المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 27 كانون الأول/2008

إنجيل القدّيس لوقا .55-46:1

فقالَت مَريَم: « تُعَظِّمُ الرَّبَّ نَفْسي وتَبتَهِجُ روحي بِاللهِ مُخَلِّصي لأَنَّه نَظَرَ إِلى أَمَتِه الوَضيعة. سَوفَ تُهَنِّئُني بَعدَ اليَومِ جَميعُ الأَجيال لأَنَّ القَديرَ صَنَعَ إِليَّ أُموراً عَظيمة: قُدُّوسٌ اسمُه ورَحمَتُه مِن جيلٍ إِلى جيلٍ لِلذَّينَ يَتَقّونَه كَشَفَ عَن شِدَّةِ ساعِدِه فشَتَّتَ الـمُتَكَبِّرينَ في قُلوبِهم. حَطَّ الأَقوِياءَ عنِ العُروش ورفَعَ الوُضَعاء. أَشَبعَ الجِياعَ مِنَ الخَيرات والأَغنِياءُ صرَفَهم فارِغين نصَرَ عَبدَه إسرائيل ذاكِراً، كما قالَ لآبائِنا، رَحمَتَه لإِبراهيمَ ونَسْلِه لِلأَبد».

 

أخبار متفرقة من مجلة الشراع

تحذير

*تسرب من حديث العماد عون مع الرئيس ميشال سليمان بعد عودة رئيس تكتل الإصلاح والتغيير من دمشق قوله لرئيس الجمهورية بأنه قد يقبل على لائحته الانتخابية في كل لبنان ثلاثة مرشحين لرئيس الجمهورية لكنه لن يقبل بأن يخوض أي مسيحي الانتخابات النيابية باسم بعبدا والقصر الجمهوري، وحذره من التشجيع بهذا الاتجاه.

*مفاجأة الرئيس فؤاد السنيورة للمجلس النيابي بإعمار الضاحية الجنوبية على مسؤولية الدولة فاجأت بدورها الرأي العام (الشيعي) وفاجأهم أكثر الرد الذي قاله الرئيس نبيه بري حين أعلن عن تأخير الهيئة العليا لللإغاثة تسليم الصكوك للمستحقين، فالصكوك موجودة ومكتوبة بأسماء مستحقيها مما جعل حجة رئيس المجلس ضعيفة وصبت في الدفاع عن رئيس الوزراء، وهناك من قال: إنه ذكاء الرئيس النبيه لاستخدام المدح في معرض الذم.

*تحدث سياسي في مجلسه عن الرسالة الروسية إلى سوريا من خلال الميغ 29، بأن موسكو تريد لبنان الدولة بهذه المساعدة الرمزية وتقول لدمشق وطهران آن الأوان لجعل بيروت ترتاح كما تقول للبنانيين: الاستراتيجية الدفاعية تبدأ من الجيش فهو الذي يحددها كسلاح وليس السياسيون.

*تفاصيل كثيرة ((يتبرغث)) منها وليد جنبلاط حين يناقش معركة الانتخابات النيابية مع حلفائه في 14 آذار خصوصاً في دائرة بعبدا ودائرة البقاع الغربي وراشيا، فهو يريد أن يكسب الأغلبية الصامتة بحسن اختيار المرشحين حتى ولو كانوا مستقلين لأن الصامتين هم الذين سيرجحون الكفة في الدوائر المتناصفة أو المتوازنة.

لا تكتم السر

*عمدت قيادة الجيش منذ مدة إلى إصدار سلسلة من العقوبات المسلكية – التأديبية بحق عدد من الضباط الذين رافقوا النائب ميشال عون سراً إلى سوريا خلال زيارته الأخيرة، ومن بين هؤلاء ضابط برتبة عقيد جرى نقله إلى مركز عسكري في البقاع.

وأكد مسؤول أمني في دردشة مع ((الشراع)) ان هناك معلومات عن وجود عدد من الضباط والرتباء في مؤسسة عسكرية مهمتهم تزويد مسؤول لدى الجنرال عون عن كل ما يجري داخل المؤسسة من تشكيلات وتعيينات، وهناك خوف من أن تكون هذه المعلومات تجير بطريقة وبأخرى لحزب الله أو للاستخبارات السورية.

والملاحظ ان التيار الوطني الحر بدأ منذ مدة بتشكيل ما يشبه جهاز معلومات على تنسيق دائم مع مسؤولين في استخبارات حزب الله والاستخبارات السورية.

من هو؟

*أكدت أوساط أمنية لـ((الشراع)) ان لدى رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي دانيال بلمار معلومات ووثائق تظهر تورط نائب ووزير بقاعي سابق في المشاركة في عملية رصد تحركات وتنقلات الرئيس الشهيد رفيق الحريري قبل شهرين من اغتياله، من خلال الإشراف على مجموعة حزبية تولت عمليات المراقبة والرصد وعلى جمع معلومات عن تفاصيل دقيقة في حياة الرئيس الشهيد.

ومن بين الأدلة التي جمعها بلمار في هذا المجال مجموعة أحاديث هاتفية سبق وأن أجراها النائب السابق مع مسؤول حزبي في بيروت، تخللها كلام يتعلق بالرئيس الحريري، وحرسه الشخصي. ولوحظ ان النائب السابق اختفى عن الاعلام منذ أشهر، وترددت معلومات عن قيامه ببيع أملاك تابعة له في البقاع من بينها مزرعة كبيرة، وعن بيع شقة في منطقة الرملة البيضاء في بيروت.

وتتوقع الأوساط أن تجري عمليات توقيف جديدة لعدد من المشبوهين من أوساط أمنية وحزبية في لبنان، في الوقت الذي باشرت فيه السلطات اللبنانية بتنظيم الملفات والوثائق والتقارير تمهيداً لنقلها إلى مقر المحكمة ذات الطابع الدولي في هولندا.

صحيح

*تعمد أحد نواب حزب الله في الجنوب، وخلال قيامه بتأدية واجب العزاء من التقليل من أهمية طائرات الميغ الروسية التي ستمنحها روسيا للجيش اللبناني، معتبراً انه ليس لهذه الطائرات قدرات هجومية وهي ذات طراز قديم وقد تكون من الاهداف السهلة، فضلاً عن عدم فعاليتها في المعارك الداخلية.

واعتبرت أوساط متابعة ان ما أدلى به النائب يدل فعلاً على ان قيادة حزب الله غير راضية على دعم الجيش سواء من روسيا أو من الولايات المتحدة الأميركية لأن من مصلحتها أن تظل قدرات الجيش العسكرية ضعيفة، لأن تقوية الجيش وتعزيز قدراته القتالية وتسليحه بأسلحة متطورة يفقد حزب الله مبرر احتفاظه بسلاحه بذريعة الدفاع عن لبنان في ظل وجود دولة ضعيفة.

ليس سراً

*أشارت أوساط أمنية لـ((الشراع)) إلى ان مسؤول فتح الإسلام عبد الرحمان محمد عوض ((أبو محمد))، يمارس نشاطاته داخل حي الصفصاف بالتنسيق مع تنظيم عصبة الأنصار، وتولى ناشط في الجبهة الشعبية – القيادة العامة يدعى محمد أ. تأمين هويات وجوازات وبطاقات مزورة خاصة باللاجئين الفلسطينيين لمجموعة من عناصر فتح الإسلام. ويعمل تنظيم فتح الإسلام على إعادة تشكيل مجموعاته وخلاياه بشكل دقيق ومدروس، بالتنسيق مع مسؤولين في تنظيم القاعدة في عدد من الدول العربية والإسلامية ومن بين هؤلاء مسؤول في قيادة العمليات الخارجية في القاعدة لقبه الشيخ عثمان.

وعلمت ((الشراع)) ان خلايا فلسطينية تسللت من مخيم اليرموك في سوريا إلى البقاع الغربي في لبنان، وانضمت إلى مراكز تابعة لفتح – أبو موسى في منطقة عيتا الفخار، والخلايا كانت برئاسة الفلسطيني سمير. م (عمل في السابق كموظف في الاونروا) وهو على علاقات مشبوهة مع ضابط سوري في مكتب فلسطين في الاستخبارات السورية الخارجية.

وكان تقرير أمني أشار إلى قيام الاستخبارات السورية بتوزيع أسلحة على مجموعة من الفلسطينيين في مناطق وبلدات تعلبايا – شتورة – برالياس – سعدنايل (من الناشطين السابقين مع استخبارات أمن الدولة السورية – الفرع 279).

*سأل سياسي عربي أحد المسؤولين الفلسطينيين في حماس عن موقف قيادة الحركة فيما لو اشترطت واشنطن على دمشق للوصول إلى سلام مع تل أبيب برعايتها المباشرة، وقف نار دائم في قطاع غزة، فكان الجواب مسهباً عن بدائل باسم غير حماس، فقال السياسي العربي: كما رعاكم خليل الوزير فألغيتم ((فتح)) ترعون غيركم ليلغيكم.. سبحان مغير الأحوال.

 

الرئيس بري استقبل السفير خوجة وعرض الاوضاع مع الوزير تقلا

وطنية - 26/12/2008(سياسة) يقيم رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري بدءا من الاثنين في 29 كانون الاول الحالي مجالس عاشوراء في دارته - المصيلح ، وذلك عند الساعة الثالثة والنصف من بعد ظهر كل يوم. من جهة اخرى استقبل الرئيس بري السفير السعودي في لبنان عبد العزيز خوجة وكانت مناسبة لعرض الاوضاع الراهنة. كما استقبل الرئيس بري الوزير جو تقلا والمدير العام السابق لامن الدولة أنطوان طرابلسي وتم عرض للمستجدات. ولم يشأ الوزير تقلا بعد اللقاء الادلاء بأي تصريح.

 

الاحرار":للبدء بترسيم الحدود وإقفال ملف المفقودين والمعتقلين

نصب "الكاتيوشا" في منطقة عمل "اليونفيل" خرق فاضح للقرار 1701

وطنية- 26/12/2008 (سياسة) عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار، اجتماعه الأسبوعي برئاسة نائب الرئيس روبير الخوري وحضور الأعضاء.

بعد الاجتماع، صدر بيان، تساءل في مستهله "إلى متى يظل لبنان أسير الرهانات ورهينة إيديولوجيات وفي خدمة المزايدين والمزايدات ونحن نتلقى تصريحات الرئيس السوري بالنسبة إلى المفاوضات المباشرة مع إسرائيل وإلى ترسيم الحدود؟ وسأل: وإلى متى القبول بفرض مبدأ الكيل بمكيالين ودائما على حسابه؟، كل ذلك ويا للأسف بتواطؤ الكثير من اللبنانيين الذين تسلطنوا بفضل الدعم الإقليمي حتى بات بعضهم يملك سعيدا على دويلته، ومن عليائه يرسم خريطة الطريق لباقي اللبنانيين متكئا على قوة سلاحه، ويحدد جدول المسموح والممنوع، المقبول والمرفوض، وكأنه ولي الأحكام، وكأن اللبنانيين أتباعا له ومهمشين".

ولفت البيان الى أنه "أصبح من الضروري جدا حسم الموضوعات العالقة وعدم الوقوع في فخ الإلهاء الذي يشكله التبادل الديبلوماسي، وهو أساسا مسألة بديهية تأخر تنفيذها المتعثر أكثر من نصف قرن. ويجب البدء بترسيم الحدود بما فيها مزارع شبعا، والمبادرة العملية في شأن سلاح المنظمات الفلسطينية الموالية لدمشق، ووقف تسرب السلاح والمسلحين والإرهابيين عبر حدودها، وإقفال ملف المفقودين والمعتقلين في سجونها، وإحجامها عن التدخل المباشر وغير المباشر في الأمور اللبنانية الداخلية".

وأشار حزب الاحرار الى "ان اكتشاف الصواريخ الموجهة إلى إسرائيل والمركزة في منطقة عمل قوات اليونيفيل، تذكر بسابقات مماثلة بقيت مكتومة أو مجهولة المصدر، ويذكر بالتحديات والأخطار التي لا تزال محدقة بلبنان. وأيا يكن الذين يقفون وراءها، والرسالة التي يريدون توجيهها فهي تشكل خرقا فاضحا للقرار 1701، وتكشف نيات عدائية تجاه الاستقرار والأمن والأمان. وهذا ما يفرض موقفا حاسما وردا صارما من الجيش اللبناني ومن القوات الدولية حتى لا تتكرر مثل هذه العمليات خصوصا في ظل الأجواء الإقليمية الملبدة، وللحيلولة دون أن يدفع لبنان مجددا الثمن الباهظ كما في كل مرة".

وأمل الحزب "في استمرار الحملة ضد الجرائم والسرقات بنفس الوتيرة وبالجدية عينها كما بدأت في بلدة بريتال لا سيما بعدما قيل ان كل المرجعيات قد رفعت الغطاء أخيرا عن المرتكبين".لافتا إلى "أهمية هذه الخطوة نظرا إلى خطورة استمرار الفلتان على صعيد التعديات والسرقات التي بدأت تؤشر إلى رغبة في فرض امر واقع و"بمأسسة" الجريمة المنظمة، إلى حد تكريس مبدأ التفاوض المباشر بين عصابات السارقين وضحاياهم على قاعدة الإبتزاز والإذلال وإجبارهم دفع مبلغ باهظ مقابل استعادة ملكيتهم. إن أقل ما يقال في هذا الأمر هو العودة إلى شريعة الغاب وضرب هيبة الدولة، ودفع المواطنين إما إلى الخضوع والخنوع بعيدا من حماية القانون أو مواجهة المجرمين بإمكاناتهم ووسائلهم والخسارة كبيرة في الحالتين".

 

الشيخ قاسم: وضعنا مرتاح جدا ولا نشعر بقلق ولا نخاف من نقاش أي موضوع

اتفاق الدوحة طوى صفحة الرهان على أميركا من قبل البعض في لبنان

عليهم أن يحترموا اللعبة الديموقراطية في مجلس الوزراء فيختار المعارضون

الطريقة المناسبة لإنجاز المجلس الدستوري وفق ما أعطاهم إياها الدستور

وطنية - 26/12/2008 (سياسة) اعتبر نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، في كلمة ألقاها في حفل التخريج الذي أقامته حوزة الرسول الاكرم لطلابها الناجحين، "أن اتفاق الدوحة طوى صفحة الرهان على أميركا من قبل البعض في لبنان، وأنجز انتصارات مهمة للمعارضة منها انتخاب رئيس توافقي وقيام حكومة وحدة وطنية، وإنجاز قانون للانتخابات وبداية التنافس الانتخابي، بانتظار هذه الانتخابات التي ستجري إن شاء الله تعالى في شهر حزيران 2009".

