المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 16 كانون الأول/2008

 

إنجيل القدّيس يوحنّا .10-1:7

وجَعَلَ يسوعُ يَسيرُ بَعدَ ذلكَ في الجَليل، ولَم يَشَأْ أَن يَسيرَ في اليَهودِيَّة، لأَنَّ اليَهودَ كانوا يُريدونَ قَتلَه. وكانَ عيدُ الأَكْواخِ عِندَ اليَهود قَريبًا. فقالَ لهُ إِخوَتُه: «اِذهَبْ مِن ههُنا وامضِ إِلى اليَهودِيَّة، حتَّى يَرى تَلاميذُكَ أَيضًا ما تَعمَلُ مِنَ الأَعْمال، فما مِن أَحَدٍ يَعمَلُ في الخُفيَة إذا أَرادَ أَن يُعرَف. وما دُمتَ تَعمَلُ هذهِ الأَعمال، فأَظهِرْ نَفْسَكَ لِلعَالَم». ذلك بِأَنَّ إِخوَتَه أَنفُسَهم لم يَكونوا يُؤمِنونَ بِه. فقالَ لَهم يَسوع: «لم يَأتِ وَقْتي بَعْد، وأَمَّا وَقْتُكم فهوَ مُؤاتٍ لَكم أَبَدًا. لا يَستَطيعُ العالَمُ أَن يُبغِضَكم، وأَمَّا أَنا فيُبغِضُني لأَنِّي أَشهَدُ علَيه بِأَنَّ أَعمالَهُ سَيَّئَة. إِصعَدوا أَنتُم إِلى العيد، فأَنا لا أَصعَدُ إِلى هذا العيد، لِأَنَّ وَقْتي لم يَحِنْ بَعْد». قالَ هذا ولَبِثَ في الجَليل.

ولَمَّا صَعِدَ إِخوَتُه إِلى العيد، صَعِدَ هو أَيضًا خُفيَةً لا عَلانِيَةً.

 

القدّيس أوغسطينُس (354-430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة

المقالة 28/"فَما مِن أَحَدٍ يَعمَلُ في الخِفيَة إذا أرادَ أن يُعرَف"

لم تكنْ أعمال المسيح مَخفيّة عن تلاميذه، لكنّها بقيَتْ مُستَترة بالنسبة إلى إخوتِه. لذا، اسمَعوا أقوالهم: "حتّى يَرى تَلاميذُكَ أَيضًا ما تَعمَلُ مِنَ الأعمال". إنّه كلام الحكمة من قبل البشر للكلمة الذي صار بشرًا؛ ثمّ أضافوا قائلين: "فما مِن أحَدٍ يَعمَلُ في الخِفيَة إذا أَرادَ أَن يُعرَف". أي إن كنتَ تَقتَرفُ المعجزات، يجب أن تفعلَ ذلكَ أمام الناس لتحصلَ على مديحهم. من خلال توجيه هذا الكلام له، بدا وكأنّهم كانوا يبحثون عن مصالح مجده؛ لكن بما أنّهم كانوا يبحثون عن مجد بشريّ، فهم لم يؤمنوا به: "ذلك بأنَّ إخوَتَه أَنفُسَهم لم يَكونوا يُؤمِنونَ بِه". كانوا على علاقة بيسوع المسيح من خلال رباط الدم، لكنّ هذه القرابة كانت بمثابة حاجز طوعي منعهم من الإيمان به. لقد نصحوه بالبحث عن المجد، بتأثير من الدوافع الأرضيّة والبشريّة، كونهم لم يتحمّلوا فكرة بقاء المخلِّص في الظلمة والنسيان. لكن على عكس ذلك، أرادَ يسوع أن يشقّ الطريق المؤدّي إلى المجد من خلال التواضع: "فقالَ لَهم يَسوع: لم يَأتِ وَقْتي بَعْد (أي وقت مجدي حيث سآتي لأُدينَ العالم)، وأمّا وَقتُكم أي وقت مجد العالم) فهوَ مُؤاتٍ لَكم أبدًا". بما أنّنا جسد يسوع المسيح، حين يُهينُنا مؤيّدو هذا العالم، يجب أن نجيبَهم بهذا الكلام: "وقتُكم مؤاتٍ لكم أبدًا، لكنّ وقتَنا لم يأتِ بعد"؛ موطنُنا هو على المرتفعات، والطريق المؤدّي إليه متواضع جدًّا: مَن يرفضُ سلوك هذا الطريق، عبثًا يبحثُ عن الموطن.

قالوا أيضًا: وقتي، أي وقت مجدي الذي لم يأتِ بعد، سيكون يوم عيدي الحقيقي، ليس عيدًا عابرًا ومرحليًّا كأعياد هذه الأرض، بل عيدًا سيدوم إلى الأبد؛ سيكون العيد والسعادة بدون نهاية، والأبديّة بدون عمل، والصفاء بدون غيوم.

 

لجنة التحقيق الدولية باشرت الإنتقال الى لاهاي مصادر لـ"المركزية" :

توصلت الى أدلة حاسمة وقاطعة وأسماء المتورطين ستحدث صدمة لدى الرأي العام اللبناني والعربي

المركزية _ بينما باشرت لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري عملية الانتقال الى مقر المحكمة الدولية في لاهاي تباعا وعلى دفعات، تترقب الأوساط اللبنانية نتائج جلسة مجلس الأمن غداً واللقاءات المفترضة بين رئيس اللجنة دانيال بيلمار وعدد من مندوبي الدول الاعضاء إضافة الى المؤتمر الصحافي الذي سيعقده المحقق الدولي ظهر غد الثلثاء. وفي هذا الإطار كشفت مصادر مواكبة لعمل لجنة التحقيق الدولية في الجريمة لـ"المركزية" أن هذه اللجنة التي عملت باحتراف عال وتقنيات متطورة واستعانت بمحققين وخبراء في علم الجريمة توصلت الى أدلة حاسمة وقاطعة، وبالتالي فإن المهلة الجديدة التي طلبها رئيس اللجنة القاضي الكندي دانيال بلمار والتي تمتد الى الثامن والعشرين من شباط المقبل ما هي الا مهلة لتمكين اللجنة الدولية من نقل الملفات والوثائق والمستندات والمضبوطات التي بحوزتها من مقرها في بيروت، الى مقر المحكمة في لاهاي، وتتيح للمدعي العام الدولي (بيلمار الذي يعين قريبا في هذا المنصب) اعداد الخطة والآلية التي تساعده وفريق عمله على نقل الموقوفين والشهود سواء كانوا في لبنان أو أي بلد آخر الى هولندا، وانجاز برنامج حماية الشهود، وتأمين وصول القضاة الدوليين واللبنانيين الى مقر المحكمة، ما يتيح لهذه الأخيرة عقد أولى جلساتها مطلع شهر آذار المقبل لتوضع اوراق ملف اغتيال الحريري والأدلة التي سيقدمها المدعي العام قيد المناقشة والتدقيق. وأشارت المصادر الى ان هذه الاجراءات والخطوات بالغة الدقة والخطورة، لأن المعطيات والمعلومات المتوافرة عن نتائج عمل اللجنة، تؤشر الى ان ثمة اسماء لمتورطين من شأن الاعلان عنها ان يحدث صدمة كبيرة لدى الرأي العام اللبناني وحتى العربي. وكان صدر التقرير الأخير عن لجنة التحقيق وتضمّنت الفقرة 48 منه الآتي: "إذ يتواصل التحقيق، تمضي اللجنة في إطلاع السلطات اللبنانية المختصة على مضمون كل ما تحصل عليه من معلومات مهمة. وتدرك اللجنة أن مسألة احتجاز أفراد في لبنان أو إطلاق سراحهم تقع ضمن دائرة اختصاص السلطات اللبنانية دون سواها. وفي هذا الصدد، استمرت في تزويد الجهات القضائية المعنية في هذا الشان بكل ما تحتاج إليه من معلومات لاتخاذ قرار مستقل بشأن مسائل الاحتجاز من دون الرجوع اليها. وقد أكدت الناطقة باسم اللجنة راضية عاشوري ان القاضي بيلمار كان واضحاً في الإشارة الى أن الأمرفي ما خص قضية الموقوفين من مسؤولية القضاء اللبناني. وأكدت ان اللجنة قدمت كل ما لديها من معلومات الى الجهات اللبنانية المسؤولة حصراً عن هذا الأمر، في القضاء اللبناني العودة لاتخاذ القرار بشأن استمرار التوقيف أو إخلاء السبيل.

مصادر ديبلوماسية من دمشق لـ "أكي" الايطالية: ساركوزي يزور الـ"يونيفيل" ويلتقي سليمان فقط

المركزية - أوضحت مصادر دبلوماسية فرنسية في دمشق أن الهدف الرئيسي من زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى بيروت في 6 كانون الثاني المقبل زيارة القوات الفرنسية العاملة في "يونيفيل" في جنوب لبنان بمناسبة العام الجديدة. وكشفت المصادر رفيعة المستوى لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن برنامج زيارة ساركوزي للبنان يتضمن حتى الآن اجتماعه بنظيره اللبناني العماد ميشال سليمان فقط، ولا يشمل أي لقاء مع أي مسؤول لبناني آخر. وسيبحث ساركوزي مع نظيره سليمان تطور العلاقات اللبنانية - السورية في ضوء الاتفاق الذي توصل إليه مع الرئيس السوري بشار الأسد خلال زيارة الأول لدمشق في أيلول الماضي، وخصوصا لجهة إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين والدفع باتجاه عودة العلاقات بين دمشق وبيروت إلى مسارها "الصحيح والطبيعي"، على حد وصفه. كما سيبحث الرئيس الفرنسي في التحضيرات لزيارة سليمان لباريس منتصف آذار المقبل والتي تأتي في إطار تعزيز التعاون بين البلدين. وأوضحت المصادر أن ساركوزي لن يقوم بزيارة سورية لـ"انعدام الدوافع"، وأشارت إلى أن زيارة من هذا النوع تحتاج لتحضيرات ليست قليلة. وكانت معلومات صحفية أشارت إلى نية الرئيس ساركوزي زيارة دمشق منتصف الشهر المقبل لإجراء محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد حول الأوضاع في المنطقة في ضوء تسلم الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما مقاليد السلطة.

 

الحق الانساني" و "عائلات المعتقلين" في كتاب مفتوح:

الاتحاد الاوروبي يتجاوز التوصيات المعنية بحقوق الانسان

وجهت "مؤسسة الحق الانساني" و "لجنة عائلات المعتقلين في السجون السورية" كتاباً مفتوحاً الى سفير الاتحاد الاوروبي في لبنان باتريك لوران طالبته فيه بتقديم توضيح عن "سبب تجاوز الاتحاد الاوروبي للقرار التوصية الصادر عن البرلمان الاوروبي في 4 تموز 1998  الذي ادرج قضية المعتقلين في سوريا في صلب اي اتفاق شراكة بين سوريا والاتحاد"، واعتبر البيان ان تجاوز هذه التوصية يعد اخلالاً بالتعهدات التي قطعها الاتحاد الاوروبي على نفسه لجهة احترام قضايا حقوق الانسان في منطقة حوض البحر المتوسط. ومما جاء في الرسالة:

تلفت "مؤسسة حقوق الانسان والحق الانساني" و "لجنة عائلات المعتقلين في السجون السورية" نظركم الى مسألة تثير قلقنا البالغ وتتصل بالتزام الاتحاد الاوروبي عنوان احترام حقوق الانسان في الشرق الاوسط ولبنان وتحديداً قضية المعتقلين في السجون السورية. وذلك بعد المعلومات المتداولة عبر وسائل الاعلام عن عزم الاتحاد الاوروبي التوقيع على وبالاحرف الاولى على اتفاقية الشراكة مع الجمهورية العربية السورية دون الاخذ في الاعتبار التعهدات التي قطعها الاتحاد ومؤسساته على هذا الصعيد. لقد طالب البرلمان الاوروبي في 4 اذار 1998  وفي بيان رسمي صادر عنه "حكومات الدول الاعضاء في الاتحاد بإدراج قضية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية في مفاوضات اتفاق الشراكة الاوروبية – المتوسطية مع الحكومة السورية. وجاء في التوصية الصادرة عن البرلمان الاوروبي: "استناداً الى القرارات السابقة الصادرة عن سوريا وتقارير منظمات حقوق الانسان العالمية عن اعتقال اكثر من 100 لبناني في شكل تعسفي وجائر بواسطة القوات السورية في لبنان واحتجازهم في لاسجون السورية من دون توجيه اي اتهامات اليهم وعدم اطلاع عائلاتهم على اي معلومات حولهم. ولما كانت المفاوضات لا تزال مستمرة بين الاتحاد الاوروبي وسوريا حول اتفاق الشراكة الاوروبية – المتوسطية فإن البرلمان الاوروبي يوصي بالآتي:

اولاً:يرحب بالافراج عن 121 معتقلاً اخيراً (احدى الدفعات التي افرج عنها). ثانياً: يعرب البرلمان عن قلقه العميق على مصير اللبنانيين الذين لا يزالون قيد الاعتقال في سوريا ويتجاوز عددهم استناداً الى تقارير المنظمات الدولية 200 واكثر. ثالثاً: يدعو البرلمان الاوروبي الحكومة السورية الى تقديم لائحة كاملة بأسماء المواطنين اللبنانيين المعتقلين لديها، واطلاق الابرياء منهم واحالة الاخرين على القضاء. رابعاً: يوصي البرلمان الاوروبي حكومات الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي بإدراج قضية المعتقلين اللبنانيين في اتفاق الشراكة الاوروبية – المتوسطية مع الحكومة السورية, ويطلب البرلمان من رئيسه ان يرفع هذه التوصية الى الحكومتين السورية واللبنانية".

وطالب البيان الاتحاد الاوروبي ممثلاً بسفيره في لبنان بتقديم ايضاح الى الرأي العام اللبناني ومؤسسات حقوق الانسان المعنية عن سبب هذا التراجع في مواقف الاتحاد الاوروبي، علماً ان قضية المعتقلين في سوريا لم تجد حلاً لها استناداً الى مقررات البرلمان الاوروبي والتزامه العلني لاصادر في 4 اذار 1998.

 

ذخائر مارعون

بقلم: الياس الزغبي

الحاج العائد من سوريا بدأ يطوف على أبواب المرجعيات السياسية والروحية ، من بعبدا الى مار نقولا ... الى بكركي ، لالتماس غطاء تعرّى منه قبل حجّه ، ولاستجداء براءة ذمة سفحها على قدمي " قاتل الأنبياء وراجم المرسلين اليه " . واذا كان الأصيل استنكف عن استقباله في باب توما فان السعي نحو الوكيل الجليل في بيروت ، تحت جنح الظلام ، لن يستر عريه ويقيه صقيع غربته . واذا كان مار مارون قد غرق في صمته الدهري وحزنه البليغ حين عرف حقيقة دوافع الوافدين اليه ، فان خليفة مار يوحنا مارون على كرسي أنطاكية وسائر المشرق أطلق كلمة الحق وصرخة الغضب المقدّس كي يعيد الخراف الضالة ( الخراف ؟ ) الى بيت الجماعة وحظيرة الامة .

ولكن المسيحيين مصدومون أمام خمسة نماذج مخجلة طارئة عليهم اقتحمت ماضيهم وحاضرهم وثقافتهم ، وتندى لها جباههم ، ويخشون منها على مستقبلهم :

زعيم سياسي يحشر اسمه في لائحة القدّيسين من بولس الى مارون الى يوحنا بولس الثاني ، وربما لاحقا ، وبعد التواضع من مستوى الكون والعالم والشرق الى مستوى لبنان ، مع شربل ورفقا والحرديني والكبوشي ...

وزير سابق يضرب بسيف سيده أعناق المسيحيين ، ويجلد بني قومه بسوط " المسيحية المشرقية " لمنحهم " شرف " توظيف الكنيسة في خدمة السلطان ، واكتسابهم " نعمة " الحماية والأمان على أرواحهم وأموالهم .

نائب " متمورن " حديثا جاءته الدعوة الطوباوية متأخرة ، تولّى توزيع الهدايا الحمصية مباشرة على الهواء بتقوى وخشوع ، مغلّفات تحتوي على " ذخائر مارعون " كاد موزّعها يرشح زيتا .

صحافي سخّر " عقيدته " المسيحية في خدمة الطوطم ، بوجهه اللبناني وقفاه السوري ، وارتقى الى " رتبة " مروّج تقارير مخابرات ، في حالة اسخريوطية " مودرن " تهزأ من تواضع الثلاثين من الفضة .

استاذ جامعي – ابتدائي يتخبّط في خطاب وعظي انشائي ، سار وراء معلّمه في شوارع دمشق على خطى مار بولس" مع الجموع بخشوع وذرف الدموع " ... وكم أنتم مساكين يا طلاّب الكلية – الخلية !

انها نماذج من يومياتنا السياسية والاجتماعية والثقافية المتهالكة التي تصفع العقل والوجدان ، ولا نصدّق أن المسيحية باتت قاحلة ماحلة فلم تعد تلد الكبار ، بل هي عوارض عابرة تصيب الأجسام السليمة ، وسرعان ما يزول العرض ويبقى الجوهر .

وفي ما يعبّر بصدق عن التعاظم والعملقة المزيّفة في النموذج الاول طرفة بليغة من تاريخنا الحديث : في أواخر الأربعينات من القرن الفائت دعي رئيس الجمهورية الشيخ بشارة الخوري الى تدشين دير الصليب ، وقرّرت الرهبنة استقباله استقبالا حاشدا ووضعت بعض مرضى الدير في عداد المستقبلين . ولما وصل موكبه تقدّم أحد المرضى بسرعة وسأل الرئيس : من أنت ؟! فأجابه الشيخ بشارة : انا رئيس الجمهورية . فضحك المريض وصاح متفاخرا : أدخل ، أدخل...أنا دخلت قبلك الى هنا ، نابليون !!

وسلام على من عرف حدّه فوقف عنده .

 

كبّة حلبية

ريمون جبارة

يوم الاحد الماضي كانت الذكرى السنوية الاولى لاستشهاد البطل فرنسوا الحاج. حارب هذا البطل بعقيدته وبجسده فما اختبأ تحت الارض كما فعل غيره ولا يزال يفعل. في وطننا الشقيق وحدهم الابطال يموتون. مات كل ابطال الاستقلال الثاني لأنهم ليسوا وطاويط ليل. ذاك الاحد تفرجت على ذكرى البطل على شاشة التلفزيون وبكيت لا على الشهيد فالشهداء تبدأ حياتهم لحظة مماتهم، بل بكيت على لبنان الذي فرّغوه من ابطاله لتبقى "الساحة" للزعبرجية يسرحون ويمرحون. أصحاب العقول الصغيرة منهم يظنون انفسهم ابطالاً، مكتفين بتصديق انفسهم.

في ذاك الاحد نفسه، كانت مأدبة اخوية في حلب اجتمعت حولها عائلتان تمثّلان الاخوّة الصادقة غير القابلة للزغل، وكان افراد العائلتين يتبادلون انخاب تلك الاخوّة بين كدشة وأخرى من أقراص الكبّة المشهورة بها حلب، ويتبادلون من حين الى آخر ابتسامات الأخوّة (واحد منهم كان يضحك على الآخرين)، وقد جمعت المناسبة الاولاد والزوجات والصهورات (من تبقّى منهم). ويقول المثل: "طعمي الفم تستحي العين"، لذلك استحى مَن من عاداته الاّ يستحي. وقد استحى بالسؤال عن المفقودين لدى ربّ المائدة (بسيطة، المشوار الجايي). من غرائب الامور، ان مرويات ذاك الاحد حملت خبراً من العدو يقول ان سلطاته ستفرج عن 250 اسيراً فلسطينياً، وليس غريباً ان يكذب العدو علينا. ولأن الاطفال لا يكذبون فقد عرض التلفزيون (احدى المحطات العربية) صوراً لأطفال جائعين وخائفين يروون كيف أحرق أهلهم كتبهم المدرسية لحاجتهم الى التدفئة بعدما ضيقت السلطات العدوة الخناق عليهم. فالشعب المحتل فلسطين، كل نفر فيه جندي مدرّب على الاختباء من صاروخ ينفجر فيؤذي الحجر أكثر مما يؤذي البشر، والعدو مبسوط جداً (شو بدّو افضل من هيك حجة لقتل الاطفال والابرياء الفلسطينيين؟).

زمن الابطال في فلسطين ولّى، فلقد استشهد عرفات وابطال زمانه تاركين الساحة للبهورجية الذين يشبهون "تبعولنا" ويبقى شعار الأمة الأبية (الحكومات البهورجية): موتوا ولا تخافوا فنحن معكم ومع قضيتكم. كأن القضايا هي أهم من لقمة الخبز وحبة الدواء للجائعين والمرضى. وكما عندنا كذلك عندهم، فالمخلصون من السياسيين الفلسطينيين متهمون بأنهم عملاء للغرب. كثر ينسون ان ابا عمار لم يكن عميلاً ولا جورج حبش وكل الذي استشهدوا فداء فلسطين. الذين يتهمونهم يختبئون كالذين هم عندنا. فلا يطال غدر العدو الاسرائيلي سوى الاطفال والناس العزل الابرياء.

في الختام أشفق عليكم أنتم الاتقياء في هذه الأمة والذين تعيشون جحيماً لا تحتمل بعدما اجتاحت كوليرا النفاق شعوب المنطقة من الخليج الى المحيط... وأبعد شويّ.

والله وليّ التوفيق.

 

الأمانة العامة لـ14 آذار توضح ما نشرته "السياسة" الكويتية

المستقبل - الثلاثاء 16 كانون الأول 2008 - أوضحت الامانة العامة لقوى 14 آذار ان ما نشرته جريدة "السياسة" الكويتية في عددها الصادر امس، عن كلام منسوب الى الامين العام لـ"لجنة متابعة تطبيق القرار 1559" في واشنطن طوم حرب ومفاده "ان معظم قادة 14 آذار يرون وجوب تطبيق القرار 1559 باي ثمن وباسرع وقت، والا فمن الضروري جدا التمديد للمجلس النيابي الراهن فترة سنة او سنتين حتى يكون هذا الهدف تحقق بشكل من الاشكال"، بانه"غير صحيح جملة وتفصيلا".وجددت تاكيد حرصها على "اجراء الانتخابات النيابية المقبلة في مواعدها الدستورية، وفقا للقوانين المرعية الاجراء". ودعت الدولة اللبنانية الى "تشجيع جميع الهيئات الدولية و المحلية المعنية بديموقراطية الانتخابات و شفافيتها على المشاركة في مراقبتها".

 

لأنه رفض قراءة "الاعترافات المفبركة" غزالي قتل العبسي بأمر مباشر من الأسد

 "السياسة" - خاص:

كشفت مصادر شديدة الخصوصية لـ "السياسة", امس, ان رئيس فرع مخابرات ريف دمشق اللواء رستم غزالي, وبأمر مباشر من الرئيس بشار الأسد, قام شخصياً بتصفية زعيم "فتح الاسلام" شاكر العبسي, بعد ان رفض الظهور على شاشة التلفزيون السوري, للمشاركة في حملة الاتهامات ضد "تيار المستقبل" اللبناني وزعيمه سعد الحريري, بأنهم يدعمون هذا التنظيم ويقفون وراء عملياته في لبنان وسورية.

وأكدت المصادر ان العبسي رفض الظهور تلفزيونياً, وقراءة الاعترافات التي قامت بتأليفها المخابرات السورية, رغم الإغراءات, والتهديدات بالمس بعائلته, بل وحتى بعد اعتقال اخيه أحمد البالغ من العمر 47 عاما, والذي يملك متجرا لتصليح الادوات الكهربائية وابنه هيثم البالغ من العمر 29 عاما, في حين هربت زوجة العبسي إلى الأردن وتقيم حالياً في مخيم الوحدات.

