المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 29 كانون الأول/2008

إنجيل القدّيس متّى .12-1:2

ولمَّا وُلِدَ يسوعُ في بَيتَ لَحمِ اليهودِيَّة، في أيَّامِ المَلِكِ هيرودُس، إِذا مَجوسٌ قدِمُوا أُورَشليمَ مِنَ المَشرِقِ وقالوا: «أَينَ مَلِكُ اليهودِ الَّذي وُلِد؟ فقَد رأَينا نَجمَه في المَشرِق، فجِئْنا لِنَسجُدَ لَه». فلمَّا بلَغَ الخَبَرُ المَلِكَ هيرودُس، اِضْطَرَبَ واضطَرَبَت مَعه أُورَشليمُ كُلُّها. فَجَمَعَ عُظَماءَ الكَهَنَةِ وكَتَبَةَ الشَّعْبِ كُلَّهم واستَخْبَرهم أَين يُولَدُ المسيح.

فقالوا له: «في بَيتَ لَحمِ اليَهودِيَّة، فقَد أُوحِيَ إِلى النَّبِيِّ فكَتب: «وأَنتِ يا بَيتَ لَحمُ، أَرضَ يَهوذا لَسْتِ أَصغَرَ وِلاياتِ يَهوذا فَمِنكِ يَخرُجُ الوالي الَّذي يَرْعى شَعْبي إِسرائيل». فدَعا هيرودُسُ الَمجوسَ سِرًّا وتَحقَّقَ مِنْهم في أَيِّ وَقْتٍ ظهَرَ النَّجْم. ثُمَّ أَرْسَلَهم إِلى بَيتَ لَحمَ وقال: «اِذْهَبوا فابحَثوا عنِ الطِّفْلِ بَحْثًا دَقيقًا، فإِذا وَجَدْتُموه فأَخبِروني لأذهَبَ أَنا أَيضًا وأَسجُدَ له». فلمَّا سَمِعوا كَلامَ الَمِلكِ ذَهَبوا. وإِذا الَّنجْمُ الَّذي رأَوهُ في المَشرِقِ يَتَقَدَّمُهم حتَّى بَلَغَ المَكانَ الَّذي فيه الطِّفلُ فوَقفَ فَوقَه.

فلمَّا أَبصَروا النَّجْمَ فَرِحوا فَرحًا عَظيمًا جِدًّا. وَدخَلوا الَبيتَ فرأَوا الطِّفلَ مع أُمِّه مَريم. فجَثَوا له ساجِدين، ثُمَّ فتَحوا حَقائِبَهم وأَهْدَوا إِليه ذَهبًا وبَخورًا ومُرًّا.

ثُمَّ أُوحِيَ إِليهِم في الحُلمِ أَلاَّ يَرجِعوا إِلى هيرودُس، فانصَرَفوا في طَريقٍ آخَرَ إِلى بِلادِهم.

 