وأكد الشيخ قاسم "أننا الآن في مرحلة مختلفة عن المرحلة التي سبقت اتفاق الدوحة، بل نستطيع القول أن ثلاث سنوات صعبة ومعقدة بدأت بالقرار المشؤوم 1559 قد أقفل الباب عليها، وانتقلنا إلى مرحلة جديدة هي مرحلة ما بعد اتفاق الدوحة، حيث أدلى كل فريق بما عنده واستعان بمن استعان به ووصلنا إلى النتيجة التي تقول بأن على اللبنانيين أن يفتشوا عن أمورهم بحسب جمهورهم، وأن لا يكون اتكالهم على الاجنبي واعتمادهم على الدعم الخارجي، لأن هذا الدعم لن يغير المعادلة ما دامت هناك قوى جماهيرية وازنة ترفض هذا التدخل الأجنبي، وبالتالي نحن نعتبر أن ضربة كبيرة قد سددت إلى الوصاية الأمريكية في لبنان في هذه المرحلة".

وقال: "عندما ندعو إلى التوافق، ودائما تسمعون كلمة توافق، وعلى الطريقة اللبنانية بسبب التعقيدات الموجودة في لبنان، من التنوع الطائفي إلى العصبية المذهبية إلى الخصوصيات التي تجعلنا أشبه بمجموعات تحاول أن تعيش مع بعضها بحد أدنى من التفاهم، لذا يأتي هنا التوافق كخطوة من خطوات الحل، حتى لا تكون القرارات استفزازية يفسرها فريق أنها ضده من الفريق الآخر. هذا التوافق في رأينا يحمي المؤسسات الدستورية ويبعدها عن الشبهة في أنها منحازة، خصوصا إذا كانت مؤسسات تفصل في الأمور وتحكم بين الناس كما هو حال المجلس الدستوري، والهيئة العليا للاشراف على الانتخابات أو أي موقع من المواقع يتطلب حسما وقرارا وجهة فوقية تستطيع أن تأخذ القرار وأن تحسم الجدل، أما وقد اختاروا في المجلس النيابي على طريقتهم اللعبة الديموقراطية كما يقولون، وانتخبوا بالأكثرية مقابل الأقلية في ميزان المجلس النيابي، فإذن عليهم أن يحترموا هذه اللعبة الديموقراطية في مجلس الوزراء، فيختار المعارضون الطريقة المناسبة لإنجاز المجلس الدستوري وفق ما أعطاهم إياها الدستور، أي أن يمنعوا الآخرين من اتخاذ القرارات إلا بأغلبية الثلثين، وبما أن أغلبية الثلثين ليست عندهم فهم بحاجة إلى توافق، وهم يتحملون مسؤولية النتيجة على قاعدة أن يكون في مجلس الوزراء ما كان في مجلس النواب من اختيار كل طرف ما يراه مناسبا وفق اللعبة الموجودة في هذه المؤسسات". وأكد انه "يخطئ من يظن أننا نختبئ وراء التوافق لنحمي أنفسنا، نحن نختبئ وراء التوافق لنمنع حالة التشكيك المتبادلة، ولنطمئن الناس بخطوات تساعد على أن ننجز ما هو مطلوب منا في لبنان". وقال: "وضعنا مرتاح جدا على كل الأصعدة، لا نشعر بقلق ولا نخاف من نقاش أي موضوع، ولسنا في حالة توتر من أي احتمال يمكن أن يحدث في هذه المنطقة، ولا ترعبنا تهديدات اسرائيل التي يغلب عليها الطابع الانتخابي، خصوصا وأن اسرائيل جربت حظها وكان متعثرا وفاشلا. إذن سنتابع في لبنان على قاعدة المتاح وبما تسمح به الظروف، آملين أن يرتفع الجميع إلى المستوى اللائق، فيحفظوا التهدئة ويتناقشوا على قاعدة الخلاف السياسي وليس على قاعدة الشتائم والتهم، وعلى كل حال هذا مسار لا بد أن نتحمل كل ما يحيط به".

 

وحدة المسارين السوري والإيراني

وليد شقير-الحياة- 26/12/08//

من المفيد للمسؤولين اللبنانيين، خصوصاً الذين هم في السلطة أن يكرروا أن لا مصلحة للبنان في دخول مفاوضات سواء مباشرة أو غير مباشرة مع إسرائيل، وأن يشددوا على أن لا مصلحة للبلد في الإقدام على خطوة من هذا النوع لأسباب تتعلق باستقراره الداخلي.

فدعوة لبنان الى التفاوض مع إسرائيل، لا تعني في هذه الظروف سوى وضع التزاماته بمعالجة مسألة سلاح «حزب الله» على الطاولة، في إطار تقدم تحرزه مفاوضات السلام الإسرائيلية - السورية. وليس صدفة أن يلتقي في دعوة لبنان هذه الى التفاوض مع إسرائيل، تحت حجج مختلفة، الرئيس السوري بشار الأسد، والجانب الإسرائيلي، وبعض المسؤولين الأميركيين. وسبق أن طرح الفكرة من باب التشجيع على الخطوة، الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال زيارته بيروت آخر الصيف الماضي، على الرئيس ميشال سليمان. وكان الموقف اللبناني في الحالتين أن اللبنانيين ليسوا مستعدين للقيام بخطوة تؤجج الخلافات المستعرة أصلاً بينهم، ولأنهم ليسوا في وضعية مَن يجب أن يدفع ثمن السلام مع إسرائيل حين يتعلق الأمر بالدولة العبرية وسورية... كما سبق أن طرح الفكرة بعض المجموعات الأميركية المعنية بالتهيئة لسياسة الرئيس الجديد باراك أوباما الشرق الأوسطية. وهي مجموعات تضم من يهتمون فقط بالتطبيع العربي مع إسرائيل لحرصها على أمن الدولة العبرية قبل أي شيء.

والمواقف اللبنانية الوحيدة التي كانت إيجابية تجاه فكرة مشاركة لبنان في التفاوض مع إسرائيل هي من جهتين، الأولى الرئيس السابق أمين الجميل، الذي اقترح أن يكون تفاوضاً غير مباشر، عبر الأمم المتحدة وأن يكون محصوراً باستعادة مزارع شبعا، والثانية زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون الذي لم يمانع في المشاركة في مفاوضات مباشرة إذا كانت سورية على الطاولة. وإذا كان اقتراح الجميل ليس بعيداً من القرار الدولي الرقم 1701 الذي يكلف الأمم المتحدة جهوداً لمعالجة قضية مزارع شبعا، فإن إيجابية عون تجاه التفاوض اللاحق مع إسرائيل، هي الموقف اللبناني الوحيد الذي صدر، مقابل توافق «حزب الله» مع خصومه في قوى 14 آذار على رفض هذا التفاوض. وفي انتظار معرفة ما إذا كانت إيجابية عون تجاه الفكرة نابعة من الانفتاح السوري المستجد عليه، فإن هذا يذكّر بمعادلة سقطت مع انحسار الإدارة السورية المباشرة للوضع اللبناني وهي: «وحدة المسارين اللبناني والسوري في مفاوضات السلام» في عهد الرئيس الراحل إلياس الهراوي، أو «وحدة المسار والمصير» في عهد الرئيس إميل لحود... وقد استبدلت هذه المعادلة بشعار «لبنان آخر من يوقّع» الذي كان يؤمن به الرئيس الراحل رفيق الحريري.

في كل الأحوال، فإن خلفية الرفض اللبناني للتفاوض المباشر (وأحياناً غير المباشر) مع إسرائيل، في هذه المرحلة، تعود الى القناعة بأن دعوة لبنان الى هذه الوليمة هي لأغراض تتعلق بالفرقاء الآخرين ولا تتعلق بحاجات لبنان الى الاستقرار. فالقادة اللبنانيون يدركون أن الانفتاح السوري على التفاوض مع إسرائيل بدأ أصلاً من ضمن خط بياني قررت دمشق اعتماده، في سياق امتلاكها أوراقاً إقليمية عدة في العراق وفلسطين والتحالف مع إيران، بهدف وقف الضغوط الدولية والغربية ضدها، ولفك الحصار الأميركي عليها، وصولاً الى إيجاد تسوية بينها وبين المجتمع الدولي حول المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة المتهمين في جريمة اغتيال الرئيس الحريري، كثمن لشجاعتها في التفاوض على السلام مع إسرائيل. واللبنانيون يدركون أن ما مِن طرف بينهم، مستعد، أو قادر، على الدخول في أي تسوية حول المحكمة بعدما باتت المسألة دولية، بالتالي فإن وجود لبنان على طاولة التفاوض في هذا السياق غير ذي جدوى.

أما إذا كانت دعوة لبنان الى وليمة المسارين هي لإشراكه في تحمل مسؤولية معالجة سلاح «حزب الله»، فإن اللبنانيين يدركون أن قرار مصير السلاح هذا، يتوقف على الجانب السوري وعلى الجانب الإيراني، ويعتمد على توصل الدولتين الى تسوية مع الغرب وإسرائيل، وليس على تسوية واحدة منهما مع أميركا وحلفائها ومع الدولة العبرية. ن المعادلة الجديدة القاضية بوحدة المسارين السوري والإيراني تجعل لبنان لا يأتي الى الوليمة إلا بعد أن يتذوق أطرافها الطعام ليكتفي بالفاكهة فقط. فالمائدة كثيرة الدسَم على بلد صغير المعدة مثله.

 

نجاد مستقبلاً عائلة مغنية: آلاف يواصلون نهجه     

يقال نت/أكد الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد، خلال لقائه عائلة القيادي في «حزب الله» عماد مغنية (اغتيل في دمشق قبل قرابة عشرة شهور) في طهران أمس، أن «جهاد الشهيد مغنية ألحق الهزيمة بالصهيونية التي تعتبر من ألد أعداء البشرية والاسلام». وأضاف: «الآلاف من أمثال عماد مغنية يواصلون في الوقت الحاضر بمقاومتهم وصمودهم، نهج الشهداء حتى نيل النصر النهائي وتحقيق الوعد الإلهي».واعتبر أن «الشهداء احياء وسعداء، واعداء البشرية اموات ويعانون من العذاب الإلهي، ودماء الشهيد عماد مغنية لا تجري في الوقت الحاضر في جسد المقاومة الاسلامية فحسب بل في عروق جميع المؤمنين». وقال نجاد: «الشهداء قلبوا معادلات المستكبرين الظالمة على مر التاريخ»، مؤكداً «زوال الكيان الصهيوني المشؤوم وخط نفاق القوى المتغطرسة». واعتبر أن «عوائل الشهداء مبعث فخر واعتزاز ومثال يحتذى به من قبل جميع المسلمين ودعاة العدالة في العالم». أما عائلة مغنية فأشارت إلى ان «الإخلاص والتضحية أبرز مزايا الشهيد»، معتبرة أن «النجاحات والانتصارات تتواصل في ضوء التحلي بالمقاومة والصمود وتعزيز روح الشجاعة». وثمنت «الدعم الذي تقدمه الجمهورية الاسلامية الايرانية للمستضعفين والمظلومين في العالم خصوصاً للشعب الفلسطيني المظلوم»، مشددة على «ضرورة استمرار نهج الشهداء».

 

تقرير مخابراتي لاستشراف المخاطر المدقة بالأمن الداخلي لأميركا:حزب الله من بينها     

يقال نت/توقع تقرير للمخابرات الأمريكية أن تنطلق التهديدات على أمن الولايات المتحدة من انعدام الاستقرار فى الشرق الأوسط وأفريقيا خلال السنوات الخمس القادمة. كما توقع التقرير الخاص بتقييم الأمن الداخلى خلال الفترة بين عامى 2008 و 2013 أن تكون الثغرات على الحدود الأمريكية وتناقل المعارف عبر الإنترنت مصدرا آخر يتهدد أمن البلاد داخليا. واعتبر التقرير أن الهجمات النووية والبيولوجية والكيماوية هى أكبر التهديدات التى يمكن أن تواجه أمريكا , إلا أنه استبعد حصول الإرهابيين والقاعدة على هذه الأسلحة نظرا لصعوبة حصول هذه الجماعات على المواد الضرورية لتنفيذ مثل هذه الهجمات .. مشيرا إلى أن تنظيم القاعدة مازال يرمى إلى مهاجمة أهداف داخل الولايات المتحدة لإحداث خسائر اقتصادية وبشرية هائلة وإحداث بلبلة سياسية. ورغم أن هذا التقرير مختوم كتقييم سرى للاستخدام الرسمى الداخلى , إلا أنه سرب إلى وسائل الإعلام الأمريكية اليوم .. وقد اعتادت المخابرات الأمريكية, وخاصة القيادات الأمنية الموالية للصهاينة , تسريب مثل هذه التقارير من آن لآخر لإذكاء مخاوف الأمريكيين وعدم منح الفرصة لإطفاء جذوة الخوف من الإسلاميين والعرب فى الشرق الأوسط.

كما يرمى هؤلاء إلى الحد من هجرة المسلمين لأمريكا حتى لا تزداد اعدادهم فى يوم من الأيام وتتحول إلى لوبى يؤثر فى السياسة الأمريكية الموالية لهم.

لذا أشار التقرير إلى أن أعداد الراديكاليين من الإسلاميين فى أمريكا سيرتفع خلال السنوات الخمس القادمة مع دخول موجة من المجندين الشباب إلى البلاد ضمن

المهاجرين من أفريقيا والشرق الأوسط .. بل أشار إلى أن حزب الله ربما يغير منهجه من العمل داخل لبنان إلى مد نشاطه لداخل أمريكا عبر هذه العناصر.

