المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 18 كانون الأول/2008

إنجيل القدّيس يوحنّا .30-25:7

فقالَ أُناسٌ مِن أَهلِ أُورَشَليم: «أَلَيسَ هذا الَّذي يُريدونَ قَتْلَه؟ فها إِنَّه يَتكَلَّمُ جِهارًا ولا يَقولونَ له شَيئًا. تُرى هل تَبَيَّنَ لِلرُّؤساءِ أَنَّه المسيح؟ على أَنَّ هذا نَعرِفُ مِن أَينَ هو، وأَمَّا المسيح فلا يُعرَفُ حينَ يأتي مِن أَينَ هو».فرَفعَ يسوعُ صَوتَه وهُو يُعَلِّمُ في الهَيكَلِ قال: «أَجَل، إِنَّكُم تَعرِفونَني وتعرفونَ مِن أَينَ أَنا. على أَنِّي ما جئتُ مِن نَفْسي فالَّذي أَرسَلني هو صادِق. ذاكَ الَّذي لا تَعرِفونَه أَنتُم وأَمَّا أَنا فَأَعرِفُه لأَنِّي مِن عِندِه وهوَ الَّذي أَرسَلَني». فأَرادوا أَن يُمسِكوه، ولكِن لم يَبسُطْ إِلَيه أَحَدٌ يَدًا، لأَنَّ ساعتَه لم تكُن قد جاءَت.

 

أوريجينُس (حوالى 185-253)، كاهن ولاهوتي

تعليق القدّيس يوحنّا

"فأَرادوا أَن يُمسِكوه، ولكِن لم يَبسُطْ إلَيه أحَدٌ يَدًا، لأنَّ ساعتَه لم تكُنْ قد جاءَتْ"

إنّ البحث عن يسوع هو فضيلة في معظم الأحيان، لأنّ ذلك يشبه البحث عن الكلمة والحقيقة والحكمة. لكنّ البعض قد يعتقد أنّ عبارة "البحث عن يسوع" تَرِدُ أحيانًا على لسان أولئك الذين يضمرون له الشرّ. مثال على ذلك: "فأَرادوا أَن يُمسِكوه، ولكِن لم يَبسُطْ إلَيه أحَدٌ يَدًا، لأنَّ ساعتَه لم تكُنْ قد جاءَتْ"... كان يعرف عمَّن يبتعد وإلى جانب مَن يبقى بدون أن يوجَد، حتّى إذا بُحِثَ عنه وُجِدَ في الوقت المناسب. قالَ الرسول بولس لأولئك الذين لم يجدوا يسوع بعد ولم يتأمّلوه: "لا تَقُلْ في قَلْبِكَ: مَن يَصعَدُ إلى السماء؟ (بل اسمَعْ: لِيُنزِلَ المسيح). مَن يَنزِلُ إلى الهاوِيَة؟ (بل اسمَعْ: ليُصعِدَ المسيحَ مِن بَينِ الأَموات). إنَّ الكَلامَ بالقُرْبِ مِنكَ، في فَمِكَ وفي قَلبِكَ" (رو10: 6-8). عندما قالَ المخلِّص، من محبّته للبشر: "سَتَطلُبوني" (يو8: 21)، كان يُنبىء بملكوت الله، وذلك للباحثين عنه كي لا يبحثوا عنه خارج ذواتهم قائلين: "ها هُوَذا هُنا، أَو ها هُوَذا هُناك". فإنّ الإنجيل قالَ لهم: "فها إنَّ مَلكوتَ اللهِ بَينَكم" (لو17: 21).  طالما حفِظْنا بذور الحقيقة ووصاياها في قلوبنا، فإنّ الكلمة لن يبتعدَ عنّا. لكن إن تفشّى الشرّ فينا لإفسادنا، فإنّ يسوع المسيح سيقول لنا: "أنا ذاهِبٌ سَتَطلُبوني ومعَ ذلك تَموتونَ في خَطيئَتِكم" (يو8: 21).

 

رسالة إلى نظامي طهران ودمشق باركها الأميركيون ووافق عليها الإسرائيليون بشروط

صفقة المقاتلات الروسية "تكشف" "حزب الله" وتحشره على طاولة الحوار

لندن - كتب حميد غريافي:السياسة

انتظروها من الغرب, فجاءت من الشرق" عشر طائرات هجومية مقاتلة متطورة روسية من طراز "ميغ - 29" احدث اعلان وزير الدفاع اللبناني الياس المر عن تقدمتها الى جيشه ك¯ "هبة" من موسكو, بلبلة في صفوف "حزب الله" وحلفاء سورية في بيروت, اظهرت المرارة وخيبة الأمل المفاجئة وغير المتوقعة من "هذا الحليف (روسيا) القوي لطهران ودمشق", عنف الصدمة التي بلغت تداعياتها بوسائل اعلام الجماعات الايرانية والسورية حدود استهداف المؤسسة العسكرية ووزير دفاعها بحملة مريرة مبطنة حين سألت مثلا صحيفة "السفير" اللبنانية المتابعة لهذا المحور بامتياز امس عن "الوجهة الحقيقية لهذه الطائرات" وما اذا كانت "لاستهداف الارهاب الداخلي" الذي يتزعمه في القاموس الدولي "حزب الله" والنظام السوري في دمشق, أم "ضد العدو الاسرائيلي"?, وهل "ستزود تلك الطائرات بصواريخ جو - جو" ضد الطائرات الإسرائيلية, ام "فقط بصواريخ جو - أرض لاستهداف أهداف أرضية, وهنا - حسب الصحيفة - يبرز السؤال: ضد من ستستخدم هذه الطائرات ضد إسرائيل أم ضد احتمال ارهابي"?

وحول تساؤلات "حزب الله" في وسائل اعلامه عن اسباب هذا التحول نحو تسليح الجيش بالطائرات والدبابات والصواريخ "بعدما كان محرما عليه في احلك الظروف التي واجهها" ان يحصل على قنبلة واحدة او صاروخ واحد بذريعة تهديد أمن اسرائيل" (...) "فكيف الحال بعشر طائرات ستوضع في القاعدة الجوية في مطار بيروت او في مطار رياق (الواقعين في المربعات الامنية لحزب الله) أو في مطار القليعات?", حصلت "السياسة", التي كانت الصحيفة الوحيدة التي كشفت السبت الاسبق في الثامن من هذا الشهر النقاب عن القرار الروسي تزويد لبنان بطائرات "ميغ - 29", على معلومات تؤكد "وجود شروط روسية لاماكن نشر هذه الطائرات على الاراضي اللبنانية ولوجهة استخدامها, وطرق صيانتها وحمايتها, من اهمها استبعاد مطاري بيروت ورياق كقاعدتين محتملتين لها, وحصر مرابطتها في مطار القليعات بعيدا عن متناول "حزب الله" والجماعات المعادية للدولة والجيش, وعدم استخدامها ضد اسرائيل, وهو شرط اميركي - اسرائيلي للموافقة على تزويد روسيا لبنان بهذه الطائرات".

واكد ديبلوماسي بلجيكي في بروكسل ل¯ "السياسة" امس ان الموفدين الاميركيين العسكريين وعلى رأسهم مساعد وزير الدفاع اريك ادلمان, ثم الجنرال ديفيد بيترايوس قائد القيادة المركزية للقوات الاميركية (في الشرق الاوسط) واخرون الى لبنان للقاء قياداته العسكرية ووزير دفاعه, "لم يعارضوا لجوء الدولة اللبنانية الى الروس لتزويد الجيش اللبناني بالطائرات والاسلحة الثقيلة مثل الدبابات وصواريخ ارض - أرض, لانهم كانوا على اطلاع مسبق على المهمة التي قام بها زعيم "تيار المستقبل" سعد الحريري الى موسكو قبل اشهر قليلة وحتى على لائحة الاسلحة التي طلبها من رئيس حكومتها فلاديمير بوتين التي تضمنت سربين من مقاتلات "ميغ - 29", كما ان اللقاء العاجل الذي تم بين وزير الدفاع الياس المر ونظيره الاميركي روبرت غيتس في البحرين عشية سفره الى روسيا, حمل "بشرى اميركية" الى اللبنانيين بأن واشنطن وتل ابيب لا تعارضان تسليح الجيش بهذه المقاتلات".

وقال الديبلوماسي البلجيكي العامل في حلف شمال الاطلسي في اتصال به من لندن ان "مؤشرات معرفة اللبنانيين مسبقا بالقرار الروسي ظهرت بوضوح في تأجيل الوزير المر زيارته التي كانت مقررة لدمشق الاسبوع الماضي والتي اعلن رسميا عن موعدها, واستبدالها بزيارته المفاجئة الى موسكو, كما ان قيادة سلاح الجو اللبناني كانت ابلغت قبل حدوث هذه الزيارة بأيام عدة بضرورة اختيار عدد من ضباطها استعدادا للانتقال الى روسيا للتدرب على الطائرات

الجديدة, فيما ستلحق بهم بعد فترة مجموعة من الفنيين الجويين للتخصص في صيانة هذه الطائرات ووسائل حمايتها وفي الاجهزة المتطورة الملحقة بها مثل الردارات والصواريخ".

وكشف الديبلوماسي البلجيكي النقاب عن ان الاعلان الرسمي اللبناني عن حصول الجيش على الطائرات العشر قبل موعد الانتخابات النيابية بعد خمسة اشهر تقريبا, يؤكد ان الولايات المتحدة واوروبا وخصوصا الدول العربية التي اخذت على عاتقها تسديد اثمان كل ما يطلبه لبنان من اسلحة بما فيها الطائرات بعدما اقنعت واشنطن بأهمية هذا الموضوع وحملتها على الضغط على اسرائيل لسحب "الفيتو" منها, مطمئنة بشكل حاسم الى استمرارية النظام الديمقراطي الراهن في حكم لبنان سواء جرت الانتخابات ام لم تجر, بدليل زوال مخاوفها من وقوع اي اسلحة ترسل للجيش في ايدي "حزب الله" وجماعاته الايرانية والسورية في حال فوزه في تلك الانتخابات, والا لكانت الصفقة الروسية تأجلت لما بعد تلك الانتخابات على الاقل لمعرفة نتائجها".

كما ان توقيت اعلان تسلم لبنان الطائرات الروسية العشر وعدد ضخم من دبابات "تي 90" المتطورة وكميات كبيرة من صواريخ ارض - ارض من مختلف الاحجام والمديات, "قبل سبعة ايام فقط من انعقاد طاولة الحوار الجديدة في القصر الرئاسي في بعبدا الاثنين المقبل, من شأنه احداث تطور مذهل لصالح الدولة اللبنانية في ما يتعلق بالبحث في الستراتيجية الدفاعية ومصير سلاح "حزب الله" ما قد يدفع بالامور في واحد من اتجاهين: اما ظهور مرونة كبيرة في موقف مفاوضي الحزب حول هذه الستراتيجية يحمل الرئيس ميشال سليمان على تعيين موعد قريب جدا لطاولة الحوار المقبلة لا يتعدى الاسبوعين, او على العكس من ذلك, حدوث تصلب اكبر في مواقف هؤلاء المحاورين من "حزب الله" يطيح الطاولة الى اشهر اخرى كي يكون لديهم الوقت الكافي لدراسة تداعيات تسليح الجيش بهذه الانواع المتطورة من الاسلحة ويبنوا على اساس هذه المفاجأة ستراتيجية جديدة او يدخلوا على ستراتيجيتهم الدفاعية تعديلات جوهرية تتناسب وضخامة الحدث".

وقال الديبلوماسي "ان قبول الروس تزويد لبنان بطائرات "ميغ - 29", ادى الى عدد مهم من التطورات الايجابية لصالح لبنان والسلبية لدى اعدائه, منها:

1 - ان هذه الصفقة الجوية الروسية بمباركة واشنطن طبعا اخرجت الادارة الاميركية من ورطة تلكؤها في تسليح الجيش اللبناني بسربين من مقاتلات "اف - 16" او "اف - 18" الاقوى من "ميغ - 29", لسبب وحيد هو ان الاميركيين يخشون لسبب ما وقوع مواجهة جوية بين اسرائيل ولبنان تستخدم فيها طائراتهما لاسقاط بعضها البعض, وهي سياسة اميركية دفاعية ممنوعة في القاموس الاميركي.

2 - ان رضوخ اسرائيل للضغوط الاميركية للموافقة على الصفقة الجوية الروسية الى لبنان, يعني انها حصلت على ضمانات بعدم استخدام هذه المقاتلات المتطورة ضد خروقاتها الجوية للاراضي اللبنانية, وفي اسوأ الحالات فإن اي مواجهة قد تحصل من هذا القبيل, فإنها لن تؤثر على سلاح الجو العبري القادر على تدمير الطائرات العشر بسرعة بسبب الفارق الكبير بين سلاحه الجوي الاميركي الاكثر تطورا من السلاح الروسي.

3 - ان يكون "حزب الله" قادرا بعد وصول الطائرات الروسية الى لبنان على المحافظة على مربعاته الأمنية في الجنوب والبقاع وأطراف الجبل بعيدا عن الانتهاك من قبل الجيش, كما حدث في شمال الليطاني بإسقاط المروحية ومقتل ضابطها, كما باتت معظم قواعد صواريخه عرضة للتصوير والانكشاف من قيادتي الجيش والاستخبارات اللبنانيتين, بشكل اوسع من كشفها على يد الطائرات الاسرائيلية التي تخترق اجواء لبنان ولكن بشكل محدود.

4 - ستشعر الدول الاوروبية المشاركة في القوات الدولية "يونيفيل" في جنوب لبنان باطمئنان اكبر الى وجود حماية جوية لقواعدها, على عكس ما نشرته وسائل اعلام "حزب الله" حول "غضب اوروبا واميركا من روسيا لتسليحها لبنان بالطائرات", اذ ستكون طلعات الطائرات اللبنانية الجديدة فوق جنوب الليطاني - بعد طمأنة اسرائيل - قادرة على التقاط اي تحرك من جانب جماعات "حزب الله" العائدة الى تلك المنطقة او اي جماعات ارهابية بشكل افضل قد يمنع التفكير بالتحرش بتلك القوات الدولية او الاعتداء عليها.

5 - الصفقة الروسية الجوية قد تفتح الطريق واسعا امام دول اوروبية لاتخاذ خطوات مماثلة بتزويد الجيش اللبناني بطائرات مقاتلة, بعدما كانت تلك الدول افرجت عن صفقات دبابات "ألمانيا وبلجيكا وفرنسا" الى الجيش متمثلة بالخطوة الاميركية لتسليحه ب¯ 60 دبابة من طراز "ام 60" الاميركية بعد تطورها.

6 - ان تمكن لبنان - ومهما كانت الوسيلة - من اختراق الترسانة العسكرية الروسية بهذا الشكل الخطير, سيقوي "عضلات" رئيسي الجمهورية والحكومة في وجه خصومهما, ويجعلهما اكثر فاعلية في اتخاذ مواقف داعمة للدولة.

7 - ان الاعلان عن تزويد الجيش اللبناني بهذه الطائرات وبالدبابات والصواريخ وشبكات الدفاع الروسية لحمايتها, رسالة مزدوجة الى كل من سورية وايران تدعم ما اعلنه بوتين بعد استقباله الحريري من "ان على سورية ان تفهم ان لبنان بات دولة مستقلة وذات سيادة".

8 - تمثل الخطوة الروسية - ولو كانت رمزية حتى الآن - حيال لبنان - في نظر الديبلوماسي البلجيكي - ذروة انتصار حلفاء الدولة اللبنانية ونظامها الديمقراطي الراهن في العالم العربي, وخصوصا المملكة العربية السعودية ومصر والاردن ودولة الامارات العربية المتحدة".

 

 عراب العلاقات بين دمشق والجنرال يكشف مراحل تغير الاخير

في "كتاب" من حسن نصرالله إلى ميشال عون... تتبعت نعيم قاسم وفككت "حزب الله"

فايز القزي: حزب الله يسعى إلى دولة إسلامية في لبنان ولا أفهم كيف ذهب ميشال عون في أدغاله مغمّضاً!

لماذا يتذكرني عون حين زار سورية ... ربما سيذكره السوريون بي

عون لم يستفد من مذكرة التفاهم بل "حزب الله" هو المستفيد من الجنرال

بيروت - صبحي الدبيسي: السياسة

  كان فايز القزي أول من كشف عن الصفقة التي كلفها بها النائب ميشال عون في خريف العام 2004 بالتواصل مع النظام السوري لتأمين عودته إلى لبنان, ثم اختلف مع الجنرال بعد توقيعه "ورقة التفاهم" مع "حزب الله". يسلط القزي الضوء في كتاب جديد بعنوان "من حسن نصر الله إلى ميشال عون - قراءة سياسية لحزب الله", على جوانب مهمة من كتاب الشيخ نعيم قاسم (حزب الله المنهج والتجربة), موضحاً انه لم يجد في هذا الكتاب أي تفاهم مع "حزب الله", لا لميشال عون, ولا للمسيحيين, ولا للسنة, ولا للشيعة, لأن "حزب الله" يتناقض مع المسيحية, ومع الإسلام, كما يتناقض مع العروبة, لأنه حركة سياسية بعناصر لبنانية مطعمة بالحرس الثوري الإيراني".

ويرى "أن ميشال عون قائد الجيش اللبناني, ورئيس وزراء لبنان, وقائد التيار الوطني الحر, تغير بعد توقيعه ورقة التفاهم مع »حزب الله« في السادس من فبراير 2006, وأنه لم يترك عون, لكنه يفتقد إلى ذلك الرجل الذي عمل معه نحو 21 عاماً".

يكشف القزي عن جوانب مهمة تتعلق بعلاقة عون مع السوريين, التي بدأت في العام 1985 عندما أصبح قائداً للجيش, ثم عادت وانقطعت بسبب عدم تسهيله مرور انتخاب الرئيس سليمان فرنجية, وتعطيله جلسة الانتخاب بالاتفاق مع "القوات اللبنانية", وكيف أنهم غضبوا منه عندما تم تعيينه رئيساً للحكومة العسكرية.

يرى "ان من السابق لأوانه القول أن عون استفاد من »حزب الله« الذي أعطاه الكثير, بقاء السلاح إلى ما بعد تحرير مزارع شبعا, والأخذ بنظرية »حزب الله« بأن المقاومة حركة مستقلة عن الكيان اللبناني", ويصف "»حزب الله« بحركة كبيرة ذات أبعاد دولية, وبأنها جزء من منظومة مقاومة تمتد في العالم العربي, وتتجاوزه إلى  كل المناطق, حيث النفوذ الإيراني", ويشير إلى أن "الحزب يسعى لبناء دولة إسلامية على مذهب أهل البيت".

ويقول القزي "أن »حزب الله« يتبع الفقيه الإيراني الحالي من الخميني إلى الخامنئي, وأن ميشال عون ذهب في أدغال هذه الحركة مغمض العينين, لا يريد أن يتبصر في مخاطرها ومخاطر عدم إمكانية العودة سالماً منها, ويأخذ معه تياراً كبيراً من المسيحيين, وهنا تكمن الخطورة".

ولم يجد مبرراً للصيغة التي يطرحها "»حزب الله«" لتحرير أرض الجنوب, "لأنه يطرحها من منطلق آخر, فعندما تحرر الجنوب منع الجيش اللبناني من الدخول إليه فهذا يعني الغزو وليس التحرير".

القزي في كتابه الجديد, يحاول إبراز المقاطع النافرة التي لاتزال ملتبسة في أذهان القارئ السياسي, كما وردت في النص, بالإضافة إلى ملحق عن الرسالة التي أصدرها "»حزب الله«" وقرأها السيد إبراهيم أمين السيد عند انطلاقة "»حزب الله«" في 16 فبراير 1985, كاشفاً أيضاً عما جاء في كتاب قاسم عندما طلب إليهم السوريون المشاركة في الانتخابات, فسألوا رأي الفقيه وإجازته, فأفتى لهم بذلك.

وهنا نص الحوار الذي أجرته »السياسة« مع فايز القزي:

قبل أربع سنوات من الآن, كنت ستصبح عراب عودة العماد ميشال عون إلى لبنان, أبرمت صفقة العودة مع السوريين شريطة ألا يتحالف لا مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري ولا مع النائب وليد جنبلاط, لكن الرئيس لحود آنذاك قطع عليك هذه المهمة, ثم عاد وتولاها بنفسه بعد اغتيال الرئيس الحريري, ثم انقطعت علاقتك مع العماد عون بعد توقيعه ورقة التفاهم مع "»حزب الله«". العماد عون في زار سورية أخيراً, ولكن من دون فايز القزي, فكيف تفسر لنا ذلك, وماذا تغير من تلك الفترة إلى اليوم?

  آمل في بداية الحوار أن تستعمل عبارة أخرى غير عبارة عراب. كنت أسعى لإقامة علاقات جيدة بين ميشال عون وسورية منذ العام 1985, ومنذ بدأ حياته كقائد للجيش, واستمريت بنجاح نسبي وفشل نسبي, وفشل تام, وبقيت إلى جانبه, وبقيت هذه العلاقة في احتياط مخيلتي, إلى أن جاءت مرحلة تحضير عودته, فأيقظت هذه العلاقة بيني وبينه مع السوريين, وكانت مساهمة أولى في وضع خريطة عودة ميشال عون في 27/12/2004, حين تم التفاهم على كل النقاط. لكن أموراً كثيرة حصلت, وسبق أن تحدثت عنها لصحيفتكم, أخرت عودته إلى 7 مايو 2005. وحصل ما حصل وخاض عون الانتخابات ضد التحالف الرباعي, وأخذ الخط المسيحي, وبعد فوزه بعدد كبير من النواب والمقاعد النيابية, فوجئت بعلاقة مع "»حزب الله«", وتكللت بتاريخ 6 فبراير باتفاق أطلق عليه (مذكرة التفاهم).

هذه العلاقة لم أفهمها بالشكل الذي تمت به, وما زلت أتخوف رغم سطحيتها وعموميتها, أن تقود إلى علاقة أبعد بكثير بين "التيار الوطني" وبين "»حزب الله«".

طبعاً اعترضت على هذه العلاقة, مع أن لا دور أساسي لي, لأنني لست في "التيار الوطني الحر", ولا أدعي أن لي مركزاً استشارياً  بالمعنى المتعارف عليه عند الجنرال عون. فأبديت له فور التوقيع على ورقة التفاهم مع "»حزب الله«" انزعاجي من هذه العلاقة, وأتت ظروف أخرى أدت إلى حصول قطيعة بيني وبينه, بدأت في 27 فبراير 2006. ولا تزال قائمة. وما أذكاها أكثر هو الانغمس السياسي الستراتيجي والتكتيكي لميشال عون, رغم محاولته تغطية هذا التحالف, في كل مرة يشير إلى مذكرة التفاهم والتي إذا ما تمعنا بها لا يمكن أن نأخذ منها شيئاً, ولم تحل أي إشكال, ولا أشارت إلى أي تنازل حقيقي من "»حزب الله«" عن مبادئه.

الخطر إذاً, أصبح أن ميشال عون انتمى إلى مشروع ملتبس سياسياً, ويحاول أن يستغله "»حزب الله«" لتحقيق مكاسب, طبعاً ستكون لمصلحة هذا الأخير في الدرجة الأولى.

إذاً, الخطر بأن "»حزب الله«" بنظري تكون بفعل إرادة إيرانية, ودرب عناصره »الحرس الثوري«, ولم تعد نشأته وتكوينه ودعمه وقيادته بحاجة إلى التفسيرات, فقد أجريت دراسات معمقة منذ تاريخ انقطاعي عن الجنرال عون إلى اليوم عن أدبيات "»حزب الله«" وما صدر عنه. وما كتب عنه لاكتشاف ما أسميته في الكتاب الذي أصدرته منذ فترة قصيرة: "من حسن نصر الله إلى ميشال عون قراءة سياسية ل»حزب الله«".

هذه القراءة السياسية تشرح نهج وتجارب "»حزب الله«", وتشرح مستقبله والنهج والتجربة والمستقبل ثلاثة عناوين لم أخترعها, بل أخذتها من كتاب الشيخ نعيم قاسم, الذي يقول: "»حزب الله«, المنهج, والتجربة, والمستقبل". ورافقت الشيخ نعيم في كتابه بقراءة من الصفحة الأولى إلى الصفحة الأخيرة.

