المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 20 كانون الأول/2008

إنجيل القدّيس يوحنّا .44-37:7

وفي آخِرِ يَومٍ مِنَ العيد، وهُو أَعظَمُ أَيَّامِه، وقَفَ يسوع ورفَعَ صَوتَه قال: «إِن عَطِشَ أَحَدٌ فليُقبِلْ إِلَيَّ ومَن آمنَ بي فَلْيَشَربْ كما ورَدَ في الكِتاب: ستَجْري مِن جَوفِه أَنهارٌ مِنَ الماءِ الحَيّ». وأَرادَ بِقَولِه الرُّوحَ الَّذي سيَنالُه المؤمِنونَ بِه، فلَم يكُنْ هُناكَ بَعدُ مِن رُوح، لأَنَّ يسوعَ لم يَكُنْ قد مُجِّد. فقالَ أُناسٌ مِنَ الجَمعِ وقَد سَمِعوا ذلك الكَلام: «هذا هو النَّبِيُّ حَقًا!» وقالَ غيرُهُم: «هذا هو المَسيح!» ولكِنَّ آخرَينَ قالوا: «أَفتُرى مِنَ الجَليلِ يَأتي المَسيح؟ أَلَم يَقُلِ الكِتابُ إِنَّ المَسيحَ هُوَ مِن نَسلِ داود وإِنَّهُ يأتي مِن بَيتَ لَحْمَ، القَريةِ الَّتي مِنها خَرَجَ داود؟» فوقَعَ بَينَ الجمَعِ خِلافٌ في شأنِه. وأَرادَ بَعضُهم أَن يُمسِكوه، ولكِن لم يَبسُطْ إِلَيه أَحَدٌ يَدًا.

 

القدّيس أوغسطينُس (354-430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة

المقالة 32/مَن آمنَ بي فَلْيَشربْ كما ورَدَ في الكِتاب: ستَجْري مِن جَوفِه أنهارٌ مِنَ الماءِ الحَيّ" (يو7: 38)

إنّ جوف الإنسان الداخلي هو ضمير قلبه. حين يشربُ الضميرُ هذا السائل الإلهي، يُطهَّرُ ويأخذُ حياة جديدة، ومن خلال الغرف مجدّدًا من هذا الماء، يصبح بذاته مصدرًا للماء الحيّ. إذًا، ما هو هذا المصدر، أو ما هو هذا النهر الذي يجري من جوف الإنسان الداخلي؟ إنّها الطيبة التي تحملُه على تكريس حياته لخدمة القريب. مَن يشربُ من هذا الماء هو مَن يؤمنُ بيسوع المسيح؛ لكن إن كان يعتقدُ أنّ هذا الماء المُعطى له، هو له وحده، لن يجري الماء الحيّ من جوفه. لكن إن أغدقَ أعمال المحبّة على قريبه، لن يجفَّ هذا المصدر الداخلي، لأنّه سيفيضُ إلى الخارج.

 

ملفات موثقة بالوقائع والصور لجرائمه في حرب الإلغاء

اقتراح النواب اللبنانيين بفتح تحقيق برلماني حول ارتكابات عون قد يصبح شكوى نيابية أمام محكمة لاهاي بجرائم ضد الإنسانية

 لندن - كتب حميد غريافي:السياسة

كشفت اوساط رفيعة المستوى في قوى "14 آذار" النقاب امس في بيروت عن ان الاقتراح الذي تقدم به ستة نواب من هذه القوى الى رئيس المجلس النيابي نبيه بري ل¯ "تشكيل لجنة تحقيق برلمانية للتحقيق في كل الافعال الجرمية المنسوبة الى مسؤولين (في الحكومات اللبنانية المتعاقبة) خلال العقدين الماضيين", انما يهدف الى "إماطة اللثام عن ارتكابات العماد ميشال عون منذ توليه رئاسة الحكومة الانتقالية العسكرية من الرئيس الاسبق امين الجميل العام ,1988 وهي ارتكابات تتضمن الى جانب التصرف الفردي غير القانوني بأموال الدولة في غياب اي رقابة حكومية رسمية, جرائم ضد اللبنانيين خصوصا خلال اعلان حربه الالغائية لاوسع شريحة من المسيحيين والمسلمين (ضد القوات اللبنانية) يمكن ان تشكل في نظر القانون الدولي جرائم ضد الانسانية لا تقل وحشية عما ارتكبه الرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش ضد شعوب كوسوفو والبوسنة وكرواتيا والجبل الاسود ما ادى الى اعتقاله ونقله للمحاكمة امام المحكمة الخاصة الدولية في لاهاي (توفي في اثنائها) وعما ارتكبه الرئيس الروماني السابق نيكولاي تشاوتشسكو الذي حوكم وأعدم بتهم جرائم ضد الانسانية خلال تداعي الاتحاد السوفياتي في اوائل التسعينات وزعيم صرب البوسنة رادوفان كارادزيتش الذي اعتقل اخيرا ونقل للمحاكمة في لاهاي ورئيس ليبيريا السابق تشارلز تايلور وعدد من قادة الحرب الكونغوليين".

وقالت الاوساط ل¯ "السياسة" في اتصال بها من لندن ان اقتراح النواب الستة "بطرس حرب ومروان حمادة ونايلة معوض وعمار حوري وانطوان زهرا وهاغوب قصارجيان "الى رئاسة المجلس الذي ركز على ان "لبنان تعرض لاحداث وتطورات استثنائية طوال عقدين من الزمن اي منذ الفراغ الاول (1988) في سدة رئاسة الجمهورية ونشوء حكومتين (حكومة عون وحكومة سليم الحص) وغابت عن الحياة السياسية اي رقابة سياسية وقضائية على افعال (ارتكابات) من تولى السلطة التنفيذية في البلاد" (عون) يشمل ايضا (الاقتراح) اللواءين عصام ابو جمرا نائب رئيس الحكومة الحالية وادغار معلوف النائب في التيار العوني وعددا من القيادات العسكرية والامنية والاستخبارية والسياسية والقضائية التي شكلت بطانة رئيس الحكومة العسكرية الانتقالية يومذاك وشاركت في قراراته او ساهمت في تنفيذها ما ادى الى مقتل المئات من المواطنين الابرياء في مختلف مناطق لبنان المسيحية والاسلامية بالقصفين المدفعي والصاروخي اللذين اصدر عون أوامره الى الجيش باستخدامهما ضد احياء وشوارع العاصمة بيروت بجناحيها المسلم والمسيحي وضد قرى وبلدات استشهد فيها اطفال ونساء وشيوخ بفعل هذين القصفين العشوائيين تحت ستار الغاء القوات اللبنانية وحرب التحرير على سورية".

واكدت اوساط "14 اذار" ان لدى المراجع الامنية والقضائية والحزبية في لبنان "ملفات موثقة بالاحداث والوقائع والصور لما نجم عن قتل وخراب ودمار في صفوف المواطنين الآمنين ومنازلهم ومناطقهم بفعل العمليات الاجرامية التي قامت بها آلة ميشال عون العسكرية بأوامر منه, كما ان هناك مئات الاشخاص ممن قتل ابناؤهم او اقاربهم سواء من المواطنين ام من ضباط وأفراد الجيش العاديين قدموا الى تلك المراجع شهاداتهم ضد ارتكابات حكومة عون العسكرية عام 1988 التي من اهم واخطر ما قامت به تمردها على الدولة ومنعها انتخاب رئيس جديد للجمهورية ومطاردة نواب الامة بعد عودتهم من مؤتمر الطائف وتهديد زعماء الاحزاب والتيارات بالاعتقال او التصفية في احدى المراحل الاكثر ظلاما وقمعا في تاريخ لبنان".

وأماطت الاوساط اللثام عن انه في حال حاول رئيس مجلس النواب "حليف ميشال عون في خضوعه للنفوذين الايراني والسوري في لبنان لفلفة اقتراح النواب الستة او تمييعه او عدم الاخذ به فإن هذا الاقتراح سيتحول الى شكوى برلمانية رسمية ترفع الى محكمة العدل الدولية في هولندا ضد عون وجماعاته بتهم الابادة والجرائم ضد الانسانية ومشاركته بطرق غير مباشرة في القبور الجماعية التي عثر عليها في باحة وزارة الدفاع التي كان هو يشرف عليها وذلك بصمته المطبق عن وجود جثث جنوده فيها طوال نيف وعقدين من الزمن في الوقت الذي كان هو على علم بوجودها هنا طوال هذه السنين".

وستتضمن الشكوى - الاقتراح "دعاوى من ذوي ضحايا وشهداء الجيش اللبناني الذين تخلى عون عنهم في ذروة المعركة وفر الى السفارة الفرنسية بعد الاجتياح السوري للقصر الجمهوري حيث ارتكبت بحقهم مجازر على ايدي قوات الغزو وقتل منهم المئات اعداما في الساحات في مناطق مثل ضهر الوحش وغيرها".

وستنظر لجنة التحقيق البرلمانية اذا تشكلت فعلا رغما عن بري وحلفاء عون المسيطرين بالقوة على مقدرات مجلس النواب (اقفلوا ابوابه طوال اكثر من عام), "في مصير عشرات بل مئات ملايين الدولارات التي كانت جهات محلية وعربية ترسلها الى عون لدفع رواتب الجيش وتسيير شؤون المواطنين العاديين وهي كلها مبالغ موثقة لدى اجهزة امن الدولة وفي ملفات قيادة الجيش والاستخبارات والامن العام وقوى الامن الداخلية واجهزة قضائية اخرى".

 

 كشف أن خسائر لبنان فيها توازي مخصصات"باريس 3"

نائب بريطاني يدعو إيران لتسديد فاتورة الأضرار الناجمة عن حربها

لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

 دعا نائب من حزب العمال الحاكم في بريطانيا الحكومة الإيرانية الى "تسديد مبلغ 424 مليون دولار عن الدولة اللبنانية الهزيلة اقتصاديا ومالياً, لاستكمال تعويضات المتضررين وإزالة اثار الحرب الاسرائيلية الاخيرة العام 2006 التي كانت هي (الحكومة الإيرانية) وراء التسبب بها عندما لم تردع فصيلها المسلح في لبنان "حزب الله" عن القيام بمغامرة اختطاف الجنديين الاسرائيليين من داخل حدودهما, ما أدى إلى تدمير البنى التحتية اللبنانية وتكبيد الشعب اللبناني وحكومته ومؤسساته أكثر من خمسة بلايين دولار لاعادة الأمور الى شبه ما كانت عليه قبل تلك الحرب".

 وقال نائب مجلس العموم البريطاني أحد اعضاء لجنة العلاقات الخارجية فيه : "إننا تابعنا قبل أيام بذهول اعلان رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة في مجلس النواب أن بلده ...بعد اقرار دفع مبلغ 424 مليون دولار لاستكمال إزالة اثار تلك الحرب بات الآن على "شفير الهاوية الاقتصادية", بعدما كان تكبد مبلغ 217 مليونا دفعها لإعادة إعمار البنى التحتية من جسور وطرق ومنشآت ومصافي نفط ومصانع اضافة الى التعويضات لذوي القتلى والجرحى الذين بلغ عددهم أكثر من ستة آلاف , وكانت وراء التسبب بها قيادة "حزب الله" وحكومة طهران اللتان لم تحسبا حساب رد الفعل الاسرائيلي تحت مقولة " لو كنت أعلم" المأساوية التي حاول فيها حسن نصر الله تبرير مغامرته الفاشلة".

وحض النائب البريطاني الرئيس اللبناني ميشال سليمان الذي أكد بعد عودته من طهران الشهر الماضي استعداد حكومتها "دعم لبنان اقتصاديا وتسليحيا" على ان " يضع تلك الحكومة على محك الصدق, فيطالبها بتسديد المبلغ المطلوب(424 مليون دولار) لاقفال ملف التعويضات عن الخسائر واعمار البنى التحتية, وهو مبلغ لايوازي نصف ميزانية "حزب الله" العسكرية والاقتصادية والاجتماعية السنوية التي يتسلمها من إيران, اضافة الى ما يقال عن إعادة تسليحه ب¯ 40 ألف صاروخ لاتقل قيمتها عن بلايين عدة من الدولارات".

 وقال النائب ل¯"السياسة" في لندن: "اذا كانت الحكومة الإيرانية صادقة في وعودها للرئيس اللبناني وبعض القادة اللبنانيين الآخرين الذين زاروها تباعا, بتقديم كل ما يحتاجه لبنان من دعم لاستعادة عافيته, فان الوقت الآن مناسب لاثبات صدقية هذه الوعود, خصوصا وان الايرانيين يتصرفون في لبنان على أساس أنه خط دفاعهم أوهجومهم الاول على اسرائيل والولايات المتحدة والانظمة العربية السنية المعتدلة".

وكشف النائب البريطاني النقاب عن "ان خسائر لبنان من حرب يوليو 2006  توازي مخصصات مؤتمر "باريس 3" له من قروض وهبات بحيث رأت تقارير ديبلوماسيينا ان افتعال "حزب الله" تلك الحرب كان يهدف الى حمل حكومتهم على انفاق هذه المخصصات على أمور جانبية لمنعها من تقوية مؤسساتها وخصوصا الجيش والقوى الامنية الاخرى ولابقائها رهينة للمطالب الشعبية التي تتعاظم في وجهها يوماً بعد يوم ولافقار اللبنانيين لدفعهم الى الثورة ضد النظام الديمقراطي القائم في الوقت الذي لا يتأثر فيه الجناح الايراني ومعظم الطائفة الشيعية في لبنان اللذان تؤمن طهران لهما كل أسباب الحياة في دويلتهما المنتشرة على نحو ثلث الأراضي اللبنانية".

 

 لبنان يبلغ هيل رفضه التفاوض مع اسرائيل الا في اطار السلام الشامل 

يو بي آي 19/12/2008/ بيروت: أجرى رئيس الجمهورية ميشال سليمان اليوم الجمعة مباحثات مع نائب مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد هيل الذي يزور لبنان حاليا وابلغه ان التفاوض المباشر او غير المباشر مع اسرائيل لن يكون الا في اطار السلام الشامل والنهائي في المنطقة.

 وقال مصدر رسمي ان الرئيس سليمان التقلى اليوم هيل وتناول اللقاء العلاقات الثنائية بين البلدين "حيث اكد هيل استمرار الالتزام الاميركي بدعم لبنان، وان المرحلة الانتقالية لتسلم الادارة الاميركية الجديدة مهماتها لا تعني التخلي عن هذا الدعم". واشار المصدر الى ان اللقاء تناول ايضا البحث بموضوع "بلدة الغجر الذي بحث فيه هيل مع المسؤولين في وزارتي الخارجية والدفاع في اسرائيل،" مشيرا الى الاستعداد للانسحاب من هذه البلدة.  وقال إن الرئيس سليمان شدد "على ضرورة الانسحاب من الجزء اللبناني المحتل منها( الغجر )، وتاليا يجب ان يكون هذا الانسحاب غير مشروط تنفيذا لقرارات الامم المتحدة، وان اي تفاوض مباشر او غير مباشر لن يكون الا في اطار السلام الشامل والنهائي في المنطقة وفقا لقرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية". وكان المسؤول الامريكي التقى خلال اليومين الماضيين قيادات سياسية وروحية لبنانية ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة .

 

ميليشيا القومي السوري تعتدي على مسؤول قواتي في الكورة

 موقع القوات اللبنانية /قام 3 عناصر مسلحين من الحزب السوري القومي الاجتماعي بالاعتداء على مكتب "القوات اللبنانية" في بشمزين ـ الكورة حيث كان يتواجد القيادي في "القوات اللبنانية" الدكتور مازن مفرج. وفي التفاصيل أن 3 مسلحين سوريين قوميين من بلدة عفصديق ـ الكورة أقدموا على ممارسة الاستفزاز أمام مكتب "القوات اللبنانية" في بلدة بشمزين- الكورة قبل أن يخرجوا عصيهم ويعتدوا بالضرب المبرح على القواتي جوزف ملكي الذي يرافق أحد قياديي "القوات اللبنانية" الدكتور مازن مفرج. وما لبثوا أن دخلوا مكتب "القوات" مطلقين كل أنواع الشتائم بحق "القوات" وأقدموا على الاعتداء بالضرب أيضا على مفرج الذي كان موجودا داخل المكتب.

 

 كارلوس اده : قوى 8 آذار تعتمد سياسة الابتزاز لتحقيق أهدافها الخاصة و ليس مصلحة البلد

المؤسسة اللبنانية للارسال/أكد عميد حزب "الكتلة الوطنية" كارلوس اده أن "قوى 8 آذار تعتمد سياسة الإبتزاز الدائم لتحقيق أهدافها، وليس لتحقيق مصلحة البلد، وهذا ما حصل أخيرا في جلسة مجلس الوزراء، عندما هددوا بإستعمال الثلث المعطل، حتى أننا سمعناهم يهددون بالعودة الى السابع من أيار، خصوصاً أن السلاح لا يزال في أيديهم ويمكنهم إستعماله في أي وقت". وأوضح في حديث الى المؤسسة اللبنانية للارسال أن "إنتقاداته لحلفائه في "14 آذار" سببها التنازلات التي قدموها لقوى 8 آذار في الدوحة"، معتبراً أنه "لا بد من دفع ثمن هذه الأخطاء مقصودة كانت أم غير مقصودة"، مشددا على أنه "لا يفكر بتشكيل قوة ثالثة، فالقوة الوحيدة التي أمثلها هي الكتلة الوطنية، ولا تزال على الخط نفسه". وذكر برفضه "التحالف في إنتخابات 2005 مع لائحة النائب ميشال عون لأنها بنظري لائحة سورية، وفضلت أن أخسر وأدافع عن مواقفي السياسية على ان أربح في لائحة معاكسة لأفكاري السياسية". ولفت الى أن "المساعدات الإنتخابية بدأت مع "حزب الله" بعدما قدمت له إيران المدارس والسلاح والبنى التحتية، مما خلق سوء توازن في الحياة السياسية".

ورأى أن "جلسات الحوار لن تؤدي إلى نتيجة في موضوع السلاح طالما أن "حزب الله" وحلفاءه يرفضان حل الموضوع ويحاولان الدخول في مواضيع أخرى كإعادة النظر في إتفاق الطائف". وقال: "حاليا لا يمكننا الحديث عن تعديل الطائف طالما أن الوضع في البلد لا يزال منقسما، خصوصاً أننا خرجنا منذ أشهر قليلة من أحداث السابع من أيار، وطالما أن شريكنا في البلد لا يزال يملك السلاح ويهدد به". ووصف" مطالب عون بتعديل الطائف، بأنها ليست بهدف تعديل صلاحيات رئيس الجمهورية فحسب، بل لدعم الأشخاص الذين يساندونه سياسيا ولوجستيا أي "حزب الله" بهدف إعادة النظر في التوازن السياسي بين الطوائف وصولا الى المثالثة".

أضاف: "تاريخ عون هو تاريخ متناقض مع مصلحة المسيحيين، ويريد تحويل المسيحي اللبناني إلى أقلية في منطقة، عبر تحالفه مع أقليات أخرى لمواجهة الأكثرية السنية".

 

جلسة الحكومة في بعبدا غدا واتجاه لتعييـن اعضاء "الدستوري" ورئيسـي مجلسي القضاء والشورى بعد نجاح الاتصالات باشراف سليمان استراتيجية جعجع الحوارية تبرز تناقض مقترحات 8اذار مع الواقع اللبناني

المركزية-عشية الجولة الثالثة لمؤتمر الحوار الوطني وقبيل دخول البلاد عتبة العطلة الميلادية واجواء الاعياد التي تشهد عادة "استراحة المحارب" يبدو الترقب سيد المواقف لدى طرفي الغالبية والمعارضة، بعدما اقفل الاسبوع على حصيلة لا بأس بها من النتائج التي يمكن تصنيفها في خانة الجيدة وأخرها اختيار مجلس النواب الاعضاء الخمسة للمجلس الدستوري بعدما تجاوز قطوع جلسة مناقشة سياسة الحكومة بأقل قدر من الخسائر فبقيت المداخلات النيابية محكومة بسقف التفاهم ومضبوطة على ايقاع التوافق.فيما ينتظر ان يبت مجلس الوزراء الذي ينعقد غدا في قصر بعبدا في الاسماء الخمسة المتبقية لاكتمال عقد المجلس الدستوري على الرغم من ان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اشار اليوم الى انه ليس من الضرورة ان يبحث المجلس غدا في الموضوع. مجلس وزراء في بعبدا:

وفي هذ السياق، كشفت مصادر وزارية مطلعة لـ"المركزية" ان الاتصالات التي تكثفت في الساعات التي تلت جلسة مجلس النواب امس والتي اشرف عليها رئيس الجمهورية ادت الى نوع من التفاهم انعكس توافقا على استكمال تعيين النصف الثاني من اعضاء المجلس الدستوري، حصة الحكومة فيه، في جلسة الغد. وقالت المصادر ان الرئيس سليمان وفور توصله الى الاتفاق بادر الى دعوة المجلس الى الانعقاد في قصر بعبدا، بعدما كان مقررا في السراي، لترجمة ما تم التفاهم عليه والبحث في البنود الاخرى. واشارت الى اتجاه لتعيين رئيسي مجلس القضاء الاعلى وشورى الدولة في جلسة الغد ايضا. في مجال اخر، علم ان بند اعادة النظر بتركيبة ومهام مجلس ادارة تلفزيون لبنان سيستحوذ على حيز واسع من المناقشات في ضوء الخلاف الناشب من اليوم على المرحلة التي تلي اقرار الصيغة الجديدة لمهام مجلس الادارة وحجم صلاحياته والتي تتعلق بالاسماء المرشحة لرئاسة مجلس الادارة الموكلة عرفا الى ماروني وبعض اعضاء المجلس. ولم تؤد الاتصالات التي اجريت حتى الساعة الى نتيجة، علما ان ثمة اتجاها لزيادة اعضاء المجلس. الى ذلك، ترددت معلومات عن ان وزراء المعارضة سيعقدون اجتماعا مساء لاتخاذ موقف موحد. اخلال بالتعهد:

وفي جانب متصل، أوضحت أوساط نيابية في الغالبية لـ"المركزية" ان ما اشيع عن خروج نواب الغالبية عن الاتفاق الذي ابرم مع المعارضة بشأن انتخاب اعضاء المجلس الدستوري مغاير للحقيقة لان ما حصل هو العكس تماما، اذ ان المعارضة هي التي خرجت عما اتفق عليه بعدما عجزت عن رفض المرشحين المسيحيين الذين فرضهم رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، فأخلت بما تعهدت به سابقا. واشار الى ان الاتفاق كان يقضي بترك حرية اختيار المرشح الشيعي للمعارضة والتوافق على الاعضاء المسيحيين، الا ان المعارضة وكما تبين لم تتمكن من رفض مرشحي عون بعدما عرضت الغالبية مرشحيها فكان ما كان.

الحوار: اما في الشق المتعلق بجلسة الحوار الثالثة في قصر بعبدا الاثنين المقبل فيبدو الابرز فيها تقديم رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع مشروعه للاستراتيجية الدفاعية الى جانب قيادات أخرى مشاركة بعدما كان عون والرئيس أمين الجميل قدما مشروعيهما في اوقات سابقة.واشار مصدر مسؤول في القوات اللبنانية الى ان مشروع جعجع مثابة مقاربة موضوعية انطلاقا من المسلمات المتفق عليها وطنيا بين كافة القوى السياسية .وستتضمن عرضا مفصلا يثبت ان المقترحات المقدمة من قبل 8 اذار لا تتلاءم بتاتا مع الواقع اللبناني والقانون الدولي وسيادة الدولة اللبنانية وحصرية السلاح بيد الجيش اللبناني. وستنطلق الاستراتيجية من الالتزام بقرارات الشرعية الدولية والاستراتيجية ستكون عملية بشكل يتلاءم مع قدرة لبنان الاقتصادية وستركز بشكل اساسي على تفعيل دور الجيش وتحديدا الوحدات الخاصة فيه وتعزيزه عديدا وعتادا.

الا ان الهبة الروسية المستجدة ستشكل حتما مادة دسمة على مأدبة طاولة بعبدا الاثنين. وفي هذا الاطار، اعتبرت اوساط الغالبية ان الحجة التي تتلطى وراءها المعارضة دعما لحزب الله ومواقفه وتحديدا لجهة ان الجيش عاجز عن مواجهة التهديدات ويتوجب تاليا دعم المقاومة وعدم المس بسلاحها تحت اي ذريعة، بدأت تتلاشى في ضوء القرار الروسي تقديم المساعدات العسكرية الحديثة الطراز للجيش والاستعداد لتدريبه، واشارت الى ان رهان المعارضة على الدولة الضعيفة للابقاء على مصدر قوتها الاساسي سيسقط تدريجا، في ظل المعطيات الجديدة التي اخذت طريقها نحو التنفيذ والهادفة الى تسليح الجيش ليتمكن من الامساك بزمام الامور من مختلف الجوانب الامنية وفرض سيطرته على كامل الاراضي اللبنانية،من هنا هذه الهجمة المبطنة على الهبة الروسية وطرح التساؤلات التي وضع حدا لها أمس وزير الدفاع الياس المر.وأملت في ان يصبح سقف التعاطي مع الجيش اللبناني على هذا المستوى. وختمت: تبين ان فريق 8 اذار، ورغم تطمينات الرئيس نبيه بري، متحمس للتعطيل وهو لا يشارك في الحكومة لتحمل المسؤوليات الوطنية وانما لتحقيق مكاسب سياسية خاصة . المعارضة: اما وجهة نظر المعارضة فعكسها مصدر نيابي فيها اعتبر ان قادة هذا الفريق ينتظرون جلسة الاثنين للاطلاع على مضمون مشروع جعجع للاستراتيجية الدفاعية والذي يتوقع ان يعيد الامور الى الوراء بفعل الردود المتوقعة عليه والسجالات التي ستمتد على مدى الاسبوع المقبل. ولفت الى ان الاستراتيجية الموضوعية هي التي اعدها رئيس المجلس النيابي نبيه بري اذ تشكل خلاصة مقترحات وافكار أفرقاء الحوار بعدما جمعها من مداولات جلسات الحوار السابقة، لكن بري قرر عدم طرحها على طاولة الحوار الا اذا وجد جدية من قبل المتحاورين للوصول الى حل فعلي لموضوع الاستراتيجية وغيرها من المشكلات الوطنية والسياسية العالقة. وتساءل :كيف يمكن ان يكثف رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان جلسات الحوار والقيادات تقضي معظم اوقاتها خارج لبنان؟

 

استرالي من اصل مصري يتولى التحقيق في جريمة اغتيال الحريري وعاشوري تؤكد عدم ارسال اي موقوف الا بطلب من المحكمة خلال شهرين من انطلاقها

المركزية - بعدما حدد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاول من آذار موعداّ لبدء اعمال المحكمة الخاصة بلبنان لمحاكمة المتهمين في جريمة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في لاهاي، وبعدما شارفت مهمة اللجنة الدولية الموكلةُ بالتحقيق في هذه القضية على الانتهاء، على الرغم من ان رئيسها القاضي دانيال بلمار وضع في تقريره الجديد عملية التحقيق في خانة "العملية التحقيقية الاصعب في العالم، تاركا باب التفاؤل مفتوحا امام امكان التوصل الى معرفة الفاعلين في وقت ليس ببعيد، وقد مدد له مجلس الأمن الدولي شهرين إضافيين لذلك، بدأت ملامح إدارة المحكمة في لاهاي تظهر الى العلن، حيث عيّنت الامم المتحدة رئيس التحقيقات في شرطة "نيو وايلز الجنوبية" الاسترالية نيك كالداس، ليتولى التحقيق في جريمة اغتيال الحريري بعد بدء المحكمة اعمالها. وكشفت صحيفة "دايلي تلغراف" البريطانية ان كالداس اخذ اجازة غير مدفوعة ومدتها 12 شهرا من مركزه، ليتولى رئاسة التحقيقات لدى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان اعتبارا من 1 اذار المقبل. وتولى نيك كالداس مهامه كمساعد مفوض للشرطة هذا العام وأعلن انه سيعود الى العمل بمنصبه عند انتهاء مهامه مع الامم المتحدة. يشار الى ان كالداس هو من اصل مصري يتقن اللغة العربية تولى التحقيق مع العصابات والمجرمين ويتولى حاليا قيادة شعبة مكافحة الارهاب. في هذا الاطار، أكّدت الناطقة الرسمية باسم لجنة التحقيق الدولية المستقلة راضية عاشوري أنّه لن يتمّ إرسال الموقوفين في جريمة اغتيال الحريري إلى مقرّ المحكمة الدولية الخاصة للبنان في لاهاي، إلاّ بطلب من المحكمة خلال شهرين من انطلاق عملها. وتجدر الإشارة الى ان رئيس لجنة التحقيق الدولية اكد ان المحكمة ستقدم طلبا الى لبنان لنقل الموقوفين لديها في هذه القضية وملفهم الى لاهاي، في غضون شهرين من بدء اعمال المحكمة.