وتوقع التقرير أيضا زيادة وتيرة التهديدات الواردة عبر الإنترنت مع تطور سبل القرصنة والسطو على المعلومات وتمكن المتطرفين من إجادة هذه الوسيلة .. مشيرا إلى أن الإرهابيين الإسلاميين يرغبون فى شن مثل هذه الهجمات عبر الإنترنت , إلا أنهم لايمتلكون هذه المقدرة فى الوقت الحالى , وقال "إن الهجمات واسعة النطاق التى ربما يشنها تنظيم القاعدة ربما تضرب أهدافا مثل شبكة مياه كبرى فى المدن الامريكية وإن هذا سيتطلب قدرات كبيرة على استخدام الإنترنت.

 

الأسد يترك موضوع "حزب الله"الى إسرائيل لتناقشه مع لبنان     

يقال نت/أمل الرئيس السوري بشار الاسد ألا تشن الادارة الاميركية الجديدة برئاسة باراك اوباما حربا جديدة في المنطقة، بل ان تنخرط اكثر في عملية السلام وتدعم المساعي السورية في اجراء مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل، مبديا استعداده لعقد مفاوضات مباشرة شرط ان تكون برعاية اميركية، وان تضمن زوال الاحتلال من الجولان. وقال الاسد في حديث لصحيفة واشنطن بوست، نشر امس، انه لا يريد ان يبعث برسالة مباشرة الى الرئيس الاميركي المنتخب، لكنه يتمنى ان يسلك طريقا مختلفا في سياسة بلاده الشرق اوسطية، مشيرا الى ان عقيدة "الحرب الوقائية" التي اعتمدها الرئيس جورج بوش ستنتهي مع مغادرته السلطة.

وتمنى الاسد في حديثه على الادارة الاميركية الجديدة ان "تنخرط جديا في مسار السلام، وان يدعم اوباما المفاوضات السورية غير المباشرة مع اسرائيل، ويتابع المسار اللبناني والفلسطيني". وسئل اذا كان يفضل ان تبدأ هذه المتابعة على الخط السوري قبل الفلسطيني فأجاب "بالطبع لا. فالواحد يساعد الآخر".

وأبدى رغبته في ان تتعاون سوريا والولايات المتحدة لتعزيز الاستقرار في العراق مع بدء القوات الاميركية بالانسحاب منه. وقال "لا يسعنا اعادة عقارب الساعة الى الوراء. فالحرب وقعت والآن علينا ان نتطرق الى المستقبل. علينا صياغة مسار ورؤية سياسية وجدول زمني للانسحاب".

واعتبر الاسد، في المقابلة، التي استمرت 30 دقيقة وحضرتها المستشارة الاعلامية للرئاسة السورية بثينة شعبان ان محاولات بوش عزل سوريا فشلت.

وسئل عن التقارير القائلة بان توجه المملكة العربية السعودية الى تحسين علاقاتها مع دمشق سببه التقرب الاميركي منها خوفا من ان يغادر القطار المحطة، فأجاب "ربما سبق للقطار ان غادر المحطة. لا مشكلة لدي مع السعوديين. فنحن نرحب بعلاقات جيدة مع كل الدول في المنطقة".

وابدى استعداده لاقامة مفاوضات مباشرة مع اسرائيل ما ان يستوفي نقطتين اساسيتين: اولاهما ضمان ان اسرائيل ستنسحب من مرتفعات الجولان، والثانية ان تكون المفاوضات برعاية اميركية. وقال انه ارسل الى اسرائيل هذا الشهر وثيقة عن الحدود بين البلدين تركز على بعض النقاط على طول حدود ما قبل 1967. لكنه اشار الى انه لم يتلق جوابا حتى يوم الاثنين الماضي. وسئل اذا كانت سوريا تستعد للجم "حزب الله" فأجاب ان هذه مسألة على اسرائيل ان تناقشها بشكل منفصل مع الدولة اللبنانية. وقال "كلما زادت الحدود ازداد السلام. حزب الله موجود على الحدود اللبنانية وليس السورية. وحركة حماس موجودة على الحدود الفلسطينية. عليهم النظر الى هذين المسارين وان يتفهموا. فمن يرد السلام عليه العمل على ثلاثة اتفاقات في ثلاثة مسارات".

 

حماده: الهلع أصاب المجرمين المحتملين وكأنهم اصبحوا خلف القفص في لاهاي

موقع تيار المستقبل/ أكد عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب مروان حماده ان العدالة بدأت تطل والحقيقة بدأت تظهر، وقد ظهر ذلك جلياً من عدة مؤشرات أولها طبعاً التقرير الاخير لرئيس لجنة التحقيق الدولية دانيال بيلمار الذي اشار بوضوح الى تقدم في التحقيق وإلى اسماء اصبحت في حوزته والى فترة من السماح طلبها، لكي يستكمل جمع الأدلة والقرائن والبراهين. المؤشر الثاني، هو هذا الهلع الذي انتاب وأصاب المجرمين المحتملين او محيطهم او زبائنهم او عملائهم يكفي للدلالة على ذلك الاطلاع على ردود الفعل على كل ما قاله السيد بيلمار في مجلس الامن، ولو لم يتهم احداً بالاسم، وعلى كل ما قامت به الأمانة العامة للأمم المتحدة من تدابير بالنسبة لقيام المحكمة ولاستكمال تجهيزها في لاهاي، وكأن الذين يثيرون الآن الغبار ويشنون الحملات، شعروا وكأنهم قابعون في القفص في لاهاي.

ثالث هذه المؤشرات ما سمعناه منذ فترة من هجوم مسعور على الرئيس الجديد لفريق المحققين الاسترالي (من اصل مصري) نك كلداس، اذ نرى حملة صحافية مسعورة ضد هذا الشخص تذكرنا بالحملة على ديتليف ميليس وقبله المحقق فيتزجيرالد، وهذه الحملة تجاوزت كلداس لتطال السيد بيلمار.

وقال: "اذا ربطنا كل هذه الامور ببعضها نرى أن المجرم خائف ويشعر انه أياً كانت تعرجات الدبلوماسية الدولية انفتاح من هنا ومفاوضات مع اسرائيل من هناك وتقديم ضمانات عن حسن سلوكه المستجد من هنالك، المحكمة الدولية آتية لا ريب فيها".

حمادة، وفي حديث إلى مجلة "الشراع"، أشار إلى ان العلاقات الدبلوماسية ظاهرة جيدة أتت نتيجة ضغوط دولية كبيرة ونتيجة شبح المحكمة الدولية على سوريا، مضيفاً: "نحن لا ندعو الى عزل سوريا، ولا ندعو الى ضرب سوريا فهذا خط احمر، لكن ندعو اذا استكمل التحقيق وأثبت ضلوع هذا النظام ندعو الى محاكمته من قبل شعبه قبل الآخرين".

ورأى حمادة أن زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى لبنان في 6 كانون الثاني دون سوريا، يدل إلى انه لم يعد باستطاعة احد بعد الآن اخذ أي شيء من لبنان عبر دمشق، بوجود رئيس الجمهورية والحكومة، ومجلس نيابي ما نزال نتمتع فيه بالأكثرية، مؤكداً أن القرار هو في لبنان، متمنياً أن تأتي الانتخابات النيابية المقبلة لتعطي لهذا القرار الوطني اللبناني المستقل كل آفاقه الجديدة والانفتاح على لبنان عربي وليس فارسياً، على لبنان مستقل وليس ملحقاً، على لبنان ديموقراطي وليس تابعاً لاستخبارات ما.

ووصف حمادة جولة النائب ميشال عون بأنها سياسية، وبدأ عون يدفع ثمنها للسوريين بانتظار ان يقبض ثمنها في الانتخابات، دفع الثمن عبر هذا الهجوم غير المعهود على القوى التي انتقدت الزيارة متهماً اياها بأنها قصفته في بعبدا في 13 تشرين الثاني، شاملاً مع هذه القوى، وهنا الفضيحة، تحت بند التغطية الروحية او الدينية، شاملاً البطريركية المارونية، وهي التي كانت حريصة في كل وقت على حقن الدماء اللبنانية وعلى تحرير الارادة اللبنانية وعلى حماية المسيحيين تحديداً وربما حماية الجنرال عون نفسه من هذا الجنوح.

وأعرب عن اعتقاده أن عون مستعد للتضحية بأي شيء حتى بمصالح طائفته الأساسية من أجل بلوغ الهدف الذي لن يبلغه وهو رئاسة الجمهورية، مشيراً إلى ان الهجوم على اتفاق الطائف مجازفة كبرى وتؤدي إلى الوقوع في فخ المثالثة أي في تصغير حجم التمثيل المسيحي إلى حدود الديموغرافية المسيحية، وهذا ما وضع اتفاق الطائف حدوداً له وحماية له، فأقر بالمناصفة أياً كانت الظروف وإلى حين إلغاء الطائفية السياسية. فإذا انتقلنا من المناصفة إلى المثالثة فهذا معناه للأسف ضرب أساسي للوجود المسيحي في لبنان وللنفوذ وللدور المسيحي في لبنان، وهذا ما لا نريده نحن بقية الطوائف، لأنه قد يعني مع الوقت نهاية لبنان أو على الأقل نهاية هذا الوجه الحضاري لوطننا.

وإذ رأى أن الحوار الوطني هو جرعة تهدئة بانتظار الانتخابات النيابية، اعتبر حمادة انه عندما يقول "حزب الله" أن لا بحث لسلاحه إلاّ بعد تحرير فلسطين، فهذا يعني أننا انتقلنا من خطة دفاعية أولاً إلى خطة هجومية، من خطة لبنانية – عربية إلى خطة ربما لا علاقة لها لا بلبنان ولا بالعرب.

من جهة أخرى، أكد حمادة أنه لم يكن هناك اتفاق حول اسماء القضاة لعضوية المجلس الدستوري، ما بين الاكثرية والاقلية، لافتاً إلى أن الرئيس بري طرح اسماء في مكتب المجلس لمرشحين تبين لنا من مراجعة هذه الاسماء ان قسماً منهم له مواقف سابقة في قضايا محددة تصرف فيها بعيداً عن الديموقراطية، والحفاظ على الديموقراطية في العهود السابقة، وبالتالي اقتراحات الرئيس بري لم يؤخذ بها ولم يكن هناك أي اتفاق، ولا لحظة لم نتفق على احد.

 

الأمين: المستقلون الشيعة يرفضون إدخال الطائفة في صراعات مسلحة

موقع تيار المستقبل/أوضح مفتي صور العلامة علي الأمين أن "المستقلين الشيعة" هو عنوان عام للأفراد والجماعات والهيئات التي ليس لها انتماء الى الثنائي الشيعي المتمثل بـ"حزب الله" وحركة "امل"، وهم لهم اعتراضات على اداء هذا الثنائي الشيعي الذي شكل فريقاً واحداً اتسم بالانفراد وبقرار الطائفة الشيعية والاستئثار بها والزامها بمشاريع سياسية وأعمال عسكرية داخلية لا ترضى بها الطائفة، وباعتقادنا ان هذا الاداء اساء لتاريخ هذه الطائفة وثوابتها الوطنية والعربية، وأوجد مشكلة للشيعة في الوطن العربي وفي الداخل اللبناني مع الطوائف اللبنانية الاخرى، وكان ذلك بسبب ارتباط الثنائي الشيعي بالمشاريع الخارجية وابرزها المشروع الايراني.

العلامة الأمين، وفي حديث إلى مجلة "الشراع"، أشار إلى ان الاعتراض على اداء الثنائي الشيعي برز بعد حرب تموز 2006، وما أدت اليه سياستهم الخاطئة من اصطفافات مذهبية وطائفية غريبة عن تاريخ هذه الطائفة وثوابتها التي اعلنت عنها قياداتها في العقود الماضية، وأنها طائفة في صميم الكيان اللبناني وفي صميم الشعب العربي وليس لها مشروع خاص بها سوى مشروع الدولة اللبنانية الواحدة وعلى هذا الاساس تم تظهير هذا الاعتراض وهذا العنوان "المستقلين الشيعة" لإظهار الوجه الآخر والحقيقي للطائفة الشيعية وهو يعني الانتماء الى الدائرة الأوسع والأرحب وهي دائرة الوطن والعيش المشترك الذي نرى فيه ما ينسجم مع ثوابت الطائفة الشيعية.

ولفت إلى ان "المستقلين الشيعة" يرفضون الطابع المسلح للتشيع وللطائفة الشيعية ويرفضون ادخال الطائفة الشيعية في صراعات مسلحة على السلطة، مؤكداً أن المجلس الشيعي تخلى عن دوره الثقافي داخل الطائفة الشيعية وتركه لمؤسسات حزب الله التبليغية والثقافية في مختلف المدن والقرى الشيعية وهو مع المشروع السياسي الذي يطرحونه والحوزات الدينية التي تنشأ في لبنان هي في معظمها لحزب الله وايران وبعضها وان لم يكن لها بالاسم والشكل ولكنه يتلقى منها الدعم والتأييد. واعتبر أن معظم الاهداف التي من اجلها انشأ السيد موسى الصدر المجلس الشيعي قد سقطت.

واعتبر الأمين أن الهيئات الشيعية المستقلة تحتاج إلى توحيد صفوفها ونظرتها في قضايا متعددة، ومنها الاستحقاق الانتخابي المقبل الذي لا يعتبر نهاية الاستحقاقات، ومن حق هذه الهيئات التعبير عن آرائها والسعي إلى إثبات حضورها في مجالات عدة.

 

مقابلة مع السيد علي الأمين من مجلة الشراع

حوار: هدى الحسيني

الشراع/26 كانون الأول/08

*نعمل كشيعة مستقلين لتأكيد نهج الأئمة بالوحدة

*المقاومة وجدت بعد الثورة الايرانية والعامل السياسي كان له الدور الكبير في العمل المسلح

*ما يحصل داخل الطائفة الشيعية صراع سياسي وليس فقهياً

*أئمة أهل البيت وقفوا موقفاً سلبياً من الحركات المسلحة ضد الحكام

*المستقلون الشيعة يرفضون إدخال الطائفة في صراعات مسلحة على السلطة

*الأهداف التي نشأ المجلس الشيعي من اجلها سقطت

تدرك اوساط الشيعة المستقلة ان المهمة التي اختارتها لتحقيق أهدافها ليس سهلاً، خاصة وان الحراك النقدي داخل المشهد الشيعي المستقل يدور من خلال افراد وجماعات وهيئات لم تتأطر خارج الثنائية الحزبية الشيعية المتمثلة بـ((حركة امل)) و((حزب الله)) الذي كان لإنتقاله من المقاومة بعد التحرير عام 2000 والانتصار الذي حققه، ودخوله معترك الحياة السياسية عاملاً على تحقيق طموحاته في السياسة واستلام زمام الامور في القرار الشيعي مع مساهمات اقليمية الدور الكبير في اسكات الصوت الآخر، حتى بات كل شيعي خارج هذه الثنائية يتهم بأنه ليس شيعياً ولا يمت بصلة لأهل البيت الذي بات وكالة حصرية لمؤيدي ولاية الفقيه.