في النهج, لم أجد تفاهماً كاملاً لا لميشال عون, ولا للمسيحيين, ولا للسنة, ولا حتى للشيعة, بمعنى الإمام علي والنجف وبمعنى حتى "قُم" للانضمام إلى "»حزب الله«".

يتناقض "»حزب الله«" مع المسيحية. يتناقض مع الإسلام السني, يتناقض مع الإسلام الشيعي, ويتناقض مع العروبة, هو حزب وحركة سياسيتين بعناصر لبنانية مطعمة ب¯ »الحرس الثوري«, ولكنها تنتمي بالرأي والمشورة والقرار والإمرة, والولاء لدولة "ولي الفقيه".

إذاً, أنا كنت أرى أن ميشال عون الذي رافقته منذ العام 1985 وحتى 2006 خطى الخطوة الأولى التي تحتمل الانزلاق. استناداً إلى معرفتي بميشال عون, فالأمور تبدأ معه بخطوة أولى, ولكن الخطوة الأولى غالباً ما تذهب إلى نهايات العلاقات.

من هنا, أعود إلى السؤال: ماذا تغير? أنا برأيي تغير ميشال عون قائد الجيش اللبناني, رئيس وزراء لبنان, قائد "التيار الوطني الحر", منذ فبراير العام 2006 عندما وقع مع "»حزب الله«" هذه الورقة التي قادته فيما بعد إلى الحلف الكامل, ميشال عون هو الذي تغير... إذاً, سئلت: لماذا تركت ميشال عون? أنا لم أتركه, أنا أفتقد ذاك الرجل الذي عملت متفاهماً معه نحو 21 عاماً.

لماذا لم يتذكرني بذهابه إلى سورية, ربما سيذكره السوريون بي إذا كان ناسياً, مع العلم, ان عندما كان هناك دور بين ميشال عون وبين سورية, أنا كنت أقرب إلى عون مني إلى سورية. والدليل ان في كل المراحل التي اشتد الصراع بين عون وبين سورية, كنت منحازاً إليه, وليس للسوريين, للأسف, فإن بعض الذين يزعمون أنهم من قياديي "التيار الوطني الحر" تناسوا ذلك. وبعض القيادات كتبت أنها كانت تشاهدني أنقل رغبة السوريين إلى عون, وهذا يدل على جهلهم وعلى عدم معرفتهم بحقيقة الأمور, إلا إذا كان هناك من أراد تضليلهم, وقال لهم بأنني كنت مندوب سورية, وفي الحقيقة كنت غالباً أذهب حاملاً رسائل من بيروت إلى سورية, ولم أحمل إلا نادراً بعض المطالب السورية.

  تقول ان علاقتك بدأت مع العماد عون منذ العام 1985, وخصوصاً بعد اغتيال بشير الجميل, وانتخاب الشيخ أمين رئيساً للجمهورية, في عز تنامي العصبية المارونية, ولا سيما بعد حرب الجبل وما نتج عنها, لماذا اخترت التحالف مع ميشال عون من دون غيره? وماذا كنت ترى في شخصيته حتى استمرت علاقتك به للعام 2006?

  28 أبريل العام 1985 هو تاريخ تهجير إقليم الخروب وشرق صيدا. في هذه المرحلة لم أكن أعرف ميشال عون, كنت أحاول عبر بعض العلاقات مع الأخوان السوريين, أن أمنع التهجير, لإيجاد صيغة حبية نعلن فيها فراغ منطقة الإقليم وشرق صيدا من "الكتائب" والميليشيات المسيحية, من دون استعمال السلاح, ولكن للأسف سبقتنا الأحداث وحصل ما حصل.

ذهبت بعد هذا الوقت إلى الشام ليس لمنع التهجير, بل لعودة الناس الذين تهجروا وانتشروا على حدود إسرائيل وفي جونيه وجبيل وفي المدارس والمستشفيات. التقيت عبد الحليم خدام, فقال: نحن نتمنى, ولكن كيف نستعيد المهجرين, ولا توجد قوة أمنية تحميهم? قلت له: "أين الجيش?", أجابني: "قائد الجيش يقاطعنا", قلت: "لماذا يقاطعكم?", فقال: "عليك أن تسأله", عدت إلى لبنان, اتصلت بصديق لي اسمه سمير عون, فاصطحبني إلى منزله في النقاش وسألته عن أسباب مقاطعة السوريين, فروى لي أنه عندما كان في دمشق في أوائل أبريل قابل خدام وحكمت الشهابي, فطلبا منه نشر قوة من الجيش في ساحل الإقليم من 75 عنصراً, وافق على شرط أن يطلب السوريون من الحزب التقدمي الاشتراكي سحب قواته من برجا إلى غريفة, كي يصبح مدى الرماية بين الجيش وميليشيا التقدمي أبعد من مدى البندقية, كي لا يتعرض الجيش للقنص. فقالوا له: على مسؤوليتنا, لا أحد يتعرض للجيش. ويقول ميشال عون بأنه قبل نشر 75 ضابطاً وجندياً, تمركزوا في مرفأ الجيه. ويوم 28 أبريل بدأت قرقعة السلاح, فاتصل عون بالشهابي وأبلغه بالهجوم العسكري على الساحل, فلم يكن من أحد على السمع, تم الاجتياح واستشهد بعض الجنود والضباط. وأعتقد بأنها كانت خديعة, ففقدت الثقة بالسوريين, وقطعت العلاقة معهم.

حاولت إقناعه بوجهة نظري للمساعدة على عودة المهجرين, فاستجاب نوعاً ما, وبدأت العلاقة معه بهذا الشكل, ثم تطورت, بعد بدء الاحتكاك بين السوريين وأمين الجميل مع انتهاء العام 1985 أخذ الخلاف يكبر, وأصبح السوريون بحاجة إلى تكبير ملف عون, وخصوصاً بعد فشل عودة المهجرين لأسباب كثيرة مادية وسياسية.

  لماذا عادوا واختلفوا معه عندما أصبح رئيساً للحكومة العسكرية?

  هذا موضوع آخر, السوريون في مرحلة من المراحل طرحوا إعادة انتخاب الرئيس سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية, فعطل النصاب بالاشتراك مع سمير جعجع, لأنه كان يطمح للرئاسة, فلم يسهل مرور سليمان فرنجية, بالاتفاق مع »القوات اللبنانية«, تم تعطيل نصاب جلسة الانتخاب. عندها غضب السوريون عليه, وعندما تم تعيينه رئيس مجلس وزراء غضبوا عليه أكثر. ثم دخل مخايل الضاهر بتسوية بين الأميركيين والسوريين رفضها ميشال عون الذي قطع كل علاقة له مع السوريين عندما أصبح رئيساً للوزراء, وطلب إليهم التعاطي معه عبر المؤسسات الشرعية, رفضوا هذا الأمر وقطعت العلاقة بشكل شبه نهائي, لماذا انقطعت العلاقة? لأن للسوريين مشروعاً آخر, ولا يريدون عون رئيساً للجمهورية.

  بالعودة إلى مضمون الكتاب, ماذا استفاد ميشال عون من وثيقة التفاهم مع "»حزب الله«" من 6 فبراير العام 2006 حتى اليوم?

  من السابق لأوانه القول ماذا استفاد ميشال عون من وثيقة التفاهم. بالمنطق العوني يقولون بأنهم ارتاحوا, وأصبحوا يذهبون إلى كل المناطق.

هذا الكلام أصفه بالسطحي, لأنه لا يجوز لمجرد أن يستطيع الإنسان التجول في وطنه, أن يذهب للتوقيع على مذكرة سياسية, حق طبيعي أن يتجول الإنسان في بلده, بالعكس هذه إدانة للفريق الآخر.

أما ماذا أعطى ميشال عون? أعطى الكثير, بقاء سلاح "»حزب الله«" إلى ما بعد تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وعودة جميع الأسرى. لم يقل عون أن ذلك قد يتحقق عن طريق الدولة اللبنانية, بينما الجيش اللبناني ينتشر في الجنوب, وهذا يعني أنه بدأ يأخذ بنظرية "»حزب الله«", في أن المقاومة حركة مستقلة عن الكيان اللبناني, حركة ذات بعد ديني, قبل بأن ينخدع بظاهر الأمور, ولو تعمق بدراسة "»حزب الله«" وأهدافه, لكان قبل بالحوار مع "»حزب الله«" كفريق لبناني, ولا يدخل معه في صيغة, وإن سميت مذكرة تفاهم, ظهرت على الأرض, وكأنها نوع من الاصطفاف السياسي, ولم يكن بالضرورة أن يقع ميشال عون في هذا الفخ.

"»حزب الله«" هو حركة كبيرة جداً, ذات آفاق وأبعاد دولية. هو جزء من منظومة مقاومة تمتد في العالم العربي وتتجاوزه إلى كل المناطق, حيث يوجد نفوذ لإيران. وهو يسعى إلى بناء الدولة الإسلامية على مذهب أهل البيت وهو يتبع هذا المذهب, ويتبع الولاية المدنية للفقيه بولاية عامة وشاملة للفقيه الإيراني الحالي من الخميني إلى الخامنئي. ميشال عون ذهب في أدغال هذه الحركة, وهو مغمض العينين, لا يريد أن يتبصر في مخاطرها ومخاطر عدم إمكانية العودة سالماً منها, وأخذ معه تياراً كبيراً من المسيحيين, وهنا تكمن الخطورة.

كلبناني لا أجد مبرراً للصيغة التي يطرحها "»حزب الله«" لتحرير أرض الجنوب, لأنه يطرحها من منطلق آخر.

أدبيات "»حزب الله«" وفكر "»حزب الله«" تقول: نحن جئنا إلى المقاومة من الإسلام. أنا اللبناني جئت إلى المقاومة من لبنانيين, سواء كنت شيعياً أو سنياً أو مارونياً, جئت إلى المقاومة من لبنانيين, لأن هناك أرضاً لبنانية محتلة, ولم آتِ إلى المقاومة من المسيحية ضد اليهود, ولا أقبل مجيئي من الإسلام ضد اليهود, هذه نظرة لا أقبلها, ولا أريد أن أعطيها وصفاً يفسر بأنه تحامل على "»حزب الله«".

من هذا المنطق إذا كان "»حزب الله«" يقوده الولي الفقيه الإيراني, فأين أصبحت لغتي العربية? أين أصبحت هويتي العربية?

هل أنا أحرر القدس لأنها عربية, أم لأنها إسلامية, أنا أحررها لأنها أرض عربية, قد يقول قائل بأن الإيراني يساعدني على تحريرها. هذا شيء عظيم, ولكن ما الغاية, عندما يحررها معي سيأخذها إلى إسلامه يعني استعدنا الأرض, ولم نحررها. لأن التحرير يعني عودة الشرعية القانونية والدولية والسيادة إلى الأرض.

كيف تحرر الجنوب, ويُمنع الجيش اللبناني أن يدخل إلى هذه المنطقة? هنا أنت لا تحرر, أنت تغزو الجنوب.

يقولون بأننا نقسو عليهم باستعمال كلمة الغزو, كلمة الغزو وردت في القرآن, لم أستعملها من منطلق التجريح, عندما منع الجيش من بسط سيادته الكاملة على جنوب لبنان, فأنت لم تحرر الجنوب بعد.

في الجزء الأول من الكتاب أبرزت المقاطع النافرة, والتي لا تزال ملتبسة في أذهان القارئ, حتى القارئ المثقف والقارئ السياسي على مستوى النائب والوزير, وإبراز الفقرات كما وردت في النص, بالإضافة إلى الرسالة التي أصدرها "»حزب الله«", وقرأها السيد إبراهيم أمين السيد باسم الحزب في 16 فبراير 1985, وهي أول تعبير علني يشرح مواقف الحزب, وضعت نصها بالكامل في الكتاب وتتألف من 40 صفحة, والشيخ نعيم شرحها أكثر في كتابه, إنما بالاستناد إلى نص هذه الرسالة التي لم يخرج عنها.

أنا أبرزت بين مزدوجين وأشرت إلى الصفحة بدقة هذه العبارات عندما يقول الشيخ نعيم: طلب السوريون منا الترشح للانتخابات العام 1992, وتداولنا في الأمر لأننا لا نؤمن بدور المجلس النيابي في عقيدتنا, فبناء للضغط السوري اجتمع مجلس الشورى لدرس العرض, ووافق 12 عضواً, وعارضه ثلاثة, فلم نستطع أن نبت الموضوع. حملنا الملف وذهبنا إلى إيران, وطلبنا رأي الفقيه وإجازته. فأفتى لنا بالمشاركة. أما إعلان الحرب, فهو من صلاحية الولي الفقيه المطلقة.

أنا أتساءل عن هذا السياسي الكبير الذي يذهب ليسأل محمد رعد وحسن نصر الله المشاركة بقرار الحرب? قرار الحرب ليس عند حسن نصر الله ولا عند محمد رعد, بل عند الولي الفقيه.

هذا يعني أن الحوار حول الستراتيجية الدفاعية لن يؤدي إلى أي نتيجة?

هذا كلام? إلا إذا أجيز ذلك من إيران, وليت رئيس الجمهورية بحث هذه المسألة مع الإمام الخامنئي عندما كان في إيران.

نسب إلى الرئيس فؤاد السنيورة قوله لفعالية مارونية, بأن على الموارنة عدم إضاعة فرصة الإجماع السني في موضوع السيادة والاستقلال, وهي المرة الأولى بتاريخ لبنان. هل تعتقد أن الموارنة وبالتحديد الموارنة الموالين لسورية أضاعوا فرصة إنجاز استقلال لبنان الحقيقي?

بفكري العلماني العقائدي, لا أفهم الأمور من منظار التحالف السني-المسيحي, أنا أعلم أن هناك وطناً اسمه لبنان يقوم على صيغة عيش مدنية, وميشال عون يريد دولة مدنية, ولكن كيف أبدي الدولة المدنية, في وقت حليفي يسعى إلى بناء دولة دينية? "»حزب الله«" لا يمكن أن يقبل بالدولة, يريد دولة دينية. "»حزب الله«" يرفض الطائفية, إنما لا يريد العلمنة مثلي. يريد أن ينقلني من الطائفية إلى الدين, إلى المذهب. "»حزب الله«" يكره الطائفية في لبنان, لكنه يريد بناء نظام ديني.

في هذه الحالة, ما تأثير وثيقة التفاهم?

لا شيء, إنها ورقة تين مؤقتة غطت عورات الطرفين في مرحلة معينة ليس أكثر. وهي لن تجدي نفعاً وقد تجاوزها ميشال عون. كما تجاوزها "»حزب الله«" في 7 مايو الماضي, في الجنوب, وتجاوزها في الصواريخ وفي شبكة الاتصالات. هذه الورقة ليست سوى مفتاح للدخول إلى جنة التحالف.

ما تعليقك عن الكلام عن تأجيل الانتخابات?   من يتابع ويقرأ الكلام المبطن, وبعض التعليقات مثلاً كقولهم: إذا لم تحصل الانتخابات في السابع من مايو 2009, فالمرحلة المقبلة لا تبشر بنتائج جيدة. بل بالعكس تشير إلى تأزم وتأزم كبير. ويبدو أن التأزم حتمي, وليس محتملاً, ويجب أن يتحضر اللبنانيون لمواجهة هذه الأزمة, والاحتمال الأكبر أن تكون الأزمة قادرة على إلغاء الانتخابات. يعني إذا لم يربحوا الانتخابات سيتم تعطيلها, وإذا لم يتم تعطيلها لن يعترفوا بها, عندها سيكون لبنان مقبلاً على أزمة حقيقية. ليس لدى لبنان واللبنانيين في المرحلة الحالية أي معطيات ممكن أن تساعد على الخروج من هذه الحتمية. حتمية الدخول في الأزمة. رغم كل النشاطات التي يؤديها رئيس الجمهورية, ورغم كل الحركات التي تقوم بها بعض الدول الأوروبية, لا نزال نسير باتجاه الأزمة.

  قرر العماد عون ترشيح أحد الشخصيات من آل القزي للانتخابات النيابية في الشوف, هل تعتبر أن هذا الترشيح تحدياً لك, ولماذا لم يتذكر العماد فايز القزي?

  لا ألوم ميشال عون في الوقت الحاضر على أي تصرف, في الماضي كلفني تشكيل اللائحة في الشوف وأنا لم أطرح اسمي.

لقد ترشحت للانتخابات العام 1972 على لائحة كمال جنبلاط, وكدت أفوز في هذه الانتخابات, من غير المسموح اليوم أن "أركب" على لائحة مبتدئين في السياسة.

أنا سياسي مخضرم على الأقل, رافقت كمال جنبلاط وخاصمت كميل شمعون ورافقت أبو عمار وجورج حبش, لا يليق بي العودة لتجربة مبتدئين في السياسة. لست في هذا الوارد, إذا أردت أن أترشح من المبكر اتخاذ قراري, لأن قرار الترشح للانتخابات ليس همي الأول, هو أحد الهموم الثانوية جداً, قد يكون أو لا يكون, سيان عندي.

 

هيل يزور بيروت: إعادة تسليح "حزب الله" تهدد بمواجهة مع اسرائيل تدمر لبنان

وكالات/حذر نائب مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد هيل، الذي يصل الى بيروت في الساعات المقبلة لاجراء محادثات مع المسؤولين اللبنانيين حول التطورات، من أن إعادة تسليح "حزب الله" نفسه "عبر سوريا وإيران" يُهدد بإشعال مواجهة مع إسرائيل يمكن أن تُدمّر لبنان من جديد.

وقال في مقابلة مع صحيفة "الحياة" اليوم: "ما أثارني هو أن قادة "حزب الله" أنفسهم يبدون فخورين بهذا الواقع وهم قالوا إنهم أعادوا تسليح أنفسهم إلى درجة تجاوزوا فيها درجة تسلحهم عندما بدأت المواجهة مع إسرائيل في العام 2006. هذا إقرار مثير للدهشة: إنهم مستعدون لتجاهل قرارات مجلس الأمن، ويخلقون جواً داخل لبنان يمكن أن يُعيد تركيع لبنان على ركبتيه مجدداً من خلال تعريضهم للخطر أمن كل اللبنانيين".

أضاف: "أعتقد انه يجب أن يكون الناس بالغي الحذر، وعلينا جميعنا أن نركّز على الاحتمالات ومصادر التوتر الممكن أن تتطور إلى صدام وعنف. إن مواصلة عملية التسلح التي يقوم بها "حزب الله" من دون رادع إلى الدرجة التي أقر فيها قادته بأنفسهم أنهم تجاوزوا درجة تسلحهم في 2006، يمثل أمراً خطيراً، وعلينا مجدداً أن نستعين بالمجتمع الدولي وكل جهة تستطيع أن تلعب دوراً لنركّز على الحاجة إلى وقف عملية تسليح "حزب الله" وتطبيق القرار 1701".

ورأى أن حل قضية مزارع شبعا غير ممكن من دون أن ترسّم سوريا الحدود مع لبنان، معتبراً أن "قضية الغجر أسهل بكثير، وكلنا أمل بأنه ستتم إزالة مصدر التوتر هذا". وأشار الى "اننا ننظر في خيارات تسلّح متنوعة يمكن أن نوفرها للجيش اللبناني بناء على محادثات نجريها من المسؤولين والقادة العسكريين وعلى رأسهم العماد جان قهوجي، واعتقد أننا قريباً سنرى قرارات في هذا الإطار، وسيتم الإعلان عن نوعية المساعدات في الوقت المناسب".

ودافع عن سياسة إدارة الرئيس جورج بوش في لبنان، مؤكداً أنها كانت تدعم "مبادئ" وليس أطرافاً. واعتبر أن إدارته "سجّلت نجاحات في سياستها في لبنان، لكن يجب أن نواصل العمل". ولفت الى "اننا نريد أن نرى تطبيقاً كاملاً لقرارات مجلس الأمن، وهذا ما لم يحصل حتى الآن. نريد أن نضمن أن الدولة هي التي تملك احتكار استخدام السلاح، واحتكار اتخاذ القرارات الأمنية نيابة عن اللبنانيين جميعاً، وألا يُترك هذا الأمر لفصيل واحد، لعنصر واحد من عناصر المجتمع على حساب الآخرين". وقال: " الشعب اللبناني بدأ مسيرة لا رجوع فيها حظيت بدعم مجمع عليه من المجتمع الدولي من خلال قرارات مجلس الأمن، وهو ما أدى إلى ضغوط ديبلوماسية وتحركات للشعب اللبناني أدت إلى خروج القوات السورية من لبنان. الآن تركيزنا ينصب على تطبيق القرارات الدولية والخطوات المطلوب من سوريا أن تتخذها إذا كانت ستطبق تلك القرارات. لقد اتخذت سوريا بعض الخطوات، وتحدثت عن تبادل للسفراء والسفارات مع لبنان، وتكلمت عن ترسيم الحدود مع لبنان، لكننا نريد أن نرى أفعالاً على هذه الصعد وليس كلاماً فحسب. أن يكون لديك سفير وسفارة وتسمع كلاماً معسولاً شيء، لكن العلاقة تُقاس بنوعيتها ويجب أن تُبنى على احترام متبادل حقاً وليس أن تُستخدم ورقة توت لمواصلة التدخل في الشؤون اللبنانية".

وعما اذا كانت الولايات المتحدة تشتبه بأن سوريا متورطة فعلاً في اغتيالات حصلت في لبنان؟ قال: "هناك تحقيق تقوم به الأمم المتحدة سيؤدي إلى حصول محاكمة، والأمين العام بان كي مون أعلن انه في حلول شباط أو آذار سيتم الانتقال إلى لاهاي. وأعتقد أن من المهم لنا جميعاً أن نتحفظ عن توجيه اتهام حتى نرى نهاية هذه العملية القضائية". خ . ح

 

هيل في بيــــــروت لأكثر من ثلاثة ايام ولقاءات مع سليمان والسنيورة والمر وصلوخ

المركزية – في معلومات خاصة لـ"المركزية" ان نائب مساعد وزيرة الخارجية الاميركية دايفد هيل سيكون له لقاءات مع المسؤولين في لبنان طيلة يوم الجمعة المقبل على ان تتوسع مروحة لقاءاته لتشمل قيادات حزبية ونيابية من قوى 14 آذار. وفيما رجح ان تمتد اقامة لأكثر من ثلاثة ايام علم انه طلب لقاءات مع كل من الرئيس ميشال سليمان، رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ووزيري الدفاع والخارجية الياس المر وفوزي صلوخ. وادرجت مصادر السفارة الاميركية في بيروت الزيارة في اطار زيارات هيل الدورية والمعهودة الى لبنان كونه احد البلدان الواقعة ضمن اطار مهمته في المنطقة.