وكشفت المصادر ان "قرار تصفية العبسي جاء مباشرة من الرئيس الأسد, الذي نظر الى الموضوع على انه سوف يضيف نقاطا ايجابية الى رصيده لدى الغرب في موضوع مكافحة الارهاب من جهة, وانتقاما من العبسي لعدم تعاونه مع المسرحية السورية من جهة اخرى, ورسالة الى عناصر "القاعدة" الاخرين في سورية, حول المصير الذي ينتظرهم في حال لم يتعاونوا مع الاجهزة الامنية السورية وينصاعوا لجميع تعليماتها".

واوضحت ان "غزالي تولى تصفية العبسي شخصيا عبر اطلاق النار على رأسه في الشقة التي كان يقيم بها الأخير في مخيم اليرموك, لأن غزالي اعتبر امتناع العبسي عن التعاون, إهانة شخصية له ومساً بمكانته, بعد الجهود الكبيرة التي بذلها من اجل تأمين خروج العبسي بأمان من لبنان".

ولفتت المصادر الى ان العبسي وصل في بداية شهر مارس الماضي الى سورية, وأقام في شقة تابعة للمخابرات العسكرية في مخيم اليرموك بالقرب من دمشق تحت حماية افراد من المخابرات العسكرية, مشيرة الى ان دخوله آنذاك, تم بإشراف غزالي بعد موافقة رئيس جهاز المخابرات العسكرية اللواء آصف شوكت.

 

من تعديل الطائف إلى تجاوز الدوحة و"هيئة الإشراف" حقل للتجارب 

أديب طالب()

المستقبل - الثلاثاء 16 كانون الأول 2008 - تصاعدت في الآونة الأخيرة الدعوات الى إحداث تغيير في اتفاق الطائف تبعاً لأهواء جهات سياسية معظمها في فريق واحد يعمل على طرح قضايا من هذا النوع من شأنها أن تؤثر بشكل أو بآخر على الانتخابات النيابية القادمة، الأمر الذي عكس خفة في التعاطي بالقضايا ذات الطابع الخلافي، خصوصاً في مرحلة تتسم بتسخير كل شيء للمصلحة الانتخابية وذلك بمعزل عن مضامين الدعوات للتغيير في الدستور التي تتفاوت من ضرورة إحداث تعديلات على مهام رئاسة الجمهورية، الى مسألة المضي في إلغاء الطائفية السياسية، وصولاً الى مطالبة البعض بتطبيق بعض جوانب اتفاق الطائف التي لم تطبق بعد ومن ثم نرى...

أوساط سياسية متابعة رصدت هوية بعض المطالبين بتعديل اتفاق الطائف، فرأت أن معظمهم من فريق الثامن من آذار الذي لم يعلن أنه وضع قواعد مشتركة للعمل السياسي في المرحلة التي تفصلنا عن الانتخابات النيابية حتى يظهر الوضع وكأن اللغة الواحدة هي نتيجة تنسيق ما بين أطراف هذا الفريق وليس ايحاءً من مصادر داعميه العرب والإقليميين بهدف تطوير النظام السياسي مثلاً أو بهدف إحداث بلبلة تشعر خلالها بعض الطوائف والمذاهب بأنها مهددة إذا ما جرى تعديل في الطائف أو الدستور. وتشير الأوساط الى دقة الأوركسترا في فريق الثامن من آذار حيث تتعمد بعض الجهات فيه الى اختلاق الفرص للتعبير بمناسبة وبغير مناسبة عن موقفها المؤيد لتعديل اتفاق الطائف، منها من يجاهر ويطالب به، ومنها من يقاربه بخجل، لكن الجميع يبدو أنهم تلقوا توجيهاً معيناً يبحث عن كيفية وتوقيت رفع الصوت بشأنه.

وتقول إن فريق الثامن من آذار لم ينتظر ردود الفعل على دعواته، أو وضع المطالبة بالتعديل في سياقها الدستوري، إنما بدأ يبادر عملياً بالتعاطي مع الدستور وكأنه مشروع وضع على نار التغيير ويمكن تناوله ومباشرة العمل خارج إطار نصوصه. والتجربة التي رافقت تشكيل هيئة الإشراف على الانتخابات عكست نظرة فريق الثلث المعطل الى بعض جوانب دستور الطائف وكأنه قيد التعديل وفي بعض الأوقات كأنه لم يكن.

وتعطي الأوساط وقائع محددة تعكس تعاطي فريق الثامن من آذار مع هذا الموضوع حيث رأت أن الطائف وبالتالي الدستور أعطى للوزير حقاً حصرياً في التعاطي مع شؤون وزارته واتخاذ القرارات المناسبة باعتباره سيداً في وزارته ينسق مع رئيس الحكومة ويتحمل مسؤولياته أمام مجلس الوزراء، فوزير الداخلية واستناداً الى الدستور قدم اقتراحاً مدروساً بشأن هيئة الإشراف على الانتخابات فجرى التدخل في الموضوع في ما يتجاوز دور وتوجه واقتراح الوزير، وهذا مخالف للنصوص الدستورية، وقدمها فريق الثامن من آذار وقبلت بها الأكثرية لأنها لا تريد أن تكون سبباً في بلبلة تبدأ قد تصل الى فتنة.. والتجاوز الثاني لهذا الفريق ظهر من خلال اجتهاده واعتباره أن موضوع تشكيل هيئة الإشراف على الانتخابات هو من القضايا الوطنية التي تتطلب موافقة ثلثي مجلس الوزراء لتمر وهذا هو التجاوز الثالث للدستور. وتفيد الأوساط أن تجاوز الدستور هذا ترافق مع تهديد فريق الثلث المعطل بالانسحاب من جلسة مجلس الوزراء إذا لم يؤخذ برأيه في موضوع الهيئة، وهذا تجاوز لاتفاق الدوحة في مسألتي التهديد عملياً بالمقاطعة الذي هو شكل من أشكال الاستقالة، وهذا التهديد وإن يكن من غير السلاح وظف لأغراض تحقيق مكاسب سياسية قضت بتغيير أسماء أشخاص في الهيئة اقترحها وزير الداخلية استناداً الى صلاحياته الدستورية جاءت في مصلحة فريق الثلث المعطل.. وهكذا تم تجاوز الطائف ثلاث مرات في قضية واحدة وتجاوز مفضوح لاتفاق الدوحة مرة واحدة والبقية قد تأتي.

وخلصت الأوساط السياسية الى اعتبار ما حدث في قضية هيئة مراقبة الانتخابات مؤشر لصيغ التعاطي التي يزمع فريق الثلث المعطل ممارستها في الفترة التي تفصلنا عن الانتخابات وعن فرضية تعديل الدستور والطائف، وقد تترافق تلك الصيغ مع إطلاق تفسيرات مبتكرة لبعض بنود الطائف أو الدستور بشكل عملي يدخل السياسيين في نقاشات وتحليلات يعرف الجميع انها قد بدأت تحت شعار تعديل الطائف لكن أحداً لا يعرف أين ستنتهي.

 

فرنجية وعون يتحرشان بـ "القوات"... نار تحت الرماد في طرابلس... و"حزب الله" يعزز حضوره الأمني

الوضع الأمني في لبنان لن يصمد حتى الانتخابات النيابية وسباق بين الشمال وبيروت وجنوب الليطاني نحو الانفجار!

 لندن - كتب حميد غريافي:السياسة

لم يعد لدى أحد الديبلوماسيين الأوروبيين في بيروت "أدنى شك في أن يستمر الصراع المتصاعد يوما بعد يوم في لبنان في اطاره السياسي الحاد حتى موعد الانتخابات النيابية المزمعة في الربيع المقبل", بل يكاد يكون جازما في "ان الاوضاع ستنفجر امنيا وعسكريا بشكل دراماتيكي على مختلف الجبهات, ما من شأنه أن يعيد الى الاذهان المقدمات التي مهدت للحرب اللبنانية العام 1975 ولكن بوتيرة اكثر شراسة, لأن المعركة اليوم لم تعد بين فلسطينيين ولبنانيين بل بين ابناء البيت الواحد, وهي عادة معركة كسر عظم حقيقية لانها مرتبطة بمصير المتصارعين ومستقبل البلد والصورة التي سترسم له لسنوات عدة مقبلة ولان اسلحة اليوم المتطورة والمدمرة ليست اسلحة الامس محدودة الفاعلية.

وأعرب الديبلوماسي الاوروبي ل¯ "السياسة" في اتصال به من لندن امس عن "قناعته استنادا الى الاستعدادات العسكرية الجارية على الارض بزخم لم يسبق له مثيل داخل كل الاطراف في 8 و14 اذار - بأن احداثا مأساوية مفاجئة قد تطلق شرارة الحرب اما من شمال لبنان, وهذا هو الامر الاكثر توقعا وترجيحا, بافتعال حليف سورية سليمان فرنجية حادثا جللا ضد "القوات اللبنانية" بعدما رفض علنا الاجتماع مع سمير جعجع ضمن "حفلة" المصالحات الهشة غير المبنية على أرض صلبة, أو بافتعال جماعات "حزب الله" مرة أخرى في بيروت مشكلة امنية قد تفجر الهدوء المصطنع الذي ساد في أعقاب لقاء زعيم "تيار المستقبل" سعد الحريري الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في مطلع اكتوبر الماضي بعدما دخلت ايران في اشتباك مبكر جدا مع ادارة الرئيس الاميركي الجديد باراك اوباما على خلفية حملته الاسبوع الماضي على كل من "حزب الله" وحركة "حماس" الفلسطينية, والرد الايراني الفوري عليه بأن طهران مستعدة لحماية هذين الفصيلين الموضوعين على لائحة الارهاب الاميركية, ونعته ب¯ "الولد الصغير المبتدئ" في السياسة الدولية.

وقال الديبلوماسي ان "هناك احداثا امنية تحصل يوميا تقريبا بين "القوات اللبنانية" وعناصر من "حزب المردة" واخرى من "التيار العوني" في اماكن عدة من المناطق المسيحية مثل يحشوش في المتن والبترون والكورة منطقة نفوذ الحزب القومي السوري الحليف لعون وفرنجية, كما ان هناك احداثا مماثلة وعمليات تحد وتهديد علنية وواضحة مازالت تمارسها جماعات "حزب الله" و"حركة امل" و"القومي السوري" ووئام وهاب في بيروت والجبل الدرزي, ولدينا معلومات ثابتة واكيدة ان النظام السوري يحاول المستحيل مع حليفيه طلال ارسلان ووئام وهاب لتفجير الاوضاع في وجه وليد جنبلاط زعيم "الحزب التقدمي الاشتراكي" الذي يعتبره بشار الاسد وجماعته العدو الاكبر له على الساحة اللبنانية, ويعتقد انه لولا صموده العنيف في وجه عودة الوصاية والتمدد السوريين في لبنان, لكانت الامور عادت فتغيرت لصالح دمشق منذ مدة طويلة, كما يعتبره "الرأس المدبر" لقوى "14 اذار", ووجوده يشكل الخطر الادهى على مطامعه في العودة الى لبنان مرة اخرى ولكن بوسائل مختلفة".

ونقل الديبلوماسي الأوروبي عن تقارير لقيادة القوات الدولية (يونيفيل) في جنوب لبنان مرسلة اما الى الامم المتحدة او من قادة الالوية الاوروبية الفرنسية والايطالية والاسبانية والالمانية الى دولها, تأكيدها ان "منطقة جنوب نهر الليطاني مركز تجمع اكثر من 25 الف جندي دولي ولبناني, تنزلق شيئا فشيئا نحو صدامات مسلحة مع جماعات "حزب الله" التي عادت بكثافة وبكميات كبيرة من الاسلحة بينها صواريخ مختلفة الاحجام والمديات, او مع عصابات سلفية سورية المصدر يتوزع عناصرها على مواقع حساسة قرب القوات الدولية والخط الازرق الفاصل بين لبنان واسرائيل, وان بوادر تلك الصدامات تظهر باستمرار لدى احتكاك بعض السكان المحليين بعناصر الدوريات الدولية لسبب او لغير سبب, في الوقت الذي توضع فيه شكاوى "يونيفيل" الى الجيش اللبناني على الرفوف من دون التحقيق فيها على الأقل".

وأعرب الديبلوماسي الأوروبي ل¯ "السياسة" عن اعتقاده "الا تصمد جبهة بعل محسن - باب التبانة في طرابلس اكثر من اسابيع عدة في هدوئها المهتز باستمرار بعد المصالحات التي اجراها الحريري بين مختلف الاطراف المتنازعة, اذ ان الاستخبارات السورية الناشطة جدا في تلك المنطقة, بالتعاون مع عشرات العناصر من "حزب الله" و"القومي السوري" الذين لم ينسحبوا من بعل محسن حتى هذه اللحظة, يستغلون حالة الهدوء هذه لتحصين مواقعهم استعدادا لاعادة تفجير الاوضاع متى دعت الحاجة الى ذلك".

وكشف الديبلوماسي النقاب عن "ان عمليات التحدي والتحرش من قبل عصابات سليمان فرنجية و"القومي السوري" في المناطق المسيحية الشمالية كادت قبل اسبوعين تفجر الوضع عسكريا على نطاق دراماتيكي, وان معلوماتنا الاستخبارية اكدت ظهور مدفعية ميدان ثقيلة في بعض المرتفعات الجبلية من اطراف النزاع كافة, الا ان جماعات "14 اذار" المسيحية التي تعمل تحت مظلة البطريركية المارونية في سبيل التهدئة وتحاشي التفجير, كما ظهر علنا في بعض الجامعات والانتخابات النقابية, تحاول التزام اقصى درجات ضبط النفس, ولولا ضعف وهزال مسيحيي "8 اذار" الحقيقيين, لكانت الامور اشتعلت منذ شهور عدة".

 

النظام السوري ولعبة "الثلاث ورقات"!

أديب طالب()

المستقبل - الثلاثاء 16 كانون الأول 2008 - كارتر ينتظر من النظام السوري ـ الفاعل بـ"حماس" أكثر من فعله بـ"حزب الله" أن يساعد في تمديد التهدئة بين إسرائيل وحماس، والتي تنتهي في 18-12-2008. ورغم المعارضة الصريحة من فرقة "الجهاد الإسلامي ـ الإيراني" فإن كارتر متحمس للتهدئة لأن القادة الإسرائيليين يهمهم ألا تشوش الصواريخ "القسامية" على فعالية وسلامة المناخ الانتخابي الإسرائيلي المقبل حيث يحتدم الصراع بين ليفني ونتنياهو. ولو فعلها السوري فإن خيبة كارتر من رفض "حزب الله" استقباله ستخف حتماً.

كارتر يعرف جيداً أن النظام السوري يلعب في السياسة الدولية والإقليمية كلاعب "الثلاث ورقات" في مصر، ولاعب "الكشاتبين" في سوق "الحرامية" في دمشق، بل هو خلطة مركبة من كليهما معاً، ولأنه يعرف فسيسعى جاهداً الى: أن يدفع المفاوضات الإسرائيلية السورية الى الأمام. وأن يعد وبلا رسميات ديبلوماسية بعودة سريعة للسفير الأميركي الى دمشق. وأن يشجع السوري على الابتعاد عن الإيراني. والأهم هو أن يذكر السوري أن الوقت أصبح ضيقاً لاستمرار سلوك النظام المستند الى لغة "الثلاث ورقات"، وأن الزمن مع أوباما القادم الحازم أصبح محدوداً جداً، وأن الوقت سيف يقطع الرقاب إذا أسيء فهمه.

ثمة رسائل أربع، إضافة لكارتر، يوجهها المجتمع الدولي للسوري. الرسالة الأولى:

قال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس في صباح 13-12-2008 في كلمة أمام "حوار الدوحة" "إيران ما زالت تهدف الى زرع الخوف والقلق في نفوس الدول في المنطقة وإفساد عمليات التنمية فضلاً عن التأثير على الحكومة العراقية الى جانب دعمها لـ"حماس" و"حزب الله"". ونفى غيتش سعي الولايات المتحدة للإطاحة بالنظام الإيراني، و"كل من يعتقد أن الأشهر المقبلة قد تقدم فرصاً لاختبار الإدارة الجديدة سيكون مخطئاً".

خبر غيتس السيئ للنظام هو أن السوري مخطئ إذا استمر في شراء الوقت، وفي بازارات اختبار الإدارة الأميركية. أما الخبر الجيد فهو أن الإطاحة بالنظام الإيراني ليست على الطاولة، فما بالنا والنظام السوري الذي يشكل عدم اهتزازه هاجساً لدى أهم حليف استراتيجي للولايات المتحدة الأميركية، وأول حرف من اسمه إسرائيل؟

الإدارة الأميركية حتماً مع السلام السوري الإسرائيلي، شرط أن يكون عنواناً لصفقة مكوناتها الرئيسة، تحجيم إيران، استقرار لبنان، أمن أكثر في العراق، حماية حقيقية لجدية المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الشهيد الرئيس رفيق الحريري. وليس بالضرورة أن تتفق إسرائيل مع أميركا في كل هذه الملفات، لأن ما هم إسرائيل أمنها وأمنها فقط، إلا أن المكونات المذكورة تصب في صالحها، ولو أن الضغط على النظام السوري بمطرقة المحكمة الدولية يحرجها تجاه توقه للشراكة والحلف الاستراتيجي معها.

الرسالة الثانية:

الوفد الفرنسي لدمشق الأوسع من نوعه والذي تضمن الأمين العام لقصر "الأليزيه" كلود غيان، والمستشار الديبلوماسي للرئيس الفرنسي جان دافيد ليفيت، والمستشار الديبلوماسي للرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بوريس بوالون، هذا الوفد العريض، زار دمشق للحصول على تجديد التزامها مع الرئيس الفرنسي حول لبنان في منع عودة الهاجس الأمني ومنع الرعاية السورية لعمليات انتقام أو عمليات أمنية تعرقل الانتخابات أو تشوشها وتشوهها. ساركوزي سيتثبت عملياً من صدق الالتزامات السورية خلال زيارته المقبلة للبنان حيث يعايد الفرنسيين في اليونيفيل، ويتأكد أن السوري غير مصرّ على لعبة الثلاث ورقات وإفراغ التبادل الديبلوماسي من مضمونه وإفراغ التوجه الفرنسي نحو حرية وسيادة واستقلال لبنان من معانيه الجوهرية ومن مساقطه على الواقع. وإن هذا هو الباب الذي يقود الى الرواق الأميركي الجديد، رغم أن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ولش سمى الانفتاح الأوروبي على سوريا "سياحة ديبلوماسية".

الرسالة الثالثة:

في 13-12-2008 قالت جريدة "الحياة": أكد مسؤول كبير في لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، أن "القطار قد انطلق في محطته الأصل منذ زمن طويل وهو على وشك الوصول الى محطته الأخيرة، ولن يوقفه عن الوصول أي حاجز سياسي أو غير سياسي، ولن يسمح للمفاجآت والعقبات والصفقات بعرقلة مسيرته". ونفى أن يكون لتسلم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الرئاسة الفرنسية أو باراك أوباما الرئاسة الأميركية، أي تأثير على سير عمل اللجنة.

وقال: "هذه أمور سياسية، واللجنة لا علاقة لها بالسياسة. والواقع أن مجلس الأمن والأمانة العامة للأمم المتحدة وحدهما القادران على وقف عمل لجنة التحقيق والمحاكمة، وأنا متأكد من أن هذا لن يحصل". ولقد شدد أن المحكمة ضمن القانون الدولي كما أنه ليست هناك أي مؤشرات على الإطلاق بأن الإدارة الجديدة ستغير هذه السياسة".

أقوال المسؤول الكبير ولش غنية عن التحليل والتعليق. ومع هذا فإن الجهة القادرة الوحيدة في العالم على محاولة التأثير على مسار المحكمة لحماية نظام "الممانعة" الأول وبكلام أكثر دقة، لحماية رأس ورؤوس معينة هي: الدولة العبرية اليهودية حصراً وهي صاحبة القرار الفصل في الحرب والسلم وإقامة نظام وإسقاط نظام وتعديل نظام ودرجة تغييره أو تعديله، فهي الأقوى عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وحضارياً بمقاييس الغرب عندما يضع على عينيه نظارته العنصرية القائمة على انه المركز وباقي الكون أطراف.

الرسالة الرابعة:

غريغوري شولتي: أمام سوريا مهلة حتى آذار للتعاون في الملف النووي

وجه السفير الأميركي لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحذيراً لسوريا من استمرار رفضها للتعاون مع مفتشي الوكالة في التحقيق الذي تجريه حول أنشطتها النووية. وقال غريغوري شولتي إن لدى دمشق مهلة حتى آذار (مارس) المقبل للتعاون، وهو تاريخ اجتماع مجلس أمناء الوكالة المقبل في فيينا وإلا فإن الوكالة سيكون لها رد فعل سلبي وستبدأ بطرح أسئلة جدية".

أقوال السفير الأميركي فاقدة للديبلوماسية، فوقت الجد قد حان والأدلة على محاولة النظام السوري في النشاطات النووية المحظورة وبالتعاون مع نظامين إرهابيين كمثله متوفرة وفي الأدراج الحمراء.

زيارة كارتر وما تحمله والرسائل الأربعة وما تضمنت من تحذير خليقة أن تقلق النظام السوري أشد القلق، وقد أعذر من أنذر أم أن ساعة خلاص السوريين قد أزفت ولعله احتمال وبدرجة ضعيفة؟!

() معارض سوري

 

 إده: خطاب عون حاقد وعنيف وما زلت أعتبر نفسي في خط 14 آذار

وكالات/اعتبر عميد حزب "الكتلة الوطنية" كارلوس اده أن النائب ميشال عون هو رجل سياسي يحاول ان يستفيد من وضع الموارنة والمسيحيين للوصول الى اهدافه، لافتاً إلى أنه من السهل ان "يصف" النظام السوري المسيحيين في سوريا لاستقباله، وهي ليست المرة الاولى تحصل في سوريا او ايران، ولكن المهم القيم التي يمثلها العماد عون، وحتى اليوم لم يظهر التجانس بين ما يمثله وخطاب الكنيسة المارونية. إده، وبعد لقائه البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، أشار إلى انه تطرق مع البطريرك إلى الموضوع الانتخابي، بحيث أمل البطريرك ان تجرى الانتخابات بنزاهة وفي موعدها.

وعن وصف المعارضة للعماد عون بأنه "بطريرك مسيحيي الشرق" بعد زيارته لسوريا، قال: "الذي قال هذا الكلام بالتأكيد لا يفهم شيئا بالدين المسيحي لان هناك تناقضا كبيرا بين الدين المسيحي وشخصية العماد عون. فرسالة المسيح هي رسالة محبة وتسامح، ونرى في خطاب العماد عون الحقد والعنف والعمل على الخلاف بين الناس. وهذا مختلف كليا عما يقوله السيد المسيح. وحتى في العمق المسيحي - المسيح يعلم الصراحة بين الآخرين، وما حصل خلال هذه الفترة مع العماد عون، اعتقد انه لم يصارح لا قاعدته ولا الشعب اللبناني، وكل ما يقوله اليوم ينكره في الغد. فاذا كان هناك من بديل للبطريرك فيجب ان يكون متجانسا مع القيم المسيحية".

سئل مرة أخرى هل انت مرشح للانتخابات النيابية، فأجاب: "أنا اليوم افكر في هذا الامر لايصال رسالتي الوطنية والدفاع عن أفكاري السياسية. هل ستكون بطريقة مستقلة او ضمن لائحة معينة فهذا الامر لا يزال من المبكر الحديث عنه. فأنا ما زلت اعتبر نفسي في خط الرابع عشر من آذار، ولم أترك هذا الخط، ولم اقدم اي تنازلات لا في الدولة ولا في اي مكان آخر لخط 14 اذار، ولهذا السبب انا ابتعدت عن اجتماعات القيادة، ولكن نحن في خط 14 آذار منذ العام 1976 يوم دخل السوري الى لبنان، وهناك احتمالات ان اخوض الانتخابات مستقلا او مع حلفاء في 14 آذار. ولكننا بالتأكيد سنخوض المعركة ضد الخط الذي يريد اعادتنا ثلاثة أعوام الى الوراء لايصالنا الى مستقبل اسوأ بكثير مما هو اليوم".

