولى بعدما حاز مع حزب الله مجتمعاً على 18 صوتاً فيما غردت القوات وحيدة في هذه السنة فنالت عشرة اصوات مسيحية ملتزمة.

وانتهت السنة الثانية بسبعة اصوات للتيار وحزب الله مقابل 5 اصوات للقوات وحلفائها. ونلاحظ هنا قلة عدد الطلاب في هذه السنة.

اما السنة الثالثة ففازت فيها القوات بالتزكية بفعل ارجحيتها فيها وبفعل خلو هذه السنة من الصوت الشيعي تماماً.

كلية ادارة الأعمال-الفرع الفرنسي: حصلت القوات في السنة الأولى على 28 صوتاً وامدها حلفاؤها بـ4 أصوات فيما حصل التيار العوني على 30 صوتاً له و36 لحزب الله. ويلاحظ هنا ان اصوات حزب الله هي الأكثر عددا في هذه السنة وبالتالي قد تكون هذه النسبة هي التي ارخت بظلالها على عزيمة بعض الطلاب المسيحيين الذين لم يصوتوا.

في السنة الثانية برزت أرجحية للتيار العوني الذي حصل على 22 صوتاً بمشاركة حزب الله فيما حصلت القوات على 13 صوتاً مسيحياً.

اما السنة الثالثة فقد حسمتها القوات لمصلحتها 5-4 في منافسة مسيحية صرفة.

كلية الصحة العامة - قسم التمريض: انسحب ترجيح الصوت الشيعي على هذه الكلية ايضاً. ففي السنة الأولى حازت القوات مسيحياً على صوتين اكثر من التيار العوني (7 مقابل 5) فجاءت 4 اصوات شيعية لترجح الكفة. وفي السنة الثانية فاز التيار، كما فاز في الثالثة بالتزكية. اما في السنة الرابعة فقد تكرر ما حصل في السنة الأولى فحصلت القوات على 4 اصوات مسيحية مقابل صوتين للتيار فأتت المعونة من اصوات 4 طلاب شيعة! السنة الخامسة اكتسحتها القوات 6-1 في مواجهة مسيحية كما في كل المواجهات التي ليس لحزب الله فيها وجود عددي.

كلية الصحة العامة – قسم العلاج الفيزيائي: فاز تحالف القوات -الكتائب في السنة الأولى بـ9 أصوات مقابل 4 للتيار و3 لحزب الله.

وفي السنة الثانية رجح صوت من حزب الله وصوت من الطاشناق الدفة لصالح التيار بعدما تعادلت اصواته مع اصوات القوات4-4. السنة الثالثة حاز عليها مرشح من الكتائب بالتزكية بفعل رجحان الكفة للقوات- الكتائب في سنة هي الأكبر من حيث عدد الطلاب. وبدا واضحاً في هذه الكلية ان انخفاض عدد طلاب حزب الله فيها كشف عورة التيار العوني الذي لم تستطع ستره الأصوات المسيحية لوحدها بفعل الإنخفاض العام لشعبيته.

المعهد العالي للتربية البدنية: فاز التيار العوني في السنة الأولى 8-7 . وقد صوت لمصلحة مرشحيه إضافة الى طلابه الخمسة طالبان شيعيان من حركة امل هذه المرة وطالب قومي، فيما صوت 6 طلاب مسيحيين للقوات والكتائب اضافة الى طالب من تيار المستقبل. واستمر الفضل الشيعى على التيار العوني.

في السنة الثانية فاز التيار بالتزكية. وفي السنة الثالثة حازت القوات على 3 اصوات مسيحية والتيار على صوتين له وصوت للمردة فجاء صوت شيعي وافضل من جديد على العونيين. السنة الرابعة حازها التيار 10-6 بفضل المفضل اياه، اما الخامسة ففازت فيها القوات بالتزكية.

المعهد العالي للموسيقى: يضم هذا المعهد 28 تلميذاً فقط . وتضم السنة الثانية مثلاً طالبان اثنان والسنة الخامسة 3 طلاب، ولم يصوت في كامل السنوات الخمس الا 5 طلاب فقط ينتمي اثنان منهم الى القوات واثنان الى التيار العوني وواحد الى الحزب السوري القومي.

وهكذا تبين النتائج المفصلة ان التيار العوني احتفل مجدداً بفوز ليس له بعدما عز عليه في هذه الأيام ان يحقق فوزاً صرفاً لمصلحته من دون الإستعانة بصديق، وهذا ما أثبتته كل الانتخابات التي جرت، أكانت جامعية أم نقابية، فيما لا تزال "القوات اللبنانية" تثبت في كل مناسبة انتخابية ان الصوت المسيحي اصبح في واديها بعيداً عن الوادي العوني الذي لا تسمع القلة الباقية فيه النداء.

 

الرابطة المارونية انتخبت 3 اعضاء للمجلس التنفيذي

انتخبت الجمعية العمومية للرابطة المارونية في إجتماعها السنوي برئاسة رئيسها الدكتور جوزف طربيّه وحضور أعضاء المجلس التنفيذي، وحشد من أعضاء الرابطة، ثلاثة أعضاء جدد هم : انطونيو عنداري ، وانطوان واكيم ، وشارل الحاج. وبعد إقرار مشروع الموازنة وقطع حسابات العام 2007 بصيغته النهائية، وتلاوة التقريرين المالي والاداري، شرع في العملية الانتخابية، فطلب المرشح ميشال عقل الكلام ليعلن سحب ترشيحه شاكراً من غمره بثقته.

وكان المرشح روكز جورج فغالي قد أصدر بياناً وزع أمس عن إنسحابه وضمنّه بعض الاقتراحات. ثم بدأت العملية الانتخابية وتنافس في الانتخابات التكميلية المرشحون: انطوان واكيم، انطونيو عنداري وشارل الحاج، ورامي الشدياق والياس دحدح. وأقفلت صناديق الاقتراع الثانية بعد الظهر، وبنتيجة الفرز فاز المرشحون: انطونيو عنداري (263 صوتاً)، انطوان واكيم (262 صوتاً) وشارل الحاج (235 صوتاً). فيما نال رامي الشدياق (65 صوتاً) والياس دحدح (19 صوتاً). ووجدت ستة أوراق بيضاء وورقتان ملغتان. وبلغ عدد المقترعين 315 ناخباً من أصل 603 سددوا إشتراكاتهم.

وبعد إعلان النتيجة هنأ الدكتور جوزف طربيه الفائزين ورحّب بإنضمامهم إلى المجلس التنفيذي للرابطة المارونية، وامل في قيام تعاون وطيد بين جميع أعضاء المجلس من أجل مواصلة العمل في الحقلين الوطني والماروني في إطار خطة عمل الرابطة الرامية إلى تحقيق وحدة الصف والتوافق على الثوابت الوطنية الجامعة.

 

ماكينة عونية انتخابية متهالكة

جهاد عون  

يدرك جنرال الرابية جيداً احوال تياره المتهالك بين المسيحيين، ويعلم جيداً ان الاحصاءات واستطلاعات الرأي التي يقدمها له مستشاره عبده سعد عن نسب التأييد الذي لا يزال يحظى به بين المسيحيين انما هي تقارير مفصلة على مزاج الجنرال ورغباته وامنياته في ادعاء تمثيل المسيحيين، لذلك فان عون لا يقيم وزناً كبيراً لأحوال تياره وينصرف بكليته الى تعزيز تحالفاته في اطار "قوى 8 آذار" والنظام السوري عله يستعيد ملكاً مفقوداً ورئاسة ذهبت ولن تعود اليه.

آخر الخضات التي ضربت التيار كان إقدام الثنائي الحاكم بأمره لدى العونيين: الوزير جبران باسيل والمنسق العام بيار رفول على تعيين لجنة عليا للاشراف على الانتخابات النيابية برئاسة كمال فغالي ومجموعة من الاسماء الذين يصفهم العونيون بأنهم مجرد هواة لا فضل لهم الا ولاءهم الاعمى لباسيل الذي يقرب مشايعيه وانصاره في التيار ويقصي من يخالفونه الرأي عن كل مواقع القرار والحركة. وفي تفاصيل ما جرى ان الخلاف انفجر بين امين سر التيار طوني مخيبر (جناح باسيل) وآلان لحود المسؤول في اللجنة الانتخابية للتيار العوني (جناح عصام ابو جمرة) ولم تنجح الوساطات ولا تدخلات المحبين في الحد من الخلاف، خصوصاً بعدما توسع ودخلت عليه كل الاطراف العونية المتنازعة التي تريد الحصول على حصتها من الماكينة الانتخابية للتيار أملاً في الفوز بحصة من كعكة الانتخابات الموعودة. وانتهى الامر بالاحتكام الى جنرال الرابية الذي حسم الامر وحل لجنة لحود ليعين مكانها اللجنة الجديدة برئاسة فغالي الذي لم يعرف عنه انه كان عونياً بل من أنصار السوريين والوزير الراحل ايلي حبيقة.

اوساط التيار العوني تتندر هذه الايام بأخبار اللجنة الجديدة التي يأمل عون وباسيل و8 آذار ان تمكنهم من الفوز، لكن لسان حال الجميع ان التيار غير قادر لا تنظيمياً ولا مؤسساتياً على استعادة نسبة الـ 70% التي حازها في انتخابات 2005 ، ولا كاريزما الجنرال عادت مؤثرة في حشد المؤيدين ودفعهم الى صناديق الاقتراع. وتذكر هذه الاوساط بأن عون الذي يريد السيطرة على المقاعد المسيحية في دائرة جزين مدعياً تمثيلها لم يجد في استقباله عندما زارها الا قلة قليلة من العونيين اجتمعوا من كل انحاء المنطقة لـ "الهوبرة" له، في حين امتنعت غالبية ابناء جزين عن استقبال زعيم المسيحيين المشرقيين الذي اختار الوقوف وراء زجاج مضاد للرصاص اثباتاً للاحتضان الشعبي له !.

لكن الأنكى من كل ذلك ما تردده اوساط القيادات العونية عن رغبة الجنرال الحاسمة في عدم بناء اي تنظيم حزبي جدي، وهو أبلغ الى كل من يعنيه الامر ان تنظيم التيار مسألة غير ضرورية بل من الافضل له التركيز على الحالة العونية واثارة الرأي العام المسيحي بشعارات طائفية وتعبوية وعنصرية ضد المسلمين السنة وخصومه من المسيحيين الآخرين، وان الماكينة الانتخابية وما الى ذلك من امور ليست ضرورية له للفوز.

 

كرامي: لتعديل الطائف للتخلص من الطائفية وليس لرد بعض الصلاحيات الى رئيس الجمهورية

الاحد 14 كانون الأول 2008/لبنان الآن

 رأى الرئيس عمر كرامي أن هناك تصاعداً في الخطاب السياسي "وكأنه لم يحدث شيء في السابق ولم يتعظ أحد من الأحداث الاليمة التي وقعت"، وقال بعد لقائه عددا من الشخصيات والفاعليات السياسية في مكتبه في طرابلس، إنه كان يتوقع ان يكون الخطاب السياسي منذ صدور قانون الانتخابات الجديد متطرفا من اجل إكتساب أصوات "يعتقد البعض أنها تزيد في زعامتهم كي تحقق لهم النجاح، ولكن كل ذلك على حساب سلامة هذا الوطن".

وردا على سؤال عن كلام النائب ميشال عون في سوريا عن تعديل إتفاق الطائف، أجاب كرامي: "نحن قلنا قبل الآن إن الوقت لم يحن بعد لتعديل إتفاق الطائف، وأنا مع تعديل إتفاق الطائف إنطلاقا من أن الطائف ليس قرآنا ولا إنجيلا، وهناك ثغرات كثيرة في إتفاق الطائف وهناك بالفعل سوء فهم لصلاحيات رئيس مجلس الوزراء في إتفاق الطائف، فالبعض يعتقد عن جهل أو عن سوء نية بأن إتفاق الطائف أخذ صلاحيات رئيس الجمهورية وأعطاها الى رئيس الحكومة وهذا غير صحيح، وإنما الصلاحيات أعطيت الى مجلس الوزراء، وليس لرئيس مجلس الوزراء، وبالفعل كل وزير بحسب الطائف في وزارته أقوى من رئيس الحكومة، ولا أحد يستطيع أن يعطيه اي أوامر، بينما رئيس الحكومة ينسق بين الوزراء ويوقع كل المراسيم".

أضاف: "إتفاق الطائف يجب ان يعدل لا من أجل أخذ صلاحيات رئيس مجلس الوزراء، وإعطائها أو ردها الى رئيس الجمهورية، وإنما يجب ان يعدل من أجل أن نتخلص من الطائفية البغيضة المتطرفة والمتزمتة والتي هي العقبة في وجه أي تقدم في لبنان من أجل قيام دولة القانون والمؤسسات، وطالما أن أي دستور يحمي هذه الطائفية ويزكيها فان لبنان لن يفلت من هذه الفوضى التي هو مربك فيها".

وعن الدور الذي يمكن ان تلعبه السعودية في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الطرابلسيين في الانتخابات النيابية المقبلة خصوصا بعد زيارته الاخيرة الى الحج، أكد كرامي ان "الرحلة كانت دينية مئة بالمئة"، وتابع: "إن المملكة العربية السعودية لها دورها الأساسي ولها تأثيرها الكبير في لبنان، ولذلك نحن نقول انه إذا لم يكن هناك تفاهم بين الدول العربية ككل، وإذا لم تتوحد هذه الدول العربية وتضع إمكانياتها في خدمة الوطن العربي والامة الاسلامية ككل، فان لبنان لن يرتاح، لانه الساحة المهيأة لكل هذه المعارك الجانبية". وختم: "الجميع يقولون إنه إذا لم يكن هناك تفاهم سعودي سوري لن يكون هناك راحة أو إستقرار في لبنان".