من جهة ثانية، أشارت مصادر دبلوماسية وثيقة الإطلاع الى ان المحكمة الدولية، هي "الهاجس الاكبر للنظام السوري ومصدر القلق الرئيسي له، كما أنها بمثابة قنبلة موقوتة يمكن ان تفجر أزمات حقيقية في العلاقات بين سوريا ودول عدة خلال سنة 2009 حين يصدر المدعي العام قراره الاتهامي وتتم ادانة مسؤولين لبنانيين وسوريين بتهمة التورط في جريمة اغتيال الحريري وفي جرائم أخرى". الى ذلك أعربت الخارجية الفرنسية عن "ارتياحها" لقرار التمديد للجنة التحقيق، وإعتبرت الناطقة باسمها ان القرار الرقم 1852 القاضي بالتمديد للجنة التحقيق الدولية يوفر شروط الانتقال بشكل فاعل إلى المحكمة الخاصة المقرر إقامتها في لاهاي أول آذار المقبل"، وشددت على أن "جريمة إغتيال الحريري لن تبقى من دون عقاب"، مؤكدة "دعم التحقيق الذي يقوده المحقق بيلمار ومساندة عملية إقامة المحكمة التي لا رجوع عنها"، داعية "كل الدول إلى مواصلة التعاون مع لجنة التحقيق ومع المحكمة الخاصة بمجرد إقامتها".

 

مجلس ثورة الارز: لتأجيل الانتخابات حتى تسليم السلاح

المركزية – دعا المجلس العالمي لثورة الارز رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والاكثرية النيابية الى تأجيل الانتخابات حتى يسلم "حزب الله" والميليشيات المسلحة اسلحتهم. اصدر المجلس البيان الآتي: إن جلسات الحوار التي دعا إليها الرئيس سليمان كنتيجة لاتفاق الدوحة صممت خصيصا للسماح لكل جهة سياسية أن تعبر من دون تحفظ عما يقلقها بأي شأن قد يسهم أو يشكل بحد ذاته، عقبة أمام التأكيد على السلطة الشاملة لحكم الأمة ولكننا وخلال جلستي الحوار الأوليتين لم نلحظ ما يشير إلى تعاون أو تنازل من قبل حزب الله (المصنف كمنظمة إرهابية) في أي موضوع سيما وأنه تمكن من تجنب مناقشة تسليم سلاحه للجيش اللبناني. كما رفض السماح لأية محاولة لطرح هذا الموضوع الحساس.

ثم أوضح صراحة عن نيته عدم مناقشة هذا الموضوع في محاولة لتأجيل طرح حصر السيطرة العسكرية بالجيش اللبناني. لذا فمن الواضح بأنه وضع نفسه في منزلة السلطة العليا في أي مسار عملي في لبنان. ما لم يحققه بالوسائل الديمقراطية بالطبع ولكن باستعمال القوة ضد الشعب اللبناني. يجب أن يكون واضحا بأن حزب الله ليس الطرف المسلح الوحيد. فهناك بالطبع شركاءه مثل حركة أمل من ثم المخيمات الفلسطينية وغيرها من المنظمات الإرهابية التابعة لسوريا وإيران. وهنا تقع المعضلة الحقيقية للشعب اللبناني وثورة الأرز.

لأن كل الترسانة العسكرية في لبنان بأيدي المنظمات المصنفة من قبل العالم الحر بالإرهابية. ولم يعد أحد ينخدع بالأكاذيب التي تقول بأن هؤلاء الإرهابيين يشكلون عنصر حماية للشعب الذي هاجموه واغتصبوه وقتلوه وخربوا ممتلكاته (ما حصل في 7 أيار من هذا العام). هذه الأعمال الوحشية خططت ونفذت لقهر الشعب اللبناني الشريف والنبيل. لا شك بأن المليشيات الإرهابية المسلحة في لبنان تنوي إطلاق العنان لأسلحتها ضد الناخب اللبناني في الانتخابات المقبلة وذلك من أجل فوز تحالف 8 آذار. وسوف يكون من الخطأ ترك بقية الأمة بدون سلاح في مواجهة هكذا مجموعة. إن المجلس العالمي لثورة الأرز واللبنانيون في الانتشار يدعمون السلام والاحترام التام للقوانين.

واجب أن نرى لبنان الأمة التي يحميها الجيش اللبناني ويحافظ وحده على وحدة أراضيها ولكي يتم ذلك يجب تسليم سلاح كافة المنظمات المسلحة. وإلا فإننا نطالب الرئيس والأكثرية النيابية تأجيل الانتخابات حتى تتحرر الأمة من المليشيات المسلحة والمنظمات الإرهابية.

رحب بكل ما من شأنه تعزيز قدرات الدولة الاحرار رفض الدعوات المشبوهة وأصر على الغاء المجلس الاعلى

المركزية – حذّر حزب الوطنيين الاحرار "من الممارسات الاستفزازية ورفض الدعوات المشبوهة حتى لو تعمّد أصحابها تغطيتها بمطالب محقة يحتاج تنفيذها الى اجماع اللبنانيين وتضامنهم". وأصرّ على الغاء المجلس الاعلى اللبناني السوري ودعا الى ملء كل الشواغر في وظائف الدولة، ورحب بكل ما من شأنه تعزيز قدرات الدولة العسكرية والامنية مشددا على ضرورة الا يكون التعاون مصحوبا بأي شروط او خاضعا لاعتبارات تمليها مصالح الدول وحساباتها. عقد المجلس الأعلى للحزب اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه دوري شمعون وحضور الأعضاء. بعد الاجتماع صدر البيان الآتي:

1 – نرى ان أخطر ما حصل في جلسة مجلس الوزراء السبت الماضي ليس فرض إسم من خارج لائحة الهيئة المستقلة لمراقبة الانتخابات التي وضعها وفق الأصول وزير الداخلية والبلديات، وليس التهديد باللجوء إلى الثلث المعطل خلافاً للإلتزامات التي قطعت في الدوحة، إنما محاولة فرض التصويت بأكثرية الثلثين في موضوع يحتاج إقراره إلى النصف زائدا واحدا فقط، مما يعد خرقاً فاضحاً للدستور الذي حدّد قواعد التصويت في حال تعذر التوافق والموضوعات والأكثريات. وما يضاعف خطورته تزامنه مع الطرح المستجد بالنسبة إلى تعديل الطائف وفي ظل ظروف أقل ما يقال فيها انها تمتاز بفقدان التفاهم بين اللبنانيين، ناهيك عن استعمال السلاح، الذي يستمر تدفقه، في الداخل ولأسباب محض سياسية. لذا نحذر من هذه الممارسات الاستفزازية ونرفض الدعوات المشبوهة حتى ولو تعمّد أصحابها تغطيتها بمطالب محقة يحتاج تنفيذها إلى إجماع اللبنانيين وتضامنهم.

2 – نلاحظ، مع قرب انتهاء الفترة التي حددت لإقامة العلاقات الدبلوماسية، بين لبنان وسوريا، انه لم يتحقق الشيء الكثير على صعيد المطالب اللبنانية المحقة باستثناء التصريحات الرنانة والتطمينات التي يتولاها حلفاء سوريا وأتباعها. ونخص بالذكر المفقودين والمعتقلين في السجون السورية، ووقف التدخل في الشؤون الداخلية، وترسيم الحدود ووقف تدفق السلاح والمسلحين واتخاذ خطوات عملية في موضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات والذي هو بحوزة المنظمات الحليفة لدمشق وفي معسكراتها المنتشرة من تخوم العاصمة حتى الحدود اللبنانية ـ السورية. وفي المناسبة نجدد المطالبة وبإلحاح بإلغاء المجلس الأعلى اللبناني ـ السوري للأسباب التي سبق لنا وعددناها ولأنه يشكل رمزاً لفترة الهيمنة والتبعية اللتين ولتا إلى غير رجعة على أمل استبدالهما بعلاقات طبيعية تراعي مستلزمات حسن الجوار والمصالح المتبادلة لما فيه خير الدولتين والشعبين.

3 – نعتبر التسوية التي تمت بالنسبة إلى إقرار زيادة الرواتب مقبولة في الظرف الراهن رغم أننا كنا نفضّل أن تعتمد زيادة الـ5% على الراتب وليس على الدرجة، نظراً إلى أحوال الموظفين الإجتماعية. وندعو في المناسبة إلى ملء كل الشواغر في وظائف الدولة على تنوعها تأميناً لحسن سير الأعمال وخدمة المواطنين. وتأتي في المقدمة التعيينات في المواقع القضائية على اساس الكفاية والعلم والأخلاق والتفاني بعيداً من أي اعتبارات أخرى تنعكس سلباً على كل الوطن وإضعاف صدقيته، ومن دون أن ننسى المحافظين وغيرهم.

4 – نرحب بكل ما من شأنه تعزيز قدرات الدولة العسكرية والأمنية خصوصاً إذا كان ما تمنحه الدول الصديقة يلبي حاجات الجيش وقوى الأمن الداخلي ويتناسب مع مقتضيات الدفاع كما يحددها المعنيون. ومن المهم أيضاً ألا يكون التعاون في هذا المجال مصحوباً بأي شروط أو خاضعاً للإعتبارات التي تمليها مصالح الدول وحساباتها، والأهم أن يسهم في تسهيل التوصل إلى تحييد لبنان للنأي به عن الصراعات والتجاذبات، لئلا يبقى ساحة لأصحاب المصالح والعقائد والمشاريع التي تتم على حسابه وحساب أبنائه. ونهيب بالأشقاء والاصدقاء المبادرة إلى تقديم المساعدة على غرار روسيا لتتمكن القوى العسكرية الشرعية القيام بواجباتها. أخيراً، وفي مناسبة حلول عيدي الميلاد المجيد ورأس السنة المباركة، نتقدم من اللبنانيين عموماً ومن المسيحيين خصوصاً بأحر التهاني وأصدق التمنيات، آملين في أن يتمكن الوطن من النهوض والوصول إلى بر الأمان حراً سيداً مستقلاً تعددياً ديمقراطياً صاحب خصوصية ورسالة في المنطقة وفي العالم.

 

جعجع التقى هيل: موقف الويالات المتحدة الاميركية الدقيق والمتعلق بالمنحة الروسية هو التزامها بدعم و تقوية الجيش وتحسين قدراته

وكالات/مساءً التقى رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سميرجعجع نائب مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الأوسط ديفيد هيل والسفيرة الاميركية في لبنان ميشال سيسون بحضورمستشارالعلاقات الخارجية ايلي خوري في الحزب على ومسؤول العلاقات الخارجية جوزف نعمه على مدار ساعة ونصف الساعة خرج بعدها هيل وقال "لقائي مع الدكتور جعجع كان مهماً بالنسبة لي فلقد إطلعت منه عن تصوره للتطورات في المنطقة، وقد تبادلنا أيضاً الافكار حول كيفية استمراردعم الولايات المتحدة الاميركية لاستقلال وحرية وسيادة لبنان، وكيفية العمل لتطبيق قرارات مجلس الامن المتعلقة بلبنان.

وتابع هيل " سأستغنم هذه الفرصة لأؤكد أن موقف الويالات المتحدة الاميركية الدقيق والمتعلق بالمنحة الروسية للجيش اللبناني ، هوالتزامها بدعم و تقوية الجيش وتحسين قدراته "، لافتاً الى أن " هذه الهبة هي تأكيد على دعم المجتمع الدولي للدولة اللبنانية "

وشدد هيل على " استمرارالولايات المتحدة الاميركية في تأمين الامن للشعب اللبناني من خلال توفيرأجهزة متطورة للقوات المسلحة في الأشهرالقادمة

 

ابو فاعور: جنبلاط ليس انقلابيا على الاطلاق

المركزية - أكد وزير الدولة وائل ابو فاعور ان النائب وليد جنبلاط" ليس انقلابياً على الاطلاق". وقال:" ان موضوع التوافق على الاسماء الخمسة للمجلس الدستوري لم يكن موجوداً قبل الدخول الى جلسة مجلس النواب كي ينقلب جنبلاط عليه وهذا افتراض خاطئ بالكامل. أضاف:" حصل انقسام في خلال جلسة الامس في ما يتعلق بانتخابات المجلس، وهذا الامر ديموقراطي". ونفى ان يكون الرئيس ميشال سليمان اعترض على احد الاسماء. وعن امكان انتخاب اعضاء المجلس الدستوري الباقين في جلسة مجلس الوزراء غداً، اعلن" ان هذا الامر ليس على جدول الاعمال". ولفت الى" ان قوى 8 اذار تشترط الحصول على اربعة اسماء من اصل الخمسة"، معتبرا ان" هذا التصرف غير ديموقراطي". وعن لقاء النائب وليد جنبلاط والوزيرطلال ارسلان، قال أبو فاعور"ان العشاء الذي حصل كان لاعادة تثبيت ما كان قائماً في السابق وتكريس الاتفاق الذي قام بعد 7 ايار، واعادة اطلاق هذه العلاقة". وأكد ان" الامور مفتوحة امام لقاءات اخرى وفقا للتقدير السياسي ولمصلحة لبنان ".

 

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 19 كانون الاول 2008

النهار

يواجه تشكيل اللوائح الانتخابية في قوى 8 آذار مشكلة تدخّل سوريا لفرض مرشحين على هذه اللوائح، ولا سيما في الدوائر التي يشتد فيها التنافس مع مرشحي قوى 14 آذار.

لوحظ تعتيم إعلامي حول مصير امير "فتح الاسلام" عبد الرحمن عوض الذي قيل إنه لا يزال في مخيم عين الحلوة، وقد يصبح مصيره كمصير أبو محجن.

انتهت جلسات المناقشة بإثارة عدد من النواب موضوع الفساد بالكلام فقط، ومن دون تقديم مستمسكات على وجود هذا الفساد كما كان يفعل نواب في الماضي.

السفير

تم توزيع دفعة جديدة من السيارات المصفحة وصل عددها إلى السبعين على "نخبة" من السياسيين وأركان بعض التنظيمات. بعض المحظوظين نال أكثر من سيارة واحدة... لاقتناع من يوزع بخطورته.

تزامنت زيارة وزير الدفاع الى موسكو مع وجود وفد عسكري مهم في واشنطن، في زيارة وصفت بأنها للتعارف.

تنشر بعض المرجعيات الرسمية الاميركية، بحكم القانون، ما تلقاه عدد من رجال الكونغرس من "هدايا" من بعض التيارات السياسية في لبنان. في القائمة رئيس وفد الكونغرس الذي كان في بيروت مؤخراً.

المستقبل

لفتت مصادر ديبلوماسية غربية الى ان عدم وجود اعتراض على عروض روسيا لتسليح الجيش اللبناني، يعني ان ثمة تفاهماً دولياً على دعم قيام الدولة وسيادتها الكاملة.

اعتبرت اوساط نيابية ان سماح مرجع نيابي بفتح المناقشة بعد رد مرجع حكومي انما جاء لإتاحة المجال امام حملة استهدفت المرجع الحكومي.

عُلم ان مرجعاً روحياً بارزاً سيضمن رسالته في مناسبة دينية قريبة مواقف حاسمة يعتبرها "ثوابت" بالنسبة الى طائفته.

الشرق

نائب من قوى 8 آذار اكد وجود تفاهم سياسي على اعلى المستويات للإبقاء على المجلس الأعلى اللبناني-السوري الى حين اجراء الانتخابات النيابية؟

مرجع روحي نفى ما تردد عن اطلاق يد شخصية دينية في حال ارادت الترشح للإنتخابات ووصف الوضع القائم بأنه حال تجييش بلا طائل!

احزاب عقائدية تنشط في اكثر من اتجاه لتفعيل نشاط قواعدها كي لا تظهر وكأنها متروكة في الانتخابات ؟!

 

البطريرك صفير استمع من المحاكم الروحية المارونية الى أعمالها ومشاكلها: العائلة مستقبل الكنيسة والوطن والمحاكم الكنسية لها دور في المحافظة عليها

نأسف لرؤيتنا الكثير من الكاثوليك ينتقلون الى مذهب آخر للتخلص من شريكهم

وطنية - بكركي - 19/12/2008 (سياسة) التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في الصرح البطريركي في بكركي أعضاء المحاكم الروحية المارونية، في حضور المشرف على المحاكم المطران منصور حبيقة والمطرانين رولان ابو جودة وشكرالله حرب، لتهنئته بالاعياد المجيدة ولمناسبة افتتاح السنة القضائية.

وألقى القاضي مارون نصر كلمة عرض فيها لسير عمل المحاكم الروحية المارونية والقضايا التي تعترض عملها، مشيرا الى "هاجس الارقام والاحصاء التي ترخي بظلها على محاكمنا خصوصا عند العابثين بسر الزواج والساعين الى التخلص من قيوده". ولفت الى "ان عدد الدعاوى المقدمة امام المحاكم المارونية بلغت 340 دعوى منها 245 بطلان زواج و47 هجر، والبقية توزعت بين اثبات نسب وحصر إرث وتبني ومساكنة ونفقة والدية ووصاية وإنشاء وقف".

أضاف: "اما الدعاوي المقدمة امام المحاكم المدنية او امام مذاهب أخرى نسبة لإحصاء وزارة الداخلية للعام 2007 فكانت على الشكل الآتي:

1- زواج ثان لمسيحي مرتبط بزواج لا يزال قائما، معقود لدى طائفته: 300 حالة سنويا.

2- زواج لمسيحي لدى مراجع اسلامية في الخارج 100 حالة سنويا.

3- تبديل دين لزوجين من مسيحي الى مسلم: عدد حالات الطلاق 200 حالة سنويا.

4- تبديل الزوجين مذهبهما الى سريان ارثوذكس او الى أشوري : 200 حالة سنويا.

5- تبديل احد الزوجين المسيحيين دينه منفردا الى مسلم (انه النوع الاخطر): عدد مثل هذا الطلاق بلغ 20 حالة".

وأوضح ان "لا خوف على القانون وحسن تطبيقه في محاكمنا".

البطريرك صفير

ورد البطريرك صفير قائلا: "اني أهنئكم بعيد ميلاد السيد المسيح بالسنة الجديدة سائلا الله بشفاعة العذراء مريم ان تكون السنة الجديدة خيرا من سابقاتها، وأشكر لكم جميعا خصوصا لأصحاب السيادة المطارنة رولان ابو جودة وبشارة الراعي ومنصور حبيقة لتخصيص جانب من وقتهم للسهر على هذه المحاكم، وللمساعدة في تسيير أمورها. وأشكر لجميع العاملين في هذه المحاكم قضاة ومحامين عن العدل والوثاق ومحامين وكتابا ومساعدين وكل الحاضرين معنا في هذه القاعة. ونخص بالشكر حضرة الاب مارون نصر القاضي في المحكمة الاستئنافية لما وجهه الينا من عبارات تقدير واحترام ولما خص به المحكمة من شؤون وشجون ولما أعطاه من احصاءات كان لا بد منها لإعطاء فكرة واضحة عن الوضع الزواجي في مجتمعنا الماروني في لبنان.

ولا حاجة بنا الى ان نقول لكم ان المحاكم الكنسية لها دور كبير في المحافظة على العائلة وسلامتها. وهذا ما تعرفونه وتعملون بوحيه. والعائلة هي مستقبل الكنيسة والوطن فإذا سلمت سلم كلاهما. وانا نأسف شديد الاسف لما أصبحنا نلمسه من تراخ في ما خص التقيد بالموجبات الضميرية بين الزوجين المسيحيين، ربما لتأثرهما بما يريانه من تهاون لدى بعضهم من المسيحيين وغير المسيحيين في المحافظة على سلامة الوثاق الزواجي.

وقد ذكرتم في كلمتكم ، حضرة الاب مارون الجليل، باسم اعضاء المحكمة وجميع العاملين فيها، بعض اعداد عن احصاءات الدعوى التي طلب من المحاكم الكنسية عندنا ان تفصل بها. ونحمد الله على ان عددها لا يتنامى، لا بل على العكس من ذلك فإنه يتناقص. وقد بلغ عدد الدعاوى الزواجية في السنة الفائتة 340 دعوى منها 245 دعاوى بطلان و47 دعوى هجر. وقد نقص العدد قليلا هذه السنة، فأصبح 293 دعوى، اي نقص العدد الى حوالى الخمسين دعوى. وهناك من يجرؤون على عقد زواج ثان بعد تغيير مذهبهم الماروني، وقد بلغ عدد مثل هذه الزواجات الجديدة نحو الثلاثمائة، في السنة الواحدة. ومن بين هؤلاء من استبدل دينه بسواه، او لجأ الى الطلاق المدني خارج لبنان. وهذه كلها انحرافات يتوسلها احد الزوجين للتخلص من شريك حياته، وتناسوا ما قاله السيد المسيح "ما أزوجه الله لا يفرقه انسان"، على ما جاء في انجيل القديس مرقس".

أضاف: "هذه النزعة لدى الزوجين الى تخلي أحدهما من الآخر، ليس بدليل ايمان عميق بالله وبسمو العقيدة الكاثوليكية الخاصة بالزواج، وكل يدرك ما يكون مصير الاولاد في هذه الحالة، وغالبا ما يتركون وشأنهم دونما تربية او تعليم، فيعيشون ناقمين على والديهم وعلى الحياة. وقد أشار قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر، لدى استقباله السنة الفائتة اعضاء محكمة الروتا، الى الازمة السائدة عن معنى الزواج المسيحي، ومما قاله في هذا الصدد: "ان الرباط الذي يمثل مطلب عدالة ومحبة لا يمكن الزوجين ان يتملصا منه، وذلك لخيرهما وخير الجميع، دون ان ينقضا ما أتمه الله فيهما". وأسف قداسته لانتشار عقيدة غريبة عن الدين المسيحي، وهي تقول بإصلاح وضع بعض الازواج القانوني ولو كانوا في حالة زواجية شاذة وذلك بقطع النظر عن صحة زواجهم او بطلانه اي بقطع النظر عن الحقيقة نظرا الى وضعهم الشخصي. (راجع مجلة التوثيق الكاثوليكي ص. 208 سنة 2007).

ولا يمكننا الا ان نأسف لرؤيتنا الكثيرين من الكاثوليك يتركون المذهب الكاثوليكي للانتقال الى مذهب آخر بغية التخلص من شريك حياتهم وهذه آفة كبيرة تهدد العائلة وسلامتها. وانا نكتفي بهذا القدر ونكرر شكرنا لكم جميعا، ونسأل الله ان يكافئكم خيرا على مجهودكم الخير ونشكر لكم، الكتابين اللذين أصدرتهم محكمتكم عن الندوات التي عقدتها خلال السنوات الماضية. هذا ونسأل الله ان يكافئكم خيرا ويحفظكم طويلا على خير وعافية".

الحاج

من ناحية أخرى، صدر عن الدكتور وديع الحاج بيان أعلن فيه انه زار "الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في الصرح البطريركي في بكركي، واضعا اياه في أجواء معاناة أهالي المتن الشمالي في ظل الاوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة"، آملا ان "تأتي السنة المقبلة بمناخ سياسي هادىء يضفي جوا من الطمأنينة ليشكل أرضا خصبة لانتخابات نيابية ديموقراطية يختار فيها الشعب من هو أقرب الى تمثيله".

وعبر الدكتور الحاج عن "سروره بالانجاز الذي حققه وزير الدفاع الياس المر في روسيا"، معتبرا ان "حصول لبنان على طائرات من هذا النوع يدفع لبنان اكثر في اتجاه تثبيت السيادة الوطنية".

استقبالات

بعدها، استقبل البطريرك صفير الدكتور وديع الحاج الذي وضع غبطته في اجواء معاناة اهالي المتن الشمالي في ظل الاوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة، املا "ان تأتي السنة المقبلة بمناخ سياسي هادىء يضفي جوا من الطمأنينة ليشكل ارضا خصبة لانتخابات نيابية ديموقراطية يختار فيها الشعب من هو اقرب الى تمثيله.

والتقى غبطته بعد ذلك نائب رئيس حركة التجدد الديموقراطي النائب السابق كميل زيادة الذي عرض الاوضاع العامة.

وبعد اللقاء الذي استمر نصف ساعة قال زيادة:" كان اللقاء مع سيدنا حول الامور الوطنية التي نتداولها دائما، وننسق معه حولها".

ورأى "ان خط بكركي هو الخط الذي يمثل الموارنة والمسيحيين، والخط الوطني الصحيح التاريخي والمرتكز على الارشاد الرسولي الى المجمع البطريركي ونداءات صاحب الغبطة ومجلس المطارنة والذي لا يتغير وهو واضح وصريح، وصوت صاحب الغبطة عال وهادىء في آن معا. ونحن دون اي تردد معه وحوله في مواقفه".

وأيد زيادة "مواقف البطريرك في شأن اتفاق الطائف الداعية الى تطبيقه قبل ان يصار الى تعديله، وهذا امر صحيح، لانه عندما بدأنا بالمطالبة بتعديله لاعادة صلاحيات رئيس الجمهورية، لا ندري اين نصبح، وبدأنا نسمع اصواتا تطالب بنيابة رئاسة الجمهورية. وعندما يتكلمون بهذا الامر يحتاج الى صلاحيات، وهذه الصلاحيات ستؤخذ من رئيس الجمهورية، الاطراف اصبحت معروفة، ونحن نطالب لمن يريد الاستمرار بالتكلم عن اتفاق الطائف وتعديلاته فليتفضلوا ويتعهدوا لنا بعدم التكلم بمنصب نائب رئاسة الجمهورية".

بعدها التقى البطريرك صفير المحامي اميل كنعان الذي دعا بعد اللقاء الى "وحدة الصف بين القيادات المسيحية، والتعالي عن الخطابات المخزية التي تسعر الخلافات داخل الصف المسيحي لانها تضر بلبنان، مشيرا الى ان المخاطر المحدقة بالبلد تتطلب بنا ان نكون متضامنين وموحدين لصد هذه الاخطار".

كما استقبل البطريرك صفير مستشار خطة المتوسط في برنامج الامم المتحدة للبيئة مازن عبود الذي سلمه نسخة عن تقرير "لبنان والبيئة والعام 2008" ويتناول عددا من ابرز الاحداث والكوارث البيئية التي عرفها البلد، ويوصف اداء الحكومة وكيفية تفاعلها مع الازمات البيئية ودرجة تقدم وعيها للمشكلات والتحديات البيئية من خلال مواقف صنعة قرارها في هذا الاطار. كما ينقل بعض اوضاع مكونات المجتمع الاخضر اللبناني".

واشار المحامي جوزف ابو شرف بعد لقائه البطريرك صفير الى"انه اجرى "جولة افق حول المواضيع السياسية المطروحة كافة، لا سيما الاستحقاق الانتخابي، آملا ان يبقى التنافس ديموقراطيا".

وبحث البطريرك صفير مع المدير العام السابق لوزارة الزراعة المهندس لويس لحود اوضاع القطاع الزراعي في لبنان، وأوضاع زحلة والبقاع وعرض معه مسألة "عدم تنفيذ الحكومة لقرارات مجلس شورى الدولة بالنسبة الى اعادة المدراء العامين الستة الى مراكزهم الشاغرة ومنها مركز مدير عام الزراعة".

وظهرا ، استقبل البطريرك الوزير السابق شارل رزق وعرض معه التطورات على الساحة المحلية. وقد استبقاه البطريرك الى مائدة بكركي.

وبعد اللقاء قال رزق:" تناولنا مع غبطته في مواضيع الساعة وعلى رأسهم موضوعان، الاول تقرير بيلمار والمؤتمر الصحافي الذي عقده، حيث يلفت فيه الى ملاحظتين، الاولى التأكيد على التقدم الكبير الذي حصل، وهذا شيء طبيعي ومنتظر لوجود الامكانيات التقنية الواسعة لديه، فما من مبرر ليكون هذا العمل غير ناجح. وعندما يقول بيلمار انا لن افشل فلا احد يتوقع فشله، ومن الطبيعي جدا ان ينجح في عمله.

اما السمة الثانية في التقرير، الحذر والحرص على ان يقول بأن تقدما حصل ولكنه ترك كل الابواب مفتوحة ولم يدل بأي اشارة بالنسبة للاتجاه الذي صار فيه التحقيق".