 

سعيد: يجب وضع حد للإبتزاز الذي يمارسه فريق 8 آذار داخل الحكومة قبل فوات الأوان

وكالات/رأى منسق الامانة العامة لقوى ١٤ آذار الدكتور فارس سعيد ان ما حصل في جلسة مجلس الوزراء يوم السبت الفائت يتعارض بشكل واضح مع اتفاق الطائف، وهو خرق لإتفاق الدوحة من خلال التهديد الذي مارسه فريق ٨ آذار بانسحابه من الحكومة إذا لم يخضع فريق ١٤ آذار ورئيس الجمهورية لشروطهم.

ولاحظ سعيد في تصريحٍ له اليوم الإثنين، ان هذا الخرق تزامن مع تهديدات بـ ٧ ايار تأتي على لسان بعض رموز ٨ آذار، قائلاً "هذا الجو من خارج مجلس الوزراء ومن داخله وهذا السلوك المتبع من قبل فريق ٨ آذار يؤشر الى ان هذا الفريق يتعامل بالسياسة وهو واضع المسدس على طاولة مجلس الوزراء مهددا الجميع بالانصياع لشروطه". واذ اكد سعيد ان هذا الامر غير مقبول، اعتبر انه يبرهن من جهة لجميع اللبنانيين بان فريق ٨ آذار يريد بناء دولة وفق شروطه ومدعوما بمنطق السلاح وفريق ١٤ آذار يصر على بناء الدولة وعلى المواجهة الديموقراطية وبالاساليب الديمقراطية.

ولفت سعيد إلى أنه إذا استمر هذا النهج من قبل فريق ٨ آذار سيدخل لبنان في مرحلة شديدة التوتر على المستوى السياسي وربما ايضا على المستوى الامني، خاتماً "فقبل فوات الأوان على الجميع تدارك ما حصل ووضع حدود واضحة للتمادي والإبتزاز اللذين يمارسهما هذا الفريق كنهج سياسي".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 15 كانون الاول 2008

النهار

يؤيد وزراء معارضون تأخير نشر القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه الى ما بعد الانتخابات النيابية لئلا يكون لنشره قبل الانتخابات تأثير أمني وانتخابي ايضاً.

يرى بعض المراقبين أن أهم ما أعلنه الوزير طلال ارسلان في مؤتمره الصحافي هو ربطه استمرار التهدئة الداخلية بمهادنة النظام السوري وإلا سقطت التهدئة.

تساءلت أوساط سياسية عن مصير التحقيق في حادث سجد الذي ذهب ضحيته النقيب الطيار سامر حنا خصوصاً ان مرتكب هذا الحادث تم تسليمه واستجوابه.

السفير

يضع قطب سياسي مسيحي أكثر من مسؤول رسمي، في طبيعة تحركه الانتخابي لتوضيح الموقف ولمنع العتب والزعل لاحقاً

يؤكد نائب حالي من إحدى دوائر الجبل أنه سيترشح عن مقعده ذاته في الدائرة ذاتها مهما كانت النتائج.

تعاني مدارس رسمية في منطقة شعبية إهمالاً رسمياً كبيراً تعوّضه الجمعيات الأهلية و"أعمال الخير" ومساع شخصية.

تدخلت سفارة ذات نفوذ لمصالحة طرفين مساهمين في شركة تجارية مؤثرة، وعرضت أن تدفع "من كيسها" ما يعيد الوئام بين الشريكين الحليفين "لأننا بحاجة إليكما معاً"!

المستقبل

توقفت أوساط متابعة أمام استئناف مرجع نيابي الاستقبالات في دارته جنوباً بعد انقطاع عن هذا "التقليد" دام سنوات.

عُلم ان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس اكدت ان خليفتها هيلاري كلينتون تمثل استمرارية السياسة الخارجية الاميركية في الإدارة الجديدة.

وصفت مصادر معنية موقفاً أعلنه مرجع روحي كبير قبل ايام بأنه يشبه "نداء" اطلقه قبل ثماني سنوات.

اللواء

فوجئ عدد من الوزراء بالمعلومات التي تضمنها تقرير هيئة الاغاثة والذي يُبيّن بالأرقام أن المساعدات المالية التي تسلّمها لبنان لا تُغطي أكثر من نصف قيمة الأضرار التي خلفتها حرب تموز في قرى الجنوب وبعض أحياء الضاحية!·

أبدى مرجع رسمي استياءه الشديد من أجواء السجالات المستفيضة المهيمنة على جلسات مجلس الوزراء والتي تُعطّل انتاجية الحكومة الحالية!·

تساءلت مرجعية روحية عن الأسباب التي تحول دون تعيين موظف أصيل في منصب دبلوماسي حساس شغر في الفترة الأخيرة!·

الشرق

وزير يصر على وصف أحد زملائه بأنه آخر من يعلم ماذا يدور في وزارته؟

هدايا الأعياء تراجع عددها بشكل ملحوظ عن سياسي معارض "لأنه لم يحفظ خط الرجعة مع من زاد في نسبة انتقادهم من رجال الاعمال!

وزير جديد ابلغ مسؤولي مكتبه ضرورة رفض تسلم اي نوع من هدايا الأعياد باستثناء بطاقات المعايدة التقليدية؟

 

الرئيس سليمان وصل إلى بيروت مختتما زيارة رسمية للأردن

وطنية - 15/12/2008 (سياسة) عاد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والوفد المرافق الى بيروت الخامسة والنصف عصرا، على متن طائرة خاصة تابعة لشركة "طيران الشرق الاوسط"، مختتما زيارة رسمية للاردن استمرت يومين.

 

الوزيرالمراستهل زيارته لموسكو بزيارة الهيئة الفدرالية للتعاون العسكري وتأكيد روسي على الاستعداد الكامل لتعزيز القدرات القتالية للجيش وتجهيزه

وطنية - 15/12/ 2008 (سياسة) بدأ وزيرالدفاع الوطني المحامي الياس المر على رأس وفد عسكري رفيع المستوى زيارة رسمية الى موسكو, وسط ترحيب روسي استثنائي وحفاوة بالغة عكست الرغبة الروسية في تلبية الطلب اللبناني في تعزيز قدرات الجيش القتالية بالسلاح والتجهيز الحديث، وهو ما عبر عنه المسؤولون المعنيون في الحكومة الروسية خلال اللقاءات والمحادثات التي بدأت اليوم وتستمر على مدى ثلاثة أيام.

وأقيم صباح اليوم استقبال رسمي للوزير المر في ساحة النصر، وهي الساحة التي تم تشييدها احتفالا بالنصر في الحرب العالمية الثانية في موسكو، حيث استقبله القائد العسكري للعاصمة الروسية، وجرى عرض عسكري لافت تكريما لوزير الدفاع اللبناني على رغم تساقط الثلوج, وعزفت موسيقى الجيش الروسي النشيدين الوطنيين اللبناني والروسي. بعد ذلك زارالوزير المر، يرافقه الوفد العسكري والسفير اللبناني في موسكو عاصم جابر مقر الهيئة الفدرالية الروسية للتعاون العسكري الدولي، حيث عقد اجتماعا موسعا مع رئيسها ميخائيل ديميترييف وأركان الهيئة وتم خلاله البحث بتفاصيل اللائحة التي كانت قيادة الجيش اللبناني أعدتها في وقت سابق وجرى تسليمها الى الجانب الروسي وتتعلق بحاجات الجيش. وأكد الجانب الروسي على الاستعداد الكامل لتعزيز القدرات القتالية للجيش.

بدوره، شكرالوزير المر روسيا على "اهتمامها بلبنان والوقوف الى جانبه ودعم الجيش اللبناني ليستمر في مهامه الوطنية تعزيزا للامن والاستقرار ومكافحة الارهاب والتهريب ودفاعا عن لبنان". ومساء، زار الوزير المر والوفد المرافق أسقف أبرشية روسيا للروم الارثوذكس المطران نيفون صيقلي، وقدم له التعازي بوفاة بطريرك روسيا ألكس الثاني. ومن المقرر أن يجتمع الوزير المر غدا مع وزير الدفاع الروسي أناتولي سيرديوكوف، ويعقدان مؤتمرا صحافيا مشتركا، كما سيلتقي عددا من كبار المسؤولين في الكرملين والخارجية الروسية.

 

حزب الله": ما تعرض له بوش في العراق تعبير صارخ عن رفض الاحتلال الاميركي البغيض

وطنية - 15/12/2008 (سياسة) صدر عن العلاقات الاعلامية في "حزب الله" البيان الآتي:"انها قبلة الوداع ونيابة عن الارامل والايتام والاشخاص الذين قتلتهم في العراق, طبعها بجرأة تستحق التقدير مراسل قناة "البغدادية",منتظر الزيدي على مرأى ومسمع العالم الذي كان يتابع تصريح الرئيس الاميركي جورج بوش الابن, فإقدام الزيدي على قذف بوش بالحذاء تعبير صارخ عما يختزنه الشعب العراقي من رفض للاحتلال الاميركي البغيض, وهي خطوة تعكس حقيقة رفض الشعب العراقي ومعه كل شعوب العالم لكل انواع الظلم والاحتلال والطغيان. وتعتبر العلاقات الاعلامية في "حزب الله" ان خطوة الزيدي انما ترسم خاتمة بوش رمز الطغيان ونهاية كل محتل والتي هي بين أحذية الشعوب مهما حاول بوش التقليل من أهمية ورمزية ما تعرض له, وإذ تدين ضرب الزيدي واعتقاله فهي تدعو إلى التعامل معه كإنسان بطل رفض ويرفض ما تعرض ويتعرض له شعبه على ايدي الاحتلال, وبالتالي فان مختلف وسائل الاعلام المحلية والعربية مدعوة للتضامن معه والمشاركة في حملة المطالبة بالافراج عنه سريعا".

 

تكتل "التغيير والاصلاح" عقد اجتماعه الدوري برئاسة النائب العماد عون

النائب كنعان : للتعاطي مع حقوق الناس بعيدا عن الغموض في النصوص

الكفاءة والتجرد هما المعيار في التعيينات ولا أحد يريد تسجيل مواقف

وطنية - 12/15/2008 (سياسة) عقد تكتل "التغيير والإصلاح" اجتماعه الأسبوعي برئاسة النائب العماد ميشال عون، عرض خلاله امورا مدرجة على جدول الأعمال.

بعد الاجتماع تحدث النائب ابراهيم كنعان فقال: "وضعنا دولة الرئيس في أجواء اجتماعه مع الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر وكان هناك نقاش حول كل الأمور التي طرحت في الإجتماع. وكان تأكيد من العماد عون على أن اللبنانيين وخصوصا تكتلنا حريص على الحوار ومؤمن به، فهو السبيل لمعالجة كل المشاكل والخلافات. وأن كل الكلام الذي يحكى حول الانتخابات النيابية المقبلة وحول إذا ربح هذا الفريق أو ذاك الفريق، ماذا تكون النتيجة. النتيجة واحدة، القضايا اللبنانية ليست للمساومة. المصلحة الوطنية اللبنانية هي فوق كل اعتبار والحوار ضروري، ويجب الاعتراف بالنتيجة بديموقراطية النظام السياسي كما كل الأنظمة السياسية الأخرى المعترف فيها في العالم. وكان هناك تركيز على هذه المسلمات التي نعتبرها أساس تمايز لبنان وتعاطيه أكان في الداخل أو في الخارج".

اضاف: "بحثنا أيضا في موضوع السياسات المالية العالمية وانعكاساتها على المنطقة ولبنان. طبعا كان هناك اليوم "مثل صارخ" وهو نفض الغبار عن حقوق موظفي الملاك العام الإدارة العامة من عسكريين وقضاة وأساتذة جامعات الى كل موظفي الإدارة العامة.

جميعكم يعرف أنه صار هناك اقرار بالقانون الذي كان مقترحا من العماد ميشال عون وتكتل "التغيير والإصلاح"، وبالتالي أصبح اليوم منجزا وهو مشمول بالقانون 541 واللذين دمجا، أي الحد الأدنى للأجور والزيادات الملحوظة نسبة لغلاء المعيشة. كما في المادة 16، الإقتراح الذي تقدم به العماد ميشال عون والذي قضى بتقسيط وعلى مدى 3 سنوات فروقات سلسلة الرتب والرواتب. انما كان أيضا هناك مفاجأة ايجابية وسعيدة للعسكريين بحيث أنه كان هناك قانون رقم 309، هذا القانون الصادر في 3 نيسان 2001 لم يكن مشمولا بالأساس في المداولات التي كانت تحصل بين وزارة المالية ومجلس النواب. اليوم طرحناه في مجلس النواب وهذا يعيد المفعول الرجعي للعسكريين الى 1995 يعني 1/1/1995 بدل 1/1/1996".

وتابع: "إذا هذا أيضا أقر اليوم، وبالتالي ان شاء الله ستكون صفحة جديدة كما قلنا في مجلس النواب، بالتعاطي مع حقوق الناس والمواطنين بعيدا عن الغموض في النصوص والتسويات التي تقوم على حساب طبقة متوسطة وفقيرة بحكم السياسات المالية المتعاقبة، وهي بحاجة الى كل دعمنا اليوم، وإذا كان لا بد من وجود تقشف محمود، فليكن هذا التقشف لوقف الهدر والانفاق الكبير الذي يحصل على مشاريع مختلفة ومتنوعة. بينما حقوق المواطن يجب أن تكون مقدسة ولا يجوز بعد اليوم أن ينتظر مواطن 10 سنوات حتى يأخذ حقه بموجب قانون صدر منذ 10 سنوات، ومن المفترض أن يكون نافذا. ان شاء الله يكون هذا الأمر اليوم بداية وليس استثناء وأعتقد أن الجميع اليوم في لبنان يتطلعون الى هذا النوع من الممارسة البرلمانية لاستشراف المستقبل".

واردف: "بحثنا أيضا في مواضيع متنوعة تتعلق بجلسة الغد وبعد غد، غدا الثلاثاء والأربعاء والخميس سيكون هناك جلسة مساءلة. المساءلة ستكون حول سياسات الحكومة المالية وغير المالية، انما خصوصا الإنمائية في العديد من المناطق. يتم تحضير هذه المناقشة من قبل تكتل "التغيير والإصلاح" حتى تكون هادفة وبناءة في الوقت نفسه. لا أحد يريد أن ينتقد لمجرد الانتقاد. لا أحد يريد تسجيل مواقف ويزايد انتخابيا، انما يجب أن يكون هناك توضيح ومحاسبة بين النواب والحكومة حتى يبقى هناك ضوابط في هذا النظام السياسي، ولا تبقى السياسات المالية في لبنان رهن بمزاجية سياسية معينة، أكانت هذه المزاجية سلطوية أي كما كانت في الماضي ولا تزال حتى اليوم. وسنرى غدا في الجلسات كيف يتم الاستئثار بهذه القرارات. والا تكون أيضا عملية محاصصة بخلفيتها بين السياسيين على حساب الكفاءة ومصلحة القضاء في لبنان".

وختم: "جميعنا نعرف أن هناك مجلسا دستوريا يجب أن يعين وهناك تشكيلات قضائية منتظرة منذ فترة طويلة، هذه لا يجب أن تنتظر أكثر مما انتظرنا. وعلينا تغليب، وكما رأينا اليوم وهذا توجيه العماد عون وتكتل "التغيير والإصلاح"، بأن يكون الخيار والمعيار هو خيار وطني أولا والمعيار هو معيار كفاءة وتجرد، وهذا أمر أساسي لتحقيق الإصلاح في لبنان".

 

النائب العماد عون في عشاء ل"اللقاء الوطني المسيحي" في الأشرفية:

يجب هز مسمارالطائف لانه وضع صلاحيات رئاسة الجمهورية في مجلس الوزراء

التصدي للمال السياسي يكمن في تحصين الناس ضد الرشوة الإنتخابية

وطنية - 15/12/2008 (سياسة) اقام "اللقاء الوطني المسيحي" عشاء في مطعم "لو مايون" في الأشرفية، في حضور رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون وحشد من الفاعليات البيروتية تقدمها ميشال ساسين، كريم بقرادوني، النقيب أنطوان إقليموس، حبيب أفرام، مسعود الأشقر، نقولا صحناوي، زياد عبس، ميشال تويني، إصطفان حاجي توما، جورج حداد، ميشال دو شادارفيان، باسكال عزام وجورج فريديس والإعلامي كريستيان أوسي الذي قدم للعماد عون بكلمة ترحيبية وأدار الحوار.

وفي حوار دار بينه وبين الحضور اعتبر العماد عون "ان زيارة سوريا كانت ضرورية لتنقية الوجدانين اللبناني والسوري، إضافة إلى بعدها الإقتصادي الذي سينتج تحسنا لأن سوريا هي شريان حيوي للبنان ومن المفيد أن ينفتح اللبنانيين على 20 مليون سوري"، مؤكدا أن "على اللبنانيين أن ينزعوا عن أنفسهم ثياب الحداد وأن يتذكروا أمواتهم لا أن يعيشوا في الماضي".

وقال: "التاريخ يعلمنا أن الحرب تنتهي وعلى الإنسان أن يأخذ منها العبر".

وأكد أن "الإعتراض على الزيارة ما هو إلا إعتراض على إستعادة القرار المسيحي لأنهم لا يريدون دورا قياديا أو رياديا لأي مسيحي قوي في الشرق الأوسط بل يريدونه ضعيفا".

وسأل: "ماذا لو ذهب الرئيس السنيورة الى دمشق ليحسن العلاقات؟ فهل كنا سنسمع كل هذه الاعتراضات؟".

اضاف: "ان مسمار الطائف يجب أن يهز لأن الطائف وضع صلاحيات رئاسة الجمهورية في مجلس الوزراء، بينما نجد أن رئيس الحكومة هو من يمارس فعلا هذه الصلاحيات"، معتبرا أنه "لا يوجد إتفاق أو دستور ثابت يكون بمثابة كتاب مقدس لا يمس، فالقوانين والدساتير تعدل وفقا لحاجات وتطوره، فالطائف أفقد المؤسسات التوازن والبرهان على ذلك الأزمة التي مر بها لبنان في السنتين الماضيتين".

وتابع: "الحكومة فقدت ميثاقيتها مرتين من حيث التأليف ومن حيث التوازن الطائفي الذي ينص عليه الدستور".

وتحدث العماد عون عن جوانب من لقائه مع الرئيس الأميركي الأسبق "جيمي كارتر" حيث أكد له أن الإختلاف هو مع الإدارة الأميركية وليس مع الشعب الأميركي معتبراً أنه على الأميركيين أن يجروا مقاربة حديثة للعمل السياسي وأن يتأكدوا أن الموقف الأميركي المعادي لا ينفع معنا، وقال إن أميركا ضعفت في المنطقة والقرار المالي والإقتصادي إنتقل إلى الشرق.

وتحدث عن جوانب من لقائه مع الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر حيث أكد له "أن الإختلاف هو مع الإدارة الأميركية وليس مع الشعب الأميركي"، معتبرا "أن على الأميركيين أن يجروا مقاربة حديثة للعمل السياسي وأن يتأكدوا أن الموقف الأميركي المعادي لا ينفع معنا"، وقال: "ان أميركا ضعفت في المنطقة والقرار المالي والإقتصادي إنتقل إلى الشرق".

ورأى "أن سوريا اليوم ليست في موقع تفرض فيه علينا شيئا ولسنا في موقع يفرض عليها شيئا"، وقال: "إن هناك تكافؤا حاليا، ويمكننا أن نبني على مصالح مشتركة وأن نتخطى الماضي لبناء المستقبل".

وعن ملف المفقودين قال: "لم اهمل هذا الملف يوما، فمنذ أن غادرت لبنان ونحن نتابع هذه القضية عبر سوليدا في فرنسا وسوليد في لبنان، وكنا نتابع الموضوع في الأمم المتحدة لكني أسأل نفسي اليوم: أين كانت الدولة قبل 18 سنة وهي التي تملك حيثيات الموضوع؟ أين البيانات العددية للمفقودين والعائدين التي تجري عادة بعد أي معركة؟ يتحدثون عن لوائح مفقودين وعدوا بإنجازها لأنها أضحت عبئا عليهم، علما أن في لبنان 17000 مفقود لم يتم تحديد وضعهم بعد".

ورأى "أن على المسيحيين في لبنان الإنفتاح على محيطهم فالدور المسيحي لا يربحه المسيحيون وهم مختبئون في الملجأ. نحن كمسيحيين في حاجة إلى مساحة حيوية وفي حرب تموز وعندما اقفلت الطرق على اللبنانيين بحرا وجوا بقيت سوريا المتنفس الوحيد للتواصل في حين هرب الكثيرون إلى قبرص وفرنسا وأميركا".

وسأل: "لماذا نترك 250 كيلومترا شريطا شائكا ولا نستعملهم وسادة حريرية تريحنا؟".

وسأل أيضا "الذين يتحدثون اليوم عن السيادة والإستقلال: من شارك في قصفي عام 1990 في بعبدا؟".

وقال: "إن موقفي من السوريين موثق في وسائل الإعلام المكتوبة والتلفزيون حين كنت أرتدي البزة العسكرية الرسمية لقائد الجيش في رسالة الإستقلال الشهيرة عام 1989 حين قلت: ألا يحق لنا بعلاقات ندية مع سوريا خارج إطار المدفع عندما ينسحب أخر جندي سوري من لبنان؟".

اضاف: "من المفترض أن تنتهي المرحلة الصعبة مع السوريين، فبعد الشتاء والعاصفة يأتي الصحو وهذا الصحو نحتاج إليه كما السوريون أيضا يحتاجون اليه".

وعن العلاقة مع بكركي، قال: "نحن نختلف مع البطريرك في رؤيتنا للموضوع السياسي، فإذا كنا نتطلع إلى دور مسيحي فاعل علينا أن نخرج أنفسنا من العلبة التي نعيش فيها، وهذه ليست المرة الأولى التي يحصل فيها خلاف بين مسؤول سياسي وبكركي حول النظرة السياسية للامور"، كاشفا عن جانب من لقائه متروبوليت بيروت للروم الارثوذوكس المطران الياس عوده الذي أكد له أنه "لا يفرق بين واحد وأخر من أبناء الأشرفية ولا يستعمل موقعه الديني ضد أحد على الإطلاق".

وعن الهواجس المتعلقة بولاية الفقيه أكد أن "هناك إجتهادات كافية في نظام ولاية الفقيه تؤكد إستحالة قيامها في لبنان"، مضيفا "نحن لسنا مشاهدين في الحياة السياسية بل فاعلين فيها".

وعن المال السياسي إعتبر أن "التصدي للمال يكمن في تحصين الناس ضد الرشوة الإنتخابية"، كاشفا أن "أحد النافذين في تيار المستقبل قال في الدوحة: "لنترك ميشال عون يقسم بيروت إداريا كما يريد وغدا نشتري الأشرفية بمالنا". وهذا ما يحاولون فعله في كل المناطق اللبنانية بواسطة المال السياسي والإنتخابي".

وأكد أنه "يجب تقسيم بيروت دوائر عدة في المجلس البلدي كما المجلس النيابي".

وأضاف: "نحن اليوم نمثل أربعة أقضية (المتن - كسروان - جبيل - زحلة) بنسبة 100 في المئة ولا يحق لنا بكميون واحد من الزفت لأن هناك إحتكارا في مشاريع مجلس الإنماء والإعمار الذي لا نوافق عليه، وهناك خلل ومحسوبيات في التوظيفات في معظم الإدارات اللبنانية، والخسائر التي لحقت بنا في السنوات ال18 التي مضت سنعوضها عندما نأخذ أكثرية الأصوات في الإنتخابات المقبلة والتي ستعطينا الأرجحية لتعيين رئيس الحكومة".