الطوباوي غيريك ديغني (حوالى 1080-1157)، راهب سيستِرسياني

عظة الظهور الثانية/نور العالم انكشف للأمم

"قومي استَنيري، يا أورشليم، لأنّه قد أقبلَ ضياؤكِ". بالطبع، قد أقبلَ نورك؛ ذاك الذي كان في العالم، والعالم به كُوِّنَ، لكنّ العالم لم يعرفْه. لقد وُلِدَ الطفل، لكنّه لم يكن معروفًا، إلى أن بدأ يوم النور هذا بالكشف عنه... انهضوا، أيّها الجالسونَ في الظلمات! اتّجهوا نحو هذا النور: هذا النور الذي أشرقَ في الظلمات، لكنّ الظلمات لم تُدركْه. إقتربوا منه، فتَستَنيروا؛ بنورِه تُعاينون النور، وسيُقال فيكم: "كنتم في الماضي ظلماتٍ، والآن أنتم نورٌ في الربّ". انظروا: النور الأزليّ قد تكيّف مع عيونكم، كي تُعاينَ عيونكم الضعيفة والمريضة ذاك الذي يقطنُ في النور غير المُدرَك. إكتشفوا النور في مصباحٍ من طين، والشمس في الغمام، والله في الإنسان، في الإناء الفخاريّ الصغير من جسدكم؛ إكتشفوا عظمة المجد وبريق النور الأزليّ! نحمدُكَ يا أبا الأنوار، لأنّكَ دعوتَنا من الظلمات إلى نوركَ العجيب... أجل، النور الحقيقيّ، لا بل الحياة الأبديّة هي أن يعرفوكَ، أنتَ الربّ الأوحد، وأن يعرفوا ذاك الذي أرسلتَه يسوع المسيح... طبعًا، نحن نعرفكَ بالإيمان، ونتمسّك بهذا الإيمان كضمانة بأنّنا سنتعرّف إليك يومًا بالرؤيا. حتّى ذلك الحين، نَمِّ فينا الإيمان. قُدْنا من إيمانٍ إلى إيمان، من وضوحٍ إلى وضوح، بإلهام من روحِكَ، كي ندخلَ أكثر فأكثر كلّ يوم إلى أعماق النور!... فَليَقدْنا الإيمان إلى لقائكَ وجهًا لوجه، وليُرشدْنا كالنجم نحو قائدنا المولود في بيت لحم... يا له من فرح، يا لها من غبطة لإيمان المجوس عندما سيرون ذاك الذي سجدوا له حين كان طفلاً باكيًا في بيت لحم، يحكمُ في أورشليم السماويّة! هنا، رأوه في بيت فقير؛ هناك، سنلتَقيه في قصر الملائكة. هنا، في الأقماط؛ هناك، في أمجاد القدّيسين. هنا، على صدر أمّه؛ هناك، على عرش أبيه.       

 

متظاهرون حاولوا إقتحام السفارة المصرية احتجاجا على عدوان غزة

وجرح 8 من قوى الامن برشق الحجارة وحالات إغماء من القنابل المسيلة للدموع

وطنية- 28/12/2008(أمن) أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" أن حوالى ألفي متظاهر حاولوا عصر اليوم إقتحام السفارة المصرية احتجاجا على العدوان على غزة حيث عمدوا الى رشق القوى الامنية بالحجارة ما أدى الى سقوط حوالى 8 جرحى في صفوف العناصر الامنية، عندها عمدت عناصر من مكافحة الشغب في قوى الامن الداخلي الى استخدام خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتطاهرين ، فأصيب عدد من المتظاهرين بحالات إغماء.

وعلى الفور حضرت الى المكان سيارات الاسعاف التي عملت على نقل جرحى قوى الامن الى مستشفى الرئيس رفيق الحريري الحكومي ومستشفى المقاصد للمعالجة. كما عمد المتظاهرون الى رشق سيارات المواطنين العابرين بالحجارة والى إشعال الاطارات في محيط المدينة الرياضية ومتفرعاتها حيث يعمل عناصر الدفاع المدني على إخماد النيران وإعادة الوضع الى طبيعته.

 

السيد نصرالله في الليلة الاولى من المجلس العاشورائي المركزي في الرويس: لالغاء المجالس عصر غد والمشاركة في تأبين رمزي لشهداء غزة في ملعب الراية

ما يجري في غزة نسخة طبق الاصل عما جرى في لبنان عام 2006

مدعوون لتحمل المسؤولية التاريخية لان النتائج ستطال الامة

على الحكومة والشعب والجيش والمقاومة الحذر وعدم استسهال ما يجري

وضع الصواريخ في الجنوب ليس للتضامن مع الفلسطينيين بل ليقدم التبرير لاسرائيل لشن هجوم على لبنان

مستعدون لمواجهة اي عدوان على بلدنا من خلال مقاومتنا وحضورنا وانتمائنا الى "هيهات منا الذلة"

ما يجري يجب ان يكون كافيا لاقناع كل عربي ان الذي يحمي شعوبنا ويستعيد حقوقنا هو المقاومة

وطنية-28/12/2008 (سياسة) دعا الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الى "اعتبار يوم غد يوم عاشر من محرم لان كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء، وهذا اليوم هو يوم تلبية نداء الحسين"، داعيا الى "الغاء جميع المجالس العاشورائية التي تقام عصر غد والاستعاضة عنها بالاحتشاد الساعة الثالثة من عصر غد في ملعب الراية من جميع المناطق للمشاركة في الحداد وتأبين رمزي لشهداء غزة والتعبير عن تضامننا مع اهلها، مذكرا بنداء السيد علي الخامنئي باعتبار يوم غد يوم حداد عام على شهداء غزة".