 

وفد الكونغرس الاميركي غادر بيروت مساء أمس

صوت لبنان/غادر وفد الكونغرس الاميركي الذي يمثل الحزب الديمقراطي بيروت مساء أمس بعد جولة شملت رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان قائد الجيش العماد جان قهوجي رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري. رئيس الوفد غاري اكرمان أكد على عدم وجود تسويات على حساب لبنان والتضحية به وأضاف ان انتخاب باراك اوباما لا يعني اي تغيير في دعم الادارة الاميركية للبنان. الوفد الاميركي اعلن ان السياسة الاميركية في المنطقة ستسير نحو تشجيع المفاوضات الديبلوماسية. ولفت الى التطلع نحة تعزيز قدرات الجيش اللبناني العسكرية لأنه يستحق كل الدعم من المجتمع الدولي ورداً على سؤال حول المحكمة الدولية قال رئيس الوفد الاميركي ان المحكمة لا تخضع لسيطرة الولايات المتحدة والمسألة لا تتعلق بشأن لبناني والا لما كانت محكمة دولية. أضاف هناك مخاوف من ان البصمات تتخطى الحدود اللبنانة الى المجتمع الدولي من هنا الاهتمام بالمحكمة.

ابو فاعور لصوت لبنان: نحن والصفدي في موقع سياسي واحد واسقاط اسماء من هيئة الاشراف على الانتخابات اتى من الفريق الآخر

صوت لبنان/كشف وزير الدولة وائل أبو فاعور  في حديث للمجالس بالامانات من صوت لبنان ان تبديلاً حصل في أحد الاسماء داخل الهيئة المشرفة على الانتخابات النيابية في جلسة مجلس الوزراء أمس وحصل خروج عن اتفاق تم سابقاً في مجلس الوزراء معتبراً ان الاصابع السياسية احتدت الى هذه الهيئة التي كان من المفترض ان تكون مستقلة.

بو فاعور الذي لفت الى انه ابدى ملاحظة شكلية بأن الهيئة يجب الا تخضع لتوزيع المناطقي، أكد أنه مع انصاف الشمال وطرابلس ولكن هذا الانصاف لا يكون عبر موقع في هيئة تشرف على الانتخابات، وقال يجب الا نزايد على بعضنا في الحرص على طرابلس.

بو فاعور وعن سجاله مع الوزير محمد الصفدي أكد أننا والصفدي في موقع سياسي واحد وما حصل كان سوء تفاهم بعدما أبدى ملاحظة شكيلية حول الهيئة التي ستشرف على الانتخابات مشيراً الى ان ملاحظته لم تكن الوحيدة.

وأضاف ان الخيار كان بين تشكيل الهيئة او عرقلتها الا ان قوى الرابع عشر من آذار أخذت الخيار الذي يضمن حصول الانتخابات أو يكون بداية ناجحة لها، وهذا الخيار أتى ليس من باب الخضوع او الفرض بل تنازل لمصلحة الانتخابات.

واوضح بو فاعور ان لجنة الاشراف لم تشكل قياساً على الكفاءات لأنه تم اسقاط اسماء من أفضل الكفاءات مشدداً على ان اسقاط الاسماء من اللائحة لم يكن من طرف الرابع عشر من آذار وانما من الطرف الآخر.

وحذر من ان ما حصل في موضوع هيئة الاشراف على الانتخابات غير مطمئن في ما خص الحملة الانتخابية مستقبلاً وسأل اذا حصل تجاوز في مجلس الوزراء فما الذي يضمن عدم حصول تجاوزات في أماكن ليست تحت الضوء مباشرة.

وقال ما حصل بالأمس كان مقلقاً معرباً عن خشيته من ان يكون له انعكاسات سلبية على مستوى العملية الانتخابية والعلاقات السياسية الداخلية.

بو فاعور الذي اعتبر أن الاسماء اسقطت نتيجة المحاصصة السياسية، وصف الحكومة الحالية بحكومة اقتسام الحصص الوطنية، وكشف ان التعيينات القضائية لم تنجز حتى الآن لأن طبخة التسويات السياسية لم تنضج بعد.

بو فاعور تطرق الى الوضع في الجبل، وقال ان مؤتمري الوزير طلال ارسلان والنائب وليد جنبلاط الصحافيين اعادا تثبيت ما كان متفقاً عليه والمسألة ليست فقط منع الفتنة في البيت الدرزي وانما في الجبل كله.

وقال لقد حاولوا اخضاع جنبلاط بالترهيب ولم يخضع لكن اليوم هناك محاولة لاخضاعه بالفتنة، الا ان بو فاعور أكد أن الجبل ن يكون مكاناً للفتنة لأن هناك قراراً بان الاختلاف السياسي مشروع ومتاح ولكن الصدامات مرفوضة من قبل جنبلاط والجميع.

وشدد بو فاعور على ان الحزب التقدمي الاشتراكي مستعد لدفع أي ثمن لأجل الحفاظ على السلم الاهلي ونبذ الفتنة مع التمسك بالثوابت السياسية والقناعات والتحالفات.

وتخوف بو فاعور من أصابع ما تريد ان تتلاعب بطبيعة العلاقات في الجبل ووحدته وسلمه.

بو فاعور أكد ان التحولات الاقليمية لا يمكن ان تجتاح الوضع الداخلي اللبناني اذا بقي الخيار الاستقلالي صامداً والتوازن قائماً.

وقال علينا مجدداً كقوى الرابع عشر من آذار صعود التلة لأجل حماية استقلال لبنان عربياً، دولياً وداخلياً وهنا أهمية الانتخابات المقبلة. ولفت الى انه ليس هناك انفتاح دولي مجاني على دمشق مشيراً الى ان كل العالم العربي مع سيادة لبنان واستقلاله.

وقال ان الحديث الاميركي مع سوريا ليس مفتوحاً وشرطه ليس الوصول الى معادلة تتيح العودة الى لبنان. وأضاف ان عنصر التوازن الاساسي سيكون المحكمة الدولية، مضيفاً ان المحكمة هي ليست وسيلة سياسية وانما استمرارها يضفي صدقية كبرى على موقف المجتمع الدولي من سيادة لبنان واستقلاله وهذا ايضاً عنصر وطني.

بو فاعور لاحظ ان هناك فرقاء في الثامن من آذار لا يريدون اجراء الانتخابات لأنهم يخشون نتائجها واذا ارادوها بشروط غير متكافئة وغير ديمقراطية.

وحذر من انه اذا لم تظهر هيئة ما للدولة ومسلكية حاسمة للاجهزة اللبنانية من الآن وحتى الانتخابات فان الامور لن تسير بشكل سليم. وقال ان المطلوب من الجيش والقوى الامنية الحسم ولا اشكك بدور الجيش وانما المطلوب تزويده بقرار سياسي وغطاء من كل القوى السياسية.

وأضاف على صعيد آخر أن المطلوب وفاق داخلي وانما ايضاً كف يد اقليمية عن لبنان، وان يقال للنظام السوري بأنه غير مقبول التلاعب بالوضع الداخلي اللبناني وهو شرط يجب ان يوضع على دمشق.

بو فاعور اعتبر ان زيارة العماد عون الى دمشق في هذا الظرف بالذات الذي يحاول فيه النظام في دمشق العودة الى لبنان تدخل في سياق تركيب هذه المعادلة الداخلية التي تمهد مجدداً لوضع اليد على لبنان.

وقال ان العلاقات الديبلوماسية هي حفلة علاقات عامة لا أكثر ولا أقل لأن النظام في سوريا يدشن حملة جديدة لاعادة التسلل الى لبنان بعدما استعصي عليه أمر لبنان. وأعرب عن خشيته من أن يكون هناك تسويات تمت لاعادة النظر بالطائف على قاعدة استعمال المثالثة بدل المناصفة مقابل اثمان اخرى ربما اثمان شخصية أو عامة او اقليمية من نوع رئاسة الجمهورية الى غيرها من القضايا.

وأضاف بو فاعور انه يجب على الحكومة ان تمثل أمام مجلس النواب الاسبوع المقبل بصفتها كحكومة وحدة وطنية وليست حكومة فريق دون آخر ولا احد يدعي الصفة والطهرانية في هذا الاطار.

وعن الانتخابات قال بو فاعور ان التحالف في البقاع الغربي هو نفسه تحالف الرابع عشر من آذار وهو تحالف ثابت وقائم وسيصل الى انجاز جديد في 2009 مشيراً الى ان التغيير في الوجوه ممكن وهو يعود الى الاحزاب الشريكة في تحالف الرابع عشر من آذار. وأوضح ان خريطة البقاع الغربي – راشيا ستناقش من ضمن الخريطة العامة التي ستناقش بشفافية وود داخل الرابع عشر من آذار.

واذ اعتبر ان صورة المجلس النيابي المقبل ستحدد ما كانت الانجازات للرابع عشر من آذار ستحفظ أم ستهدر. وجزم ان الوحدة الداخلية داخل الرابع عشر من آذار اليوم قائمة أكثر من أي وقت مضى مؤكداً الاستعداد للتفاهم ولو اقتضى الامر تنازلات مؤلمة وتنازلات لمصلحة بعضنا أكثر من أي وقت. وقال: ما المسه داخل الرابع عشر من آذار أن ادراكنا مشتركاً لخطورة المرحلة واستعداداً كبيراً لأن لا يقف أي أمر عائقاً أمام الوصول الى لوائح موحدة، وخطاب موحد ومعركة موحدة.

مشيراً الى ان الاعداد لبرنامج عمل في الرابع عشر من آذار يجري حالياً وسيتم طرحه هذا الامر في مؤتمر يعقد في كانون الثاني.

وتمنى أن تشهد جلسة الحوار المقبلة تقدماً فعلياً مستبعداً الوصول الى استراتيجية دفاعية قبل الانتخابات وقال ان هذه الاستراتيجية ستكون واحدة من الشعارات التي ستستخدم في الانتخابات.

 

جعجع لصوت لبنان: الفريق الآخر يتصرف بالهوبرة والبلطجة وارسلان وجه رسالة خطيرة باسم قوى الثامن من آذار

صوت لبنان/رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع أكد في حديث للمجالس بالامانات من صوت لبنان انه ليس في مواجهة مباشرة مع العماد ميشال عون وهو كغيره على الساحة اللبنانية له آراؤه السياسية المختلفة وقال ان الخلاف مع عون كبير جداً على المستوى السياسي والاستراتيجي وتثبت من خلال التموضع الجديد لعون. جعجع وتعليقاً على قول العماد عون أنه يهدي مسيحيي الثامن من آذار الشعبية التي خسرها بعد زيارته الى سوريا قال: الجنرال كريم ونحنا منستاهل ولكن سبق الفضل لقد أخذناهم قبل ان يعطينا اياهم.

جعجع تمنى لو لم تتم زيارة النائب ميشال عون الى سوريا لأنها تم تخدم المصلحة اللبنانية ولا المسيحيين معرباً عن اعتقاده بان هذه الزيارة ستقوي موقع النظام السوري لأن نظرة  النظام السوري لم تتغير تجاه لبنان ودعا الى عدم الاتخاذ بالمظاهر التي رافقت الزيارة آسفاً لأن الآخرين في الثامن من آذار نجحوا في وضع عون في الواجهة وكأنه سبب المشكلة ولكن هو اراد وضع نفسه في الواجهة.

جعجع وصف كلام الوزير طلال ارسلان في مؤتمره الصحافي الأخير بالخطير ورأى فيه رسالة من قوى الثامن من آذار ومفادها أنه اذا كان خطابكم على خلاف ما نريد فسنعود بالهجوم عليكم مثلما حصل في السابع من أيار. وقال انه منطق مرفوض بالشكل والمضمون لأنه منطق غير ديمقراطي.

واعتبر ان قوى الرابع عشر من آذار مجموعة من الملائكة في المجال الديمقراطي لأنها لم تتعرض لأحد بضربة كف واحدة منذ الرابع عشر من آذار 2005 وعن جلسة مجلس الوزراء أمس قال جعجع لو كنت في الجلسة أمس لكنت اخذت موقفا مغايراً مع احترامي لكل المواقف التي اتخذها وزراء 14 آذار. وأضاف: يتصرف الفريق الاخر بالهوبرة والبلطجة  لكن لا يجوز ان تستمر الأمور بهذه الطريقة، فالهيئة العليا للاشراف على الانتخابات لا تتطلب التصويت بالثلثين لأنها ليست مسألة تعيين موظفين من الفئة الأولى.

وتابع يجب الا تتخذ الامور كنقطة ضعف عندنا لأننا في النهاية لسنا حبتين ولن نسلم امورنا للقدر بل سنكمل الصراع والمواجهة بالاساليب الديمقراطية على كل حبة رمل.

جعجع لاحظ ان العوامل الخارجية كلها عوامل مساعدة للبنان الا انه عول على جهود الاكثرية اللبنانية مؤكداً ان عدم قيام الدولة الفعلية في لبنان سببه التدخلات الخارجية. وعن الانتخابات المقبلة، اعتبر رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية أن النجاح بها يجعلنا نتقدم الى الامام لتثبيت لبنان ككيان نهائي وقيام دولة فعلية مؤكداً ان الخلاف داخل الرابع عشر من آذار ليس وارداً في هذا المجال لأن الكل يحاول أن يضحي من هنا أو هناك. وأكد ارتياحه للاجواء الشعبية المرافقة للانتخابات بالنسبة للاكثرية، مشيراً الى أن قوى الرابع عشر من آذار مستمرة في عملها وجهودها للوصول الى لوائح موحدة وللخروج من الانتخابات كما يجب.

وقال جعجع: لا يعني اذا ربحنا الانتخابات، وسنربحها، بأن آلام اللبنانيين ستنتهي، او اذا خسرنا ولن نخسرها ستنتهي الدنيا، لكن نعم ستتأخر المسيرة، إلا أنه مع كل شروق شمس تبدأ مسيرة جديدة. وأضاف: كل مواطن عنده مسؤولية كبيرة وهي ليست شكلية، بل تؤثر على مسار الامور، والورقة التي سيضعها في الصندوق ستحدد ما اذا كان لبنان سيأخذ هذا الاتجاه او اتجاه آخر، وما اذا كنّا سنكمل ما بدأناه في 14 اذار او العكس. واذ أكد ثقته بوزير الداخلية وبالحكومة، اعتبر ان الرقابة الدولية يجب ان تكون دفعاً للفريق الاخر الى الامتناع عن استخدام اساليب العنف والاكراه في الانتخابات.