وقال رزق: "اما الموضوع الثاني الاهم اليوم في المنطقة تداعيات ونتائج الانتخابات الاميركية ووصول اوباما الى سدة الرئاسة، خصوصا وانه صرح بانه سوف يبدل الاولويات بالنسبة للموقف الاميركي في المنطقة وسوف يعطي الاولوية لأفغانستان وليس الى العراق، وهنا الملفت انه في افغانستان بدل ان تكون المصالح الاميركية والايرانية مختلفة كما في العراق فهي بالنسبة لافغانستان متفقة، وقد يكون ذلك اشارة الى ان مستقبل العلاقات بين ايران والولايات المتحدة سوف يتحسن ومن شأن ذلك ان يكون له نتائج ايجابية بالنسبة لسوريا ولبنان وسائر المنطقة".

 

الرئيس سليمان استقبل هيل ووزير الدفاع البرتغالي وروابط مخاتير لبنان: الانسحاب من الغجر يجب ان يكون غير مشروط تنفيذا لقرارات الامم المتحدة

واي تفاوض مباشر او غير مباشر لن يكون الا في اطار السلام الشامل والنهائي

وطنية - 19/12/2008 (سياسة) استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، في بعبدا، نائب مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط السيد دايفيد هيل ترافقه السفيرة الاميركية ميشيل سيسون. وتناول اللقاء العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث اكد السيد هيل "استمرار الالتزام الاميركي بدعم لبنان، وان المرحلة الانتقالية لتسلم الادارة الاميركية الجديدة مهماتها لا تعني التخلي عن هذا الدعم". وتناول البحث ايضا موضوع بلدة الغجر الذي بحث فيه السيد هيل مع المسؤولين في وزارتي الخارجية والدفاع في اسرائيل، مشيرا الى "الاستعداد للانسحاب من هذه البلدة"، حيث شدد الرئيس سليمان على "ضرورة الانسحاب من الجزء اللبناني المحتل منها، وتاليا يجب ان يكون هذا الانسحاب غير مشروط تنفيذا لقرارات الامم المتحدة، وان اي تفاوض مباشر او غير مباشر لن يكون الا في اطار السلام الشامل والنهائي في المنطقة وفقا لقرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية".

ثم استقبل الرئيس سليمان وزير الدفاع البرتغالي NUNO SEVERIANO TEIXEIRA الذي هنأ رئيس الجمهورية بالاعياد وجدد تأكيد استمرار الوحدة البرتغالية العاملة ضمن القوات الدولية في الجنوب وكرر دعم بلاده للبنان.

وشكر الرئيس سليمان للوزير البرتغالي عاطفته وموقفه منوها بسلوك الوحدة البرتغالية ضمن اليونيفيل وضمن بقعة وجودها حيث تقيم افضل العلاقات مع الاهالي وتقدم المساعدات في المجالات الصحية والاجتماعية، وهو مبعث ارتياح لدى الجنوبيين.

وزار بعبدا، ظهرا، وفد من رؤساء روابط المختارين في لبنان، وألقى باسمهم المختار بشارة غلام كلمة اكد فيها "محبة وتقدير واحترام جميع اللبنانيين لوقوف رئيس الجمهورية على مسافة واحدة من الجميع، وهي صفات كرسها الرئيس سليمان طوال فترة توليه قيادة الجيش".

ورد رئيس الجمهورية بكلمة رحب فيها بالمختارين، مشيرا الى دورهم "المهم خصوصا في فترة الاستحقاقات المقبلة من اجل الحفاظ على الوحدة، لان خلاص لبنان هو بوحدة شعبه وعقل شبابه، لا سيما وان الانتخابات النيابية على الابواب وعلى الجميع الاقبال عليها بروح الوحدة الوطنية التي ترعى مصلحة الوطن، وان المجلس النيابي كما مجلس الوزراء ماضيان في تشكيل الهيئات التي نص عليها القانون من مجلس دستوري وهيئة اشراف على الحملات الانتخابية، وفقا للدستور واحكام القوانين المرعية واختيار الاشخاص المناسبين في المواقع المناسبة. وعلى الجميع تاليا قبول مفاعيل تطبيق القانون، الامر الذي يبقى الاساس في الممارسة الديمقراطية".

 

الرئيس سليمان عرض ووزيرالاتصالات الاوضاع العامة وشؤون وزارته

وطنية - 18/12/2008(سياسة) استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في بعبدا عصر اليوم, وزير البريد والاتصالات جبران باسيل, وعرض معه الاوضاع العامة وشؤون وزارته.

 

الرئيس السنيورة استقبل قائد الجيش وعرض معه الاوضاع الامنية

وطنية- 19/12/2008(سياسة)استقبل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة بعد ظهر اليوم في السراي الكبير, قائد الجيش العماد جان قهوجي وعرض معه الأوضاع الأمنية في البلاد وشؤونا تتعلق بالمؤسسة العسكرية.

 

قائد الجيش استقبل هيل ورئيس الجامعة اللبنانية

وطنية - 19/12/2008 (سياسة) استقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في اليرزة، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط السيد ديفيد هيل، ترافقه السفيرة الاميركية ميشيل سيسون. وجرى البحث في إطار المساعدات العسكرية الأميركية المقررة للجيش اللبناني. كما إستقبل رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور زهير شكر، وتناول البحث في مواضيع تتعلق بالتعاون مع الجامعة اللبنانية.

 

الرئيس السنيورة استقبل ويليامز ووفدين من المجلس الاقتصادي و"اللقاء العلمائي

وطنية - 19/12/2008 (سياسة) أكد رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة "ان المساعدة الروسية للبنان مهمة جدا، لانها تعطي شعورا لدى الجيش اللبناني واللبنانيين عموما ان هناك قدرة لدى لبنان من اجل الإسهام إسهاما أساسيا في حماية نفسه".

علق الرئيس السنيورة، اثر ادائه صلاة الجمعة، على مسار جلسة مجلس النواب أمس، فقال: "كانت هذه الجلسة مجالا لتوضيح بعض الأمور التي لم يكن يحاول البعض أن يبذل مجهودا من أجل تفهمها. هذه المعلومات التي تم الحديث عنها أمس كانت دائما موجودة ولكنهم كانوا دائما يحاولون تغطيتها. ولكن ليكن واضحا أمام جميع اللبنانيين، فإن الدولة اللبنانية كانت وما زالت هي من وقف من أجل معالجة الآثار المدمرة للعدوان الإسرائيلي، إلى جانب الأشقاء العرب. والمساعدات التي حصل عليها لبنان هي أقل بكثير من الدمار الحاصل والحاجات التي ترتبت بسبب هذا العدوان. ومن أهم الذين تقدموا وساعدوا لبنان كانت المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات وقطر والبحرين وعمان والعراق. هذه الدول قدمت مساعدات لكن الحاجات التي ترتبت بقيت أكبر، لذلك كان لا بد من إيجاد طريقة لتعويض الفراغ الذي أحدثه عدم وجود مساعدات كافية، وفي ظل إغلاق مجلس النواب، كان علينا أن ندبر المال، وليس من وسيلة تمكن الحكومة من فتح اعتمادات إلا عن طريق مجلس النواب".

سئل: ألم يكن رئيس مجلس النواب نبيه بري والنواب على علم بذلك؟

أجاب: "الجميع كانوا على علم، ولكن السؤال الآن، من كان سيغطي إعادة إعمار 35 ألف وحدة سكنية غير مغطاة؟ والثابت الآن أن 43 في المئة من التكاليف التي ترتبت بسبب هذا العدوان كان على الدولة أن تتحملها، وذلك لا يشمل الأضرار على المؤسسات الصناعية والزراعية والسياحية والتجارية وغيرها. وقد لجأنا إلى مصرف لبنان لتدبير هذه الأموال وتمنينا عليه أن تؤخذ الأموال السعودية الموجودة لديه كضمانة، والبديل الآخر كان أن نترك جانبا ال35 ألف وحدة سكنية ولا نساعدهم فيبقى أصحابها في حالة كرب كاملة، أو نحاول أن نوزع الإمكانات المتاحة على الجميع ريثما تأتي الاعتمادات ويعود كل شيء إلى حاله. واليوم نحن بانتظار تأمين الاعتمادات اللازمة، وحينها تسقط الكفارة وتتحرر".

سئل: إذا المسألة اليوم في يد مجلس النواب؟

أجاب: "هذا الأمر سيكون محور حديث في مجلس الوزراء من أجل الاتفاق على الآلية لذلك".

سئل: لماذا انتقلت جلسة مجلس الوزراء غدا من السرايا إلى بعبدا، لا سيما مع الحديث عن انتخاب خمسة أعضاء جدد للمجلس الدستوري؟

أجاب: "الدستور ينص بأنه إذا شاء رئيس الجمهورية أن يحضر الجلسة فهذا من حقه ويترأس حينها الجلسة، وهذا أمر عادي، وبيني وبين فخامة الرئيس ميشال سليمان هناك تنسيق كامل".

سئل: هل سيصار إلى تسمية خمسة أعضاء للمجلس الدستوري؟

أجاب: "علينا أن ننتظر، ولكن ليس بالضرورة أن يطرح الموضوع على الجلسة غدا".

سئل: ما هو تعليقك على الهبة الروسية للجيش اللبناني؟

أجاب: "نحن قلنا اكثر من مرة اننا نرحب كل الترحيب بكل مساعدة تأتينا من شقيق او صديق وهذا حق لنا لا سيما اذا لم تكن هذه المساعدة مرتبطة باي شرط من الشروط، هذه المساعدة المقدمة من الاتحاد الروسي مشكورة ونحن نثمنها ونقدرها ونعتبرها هامة ليس فقط من الناحية العسكرية والأمنية بل من الناحية المعنوية فهي مهمة جدا لانها تعطي شعورا لدى الجيش اللبناني واللبنانيين عامة ان هناك قدرة لدى لبنان من اجل الإسهام إسهاما أساسيا في حماية نفسه، لذلك أنا أعتقد ان هذه المساعدة هي امر مهم كثيرا، ونحن نشكر الاتحاد الروسي والوزير الياس المر الذي كان له العمل والإقناع من اجل الحصول على هذه الهبة وهذا الامر في حاجة الى جزء من التحضيرات".

وعند الأولى بعد ظهر اليوم، استقبل الرئيس السنيورة في السرايا الحكومية، نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد هيل، في حضور السفيرة الأميركية ميشيل سيسون.

بعد اللقاء الذي دام أكثر من ساعة صرح هيل: "لقد كانت لي فرصة محادثات هامة جدا مع الرئيس السنيورة، بحيث سمعت منه خططه للسنة المقبلة، وبحثنا في الأوضاع القائمة في لبنان والمنطقة. وقد جددت التأكيد للرئيس السنيورة استمرار التزام الولايات المتحدة الأميركية القوي للبنان السيد والمستقل والحر، ولتطبيق اتفاق الدوحة وقرارات مجلس الأمن ولا سيما القرارات رقم 1559 و1680 و1701. كما أكدت له أن الولايات المتحدة تنتظر أن يظل الدعم نفسه والاحترام من باقي أعضاء المجتمع الدولي. كذلك أعربت له عن التزامنا المتواصل للمؤسسات في لبنان. وأنا سعيد لرؤية رئاسة مجلس النواب تعمل بشكل جيد. كما أننا ندعم الجهود اللبنانية لا سيما على صعيد الحوار الوطني من أجل تفادي العنف وتأمين حصرية السلطة للدولة اللبنانية على كامل أراضيها، كما أننا ندعم جهود لبنان لإجراء انتخابات نيابية حرة وعادلة وشفافة سنة 2009. أما بالنسبة الى دعمنا الى القوات المسلحة اللبنانية فإنه سيبقى أمرا أساسيا في سياستنا تجاه لبنان، ونعمل من أجل توفير التدريب والتجهيز للجيش اللبناني من أجل تنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 1701 وإرساء الاستقرار الداخلي ومحاربة الإرهاب في لبنان. كما أننا نعمل من أجل توفير دبابات "أم 60"الحديثة للبنان في ربيع سنة 2009. ونحضر لرزمة جديدة من المساعدات تتعلق بالسلاح الجوي من صواريخ محددة الهدف وأجهزة الحرب المدنية. وهذا بدوره سيسلم إلى لبنان في ربيع 2009، وهو يقوم على تنسيق متين مع قيادة القوات المسلحة اللبنانية واستجابة للحاجات التي وعدت الولايات المتحدة تأمينها. كما أنا ندعم بقوة عمل المحكمة الدولية ولجنة القاضي دانيال بلمار وبدء عمل المحكمة الخاصة في الأول من آذار من سنة 2009، خصوصا أن الولايات المتحدة تبقى الواهب الأول للمساعدة في قيام محكمة، بحيث قدمت مبلغ 14 مليون دولار، كما قدمت أخيرا 6 ملايين دولار، ومن المهم أن تقوم العدالة في النهاية".

سئل: كيف تقومون المساعدة الروسية للجيش اللبناني وهذا الخليط الذي سيحدث على صعيد الأسلحة الأميركية والروسية؟

أجاب: "نحن نرى في هذه المساعدة مؤشرا على الدعم القوي للمجتمع الدولي للدولة اللبناني ومؤسساتها وللجيش اللبناني ولأمان هذا البلد. والولايات المتحدة وفرت خلال السنتين الماضيتين إستراتيجية شاملة تلبي حاجات قيادة الجيش، ونؤكد أن مساعداتنا تأتي بالتنسيق الكامل مع حاجات الجيش ومهامه".

سئل: هل سيكون الدعم الأميركي مشابها للدعم الروسي في هذا الإطار؟

أجاب: "ما تقدمه الولايات المتحدة هو جهد على المدى الطويل لدعم المؤسسات، ونحن نركز على التدريب والتجهيز للجيش. وما نود التوصل إليه الآن هو رؤية الجيش اللبناني مبنيا بشكل جيد، ونسعى إلى تلبية حاجاته بتجهيزات خاصة تساعده في القيام بواجباته، وليس هناك منافسة مطلقا على هذا الصعيد".

وكان الرئيس السنيورة استقبل صباحا الممثل العام للامين العام للأمم المتحدة في لبنان مايكل ويليامز وعرض معه تطورات الوضع في الجنوب وتنفيذ القرار 1701 إضافة إلى موضوع الحوار الوطني.

والتقى الرئيس السنيورة وفدا من هيئة مكتب المجلس الاقتصادي الاجتماعي برئاسة روجيه نسناس الذي قال بعد اللقاء: "الاجتماع أتى بناء على طلب دولة الرئيس وبحثنا في كيفية تفعيل عمل المجلس في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة ليكون منبرا للحوار ولنقل المطالب من الشارع إلى هذا المنبر، كونه ميثاقي ويضم كل شرائح المجتمع."

كما استقبل الرئيس السنيورة بعد ظهر اليوم في السراي الكبير وفدا من "اللقاء العلمائي اللبناني" ضم الناطق الرسمي باسم "اللقاء" الشيخ عباس الجوهري واعضاء "اللقاء" ياسر ابراهيم وعباس رعد والشيخ كاظم عكر.

بعد اللقاء قال الجوهري:" تشرفنا بلقاء دولة رئيس مجلس الوزراء السيد فؤاد السنيورة لتقديم الدعوة رسميا باسم اللقاء العلمائي اللبناني لتكريم شاعر واديب عراقي اتسم شعره بالزخم والعنفوان العربي الاصيل وتوهجه الثوري المقاوم ولم يفته الاهتمام بالحب والجمال, انه السيد جابر الجابري وكيل وزارة الثقافة في دولة العراق الشقيق, وقد لبى دولة الرئيس السنيورة مشكورا هذه الدعوة ايمانا منه, كما في الاقتصاد بان الدولة هي الرافعة للمبادرة الخاصة وهي التي ينبغي ان تؤمن الحوافز لتشجيع القطاع الخاص, ان على مستوى الاقتصاد او في مجالات الثقافة والسياحة والانفتاح".

اضاف :"وكانت فرصة لحمل هموم مناطقنا المحرومة لاسيما بلاد بعلبك الهرمل, وان كان في الوفد عامليون لهم همومهم, ولكن لعامل رب يحميه.اما بلادي حيث استوطن الحرمان فيها وتقاعس المسؤولون عن خدمتها,فكان لها نصيب من حديثنا مع دولته خصوصا في ملف اعادة اعمار البلدات والمنازل التي تعرضت للصقف والتدمير جراء العدوان الاسرائيلي خصوصا بلدة بريتال التي تعرضت لمجزرتين, وقد راجعين اهل المصاب فيها وحملوني رسالة مباشرة الى الرئيس السنيورة طالبين منه شخصيا ان يكون هذا الملف برعايته, وقد اكد دولته حرصه الشديد خصوصا على ابواب فصل الشتاء,لانجاز هذه الملفات. ونحن بدورنا سوف نتابع شؤون اهلنا وشجونهم".

وختم:"كما لم يفتنا مايعانيه الشعب الفلسطيني في غزة,فاكد دولته ان الجميع يتألم لعذابات الفلسطينيين التي نأمل ان تكون الوحدة الوطنية هي الحافز للوصول الى الحقوق المشروعة وتطلعات الشعب الفلسطيني".

 

الرئيس بري عرض وهيل التطورات في لبنان والمنطقة وبحث والوزير طابوريان شؤون وزارته وتلقى برقيات تهنئة

وطنية - 19/12/2008 (سياسة) استقبل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري ظهر اليوم في عين التينة، نائب مساعد وزيرة الخارجية الاميركية دايفيد هيل وسفيرة الولايات المتحدة في لبنان ميشال سيسون، في حضور المستشار الاعلامي علي حمدان، وجرى عرض للتطورات الراهنة في لبنان والمنطقة. ولم يشأ هيل الادلاء بأي تصريح بعد اللقاء. ثم استقبل الرئيس بري وفدا شعبيا من هونين. كما إستقبل الرئيس بري بعد ظهر اليوم وزير الطاقة الان طابوريان وعرض معه الوضع العام وشؤونا تتعلق بالوزارة. من جهة اخرى، تلقى الرئيس بري برقية من الرئيس المصري حسني مبارك شكره فيها على تهنئته بعيد الاضحى المبارك. وتلقى برقية شكر مماثلة من وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل. كذلك تلقى برقية من رئيس المجلس الوطني السوداني احمد ابراهيم الطاهر، مهنئا بعيد الاضحى. وأبرق الرئيس بري الى رئيس البرلمان الاوكراني فلاديمير ليتفين مهنئا بإنتخابه.

 

النائب جنبلاط: الطائرات الممنوحة من روسيا للبنان خطوة جبارة ونوعية

تعديل الطائف سيخلق توترات مذهبية ولا مصلحة لاحد بعرقلة الانتخابات

وطنية - 19/12/2008 (سياسة) اعتبر رئيس كتلة "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط في حديث لقناة "روسيا اليوم" ينشر غدا، ان "الطائرات الممنوحة للبنان من قبل روسيا هي خطوة جبارة ونوعية، وانه من الغباء ان يتحفظ البعض على تسليح الجيش اللبناني لأن المطلوب ان يتمثل لبنان بسلطة واحدة وجيش قوي. وبالاساس روسيا مع دولة لبنانية مستقلة وهي مع لبنان على ان يكون في سياسة عدم الانحياز، وروسيا أيدت المحكمة الدولية وهذا المسار الروسي ممتاز ويعزز القناعة بأن روسيا مع الاستقرار والعدالة في لبنان ومع سيادة لبنان. أما في الشرق الاوسط فروسيا هي جزء من مجموعة الاربعة هي واوروبا واميركا في ما يتعلق بمحاولة الحل في فلسطين الا ان هذا الحل تأخر كثيرا".

وقال: "بالأمس صدر قرار عن مجلس الأمن اقترحته كل من روسيا والولايات المتحدة لاعطاء المزيد من الزخم لعملية السلام في الشرق الاوسط، الذي هو أمر ضروري بإعطاء الفلسطينيين الدولة القابلة للحياة واعطاء اللاجئين الفلسطينيين حق العودة. والتوطين اسطوانة نسمعها من حين لآخر. لن يلغى التوطين الا اذا قامت دولة فلسطينية قابلة للحياة في الضفة والقطاع، والى ان يتحقق هذا لا بد من اعطاء الفلسطينيين اللاجئين حقوقهم المشروعة. كفى متاجرة بالتوطين من اي جهة كانت".

أضاف: "أما في ما يتعلق بلبنان نرتبط بالصراع العربي الاسرائيلي ببند واحد هو حق العودة، أما الارض فحررت، يبقى مزارع شبعا لكن لكي تصبح لبنانية ولكي نضعها تحت وصاية الامم المتحدة يجب على سوريا ان تقدم الدليل الثابت على ان هذه المزارع لبنانية، حتى هذه اللحظة هذه المزارع ليست لبنانية. أما أن نربط لبنان بمصير الحل العربي فهذا يعني ان يبقى عرضة لانتكاسات وحروب".

وعن امكان التوصل الى رؤية موحدة لمسألة الاستراتيجية الدفاعية، اعتبر النائب جنبلاط: "ان الاستراتيجية الدفاعية تمر بمخاض عسير وان المطلوب الآن تنفيذ النقاط الاخرى التي حظيت بإجماع طاولة الحوار ومنها السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وتحديد وترسيم لمزارع شبعا".

وقال: "لن أربط موضوع الهبة العسكرية الروسية بطاولة الحوار لان طاولة الحوار غرضها الاستراتيجية الدفاعية والتي هي مسألة مختلفة، والمبدأ بالاستراتيجية الدفاعية ان تصبح الآلة العسكرية ل"حزب الله" جزءا من الجيش حتى الآن نتناقش بهدوء، لكن أمر المساعدة الروسية منفصلة".

أضاف: "طبعا هناك دول اخرى قدمت للجيش لكن المطلوب أكثر، ولا شك ان الخطوة الروسية نوعية. لا أعتقد انه علينا ان ندخل في تكهنات وابعاد لان الحكومة الروسية كانت تنتظر زيارة وزير الدفاع الياس المر منذ أكثر من عام، تأخرت الزيارة لانه وآنذاك كانت المعركة محتدمة في نهر البارد واخيرا تمت الزيارة وكانت هذه الهدية الممتازة".

وقال: "ان أي تعديل في اتفاق الطائف سوف يخلق مشاكل وتوترات مذهبية، وانه اذا كان ثمة صلاحيات معينة لا بد من النظر فيها وتتعلق برئيس الجمهورية فإن هذا من الأفضل أن يتم بالتوافق مع رئيس الجمهورية". وتابع: "لا أعتقد ان أحدا له مصلحة في عرقلة الانتخابات فلتجر هذه الانتخابات وفق ما اتفقنا عليه في الدوحة وليفز من يفوز وسنرى. واذا فاز حلفاء سوريا في الانتخابات النيابية فالامور المدرجة في الاجماع ستتأخر ولا أعتقد ان سوريا ستلبي طموحات اللبنانيين بإقفال تلك المخيمات غير الفلسطينية وتحديد وترسيم مزارع شبعا. نعم، تغيرت الظروف الدولية لكن لا شك في أن علينا ان نكثف الاتصالات مع الاصدقاء ومنهم روسيا الاتحادية، وذلك بأن يبقى لبنان على جدول أعمال الدول الكبرى سيدا ومستقلا".

وعن زيارة الوزير طلال ارسلان قال: "تحدث الامير طلال بوضوح أنه باق في صفوف الثامن من آذار وقلنا أننا سنبقى في صفوف 14 آذار، كان جدا واضحا وكلانا يحترم خصوصيات الجبل لكن كل منا يبقى على موقفه السياسي. أما اللقاء بالسيد نصر الله مرتبط به عندما تسمح ظروفه الامنية والسياسية".

اضاف: "ان التهدئة شيء والخلاف السياسي شيء آخر، نحن على خلاف مع "حزب الله" في ما يتعلق بدور لبنان وباتفاق الهدنة وبالنظام السوري، لكن نريد في يوم ما أن تصبح الآلة العسكرية للحزب جزءا من الجيش اللبناني وهذا ما يناقش، الخلاف على نار هادئة لكن المناقشة مشروعة".

 

ابو ناضر: المواجهة مرفوضة لانها تتحول دائما الى اقتتال لبناني

هناك قسم يرفض الاصطفاف في المعسكرين السياسيين لأنه ينشد التغيير

وطنية- 19/12/2008 (سياسة) أكد المنسق العام لجبهة الحرية الدكتور فؤاد ابو ناضر خلال حفل عشاء اقامته مساء أمس، لجمع التبرعات المالية لدعم نشاطات الجبهة على مختلف الأصعدة السياسية والاجتماعية والثقافية، "ان قسما كبيرا من اللبنانيين يرفضون الاصطفاف في المعسكرين السياسيين الحاليين لأنهم ينشدون التغيير فيما لا يعكس الفريقان الا استمرارية للأزمة القائمة منذ بداية الأحداث اللبنانية".

واعتبر ان "المجتمع اللبناني يجب ان يعتاد على لقاءات مع احزاب وتجمعات سياسية رفضت التمويل السهل من مصادر وجهات جاهزة لتقديم المال شرط ان تفرض عليك ليس فقط مسايرتها في مواقفها وانما تأييدها وتبنيها أيضا. نحن نريد أن نكون أحرارا وأصحاب القرار وغير تابعين، يحتاج اللبنانيون والمسيحيون خصوصا الى هامش تحرك يقيهم مخاطر التحدي والمواجهة، لم يعد أحد يجهل طبيعة الصراع السياسي القائم حاليا ولم تعد طاولة الحوار المكان المرتجى لحل المشاكل، يريدون دفع الامور وتأجيل بت الحلول الى ما بعد اجراء الانتخابات النيابية لأن كل فريق يعول على النصر كي يفرض رؤيته ومشروعه، مشروع لبنان الشيعي او السني او المسيحي. والسؤال المطروح هل أصبح صعبا على البلاد أن يتوحد أبناؤها حول مشروع بناء دولة لبنان الحديث والعصري بعيدا عن التسويات الناشئة في اللحظات الأخيرة كاتفاق الطائف مثلا، الذي لم يعالج أسباب الازمة وجوهرها". واعلن ان "الاجماع على انتخاب الرئيس التوافقي الذي يقوم جاهدا بمساع ليعيد الانتظام الى عمل المؤسسات ويؤمن التوازن الدستوري الذي كان يعاني من اختلال في الصلاحيات، يجب ان يتوج بالبحث بانفتاح وبالعمق عن صيغة حكم جديدة لا تحمل مضامينها أي لبس في التفسير أو الاجتهاد وتتحول مادة خلافية".

واضاف: "ان مشروع جبهة الحرية قد وضعته عندما كان المجتمع المسيحي قبل سنة تقريبا مشدودا وعلى حافة الانفجار، فرفعنا شعار وحدة لبنان من وحدة المسيحيين، والحياد الايجابي المدعوم دوليا هو الحصانة لمنع بقاء الوطن ساحة للصراعات الاقليمية، والانماء المتوازن يتأمن باعتماد النظام المناطقي القائم على شكل متطور من اللامركزية الادارية اذ لم يعد جائزا أن يبقى المواطن اللبناني يعاني من نقص في الخدمات الاساسية المطلوبة لعيش كريم". ودعا ابو ناضر الى "التسليم بخيار الدولة القوية والقادرة".

 

الاعلان عن "حركة اللاطائفيين" في نقابة الصحافة تهدف الى إلغاء الطائفية من النظام اللبناني

ياسين سويد: لإنقاذ لبنان حاضرا ومستقبلا ومصيرا

وطنية - 19/12/2008 (سياسة) أطلقت اليوم، في دار نقابة الصحافة، "حركة اللاطائفيين"، التي تهدف الى إلغاء الطائفية من النظام اللبناني ومن المجتمع اللبناني، دون المس بالمعتقدات الدينية. النشيد الوطني بداية، ثم ألقى عضو نقابة الصحافة فؤاد الحركة كلمة أكد فيها ان "الوطن يعني الأمان والإستقرار في الشارع والمنزل والمكتب، وعندما نفتقد هذا الإحساس بالأمان الذي يشبه الى حد كبير الهواء الذي نتنفسه في بساطته وضررته، فإننا نفتقد الإحساس بالوطن وبالكيان والوجود، وتنهار جدران الحماية حولنا، ومن يفقد هذا الشعور والإحساس معذورا ان كفر بوطنه وبكل القيم والمبادىء"، وسأل: "كيف سيكون حال الوطن في ظل جماعة تتحكم طائفيا في سياسته ومصيره".