منذ ذلك الوقت أي بعد عام 2000 بدأ يتكون داخل الطائفة الشيعية مشهد ليس بجديد عن تلك الطائفة المتنوعة وهو مشهد الشيعة المستقلين وذلك بهدف استعادة التنوع الفكري والثقافي والسياسي للساحة الشيعية ولكن تظهرت الصورة بشكل اوضح بعد حرب تموز/يوليو ورفض عدد كبير من الشيعة استئثار الثنائية الحزبية وتحديداً حزب لله بقرارات الطائفة والسلطة.

لكن السؤال ما هو الدور الذي يضطلع به الشيعة المستقلون باستعادة هذا التنوع الفكري والسياسي والثقافي للساحة الشيعية؟

ولماذا لم يتأطروا حتى الآن ضمن حركة واحدة وكيف يحضرون للانتخابات النيابية وهل هم جاهزون لخوضها؟

اسئلة كثيرة ضمن هذا الملف طرحتها ((الشراع)) على قيادات من الشيعة المستقلين، وهذه الحلقة الاولى مع مفتي صور العلامة السيد علي الأمين.

# من هم المستقلون الشيعة وما هي اهدافهم وما هو الدور الذي يقومون به ولماذا اطلقوا على انفسهم اسم المستقلين الشيعة؟

- ((المستقلون الشيعة)) هو عنوان عام للأفراد والجماعات والهيئات التي ليس لها انتماء الى الثنائي الشيعي المتمثل بحزب الله وحركة امل، وهم لهم اعتراضات على اداء هذا الثنائي الشيعي الذي شكل فريقاً واحداً اتسم بالانفراد وبقرار الطائفة الشيعية والاستئثار بها والزامها بمشاريع سياسية وأعمال عسكرية داخلية لا ترضى بها الطائفة، وباعتقادنا ان هذا الاداء اساء لتاريخ هذه الطائفة وثوابتها الوطنية والعربية، وأوجد مشكلة للشيعة في الوطن العربي وفي الداخل اللبناني مع الطوائف اللبنانية الاخرى، وكان ذلك بسبب ارتباط الثنائي الشيعي بالمشاريع الخارجية وابرزها المشروع الايراني، وقد برز هنا الاعتراض على اداء الثنائي الشيعي بعد حرب تموز/يوليو 2006، وما أدت اليه سياستهم الخاطئة من اصطفافات مذهبية وطائفية غريبة عن تاريخ هذه الطائفة وثوابتها التي اعلنت عنها قياداتها في العقود الماضية، وأنها طائفة في صميم الكيان اللبناني وفي صميم الشعب العربي وليس لها مشروع خاص بها سوى مشروع الدولة اللبنانية الواحدة وعلى هذا الاساس تم تظهير هذا الاعتراض وهذا العنوان ((المستقلين الشيعة)) لإظهار الوجه الآخر والحقيقي للطائفة الشيعية وهو يعني الانتماء الى الدائرة الأوسع والأرحب وهي دائرة الوطن والعيش المشترك الذي نرى فيه ما ينسجم مع ثوابت الطائفة الشيعية.

# هل الحالة الشيعية في لبنان حالياً هي نتيجة طبيعية لارتباط الشيعة في لبنان بالثورة الايرانية بعد فشل حزب الدعوة العراقي بالوصول الى النخب اللبنانية ونجاح الثورة الاسلامية في ايران بالوصول الى الطبقات الشعبية لدى الشيعة؟

- ((حزب الدعوة)) سابقاً قبل انتصار الثورة الاسلامية في ايرن كان حزباً موجوداً على الساحة العراقية وبشكل سري ولم يكن له ظهور ولم يكن له ذلك الحضور الشعبي هناك فكيف يكون له تأثير على الطائفة الشيعية في لبنان، نعم كان له تأثير على مستوى افراد حيث انه في تلك المرحلة في السبعينيات والثمانينيات في العراق في المرحلة السرية، ونحن في تلك المرحلة كنا في العراق ولم يكن لـ((حزب الدعوة)) أي نشاط سياسي على الساحة العراقية سوى حلقات وخلايا سرية تعطى فيها الدروس الثقافية، ولم يكن في برنامج الحزب في تلك المرحلة العمل السياسي وكان المطروح هو العمل الثقافي وبعد اقتناع الأمة او الشعب بذلك تصل الى المرحلة السياسية هذا ما كنا ندرسه في الحلقات الثقافية بشكل سري في تلك المرحلة، وقد انتشر حزب الدعوة في بادىء الامر في وسط الحوزة الدينية وبما ان الحوزة ملتقى لطلاب عديدين من اقطار متعددة من لبنان والخليج وغيرهما فقد حصل الانتماء السري اليه من بعض الافراد والعلماء وعندما جاؤوا الى لبنان كان الحزب ما يزال في المرحلة السرية في العراق الى ان حصلت الثورة الاسلامية في ايران بدأ قسم منهم خرجوا الى ايرن وقسم في لبنان واكثرهم كانوا من العراقيين بدأ حزب الدعوة في الظهور على الساحة الايرانية، وقد عملت ايران في بداية الثمانينيات على دمج المنتمين الى حزب الدعوة من اللبنانيين ومجموعة الشباب المؤمن في حركة امل في ((حزب الله)) الذي تشكل جديداً لأن حركة ((امل)) في تلك المرحلة كان لها اجندة دينية وسياسية تختلف عن الرؤية الايرانية الجديدة.

# هل هنا بدأ الشرخ على الساحة الشيعية قبل انشاء الثنائية الحزبية الشيعية؟

- لقد قلنا نحن يومها انه اذا كانت ايران تدعم الطائفة الشيعية وتريد مساعدتها على أخذ حقوقها وعلى استرجاع الإمام موسى الصدر في تلك المرحلة، فهي بإمكانها ان تفعل ذلك من خلال تنظيمها السياسي الموجود آنذاك ومن خلال مؤسسة المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، ومن خلال حركة ((امل)) وهي افضل لها بكثير من ان تنشىء حركة جديدة تؤدي الى الانقسام في الطائفة الشيعية، لان هذا سيضعفها ويومها حتى انه كتبت رسائل في هذا الأمر، ولكن يبدو انهم وجدوا بأن التركيبة الموجودة داخل الطائفة الشيعية آنذاك ليست بذلك القدر من الطاعة والانقياد للقيادة الايرانية، فلذلك فضل الايرانيون آنذاك ان ينشئوا حزباً جديداً وعندئذ بدأ ينشأ صراع نتيجة ان الحزب الجديد الذي شكلته ايران كان يقرأ في كتاب مغاير للكتاب الذي اعتادت الشيعة ان تقرأ به في لبنان، فنشأت عندئذ ثقافة جديدة تتنافى مع الثقافة التي كانت موجودة عند الطائفة الشيعية عموماً، وأدى هذا في ما بعد الى صراع بين حركة ((امل)) و((حزب الله)) والذي انتهى بالاتفاقيات بعد سنة 1990 – 1991 وانتهى باتفاق دمشق الاول واتفاق دمشق الثاني، يبدو انه اعطى غلبة للمشروع الايراني في تلك المرحلة وبدأت مسيرة تطبيع جديدة بعد ان كانت الطائفة الشيعية في معظمها ترفض تطبيع العلاقات مع ايران، بسبب دورها في الحرب التي حصلت في الضاحية الجنوبية وفي الجنوب وفي اكثر الاماكن بين ابناء البيت الواحد.

بدأت المرحلة الجديدة و((حزب الله)) دخل في السلطة آنذاك، وبدأ يأخذ حصصاً في السلطة وطبعاً يأخذ هذه الحصص باسم الطائفة الشيعية وعندئذ شيئاً فشيئاً تخلى المجلس الشيعي وحركة ((امل)) عن الحالة الثقافية داخل الطائفة الشيعية واصبح ((حزب الله)) هو الذي يتولى تثقيف الطائفة الشيعية عبر وسائل اعلامه والمدارس التي أنشأها، وعبر انشاء الحوزات الدينية ايضاً، واستيراد طلاب العلوم الدينية من ايران وارسالهم من لبنان ثم استرجاعهم من ايران وهم يحملون ايديولوجية جديدة فعندئذ شيئاً فشيئاً وصلت هذه الثنائية الى درجة الاحادية التي كشفتها حرب تموز/يوليو فأصبح ((حزب الله)) المؤثر والفاعل برؤية الطائفة الشيعية عموماً، والممسك بقرارها الثقافي والسياسي والعسكري وغابت الرؤية الاخرى التي قامت عليها حركة امل والمجلس الشيعي.

# حزب الله انشىء في العام 1983 بهدف المقاومة لكن العلامة السيد محمد حسين فضل الله يقول ان المقاومة الاسلامية في لبنان جذورها نجفية وذلك قبل ان يتحول حزب الدعوة بعد انتصار الثورة في ايران الى حزب ولاية الفقيه؟

-لا اعتقد ان البذور للمقاومة الاسلامية هي نجفية لانها لم تظهر قبل ذلك في النجف في تلك المرحلة وما بعدها والاجواء التي كان يعيشها العلماء والطلاب في النجف الاشرف لم تكن بهذا الاتجاه، وعلى سبيل المثال البعض من كبار العلماء في لبنان والذين كانوا موجودين في فترة الاجتياح الاسرائيلي وهم من مدرسة النجف كان لهم وجهة نظر اخرى تمنع حالة المواجهة العسكرية غير المدروسة وغير المتكافئة، وباعتقادي ان المقاومة الاسلامية بشكلها الحاضر وجدت بعد الثورة الايرانية التي شجعت على الانخراط في صفوف حزب الله مستفيدة من وجود افراد عديدين كانوا يعملون في المقاومة الفلسطينية قبل ذلك وهذا يكشف لنا ان العامل السياسي كان له الدور الكبير في العمل المسلح.

# هل ما يحصل داخل الحالة الشيعية هو صراع طبيعي للصراع الفقهي الشيعي بين مؤيد لولاية الفقيه وغير مؤيد.

-ما يحصل داخل الحالة الشيعية ليس صراعاً فقهياً وانما هو صراع سياسي يحاول ان يعطيه البعض خلفية فقهية وقد كان الاختلاف حول ولاية الفقيه موجوداً على المستوى الفكري سابقاً ولم يكن هناك صراع بين الفقهاء ولكن بعد ان اصبحت ولاية الفقيه نظاماً سياسياً وسلطة فقد تحول الاختلاف الفكري الى صراع سياسي حيث يحاول انصار ولاية الفقيه ان يمحوا وجهة النظر الاخرى حول ولاية الفقيه وان يعطوا ولاية الفقيه مضموناً سياسياً يرفضه الكثير من العلماء الذين لا يرون في ولاية الفقيه مشروعاً سياسياً وانما هي مرجعية دينية في نشر الاحكام الشرعية وتبليغها من دون الدخول في لعبة الصراع على السطة والحكم كما كان هو دور معظم أئمة اهل البيت مع الحكام في زمانهم حيث وقفوا موقفاً سلبياً من الحركات المسلحة كما جرى في عهد العباسيين عندما قال الإمام جعفرالصادق (لا يخرج الخارج منا اهل البيت الا واصطلمته البلية واخترمته المنية وكان خروجه زيادة في مكروهنا ومكروه شيعتنا) وقد اراد الأئمة ان يخرجوا الشيعة من لعبة الصراع المسلح على السلطة وبقي هذا الامر في عصور الائمة واستمرت في عصر الغيبة ايضاً قروناً عديدة الى ان ظهرت ثورة الإمام الخميني في القرن الماضي واعلنت عن سعيها الصريح والواضح لاستلام السلطة وإقامة النظام السياسي على اساس ولاية الفقيه والاداء الذي يقوم به انصار ولاية الفقيه خارج ايران اعطى هذا الانطباع عن العمل السياسي لدى الطائفة الشيعية عموماً وغاب الوجه الآخر والذي يرفض الدخول في صراعات مسلحة على السلطة كما هو رأي الكثيرين.

والمستقلون الشيعة يرفضون هذا الطابع المسلح للتشيع وللطائفة الشيعية ويرفضون ادخال الطائفة الشيعية في صراعات مسلحة على السلطة، انطلاقاً من الاساس الذي اسسه الإمام علي (ع) في عهد الخلفاء الراشدين عندما قال ((لأسلمنّ ما سلمت امور المسلمين)) فالمهم ان تسلم امور المسلمين في علاقاتهم وحياتهم وتواصل بعضهم مع البعض الآخر وليس المهم الوصول الى السلطة والناس عند الإمام علي صنفان إما أخ لك في الدين او نظير لك في الخلق كما قال في عهده لمالك الأشتر عندما ولاّه على مصر وفيها المسلمون والمسيحيون.

# بعد الثورة الاسلامية في ايران هذا التشرذم الذي حصل في الطائفة الشيعية هل كان نتيجة طبيعية لخلاف المرجعيات الدينية بين مرجعية النجف ومرجعية ايران؟

-كانت المرجعيات الدينية متعددة قبل الثورة الاسلامية في ايران ولم يكن هناك خلاف ينعكس على الشيعة في اوطانهم ولكن التشرذم والانقسام حصل بعد صيرورة المرجعية الدينية في ايران سلطة سياسية وأصبح لها طموحات ومشاريع تخصها فجرت محاولات عديدة لإضعاف المرجعيات الدينية الاخرى في العراق ولبنان وحتى داخل ايران واصبحت مرجعية السلطة في ايران من خلال امكاناتها الكبيرة تروج لأفكارها ومرجعيتها الوحيدة وصوابية نظرتها وعلى العموم كانت مرجعية النجف مع النظرية التي ترفض الدخول في ادخال الشيعة في صراع مسلح مع الحكام لاستلام السلطة.