ولاحظ جعجع مؤشرات تدل على الاتجاه نفسه منها تعرض أحد وزراء الاكثرية لتهديد مباشر وتصريح الوزير سليمان فرنجية منذ فترة ثم تصريح الوزر ارسلان منذ يومين.

وعن تصوره للاستراتيجية الدفاعية التي يحملها الى طاولة الحوار، لفت الى انه يستند الى واقعة تاريخية وهي وضع سويسرا في الحرب العالمية الثانية التي لم تتأثر بالحرب مشيراً الى انه ينطلق من هذه المشاهدة التاريخية ليبني عليها نظرته الى الاستراتيجية الدفاعية.

جعجع وفي قراءة تاريخية قال: اذا قمنا بحسابات جدية نرى ان "القوات اللبنانية" هي أقل فريق قامت بالأخطاء وبالارتكابات وبالمخالفات خلال الحرب لهذا يتهرب الفريق الآخر من القيام بتنقية الذاكرة.

وأضاف: الانسان يختلف بين فترة الحرب والسلم وردة الفعل تكون متغايرة خصوصاً من كان في موقع المسؤولية، الجميع معرضون لارتكاب الأخطاء والتعبير عن الأمور يجب ان يكون سلسا ولائقا، مشيراً إلى ان الدخول في المهاترات الشخصية يضيّع البوصلة باتجاه مختلف عن الاستراتيجية الكبيرة والأهداف الكبرى للبنان وللمصلحة الوطنية. مؤكداً ان الرابع عشر من آذار ستضع كل جهدها لأن يبقى هذا الصراع في اطار الديمقراطية

 

 عون: بحثت مع السوريين في الانتخابات بشكل عام ولست من قوى 14 آذار كي أطلب من واشنطن المساعدة

صوت لبنان/جدد رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون التأكيد على أهمية ان يكون لبنان على علاقة جيدة بسوريا، "خصوصا وأنه تربطنا بها علاقات تجارية، ومسائل سياسية أهمها القضية الفلسطينية". واعتبر عون في مقابلة بثتها قناة "الجزيرة"، ان "كل الدول العربية تتكلم عن علاقات جيدة مع بعضها البعض وعن القضية الفلسطينية لكنها لا تأخذ خطوات عملية في هذا الاطار". وتابع: "هناك حرب نوايا بين لبنان وسوريا حتى بعد خروج السوريين من لبنان، هناك قسم من اللبنانيين يقول ان سوريا لا تريد الاعتراف بلبنان، وقسم من السوريين يعتبر ان لبنان هو "الخاصرة الرخوة" لسوريا، ولا يمكن ايقاف حرب النوايا هذه الا بالتلاقي، وأنا وجدت انني أستطيع البدء بهذا الامر"، مضيفاً: "عندما يكشف جهاز أمني لبناني او دولي أي جريمة نفذتها سوريا سأكون ضدها، لكنني لا استطيع أن اعيش اربع سنوات على مجرد اتهامات، خصوصا من أشخاص مرتبطين بدول اخرى".

وشدد عون أنه لم يعقد صفقة مع السوريين كي يعود الى لبنان، لافتاً الى ان بعض المسؤولين الفرنسيين انزعجوا من عودته الى لبنان لأنهم كانوا يحسبوه خارج المعارضة. وأردف: "قلت للفرنسيين إنني انا المعارضة"، معتبراً ان التظاهرات التي شهدتها بيروت في العام 2005 قبل انسحاب السوريين من لبنان، كانت لقاء ظرفياً. وتعليقاً على كلام البطريرك الماروني الكاردينال نصر الله بطرس صفير عن زيارات المسؤولين اللبنانيين الى سوريا وضرورة الا تكون هذه الزيارات لأداء الطاعة، أجاب عون: "أنا لم أغير عاداتي ولا يحق لأحد ان يحكم علي بسبب أفعال الاخرين".

ولفت عون الى أنه تحدث مع السوريين عن الانتخابات النيابية اللبنانية بشكل عام وليس بالشكل الذي أثاره البعض أي لناحية التمويل أو تأليف اللوائح، كما أكد أنه لم يتحدث مع السوريين عن مشاكله مع خصومه المحليين قائلاً: "أنا لست من قوى 14 آذار كي أذهب الى واشنطن أو دمشق لطلب المساعدة".

 

 المفتي علي الأمين: قوى 14 آذار لا تساهم في تغيير المعادلة داخل الطائفة الشيعية

 نختلف مع حزب الله في محاولته ربط مصير البلاد بالمشاريع الخارجية

الجريدة»/ لا يمكن الحديث عن واقع الشيعة المستقلين في لبنان، من دون الوقوف عند آراء العلاّمة المفتي السيد علي الأمين، الذي يعبّر بمواقفه الصارخة والجريئة عن شريحة واسعة من الشيعة خصوصاً واللبنانيين عموماً. يشدد، في حديث الى «الجريدة»، على أهمية توحيد الهيئات الشيعية المستقلة، منتقداً الدولة التي تقف بعيدة عن المستقل الشيعي الذي يرشد الناس الى مرجعيتها، وتدعم الذين بالأمس عطلوا مؤسساتها.

• ما هو توصيفك للواقع الشيعي في ظل استفراد قوى حزب الله وحركة أمل بالقرار ؟

لا يزال الاستفراد بالقرار قائماً من قبل هذه القوى ولم يطرأ سوى تغيير طفيف على الواقع الشيعي الرسمي، حيث لا يزال التمثيل في إدارات الدولة ومراكز الخدمات فيها محصوراً بأيدي قوى الأمر الواقع التي تشكل الممر الوحيد والإجباري للخدمات الوظيفية والاجتماعية للمواطنين، مما يجعلهم مرتهنين لتلك القوى والأحزاب التي تقسم المواطنين على أساس ولاءاتهم السياسية وانتماءاتهم الطائفية. ولم نجد لدى إدارة الدولة ما يشعرنا بأن هناك شيئاً من التغير حصل في طريقة التعاطي مع المواطنين لإخراجهم من الارتهان لتلك القوى المسيطرة، فما كان سبباً للهيمنة وإضعاف مشروع الدولة قبل أحداث مايو (أيار) وقبل اتفاق الدوحة لا يزال قائماً حتى اليوم على صعيد الواقع المفروض، خصوصاً على صعيدي الأوضاع الأمنية والمعاناة المعيشية التي استخدمتها المعارضة في بعض الأحيان غطاءاً وشعاراً لتحركاتها.

• ماذا يعني أن تكون شيعياً مستقلاً في ظل ثنائية أمل وحزب الله؟

الاستقلال عن الثنائية المذكورة التي تحولت بفعل ممارسات القيّمين عليها إلى أطرٍ حزبية ضيقة، يعني التحرر والخروج عن الانغلاق والابتعاد عن عصب المذهبية وكهوف الطائفية والدخول الى رحاب الوطن الفسيحة التي تجمع كل الطوائف اللبنانية في صيغة إنسانية وطنية فريدة هي صيغة العيش االمشترك.

وفي ظل هذه الثنائية المدعومة من الخارج، والمسكوت عنها طوعاً أو كرهاً من قبل إدارة الدولة والحكومة التي تشكل هذه الثنائية جزءاً منها، فإن المستقل عنها وإن كان قدره أن يدافع عن رأيه ووجهة نظره بالكلمة والموقف الذي يرى فيه حماية أهله ووطنه من خلال الدعوة الى مشروع الدولة الواحدة، ولكنه متروك لقدره وحده يواجه منطق الولاية الجبرية على الطائفة الشيعية لهذه الثنائية التي فرضت نفسها وكيلاً حصرياً عنها لا تؤمن بوجود الآخر خارج إطار الوكالة والولاية، فكيف تؤمن هذه الثنائية بالاستماع إلى رأي الآخر غير الموجود بنظرها ومنطقها؟ والأشد غرابة أن الدولة تقف بعيدة عن المستقل الشيعي الذي يدافع عنها ويوجه ويرشد الناس إلى مرجعيتها وهي تعطي كل الدعم والإمكانات لأولئك الذين خرجوا بالأمس عليها وعطلوا مؤسساتها ورفضوا أحكامها وقراراتها!!. وهذا يعطي انطباعاً لدينا أن الدولة لا تريد الدفاع عن مشروعها.

• بماذا تتفقون مع حزب الله وبماذا تختلفون عنه؟

نختلف مع حزب الله في مشروعه السياسي الذي يبتعد فيه عن مشروع الدولة الواحدة والذي يحاول من خلاله ربط مصير البلاد بالمشاريع الخارجية التي لا علاقة للبنان واللبنانيين بها، ويريد تحميل لبنان وحده أعباء الصراع العربي الإسرائيلي وفرض نظرته على شركائه في الوطن من دون الرجوع الى مؤسسات الدولة ونظامها الديموقراطي. هو يريد الدولة على شاكلته ويريد منها تنفيذ سياسته واعتماد آرائه واستراتيجيته في تحويل الجنوب وكل لبنان ساحة حرب مفتوحة من دون مراعاة لمصلحة الناس والوطن.

نحن نتفق معه في الخطوط العريضة للمشاركة في السلطة والنظام، لكن لا يصح استخدام عنوان المشاركة في السلطة للهيمنة عليها والاستئثار بها والدخول في صراعات مسلحة عليها تحت أي عنوان من العناوين الدينية والسياسية. باختصار نقول إن من حق حزب الله أن يفكر كما يشاء ويطرح أفكاره ومشاريعه وآراءه ولكن ليس من حقه أن يفرض تلك الآراء والمشاريع على شركائه في الطائفة والوطن بعيداً عن آليات القانون والنظام الديمقراطي .

• كيف هي علاقة الشخصيات الروحية والهيئات الشيعية المستقلة بحزب الله؟ هل من تواصل؟

النهج المعتمد عموماً عند حزب الله هو أن يقيم العلاقات مع الشخصيات الروحية داخل الطائفة الشيعية والهيئات الأخرى فيها إذا كانت تشاركه في الرأي وتوافقه على مشاريعه في المقاومة والسياسة، ولذلك هو لا يفتح قنوات للحوار والاتصال مع الذين يختلفون معه في الرأي داخل الطائفة الشيعية. أظهرنا استعدادنا مراراً للقاء معه والحوار في قضايا الوطن والطائفة ولم نجد عنده استعداداً لذلك، وفي اعتقادي أن مسألة عدم انفتاح حزب الله على الرأي الآخر لدى الطائفة الشيعية مرتبطة بعلاقته الخارجية وليس بالنهج وحده .

• إلى أي حدّ ساهمت قوى 14 آذار من خلال التحالف الرباعي أولاً وأدائها السياسي لاحقاً في تهميش الشيعة المستقلين؟ وما هي العلاقة التي تربطكم بها؟

أصبح التحالف الرباعي من الماضي، وفي الأحوال كلها لم أجد مبرراً معقولاً لانكفاء العاملين وقتئذٍ تحت عنوان الشيعة المستقلين عن استمرارهم في العمل تحت العنوان المذكور وغيره، لأن الشيعة المستقلين إذا كان لديهم مشروع منطلق من الإحساس بالخطر ومن ضرورة التغيير فهذا أمر لا يستطيع التحالف الرباعي إلغاءه ولا يوجده الانقسام الخماسي!

أما الحديث عن علاقة قوى 14 آذار بالشيعة اليوم فهي لا تزال علاقة مع أفراد وليست مع جهة جامعة، ولا يبدو أن قوى 14 آذار بهذا الصدد. على كلٍّ لا يمكن توصيف الحالة بأنها علاقة بين طرفين وإنما هي علاقة من جانب واحد، كما هي الحال في العلاقة مع الحكومة وأعضائها المحسوبين على قوى 14 آذار، حيث نرى علاقة خجولة من طرفهم بالمستقلين الشيعة تعطي انطباعاً بأنهم لا يريدون المساهمة في تغيير المعادلة داخل الطائفة الشيعية رهبة أو رغبة والنتيجة واحدة في كلتا الحالتين. نحن سنبقى في الحالات كلها ملتزمين بمشروع الدولة الواحدة التي تبسط سلطة القانون على جميع الناس وفي المناطق كلها لأنه المشروع الوحيد الذي يحقق مصلحة أهلنا وشعبنا ووطننا وهو المشروع الذي يبعد عنا شبح النزاعات والانقسامات ويضمن لنا وحدتنا الوطنية وحرياتنا وعيشنا المشترك.

• في الحكومة وزير شيعي مستقل، هل تعتقدون أنه يضيف بأدائه على رصيد الشيعة المستقلين في لبنان؟

ساهم بعض قوى 14 آذار في هذه الخطوة وكانت خطوة جيدة ساعدت في كسر الوكالة الحصرية للثنائية الشيعية، وهي وإن تمت في حينها من دون تنسيق ولكنها عبرت عن بداية حضور سياسي للشيعة المستقلين في السلطة كان يجب الاستفادة منه بشكل أكبر في بروز وجهة نظر الشيعة المستقلين داخلياً وخارجياً. في اعتقادي، الفرصة لا تزال موجودة لتفعيل هذا الحضور من خلال مزيدٍ من التواصل مع القواعد الشعبية التي تشكل أساساً في عملية التغيير داخل الطائفة الشيعية.

• هل بالإمكان اليوم الحديث عن حراك نقدي داخل االطائفة الشيعية؟ وعلى أي مستويات؟

لا شك في وجود الحراك النقدي داخل الطائفة الشيعية على مستوى لا بأس به من الكتّاب والمثقفين، وقد شاهدنا ذلك في مظاهر مختلفة من كتابات ومقالات عدة ومقابلات تلفزيونية ولقاءات صحفية وغيرها، وهذا لم يكن موجوداً بهذا الكم في فترات سابقة، وقد ازدادت الجرأة على النقد والاعتراض في الأوساط الشعبية وفي المناطق الواقعة تحت سيطرة الثنائية الشيعية على الرغم من عدم توافر الوسائل الكافية للتواصل مع تلك المناطق والقواعد. هذا ما نراه ونسمعه من جهات كثيرة نلتقي بها ونتواصل معها، ونحن نتوقع المزيد من اتساع حالات النقد والاعتراض في مختلف المناطق التي تسكنها غالبية شيعية خصوصاً عند انخفاض نسبة الخوف واكتشاف الناس أن أداء الثنائية الشيعية كان السبب وراء تردّي الأوضاع الاقتصادية والأمنية وإضعاف الدولة لمصلحة نفوذ القوى الحزبية، ولم يكن للناس أي مصلحة في زعزعة الاستقرار وتخريب العلاقات مع سائر الطوائف اللبنانية والدول العربية.