ثم تلا النائب السابق اللواء المتقاعد ياسين سويد بيان الحركة، أشار الى انه "في غمرة الأزمات المصيرية التي تنتاب لبنان منذ إنشائه، ولا تزال، وما فتئت تخلفه من آثار مدمرة للمجتمع اللبناني لجيلنا الحاضر، وربما لأجيال قادمة، وقفنا، نحن نفر من اللبنانيين الذين يرفضون الإنسياق خلف الغرائز الطائفية والذهبية، لنتساءل: الى اين نأخذ هذا الوطن، والى أين ستقودنا جهالاتنا المتكررة؟ لقد دفعنا غاليا، من حياتنا ودمنا وأموالنا، ثمن التمييز الطائفي الذي نعيش، فما إرتدعنا ولا تعلمنا. وسيدفع مثل هذا الثمن، وأكثر ، أولادنا وأحفادنا والأجيال القادمة في هذا الوطن بعدنا، إن لم نرتدع، ولم نتعلم، ولم نؤمن لهم وطنا سويا".

واضاف: "إنطلاقا من قناعاتنا الثابتة، وأمام هذا الواقع المرير الذي نعيش، إجتمعنا، نحن، نخبة من الشباب الذي يعي حاضر وطنه ومجتمعه، ويتألم لأجله، محاولين أن نجد علاجا لهذا الداء الخبيث الذي إتفق اللبنانيون جميعا على إعتباره مرضا يجب السعي الجدي للشفاء منه، فكانت حركتنا التي دعيناها "حركة اللاطائفيين".

وقد حددنا أهداف هذه الحركة بما يلي:

1- السعي لتنفيذ المادة 95 من الدستور اللبناني المتعلقة بإلغاء الطائفية من النظام اللبناني، بما في ذلك إنتخاب مجلس نيابي وطني لا طائفي.

2- متابعة السعي لإستكمال الخطة التي تقضي بإلغاء الطائفية من المجتمع اللبناني إلغاء تاما وكاملا.

3- العمل، ضمن المجتمع اللبناني، لضم المؤمنين بضرورة إلغاء الطائفية وتحرير اللبنانيين منها، دون المس بالمعتقدات الدينية التي نعتبرها ركنا أساسيا في تربيتنا الإنسانية والإجتماعية والوطنية.

4- التأكيد على التحرك السلمي الإيجابي المعتمد على أسس الحوار والإقناع، والمتفق مع الأهداف الوطنية، وإستخدام الوسائل الديموقراطية المشروعة لذلك.

5- يجري تطبيق البنود المذكزورة أعلاه وفقا للقوانين والأنظمة المرعية الإجراء.

ويشترط في المنتسب:

1- أن يكون مواطنا لبنانيا بالغا وراشدا

2- أن يؤمن، إيمانا راسخا، ان الطائفية هي مصدر العلل القاتلة في نظامنا، وان إلغاءها هو السبيل الأمثل والأفضل لإنقاذ لبنان حاضرا ومستقبلا ومصيرا، وإن أي سبيل، غير هذا، لن يقود لبنان وأهله إلا الى الدمار والهلاك والخراب.

وتتلخص إجراءات إنشاء هذه الحركة وطموحاتها بما يلي:

1- وضع نظام تأسيسي وداخلي لهذه الحركة، يحدد شروط الإنتساب اليها، وتنظينم هيكليتها وأسس العمل فيها (وقد تم ذلك)

2- السعي لأن تضم أكبر عدد من اللبنانيين المؤمنين بضرورة إلغاء الطائفية من النظام اللبناني.

3- السعي لأن تعترف الدولة رسميا بها، بحيث يستطيع المنتمون اليها، وبصفتهم هذه، ممارسة حقوق المواطنة في الوظائف العامة وفي المجالس التمثيلية.

4- السعي لتنفيذ ما رد في إتفاقية الطائف والدستور المنبثق عنها، والمتعلق بإلغاء الطائفية من النظام اللبناني. وأهم ما رد فيهما:

أ- إلغاء قاعدة التمثيل الطائفي وإعتماد الكفاءة والإختصاص في الوظائف العامة، وذلك وفق الخطة المرحلة المحددة في كل من الوثيقة والدستور.

ب- تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية، وهي الهيئة التي نص كل من الوثيقة والدستور على تشكيلها، وتفعيل هذه الهيئة لممارسة مهماتها المحددة لها في الوثيقة والدستور معا.

ج- شطب الطائفة والمذهب عن إخراج القيد الإفرادي او العائلي، بعد ان تم شطبهما من بطاقة الهوية.

5- إلتزام الحياد التام في صراع الطوائف والمذاهب في لبنان، دون التخلي عن المعتقد الديني والقومي الذي يعتنقه المنتسب.

6- السعي المستمر لتطوير أساليب العمل وفقا للضرورات والإمكانات، والظروف، التوجيه التربوي في المدارس والجامعات، وفي العائلة والمجتمنع، وفي وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية، مع مراقبة صارمة من الدولة والمجتمع معا.

7- تطوير العمل والمهمات وفقا للتقدم المحسوس في تحقيق الأهداف.

8- تعتبر هذه الحركة ملغاة عند تحقيق أخر أهدافها، وهو "إلغاء الطائفية" إلغاء تاما ونهائيا، من النظام اللبناني، وإزالة ما خلفته في المجتمع اللبناني من ترسبات".

وإذ أعلن سويد إنشاء هذه الحركة، دعا "جميع المخلصين من أبناء هذا الوطن، الذين يوافقون على المضي قدما في السعي لإلغاء الطائفية من النظام اللبناني، الى ان يعلنوا رغبتهم هذه ويبادروا الى التضامن معنا في سبيل تحقيق هذا الطموح الوطني المهم والنبيل".

علوش: حاولت المعارضة خلال الجلسة النيابية التصويب على رئيس الحكومة لأهداف انتخابية ولإرضاء غرائز جمهورها

جمال العيط ، الجمعة 19 كانون الأول 2008

لبنان الآن/رأى عضو "كتلة المستقبل" النائب مصطفى علوش أن المعارضة "كانت تحاول، خلال الجلسة النيابية، التصويب على رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وذلك لأهداف انتخابية بحتة ولإرضاء غرائز جمهورها، مشيراً الى أن " الجميع يعلم أن المشكلة التي يصوبون عليها تقع خارج قدرة الحكومة وهي تتعلق بامكانية الاقتراض لتأمين مستوجبات ما تبقى من أضرار حرب تموز العام 2006".

ولفت علوش ، في حديث خاص لـ"nowlebanon.com"، الى أن "جمهور المعارضة واقع في الوهم بأن كل الاستحقاقات المالية لهذه الحرب قد تم تأمينها من المساعدات والهبات الخارجية، وهذا أمر غير واقعي وغير صحيح، وقال: " ان قوى 8 آذار تحاول أن تضع جمهورها في الوهم بأن الحكومة ورئيسها بالذات، ومن خلال الهيئة العليا للاغاثة، هو من يؤخر دفع هذه الأموال والتقديمات، وهي تهدف الى شد أعصاب وغرائز جمهورها لأهداف انتخابية بحتة".

وأضاف: " كان هناك محاولة تركيز على رئيس الحكومة وكان رد رئيس الحكومة واضحاً بالوقائع والأرقام، وان كان فيه بعض الشدة"، مشيراً الى أن "الرئيس نبيه بري، وبالرغم من تجاوبه النسبي مع هذه الحملة، يعي تماماً صعوبة الوضع الحالي، وهذه الصعوبة تتعلق بامكانية أن تؤمن الحكومة أموال هي غير متوافرة حتى الآن". وأوضح علوش " تمّ صرف الهبة السعودية بشكل كامل، والجزء الآخر تم استخدامه كضمان لقروض من المصرف المركزي من أجل تأمين مستوجبات حرب تموز، علماً أن هناك حاجة لـ500 مليون دولار جديدة لتأمين مستوجبات هذه الحرب، اضافةً الى كل الهبات التي قدمتها الدول العربية الشقيقة والصديقة".

وأردف: " أصبح واضحاً أنه لا يوجد مال ايراني قُدم الى الحكومة أو الى الدولة اللبنانية، وحتى مسألة اعمار الضاحية الجنوبية لبيروت فلا يبدو وجود للمال الايراني فيها، وقد أكد رئيس الحكومة بأنه قد تم استخدام أموال لبنانية بحتة وليس أموال أية هبات أخرى، من أجل اعمار الضاحية الجنوبية ، مضيفاً "أنه حتى اليوم لا يوجد مصدر أموال لإعمار الضاحية وغيرها الا عبر ما حاولت الحكومة توفيره من خلال المساعدة السعودية لأن الدولة اقترضت أموالاً من  البنك المركزي على أساس وجود الضمانة السعودية في البنك المركزي".

وعن الانتخابات النيابية المقبلة، نفى علوش وجود تباينات او اشكالات بين مرشحي قوى 14 آذار، على عكس ما تتمنى قوى 8 آذار، خاصة بعد النتائج الواضحة والاستفتائية التي بينت من خلال انتخابات النقابات والجامعات اكتساح قوى 14 آذار لهذه الانتخابات وهذا ما سينعكس على الانتخابات النيابية".

وختم: " سوف تخوض قوى 14 آذار الانتخابات المقبلة بلائحة واحدة وموحدة بين كل أطيافها"، مرجحاً أن "تتشكل اللائحة والبرنامج الانتخابي خلال شهر شباط العام 2009 في ظلّ حماوة انتخابية قد بدأت ترتسم معالمها في مختلف الاراضي اللبنانية".

 

نرفض زيارة ساركوزي اذا كانت  للمفاوضات"

قاسم: شعبية عون زادت مسيحيا

النهار/رأى نائب الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم ان "إنجازات المقاومة في لبنان أصبحت راسخة رسوخ الجبال، ولن يتمكن أحد من أن يهزَّ كيانها أو أن يُسقط منها، لأنها تجذَّرت في العقول والقلوب وفي مستقبل هذه الأمة ببركة إنجازتها، وعلى رأسها الانتصار الإلهي الكبير في تموز 2006".

وقال في احتفال تأبيني في حسينية البرجاوي: "(...) نحن اليوم نصر على أن يكون العمل لمصلحة استقلال لبنان بنتيجة الانتخابات النيابية، ولنكن واضحين، الانتخابات النيابية المقبلة ليست مقاعد أكثرية وأقلية، بل هي خيارات سياسية يختلف عليها الأفرقاء، فمن نال الأكثرية حمى خياره السياسي، واستطاع أن يقدِّمه خياراً قادراً على الاستمرار، ونحن واضحون في أن خيارنا السياسي له دعائم نجاهر بها، من دون أن نتحدث بطريقة ملتوية:

 أولاً، نرفض ربط لبنان بالوصاية الأميركية ونؤكد استقلاله وسيادته إلى الحدود وليس إلى الخط الأزرق. ثانياً ضرورة الاستعداد الدائم لبناء الجيش القوي والمقاومة القوية والشعب القوي لمقاومة الاحتلال والخطر الاسرائيليين، ورفض التوطين. ثالثاً، نشدد على لبنان الموحَّد، ونرفض الفدرلة والتقسيم تحت أي عنوان وتحت أي شعار وضمن أي مبرِّرات، لأن التقسيم والفدرلة من المشاريع الاسرائيلية. رابعاً، نرفض المفاوضات المباشرة وغير المباشرة بين لبنان وإسرائيل، ونحن نعلم أن المساعي الأوروبية والأميركية في هذه المرحلة تركز على الضغط على لبنان لعقد مفاوضات مع إسرائيل. وإذا كان الرئيس الفرنسي ( نيكولا ساركوزي) سيأتي إلى لبنان من أجل الضغط على الرئاسة والحكومة لعقد مفاوضات مع إسرائيل، نقول له لا تتعب نفسك لأن الأمر غير وارد. خامساً، نؤكد ضرورة تمتين العلاقات اللبنانية - السورية حسبما وردت في اتفاق الطائف، لتكون علاقات مميزة بين دولتين، تحقِّق مصالحهما في مواجهة التحديات المختلفة في كل المسائل التي تعني البلدين. سادساً، ندعو إلى الاهتمام بقضايا الناس المعيشية والاجتماعية والاقتصادية. سابعاً، ندعو الى مواجهة الفساد والهدر والاحتكار واستغلال الموقع.

واعتبر أن "التوتير السياسي المفتعل هدفه تحسين الشروط الانتخابية عند البعض بإثارة الحساسيات والمذهبيات والنعرات الطائفية، لكن هذه لن تنفع في تغيير الخيارات السياسية للناس. ونلاحظ منذ اتفاق الدوحة أن كل كلمة تصدر في صحيفة أو اجتماع لمجلس الوزراء أو في أي موقع من المواقع ويحوِّرونها ويصنعون منها موضوعا، ثم ينتقدونها ويُظهرون أنفسهم أنهم يدافعون عن لبنان. هذه فقاقيع سياسية لا تسمن ولا تغني من جوع، ونحن في أغلب الأحيان لا نردُّ عليها، لأننا نعرف أن الفقاقيع تنتهي في مهدها،  أما إذا رددنا عليها فسنجعل منها قضية.

انتقدوا زيارة العماد (ميشال) عون انتقادات كبيرة جداً، وقالوا إنها ستخفِّض شعبيته، فماذا كانت النتيجة؟ زادت شعبيته مسيحياً، ورفع من أسهمه في ساحته، ومدَّ جسوراً مهمة للمستقبل".

 

لئلا يكون بين المتورطين في جرائم الاغتيال أسماء مرشحين

إرجاء القرار الاتهامي إلى ما بعد الانتخابات تجنّباً لزلزال؟

اميل خوري/النهار     

السؤال الذي تختلف الاجوبة عليه تبعاً لمصادرها هو: هل ينشر القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه قبل الانتخابات النيابية المقبلة ام بعدها لاسباب شتى؟ ثمة من يقول ان هناك من يسعى الى ارجاء نشر هذا القرار الى ما بعد الانتخابات، لئلا يرتب نشره انعكاسات سلبية على الاوضاع الامنية والسياسية والانتخابية، وربما على الاوضاع الاقتصادية الهشة التي لا تحتمل الهزات، وانه ما دامت التحقيقات في هذه الجريمة سوف تستمر حتى بعد بدء عمل المحكمة في الاول من آذار المقبل، وموعد بدء المحاكمات غير معروف، فانه لا يمكن تاليا إعداد القرار الاتهامي الا بعد اكتمال التحقيقات.

وثمة من يتوقع ان ينشر القرار الاتهامي خلال شهر نيسان المقبل وبعد ان تكون كل ملفات التحقيق في الجريمة قد نقلت من مقر لجنة التحقيق الدولية في لبنان الى مقر المحكمة، وكذلك اتخاذ الاجراءات الامنية اللازمة التي تحمي الشهود والمتورطين في الجريمة، لأن تعرض حياة اي منهم للاغتيال قد يفقد الاتهام عنصرا مهما من عناصر التوصل الى معرفة الحقيقة، وهو ما استدعى طلب نقل الموقوفين في جريمة اغتيال الحريري ورفاقه الى لاهاي. فاذا تقرر نشر القرار الاتهامي قبل موعد الانتخابات ولم تنجح المساعي التي تبذل لتأخير نشره الى ما بعد الانتخابات تمهيدا لعقد صفقة سياسية على حساب لبنان وعلى حساب العدالة ايضا، فان نشره سيحدث زلزالاً، كما قال السفير جوني عبده في حديث صحافي واذاعي قبل شهر، لا بل اكبر من إعصار اغتيال الرئيس الحريري ان لم يكن اشمل واخطر، وان النتائج السياسية ستكون ادهى وافدح من ذاك الاغتيال". ولفت الى "ان شخصا واحدا اذا خضع للتحقيق، فسيكشف 80 في المئة من ملابسات الاغتيال". واكد "ان المحكمة ما كانت لتبدأ عملها في آذار المقبل لو لم يكن اصبح لديها معطيات اساسية قد لا تجعلها في حاجة الى اعترافات المجرمين، والاساس هو ان اقتناع المحكمة صار جاهزا، وان تأخرت بعض الشيء بسبب ضغوط اقليمية ودولية" ولكن لا يستطيع احد الغاءها  وهي لا يمكن ان تسيَّس او تخضع لمناخات حساسة لبنانية وغيرها، انما احكام المحكمة والنتائج التي تصدر مستقبلا ستخضع لبعض المساومات في التنفيذ". واضاف: "الانتخابات النيابية ليست هي التي تقرر في شأن صدور القرار الظني، اذ ان هذا القرار يصدر حين يصدر ولن يأخذ في الاعتبار الانتخابات ولا غيرها"، وما يؤكد ذلك قول رئيس لجنة التحقيق نفسه بلمار انه لم يتسلم التحقيق ليفشل.

وكان عضو مجلس الشيوخ الاميركي السناتور الديموقراطي غاري اكرمان قد اكد بعد لقائه الرئيس سليمان قبل ايام، ان المحكمة ذات الطابع الدولي "لا تخضع لسيطرة الولايات المتحدة، وهذا يعني انه "لا يمكننا التخلي عنها حتى لو اردنا ذلك لأنها مسألة شرف وعدالة وهو اهتمام لا تتقاسمه اميركا ولبنان فحسب، بل كل الشعوب المحبة للعدالة في العالم".

وكان رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري، قد اعلن ايضا في حديث تلفزيوني، ان اقرار المحكمة سيدخل الحياة السياسية في لبنان مرحلة جديدة تتغير من خلالها امور كثيرة في الواقع السياسي، وان قوى 14 آذار ستطرح بعد اقرار المحكمة مبادرة تتضمن مشروعا للحل السياسي يتم من خلاله التحاور مع "حزب الله" وحركة "امل" والآخرين من اجل النهوض بالبلد". وفي لقاء شعبي في الشمال قبل شهرين، اكد بالنسبة الى الحقيقة والمحكمة: "ان من يحاول المناورة هذه الايام ويهول علينا نقول له: ان المحكمة آتية، وان هناك لائحة طويلة من المتهمين وهم يعلمون هذا الامر. لهذا السبب يعمدون الى بيع اراضيهم بـ"بلاش" في مفاوضات مع اسرائيل"...

اما رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط فقد ابدى في حديث صحافي خوفه على مصير المحكمة ذات الطابع الدولي "لأن التحقيق يطول ويطول"، وقال علينا ان نكون حذرين لأن بعض الفاعلين الكبار في الاغتيال ربما اغتيلوا او قد يغتالون او يزولون"...

ومن جهة اخرى ما مغزى كلام الوزير السابق سليمان فرنجيه قبل اسبوعين على خوفه من حدث امني بحجم اغتيال الحريري "قد يطيح الانتخابات النيابية او يؤخر بدء عمل المحكمة او المحاكمة ذات الطابع الدولي؟ فلا تكون هناك انتخابات قبل ربيع سنة 2010 او ربيع 2011 الى ان يكون قد تم تنفيذ القرار 1701 كاملا وبتنفيذه تحل مشكلة سلاح "حزب الله" ومشكلة سلاح الفلسطينيين داخل المخيمات وخارجها فتجرى الانتخابات عندئذ في ظل الدولة اللبنانية الواحدة والسلاح الواحد وهو سلاحها. وهل كلام نواب في قوى 8 آذار ولا سيما في "حزب الله" على ان نتائج الانتخابات المقبلة سواء فازت فيها هذه القوى بأكثرية المقاعد، او فازت بها قوى 14 آذار لا بد من تشكيل حكومة وحدة وطنية تحقيقا للمشاركة الوطنية، معناه العودة الى "الثلث المعطل" الذي جعل الرئيس الاسد يعتبر في حديث له على اثر اتفاق الدوحة ان حكومة الوحدة الوطنية، "ضمان لعدم تسييس المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، اي ان الاعتماد على هذا "الثلث" من شأنه ان يجمد كل قرار لا يرضي سوريا، خصوصا ما يتعلق بالمحكمة وما تطلبه من الحكومة اللبنانية ويكون مسيئا الى سيادة سوريا والى هيبة الحكم فيها. فالحكومة الحالية او الحكومة التي ستنبثق من مجلس النواب العتيد مدعوة عند مباشرة المحكمة عملها في آذار المقبل الى تعيين قاض لبناني مساعد للمدعي العام الدولي وتأمين التمويل المطوب للجنة التحقيق الدولية من ضمن حصته في المساهمة في هذا التمويل، وهذا قد يثير خلافا داخل الحكومة الحالية، واذا تشكلت حكومة من اكثرية نيابية جديدة بعد الانتخابات كانت اكثرية حليفة لسوريا، فإن التعاون قد يصبح مفقودا او مشروطا بينها وبين المحكمة.

وفي انتظار انجاز انتقال لجنة التحقيق الدولية من لبنان الى هولندا مع اعضائها وكذلك الصناديق التي تحتوي على الملفات العديدة والاقراص المدمجة والتسجيلات الصوتية، وفي انتظار تسمية القضاة اللبنانيين وغير اللبنانيين في المحكمة عند اعلان بدء عملها في آذار المقبل، يعرف عندئذ ما اذا كان القرار الاتهامي الذي سيقدم الى المحكمة سيتضمن اسماء المتهمين والمتورطين في جريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه ام ان هذه الاسماء لن تعلن الا امام المحكمة عندما تبدأ المحاكمات وفي وقت غير معروف.

في معلومات متابعين لسير المحاكمة. ان الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون الذي حدد الاول من آذار موعدا لبدء عمل المحكمة وتعيين دانيال بلمار مدعيا عاما، مبرزا اهمية ذلك "ليس فقط من النواحي القضائية وانما ايضا لجهة المعنى السياسي: وانه "لن يكون ثمة تراجع في اصراره على انهاء حال الافلات من العقاب وضرورة مثول مرتكبي الجرائم الارهابية امام العدالة اينما كانوا وفي اي زمن كانوا وايا كان المتورطون فيها، سوف يكون لها اثر في منع تكرار ذلك مستقبلا في لبنان والشرق الاوسط" قد يفاجىء اللبنانيين فينشر اسماء هؤلاء المتورطين في هذه الجرائم، ربما قبل موعد الانتخابات حتى اذا كان ثمة مرشحون للانتخابات من بينهم فسوف يتم استبعادهم عن اللوائح اذا كانت قد تألفت أو كانت لا تزال في طور التأليف، وقد يكون هو الزلزال الذي صار الكلام عليه أنه هو الذي سيقلب موازين القوى رأسا على عقب...

 

في "استراتيجية الأحذية"  لاستعادة الكرامة العربية

علي حماده/النهار

من حيث الجرأة الشخصية كان منتظر الزيدي جريئا عندما رمى الرئيس الاميركي بفردتي حذائه احتجاجا على السياسة الاميركية في العراق. اما من حيث الجرأة الوطنية فالامر يختلف كثيرا، لان منتظر الزيدي تجاسر على قذف الرئيس الاميركي بحذائه ولم يقل لنا ما كان سيفعل لو ان الرئيس العراقي السابق صدام حسين كان الواقف مكان الرئيس نوري المالكي. ولم يقل لنا ما اذا كان اخوه الاصغر سيستعرض امام كاميرات العالم اجمع مجموعة احذية شقيقه وسط تهليل العائلة التي توشك على الاثراء السريع بفعل العروض العربية القومجية التي انهالت لشراء حذاء منتظر الزيدي، ووصل بعضها الى 10 ملايين دولار. غالب الظن انه ما كان ليصل الى قاعة المؤتمرات الصحافية الرسمية، ولو وصل اليها ورمى رئيسا ضيفا في حضرة صدام لكان وافراد عائلته انضموا الى قوافل طويلة من ضحايا نظام صدام... والمقابر الجماعية وقواعد عمارات بغداد الخراسانية اكبر شاهد على كثافة الحضور فيها!

لا يأتي هذا الكلام بداعي الدفاع عن سياسة الرئيس الاميركي في الشرق الاوسط، ولا عن حربه على العراق التي افضت الى نتائج عكسية، بفعل خروج ايران منتصرة منها، تماما كما خرجت منتصرة من حرب اخرى لم تخضها في افغانستان. وهنا الخطيئة الكبرى التي ارتكبتها الادارة الاميركية بتعبيدها الارض امام "العربة" الايرانية كي تخترق العالم العربي بدءا من العراق، مرورا بغزة وصولا الى لبنان حيث مفاعيل انقلاب 7 ايار قائمة وراسخة حتى الآن. ولكن اذا كنا نعتبر ان الاميركيين ارتكبوا الكثير من الاخطاء في العراق، فهل معنى هذا ان نحجب اخطاء العراقيين في ما بينهم؟ فشلالات الدم العراقي – العراقي، والاسلامي – الاسلامي، والعربي – الكردي ما كانت ممكنة لولا الارض الخصبة التي تهيأت لها في عراق ما قبل 2003، وانفجرت في عراق ما بعد 2003. وهل علينا ان نتناسى خطايا الجوار العراقي في شعب العراق، بدءا من التغلغل الايراني سلاحا وعتادا في الجنوب والوسط، وصولا الى التصدير المنهجي للارهاب المنطلق من اراضي الجارة سوريا؟

ان بعض المتحمسين لـ"استراتيجية الأحذية" التي اطلقها منتظر الزيدي يقدمها على انها ثورة وانتصار للكرامة العربية، ويعتبر ان الحذاء يؤذن بانهيار المشروع الاميركي. اما نحن فنقول ان المشروع الاميركي في العراق والمنطقة انتهى يوم ترك ايران لاعبا اقليميا شبه وحيد يطرق ابواب المجتمعات العربية ليخترقها. وانتهى المشروع يوم استسلم للقرار الاسرائيلي بحماية النظام في سوريا الذي كان يخشى الديموقراطية في دمشق، ويؤثر نظاما اقلويا، مكروها، ومعزولا، مفقرا لشعبه، قامعا له وعلى صِدام مع محيطه العربي، على سوريا جديدة ينتصر فيها الانسان السوري الحر المتحرر. وانتهى المشروع الاميركي يوم ترك الرئيس محمود عباس لقمة سائغة للاستراتيجية الاسرائيلية التي غذت وتغذي حركة "حماس" عبر الاستمرار في تعطيل مسيرة السلام، وقضم الاراضي والتهويد، والتضييق على الشعب الفلسطيني. لم يكن المشروع الاميركي في حاجة الى حذاء منتظر الزيدي ليعلن فشله. وبدوره لم يكن الوطن العربي في حاجة الى حذاء منتظر الزيدي ليكتشف ان الاوطان والامم لا تبنى برمية حذاء يهتاج لها المهتاجون الموسميون والانتهازيون، وسرعان ما نعود الى حالة البؤس التي ينبع معظمها من انظمة امتهنت دوس الانسان العربي بحذاء القتل والقمع والتجويع والتيئيس، ليعود منتظر الزيدي بعد ان يطلق سراحه، وبعد ان يخرج الاميركيون من العراق ليكتشف ان الحذاء بقي حذاء وانه بقي مجرد مواطن عربي ابتسم له الحظ في عراق ما بعد صدام حسين!

تبقى حالة واحدة يمكننا كلبنانيين ان نسجلها للرئيس الاميركي جورج بوش وللاستراتيجية الاميركية وان تكن ناقصة: انه واكب ثورة الشعب اللبناني ضد نظام الوصاية وحماها دوليا، وساهم مع رئيس فرنسا جاك شيراك في محاصرة النظام السوري لدفعه خارج لبنان بعد ثلاثين عاما من وصاية احتلالية تخضبت يداها بدماء اللبنانيين.  فألا يستحق بوش تحية من الاستقلاليين اللبنانيين؟

     

مسؤول سوري: عون تاب والأسد يثق به!  الجنرال قوي بالكلام ضعيف بالأفعال وعاجز عن طمأنة المسيحيين

عبد الكريم أبو النصر/النهار

زيارة العماد ميشال عون لسوريا ليست لها فعلا قيمة حقيقية او جدوى سياسية او تأثير ملموس على مسار العلاقات اللبنانية – السورية، ذلك ان الجنرال قام بمهمة خاصة ومن دون ان يحصل على تفويض شعبي مسيحي بأن يعمل على فتح صفحة جديدة مع نظام الرئيس بشار الاسد وفقا للشروط السورية. ويخطئ زعيم "التيار الوطني الحر" تماما اذا تصور انه يكفي ان يرتاح هو شخصيا الى نيات الاسد حيال لبنان لكي يزيل آثار الظلم والقهر السوريين للبنانيين ولكي يطمئنهم الى مستقبلهم. وفي الوقت الذي يقدم عون الولاء لنظام الاسد  وينتقد بقسوة الاستقلاليين الغاضبين من الاعمال والممارسات السورية المختلفة، يعمل الرئيس ميشال سليمان، مدعوما من الغالبية العظمى من ابناء شعبه ومن سائر الدول المعنية بمصير لبنان، على تصحيح العلاقات اللبنانية – السورية واعادة بنائها على اساس المساواة والندية بعيدا من منطق التبعية وبما يؤدي الى تأمين المصالح الحيوية المشروعة للبنانيين والى تعزيز مقومات لبنان المستقل السيد المتحرر من اي خطط سورية وايرانية مهددة لامته واستقراره ومصيره".