# كيف يمكن للشيعة استعادة مرجعية النجف وهل لمرجعية ولاية الفقيه تأييد واسع في لبنان؟ وبالتالي ما هو الدور الذي يمكن لكم ان تقوموا به كشيعة مستقلين ترفضون ولاية الفقيه لاستعادة دور مرجعية النجف؟

-استعادة الدور لمرجعية النجف يرتبط بمرجعية النجف نفسها من خلال اهتمامها بالحوزة العلمية الكبرى في النجف وكربلاء وغيرها من الحوزات العلمية داخل العراق وخارجها ومن خلال رعايتها للعلماء ونشر الوكلاء لها الذين يلتـزمون بمرجعية النجف كخط ومدرسة تعمل على رفض الصراعات الطائفية والمذهبية وتتبنى النهج الرسالي الذي اعتمدته النجف في عهودها المختلفة وعدم الدخول في المشاريع السياسية والتـزام نهج التعليم والارشاد.

ونحن في لبنان نعمل على هذا المنهاج الذي يعتمد على اظهار الطريقة التي سار عليه أئمة اهل البيت وعلى طرق عيشهم مع الحكام في عصرهم وحرصهم على وحدة الأمة والمجتمع.

والتأييد لمرجعية ولاية الفقيه هو تأييد سياسي ولا يقوم على اساس ديني عند الكثيرين فهناك من لا يؤمن بولاية الفقيه اجتهاداً او تقليداً ولكنه يؤيد مشاريعها السياسية خارج حدوده الجغرافية كما هو الحال في لبنان.

# لكن على الارض نجد ان رجال الدين مرتبطون بشكل مباشر بالتجاذبات السياسية، أي ان رجال الدين ايضاً انقسموا او دخلوا في الصراع السياسي ان كانوا مستقلين او غير مستقلين؟

- لا نستطيع القول بأن المستقلين الذين ليس لديهم احزاب  سياسية ولا مؤسسات دينية قد دخلوا في التجاذبات السياسية ولكنهم وجدوا ان هناك خللاً كما قلت في اداء الثنائي الشيعي الذي يقول بأنه يمثل الطائفة الشيعية وحده حرباً وسلماً وديناً وثقافة وسياسية وفي كل الامور وقد رفضوا وجهة النظر الاخرى داخل الطائفة بزعم انهم يملكون الحقيقة الدينية والسياسية وحدهم مع ان وجهة النظر الاخرى داخل الطائفة لها انصارها ومؤيدوها وهي تنسجم مع تاريخ الطائفة الشيعية في علاقاتهم بشعوبهم وأوطانهم ودولهم.

المجلس الشيعي

# برأيك الا يسعى الايرانيون للسيطرة على المجلس الشيعي من خلال طرحهم النيابة الاولى للشيخ محمد يزبك وبالتالي بعد طول العمر للشيخ قبلان يصبح يزبك هو الرئيس؟

- هم يسيطرون على هذه المؤسسة ولا ينتظرون، فالشيخ يزبك في المجلس الشيعي وحزب الله في المجلس الشيعي ايضاً، والشيخ قبلان نفسه هو مع المشروع الايراني فأين هو الموقف الذي يختلف فيه مع المشروع الايراني وهو لا يختلف مع مشروع حزب الله وهي مؤسسة قد تخلت عن دورها الثقافي داخل الطائفة الشيعية وتركته لمؤسسات حزب الله التبليغية والثقافية في مختلف المدن والقرى الشيعية وهو مع المشروع السياسي الذي يطرحونه والحوزات الدينية التي تنشأ في لبنان هي في معظمها لحزب الله وايران وبعضها وان لم يكن لها بالاسم والشكل ولكنه يتلقى منها الدعم والتأييد.

# هل هذا يعني ان الاهداف التي من اجلها انشأ السيد موسى الصدر المجلس الشيعي قد سقطت؟

نعم، يمكن القول بأن معظم الاهداف قد سقطت فأين هو الدور الذي قام به المجلس اليوم لربط الطائفة الشيعية بمشروع الدولة أين دور المجلس في نشر الثقافة الدينية التي تنسجم مع العيش المشترك وأين هو التنظيم للسلك الديني والعمل على ابعاده عن الاطر الحزبية وأين هي الرعاية الدينية لرجال الدين وغير ذلك من الاهداف التي وضعها  الإمام الصدر لمؤسسة ارادها نموذجاً للتعددية والحرية الفكرية في وطن العيش المشترك؟ ولا ارى بان هناك صراعاً حول الانتخابات في المجلس الشيعي وما يقال عن ذلك هو عملية اخراج للتعيينات حتى لا يقال بأن الامور قد دبّرت بليل. فهم يختلفون على من يكون عضواً أو رئيساً ومن يكون نائباً للرئيس اختلافاً ضمن التوجه الواحد والفريق الواحد وليس هناك من تعددية كما هو حال المجلس اليوم حيث لا وجود للرأي الآخر فيه فهو اختلاف ضمن البيت الواحد والتوجه الواحد والسياسة الواحدة.

المؤسسات الدينية غطاء للثنائية الشيعية

# لماذا يرفض الشيخ عبد الأمير قبلان تثبيته كرئيس للمجلس الشيعي وتعيين محمد يزبك (الوكيل الشرعي لخامنئي في لبنان) كنائب أول والشيخ حسن المصري كنائب ثانٍ وهل هناك صراع داخل المجلس؟

-أنا لا أعتقد ان هناك صراعاً داخل المجلس الشيعي لأنه واقع في قبضة الثنائي الشيعي الذي استيقظ على ضرورة إجراء الانتخابات لرئيس المجلس وهيئاته الشرعية والمدنية بعد ثمان سنوات من وفاة الإمام شمس الدين مع أن النظام الداخلي في المجلس ينصّ على لزوم إجراء الانتخابات بعد وفاة الرئيس بستة أشهر! وقد أثبتت الأحداث منذ سنة 2000 إلى 2006 إلى 7 أيار/مايو 2008 بأن هذه المؤسسة ليس لها دور مؤثر وفعال وهي تتبنى وجهة نظر القوى المهيمنة على الساحة الشيعية وعلى من يقرأ بيانات المجلس الصادرة عنه في تلك الفترة يرى انها تكرار لمواقف الثنائي الشيعي التي يطلقها على المنابر وفي وسائل الإعلام وعلى سبيل المثال كان المجلس مؤيداً للسابع من أيار/مايو وما سبقه وما لحقه من تصرفات للثنائي الشيعي كانت موضع تأييده واثبتت الأحداث ان سماحة الشيخ قبلان لا يعارض وجهة النظر الإيرانية ولا يعارض وجهة نظر حزب الله وقد تحولت هذه المؤسسة الدينية إلى غطاء ديني لما يقوم به الثنائي وتحكمها وجهة نظر أحادية ترفض الرأي الآخر.

# ولكن ألا يجب أن يكون لكم دور باستعادة أهدافه التي أنشىء من أجلها كحركة دينية ثقافية؟

- نحن مهمتنا أن نرفع الصوت للتنبيه على الأخطاء التي ترتكب والتذكير بما يجب أن يكون عليه حال المؤسسة التي يجب ان تستعيد دورها وأن تكون ممثلة لكل التوجهات والآراء في الطائفة الشيعية ويبقى على الهيئات والجهات الفاعلة والمؤثرة في العملية الانتخابية أن تحدث التغيير أما نحن فلسنا جزءاً من هذا الصراع المزعوم.

# من هي هذه الهيئات؟

-هناك مثقفون داخل الطائفة الشيعية لهم علاقة بعملية الانتخابات كالمحامين والمهندسين والأطباء ورجال الدين أيضاً يمكن لهؤلاء شيئاً فشيئاً أن يحدثوا شيئاً من التغيير. ونحن نريد أن لا يتم إخراج الطائفة الشيعية عن ثوابتها في السعي الجاد لعملية الانخراط في مشروع الدولة اللبنانية وقيام دولة المؤسسات والقانون والحفاظ على العيش المشترك وانتمائها إلى المحيط العربي ورفض ربط الطائفة بمشاريع سياسية خارجية لا بالمفاعل النووي ولا بغير النووي.

# هل يمكن ذلك وشريحة كبيرة من الطائفة الشيعية أصبحت مرتبطة بمشروع خارجي؟

- ليس أكثرية الطائفة الشيعية مرتبطة بالخارج، لأنه في النهاية لا يمكن القول انه إذا كان هناك فريق اختطفها وأصبح يتكلم بإسمها، لأن كل وسائل الإعلام ووسائل التدريس والتعليم في المدارس وكل المواقع النيابية بيده، نتيجة الظروف المعينة والمعروفة، رغم كل ذلك لا يمكن القول ان من وصل إلى الموقع الرسمي يمثل الواقع الشعبـي والرؤية الشعبية.

# هل يمكن للوزير الشيعي المستقل في الحكومة أن يضيف إلى الشيعة المستقلين شيئاً؟

- إن وصول وزير شيعي مستقل إلى السلطة التنفيذية تعتبر خطوة مهمة وجيدة ساعدت في كسر الوكالة الحصرية للثنائية الشيعية وهي عبرت بداية عن حضور سياسي للشيعة المستقلين في السلطة كان يجب الاستفادة منه بشكل أكبر في بروز وجهة نظر الشيعة المستقلين داخلياً وخارجياً. الفرصة ما تزال موجودة لتفعيل هذا الحضور من خلال المزيد من التواصل مع القواعد الشعبية التي تشكل أساساً في عملية التغيير داخل الطائفة.

# إلى أي مدى يمكن أن تخترق صرخة المستقلين الصفوف الشعبية الشيعية وتحدث تغييراً مهماً؟

-  لعله قبل ثلاث سنوات، عندما رفعنا الصوت بعد حرب تموز/يوليو وقبلها، كان البعض يقول انها صرخة في وادٍ، وان الطائفة الشيعية هي ((بلوك)) مغلق ولا يوجد أي إمكانية.

# كان لكم قصيدة شهيرة بعد 7 أيار/مايو ما هو السبيل لكم كشيعة مستقلين للعمل على عدم تكرارها خاصة ونحن على أبواب انتخابات يتخوف البعض أن يتكرر ذاك المشهد؟

-عدم تكرار 7 أيار/مايو هذا أمر أصبح في عهدة اتفاق الدوحة الذين قالوا فيه انه لا يجوز استخدام العنف والسلاح من أجل فرض أي مشروع سياسي، وطبعاً يجب على الدولة اللبنانية والحكومة اللبنانية أن تحزم أمرها وأن تطبق قوانينها وأن لا تقف متفرجة كما حصل في 7 أيار/مايو. طبعاً من الواجب أن يستمر الحوار، وهذه المصالحات الشكلية أن نتجاوزها وأن نصل إلى قضايا العمق، لأن المصالحات تمت على أمور لم نختلف عليها، والمصالحات أصبحت شكلية، كإزالة الصور من بعض الأماكن، بينما حتى انه في الأماكن التي اتفقوا عليها لم تنـزع الصور. وهناك مناطق لا يمكن أن تصل إليها الدولة والصور فيها أكثر من البشر كما هو الحال في الضاحية وفي الجنوب أو في البقاع مثلاً. ولكن نحن لم نختلف على الصور بل اختلفنا على ثوابت أساسية، على أن الدولة هي المرجعية في السلم وفي الحرب، إن الدولة هي المرجعية في كل الخلافات التي تحصل وإن الدولة يجب أن تعود إلى مؤسساتها وأن نحتكم إليها عند الاختلاف وان علينا أن ننفذ قرارات الدولة، وليس انه من أجل أن ننقل موظفاً من مكان إلى آخر ان نحرق البلد.

هذه هي الأمور التي اختلفنا عليها فيجب إذاً أن نتجاوز الشكليات في هذه التهدئة والمصالحات إلى أن نبحث القضايا في العمق، وأن لا تكون جلسات الحوار كل شهرين أو ثلاثة، لأنه في الجلسة الثانية نكون قد نسينا ما حصل في الجلسة الأولى، وكأن المقصود هو تأجيل هذه الحوارات إلى ما بعد الانتخابات النيابية، مع ان جلسات الحوار تبت بأمور أساسية وهي مرجعية الدولة في قضايا أساسية.

الانتخابات النيابية ((المستقلة))

# كيف تستطيع الهيئات الشيعية المستقلة خوض الانتخابات النيابية وان تجد لها مكاناً في ظل الصراع بين الأطراف المتنازعة على المقاعد لا بل في ظل صراعات الفريق الواحد لإبقاء كل منهم على مواقعه؟

-  تحتاج الهيئات الشيعية المستقلة إلى توحيد صفوفها ونظرتها في قضايا متعددة، ومنها الاستحقاق الانتخابي المقبل الذي لا يعتبر نهاية الاستحقاقات، ومن حق هذه الهيئات التعبير عن آرائها والسعي إلى إثبات حضورها في مجالات عدة، ويجب ألا يُنظر إلى التمثيل النيابي على انه هو أقصى الغايات ونهاية المطاف، وإنما هو خطوة على طريق التغيير. الأمر في ذلك متروك لتلك الهيئات في دراسة الظروف والإمكانات لخوض الانتخابات وفي قدرة الدولة اللبنانية على تأمين الفرص المتكافئة للناخبين والمرشحين للتعبير عن آرائهم واختياراتهم بعيداً عن تأثيرات السلاح غير المنضبطة على حرية الناس.