• ما هي العوامل التي حالت سابقاً دون توحّد الشخصيات الشيعية المستقلة تحت عنوان جامع موحّد ؟ وهل هي الأسباب ذاتها اليوم؟

هناك منطلقات عدة في اعتراض المستقلين الشيعة، وقد يختلفون في الدواعي والأغراض والأهداف. يجمعهم خط عريض وهو التطلع الى التغيير في الأداء والإصلاح الثقافي والسياسي، لكنهم قد يختلفون كثيراً في التفاصيل والآليات، وهم على رغم تناميهم عدداً يفتقرون الى المؤسسة التي توحّد رؤيتهم وتجمع صفوفهم وتصقل تجاربهم وتكون منبراً لكلمتهم، وهناك من يعتبر نفسه غنياً عن التجارب وهذه مشكلة. هناك مشكلة أخرى تكاد تكون عامة وهي تتمثل في تفكير البعض الكثير منهم في الحصاد السياسي من دون العمل في حقل الإصلاح الثقافي ولذلك هم يخشون من عملية الانخراط في مؤسسة واحدة توحد الجهود لأنهم يعتقدون بأن المؤسسة الواحدة تلغي عناوينهم وطموحاتهم التي لا يمكن الوصول إليها وتحقيقها بالانفراد وعدم التعاون أو بالخوف على زوال بعض المصالح والمنافع الآنية التي تصل إليهم تحت إسم العناوين التي يحملونها والجمعيات التي يؤسسونها.

• ما هي الأصداء التي تصلكم حول المواقف اللافتة التي تتخذونها؟ وبرأيكم ما الذي تضيفه على المشهد الشيعي أولاً والوطني ثانياً؟

أسمع بعض الأصداء الإيجابية التي تعطيني مزيداً من الأمل والرجاء بالاستماع الى الكلمة وأنها لا تذهب هباءاً وهدراً، وأن لها قدراً كبيراً عند الأحرار والمنصفين من مختلف الطوائف اللبنانية وهذا ما يجعلني أكثر إيماناً بأن العاقبة هي للاعتدال الذي قام عليه بنيان لبنان .

في الأحوال كلها، فإن رضا الناس غاية لا تدرك والمهم أن يرضي الإنسان ربه وضميره عندما ينطلق في مواقفه من قناعاته المنبثقة من مصلحة شعبه ووطنه.

• كيف تستطيع الهيئات الشيعية المستقلة خوض الانتخابات النيابية؟ وهل من تواصل مع القاعدة الشعبية؟

تحتاج الهيئات الشيعية المستقلة الى توحيد صفوفها ونظرتها في قضايا متعددة، ومنها الاستحقاق الانتخابي المقبل الذي لا يعتبر نهاية الاستحقاقات، ومن حق هذه الهيئات التعبير عن رأيها والسعي الى إثبات حضورها في مجالات عدة ويجب ألا يُنظر إلى التمثيل النيابي على أنه هو أقصى الغايات ونهاية المطاف وإنما هو خطوة على طريق التغيير الطويلة. الأمر في ذلك متروك لتلك الهيئات في دراسة الظروف والإمكانات لخوض الانتخابات وفي قدرة الدولة اللبنانية على تأمين الفرص المتكافئة للناخبين والمرشحين للتعبير عن آرائهم واختياراتهم بعيداً عن تأثيرات السلاح غير المنضبط على حرية الناس .

فيما يتعلق بالتواصل مع القاعدة الشعبية الشيعية فهو موجود على نطاق ضيق بالنسبة إلى بعض الراغبين في الترشيح، وهناك من هو ممنوع من الذهاب إلى منطقته للتواصل مع قاعدته الشعبية ويجب على الدولة أن توفر الأجواء الأمنية للتواصل كما يجب. على من يريد خوض الانتخابات الخروج من مكتبه والتواصل مع الناس في مناطقهم والاطلاع على مطالبهم وتقديم رؤيته وبرنامجه وإفساح المجال للناس في ملاقاته والاستماع إليه، فالناس لا تعرف بعض الوزراء والنواب إلا من خلال بعض وسائل الاعلام أو في موسم الانتخابات كما يفعل بعض القيادات في الجنوب.

• لماذا لا تأخذون زمام المبادرة وتدعون إلى لقاء مشترك لاحتضان جميع مكونات النسيج الشيعي المستقل، لا سيما أننا على أبواب استحقاق انتخابي؟

عرضت على مختلف العناوين في الشيعة المستقلين جملة أفكار وطروحات تساهم في عملية لمّ شملهم وتوحيد جهودهم وإيجاد مرجعية لهم، لكنني لم أجد تجاوباً عملياً منهم لأسباب ذكرتها آنفاً. بعضهم يريد أن يكون مثل بعض قيادات الأمر الواقع في الطائفة الشيعية مرجعية بنفسه في الدين والدنيا والسياسة وفي كل شيء على رغم افتقاده للمقوّمات المناسبة لذلك. وبعضهم يستعجل العمل الانتخابي قبل تكوين رؤية واضحة للناخب عن مشروعه ودوره ومن دون أن يكون له من وجود فاعل، ولا يعمل على بناء قاعدة شعبية تتجاوز الإسم والعنوان ومن دون أن يكون له تاريخ أو قاعدة يرتكز إليها. قلت لهم إن المهم ليس وصول شخص أو أشخاص إلى قبة البرلمان نتيجة تحالفات مع من لا يؤمنون بمشروع الدولة وإنما المهم في هذه المرحلة هو إظهار الوجه الآخر للطائفة الشيعية الذي يؤمن بمشروع الدولة والنظام وهو الوجه الذي غيبته قوى أمر الواقع الشيعي طيلة سنوات عدة بفعل الارتباطات الخارجية والإمكانات الإعلامية التي أدخلت ثقافة جديدة على حياة الطائفة الشيعية أثرت على مواقفها السياسية ونظرة الآخرين إليها.

 

عون "المستشرس" ضد الصحافة وفصوله مع الجيش وصدام... والقذافي

 سامي فريد

بسرعة تخلى الجنرال ميشال عون عن رعايته لصحيفه "الاخبار"، التي يعتبرها بعضهم منبراً مشتركاً بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر". والمسألة تعود الى مقالة او اثنتين كتبهما في "الاخبار" الزميل غسان سعود. وهو قريب من "التيار العوني"، حتى لا نذهب الى القول حسبما يقول اصدقاؤه انه عضو في "التيار" المذكور (وهذا حق سياسي له ) ، وفي كل الاحوال القضية ليست غسان مسعود، بل الجنرال عون الذي لم يتحمل مقالة تقارب مواضيع لا يستسيغها.

ويبدو ان الجنرال فضل في حينها ان يكبت غيضه، منتظراً لحظة الانتقام : وخلال التحضير لزيارته لسوريا ارسلت الجريدة طلباً إلى الرابية من أجل السماح لصحافيين من قبلها بمرافقة وفد عون الجرار الى سوريا. لكن المسؤولة عن الاعلام في "التيار" اعتذرت، وقالت ان الضيف لا يحمل معه ضيوفاً. وكانت "الاخبار" تعلم ان عون اخذ معه ضيوفاً اعلاميين كثيرين الى سوريا.

ولن نكرر بقية القصة المعروفة، إذ ان ضابطاً كان يرافق عون في الزيارة تعرض بالاهانة لمراسلي "الاخبار" في فندق شيراتون - سوريا، وعاقبهما بأن ابقاهما طوال ليلة بكاملها نائمين على أريكتين في بهو الفندق، لأن الجنرال غاضب على احدهما.والقصة نشرت بعض وقائعها جريدة الاخبارفي حينه.

اعطى هذا الحادث مع مراسلي جريدة "الاخبار" انطباعاً حقيقياً عما كان يجري في سوريا بعيداً من القشرة السميكة من ماكياج الاستقبالات المفبركة التي احاطت بها دمشق تنقلات الجنرال عون. فمشهد الضابط المرافق لعون وهو يكيل الاهانات لمراسلي "الاخبار"، بدا معبراً عن لغة الامن والقمع التي يشترك فيها الجنرال البرتقالي مع الجنرال البعثي في النظرة الى الصحافة والعلاقة مع الديموقراطية والاعلام. بدا المشهد معبّراً عن المشترك الحقيقي بين المشروعين العوني والبعثي السوري، فيما الكلام على المسيحية المشرقية لم يكن إلا غطاءً للبواعث الحقيقية التي جعلت الزيارة ممكنة.

ويثير المشهد في الاذهان قصة تقارب الجينات السياسية بين نظام دمشق ووقائع الزعامة العونية، فكلاهما يقوم على عنصر الالغاء. حرب الالغاء العونية في الثمانينيات من القرن الماضي وحرب الالغاء البعثية ضد مدن بكاملها مطلع العقد نفسه. العسكرتاريا التي تحكم وتستبد كما صورها عون في كتاب لأحد القريبين منه بعنوان " الجيش هو الحل"، وكما يصورها النظام السوري القائم على التحالف بين العائلة والاجهزة والامنية المرتبطة بها.

ويجانب عون الصواب حينما يحاول تسليط الضوء على مرحلة عدائه لسوريا تحت شعار انه خصم شريف. فتلك المرحلة كانت لها سيرتها غير الشريفة، واهم عرابيها هو كريم بقرداوني الذي يقوم اليوم بدور المنظر والعراب للمرحلة العونية الثانية مع سوريا. في تلك المرحلة كان عون حصل بعد اتصالات عبر قنوات سرية على وعد من الرئيس حافظ الاسد بأنه سيدعمه للوصول إلى منصب رئاسة الجمهورية، ولكن كريم بقرادوني - اللاعب انذاك على خطي عون وجعجع - جاء ليقنعه في ليلة دامسة بعرض أسخى، قوامه ان الرئيس صدام حسين سيقوم بهذا الدور مع تقديمات مالية لا تملك سوريا ان تدفعها له. فما كان من عون الا ان ترك الحصان السوري وقفز فوق الحصان العراقي، خصوصاً ان معلومات وصلت اليه، حينها كانت تؤكد ان بغداد هي القوة الصاعدة في المشرق وان نفوذ سوريا في المنطقة الى زوال.

كل ما فعله عون انه استبدل نظاماً مستبداً يدعمه بنظام اخر له مواصفات الاستبداد نفسها. واستتبع ذلك، انذاك، خوضه معركة نظام صدام حسين ضد نظام حافظ الاسد في لبنان، وما كلف البلاد الاف الشهداء والجرحى. وهو بهذا المعنى لم يقم يخض معركة تحرير لبنان من سوريا كما يدعي، بل كان أداة صراع بواسطته بين نفوذ نظامي العراق وسوريا في لبنان..

واليوم يكرر عون اللعبة مع سوريا، يمد يده اليها على امل انها قوة عائدة الى لبنان، وإذا ظهر له فليس مستبعداً ان يعود الى العداء معها، بشرط ان يتوافر له نظام مستبد بديل يدعمه.

وقصة عودة عون الى لبنان في الأساس، هي اخراج سوري. فقبل اسابيع من عودته من منفاه الفرنسي، قصد رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية السورية اللواء آصف شوكت باريس سراً، والتقى عون في منزل صديق سوري مشترك بينهما. وخلص ذلك اللقاء الى التوافق على عودة الامور الى مرحلة التحالف بينهما التي كانت قائمة قبل مرحلة حرب عون - سوريا في لبنان.

ويستفاد من قصة رهانات عون السياسية انه حصان طرواده للانظمة الشمولية في المنطقة. فمن سوريا الى العراق - صدام حسين في ثمانينيات القرن الماضي.. وفي مطلع الالفية الثانية الجديدة يتمدد بين ايران وسوريا. وشهيته مفتوحة على تحالفات مع أنظمة مستبدة في المنطقة، ولا تتوقف عند هذا الحد. فثمة واقعة حصلت قبل اشهر تظهر ان عون يراوده حلم اقامة علاقة مع ليبيا- القذافي. وتقول الرواية، وهي منقولة عن جهة سورية صديقة لعون، ان رئيس الاستخبارات الليبية موسى كوسى كان في زيارة قصيرة للبنان، عندما ابلغه صديق له تربطه صلة بعون، ان الأخير يمد يده الى معمر القذافي، فأجابه موسى: "ولكن الا يخشى غضب الشيعة وحزب الله عليه؟". وربما كانت عبارة موسى هذه بمثابة انذار مبكر جعلت عون يكف عن متابعة المحاولة.

ويعلق راوي هذه الواقعة ان عون يجذبه التحالف مع دول يحكمها عسكر او اجهزة مخابرات. فهو في أعماقه يريد ان يكون "سيدي الجنرال الرئيس"، تماماً كما كان حليفه السابق صدام حسين وكما كان حليفه "الفريق " حافظ الاسد و"جنرالات الحرس الثوري" في ايران. وبقيت في صدره حسرة تحضه على نيل علاقة بالقذافي. يضيف الرواي ان عون ابلغه ان الكثير من ضباط الجيش اللبناني يحضرون اليه كل صباح ليعلنوا ولائهم له. ويعلق : "هذا دليل على رغبته باعطاء خلفية عسكرية لزعامته."