هذه هي خلاصة التقويم الذي اجرته جهات اوروبية رسمية لزيارة عون الى سوريا، وذلك استنادا الى معلومات حصلت عليها من بيروت ودمشق وطهران. وركزت هذه الجهات الاوروبية في تقويمها لأبعاد زيارة عون الى سوريا ولخلفياتها واهدافها على المسائل الاساسية الآتية:

أولاً، استقبل النظام السوري عون بحفاوة كبيرة ومقصودة لأنه تخلى عن معركة الدفاع عن استقلال لبنان وسيادته واصبح عنصرا ناشطا في التحالف السوري – الايراني منذ تعميق علاقاته مع "حزب الله" وحلفاء دمشق. ووفقا لما اكده مسؤول سوري لديبلوماسي اوروبي، فان نظام الاسد اصبح يثق بعون لأنه "تاب" ولأنه يقف بشراسة ضد القوى الاستقلالية، ولأنه اصبح يعطي الاولوية لارضاء سوريا، وهذا ينسجم تماما مع المنهج السوري في التعامل مع لبنان، اذ ان نظام الاسد، سواء في عهد الاب او الابن، حارب باستمرار الشخصيات الاستقلالية ومنح "بركته" وصداقته فقط للذين يطيعونه وينفذون تعليماته. وذاكرة اللبنانيين لا تزال حية.

ثانياً، زيارة سوريا هذه تعكس ضعف عون وليس قوة نظام الاسد. ذلك ان الجنرال فقد الكثير من شرعيته الشعبية التي حصل عليها في انتخابات عام 2005 لأنه خاض هذه المعركة آنذاك مدافعا عن استقلال لبنان وسيادته ورافضا بقوة الهيمنة السورية عليه ودولة "حزب الله" المسلحة ومطالبا بحماية المجتمع الدولي لهذا البلد، فاذا به ينقلب كليا على هذه المبادئ والاقتناعات ويصبح حليفا اساسيا للنظام السوري من دون ان يبدل هذا النظام جديا وجذريا سياساته حيال لبنان، واذا به يتبنى كليا استراتيجية "حزب الله" ويريد تحويل لبنان بأسره مجتمعا مقاوما وتوزيع السلاح في مختلف المناطق لمواجهة اسرائيل ومحاولة استعادة منطقة شبعا الصغيرة التي يمكن استعادتها بالوسائل الديبلوماسية ومن دون تدمير لبنان، كما يفعل السوريون بالنسبة الى الجولان. ويخطئ نظام الاسد اذا تصور انه قادر على تكريس من يريد زعيما للمسيحيين، اذ ان زمان الهيمنة ولى وانتهى واصبح اللبنانيون هم الذين يختارون بحرية ووعي ممثليهم وقادتهم، كذلك منحوا الاستقلاليين الغالبية الكبرى من اصواتهم. ويخطئ عون اذا اعتقد انه يستطيع جر المسيحيين وراءه الى دمشق وفقاً للشروط السورية.

ثالثاً، تصرف عون خلال هذه الزيارة وبعدها كأنه متحدث باسم القيادة السورية، اذ طمأن اللبنانيين الى ان "سوريا لن تعود" الى بلدهم، واخذ يشجعهم على اجراء نقد ذاتي لتجربتهم الطويلة مع دمشق، بل وعلى تقديم الاعتذار الى السوريين كأن اللبنانيين هم الذين اخطأوا في التعامل مع سوريا وليس العكس وكأن القوى الاستقلالية هي التي اساءت وتسيء الى سوريا لانها تدافع عن استقلال بلدها وترفض الاغتيالات وعمليات زعزعة الاستقرار المختلفة وتنشد العدالة. ويتجاهل عون كلياً ان النظام السوري هو الذي تعامل مع لبنان على اساس انه محافظة سورية واساء اليه وظلم اللبنانيين واعتمد سياسة الاملاءات في تعاطيه معهم ودفعهم باستمرار الى اعطاء الأولوية لتأمين المصالح السورية وعمل بشكل منتظم على تقليص نفوذ المسيحيين ودورهم بالتعاون مع شخصيات مسيحية مرتبطة به.

عون عاجز عن طمأنة المسيحيين

رابعاً، لعل اخطر رسالة يوجهها عون الى اللبنانيين هي ان المعركة من اجل استقلال لبنان انتهت، وان الذين يتحدثون عن اطماع النظام السوري في هذا البلد مخطئون، وان ما يريح لبنان فعلاً ويطمئن اللبنانيين هو الارتباط الوثيق بنظام الاسد وبحليفه الايراني والابتعاد عن المجتمع الدولي الذي يعمل، بدعم من المجموعة العربية واستناداً الى قرارات مجلس الامن، على توفير وتأمين أوسع قدر من الحماية للبنانيين ولتطلعاتهم ولرفضهم اي نوع من الوصاية السورية عليهم.

خامساً، اراد عون الايحاء ان المسيحيين الذين يمثلهم "غفروا" لنظام الاسد ما قام به ويقوم به، وان مطالبهم منه مختلفة عن مطالب القوى الاستقلالية التي يمثلها فريق 14 آذار والمنتمون الى تيار الرئيس ميشال سليمان. لكن الواقع هو ان هذه الزيارة حددت بوضوح جوهر معركة الانتخابات النيابية التي ستجرى في ربيع 2009 على اساس انها معركة بين الاستقلاليين المدافعين فعلاً عن استقلال لبنان وسيادته ووحدته الوطنية وسلمه الاهلي وبين محور دمشق - طهران الذي يريد فرض هيمنته على هذا البلد واستخدامه بوسائل مختلفة لتعزيز موقع السوريين والايرانيين التفاوضي مع الدول الكبرى بما يتعارض مع مصالح اللبنانيين.

وقد تصرف عون خلال زيارته سوريا وبعدها كسياسي يريد ارضاء نظام يظنه قوياً فيبدو مرتاحاً مطمئناً الى مواقفه ازاء لبنان وكأنه يشجع الاسد على المماطلة والتهرّب من تنفيذ الالتزامات والمطالب المتعلقة بلبنان والتي هي حق مشروع للبنانيين.

سادساً، اثبت عون انه سياسي قوي بالكلام، خفيف بالاعمال والافعال، اذ انه تبنى فعلاً كل مواقف "حزب الله" وحلفاء دمشق الآخرين وتوجهاتهم ولم يتمكن من اقناعهم بأي شيء، ودافع عن كل اعمالهم وممارساتهم منذ 2006 الى اليوم ومن ضمنها استخدامهم السلاح والعنف في الصراع السياسي الداخلي وتفجير النزاعات بين اللبنانيين وسعيهم الى اضعاف الدولة ومؤسساتها والجيش، والى فرض استراتيجية المقاومة على اللبنانيين. وعون الضعيف عاجز عن طمأنة المسيحيين وتقوية دورهم، اذ انه ليس قادراً على إلزام نظام الاسد بشيء في الوقت الذي يدعو اللبنانيين الى منح ثقتهم لهذا النظام.

الطائف والمحكمة الدولية

سابعاً، حملة عون على اتفاق الطائف ومطالبته الملحة باجراء تعديلات جذرية فيه وبالتالي في الدستور اللبناني تبدو كأنها ناتجة من حرص زعيم "التيار الوطني الحر" على تعزيز دور المسيحيين ونفوذهم لكنها في الواقع عملية خداع وتمويه متفق عليها مع دمشق وطهران وهدفها الحقيقي إبعاد المسيحيين عن فريق 14 آذار ودفعهم الى الاحتماء بالنظام السوري. ذلك أن حلفاء عون، وعلى رأسهم "حزب الله"، ليسوا راغبين اطلاقا في تعديل اتفاق الطائف لتعزيز مواقع المسيحيين وتقوية نفوذهم وصلاحيات رئيس الجمهورية بل انهم راغبون في تعديل هذا الاتفاق وتعديل الدستور من أجل تعزيز دور الشيعة في تركيبة السلطة وأجهزة الدولة ومؤسساتها من خلال اسقاط المناصفة بين المسلمين والمسيحيين التي ينص عليها الطائف، واعتماد المثالثة بدلا منها اي تقاسم السلطة وتوزيع الصلاحيات والوظائف على أساس حصول الشيعة على الثلث والسنّة على الثلث والمسيحيين جميعا على الثلث. ومثل ذلك يشكل انتقاصا تاريخيا من حقوق المسيحيين واضعافا لهم ليس له سابق. ولو كان عون يريد فعلا تعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية، كما يزعم، لكان وقف الى جانب الرئيس ميشال سليمان وسانده ودعمه بدلا من العمل سرا ضده لأن نظام الاسد يتعامل بحذر شديد مع رئيس الجمهورية الرافض التبعية له، والمنفتح عربيا ودوليا، والمصمم على تأمين المطالب اللبنانية المشروعة وأبرزها: تعجيل عملية تبادل السفراء بين لبنان وسوريا، وضبط الحدود، ووقف تهريب الاسلحة الى قوى لبنانية وفلسطينية متحالفة مع دمشق، وترسيم هذه الحدود، وتكريس لبنانية شبعا خطيا ورسميا لتسهيل استعادتها بالوسائل الديبلوماسية، وحل قضية المفقودين والمعتقلين اللبنانيين في سوريا وتطبيق القرار 1701 لانهاء دور لبنان كساحة مواجهة مفتوحة تخدم السوريين والايرانيين، ومراجعة الاتفاقات غير المتوازنة التي أبرمت في مرحلة الهيمنة السورية، والغاء معاهدة "الاخوة والتعاون والتنسيق" والمجلس الاعلى السوري – اللبناني الذي أنشأ علاقة وحدوية بين البلدين. والملفت للانتباه ان عون يتجاهل او يتجاوز هذه المطالب الاساسية التي يتمسك بها اللبنانيون في غالبيتهم العظمى ويعمل سليمان على تأمينها وتحقيقها في تعاطيه والنظام السوري وفي اتصالاته العربية والدولية الواسعة.

ثامناً، موقف عون السلبي والمستهزئ والمشكك بالمحكمة الدولية المكلفة النظر في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وفي جرائم سياسية وارهابية أخرى، هذا الموقف ينعكس تماما مدى حرص الجنرال على التقرب من نظام الاسد ومحاولة تأمين التغطية له، كما يعكس مدى ابتعاده عن آمال الغالبية العظمى من اللبنانيين في تحقيق العدالة وتأمين الحماية من الاغتيالات والعمليات الارهابية والتخريبية التي استهدفت الشعب اللبناني بأسره وليس فقط الشخصيات الاستقلالية البارزة. ذلك ان المحكمة الدولية، وفقا لمصادر ديبلوماسية أوروبية وثيقة الاطلاع، هي "الهاجس الاكبر" للنظام السوري و"مصدر القلق الرئيسي" له، كما أنها بمثابة "قنبلة موقوتة" يمكن ان تفجر أزمات حقيقية في العلاقات بين سوريا ودول عدة خلال سنة 2009 حين يصدر المدعي العام قراره الاتهامي وتتم ادانة مسؤولين لبنانيين وسوريين بتهمة التورط في جريمة اغتيال الحريري وفي جرائم أخرى. وهذا ما تتوقعه مصادر ديبلوماسية غربية مطلعة على مجرى التحقيق الدولي. لكن عون لن يستطيع ان يحجب الحقيقة مع حلفائه، وان يحمي المسؤولين السوريين واللبنانيين المرتبطين بهم والمتورطين في هذه الجرائم من الملاحقة والمحاسبة الدوليتين، غير ان موقفه من هذه القضية يظهر بوضوح مدى حرصه على تقديم "الولاء" للنظام السوري.

تاسعاً، عون ليس قادرا على اضعاف الرئيس ميشال سليمان مهما فعل لانه لم يعد ذلك "الزعيم المنقذ" الذي اعتقد المسيحيون انهم عثروا عليه فمنحوه ثقتهم الواسعة في انتخابات عام 2005 لكنه خيب آمال الكثيرين منهم اذ اصبح جزءا من المشروع السوري – الايراني الذي يرفضه اللبنانيون في غالبيتهم الواسعة لانه يلحق الاضرار بهم ويضعف وطنهم. وبمقدار ما يبتعد الكثير من اللبنانيين ومن المسيحيين خصوصا عن عون فانهم يتمسكون بميشال سليمان كرئيس توافقي حريص على السلم الاهلي وعلى حماية الوطن وتأمين مصالح اللبنانيين ومطالبهم الحيوية والمشروعة، بينما يبدو زعيم "التيار الوطني الحر" حريصا باستمرار على اشعال الحرائق وتفجير المواجهات والصراعات بين اللبنانيين من دون ان يبدي اهتماما بمصير الوطن وبمستقبل ابنائه، منسجما في ذلك مع الاستراتيجية السورية المستمرة والهادفة الى اضعاف لبنان وتمزيق وحدة ابنائه ورفع الحماية الدولية والعربية التي تؤمنها له القوى الاستقلالية، وذلك كله من اجل تسهيل السيطرة مجددا على هذا البلد بالتعاون مع بعض ابنائه كما حدث في السابق.

ووفقا لما قاله لنا ديبلوماسي اوروبي مطلع، فان العماد ميشال سليمان "هو الذي يجب ان يشرف، وفي الوقت الملائم وفي اجواء سلمية هادئة، على عملية تعديل الطائف والدستور بما يعزز مواقع المسيحيين على اساس المناصفة لا المثالثة، ومن دون الانتقاص من نفوذ السنة والشيعة وصلاحياتهم، لان سليمان رئيس توافقي، ولان اي تعديلات دستورية يجب ان تكون متوازنة وتتطلب بالتالي توافقا حقيقيا بين مختلف الافرقاء اللبنانيين، والا تحولت هذه العملية حربا داخلية تحاول سوريا الافادة منها لكي تتسلل مجددا الى لبنان وتفرض سيطرتها عليه".

 

"الحرب السرية على إيران":مغنية "الثعلب الإيراني"الذي جعل "القنبلة الذكية "عقيدة     

يبدأ "يقال.نت"نشر معلومات أوردها كتاب "الحرب السرية مع إيران" للصحافي الإسرائيلي رونن برغمان.في هذا الجزء ،وهو الأول الذي يلي تمهيدا نشرناه سابقا،يروي الكتاب قصة صعود عماد مغنية في "حزب الله"بفضل قدرته على استعمال "القنبلة الذكية "أي الإنتحاريين،في حرب إيران المفتوحة على إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية بعد محطة خليجية،بدءا بلبنان مرورا بفلسطين وصولا الى العراق،بعد وقفة قصيرة ولكن تراجيدية في الكويت.

من هو عماد مغنية بحسب وثائق المخابرات الإسرائيلية ؟وما هي الأعمال المنسوبة إليه في بدايات صعوده ؟وكيف انتقل من حارس شخصي لصلاح خلف في حركة فتح الى حارس شخصي للسيد حسين فضل الله في "حزب الله"فإلى أبرز قيادي في الجناح العسكري لحزب الله؟ 

من الواضح أن الانفجار الذي وقع، في صور في تشرين الثاني 1982، كان الأوّل على نطاق العمليات الإنتحارية في لبنان .كان واحدا من الأحداث المفصلية التي جرت في التاريخ المأساوي لعمليات التفجير الانتحارية في جميع أنحاء العالم. مع ذلك، ومما يبعث على الدهشة، تستّرت اسرائيل على حقيقة أن هذا الانفجار كان هجوما انتحاريا، وحتى يومنا هذا تدّعي أنه كان حادثا.

في ذلك الوقت، قام جيش الدفاع الإسرائيلي بتعييّن لجنة تحقيق داخلية لمعرفة ما حدث. أكّدت هذه اللجنة أن الانفجار تسبّب به "حدوث عطل فى قوارير غاز الطبخ في المبنى" وقامت بتجاهل مجموعة من الأدلة التي تشير إلى عكس ذلك. تمّ تحويل القضية بعد ذلك إلى إدارة البحث الجنائي لقوات الدفاع الاسرائيلية، التي خلص تحقيقها الطويل، السري والشامل الى استنتاج مختلف. لقد عثرت إدارة البحث الجنائي على ثلاثة شهود عيان شاهدوا سيارة بيجو تتجه بسرعة جنونية نحو البناء.

اثنان من الشهود كانوا من اللبنانيين الذين أصيبوا بحروق بسبب الحرارة الناتجة عن الانفجار. هذان الشاهدان تحدثا إلى الطبيب الذي عالجهما في مستشفى صور فور إصابتهما في الانفجار، وأكد الطبيب للمحققين إفاداتيهما. عثر محققو الشرطة العسكرية على محرك بيجو دفن تحت انقاض المبنى. وحدّدوا عبر رقمه المتسلسل أنه يعود لسيارة تمّ الحصول عليها في لبنان، وأنها لم تستخدم من قبل جيش الدفاع الإسرائيلي. كما وجدوا قدما لا تعود الى أي من جثث الضحايا . ومع ذلك قام جيش الدفاع الإسرائيلي بدفن تقرير إدارة البحث الجنائي في خزنة مغلقة. كما تجاهل "شين بيت"، الذي فقد معظم من لديه من الموظفين التنفيذيين في جنوب لبنان في التفجير، النتائج التي توصلت إليها إدارة البحث الجنائي. وحتى يومنا هذا، ينفي الإقرار بوجود التقرير.

عملية البحث التي رافقت التحضير لهذا الكتاب كشفت عن شهادة خطية من قبل أحد رجال الشين بيت الذي خدم في في لبنان وقتها، والذي وصل في وقت لاحق لتبوؤ منصب رفيع جدا في المنظمة. في شهادته، قال انه بعد الانفجار الذي وقع في صور تلقى تقريرا استخباراتيا مفصلا يتضمن وصفا كاملا عن الأعمال التحضيرية للتفجير الانتحاري، وجميع الصلات التي تربط حزب الله بهذا الهجوم. وجاء أيضا في شهادته الخطية، أن قيادة الشين بيت أمرت بالتعتيم على التقرير وعدم مناقشته مجددا. الضباط في الوحدة 504 التابعة للاستخبارات العسكرية، المجموعة التي تدير شؤون العملاء واستجواب الأسرى، تنكر لهذا اليوم أن معلومات قد وصلتها قبل وبعد الانفجار تدلّ إلى أن أعضاء منظمة شيعية اسمها "المقهورون في الأرض" (اسم حزب الله الأول) هي المسؤولة. في حقيقة الأمر، علمت تلك الوحدة أن السيارة المفخخة التي استخدمت في الهجوم تم تجميعها في مرآب لتصليح السيارات في بيروت يعود لواحد من أعضاء التنظيم.

لم يعر أحد في الموساد أي اهتمام لتقرير عن تأبين حضره كبار مسؤولي حزب الله في قرية صغيرة اسمها دير

قانون النهر في لبنان، حيث تمّ بناء نصب تذكاري صغير في ذكرى سائق البيجو الانتحاري، احمد قصير. وذكرت التقارير ان شهادة تكريم قصير وصلت إلى منزل أسرته من قائد الأمة الإسلامية الذي لم يكن غير آية الله روح الله الخميني. حملت شهادة التكريم صورة للإمام، وشعار الجمهورية الاسلامية، وتم فيها الإشادة بما قام به قصير. على الرغم من كل هذه الأدلة الواضحة، وحتى يومنا هذا تنكر المخابرات الإسرائيلية تقصيرها، بل وتنكر حتى وقوع هجوم ارهابى، مدّعية أن الانفجار ناجم عن مشكلة مع اسطوانات الغاز.

ومن الممكن أن نرى في هه التعمية على الحقائق في كارثة صور مقياسا لتصميم اسرائيل على تجاهل واضح لتحديد أهمية وخطورة حزب الله نفسه. لطالما قلّلت المخابرات الإسرائيلية كثيرا من خطر الارهاب الشيعي، متظاهرة أنه على الأغلب مجرد ازعاج عابر. هذا الأمر ينطبق أيضا على وكالة المخابرات المركزية الامريكية والغرب بصفة عامة، في الفترة من 1982 حتى الهجوم على الولايات المتحدة الأمريكية من 11 أيلول 2001.

يقول القاضي اسحق دار من المحكمة المركزية في حيفا والذي كان عضوا في الفريق الذي حقق في القضية، وساعد في كتابة التقرير الذي تدعي المخابرات بعدم وجوده: "هذا الموضوع بقي يحرق قلبي لسنوات عدة ". "وأكثر ما يستفزني ويزعجني هو أنه على الرغم من النتائج التي توصلنا إليها في إدارة البحث الجنائي، أراد الجميع الإعتقاد بأن ما حصل كان نتيجة إهمال في قوارير الغاز، وليس عملا ارهابيا، ولذلك تمّ إهدار سنة قيّمة للغاية للاستعداد للهجوم التالي، والذي كان يمكن تفاديه مع القليل من الوعي لإمكانية استخدام السيارات المفخخة. ونحن لم نستعد. وهكذا ضربنا بكارثة صور الثانية ". حزب الله ومموّله الايراني، ألحقوا تفجير صور بهجمات مماثلة.

في 4 تشرين ثاني 1983، بالضبط قبل اسبوع من الذكرى السنوية الأولى على كارثة صور الأولى، رأى نكد صربوخ، من حرس الحدود الاسرائيلي الذي كان يحرس قاعدة تابعة للجيش في المدينة ذاتها، شاحنة بيك اب مسرعة في اتجاه القاعدة. "كان يقود بسرعة جنونية" ، قال صربوخ في وقت لاحق. " عرفت على الفور ان نواياه لم تكن حسنة". صربوخ أطلق النار على البيك أب، 130 رصاصة أصابت البيك اب مباشرة، لكنها فشلت في إيقافه. السائق الانتحاري ارتطم بالقاعدة مفجرا 500 كيلو من المتفجرات كان يحملها. المبنى الذي يضم مقر عمليات الشين بيت في القاعدة تهاوى، كما لحقت اضرار جسيمة بالمباني والخيم المحيطة به. قتل في الانفجار ثمانية وعشرون اسرائيليا معظمهم من محققي الشين بيت ورجال شرطة الحدود، فضلا عن اثنين وثلاثين من الأسرى اللبنانيين الذين كانوا قيد الاعتقال في القاعدة. وأصيب آخرون كثر بجروح.

ظهور مغنية

عبر العمل المشترك، سرعان ما توصلت المخابرات الاميركية والاسرائيلية لتحديد هوية المسؤول عن الانفجار . منظمة الجهاد الإسلامي، التي أعلنت مسؤوليتها، كانت في الواقع الجناح العسكري لحزب الله. على رأس تلك المنظمة الرجل الذي حتى ذلك الحين لم يكن معروفا للموساد ووكالة المخابرات المركزية: عماد مغنية. هو بمثابة اسامة بن لادن الحزب اللهي، مع فارق واحد، أسامة لا يزال فارا في العام 2008 أما مغنية فقد تمّ العثور عليه والتخلص منه في انفجار سيارة ملغومة في دمشق في كانون الثاني 2008.

"في وقت آخر، مكان آخر أو أمة أخرى، كان عماد مغنية ليحقق نجاحا كرجل أعمال" يقول الرائد ديفيد باركاي. خلال عام 1980 وأوائل عام 1990 كان هذا الرائد قائد للقاعدة الكبيرة في شمال اسرائيل التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية. وهو كان مسؤولا عن ملف عماد مغنية، ضمن أمور أخرى، وقد قدم هذا التقييم عن مغنية قبل تفجير دمشق: "هو واحد من أكثر العقول خلقا وعبقرية بين من صادفتهم في حياتي. يتمتع بإدراك عميق، وفهم ممتاز للتقنيات وقدرات قيادية. لسوء الحظ، فإن مزيجا من الظروف الجغرافية السياسية والشخصية، قادته ليوجّه مواهبه الرائعة الى طريق الدم والدمار صانعة منه هذا العدو الخطير".

الثعلب الإيراني

قام العديد من عملاء المخابرات في كثير من البلدان بدرس الشخصية المعروفة بإسم "الثعلب الايراني". باركاي وموظفوه، وخلفاؤهم كرسوا ساعات لا تحصى لمغنية في معركة دهاء ماكرة، وقاسية. لسنوات، بقي الاسرائيليون كما الامريكيون غير قادرين على وضع حد لأنشطة"الثعلب"المبتكرة والدموية، كان مفجرا مرواغا. فالتقارير التي طالما توافرت لوكالات المخابرات الغربية عن مكان وجوده كانت تتضارب. في لبنان، اعترف احد مصادر المخابرات البريطانية وبخجل في العام 2001 أنه على الرغم من الاهتمام الكبير الذي توليه المملكة المتحدة للسيد مغنية، لم تكن لديهم فكرة عن مكان وجوده أو ما قد يكون يخطط له.

في الولايات المتحدة، كان عماد مغنية على قائمة المطلوبين لمكتب التحقيقات الفدرالي لواحد وعشرين عاما.

في 12تموز 2006 تمكن عماد مغنية من إشعال شرارة الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله، عندما قاد عملية اختطاف اثنين من الجنود الاسرائيليين. لقد كان محاربا بالوكالة للإيرانيين لا يقدر بثمن.

وفقا لتقييم سري للغاية أعدته الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية في عام 1996، تقوم ايران باستخدام الارهاب ضد اسرائيل بانتقائية وبعقلانية، وذلك نتيجة تقديرها وإدراكها للأضرار الديبلوماسية الجسيمة التي قد تتسبب بها لنفسها إذا كشف دورها. وبناء على ذلك، تتبع إيران عادة طريقا غير مباشر. هذه الطريق غير المباشرة بحسب التقرير، كانت تمر عبرعماد مغنية.

السيرة الذاتي لمغنية

مغنية في السابع من 7 ديسمبر 1962، في قرية طير دبا جنوب لبنان، وهو البكر لثلاثة أشقاء وشقيقة. والداه، أمينة ومحمود جواد، كانا قد تزوجا قبل عام من إنجابه. وكان والده شيعيا ملتزما توفي في العام 1979،وهو واحد من القلائل بين أفراد الأسرة ، مات موتا طبيعيا.

وفقا لملفات المخابرات الاسرائيلية، قضى مغنية معظم طفولته في بئر العبد، وهي واحدة من الأحياء الشيعية الفقيرة في جنوب بيروت والتي ازدحمت بالفلسطينيين بعد فرارهم من الأردن عقب اتخاذ الملك حسين اجراءات صارمة هناك ضد منظمة التحرير الفلسطينية في أيلول 1970.

في أواخر العام 1970، ترّك مغنية من المدرسة الثانوية، وانضم لحركة فتح، حيث خضع لتدريب على حرب العصابات. في وقت لاحق انضم الى قوات الـ 17، وحدة الأمن النخبوية في فتح، وأصبح مغنية حارسا شخصيا لنائب عرفات، صلاح خلف (المعروف بإسم أبو إياد). في العام 1982، عندما كانت منظمة التحرير الفلسطينية على وشك مغادرة بيروت لتونس نتيجة لغزو آرييل شارون للبنان، قرر كثر من أعضاء فتح الشيعة، بمن فيهم عماد وشقيقيه فؤاد وجهاد، البقاء في لبنان. في العام 1983، في ذروة انشغاله بالتخطيط للعمليات الانتحارية ضد اهداف اميركية، وفرنسية واسرائيلية في لبنان، وجد مغنية الوقت الكافي ليتزوج ابنة عمه، سعدة بدر الدين. ولدت ابنتهما فاطمة في 2 آب 1984، وابنهما مصطفى في 7 كانون الثاني1987.

على الرغم من أن مغنية خلال تلك الفترة كان اسلوبه في العيش علمانيا بالكامل،فقد انضم واخوته الى حزب الدعوة الاسلامية.الدعوة الإسلامية هي واحدة من أكثر الجماعات الشيعية المتطرفة الصغيرة التي سرعان ما انضمت لاحقا لحزب الله إلى جانب غيرها من المجموعات الشيعية.

"ليس قديسا ولكن مكانه الجنة"

وبدأ عماد ليكون أكثر التزاما ببعض الشعائر والتعاليم الشيعية. ووفقا لبعض التقارير، توقف مغنية عن رؤية نساء غير زوجته، أقلّه في العلن. ولكن حتى بعد ذلك بكثير، وبالرغم من منزلته الرفيعة، لم يكن ليُعتبر شيعيا متديّنا. في محادثة هاتفية سجلتها المخابرات الإسرائيلية في العام 1999، تحدث الشيخ نعيم قاسم عن مغنية قائلا: "انه ليس قديسا كبيرا عندما يتعلق الأمر بالدين، ولكن إنجازاته العسكرية المجيدة تعوّض عليه وتضمن له مكانا في الجنة".