 

روسيا ارادت من خلالها توجيه سلسلة رسائل الى جيران لبنان والدول هدية طائرات "الميغ 29" حرّكت الاجواء اللبنانية المنقسمة ومصادر ترى ان لقاء المر – غيتس في البحرين ليس بعيدا عنهــا

المركزية – طغى اعلان وزير الدفاع الياس المر من موسكو قرار الحكومة الروسية اهداء لبنان عشر طائرات "ميغ – 29" على ما عداها من احداث محلية، وخصوصا مسلسل ساحة النجمة الذي جاء في حلقته الثانية باهتا، بحيث سيطرت اجواء الانتخابات على المداخلات التي اقتصرت في معظمها على المطالبة بمشاريع واحتياجات لمناطق المتكلمين. وفي رأي مصدر مطلع ان الوزير المر عبّر بدقة عن اهمية الهدية الروسية عندما قال انه فوجئ بالمبادرة واصفا زيارته بأنها من اهم الزيارات التي قام بها منذ توليه وزارة الدفاع حتى اليوم، معتبرا ان تزويد روسيا للجيش بهذه الطائرات مفاجأة ضخمة، مشيرا الى اسلحة متطورة اخرى الجيش اللبناني بحاجة اليها. ويلفت المصدر الى ان "المفاجأة الضخمة" بدأت تتكون منذ زيارة رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري الى موسكومنذ اقل من شهرين الذي شرح للجانب الروسي وضع الجيش اللبناني واهمية تقويته ليستطيع القيام بواجباته الوطنية وفرض الامن، خصوصا في ضوء تجربة معركة نهر البارد التي كلفت المؤسسة العسكرية نحو 170 شهيدا واستمرت طوال ثلاثة اشهر للقضاء على عصابة "فتح الاسلام" الارهابية، اضافة الى وجود سلاح مع فئات خارج الدولة اقوى من سلاح الجيش. وذكر بتركيبة لبنان الديموقراطية التي تجعل من الدولة عنصرا غير حازم بسبب تعددية لبنان، وبالتالي سيطرة طائفة على باقي الطوائف، وهذا ما يضرب الصيغة اللبنانية ويجعل الساحة اللبنانية مشرّعة لكل التدخلات، وجاذبا قويا للمجموعات الارهابية. ويشير المصدر الى اهمية الاخذ بالاعتبار ان روسيا اليوم هي غير الاتحاد السوفياتي بالامس، الذي كان يقسم العالم بين كتلتين شرقية وغربية، وبالتالي شيوعية وليبرالية، فمنذ سقوط الاتحاد السوفياتي في العام 1989 انتهت الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفياتي الى جمهوريات وعاد الاتحاد الروسي الى العالم الحر، تماما كما اميركا وبريطانيا وفرنسا وغيرها، وسقطت معه المحظورات التي كانت قائمة، وأقام علاقات مع الدول العربية خصوصا السعودية ودول الخليج التي كانت ترفض التعاطي مع دولة ملحدة. دعوات روسية: وفي معلومات لـ"المركزية" ان الحكومة الروسية وجهت منذ العام 2004 دعوات الى المسؤولين اللبنانيين، خصوصا الى الرئيس السابق اميل لحود ووزراء الدفاع والداخلية يومها وفي العام 2006 لم يلبوها بسبب عدم الرغبة الاميركية آنذاك. واضافت المعلومات ان الدولة الروسية تريد ان تتعاطى مع لبنان من دولة الى دولة، وهدية طائرات الميغ – 29 هي رسالة واضحة الى جيران لبنان اي اسرائيل وسوريا، والى باقي الدول التي تقوي فئات لبنانية على الدولة بأنها اي روسيا وانسجاما مع مواقفها السابقة تؤيد استقلال لبنان ووحدته وسيادته الكاملة على اراضيه. كذلك تشير الرسالة الى ان روسيا مهتمة بالوضع اللبناني كونه بلدا تعدديا، وهي تريد "حماية" الاقليات، خصوصا ان فيها الكثير من الاقليات من مختلف الديانات وإن الاقلية اليهودية يبلغ عدد افرادها نحو 20 مليونا، اضافة الى ذلك فإن موسكو تهدف من وراء الخطوة الى تعزيز قدرات الدولة اللبنانية لتصبح قادرة على مواكبة الاستحقاقات المقبلة وبالتالي العودة الى ممارسة سيادتها في اجوائها منذ العام 1975. الى ذلك، لم يستبعد المراقبون ان تكون الحكومة الاميركية في جو المساعدة الروسية للبنان، ولفتوا الى اللقاء الذي جمع في البحرين الوزير المر مع نظيره الاميركي روبرت غيتس، عشية زيارته الى موسكو. وختم المراقبون: المبادرة الروسية جاءت في الوقت المناسب للبنان، والمهم الا يضيع اللبنانيون هذه الخطوة التي ستكون لها اهميتها في المستقبل القريب، وعلى عتبة انطلاق المحكمة الدولية، التي يتخوف الكثيرون من ان تنعكس سلبا على الوضع اللبناني.

 

جعجع بحث الاوضـــاع مع الاحدب والسفير المصري: طائرات الـ"ميغ" ستشكل نقلة نوعية على صعيد السيادة

المركزية – التقى رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع السفير المصري أحمد البديوي في حضور مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب جوزف نعمه ووصف بعد اللقاء الوضع في المنطقة بِـ"غير سليم" في ظل المأساة الكبيرة التي تعيشها غزة لكن المؤسف أن بعض الأطراف الاقليمية تحاول استغلال هذه المأساة للانقضاض على بعض الاطراف العربية في حين أن هذه الأخيرة غير مسؤولة عن هذه الاحداث إذ أن المسؤول عنها هي اسرائيل اولاً ومن أوصل الوضع الى ما وصل إليه ثانياً، فلا يجوز أن يقيم فريق استراتيجيات كبيرة وحين يصطدم بالحائط يحمّل نتيجة هذه الاستراتيجيات الى فريق عربي آخر"، كاشفاً عن وجود " بعض الاجواء التي تشير الى رغبة بعض الافرقاء الاقليميين بتصعيد الوضع لتخفيف الضغط عن حماس في غزة، متسائلاً الى أين ستؤدي هذه التحركات ؟ وأكد جعجع عدم وجوب استغلال مأساة غزة للانقضاض على دولة كبيرة كمصر" والتي رسمت لنفسها منذ نحو 25 عاماً استراتيجية معينة لجهة الصراع العربي- الاسرائيلي وأوضاع المنطقة، فلا احد يستطيع محاصرتها وفقاً لنظرته الخاصة بل كان من الحكمة منذ زمن أن يعتمد الآخرون النظرة المصرية للأمور وليس العكس، كاشفاً عن أن معبر رفح ليس معبراً مصرياً بل هو معبر دوليّ وقد تم افتتاحه بعد اتفاق حصل بين الاتحاد الاوروبي والسلطة الفلسطينية واسرائيل، لافتاً الى أنه في حال فتحت مصر هذا المعبر في رفح فمن الممكن أن تدخل المنطقة بأجمعها في مرحلة أخرى مختلفة ومغايرة لما يحصل حالياً نعلم بدايتها ولكن نجهل خاتمتها". وعن الانتقادات التي يوجهها وزراء 8 آذار في الحكومة وكأنهم غير مشاركين فيها ؟ رأى جعجع أن هؤلاء موجودون عند تحصيل المكاسب وفي وقت المسؤوليات فهم غائبون، لافتاً الى أن بعض افرقاء 8 آذار تقوم سياستهم على السلبية المتمادية والمستمرة إذ أنهم يأخذون الكثير من الوقائع المصنيّة من واقعنا اللبناني، مستشهداً بما ذكره أحدهم في جلسة الوزراء حول عدم تقديم الحكومة الموازنة على مدى 3 سنوات علماً ان الحكومة ترسل منذ العام 2006 الموازنة تلو الاخرى وهذه الموزانات موجودة في أدراج المجلس النيابي الذي كان مغلقاً حينها فيبدو أنه نسي هذا الامر. واستغرب جعجع طرح بعض فريق 8 آذار الذي يجاهر باستمرار اهتمامه الدائم بالمسيحيين، مسألة دفع هيئة الإغاثة في جبل لبنان ، متسائلاً ما الجريمة في أن تهتم هيئة في الدولة في شؤون جبل لبنان بعد غياب دام 15 سنة . وأعلن جعجع أنه أكثر الوزرات التي فاحت منها رائحة الفساد هي من تسلّمها بعض افرقاء 8 آذار، معتبراً أن الوضع الاقتصادي يعيشه الجميع وهو من جراء الحروب التي حصلت عام 2006 وإقفال المجلس النيابي وتعطيل المؤسسات الدستورية وعوامل أخرى كالفساد المستشري في العديد من الإدارات المتواجدون فيها، مشدداً على ضرورة التقيّد بالتهدئة والجو الايجابي الذي لا يعني عدم الكلام عن الاخطاء الموجودة بل عدم ذكر الاخطاء غير الموجودة. وعن المساعدة العسكرية الروسية للجيش اللبناني ولاسيّما ان الوزير الياس المر أعلن أن النائب سعد الحريري له الفضل في إتمامها وبالتالي قوى 14آذار؟ أوضح جعجع أن الخطوة الروسية، ولو انني أنتظر حيثياتها بأكملها، ستشكل نقلة نوعيّة على صعيد السيادة اللبنانية الى جانب تسليح الجيش اللبناني، شارحاً دلالة هذه الخطوة بحيث أنها مؤشر على أن لبنان دولة تتمتع بسيادة وكيان وإلا لما أعطت دولة كروسيا سلاحاً بهذه النوعية وهذا الحجم". ولكن ألا يؤثر دفع ثمن هذه الطائرات من قبل الامارات والمملكة العربية السعودية على السيادة اللبنانية ؟ أجاب " في حال كان هذا الكلام صحيحاً فلا يؤثر ذلك على السيادة اللبنانية مضيفاً " وهل هاتين الدولتين قدمتا هذه الطائرات، إذا صحّ ذلك، بشرط أن يقوم الجيش اللبناني بدوريات على الحدود الكويتية العراقية مثلاً؟ وتمنى أن تقوم ايران وسوريا بدفع ثمن 10 طائرات اخرى فسنأخذهم في حال كانت الخطوة غير مشروطة" . وعن الدعوة لتعديل الطائف؟ قال جعجع: إذا أرادوا تعديل الطائف فليعدلوه فالعماد عون طرح هذ الموضوع في سوريا وليته لم يطرحه هناك كون الأمور الداخلية تُطرح في الداخل وليس على أرض خارجية ، مذكراً بأن أول من عارض كان حلفاؤه تحديداً ومن ثم حلفائنا، وان من يريد طرح مسألة فيجب أن يكون لديه مقومات إنجاحها وتحقيقها ، داعياً الى عدم وجوب طرح الأمور التي لا تودي الى أي نتيجة ، معتبراً ان هذه الدعوات غير مبنية على معطيات فعلية والدليل كثافة ردود الفعل في الأسابيع الماضية. وعن الطريقة التي تمت بها تأليف هيئة الاشراف على الانتخابات وهل يمكن أن تنسحب على باقي التعيينات؟ رأى جعجع بأنه ليس هناك خطوة بحد ذاتها كارثة ولكن المشكلة تكمن في المبدأ، في ظل وجود قانون لا يجب تخطيه او التحايل عليه ، شارحاً ان هيئة الاشراف على الانتخابات هي هيئة خاصة لا تحتاج الى تصويت الثلثين في مجلس الوزراء باعتبار أنهم ليسوا موظفو فئة اولى. وكان جعجع استقبل النائب مصباح الاحدب تباحثا في خلالها في آخر المستجدات ولاسيما الانتخابات النيابية.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 17 كانون الاول 2008

النهار

لوحظ أن المعلومات الرسمية التي وزعت عن لقاء مسؤول كبير رئيس كتلة نيابية لم تتضمن شيئاً عما صرح به الأخير اثر اللقاء.

لاحظ مسؤول سابق ان محطات التلفزيون المحلية تتوزع في معظمها بين نشرات أخبار باتت أقرب الى الخطب السياسية، وبرامج يحاور من خلالها أصحاب المحطات أنفسهم.

لا تزال الاجراءات المتعلقة بتطبيق قوانين السير تستثني الدراجات النارية على رغم تزايد الحوادث الناجمة عن مخالفاتها، وأكثرها غير شرعي ومن دون لوحات.

السفير

قدّر تقرير رسمي عربي سري عدد اللبنانيين الذين سيُصرفون من وظائفهم في دبي بسبب الأزمة المالية العالمية بنحو عشرين ألفاً.

لوحظ أن جهات دولية استخدمت فزاعة الأمن مجدداً لأجل تحصين إجراءات الأمن اللبناني المتعلقة بها.

تردد أن مرجعاً رسمياً يدرس جدياًامكان ترشيح نفسه للانتخابات عن أحد المقاعد في "شمال الليطاني"!

المستقبل

تردد أن دولة مجاورة تبحث لسفارتها "المستحدثة" في بيروت عن مقرّ في شارع "يعشش" فيه حزب موالٍ لهذه الدولة وجرى فيه مؤخراً اعتداء على أحد الإعلاميين.

علّقت أوساط متابعة على تأكيد مرجع نيابي الإلتزام ب "ممنوعات" إتفاق ساري المفعول بأنه يوجه رسالة في اتجاه بعض حلفائه.

توقفت مصادر معنية عند معلومات "تتدفق" في الآونة الأخيرة بشأن أعمال سرقة واعتداءات ومخالفة القانون في مناطق بعينها.

اللواء

تشكو قيادات في المعارضة من استمرار أجواء الإرباك في ما يتعلق بها على صعيد الترتيبات الانتخابية ضمن اللوائح الموحّدة·

يُبدي قيادي كبير في الموالاة حذراً مما يُطبخ في المرحلة المقبلة مع اقتراب جملة استحقاقات أهمها المحكمة الدولية·

يحصر خبير انتخابي - سياسي المعارك في نقاط أربع: بعبدا، زحلة، كسروان والبترون!·

الشرق

اوساط حزبية اكدت ان قيادي بارز في التيار الوطني توقع تغييرا جذرياً في المقاعد الإنتخابية المسيحية في منطقة الجنوب لمصلحة مرشحي التيار؟!

مسؤول اكد السعي لاقناع أحد رؤساء البلديات في الضاحية الشرقية للعاصمة باعلان ترشيح نفسه للإنتخابات النيابية "لمعرفة رد فعل جهات سياسية بارزة"!

اجتماعات بعيدة عن الأضواء تركز البحث خلالها على متغيرات سياسية محتملة في حال حصول خلافات داخل تنظيم سياسي مسيحي؟!

 

استجواب 3 موقوفين في تفجير طرابلس وتوقيف احدهم

وطنية - 17/12/2008 (قضاء) تابع قاضي التحقيق العدلي في جريمة التفجير في شارع المصارف في طرابلس القاضي نبيل صاري تحقيقاته اليوم فاستجوب ثلاثة موقوفين واصدر مذكرة وجاهية بتوقيف احدهم

 

الاستماع الى شاهدين في جريمة اغتيال الرئيس الحريري

وطنية - 17/12/2008 (قضاء) تابع قاضي التحقيق العدلي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري القاضي صقر صقر تحقيقاته فاستمع اليوم الى افاة شاهدين.

 

القاضي حمود استمع الى افادات شهود في اغتيال صالح العريضي

وطنية - 17/12/2008 (قضاء) باشر قاضي التحقيق العدلي في جريمة اغتيال الشيخ صالح العريضي القاضي عبد الرحيم حمود تحقيقاته اليوم فاستمع الى افادات عدد من الشهود.

 

الرئيس سليمان استقبل النائب الحاج حسن ووفدا من "حكومة الظل"

الرئيس ميقاتي: يفترض استكمال تطبيق الطائف قبل إعادة النظر فيه

النائب جنبلاط: اذا كانت روسيا تريد دعم الجيش فنحن نشكر لها هذا

وطنية- 17/12/2008 (سياسة) استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في بعبدا اليوم الرئيس نجيب ميقاتي وأجرى معه جولة أفق تناولت الاوضاع القائمة في البلاد من جوانبها كافة. وبعد اللقاء، قال الرئيس ميقاتي: "زيارتي لفخامة الرئيس كانت لتقدمة أطيب التمنيات لمناسبة الاعياد المجيدة اليه والى جميع اللبنانيين، وتمنيت كل الخير لفخامة الرئيس وللبنان واللبنانيين أن يتنعموا في العام المقبل بالصحة والعافية والسعادة وراحة البال". أضاف: "خلال اللقاء أجرينا تقويما للاوضاع الراهنة على كل الصعد وأهم ما تحدثنا به هو اتفاق الطائف، وانه قبل البحث في اي امر يتعلق باعادة النظر فيه، يفترض استكمال تطبيقه. ومن المهم جدا ان يراعي فخامة الرئيس، وكما عرفناه دائما الحكيم، هذا الموضوع، كي يستكمل تطبيق الاتفاق". وقال: "جرت خلال الجلسة أيضا أحاديث متفرقة عن الحوار وطاولة الحوار الاسبوع المقبل، وطلبنا ان يلتزم اعضاء الطاولة بجدية هذا الحوار وما يتفق عليه خلال الجلسات، لانه في الجلسة الاخيرة سمعنا كلاما طيبا وجيدا عن وقف الحملات الاعلامية وعن استكمال المصالحة. لكن، لسوء الحظ، لم يحصل ذلك. وقد لفت فخامة الرئيس الى ضرورة استكمال هذا الموضوع".

سئل: هل سيطرح ما ستقدمه روسيا للبنان من مساعدات عسكرية على طاولة الحوار؟

أجاب: "الموضوع عسكري بحت، ولم أبحث فيه مع فخامة الرئيس. لقد قرأنا عنه في الصحف هذا الصباح، وعلى القيادة العسكرية ان تقوم هذا الموضوع وترى ضرورة هذا السلاح وكيفية استخدامه وكلفة الاستخدام في السنوات المقبلة".

واستقبل الرئيس سليمان رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط وعرض معه مدة ساعة آخر التطورات الراهنة وخطوات المرحلة المقبلة، وأبرزها الجلسة الثالثة للحوار الوطني التي تعقد الاثنين المقبل في بعبدا.

ولدى مغادرته سئل جنبلاط عما إذا كان طرح موضوع الغاء المجلس الاعلى اللبناني السوري لمصلحة إنشاء السفارة اللبنانية في دمشق مع الرئيس سليمان، فقال: "تحدثنا عن أهمية الحوار والانجاز الذي تحقق وهو العلاقات الديبلوماسية، وسنرى في الجلسة المقبلة نهار الاثنين كيفية المتابعة والتفعيل، ولا شك في ان مبدأ الحوار مهم جدا".

سئل: قبل يومين من الحوار هل طرحتم ملفات غير مدرجة على الطاولة الاثنين المقبل؟

اجاب: "لا، أبدا، لم نطرح ملفات غير تلك المدرجة. صحيح أن الغاء المجلس الاعلى اللبناني-السوري مطلبنا، لكن ذلك لم يطرح اليوم، سيطرح لاحقا، وسنرى في الاتفاقات الامنية وغير الامنية ما هو لمصلحة السيادة اللبنانية وما هو لغير مصلحتها، ولكني اعتبر ان هذا الامر سيتم لاحقا بالتأني، والعلاقات الديبلوماسية هي أفضل طريقة للعلاقات بين الدول. ولبنان ملتزم ميثاق الجامعة العربية وملتزم في الوقت نفسه اتفاق الطائف حيث هناك العلاقات الخاصة او المميزة".

سئل: ما هو تعليقكم على المنحة الروسية بإعطاء الجيش عشر طائرات مقاتلة من طراز ميغ 29؟

اجاب: "لست اختصاصيا بالموضوع العسكري وبالاسلحة، لكن لا شك في انه اذا كانت روسيا تريد ذلك فاننا نشكر لها دعمها الجيش".

وزار بعبدا اليوم النائب حسين الحاج حسن مع وفد من فاعليات مدينة بعلبك دعا رئيس الجمهورية الى رعاية مهرجان السياحة والتسوق الحادي عشر الذي يقام في مدينة بعلبك، في أول تموز المقبل ويستمر مدة شهر. وعرض الوفد للرئيس سليمان بعض المطالب للمساعدة في انجاح المهرجان وفي اقامة معارض صناعية وتجارية. وشكر رئيس الجمهورية للوفد دعوته وشجع على الاستمرار في مثل هذه الخطوات نظرا الى انعكاسها على الاوضاع الاقتصادية.

واستقبل الرئيس سليمان بعد ذلك وفدا من "حكومة الظل" الشبابية تكلم باسمه اياد واكيم الذي طالب رئيس الجمهورية، الذي هو أول رئيس جمهورية يذكر دور الشباب في خطاب القسم، ان يواصل دعمه للشباب "الذين يحاولون ان يضيئوا شمعة في ظلمة الحياة السياسية والاجتماعية اللبنانية".

من جهته، هنأ الرئيس سليمان "حكومة الظل" على جهودها مشددا على ان بناء المستقبل في الدول لا يتم الا عن طريق الشباب، داعيا الى ان يحسن الجيل الشاب التوازن بين العقل والعاطفة وابقاء مصلحة الوطن الاولوية، وان الامور لا تعالج بالعنف الاعمى والاصطفاف غير الصحيح.

وكان الرئيس سليمان استقبل صباحا السيدة كاثرين دبغي زوجة البروفسور اللبناني الاصل الراحل مايكل دبغي، وأشاد رئيس الجمهورية بمزايا البروفسور دبغي الذي رفع اسم لبنان عاليا في مجال طب القلب، متمنيا ان يكون نبراسا للعديد من اللبنانيين في الداخل والخارج. وشكرت السيدة دبغي للرئيس سليمان استقباله لها وعاطفته تجاهها. وفي نهاية اللقاء منحها رئيس الجمهورية درع رئاسة الجمهورية تكريما.

 

البطريرك صفير استقبل وزير الاعلام ووزير الدولة لشؤون مجلس النواب

الوزير متري: يجب ألا يكون منطق التوافق أعلى من اعتبار الجدارة

الوزير ابو فاعور: لحماية الاستحقاق الانتخابي من التدخلات الخارجية

وطنية- 17/12/2008 (سياسة) استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في الصرح البطريركي في بكركي صباح اليوم وزير الاعلام الدكتور طارق متري وعرض معه الاوضاع العامة والمستجدات المحلية.

وبعد اللقاء الذي استمر 50 دقيقة قال الوزير متري:"أزور البطريرك بشكل دائم لأن الانسان مع البطريرك يرتفع عن السياسة اليومية ويتأمل في الواقع السياسي كون غبطته يتحدث عن الأمور المهمة. وفي الفترة الأخيرة ذكر بأهمية تطبيق اتفاق الطائف قبل الحديث عن أي تغيير فيه. وهو في كلامه واضح وصريح عن كيفية أن تكون العلاقات اللبنانية - السورية صحيحة، تقوم على التكافؤ والاحترام المتبادل لا على العداء أو التبعية. لا أحد ينسى قول البطريرك الشهير إن الحكومة لا يمكن أن تكون عربة يجرها حصانان وكل حصان يسير باتجاه، وهذه العبارة نتذكرها في الأيام الأخيرة من عمل الحكومة".

وتابع:"في الأمس قيل في المجلس النيابي إنه لا نقبل بأي صورة من الصور التراجع عما تم التعهد به في الدوحة حيث نص الاتفاق على عدم تعطيل عمل الحكومة، أي عدم استعمال سلاح التعطيل".

قيل له: قيل في الماضي إن السلاح لا يستعمل في الداخل، وحصل ما حصل في 7 ايار.

أجاب:"هناك أشخاص لديهم خشية من ذلك وهذه الخشية موجودة والتوافق مهم. يحكى الكثير عن التوافق في هذه الأيام ولكن يجب ألا يكون توافقا بالحد الادنى، ولا توافق التقاسم. خذ مثلا التعيينات الادارية والقضائية، يجب ألا يكون منطق التوافق أعلى من اعتبار الجدارة. أعتقد عندما تريد تعيين قضاة وموظفين فالمعيار الاول يجب أن يكون معيار الجدارة. طبعا هناك توازن في البلد يجب احترامه، لكن معيار الجدارة يسبق أي معيار آخر".

أضاف:"في بعض الاحيان يكون التوافق كلمة يختبىء وراءها الرغبة في المساومة والتقاسم، والمساومة والتقاسم يحصلان على حساب الجدارة".

وعما اذا كان مرتاحا للاجواء السائدة في البلد على كل الصعد، قال:"أفهم أن أحدا في البلد لا يمكنه أن يطمئن اطمئنانا كاملا، وكوزير يعمل في الحكومة لدي شعور بانه من حق اللبنانيين علينا ان نعمل اكثر ومن واجبنا أن نهتم بقضاياهم أكثر ونطمئنهم أكثر. ولا نستطيع أن نقوم بهذا العمل بالشكل الكافي، لأن الدولة غير قادرة على تعزيز قدرتها على حماية الناس وتطبيق القانون، وعلى تسيير مرافق الدولة بما يخدم مصالح المواطنين. فالمواطن يشعر دائما بالخوف من المستقبل وهذا يأتي نتيجة التخوين، والاثنان مفعولهما سيء على اللبنانيين".

بعدها، تفقد الوزير متري مكتب "الوكالة الوطنية للاعلام" في الصرح، والتقى الصحافيين المعتمدين، مطلعا على أوضاعهم.

ثم استقبل البطريرك صفير وزير الدولة لشؤون مجلس النواب وائل ابو فاعور وعرض معه المستجدات والتطورات الداخلية.