وتؤكد وقائع عدة ان عون لا يترك فرصة الا يحاول فيها الايحاء ان له نفوذاً داخل مؤسسة الجيش التي يدرك الجميع نزاهتها. فعندما كان يعتزم الذهاب الى قطر للمرة الأولى طلب من ضابط في الجيش ان يستقبله على المطار بعد عودته، ولم يترك انذاك العماد ميشال سليمان ( كان حينها قائداً للجيش) هذا التصرف يمر من دون عقاب للضابط، لافهام عون ان الجيش ليس مزرعة بل مؤسسة وطنية غير قابلة للاختراق. واليوم خلال زيارته لسوريا، اقنع عون ضابطاً بضرورة مرافقته في رحلته، ولكن الأخير قال له ان هذا التصرف مخالف للقوانين العسكرية، فاجاب: "رافقني سراً أو في شكل غير رسمي". وتقدم الضابط بطلب من قيادته باذن خاص بذريعة انه مسافر في اجازة، ورافق عون في رحلته، ولكن قائد الجيش العماد جان قهوجي اكتشف الامر وعاقب الضابط، وضرب بعرض الحائط بسيل من محاولات التدخل لغض الطرف عن هذا التجاوز.

يقول ميشال عون انه لا يمد يده إلى صلاحيات الدولة، وانه لم يناقش مع السوريين ملفات على صلة بقضايا هي من اختصاصها، ولكن الوقائع الصغيرة الآنفة تشي بأنه يمد يده على كل شيء من اجل ابراز دوره كزعيم شمولي ،على حساب مصلحة البلاد ومؤسسات الدولة.

 

قداس بعثي وقومي سوري لإحياء أحلام الجنرال المغدورة وتقويض استقلال المسيحيين

تعقيباً على زيارة العماد عون الى سوريا الأسد

نجيب سليم زوين     

لم يشهد التاريخ رجلاً يستطيع أن يتراجع عن مواقفه واقواله وافعاله الى حد التناقض الصارخ من دون أن يرف له جفن، على ما فعل الجنرال ميشال عون... انه ظاهرة فريدة تستحق الدراسة.

يوم 22 تشرين الثاني الفائت كنت أمام شاشة التلفزيون اشاهد الرئيس ميشال سليمان يرأس احتفالات ذكرى الاستقلال، فدخلت عليَّ جارتنا ابنة الستة عشر ربيعا، والغضب يعلو وجهها قائلة: " عيب والف عيب.. هالمركز ما بيلبق الا للجنرال عون... هوي لازم يكون الرئيس.. ميش هيك كنت تقول عمو؟".

اجبتها بمرارة والم: " معك حق ... بس بعد خروج الجيش النظامي السوري المحتل من لبنان ما كان ممكن يكون الرئيس الا من طينة السياديين ومن فريق ثورة الأرز.. مع الأسف الجنرال فقد هالصفة بعد رجعتو عا لبنان لمن التحق بتحالف " شكرا سوريا"..."

فاستشاطت غضبا وخرجت بعد ان " طبشت" الباب خلفها بقوة. وفي الامس القريب بينما كنت اشاهد الفضائية السورية تنقل من "مهد المسيحيين" وعاصمة الحريات والديمقراطية وحقوق الانسان، "الاحتفالات الرئاسية" التي استقبل بها العماد عون، كان مشهد العماد معبراً في وقفته مظللاً بصورة الرفيق المناضل القائد المفدى حافظ الاسد. واكتملت الصورة في مشهد مؤثر آخر ظهر فيه الجنرال وخلفه العلم السوري تتوسطه نجمتان وارزة، وفي مقدمة الحضور الضابط المرافق الذي كان ممن كان لهم "شرف" زيارة سجن المزة اثر احداث 13 تشرين، حينما اجبر على كتابة استقالته من الجيش.

في تلك اللحظة دخلت علي ثانية جارتنا ابنة الستة عشر ربيعا وقالت: معك حق عمو هلق عرفت ليش الجنرال عون ما كان ممكن يكون رئيس جمهورية... اليوم عرفت".

القداس القومي!

من حق العماد عون وبعد انضمامه إلى جماعة "شكرا سوريا" أن يحج إلى طهران ودمشق من دون ان يجادله احد. لكن هذه الزيارات، وللنظام السوري خصوصا، تشكل خيانة لمبادىء المقاومة اللبنانية التاريخية التي تبناها عون سابقا، وتزويرا فاضحا لموقف ملايين اللبنانيين الذين نزلوا الى ساحة الحرية في 14 آذار 2005 هاتفين " سوريا اطلعي برا"، وتأتي منسجمة مع خياره التخاذلي والاستسلامي منذ ابرم وثيقة العودة مع مندوبي النظام السوري، لحود وبقرادوني اواخر العام 2004.

وعلى رغم احترامنا الشديد لحرية العماد عون، فكرا وقولا وتصرفا، إلا ان زياراته هذه هي بمثابة طعنة في ظهر من ايده يوم كان في الخط السيادي. وهي تشكل استغلالا فاضحا وتزويرا للاهداف والطروحات التي اختاره اللبنانيون على اساسها، وهي بمستوى الخيانة العظمى وتحوّر خيار الناخب الحر الى ما يناقضه تماماً.

وفي مطلق الاحوال تشكل زيارة الحج للنظام السوري تنكرا لارواح الشهداء الذين سقطوا في الدامور، والقاع، وعين الرمانة، والاشرفية، وسن الفيل، وطرابلس على يد هذا النظام. وماذا تبقى من صدقية ومصداقية العماد عون بعد ظهوره مصافحا اليد التي اتهمها هو شخصيا بعملية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه مساء يوم 14 شباط 2005 على التلفزيون الفرنسي؟

مثلما ستكون لهذه الزيارة ترددات مضرة على الصعيد الوطني اللبناني، فان تردداتها على الصعيد المسيحي عموما والماروني خصوصا ستكون عنيفة جدا وستاتي عكس تمنيات وآمال الجنرال وحليفه السوري. فقد أمعن النظام السوري في استغلال هذه الزيارة لاظهار المرجعية الرئيسية والاساسية والوحيدة للمسيحيين المشرقيين بمظهر الضعيف والمهان. نجح النظام السوري في دغدغة احلام العماد عون المستحيلة، والبسه دور "زعيم المسيحيين المشرقيين"، لتوجيه الاهانة لراس الكنيسة المارونية ولغبطة البطريرك صفير، الممثل الشرعي والوحيد لمسيحيي المشرق. وقد بلغ الانحطاط الاخلاقي، لدى النظام السوري والعماد عون، اعلى درجاته عندما اعطي حضور القداس بعدا دينيا وانجازاً وطنياً وقومياً.

لن ينسى اللبنانيون الشرفاء ما جادت به " ايادي النظام السوري البيضاء" طوال السنوات الثلاثين الماضية: من عين الرمانة... الى سن الفيل... الى الاشرفية.... الى زحلة... الى كل بقعة من لبنان. فاذا نسي الجنرال او تناسى "انجازات البوريفاج" او عنجر فهل يستطيع تناسي النتائج المدمرة لـ 13 تشرين 1990، وليس اقله احتلال "بيت الشعب" ووزارة الدفاع وخطف الضباط وسوقهم الى سجون المزة. هل يستطيع الجنرال ان ينسى كيف اعدم السوريون - حلفاؤه الجدد - المئات من ضباطه وعسكرييه الذين كبلوا وأطلقت على رؤوسهم، بدم بارد، رصاصات الاعدام، بعدما كانوا استسلموا تنفيذا لأوامره؟

لن ينفع الجنرال ابدا استمراره في اللعب على الالفاظ وادعاؤه ان النظام السوري اليوم هو غير النظام السوري في الامس: فالمدرسة واحدة، والاستاذ واحد، والهيئة التعليمية نفسها، والعقل المدبر هو نفسه وصاحب الامرة هو هو. 

الوعد... والانتقام

تعود بي الذاكرة الى لقائي الاول مع الضابط عون، الى العام 1976، يوم اتخذنا في قيادة "التنظيم" قرار تحرير منطقتنا من معسكر تل الزعتر، فخضنا معاً احدى اشرف واقوى معارك التحرير. هو من موقعه ضابطا في الجيش الشرعي، وانا من موقعي المقاوم ممثلا قيادة "التنظيم”. ويتوالى شريط الذكريات الى حين عايشت الجنرال عون في بعبدا، وشاركته مسيرة التحرير واطلقت مع رفاقي في "المكتب المركزي للتنسيق الوطني" عملية بناء لبنان الجديد، السيد والحر، والكرامة والعنفوان والديمقراطية، وكلي ايمان ان الدوافع والآمال والاحلام والتطلعات هي نفسها. لكن الايام اظهرت انها كانت مرحلة تقاطع الاهداف لا وحدتها: انا اواجه النظام السوري المحتل لتحرير وطني وشعبي من موقعي المقاوم للاحتلال بكل اشكاله، والجنرال ينتقم لوعد اخل به النظام السوري تجاهه، فلم يؤيده لموقع رئاسة الجمهورية.   

انا المؤمن ايمانا مطلقا وراسخا بقيام الدولة الواحدة الشرعية وبحصرية السلاح بقوى الجيش والامن الداخلي، وهو الساعي لضرب القوى المسيحية لاهداف وغايات شخصية وحقد دفين لم يزل يتفاعل في نفسه حتى الساعة.

قيل لي يوما: احذر الجنرال فهو ذو ميول تلتقي وتتعاطف مع اهداف الحزب القومي السوري، فلم اصدق. وقيل أيضاً ان ضابطا لصيقا بالعماد عون وبتوجيهات منه ساهم في وضع "الاتفاق الثلاثي" السعيد الذكر، فلم اتقبل هذا القول، حتى تأكد كل ذلك فيما بعد. واليوم لم تعد للامر اهمية فقد ذاب الثلج وبان المرج. وظهرت الحقيقة المرة جلية وواضحة وضوح الشمس وانقشع الستار الذي كان يختبىء خلفه الجنرال.

ترى هل كنا بحاجة الى ثلاثين عاما لينكشف الدور الذي انيط بالجنرال عون القيام به؟! وهل كتب على هذا الشعب ان يتلقى الطعنة تلو الاخرى، وهل قدر للمقاومة اللبنانية ومسيرة السيادة وثورة الارز ان تضرب على يد بروتس القرن العشرين؟!

اسئلة

1990: "يستطيع العالم ان يسحقني لكنه لن يأخذ توقيعي"، كلمات قليلة قالها الجنرال عون في  "موسم العز" والكرامة ومسيرة التحرير، فايدناه ووقفنا الى جانبه وقاومنا ولم نستسلم... وكان للبعض شرف الاستشهاد " سحقا" على يد جيش النظام السوري.

 2008: وقع العماد عون صك الاستسلام واعطى شهادة البراءة للنظام السوري من دون عناء ولا ممانعة، انما بفرح وهرج ومرج، وبناء على استدعاء من سيد دمشق.

لم يشهد التاريخ، لا القديم ولا المعاصر، رجلا يستطيع ان يتراجع عن مواقفه واقواله وافعاله الى حد التناقض من دون ان يرف له جفن مثلما يفعل الجنرال ميشال عون. ولم يعرف العالم " قائدا " يغير موقعه 380 درجة، وينقل البندقية من كتف الى آخر، مثل العماد عون وتبلغ به الوقاحة حد الصاق هذه التهمة بغيره. فعلا انه ظاهرة فريدة تستحق الدراسة والتمعن. لكن المستغرب والمستهجن هو من بقي الى جانبه ممن يفترض بهم ان يكونوا على قدر من الوعي والادراك والحس الوطني، بعيدا عن نزوات الحقد والكراهية والمواقف المسبقة و" عنزة لو طارت". هؤلاء الذين لا يزالون " يتبعون"، ولا اقول يؤيدون، الجنرال اينما ذهب، كما يسير القطيع الى المسلخ. اذا كان العماد عون يتنكر لماضيه وتاريخه خدمة لاهوائه ومطامعه الشخصية، وتلبية لتعليمات سيد دمشق، فما هو عذر من كان في الصف السيادي وطليعة المقاومين للاحتلال السوري؟! ما عذر من واجه وقاوم ولم يزل يحمل في جسده وروحه آثار التعذيب ومرارة الذل من البوريفاج وعنجر والمزة، ليتبع العماد اينما ياخذه من دون محاسبة ولا سؤال؟! ام ترى ما زال الحقد يتحكم بهم ويعمي بصيرتهم عن رؤية الواقع والحقيقة، فيسامحون ويغفرون لنظام مجرم، يرفض الاعتراف بجرائمه، ولا يقوون على مصافحة أخيهم اللبناني المسيحي والمسلم؟!

اسئلة لا بد منها تطرحها زيارة العماد عون الى سوريا: هل تمت هذه الزيارة بمبادرة من الجنرال نفسه، ام  بناء على تدخل الوسطاء وسعاة الخير، ام جاءت تكملة لمبادرة لحود – بقرادوني؟ هل هي حاجة انتخابية لتجمع الثامن من آذار، ام اتت تكملة للزيارة التي قام بها الجنرال الى ولي الفقيه في ايران،  ام جاءت بناء على طلب واستدعاء من النظام السوري؟

المؤكد ان الزيارة اتت في تطور طبيعي للمنحى الذي سار عليه الجنرال وللخيارات التي اتخذها. اما التوقيت فجاء " في التاريخ الذي حدده هو، اي الرئيس السوري، ولم يستطع عون رفضها أو طلب تأجيلها" (ادمون صعب – النهار 5-12-2008)

لقد اطلق العماد عون دعوة الى "تنقية الوجدان" اثر اجتماعه مع رئيس النظام السوري، وهنا لا بد من التساؤل:

هل انتزع الجنرال من الابن اعترافا بنهائية الكيان اللبناني، طالما انه يعتبر ان تغييرا في الحكم قد حصل، ودحضا لما قاله الوالد من ان: "سوريا ولبنان عبر التاريخ بلد واحد، وشعب واحد وهذا الامر يجب ان يدركه الجميع"؟ هل حصل الجنرال على اعتذار وتأكيد لا يقبلان الجدل بعدم عودة الخلف للتصرف على طريقة السلف الذي قال: " قررنا ان ندخل تحت عنوان جيش التحرير الفلسطيني، وبدأ هذا الجيش بالدخول الى لبنان ولا احد يعرف هذا ابدا، ولم نأخذ رأي الاحزاب الوطنية ولا غيرها ولم نأخذ أذنا من أحد..."؟ (خطاب الرئيس الراحل السابق حافظ الاسد على مدرج جامعة دمشق في 20 تموز 1976 مبررا اجتياح قواته لبنان).