وقال في الليلة الاولى من ليالي عاشوراء في المجلس المركزي الذي يقيمه حزب الله في مجمع سيد الشهداء في الرويس: "يجب ان نسمع العالم غدا صوتنا وان يرى العالم قبضاتنا الحسينية وان نعلن للعالم اننا موجودون هنا ولا يمكن ان يخضعنا لا محتل ولا دم ولا ترهيب".

اضاف: "نحن مدعوون الى تحمل المسؤولية التاريخية حيال ما يجري في غزة لان نتائجه لن تقتصر على غزة فقط بل على الامة كلها ولايجب ان نكتفي بمظاهرة هنا او اعتصام هناك بل يجب ان نبذل كل جهد للدفاع عن اهلنا".

وكان السيد نصرالله تناول موضوع الحدود اللبنانية الاسرائيلية فقال: "نحن نتكلم بمسؤولية وطنية واخلاقية ولا نريد ان نخيف احدا لكن هناك احتمالان: الاول ان يكون كل ما تقوله اسرائيل او تفعله هو مجرد اجراءات وقائية خشية حصول خرق من الجبهة اللبنانية. وآخر لا يجوز ان نغفله ان يكون هذا التحرك في هذا التوقيت السيء في ظل التواطؤ العربي والانشغال العالمي في الازمة المالية والفراغ السياسي في القرار الاميركي دافعا للعدو لشن عدوان على لبنان لان اسرائيل الى ترميم صورة الردع التي اهتزت في حرب تموز2006 ولا يجوز الاطمئنان لمقولة ان اسرائيل لاتقاتل على جبهتين بل هي تقاتل على جبهتين وثلاثة"، داعيا الحكومة اللبنانية والشعب والجيش والمقاومة الى "الانتباه والحذر والحيطة وعدم استسهال ما يجري من حولنا".

وطرح السيد نصر الله تساؤلات حول واضعي صواريخ الكاتيوشيا قبل بدء الحرب على غزة، منتقدا "لجوء بعض القوى السياسية اللبنانية الى الاشارة الى حزب الله بأصابع الاتهام، اي هذه القوى لم تحرك ساكنا ولم ترفع الصوت عند اختطاف المواطنين من آل طراف من بلدة بليدا الحدودية، ويبدو ان هؤلاء يبنون حساباتهم على معلومات خاطئة".

وقال: "نحن في حزب الله نملك شجاعة ان نتحمل مسؤولية اي عمل نقوم به ولا نختبئ وراء اصبعنا كما يفعل البعض، ولسنا في موقع التهمة. ان ما جرى مشبوه من زاوية اخرى"، متسائلا "الا تستطيع ان تتسلل لتضع الصواريخ او عبر عملائها وهم كثر في لبنان؟ ان وضع هذه الصواريخ ليس تضامنا مع الاخوة في فلسطين بل لتقديم التبرير لاسرائيل لكي تشن هجوما على لبنان".

ودعا السيد نصر الله لبنان "الذي هزم اسرائيل مرات ومرات ولا سيما في عامي 2000 و2006 الى توخي الحذر"، وقال: "انا طلبت من الاخوة في المقاومة في الجنوب ان يكونوا متواجدين ومحطاطين وحذرين لاننا امام عدو خطر وغدار ونحن لا يرعبنا ولا يخيفنا لا ما جرى في العام 2006 ولا الذي يجري في غزة ونحن على استعداد لمواجهة اي عدوان على ارضنا وبلدنا وكرامتنا من خلال مقاومتنا وحضورنا وانتمائنا الى " هيهات منا الذلة".

وكان السيد نصر الله استهل كلمته باجراء مقارنة بين ما جرى في كربلاء وما جرى في عدوان تموز وما يجري اليوم في غزة، مؤكدا على التطابق بين الاحداث. وقال: "ان ما يجري في غزة اليوم هو نسخة فلسطينية طبق الاصل عما جرى في 2006 في لبنان.

ووصف ما يجري بأنه بشكل واضح جدا مشروع اميركي - اسرائيلي دائم لفرض تسوية مذلة بشروط اسرائيلية اميركية على بقية العرب بعد خروج مصر والاردن وعقدهما اتفاقية ما يسمى "السلام" مع اسرائيل وعلى اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين الخضوع لهذه الشروط".