وبعد اللقاء الذي استمر نحو نصف ساعة قال الوزير ابو فاعور:"الزيارة هي للوقوف على رأي البطريرك كما نحرص دائما في كل محطة سياسية، فنحن على مشارف انتخابات نيابية وهذه الانتخابات ستكون محطة استقلالية بامتياز، لأنه إما أن تكرس الاستقلال اللبناني وإما أن تعود الى الزمن الماضي الذي كان فيه لبنان خاضعا للوصاية والهيمنة".

أضاف:"من واجب كل القوى السياسية أن تجعل هذا الاستحقاق الانتخابي فرصة للتنافس الديموقراطي وليس الاحتراب الانتخابي وبالتالي واجب كل القوى السياسية ان تحمي هذا الاستحقاق من اي عناصر أو عوامل غير ديموقراطية على المستوى الداخلي سواء بالترغيب أو الترهيب أو استعمال السلاح أو غيرها من الممنوعات على المستوى الاقليمي، واجب القوى السياسية أن تحمي هذا الاستحقاق من التدخلات الخارجية. ونحن بدأنا نلمح مؤشرات لتدخل غير محلي في الانتخابات النيابية في اكثر من منطقة لبنانية، تحديدا من قبل النظام في دمشق حيث هناك تدخلات مباشرة في الانتخابات كما على المستوى الداخلي. واجب القوى السياسية أن تسعى الى فرض هيبة الدولة وتأمين الغطاء والقرار السياسي للاجهزة الامنية لمنع أي إخلال بالأمن وأي تلاعب بالنتائج وأي تأثير على العملية الانتخابية، لكي تكون هذه الانتخابات مناسبة لتنافس ديموقراطي حر مشروع بدل أن تكون احتراب سياسي او انتخابي يمكن ان يقود الى مجاهل لا يريدها أحد".

سئل: هل هناك معلومات تثبت تدخل النظام السوري؟

أجاب:"هناك أكثر من معلومة، وقوى 14 آذار تعكف حاليا على تحضير مذكرة تتضمن كل هذه التدخلات على المستوى الامني. حكما هناك مخاوف لأننا رأينا ما حصل في الاشهر الماضية والذي يمنع أن يحصل هذا الامر، وكان هناك اتفاق الدوحة وحصل منذ ايام قليلة مؤشرات للخروج على الدوحة في مجلس الوزراء. لذلك نحن ندعو الجميع، من نتفق معهم ومن نختلف معهم، الى التأكيد مجددا على اتفاق الدوحة والتمسك به وعلى أن يعكس هذا الاتفاق في الانتخابات النيابية القادمة لكي لا سمح الله لا نستعيد الصفحات السوداء التي مررنا بها".

وعن كلام الوزير جبران باسيل حول ماحصل في مجلس الوزراء قال:" لم أستمع الى كلام الوزير باسيل وانا لست على علم بانه تم تكليف احد ليبحث في هذا الأمر، وأنا أتوقع من الان حتى الانتخابات، وهذا مشروع نوعا ما، أن يثار الكثير من القضايا التي يمكن أن تدر أرباحا انتخابية، ولكن لست على علم إطلاقا إن كان هناك اتفاق بتشكيل لجنة في مجلس الوزراء.

سئل: هل تخافون على اتفاق الدوحة وتؤكدون على ضرورة أن يستمر؟

أجاب:"لأن الانتخابات النيابية ستشهد الكثير من التنافس وكل الأطراف تنظر إليها في البلد كأنها محطة أساسية، لذلك علينا أن نحصن اتفاق الدوحة والتمسك به خصوصا بعد الذي ظهر في مجلس الوزراء وقبول باقي الأطراف بملاحظة الوزير طابوريان ربما تشكل الى حد ما رغبة بالخروج على اتفاق الدوحة، وبالامس كان الرئيس بري حاسما في هذا الامر وهذا عامل مطمئن جدا التمسك بهذا الاتفاق".

وأكد الوزير ابو فاعور أن "قوى الرابع عشر من آذار سيكون لها موقف موحد بالنسبة إلى تعيينات المجلس الدستوري سواء ما سيتم الاتفاق عليه في مجلس النواب انتخابيا وفي مجلس الوزراء، والموقف الموحد سيكون ليس حول هذا الموضوع فقط بل في كل المسائل المطروحة وليس على قاعدة المحاصصة السياسية بل على قاعدة الرغبة والحاجة الى ترميم ما تداعى من هيكل الدولة اللبنانية في السنوات الماضية".

وردا على سؤال أعلن أن "صاحب الغبطة لا يتدخل في تشكيل اللوائح الانتخابية ولا نرضى نحن أن نقحمه في هكذا تفاصيل وهو فوق هذه الحسابات".

وعن الحكومة قال:"إن الصراع ليس درزيا - درزيا، بل سياسي في البلاد في كل الطوائف ونحن قلنا، نحن والامير طلال ارسلان على طرفي نقيض في الكثير من القضايات السياسية ولكن بالحد الادنى نتفق والوزير إرسلان على أن الصراع والاختلاف السياسي بيننا يبقى في الاطار السلمي والديموقراطي لأن الصراع ليس في المحجن الدرزي بل على المستوى الوطني الشامل بين 14 و 8 آذار".

ونفى أن يكون نقل رسالة محددة من النائب وليد جنبلاط إلى البطريرك صفير، بل أشار الى "رسالة تشاور في الموضوع السياسي العام، ولم ندخل مع صاحب الغبطة في التفاصيل الانتخابية على الاطلاق ولا نرضى ولا هو يرضى بان يقحم في هكذا تفاصيل وهو فوق كل التفاصيل".

واستقبل البطريرك صفير عضو الامانة العامة لقوى 14 آذار ميشال معوض واستبقاه الى مائدة الغداء. وقال بعد اللقاء:" الزيارة كالعادة للتحاور والتباحث والتنسيق في المستجدات والتطورات، واللبنانيين اليوم والمسيحيين خصوصا امام تحد تاريخي كبير، ونحن في هذا الوقت مقبلين على استحقاق مركزي الربيع القادم، وهذا الاستحقاق المركزي سيكتب تاريخ لبنان للسنوات والعقود القادمة، اما حقيقة سنبرهن لانفسنا وللعالم على اننا نحن وطن يستحق الحياة وشعب يعتبر ان ولاءه للبنان اولا ودولته تحميه، واما سنثبت المقولة التي لطالما حاولت الانظمة المحيطة بنا ان يثبتونها لنا وللعالم بأن لبنان غير قادر للحياة وغير قادر على ادارة نفسه بنفسه وبالتالي فليعط المجتمع العربي والدولي ادارة لبنان للاشقاء".

واضاف:" ان مستقبل لبنان هذه المرة بين ايدي المسيحيين خصوصا لانهم هم من سيختار لبنان وطنا او ساحة او دولة تضبط حدودها وتمنع الارهاب او السلاح غير الشرعي وحكم الدويلات، اذن هم سيتحررون اذا فعلا يريدون الحفاظ على نظامهم الديموقراطي والميثاق والحريات أو يريدون خسارة هذه الميزة التي هي سبب وجودهم في لبنان، ونحن وجودنا كمسيحيين مرتبط بالحرية، لان الحرية هي ميزة لبنان تجاه كل دول العالم. واليوم لبنان الوطن في خطر والدولة ونظامنا الديموقراطي والصيغة ايضا بخطر، وانا اتصور ان اي طرح خارج اطار الدولة والميثاق الوطني يشكل خطرا كيانيا ووجوديا على المسيحيين مهما كانت عناوينه براقة. من هذا المنطلق ادعو اللبنانيين والمسيحيين خصوصا الا يعودوا ويدخلوا انفسهم في أي محور في المحاور الاقليمية، وبعد الزيارات التي رأيناها والتي قدمت على انها زيارات على خطى مار بولس ومار مارون هي في الحقيقة وفي السياسة زيارات على خطى اميل لحود وايلي حبيقة، وأقول إننا جربنا في الماضي هذا الواقع وكان الثمن غاليا، لهذا لا نستطيع تحمل تجارب ومغامرات ومحاور على حساب لبنان، وحمايتنا في لبنان ليست خارج لبنان، فلننظر كيف نصالح اللبنانيين تحت سقف الدولة وعدم النظر الى كيفية الالتحاق بمحاور على حساب لبنان واللبنانيين وعلى حساب الوجود المسيحي الحر في لبنان".

اما رئيس خريجي جامعة هارفرد الدكتور حبيب الزغبي فقد عرض مع غبطته الاوضاع السياسية والمستجدات على الساحتين المحلية والاقليمية اضافة الى الازمة الاقتصادية العالمية التي ما زالت تتفاقم وتداعياتها التي سوف تظهر لاحقا، والتي ستسبب ركودا حادا في العالم ولا سيما في الخليج على مختلف الميادين الاقتصادية والمالية والامنية والسياسية. ودعا الزغبي لبنان إلى أن "ياخذ كل الاحتياطات اللازمة لتخفيف حدة تأثير هذه الازمة على البلد، داعيا "جميع السياسيين على مختلف انتماءاتهم إلى وعي خطورة هذه المرحلة وعدم التلهي في مصالحهم الضيقة".

واستقبل البطريرك ايضا وفدا من عائلة المرحوم الخوري انطوان الحداد برئاسة رئيس بلدية غزير القنصل ابراهيم انطوان الحداد لشكر غبطته على مواساته لهم بفقدان الخوري الحداد. وكانت مناسبة اطلع فيها القنصل حداد غبطته على المشاريع الانمائية التي تقوم بها البلدية لا سيما انشاء المدافن العامة والخاصة في البلدة اضافة الى اقامة ساحة يرتفع فيها تمثال الامير بشير الشهابي الكبير ابن غزير. ومن الزوار ايضا وفد من حزب "التيار العربي" برئاسة شاكر البرجاوي الذي أكد "أهمية مواقف غبطته الوطنية وخصوصا الموقف من تعديل اتفاق الطائف. وأكدنا موقفه لضرورة تطبيق هذا الاتفاق اولا وان ظهرت بعض الثغرات يصار الى تعديلها في حينه". كما استقبل البطريرك صفير الرئيس السابق لجمعية المصارف عبدالله الزاخم.

 

6 نواب تقدموا باقتراح الى الرئيس بري لتشكيل لجنة برلمانية للتحقيق

في كل الافعال الجرمية المنسوبة الى المسؤولين خلال العقدين الماضيين

وطنية - 17/12/2008(سياسة) تقدم النواب عمار حوري, بطرس حرب, انطوان زهرا, نائلة معوض, هاغوب قصارجيان ومروان حماده, بأقتراح الى رئيس المجلس النيابي الاستاذ نبيه بري, يرمي الى "تشكيل لجنة تحقيق برلمانية للتحقيق في كل الافعال الجرمية المنسوبة الى المسؤولين خلال العقدين الماضيين".

وجاء في نص الاقتراح: "تعرض لبنان لاحداث وتطورات استثنائية طوال عقدين كاملين, اي منذ الفراغ الاول في سدة رئاسة الجمهورية ونشؤ حكومتين, وغابت عن الحياة السياسية اي رقابة سياسية وقضائية على افعال من تولى السلطة التنفيذية في البلاد.

وقد رافق تلك الحقبة وتبعها سلسلة متبادلة من الاتهامات بالفساد والرشوة واختلاس الاموال العمومية, وبات تبادل الاتهام بارتكاب المسؤولين السياسيين ولا سيما رؤساء الحكومات والوزراء افعال جرمية يطالها قانون العقوبات, خبرا عاديا يوميا تتداوله وسائل الاعلام.

ومن المؤسف ان معظم ما سيق من اتهامات لم يتجاوز مرحلة الاتهام السياسي والاعلاني وبقي مادة سياسية لم يتجرأ القضاء على التحقيق فيها, كما تفرضه الاصول القانونية الا في حالات نادرة جدا, فرضتها ظروف انطلاق تحقيق عدلي طال موظفين او مواطنين عاديين وقد تم لفلفة او تجاوز معظمها لاسباب سياسية مخجلة.

الا ان هذه المبارزة في الاتهامات الخطيرة لا تزال تشكل جزءا من حياتنا السياسية بحيث باتت تلحق الاضرار الفادحة بصورة نظامنا السياسي والقضائي وتحولت الى معول لهدم الثقة العامة بالنظام والدولة وبالمسؤولين السياسيين دون استثناء ما فتح هوة عميقة بين المواطن وبين المسؤول.

ولما كان استمرار الوضع على ما هو عليه غير جائز, ولا مجال لوضع حد له وللانفلات الحاصل,الا من خلال التحقيق في مسكلية كل من تولى السلطة التنفيذية طوال العقدين الماضيين, ولا سيما فتح ملفات الاتهامات التي سيقت ضد اي مسؤول سياسي كان.

انطلاقا من هذه الاعتبارات, وبصرف النظر عن جدية هذه الاتهامات او عدمها, يعتبر النواب الموقعون على هذا الاقتراح, انه من غير الجائز السكوت عن هذه الاتهامات او الموافقة على طي صفحاتها دون تحقيق جدي في محتواها, لان ذلك يسيء الى صورة الدولة اللبنانية والى الشعب اللبناني وحقوقه ويسمح بتفلت مرتكبيه من العقاب كما يسىء الى مطلقي الاتهامات والى المتهمين ولا سيما الابرياء منهم. لذلك, يقترح النواب الموقعون ادناه اجراء تحقيق برلماني في هذه الاتهامات من خلال اقرار تشكيل لجنة تحقيق برلماني للتحقيق من كل الافعال الجرمية المنسوبة الى المسؤولين خلال العقدين الماضيين. ويقترح النواب الموقعون ان تمنح لجنة التحقيق البرلمانية سلطات التحقيق القضائية املين طرح هذا الاقتراح على الهيئة العامة في نهاية جلسات المناقشات العامة لاقراره".

 

ديميرييف: روسيا ستزود لبنان 10 مقاتلات من طراز ميغ - 29

توريد التقنيات العسكرية الى هذا البلد اصبح ممكنا بعد استقراره

وطنية- 17/12/2008 (سياسة) نقلت وكالة الانباء الروسية عن مدير الهيئة الفدرالية الروسية للتعاون العسكري التقني ميخائيل ديمترييف ان روسيا ستزود لبنان ب 10 طائرات مقاتلة من طراز ميغ - 29 بلا مقابل. وقال ديمترييف في مؤتمر صحافي عقده في موسكو اليوم:"في اطار المساعدات العسكرية التي تقدمها روسيا الى لبنان سيتم تزويد هذه البلاد ب 10 طائرات مقاتلة من طراز ميغ 29 تابعة لوزارة الدفاع الروسية. وان الطائرات ستخضع للصيانة والتحديث قبل توريدها الى لبنان"، مشيرا الى "ان توريد التقنيات العسكرية الى لبنان اصبح ممكنا بعد استقرار الوضع في البلاد". وقال:"نحن نعتبر الجيش اللبناني ضمانا اساسيا لتطبيع الوضع في البلاد ولهذا من الواجب تعزيز القوات المسلحة للبلاد".

 

النائب جنبلاط يستقبل الوزير إرسلان

وطنية - 16/12/2008 (سياسة) استقبل رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط في منزله في كليمنصو، وزير الشباب والرياضة طلال إرسلان ترافقه والدته الأميرة خولا وعقيلته. وحضر اللقاء وزيرا الأشغال العامة والنقل غازي العريضي والدولة وائل أبو فاعور، والنواب: مروان حمادة، وأكرم شهيب، وأيمن شقير.

 

رابطة آل المقداد: لا إشكالات في الغبيري - الشياح بين شباننا و"حزب الله"

وطنية - 17/12/2008 (سياسة) وزعت رابطة آل المقداد، مساء اليوم، بيانا نفت فيه ما تردد عن إشكالات حصلت الجمعة الفائت في منطقة الغبيري - الشياح بين شبان من آل المقداد و"حزب الله". وقال البيان: "رابطة آل المقداد تنفي جملة وتفصيلا ما تردد عن بعض الاشكالات التي حصلت في 12/12/2008 في منطقة الغبيري - الشياح بين شبان من آل المقداد و"حزب الله". هذه المعلومات لا تمت الى الحقيقة بأي صلة، وإن العلاقة بين آل المقداد والحزب هي على خير ما يرام، وهي علاقة اخوة وتضامن مع "حزب الله" والمقاومة". وأهابت الرابطة بعض وسائل الاعلام "التأكد وتبيان الحقيقة قبل نشر اي خبر. عائلة آل المقداد عائلة عريقة معروفة بنهجها المقاوم، وهي على طريق واحدة مع المقاومة التي تشكل ركيزة اساسية في التصدي للاعتداءات ضد الكيان الغاصب، والحفاظ على السلم الاهلي في لبنان".

 

أهالي ضحايا طائرة كوتونو عقدوا مؤتمرا صحافيا في نقابة الصحافة

علوية:الجناة الاساسيون فارون من العدالة ودولتنا لم تحاول استردادهم

وطنية -17/12/2008 (متفرقات) عقد أهالي ضحايا طائرة كوتونو مؤتمرا صحافيا ظهر اليوم في نقابة الصحافة شرحوا فيه آخر المستجدات التي حصلت حول هذه القضية، في حضور رئيس الجمعية الاجتماعية لضحايا الطائرة النائب السابق حسن علوية وأعضاء الجمعية، نقيب الصحافة محمد البعلبكي واهالي الضحايا.

بعد النشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت عن أرواح شهداء الوطن، كانت كلمة للنقيب البعلبكي رحب فيها بالحضور في دار النقابة وخصوصا اهالي الضحايا الابرياء "الذين سقطوا في هذه الحادثة الاليمة" متمنيا "على القضاء اللبناني الاسراع بتحمل مسؤولياته واصدار حكمه العادل في هذه القضية اللبنانية والانسانية كي لا يستمر الظلم أكثر". وختم متوجها الى الاهالي بالقول:"نحن واياكم ضحايا ما لم ينصف ضحايا طائرة كوتونو".

ثم قال علوية:"خمس سنوات مرت على كارثة العصر، التي حصلت بتاريخ 25/12/2003، حيث سقطت طائرة الموت، او طائرة الخضار في بحر بنين في كوتونو، نتيجة للجهل والطمع، حيث قضى في هذه الكارثة 140 ضحية، منهم 87 لبنانيا من خيرة الشباب ومن مختلف المناطق اللبنانية، شمالا وجبلا وبقاعا وجنوبا".

واضاف:"هذه الكارثة التي هزت ضمائر المخلصين في لبنان والعالم، تجدد آلام ومعاناة اهالي الضحايا وكأنها وقعت اليوم، نظرا للظلم الذي لحق بهم، جراء عدم الوقوف الى جانبهم وعدم المؤازرة من قبل اولي الحل والربط، والجثث السبع لم تزال مجهولة المصير ولا من يهتم بها والتي تعود لكل من: خليل جفال، حسين ترمس، مهدي هاشم، رباح حلواني، علي الحاج علي، علي هاشم الطويل، الطفل عباس حجازي. هذه الجثث تمثل جريمة متمادية بحق الانسان في لبنان، متمنين ان نتعلم من عدونا وننظر نظرته تجاه رفات موتاه ورفات موتانا لم يسأل عنها. هذه الجثث التي لم يتم العثور عليها، انها مأساة بحد ذاتها وجرح عميق يتلمس من المسؤولين معالجته ووضع حد له ونناشد فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وحكومة الوحدة الوطنية وجميع المسؤولين بمعالجة هذه القضية الانسانية".

وتابع:"فالجناة الاساسيون فارون من وجه العدالة، وهم لا يزالون خارج لبنان، ودولتنا لم تحاول استردادهم وان القضية عالقة امام محكمة الجنايات التي وصلت اليها محاطة ومشمولة بالرعاية والاحتضان الكامل للقتلة والمجرمين والفارين".

واضاف:"في هذه الذكرى، وبعد مضي خمس سنوات من الملاحقة والمتابعة لولا تحقيق لجنة التحقيق الفرنسية BEA التي وجدت في مقدمة حطام الطائرة وثيقة تثبت التلاعب من قبل اصحاب شركة UTA بتنظيم وثيقة مزورة بالحمولة للطائرة بأنها تحمل 78,5 طن بينما حمولتها 85 طن، ولاثبات جريمة القصد الاحتمالي من قبل الجناة وعدم وجود صيانة للطائرة وعدم وجود اشراف على الحمولة من قبل مدير التشغيل ولولا الاعترافات خلال مجريات المحاكمة لجهة الرشاوى لكانت كمست هذه الجريمة النكراء كغيرها واصبح الضحايا وذووهم هم الجناة، كما ان التسيب في مطار بيروت الدولي في مرحلة تاريخ وقوع الكارثة يجب الوقوف عنده من قبل الدولة واتخاذ الموقف الحازم في المحاسبة والمساءلة وليس اسدال ستارة كاملة على من سمح لطائرة الموت التي استقدمت من الخردة من صحراء سوازيلاند وليكون مطار بيروت الحلقة الاضعف للسماح لهذه الطائرة القيام بخمس وعشرين رحلة لتنقل الاموال الى لبنان لاصحاب النفوذ ومن كان لهم شركات الخليوي في بنين. وان التحقيقات ومجريات المحاكمة في محكمة الجنايات قد اكدت وجود الرشاوي والتدخلات غير القانونية بالسماح للطائرة لتكون ناقلا جويا بين لبنان وافريقيا لتكون مصيدة لقتل الاحبة والابناء والاباء من اللبنانيين في دنيا الاغتراب".

 

شمعون: ممنوع ان نخسر في الانتخابات والهدف نجاح 14 آذار واذا كان من داع لانسحاب مرشحنا لصالح مرشح حليف لنا سنفعل

حفل تسليم وتسلم ل"الاحرار" في مفوضية قضاء المتن الشمالي و كلمات بالمناسبة

وكالات/أقيم حفل تسليم وتسلم في مفوضية قضاء المتن الشمالي في الحزب بين المفوض السابق موسى ابو جوده والمفوض الجديد ريبال زوين، برعاية رئيس "حزب الوطنيين الاحرار" دوري شمعون وفي حضور رئيس بلدية الجديدة - البوشرية السد انطوان جباره ومرشح الحزب في المتن فيليب المعلوف وحشد من المحازبين والمناصرين. افتتاحا النشيد الوطني، ثم القى زوين كلمة شكر فيها الحزب على الثقة التي أولاه اياها واعدا باكمال المسيرة التي بدأها المفوضون السابقون. وتطرق الى النشاطات التي ستقوم بها المفوضية خصوصا في ما يتعلق بالانتخابات النيابية، داعيا الى الوقوف يدا واحدة للفوز بهذه الانتخابات، كاشفا عن عقد مؤتمر عام للحزب بعد حوالي شهر يعلن في خلاله عن انطلاق ماكينته الانتخابية.

ثم القى ابو جودة كلمة، اكد فيها "ان الحزب هو استمرارية وان على كل واحد ان يقوم بواجباته من موقعه"، داعيا الجميع "للعمل من اجل النهوض بالحزب نظرا لدقة المرحلة المقبلة"، معتبرا "ان الاستحقاق هو للوطن وليس للحزب".

اما المرشح معلوف، فأكد "ان اعادة تقوية الحزب هي اهم من الانتخابات ومن المقعد النيابي"، وقال: "النائب عمله في البرلمان، انما علينا تقوية الحزب ليعود الى سابق عهده وخصوصا في المتن وان تكون له كلمة الفصل"، مشيرا الى "ان الرئيس كميل شمعون ترشح في المتن لانه كان يعتبر ان المتن هو الصخرة". وتمنى معلوف "ان يكون النشاط حزبيا اكثر مما هو انتخابي مرحلي".

ثم القى شمعون كلمة حذر فيها من خطورة المرحلة المقبلة، مذكرا بتضحيات الحزب، معتبرا انها تستأهل ان يكون له ممثل. وقال: "ارتاينا ان نرشح فيليب المعلوف في المتن لانه يمثلنا خير تمثيل. نحن اليوم على ابواب معركة انتخابية هي مصيرية بالنسبة الى لبنان، فاما ان نربح مع حلفائنا وتربح الفئة المتمسكة بلبنان وبجذوره وبمعناه الحقيقي الذي هو بلد التعايش والحريات".

وقال: "ممنوع ان نخسر في الانتخابات، وعلى كل منا ان يعمل ما بوسعه لمواجهة هذا الاستحقاق".