 هل حمل الجنرال معه من دمشق وثيقة تؤكد عودة هذا النظام عما كان اعلنه نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام في تصريح الى صحيفة "الرأي العام" الكويتية ان "لبنان جزء من سوريا وسوف نعيده وينبغي ان يكون ذلك واضحا؟".

لم تعد سرا ولا مستورة الاتصالات التي كانت تتم بين الجنرال والنظام السوري منذ ايام الرئيس حافظ الأسد. فخطوط التواصل لم تنقطع يوما وان أخذت في بعض الاحيان طابعا صداميا لا عدائيا على ما قال الجنرال. فقد تغير الأسلوب بتغيير الأشخاص، فللوالد أسلوبه الخاص، وللابن اسلوبه، تغيير في التكتيك فقط وليس في الاستراتيجية. فالابن استمرار للوالد. وما يميز الابن هو قلة الخبرة وحدة الطباع ومحاولة استنساخ طريقة السلف. اضف الى ذلك كما يقول المثل " خلق ومعلقة الذهب بتمو"، فهو ورث السلطة والحكم والشعب، مثلما ورث العملاء والتوابع والازلام.

إخفاء الشرع

لقد شاء النائب ميشال عون السير على خطى القديس بولس وحنانيا فنقلته طائرة رئاسية فزار النظام السوري متنقلا من مدينة الى اخرى. والحمد لله انه حصر ايمانه الالهي، وقد تأثر على ما يبدو بهذا الصدد بحلفائه الالهيين. الحمد لله انه حصر ايمانه الالهي بمار بولس وحنانيا ولم يرغب السير على خطى المسيح، والا لكانت نقلته طائرة رئاسية اسرائيلية. ولا نعرف من اين كانت ستقلع الى اسرائيل حيث كان سيقابل رئيسها مطالبا اللبنانيين بالاعتذار من اسرائيل ايضا كما فعل بالنسبة الى النظام السوري. والسلام على رئيس اسرائيل ليس بغريب عن مضيف النائب عون، الرئيس الاسد، الذي سارع الى القاء التحية على موشيه كاتساف في روما ابان مراسم جنازة قداسة الحبر الاعظم المغفور له البابا يوحنا بولس الثاني. يضاف الى ما تقدم قيام النائب عون في باريس بالاجتماع مع مسؤولي الموساد الاسرائيلي على رغم نصائح الفرنسيين المعاكسة، الامر الذي اكدته "الفيغارو" والذي لم يتجرأ النائب العماد على نفيه.

إن زيارة النائب عون للنظام السوري تشكل طعنة نجلاء للوحدة الوطنية وتحديا لضحايا النظام السوري، والمسيحيين في طليعتهم. وتشكل استفزازا للبنانيين كافة، الذين يحتفلون يوما بعد يوم بذكرى شهداء ثورة الارز من الرئيس الحريري الى جبران تويني الى بيار الجميل وغيرهم. واذا كان العماد عون يرفض ادانة النظام السوري من دون دليل، فكيف يبرئه من دون دليل. علما بان القرار الاتهامي للجنة التحقيق الدولية بات على قاب قوسين  من الصدور حيث ستبيض وجوه وتسود وجوه. اضف الى ذلك ان منح العماد براءة ذمة للنظام السوري عن جرائمه في لبنان على مدى ثلاثين عاما يشكل استخفافا بدماء الشهداء اللبنانيين العسكريين منهم والمدنيين واهانة لذكراهم وتنكرا لتضحياتهم وازدراء بروح الصمود لديهم. وسيحاسب التاريخ يوما هذا الرجل على فعلته النكراء بحق شهداء لبنان. وللمناسبة اتوجه الى الجيش اللبناني وعائلة اللواء الشهيد فرنسوا الحاج، وعائلة النقيب الشهيد سامر حنا – الذي كان ذنبه قيادة طائرة لسلاح الجو اللبناني فوق الاراضي الايرانية في لبنان من دون اذن مسبق من دولة ولي الفقيه- بتحية التقدير والاكبار.

اما مطالبة العماد عون، ومن دمشق تحديدا، بتعديل اتفاق الطائف بذريعة اعادة الحقوق للمسيحيين، فلا يمكن ان تخفي نيته الحقيقية والحاقدة باقامة نظام المثالثة، ما سيشكل في حال التوصل اليه، لا سمح الله، الضربة القاضية للوجود المسيحي في لبنان والشرق على السواء، تنفيذا لتعليمات ممثل ولي الفقيه في لبنان، وعلى يد من يزعم زورا تمثيل المسيحيين. ويذكر اللبنانيون جيدا ان العماد عون ما انفك يردد ان لا اعتراض له على الشق الداخلي من الطائف بل الاعتراض هو حصرا على الشق المتعلق بالاحتلال السوري وتغيير موقف العماد عون ليس الوحيد ولا الاول ولا الاخير.

لقد وصل مستوى الحقد والكراهية لدى العماد عون الى حد مطالبة اللبنانيين بالاعتذار وكان من الاجدى للعماد عون ان يطالب رئيس النظام السوري بالزام وزير خارجيته السابق فاروق الشرع بالاعتذار منه. فالشرع هو الذي وصف الجنرال بـ"الصغير" غامزا من قصر قامته ومتهكما عليه وملمحا الى محدودية حجمه الوطني والسياسي آنذاك. وقد مسّ فاروق الشرع في قوله هذا وفي الصميم ليس فقط بشخص الجنرال بل ايضا بكرامة المؤسسة العسكرية التي كان عون قائدا لها. وفي مطلق الاحوال كان لافتا اخفاء فاروق الشرع خلال زيارة العماد اذ ان النظام السوري استكثر على ضيفه حتى مجرد اعتذار من احد اركانه ما يدل على مدى "الاحترام والتقدير" الذي يكنه لضيفه. وهل الطائرة الرئاسية والسجاد الاحمر والعباءة وغيرها من مظاهر التكريم الشكلي من شأنها ازالة جرح الكرامة! والادهى ان العماد المهان على يد النظام السوري تغاضى عن الاساءة الجسيمة اللاحقة بكرامته الشخصية وبكرامة الجيش اللبناني وتجاهل الاهانة السورية له ارضاء لاحلامه السياسية، ثم اخذ يطالب اللبنانيين بالاعتذار في محاولة منه لحرف الانظار عن واقعه الاليم.

وما يلفت النظر عدم زيارة العماد عون لمدينة حماه، ليته طالب بزيارتها وسأل اهاليها كيف قصفهم جيش النظام بالطائرات والدبابات والمدفعية، وكيف دمر المدينة تدميرا كاملا على رؤوس ابنائها مخلفا عشرين الف قتيل عدا الجرحى والمعاقين في اطار حملة قمعية قل مثيلها وخجلت منها جيوش النازية وجحافل السوفييت.

ان النظام السوري في حالة افلاس على الصعد كافة ولن يجديه الاستنجاد بزيارة مبنية على الحقد والكيد والاستفزاز، وفي انتظار قرار لجنة التحقيق الدولية.

التصفيق للقائد لا يبني وطناً

يحتاج لبنان الى وثيقة رسمية صادرة عن الدولة السورية تعترف فيها بلبنانية مزارع شبعا، والى ترسيم الحدود بدءا من المزارع ليصار الى اخضاع المنطقة لاحكام القرار 425 واخراجها عن احكام القرار 242 تمهيدا لانسحاب اسرائيل منها ووضعها بعهدة القوات الدولية توصلا لاعادتها الى السيادة اللبنانية. وفي هذا الوقت تحديدا ياتي العماد عون ليعتبر، ومن سوريا، ان الترسيم قضية توقيت ليس إلا متبنيا موقف النظام السوري على حساب المصلحة اللبنانية معرقلا بموقفه هذا وبصورة مقصودة جهد الدولة اللبنانية ومسيرة السيادة وجهود اصدقاء لبنان الذين ما انفكوا يطالبون النظام السوري باصدار هذه الوثيقة المطلوبة وترسيم الحدود.

إن هدف العماد عون هو منع اي انسحاب سلمي لاسرائيل من مزارع شبعا توصلا الى الاستمرار في اعطاء المبررات للسلاح الايراني غير الشرعي في لبنان. وهي مبررات لم تعد تقنع احدا لان هذا السلاح الفئوي بات دوره بناء دويلة ولي الفقيه وحمايتها وتقويض مسيرة بناء الدولة اللبنانية المستقلة.

ومن اهداف العماد عون ايضا تحويل الانظار الى ملفات وقضايا مختلفة هي كلها مجتمعة دون القضية الاهم، الا وهي سلاح "حزب الله" وهذا يستدعي اعلان حالة طوارىء سياسية وحصر البحث بازالة هذا السلاح وتسليمه بصورة فورية الى القوى الشرعية فيزول كابوسه عن صدور اللبنانيين. واذا كان النظام الايراني يرغب في محاربة اسرائيل فليقم بذلك بحرا او جوا او برا من اراضي حليفه النظام السوري، وليس من لبنان وعلى حساب دماء اللبنانيين وسلامتهم. فكفى ما تحمل لبنان من مآس وويلات من جراء  السلاح غير الشرعي واستمراره.

اخيراً اتوجه الى اخوتي ابناء "التيار الوطني الحر"، ورفاقي السابقين، محييا تضحياتهم ومناشدا اياهم الا يجعلوا الاحقاد والضغائن والصغائر تعمي بصرهم وبصيرتهم. فيصبحون كما يتباهى عمادهم، اداة طيعة في يده ينتقل بهم ساعة يشاء الى حيث يشاء. واذا ما كانوا متعلقين بهذا الشخص لصفات يجدونها فيه ولا يزالون، فهذا لا يعني ولا يمكن ان يعني استقالتهم من الوطن وتحويل انفسهم الى مجموعة من المصفقين لان " الترت تا تا ..." لا تبني وطنا. المطلوب هو المشاركة الحقيقية والفعالة في القرار السياسي للتيار حماية له، لا من اعدائه وخصومه، بل من العماد عون تحديدا صاحب المواقف المتقلبة والمبنية على الانفعال والتوتر والحقد والكراهية والتهجم على بعض العائلات الروحية في الوطن لا لشيء الا لأنها لم تؤيده، فانتقل الى المقلب الآخر مقلب "شكرا سوريا”.

هل يقبل ابناء "التيار الوطني الحر" ان يتحولوا من اسياد في وطنهم الى اذناب للنظامين الايراني والسوري ولحزب ولي الفقيه؟ هل يقبل ابناء "التيار الوطني الحر" ان يصار الى استعمالهم واستغلالهم كغطاء للمشاريع الآيلة الى تدمير لبنان الرسالة وتفجير الوحدة الوطنية؟ هل يرضون بتحويل الوطن الى ساحة لا بل الى مربض مدفعية تابع للنظام الايراني ولو على حساب سلامة اللبنانيين، ولو ادى الامر الى زوال لبنان الرسالة وتحوله الى " قطر" تابع لا ارادة له ولا استقلال ولا سيادة ولا دولة؟

كيف يمكن للبناني شريف سيادي وحر ان يتقبل وجدانيا ووطنيا حثه على الاعتذار من النظام السوري، في حين انه يؤيد كل التاييد رفض الشعب الارمني اي مهادنة مع الدولة التركية قبل ان تعتذر عن مجازرها بحق الشعب الارمني وتعويضه عن هذا الجرح الاليم؟

اذا كان هذا ما يريده ابناء "التيار الوطني الحر" ومن يؤيدهم، فابواب حزب البعث العربي الاشتراكي مفتوحة لهم. كذلك ابواب الحزب السوري القومي الاجتماعي وابواب "امل" و"حزب الله"، وباستطاعتهم اذا شاؤوا الانتساب الى "الصاعقة" او "فتح الانتفاضة" او الى "فتح الاسلام" او الى الجبهة الشعبية القيادة العامة او الى تيار التوحيد. وامامهم كذلك التنظيم الناصري او جند الشام او جمعية المشاريع او رابطة الشغيلة او حماس او عصبة الانصار... فالقاسم المشترك لكل هذه المجموعات ارتباطها بالنظامين السوري والايراني وخدمة اهدافهما على حساب سلامة لبنان وسيادته وكرامته...اختاروا.

نجيب سليم زوين     

((*) رئيس الهيئة العليا لـ"المكتب المركزي للتنسيق الوطني" الذي واكب مسيرة العماد ميشال عون التحريرية منذ 1988.Nzwein@gmail.com)      

 

 

اعتذارات من النظام السوري والقائد الإله

شكلت عملية اغتيال الرئيس الحريري الصاعق الذي فجر ثورة تعتمر في قلوب اللبنانيين منذ ثلاثة عقود، فتوحدوا لمواجهة النظام الامني اللبناني-السوري. وكان تجمع الثامن من آذار 2005 بقيادة "حزب الله" دعما للنظام السوري تحت شعار "شكرا سوريا”. واتى سريعا الرد المحكم والهادر في 14 آذار بنزول ملايين اللبنانيين الاحرار الى ساحة الحرية هاتفين بصوت واحد " سوريا طلعي برا ". وقد دلت الوقائع ان مشاركة "التيار الوطني الحر" في هذا اليوم الجلل كانت خجولة. فقد صرح اكثر من مسؤول في "التيار" عند مراجعتهم القيادة بان لهم الحرية في المشاركة وعدمها. ترى لو كان العماد فعلا يؤيد هذا التحرك اما كان اعطى تعليماته وتوجيهاته للمشاركة الفعالة والقوية ضد النظام السوري؟ وهذا ما اثار التساؤلات وعلامات الاستفهام، وجاء التفسير ان الجنرال يرفض اعطاء صك البراءة " لبقايا " قرنة شهوان  وجنبلاط والحريري لكن كيف يعطيه للنظام السوري؟!