 

حفل تكريمي في ال AUST بازاحة الستار عن تمثال للدكتور دبغي وكلمات اشادت بانجازاته العديدة في الطب ومهاراته في الجراحة

وطنية - 15/12/2008 (سياسة) اقيم اليوم، في الجامعة الاميركية للعلوم والتكنولوجيا AUST في الاشرفية، حفل تكريمي لمناسبة رفع الستار عن تمثال الدكتور مايكل دبغي في حضور وزير الاعلام الدكتور طارق متري ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، النائب انطوان خوري ممثلا رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، الامين العام لوزارة الخارجية السفير وليم حبيب ممثلا رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، العقيد حسين خضر ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، العميد رودولف صليبا ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي، اضافة الى ممثل وزير الاتصالات جبران باسيل المستشار انطوان بستاني،السيدة منى نعمة رئيسة "اصدقاء القربان" رئيسة التبادل الدولي الفرنكوفوني في المدارس، رئيس جمعية الصناعيين فادي عبود، فعاليات حزبية ونقابية ومحامين وقضاة وحشد من المهتمين واصدقاء وانسباء المحتفى.

حيدر

بداية، النشيدان اللبناني والاميركي، ثم افتتح الحفل الدكتور نبيل حيدر مرحبا بالحضور واصفا الاحتفال ب"الاستثنائي حيث تعهدت الجامعة بانشاء حديقة للمبدعين اللبنانيين، اضافة الى انشاء جناح مرجعي في مكتبتها لكل المبدعين اللبنانيين"، مشيدا برئيسة الجامعة السيدة هيام صقر "بعدما قدم لها 4 اسماء فوقع اختيارها على المبدع دبغي"، خاتما بأن الدكتور دبغي "سوف يبقى الزائر الدائم".

صقر

ثم القت صقر كلمة وصفت فيه صاحب التمثال ب"العبقري الاميركي اللبناني"، متسائلة "كيف نفسر ان يكون لهذا البلد الصغير الحجم الدائم لاضطرابات تأثيره الكبير على عالم المعرفة وغنى الارث العالمي ان لم نكن واعين بأن الاساس ليس الحجم والمساحة بل الروح اللبنانية التي تحث الانسان على الابداع والاكتشاف ولا نحقق الممكن بل الحلم ونجعله واقعا وحقيقة"، مشيدة باختراعات دبغي وانجازاته العديدة ومهاراته في الجراحة، ساردة جزءا من حياته.

زخم

كما كانت كلمة للدكتور جورج زخم عدد فيها مزايا الدكتور دبغي والنهضة الثقافية في مجال الطب في اميركا والعالم.

غرانت

بدوره، سرد القائم بالاعمال في السفارة الاميركية في لبنان بيل غرانت جهود دبغي على مدار 75 سنة في مجال الجراحة واهتمامه البالغ بصحة الانسان"، معددا المناصب التي احتلها طيلة حياته، و"التكريم والتقدير المميز من قبل رؤساء جمهوريات الولايات المتحدة وآخرها وقبل وفاته من الرئيس جورج بوش"، كما عدد الكليات والاكاديميات الطبية التي انشأها في اميركا، مشددا على انه "كان مكسبا في الابداع خصوصا لاميركا والعالم ونحن نفخر بمبدع لبناني، واميركا فخورة به".

واخيرا شكرت عقيلته السيدة كاترين دبغي القيمين على الحفل.

وفي الختام توجه المدعوون الى حديقة الجامعة حيث رفعت الستارة عن التمثال على وقع لحن النشيدين اللبناني والاميركي عزفتهما موسيقى قوى الامن الداخلي بقيادة الملازم انطوان طعمة حيث وزعت بالمناسبة شجيرات ارز على الحضور.

وعرض في المناسبة فيلم وثائقي عن مسيرة الدكتور دبغي من اعداد وتنفيذ دائرة العلاقات العامة التي وزعت اسطوانات على الحضور.

كما قدمت السيدة صقر لوحة زيتية للفنان غاندي ابو دياب الى عقيلته والتمثال من نحت الفنان عساف عساف.

واخيرا تسلمت عقيلة دبغي ارزة على ان تزرعها لاحقا عند قبره في الولايات المتحدة.

 

أبو ناضر دعا في مؤتمر صحافي الى تحقيق علاقات خاصة ومتزنة مع سوريا: يجب أن يتم تكريس الاستقلال والسيادة النهائية للدولتين وترسيخ حيادية لبنان

وطنية -15/12/2008 (متفرقات) عقد المنسق العام ل"جبهة الحرية" الدكتور فؤاد أبو ناضر مؤتمرا صحافيا تحدث فيه عن "موقف الجبهة من اتفاق الطائف ومعاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق بين لبنان وسوريا"، وقال:"لا بد في البداية من توجيه تحيتين الى رجلين كبيرين الدكتور شارل مالك في ذكرى الستين لاعلان شرعة حقوق الانسان، والشهيد الصديق العزيز جبران تويني الذي دفع دمه ثمنا لاجل الكلمة الحرة".

وتحدث عن وثيقة الوفاق الوطني التي اعتمدها النواب اللبنانيون في الطائف وقال:"هي في الأساس تسوية عربية ودولية وليست حلا سياسيا و قانونيا و نهائيا لتنظيم التعددية اللبنانية باسلوب ديموقراطي.فكان على أهل الطائف أن يقوموا بإعداد وثيقة وفاق وطني محددة وواضحة تؤدي الى قيام ميثاق قابل للحياة يحسم الصراع على السلطة بين الطوائف بشكل نهائي حيث كل مجموعة لبنانية تشعر بالحرية والأمان والكرامة والمساواة".

أضاف:"إن الطائف الذي يربط التفاهم الداخلي اللبناني بتفاهم لبناني - سوري هو جدلية بيزنطية مفروغ منها، لن تؤدي الى نتيجة. وينص إتفاق الطائف على وحدة الوطن، لكنه يتجاهل تعددية المجتمع اللبناني، حيث ان الشعب اللبناني يتكون بشكل خاص من مكونين ثقافيين: المسيحيون اللبنانيون، والمسلمون اللبنانيون (سنة و شيعة ودروزا). وانطلاقا من هذا المعطى، يجب أن نجد صيغة جديدة وعصرية تؤمن لكل اللبنانيين الحرية والامان والكرامة والمساواة.ان الجبهة ترى ان افضل صيغة تحافظ على هذه التعددية الحضارية والثقافية يكمن في اعتماد النظام المناطقي".

وعن دور الاغتراب لفت ابو ناضر الى ان المغتربين اللبنانيين يلعبون دورا إقتصاديا مهما، حيث يصل عددهم الى ملايين الأشخاص الناخبين، ومن المهم جدا إعطاءهم حق التصويت. لذا نقترح إنشاء 6 دوائر اغترابية (أميركا الشمالية وأميركا اللاتينية وأفريقيا والشرق الاوسط وأوروبا وأوقيانيا) لإنتخاب 12 نائبا إضافيا (6 مسيحيين و6 مسلمين).

معاهدة الاخوة مع سوريا

وعن معاهدة الاخوة والتعاون مع سوريا قال:"تنص الاتفاقية على ديبلوماسية مشتركة على المستويين الدولي والعربي، و تتألف الكونفيدرلية اللبنانية السورية من أجهزة مؤسساتية كالمجلس الاعلى للتعاون اللبناني السوري، الذي يجمع رئيس الجمهورية في كلا الدولتين وكل من رئيسي مجلس الشعب والنواب، رئيسي مجلس الوزراء ونائبي رئيس مجلس الوزراء. و للمجلس الاعلى صلاحية وضع المعاير للعلاقات بين البلدين".

وقال:"ان معاهدة الاخوة هي جائرة وغير عادلة بحق لبنان. لتناقضها و روح الميثاق الوطني التي أعلنها رياض الصلح: "لبنان هو بلد مستقل، لا تلزمه أي إتفاقية، أو أي معاهدة في ما يتعلق بأي دولة". من جهة ثانية لا يتطابق الطائف مع روحية الميثاق الوطني لانه ينص على علاقات مميزة مع سوريا. من المؤكد أن المسألة لم تعد مسألة علاقات مميزة وأخوية أو إستراتيجية ولكنها مسألة علاقات خاصة، متزنة وندية لما فيه صالح البلدين.لذا وجب على مجلس النواب اللبناني الغاء هذه المعاهدة وكافة مفاعيلها ومن ضمنها المجلس الأعلى اللبناني السوري".

وختم قائلا:"من أجل تحقيق علاقات خاصة ومتزنة بين الدولتين وإزالة شعور الخوف والخشية الناتجة عن الحروب والاحتلال، وإنشاء ثقة متبادلة، يجب أن يتم تبادل ديبلوماسي لتكريس الاستقلال والسيادة النهائية لكلا الدولتين، بالاضافة الى ترسيخ حيادية لبنان حيث يجب أن تكون إيجابية ودائمة مع ضمانة دولية".

 

النائب جنبلاط ل"لأنباء": لمقاربة الاستحقاق الانتخابي بروح المسؤولية الوطنية

نتطلع إلى قانون يطورالنظام السياسي وفق الطائف ويحرره من القيود الطائفية

لاجراء الانتخابات بتنافس سياسي في أجواء هادئة بعيدا عن التشنج او الترهيب

وطنية - 15/12/2008 (سياسة) ادلى رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط بموقفه الاسبوعي لجريدة "الأنباء" الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي ينشر غدا، قال فيه :"بمعزل عن الملاحظات الشكلية التي رافقت ولادة الهيئة الوطنية للاشراف على الانتخابات، ولكن لعلها تكون بداية للمسار الانتخابي المنتظر بحيث تشكل الانتخابات النيابية المقبلة محطة وطنية يتم خلالها التنافس السياسي ضمن أجواء هادئة بعيدا عن التشنج والتوتر أو الترهيب والتهديد".

اضاف: "إن قدرة القوى السياسية على مقاربة هذا الاستحقاق الهام بروح المسؤولية

الوطنية وبقدر كبير من الاحترام للاصول الانتخابية من شأنها أن تؤسس لمرحلة جديدة يكون عنوانها الرئيسي إعادة تأسيس الثقة بين مختلف الاطراف وإعادة الاعتبار الى المصداقية المتبادلة بينهم، كما أنه يمهد لقيام مشروع الدولة التي تراعي هواجس كل الأطراف وتحمي كل المواطنين من دون إستثناء".

وتابع: "إننا نتطلع مستقبلا الى قانون انتخاب جديد مغاير للقانون الحالي الذي كانت اعتراضاتنا واضحة عليه منذ البداية، الا أن الظروف السياسية حتمت اعتماده، على أمل الوصول الى تطبيق ما جاء في اتفاق الطائف لناحية تشكيل مجلس شيوخ يهتم بالقضايا الوطنية الكبرى ويراعي تمثيل الطوائف، وينتخب مجلس نواب خارج القيد الطائفي وذلك من شأنه أن يحقق تقدما ملموسا على مستوى تطوير النظام السياسي اللبناني وتحريره تدريجا من قيوده الطائفية المتخلفة".

وقال: "على مستوى القضايا المعيشية، لا بد من تأكيد أهمية قطاع النقل العام لما له من فوائد للمواطنين من حيث مساهمته في تخفيف الاعباء، وبات من الضروري شراء حافلات جديدة، كما أن من الضروري تنظيم قطاع سيارات الاجرة من خلال ضبط السيارات المخالفة وغير الشرعية عبر قوى الامن الداخلي، وهذه مسألة لها انعكاساتها أيضا على واقع النقل في لبنان.

من ناحية أخرى، من الضروري التحسب للاحتباس الحراري وترشيد إستعمال المياه بحيث قد نصل الى مرحلة نعاني فيها الشح بسبب نقص الامطار وغياب مشاريع التخزين والبرك الجبلية والاصطناعية والسدود. إن قطاع المياه يستأهل إهتماما خاصا ويستوجب تنفيذ خطة عاجلة من خلال إطلاق جملة من المشاريع الحيوية والضرورية التي تؤسس لواقع جديد يتيح الافادة القصوى من المياه".

وختم: "اخيرا، في المجال الفلسطيني، لا بد من إستنكار التصريح الأخير لوزيرة الخارجية الاسرائيلية الذي تحدثت فيه عن تهجير جديد لعرب 1948 وتطبيق سياسة ما يعرف ب "الترانسفير"، وهو يؤكد عنصرية إسرائيل ورفضها المطلق لأي حلول سياسية تتيح إنهاء الصراع العربي- الاسرائيلي وفق قاعدة مبادرة السلام العربية التي أقرت في قمة بيروت وتم تأكيدها في قمة الرياض. إن هذا التعنت الاسرائيلي يعكس في جانب منه السياسات العدوانية التي تمارس ضد الشعب الفلسطيني الذي لا بد له من أن يستمر في النضال ضد الاحتلال، وهذا النضال يستوجب إعادة توحيد القرار الوطني الفلسطيني والحفاظ على إستقلاليته بعيدا عن أي إعتبارات أو مصالح خارجية".

 

الاتحاد السرياني" اكد دعمه ل "مشروع ثورة الارز وبناء دولة حديثة"

وطنية- 15/12/2008 (سياسة) اكد حزب "الاتحاد السرياني" ان "الاغتراب اللبناني وخاصة في السويد جاهزا دائما لدعم مشروع ثورة الارز وبناء الدولة اللبنانية الحديثة التي تتمثل او لا بدعم الجيش اللبناني وحصر السلاح بيده في المناطق اللبنانية كافة. واعلن الحزب في بيان بعد اجتماع مكتبه السياسي "ان جميع الاحزاب والمؤسسات العلمانية والدينية التي اجتمع بها رئيس الحزب ابراهيم مراد خلال وجوده في السويد اكدت دعمها لقوى 14 اذار وخصوصا في الانتخابات النيابية المقبلة لانها تعتبر عن طموحهم السياسي الوطني". وأسف الحزب "لتهديد بعض وزراء المعارضة باستعمال الثلث المعطل والتلويح بالانسحاب من جلسات مجلس الوزراء بهدف ابتزاز رئيس الحكومة والاكثرية". كان مراد توجه الى السويد والتقى قيادة الاتحاد السرياني الاوروبي ومطران السويد والدول الاسكندنافية للسريان عبد الاحد كلو شابو بالاضافة الى مؤسسات علمانية ودينية.

 

الرئيس بري ترأس اجتماعا لكتلة "التنمية" وتلقى برقيتي تهنئة وابرق الى رئيس غينيا بيساو شاكرا اهتمامه بكشف قتلة لبنانيين

وطنية - 15/12/2008 (سياسة) ترأس رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري بعد الجلسة العامة اليوم، إجتماعا لكتلة "التنمية والتحرير" في حضور الوزير غازي زعيتر والنواب: سمير عازار، أنور الخليل، عبداللطيف الزين، ميشال موسى، انطوان خوري، ياسين جابر، علي بزي، علي حسن خليل، عبدالمجيد صالح، قاسم هاشم، انطوان خوري، ناصر نصرالله وعلي خريس, وجرى خلال الإجتماع عرض لجلسة مناقشة الحكومة التي ستعقد غدا.

من جهة اخرى، تلقى الرئيس بري برقية تهنئة بمناسبة عيد الاضحى المبارك من رئيس الجمهورية الاسلامية في ايران محمود احمدي نجاد.

كما تلقى برقية تهنئة وشكر من نائبة رئيس البرلمان الاوروبي رودي كراتزا. وارسل الرئيس بري الى رئيس جمهورية غينيا بيساو جواو بيرناردو فييرا برقية شكره فيها على رعايته للجالية اللبنانية واهتمامه الشخصي "بكشف وانزال حكم العدالة بالذين ارتكبوا الحادث الذي ادى الى مقتل مواطنين لبنانيين وجرح آخرين". كما ارسل برقيتين مماثلتين الى رئيس الحكومة كارلوس كورييا ووزيرة الخارجية ماريا كابرال.

 

يكن: الدعوة الى تعديل الطائف لعب بالنار

نهارنت/استغرب رئيس "جبهة العمل الاسلامي" فتحي يكن أن ينبري فريق من اللبنانيين وبعض الزعامات السياسية للدعوة الى تعديل ميثاق الوفاق الوطني، الذي جرى توقيعه في الطائف، والذي أسهم في إخراج لبنان من حرب أهلية أكلت الأخضر واليابس، معتبراً ان الدعوة الى التعديل لعب بالنار ودخول في المجهول.

وتساءل يكن في تصريح اليوم: "لماذا يطرح تعديل الطائف اليوم في وقت دخل فيه البلد مرحلة التحضير للانتخابات النيابية، فضلا عن أن آثار المرحلة السالفة لما تنتهي فصولا وتداعيات حتى اللحظة". وأضاف: "صحيح أن الاتفاق ليس نصا مقدسا من كتاب سماوي، وأنه قابل للمراجعة والتعديل، ولكن الصحيح كذلك أن المناخ الطائفي والمذهبي لا يسمح بالمغامرات والدخول في المجهول، وخصوصا وأن في الاتفاق بنودا مهمة وأساسية لم يجر تنفيذها الى الآن".

وامل يكن "أن يقفل باب الإجتهاد اليوم حول تعديل الطائف، ويفتح الباب أمام كل ما من شأنه نزع فتائل التفجير ورص الصفوف واشاعة أجواء المصالحات". 

 

آكرمان اكد ل14 آذار ثبات السياسة الاميركية تجاه لبنان...وبري رفض استقباله

نهارنت/ابلغ وفد الكونغرس الاميركي الامانة العامة لقوى 14 آذار ان الادارة الاميركية الجديدة ملتزمة بالخطوط والسياسات العريضة للادارة السابقة تجاه لبنان، فيما رفض رئيس مجلس النواب نبيه بري استقبال الوفد برئاسة السيناتور غاري آكرمان. وذكرت صحيفة "السفير" ان وفد الكونغرس أكد ان هناك ثوابت لا تتغير مع تغير الادارة، والتبدل الوحيد قد يطال بعض اللمسات الخاصة وليس جوهر الموقف. وطمأن الوفد الى ان لا إمكانية لعقد أي صفقة حول المحكمة الدولية مع أي كان، لان الولايات المتحدة لم تعد لديها أي سلطة على المحكمة التي أصبحت موجودة ضمن الاطار الدولي الاوسع. وتطرق الوفد الى مسألة الانفتاح الغربي على سوريا، فاشار الى ان الاميركيين يراقبون ما يقوم به الفرنسيون الذين يجربون حظهم مع دمشق، ملاحظا ان السوريين لم يقابلوا بعد الانفتاح الفرنسي بخطوات عملية ملائمة، وهذ الملف هو في كل الحالات "تحت المراقبة".

واضافت الصحيفة ان ممثلي 14 آذار طرحوا ضرورة الاستمرار في دعم الديموقراطية والاستقرار في لبنان، وتعزيز الجيش اللبناني بكل ما هو متاح، ووجوب ان تطبق سوريا ما تم الاتفاق عليه بخصوص العلاقات الدبلوماسية ومقررات الحوار الوطني التي تصب في خانة تعزيز سيادة لبنان واستقلاله. وطالب ممثلو 14 آذار ان يوظف الانفتاح الغربي على سوريا للمساعدة في ترسيم الحدود مع لبنان وضبطها إضافة الى غيرها من المطالب اللبنانية. كما طالبوا بأن تؤدي واشنطن دورا في سحب إسرائيل منها ووضعها في عهدة الامم المتحدة كمرحلة انتقالية بانتظار ان يبت لبنان وسوريا في ترسيم حدودها، لان الانسحاب من مزارع شبعا هو مدخل أساسي لتحقيق التهدئة التي تسعى اليها واشنطن في المنطقة. وعلمت صحيفة "السفير" ان طلب الوفد الاميركي لقاء بري تم قبل وصوله الى بيروت، الا ان رئيس المجلس رفض ذلك بشكل قاطع، وخصوصا ان الوفد هو برئاسة آكرمان الذي استفز اسمه رئيس المجلس.

وكان آكرمان ادلى بتصريح منذ مدة شن فيه هجوما عنيفا على قوى 8 آذار والمعارضة في لبنان ولاسيما حركة امل وحزب الله والتيار الوطني الحر وقال عنهم انهم "يلحسون الحذاء السوري". وذكرت مصادر نيابية لصحيفة "الحياة" ان بري رفض تحديد الموعد على رغم تدخل السفارة الأميركية في بيروت لإقناعه باستقبال آكرمان. وعزت المصادر السبب الى ان اكرمان كان زار بيروت في الفترة التي كان فيها جيفري فيلتمان سفيراً للولايات المتحدة في لبنان وانه وجه في حينها انتقادات لقوى 8 آذار خارجة عن المألوف واستخدم فيها تعابير نابية في شأن العلاقة مع سورية ما اضطر حركة أمل الى الرد عليه بقسوة. 

 

كرامي: انا مع تعديل الطائف لكن ليس لأخذ صلاحيات رئيس الحكومة

نهارنت/أكد رئيس مجلس الوزراء السابق عمر كرامي انه مع تعديل اتفاق الطائف من اجل التخلص من الطائفية وليس لأخذ صلاحيات رئيس مجلس الوزراء وإعطائها الى رئيس الجمهورية، معتبراً ان "طالما أي دستور يحمي هذه الطائفية ويزكيها فان لبنان لن يفلت من هذه الفوضى التي هو مربك فيها". واعتبر كرامة بعد عودته من السعودية، أنه لم يحن الوقت بعد لتعديل إتفاق الطائف، مشيراً الى انه "ليس قرآنا ولا إنجيلا" وفيه ثغرات. واعتبر ان هناك سوء فهم لصلاحيات رئيس مجلس الوزراء في إتفاق الطائف، "فالبعض يعتقد عن جهل أو عن سوء نية بان إتفاق الطائف أخذ صلاحيات رئيس الجمهورية وأعطاها الى رئيس الحكومة وهذا غير صحيح"، مضيفاً ان "كل وزير بحسب الطائف في وزارته أقوى من رئيس الحكومة". وعن الدور الذي يمكن ان تلعبه السعودية في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الطرابلسيين في الانتخابات النيابية المقبلة، قال انه إذا "لم تتوحد الدول العربية وتضع إمكانياتها في خدمة الوطن العربي والامة الاسلامية ككل، فان لبنان لن يرتاح، لانه الساحة المهيأة لكل هذه المعارك الجانبية". واضاف: "نحن عندما ذهبنا الى مصر وعندما ذهبنا الى إيران كان هذا حديثنا مع الجميع ولا نزال على رأينا، والكل يقول بأنه إذا لم يكن هناك تفاهم سعودي سوري لن يكون هناك راحة او إستقرار في لبنان". وعما إذا كان ذلك واردا في القريب العاجل، قال الرئيس كرامي: "إن شاء الله، وعلى كل المخلصين أن يسعوا في هذا الطريق". 

 

السيد يضرب عن الطعام نيابة عن المعتقلين في قضية الحريري

نهارنت/ينفذ اللواء الركن جميل السيد اعتباراً من صباح الاثنين اضراباً رمزياً عن الطعام لمدة 24 ساعة "بالنيابة عن المعتقلين سياسياً وتعسفياً" في جريمة اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري. وقال بيان صادر عن مكتب السيد أن الخطوة تأتي "احتجاجاً على اخفاء مدعي عام التمييز سعيد ميرزا والمحقق العدلي صقر صقر الرأي المسلم اليهما من رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي دانيال بلمار لمصلحة البت في تلك الاعتقالات استناداً الى معطيات التحقيقات التي جاءت لمصلحة الافراج عنهم". وأضاف المكتب أن "الإضراب الرمزي هو مقدمة لإضراب مفتوح لاحقاً، بخاصة بعدما ابلغ القاضي ميرزا أحد وكلاء الدفاع، وكذلك القاضي صقر أنه ستتم المماطلة بالاعتقال التعسفي بحجة أن لجنة التحقيق الدولية لا تزال ترسل الى القضاة بعض المعلومات المتفرقة". وقالت الناطقة باسم اللجنة راضية عاشوري لصحيفة "الأخبار" إنه في ما خص قضية الموقوفين فإن القاضي بلمار كان واضحاً في الإشارة الى أن الأمر من مسؤولية القضاء اللبناني. وقالت عاشوري "إن اللجنة قدمت كل ما لديها من معلومات الى الجهات اللبنانية المسؤولة حصراً عن هذا الأمر، وإن اللجنة ترى أنه ليس للقضاء اللبناني العودة الى اللجنة لاتخاذ القرار بشأن استمرار التوقيف أو إخلاء السبيل". وقال مرجع قضائي للصحيفة إن بت مصير الموقوفين لا يمكن أن يكون قبل أن ترسل لجنة التحقيق كل ما لديها، وهي لم تفعل ذلك حتى الآن. واشار المرجع الى أن الاتفاقية المعقودة بين لبنان والأمم المتحدة في ما خص التحقيق والمحكمة الدولية، حاسمة لناحية أن لبنان سيسلّم قبل الأول من آذار كل ما لديه بخصوص التحقيق، من ملفات موثقة وأدلة وموقوفين. يذكر ان التقرير الاخير للامين العام للامم المتحدة بان كي مون اشار الى انطلاق عمل المحكمة الدولية في قضية اغتيال الحريري في آذار المقبل. 