وشدد على "دور المرأة وطلاب الجامعات في هذا الاطار".

وردا على سؤال حول اعلان ترشيح المعلوف وعدم انتظار لوائح 14 اذار، قال شمعون: "منذ شهر اعلنت ان لدينا نية ان نرشح فيليب المعلوف في المتن، مروان حلو في كسروان، اليس ابو عاصي في المتن الجنوبي وانا في الشوف، فهذا ترشيح مبدئي وليس ثابتا فالمعركة قاسية ومهمة جدا والهدف هو نجاح 14 اذار ككل اذا كان هذا النجاح يستدعي انسحاب مرشحنا لصالح مرشح حليف لنا سنفعل".

ودعا شمعون قوى 14 اذار الى وعي دقة وخطورة المرحلة والعمل جديا لنجاح هذه المعركة الانتخابية باعتبارها مصيرية.

وكانت كلمة لجبارة، ذكر فيها بمواقف الرئيس كميل شمعون ونضاله من اجل وطنه، مؤكدا "ان اولاده لن يكونوا الا في الخط اللبناني الذي سينتصر في النهاية. وتمنى في الانتخابات المقبلة ان يعود الشوف الى الشوف وان يعود كميل شمعون الى الشوف بالحجم والقوة التي عهدها، واذا لم يكن لبنان قويا لن يكون هناك لبنان، فلبنان طليعي بسلاح الاخلاق والمعرفة وسلاح كبير اسمه كميل شمعون ودوري شمعون".

وتخلل الحفل تكريم للمفوض السابق حيث قدم شمعون ل - أبو جوده درع المفوضية عربون تقدير ووفاء.

 

عدوان يستغرب التعاطي مع الحكومة أحيانا وكأنها حكومتان

وكالات/الإشكاليات يجب معالجتها والالتزام بالإستقرار وحل الخلافات لانتخابات هادئة دون تهويل وليختار الناس أكثرية تمارس الحكم وأقلية تعارض 

اشار عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان في مداخلته الى "ثلاث إشكاليات يجب أن نتوقف عندها - وجميعها تتعلق بتنفيذ إتفاق الدوحة:

الإشكالية الأولى: ان التعاطي لا يتم مع الحكومة على أساس انها حكومة الإرادة الوطنية الجامعة، بل مع حكومتين أو حكومة وفي داخلها أقلية ليست دائما معنية بهموم الحكومة التي هي فيها. الإشكالية الثانية: تتعلق بالتعطيل وما جرى في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، وحسنا فعل رئيس المجلس بتقديم الإيضاح، ونأمل أن ينهي هذا الإيضاح فكرة التعطيل. الإشكالية الثالثة: تتعلق بالتهويل الذي يمارسه حتى وزراء، المبني على ربط الاستقرار بعدم التعرض بالموقف للنظام السوري وتهويلهم أن التعرض يعرض الوضع الأمني للاهتزاز".

ورأى النائب عدوان "ان جميع هذه الإشكاليات يجب معالجتها، ويجب ان نلتزم الإستقرار وحل خلافاتنا داخل المؤسسات لأن الوطن لم يعد يتحمل هزات".

واشار الى انه في " تنفيذ مقررات الحوار الوطني، فإن الحوار كان، وكان إجماع على مواضيع متعددة - لكن جميع ما تقرر بقي دون تنفيذ ومهمة الحكومة العمل على تنفيذه وهي:

المحكمة الدولية: وكلنا نعرف مع ماذا ترافقت، يبقى ان نلحظ الموقف السوري الأخير الذي أوضح ان سوريا غير معنية كدولة بهذه المحكمة.

العلاقة مع سوريا: إن انجاز قيام العلاقات الديبلوماسية مع سوريا هو من الأهمية بمكان ويجب السير به قدما، ولكن نجاحه يتطلب أداء في الشكل والجوهر يؤسس لمرحلة جديدة ويمنع العودة الى مرحلة الوصاية السابق. هذا الأمر يستلزم أولا وفور قيام التمثيل الديبلوماسي إلغاء المجلس الأعلى السوري- اللبناني، فهذا المجلس إن بتركيبته التي تضم رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء، أي يجمع بين السلطة التشريعية والتنفيذية وإن بقراراته النافذة دون العودة الى مجلس الوزراء او الى مجلس النواب يتعارض مع أبسط القواعد الدستورية ودستور لبنان، هو مجلس كان يصلح للوصاية ولا يصلح لدولتين لكل منهما نظامه المختلف كليا عن الآخر". وأوضح النائب عدوان انه "في العلاقات مع سوريا ملفات لم تعد تحتمل التأجيل ولا التأويل أهمها: ملف المفقودين، تنفيذ القرار 1701 لضبط الحدود، ملف القوى الفلسطينية المسلحة والتابعة لسوريا والمتمركزة خارج المخيمات الفلسطينية، ومنها المتمركز في تلال الناعمة وحارة الناعمة والدامور، ومنها مخيمات قوسايا وغيرها التي دخل منها شاكر العبسي وغيره الى لبنان، ملف ترسيم الحدود خاصة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقرية الغجر، حيث سمعنا مساعد الأمين العام للأمم المتحدة يقول بأنه سلم الرئيس بشار الأسد رسالة في 3/10/2007 تطلب فيها الأمم التحدة كتابا حول لبنانية المزارع ولم يتلق جوابا حتى اليوم، مع كل ما ينعكس على هذا الموضوع".

وتناول الوضع المالي - الإقتصادي - المطلبي فقال: "إسمحوا لي أن أبدأ بثلاث مقولات:

- الأولى: للرئيس بري حين نتكلم عن التشريع قبل الإنتخابات.

- الثانية: للرئيس السنيورة حين نتكلم عن الرصانة المالية

- الثالثة لوزير المالية حين أسهب في الشرح عن التوازن بين الحقوق والإمعانات حرصا على الحقوق".

وأوضح: "كنا في وضع إقتصادي ومالي حرج قبل الأزمة المالية العالمية: لو ان البعض لا يريد أن يقارب هذا الواقع، اللبنانيون كانوا يرسلون الى لبنان ما يفوق الستة مليارات دولار سنويا، هل سيتمكنوا من ذلك السنة المقبلة؟ لبنان إستفاد من مساعدات وهبات لم تعد متوفرة. وهنا يجب ان نوضح أمرا: عندما نقرر مصاريف يجب ان نوفر لها مداخيل أم نستدين: نستدين من أين وممن؟ نحن استدانتنا الكبرى اليوم اليوم هي من المصارف أي من الإيداعات أي من الناس. أي ندفع للناس ونستدين منهم. حتى يأتي يوما لا سمح الله لم يعد لدينا إمكانية إستدانة، لذلك اليوم من أولويات الحكومة وضع خطة شاملة تقوم على الرصانة المالية مع تحديد الأولويات وكيفية تأمينها. نعم هناك أولوية لقضية إنهاء ملف المهجرين لا سيما في بريح والقرى المحيطة بكفرمتى وعبيه. هناك أولوية لقضية القرى المهدمة بالإعتداءات الإسرائيلية. هناك أولوية لقضية الديون المترتبة على الدولة وإداراتها لا سيما مجلس الإنماء والإعمار عن الإستملاكات التي صدرت فيها أحكاما مبرمة منذ سنوات طويلة وطويلة، كذلك الديون المترتبة على الدولة للمتعهدين ولغيرها، وهناك وهناك، في المقابل هناك موازمة تذهب 86 بالمئة منها على خدمة الدين والرواتب، كل ذلك يستدعي التوقف مليا والبرمجة الدقيقة للمصاريف والمداخيل في رصانة مالية لا تعرض حقوق الناس تحت طابع إعطائهم حقوقهم".

وتطرق الى "التعيينات والتشكيلات والفساد والإفساد وعدم إنهاء أي من الملفات وهي: وجود اربعة محافظين من خمسة بالتكليف، عشر مديريات عامة تدار بالوكالة او التكليف او الإنتداب، لا رئيس للتفتيش القضائي، 109 قضاة تخرجوا غير مكلفين بمهام، ديوان المحاسبة ودوره الرقابي الأول دون رئيس منذ ثلاث سنوات، لا تشكيلات قضيائية، أحكاما لإعادة مديرين عامين لا تنفذ. هل ستتمكن الدولة التعاطي جديا مع هذه الأمور وفق المعايير المطلوبة؟ ما هو موقف الحكومة من هذه المواضيع؟ هل إنقسامات الدولة ستؤدي الى تسويات ومجيء الأسوأ بدل الإتيان بالأفضل"؟

وقال النائب عدوان "على هامش الفساد والإفساد: كان وزير الاتصالات قد وعدنا بأجوبة واضحة حول التنصت ونحن بإنتظار جوابه. كان وزير المهجرين قد وعدنا ببرنامج زمني لإنهاء ملف المهجرين فأين اصبح البرنامج"؟

وتساءل: "أين اصبح ملف بنك المدينة - من هم المستفيدين؟ أين الإجراءات لإستعادة المال من المستفيدين بدون حق الخ. أين اصبح برنامج وزير الطاقة لحل مشكلة الطاقة؟ وماذا تحقق منه؟ كيف سنحل مشاكل المستشفيات الضمان مع مطلع السنة القادمة؟ وغيرها وغيرها من الملفات العالقة دون جواب".

وخلص الى القول: "يبقى ان نسعى جميعا للحفاظ على الإستقرار لأن المحافظة عليه هو الأمل الوحيد بإنقاذ وطننا، يهمنا التأكيد ان هذه التجربة الاستثنائية بين أكثرية وأقلية في حكومة واحدة لم تكن تجربة ناجحة، فلنذهب الى إنتخابات هادئة دون تهويل وليختار الناس أكثرية تمارس الحكم وأقلية تعارض، ولنحترم دستورنا ونبقي على ميزة وطننا. يهمنا كذلك تأكيد المطالبة بلجنة تحقيق برلمانية تتناول كل مصاريف الدولة من سنة 1990 وحتى اليوم".

 

النائب كيروز : الانتخابات النيابية المقبلة تمثل الطريق الأمثل لإعادة تشكيل السلطة

نطالب بموافقة مجلس الوزراء مسبقا على الزيارات لسوريا 

وكالات/قال النائب ايلي كيروز في الجلسة الثالثة لمناقشة سياسة الحكومة: "يقف لبنان اليوم امام مرحلة وجودية ومصيرية لم يواجه ربما مثيلا لها في تاريخه الحديث، على رغم المشهد العام الذي يوحي الهدوء، لكنه أقرب الى الهدوء الذي يسبق العاصفة. فالقلق كامن في النفوس، والاسئلة تصبح تدريجا بحجم الهواجس. ومهما قيل من كلام عن التهدئة وللتهدئة، فإنه لا يستطيع أن ينفي أن الكيان اللبناني بتجربته الفريدة ومشروع الدولة مهددان بالالغاء.

إن المواجهة التي نحن في صددها اليوم، لا يجوز معها الركون الى ظاهر الامور ولا الوقوع في التبسيط ولا حتى التسليم بالمقاربات التقليدية لما هو حاصل ولما يدبر أن يحصل.  لذلك يجب ألا نضيع ولا يضيع اللبنانيون البوصلة، بل يجب دائما أن نعود الى أصل الأزمة التي نعيش اليوم محطة حاسمة فيها. وأصل الازمة في محطتها الراهنة هو الموقف السوري السلبي من المحكمة الدولية ومن قضية تحرير لبنان من الوصاية ومن القرارات الدولية.

ولذلك، فإن المصالحات، وعلى رغم تعثرها وعدم استكمالها، وخطابات التهدئة لا تغير في أسس الصراع في لبنان وفي حقيقة المشروع الانقلابي على لبنان الانسان والمجتمع والدولة".

وأضاف: "سأناقش المسائل الأربع الآتية:

1- في مسألة العلاقات اللبنانية السورية

إن سوريا لم تنسحب من لبنان عسكريا إلا مرغمة، وهي تجهد للتعويض على مختلف الصعد الأخرى سياسيا وامنيا وتدخلا وترتيب تحالفات وتركيب لوائح واستدراجا وتهويلا وضغوطا متنوعة. فلبنان اليوم يواجه محاولة سورية متجددة لاستتباعه والسيطرة على قراره الوطني. ففي موازاة إقرار نظام الأسد بالتبادل الديبلوماسي مع لبنان، يسعى على خط آخر الى استعادة أحقية ممارسة الوصاية بأطرها ووسائلها المختلفة مع تفاقم التدخل الصارخ في الشؤون اللبنانية. وفي موازاة العلاقة بالمؤسسات الرسمية اللبنانية، تجهد سوريا وتسعى للسير في علاقات موازية على حساب المؤسسات اللبنانية وعلى حساب الدولة اللبنانية وعلى حساب رئاسة الجمهورية بل ان هناك محاولة سورية لنسف كل مرجعيات الحوار الوطني الذي يديره رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بدءا بنسف اتفاق الطائف مرورا بنسف القرارات الدولية التي يلتزمها لبنان، الى نسف مقررات الاجماع في الحوار الوطني عام 2006 في تحديد مزارع شبعا وترسيمها الى منع السلاح الفلسطيني في المعسكرات خارج المخيمات وضبطه داخل المخيمات".

وتابع: "لقد أعلن النظام السوري غير مرة وبصورة مباشرة وغير مباشرة، انه وطد العزم على تغيير الأكثرية النيابية في لبنان للاتيان بمجلس وحكومة يلبيان رهانه ويعتمد عليهما في اعادة الوصاية.

بل أنني أجزم بأن هناك خطة سورية متكاملة للسيطرة مجددا على القرار اللبناني وهو ما أناشد اللبنانيين، جميع اللبنانيين، التنبه له وقراءة اشاراته بمعزل عن الحسابات الضيقة والشعارات الخادعة كي لا تأتي ساعة لا ينفع فيها الندم.

من هنا، اننا نشدد على الموافقة المسبقة لمجلس الوزراء على جميع الزيارات الرسمية الى سوريا، على أي مستوى وعدم اقتراف الخطايا المميتة. ونؤكد أننا نرفض تطبيعا سريعا مع سوريا في ظل الخلل الفاضح في العلاقة والملفات العالقة بين البلدين.

إنني أحذر قوى 14 آذار من الفخ الذي يحاولون استدراجها اليه، وبالتالي من التخلي عن منهجية المواجهة السلمية".

وأعرب عن حرصه على "إعادة ترتيب العلاقة مع دمشق بعد معالجة الملفات العالقة، لكننا لا نريد العودة الى التنسيق الأمني معها وعلى طريقتها. وفي المناسبة، ماذا عن المعتقلين والمفقودين في السجون السورية؟ وأين أصبح اقتراح القانون الذي تقدمت به كتلة القوات اللبنانية لإعطاء المعتقلين المحررين من السجون السورية وأهاليهم التعويضات اللازمة؟

والسؤال يبقى، هل تغير العقل السياسي السوري وخصوصا حيال لبنان؟ الجواب معروف والخلاف باختصار هو خلاف في العمق حول الكيان اللبناني وحول الدولة اللبنانية سيادتها.

وفي اقتناعنا أن معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق تحتاج الى الالغاء وخصوصا نص المادة السادسة منها الذي انشأ الأجهزة والمؤسسات وأبرزها المجلس الأعلى نظرا لما تشكله هذه الهيئات من بنية فوقية دولاتية structure supra- étatique تعتمد عادة في الاتحادات الكونفيديرالية.

لقد أقرت معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق خلافا لمبدأ المساواة أمام القانون الدولي العام، وخلافا لمبدأ الندية في التعامل بنتيجة الوضعية المسيطرة التي كانت تمتلكها سوريا. إن اتفاقية فيينا للمعاهدات الدولية قد كرست في المادة 52 منها مبدأ قانونيا اساسيا يرعى العلاقات الدولية حين نصت على أن تعتبر المعاهدة باطلة بطلانا مطلقا اذا تم ابرامها نتيجة الاكراه او الخوف او بالمخالفة لمبادئ القانون الدولي الوارد في ميثاق الأمم المتحدة. إن الإكراه كعيب من عيوب الرضى وكما يصح في القانون المدني وفي قانون الموجبات والعقود يصح كذلك في القانون الدولي العام.

2- في مسألة الانتخابات النيابية

إن الانتخابات النيابية في الربيع المقبل تمثل الطريق الأمثل لإعادة تشكيل السلطة في لبنان بما يسمح للبنانيين أن يؤكدوا إرادتهم الحرة شرط تأمين الأجواء الملائمة لاستعادة القدرة على الانتخاب بمعزل عن أي ترهيب وأي قمع من أي نوع كان. ومن أبرز الأسئلة التي تطرح في هذا المجال، موضوع الأمن غير المستتب في بعض المناطق اللبنانية، إذ يقتضي الملاحظة أن الدولة غائبة عن مناطق عدة في لبنان وهي مناطق تخضع فعليا لسلطة السلاح الخارج عن الشرعية اللبنانية وبالتالي لن يكون ضمير الناس هو الذي ينتخب ولا حرية إرادتهم هي التي تنتخب بل سيكون الناخب الأول والأساسي هو ترهيب السلاح ووطأته المعنوية.

وفي الخلاصة حول الانتخابات النيابية، إن لبنان سيكون معها عند مفترق بين مشروعين واستراتيجيتين للبنان: مشروع الدولة الديمقراطية القائمة على العيش المشترك السوي والتعدد والتوازن وبين مشروع خارجي يريد ان يجعل من لبنان ملحقا او ساحة وأن يغير جوهره ودوره.

وما دمنا نتكلم على الأمن والسلاح، ألفت بإلحاح الى الوضع الأمني المشوب بالحذر في بعض المناطق الشمالية ولاسيما في الكورة وفي البترون وشكا، في ضوء حوادث عدة أودت بحياة عدد من الأشخاص واربكت المواطنين، اذ لا يجوز ان تنتظر الدولة والقوى الأمنية حصول الحادث كي تتدخل وتنتشر بعد أن يكون قد قضى الأمر وسقط من سقط من الضحايا، خصوصا أن السلاح يظهر مع البعض علنا، وساذج من يعتقد ان الأجهزة الأمنية لا تراه ولا تعلم به.

لذا أوجه ندائي الى معالي وزيري الدفاع والداخلية للتنبه والتحوط واتخاذ كل الاجراءات الاحترازية حتى لا ننتظر دائما وقوع المأساة وما قد تحمله من محاذير ومخاطر.

3- في المسألة المتعلقة بالمسيحيين وخيارات اليوم

المسيحيون في لبنان هم أحد جناحي الوطن. فإذا كانوا بخير فالوطن كله بخير. من هنا، أسارع الى القول أن الوضع المسيحي أمام مفترق في العام 2009 لأن المسحيين ما زالوا في قلب المواجهة فإذا أحجموا أو ترددوا سقطوا وسقط معهم لبنان.

ومن الواضح أن الدوافع السورية والإيرانية تعمل على استثمار لبنان كساحة في اتجاهين: سوريا تنتظر البازار الكبير للمساومة وإيران تنتظر اتضاح الأفق الدولي حيالها. لقد شكلت رئاسة الجمهورية بالأمس محطة في سياق صراع مرير وطويل وهو ما يستدعي التفكير بعناية حول جوهر الصراع وطول المعركة لأن لبنان ما زال في أزمة كيانية والوضع اللبناني ما زال مفتوحا على كل الاحتمالات. من هنا القول بأن المسحيين يقفون أمام مفترق حاسم وامام فرصة تاريخية تحديها الأكبر استكمال معركة تحرير لبنان لا التحالف مع أصحاب المصالح الخارجية الذين يمتهنون العبث بأمن لبنان وسيادة لبنان وحرية لبنان والذين مارسوا كل سياسات التنكيل والتهميش والإقصاء بحق المسيحيين وقياداتهم على مدى خمسة عشر عاما".

وقال: "في الوجدان المسيحي هناك قضيتان تحتاجان الى جوابين واضحين:

كيف نستعيد لبنان بالكامل من الوصاية السورية، وكيف نستعيد الموقع المسيحي الفاعل في الشراكة المسيحية الاسلامية، من دون أثمان ظاهرها مغر وواقعها مرير وخطير؟ هل يريد المسيحيون الذوبان في مشروع غلبة من خارج منطق الكيان والدولة والميثاق والطائف؟

هل يريد المسيحيون تبرئة النظام السوري من جرائمه التي ارتكبها بحق المسيحيين واللبنانيين، والذي يتمادى في ارتكابها؟ فإذا كان البعض يريد أن ينسى فنحن لا ننسى آلاف الشهداء وعشرات الجرحى والمعوقين وعمليات التفجير والقصف في الاشرفية وعين الرمانة وزحلة وقنات واغتيال أفضل الضباط والطيارين في البقاع. لا ننسى بشير الجميل ورينه معوض وكمال جنبلاط وبطرس خوند ورمزي عيراني وبيار بولس. ولن ننسى بالتأكيد شهداء انتفاضة الاستقلال.

هل يقبل المسيحيون بأن يرموا أنفسهم في أحضان المحاور والحسابات الإقليمية التي لن تقيم لهم وزنا ساعة الحساب؟

هل يرغب المسيحيون الذين عرفوا برهانهم الدائم على الدولة، في الرهان الأعمى على سلاح خارج الشرعية يرتبط بمرجعية خارجية؟

هل يريد المسيحيون تغيير أو تعديل الطائف حيث الخطر أن نكون في صدد معالجة مشكلة فنقع في مشكلة أدهى وأخطر. وبالتالي هل يريد المسيحيون الوصول الى المثالثة بدل المناصفة؟

أريد أن أجزم بأن المسيحيين في لبنان لن يخرجوا في النهاية من ثوابت وجدانهم التاريخي وتراثهم النضالي وإرث كنيستهم وبطاركتها.

4- في المسألة الإصلاحية وحقوق الانسان

في معمعة الجدل حول الإصلاح ومبادئه وشروطه وما يثار حوله من طروحات كلامية فإن العناوين التي تطرحها وتتابعها كقوات لبنانية تشكل بحد ذاتها ورقة إصلاحية جدية وعملية".

وتناول "إنصاف المرأة اللبنانية"، فقال: "نشدد على إنصافها وتعزيز مشاركتها في الحياة العامة وفي عمليات التنمية المستدامة، كما نشدد على إلغاء كل أشكال التمييز ضدها وبناء حقل المساواة بين الجنسين في لبنان. وندعو الى إعادة الاعتبار الى انسانيتها والى مكانتها في المجتمع وفي التربية وفي الثقافة. كما ندعو الى تعديل قانون العقوبات اللبناني من جهة احترام حقوق المرأة وحرياتها الأساسية وتنزيه القوانين عن كل ما له علاقة بالتمييز ضد النساء".

ودعا الى "تكريس حق الإنسان في الحياة وبالتالي ضرورة إلغاء عقوبة الإعدام، ومعالجة الجريمة كظاهرة اجتماعية والمجرم كشخص يقتضي إعادة تأهيله وتسهيل إعادة انخراطه مجددا في المجتمع على أسس سليمة، وإعادة النظر في السياسة الجنائية وإصلاح التشريع العقابي وتطوير فلسفة العقاب من الردع والانتقام الى التأهيل والإصلاح لمواكبة حركة التشريع العالمي". وفي حقوق المعوقين اللبنانيين، طالب "بإصدار المراسيم التطبيقية للقانون رقم 220 تاريخ 29/5/2000 لتأمين حقوق المعوقين وتحسين أوضاعهم والسعي الى تجذير هذه الحقوق في صلب البنيان الحقوقي والاجتماعي للدولة اللبنانية".

كذلك دعا الى "وقف التعذيب في مراكز الاحتجاز اللبنانية من أجل أن تتماشى السياسة الإجرائية الجنائية مع مقتضيات المواثيق والمعاهدات والبروتوكولات الدولية التي صادق عليها لبنان لجهة مناهضة التعذيب وضرورة احترام حقوق الإنسان في كل مراحل الدعوى الجزائية، والى "وقف التراخي الذي تمارسه النيابات العامة في رقابتها على اداء الضابطة العدلية ووقف التهاون في اتخاذ التدابير التأديبية بحق المخالف من رجال الضابطة العدلية".

كما طالب "بمنع التعدي على صلاحيات الضابطة العدلية كما حددها القانون من قبل أجهزة او مديريات رسمية وخاصة مديرية المخابرات في الجيش اللبناني لجهة تجاوز حد السلطة وخرق القوانين والأنظمة والخروج عن حدود الصلاحيات في نطاقي التوقيف والتحقيق".