خلافا لغيره من قادة حزب الله الشباب، لم يكن مغنية قابضا على نفوذ سياسي ولم يتمتع بسلطة دينية على الشيعة. كان ببساطة رجل المهمات والعقل المدبر لعمليات منظمته الأكثر جرأة.

في أيامه الأولى، كان حزب الله في حاجة ماسة لشخص مثله. ديفيد باركاي، الذي كان واحدا من كبار الخبراء الإسرائيليين في ملف مغنية خلال عام 1980، كان لديه فهم شديد للقدرات الخاصة إلى وفرها مغنية لحزب الله.

باركاي انتسب الى الوحدة 504 في أوائل العام 1980 ،بعدما خدم كجندي في وحدة المغاوير، وكمدرب لضباط الجيش، وكضابط في القوات الجوية وحدة الانقاذ. وهو حاصل على درجة البكالوريوس والماجستير في الدراسات الشرقية من جامعة سوربون الفرنسية ، ويحمل كذلك الحزام الأسود في الجودو.

في العام 1986، عيّن قائدا لقاعدة الوحدة 504، وأصبح المسؤول عن تجنيد أكثرية العملاء في لبنان وسوريا. بعد ذلك بفترة وجيزة، تلقى معلومات خاصة متعلقة بتحديد صفات أحد الإرهابيين خلال عملية مطاردة شارك فيها بالمواجهة العسكرية التي اسفرت عن تمكنه من قتل ذلك الإرهابي. " يجب أن نتذكر، أن حزب الله كان في 1982 و 1983 حركة تقدّم نفسها على أنها نتاج أصيل للأيديولوجية، وأعضاؤها هم ممن سافروا إلى إيران أساسا لدراسة الدين و لم تكن لديهم القدرة التشغيلية على الإطلاق في العديد من المجالات، ومن خلال هذا النقص استطاعت الحرس الثوري الايراني الولوج إليهم. عماد مغنية، الذي اكتسب عندئذ قدرا كبيرا من المهارات العملية والدراية الفنية بوصفه أحد المتعهدين لتنفيذ أعمال إرهابية، كان الرجل المناسب في المكان المناسب لهم".

العميد شمعون شابيرا، مسؤول كبير سابق في المخابرات العسكرية وسكرتير عسكري لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، في أطروحة الدكتوراه الشاملة التي أعدها عن حزب الله صنع شجرة عائلة الإرهاب الشيعي في لبنان. واحد من رؤساء هذه الشجرة،هو الشيخ محمد مغنية الذي كان من ابرز المراجع الدينية في لبنان في أوائل السبعينات. ويوضح، "آل مغنية هي عائلة بالفعل سيئة السمعة في لبنان. هذه العشيرة، مع غيرها من العائلات المعروفة مثل حمادة، المقداد، والموسوي، كانت نتاجا للظروف التي جعلت من الممكن لأشخاص متعصبين جدا وخارجين على القانون أن يحققوا أكثر أوهامهم جموحا. في دولة طبيعية، لا يمكنك أن تبقي ثلاث مائة كلغ من المتفجرات أو مائتي بندقية هجومية من طراز ايه كيه 47 في منزلك. ومع آل مغنية وغيرها من الأسر، أصبحت أشياء من هذا النوع من الامور العادية التي تحصل بشكل يومي".

من حراسة أبو أياد الى حراسة فضل الله

المهمة الأولى لمغنية في حزب الله ،تمثلت في فصله حارسا شخصيا لزعيمه الروحي، السيد محمد حسين فضل الله، الذي، على الرغم من صلاته بإيران، كان هو السلطة العليا في لبنان.

حزب الله كان يدار من قبل هيئة تعرف بإسم مجلس الشورى، التي تكوّنت من سبعة أعضاء بداية، ثم من تسعة، وبعد ذلك توسعت الى اثني عشر عضوا. وكانت غالبية أعضاء مجلس الشورى من رجال الدين، بينما كان الأعضاء الآخرون متدربين عسكريا.

زعامة حزب الله لم تكن في لبنان. رسميا، كان زعيم تلك المنظمة هو آية الله الخميني. وينص النظام التأسيسي ل"حزب الله" على أن القرارات تتخذ بأغلبية الأصوات، وعندما لا يمكن التوصل إلى اتفاق، تحال المسألة إلى الإمام الخميني.

كان حجة الاسلام علي اكبر محتشمي بور،ممثل الخميني في مجلس شورى المنظمة في لبنان. تمّ اختياره من قبل الخميني لرئاسة المجلس، وليكون مسؤولا كممثل ايران لتأسيس حزب الله وقيادته. كان نفوذ محتشمي – بور،وهو واحد من أقرب مساعدي الخميني، و سفير إيران في سوريا منذ العام 1982،يتجاوز نفوذ سفير ،إذ كان يسيطر على ميزانية شهرية بعشرات الملايين من الدولارات، وكان يقوده الشعور بالواجب وطموح بلا حدود.

إجتماع دمشق وقرار طرد القوى المتعددة الجنسية من لبنان

في أذار 1983، بعد أربعة أشهر من انفجار صور، عقد اجتماع في مكتب السفير محتشمي بور في دمشق، ضمّ قادة من حزب الله.في هذا الإجتماع مثّل عماد مغنية السيد محمد حسين فضل الله .كان يحضر الإجتماع أيضا ممثلون عن المخابرات السورية، والسفير محتشمي بور. ونظرا لنجاح هجوم صور، اتفقوا على سلسلة هجمات مماثلة تستهدف الاميركيين ومن ثم الفرنسيين، وذلك بهدف دفع القوات المدعومة من الامم المتحدة لمغادرة لبنان. كان على السوريين تزويد حزب الله بمعلومات رئيسية عن الحماية الأمنية لهذه الأهداف. لمس عماد مغنية أن هذه هي فرصته للقيام بخطوة تمكنه من تبوؤ مكانة مركزية في المنظمة، وقال إنه سيتحمل المسؤولية عن كل شيء، إذا تم توفير المال والوسائل له. كانت أفعاله جيدة كما كلماته. بعد اسبوعين من ذلك الاجتماع في دمشق، تولّت وحدة بقيادة مغنية مهاجمة دورية من مشاة للبحرية الاميركية، بقنابل يدوية، مما أسفر عن مقتل اثنين من الاميركيين، ولكن ذلك لم يكن سوى عمل تجريبي.

"نعتقد ان المستقبل يخبئ مفاجآت". قال فضل الله في مقال نشر في منتصف العام 1983. "إن الجهاد هو مر وقاس، ولكنه سوف ينبعث من الداخل، من خلال بذل الجهد والصبر والتضحية، وروح الاستعداد للاستشهاد".

يعود الفضل لفضل الله ومغنية في تأسيس عمليات التفجير الانتحاري الحديث.

في الحرب بين العراق وايران، منح الامام الخميني الجنود فتوى دينية تبيح قتل النفس استشهادا ضد القوات العراقية الغازية. ولكن زعماء حزب الله طوروا هذه الفتوى ، مانحين سماحا متعمدا للإنتحار المباشر.

بالطبع هذه التقنية قديمة.

في الكتاب المقدس، قال شمشون الأعمى "اسمحوا لي أن أموت مع الفلستينيين" (علي وعلى أعدائي) عندما دمّر المنزل في غزة.

وخلال مختلف الفترات التاريخية استخدم المحاربون المسلمون تكتيكات انتحارية. وفقا للأسطورة فإن الحشاشين وهم مجموعة اسلامية متعصبة بنت لها حصونا بالقرب من شواطئ بحر قزوين في القرنين الحادي عشر والثاني عشر، قامت بتخدير الشباب وإقناعهم بتنفيذ عمليات اغتيال لن يرجعوا منها على قيد الحياة.

لقبوا بالفدائيين المخلصين. كلمة قاتل بالفرنسية هي مشتقة من اسم هذه الطائفة.

استخدم اليابانيون في الحرب العالمية الثانية طيارين انتحاريين حطّموا طائراتهم في السفن الأمريكية.

في بيرو في العام 1980، قام ارهابيو الدرب المضيء بإرسال المنتمين اليهم في مهام انتحارية.

ولكن مغنية وحزب الله مارسوا هذا الفعل بكمال ،وكأنه شكل من اشكال الفن،إذ كان المطلوب هجومين فقط لطرد الاميركيين من لبنان.

تفجير السفارة الأميركية فمقر المارينز

وفقا لتحقيق قام به الموساد بمساعدة من الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية بناء على طلب من وكالة المخابرات الأميركية المركزية، فإن الشاحنة المفخخة الأولى التي انفجرت في 18 نيسان 1983 في مقر السفارة الأميركية ،تمّ تجهيزها في منطقة تقع تحت السيطرة السورية في سهل البقاع اللبناني. حيث أحضرت سرا، من خلال الحواجز السورية، لبيروت. في هذا الإنفجار الذي نفذه انتحاري ،لقي ثلاثة وستون من موظفي السفارة مصرعهم، بمن فيهم تقريبا جميع موظفي محطة وكالة المخابرات المركزية المحلية، وكذلك روبرت أميس، رئيس مكتب الشرق الأدنى للوكالة ، الذي صادف أنه كان في زيارة لبيروت وقتها.

رغم أن الهجوم كان ضربة مؤلمة لهيبة أميركا، لكنه فشل في إقناع إدارة ريغان بالانسحاب من لبنان. لذلك، وبعد ستة أشهر، فتح عماد مغنية أبواب جهنم. في الصباح الباكر من 23 تشرين أول، انفجرت شاحنتان محملتان بكميات كبيرة من المتفجرات فى وقت متزامن تقريبا، الأولى في أحد مقار مشاة البحرية الاميركية المارينز قرب مطار بيروت والأخرى في قاعدة فوج المظليين الفرنسية، على بعد أكثر من كيلومتر. الشاحنة التي اصطدمت بثكنات مشاة البحرية الامريكية كانت تحمل نحو 5400 كيلوغرام من مادة "ـتي ان تي" واسطوانات الغاز. انفجرت في الساعة 6:20، اسفر انفجارها عن تدمير المبنى تماما والتسبب في وفاة 241 من مشاة البحرية. الانفجار الذي وقع في القاعدة الفرنسية بعد ثوان قليلة من الانفجار الأول قتل ثمانية وخمسين من المظليين. وفقا لمصادر عدة ، فإن عماد مغنية كان يجلس على سطح بناية شاهقة، ويراقب الإنفجارين من خلال تلسكوب.

قبل الهجمات، رصدت وكالة الامن القومي الاميركية رسائل برقية مرسلة من وزارة الخارجية الايرانية الى السفارة الايرانية في دمشق، والتي طلبت فيها في طهران أن يشن هجوما واسع النطاق ضد الاميركيين. تمويلا للعملية، تمّ تحويل مبلغ 25000 دولار للسفارة. كما التقطت وكالة الامن القومي مكالمات هاتفية من الحرس الثوري في بعلبك يطلب الضوء الاخضر لهجمات، من السفارة في دمشق. وقد اعترضت هذه الرسائل، ولكنها لم تكن تحتوي معلومات عن الوقت المخطط للتنفيذ،أو الهدف الدقيق، أو طبيعة العملية. روبرت بير، وهو عمل لفترة طويلة في وكالة المخابرات المركزية الامريكية، يقول ان وكالة المخابرات المركزية كانت قد حصلت على ادلة ملموسة تشير الى ان عرفات كان ضالعا في التخطيط للهجمات الثلاث التي نفذت في بيروت في العام 1983. هذه المعلومات بحسب بير، لم تنشر أبدا بسبب رغبة الوكالة في الحفاظ على علاقة جيّدة مع منظمة التحرير الفلسطينية.

بعد أيام قليلة من تفجير الشاحنتين المزدوج، اصدرت أجهزة المخابرات في حزب الكتائب تقريرا يقول أن (السيد)

محمد حسين فضل الله قد بارك اثنين من الانتحاريين قبل أن ينفذوا مهمتهم. فضل الله نفى تماما ان يكون قد قال لأي شخص "إذهب وفجّر نفسك"، لكنه أكّد أن "المسلمين يعتقدون أنه في خضّم الصراع، وإذا جعلت نفسك قنبلة بشرية، فأنت تصبح كشخص يقاتل ببندقية. لا يوجد أي فرق بين وفاة شخص يحمل بندقية في يده والشخص الذي يفجّر نفسه". وأعلن على الملأ أن هذا الامتناع عن إصدار الفتوى التي تحلّل العمليات الانتحارية لا يعني أن هذه التحفظات تنطبق على جميع الحالات.

بروز مغنية وعمليات الإنتقام

نجحت الهجمات نجاحا فاق أكثر توقعات حزب الله جموحا. تم تفكيك القوات المتعددة الجنسيات، وعادت القوات الأجنبية إلى بلدانها الأصلية. لم يلزم مغنية سوى سبعة أشهر فقط لتحقيق هدف تم الاتفاق عليه في الاجتماع الذي عقد في دمشق في مارس. في نهاية المطاف، انسحاب القوة المتعددة الجنسيات مع إجلاء قوات منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت في وقت سابق، مكّن حزب الله من أن يصبح القوة المهيمنة عسكريا وسياسيا في لبنان.

الحارس الشخصي السابق عماد مغنية أصبح شخصية بارزة في الجناح العسكري لحزب الله، المعروف بإسم حركة الجهاد الاسلامي.

نفّذت وكالة المخابرات المركزية محاولتي انتقام. بعد أشهر قليلة من الانفجار الذي وقع في ثكنة مشاة البحرية المارينز، انفجر قرآن مفخخ كان قد أرسل إلى محتشمي بور، في وجهه عندما فتح الطرد. اصيب محتشمي بور بجراح خطرة وفقد بعض الأصابع، لكنه بقي على قيد الحياة، وعاد إلى ممارسة أنشطتة الشائنة، وأصبح شخصية رئيسية في عملية تأسيس حزب الله في إطار سعي حزب الله الى تصدير.

وفي العام 1985 كان جهاد، الشقيق الاصغر لمغنية، من بين ثمانين لبنانيا قتلوا يوم 8 آذار، في انفجار سيارة مفخخة ‘ستهدفت محمد حسين فضل الله (خلف جهاد أخاه عماد كحارس شخصي لفضل الله). كان معظم القتلى والمصابين من المصلين في المسجد حيث يؤم فضل الله المصلين ويخطب. فضل الله نفسه لم يصب بأذى.

وعلى الرغم من إعلان منظمات عدة مسؤوليتها عن محاولة الاغتيال، فإن حزب الله إتّهم وكالة المخابرات المركزية، وعلى مر السنين، تراكمت الأدلة الداعمة لهذا الادعاء. قبل أربعة أشهر على تفجير السيارة المفخخة في أبطل الرئيس رونالد ريغان المرسوم التنفيذي 12333، الذي كان قد أقر في 1981 وينص على التالي "يمنع أي شخص موظف لدي أو يمثل الحكومة الامريكية من المشاركة في، أو التآمر للقيام بعمليات اغتيال".

إدعت تقارير وسائل الاعلام المختلفة أن وكالة المخابرات المركزية الامريكية قد تلقت مبلغ 300,000 دولار أميركي من السعودية لتمويل الـمهمة، ونقل المال إلى إيلي حبيقة، قائد ميليشيا الكتائب.

وألمح مستشار الأمن القومي في ذلك الوقت، روبرت ماكفرلين، إلى أن مرتكبي الهجوم قد تلقوا بالفعل المساعدة في الماضي من وحدات الاستخبارات الأميركية، لكنهم كانوا "عملاء مارقين" يتصرفون دون موافقة وكالة المخابرات المركزية.

رسميا، فان الامريكيين لم يزودوا إسرائيل أي تقارير عن الهجوم، فضلا عن دراسة عامة عن نتائج الهجوم، بما في ذلك الصور الفوتوغرافية التي التقطت في مكان الحادث بعد الانفجار.

وفي محادثات غير رسمية، اعترف عملاء وكالة المخابرات المركزية الأميركية في تل أبيب بكل شيء. قالوا لنظرائهم من الموساد إنّهم تقصدوا عمدا عدم الاقتراب من حبيقة وجماعته، لأنهم يشتبهون (بحق) بكونه على صلة وثيقة جدا بأهداف الانفجار. وبدلا من ذلك، فإن وكالة المخابرات المركزية جندت ثلاثة مسيحيين من طرابلس يعملون في بيروت، وكانوا في الماضي قد قاتلوا في حزب الكتائب، وكذلك كانوا مخبرين لوكالة المخابرات المركزية. كان هؤلاء الثلاثة قد اكتسبوا خبرة في إعداد المتفجرات بفضل التدريب الاسرائيلي للكتائب. قدمت لهم وكالة المخابرات المركزية الامريكية المعدات اللازمة والمتفجرات و100,000 دولار لتنفيذ الهجوم. تركت مسؤولية ما تبقى من الأعمال التحضيرية للمفجرين. قاموا بتعبئة المواد المتفجرة في سيارة قديمة لا يسهل تعقبها، وقد أوقفوها بالقرب من الهدف، وقاموا بتفجير العبوة بواسطة جهاز تحكم عن بعد، بعد التأكد من أن فضل الله كان في الموقع. تأكدت وكالة المخابرات المركزية الامريكية أن أحدا من موظفيها لم يكن مشاركا بصورة مباشرة، لضمان إنكار مسؤوليتها عن الانفجار في مرحلة لاحقة. الصور تمّ التقاطها من جانب أحد الكتائبيين الثلاثة، والذي تموضع على سطح قريب.

لم تتمكن أي من هذه المحاولات بإصابة مغنية بأذى أو بكبح جماحه. علاوة على النجاح الهائل للهجوم الانتحاري بثلاث شاحنات المفخخة الذي خطط له، أصبح أسلوب عمل مغنية والطريقة التي اختارها الارهاب الاسلامي.

مغنية ملهم الفلسطينيين والقاعدة ومدربهم

مفهوم الانتحار أخذ مكانا بارزا في فلسفة زعماء كل من حزب الله وايران. ويعتقد الكثير من المراقبين أن واحدا من أعظم نجاحات الاسلام الشيعي المتطرف كان اقناعه لنظرائه من السنة ، باعتماد التفجيرات الانتحارية.

كان لتلقي كل من الجماعات الإرهابية الفلسطينية والقاعدة ومنظمات مماثلة، تدريبا من حزب الله (وكذلك محاضرات من قبل مغنية) طوال العام 1990، الأثر الكبير لتصبح هذه الطريقة، هي أسلوب العمل المفضل لديهم. بعد سنوات، يثني خليفة الخميني، علي خامنئي، على عمليات الإرهابيين الفلسطينيين: "ذروة المقاومة الفلسطينية هي التي تتجلى في العمليات الاستشهادية التي يقوم بها الشباب الفلسطيني، لأن بسببهم أصبح العدو مذعورا". واضاف ان "إن فعل الاستشهاد والتضحية بالنفس في سبيل المصالح الوطنية والدينية تشكل ذروة الشرف، الشجاعة، والمجد للأمة".

في ضوء الفتاوى الدينية الايرانية الشيعية لصالح العمليات الانتحارية، والنجاحات التي تحققت في لبنان، تمت مطالبة السلطات الدينية السنية بمنح فتوى بجواز التضحية بالنفس في سبيل الاسلام. وعقد الرأي على المحاججة على شرعية وتبرير الهجمات الانتحارية. في 6 آذار 1995، أعلن الشيخ أحمد ياسين، زعيم الحركة الأصولية الفلسطينية السنية حماس، أنه في حال حصول الانتحاري على مباركة من شيخ مؤهل، ينظر لوفاته باعتبارها ليست بدافع شخصي، بل هو شهيد، سقط في الحرب المقدسة، الجهاد.

ويُسمّي جهاز "شين بيت" الانتحاريين بالـ"القنبلة الذكية للرجل الفقير". هذه القنابل الذكية فعالة جدا، للأسف. لا وسيلة ناجعة لمكافحة الإرهاب الانتحاري قد وجدت بعد، وأصبح للتفجير الانتحاري تأثير حاسم على العمليات السياسية في جميع أنحاء العالم. محاولات غربلة الانتحاريين المحتملين فشلت، فهم متنوعون، من الفقير إلى الغني، من الأمي إلى المتعلم. باختصار، بقيادة مغنية، أخذ عصر الارهاب الحديث منحى مدمرا في أوائل الثمانينات. إسرائيل، على وجه الخصوص، كانت تواقة للقيام بشيئ ما في هذا الصدد.

في 12 كانون اوّل من العام 1983، قامت مجموعة من رفاق مغنية بتفجير السفارة الأمريكية في الكويت. نفس المجموعة أيضا هاجمت السفارة الفرنسية، ومجمعا سكنيا للمغتربين، ومصفاة نفط رئيسية، وبرج المراقبة في مطار الكويت الدولي. وقتل خمسة أشخاص وأصيب ستة وثمانين بجروح في هذه الهجمات. تم القبض على سبعة عشر رجلا وحوكموا لدورهم في الهجمات. ويبدو أن مغنية لم يشارك بشكل مباشر، لكن شقيقه زوجته وصديقه المقرب، مصطفى بدر الدين، كان واحدا من السبعة الذين حكم عليهم بالاعدام (الذي لم ينفذ في الواقع) لمشاركته في الهجمات. شخص آخر كان حسن الموسوي، ابن عم عباس الموسوي، زعيم حزب الله الذي قتل في وقت لاحق بعد عقد من الزمن بعد استهدافه بصواريخ أطلقت من طائرة هليكوبتر اسرائيلية. سيكون لمحاكمات واحكام الكويت السبع، نتائج كارثية.

 

النائبة جعجع في حديث "للقبس":أجواء الخطر عادت تهدد جعجع ونواب القوات

وطنية -19/12/2008 (سياسة) أكدت عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائبة ستريدا جعجع، في حديث إلى صحيفة "القبس" الكويتية، "أن أجواء الخطر عادت بشكل كبير تهدد الحكيم ونواب القوات اللبنانية، وأنا شخصية في خطر ومستهدفة بالاغتيال". وقالت:"اللعبة الخارجية تستعمل أدوات لبنانية، وهناك قرار دولي، وانما التنفيذ لبناني من استشهاد رفيق الحريري الى بيار الجميل، ومن قبلهم المفتي حسن خالد وبشير الجميل وغيرهم". وأكدت "أن الاكثرية الحالية حققت الكثير للبنان، من خروج الجيش السوري من لبنان إلى القرارات الدولية، والتبادل الدبلوماسي بين لبنان وسوريا، إلى المحكمة الدولية، وان فوز قوى 8 آذار سيضرب هذه الانجازات". وردا على سؤال، أوضحت "انها لن تزور سوريا، لان ثمة مشاكل لا تزال عالقة بين البلدين، هناك ملف المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، وهناك موضوع ترسيم الحدود الذي يساهم في ضبط الحدود بين البلدين، ومراقبة عمليات تهريب الاسلحة او دخول اشخاص للقيام بعمليات اغتيال وغيرها".

وأشارت "إلى بعض المناطق الممنوع على الجيش اللبناني الدخول إليها"، وقالت:"كل شيء نسبي، هذه الدولة نسبة إلى الدولة التي كانت قائمة منذ اتفاق الطائف حتى 2005 حققت إنجازات ضخمة، ولكنها بحاجة إلى الوقت والعملية لا تكون بكبسة زر".

وعن سبب ترشحها من جديد للانتخابات، قالت النائبة جعجع "إن ثمة مشاريع أسستها في منطقتي في قضاء بشري وأريد متابعتها في السنوات المقبلة، خصوصا أن الظروف لم تسمح لي في أول أربع سنوات بمتابعتها لانها كانت استثنائية، وكان فريق 14 اذار يتعرض للاغتيال الواحد تلو الآخر، وانا كنت مستهدفة فلم استطع القيام بالدور المطلوب مني".

اسئلة

- سئلت:أين يوجد سمير جعجع في ستريدا جعجع - واين توجد ستريدا جعجع في سمير جعجع؟

أجابت:"تعلمون ان حياتي انا والحكيم لن تكون نزهة، وقد مررنا بكثير من الامتحانات المريرة، لا شك ان سمير جعجع يغمر قلبي، وايضا يحاكي رأسي وفكري، فأنا ارى فيه الرجل المناضل الذي لم يستسلم حتى في احلك الظروف حين كان قادرا على ان يفعل ذلك. سمير جعجع العنيد بأفكاره وتطلعاته، يبهرني كثيرا بشجاعته، على الرغم من التجربة القاسية التي مر بها، 11 سنة و3 اشهر في السجن الانفرادي والله لا يجرب حدا. خرج من السجن دون ان تترك هذه المعاناة اي اثر فيه، وتابع قضيته التي يؤمن بها. على مستوى القلب لا داعي للكلام لان مررنا بما فيه الكفاية".

- سئلت: ذات يوم كنت عند الحكيم، رن الهاتف، وكنت انت، ردد كلمة تقبرين اكثر من مرة، من كان يصدق ان قائد القوات اللبنانية يقول تلك الكلمة لامرأة، سألته عنك، وكشف لي ان اسمك ستريدا وانه وقع في حبك وسيقترن بك، هل ما زال اليوم يستخدم كلمة "تقبريني"؟

أجابت:" نعم. لا يزال يرددها وهي كلمة عميقة تقال عادة للابن او الابنة ونحن نستعملها بين بعضنا البعض.

- سئلت:نعلم ان سمير جعجع كان يملأ وقته في الزنزانة في القراءة، بالطبع لم تقلدي بينلوب في "الميتولوجيا الاغريقية" وتغزلي الصوف بانتظار أوليس، هل كتبت يومياتك، واذا كان حصل، فهل ستنشرينها؟

اجابت:"احب ان اتوقف عند هذا السؤال، انا لم أغزل الصوف، انا انتظرته وكنت أناضل، كنا نناضل بكل معنى الكلمة وعلى كل المستويات ووضعت مع فريق العمل خطة منهجية، كان مطروحا آنذاك محو سمير جعجع والقوات اللبنانية من اذهان الناس. كما تعلمون حل حزب القوات، وفي 11 سنة اعتقلوا ما لا يقل عن عشرة آلاف شاب قواتي. سأعطيك مثلا عما كان يحصل في تلك الفترة، كنت اذا ارسلت اكليل ورد باسم سمير جعجع في اي مناسبة كانوا يستدعون صاحب المنزل ويحققون معه، ناهيك اننا خضنا انتخابات بلدية بعد اكثر من 25 سنة في لبنان وذلك في 1998، وكان للقوات حضور كبير في كل المناطق وتحديدا في اقضية بشري والكورة والبترون وكسروان وحضور اقل في الشوف وعاليه، على اثرها استدعوني الى المحكمة العسكرية للتحقيق بتهمة تفجيرات في سوريا ولبنان، وحقق معي القاضي رياض طليع، وابلغوني رسالة واضحة: زوجك في السجن ونحن حلينَّا حزب القوات فبأي حق تخوضون الانتخابات البلدية .طبعا التحقيقات كانت سياسية بامتياز، وكانت لإفهامي بأنهم أدخلوا سمير جعجع الى السجن لاسباب سياسية واضحة وعلي ألا اسير في طريقه، وان هذا قد يعرضني للخطر.انتظرته بالطبع، وانا لم أكن مكتوفة اليدين، كنت محاطة بمجموعة من الرفاق الابطال وعلى الرغم من كل الظروف القاسية التي مررنا فيها، كنا نتواجد بقوة في كل الانتخابات النقابية، كنا نتواجد وننتصر واستعددنا طبعا حتى وصلنا الى انتخابات 2005، وهي غير منفصلة عن مسار بدأ من 1994 حتى 2005، جهزنا انفسنا كتيار سياسي وخضنا الانتخابات النيابية في 2005 في كل لبنان في ظروف قاسية للغاية، فالحكيم كان لا يزال في السجن، ولم نكن نتحرك بشكل حر لاننا كنا حزبا ممنوعا من العمل السياسي وكانوا يستدعون رفاقنا ليوقعوا على اوراق بعدم تعاطي السياسة".

- سئلت:لطالما قيل ان ستريدا جعجع تقرب من تريد وتبعد من تريد، وهي السبب في انفضاض الكثيرين عن القوات. هل هي مزاجية امرأة، وانت الشيخة ستريدا ام انها الظروف كانت تفرض ان تتصرفي ديكتاتوريا؟

اجابت:"لا اقول انني كنت ديكتاتورة وانما الظروف التي عشتها فرضت علي اتخاذ قرارات حاسمة".