# في حال لم تفض الانتخابات النيابية إلى أكثرية الثلثين لأحد الفريقين، بمعنى ان الفرق قد يكون بسيطاً هل تجد انه سيكون هناك تغيير للطائف أو تغيير للصيغة اللبنانية؟

- الآن نحن نحتكم إلى الشعب وإلى صناديق الاقتراع، ولكن بعض الأفرقاء الذين يزعمون انهم سيذعنون إلى صناديق الاقتراع، رفضوا هذه الصناديق في 7 أيار/مايو وما قبل 7 أيار/مايو رُفضت نتائج صناديق الاقتراع تحت عناوين متعددة ولم ترجع للمؤسسات التي أقرت نتائج صناديق الاقتراع، فتم تعطيل المجلس النيابي، والمؤسسات الأخرى أيضاً شُلّت عن الفاعلية تحت شعار انه بعد استقالة الوزراء الشيعة أصبحت الحكومة بالنسبة لبعضهم غير شرعية وغير ميثاقية من دون أن تطرح فيها الثقة في المؤسسة التي أغلقت أبوابها أي المجلس النيابي، واستخدم السلاح، بالتالي نحن الآن لم نعد ننظر إلى النتائج، لأنه في ظل وجود سلاح لا نضمن زمان ومكان استخدامه فما هي قيمة أية انتخابات نيابية، وكأن البعض يقول انه حتى لو جرت الانتخابات النيابية، إذا نجحت فهذا يعني مع السلاح فأنا حاكم وإذا لم أنجح أيضاً، أنا سيكون لي تأثير في عملية الحكم لأن السلاح لم يزل بيدي. يجب أن يتم وضع ضوابط لعدم إمكانية استخدام السلاح مجدداً وعندئذ فلتكن النتائج مهما كانت.

 

مقابلة مع النائب مروان حماده من مجلة الشراع

*حوار ماجدة صبرا/26 كانون الأول/08

*لا مجال اليوم لصفقة اميركية – سورية حول لبنان

*الهلع أصاب المجرمين المحتملين وكأنهم اصبحوا خلف القفص في لاهاي

*نحن لا ندعو الى ضرب سوريا.. فهذا خط احمر والشعب هو من سيحاكم النظام

*لأول مرة المجلس الدستوري لم ينتخب تبعاً لمقاييس عنجر ورستم غزاله

*عون يدفع ثمن زيارته لسوريا على ان يقبض الثمن في الانتخابات

*قيادات مسيحية في 8 آذار/مارس تخترق احترام المرجعيات الدينية

*عون مستعد للتضحية بمصالح طائفته من اجل هدف لن يبلغه

*الهجوم على اتفاق الطائف يهدف الى تصغير حجم التمثيل المسيحي

*النظام السوري لن يستطيع تحمل ضرب ((حزب الله)) وحركة حماس والصدام مع العالم الاسلامي

*من الآن وصاعداً سنشهد تنسيقاً بين وزراء 14 آذار/مارس في الحكومة

*من المثير للعجب الا يتطرق نصرالله وإعلام حزب الله الى المفاوضات السورية – الاسرائيلية

*جلسات الحوار هي جرعة تهدئة بانتظار الانتخابات النيابية

*موقف جنبلاط من سوريا لم يتبدل.. وباق على الحوار والتهدئة لسلامة الجبل بكل طوائفه

*((جوجلة)) اسماء المرشحين في 14 آذار/مارس قائمة للوصول الى لائحة موحدة وبرنامج موحد

*الخوف من الاغتيالات لن يمنعنا من حركتنا السلمية للفوز في الانتخابات

*الطائرات رسالة روسية الى العالم بأنها تؤيد نظام الحكم في لبنان

*المزايدون في موضوع المواجهة مع اسرائيل هم الذين تضايقوا من السلاح الروسي

اذا جلست الى النائب مروان حماده لا بد ان تلمح ذلك الاصرار العجيب على مبادىء السيادة والحرية والاستقلال، الذي ربما يزداد لديه كلما سقط شهيد من قوى 14 آذار/مارس صديق او قريب، فـ((الشهيد الحي)) كما يحلو للجميع ان يصفوه بعد نجاته من محاولة اغتياله في العام 2004، قد يكون انتقل من موقع السياسي المعروف عنه ((تدوير الزوايا)) الى السياسي الاشد عنفاً وإلحاحاً في السير على الدرب الموصل الى المحكمة الدولية كي تقتص من المجرمين ((المحتملين)) الذين باتوا يشعرون بوطأة المحكمة كلما صدر تقرير لرئيس لجنة التحقيق الدولية والتي شكلت للتحقيق في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي فتح باغتياله باب الشهادة.

ولا نغالي اذا وصفنا عضو اللقاء الديموقراطي النائب حماده بأنه مهندس  سياسي يكيل ((مونته)) بميزان دقيق حفاظاً على متانة البنيان.

محاور عدة دار حولها الحديث مع النائب حماده.. فإلى وقائع الحوار.

# ثلاث سنوات مرت على اغتيال الصحافي الثائر جبران تويني، ما الذي يمكن ان تقوله له ولكل الشهداء من 14 آذار/مارس ونحن على ابواب المحكمة الدولية؟

-  اريد ان اؤكد لهم، للرئيس الشهيد رفيق الحريري ولكل رفاقه في الشهادة ومنهم طبعاً ابن اختي جبران، ان العدالة بدأت تطل والحقيقة بدأت تظهر، وأزيد على ذلك، بأن حقهم في الحقيقة والعدالة آتٍ لا ريب، وقد ظهر ذلك جلياً من عدة مؤشرات أولها طبعاً التقرير الاخير لرئيس لجنة التحقيق الدولية دانيال بيلمار الذي اشار بوضوح الى تقدم في التحقيق وإلى اسماء اصبحت في حوزته والى فترة من السماح طلبها، لكي يستكمل جمع الأدلة والقرائن والبراهين. المؤشر الثاني، هو هذا الهلع الذي انتاب وأصاب المجرمين المحتملين او محيطهم او زبائنهم او عملائهم يكفي للدلالة على ذلك الاطلاع على ردود الفعل على كل ما قاله السيد بيلمار في مجلس الامن، ولو لم يتهم احداً بالاسم، وعلى كل ما قامت به الأمانة العامة للأمم المتحدة من تدابير بالنسبة لقيام المحكمة ولاستكمال تجهيزها في لاهاي، وكأن الذين يثيرون الآن الغبار ويشنون الحملات، شعروا وكأنهم قابعون في القفص في لاهاي.

ثالث هذه المؤشرات ما سمعناه منذ ساعات قليلة من هجوم مسعور على الرئيس الجديد لفريق المحققين الاسترالي (من اصل مصري) نك كلداس، اذ نرى حملة صحافية مسعورة ضد هذا الشخص تذكرنا بالحملة على ديتليف ميليس وقبله المحقق فيتزجيرالد، وهذه الحملة تجاوزت كلداس لتطال السيد بيلمار.

اذا ربطنا كل هذه الامور ببعضها من الموقف المعادي للمحكمة الدولية الى جر البلاد الى حروب واعتصامات واغلاق المجالس وتعطيل الحكومة وضرب الاقتصاد.. كل ذلك لمنع المحكمة نصل الى نتيجة واحدة، المجرم خائف ويشعر انه أياً كانت تعرجات الدبلوماسية الدولية انفتاح من هنا ومفاوضات مع اسرائيل من هناك وتقديم ضمانات عن حسن سلوكه المستجد من هنالك، المحكمة الدولية آتية لا ريب فيها.

هذا ما اريد ان اقوله لجبران وللرفيق الشهيد الاول رفيق الحريري الذي فتح باب الشهادة، ولكل الذين سقطوا من سياسيين وصحافيين ومواطنين وضباط جيش وضباط أمن داخلي، لأنهم حققوا او يحققون، فهذه المجموعة من القرائن أدلة دامغة على مصدر الجريمة واستطراداً على منفذي الجريمة.

# هذه المحكمة والتي اعلن الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون انها ستكون في اول آذار/مارس، كيف سيكون تأثيرها على العلاقات اللبنانية – السورية؟

-نحن لا نريد ان نخلط بين المحكمة والتحقيق، وعلاقة لبنان وشعب لبنان بالشعب العربي السوري، فالشعب العربي السوري العزيز على قلوبنا لا نحمله مسؤولية ضلوع بعض قياداته بالجرئم التي استهدفت  قيادات لبنان، ولكن مما لا شك فيه انه اذا كان هناك  سفارة او لا سفارة، علاقات دبلوماسية او لا علاقات، استمرار المجلس الاعلى او إلغاؤه، نتائج المحاكمة الدولية ستؤثر على علاقة لبنان وسلطته وشعبه مع النظام السوري وليس مع سوريا التي ستبقى البلد الشقيق والدولة الشقيقة.

# ما هي الخطوات المطلوبة إذن، كي تثبت فيها سوريا حسن نيتها؟

-لا شك ان العلاقات الدبلوماسية ظاهرة جيدة أتت نتيجة ضغوط دولية كبيرة ونتيجة شبح المحكمة الدولية على سوريا وخوف هذا النظام من ان تأتي مواجهة حول النووي الايراني وتطيح به لذلك نراه تحرك في عدة اتجاهات، ابتسامة لأوروبا وكأنه يقول لها انه سيبتعد عن ايران، رجاء لأميركا – اوباما بأن تفتح عليه ابواب الجنة الدبلوماسية الاميركية، علاقات دبلوماسية تجاه لبنان وأهم من ذلك الدخول في مفاوضات مع اسرائيل غير مباشرة نعم، ولكن كل شيء يدل على انها ستنتقل بسرعة الى مفاوضات مباشرة.

إذن جاء هذا النظام ليقول للعرب وللغرب انا أقدم بعض مظاهر حسن النية خففوا عني وطأة المحكمة ووطأة العزل، نحن لا ندعو الى عزل سوريا، ولا ندعو الى ضرب سوريا فهذا خط احمر، لكن ندعو اذا استكمل التحقيق وأثبت ضلوع هذا النظام ندعو الى محاكمته من قبل شعبه قبل الآخرين.

# إذن ما هي دلالة زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى لبنان في 6 كانون الثاني/يناير دون سوريا، كما كان يحصل سابقاً عندما كانت الوفود تتجه الى سوريا كلما ارادوا شيئاً من لبنان؟

- هذا يعني اولاً، انه لم يعد باستطاعة احد بعد الآن اخذ أي شيء من لبنان عبر دمشق، الحمد لله، بوجود رئيس الجمهورية والحكومة (رغم ان لدينا بعض المآخذ على ادائها الحالي)، ومجلس نيابي ما نـزال نتمتع فيه بالأكثرية، فالقرار هو في لبنان، وهذا ما ثبت في كثير من الامور، طلبنا سلاحاً جاءنا من اميركا ومن روسيا، وهذا دليل على استقلال قرارنا العسكري، قمنا بقمع الارهاب رغم الخطوط الحمراء التي وضعت ووفقنا بذلك ودفعنا ثمناً غالياً من شهدء الجيش الابطال، انتخبنا مجلساً دستورياً لم ينتخب تبعاً للمقاييس القديمة حيث كانت تعطى التعليمات عبرا لهاتف من رستم غزاله في عنجر فيختار هو اعضاء المجلس الدستوري تأميناً لمصالحه ومصالح الاستخبارات لقضايا الانتخابات والقوانين وغيرها، القرار اللبناني الوطني المستقل الذي استشهد من اجله كمال جنبلاط وبشير الجميل ورينيه معوض والمفتي حسن خالد وكل شهداء دولة الاستقلال والصحافيين من قبل والنواب من بعد، هذا القرار الوطني المستقل بدأ ينشأ ويتماسك ويحصن من قبل اللبنانيين، وان شاء الله تأتي الانتخابات النيابية المقبلة لتعطي لهذا القرار الوطني اللبناني المستقل كل آفاقه الجديدة والانفتاح على لبنان عربي وليس فارسياً، على لبنان مستقل وليس ملحقاً، على لبنان ديموقراطي وليس تابعاً لاستخبارات ما.

فضيحة عون

# مسؤول اميركي وصف جولة النائب ميشال عون الى سوريا بأنها جولة سياحية..

- انا اختلف مع هذا المسؤول، هي ليست جولة سياحية بل سياسية، وبدأ العماد عون يدفع ثمنها للسوريين بانتظار ان يقبض ثمنها في الانتخابات، دفع الثمن عبر هذا الهجوم غير المعهود على القوى التي انتقدت الزيارة متهماً اياها بأنها قصفته في بعبدا في 13 تشرين الثاني/نوفمبر، شاملاً مع هذه القوى، وهنا الفضيحة، تحت بند التغطية الروحية او الدينية، شاملاً البطريركية المارونية، وهي التي كانت حريصة في كل وقت على حقن الدماء اللبنانية وعلى تحرير الارادة اللبنانية وعلى حماية المسيحيين تحديداً وربما حماية الجنرال عون نفسه من هذا الجنوح.

# هل ما يقوم به الجنرال عون من هجومه هذا كخطوة استباقية قبل زيارة مرتقبة للنائب السابق سليمان فرنجية الى بكركي، برعاية وربما بحضور رئيس الجمهورية ميشال سليمان؟

- لا اريد ان استبق احداثاً وأموراً وترجيحات وتوقعات، ولا أستطيع القول انها ستجري أم لا. المهم ليست المعايدة أو اللقاء تحت مظلة الأعياد المجيدة، المهم هو احترام المرجعيات أكانت سياسية مثل رئاسة الجمهورية أو الدينية مثل بطريركية الموارنة وأظن انه في الحالتين هناك خرق خطير من قبل القيادات المسيحية في 8 آذار/مارس لهذا الاحترام.

# كنت وما زلت من أشد المدافعين عن اتفاق الطائف..

- نعم.

# ما الذي يعنيه لك أن يهاجم النائب ميشال عون اتفاق الطائف في دمشق؟

-يعني لي تماماً، كما قلت، ان الجنرال عون مستعد للتضحية بأي شيء حتى بمصالح طائفته الأساسية من أجل بلوغ الهدف الذي لن يبلغه وهو رئاسة الجمهورية. الهجوم اليوم على اتفاق الطائف مجازفة كبرى وتؤدي إلى الوقوع في فخ المثالثة أي في تصغير حجم التمثيل المسيحي إلى حدود الديموغرافية المسيحية، وهذا ما وضع اتفاق الطائف حدوداً له وحماية له، فأقر بالمناصفة أياً كانت الظروف وإلى حين إلغاء الطائفية السياسية. فإذا انتقلنا من المناصفة إلى المثالثة فهذا معناه للأسف ضرب أساسي للوجود المسيحي في لبنان وللنفوذ وللدور المسيحي في لبنان، وهذا ما لا نريده نحن بقية الطوائف، لأنه قد يعني مع الوقت نهاية لبنان أو على الأقل نهاية هذا الوجه الحضاري لوطننا.