     

حمادة للمطالبين بتعديل الطائف : إحذروا الوقوع في فخ المثالثة

وكالات/حذر النائب مروان حماده اللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً من الوقوع في فخ المثالثة، ودعاهم الى البقاء على المناصفة حتى التوصل معاً الى التخلص من الطائفية السياسية. وسأل عن التحفظات التي بدأت تظهر من خلال بعض الصحف على موضوع تسليح الجيش اللبناني، وقال: "هل سيكون الجيش في الاستراتيجية الدفاعية قوة رديفة"؟ وأضاف: "حتى في صيغة الفدرالية أوالكونفديرالية يبقى الجيش في البلاد واحد، أما عندنا فالجيش جيشان والسياسة الخارجية سياسات".

حماده، وخلال جلسة مساءلة الحكومة، اعتبر انه يتم تحميل اتفاق الدوحة أكثر مما يحتمل، داعياً جميع الذي انتقدوا اتفاق الطائف الى العمل معاً لتطبيقه بدل الاطاحة به. وشدد حماده على ان العلاقات الديبلوماسية بين لبنان وسوريا لن تمحو الظنون ولن تغفل الادلة.

 

قوى "14 آذار": استخدام الثلث المعطل والسلاح يظهر النزعة الى التفلت من العهود والمواثيق وقواعد اللعبة الدستورية

دعم روسيا يشكل تعزيزا للثقة بلبنان دولة سيدة مستقلة غير خاضعة لأي وصاية 

وكالات/أكدت الامانة العامة لقوى 14 آذار رفضها "لمنطق الابتزاز والتهويل الذي ما زالت تعتمده "قوى 8 آذار"، سواء بسلوكها داخل الحكومة حيث لجأ مؤخرا وزراء من هذا الفريق الى التهديد بالانسحاب والتعطيل، او من خارج الحكومة حيث عاد البعض الى التلويح بالعودة الى "7 أيار"، بما يعنيه ذلك من تغليب لمنطق العنف والقوة. وكلا الأمرين، اي استخدام الثلث المعطل والتلويح باستخدام السلاح، يظهران نزعة الفريق الآخر للتفلت من العهود والمواثيق وقواعد اللعبة الدستورية كما يعكسان مدى القلق الذي ينتاب هذا الفريق كلما اقتربنا من موعد الانتخابات النيابية".

وأكدت بعد اجتماعها الأسبوعي "اصرارها على متابعة التصدي للشأنين الاجتماعي والمعيشي، وأشادت في هذا المجال بقرار المجلس النيابي زيادة الاجور ودفع فروقات الزيادة السابقة، كما أشادت بالدور الذي لعبه وزراء ونواب "14 آذار" في التوصل الى حل عادل ومتوازن لهذه القضية بعيدا عن اسلوب المزايدة والمتاجرة الغوغائية المتبع من قبل البعض. وتوجهت الى "قوى 8 آذار" بـ"الدعوة الصريحة الى وقف رهاناتها الانقلابية، المتجسدة تارةً باللجوء الى العنف والسلاح لكسر الارادة الشعبية، وطورًا بالانخراط في محاور اقليمية مخالفة للطبيعة ومعادية لعمق لبنان العربي بأكمله بحجة حماية الاقليات، وتارةً اخرى بانتظار تغير مزعوم في المناخات الدولية علها تمطر تبدلاً في المواقف يعيد عقارب الساعة الى الوراء".  وقالت ان "كل هذه الرهانات قد اثبتت فشلها، ولقد آن للجميع ان يدركوا ان افضل حماية للبنان ولجميع اللبنانيين هي تلك النابعة من التمسك بالسيادة والاستقلال والديموقراطية والقانون الدولي". وتوقفت عند "التطور الاستراتيجي الهام المتعلق بقرار روسيا الاتحادية تزويد لبنان بطائرات "ميغ-29"، ورأت في هذا الموقف "تعزيزًا للثقة بلبنان كدولة سيدة مستقلة غير خاضعة لأي وصاية، وبالجيش اللبناني كجهة مؤتمنة وحدها على بسط سيادة لبنان على كامل أراضيه وأجوائه"، معتبرة ان "هذا التطور الاستراتيجي يأتي استكمالاً لموقف روسي ثابت لا يقل اهمية على صعيدي السيادة والعدالة هو دعم المحكمة الدولية".

 

شطح: لا صفة لباسيل ليكون مكلفا معي في موضوع يعود الى وزارة المال وما قاله "لا أساس له"

قانون زيادة الاجور يكلّف الخزينة 800 مليار ليرة  النهار + الشرق

وكالات/استوضحت "النهار" وزير المال محمد شطح ما أثاره الوزير جبران باسيل في مؤتمره الصحافي أمس من ان الرئيس فؤاد السنيورة طلب منه ومن وزير المال معالجة "ملف مرسوم تملك أراض ورد في البند 33 من جدول الاعمال" وتبين انه "موضع لغط كبير في حاجة الى توضيحات"، ولكن ما ورد في محضر مجلس الوزراء الرقم 17 – القرار 20 "ضرب عرض الحائط ما جرى الاتفاق عليه". فأجاب أنه بمبادرة منه " أطلع مجلس الوزراء على مذكرة وجهها الى الدوائر العقارية تظهر بكل شفافية طريقة تعامل هذه الدوائر مع موضوع تملك الاجانب لجهة تبيان الجدوى الاقتصادية للمشاريع غير المعدة للسكن والحدود المسموح بها في القانون للتملك من أجل السكن والتزام مهل انشاء العقارات ضمن فترة حددها القانون". وأضاف ان مجلس الوزراء السبت الماضي "درس ووافق على 4 مراسيم لتملك الاجانب تعود الى مدرسة "الانترناشونال كولدج" وشركة "خوري هوم" بعد تحولها الى شركة مساهمة وشخص سعودي يريد تملك 600 سهم اضافي ضمن القانون لانشاء مسكن، وأميركي من أصل لبناني يريد تملك ارض للمرة الاولى من أجل السكن". وأوضح ان الوزير باسيل "لا صفة له ليكون مكلفا معي في موضوع يعود الى وزارة المال"، واصفا ما قاله وزير الاتصالات في هذا الصدد بأن "لا أساس له".

و من ناحية ثانية اكد وزير المال اللبناني محمد شطح ان الآلية التنفيذية لدفع فروقات سلسلة الرتب والرواتب لم تتخذ بعد، مشيراً انه يفضّل دفعها مرتين الاولى في منتصف السنة والثانية في آخر السنة. ولفت شطح الى ان قانون زيادة الاجور كلّف الخزينة 800 مليار ليرة لبنانية كما ان فروقات سلسلة الرتب والرواتب تكلّف الخزينة 400 مليار ليرة لبنانية، مشدداً على ضرورة ان تتّبع الحكومة سياسة حماية قوة المواطن الشرائية، واشار الى ان اكبر خطر على المواطن هو التضخّم، مشدداً على ضرورة عدم الاستجابة لأي مطلب انفاقي. وذكر شطح بأن هناك ثلاث موازنات للاعوام 2006 و2007 و2008 يجب اقرارها من قبل مجلس النواب، قبل اقرار موازنة العام 2009.

 

عاد المسمار المهزوز من المنفى

الميكافيللي البرتقالي

إلهام ناصر

فجأة، عاد المسمار المهزوز من المنفى، متأهباً مستعدا ورسولا لمعركة قادمة. هذا المسمار، صاحب الباع الطويل في الاهتزاز والتاريخ المجيد في حرب التحرير الفاشلة، لم ينسَ صاحبه "الميكافيلي" السلوك، والناطق الجديد لبعثٍ امتهن دقّ المسامير في نعوش الشعوب الحُرّة. عادت لغة المسامير طيّبة الذِّكر والذّكرى لتعيد أمجاد الماضي وتذكّرنا بالسقوط المدوّي والنفي المُخملي..! عاد المسمار الخارق بشوق وحنين ليمارس اهتزازه الكارثي الممزوجِ بالإبادة التاريخية، على سبيل الإصلاح والتغير، فلا يبقى وطن ولا يحزنون. أفتى الميكافيللي البرتقالي بهز المسمار، حاملا على كاهله قضية "الصلاحيات المفقودة" والرئاسة المنقوصة، مطالبا بالحقوق الضائعة متناسيا أن من يريد أن يأخذ عليه أن يعطي وربما أكثر مما سيأخذ، ام ربما يعتقد بأنه لا "وطنيّ" سواه..! أما النكتة الكبرى فهي برغم احتراف الجنرال السياسة لا زال العقل العسكري سيد الموقف في خطاباتهِ والحنين الى القيادة يدغدغ مشاعره ويهز فيه مسمار القتال حاملا مصباح ميكافيللي الأب تابعا لارشاداته ونصائحه عاملا بتوجيهاته وتعاليمه التي تقول: على الأمير أن لا يستهدف شيئا غير الحرب وتنظيمها وطرقها وأن لا يفكر أو يدرس شيئا

إذ ان الحرب هي الفن الوحيد الذي يحتاج إليه كل من يتولى القيادة. ...نيّالنا

 

المزاد.. على الحذاء!!

ميرفت سيوفي

حذاء المراسل العراقي على حد قول كثير من المواطنين العراقيين والعرب من دول مختلفة، رفع رؤوس العراقيين والعرب!! ما هذه الرؤوس التي تحتاج الى ضربة حذاء في الهواء ترد لها كرامتها واعتبارها، وان دلت ردات الفعل الجماعية الهائجة سواء عبر التظاهرات التي رفعت الحذاء شعاراً للكرامة، او تلك الاصوات التي فتحت مزاداً صحافياً لشراء الحذاء التاريخي على شيء فهي تدل على ان العرب مهرة في البيع والشراء منذ اسواق النخاسة وبيع الجواري والعبيد!!

وفيما انشغلت اميركا بمعلقيها وسياسييها بالتنكيت على الحذاء والرئيس الاميركي برحابة صدر، خرج مواطن عربي ليعلن عن استعداده لشراء الحذاء بعشرة ملايين «دولار اميركي» لاحظوا عملة الدفع معتبراً الحذاء اثمن من كل ما يملك من عقارات واموال!! وذهب الرجل الى ابعد من هذا عندما اكد ان متحفاً يجب ان يقام للحذاء تكريماً لدوره في رد كرامة العرب. امام هكذا كلام تشعر كمواطن عربي بالعار لان البعض قرر ان كرامتك مستمدة من حذاء!!

الحذاء رمزياً بات يعلو الرؤوس ويرفع الكرامات ويرد الاعتبار، امة الحذاء، يريد البعض تحويلنا الى هذا المستوى، بل يريد ان يلصق بنا ابشع صور العجز، واجتراح مبادرة تاريخية في موقف مؤذ للصورة العربية. قد يجمع المراسل العراقي ثروة من بيع حذائه هذا ولن اتردد في القول انه قد يسعى تأشيرة هجرة وباتجاه الولايات المتحدة ليصبح مواطناً اميركياً!!

والعرب، والشعوب العربية، وبسذاجة شديدة انخرطت جميعها في حمى إعجاب وتصفيق حار، يشبه حال هستيريا السعادة التي شعر بها كثيرون «حال الانبساط» التي غمرت مشاعر الشعوب العربية يوم 11 ايلول 2001، لم يروا حينها ابعد من انوفهم، وكثيرون منهم وجدوا في بن لادن بطلاً فاتحاً جديداً، احتاجوا الى وقت ليكتشفوا ان «القاعدة يتساوى عندها الجميع في القتل من دون تمييز!!».

وفي وقت كانت الحكومات تستنكر العمل الارهابي، كان بسطاء كثر يضحكون من «من السد للرد» كأنهم حققوا انتصارات اسلامية تاريخية، على رغم ان المشهد بكليته لا يمت للاسلام بصلة ولا القاعدة ولا اسامة بن لادن ولا ايمن الظواهري: هم مجرد برافانات لادوات عالمية اوشكت ان تطبق افعالها على اقفال حلقتها على حكم العالم، في الاساطير الواهية تعبث بعقول الساذجين البسطاء!!

صورة مروعة لم يستطع احد بعد فك رموزها، عندما تساوي كرامة العرب «ضربة حذاء»، وعندما يشتد التحريض في الوقت نفسه على اكبر دولتين عربيتين مصر والسعودية وبحقد شديد، وبتوزيع ادوار متقن، وعندما تسارع وسائل اعلام الى اضفاء صبغة يساري، او غير منتسب حالياً لاي حزب على المراسل العراقي، يصبح لزاماً على مصفقين كثر ان يعيدوا قراءة المشهد، ومراجعة من يروج له ويعظمه ويفخمه!!

ثمة «حذاء» القي في الهواء كان اهانة لكرامة العربي الذي بلغ به العجز مبلغاً لم يجد فيه سوى «حذاء» ليرفعه في تظاهرة وفوق الرؤوس ايضاً!! ثمة اسقاطات كثيرة في هذا المشهد كثيرون لن يجرأوا على مقارنتها علناً بدلالاتها ورموزها الحقيقية!!

 

المفتخرون بلبنان

زيّان

بلى، لبنان كان هناك، وكان حاضراً ناضراً في أروقة اجتماعات الرباعيَّة الدولية للسلام في الشرق الاوسط، ولم يدرج وضعه وموضوعه رسمياً في جدول الاعمال.

وفي متابعة متأنية لكلام وزيرة الخارجيَّة الأميركية كوندوليزا رايس، تحسب ان هذا البلد المبتلي ببعض سياسييه كان النموذج أو المثال الذي التقى عليه وزراء خارجية الدول الكبرى. وباعجاب اعترفوا انه اذا كان الشرق الاوسط لم يتحرَّك بايجابيَّة وجدّية في اتجاه الديموقراطيَّة، وفي اتجاه مزيد من الحرّيات، فإن لبنان الديموقراطي الاول في المنطقة قد تغيَّر فيه الكثير، وسار خطوات واسعة نحو اعادة ترميم ديموقراطيته ونظامه وحضوره.

وبلسان الوزيرة رايس كان التأكيد ان لبنان، الذي كان ولا يزال ساحة مفتوحة لأزمات المنطقة وصراعاتها، قد حقَّق شعبه الكثير، وانجز الكثير في مجال اعادة تأهيل المؤسسات، وترميم الدولة، وملء الفراغات. رغم كل شيء، ورغم العراقيل الداخليّة والخارجيَّة، ورغم الأزمات العاصفة التي افتُعلت على طريق عودته، استطاع لبنان ان يحوز اعجاب الدول الكبرى، ويجعلها تقتنع بأنه يستحق المساعدة، ويستحق الحياة. وها هي الدكتورة رايس تعترف "اننا صرنا في وضع يتحدَّث فيه الناس عن لبنان سيِّد ومستقل بطريقة لم نكن نسمعها قبل سنوات".

وهذا الكلام لم يصدر عن الوزيرة الأميركية في بيروت، أو جواباً عن سؤال عابر، بل هي اعلنته خلال مؤتمر صحافي خصَّت لبنان بقسط وفير مما ورد خلاله.

صحيح أن وطن الثماني عشرة طائفة ودويلة وقبيلة ومقاطعة، الى مربع أمني هنا ومخيّم أمنيّ هناك، يبقى عرضة للأزمات والخضَّات الداخلية والدخيلة، إلا انه استطاع في فترة زمنية قصيرة ان يستعيد مكانه تحت الشمس. وأن يعود تلك النقطة المميزة على خريطة العالم. وأن يكون عند حسن ظن الشرعية الدولية والشرعية العربية، فضلاً عن اشقائه الخُلَّص واصدقائه الكثر في العالم. وكما تشير رايس في كلماتها الخاصة والدقيقة والمحبَّة، فإن بيروت التي كانت مسرحاً لحروب ضروس همجيَّة، تمكنت من نفض الانقاض عنها ومعاودة مسيرة الاعمار والنمو والاستقرار في شكل لافت. وبمواظبة واصرار وتشبث وايمان، مما جعل دولة عظمى كروسيا توافق على تزويد هذا البلد الصغير عشر طائرات حربيَّة من طراز "ميغ 29". وهذا الحدَث السياسي يلاقي، بجوهره وأبعاده، فحوى الكلام الكبير الذي تعمّدت وزيرة خارجية أميركا ان تشهره على الملأ قبل ان تسلِّم مكتبها الى خليفتها هيلاري كيلنتون التي لا تقلّ عنها تعلقاً بوطن النجوم والوطن الرسالة.

حتماً، ستقوم اليوم أو غداً قيامة مَنْ لا يريدون الخير للبنان.

 

في مديح نهج «القندرة»

عبدالله اسكندر

أن يقدم شخص ما على رشق شخصية عامة بحبة طماطم او حبة بطاطس فاسدة في مكان عام، وأن يعتدي شخص ما على مثل هذه الشخصية بالكلام أو الفعل، فذلك يقع ضمن الأخبار المتفرقة الطريفة والمثيرة لشهية وسائل الاعلام، ويحدث في أي مكان في العالم. وليس نادرا حصول مثل هذه الحوادث المتفرقة التي قد يصل بعضها الى حد الاعتداء الكلامي او الاعتداء الجسدي. وحتى في هذه الحال، يتم التعامل مع المسألة على انها تقع في اطار عمل فردي، بغضّ النظر عن دوافعه. ولا يشذ عن القاعدة رشق الرئيس بوش بحذاء، حتى لو كان الفاعل صحافيا، وفي مناسبة مؤتمر صحافي في بغداد.

أن يُعتبر الدافع الى الحادثة على انه تعبير عن غضب هذا الصحافي على سياسة الولايات المتحدة في العراق، ممثلة برئيسها الذي تعرض ويتعرض لأقسى حملة نقد، في بلاده والخارج، بفعل الحصيلة الكارثية لهذه السياسة لا يلغي الطابع الفردي للعمل. وذلك بغضّ النظر عن الظروف المستجدة في عراق ما بعد حكم صدام حسين، والتي بات يمكن فيها لمواطن عراقي ان يكون صحافيا في وسيلة اعلامية مستقلة، وتُوّفر له ظروف عمل، حتى لو لم تكن مثالية.

لكن ان تكون الردود، في البلدان العربية، على الحادثة على النحو الذي جرى التعبير عنه، خصوصا من صحافيين ومحامين وجماعات سياسية لا تعرف سوى التوتاليتارية في سلوكها الداخلي وعلاقتها بالآخرين، فهذه مسألة تستحق الوقوف والتفكير. لأن الحادث يخرج عن اطار التعبير الفردي ليصبح ظاهرة جماعية، تحمل رموزا اجتماعية واخلاقية وسياسية، تتعلق بالخصم وكيفية مواجهته والانتصار عليه.

الحذاء، لدى العرب، يحمل معنى الإهانة وقلّة الاكتراث بالآخر، وايضاً معنى القوة وتحقير الخصم. لكن هذه المعاني ليست بالضرورة ما يحملها الحذاء في ثقافات اخرى، لذلك لم يعتبر بوش نفسه انه تعرض للإهانة كما يحاول تفسير الأمر المتضامنون مع الصحافي العراقي. بل كان همّه تثبيت الاتفاق الأمني مع الحكومة العراقية، وهذا ما حصل عليه. اي ان المعادلة هي ببساطة: يحقق الخصم اهدافه السياسية ونحن نكتفي بوهم إهانته.

اما عن «الانتصار التاريخي» على الولايات المتحدة، والذي سمعناه في تعليقات وتحاليل فضائية، فهو يتساوى مع الانتصار التاريخي لصدام حسين، بعدما طُرد من الكويت عسكريا، عندما وضع صور بوش الأب على مداخل الفنادق لتدوسها الأحذية، فتحوّل وهم الإهانة لديه الى انتصار وهمي. كما يتساوى مع وهم الانتصار بإطاحة صدام، خلال الغزو، بمجرد ركل تماثيله المتساقطة بفعل الدبابات الاميركية وضربها بالأحذية، لتنفلت بعدها وحوش الطائفية من عقالها، ويحل القتل والسحل بديل الركلات. وليتساوى معنى الضرب بالحذاء مع القتل المادي المقصود. في حين كان الاحتلال يتوسع ويتركز ويعيد تركيب العراق، الوطن والمصالح، بحسب ما اعتبره مصالحه.

والمتضامنون مع الرشق بالأحذية، ومانحو الأوسمة لفاعله، ذهبت بهم الحمية الى حد اعتبار ان هذه هي اللغة الوحيدة التي يفهمها المحتل - الخصم. ولم يتردد بعضهم في اكتشاف ان هذا النهج وسيلة ناجحة، وحتى «تاريخية»، لإلحاق الهزيمة بهذا الخصم والتنكيل به، مثلها مثل النضال السلمي للمهاتما غاندي والرئيس الجنوب الافريقي السابق نلسون مانديلا، وحتى الحجارة في الانتفاضة الفلسطينية.

وما دام الأمر كذلك، قد نرى قريباً احدهم، في جمعيات الدفاع عن نهج «القندرة»، يعلّق حذاء في رقبته ليظهر مدى الهزائم التي ألحقها بالأعداء!

 

إعمار...

أبو رامز

لا يفاجئ تقرير الهيئة العليا للإغاثة في شأن تقديماتها لمتضرري عدوان تموز، إلا المزوّرين يا إخوان. ولا يفاجئ كلام رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في السياق نفسه إلا المفترين، محترفي التشويه وإطلاق الإتهامات الكاذبة والكبيرة تبريراً لمواقفهم السياسية.

ليست المشكلة في ذلك، فهي جزء من سوابق معروفة في سياق ونهج اعتمده هؤلاء منذ 14 آب 2006 وإعلان انتهاء العدوان الإسرائيلي على لبنان، وبدء العدوان "الأخوي" على السياديين والاستقلاليين، ثم تتويج الأمر في مطلع كانون الأول من العام نفسه بتحويل الساحة المواجهة للسرايا الحكومية، والسرايا وساكنيها وكل من يشد أزر قوى 14 آذار ويأخذ بسياستها وينطق بكلامها، الى حقل الرماية البديل عن ذلك الضائع في الجولان، وإلى أهداف للتخوين تبريراً للتغيير، بعدما عزّ ذلك بالسياسة والتظاهرات الطيارة واعتماد الشارع وخلخلة الحكومة وتعطيلها مع المجلس النيابي.

أُعتمدت يا إخوان، لغة تصاعدية غير مسبوقة أو مبلوعة أو مهضومة لا من قريب ولا من بعيد، وترافقت مع تفجيرات متنقلة واغتيالات ومحاولات اغتيال، ووصل المنطق الى أقصى حدود التهافت مع المقولة الشهيرة عن "الأكثرية الوهمية العابرة" التي أطلقها رئيس النظام السوري غداة حرب تموز... نهج انسحب على كل شاردة وواردة، ووصل في تلك الشاردات والواردات الى التعويضات الخاصة بمتضرري العدوان.

بغض النظر عن التفاصيل الخاصة بمن تَبَرّع ودَفَع وهو مشكور أياً كانت هويته وجنسيته، إلا أننا، مثل سائر خلق الله، تساءلنا فجأة، عندما سمعنا كلام الرئيس السنيورة عن نسبة الـ95 في المئة التي تتحملها الدولة لإعادة إعمار الضاحية.. تساءلنا عن الكلام الذي قيل خلال العدوان وبعده مباشرة والذي تعهد ووعد بإعادة إعمار كل ما دمرته إسرائيل والتعويض بالطول والعرض عن ضحاياها.