 

خطة سورية جاهزة لتعطيل الانتخابات اللبنانية 

بيروت - القناة : 15/12/2008 

كشفت مصادر سياسية مطلعة لـ  أن خطة سورية وضعت فعلاً لتعطيل الانتخابات النيابية فى لبنان، بسبب التقديرات والإحصاءات التى باتت تقول إن حلفاء سورية لن يحققوا الأغلبية النيابية، وبالتالى فإن 14 -آذار- ستأخذ هذه الغالبية مرة جديدة .

وأضافت المصادر أن كل التقديرات باتت تتحدث عن فوز قوى 14 -آذار- فى الانتخابات النيابية أيًا كانت العوامل التى سوف ترافق إجراء هذه الانتخابات، ولهذا فإن السلطات السورية لن تترك الأمور تذهب إلى حد مشاهدة الخسارة أمام شاشات التلفزيون بل ستتحرك قبل ذلك لإعاقة إجراء الانتخابات النيابية .

وتوجز المصادر المعطيات التى أملت التوجه السورى الجديد بالآتى :

1- أفادت استطلاعات الرأى المحايدة أن قوة العماد ميشال عون فى الشارع المسيحى قد تدنت إلى درجة كبيرة، بحيث بات صعبًا أن يكرر عون إنجاز العام ،2005 أى أن يكتسح الانتخابات فى الأقضية المسيحية، وهذه الصعوبة تأتى من المواقف الأخيرة للعماد عون ومن كل المسار الذى انتهجه بعد عودته من باريس، حيث عمد يومها إلى بناء معركته على محاربة التحالف الرباعى وعلى المطالبة بنزع سلاح -حزب الله-، فيما هو اليوم بات فى المقلب الآخر، أى بات أسيرًا للمحور السورى - الإيرانى، وهذا ما أضعفه مسيحيًا من نسبة الـ70% إلى نسبة الـ30%، وهذا ما لن يؤهله لخوض معارك ناجحة فى الأقضية المسيحية التى باتت قوى 14 -آذار- قادرة فيها على كسر احتكار عون، وعلى اقتسام المقاعد النيابية وإياه أو الفوز بها جميعًا .

خلافات 8 -آذار-

2- أفادت المعطيات عن خلافات كبرى فى أوساط 8 -آذار- خصوصًا بين المردة والتيار العونى والقومى السورى والبعث وحركة أمل وهذه الخلافات تأخذ طابعًا حادًا وصامتًا فى آن وتحاول القيادة السورية جمع الحلفاء تحت شعار لا صوت يعلو على صوت المعركة أى لكسب المعركة وعدم التفريط بها. وأبرز الخلافات هى خلاف عون وفرنجية فى زغرتا، حيث قام الثانى بإعلان لائحته بشكل منفرد ما أدى إلى احتجاج شديد فى القاعدة العونية فى قضاء زغرتا، بسبب قيام فرنجية باستبعاد المرشح العونى فايز كرم.

وعلمت  أن تواطؤا بين فرنجية وصهر عون جبران باسيل حصل على هذا الموضوع لاستبعاد فايز كرم الذى يعد القيادى الأكثر شعبية فى الشمال والذى يهدد وضع جبران باسيل.

ومن الخلافات أيضًا بين أجنحة 8 -آذار- الخلاف بين عون ورئيس مجلس النواب نبيه برى على مقاعد جزين حيث يريدها عون جميعًا، فيما يريد برى الاحتفاظ بمقعد النائب سمير عازار والمقعد الكاثوليكى. ويمتد الخلاف أيضًا إلى قضاء الزهرانى؛ حيث يريد عون ترشيح أحد قيادييه للمقعد الكاثوليكى فى هذا القضاء فى حين يشترط برى أن يتم ترشيح شيعى موالٍ له فى قضاء زحلة وآخر موالٍ له فى بعبدا كى يقبل بهذه المقايضة، أما عن الحزب القومى والتيار الوطنى فهناك خلافات كبيرة، أهمها على أحد المقاعد المارونية فى المتن الشمالى التى يريد القوميون ترشيح أحد أصدقائهم هناك، وتم التداول باسم هؤلاء، وهو مقرب من الرئيس السورى بشار الأسد الذى تعرف عليه خلال أحد المعارض العلمية فى الخليج العربى منذ فترة طويلة واستدعاه إلى دمشق وسلمه أحد المواقع المهمة المعنية بالمعلوماتية، هذا المرشح يريده القوميون فى المتن فيما يرفض عون معللا السبب بأنه يضعفه أمام خصميه الكتائب والقوات اللبنانية .

.. وخلافات فى المناطق السنية

والخلافات بين قوى 8 -آذار- تمتد إلى معظم المناطق، خصوصا السنية من حيث بدا التنافس فى طرابلس والبقاع الغربى وبيروت على أشده، وبفعل هذه الخلافات التى تسعى القيادة السورية لحلها عبر التدخل المباشر وتشكيل اللجان التى سيشرف عليها الأسد شخصيا لايبدو فريق الثامن من -آذار- فى أفضل أيامه انتخابيا ولذلك فإن المعطيات تشير إلى نية تعطيل هذه الانتخابات تفاديا للخسارة .

3- فى تفاصيل الإحصاءات التى أجرتها أكثر من هيئة مستقلة أن الأقضية المسيحية ستتوزع ولاءاتها كالآتى :

قضاء بشرى: أرجحية للقوات اللبنانية سوف تمكنها من الفوز بالمقعدين المخصصين لهذا القضاء.

قضاء الكورة: قوة كبيرة لتحالف القوات اللبنانية، الكتائب اللبنانية وتيار المستقبل، وهذه القوة قادرة على الفوز بالمقاعد الثلاثة لهذا القضاء علما بأن جعجع يقدر قوة القوات اللبنانية بأنها توازى قوة المردة والقوميين والعونيين مجتمعين فى هذا القضاء.

قضاء البترون: يعترف العونيون فى هذا القضاء بأن ليس لديهم مرشح قوى فى جرد البترون إلى جانب صهر عون جبران باسيل، وتقول الإحصاءات إن القوة الناخبة لبطرس حرب والقوات اللبنانية والكتائب ستكون قادرة على الفوز بمقعدى هذا القضاء.

قضاء جبيل: القوة الانتخابية لعون تتفوق على خصومه فى هذا القضاء بسبب مناصرة الكتلة الشعبية المرجحة له وسبب وجود قواعد عونية وكتلوية سابقة تؤيده، ولذلك تقول الإحصاءات إن عون قادر على الفوز بالمقاعد الثلاثة فى هذا القضاء.

قضاء كسروان: يتفوق عون على الكتائب والقوات اللبنانية فى هذا القضاء ومن المرجح أن يفوز بنسبة مائة بالمائة بحيث ينال المقاعد المارونية الخمسة فى كسروان.

قضاء المتن الشمالى: سوف تدور معركة طاحنة فى هذا القضاء بين عون وحليفه حزب الطاشناق من جهة وتحالف الكتائب القوات نسيب لحود وميشال المر من جهة ثانية، وتعطى الإحصاءات ترجيحا طفيفا لـ14 -آذار- مع احتمال أن يتعزز هذا الترجيح بعد زيارة عون لسورية .

قضاء بعبدا: يتفوق العماد ميشال عون فى هذا القضاء لأن قواعده قوية جدا وتناصرها الكتلة الشيعية المرجحة، ولهذا تقول الإحصاءات إن عون سيفوز بالمقاعد الستة لهذا القضاء .

دائرة بيروت المسيحية: يتفوق حزبا الكتائب والقوات على عون فى هذه الدائرة حيث سيترشح ابن بشير الجميل نديم وابنة جبران ثوينى نايلة، ومن المتوقع أن تفوز 14 -آذار- بالمقاعد الخمسة فى هذه الدائرة .

قضاء زحلة: تقول الإحصاءات إن قضاء زحلة سيحقق مفاجأة كبرى لصالح فريق 14 -آذار-، بحيث سيخسر عون وحليفه سكاف المقاعد السبعة فى هذا الفضاء، نظراً لتحول الرأى العام المسيحى عن سياسة عون وسكاف، ولوجود كتلة سنية كبيرة يمكنها أن تحسم المعركة فى هذا القضاء، بحيث يخسر تحالف سكاف وعون وقد لا يخوض هذه المعركة الاسكاف نفسه، لكن دون أن تستطيع الاتيان بأى نائب معه .

قضاء حزين: محسوم مبدئياً وفق كل الاستطلاعات لتحالف عون مع أمل و-حزب الله- .

وبناء على هذه القراءة الأولية القريبة من الواقع، فإن فريق 14 -آذار- سيحصد ما بين 64 و70 نائباً فى البرلمان، ما يعنى أنه سيستعيد أكثريته، وبالتالى فإن إيران وسورية وحلفاءهما سيعمدون إلى تعطيل الانتخابات، والأساليب ويمكن أن تكون كثيرة .

عودة الاغتيالات

وتوقف المراقبون كثيراً أمام تصريح النائب السابق سليمان فرنجية حول توقعه حصول اغتيال لشخصية كبيرة لتعطيل الانتخابات النيابية، وقرأ رموز 14 -آذار-، فى هذا التصريح نذيراً لسورية بالاستعداد لفعل كل شىء لمنع 14 -آذار- من الفوز فى الانتخابات، حتى ولو كان الثمن تفجير لبنان مرة ثانية عبر الاغتيالات والتفجيرات المتنقلة .

ويقول قطب كبير فى 14 -آذار- لـ  : إن السوريين يمكن أن يلجأوا مرة جديدة إلى هذا الأسلوب لمعرفتهم بأن الاتكال على حليفهم عون فى المناطق المسيحية لن يكون ذا جدوى، لأن عون بدأ يخسر فعلاً القدرة على إمساك الأرض .

ويتساءل القطب: هل سيقوم السوريون بهذا العمل مرة جديدة وبسهولة ؟

وأضاف: لا أعتقد أن الهامش مازال واسعاً أمام السوريين كما كان فى السابق، فالحوار السورى الفرنسى مشروط بتحقيق الاستقرار فى لبنان، وأى انتكاسة جديدة سوف يتم تحميل مسؤوليتها للسوريين أوروبياً ودولياً، لأن سورية موضوعة تحت المجهر، ولن تستطيع التصرف بحرية كما فى السابق .

وقال القطب فى 14 -آذار-: كلما اقتربنا من موعد بدء المحاكمة فى قضية اغتيال الرئيس الحريرى فى الأول من مارس -آذار-، كلما بدأ الخطر يعود من إمكان تفجير الساحة اللبنانية، فالمعطيات المتوافرة عن التحقيق الدولى تصل كلها إلى خلافات مفادها أن الأمن السورى يقف وراء الذين نفذوا عملية الاغتيال، وبالتالى فإن بدء المحاكمة سوف يغير جذرياً فى المشهد اللبنانى، خصوصاً أن نتائج هذه المحاكمة وكشف الأسماء والجهات الضالعة فى اغتيال الحريرى سوف يكون لها انعكاسات كبيرة على مجرى الانتخابات.. والجميع فى لبنان -كما أضاف القطب- يعرف أن جهات لبنانية ضالعة فى عملية الاغتيال بنسبة أو أخرى .

وبموازاة هذا الكلام يمكن ترقب تطورات سريعة على خط الانتخابات النيابية، لكن ما يصل من تقارير إلى الكثير من المسؤولين فى لبنان، يقول إن معركة الانتخابات ستكون فاصلة، وإن كل الأسلحة ستستعمل لإفشالها إذا لم تكن نتائجها كما يشتهى المحور السورى- الإيرانى.

 

عندما يضرب جميل السيد عن الطعام!

2008-12-15 المصدر: النهار

أفاد المكتب الاعلامي للواء الركن جميل السيد أنه "سينفذ اعتبارا من صباح اليوم الاثنين اضرابا رمزيا عن الطعام لمدة 24 ساعة بالنيابة عن المعتقلين سياسيا وتعسفيا في ملف اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وذلك احتجاجا على اخفاء المدعي العام التمييزي سعيد ميرزا والمحقق العدلي صقر صقر، الرأي المسلم اليهما من رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي دانيال بلمار لمصلحة بت تلك الاعتقالات استنادا الى معطيات التحقيقات التي جاءت لمصلحة الافراج عنهم".

واضاف السيد "ان هذا الاضراب الرمزي مقدمة لاضراب مفتوح خصوصا بعدما أبلغ القاضي ميرزا الى أحد وكلاء الدفاع، وكذلك القاضي صقر، انه ستتم المماطلة في الاعتقال التعسفي بحجة ان لجنة التحقيق الدولية لا تزال ترسل الى القضاة بعض المعلومات المتفرقة، في حين أن اللجنة أبلغتهم رسميا في تقريرها الاخير أنها سلمتهم كل شيء يتعلق بالضباط وأن عليهم القرار من دون العودة اليها مطلقا، خصوصا بعد مرور اكثر من ثلاث سنوات على هذا الاعتقال".

  

 المسيحيون بين عون وشيحا

2008-12-15 الكاتب: أيمن جزيني المصدر: ملحق النهار »

لم يسبق للبنان ان احتاج الى مسيحييه كما هو الآن. الباعث على هذه الحاجة يكمن في المفترق الخطر الذي وُضع لبنان عنده. ذلك ان الخيارات المطروحة على المسيحيين صارت بين ميشال شيحا وميشال عون، بعدما اختار الاخير ارتداء العباءة الشامية، وحسم في نوازعه السياسية.

لا يمكن في أي حال من الاحوال تحميل المسيحيين مسؤولية ما انتهت إليه حال البلد. فكما ان الطوائف الاخرى تصلبت في خياراتها السياسية وصدّرت من تشاء في مقاماتها السياسية، فإن للمسيحيين ان يختاروا ويسمّوا في ادارة شؤونهم الأهلية بإزاء الجماعات الاخرى.

إلا ان السجال وضرورة حثهم على البحث في الخيارات، يندرجان في سياق المدخل لجلاء عناصر الانقسام الداخلي حول موقع لبنان من مختلف القضايا المطروحة علينا، حيناً من ضمن اجندة محلية وأحياناً قسراً بطموحات تريد البلد "ساحة" خلفية لها ومسرحاً وسبيلاً لتحقيقها، وهو ما لم يرتضه المسيحيون يوماً، بل قدّموا انفسهم ذوداً عن لبنان الموحد المنسجم مع محيطه.

لا تخلو زيارة النائب ميشال عون لسوريا من أخطار، ليس أقلها انها تخدم فكرة خلق تناقض بين مسيحيي المشرق والبنية الاسلامية فيه. فطرح مقولة التصدي لمهمة حماية المسيحيين كأحد أبرز عناوين الزيارة، يعني ان المسيحية في الشرق في خطر، وهي اذا كانت كذلك، فإن النقيض منها لا يتم في السياق الذي حصل. المسار الذي وُضعت الزيارة على سكّته يشي بأن السنّة هم العدو، وبأن التصدي له يتم بتحالف شيعي - علوي - ماروني يحمي أقليات المشرق.

أكثر من ذلك، فقد أعطيت "مسيرة" القديس عون بعداً تاريخياً، وكأن سوريا هي الأهم تاريخياً للمسيحيين أكثر من فلسطين، وعلى قاعدة إنه إذا كانت الأخيرة مهد ولادة المسيح، فان الاولى (سوريا) هي الأرض التي انتشرت منها المسيحية.

الذين سعوا في مسالك هذا السياق، اغفلوا التساؤل عن المستفيد من وضع المسيحيين عموماً، والموارنة خصوصاً، في وجه الاسلام السني، وهم شركاؤه في تجربة الاستقلال عام 1943، حتى ليبدو الامر كأنه استعادة لخيارات سياسية في معاداة المنطقة وتوجهاتها السياسية. للمراقب ان يتبرع بالاجابة والمسارعة الى اتهام اسرائيل بوصفها الرابح الابرز عبر التبرؤ من إدانتها بتهمة تصفية الوجود المسيحي في الاراضي الفلسطينية ، كما يحدث في بيت لحم وعكا.

يسع أياً كان التنبه الى ان في ذلك إبعاداً وإقصاءً لفكر ميشال شيحا الذي رأى في لبنان التعايش بين مسيحييه ومسلميه أهمّ "مقاومة" حضارية لفكرة بناء الدولة الصهيونية في فلسطين. وفي الامر أيضاً تهميش لكل ما قام به الوزير السابق ميشال اده لجهة إرساء وعي سياسي جمعي عن ان لبنان فكرة نقيضة لإسرائيل.

في كل الاحوال، يمكن فهم هذا الخطاب على انه ربح صافٍ للنظام السوري في سياق بحثه عن دور في مساومة دولية. فشعار "حماية مسيحيي المشرق" يُرفع لتغطية التلعثم الذي تقع تحت وطأته سوريا، منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري. ذلك ان النظام هناك يسعى الى تكريس شعار "حماية المسيحيين" كمقدمة لدور جديد في المنطقة.

يمكن المسيحيين ان يقفزوا فوق تاريخهم في قيادة مشروع التنوير العربي في القرن السابق، ويتجاوزوا الارهاصات الاولى التي شخّصت الخطر الاسرائيلي، لكن لا يمكنهم إغفال ان المسألة الآن تدور حول المسار الذي سيسلكه لبنان. بمعنى موقع البلد الفعلي ضمن مشهد يتركب حثيثاً في لحظة تقاطعات دولية عصية على الفهم والعقل.

الحال هذه، ينبغي إلقاء نظرة أهدأ، وتالياً أصوب، الى حدث تحرير لبنان من الهيمنة السورية، ليس من أجل استعادة السيرة لذاتها، بما سبقها وبما رافقها، انما من أجل الوصول الى جواب عن السؤال الأهم الذي يواجه اللبنانيين جميعاً: لماذا لم يفض الانسحاب السوري الى استقلال توحيدي.

اللبنانيون جميعاً يذكرون الكليشيهات التي أطلقت في اعقاب اغتيال الحريري. فمن جانب جماعة "شكراً سوريا"، انطلقت شعارات نزعت الى القول ان الاعتصامات والشارات لن تؤمّن السلم لنا. تالياً، يصبح مفهوماً لماذا نشهد عودة الى سجال ومناكفات تظهر اللبنانيين، وكأنهم عادوا الى سيرتهم الاولى عشايا انفجار الحرب الاهلية.

تشير الوقائع الى ان رؤية المسيحيين الى هذا الكيان كانت مختلفة الى حد التناقض الانفجاري في بعض الحقب مع تطلعات المسلمين. وهو تناقض جرّ عند محطات معينة الى اضطرابات تلتها كل مرة عودة الى تعايش ووئام، وإن من دون اتفاق على النظرة الى الوطن والدور. لكن التاريخ عينه ظل يدفع ابناء لبنان، بضغط متساوٍ على كل فئة منهم، وعلى مدى طويل من الزمن، وبعد مسيرة شاقة دامية سار بها كل فريق وكل حزب حتى التقوا في "ساحة 14 اذار".

لكن ما حصل بعد ذلك، كان يبعث على القلق. فقد خرج عن الاجماع الاهلي والشعبي فريق ادعى زعيمه انه يمثل غالبية لدى المسيحيين والتحق بجماعة "شكراً سوريا" ثم بالجمهورية الاسلامية في ايران ثم منها الى سوريا.

الحال هذه، فإن المسيحيين في حاجة الى تجدد سياسي يعيد البلد الى جادة الصواب السياسي. فعون لا يحب إلا التطرف، ولم يسبق له ان بحث عن تسوية يوم كان يزعم ادارة إعادة الدولة، فكانت "حرب الالغاء". كان الوجود السوري - وعن حق - احتلالاً، وتالياً كان لا بد من "حرب التحرير". عمل ليل نهار لاستخراج قانون "محاسبة سوريا"، وكان كل ما يمت الى هذه الدولة بصلة منكراً وباطلاً.

فهو يفاخر بما فعله ماضياً وحاضراً. كان يريد ان يكسر رأس حافظ الاسد، والآن يرى تغييراً في عهد وارثه ويريد ان يطوي صفحة الايام الخوالي مع النظام السوري.

ليس من غير دلالة ان يطلق عون في مداخلته العصماء في جامعة دمشق سهامه على اتفاق الطائف، اي ما استهدفه النظام السوري باغتياله رمز الطائف الاول الرئيس رينه معوض. في هذا المعنى فإن اللبنانيين سيواجهون شهوراً من الاستخدام السوري للجنرال الذي طلب منا الاعتذار. هو لم يفصح عما يريدنا ان نعتذر عنه: اغتيال رؤساء الجمهورية، الحكومة، النواب، ام المفتي، ودوس الطلاب في 7 آب، ام قتل جبران تويني وسمير قصير وجورج حاوي وبيار الجميل.

بين ميشال عون وميشال شيحا سيكون على المسيحيين الاختيار، وعلى المسلمين طمأنتهم لمساعدتهم.

 

جنرال النسيان

2008-12-15 الكاتب: رامي الأمين المصدر: ملحق النهار

ماذا فعل ميشال عون ليستحق كل هذه الإنتقادات على زيارته إلى سوريا؟ ذهب الرجل ليسوّي العلاقات بين البلدين الشقيقين. نسي الماضي، ويتطلع إلى مستقبل واعد. نسي ثلاثين عاماً من الظلم والإستبداد والإحتلال، لأنه رجل عمليّ، يعرف كيف يستطلع المصالح اللبنانية العليا. وهذه المصالح تكمن في عدم العداء لسوريا، بل أكثر، في الإلتحاق بالركب السوري حتى العظم، والذهاب إلى فم الأسد، ليقدّم نفسه فريسة سهلة الهضم.

عون لم يخطئ، ولا يخطئ. هو يعرف تماماً ماذا يفعل. هذا ما يقوله. الجميع تبدّلوا وهو بقي ثابتاً على مواقفه. الجميع نقلوا البندقية من كتف إلى أخرى، وهو حمامة سلام لم يحمل يوماً إلا بندقية الشرعية، ولا يريد غيرها على الأراضي اللبنانية: فقط سلاح "حزب الله" و"أمل" و"القومي" و"المردة"، وهذه كلها أحزاب وطنية لا تبتغي الربح، كما نقول في الشركات والمؤسسات الخيرية. هذه الأحزاب لا تريد إلا مصلحة البلاد، لهذا تقوم بغزوات تطهير في الداخل، وتتحالف مع الشياطين من أجل حماية الحق الذي لا يعلو عليه شيء. وهذه الأحزاب حرّة إلى درجة أن كل شيء مباح بالنسبة إليها، حتى انتهاك حريات الآخرين واستتباع البلاد والعباد، وهذه الأحزاب وطنية إلى درجة أنها تضرب الوطن بعرض الحائط، وهذه الأحزاب قومية حدّ إلغاء كل تمايز محتمل.