وبدأت الامور تتضح شيئا فشيئا: عدم الرغبة في ازعاج النظام السوري الحليف الجديد-القديم. وتوالت الاحداث، وما من خفي الا ويظهر. وبدأ تنفيذ الخطة تدريجيا لاستيعاب ردات الفعل عند القاعدة غير الجاهزة لقبول التعامل مع النظام السوري. وكانت سياسة الارض المحروقة لازالة العوائق التي تحول دون تنفيذ المخطط الجهنمي. وكان دور الجنرال فيها ضرب المرجعيات الروحية والكنيسة أولا، وخلخلة الثقة بالقوى الشرعية من جيش وامن داخلي ثانياً، وصولا الى خلخلة رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزارة.

وكان هجوم مركز على بكركي وسيدها لانها هي من اطلق شرارة الاستقلال الثاني بندائها التاريخي عام 2000 بعد الانسحاب الاسرائيلي "المبرمج" مع حزب الله. وقد وصل مستوى التهجم على بكركي حدا لم تألفه مجتمعاتنا المسيحية ولا اللبنانية.

واخيراً من دمشق يطلب الجنرال من اللبنانيين الاعتذار. انه على حق... وهو لا يمكن ان يخطىء ابدا وقد اكد ذلك لاتباعه: "اذا قلت انني دوما على حق، سيظهر ذلك نوعاً من العجرفة". عفوا سيدي الجنرال، نحن المسيحيين نؤمن ان الله وحده لا يخطىء، ويقول مثلنا العامي: "حتى الخوري بيغلط بالانجيل"،.. الا اذا وصل بك الضلال الى هذا الحد، ام ان الحزب الالهي والنصر الالهي لا يكتملان الا بـ " الزعيم الإلهي"، أو القائد الإله... عفوك ربي.

نعم على اللبنانيين ان يعتذروا عما اقترفوا من ذنوب طوال ثلاثة عقود، لأن أياديهم تلطخت بدماء اخوانهم السوريين نتيجة احتلالهم لسوريا ثلاثة عقود.

 نعم اننا نعتذر من النظام السوري:

* لان "الصاعقة اللبنانية" هاجمت قرية دير عشاش وهجرت اهاليها وذبحت ثلاثة رهبان.

* لأن "الصاعقة اللبنانية" هاجمت وبمساعدة قوات "بعث ثورة الارز" بلدة بيت ملات وقتلت سبعة من ابنائها وخطفت عشرة...

* لأن قوات "الصاعقة اللبنانية" هاجمت بلدة تل عباس في عكار وقتلت 15 من ابنائها واحرقت الكنيسة.

* لان لواء اليرموك التابع للجبهة اللبنانية وقوات الصاعقة اللبنانية اجتاحت بلدة الدامور وهجرت اهاليها بالكامل وقتلت العشرات منهم ودمرت البلدة تماما.

* لأن قوات "الصاعقة اللبنانية" قصفت مدينتي القبيات وعندقت في عكار بالمدفعية الثقيلة والهاون.

* لأن "الصاعقة اللبنانية" حاولت اغتيال عميد حزب الكتلة الوطنية اللبنانية النائب ريمون اده.

* لان  قوات الجبهة اللبنانية واستخباراتها دهمت مكاتب صحف "المحرر" و "بيروت" و"الدستور" و"السفير" واحتلت مكاتب صحيفتي "النهار" و "الاوريون لوجور".

* لأن قوات "الصاعقة اللبنانية" هاجمت بلدة العيشية في الجنوب وقتلت 41 من اهاليها وهجرت البلدة.

* لأن جيش الجبهة اللبنانية النظامي حاول دخول ثكنة الفياضية التابعة للجيش اللبناني مما ادى الى استشهاد النقيب اللبناني عبدالله الحدشيتي.

* لأن "استخبارات ثورة الارز" اغتالت الزعيم اللبناني كمال جنبلاط، والطفلة مايا بشير الجميل، والصحافي اللبناني سليم اللوزي، ونقيب الصحافة اللبنانية رياض طه، والسفير الفرنسي في بيروت لوي دو لامار، والشيخ احمد عساف، والاب فيليب ابو سليمان، ورئيس الجمهورية اللبناني المنتخب بشير الجميل، والشيخ صبحي الصالح، والدكتور محمد شقير، ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد، ورئيس الجمهورية اللبنانية رينيه معوض، وداني شمعون وعائلته، ورئيس الحكومة رفيق الحريري، والنائب باسل فليحان، والوزير بيار الجميل، والنائب انطوان غانم، والنائب جبران تويني، والصحافي سمير قصير، وجورج حاوي، والنائب وليد عيدو...

* لان "القوات الخاصة" التابعة لـ"ثورة الارز" خطفت المئات من مدينة طرابلس، وتركت جثثهم في احيائها الداخلية، وعمدت الى تصفية 34 مواطنا من طرابلس.

* لان جيش الجبهة اللبنانية وقواتها الخاصة شنت هجوما على مدينة زحلة وحاصرتها ودكتها بالمدفعية الثقيلة وبكل اسلحة الدمار.

* لان مدفعية الجبهة اللبنانية قصفت قلب العاصمة والاشرفية لمدة مئة يوم.

 اخيرا وليس آخرا عذرا والف عذر لاجتياحنا المنطقة الشرقية في 13 تشرين 1990، وتحت غطاء من القصف الجوي والمدفعي والصاروخي، ولاحتلالنا القصر الجمهوري ووزارة الدفاع. وعفواً للمجازر الرهيبة التي نفذها جيشنا النظامي في مناطق ضهر الوحش، سوق الغرب، بسوس، الحدث، وبيت مري...  ولاعتقال العشرات من ضباط وجنود الجيش اللبناني والمدنيين ونقلهم الى سجن المزة وغيره.

* عذرا لاننا لم نتورع عن تدمير لبنان وقتل اكثر من مئتي الف من مواطنيه وتهجير مليون ونصف من اللبنانيين من اجل تنفيذ حلم " لبنان الكبير" .

* عذرا من الاهالي المعتمصين منذ 3 سنوات لمعرفة مصير ازواجهم وأبنائهم وآبائهم المغيبين والمخطوفين على يد مخابرات "ثورة الارز"، والقابعين في غياهب السجون السورية.

 

لا تخافوا أوباما في لبنان

الكاتب: صالح المشنوق المصدر: النهار

وقيل الكثير عن السياسة الخارجية المرتقبة للرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما تجاه منطقة الشرق العربي وخصوصا ملفي لبنان وسوريا. ولكن معظم ما قيل وكتب يفتقد الى المقاربة العلمية الجدية ويرتكز على مقاربة سياسية محلية مبالغ فيها من طرفي النزاع. فالطرف الاول يدعي ان السياسة الخارجية الاميركية لا تعتمد على شخص الرئيس وعناصر ادارته بل على "الاستابلشمنت" اي على المؤسسات الصانعة للسياسة الخارجية الاميركية كوزارتي الدفاع والخارجية اضافة الى "اللوبيات" ومراكز الدراسات والشركات الكبرى والاعلام. نجد في هذا الطرف متحمسي انتفاضة الاستقلال الذين يريدون ان يطمئنوا جماهيرهم الى ان الادارة الاميركية المتبنية لتقرير بايكر – هاميلتون لن تعقد صفقة مع النظام السوري على حساب لبنان وكذلك عقائديي "حزب الله" الذين يروّجون للنظرية القائلة بأن الشيطان الاكبر هو مصدر شر واستعمار ايا كان قائد ذاك الكيان المعتدي.

اما الطرف الثاني فيرى ان ادارة اوباما قادرة بل مصممة على فرض تغيير جذري في السياسة الخارجية الاميركية عموما وفي مقاربتها لدوري سوريا وايران في منطقة الشرق الاوسط خصوصا. وهو يضم منظّري انتفاضة الاستقلال الخائفين من فقدان الغطاء الدولي لحركتهم السياسية ومن ان تعقد الولايات المتحدة صفقة شاملة على دور سوريا في لبنان والمحكمة الدولية واستمرارية النظام، اضافة الى الجهات البراغماتية في قوى الثامن من آذار التي احتفلت بقرب سقوط ما تعتبره المسبب الاول لقوة خصومها السياسيين ما يمهد لسيطرتها على مفاصل الدولة ابتداء من انتخابات العام المقبل.

وكلا الطرفين على خطأ. فان ما يصنع السياسة الخارجية الاميركية اربعة عوامل رئيسية: العامل الاول هو الرئيس ووزيرا الخارجية والدفاع المؤيدان عادة لنهج الرئيس وخططه. والعامل الثاني هو "الاستابلشمنت" الذي يؤمن الاطار الثابت لأي تعديل ممنهج في ملف خارجي معين. اما العامل الثالث فهو المتغيرات المفاجئة التي تفرض نفسها على سياق السياسة الخارجية الاميركية مبدلة الخطة المعدة سلفا كأحداث الحادي عشر من ايلول او جريمة اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الاسبق رفيق الحريري. والعامل الرابع والاخير يعتمد على القدرة التسويقية لدولة معينة او فريق معين في واشنطن ما يخلق "حالة" يصعب الالتفاف عليها او تخطيها برغم المتغيرات في الاحداث والادارات.

لقد بات من الممكن لأي محلل مدرك لتفاصيل السياسة الخارجية الاميركية تجاه لبنان وسوريا ان يرسم صورة عامة لهذه السياسة في انتظار تعيين بقية اعضاء فريق اوباما او اعلان الرئيس المنتخب لخطة واضحة تخص هذين الملفين. هذه الصورة مكونة من اربعة عناوين اساسية. العنوان الاول يقول ان الرئيس اوباما لن يعقد صفقة تعيد النفوذ السوري بشكل دراماتيكي الى الساحة السياسية اللبنانية. العنوان الثاني يقول ان اوباما سيحاول محاولة جدية وشاملة التفاوض المباشر مع النظامين السوري والايراني معتمدا بذلك على ابسط قوانين السياسة الخارجية اي نظرية الجزرة والعصا. العنوان الثالث يقول ان لبنان لن يرى حماسة كلامية متكررة تجاه انجازات وبطولات "ثورة الارز" كالتي عانى منها اللبنانيون مدة اربعة اعوام من ولاية بوش. العنوان الرابع هو انه سيكون للمتغيرات المحلية والاعتبارات الاقليمية حيز كبير جداً من صناعة السياسة الخارجية المبهمة حتى الآن للرئيس المنتخب باراك اوباما.

ولكن السؤال الاساس في ذهن الكثير من اللبنانيين اليوم هو التالي: هل يتوجب علينا الخوف من وصول اوباما الى سدة الرئاسة؟ هل انتهى عهد الدعم الاميركي الكامل لسياسة لبنان واستقلاله؟ هل اصاب الدكتور سمير جعجع حيث تحدث عن فوز مرشح الثامن من آذار في اكبر قوة في العالم؟

والاجابة عن هذه التساؤلات على الشكل التالي: ان اصابة الكثير من اللبنانيين بالهلع كانت لتكون مبررة لو افترضنا ان ادارة بوش كانت بالمعطيات العلمية مؤيدة وداعمة لقوى الاستقلال في لبنان. يقول السفير جوني عبدو انه في ايام ادارة الرئيس الياس سركيس في لبنان كان قد خصص غرفة كبيرة في مديرية المخابرات لملئها برسائل الدعم المعنوي المفرط الذي قدمته آنذاك ادارة الرئيس كارتر لسيادة واستقلال لبنان. والقول نفسه ينطبق على سلوك ادارة الرئيس بوش في الاعوام الاربعة الماضية. فالحقيقة المستغربة احيانا هي ان انتفاضة الاستقلال اعطت جورج بوش بوصفها الوهمي بأنها "انجازه الديموقراطي الابرز في الشرق الاوسط" اكثر بكثير مما اعطاه جورج بوش لانتفاضة الاستقلال بوصفها الداعم العالمي الاول لها. وكي لا نتهم بأننا لم ننتبه لعشرات الزيارات لديفيد ولش وكوندوليزا رايس ولم نستمع الى التصاريح النارية للسفير السابق جيفري فيلتمان. علينا الدخول مباشرة في لغة الارقام والوقائع، فقد تمنت الادارة السياسية لقوى الاستقلال على الادارة الاميركية تحقيق مطالب استراتيجية تخدم المسيرة الاستقلالية في لبنان والتخفيف من كثرة الدعم المعنوي الذي لا فائدة منه ولا جدوى، فلم تحصل قوى الاستقلال الا على مزيد من التصاريح والزيارات دون تحقيق اي من مطالبها الاستراتيجية حول:

- تحرير مزارع شبعا.

- فرض تعديل سلوك النظام السوري.

- فرض معادلة اقليمية تمنع استعمال "حزب الله" للسلاح.

- تسليح الجيش اللبناني بشكل سريع وممنهج وجدي.

- تأمين الغطاء الدولي لانتخاب الرئيس بأكثرية النصف زائدا واحدا.

هذه هي لائحة مختصرة جدا من المطالب اللبنانية غير المحققة. وللتاريخ حصته ايضا في تدوين حقائق خاصة بهذا النقاش. فالولايات المتحدة لم تلعب سوى دور صغير جدا في اخراج الجيش السوري من لبنان. كما ان مساهمتها كانت محدودة في فرض اقرار المحكمة الدولية في مجلس الامن. فتخطي الفيتو الروسي تحقق عبر مجهود ديبلوماسي ومالي للملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز شخصيا. ولا يخفى على احد كون الولايات المتحدة حليفاً غير ملتزم واكبر دليل على ذلك هو تسليم الملف اللبناني الى الفرنسيين بعد مؤتمر انابوليس وبذلك لم يعد على لائحة اولويات الادارة الاميركية.

فعلى ماذا يخاف اللبنانيون؟

ان ما يضمن استمرارية المسار الاستقلالي هو وحدة القوى الاستقلالية وتماسكها واندفاعها وحفاظها على اكثريتها في مجلس النواب. وفقط لأنه يصعب على الرئيس الاميركي المقبل ان يكون اقل فائدة من جورج بوش... لا تخافوا اوباما!