- سئلت:هل كانت قرارات فردية؟

اجابت:"بالتأكيد لم تكن فردية. انا كنت على تنسيق دائم مع الحكيم في سجنه في العناوين الكبرى طبعا وليس في التفاصيل، لان ظروف سجنه لم تكن تسمح بالدخول في التفاصيل. كنت اتخذ القرارات مع مجموعة من رفاقنا في القوات امثال جو سركيس (وزير السياحة الاسبق) وفريد حبيب وايلي كيروز (نائبا القوات الحاليان) وادي ابي اللمع (ممثل القوات في منسقية 14 اذار) ومجموعة من الرفاق من مختلف المناطق اللبنانية".

- سئلت:نستطيع ان نقول انهم جماعتك؟

اجابت:"هؤلاء رفاق سمير جعجع الذين كانوا على تواصل دائم معه قبل دخوله الى السجن. اشير الى ان القرارات الحاسمة التي اتخذناها كانت لها علاقة بمسار القوات اللبنانية من لحظة تأسيسها حتى اليوم. بعد اعتقال الحكيم اصبح هناك تياران داخل القوات، تيار بقيادتي يرفض المساومة مع السوريين من اجل التوصل إلى اتفاق لاخراج الحكيم لانهم لن يخرجوه وهم ادخلوه كي لا يخرج، وتيار آخر يقول بتغيير الثوابت ومهادنة السوريين علهم يطلقون سراحه. كنا نحسم اذا عندما نصل الى عمق الامور، وانا لم استبعد او أغلق بابي بوجه اي انسان اراد ان يضع كوب ماء او يعطي 5 دقائق في سبيل القضية والحكيم. لم تكن لعبة ان يقترب احد منا او من محيطنا لانه كان يستدعى للتحقيق ويهدد بعمله وعائلته ويتعرض للضرب. نحن كنا نريد من الآخر ان يقترب منا وان نضم اكبر عدد ممكن من الرفاق. وانما الامور اخذت وقتها".

- سئلت:لماذا انت تترشحين للانتخابات وليس الحكيم، وقد اصبح طليقا؟ نتصور ان هذه مكافأة منه لك، وغدا تصبيحن صاحبة المعالي. نتصور ايضا انه يخشى الاغتيال ولهذا يضعك في الواجهة!؟

اجابت:"في الواقع، معروف عن الحكيم انه لا يخاف، حتى اعداؤه يعترفون له بهذا. اما اذا كان الموقع النيابي مكافأة لي فأنا بعد مرحلة النضال التي عشتها اعتبر نفسي كأي رفيق في القوات، انا بدأت زوجة سمير جعجع وانا الان رفيقة ولست شيخة كما يحلو للبعض ان يناديني. ترشحت للانتخابات بعد النضال الذي خضته واستحققته وليس لانني زوجته. لماذا اترشح من جديد؟ لان ثمة مشاريع اسستها في منطقتي في قضاء بشري واريد متابعتها في السنوات المقبلة خاصة ان الظروف لم تسمح لي في اول اربع سنوات بمتابعتها لانها كانت استثنائية، وكان فريق 14 اذار يتعرض للاغتيال الواحد تلو الآخر، وانا كنت مستهدفة فلم استطع القيام بالدور المطلوب مني. ولا اطمح لاصبح وزيرة على الاطلاق. طموحي ان اكمل مشاريعي، وان اكون على قدر تطلعات المنطقة التي دفعت اثمانا باهظة اثناء الوجود السوري في لبنان. اما لماذا لا يترشح سمير جعجع فلانه رئيس حزب القوات اللبنانية ويجب ان يترأس كتلة نيابية. وعندما يكون نائب قضاء بشري سوف يضطر إلى إيلاء المنطقة من وقته على حساب بقية المناطق".

- سئلت:حليفكم وليد جنبلاط تمنى على الحلفاء عدم ترشيح حزبيين لمصلحة 14 آذار. ما رأيك؟

أجابت:"أنا أحترم رأي وليد بيك، وهو من الشخصيات التي لعبت دورا أساسيا في 14 آذار بعد استشهاد الرئيس الحريري، وكان الحكيم لا يزال في السجن ولكن في هذه النقطة بالذات اسأل هل الاستاذ مروان حمادة حزبي أم لا، وأكرم شهيب وغازي العريضي ووائل أبوفاعور"؟

- سئلت:يخيل إلينا انك في لحظة ما فكرت، ولعلك فعلت ذلك، ان تقترحي على زوجك، بعد خروجه من السجن الذهاب إلى مكان ناء جدا، والإقامة هناك بعيدا عن السياسة اللبنانية التي يبدو واضحا انها توصل إلى لا مكان وربما إلى لا زمان. هل حصل ذلك؟

أجابت:"راودني هذا التفكير أكثر من مرة حين كان الحكيم في السجن. كنت كلما صعدت إلى وزارة الدفاع يسألوني ألم تملي بعد من الزيارات؟ سمعت هذا السؤال على مدى اربع سنوات ونصف السنة. ناهيك عن الاذلال الذي عانيته كانوا يدخلونني إلى غرفة وتقوم مجندات بنزع ثيابي وتفتيشي نعم في هذه اللحظات كنت أتمنى لو أخذنا القرار بالسفر والرئيس الياس الهراوي رحمه الله طلب منا ذلك. وعندما خرج الحكيم إلى الحرية أردت أن أكون معه، ولم أرد إبعاده عن لبنان وعن القضية، وأنا أبوح له بكل ما عانيته على مدى 11 سنة.للأسف المرأة في لبنان تكون مستهدفة عموما، فكيف تكون الحال إذا كانت في ربيع العمر. عندما دخل الحكيم إلى السجن كان عمري 26 سنة وكان علي أن أعيش هذه السنوات في ظل غياب النصف الآخر وان احافظ على قضيته مع رفاقنا لكي تبقى الشعلة مضاءة، هذه القضية التي دخل سمير جعجع السجن من أجلها. هنا كان التحدي الكبير ولهذا السبب، عندما صار حرا، اعتبرت انني سأكون مجرمة بحقه وبحق رفاقنا الذين ماتوا واستشهدوا لو أبعدته عن لبنان".

- سئلت:ساعة كانت تصدر الأحكام ضد سمير جعجع بالإعدام، مع تخفيضها إلى المؤبد. ماذا كان شعورك؟

اجابت:"كنت أشعر بظلم كبير. كانت الأحكام لا تتوجه صوب زوجي فحسب وإنما باتجاه القضية التي يجسدها. ان أكون جالسة على المقعد وأسمع القاضي يتلو حكم الإعدام وزوجي أمامي، الآن أتساءل كيف أمدني الله بهذه القوة، وكنت أرى رجالاً من قامة أدمون نعيم رحمه الله (قانوني بارز ونائب وحاكم مصرف لبنان) وموسى برنس (محام كبير) يبكون. طبعا كنت أشعر بظلم كبير وكنت أفكر بنفسي وبالرفاق، وكيف نبقى صامدين.

تيار سياسي

- سئلت:انت سيدة وحساسة، ألا تشعرين كنائب، وكزوجة زعيم تيار سياسي انكم جميعا لا تقدمون للناس سوى الكلام وسوى لعبة الغرائز، فيما الدولة غير موجودة والأمن فولكلوري، والإدارة مستودع للفساد وكل يغني على ليلاه؟

اجابت:"الله يكون بعون هذه الدولة. الدولة لم تبسط سلطتها بعد على كل الأراضي. ولنتكلم بصراحة هناك مناطق ممنوع على الجيش اللبناني الدخول إليها. كل شيء نسبي، هذه الدولة نسبة إلى الدولة التي كانت قائمة منذ اتفاق الطائف حتى 2005 حققت إنجازات ضخمة. ولكنها بحاجة إلى الوقت، والعملية لا تكون بكبسة زر".

سئلت:مرة اخرى، حدس امرأة سياسية: هل أنت متفائلة، متشائمة، خائفة، حائرة، خائبة...؟

أجابت:"انا متفائلة دائما وأبدا. هناك انتصارات لا يمكن انكارها، العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، المحكمة الدولية، القرارات الدولية وخروج الجيش السوري من لبنان".

- سئلت:هل تتصورين ان المحكمة الدولية ستمارس مهامها؟

اجابت:"طبعا، بالتأكيد. نحن جربنا المستحيل، ولكن كيف سنضع حدا للاغتيالات في لبنان"؟

- سئلت:هل تعتبرين ان لبنانيين نفذوا هذه الاغتيالات؟

اجابت:"الادوات لبنانية. لذا علينا ان نقوي هذه الدولة. كيف؟ بترسيم الحدود، وبتطبيق القرارات الدولية".

- سئلت:قبل نهاية العام تفتح السفارة السورية في بيروت. هذا ما كانت تصبو اليه قوى 14 آذار وانت نائبة، ماذا لو وجه اليك رئيس مجلس الشعب السوري دعوة لزيارة دمشق؟

اجابت:"لا ازور سوريا، لان ثمة مشاكل لا تزال عالقة بين البلدين، هناك ملف المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، نسمع من السلطات هناك انه لا وجود لهؤلاء المعتقلين، ومن حين لآخر نفاجأ بوصول احدهم الى لبنان. وهناك موضوع ترسيم الحدود الذي يساهم في ضبط الحدود بين البلدين، ومراقبة عمليات تهريب الاسلحة او دخول اشخاص للقيام بعمليات اغتيال وغيرها، مع التشديد على ان لا مشكلة على الاطلاق مع الشعب السوري".

- سئلت: نسأل هنا لو طلب من احدهم، لبنانيا كان ام غير لبناني، اغيتال ستريدا جعجع ونظر الى وجهك كم مرة سيفكر قبل...؟

اجابت:"بالمفهوم السياسي لا وجوه ولا عاطفة. انظر الى وجه مي شدياق، هل هناك اجمل منه؟ لاول مرة في تاريخ لبنان تستهدف امرأة، في المفهوم السياسي لا مكان للوجوه الجميلة او البشعة".

- سئلت:لا تعتقدين ان كل التعبئة من اجل الانتخابات النيابية كاركاتيرية باعتبار انه لن يتغير شيء ولو بقيت الاكثرية اكثرية او ولو حدث العكس باعتبار ان هناك ثوابت لبنانية لا مجال لكسرها؟

اجابت:"الاكثرية الحالية حققت الكثير: خروج الجيش السوري من لبنان القرارات الدولية، التبادل الدبلوماسي بين لبنان وسوريا. اذا فازت قوى 8 آذار، اخشى من تراجع الانجازات التي حققناها، من القرارات الدولية الى موضوع المحكمة الى عودة السوري الى لبنان".

- سئلت:لكنك تعلمين ان اي دخول للقوات السورية يحتاج الى قرار دولي؟

اجابت:"طبعا، ولكني اعني دخول بالمعنى السياسي، وليس بالضرورة ان يكون عسكريا، بل عبر ادواتهم، وقد يعودون لحكم لبنان من سوريا".

سئلت:اذا تعتقدين ان لبنان قد يحكم من دمشق اذا فازت قوى 8 آذار؟

اجابت:" صحيح".

- سئلت:بأي لبنان تحلمين ام انك تفضلين ابقاء الحلم جانبا، لأن واقعنا هكذا يأكل كل الاحلام؟

اجابت:" طبعا احلم واريد من كل لبناني ان يحلم، ولو لم يكن عندي حلم لما استطعت الاستمرار، احلم بلبنان حقوق الانسان، حقوق المرأة.. احلم بدولة قادرة على بسط سلطتها على كامل اراضيها.. اياكم الا تحلموا".

- سئلت:لبنان بانتظار استحقاقات مهمة منها الانتخابات النيابية المقبلة والمحكمة الدولية، هل تخشين من تفاعلات امنية وهل تتصورين ان المرحلة ستمر بسلام؟

اجابت:"اتمنى ذلك، ولكن نحن في اجواء ان الخطر عاد بشكل كبير يتهدد الحكيم كشخص ونواب القوات اللبنانية، وتحديدا منطقة بشري، انا شخصية في خطر ومستهدفة بالاغتيال".

- سئلت:وهل اخذت احتياطاتك؟

اجابت:"نعم. عدنا كما كنا وخففنا من تحركاتنا".

- سئلت:انت الآن رهينة القصر؟

اجابت:"هي مرحلة علينا ان نقطعها ولكن 14 آذار هي المستهدفة، ويسألون ما الفرق بين 14 و8 وانا اسأل الله ألا يضر اي شخصية من قوى 8 آذار، لكن من رفيق الحريري وباسل فليحان انتهاء كل شهداء ثورة الاستقلال كلهم ينتمون الى الفريق نفسه وانا أسأل لماذا؟"

- سئلت:هل صارت ستريدا جعجع عروبية أو قومية عروبية؟

اجابت:"لم اتحول الى القومية العربية، انا لا استطيع الخروج من بيئتي".

- سئلت:ما بيئتك، قومية لبنانية؟

اجابت:"طبعا قومية لبنانية، لبنان اولا، ولكننا لانستطيع فصل لبنان عن الصراع الدائر في الشرق الاوسط".

- سئلت:نحن على مفترق طرق، في اميركا ادارة جديدة، في ايران انتخابات قادمة، هناك الكثير من المؤشرات ان الامور تتجه الى غير ما تصبو اليه قوى 14 آذار، ستبقين في لبنان ام تغادرين اذا حصل تحول ما؟

اجابت:"سأبقى بالتأكيد ولكن احب ان اطمئن في ما يخص الادارة الاميركية في آخر زيارة قامت بها السفيرة الاميركية سيسون الى الحكيم بلغته رسالة واضحة بأن الاميركيين لم يغيروا وجهة نظرهم تجاه لبنان، فهو ما زال بالنسبة اليهم كما كان من سنة وسنتين، علما بان السفيرة الاميركية في لبنان صوتت لمصلحة باراك اوباما".

ونوهت السيدة جعجع بالدور الكويتي، واشادت بالمساعدات التي قدمتها دولة الكويت لكل اللبنانيين من مختلف الطوائف، وشكرت كذلك دولة الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية لمنحهما المساعدات لتلامذة لبنان من دون اي تفريق بين تلميذ وآخر.

وعن اقتراح البعض مصالحة زوجات القيادات المسيحية لتصبح مصالحة الازواج تحصيل حاصل. قالت جعجع:"الخلاف ليس بين الزوجات. انا اقدر زوجة الجنرال عون السيدة ناديا، واحترمها كثيرا، والسيدة ريما سليمان فرنجية سيدة جميلة ولائقة. فالموضوع ابعاده تتعلق بنظرة كل منا الى لبنان، وهو اعمق واكثر تعقيدا من قصة زوجات سياسيين".

- سئلت:الا يغار عليك الحكيم حين تلاحقك النظرات حيثما حللت؟

اجابت:"لا، بالطبع لست اجمل نائبة، ولكن للحقيقة زوجي لا يغار، ربما لانه مطمئن. سأروي حادثة طريفة حصلت اثناء زيارة رئيس حكومة فرنسا فرنسوا فيون الى لبنان. وجهت إلينا دعوة للعشاء في السرايا فحملت معي رسالة لاسلمه اياها لدعم مشروع عملنا مع السفارة الفرنسية.وكانت توجد في السرايا حوالي 300 شخصية، وفيون والرئيس فؤاد السنيورة وبعض الشخصيات على طاولة امامية. طلب مني الحكيم ان اسلمه الرسالة فتوجهت اليه وعرفته بنفسي، وعرفه علي الرئيس السنيورة وقلت له اود تسليمك هذه الرسالة وهي تتعلق بمنطقتي المحرومة التي عانت الكثير، فنظر الي وقال هذه الرسالة سأضعها قرب قلبي.عندما اخبرت الحكيم بما قاله لي رئيس حكومة فرنسا، اعتبر ربما انني ابالغ قليلا. بعد العشاء طلب منا الرئيس السنيورة البقاء قليلا مع فيون واثناء الحديث قال له الحكيم ان زوجتي سلمتك رسالة فأجابه صحيح وقد وضعتها قرب القلب، فصدق كلامي. وعند عودتنا اشدت بجرأته وكلامه فقال لي الحكيم ما يهمنا هو متابعة الموضوع. اعتقد ان الحكيم من الاشخاص الذين لا يغارون والحكيم اختبرني في 11 سنة وعرف تماما من هي ستريدا وهذا يجعله مطمئنا اكثر فاكثر وهو يرى ان السيدة الجميلة من الطبيعي ان تلفت الانظار اليها.. الجمال هو جواز مرور طبعا ولكنه ليس كل شيء".

 

الشيخ قاسم يؤكد ان النصر سيكون حليف الفلسطينيين 

 موقع المنار

19/12/2008

اكد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان النصر سيكون حليف الشعب الفلسطيني، مؤكدا وقوف حزب الله الى جانب الفلسطينيين في قضيتهم العادلة لتحرير كل حبة تراب، مجددا رفض خيار التسوية الفاشلة المهينة الذليله. و ان تتحول فلسطين الى مجرد مخيم آمن في غزة مقابل التخلي عن الارض بكاملها.

 كلام الشيخ قاسم جاء خلال التظاهرة الشعبية الضخمة التي دعا اليها حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت لنصرة غزة والتضامن معها، وقال سماحته ان القضية الفلسطينية قضية عادلة تستوجب على الدول التدخل، وانه من واجب العرب ومسؤوليتهم دعم القضية الفلسطينية بالمال والسلاح والموقف، وان الشعوب العربية ستقف الى جانب انظمتها اذا وقفت الى جانب فلسطين وستخضع اميركا واسرائيل، لافتا الى انه لا عذر لأي جهة رسمية او شعبية عربية او اسلامية في ان تصمت عن حصار غزة. متسائلا عن سبب الصمت وعدم الصراح بوجه اسرائيل داعيا الذين ينتظرون "التسوية العادلة" لسماع ليفيني التي تريد ان تهجر كل الفلسطينيين في اراض الـ 48 لتكون الدولة عنصرية كاملة.

 نائب الامين العام لحزب الله قال ان الحصار جاء نتيجة اختيار اهالي غزة خيار المقاومة. وتمت محاصرة غزة لتغيير خيارها السياسي المقاوم للاحتلال، مشيرا الى ان مجلس الامن المتواطئ يساهم في هذا الحصار، كما الدول الكبرى والدول العربية الذين يشهدون على التجويع ومنع الدواء ولقمة الخبز. الشيخ قاسم اكد ان شعب فلسطين لا يهزم لانه شعب مقاوم وأن المتآمرون هم الذين سيهزمون. وشدد سماحته على ضرورة الوحدة الفلسطينية حول خيار المقاومة، وضد تجويع الشعب الفلسطيني، وضد فرض اي خيار سياسي. اذا اكان الفلسطينون معا لا تستطيع اسرائيل ان تفعل شيء وان الحل هو طريق المقاومة.

 وهنا النص الكامل لكلمة سماحة الشيخ نعيم قاسم في التظاهرة التضامنية مع غزة.

 "بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد  الله  رب العالمين وصلى الله على سيدنا أبو القاسم  محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأبرار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين إلى قيام يوم الدين.  

 السلام عليكم يا أحبة فلسطين والقدس، أيها المجاهدون والمجاهدات من لبنان وفلسطين ومن كل مكان ورحمة الله وبركاته, من لبنان المقاوم نرسل التحايا إلى غزة الحرية، من لبنان المقاوم نشد أيدينا بأيدي أهلنا في فلسطين الأبية الصامدة المعطاءة. جئنا اليوم تلبية لنداء المؤتمرات القومية والعربية والإسلامية والمؤتمر الخاص بالأحزاب وتلبية لنداء أميننا العام سماحة السيد حسن نصرالله لنقف وقفة تعبير شجاعة، إضافة إلى مواقفنا المعروفة مع شعب فلسطين الأبي، ليعلم القاصي والداني، فلسطين هي القضية المركزية التي تعنينا جميا ونعتبر اننا مسؤولون كما كل العرب وكل المسلمين للعمل من أجل تحريرها بالكامل من البحر إلى النهر غير منقوصة أبدا .

 ونحن نؤمن بما قاله تعالى : " إنّ الله يدافع عن الذين آمنوا ، إنّ الله لا يحب كل خوّان كفور، أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإنّ الله على نصرهم لقدير". لماذا تحاصر غزة؟ لأنّ أهل غزة وأهل فلسطين رفضوا الخيارات السياسية المذلة وأرادوا الخيار السياسي المجاهد الأبي، خيار المقاومة.  من حق غزة أن تختار ما تريد، انتخب أهل فلسطين  ممثليهم وأداروا شؤونهم وفق القواعد المعروفة، هم لا يريدون لهم أن يقرروا مصيرهم، هم لا يريدون لهم أن يحكموا أرضهم بحرية، ولذا حاصروا غزة لتغيير خيارها السياسي المقاوم للاحتلال، ويشهد على ذلك مجلس الأمن المتواطئ الذي يساهم في حصار غزة والدول الكبرى ودول عربية، يشهدون على التجويع للنساء والأطفال والشيوخ وعلى منع الدواء ولقمة الخبز. أيها الجبناء في العالم ما هكذا تواجه غزة، طفل غزة أشرف منكم ومن كل مواقعكم وسينتصر إنشاء الله تعالى.

 

 أي جريمة أكبر من هذه الجريمة الإنسانية التي تستهدف إبادة هذا الشعب لفرض الحلول الاستسلامية ثم يجتمع مجلس الأمن بناءا لطلب أمريكا لإصدار القرار 1850 ليقول أن مسار أنابولس مستمر وأن القرارات الدولية محترمة، في الواقع هم اجتمعوا هناك لإعطاء صورة إيجابية عن أمريكا ومن أجل أن ينسى العالم أنه يوجد حصار في غزة، كان الأجدى أن يجتمعوا لنصرة  غزة وشعب فلسطين، كان الأجدى أن يجتمعوا لوضع حد للغطرسة الصهيونية، لكن اجتماعهم هذا لن يزيد مقامهم في حياة أمتنا، أمتنا تعلم تماما أن رأس الإرهاب الدولي أمريكا وهي رأس المصائب وصرخة أمتنا واحدة : "الموت لأمريكا" .

 هذا الشعب الفلسطيني المجاهد الأبي هو قدوة الأحرار، هو شرف الأمة،  وهو مفخرة مضيئة في حاضرها ومستقبلها، يقدم باللحم الحي في ظل تآمر إقليمي دولي عليه، غزة ستبقى الرمز والعنوان  والشعب الفلسطيني سيبقى البوصلة  لتحرير القدس، هذا الشعب الذي صمد لستين سنة ولم يمنح إسرائيل حقا في أرضه واستعاد حيوية المقاومة بأبهى صورها، فاليعلم العالم شعب فلسطين لا يهزم لأنه شعب مقاوم مد جسوره مع الله تعالى والله ناصر من ينصره ولو كره الكافرون ولو كره المنافقون. شعب فلسطين لا يمكن أن يهزم، المتآمرون هم الذين سيهزمون، هل رأى العالم تلك التظاهرة الكبرى منذ أيام في ذكرى تأسيس حركة حماس والتي ضمت هذا الشعب الطيب الجماهيري في  غزة؟ هل رأى العالم مواقفهم وصمودهم وتصميمهم على الاستمرار؟

 نقول لهم في غزة نحن معكم في قضيتكم العادلة، نحن في حزب الله لن نتخلى عن قضيتنا قضية فلسطين، حزب الله والشرفاء معكم لتحرير كل حبة تراب، لسنا مع التسوية الظالمة الفاشلة الذليلة المهينة، نحن مع المقاومة التي تحرر كامل التراب الفلسطيني وتعيد فلسطين إلى أهلها وليبحث  من أتى من خارج فلسطين عن عودته إلى المكان الذي أتى منه.

لا نقبل بأن تختزل قضية فلسطين بهدنة هشة لا معنى لها، ولا نقبل أن تتحول فلسطين إلى مجرد مخيم آمن في غزة مقابل التخلي عن الأرض بكاملها، قضيتكم أيها الفلسطينيون هي قضية عادلة، هذه القضية العادلة تستوجب على الدول العربي والأجنبية أن تتدخل لحمايتكم من هذا المشروع الظالم، بل يجب أن يقف الجميع إلى جانبكم وإلاّ الخزي والعار لمن وقف ضدّكم أو تآمر عليكم وسيسجل التاريخ  وسنرى نهايات أؤلئك الذين لا يكونون مع قضية فلسطين.

 بالله عليكم، سمعنا كثيرا بعض التصريحات من هنا وهناك يتحدثون عن القضية الفلسطينية العادلة ، ماذا تفهمون منها وماذا فعلتم لدعمها، لماذا لا يتم الصراخ بوجه إسرائيل، لماذا لا نسمع القيادات العربية تصرخ وتستنكر وتطالب وهذا هو الحد الأدنى. مِمَّا تخافون؟ تنتظرون تسوية عادلة؟ اسمعوا (وزيرة خارجية العدو تسيبي) ليفني المعتدلة ماذا قالت، تريد أن تهجر كل الفلسطينيين في أراضي الـ 48 المحتلة لتكون الدولة دولة يهودية عنصرية كاملة، أي حتى المليون ونصف مليون فلسطيني في داخل أراضي الـ 48 لا مكان لهم في بيوتهم وبلدهم. أية عدالة هذه التي يتحدثون عنها؟

أيها العرب، هل سمعتم ما قاله الإسرائيليون، بأنّ بعض القادة أشادوا بالموقف الإسرائيلي وشجّعوهم على ضرب حماس، أنا الآن لن أتهم أحدا من القادة، ولكن ألا تصرخون على الأقل لتثبتوا أنكم لستم المعنيين فيما تتحدث إسرائيل عن تواطؤ عربي؟ بل أكثر من هذا، لن نكون زاهدين معكم، أيها العرب مسؤوليتكم أن تدعموا قضية فلسطين بالمال والسلاح والموقف، لا، لن نبرّئكم، لا يمكن أن تكونوا بعيدين، هي الأساس وهي المحور. لماذا لا تطالبون الدول الكبرى ولا تقفون موقفا شجاعا ؟ تأكّدوا أيها القادة العربية، لو وقفتم ستقف شعوبكم معكم وستكونون أقوياء وستخضع إسرائيل وأمريكا، لكن أن تتفرجوا هذا أمر معيب.

 بكل صراحة، لا عذر لأي جهة رسمية أو شعبية، عربية أو إسلامية ، في أن تصمت عن حصار غزة، الصمت عن الحصار حصار، والصمت عن الحصار مشاركة في الإحتلال، ولذا ليبحث كلٍّ منكم كيف يقوم بدوره لمواجهة هذا الحصار، يجب أن تستمر فعاليات المواجهة لهذا الحصار في كل المناطق العربية والإسلامية بالإعتصام والتظاهر ومد العون وبواخر المؤن التي تذهب إلى غزة وكل المواقف التي تضغط على المعنيين لذلك.

 بالله عليكم ، أليست المسؤولية مسؤولية عظيمة ومهمة؟ الآن هو وقت الشرف، نحن ندعو مصر بقادتها ومسؤوليها لوقفة تاريخية إلى جانب الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة، ولدى مصر كامل المبررات الدينية والسياسية والأخلاقية والإنسانية والقانونية لتقف إلى جانب شعب غزة وشعب فلسطين. لا يوجد أي اتفاق في الدنيا يؤكد على المشاركة في حصار الأطفال وقتل النساء وتجويع الناس وقتل المرضى، لا يوجد أي اتفاق في الدنيا يشكل هذه العناوين، تأكدوا يا قادة مصر أنّ العالم العربي والإسلامي سيكون معكم وسيخضع كل العالم لمنطق مؤازرة غزة ومساعدة غزة.

 ندعو إلى الوحدة الفلسطينية حول خيار المقاومة وضدّ تجويع الشعب الفلسطيني وضد فرض أي خيار سياسي، ولا معنى لمفاوضات ولقاءات فيها كلمات معسولة ممزوجة بسم العدوان والإحتلال والحصار، ماذا أنتجت هذه المفاوضات وهذه الأحاديث؟ خير للجميع أن يكونوا معا، وإذا كانوا الفلسطينيون معا لن تستطيع إسرائيل أن تفعل شيئا، ستلهث وستخضع، هذا هو الطريق وهذا هو الحل، طريق المقاومة.

 أيها المجاهدون المقاومون في غزة، نحن نعلم أنّكم اليوم أقوى مما كنتم عليه منذ سنة وستكونون إنشاء الله أقوى وأقوى، قال الله تعالى، بسم الله الرحمن الرحيم :" لن يضروكم إلاّ أذى، وإن يقاتلوكم يولّوكم الأدبار ثمّ لا ينصرون" صدق الله العظيم.