ميشال عون يعرف ذلك. يعرف أنه في المكان الصحّ، في قلب العروبة النابض، وفي ركب الممانعين الاشاوس الذين يبقون كل الجبهات مفتوحة، ما عدا جبهتهم، والذين يحاضرون في الوطنية لكنهم من تحت الطاولة يصافحون العدو ويتفاوضون معه. يعرف أن تفاهمه مع "حزب الله" عين الصواب، وأن هذا التفاهم منع عن البلد حرباً أهلية أكيدة، وكأن ما حدث في السابع من أيار ليس اقتتالاً أهلياً ذهب ضحيته أخوة في الوطن الواحد. عون لا يخطئ. هو الجنرال الذي يقبض على التاريخ في يده، ويطوّعه كيفما يريد. يتحول من عميل إلى وطني، من متأمرك إلى عروبي، من عدوّ لسوريا إلى أعزّ صديق وحليف.

لا تنتقدوه. لم يفعل إلا قناعاته واقتناعاته. حظه سيئ. دائماً يقول عكس ما يفعل. دائماً يعاكسه القدر، فيسبح في عكس تياره الإصلاحيّ. نسي الجنرال أن سوريا الأسد أيضاً تحتاج إلى اصلاح. نسي أن المسيحيين هناك لا يستطيعون إلا أن يحتفلوا بالذبيحة الإلهية ويمارسوا طقوسهم الدينية فقط، لكنْ ممنوع عليهم التفكير في السلطة. هي مشكلة ذاكرة. الجنرال ينسى ليس إلا. مشكلته في النسيان. للعمر حقّه على البشر. لكن لماذا يصيب النسيان جماعات بأمها وأبيها؟ لماذا ينسى شباب "التيار الوطني الحرّ" ما كانوا عليه ولا يتنبّهون إلى ما سوف يكونون عليه في المستقبل. لماذا هذا الفقدان المفاجئ للذاكرة؟

استقبلوه هناك استقبال الزعماء والرؤساء والقديسين. طافوا به في كل زاوية من زوايا الشام، وهتف له الشعب السوري كما يهتف "للسيد الرئيس". اختبر الجنرال شعور الديكتاتور حين يمشي بين الجماهير الملزمة أن تطلق له الهتاف، وسمع الكثير من الخطب المكتوبة والمحضّرة مسبقاً، والتي تتباهى بحضرته ومجده وسلطانه. لم يسأل نفسه لماذا هو ليس محبوباً إلى هذه الدرجة في وطنه؟ لماذا لا يهتف الناس كلهم على اختلاف انتماءاتهم ومواقفهم له؟ ألأن سوريا ديموقراطية ولبنان ديكتاتوري؟ لم يسأل الجنرال نفسه اسئلة كثيرة ضرورية حتى ينتبه إلى الخطأ الذي ارتكبه، حينما قبل أن يطوّب في "سوريا الأسد" جنرالاً لإنطاكيا وسائر المشرق، وهو الجنرال العلماني الذي بدأ مسيرته في مؤسسة عسكرية لا تؤمن بالطوائف والأديان. عرفنا الآن لماذا كان يشن الحملات على بكركي وبطريركها. إنها الغيرة. يريد الجنرال أن يكون بطريركاً لموارنة لبنان، ليهتف له جمهوره: "انت البطرك يا جنرال". لكن المسيحية قائمة على الإعتراف، والجنرال لم يعترف بذنوبه ليتخلص منها، بل تجاوز كل الذنوب ليرتكب ما هو أشدّ منها مضاضة.

في سوريا جال الجنرال على المسيحيين. طوّبوه واطمأن إلى شؤونهم وأوضاعهم. عددهم كبير وهم بخير. يأكلون ويشربون ويحتفلون بالقدّاس ويستمعون إلى العظات. لكن الجنرال نسي أن يسأل عن شخص من رعيته المسيحية، عن شخص مسجون منذ سنوات في أقبية البعث المظلمة. نسي الجنرال أن يسأل "نظيره" بشار الأسد عن مناضل مسيحي كبير اسمه ميشال كيلو!

 

الجنرال الشاطر

2008-12-15 الكاتب: سناء الجاك المصدر: ملحق النهار

ساهمت زيارة جنرال الرابية وانطاكيا وسائر المشرق باكتمال قمر التدخل السوري في الشؤون اللبنانية. سطع هذا التدخل بدراً في سمائنا. لم يعد يجدي اي جدل حول المشاهدة. ثبتت الروية. شهود العيان كثر، وجلّهم من حلفاء الشقيقة، طرابين الحبق إياهم، الذين التزموا سياسة المنشار في عهد الوصاية، فكانوا يتوددون صبحاً وعشية الى الرئيس الشهيد رفيق الحريري فيستفيدون منه ويتجسسون عليه لمصلحة أرباب عملهم. وها هم اليوم يغدقون عواطفهم الجياشة على حامي حمى المسيحيين في الشرق. وبالطبع يتجسسون عليه لمصلحة ارباب عملهم. المعادلة بسيطة، فـ"أكل العيش يحب الخفة والفهلوة" و"الشغل مش عيب".

زعيم... ولكن

بمعزل عن القراءات والقراءات المضادة لـ"الزيارة التاريخية"، يبقى ان التحالف بين قوي وضعيف لا يكون تحالفا. ولا يكون عون زعيما فوق العادة لأن هناك من قال له "كن" فكان. لا تُسلَق الزعامات على نار حامية او تُفبرَك بكبسة زر. فهذه الزعامة الهابطة بالمظلة على رؤوسنا لا تقنع حتى حلفاءه المستجدّين والمتكاثرين كالفطر. كلنا نعرف ان النظام السوري الحالي الذي نصّب عون زعيما مسيحيا ليس أكثر من امتداد للنظام السوري السابق الذي رفض رسائله الودية وانبطاحه ليصبح جندياً في جيش الأب وطرده من قصر الاحلام بعد هدمه على رؤوس الذين صدّقوه وصمدوا لأجله. وتالياً لا شيء يمنعهم من ان يتخلوا عنه بعد ذلك. الامثلة كثيرة في تاريخ العلاقات السورية - اللبنانية. آخرها مصير "زعيم" آخر توِّج أميرا لتنظيم "فتح الاسلام". فقد صدر بيان مجهول المصدر جاء فيه ان أمير "فتح الاسلام" شاكر العبسي "اسر او استشهد" على ايدي الاستخبارات السورية، وأعلن تعيين خلف له هو ابو محمد عوض الذي لا يزال يلعب "الغميضة" في مخيم "عين الحلوة على أمل تحويله الى مخيم "نهر البارد" بنسخة جديدة. شاكر العبسي حليف آخر لدمشق اصبح مجهول المصير سواء قُتل او استشهد او انتحر. لا فرق. كذلك الوزير السابق الراحل ايلي حبيقة، تم اغتياله في زمن الوصاية بعدما انتهى دوره الذي بدأ بـ"اتفاق ثلاثي" أعيد بعثه اليوم مع تحالف "حزب الله" وعون والنظام السوري...

محكمة

حليف سوري أشوس اعتبر ان الشقيقة عادت الى لبنان اقوى مما كانت. وقال: "انتهى الامر. النظام السوري يمسك بالورقة الشيعية والورقة المسيحية. ما يعني ان حلفاءه سيحصلون على 72 مقعداً من اصل 128 في الانتخابات النيابية المقبلة. ولا سبب يؤدي الى انزعاج سليمان من الزيارة او التحالفات التي افرزتها. فهو موظف لا أكثر ولا أقل. والمحكمة الدولية ليست ذات شأن. اقصى ما ستتوصل اليه سيكون تحميل مسؤولية الاغتيالات الى متطرفين تكفيريين ممولين من جهة سعودية. الوضع الدولي يتطلب ذلك. وهذا ما سيحصل".

تسخيف دور المحكمة الدولية في تصريحات طرابين الحبق لا يُقرأ الا في سياق التسويق لهدف خطير، وهو ان من يقوله يحاول ان يستبق اي اتهام يوجَّه اليه عندما تحصل اغتيالات في الفترة المقبلة. وذلك لصرف النظر عن الاغتيالات التي ستحصل. هناك معلومات اكيدة ان عدداً من قادة "14 آذار"، الذين عُلم انهم ضمن الاهداف الرئيسية لعملية اغتيالات، اتخذ اقصى درجات الحذر. ذلك ان الاغتيالات هي جزء اساسي من خطة ضرب فريق "14 آذار" لإحداث بلبلة ونقل تركيب اللوائح الى الصف الثاني عوض ان يكون على مستوى الصف الاول. هذا اذا حصلت الانتخابات.

هناك محطتان اساسيتان تبينان ان الاغتيالات هي الوسيلة الناجعة لتحقيق أهداف سورية في لبنان. المحطة الاولى هي المحكمة الدولية والمحطة الثانية هي الانتخابات النيابية.

من هنا يبدو ان ذهاب عون الى سوريا لم يكن أكثر من فرض واجب لتسديد فواتير للنظام الذي يجهّز نفسه للمحكمة الدولية. لذا حتى تحصل الانتخابات يجب ان تؤدي الى فوز حلفاء سوريا في لبنان بالأكثرية النيابية على اعتبار ان التوازن لا يكفيهم لتعطيل المحكمة الدولية نهائيا. من هنا فإن المعركة حقيقية للحصول على الأكثرية. واذا تبين ان الامر غير ممكن، حينها ستتكثف المحاولات لتفجير الامان والسيناريوهات تم تحبيرها.

ربما انطلاقا من المعلومات وليس التكهنات، نقلت صحيفة "الرأي العام" الكويتية أن رئيس قلم المحكمة الدولية الناظرة في اغتيال الحريري، البريطاني روبرت فنسنت، زار بيروت للإعداد للمرحلة الثالثة من قيام المحكمة بعدما باتت المرحلتان الاولى والثانية شبه مكتملتين، أي التمهيد والتأسيس، ليبدأ الإعداد لمرحلة التشغيل التي اعلنت الامم المتحدة انها ستنطلق في الاول من آذار المقبل. واوردت التقارير أنه من الجانب اللبناني، تبقى قضية الضباط الاربعة الموقوفين بتهمة أو شبهة تورطهم في عملية الاغتيال معرفةًً أو اطلاعاً أو تغطية أو أكثر من ذلك، لتشير الى ان موعد نقل "الجنرالات الاربعة" الى مقر المحكمة الخاصة بلبنان في لاهاي بات متوقعاً في أي لحظة، وان العملية لن تستغرق اكثر من ثلاث ساعات، تماماً كما الوقت الذي استغرقته عملية توقيفهم نهاية آب 2005.

 أهل الذمّة

بوابة المحكمة المحكوم إغلاقها الى الابد بنتائج الانتخابات النيابية المقبلة تشير الى مساهمة الزيارة العونية في تسهيل امور النظام السوري. فهذا النظام يسعى الى القول للغرب ان سوريا علمانية، وانه يواجه التطرف التكفيري، علما بأنه استعمل هذا التطرف ليصدّره الى العراق في المرحلة السابقة تحت شعار محاربة الاميركيين. وسهّل انتقال المتطرفين الى العراق ولبنان وربما الاردن. وعندما انتهت ورقة استخدامهم وصل اليوم الى مرحلة رفع شعار محاربة الارهاب الاسلامي.

النظام يريد ان يلعب ايضا دورا مركزيا من خلال الظهور وكأنه يحمي المسيحيين السوريين وعبرهم المسيحيين في الشرق. ويسعى تالياً الى سرقة الصيغة التعددية التي طالما اعتبرها العالم مصدر غنى للبنان وخصوصية تستحق التنويه. خطف المرجعية المسيحية الموجودة تاريخيا في لبنان كان هدفا سافرا في الجولات التي قام بها عون في سوريا لتصبح هي مهد المسيحية وليس لبنان، والدليل استقبال النظام السوري لزعيم مسيحي كبير هو ميشال عون. وتالياً تكببير حجم عون على "الساحة" المسيحية لبث الرسائل الى الفاتيكان والدول الاوروبية.

فقد استخدم النظام السوري الزيارة العونية ليحصل على صك الانفتاح في ظل اوضاع دولية واقليمية تنبئ بتموضع جديد لها على الخريطة الاقليمية والدولية، ويمسح من صفحات التاريخ ما اقترفه في لبنان. وهكذا، بعد القمع والقتل والسجن والتخوين نشهد مسرحية الانفتاح للحماية. مع الإشارة الى ان هذه الحماية الخارجية تأمنت من سوريا في حين عجزت عن تأمينها الولايات المتحدة والدول الاوروبية.

بمعنى آخر، اعاد النظام السوري المسيحيين المشرقيين أهل ذمّة. وقال للمجتمع الدولي انه الوحيد القادر على حمايتهم من السنّة التكفيريين الذين سينقضّون عليهم بعد ان ينجزوا ملفات القضاء على المناوئين للسياسة السورية تجاه لبنان.

وبمعنى أبعد، يريد النظام السوري تطمين الغرب الى حمايته المسيحيين من خلال تحالف الاقليات في مواجهة الغالبية السنّية.

"عونك راجع" من... سوريا

عون "الراجع" من سوريا هذه المرة وضع على الطاولة عدة الشغل. اعلن انه ضد المصالحة المسيحية لأن لا مصلحة له فيها. فهو لا يملك لتجييش الشارع المسيحي الا تعميق الخلافات ونبش القبور التي ساهم في حفر نسبة كبيرة منها. وهو أيضا يكرّس لدى هذا الشارع مفهوم العداء للمسلمين السنّة الذين سرقوا من المسيحيين النفوذ السياسي والاقتصادي من خلال علاقات الرئيس الشهيد رفيق الحريري مع الغرب. مع ان الرابح الاكبر من هذه العلاقات كان لبنان والخاسر الاكبر كانت سوريا. كما يسعى الى تكريس وجه التطرف السعودي المرجع لدى السنّة، مع ان علاقات سوريا وايران و"حزب الله" مع هذا التطرف لا يستهان بها. وليس خفيا على أحد ان ارتباط عون بالمحور الايراني - السوري والزج بالمسيحيين فيه، لا يلغي ان هذا المحور لديه علاقات وثيقة مع التطرف الاسلامي ابتداء من العراق مرورا بحركة "حماس" وامتداداتها وصولا الى فتحي يكن و"فتح الاسلام" و"انصار الله" و"جند الشام"، ليحصر الخطر الوحيد المحدق بلبنان في اصولية تكفيرية مدعومة من السعودية وتالياً من تيار "المستقبل". وعبر هذا الاسلوب يصيب عون مسيحيّي "14 آذار" التابعين لممولي هذه الاصولية التكفيرية.

من هنا  يتوضح هدف الزيارة التي قام بها عون الى سوريا. فقد زارها غاضبا من الفريق اللبناني الذي حال بينه وبين رئاسة الجمهورية، الا انه زارها ايضا حالماً بأن يحقق امله بالرئاسة من خلال المراهنة على تغيير ما للمعطيات والظروف. ليقول حينها: "انا الموجود وانا الاقوى". والاكيد ان النظام السوري بعث له برسالة يعتذر فيها ضمنا عن عدم توافر الظروف الصالحة لترئيسه. الا ان هذه الظروف يمكن ان تستجد اذا حصل ما يؤدي الى فراغ في مقام الرئاسة، او لدى حصول فريق المعارضة على اكثرية الثلثين.

الا ان الرسالة الواضحة التي ضمّنها النظام السوري لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لإخضاعه، واجهها الرئيس بتحفظه المعهود. واكتفى بيان قصر بعبدا بالتوضيح انه "ناقش" مع عون الوضع الداخلي من جوانبه كافة، ولا سيما استكمال المصالحات وضرورة تهدئة الخطاب السياسي ليس على مستوى افرقاء الداخل فحسب، وانما ايضا في اتجاه الدول الصديقة والشقيقة والمسؤولين فيها وعدم التعرض اليهم بما يسيء إلى المصلحة الوطنية الداخلية والى علاقات لبنان بهذه الدول.

طبعا، لن يلتزم الجنرال الشاطر توصيات الرئيس المتحفظ. عليه ان يسدد الفواتير. ومرحلة ما بعد الزيارة ستكون الاخطر على مصير لبنان. ذلك ان شطارة الجنرال كانت دائما تدميرية. والله يسترنا من عون "الراجع" ليشنّ على طريقته "حرب الرئاسة" بعدما حرم اللبنانين النوم والحياة في "حرب الإلغاء" ومن بعدها في "حرب التحرير" ¶

 

انقاذاً للديمقراطية والحكم الحر 

2008-12-15 الكاتب: غسان تويني المصدر: النهار  

الحكومة التي يحزننا اننا وصفناها قبل تأليفها بأنها حكومة متاريس متقاتلة لا يمكن ان تتآلف منها الوحدة الوطنية التي ارادها رئيسها للبنان، ولا حتى الاتحاد بين مكوّنات هذا الوطن... أو مكوّنات مجلس نوابه!

هذه الحكومة، ها هي تكلل عجزها عن اتخاذ أسهل القرارات، بدءاً بالتشكيلات القضائية التي هي الخطوة الأولى والأبسط – مهما بدت معقّدة – في تمكين السلطة القضائية من العودة الى ممارسة صلاحياتها المشلولة للأسباب التي اسهب في شرحها كل المعنيين والعارفين بها، ولا سيما نقابة المحامين، وهي "القوة" المتلازمة معها شرعاً...

هذه الحكومة تفجرّت أول من أمس، ولا نقول ان "الثلث المعطّل" فجّرها... فالثلث المعطّل اذا فعل يكون قد فاجأ السذّج والجهلة فقط... وهو الذي قلنا عنه وله إن مقاربته للاشتراك في الحكم انطلقت من خطيئة مميتة... فالحكومة تؤلف دستورياً لتحكم لا لتقرر سلفاً كيف ستتعطل ومن تعطى له حقوق تعطيلها!

وفي الديمقراطية، كي وعندما تستقيم، تتمركز المعارضة خارج الحكومة ولا تأتي بمتراسها الى داخلها معلنة سلفا انها هناك، ممسكة بصلاحية تعطيل الحكم اي شل الحفاظ على مصالح الوطن والمواطنين...

بل وأكثر. المعارضة لكي تمترس خارج الحكومة تراقبها وتترقب اللحظة المؤاتية للتصدي لها ومحاسبتها، وعند الحاجة اسقاطها ضمن ما يسمى "اللعبة البرلمانية"... والأحرى أن نقول الأصول الدستورية والقواعد والتقاليد!

والأنكى ان المتاريس الداخل الحكومة يفجّرونها حول أدق قضية: الرقابة على انتخابات ثمة اجماع على انها ستكون ويجب ان تكون مصيرية، تقرر مستقبل لبنان ونظامه الديمقراطي المهدد من كل جهة، خارجياً وداخلياً... فهل يعقل ان تعهد الحكومة الى الاشراف على الانتخابات الى هيئة لا يفرض تكوينها القدر الكافي من الاحترام الذي من دونه لا قدرة لها على اشاعة الطمأنينة الديمقراطية بين المرشحين، فكيف بالناخبين؟!

ما العمل اذاً؟ وماذا نقترح؟

بداية الطريق ان يقتنع الرئيس السنيورة بأن حكومته صارت مجموعة "أوزار" لا وزراء، وان الحكمة تفرض استقالتها مجتمعة قبل أن تتفجّر أشلاء في وجه رئيسها ورئيس الجمهورية الذي ابتُلِي بها في مطلع عهد جديد اعلن له الرئيس شعاراً ان "الديمقراطية هي مساءلة ومحاسبة"...

فليحاسب رئيس الحكومة وزراءها (ولا نقول وزراءه، لأنهم جميعاً وزراء أنفسهم فقط لا غير!!!) طارحاً عليهم سؤالاً واحداً اخيراً: هل يظنون بصدق ان في وسعهم بعد قيادة السفينة في البحر الهائج وايصالها الى الربيع الذي نخشى أن يتحوّل خريفاً للحكم برمته، وليس للحكومة والوزراء الذين لم يعد لديهم ما يستحق الانقاذ.

وماذا بعد؟

يعود الرئيس السنيورة، متسلّحاً بأن المجلس لم يحجب عنه (بعد؟) الثقة... يعود على رأس حكومة "ململمة" متجانسة مؤلفة من شخصيات قوية ولا "ثلث معطل" ولا من يحزنون، حكومة تصبح قوة ضاربة قادرة على الاتفاق على القرارات المطلوب اتخاذها لانقاذ ما لا يزال من الممكن انقاذه من الحكم وقادرة خصوصاً على ايحاء الثقة بأنها ستجري الانتخابات بحرية وسلامة... سلامة الناس الناخبين وسلامة قانون الانتخاب والانظمة وسلامة النتائج الانتخابية من المتربصين بالعملية الانتخابية ليعيدونا الى وراء... وفي أحسن الحالات لمنعنا من اكمال الطريق الديمقراطي الذي بدأ سليماً عاقلاً حكيماً مع العهد الجديد... وتـتكاثر في الداخل والخارج القوى المتأهبة لضربه.

فهل يستمع الرئيس السنيورة ويستجيب ويحاسب، قبل أن يحاسبه الناخبون الحساب الأعسر؟...

أم يحاسبه النواب، أو "في آخر الدواء" يحاسبه الرئيس الذي ناط به الدستور صراحة صلاحية الحفاظ على الدستور والحكم والوطن؟...

علماً بأن الوطن والحكم والدستور في ميزان قد لا يحتمل طويل انتظار.

 

 هل تنتهي "ثورة الأرز" ومثيلاتها مع أوباما؟

2008-12-15 الكاتب: سركيس نعوم المصدر: النهار

لن تقدم البطريركية المارونية على اصدار توصية لأبنائها بتأييد مرشحي 14 آذار من المسيحيين، اجبت العامل السابق في احدى "الادارات" الاميركية المهمة الذي تعاطى ولا يزال مع أزمة المنطقة بكل فروعها. واعطيت لهذا الموقف اسباباً عدة. منها قوله دائماً انه لا يتعاطى السياسة وانما الشأن الوطني الى الشأن الديني. واصدار توجيه هو عمل سياسي. ومنها ايضاً انهاك الكنيسة التي يرئس بعد سلسلة طويلة من الحملات التي شنها عليها اخصام خياره السياسي والوطني والاقليمي. علماً ان هذه الحملات حققت وان على نحو غير مباشر هدفاً مزمنا لسوريا بعدما عجزت عن استمالة الكنيسة المارونية بقيادة نصر الله بطرس صفير. وعلماً ايضاً ان للإنهاك المذكور اسباباً أخرى أهمها انشغال احبار الطائفة أو بالأحرى بعضهم بالعمل لخلافة سيد بكركي وانشغال اخصامه المسيحيين من دينيين وعلمانيين في اقناع الفاتيكان بابداله. مع الاشارة الى ان هذا الاقناع فشل وعاد صفير من الفاتيكان الى مقره اخيراً بدرع تثبيت ولكن مثخناً بالجروح.