يعني قبل أن تُسأل الحكومة عن حصتها بالدفع ينبغي بكل بساطة وبراءة سؤال من قال انه سيعوّض وسيعمر، أين أصبحت وعوده، وأين هو ذلك المال النظيف الموعود؟ ثم قبل ذلك، نتحدث عن دول قدمت مساعدات ونطالبها بالاستمرار في ذلك، وفي الوقت نفسه نشتمها مباشرة أو بالواسطة ونتحامل عليها ونتحالف مع أعدائها على رأس السطح... وفوق ذلك وتحته وإلى يساره ويمينه، نطالب الحكومة القائمة والتي قبلها بتحمل مسؤولياتها في هذا المجال التعويضي والإعماري والخدماتي، وننسى وجودها وكيانها في مجال الأداء السياسي والحربي وفي القرارات المصيرية، بل أكثر من هذا نخوّنها ونمسمرها على صليب التبعية والمشاركة في مشاريع الأعداء؟! كان أفضل يا إخوان، لو تواضع النائب حسن فضل الله قليلاً في كلامه المتلفز في البرلمان أمس، وكان أفضل بكثير لو احترم سامعيه وحكى ما له وما عليه، بدل العودة الى تكرار تلك السوالف والاتهامات والأسئلة الممجوجة التي لا تقدم سقفاً لمشرّد، ولا تطعم رغيفاً لجائع، ولا تلمّ عائلة خسرت جنى العمر ولم تربح إلا الوعود التي بقيت حبراً على ورق، والكلام الذي بقي في الهواء ليس أكثر...

 

قرار دولي يدعم المفاوضات الثنائية في مسار انابوليس ورايس تصف المبادرة العربية بـ«التاريخية» ...

دول خليجية تبلغ مجلس الأمن وألمانيا معارضتها تقديم أي تنازلات تعزز الدور الإقليمي لإيران

نيويورك - راغدة درغام     الحياة     - 17/12/08//

تحركت الأمم المتحدة امس وعقدت اجتماعين يشكلان سابقة لمنطقة الشرق الأوسط والخليج، احدهما في مجلس الأمن الذي تبنى قراراً بالإجماع، امتنعت ليبيا العضو العربي الوحيد فقط عن التصويت عليه خلال جلسة وزارية حضرتها وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ابرازاً لأهمية شراكة واشنطن وموسكو في تقديم مشروع القرار معاً الى التصويت، وتأكيداً لدور المجلس في العملية السلمية للشرق الأوسط. وعقد الاجتماع الآخر في مقر الأمم المتحدة لمناقشة ملف ايران، وضم وزراء خارجية ونوابا وسفراء للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن زائد المانيا، مع دول مجلس التعاون الخليجي والعراق ومصر والاردن، في غياب عمان وقطر اللتين قاطعتاه، وأكدت خلاله الدول العربية على دورها المركزي في اي بحث بين الدول الخمس والمانيا مع طهران في مسألة دور ايران الاقليمي، وتم الاتفاق على الاستمرار في عقد هذه الاجتماعات بصورة دائمة.

وفي الاجتماع الاول، صدر القرار الرقم 1850 في جلسة حضرها وزراء بينهم وزير خارجية بريطانيا ديفيد ميليباند والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وكانت «اللجنة الرباعية» التي تضم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا، اجتمعت على مستوى الوزراء أول من امس واصدرت بياناً تعهدت فيه بذل أقصى جهودها كي تحرز انجازاً في العملية السلمية على كل المسارات التفاوضية.

ووضع القرار عملية السلام في عقر دار مجلس الأمن ومسؤولياته لحفظ الأمن والسلم الدوليين، وشدد على «أهمية مبادرة السلام العربية للعام 2002»، كما أعلن تأييده المفاوضات التي بدأت في انابوليس العام 2007 «والتزامه الاستمرار في مسيرة المفاوضات الثنائية». ورحب المجلس بفكرة عقد اجتماع دولي في موسكو السنة2009 استتباعا لعملية «انابوليس». وأهاب بالدول والمنظمات الدولية «دعم الحكومة الفلسطينية التي تلتزم مبادئ المجموعة العربية ومبادئ السلام العربية وتحترم التزامات منظمة التحرير الفلسطينية، وأن تقدم المساعدة لتنمية الاقتصاد الفلسطيني، وأن تصل بالموارد المتاحة الى السلطة الفلسطينية الى حدودها الأقصى وتسهم في برنامج بناء المؤسسات الفلسطينية تحضيراً لإنشاء الدولة».

ودعا مجلس الأمن الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي الى «الوفاء» بالالتزامات «والامتناع عن اتخاذ أي خطوات قد تقوّض الثقة أو تخل بنتائج المفاوضات». وحض على «تكثيف الديبلوماسية التي تعزز، في اطار مسار مواز للتقدم المحرز في العملية الثنائية، الاعتراف المتبادل والتعايش السلمي بين جميع الدول في المنطقة في سياق تحقيق سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الأوسط».

واكدت رايس في كلمتها أمام المجلس انه «كما يجب على العرب ان يمدوا اليد الى اسرائيل، كذلك على اسرائيل ان تمد اليد الى العرب»، واصفة مبادرة السلام العربية بأنها «تاريخية». واعتبر لافروف ان «المهمة الضرورية أمامنا» هي استمرار العملية السلمية والمفاوضات، مؤكداً ان القرار بمفرده لا يكفي، وانه يجب عدم السماح بالارهاب، ويجب التوقف عن الاستيطان، ورفع الحصار. وقال ان المهم لاسرائيل ان «تتجاوب» مع المبادرة العربية، داعياً الى «الشجاعة السياسية»، ومؤكداً «اننا سنتخذ كل الخطوات الضرورية» ليكون اجتماع موسكو حافزاً للتوصل الى نتيجة المفاوضات.

من جانبه، قال السفير الليبي جاد الله الطلحي انه يعتبر اجتماع مجلس الأمن «مهماً»، مرحباً باتخاذ قرار في شأن المسألة الفلسطينية التي تشكل تهديداً للامن والسلم الدوليين. وقال: «نرحب مبدئيا بمسعى اصدار قرار من مجلس الأمن، انما اغفال القرار ضرورة التصدي للانتهاكات الاسرائيلية لا يخدم السلام، بل يضره وقد يدفع اسرائيل الى التمادي إذا فسرته بأنه قبول دولي باستمرارها بالانتهاكات».

وأوضح وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في اجتماعات مع «اللجنة الرباعية» بصفته رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري العربي، المواقف العربية المتحفظة عن عملية سلام، وشدد على ضرورة توقف اسرائيل عن انتهاكات الاتفاقات وعملية أنابوليس والقرارات الدولية. وقالت المصادر إنه تحدث بلغة قاسية عندما تعلق الأمر بالتهاون مع استمرار اسرائيل بالانتهاكات.

واجتمع وزير الخارجية السعودي ثنائياً مع نظيرته الأميركية، وكذلك مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، في أعقاب الاجتماع الوزاري المهم لدول 5+1 و6+3 والذي تطرق الى دور إيران في المنطقة.

وقال وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد الخليفة لـ«الحياة»: «اتفقنا اليوم ان هذه الاجتماعات ستستمر، ستكون هناك استمرارية لأن الموضوع حيوي لنا ولأمننا واستقرارنا»، مضيفا أن الغياب القطري والعماني «لن يؤثر على العلاقات أو على مسيرة العمل الخليجي المشترك».

وقال إن وزراء الدول العربية المشاركة في الاجتماع طرحوا على الدول الخمس + ألمانيا آراءهم «في ما يتعلق بالجانب السياسي» من الرزمة التي تنوي 5+1 تقديمها الى ايران، و»هناك آراء طرحت عن دور اقليمي». واعتبر «أن أبرز نتائج» لاجتماع نيويورك هي «أن هذا الاجتماع سيستمر وسيتكرر وأن الدول الخمس زائد المانيا أخذت على عاتقها أن مسألة الحوار في أي جانب سياسي يتعلق بالمنطقة يجب إشراك الدول الاقليمية فيه. وهذا قد بدأ. ونحن سعيدون بذلك. فالأهم اننا سنكون مشاركين من الآن فصاعداً في كل الاجتماعات التي تخص هذا الشأن ... وهذا نواة ميكانيزم للمستقبل».

من جانبها، ادلت رايس ببيان قصير أتُفق على أن يكون مختصراً، وقالت إن الدول العربية المشاركة في الاجتماع عبرت عن قلقها من سياسة إيران في المنطقة وطموحاتها الاقليمية وسياساتها النووية. وبحسب مصادر رفيعة المستوى حضرت الاجتماع، أكد الوزراء العرب أن اعطاء دول 5+1 دوراً اقليمياً لإيران في اطار الرزمة التي تقدمها هذه الدول في المسألة النووية «ليس عنصر تفاوض» عند الدول العربية، وإن أرادت ايران التحدث عن دورها الاقليمي «فلتتكلم معنا وليس مع الدول الخمس زائد المانيا». وأضافت المصادر أن زبدة ما حصل في الاجتماع هو ابراز معارضة أي تنازلات تقدمها الدول الخمس والمانيا الى ايران في شكل دور اقليمي في منطقة الخليج». وقالت مصادر أوروبية: «سمعنا قلق الدول الخليجية من هيمنة ايران على المنطقة... وكان مفيداً لنا أن نسمع آراء هذه الدول التي هي في الصف الأول من هذه المسألة، خصوصا أنها تعتقد اننا أحياناً نتحدث نيابة عنها». وأضافت: «سمعنا اجماعاً في القلق من هيمنة ايرانية، وسمعنا بوضوح أن مسألة الهيمنة الايرانية أهم عند هذه الدول من ملف ايران النووي

 

يوم الحذاء العالمي

زياد بن عبدالله الدريس الحياة 

يوم 14 كانون الأول (ديسمبر) هو «يوم الحذاء العالمي» .. ولا عزاء للحفاة!

مهما يكن من أمر الجدل الدائر حول أخلاقية الحرب الحذائية التي شنها الصحافي العراقي ضد الرئيس الأميركي أول من أمس، فإن المذهل الى جانب سرعة الحذاء سرعة انتشار الصور والمقالات والكاريكاتورات والكليبات المدبلجة عن رحلة الحذاء تلك. لكن المذهل أكثر بين ذلك هو القصائد الشعرية التي كتبت عن الحادث، فمتى سبكها وحبكها الشعراء في وقت متأخر من الليل لنجدها في صباح الغد تنتشر بين المواقع الالكترونية؟

لقد أظهر هذا «الحذاء» سرعة التجاوب العربي مع المواقف، بعد أن ظن الجميع أن المشاعر العربية قد تجمدت بسبب برود ردود الفعل العربية على قضاياهم الساخنة!

يشاء الله لا ما قد تشاء    وفرعونٌ يركّعه الحذاء

فواخجلا ًلأجناد تحلّوا    بضبط النفس إذ وقع العداء

يزدري هذا الشاعر الفوري «ضبط النفس» الذي تحلّى به الصحافيون العراقيون الآخرون أمام مبادرة زميلهم. لكن الذي تجلّى لكل المراقبين أن ضبط النفس قد غشى حضور القاعة كلهم، بمن فيهم بوش والمالكي الذي بدا ببروده وهدوئه العجيب كأنه يطالع مشهداً مسرحياً حضر بروفاته من قبل!

أما الرئيس بوش فقد وظف الحادث في سبيل البرهان على وجود الحرية الآن في العراق، وهي بالفعل «حرية» سمحت لمنتظر بالتعبير عن رأيه، ولكنّها مشوّهة دفعت العراقي الى قذف حذائه في وجه ممثل «الحرية المشوّهة». ثم علّق بوش ساخراً أن مقاس الحذاء هو 44، وهذه المعلومة الدقيقة عن مقاس الحذاء أثناء التوقف القصير للمؤتمر الصحافي تؤكد أن عناصر الأمن الأميركي المحيط بالرئيس قد اعتقلوا «الحذاء» وفحصوه من رأسه حتى أخمصه، وأنه (الحذاء) ما زال رهن الاعتقال، حتى يتم نقله إلى سجن غوانتانامو للأحذية الارهابية!

ومنذ اليوم سيصبح لزاماً دخول الأماكن الرسمية والحساسة من دون أحذية، وقد يكون من المستحسن تنظيم المؤتمرات الصحافية في المساجد، حيث يدخلها الناس حفاة! أما تصريح بوش بأن الحادث مؤشر حرية وقدرة على التعبير عن الرأي، فقد مهد هذا لإدراج الحذاء ضمن وسائل التعبير عن الرأي. وستكون رموز التعبير عن الرأي في إعلان حقوق الإنسان: لسان وعين وأذن.. وحذاء! وإذا كنا نظن لزمن مضى أن أطفال الشوارع الذين يسيرون حفاة على الإسفلت وفي الأحراش تنقصهم وسيلة للمشي بأمان، فقد فطنّا الآن إلى أنهم وهم حفاة تنقصهم وسيلة للتعبير أيضاً!

فاصل إعلاني: «ساعدوا أطفال الشوارع الحفاة للتعبير عن آرائهم»! (إعلان من تاجر أحذية).

بعد حذاء خروتشوف الشهير على منصة الأمم المتحدة، اتى حذاء الزيدي ليسحب الأضواء طويلا من كبار المشاهير، وقد دخل بالفعل أول مزاد علني أعلنت عنه صحيفة «إيلاف» الالكترونية نقلاً عن وكالة «رويترز» بأن عدنان حمد مدرب المنتخب العراقي لكرة القدم قد عرض مئة ألف دولار لشراء «حذاء الكرامة» كما أسماه. لكن أحد القراء علق: «أن هذا الحذاء يجب أن يحفظ في متحف بغداد بدلاً من الكنوز التي سرقت أثناء الغزو المشؤوم للعراق». لكن ما قصة العلاقة بين العراقيين واستخدامهم الحذاء كوسيلة للتعبير؟ فالشاعر الجواهري كان عندما يبلغ به الانفعال مبلغه ينتعل شعره ليصرخ:

شِسع ٌ لنعلك كل أبرهة           وفداء زندك كل مملوك

وقصة حذاء الطنبوري من أشهر الحكايات الساخرة في الموروث الأدبي العراقي. وإذا أراد العراقي أن يبالغ في إهانة أحد فهو لن يجد أبلغ من وصفه بـ «القندرة»!

انقسم المراقبون أمام معركة الحذاء إلى ثلاثة: منهم من دافع عن منتظر، ومنهم من دافع عن بوش، ومنهم من دافع عن الحذاء!

يا حفاة العالم اتحدوا، وطالبوا بحقكم في اقتناء وسائل للتعبير!

* كاتب سعودي

 

الدور الإيراني الملتبس

داود الشريان- الحياة 

على الدوام تتحدث ايران عن اهمية  قيام علاقات اخوية، وتفاهم وتنسيق بينها وبين العرب، لكنها تقول شيئا وتفعل العكس. وخلال الايام الماضية طبّقت طهران هذا التوجه في شكل صارخ، واستعادت صورتها القديمة، فجذبها الحنين الى شعارات تصدير الثورة. وشارك كبار رجال الدولة في تظاهرات صاخبة تخوّن الدول العربية، وتطالب بإسقاط الحكام، وتمارس الوصاية على شعوب بأكملها. فماذا تريد ايران؟ ما هي مصلحتها في كسب عداوة العرب، في هذه المرحلة، على رغم حاجتها لهم في مواجهتها السياسية مع الغرب؟

تناقض أقوال طهران مع افعالها ليس جديداً، فهو احد قوانين ثقافتها السياسية. لكن المحيّر هذه المرة ان ما نسمّيه  تناقضاً، وله اسم آخر في الفكر السياسي الايراني، يمس قضية حية وتتفاعل في شكل يومي ومتسارع، ولا يحتمل «التقية». فالوقت لا يسمح بممارسات من هذا النوع، والملف النووي دخل الآن مرحلة حاسمة، او هكذا يفترض، والمناورات السياسية بين ايران والغرب استنفدت قدراتها، او كادت. وهذا يتطلب من ايران ان تتحرك باتجاه تحسين سمعتها الإقليمية، وترتيب علاقاتها مع جيرانها العرب، استعدادا لمواجهة الجولة المقبلة، لكنها تفعل العكس، وتصعّد لهجتها ضد دول محورية في المنطقة.

القضية  ليست لغزا. ايران تعرف ان تحسين علاقاتها مع العرب محدود التأثير في حماية مشروعها النووي، فالدور العربي لا يقوم على نصرة ايران، وتمكينها من تحقيق اهدافها، وانما على دفعها الى وقف نشاطها النووي، ولن يضحي العرب بأمنهم ومصالحهم من اجل ان تمتلك ايران قدرات نووية تهدد أمنهم، وتدعم  تطلعاتها للهيمنة والتوسع. ولهذا ستسعى الى استخدام مخاوف العرب، بدلاً من كسبهم لحماية مشكوك في نتائجها، وتحمي دورها التقليدي كشريك انتهازي، ومتعهد محلي لتضخيم هاجس الامن واستفزازه، وضرب الاستقرار في المنطقة، والاستمرار في تسويغ مشاريع  الدول الغربية، وتحريضها على التدخل العسكري بدعاوى مختلفة، انها طبيعة الدور الايراني القائم على المقايضة الملتبسة والغامضة.

لكن السؤال هو، الى متى ستستمر ايران في تحقيق مصالحها بالابتزاز، والتصرف كمناضل ومحتل، وشرطي وحرامي، تعلن العداء للغرب وتنسّق معه في العراق وأفغانستان، وتتعهد مشاريعه في المنطقة، وتعيّر العرب بخذلان الفلسطينيين وهي لم تقدم للقضية سوى الصراخ والشعارات؟

 

رسالة من الأسد الى عون

(بقلم سحر إبراهيم) يقال نت  

 اطلعت على المواقف والتصريحات والتسريبات التي سبقت زيارة عون إلى دمشق وصاحبتها وتلتها، وتأملت في الدوافع التي قربت بين الأسد وعون وجمعتهما، وفي الكلام الذي يأمل كل منهما أن يسمعه من الآخر. وبناء على الصورة التي ارتسمت في مخيلتي قرأت الرسالة التي أرسلها المضيف لضيفه بعد المغادرة. (سحر إبراهيم)

عزيزي ميشال

لقد سعدت سوريا رئيساً وحكومة وشعباً بقدومك إليها وإقامتك في ربوعها ضيفاً عزيزاً عليها، وآمل أن لا يطول الوقت حتى نراك مجدداً، على أرض ترحب بك دوماً صديقاً لشعبها وحليفاً لقيادتها وداعماً لقضاياها.

لا أخفي عليك يا صديقي، أنني كنت أتوقع أن يشهد لقاءنا الأول مناظرة تحتاج مني لاستحضار الحجج للدفاع عن القرارات التي اتخذناها خلال السنوات الثلاثين الماضية، والتي لاقى بعضها استنكاراً واستهجاناً عند فئة من اللبنانيين. وكم كنتُ سعيداً عندما وجدتُك أقدر على تفهم مواقفنا والتماس العذر لنا على خياراتنا من أقرب حلفائنا وأصدقائنا، فلقد كان حديثي معك حواراً مع صديق قديم، حالت الظروف وتدخلات السوء بيننا وبينه.

دعني أيها الصديق النبيل، أؤكد لك ما سبق أن سمعته مني في دمشق وفي حلب. عندما وصلت رسالتك إلى السيد الرئيس الوالد رحمه الله، مع نهاية عهد أمين الجميل، كان المولجون بالملف اللبناني عندنا مجموعة من أصحاب الأغراض والمصالح الذاتية والأسرية التي لا علاقة لها بمصلحة الشعب في سوريا ولبنان، خدام والشهابي وكنعان كانوا جميعاً وراء إقناع الوالد بعدم السير في مشروع تبوئك سدة الرئاسة، وقد علمت من بعض من كان على مقربة من خدام في ذلك الوقت أنه اتصل بالسعودية للتدخل. وقد أرسلت السعودية في ذلك الحين رفيق الحريري الذي التقى الوالد لينقل له اعتراض الملك فهد على وصولك للرئاسة. ولا يخفى عليك أن الوضع اليوم مختلف تماماً عما كان عليه في ذلك الوقت، فقد تخلصت سوريا من تلك المجموعة التي أساءت إليها قبل أن تسيء إلى أي جهة أخرى، ولم تعد السعودية تستطيع أن تمارس أي تأثير على خياراتنا. ولم تعد علاقتنا بك تحتاج لوسطاء وحملة رسائل، وستجدنا جاهزين للاستماع إليك في كل مرة ترغب بالتحدث إلينا.

واسمح لي أيها الصديق أن أصارحك بأمر لم تسمعه مني من قبل، وهو أنني عندما أقعدتك على كرسي الرئيس هنا في قصر المهاجرين، حضرت في ذهني الصورة كما لو كانت في قصر بعبدا في لبنان. وكن على ثقة أن هذا هدف ستعمل سوريا على تحقيقه في أقرب فرصة، وبأسرع مما يتوقعه الكثيرون.

ومثلما وجدت لدينا التسامح على كل ما حدث في الماضي، ستجد منا العرفان لكل ما قمت خلال السنوات الأخيرة من أجلنا، ولن ننسى دفاعكم عنا، ومؤازرتكم لحلفائنا ووقوفكم سداً منيعاً أمام تلك الطغمة الفاسدة من قوى 14 شباط، التي عجزت أن تحكم بفعل صمودكم معتصمين لأكثر من سبعة عشر شهراً إلى جانب القوى الوطنية اللبنانية. ولن ننسى نصرتكم للمقاومة عندما تصدت لمحاولة تلك الحكومة البتراء أن تجردها من سلاحها.

ولكن لا ينبغي أن يغيب عن بالك، أن يدنا اليوم في لبنان فاعلة ولكنها غير طليقة بالقدر الكافي، وربما يحتاج الأمر لبضعة أشهر لتحسم الإدارة الأميركية الجديدة خياراتها. ومن المسلم به، أن أي إدارة أميركية عاقلة ستعتبر أن لا ضمانة للاستقرار في لبنان آكد من التزام سوريا به. وقد وصلتنا عدة رسائل بهذا المعنى من فريق عمل باراك أوباما أثناء حملته الانتخابية.

وحتى تصل الإدارة الأميركية الجديدة بمختلف مكوناتها إلى هذه القناعة، لا بد أن تجد حضورنا في لبنان بأصدقائنا وحلفائنا قائماً كما كان في أوائل تسعينيات القرن الماضي غداة حرب عاصفة الصحراء. ولن يؤكد لها ذلك شيء أكثر من فوز حلفائنا في الانتخابات النيابية المقبلة، ولن أكرر ما تحدثنا به في جلساتنا من أننا نعول على هذه الانتخابات لإعادة لبنان إلى دوره الطبيعي كحليف لسوريا وسند لها وموقع متقدم للدفاع عنها.

إن حلفاءنا، وعلى رأسهم أنت، إلى جانب قائد المقاومة السيد حسن نصر الله، لا ينبغي أن يقنعهم مجرد الفوز بأغلبية بسيطة في مجلس الشعب اللبناني. وفي رأيي إن القناعة بذلك زهد في غير محله، لأن الساحة ستكون محضرة في ربيع 2009 لتحقيق فوز ساحق يمحق كل أثر لموتوري 14 شباط، ويجعل سعد الحريري ووليد جنبلاط يندمان على كل ما ارتكباه في السنوات الأربعة الأخيرة ويلعنان الساعة التي غفلا فيها عن أن ضرورات الأمن القومي قد تجعلنا نلجأ إلى خيارات نتجرد فيها من عواطفنا ونمضي في أمور تستدعي منا حزماً وشدة لن يجدهما فينا من تآلف معنا وائتلف مع فكرنا وعقيدتنا.

إن نتائج انتخابات 2009 ستكون مفصلاً مصيرياً في تاريخ لبنان الحديث، لا ينبغي أن نترك لأصحاب مؤامرات التقسيم والتوطين والتهجير أي فرصة للفوز فيها. وعلينا أن نضع نصب أعيننا أن أي ثمن ندفعه من أجل الفوز فيها لا يعدل شيئاً أمام المكاسب التي ستتحقق بنتيجته لسوريا ولبنان وشعبهما. وثق أن من أجل المكاسب التي نحققها أن نجد على كرسي الرئاسة في لبنان الرجل الذي سلبتها منه الأكثرية الوهمية بالرغم من ثقة غالبية الشعب في القطر اللبناني به.

المخلص بشار الأسد

 

نصير الأسعد المصدر: المستقبل   التالي »  بعد الانتخابات "عصرٌ" آخر ولا ثلث معطلاً

لأنّ "اتفاق الدوحة" تسوية مرحلية موقتة والطائف هو "المرجعية".. وكان على 14 آذار رفض أن "يؤكل رأسها"

المستقبل/في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء السبت الماضي، أظهرت الكتلة الوزارية لـ14 آذار "ضعفاً" سياسياً "مجانياً" غير مبرّر. والإشارة هنا هي الى كيفية تعاطي 14 آذار مع تلويح وزراء 8 آذار أو تهديدهم باللجوء الى "الثلث المعطل" لمنع تشكيل الهيئة الوطنية للإشراف على الإنتخابات في حال لم يتم الأخذ بأسماء يقترحونها لعضوية هذه الهيئة.