# في حال سهّلت سوريا الحل بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس، هل يمكن أن تحصل سوريا على مكاسب في لبنان؟

- مع افتراض تقدم المفاوضات السورية – الإسرائيلية، وهذا ما نتمناه، إذا أعاد الجولان إلى سوريا، لأن هذا النظام السوري لم يقل كما قال اللبنانيون انه سيحرر أراضيه بكل الوسائل المتاحة، حتى الآن ثبت ان الوسيلة الوحيدة المتاحة هي البقاء على الجولان محتلاً للحفاظ على النظام في دمشق، وهذه هي الأولوية بالنسبة إليه. أما أن يبيع ((حماس)) و((حزب الله)) بعد ان باع الجولان وفتك في لبنان من أجل بقائه في دمشق، فلا أظن انه سينجو من كل هذه المحاولات. هناك مخاطر كبيرة يخوضها النظام السوري الآن لأنه يعلم انه لن يستطيع أن يضرب حزب الله نيابة عن إسرائيل، وان يغلق مكاتب حماس وينجو من تحرر الفلسطينيين منه نهائياً، وهذا كان حلم ياسر عرفات، تثبيت القرار الفلسطيني المستقل الذي قضت عليه سوريا بالمقدار نفسه الذي قضت عليه إسرائيل. فالمجازفة بالصدام مع العالم العربي مع سُنّة العالم العربي ثم مع شيعة العالم العربي ثم مع شيعة العالم الإسلامي، أظن انه كثير على بشار الأسد لا يتحملها.

إضافة إلى ذلك ان لبنان اقتطع لنفسه مساحة مستقلة فالوضع لم يعد يشبه أوضاع العام 1975 – 1976، ليس هناك مجال اليوم لصفقة أميركية – سورية على لبنان.

# كيف يمكن التوفيق بين الجو التصعيدي ضد سوريا وسكوت حلفائها على ذلك (على الأقل حزب الله)؟

-لنطرح السؤال بشكل مختلف. نرى سماحة الشيخ نعيم قاسم يهاجم المفاوضات المباشرة وغير المباشرة ويطلب من الرئيس الفرنسي ساركوزي ألا يحضر إلى لبنان إذا كان سيطرح مثل هذا الاقتراح، جيد، نحن لا نريد مفاوضات مباشرة ولا غير مباشرة وقد طُرح هذا الموضوع على السلطة اللبنانية منذ سنوات وأشهر ومنذ أيام وساعات وما تزال ترفض ذلك، من قبل الشرق والغرب، أما الغريب والمثير للعجب ان لا يتطرق الشيخ نعيم قاسم ولو بكلمة إلى المفاوضات الجارية في أنقرة بين سوريا وإسرائيل. والتي يعدنا الطرفان بأنها ستنتقل قريباً إلى مفاوضات مباشرة. وتبادل الوثائق والأوراق والتفسيرات والتوضيحات والملاحظات جارية على قدم وساق. ألا يستأهل ذلك ملاحظة من الشيخ قاسم أو كلمة من سماحة السيد حسن نصرالله، أو إشارة من تلفزيون ((المنار)). المفاوضات السورية – الإسرائيلية غير موجودة عندهم ولا في وسائل إعلامهم كيف ولماذا لا يأتون على سيرتها، كل الوقت نرى تهويلاً على لبنان الذي لا يريد مفاوضات، بينما من تجري معه المفاوضات يتسترون عليه؟!!

جلسات الحوار

# الحوار الوطني هل هو فعلاً، جرعة تهدئة؟

- فعلاً وهو كذلك جرعة تهدئة بانتظار الانتخابات النيابية. لأن هذا الحوار للأسف يفقد تدريجياً موضوعه لسببين، عدم تطبيق القرارات التي اتخذت بالإجماع في جلسة الحوار السابقة وهي ضرورية، حتى على سبيل تحسين العلاقات مع سوريا، إغلاق المعسكرات الفلسطينية – السورية داخل الحدود وفي منطقة الناعمة. ونزع ((السلاح السوري)) وهو غير السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، وترسيم الحدود، الاعتراف الجدي والموقّع عليه بلبنانية مزارع شبعا، إعادة المعتقلين أو الموقوفين أو على الأقل الإفصاح عن مصيرهم لكي تعرف العائلات المنكوبة كيف تتصرف مع إما مصير أو ذكرى أبنائها. نعم هي جرعة تهدئة لعدم تطبيق القرارات السابقة المتخذة بالإجماع. حتى قرارات المحكمة اتخذت بالإجماع ولكننا انتزعناه بعد ذلك بالقوة من مجلس الأمن، عندما أغلقوا مجلس النواب وخرجوا من الحكومة وعطلوها لكي لا ينفذ بند الحوار حول المحكمة. أما الآن فالبند الباقي هو الاستراتيجية الدفاعية. عندما يقول حزب الله ان الاستراتيجية الدفاعية لا تُبحث في مضمونها الأساسي وهو سلاح حزب الله نسبة لسلاح الجيش، يعني الاستيعاب التدريجي لسلاح حزب الله في القوة الموحدة المتمثلة  بالجيش الوطني. عندما يقول لا بحث لهذا السلاح إلاّ بعد تحرير فلسطين، انتقلنا من خطة دفاعية أولاً إلى خطة هجومية، من خطة لبنانية – عربية إلى خطة ربما لا علاقة لها لا بلبنان ولا بالعرب، لها علاقة بوضع اليد على البلد، هذا هو السؤال الكبير، أي خطة دفاعية نبحث إذا كانت الخطة لا تُبحث إلا بعد تحرير فلسطين. فبعد تحرير فلسطين لا حاجة لخطة دفاعية فعندها تكون إسرائيل قد زالت ان شاء الله وتخلصنا منها، أما قبل ذلك فيجب الدفاع عن لبنان بالوسائل التي نتفق عليها والتي نرى ان الجيش اللبناني والقرار السيادي اللبناني يجب ان يكون هو الغالب على أي قرار فئوي أو ميليشيوي.

البيت الدرزي

# ما الذي حصل داخل البيت الدرزي، مؤتمر صحافي للوزير طلال إرسلان ثم مؤتمر لرئيس ((اللقاء الديموقراطي)) النائب وليد جنبلاط انتهاء بعشاء عائلي فما الذي حدث، رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع وصف مؤتمر الوزير إرسلان انه رسالة من 8 آذار/مارس، بأن سوريا خط أحمر، بينما لاحظنا ان خطاب النائب جنبلاط في مؤتمره كان يتجه نحو التهدئة، لماذا؟ هل لضرورات انتخابية، والبعض اعتبر ان المير ارسلان كسر الجرة لأن وليد بك لن يترك له مقعداً شاغراً في عاليه؟

-العلاقات بين البك والمير أكثر من جيدة، فالحديث حتى في العشاء العائلي لم يتطرق إلى الانتخابات أو توزيع المقاعد أو تبادل المواقع، المهم وحدة وسلامة الجبل وليس فقط الجبل الدرزي، بل الجبل بما يضم من عائلات روحية مسيحية – إسلامية،  سنية أو شيعية، هذا هو هدف العلاقة والحوار مع حزب الله، وهدف التفويض للمير طلال، فهذه الطرق ما زالت سالكة. أما الباقي فهي تفاصيل لم يتوقف عندها العشاء العائلي، موقف وليد بك من سوريا لم يتبدل، وتحالف المير طلال إلى الحد الذي هو يقرره مع سوريا لم يتغير، وسلامة الجبل التي هي جزء من سلامة لبنان بقيت محفوظة في حديثهما.

# كيف يمكن أن يوفق النائب جنبلاط بين تحالفاته وعدد المقاعد المحدودة في الجبل، على خلفية ترشح كل من النائب جورج عدوان لمقعد دير القمر وكذلك دوري شمعون عن المقعد نفسه، هل يمكن أن يحصل أخذ ورد في هذا الموضوع؟

-لا أخذ أو رد وإنما تشاور ضمن 14 آذار/مارس والاتفاق على لائحة موحدة، وبالتالي توزيع الترشيحات للمقاعد النيابية سيتم تبعاً للاتفاق الذي سيجري بالجملة، ثم ندخل إلى التفصيل، المهم أن تعود الأكثرية بأكثريتها وتحسنها، وليس المقصود تحسين موقع حزب على حساب حزب آخر في أي منطقة من المناطق.

-بالتأكيد ((الجوجلة)) قائمة حالياً وتجري بشكل هادىء منطقي بعيداً عن الانظار وستعلن للجمهور بالتلازم مع إعلان برنامج موحد لقوى 14 آذار/مارس يخوضون على أساسه الانتخابات.

# لوحظ في مجلس الوزراء انه ليس هناك انسجام كلي بين وزراء 14 آذار/مارس ولعل آخرها ما حصل بين الوزيرين وائل أبو فاعور ومحمد الصفدي؟

- لا أخفي انه عندما توجد قوى متحالفة ولها مشارب متعددة ان يحصل نوع من الاجتهادات التي تطرأ، إذا طرأ أي موضوع ولم يتسنَ لهذه القوى أن تتفق عليه من قبل، لكن هذه الأمور هي قيد المعالجة وأتصور انه من الآن وصاعداً ستشهدون تنسيقاً أقوى بين وزراء 14 آذار/مارس في الحكومة. بعد ان جرت معالجة هذا الموضوع.

# هل نحن ذاهبون الى الانتخابات النيابية تحت مظلة امنية، ام هناك خوف من اغتيالات نسمع من ((يبشّر)) بها بين حين وآخر؟

- التبشير لا يكون بالاغتيالات بل هو تهويل، ومن يتحدث عن الاغتيالات اما متخوف منها او انه يهول بها.

# كأننا عرفنا من هو متخوف ومن هو مهول..

- نحن متخوفون لأنه حتى الآن لم يستهدف احد في لبنان الا مسؤولي وقياديي وأطراف 14 آذار/مارس، ولكن هذا الخوف لا يعني اننا سنشل حركتنا السياسية السلمية الهادئة الديموقراطية من أجل الفوز بالانتخابات ولو تعرضنا الى أي شيء، هذا الامر محسوم وأظن انه من المهم ان تكون المحكمة والتحقيق الدولي من العناصر التي تلجم المجرمين الجدد كما تعاقب المجرمين القدامى.

# لديك نية للترشيح؟

-  ليست قضية نية، انا في قلب هذه المعركة الى جانب وليد جنبلاط ورفاقه في اللقاء الديموقراطي وفي 14 آذار/مارس ولا اخال ان هناك تغييراً في هذا الامر.

# تقدم عدد من نواب الاكثرية بتشكيل لجنة للتحقيق باتهامات منسوبة الى مسؤولين حكموا في العقدين الماضيين، لماذا هذه اللجنة والى من موجهة؟

-نريد ان نقول كفى مزايدات، هي موجهة الى قيادات في 8 آذار/مارس الذين فسدوا وأفسدوا كل شيء ويتهمون الآخرين بالفساد، فلتكن هناك لجنة تحقيق قضائية برلمانية محايدة وتبت بالموضوع، لماذا الدين العام ولماذا الاعمار، لا يريدون للبلد ان يتعمر الى الآن يريدون تهديهم البلد وهذا واضح من حركتهم وتصرفاتهم، فليتم التحقيق بذلك.

# هذا شيء مخيف انه ظاهر من تصرفاتهم انهم يريدون تهديم البلد..

-الذي يأخذ البلد بدون قرار مركزي الى الحروب والذي يعتصم ويشل الاقتصاد لسنتين والذي يغطي – ولا اقول ينفذ – بممنانعته في المحكمة والتحقيق، المجرمين، اعتبر انه من المشاركين في هدم البلد.

لا اتفاق

# هل كان هناك اتفاق ام لا اتفاق حول اسماء القضاة لعضوية المجلس الدستوري، ما بين الاكثرية والاقلية؟

- لم يكن هناك اتفاق.

# لكن رئيس المجلس النيابي نبيه بري يؤكد..

-الرئيس بري يستطيع ان يؤكد انه هو طرح اسماء في مكتب المجلس لمرشحين تبين لنا من مراجعة هذه الاسماء ان قسماً منهم لا اقول غير مؤهل ولكن له مواقف سابقة في قضايا محددة تصرف فيها بعيداً عن الديموقراطية، والحفاظ على الديموقراطية في العهود السابقة، وبالتالي اقتراحات الرئيس بري لم يؤخذ بها ولم يكن هناك أي اتفاق، ولا لحظة لم نتفق على احد.

# هل حصل سوء تفاهم؟

-لا ابداً، لم يحصل أي سوء تفاهم والرئيس بري يعرف اننا نحترم ونقدر الرئيس انطوان خير وهو من اكبر الحقوقيين والدستوريين وكان له موقف شجاع في المحكمة الدولية كما باقي عدد من القضاة، ولا يجوز معاقبة هؤلاء فقط لأنهم ايدوا المحكمة الدولية فكان ابعادهم غير طبيعي، لذلك لم نوافق يوماً على تلك اللائحة، ولا نقبل بصيغ معلبة تفرض على مجلس مؤلف من 127 نائباً، للأسف احد زملائنا استشهد ولم يتم انتخاب نائب بديل له.

# البعض يقول ان لجوء الاكثرية النيابية لاستخدام اكثريتها في المجلس سيقابله استخدام المعارضة للثلث المعطل في مجلس الوزراء، فما بين الاكثرية والثلث الضامن كيف سيمشي البلد؟

-بالثلث الضامن تكون عطلت تشكيل المجلس الدستوري وهذا مؤسف جداً، لكن لا تستطيع الاقلية ان تفرض رأيها في مجلس النواب ومجلس الوزراء، ففي مجلس الوزراء هناك قواعد مختلفة للعبة، لقاعدة الثلثين والثلث، ولكن بالاضافة الى ذلك هناك رئيس الجمهورية الذي يترأس جلسات مجلس الوزراء وقادر عى ان يوفق.