"ماذا عن ايران" سأل العامل السابق الاميركي نفسه. اجبت ان النظام الحاكم فيها واستناداً الى معلومات مصادر موثوق بها لا يعارض الحوار مع ادارة الرئيس الجديد باراك اوباما توصلا الى تسوية لكن في مقابل أمور ثلاثة. الأول، ضمان عدم قيام الولايات المتحدة بأي محاولة لتغيير النظام الايراني. والثاني، قبول الولايات المتحدة دوراً اقليمياً لايران. والثالث، معالجة الملف النووي لإيران بعدل. علّق: "أعتقد ان المطالب الثلاثة مطروحة فعلياً للبحث وهي مهمة. لكن تفاصيلها عند البحث فيها أكثر أهمية. ماذا عن الانتخابات النيابية عندكم في الربيع المقبل ومن يربحها؟ أجبت: استناداً الى واقع اليوم لا يستبعد فوز فريق 8 آذار. لكن فوز فريق 14 أذار لن يكون مستحيلاً اذا وحّد أطرافه صفوفهم. لكنه أمر صعب. ثم سألت: هل صحيح ان التغيير الديموقراطي في لبنان اي بواسطة الانتخابات وإن ادى الى فوز "حزب الله" و8 آذار الذي قد يدفع الادارة الاميركية الى التعامل بواقعية معه رغم تأثيره السلبي عليها وعلى لبنان؟ أجاب: "صحيح ان التعامل قد يكون واقعياً. لكن اميركا ليست فرنسا وقصر الاليزيه حيث الرئيس الفرنسي كل شيء. هناك في اميركا الكونغرس. فاذا قام اللبنانيون بدورهم في لبنان واللبنانيون الاميركيون بدورهم في اميركا فإن اعضاء الكونغرس لن يسكتوا عن أي أمر قد يضر بلبنان وسيضغطون على الرئيس بحيث يعود لبنان  مصلحة حيوية عنده. لا تنسوا ذلك". أخيراً ختم العامل السابق في احدى "الادارات" الاميركية المهمة اللقاء بالحديث عن اعلان مسؤول العلاقات الدولية في "حزب الله" السيد نواف الموسوي ان تحرير مزارع شبعا لا يوقف المقاومة لأن هناك "قرى سبعا" تحتاج الى تحرير،  قال: "هناك وثيقة دولية تؤكد ان هذه القرى تقع ضمن اراضي اسرائيل وداخل حدودها الدولية المعترف بها مع لبنان". ثم سأل: "هل ان موقف الموسوي هذا شخصي؟". أجبت: لا أعرف لكنه بحكم موقعه لا يستطيع ان يتخذ موقفاً شخصياً وتحديداً لا يستطيع ان يتخذ مواقف مهمة كهذه من دون قرار حزبي او موافقة حزبية. والقرار الحزبي مصدره معروف وتغطيته الاقليمية معروفة. اما الهدف منه فلا أعرفه ولكن أتساءل اذا كانت محاولة دمشق وطهران لتعزيز اوراقهما قبل حوارهما المرتقب مع باراك اوباما.

ماذا قال عامل سابق آخر في "ادارة" اميركية مهمة ومسؤول سابق في مركز ابحاث معروف بموضوعيته وخصوصاً حيال قضايا العرب؟

قال: "ثورة الارز والثورة الوردية والبرتقالية في جورجيا واوكرانيا والتدخل في قضايا الخارج الذي كان سائداً أيام بوش كل ذلك سينتهي أو على الاقل سيخف مع اوباما. والحوار بين اميركا وسوريا مفيد. والسلام بين سوريا واسرائيل مفيد. وحسناً فعلت تركيا بملئها الفراغ الذي كان قائماً بين سوريا واسرائيل. لكن أين قادة اسرائيل وسوريا اليوم من قادتهما في الأمس وخصوصاً اسحق رابين وحافظ الأسد الراحلين. كل قادة اليوم غير مؤهلين وغير أكفياء (Incompetent). والحوار مع ايران مفيد ايضاً. لكن يجب اخراجها من المشرق (Levant). في العناوين تبدو الأمور جيدة. لكن عندما تصل الى التفاصيل تدرك صعوبة وربما استحالة الحوارات المشار اليها اعلاه وتالياً المفاوضات واستحالة التوصل الى نتائج. السؤال المطروح هو هل تريد ايران الحوار؟ أو هل تريد التوصل الى نتيجة من خلاله؟ أكيد انها لا تمانع في محاورة اميركا وعلى أي مستوى ترغب هذه الأخيرة فيه. ذلك انها ماهرة جداً في تقطيع الأفكار أو تجزئتها Slicing ومعها التفاصيل بحيث تصبح رفيعة جداً الأمر الذي يجعل رؤيتها صعبة جداً. ربما يكون الحوار مع ايران عبر لقاء مندوبين او موفدين للرئيس اوباما وللمرجع خامنئي أو عبر لقاءات سفير اميركا في بغداد مع وزير الخارجية الايراني متكي أو عبر اجتماع ديبلوماسيين اميركيين في قسم رعاية المصالح الاميركية – السويسرية في العاصمة العراقية بديبلوماسيين ايرانيين يخدمان في قسم رعاية المصالح الايرانية – السويسرية في اميركا. ايران تريد الوصول في ابحاثها النووية الى حد امتلاك القدرة على تحويل الطاقة النووية السلمية سلاحاً نووياً. والى ان تنجح في ذلك فإنها لن تسهل التوصل الى نتيجة في أي حوار تجريه مع اميركا. ربما من حق ايران ان تخاف وان تسعى الى امتلاك قوة نووية مدنية وعسكرية بسبب محيط نووي معاد لها، وربما من حق الدول المحيطة بها والأصغر منها وخصوصاً في الخليج ان تخاف منها وخصوصاً ان تصرفها مع هذه الدول لا يتسم بالحكمة بل بالقوة واظهار القدرة على الايذاء".

ماذا عن سوريا في جعبة العامل السابق نفسه في الادارة الاميركية المهمة اياها والمسؤول السابق في مركز ابحاث معروف بموضوعيته عربياً؟

 

 شيرين عبادي: الإسلام يقبل الديموقراطية لكن الديكتاتوريين يستخدمونه لتبرير استبدادهم

سوسن أبو ظهر

2008-12-15 الكاتب: سركيس نعوم المصدر: النهار

في الطائرة المقلعة من مطار ليخ فاونسا في غدانسك إلى فرصوفيا تمهيداً للعودة إلى بيروت من طريق اسطنبول، استرعى انتباهي وجه مألوف. إنها شيرين عبادي، تجلس بهدوء في مقعد في الدرجة الاقتصادية تحمل كتاباً بالفارسية وتتحدث مع شابة جميلة هي ابنتها. لا تطلب اهتماماً زائداً لكونها شخصية عالمية ولا تتصرف كأنها من المشاهير، بل تبتسم بخجل حين يعرف المرء من هي. وهي لا تزال تقيم في منزل متواضع في طهران، على ما تقول ابنتها نرجس التي يسعدها إعجاب الناس بوالدتها، وهي مثلها درست الحقوق ولا تزال تكمل دراستها في كندا. ولها أصدقاء لبنانيون وقد كانت في لبنان بعد أسبوعين من اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري.

سألتُ شيرين عبادي، التي تمثل حالياً في نظر الغرب وجهاً مشرقاً للإسلام والنساء فيه، ما اذا كانت ترى تناقضاً بين الديانة الإسلامية والديموقراطية، فأجابت بإنكليزية هادئة واثقة: "على الإطلاق". وأضافت: "لا تعارض بين الديموقراطية والتفسير الصحيح للإسلام، إذ يمكننا ان نكون مسلمين ونحترم مبادئ الديموقراطية وحقوق الإنسان. وممارسة الإسلام، كما في أي ديانة أخرى، لها تفسيرات متعددة، لكن غايتها الوصول إلى أفضل ما في الإنسان".

وأشارت إلى ان الاختلاف موجود داخل كل ديانة، فـ"بعض الكنائس تقبل زواج المثليين، وأخرى ترفضه، وهي جميعها مسيحية، والأمر سيان بالنسبة إلى الإجهاض. انظري إلى كوبا والصين، البلدين شيوعيين، ولكن حتى الشيوعية، وهي مبدأ واحد، مختلفة في كل منهما. وكذلك في الإسلام، هناك تفسيرات مختلفة، لكن ما نحتاج اليه هو التفسير الصحيح الذي يُفهم اليوم ويواكب حياتنا".

وتطرقت إلى وضع النساء في البلدان الإسلامية، "ففي السعودية لا يستطعن قيادة سيارة. لكن اندونيسيا مهمة جداً كنموذج إسلامي، فهي الأكبر من حيث عدد السكان، وقد وصلت امرأة إلى رئاستها (ميغاواتي سوكارنوبوتري). وفي باكستان وبنغلادش تجدين زعامات سياسية نسائية. وما يقوله الإسلام الحقيقي عن النساء ليس ما نشهده حولنا، والديموقراطية لا تتناقض معه. الإسلام يقبل الديموقراطية، لكن الديكتاتوريين لا يفعلون ويستخدمون الإسلام ذريعة لتبرير استبدادهم".

ولم تدعني أكمل سؤالاً عن الانتخابات الرئاسية في إيران في أيار، اذ قالت: "لا يهم من يفوز. بل أن يقترع الناس لمن يريدون. غير أن القانون الإيراني يمنعهم من ذلك لمجرد أن مجلس الرقابة على الدستور يمتلك سلطة غربلة المرشحين وإقصاء بعضهم لأسباب واهية. كما ان كل من ينتقد المرشد الأعلى (آية الله علي خامنئي) يتعرض للملاحقة".

ولكن أليس من شأن فوز الرئيس السابق محمد خاتمي ان يسهل الأمور ويعيد إطلاق مسار الإصلاحات؟ أجابت عبادي بان "القانون أكثر أهمية من الأشخاص. أنا أتحدث عن مبدأ عام هنا. المهم هو حرية الاختيار واحترام القانون".

وهل للشباب دور في النظام الذي نشأ قبل ولادتهم؟ أجابت عبادي إن "الشباب يحبون الانخراط في السياسة لأن مستقبلهم يرتبط بها. وهناك حركات شبابية ناشطة، وقد دخل كثيرون السجن". ولماذا لا يستوعب النظام الشباب لتحسين صورته؟ قالت بديبلوماسية ولكن بحزم: "عليك أن تسألي الحكومة والنظام، ولا أستطيع أنا الإجابة".

وسألتُها عن رأيها في الخلافات المذهبية المتفاقمة على المستويين الديني والسياسي بين السُنة والشيعة، فرأت أنها "تضييع للوقت والطاقة، إذ على المسلمين العمل معاً، كما عليهم الحوار مع الآخرين بدل الصراع العقيم معهم وفي ما بينهم. العالم لن ينتظرنا الى ان نحل مشاكلنا".

وختاماً هل تخشى على حياتها في طهران، أكدت انها تلقت تهديدات بالموت عبر الصحف والهاتف. "يريدون مني التوقف عن عملي في الدفاع عن حقوق الإنسان. لم أتوقف، ولن أتوقف. هذا دوري في الحياة".

 

"حزب الله": خيار المقاومة نهائي ونبحث فيه ليس لإلغائه

2008-12-15 المصدر: النهار

شدد عضو المجلس السياسي في "حزب الله" الشيخ خضر نور الدين في احتفال تأبيني في عديسة حضره النائب قاسم هاشم على "ان خيار المقاومة بالنسبة الينا هو خيار نهائي لاننا من خلال التجربة مع المجتمع الدولي والرأي العام الدولي والامم المتحدة والمؤسسات الدولية وجامعة الدول العربية وبقية المؤسسات العربية وغيرها، لم نحرر ارضنا الا بالمقاومة ولم ننعم بالتحرير الا بالقاومة، وبالتالي لا يمكن ان نحمي بلدنا الا بالمقاومة ولا يمكن ان نمنع العدو الاسرائيلي من ان يقوم بأي فعل الا بالمقاومة. لذلك بالنسبة الينا، المقاومة خيار نهائي للتحرير وللدفاع ايضا، هذا الموضوع نحن حاضرون للبحث فيه على قاعدة ايجاد السبل لذلك وليس لالغائه". وسأل: "هل يريدون تنظيم الانتخابات ضمن محور الاعتدال الاميركي وليكون لبنان مستسلما للاسرائيلي؟ نحن نريد لبنان المقاوم، لبنان الذي لا يقبل وصاية احد، لبنان المقاومة والحر والسيد والمستقل والرافض لأي وصاية غربية او غير غربية. نحن مطمئنون الى الانتخابات. مطمئنون الى شعبنا والى اكثرية الشعب اللبناني، على رغم الشحن الطائفي والمذهبي والمال الانتخابي الذي يستعمل لشراء الضمائر".

  

الغرائب الديموقراطيّة

15 كانون الاول 2008 المصدر: موقع تيار المستقبل

ما حصل في مجلس الوزراء لجهة تعيين أحد المحسوبين على رئيس مجلس النواب نبيه برّي بدلاً من مرشّح وزير الداخليّة زياد بارود في موضوع تشكيل هيئة الإشراف على الحملة الإنتخابية، والنزول عند طلب المعارضة، "كارثي" ومؤشّر على مرحلة قد يكون عنوانها الأبرز التوتّر والتجاذب.

في المبدأ، فإن القانون أعطى حق التسمية للوزير بارود، بينما الممارسة أفضت إلى نزع هذه الصلاحية تحت وطأة التهديد بالإنسحاب، بدلاً من اللجوء إلى مبدأ التصويت على الرغم من أن الأكثرية كانت متوافرة.

على هذا، يبدو السؤال مشروعاً وملحاً عن جدوى الحديث عن "المشاركة" وبدعة "الديموقراطية التوافقية"، بينما تلجأ قوى "7 أيّار" إلى التهديد بشلّ مؤسسات البلد السياسية والتشريعية عند كل لحظة تشعر فيها بالخسارة السياسيّة، ولنا أن نتذكّر إحتلال وسط بيروت وإقفال المجلس النيابي وحرق الإطارات وقطع الطرقات، والحؤول دون انتخاب رئيس للجمهوريّة.

كيف تكون حكومة وحدة وطنيّة، وفريق "7 أيّار" لا يحتمل تصويتاً ديموقراطياً على تعيين شخص هو من حقّ وزيرٍ محسوب على رئيس جمهوريّة يقولون انّهم يثقون به ويؤيّدونه. ومَن قال ان من يقترحونه يمثّل "الخيار الأمثل" لمراقبة إستحقاق ديموقراطي سندخله في ما هُم يمتلكون السلاح ويمارسون هيمنات سياسيّة على فيتوات ومعازل أقاموها بقوّة الأمر الواقع وأقفلوها دون القوى الأمنية.

زيف مزاعم هذا الفريق لم تكن في حاجة الى ما حصل في مجلس الوزراء، لكن تأكّد بالوقائع خطورة ما يُخطّط ويرسم لهذا الوطن، بدءاً من المراوحة والمراوغة في موضوع الحوار الوطني في قضية السلاح وصولاً الى تهديدات وئام وهّاب وطلال إرسلان، مروراً بزيارة الجنرال البرتقالي الى سوريا وإعلانه في جامعة دمشق عزمه على تعديل اتّفاق الطائف، من دون أن ينبس حليفه ومُلهمه "حزب الله" ببنت شِفة، بل على العكس، شرّع منابره الإعلامية لتسويغ هذا الطرح.

لقد كانت قوى "7 أيّار" مدعوّة من خلال مشاركتها في ما يسمّى "حكومة الوحدة الوطنيّة" إلى استبدال ما راكمته من ممارسات سيّئة منذ محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة وصولاً الى اتّفاق الدوحة، وتهدئة النفوس التي أثارته بكراهية طائفية بغيضة، لكن يبدو أن فعلها السياسي بقي على ما هو، بل ووازنته بصورة فريدة بممارسات من نمط تسلّطي يشبه منابتها في سوريا وإيران.

والحقّ، ان هذا الأداء في الحكومة هو نوع من "الغرائب الديموقراطية" التي تشكّل "تناقضاً مسخاً" بسبب من غياب السلطة الحقيقيّة وإرساء سطوة الترهيب بمصير البلد والإنتخابات.

والثابت الآن ان قوى "7 أيّار" سعت بكل عنف لإقامة حكومة شكليّة في حين انها تمارس السلطة وفقاً للنموذج الإيراني، أي أن الحرس الثوريّ هو من يقرّر، لكن السؤال: هل أصبح الوزير آلان طابوريان الذي هدّد بالإنسحاب مع زميليه غازي زعتير ومحمد فنيش من أعضاء "الباسيدج" أو "الباسدران"؟

 

المال النظيف" يلوّث الانتخابات

15 كانون الاول 2008 المصدر: موقع تيار المستقبل

لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة في عين التينة امس كان تحضيرا للجلسة الاشتراعية التي يعقدها مجلس النواب اليوم لدرس مشروع قانون رفع الحد الادنى للرواتب والاجور في الادارات العامة والجامعة اللبنانية والبلديات واعطاء زيادة غلاء معيشة. وتقررت هذه الجلسة اثر الاتفاق الذي أقرته اللجان النيابية المشتركة الاسبوع الماضي على تقسيط دفع فروقات سلسلة الرتب والرواتب بمفعول رجعي يعود الى عام 1996 على ثلاث سنوات.

كما تبدأ غدا جلسة مناقشة عامة للحكومة تستمر حتى الخميس، يليها انتخاب خمسة أعضاء في المجلس الدستوري.

مصادر وزارية كشفت لصحيفة "الحياة" انه جرى التشديد في مجلس الوزراء الاخير على نزول الوزراء الى مجلس النواب كجسم سياسي متضامن وعلى ان من يخرج على التضامن الحكومي يتحمل مسؤوليته لأن لا مجال للمزايدة طالما ان الجميع يشاركون في حكومة الوحدة الوطنية.

ولفتت المصادر الى ان السنيورة سيرد على الحملة التي يمكن أن تستهدفه من خلال الهجوم على دور الهيئة العليا للإغاثة، وسألت: "أي خطأ ارتكبته الحكومة عندما سارعت الى التعويض على المتضررين من الحرب الإسرائيلية على لبنان في تموز 2006 في ظل عدم عقد الجلسات النيابية بسبب التأزم السياسي الذي كان قائماً والذي حال دون الموافقة على فتح الاعتمادات لحساب الهيئة للتعويض على المتضررين، ما تسبب لها بعجز مالي لأن ما يهم الحكومة الاستجابة لمطالب المواطنين وحاجاتهم وهي على قناعة بأن كل ما قامت به كان في محله".

بارود في مجلس الوزراء

وزير الداخلية زياد بارود قال لصحيفة "الاخبار" ان ما جرى في الجلسة الحكومية الأخيرة "مشكلة غير مفتعلة"، وسأستقيل "عندما يتخطّى الموضوع الحدود التي أتحمّلها، أي عندما أصبح شاهد زور أو في صلب مشروع مبرمج لإعاقة المؤسسات". وبحسب الوزير بارود، فإن ما حصل في جلسة السبت انتهى عند باب مجلس الوزراء، مشيراً الى ان هذه الهيئة تجربة لا بد من انجاحها، "على امل ان نعود ونبحث في قانون جديد يوفر هيئة مستقلة بالكامل، وأكون انا آخر وزير داخلية يدير الانتخابات"، بحسب ما قال مساء للمؤسسة اللبنانية للارسال L.B.C.

فرنسا والفخ السوري

صحيفة "السياسة" الكويتية نقلت عن عضو بارز في لجنة العلاقات الخارجية في الجمعية الوطنية الفرنسية (مجلس النواب) دعوته الرئيس نيكولا ساركوزي الى "عدم السقوط مجددا في الفخ السوري وزيارة دمشق بعد زيارته المقررة لبيروت في السادس من كانون الثاني المقبل، ما لم يكن نظام بشار الاسد تجاوب قبل نهاية هذا الشهر مع اول مطالب فرنسا وهو التبادل الديبلوماسي بين لبنان وسوريا على الاقل، اذ ان الاعلان عن اسمي السفيرين السوري واللبناني لا يعني بالضرورة ان يكون ذلك التبادل قد حصل بالفعل بل بامكان دمشق اختلاق آلاف الاعذار لتأجيل تسلمهما مهامهما الى ما لانهاية".

لبنان بين فرنسا واميركا

وأكد البرلماني الفرنسي ان ساركوزي "رغم بعض شططه المضبوط باتجاه النظام السوري"، لن يساير على حساب لبنان لأنه ملتزم خريطة الطريق الاميركية - الفرنسية التي وضعها مع الرئيس جورج بوش منذ لقائهما الرئاسي الاول، وهي الخريطة التي تصر على استمرار النهج الديمقراطي الاستقلالي الحر الذي انتهجته مبادئ "ثورة الارز" في 14 آذار 2005 كما هو ملتزم وجهات النظر اللبنانية الداخلية والاميركية والاوروبية والعربية المعتدلة الداعية الى تجريد "حزب الله" والميليشيات الفلسطينية داخل وخارج المخيمات في لبنان من اسلحتها ودعم الدولة وجيشها كي يبسطا سيطرتهما الكاملة على اراضيهما".

وقال النائب الفرنسي ان "الاتصالات بين الادارتين الفرنسية والاميركية الجديدة بقيادة باراك اوباما تؤكد استمرار النهج المشترك بين البلدين حيال ملفات الشرق الاوسط وبالاخص حيال الملف اللبناني، وان الحزب الديمقراطي الفائز بالانتخابات الاميركية الجديدة لا يقل تمسكا بالنظام الديمقراطي القائم في بيروت وقد يكون اكثر صلابة مع الوقت في مواقفه المحددة من سوريا اذ ان اي انفتاح لادارة اوباما الجديدة على دول المنطقة لن يكون اطلاقا على حساب هذا النظام.

ونقل البرلماني الفرنسي عن احد اعضاء لجنة الشؤون الخارجية الاميركية في الكونغرس من الحزب الديمقراطي الفائز قوله "اننا ذاهبون ابعد من الادارة الجمهورية السابقة في رسم سياسة خاصة جدا بلبنان تختلف عن السياسات الاخرى في المنطقة، واننا سننتظر بضعة اشهر لنرى ما اذا كانت وعود بشار الاسد لنا وللرئاسة الفرنسية حول اقفال الملفات العالقة بينه وبين لبنان ستتحقق، واذا لم نتوصل الى نتيجة كالسابق معه على ترك لبنان وشأنه فإننا سنذهب ابعد مما ذهبت ادارة بوش لان ادارتنا الجديدة حسبما اعلن الاربعاء الماضي مساعد وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون الدفاعية مارك كيميت "ستلتزم مبدأ التدخل الاميركي في الشرق الاوسط استمرارا لادارة بوش ولكن بأفكار اكثر تجديدا وربما اكثر حسما في مهلة قصيرة".

وكشف النائب الفرنسي عن ان المعلومات الفرنسية تفيد بان ايران "رصدت منذ شهر آب الماضي مبلغ 600 مليون دولار بهدف انجاح حلفائها وحلفاء سوريا في الانتخابات اللبنانية النيابية المقبلة وانها ابلغت هؤلاء ان لا سقف لدعمها هذا بهدف تسلّم النظام الجديد في بيروت على انقاض النظام الديمقراطي القائم".

واكد البرلماني الفرنسي ان هذه الاموال الايرانية المرصودة للانتخابات اللبنانية "بدأت بالفعل تصل الى "حزب الله" لتوزيعها على حلفائه واتباعه، وان السفارة السورية المزمع افتتاحها خلال الاسابيع المقبلة، ستضطلع بالقسم الاكبر من الحملة التي ستبلغ ذروتها في شباط المقبل لتعبيد الطريق امام جماعاتهما للسيطرة على الحكم في لبنان عبر تلك الانتخابات اذا حصلت".

تأجيل الانتخابات؟

في هذا الوقت اكدت قيادة اللوبي اللبناني في واشنطن ان رئيس وفد الكونغرس الاميركي السيناتور غاري اكرمان الذي زار بيروت عاد بانطباع راسخ هو ان حظوظ اجراء الانتخابات البرلمانية اللبنانية في الربيع المقبل ضعيفة جدا ما لم يجد اللبنانيون بدعم دولي حقيقي حلا لسلاح "حزب الله" كأن يوضع تحت اشراف الجيش اللبناني تمهيدا للتطبيق الكامل للقرار الدولي 1559 الداعي الى تجريده من سلاحه والقرار 1701 الداعي لوقف تهريب السلاح اليه من الحدود السورية".

وقال الامين العام لـ"لجنة متابعة تطبيق القرار 1559" في واشنطن طوم حرب لصحيفة "السياسة" ان "السيناتور اكرمان توصل بعد لقاءاته بالقادة اللبنانيين الى وجود امكانية تأجيل الانتخابات النيابية اللبنانية في الربيع المقبل مدة سنة على الاقل عن طريق التمديد للمجلس النيابي الحالي، كي تكون القوى السياسية تحت اشراف الرئيس سليمان وجامعة الدول العربية حسمت موضوع سلاح "حزب الله" والمنظمات الفلسطينية، وبعد ذلك تجري الانتخابات في اجواء نقية خالية من تهديد السلاح، وإلا فإن الامور ستكون معرضة للانفجار الذي حينذاك سيطيح تلك الانتخابات ولكن بشكل مأساوي للغاية".