 عندما توجد الإرادة القوية في مقابل الإحتلال لا يمكن ان تضعف المقاومة، بل تزداد وتقوى، ها هي المقاومة الإسلامية في لبنان ضحّت وبذلت وقاتلت أشرس عدوان في تموز سنة 2006، أبشّركم أنّها عادت اليوم أقوى بكثير مما كانت عليه قبل عدوان تموز، العدوان يقوينا في المواجهة.  إذاً فليعلموا أنّ هذا الحصار في غزة سيزيد غزة صلابة وكلما ازداد الضغط كلما قويت المقاومة، ليست في فلسطين فقط، في كل مكان في منطقتنا، وإنشاء الله سيكون النصر حليفكم، نحن معكم يا أهل غزة في السراء والضراء وإنشاء الله سنبقى في الميدان وسنقوم بواجبنا لنصرة غزة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

 

تظاهرات شعبية في لبنان تضامنا مع غزة المحاصره 

19موقع المنار/12/2008 انطلقت بعد صلاة الجمعة في معظم المناطق اللبنانية الاعتصامات والتظاهرات والتجمعات الشعبية المتضامنة مع الشعب الفلسطيني والرافضة للحصار المفروض على قطاع غزة، وللمطالبة برفع الحصار وفتح معبر رفح. التجمعات الشعبية التي لبت الدعوة وخرجت الى الشوارع في نقاط تجمع محدده رافعة اللافتات الداعمة للشعب الفلسطيني والمندده بالجرائم الصهيونية التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني المظلوم.

 

الضاحية الجنوبية لبيروت شهدت اضخمُ المسيرات في لبنان فقد لبى عشراتُ الالاف نداءَ الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وساروا في تظاهرة ضخمة تضامناً مع الشعب الفلسطيني في غزة وتنديداً بالحصار المفروض عليه. ولم تتسع نقطة الانطلاق للحشود الكبيرة التي توافدت الى الضاحية الجنوبية.

وسط هتافات مؤيدة لخط المقاومة ورفضا للاحتلال الصهيوني والممارسات التي يقوم بها، الشوارع المحيطه بمكان التجمع غصت بالجموع وامتلأت الساحات قبل ساعات من الانطلاق الفعلي للتظاهره. وانطلقت التظاهره الضخمة تتقدمها الفرق الكشفية وعلم فلسطيني كبير وصور قادة المقاومة، ورفع المشاركون الاعلام اللبنانية و الفلسطينية واعلام حزب الله، وعلت الهتافات المنددة بأميركا واسرائيل وبالدعوات المطالبه للعرب بالتحرك ومساندة الشعب الفلسطيني. 

التظاهرة التي انطلقت من امام مجمع سيد الشهداء شقت طريقها باتجاه منطقة الكفاءات على طول اوتوستراد الشهيد هادي نصر الله بمشاركة عدد كبير من ممثلي الاحزاب اللبنانية والفلسطينية  ونواب ووزراء حاليون وسابقون وشخصيات سياسية وعسكرية وعلمائية. وقد انتهت التظارهة بتجمع جماهيري ضخم استمع الى كلمة المقاومة في لبنان التي القاها نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم.

وفي صيدا جنوب لبنان انطلقت فعاليات التضامن مع غزة، حيث احتشد الالاف من ابناء المدينة وجوارها في ساحة النجمة بعيد صلاة الظهر، تقدمهم رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب اسامة سعد، رئيس بلدية صيدا عبد الرحمن البزري، وعدد من فعاليات المدينة من حزبية وسياسية وعلمائية ونقابية. الاعتصام الذي رفعت فيه الاعلام الفلسطينية واللبنانية، تحدث فيه عدد من الشخصيات السياسية والحزبية والعلمائية ركزت في مجملها على مطالبة العرب بالتحرك وفك الحصار عن القطاع واختتم الاعتصام بحرق العلمين الاميركي والاسرائيلي ومجسم لجورج بوش.

 والى  بعلبك شرقي لبنان حيث جابت مسيرة حاشدة شوارع المدينة، مسيرة تقدمها عضو شورى حزب الله الشيخ محمد يزبك، وعلماء دين، وشخصيات سياسية واجتماعية وحزبية. ورفع المشاركون الاعلام اللبنانية والفلسطينية واعلام حزب الله، كما رفعوا لافتات ترفض الحصار وتؤيد خيار المقاومة. و تحدث خلال التظاهره  الشيخ محمد يزبك، مؤكدا ان الله سيكتب لغزة الانتصار بعد هذا الصبر والايمان، وان اسرائيل الى زوال. واشار سماحته الى ان غزة تبكي على الوهن الذي اصاب امة العرب والاسلام، وابناء غزة يبكون على الانظمة العربية. لافتا الى ان الصمت العربي يشجع الاخرين على ما يقومون به. معتبرا "ان الذي يحاصر غزة ليست اسرائيل انما هم اهل لغزة"، مبديا أسفه لان تتحول مصر بحكامها اليوم لتسد المعابر على غزة. كما وجه الشيخ يزبك تحية الى الصحافي العراقي منتظر الزيدي الذي رمى الرئيس الاميركي جورج بالحذاء. 

 وفي راشيا نفذت الأحزاب والقوى الوطنية والقومية اعتصاما حاشدا أمام سرايا راشيا الوادي تضامنا مع غزة بحضور أمين عام حركة النضال اللبناني العربي النائب السابق فيصل الداوود وقائمقام راشيا ذياب سلوم وممثلين عن احزاب القومي والاتحاد والتيار الوطني وشخصيات. كما شهدت بلدة شحيم وعدد من قرى اقليم الخروب اعتصامات وتظاهرات رفضا لحصار غزة وتضامنا مع أهلها رفعت خلاله اللافتات المنددة بالصمت الرسمي العربي .

 وبدعوة من جبهة العمل الإسلامي في طرابلس، اعتصم المصلون في مسجد الراشدين لنصرة غزة. رئيس الجبهة الداعية فتحي يكن شدد على ضرورة التمسك بخيار المقاومة، وندد بالصمت العربي على ما يجري في غزة. ودعا إلى محاكمة الحكام العرب.

 ونبقى في الشمال حيث خرج آلاف اللاجئين الفلسطينيين في مخيمي البارد والبداوي في مسيرة حاشدة تضامناً مع أهالي غزة المحاصرين والصحافي العراقي منتظر الزيدي. ورفعوا الأعلام الفلسطينية واللافتات المنددة بالحصار. المسيرة اخترقت شوارع المخيمين. وشاركت فيها الفصائل الفلسطينية كافة وقيادة المقاومة الفلسطينية في الشمال فضلاً عن الأحزاب والقوى والأحزاب الوطنية والإسلامية اللبنانية. وتخللت التظاهرة كلمة فصائل المقاومة الفلسطينية في الشمال ألقاها أمين سر الجبهة الشعبية القيادة العامة أبو عدنان عودة الذي شدد على ضرورة وحدة الفلسطينيين. واستنكر التمادي في الصمت إزاء معاناة أهالي غزة.    

 

بث التلفزيون الرسمي لاعترافات بعض عناصر التنظيم كشفت لعبة النظام (ا من 2)

الاستخبارات السورية فبركت فيلم "فتح الإسلام" لتُوحي أن "تيار المستقبل" اغتال رفيق الحريري

 تاريخ النظام في مجال حقوق الإنسان يدعو إلى عدم الاطمئنان للاعترافات المزعومة

لماذا كشفت السلطات من ارتكب جريمة »القزاز« وعتّمت على جريمتي قتل مغنية وسليمان?

د.دومط بشروني:  السياسة

عرض التلفزيون السوري الرسمي في السادس من نوفمبر الماضي اعترافات اثنى عشر شخصا قال انهم اعضاء في تنظيم "فتح الاسلام", وان هذه الحركة وراء التفجير الإرهابي الذي وقع في منطقة القزاز بالعاصمة السورية دمشق صباح السبت 27 سبتمبر, والذي راح ضحيته, وفقا للمعلومات التي بثتها السلطات السورية, 17 قتيلا و65 جريحاً وألحق ضرراً ب¯85 عائلة تقطن المنطقة, وظهرت بين المعترفين امرأة قالت إنها ابنة شاكر العبسي زعيم التنظيم, واشارت الى ان التنظيم كان يحصل على التمويل من سعوديين ومن "تيار المستقبل", وقد نفى التيار المذكور في بيان اصدره هذه المزاعم.

وكشف هؤلاء في اعترافاتهم عن صلاتهم المباشرة بتنظيم "القاعدة" وعناصر "تيار المستقبل" اللبناني وعن الأماكن التي سيستهدفونها في سورية وفي مقدمتها المراكز الأمنية وبعض المراكز الديبلوماسية, واستهداف ديبلوماسيين أحدهما ايطالي والآخر بريطاني, إضافة إلى استهداف سيارات المبيت التي تقل عناصر الأمن السوري, وكذلك استهداف بعض الأماكن لتمويل التنظيم ومنها مركزا حوالات في جرمانا ومفرق حجيرة في دمشق ومقر حوالات شركة "القدموس" في البرامكة وسط دمشق, إضافة إلى استهداف أحد المصارف العامة الرئيسية بالعاصمة.

وكشفت وفاء العبسي خلال اعترافاتها نقلاً عن شاكر العبسي ان رسائل متبادلة وكانت تتبادل بالاضافة الى تواصل عبر قنوات معينة مع "تيار المستقبل" مثل التيارات السلفية وسألته فيما بعد إذا كانت هذه العلاقات مستمرة فقال العبسي إن "العلاقة مستمرة, لكننا لسنا واثقين منهم لأنهم من الممكن أن يتنازلوا عنا مقابل أي صفقة لهدف سياسي".

ونفى "تيار المستقبل" أية علاقة له بمجموعات متطرفة, وقال النائب اللبناني احمد فتفت لوكالة "فرانس برس" "هذه ادعاءات لا أساس لها من الصحة ومسرحية تؤكد ان الاستخبارات السورية مرتبطة ب¯"فتح الاسلام".

واعتبرت قوى "14 آذار" "الاكثرية النيابية" في بيان "ان الاتهامات الاخيرة التي وجهها النظام السوري ضد اللبنانيين تشكل محاولة جديدة ومكشوفة للتهرب من مسؤوليته في جرائم الاغتيال التي وقعت في لبنان, استباقا لتقرير لجنة التحقيق الدولية "في اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري" وقيام المحكمة الدولية".ونشرت بدورها صحيفة المستقبل, في عددها الصادر بتاريخ 15 نوفمبر الماضي, اعترافات لعناصر ولمسؤولين من تنظيم "فتح الاسلام" موثقة في محاضر رسمية لدى سلطات التحقيق اللبناني تفيد بأن تنظيم "فتح الاسلام" مرتبط مباشرة بجهاز المخابرات السوري.

واضافت الصحيفة استنادا الى اعترافات عناصر من هذا التنظيم ان "فتح الاسلام" هو اسم حركي لأداة صنعتها الاستخبارات السورية من اجل زعزعة استقرار لبنان وتدميره.

وأشارت صحيفة »المستقبل« ايضا الى ان سورية وضعت خطة لضرب لبنان بعد انسحاب جيشها من اراضيه عام 2005, وقد حصلت "المستقبل" على الوثائق التي تُثبت صلة "فتح الإسلام" بالنظام السوري, وأن ما ورد فيها من حقائق يُدحض, وفقا للصحيفة ذاتها, بشكل قاطع كذب ادعاءات النظام السوري والمتعاونين معه في لبنان والخارج.

ويُبين التبحر في هذه الوثائق, وهي إفادات قدمها الموقوفون لدى السلطات اللبنانية القضائية على فترات متلاحقة, أن "فتح الإسلام" هو اسم حركي لأداة صنعتها المخابرات السورية من أجل زعزعة استقرار لبنان وتدميره وإظهاره, وقد استعاد استقلاله من قبضة وصاية دامت ثلاثين عاما, بأنه أعجز من أن يدير شؤونه بنفسه وتاليا فهو بحاجة للقبضة السورية, لحمايته من نفسه وحماية العالم منه.

وبالفعل, فإن الوثائق تؤكد أنه بُعَيد انسحاب الجيش السوري من لبنان, وضعت المخابرات السورية خطة لزعزعة الإستقرار في لبنان بواسطة مجموعة إرهابية ترسلها الى لبنان وتتحكم بها, ولكنها تتلطى بزي تنظيم "القاعدة" وب¯"كوفية الثورة الفلسطينية".

نواة هذه المجموعة الإرهابية التي صنعتها المخابرات السورية, وفقا لما جاء في محاضر التحقيق المنشورة, كانت من أربعة مكونات: سوريون وفلسطينيون مسجونون, وقد تم إطلاق سراحهم, بعفو أصدره الرئيس السوري بشارالأسد(ومنهم شاكر العبسي), كوادر في تنظيم »فتح الإنتفاضة«, ضباط في المخابرات السورية, وتحويل وجهة سير "مجاهدين" إسلاميين قدموا من دول عربية(السعودية, الأردن, اليمن, بلاد المغرب العربي) الى دمشق, بحيث يتم إقناعهم بالعبور الى لبنان بدلاً من العراق.

وفي الوثائق أقوال مجموعة كبيرة ممن عاشوا أسرار هذا التنظيم, من تكوينه حتى انهياره مع حسم الجيش اللبناني لمعارك مخيم نهر البارد.

وهي تُظهر أن أبوخالد العملة ساهم في تأمين نقل "فتح الانتفاضة" الى شاكر العبسي بعد حصوله على عفو رئاسي سوري.

 وبازاء هذه الاعترافات الخطيرة, أكانت تلك التي بثت على شاشات التلفزة السورية أو تلك التي نشرت في صحيفة المستقبل, يكون من المفيد التمحص في خلفياتها السياسية والقاء الضوء عليها(أولا), قبل البحث في قيمتها القانونية(ثانيا).

 أولا: في الخلفيات السياسية للاعترافات المزعومة.

 أ- تضليل الرأي العام اللبناني والعربي وتوجيه رسائل الى المجتمع الدولي

ان مبادئ العدالة الجنائية وأصول وقواعد المحاكمات الجزائية تفرض عدم الكشف عن مجريات التحقيقات الجنائية وتفاصيلها أو محتوياتها ووثائقها مهما كانت الجرائم موضوع التحقيقات خطرة أو جسيمة, وذلك لضمان سرية التحقيق وسلامته وللتوصل الى كشف الحقيقة وعدم فتح المجال أمام تبدد أدلة الاثبات الجنائي التي حصل عليها المحققون, وكذلك حماية لقرينة البراءة التي يتمتع بها كل شخص مشتبه به أو تحوم حوله الشبهات أو أي شخص مدعى عليه, اذ أن افشاء المعلومات التي تتعلق بمضمون ملاحقته أو بالاشتباه به يحمل اعتداء على شرفه وكرامته وخصوصا اذا ما ظهرت براءته في وقت لاحق. وتعتبر هذه "القاعدة"(قاعدة سرية التحقيقات) تحكم كل الاجراءات والأصول الجزائية في كل قوانين البلدان المتحضرة والتي تقيم اعتبارا لمبادئ حقوق الانسان وللمعايير الدولية للمحاكمات. والدليل على ذلك التحقيقات الجنائية في العديد من الجرائم الخطرة, ومنها الارهابية الدولية, كالهجوم الارهابي الذي حصل في الحادي عشر من سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة الأميركية, والهجوم الارهابي الذي حصل ضد محطات القطارات في اسبانيا, والهجوم الارهابي الذي وقع اخيراً في بومباي في الهند, وكذلك الجرائم الارهابية التي حصلت في محطات المترو في باريس في العام 1986 وفي لندن في العام 2004, والتي لم تبادر بعدها السلطات التحقيقية القضائية في كل من هذه البلدان الى بث اي اعترافات متلفزة أو غيرها, رغم تمكنها من الحصول على الآلاف من الأدلة القاطعة ومنها الاعترافات التي تدين جهات واشخاص محددة. كل ذلك حفاظا على سرية التحقيقات.

ان مجرد بث اعترافات ُيزعم أنه تم الحصول عليها من خلال القيام بتحقيق جنائي قيد الاجراء, يؤلف بحد ذاته قرينة على أن السلطات الأمنية أو سلطات التحقيق التحقيقية التي فشت هذه الاعترافات تهدف الى فبركة أدلة غير أكيدة, والى توجيه رسائل سياسية وغيرها, عبر هذا الاجراء غير القانوني, الى جهات محددة, ما يتناقض كليا مع قواعد واصول التحقيقات والمحاكمات الجزائية.

ومن هنا فان التمعن بموضوعية في الاعترافات التي بثها التلفزيون السوري الرسمي يقود الى طرح تساؤلات عدة لابد أن تتبادر الى ذهن كل قارئ أو مشاهد يتمتع بقدرة التمييز والتفكير, وأولها يكمن في أن النظام السوري لم يكن يوما, خلال الحقبة الطويلة التي حكم ومازال يحكم فيها الجمهورية العربية السورية بيد من حديد, حريصا على شفافية التحقيقات الجنائية التي تجريها السلطات القضائية الخاضعة مباشرة لتوجيهات السلطات الأمنية السورية وأجهزتها خلافا للقوانين المرعية الاجراء(شكلا وليس أساسا), أو على احقاق الحق وتوطيد أسس العدالة الجزائية في البلاد. والدليل الساطع على ذلك هو ان وقعت في سورية الكثير من الجرائم الخطيرة والغامضة التي(اذا ما كانت فعلا من صنع وتخطيط اياد اجنبية) تحمل اعتداء على الأمن العام السوري وعلى أمن الدولة الداخلي, ومنها نخص بالذكر جريمة اغتيال القيادي في "حزب الله" الحاج عماد مغنية وجريمة اغتيال العميد في الجيش السوري محمد سليمان, وكلاهما وقعتا قبل تفجير حي القزاز الذي بثت الاعترافات في شأنه, من دون أن تكشف المراجع السورية المعنية أي تفاصيل عن هذه الجرائم حفاظا على سرية التحقيقات. والسؤال البدهي الذي يطرح نفسه هنا هو الآتي: لماذا تمكنت السلطات السورية من كشف حقيقة التفجير الأخير الذي وقع في حي القزاز في دمشق, كما تزعم, وبثت في ما خص هذا التفجير ما سمتها اعترافات عن تورط منظمة "فتح الاسلام" في العملية الارهابية المذكورة و"تيار المستقبل" في لبنان, ولم تكشف تفاصيل ارتكاب الجرائم الأخرى رغم أنها جرائم خطيرة أطاحت بحياة مسؤولين عسكريين على ارتباط مباشر بالنظام السوري?

يضاف الى ذلك أن تاريخ هذا النظام المنافي لحقوق الانسان الهزلية على اساس مناقض لكل قواعد الديمقراطية والحرية والعدالة والمساواة, لا يدع القارئ يطمئن لاعترافات مزعومة يبثها على شاشات تلفزيونه الرسمي بأساليب الضغوط المعنوية والمادية والتهديد وأعمال التعذيب والمناورات المخابراتية.

 لهذا, وبعد التدقيق في هذه الاعترافات المسرحية والهذلية, يبدو للمشاهد أنها تقوم على خلفيات سياسية محضة, وتهدف الى تضليل الرأي العام العربي وخصوصا اللبناني, والى ايصال رسالة سياسية واضحة الى المجتمع الدولي مفادها أن النظام السوري يؤلف هدفا حيويا للارهاب في المنطقة وان السلطات السورية هي من يعاني من آفة الارهاب ويكافح في سبيل محاربة الارهابيين ومن يقف وراءهم. وما يؤكد على ذلك هو وجود ابنة شاكر العبسي في فيلم الاعترافات, مع العلم انها غير ملاحقة من السطات السورية بأي تهمة جنائية, ما يدل على أن ما سمي باعترافات بثت على شاشة التلفزيون الرسمي السوري ليس الا فيلما سينمائيا كفيلم شريط (أحمد) ابو عدس الذي صنع في عملية اغتيال الرئيس الحريري.

أما بالنسبة للوثائق والمحاضر التي نشرت في صحيفة المستقبل, فهي تهدف الى دحض الأقاويل والاتهامات التي تضمنتها الاعترافات التي بثها التلفزيون السوري والتي تمس بشرف وبمصداقية وبسمعة "تيار المستقبل" اللبناني, والتي لا تقوم على اي سند أو دليل موضوعي أو شفاف. ولهذا فان نشر محاضر افادات واعترافات عناصر "فتح الاسلام" الموقوفين لدى السلطات اللبنانية يندرج في خانة الدفاع المشروع ضد الافتراءات الموجهة سياسيا الى "تيار المستقبل" والتي تم بثها خلافا لكل قواعد وأصول المحاكمات الجزائية والقوانين ومعايير المحاكمات العادلة في كل البلدان التي تقيم اعتبارا لحقوق الانسان, ووفقا لشروط تناقض تماما هذه القواعد والأصول بحيث يصعب جدا الركون الى مصداقيتها أو صحتها. ب- توقيت بث الاعترافات المزعومة ودلالاته السياسية

 يضاف الى ذلك أن الاعترافات المفبركة والمذكورة اعلاه تطرح مسألة مهمة تتعلق بالتوقيت الذي اختاره النظام السوري كي يبث هذه الاعترافات على شاشات التلفزة السورية. ان هذا التوقيت, الذي اختارته سلطات النظام السوري, يدل على أنها أرادت تحقيق غايات سياسية مهمة عبر نشر ما سمته اعترافات, وهذه الغايات تتلخص بالنقاط التالية:

1- بث الاعترافات قبل أسابيع من صدور تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال الرئيس الحريري القاضي الكندي بلمار, وذلك لاعطاء الايحاء بأن عملية اغتيال الرئيس الحريري والعمليات الارهابية الأخرى التي أرتكبت في لبنان والتي أدت الى مقتل الكثير من الشهداء اللبنانيين من صحافيين ورجال سياسة, هي من صنع منظمة "فتح الاسلام". وهذا يعني ان السلطات السورية قد تكون حصلت على بعض المعلومات التي تفيد بأن لجنة التحقيق الدولية تمكنت من اثبات وجود رابط ما بين "فتح الاسلام" والنظام السوري من حيث استعمال عناصر ومسؤولي هذه المنظمة ذاتها من قبل هذا النظام كأداة لارتكاب جرائم ارهابية في لبنان وفي غير لبنان. ولهذا فان عملية بث الاعترافات المفبركة قد يكون الهدف منها الالتفاف على تحقيق لجنة التحقيق الدولية, في عملية استباقية لصدور تقرير هذه اللجنة, ومحاولة لتبرئة النظام السوري من الجرائم الارهابية المرتكبة عبر نفيه لأي علاقة ب¯"فتح الاسلام" واظهار نفسه كضحية للارهاب ولاسيما ارهاب "فتح الاسلام".

2- بث الاعترافات قبل اشهر قليلة من بدء الانتخابات النيابية في لبنان وفي وقت تشتد فيه الحملات السياسية الانتخابية, ما يهدف الى اضعاف حركة "الرابع عشر من آذار" سياسيا, وخصوصا "تيار المستقبل", من حيث اظهار هذا التيار بمظهر المتواطئ مع "فتح الاسلام" والمغذي للارهاب الاسلامي الذي يضرب لبنان وسورية على السواء. وهنا يبدو أن ذكاء النظام السوري مفرط للغاية, ذلك أنه وفقا لهذه النظرية السورية ولوسائل اعلامها, في لبنان وسورية ومنها طبعا أورانج ت¯ي.في وتلفزيون "الجديد" وتلفزيون "المنار", يكون "تيار المستقبل" هو من دبر عملية اغتيال زعيمه الرئيس رفيق الحريري بواسطة "فتح الاسلام", وهو من خطط لكل عمليات الاغتيال الارهابية التي طاولت شخصيات سياسية واعلامية حليفة له وأمر بتنفيذها على يد "فتح الاسلام". وهذا يعني أيضا, وفقا لهذه النظرية البالغة الذكاء والعبقرية, أن "تيار المستقبل" تآمر على نفسه كي يقضي على نفسه.

3- تأتي واقعة بث الاعترافات في مرحلة كثرت فيها المساعي الهادفة الى عقد مصالحات بين مختلف الأطراف السياسية اللبنانية لاسيما بين "حزب الله" و"تيار المستقبل" من جهة, وبين »الحزب الاشتراكي« و»حزب الله« من جهة أخرى, وبعد حصول لقاء صريح ومفيد بين الأمين العام ل¯"حزب الله" السيد حسن نصرالله والنائب سعد الدين الحريري زعيم "تيار المستقبل" ورئيس أكبر تكتل نيابي لبناني معارض لسياسة الأطماع السورية في لبنان, وفي وقت يحكى فيه عن توتر العلاقة خفيا بين "حزب الله" والنظام السوري خصوصا على خلفية اغتيال عماد مغنية في قلب العاصمة السورية دمشق وعلى مقربة من أحد مراكز المخابرات السورية. ما قد يعني أن بث الاعترافات المشار اليها أعلاه يهدف الى احراج "حزب الله" ومنعه من التقرب من "تيار المستقبل" وقطع الطريق امام اي مشروع مصالحة أو تقارب بين الأطراف اللبنانية كافة, وخصوصا بين المعارضة الممثلة بتجمع "8 آذار" وفريق ثورة الأرز الممثل بتجمع "الرابع عشر من آذار". وعلى هذا الأساس, يلاحظ ما ان نشرت الاعترافات المزعومة حتى انطلقت الأبواق السورية في لبنان ودماها المتحركة وعلى رأسها من رقي من النظام السوري الى درجة جنرال" وبطريرك" شتام وعميل بامتياز, بعد أن تفوق على منافسيه وئام وهاب وناصر قنديل, في هذا المجال, في عملية غير مسبوقة ومنظمة كمنت في شن هجوم غير مسبوق على جماعة "الرابع عشر من آذار" وخصوصا على وليد جنبلاط وفي اتهام "تيار المستقبل" بدعم الارهاب من دون الارتكاز على اي دليل ومن دون انتظار نتائج التحقيق اللبناني, ما يدل دلالة واضحة على أن الاعترافات المفبركة سورية تهدف, في ما تهدف اليه, الى تشويه صورة معارضي سياساتها في لبنان والقضاء عليهم ليس فقط جسديا وانما ايضا سياسيا قبل حلول موعد الانتخابات النيابية.

4- قد يكون الهدف ايضا من وراء هذه الاعترافات تمهيد الأرضية الصالحة لارتكاب عملية ارهابية جد خطيرة أو لتغطيتها. وما يدفع الى هذا الاعتقاد التحليلي وغير القائم على معلومات, هو ما أدلى به النائب السابق سليمان فرنجية لناحية تخوفه من الغاء الانتخابات النيابية بسبب جريمة ارهابية كبرى قد ترتكب قبيل هذه الانتخابات. وهذا ما عاد وكرره على هذا الصعيد أحد المقربين منه, وفق ما نقلت عنه صحيفة "السفير" اللبنانية بتاريخ 28 نوفمبر 2008, بالقول ان " رئيس "تيار المردة" لا يخفي خشيته من أن تشكل الساحة المسيحية مسرح جريمة الاغتيال المقبلة, التي قد تستهدف أحد القياديين "الكبار" في القوات اللبنانية".

ان هذا النوع من التصريحات يعزز الشكوك بلا مكان التحضير لعملية ارهابية ما قد يكون من يتهيأ لارتكابها على ارتباط أو على علاقة بالنظام السوري, أو في ابعد الاحتمالات قد تكون لدى النظام السوري بعض المعلومات المتعلقة بهذه العملية التي لا يريد التدخل من اجل احباطها, اذ أن الكل يعلم أن النائب السابق سليمان فرنجية يستقي معلوماته من أجهزة المخابرات السورية. وهو لم يكن ليدلي بهذه المعلومات الا بناء على طلب سوري واضح يهدف, بينما يهدف الى تحضير الرأي العام اللبناني, والى تخويف جماعة "الرابع عشر من آذار" بوسائل التهويل, والى اعطاء الايحاء بأن احدى الجماعات المرتبطة ب¯"تيار المستقبل" تحضر لارتكاب عملية اغتيال بهدف تأجيل الانتخابات اللبنانية, والى أخيرا التنصل مسبقا من أي مسؤولية جنائية ناتجة عن الجرائم الارهابية التي قد ترتكب مستقبلا.

أما في ما خص ما نشرته صحيفة "المستقبل" من وثائق ومحاضر تدحض موضوعيا ما بثه التلفزيون السوري من اقاويل وافتراءات واتهامات ضد "تيار المستقبل" لا تقوم على اي مرتكز قانوني أو أدلة موضوعية وقانونية, فقد تم القيام بهذا الاجراء في اعقاب عملية بث الاعترافات المزعومة على شاشة التلفزيون السوري. وهو, لهذا السبب, لا يمكن وضعه في اطار التوقيت المبرمج من قبل "تيار المستقبل", اذ انه يأتي ردا على اجراء غير قانوني وغير طبيعي اتخذته السلطات السورية لتشوه سمعة التيار المذكور.

(يتبع)