كان يفترض الإلتزام بـ"لائحة بارود"

لماذا الحديث عن "ضعف" سياسي غير مبرر؟ وكيف تجلّى ذلك؟

كان من المفروض أن تشدد الكتلة الوزارية لـ14 آذار على أن لا بحث في أسماء من خارج اللائحة التي أعدّها وزير الداخلية، وقد كان في الأصل إتفاق في جلسة سابقة على ذلك فعلاً. و"الحكمة" التي استندت اليها 14 آذار للموافقة على حصر البحث في لائحة الوزير، هي ضرورة قطع الطريق على "تسرّب" الأفرقاء الى داخل الهيئة ما يسيء الى كونها "هيئة مستقلة" ومكلفة بـ"رعاية" جوانب عدة من نزاهة العملية الإنتخابية.

والتصويت بالأكثرية

وكان من المفروض، عندما أثار وزراء 8 آذار "الحاجة" الى ثلثي الأعضاء لتعيين الهيئة، أن تذكّر الكتلة الوزارية لـ14 آذار بأن ما يطرحه وزراء الفريق الآخر ليس صحيحاً، لأن القضايا التي يحتاج إقرارُها الى الثلثين محددة في الدستور، وتشكيل هيئة الإشراف على الإنتخابات ليست من بينها ولا تتطلب تالياً سوى الأكثرية المطلقة.. وأن تطلب التصويت على أساس القاعدة الدستورية.

أسماء تطعنُ إستقلالية "الهيئة"

طبعاً، إن تلويح وزراء 8 آذار بـ"الثلث المعطل" كان للضغط داخل مجلس الوزراء من أجل دفع كتلة وزراء 14 آذار، كما "كتلة رئيس الجمهورية" الى التراجع عن التمسك باللائحة، ومن أجل تمرير أسماء يشكل وجودها في الهيئة طعناً بإستقلاليتها ونزاهتها. وكذلك، فان التلويح كان "يحتمل" أن يُنفّذ بصيغة الإنسحاب من الجلسة وتعطيل نصابها الدستوري تالياً. وفي جميع الأحوال إن في هذا التلويح ـ التهديد أمرين لافتين جداً. الأول إن فيه مواظبة من فريق 8 آذار على "ثقافة" 7 أيار. والثاني إن فيه محاولة دؤوبة لإفراغ الدستور من "فلسفته" الحقيقية ومن مضمونه الفعلي.

بري..و"تعهدات الدوحة"

صحيحٌ ما قاله رئيس مجلس النواب نبيه بري في الجلسة النيابية أمس لجهة تذكيره بـ"تعهدات" الأطراف في الدوحة: عدم الغياب عن جلسات مجلس الوزراء وعدم إستخدام "الثلث المعطل" وعدم الإستقالة. فذلك ما يقضي به "إتفاق الدوحة" فعلاً.

غير أنه كان من المفروض، ومفروضٌ اليوم بالرغم مما قاله الرئيس بري، أن تتصرف الكتلة الوزارية لـ14 آذار على أساس رفض أن "يؤكل رأسها". وكان من المفروض أن تؤكد أن "إتفاق الدوحة" على أهميته وايجابيته ليس بديلاً من الدستور ومن الطائف، وهو لم يدّعِ ذلك أساساً. وكان من المفروض أن تقول للفريق الآخر إن التصويت بالأكثرية على تشكيل "هيئة الإنتخابات" مكفول بالدستور إن لم يكن مكفولاً بـ"إتفاق الدوحة"، فكيف إذا كان "إتفاق الدوحة" لا "يمنع" التصويت أصلاً؟. ومن المفروض أن تقول اليوم "لا يربّحنا أحد جميلاً من كيسنا"!

14 آذار.. وما دخل رئيس الجمهورية؟

إذاً، لم تتصرّف الكتلة الوزارية لـ14 آذار وفقاً لهذه المضامين جميعاً و"سمحت" تالياً بتشكّل هيئة ثمة طعن في أسماء فيها، ويمكن أن تأتي منها ريحٌ مستقبلاً بدلاً من أن تكون إحدى الضمانات الكبرى للعملية الإنتخابية وسلامتها ونزاهتها. ولم تتصرّف وفقاً للمضامين الآنفة بسبب إنعدام التنسيق بين أعضائها بالرغم من وحدتها سياسياً. ولم تتصرّف لتؤكد رفض التهويل والإبتزاز ولـ"قلب الطاولة" في وجههما إذا إقتضى الأمر.

وفي إحدى "الروايات" عن الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء، أن الكتلة الوزارية لـ14 آذار سعت الى ضبط إيقاعها على إيقاع موقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان. وإذ إعتبرت أن التلويح ـ التهديد بـ"الثلث المعطّل" يُطرح في جانب رئيسي منه في وجه الرئيس بما أن إعتراض 8 آذار ينصبّ على لائحة وزير الداخلية الذي هو من "حصة الرئيس" التوافقي وصاحب الموقع المرجح في الحكومة، افترضت ان عليها السير خلف موقف الرئيس.. والوزير. وعندما رجّح الرئيس سليمان "خيار التوافق" على خيار التصويت، "إضطرت" الى "التسليم" (!)

قد يصح في هذه الرواية القول إن فيها عذراً أقبح من ذنب. ذلك ان على كل فريق داخل مجلس الوزراء أن يعبّر عن موقفه، وأن يلعب دوره. شهر الفريق الآخر موقفه وكان على فريق 14 آذار أن يُشهر موقفه في المقابل..

ثم يقوم رئيس الجمهورية بـ"شغله". فالتوازنات تُصنع باستمرار حتى لو كان "العدد" محسوماً مسبقاً. وهناك ما يسمّى "توازن الجلسة"، حيث على كل فريق أن يطلق "دينامية" لموقفه فيتحدّد إذّاك مصير "القرار".

من نافل القول أن ليس في المقدمات الآنفة تحريض على التوتير.. أو على "هزّ" الحكومة ووجودها.. أو على "إتفاق الدوحة" نفسه حتى لو كانت الخروق التي يواجهها، في مجال "أمن" الصراع السياسي الديموقراطي، كبيرة. إن في هذه المقدمات تشديداً على أن من حق 14 آذار ومن واجبها في آن أن تُحسن "إدارة" صراعها السياسي وأن ترفض إستمرار الفريق الآخر في "ثقافة 7 أيار" والتهديد.

"الدوحة" موقت ولا أحكام دستورية له

على أن ما لا بد من التشديد عليه، هو أن البلد يعيش منذ "إتفاق الدوحة" مرحلة انتقالية، وهو في ظل هذه المرحلة الانتقالية يبدو بلداً "معلقاً" في الهواء. "إتفاق الدوحة" تسوية سياسية لمنع الإنفجارات العسكرية، يتضمن مبادئ وعناوين ايجابية لا سيما تحريم اللجوء الى استخدام السلاح لحسم الخلافات السياسية، لكنه لا يمكن أن يكون إطاراً ناظماً لمؤسسات البلد والدولة. وما جاء فيه حول الحكومة وتشكلها انتقالي وموقت وليس أحكاماً ميثاقية ودستورية. ولا يجوز أن تبقى "المرجعيات" الميثاقية والدستورية والوفاقية والشرعية معلقة لا يتم الإحتكام إليها.

بعد الإنتخابات

"مبدئياً" تنتهي هذه المرحلة الإنتقالية في حزيران 2009 بإنتهاء الإنتخابات النيابية. عندئذٍ لا بد أن يخرج لبنان من دائرة "التعليق" وأن تعود له "مرجعياته". والتجربة مع المرحلة الإنتقالية الحالية تؤكد أن "لا صحة" لقيام حكومة على الأسس التي تقوم عليها الحكومة الحالية، وهي أسس تتناقض وإتفاق الطائف. أي يُفترض أن لا حكومة تسمّى "حكومة وحدة وطنية" فيما هي إئتلاف سياسي "خارج الطبيعة"، ولا "ثلث معطل" بل حكومة تظهر التوازن السياسي وتتشكل من إئتلاف "طبيعي" فيه "وحدة وطنية" بمعنى المناصفة بين المسلمين والمسيحيين. حكومة كما ينص الطائف وكما يقول الدستور. هكذا بإختصار أيّاً يكن الفائز بالأكثرية النيابية المقبلة.

 

 حين ينزف بريقهم ! 

نبيل بومنصف/النهار  

يتعيّن على عموم الزعماء والنواب ان يلتقطوا الاشارة سريعا، ومنذ اليوم الاول: لم يعد لديهم البريق الكافي ولا الوهج اللازم لاشعال الهمم وايقاظ الحماسة والهاب المشاعر بخطاب متهالك متآكل يجتر نفسه ويلوك الشعارات الباهتة. أقله من واقع المصلحة الانتخابية المباشرة، حسناً فعل رئيس المجلس بأن حدد هذا التوقيت بالذات لجلسة المناقشة العامة للحكومة، فلعل الحصيلة الفورية التي وفرتها هي انها أثبتت الحجم الهائل المتنامي لهذا الشحوب السياسي بل الضمور والوهن في عدم القدرة على التجديد حتى ضمن المصالح الانتخابية للقوى والجهات والاحزاب والزعامات والساسة.

في مكان ما لم يعد الامر متعلقاً بفرز بين حق وباطل او من يستهوي هذا المواطن ومن يستهوي شريكه او شقيقه الآخر. في مكان ما هناك شحوب هائل وقنوط من كل شيء، حتى من شعارات تنطق بالحق وتقف الى جوانب مبدئية صارمة. معنى ذلك ان كل ما يطول مآله الشحوب والبهتان ما لم تسعفه جرعات تجديد وانعاش وتحديث، وما لم يخضع لاعادة تقويم واعادة نظر، وما لم يوضع من جديد على النبض الحقيقي للوجدان الشعبي الذي يلفظ كل الممجوج في ما يسمع ويرى ويعاين ويشاهد.

تعكس هذه الواقعة، التي تتسم بهامشية غير مألوفة في بلد مقبل على انتخابات، تعب الناس من وسط سياسي لا يتقن سوى الغرق في الدعائية لتعويض العجز والانكشاف عن اقامة دولة. بطبيعة الحال صورة الناس ليست أبهى واكثر اشراقا من حال زعاماتهم و"آلهتهم" ما داموا يظهرون عند أي نفير عصبي او بوق استنفاري تحفزا دائما لتجديد البيعة "على العمياني" و"على بياض". ومع ذلك فإن الفتور الكبير في تلقي خطاب معروف سلفا وجاهز دوما ومعلب باستمرار يكشف ضيق الرأي العام، حتى من غير ان يدري باحواله الذاتية، بالجمود الذي يحكم الصراع السياسي ويحكم على رموزه بالدوران في حلقة مفرغة حتى ليكاد "الوعد" بالتغيير بعد الانتخابات يفرغ من مضمونه الحقيقي لأن هذه الانتخابات في اذهان رموزها هي مجرد واقعة في الصراع على السلطة. واذا كان الامر سيقف عند هذه الحدود، فأي تغيير يرجى من انتخابات لا مذاق تغييرياً او اصلاحياً لها، حتى لو خيضت على قاعدة تحكيم خيارات مصيرية؟ وهل ثمة خيارات مصيرية اهم من تغيير حياة الناس؟ في أي حال، سيتعين على السياسيين ان يراجعوا الكثير حتى الربيع المقبل بدءاً بصورة السياسي المتهالك الذي ينزف بريقه ويضحي رماداً بكل المعايير.

 

البطريرك لحام وجه رسالةالميلاد "الحياة لي هي المسيح " : من خلال المحبة تتحول الأحلاف من قوة خارجية إلى مناعة داخلية

لتحقيق المصالحة السياسية وبناء دولة قوية فعالة تطمئن مواطنيها

وطنية -17/12/2008 (سياسة) وجه بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام رسالة الميلاد، من مقر البطريركية في الربوة، بعنوان "الحياة لي هي لمسيح" وهي مكرسة للقديس بولس في يوبيل ميلاده الألفي الثاني، وقال:" يسرنا أن نتوجه من خلال وسائل الإعلام مشكورة لنقدم موجزا صغيرا جدا لرسالة الميلاد لهذا العام. وهي مكرسة للقديس بولس في يوبيل ميلاده الألفي الثاني.عنوان الرسالة:"الحياة لي هي المسيح"، وهي تكشف لنا خبرة بولس على طريق دمشق، وظهور السيد المسيح له وكيف حوله من مضطهد إلى رسول الأمم. إننا نفتخر في هذا العام أن تكون البشارة الصالحة، بشارة الانجيل ورسالة السيد المسيح انطلقت من بلادنا المشرقية، وبخاصة من فلسطين وسوريا ولبنان والأردن التي نعتبرها مع البلاد العربية أرضا مقدسة. مع العلم أن بولس عاش في دمشق وحوران ثلاث سنوات، ومر على صور وصيدا وطبرجا في لبنان. ونعتبر تعاليم بولس في رسائله التي نسمعها كل أحد موجهة إلينا نحن المسيحيين اليوم ومن خلالنا إلى إخوتنا المواطنين نوصل إليهم صوت بولس.

نتوجه إلى المشاهدين والمستمعين وإلى وسائل الإعلام بالمقطع الأخير من رسالتنا الميلادية:كم أصلي كي نصل كلنا من خلال طرقنا وشوارعنا ودروبنا، إلى الشارع المستقيم، إلى طريق دمشق...

كلنا نحتاج أن نسير على طريق دمشق... ليس دمشق الأرضية، ولا دمشق السياسية، ولا دمشق المحصورة في التاريخ والجغرافيا... بل دمشق مدينة اللقاء مع المسيح الحي، القائم من بين الأموات، الداعي إلى الخلاص والفداء والمحبة، والرجاء والأمل والسلام...

نحتاج إلى طريق دمشق! فليسر جميع الناس في العالم على طريق دمشق، لكي يتغير العالم وينتقل الناس من الظلمة إلى النور، من الليل إلى النهار، من الخطيئة إلى البر، من الاضطهاد إلى المحبة، من العنف إلى اللطف، من الأنانية إلى التضحية، من الإرهاب إلى التضامن، من الأصولية إلى الانفتاح، من الكراهية والعداء والبغض والاقتتال والثأر، إلى عواطف يصفها هكذا القديس بولس "ليكن فيكم من الأفكار والأخلاق، ما هو في المسيح يسوع... ثمر الروح هو المحبة واللطف والعفاف...". ومع بولس نقول لقراء رسالتنا الميلادية البولسية:"إنهض أيها النائم، فيضيء لك المسيح، انقضى الليل... وأقبل النهار... فلنطرح أعمال الظلمة، ولنلبس كمختاري الله أحشاء الرحمة..." ( رومانيون 13 : 11 - 14).

ما أجمل عالم بولس! يا ليت عالم رسائل بولس، يغزو عالمنا اليوم، هذا العالم المتألم، المظلم، الثائر، الحاقد، المنتقم، المحارب، المستأثر، المستغل، المادي، الجسدي، الجنسي، السطحي، الأناني، الاستغلالي، المتقلب المتأرجح، التائه، بلا مرشد، ولا مرجعية، ولا موجه ولا بوصلة، يهيم على وجهه، على غير وجه،...

هذا العالم يحتاج اليوم إلى بولس!!! ومن وراء بولس، ومن خلال بولس، يحتاج إلى المسيح! إلى الإنجيل، إلى بشارة صالحة. يحتاج إلى الله...إنه حقا في جوع وعطش إلى الله... ولكن المأساة أن العالم لا يشعر بهذا الجوع وبهذا العطش، لأن هموم هذا العالم، وشهواته، ومفاسده، وتفاهاته، وموضه، تخنق كلمة الله المزروعة في قلوب الناس، فلا تأتي كلمته تعالى بثمر... ولا يسمع صوت يسوع الحي القائم، المنتظر كل واحد "على طريق دمشقه، على الطريق المستقيم"، يناديه باسمه، شاول! يستحلفه! يستفزه، يؤنبه، ينبهه، ينهضه من سباته، من سكرته، من لا شعوره، وقساوة قلبه...ليقول له:أنت لي! إنني أحببتك! إنني أعرفك باسمك! أنت لي إناء مختار! لقد اصطفيتك واخترتك ودعوتك! لماذا تضطهدني؟ لماذا تبتعد عني؟ لماذا تتجاهلني في حياتك؟ لماذا تشطب اسمي من سجل عناوينك، وفي جوالك، ومن بين أصحابك وأترابك، ومعاشريك، ورفقة فرحك وسرورك وغبطتك، ومسرتك وسعادتك...ضعني على موبايلك! ضعني على لائحة رسائل حبك! وأحبابك. اجعلني كخاتم على قلبك! افتح لي باب قلبك! هاءنذا على الباب واقف وأقرع، والطوبى لمن يفتح لي، طوباك إذا فتحت لي...لأنني سآتي إليك وأقيم عندك، وأملأ قلبك ونفسك وضميرك، وكل حياتك فرحا وسعادة وأملا ورجاء وآفاقا واسعة، وحبا ورجاء وإيمانا!...

أيها الإخوة والأخوات، أتمنى أن يشترك كل المؤمنين المسيحيين المحتفلين بالأعياد الميلادية بنشوة الإيمان وفرح الإيمان وفرح اللقاء مع المسيح ومع الإيمان مثل بولس. هذه الأمنية هي لجميع مواطني لبنان وسوريا وبلادنا العربية، مسيحيين ومسلمين، لأننا كلنا بحاجة مثل بولس إلى الهداية والإيمان وإلى لقاء الله في حياتنا.

نتمنى لبلدنا الحبيب لبنان من حيث نشر هذه الرسالة، من خلال وسائل الإعلام المختلفة مشكورة وبخاصة من خلال نورسات وتييليلوميار وصوت المحبة. نتمنى لهذا البلد، الأمان والاستقرار وبخاصة المحبة التي وصفها بولس بأجمل الأوصاف، وهي أجمل ما يمكن أن يتواصل اللبنانيون بواسطته. وهذه كلمات بولس.

المحبة تتأنى وترفق.المحبة لا تحسد ولاتتباهى ولا تنتفخ.المحبة لا تأتي قباحة ولا تلتمس ما هو لها. المحبة لا تحتد ولا تظن السوء ولا تفرح بالظلم. بل تفرح بالحق وتحتمل كل شيء وترجو كل شيء وتصبر على كل شيء. المحبة لا تسقط أبدا. وكل شيء يزول وتبقى المحبة.

أظن أن شرعة المحبة هذه هي أهم من كل الشرائع والقرارات. لا بل لا بد وأن يأخذ اتفاق الطائف ومقررات الدوحة، التي يكثر الكلام والنقاش حولها اليوم، دفعا روحيا إيمانيا من خلال المحبة. ومن خلال المحبة تتحول القرارات والاتفاقيات والأحلاف من قوة خارجية إلى مناعة داخلية وإلى عمل لبناني داخلي، لبناء الدولة القوية الفعالة، التي تطمئن المواطنين على حياتهم وسبل عيشهم ورزقهم وعلى أولادهم وعلى مستقبلهم.

نتمنى لبلداننا العربية كلها أن يكون هذا العام الميلادي 2009 عام السلام! لأن السلام هو الخير الأكبر لشعوبنا كلها وبخاصة لأجيالنا الطالعة الشابة".

اسئلة

وسئل: من خلال رسالتك الميلادية هل هناك رسالة سياسية توجهها الى السياسيين في لبنان؟

أجاب:"كل رسالة هي رسالة سياسية وروحية ومن خلال التصريحات نشعر كأن لبنان أصبح رهينة لقرارات عالمية وما عدنا نفكر بتراثنا وبأصالتنا اللبنانية، فالقرارات الخارجية يجب ان تكون منطلقة من الداخل والا تصبح سبيل للتجاذبات، بدل من ان تكون سبيلا الى المحبة والى توحيد الصفوف من اجل خير لبنان".

سئل: هل تدعو الى المصالحة بين المسيحيين وكيف تقرأ زيارة العماد ميشال عون الى سوريا؟

أجاب: "ان المصالحة بين المسيحيين هي مصالحة سياسية، فالمسيحيون هم مواطنون لبنانيون والأحزاب اللبنانية هي أحزاب مسيحية - اسلامية وفيها من كل الشرائح اللبنانية، لذلك أنا أدعو الى مصالحة سياسية ومن خلالها تلعب الاحزاب السياسية ذات اللون المسيحي دورا توافقيا، وان يتم التلاقي بين المسؤولين عن هذه الأحزاب روحيا وإيمانيا والا فسنصل الى حائط مسدود".

وعن زيارة العماد عون الى سوريا قال:"العماد عون دعته سوريا الى زيارتها وقام بها وهو الذي وضع مع الدولة البرنامج الذي يناسبه. وقد وجهنا اليه نداء روحيا وتمنينا ان يسير غيره من السياسيين على طريق دمشق الذي حول الإنسان من عقلية الى عقلية اخرى فهذا هو المهم، فالأماكن الخارجية والأديار هي سبيل ليتغير الإنسان من الداخل. نحن استقبلنا العماد عون كما استقبلته كل الكنائس والجوامع بكل محبة وترحاب، الا ان الزيارة في الأساس هي زيارة سياسية، وأتمنى على كل سياسي يزور دمشق ان يزور الأماكن التي تكلمنا عن بولس الرسول وعن ظهور المسيح له".

سئل: هناك كلام حول إستكمال اتفاق الطائف عن طريق إنشاء مجلس الشيوخ وإنتخاب مجلس النواب بعيدا عن التوازن الطائفي فما هو رأيك؟

أجاب:"هذا طرح سياسي لا ادري إذا يمكنني الحديث فيه، إنما النظام الطائفي القائم لا بد منه لأننا سرنا عليه وتأسست الدولة اللبنانية على هذا الأساس، ولكن الخطر ان نقع في عقلية نقيضة تصبح الطائفة من خلالها وايماننا مطية لاجل مصالحنا الخاصة ومن أجل مآربنا. هكذا ننسى صورة الدين وصورة الطائفة والكنيسة، فإذا كان هناك أي نظام من شأنه ان يخفف من حدة الطائفية أظن انه سيكون نظاما جيدا من اجل وجه جديد للبنان ورجاء جديد للبنان كما قال البابا يوحنا بولس الثاني".

 

عون عرض االتطورات مـع رئيس حزب الكتائب الأسبق كرامي: الجو العدائي بين المسيحيين كحرب إلغاء سياسية

المركزية - التقى رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون ظهر اليوم في الرابية رئيس حزب الكتائب الأسبق إيلي كرامة الذي قال بعد اللقاء: لم ألتق العماد عون منذ فترة طويلة واللقاءات التي تتميز بالصرامة والصدق والجدية مفيدة جدا مع الجميع وبين جميع الأفرقاء خصوصا في هذا الجو العدائي الذي نراه بين الأفرقاء المسيحيين وكأنها حرب إلغاء أخرى سياسية هذه المرة وهذا يضر بالجميع. أضاف: ألاحظ أن الجو ترحرح بين جميع الأفرقاء ما عدا المسيحيين وهذا ما اعتبره مأساة ومصيبة خصوصا أن الوضع المعيشي والاقتصادي مترد وفقدان الأمل عند المسيحيين يدفع الشباب الى الهجرة. * هل بحثت في ترشيحك للانتخابات في الأشرفية مع العماد عون؟ - بحثنا في كل الأمور وأنا مرشح في الأشرفية. * هل تنوي الترشح على لائحة أو مستقل؟ - هناك وقت قبل موعد الانتخابات وهناك لقاءات أخرى مع غير العماد عون وأنا مع ترطيب الأجواء المسيحية ووحدة الصف المسيحي. * كيف تنظر الى زيارة العماد عون الى سوريا؟ - اللقاءات لا تضر بل تفيد. ما أتمناه أكثر هو نتائج هذه الزيارة والأيام المقبلة ستظهر ما إذا كان هناك فائدة للزيارة أو لا، على أن تكون بواسطة الدولة اللبنانية لأن العماد عون لا يجب أن يتخطى الدولة إنما نأمل أن تكون النتائج إيجابية.