وكشف حرب عن ان الاتصالات الجارية بين قادة اللوبي اللبناني وقادة الحزب الديمقراطي منذ فوز اوباما "يتركز الجزء الاكبر منها على قناعة الطرفين بوجوب بدء العمل فور تسلم الرئيس الجديد مهامه في البيت الابيض في العشرين من الشهر المقبل، تركز على توفير الطرق والوسائل الكفيلة بتطبيق القرارين 1559 و1701 سواء على الصعيد اللبناني الداخلي او بإجماع دولي، قبل ان تتمكن ايران او سوريا المشرفتان على مواجهة اوضاع خطيرة من شأنها تغيير وجه المنطقة برمتها، من ضرب السلم الاهلي الهش في لبنان وتحويله الى وقود لحروب جديدة مدمرة مع اسرائيل".

 

 عن 8 آذار التي لم تتمكّن من تشكيل أطرها الانتخابيّة

15 كانون الاول 2008 المصدر: جريدة الأخبار

لا يتغيّر الحديث في صالونات سياسيي قوى الأقليّة النيابيّة: إحصاءات نيابيّة؛ هنا سنفوز وهناك سنخسر. في هذه الدائرة علينا الاهتمام أكثر بأسماء المرشحين، وفي تلك الدائرة علينا الأخذ برأي العائلات. هذا الحزب مظلوم وذاك يسعى لأن يحصل على مقاعد أكثر مما يستحق. وبسحر ساحر ينتقل الكلام إلى آليّات التنسيق بين أطراف هذا الفريق. الكلام في هذا الموضوع يُذكّر الجالسين بكلام آخر سمعوه قبل أشهر: سنضع وثيقة مشتركة للمعارضة ونُحدّد آلية للعمل والتنسيق لا تظلم أحداً، وغيرها من الشعارات التي كانت تنتهي دوماً بالقول إن هذا الفريق سيمتلك قريباً رؤية واضحة في المجالين الاقتصادي والاجتماعي.

اليوم، لا شيء مختلف، سوى الإقرار بحق الرباعي: حسن نصر الله، ميشال عون، نبيه بري وسليمان فرنجيّة، بالتنسيق في ما بينهم، «لكنه أمر لا يزال ناقصاً»، يقول أحد الزعماء المحليين في هذا الفريق، وهو محق.

فقد انتشر في أوساط الأقليّة النيابيّة أنها ستخوض المعركة النيابيّة بلوائح موحّدة في مختلف المناطق اللبنانيّة. وسمع الكثيرون الكلام عن نيّة 8 آذار بالترشّح في الدوائر التي يُعتبر فوزها فيها ضرباً من المستحيل، وذلك بهدف إرباك الفريق الآخر ومنعه من الشعور براحة مطلقة في «دوائره».

لكن المعطيات تُشير إلى العكس. أسماء المرشّحين ليست جاهزة إلى اليوم، وآلية اختيارهم ليست واضحة، مما يؤدّي إلى حصول اشتباكات سلميّة بين أعضاء الفريق الواحد. فالحزب السوري القومي الاجتماعي، مثلاً، أعلن قبل أيّام إطلاق ماكينته الانتخابيّة في البقاع الغربي. وسرت معلومات في تلك المنطقة عن نيّة القوميين ترشيح أحد أعضاء الحزب عن المقعد السنّي في هذه الدائرة، ويعلم الحزب تمام العلم أن هناك زحمة مرشّحين لهذا المقعد. إذ، إضافة إلى الوزير السابق عبد الرحيم مراد، هناك الأمين العام الأسبق للحزب الشيوعي فاروق دحروج ومحمّد القرعاوي، ويأتي هذا الترشيح ليزيد الإرباك في صفوف هؤلاء في هذه الدائرة، وقد يؤدي إلى إضعاف المرشّح السنّي.

والأمثلة الشبيهة في هذا الإطار كثيرة. القوميون أيضاً لا يعرفون هل سيكون لديهم مرشح في المتن. الشيوعيون لا يعرفون بعد هل سيكونون على لوائح 8 آذار في الأساس، ولا يعرفون في أي دوائر. واقع البعثيين لا يختلف، وقس على هذا المنوال.

أمّا مضمون الخطاب السياسي والبرنامج الانتخابي لفريق الأقليّة النيابيّة، فإنه فراغ بفراغ. يقولون إنهم يريدون أن يحموا المقاومة، وهذا كلام حق يُراد به باطل. هناك من يقول بصوت منخفض إن حماية المقاومة ليست جديّة إذا جاع الشعب، وإن حماية المقاومة تحتاج إلى رؤى اقتصاديّة واجتماعيّة جديدة، وإلى بلورة لنظام سياسي يُمهّد لتجاوز النظام الطائفي، وخصوصاً أن جميع أطراف هذا الفريق تقول علناً إنها ترغب في تجاوز الطائفيّة.

هناك من لا يزال يطمح إلى بلورة مشروع كهذا. ربما يجب سؤال النائب السابق زاهر الخطيب عن هذا الوضوع.

ولكن، في هذا الإطار أيضاً، يجب العودة إلى الكلام العلني الذي قاله الأمين العام للحزب الشيوعي خالد حدادة في عيد الحزب، إن حزبه لن يكون ضمن لوائح فريق الأقليّة إذا لم يكن هناك برنامج سياسي واضح. في المقابل، هناك من يُصرّ على القول إن الحزب سيكون ضمن اللوائح. معادلة يسخر منها أحد ناشطي الحزب الشيوعي الذي يتخوّف من انتقال الأزمة إلى الداخل الحزبي.

«متى ستصارح 8 آذار جمهورها؟» يسأل أحد الناشطين السياسيين في هذا الفريق. إنه ينقل شعوراً متمادياً عند الناس بأنهم ليسوا سوى أدوات في يد قادة 8 آذار. ويضيف: «يُمكن أن يكون حجمنا التمثيلي أقلّ بكثير من حجم حزب الله أو التيّار الوطني الحرّ أو حركة أمل، لكننا صادقون إلى النهاية في مواقفنا، ونحن من دفع الثمن الغالي نتيجة للتحالف الرباعي، ونحن من تعرّض للمضايقات الأمنيّة، وجمهورنا هو الذي حورب في المؤسسات العامّة، ولذلك يحق لنا أن نقول كلّ ما نشعر به». وعندما يتحدّث، يُحاول أن يعبّر بكلمات ملطّفة، لكنّه واحد من كثيرين باتوا يشعرون بأنهم لم يكونوا سوى ديكور في اعتصام المعارضة في ساحتي الشهداء ورياض الصلح.

«ربما يكون الوقت قد حان لبناء دولة، مما يعني حكماً بناء جبهة سياسيّة لديها برنامج سياسي واضح المعالم، يقلّل من حجم الانزلاق صوب الخطاب المذهبي. برنامج يؤكّد لنا جميعاً أن قانون عام 1960 سيكون قانوناً لمرّة واحدة ولا يُصبح قاعدة، برنامج يُشعرنا بأن الدفاع عن المقاومة واجب وطني، وليس واجباً على طائفة، تُساعدها فيه الطوائف الأخرى من منطلق التعاون بين الطوائف». يقول ناشط يساري، تعرّض للضرب في حوادث السابع من آب عام 2001، وكان من الذين اقتحموا أرنون المحاصرة: «عندما يتحدّث هؤلاء لا يصل صوتهم، لأنه لا قدرة لهم على تحريك مئات الألوف».

 

 فيليب معلوف : زيارة النائب عون إلى سوريا ضرب للبطريرك والرئيس سليمان

وكالات/زار مرشح حزب الوطنيين الاحرار في المتن المحامي فيليب معلوف يرافقه مفوض المتن الاستاذ ريبال زوين قسم الكتائب في منطقة الدورة، واجتمع مع رئيس القسم وحشد من الكتائبيين. و تناول اللقاء زيارة النائب عون الى سوريا ونتائجها، واعتبر أنه "ليس المهم ماذا حقق عون من الزيارة بل ماذا حققت سوريا".

ورأى أن "الاستقبال الرئاسي لعون هو ضربة لرئيس الجمهورية ورسالة انه لا يمثل المسيحيين سياسيا، اما قرع الاجراس وافتتاح الكنائس انما هو ضربة ورسالة الى البطريرك". وإختتم المعلوف حديثه برسالة طالبا من "جميع اللبنانيين الاحرار المؤمنيين بالكيان اللبناني ان يقفوا موحدين وأن يصوتوا في الانتخابات المقبلة لمرشحي 14 آذار وأن يكون عنوان هذه المعركة هو الحفاظ على كيان لبنان".

 

أغنى 50 مليارديرا عربيا يمتلكون 200 مليار دولار مع تأثيرات متباينة للأزمة

الوليد يفصح عن حقيقة ثروته للمرة الأولى و8 جدد يدخلون نادي أثرى الأثرياء

وكالات /2008 ,Dec 15

ألقت الأزمة المالية العالمية بظلالها على قائمة أثرى أثرياء العرب لعام 2008؛ حيث تراجعت ثروات العديد من أصحاب المليارات العرب الذين يتعاملون مع المشتقات المالية العالمية، في حين استطاع آخرون تحسين مراكزهم في القائمة بسبب بعدهم عن هذه المشتقات، وحافظ آخرون على ثرواتهم كما هي دون تغيير.

وبلغت ثروات أغنى 50 شخصية عربية ضمتهم قائمة أرابيان بيزنس التي صدرت أمس الأحد 14-12-2008 حوالي 200 مليار دولار (199.58 مليار دولار)lمتراجعة 25 مليار دولار عن العام الماضي بسبب تاثيرات الأزمة المالية ، كما ضمت القائمة 8 أسماء جديدة، أربعة منهم من عائلة الراجحي هم الشيخ سليمان، وصالح، وعبد الله، ومحمد، بثروة إجمالية للأربعة بلغت 12.5 مليار دولار. أما الأربعة الآخرون فهم الشقيقان بهاء وأيمن الحريري بثروات 2.3 مليار دولار و2.1 مليار دولار، وسعاد الحميدي من الكويت بثروة 3 مليارات دولار، وعصام جناحي من البحرين بثروة 2.7 مليار دولار.

15 مركزا للسعوديين

واحتل السعوديون 15 موقعا في القائمة بثروة إجمالية بلغت 89.38 مليار دولار يتقدمهم الأمير الوليد بن طلال بثروة تبلغ 17.08 مليار دولار، يليه معن الصانع بثروة 9.3 مليارات دولار، متقدما مركزين عن العام الماضي، وجاء الإماراتيون في المرتبة الثانية بثمانية مقاعد، يتقدمهم عبد العزيز الغرير، وعائلات قرقاش، والرستماني، والطائر، وماجد وعبد الله الفطيم، وعمر عايش ذو الأصول الفلسطينية. ثم يأتي الكويتيون في المرتبة الثالثة بسبعة مقاعد، يتقدمهم الخرافي. ويتساوى المصريون واللبنانيون بخمسة مقاعد لكل من الدولتين. ثم فلسطين بـ4 مقاعد. ومقعدان لكل من البحرين والعراق.

وقد تسببت الأزمة العالمية في تراجع ثروات بعض الأثرياء رغم استمراريتهم في القائمة، ومن ذلك تراجع ثروة الأمير الوليد من 21 مليارا في 2007 إلى 17.08 هذا العام، وتراجع ثروة رجل الأعمال الكويتي ناصر الخرافي الذي حل ثانيا في القائمة من 12 مليار دولار إلى 9.6 مليارات دولار، ومعن الصانع من 10 مليارات إلى 9.3 مليارات، ومحمد العمودي من 9.2 مليارات دولار إلى 8.8 مليارات دولار، والإماراتي عبد العزيز الغرير الذي حل في المرتبة السادسة من 8 مليارات إلى 7.8 مليارات دولار، وعائلة بن لادن التي حلت ثامنا في القائمة من 8.5 مليارات دولار إلى 7.2 مليارات دولار.

وفي المقابل استطاع البعض تحسين ثروته، مثل الشيخ صالح كامل الذي حل في المرتبة الـ12، متقدما 4 مراتب عن العام الماضي، وارتفعت ثروته من 5.1 مليارات دولار إلى 5.3 مليارات دولار، وعائلة العليان السعودية التي تقدمت درجة إلى المركز الثامن ورفعت ثروتها من 6.9 مليارات دولار إلى 7.2 مليارات دولار، وعائلة الشايع الكويتية التي تقدمت من المركز الـ15 إلى المركز الـ13 ورفعت ثروتها من 5 مليارات دولار إلى 5.1 مليارات دولار، ورجل الأعمال الإماراتي مهدي التاجر الذي تقدم 5 مراكز إلى المركز الـ15 ورفع ثروته من 4.3 مليارات دولار إلى 4.4 مليارات دولار.

تأثيرات متباينة للأزمة العالمية

وقال رئيس تحرير أرابيان بيزنس حسن عبد الرحمن: إن تأثير الأزمة اقتصر على الذين يملكون أنشطة مصرفية تعاملت جزئيا مع المشتقات المالية الأمريكية. كما أنها أصابت أولئك الذين يملكون أو استثمروا بقوة في قطاع العقار الذي تعرض لتراجعات قوية في المنطقة والعالم، أما أولئك الذين تنوعت أنشطتهم أو قاموا باستحواذات جديدة بعد الأزمة فقد أفلحوا في زيادة ثرواتهم، ما يعني أننا قد نشهد زيادات في ثروات بعض الذين يملكون سيولة في هذه الأيام لأنهم سيجدون أنفسهم أمام فرص جدية على المدى المتوسط والطويل.

وأشارت القائمة إلى نموذج الإخوة جناحي في البحرين باعتباره من أفضل الأمثلة، فقد باشروا بإقامة مجموعة من الاستثمارات المصرفية والصناديق التي تركز على المنطقة في مجالات الطاقة والزراعة وتمويل الضيافة. وأوضح معدو القائمة أن الرقم الذي وضع في هذه اللائحة لا يمثل كل أعمال الإخوة جناحي الذين أطلقوا ثلاثة كيانات مالية هذا العام بقيمة 10 مليارات دولار، ورغم أن آل جناحي قد لا يوفقون في جمع مستثمرين للشراكة بعد ما جرى مؤخرا، لكن محاولتهم تسجل لهم أنهم مستثمرون يؤمنون بإمكانات المنطقة، وقدرتها على المنافسة.

شفافية وحذف

وظل الأمير الوليد هو الفارس المتصدر للائحة على الرغم من تراجع ثروته بمقدار 4 مليارات دولار مقارنة بالعام الماضي. وأشارت أرابيان بيزنس إلى أن السبب يعود إلى التراجعات الكبيرة في قيم حصصه المملوكة في شركات أمريكية مثل سيتي غروب وبعض الشركات الأخرى. غير أن الأمير قد يقلب خسارته أرباحا بحكم خبرته في اقتناص الفرص وقت الأزمات.

وقال عبد الرحمن لـ"الأسواق.نت": إن الأمير الوليد بن طلال الذي احتفظ بالمرتبة الأولى في القائمة كان الوحيد الذي بادر إلى فتح ملفاته ووضعها أمامنا. بل إنه كلف مساعدين متخصصين لتوضيح صورة السيولة والأصول والممتلكات بأشكالها المختلفة. فقد استضاف زميلنا مدير التحرير أنيل بويرول الذي اطلع على الصورة الحالية لاستثمارات الأمير. وهذه ربما تكون المرة الأولى التي يفصح فيها الأمير ويكشف أوراقا خاصة وسرية. وأوضح عبد الرحمن أن الأزمة المالية تسببت في حذف بعض الشخصيات من قائمة 2008 قبل إعلانها بعد أن أكد هؤلاء الأشخاص أن ثرواتهم تضررت فعلا وتراجعت عن الأرقام السابقة، كما أوضح أن تجاوب الأمير الوليد والجابر ساهم في تحديد ثروتهما بدقة أكبر، وأن دخول 4 من عائلة الراجحي للمرة الأولى إلى القائمة -رغم أن ثروتهم ليست طائلة- يرجع لصعوبة التعرف من قبل على قيمة هذه الثروات وتوزعها بين الأشقاء. وأضاف عبد الرحمن أنه سيتم تطوير القائمة في العام المقبل 2009 لتضم 100 شخصية، بدلا من 50 شخصية حاليا، موضحا أن العمل لإعداد قائمة العام المقبل بدأ فعليا، وأن القائمة ستعتمد على معلومات موثقة وسترفقها ضمن القائمة.

 

تداعيات زيارة عون السورية داخل الصف المسيحي

اللواء /2008 ,Dec 15

 لا تزال تداعيات زيارة رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون إلى سوريا ترخي بظلالها على الساحة السياسية، بالنظر إلى ما صدر خلالها من مواقف، خاصة على لسان عون نفسه الذي دعا إلى تعديل اتفاق الطائف إذا ما حصلت المعارضة على الأكثرية في الانتخابات النيابية المقبلة، في وقت رأى البعض أن هذه الزيارة ستترك انعكاسات سلبية على الوضع المسيحي بسبب المواقف الرافضة لها·

وفي هذا الإطار، يرى عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب هنري حلو ان عون لم يجن من زيارته إلى سوريا إلا الخيبة، ولم يستطع الحصول من السوريين على شيء يفرح اللبنانيين عامة والمسيحيين على وجه الخصوص، لا بل أكثر من ذلك، فانه يمكن القول ان عون أخذ المسيحيين إلى الهاوية، بفعل سياساته غير الحكيمة، ولا تصب في مصلحة أبنائه، مسلمين ومسيحيين، الأمر الذي يستوجب على رئيس التيار الوطني الحر إعادة النظر في توجهاته السياسية التي تتعارض حكماً مع المصلحة العامة· ويؤكد حلو أن مصير المسيحيين في خطر إذا استمر عون على سياسته الحالية التي لن تجلب لهم سوى الخراب والدمار، فأنا أسأله ماذا حقق من زيارته إلى سوريا؟ وهل فعلاً فتحت هذه الأخيرة صفحة بيضاء مع لبنان؟ وهل أطلقت المعتقلين في سجونها؟ وهل قبلت بترسيم الحدود، واعترفت جدياً بمزارع شبعا وقدمت وثيقة خطية إلى الأمم المتحدة تثبت ذلك· وهذا ما يجعلنا نطالب بأن يعتذر السوريون من الشعب اللبناني وليس العكس، لا سيما وأن النظام السوري هو المسؤول عن كل ما جرى في لبنان·

ويشدد حلو على أن قسماً كبيراً من المسيحيين غير راضٍ عما قام به عون، وحتى داخل تياره، فنحن كمسيحيين لا يمكن أن نتجاهل ما فعلته سوريا بلبنان، وكيف عاملت اللبنانيين خلال السنوات الماضية، ومن هي الجهات التي تقف وراء الاغتيالات· ولهذا يمكن القول بكل تأكيد ان نسبة تأييد الشارع المسيحي تحديداً للنائب عون قد تراجعت أكثر بعد زيارة دمشق، وهذا ما سيظهر في المرحلة المقبلة، لأن الجرح ما زال ينزف ولم يعمد السوريون إلى تصحيح الأخطاء التي ارتكبوها بحق الشعب اللبناني·

وفي موازاة ذلك، يعتبر منسّق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد ان النائب عون يعمل على إعادة تجديد نظرية قديمة اسمها تحالف الأقليات في المنطقة في مواجهة الغالبية، وهذه النظرية لم تعد قادرة على أن تفرض نفسها في ظل الواقع الحالي· فهذه النظرية القديمة لجأ إليها بعض المسيحيين للاستقواء بالنظام الأقرب لمواجهة الغالبية، وهنا تقع المسؤولية أيضاً على النظام السوري الذي يشجّع عون وجماعاته على تبني هذه النظرية الخاطئة والتي أثبتت فشلها، لأنه ليس للمسيحيين الا الاندماج في مجتمعاتهم وليس صحيحاً أن المسلمين يعملون على تحقيق اهدافهم ومصالحهم على حساب المصلحة المسيحية·

ويرى سعيد انه بالنظر إلى الأخطار الكبيرة التي جلبتها وتجلبها سياسة عون على المسيحيين، وخاصة بعد زيارة سوريا، فليس أمام المسيحيين إلا التوحّد والتمسك بخيار الدولة المركزية القوية، بعيداً من أي تحالفات خارجية، والتي لا يمكن إلا أن تورطهم في المزيد من المشكلات والأزمات التي هم بغنى عنها·

ومن هنا، فاننا نعتقد ان رئيس تكتل التغيير والاصلاح لم يعد يهمه مصلحة المسيحيين بقدر ما تهمه سياسته الخاصة ولو على حساب اللبنانيين والمسيحيين خاصة الذين ضاقوا ذرعاً بتصرفات هذا الرجل وممارساته منذ سنوات، حيث أكد تحالفه مع الذين عملوا على زعزعة استقرار هذا البلد وتحويله إلى ساحة للفوضى

 

فريد حبيب: عون باع الشهداء والجرحى وحقق للمسيحيين الانتكاسات المستمرة

الدار /علّق عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب فريد حبيب على زيارة النائب ميشال عون إلى سوريا، فقال: "حقاً يلي بيستحوا ماتوا"، مشيراً إلى ان عون صاحب المغامرات الدونكيشوتية الذي ظن نفسه ديغول ونابليون. وهو بالمحصلة جنرال هارب ومهرول من أرض المعركة، يتحفنا دائماً بمواقفه وحركاته البهلوانية. إنه يعيش في السيرك المتنقل، فتارةً يريد أن يكسر رأس حافظ الأسد ويدمر سوريا ويغرق الساحة المسيحية بالحديد والنار والدم، ومن ثم يصاب بالزهو والحبور عندما يفرش له البعثيون السجاد الأحمر والزهور وتعد له الاستقبالات بايعاز مخابراتي، فالسؤال ماذا حمل معه عون من دمشق، هل جاء بالمعتقلين أم إنه باع الكرامة وتياره ومبادءه"؟. حبيب، وفي حديث إلى صحيفة "الدار" الكويتية، قال: "إنه الزمن الرديء بأن يكون في لبنان هكذا جنرال لا يحترم المبادئ ولا القيم، بل أنه يعيش دائماً في المغامرات، لكنه جنرال فاشل ولا اظن ان السوري قدم له شيئاً، لقد أصاب عون الغرور لما اعد له من استقبالات مركبة ومفبركة ومصطنعة، لكن ماذا حقق للبنان وللمسيحيين سوى الفشل الذريع والانتكاسات المستمرة". ورداً على سؤال، قال: "أعتقد جازماً أن السوريين لم يقدموا لعون شيئاً فالتبادل الدبلوماسي انما جاء بفعل الضغط الشعبي من قوى الرابع عشر من آذار ولولا ذلك لما قبلت بهذا الأمر، والرئيس ميشال سليمان حسم هذا الموضوع خلال زيارته لسورية وهو رئيس البلاد وليس عون الذي هو عميل صغير لدمشق وأحد قادة الثامن من آذار الذي يحركه حزب الله بالريموت كنترول".

وتابع حبيب: "أما لماذا الحملات فنحن لا نتنكر لشهدائنا وأبطالنا وجرحانا وللقيادات التي استشهدت من فريق الرابع عشر من آذار من أجل سيادة لبنان واستقراره، ولا نتنكر أيضاً لتضحيات الفريق السيادي الذي أجبر سوريا على الانسحاب، نحن أوفياء لدماء الشهداء. ومن هنا نسأل عون ماذا فعل في دمشق؟ فهو من باع الشهداء والجرحى ومن تنكر لهم ولتضحيات اللبنانيين. انه من ترك زوجته وابنتيه الصغيرتين آنذاك وفر الى السفارة الفرنسية. وعندما وصلت زوجته الى هناك "بصقت عليه" على الدور الجبان الذي أدّاه. فهل ننسى هذه الوقائع وهل ينساها الناس؟ فعون مصاب بالهذيان ومهلوس ومصاب بجنون العظمة. تنكر لكل تضحيات المسيحيين واللبنانيين، لأنه مازال يهلوس برئاسة الجمهورية التي طارت منه الى الأبد".