 

مطران قبرص الجديد يوسف سويف ترأس آخر قداس له في طرابلس

وطنية- طرابلس- 14/12/2008 (متفرقات) ترأس المطران يوسف سويف آخر قداس له في كنيسة مار مارون - طرابلس قبل أن يتسلم مهامه الجديدة كراعي أبرشية قبرص المارونية، بمشاركة راعي ابرشية طرابلس المطران جورج بو جوده، النائب العام البطريركي على جبة بشري المطران فرنسيس البيسري، راعي أبرشية طرابلس للروم الملكيين المطران جورج رياشي، وبمعاونة النائب العام على ابرشية طرابلس المونسنيور بطرس جبور، خادم رعية مار مارون المونسنيور موسى يوسف، الخوري جوزيف فرح والخوري يوسف المختفي، وفي حضور حشد من المؤمنين.

في بداية القداس ألقى المطران بو جوده كلمة شكر فيها للرب اختياره أحد ابناء الابرشية المارونية في طرابلس ليكون راعيا لابرشية قبرص المارونية خلفا للمطران بطرس الجميل، توجه الى المطران الجديد سويف بالقول: "لقد كرس وقته للخدمة والتضحيات بكل روح تفان ومحبة، واتخذ المبادرات العديدة والمتنوعة في الحقل الرعوي والرسولي، فانشا اللجان في الابرشية ورافقها وتحمل مسؤولية النيابة الاسقفية العامة اثناء مرض المثلث الرحمات المطران يوحنا فؤاد الحاج وبعد وفاته. ان ابرشيتنا هي ابرشية حية فيها العناصر المؤهلة لخدمة الكنيسة ليس فقط في اطارها الجغرافي المحدود، بل في اطار الكنيسة المارونية كلها وفي اطار الكنيسة الجامعة". وتمنى للمطران الجديد النجاح والتوفيق في مهامه الجديدة.

وبعد الانجيل ألقى المطران سويف عظة قال فيها: "أرفع وإياكم آيات الشكر والتسبيح للباري الذي دعاني بكلمته ورحمته الى هذه الخدمة الأسقفية من أجل المساهمة في بناء حضارة المحبة والسلام في العالم وفي حياة كل إنسان. "طوبى لفاعلي السلام فإنهم أبناء الله يدعون" (متى 5: 9) نعم يا أحبّائي، فنحن أبناءُ الإيمانِ والإيمان هو عطيةٌ من الربّ مجانية لكلّ إنسان، فطوبى لِمَن يحيا في الإيمان؛ والمؤمن الحقيقي يدخل الى عمق الإنسانية وجوهرها المحبة والسلام. يكبر الإيمان عندما يجيب الإنسان على نداء الربّ بوعيٍ والتزام ينميان في البشرية ثقافة المحبة والسلام. عالمنا اليوم يحتاج الى مؤمنين يعيشون المحبة ويصنعون السلام، عالمنا اليوم يحتاج الى مخلصين والى أصفياء يرفضون منطق التقوقع والإنغلاق والعصبيات ويبشّرون بالمصالحة والغفران والسلام. فنحن نصبح بحق أبناء الله إذا صنعنا السلام".

أضاف: "السلام هو الكلمة المتجسّد لأجل خلاصنا، وهي الكلمة الأولى التي تفوّه بها الربّ يسوع بعد قيامته من الموت، حيث دخل الى عليّة الخوف عند التلاميذ وألقى السلام فتحوّل الخوف الى شهادة. السلام يحوّل الإنسان والأوطان الى طاقة من حبّ ونموّ وإبداع. في فيحاء المدينة وفي طرابلس الأبرشية والرعايا وفي رعيّتي في مار مارون، حيث أقمْتُ خادماً، ألقي تحيّة السلام، سلام المسيح القائم، سلام الأخوّة في الإمان، سلام المحبة بين أبناء الله المخلصين. تحيّة محبّةٍ وخضوعٍ بنويّ الى قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر والى غبطة أبينا السيد البطريرك الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير الكليّ الطوبى أدامه الله مرجعاً روحيّاً ووطنيّاً يشهد مع كلّ المخلصين للحريّة والثوابت التي تحفظ لبنان وطن الرسالة. وتحيّة أخوّةٍ الى الإخوة السادة المطارنة آباء المجمع".

وتابع المطران سويف: "سلامٌ أوجّهه الى سيادة راعي الأبرشية المطران جورج بو جوده السامي الإحترام وأشكره على محبّته وآمَل يا سيّدنا أن نتواصل في التعاون من أجل خير الكنيسة والناس. سلامٌ الى أصحاب السيادة والى سماحة المفتي، والى قدس النائب العام والى الإخوة الكهنة والرهبان والراهبات والى رجال الدين والى مؤسسات الأبرشية ومدارسها ومجالسها ولجانها حيث التقينا في همّ الرسالة والإحياء الروحي والرعوي. أحيي بالسلام والمحبة هذه المدينة العريقة، مدينة العلم والعلماء. فالعلم نورٌ يقود الى السلام والجهل ظلمة يقود الى الموت. نعم ثقافة المدينة هي ثقافة السلام، أحيي أبناءها وفعالياتها الرسمية والروحية والمجتمعية بأكملها".

وقال: "معكم عشت أياماً حلوة واختبارات مميّزة مبنية على قاعدة العيش الواحد، والإحترام والتبادل الروحي والفكري والثقافي الذي جعل ويجعل من لبنان أنموذجاً للقاء الثقافات وتفاعلها من أجل بناء الإنسان، وفي هذا النهج أستحضر روح المطران يوحنا فؤاد الحاج رجل السلام واللقاء والمحبة والديناميكية. وأستحضر من كنيسة مار مارون أرواح المطارنة جبرايل طوبيا، كتلة من الصفاء والمحبة؛ أنطون جبير، رجل الرؤية والأبوّة؛ وأنطون عبد الذي ما زال محفوراً في ذاكرة المدينة بحضوره المميّز. ويا أبناء رعيّتي، سأشتاق إليكم، أنا أفخر بكم، جماعة مؤمنة في طرابلس تشهد للمحبة والإيمان والقِيَم الإنسانية والروحية. سأذكركم في صلاتي؛ تابعوا الرسالة في الرعية مع الأخوة الكهنة، ومعكم أحيي كل الكهنة الذين عاونوني في الخدمة منذ عشر سنوات حتى اليوم. وأستحضر روح المونسنيور ميشال واكيم والمونسنيور أنطون دهمان وكل الذين تعبوا في كرم الرب وخدمة الكنيسة والمجتمع".

وختم المطران سويف: "في هذا اليوم أتضامن بالصلاة والمحبة مع المحزونين والمرضى والمتألمين. أصلي لأجل لبنان حتى يزدهر ويتطور على أسس المحبة والعدالة والعيش الكريم وعلى أسس القيم الروحية والإنسانية والحرية والثوابت الوطنية الراسخة. أشكر كلّ الذين حضّروا الإحتفال الأب يوسف المختفي واللجنة المنظِّمة والجمعيّات وفِرَق الرعيّة ولِجانها والكشافة وأخويّات الشبيبة والطلائع والفرسان وخدم المذبح والجوقة والوقف وأمينة سرّ الرعيّة المحرِّكة الصامتة والفعّالة. أتمنّى للكهنة الجدد المونسنيور موسى يوسف والخوري جوزيف فرح كلّ التوفيق والنجاح فهذه الرعية هي قيمة روحية وفكرية وإنسانية ومعلمٌ مميّز من معالم المدينة فأتمنّى أن تتعاونوا معاً لمتابعة الرسالة والشهادة. وأطلب من الربّ بشفاعة العذراء مريم ومار مارون أن يباركنا جميعنا ويمنحنا السلام الداخلي والسلام الذي يدخلنا في أفراح القيامة".

 

وهاب:ادانة النائب جنبلاط لحادثة كفرحيم خطوة ايجابية سنقابلها بالمثل

نحمي الدروز في التحالف مع سوريا والمقاومة اكثر مما نخدم سوريا والمقاومة

وطنية-14/12/2008(سياسة) اعتبر رئيس تيار "التوحيد اللبناني" الوزير السابق وئام وهاب خلال اجتماع لقيادة هيئة العمل التوحيدي، في حضور رئيسها الشيخ صالح ضو ونائب رئيس التيار سليمان الصايغ، ان ما عبر عنه رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط في مؤتمره الصحافي بالامس، من استنكار وادانة للحادثة التي حصلت في كفرحيم ورفع الغطاء عن المعتدين والمتورطين، "خطوة ايجابية سنقابلها بايجابية ايضا"، مؤكدا حرصه على الجبل وابنائه على اختلاف طوائفهم وانتماءاتهم، ومشددا على "ضرورة اطلاق يد القوى الامنية فيه لحفظ امنه وسلامة مواطنيه".

و لفت وهاب الى ان "رفع الاستاذ وليد جنبلاط الغطاء عن الذين قاموا باعتداء كفرحيم امر ايجابي، ونحن حريصون على الجبل وعلى امن ابنائه مسلمين ومسيحيين، وهذا ما يجب ان يدفعنا لاطلاق يد الاجهزة الامنية لحفظ الامن. اما الشق المتعلق بأمن وليد جنبلاط، فنحن نعتبر انفسنا معنيين به ويهمنا كما يهمه".

أضاف:"حرية العمل السياسي هي امر اساسي، ويجب ان نقتنع بضرورة قبول الآخر. وهذا الكلام موجه لنا ولغيرنا" موضحا اننا "فوضنا مرجعا امنيا يتولى تنسيق العلاقة بيننا وبين الحزب الاشتراكي، وستبقى محصورة بهذا المرجع، وليس هناك مشكلة بلجنة مشتركة تتولى حل المشاكل الامنية التي تحصل على الارض، لقد وقع الكثير من الاشكالات في الفترة الاخيرة، في العبادية وقرنايل والمناصف وقرى عدة في الجرد. ونحن نحصر هذه العلاقة بالمرجع الامني الذي فوضناه، وقد فوضه ايضا الاستاذ وليد جنبلاط لمعالجة هذه الامور قبل ان تتطور وتستفحل".

أضاف:"ربما اطلقت عبارات قاسية بعد الحادثة، نعم. ولكن كان لدي اربعة اولاد في المنزل الذي تعرض للرصاص، بالاضافة الى حوالى الثلاثين طفلا من اقاربي هم بمثابة اولادي ايضا، ماذا يريدونني ان اقول وانا اسمع طفلة عمرها اربع سنوات تقول لي "انا لا اريد ان اموت" تحت وقع الرصاص الذي شهد عليه الجيش، بأنه كان كثيفا وعشوائيا، ومطلقوه ليس لديهم لا رحمة ولا شفقة؟".

وأشار الى ان "الخلاف السياسي لا يزال قائما حول النظرة الى العلاقة مع سوريا وموقفنا من المقاومة، ونحن متمسكون بموقفنا من المقاومة ومن تحالفنا مع سوريا. ولكن هذا لا يعني بأن المتاريس يجب ان تنتقل الى القرى والشوارع، فالخلاف سياسي، اذا ربح المشروع الذي راهنت عليه، فليكن، لا مشكلة عندنا، واذا ربح مشروعنا فحتما لن نتصرف بمنطق الصراع، وسنكون اكثر تساهلا مع كل الخصوم".

وأكد وهاب اننا "نحن الدروز لنا مصلحة ان تكون علاقتنا بسوريا وحزب الله والمقاومة جيدة جدا، وضمن امكانياتنا سنسعى لتحسين هذه العلاقة ونرى اننا نحمي الدروز في التحالف مع سوريا والمقاومة اكثر مما نخدم سوريا والمقاومة.ولكن ليس للدروز مصلحة بأن يدخلوا في مغامرات امريكية كالمغامرة التي حصلت في بداية عهد الرئيس جورج بوش. هذا الامر بحاجة للنقاش ونحن مستعدون لذلك، ويجب اشراك مراجع اخرى ايضا في النقاش".

أضاف:"الاستاذ وليد جنبلاط يدرك تماما الدور الذي لعبته ما قبل العام 2004 ويعرف ما تحمله معي بعض المسؤولين السوريين الذين كانوا يتابعون الملف اللبناني، لترتيب علاقته مع سوريا وتحسينها وتطويرها قبل العام 2004، ولكن اتى اغتيال الرئيس رفيق الحريري وحصل التباعد الكبير. ولكن لم اشعر يوما ان سوريا تضمر عداء لوليد جنبلاط"، لافتا الى ان "العلاقة مع سوريا ليست علاقتك انت كشخص يا استاذ وليد جنبلاط، انما هي علاقتك كقيادي، وكأحد القيادات الدرزية البارزة التي تمثل جزءا كبيرا من شريحة درزية لها مصالحها وحساباتها. ويجب ان ننظر الى هذه العلاقة من هذه الزاوية وليس من مسألة العلاقة الشخصية او الثأر الشخصي او الموقف الشخصي".

أضاف:"المسألة بأكملها، انك راهنت على مشروع معين، وهذا حق لك، وهذا المشروع انتهى. ولكن هل اذا انتهى المشروع تنتحر معه؟ جورج بوش ذهب الى الانتحار السياسي، وحتى الحزب الجمهوري في اميركا اليوم يشتم جورج بوش وسياسته" متسائلا:" ما هو المطلوب؟ الذهاب مع مشروع جورج بوش؟ لا ، فالخيارات واسعة، ونحن مستعدون للمساعدة لفتح هذه الخيارات اكان مع المقاومة او مع سوريا. ولكن اعود واكرر الموقف الشخصي شيء وموقف الشخص الذي يكون مؤتمنا على شريحة معينة يجب ان يكون شيئا آخر".

وختم وهاب:"أن المعنيين بحادث كفرحيم من آل ابو ضرغم قد فوضوه بمتابعة الامر، وابلغوا لجنة المشايخ التي اتصلت بهم بأن القرار عنده، ولن نسفه المشايخ وسيكون هناك اتصالات بين المشايخ المكلفين وبين المشايخ الآخرين من هيئة العمل التوحيدي لمعالجة هذا الامر. ونحن ليس لدينا اي مشكلة او ثأر شخصي مع احد. يكفي ان يتم رفع الغطاء السياسي عن كل الناس لكي لا يتجرأ احد على اعادة الكرة مرة اخرى. فالحمد لله مضت الحادثة هذه المرة على خير. ونتمنى الا تتكرر مرة ثانية".