حوار ام تصعيد

# هل الاجواء الاقليمية تميل نحو الحوار ام تصعيد الصراع؟

-الاجواء الاقليمية معلقة على تساؤلات كثيرة، هناك الانتخابات في اسرائيل هل سنرى ((الليكود)) والمتطرفين مجدداً في الحكم كما يتنبأ المطلعون واستطلاعات الرأي، هناك الانتخابات الايرانية هل الحكم الجديد في ايران سيستمر في رفض أي حوار جدي مع المجتمع الدولي وبالتالي يعرّض المنطقة ايضاً الى المواجهة، هناك الانتخابات اللبنانية، هل سيختار اللبنانيون الابقاء على استقلالهم وسيادتهم وعروبتهم وديموقراطيتهم او سيجبرون بحيلة ما او بضغط ما او بحرب ما او باجتياح ما الى العودة الى القفص غير المذهب السوري- الايراني والى نظام الظلامية والاستخبارات، هناك بدايات حكم اوباما، ثم انتقال الرئاسة الاوروبية من فرنسا الى تشيكيا مع ما سيعني ذلك من تقليص النفوذ الاوروبي- الفرنسي، وأيضاً تطورات مرتقبة او غير مرتقبة محسوبة او غير محسوبة في العالم العربي.

# والادارة الاميركية الجديدة؟

-لنرَ ((تقليع)) اوباما، مقاربة اوباما او الفريق المهيأ بسياسته الخارجية هي مقاربة حوار مع كل اطراف في الشرق الاوسط، ولكن بالتلازم مع شروط معينة، كما فهمنا، أي ان الحوار مع سوريا يعني ان تتخلى سوريا عن حزب الله والابتعاد عن ايران والتخلي عن حماس والتفاوض مع اسرائيل، السؤال هل سيدفع النظام السوري بكل هذه الاوراق على طاولة انقاذ رأسه، خصوصاً ان الهبة الروسية وطائرات ((الميغ 29)) اهم ما فيها ليس فقط الطائرات، ولكن رسالة الى الجميع ان روسيا اسوة بأوروبا وببعض البلدان العربية تؤيد النظام اللبناني والحكم في لبنان.

# علماً ان البعض اعتبر الهبة الروسية وكأنها إنزال روسي مجوقل على الساحة اللبنانية؟

-الروس ليسوا بحاجة لإنزال مجوقل.

# وسمعنا انها ((دفرسوار)) وتخوفات كثيرة جعلت اللبناني حائراً هل يفرح بهذه الطائرات ام يخشى من وجودها؟

- جاء رد الفعل غريباً وعجيباً من حلفاء سوريا.

# البعض اعتبر انهم يأخذون لبنان الى حربٍ باردة، ولبنان غير قادر على مثل هذه الحرب؟

-ليست حرباً باردة، قد يكون لبنان البلد الوحيد في العالم الذي يمتلك بنادق فرنسية ودبابات اميركية وطائرات روسية وهذا دليل على ان المجتمع الدولي يؤمن بلبنان كبلد مستقل ولهم ثقة ان الجيش يجب ان يكون القوة الوحيدة التي تمتلك السلاح في البلاد، تقوية الجيش تزعج من يريد ان يبقى جيشه فوق كل اعتبار وفوق اهم اعتبار فوق الجيس اللبناني، وهذا ما نرفضه لا ندعو الى الصدام مع حزب الله ولا الى نزع السلاح بالقوة ولكن ندعو الى الغلبة السياسية بقرار الجيش وبعمل الجيش وسيطرة الجيش، ولو اخذ ذلك وقتاً هذا اوقت يجب ان يحسم على طاولة الحوار وهذا ما حملنا الى استغراب ردود الفعل العدائية للطائرات الروسية.

# اعتبر البعض ان روسيا ((تزكزك)) اسرائيل على خلفية تسليح اسرائيل لجورجيا؟

-  لماذا تزكزك اسرائيل، من حق لبنان ان يدافع عن نفسه خصوصاً ضد اسرائيل، لماذا الذين يزايدون بموضوع المواجهة مع اسرائيل هم الذين تضايقوا من موضوع السلاح الروسي وأعربوا عن ذلك في افتتاحيات الصحف والمانشيتات.

# هل يعتبر هذا تغييراً في السياسة الروسية في المنطقة؟

-هذا تثبيت للسياسة الروسية في المنطقة، السياسة الروسية في المنطقة هي ضد المغامرات، كانت ضد الحرب الاميركية في العراق، وهي ليست مع حرب حول النووي الايراني ولكن ليست مع النووي الايراني، هي مع استقلال الدول والبقاء على علاقات من الند الى الند بين الدول، روسيا لم تعد تنظر الى لبنان عبر دمشق، تماماً، كما كانت واشنطن سنة 1976 تنظر الى لبنان عبر دمشق، وهذا ربما ما يزعج بشار الاسد.

 

مقابلة مع نائب رئيس حزب الكتائب جوزف ابو خليل من مجاة الشراع

الشراع/26 كانون الأول/08

حوار احمد الموسوي

*البلد محكوم من خارج الدستور والحكومة ((فِرقة وطنية))

*الحوار الوطني لكسب الوقت وللحفاظ على التهدئة

*الامر الواقع اليوم فدرالي تقسيمي يأخذ فيه حزب الله ما يكفي ويزيد من سلطات الدولة

*من غير الممكن الوصول الى تصور واحد للاستراتيجية الدفاعية ونؤيد ما طرحه جعجع

*مرتاحون لما يقوم به رئيس الجمهورية ولا اعتقد انه سيقدم على تشكيل كتلة نيابية

*14 آذار/مارس تريد الانتخابات النيابية وفريق 8 آذار قد يعطلها اذا لم يضمن حصوله على الاكثرية

وصف نائب رئيس حزب الكتائب جوزف ابو خليل خطوة انشاء السفارتين في لبنان وسوريا بأنها خطوة رمزية متواضعة وان المطلوب ان يقتنع النظام في سوريا بأنه لا يستطيع الاستمرار مع لبنان بالطريقة التي يحكم فيها سوريا.

واستبعد ابو خليل ان يقدم رئيس الجمهورية على خوض الانتخابات النيابية بكتلة ثالثة، مؤكداً ان قوى 14 آذار تريد الانتخابات النيابية ولا مصلحة لها في تعطيلها، واصفاً قوى 8 آذار بأنها تنفذ محاولة انقلابية، وتمارس الحياة السياسية من خارج الدستور والقانون.

((الشراع)) التقت ابو خليل وأجرت معه الحوار التالي:

حلقة الحوار الوطني الثالثة انتهت الى تشكيل لجنة، ما رأيك؟

-هناك شبه اجماع على ان هذا الحوار هو لكسب الوقت، بسبب صعوبة الوصول الى تصور واحد، ولهذا يتم استعمال ما يسمى الحوار للحفاظ على التهدئة.

# كسب وقت بانتظار الانتخابات ام تطورات ومتغيرات في المنطقة؟

- بانتظار الأمرين! وبغض النظر ارى انه من غير الممكن الوصول الى تصور واحد لما يسمى استراتيجية دفاعية.

# لماذا؟

-لسبب بسيط هو ان حزب الله يفهم الاستراتيجية الدفاعية على اساس ان يكون هو محورها، أي ان يظل هو الاساس وما تبقى اضافة اليه، بينما هناك من له فهم آخر لهذه الاستراتيجية يستند الى الدولة والسلطة الشرعية والى ان يكون القرار في يدها وهذا ما لا يقبل به حزب الله.

# ما رأيكم بالتصور الذي قدمه سمير جعجع للاستراتيجية الدفاعية؟

-نحن مع هذه الاستراتيجية، وهذه الصيغة السويسرية كان الرئيس امين الجميل قد اقترحها من قبل.

# قوى 14 آذار تحذر دائماً وتتخوف من عدم حصول الانتخابات النيابية، هل هناك شيء محدد؟

- ليس 14 آذار وحدها، و8 آذار ايضاً لأن الوضع في المنطقة يغلي ولذا هناك مثل تلك المخاوف.

# وماذا تتوقع انت؟

-يجب ان تحصل الانتخابات، كما حصلت عام 2005 وحينها كان هناك ايضاً توترات كما هو اليوم ورغم ذلك حصلت الانتخابات، الا اذا كان هناك فريق يريد تعطيلها.

# هناك من يرى ان لا مصلحة فعلية لفريقي 14 آذار و8 آذار بحصول الانتخابات، والفريقان يحذران من تعطيلها وضمناً هما يريدان ذلك؟

-انا اكيد ان قوى 14 آذار تريد الانتخابات لان لا مصلحة لها في تعطيلها، اما الفريق الآخر فربما يلجأ الى التعطيل اذا لم يضمن حصوله على الاكثرية.

# الا تخاف 14 آذار من الامر نفسه؟

-لا، وعدم حصولها على الاكثرية امر وارد، والفارق بينها وبين 8 آذار ان فريق 14 آذار ذاهب الى الانتخابات بدون سلاح، وهدفه تطبيق الدستور وإقامة الدولة وتنفيذ حكم القانون، بينما الفريق الآخر ذهب بسلاحه ومن خارج القانون والنظام والدستور وما يقوم به محاولة انقلابية.

# لماذا يبدو حزب الكتائب وكأن لديه ازمة داخل قوى 14 آذار، ويظهر ذلك في كثرة المرشحين لديه للانتخابات؟

-أي فريق ليس لديه مشكلة وهي ليست مشكلة، انما هناك مرشحون كثر، وهذا موجود عند الجميع.

# الامر  أكثر وأسرع ظهوراً في الكتائب فمثلاً هناك مرشح للحزب في البترون وسيكون في مواجهة احد حليفيكم النائبين انطوان زهرا وبطرس حرب؟

- لا مشكلة، وهذا أمر سنتفق ونتفاهم عليه، فلكل طرف مرشحون، ولكن في النهاية سيتم الاتفاق بيننا والتفاهم.

# وإيلي كرامة هل يحظى بموافقة الحزب في ترشحه عن دائرة الاشرفية؟

-  اكيد، اذا كان ترشحه عملياً وذا فائدة.

# نديم الجميل اعلن ترشيحه ايضاً؟

- الشيخ نديم ماروني وكرامة ترشح عن المقعد الكاثوليكي.

# سيكون لكم مرشحان في هذه الدائرة؟

-لم لا؟ اذا كان بالإمكان، والمهم ان نرى تركيب اللوائح وعلى ضوئها تتم دراسة هذه الامور، فإذا كان هناك جدوى او امل فلمَ لا؟ وإلا فلا ترشيح للترشيح.

# هل بدأ البحث في تشكيل هذه اللوائح بين قوى 14 آذار؟

-هناك بحث أولي، وهناك التـزام مسبق على الاتفاق على لوائح موحدة.

# هل تتوقع انتاج الاكثريات النيابية نفسها التي انتجتها انتخابات 2005؟

-لا ليس بالنسب نفسها.

# لماذا لم تطالبوا بإجراء انتخابات فرعية لملء المقعد الذي شغر باغتيال النائب انطوان غانم في بعبدا؟

- لم يكن هناك وقت، الوقت كان ضيقاً، والوضع لم يكن مناسباً لذلك بسبب ما حصل من مشاكل.

# ولكن في المتن طالبتم باجراء الانتخابات الفرعية بعد اغتيال الوزير والنائب بيار الجميل؟

- كان مضى على ذلك وقت طويل.

# هناك حدث انشاء السفارتين بين لبنان وسوريا، هل تعتقد ان العلاقات بينهما بدأت تسلك في مسارها السليم؟

- هذه خطوة متواضعة وضرورية من حيث رمزيتها، اما العلاقات اللبنانية السورية فتحتاج الى عمل كثير وكبير لتستقيم وستأخذ وقتاً، خاصة ان العلاقة ليست مع سوريا بقدر ما هي مع نظام سياسي معين، وهذا النظام لديه مفاهيم خاصة، والمطلوب ان يقتنع هو بأنه لا يستطيع ان يستمر بالتعامل مع لبنان بالطريقة التي يحكم بها سوريا.

# هل انتم مرتاحون لما يقوم به رئيس الجمهورية على هذا الصعيد؟

-اكيد نحن مرتاحون لنياته الطيبة ولمفهومه عن إدارة البلد ولما اعلنه من التزامات على نفسه في خطاب القسم، ولكن نأمل بأن تسعفه الظروف على تحقيق تلك الاهداف، والتي في مقدمتها مشروع احياء الدولة فالصعاب التي تعترضه معروفة وهي ليست هينة، وليس بامكانه وحده تذليلها كمسألة سلاح حزب الله، فكيف يمكن ان تقوم الدولة وهناك حزب على هذا القدر من التسليح يقرر وحده الحرب اذا اراد؟ ومع استمرار هكذا وضع لا تقوم الدولة! وهناك مخلفات وتركات عمرها اربعون سنة، في وقت ان الحياة السياسية تمارس من خارج الدستور وخارج المؤسسات حتى ان رئيس الجمهورية انتخب من خارج الدستور.

# الرئيس ميشال سليمان؟

- نعم، انتخب من خارج الدستور بسبب الحاجة لملء الفراغ، والحكومة القائمة الحالية هل هي حكومة وحدة وطنية؟ هي حكومة فرقة وطنية لا شيء طبيعياً والبلد محكوم بطريقة غير طبيعية من خارج المؤسسات.

# ما قصة اتهامكم بأنكم عدتم الى طرح مشروع الفدرالية بعد خطاب الرئيس امين الجميل الاخير؟

- غير صحيح، نحن لا نطرح الفدرالية نحن نقول ما هو الامر الواقع وهو امر واقع فدرالي فإما ان نتجاوزه وإما ان نتفق عليه اذا كان سليماً، لأن هذا الواقع يزيد البلد شرذمة، فالواقع واقع فدرالي يقتطع فيه حزب الله منطقة من البلد ويأخذ من سلطات الدولة ما يكفي ويزيد! وفي هذا الواقع من هو الذي يكون يريد ويمارس الفدرالية؟ وممارسة الفدرالية من هذا الامر الواقع هو قضاء على لبنان وهو امر واقع تقسيمي يمارسه حزب الله، تماماً كما كان الامر سابقاً مع منظمة التحرير الفلسطينية ويومها كان الاتهام موجهاً لنا نحن بأننا نريد التقسيم!

# يحكى عن العمل لقيام كتلة نيابية ثالثة مستقلة لرئيس الجمهورية؟

-  لا اعرف هذا الكلام ما يزال في إطار التداول فقط على ألسنة بعض المراقبين، وحتى الآن لم يبدر من الرئيس انه ينوي ذلك.

# هل تعتقد انه سيقدم على ذلك؟

- لا.