اضاف: "انه يعمل على فرض هذه الشروط بقوة العزل والقتل والحصار والفتن الداخلية والاغتيالات والحروب والمطلوب ان يخضع من لم يخضع وان يسلم من لم يسلم بالشروط الاميركية للتسوية".

واتهم السيد نصر الله الانظمة العربية ب "الشراكة بهذا المخطط وانها جزء من هذا المشروع وما يقال عن صمت عربي صحيح، ليس صمتا عربيا بل شراكة حقيقية كاملة من بعض الانظمة من هذ المشروع خصوصا تلك التي وقعت اتفاقيات ما يسمى بالسلام وهي تساعد في مختلف الصعد على فرض ظروف الاستسلام على بقية الممانعين والمقاومين للمشروع الاميركي الصهيوني. هؤلاء يطالبون اسرائيل بالقضاء على حماس وقطع رؤوس المجاهدين ويساعدون على هذا الامر".

ورد سبب الانقسام الداخلي الفلسطيني والاقتتال الى "سعي بعض الانظمة الى احداث فتنة وهي ساهمت ومولت وسلحت"، مشيرا في هذا السياق الى ان الحكومة السابقة "لم تكن لتجرؤ على اتخاذ تلك القرارات السوداء لولا تشجيع بعض تلك الانظمة التي كانت تريد فتنة حقيقية في لبنان".

واستغرب صدور موقف عربي "متواطئ مع العدوان"، وقال: "بين 300 شهيد يقف مسؤول عربي ليحمل الضحايا المسؤولية وهو الكلام نفسه الذي سمعناه في عدوان تموز 2006. لم يطلب احد من الانظمة العربية ان تفتح جبهاتها، ولكن الحد الادنى كان يطلب موقف اعلامي منصف نجد مجددا كما في حرب تموز من يحمل الضحية المسؤولية مشيرا الى الموقف المصري بهذا الشأن الذي حمل المقاومة في غزة مسؤولية وتبعات الحرب واصفا هذا الامر بأنه معيب ومؤسف".

وانتقد السيد نصر الله ايضا بعض الفضائيات العربية قائلا: "يصح فيها تسمية العبرية وليست العربية وهي التي لا تزال وصف من قتل بغزة بالقتلى وليس بالشهداء".

واكد "اننا امام هدف مركزي هو العمل على وقف العدوان على غزة وعدم السماح له بتحقيق اي من اغراضه واهدافه وهكذا يكون الانتصار رغم عظيم التضحيات، داعيا الامة جميعها لاجل هذا الهدف، والحكومات التي لم تحرك ساكنا على شعوبها ان تفرض عليها ان تتحرك، يجب ان نخرج الى الشارع في كل العالمين العربي والاسلامي وان نضغط على حكوماتنا ولو اطلق على صدورنا الرصاص فهذا واجب ومن يقتل يعد شهيدا ولا يجوز ان يعتذر الحكام بعجزهم ولا الشعوب بقمع الحكام لهم.يجب ان نخرج بمئات الآلاف الى الشوارع لنطالب الحكومات ونحملها المسؤولية وهي تستطيع ان تفعل الكثير لوقف العدوان بما لديها من امكانات.

ودعا الشعوب العربية الى مطالبة النظام المصري بالتحديد لانه حجر الزاوية لما يجري في غزة الى فتح معبر رفح لوصول الغذاء والماء وحتى السلاح الى غزة. المطلوب فتح المعبر بشكل نهائي للاحياء لا للجرحى والشهداء. فمصر ام الدنيا هي ليست صليبا او هلال احمر لتتصرف مع اهالي غزة من خلال هذا الموقف، والمطلوب من النظام المصري الا يستغل الموقف للضغط على حماس بل يجب ان يساعدوا اهل غزة لوقف العدوان بلا قيد او شرط.

وقال:"بعد الذي جرى بالامس ايها المسؤولون المصريون ان لم تفتحوا معبر رفح فانكم شركاء في القتل والحصار والماساة الفلسطينيةوان لم تسارعوا الى موقف انساني تاريخي بهذا الحجم".

وخاطب نصرالله "الشعب المصري المسلم والعربي الابي والمقاوم والشريف وقال:"فليخرج هذا الشعب بالملايين الى الشوارع ولن تستطيع الشرطة قتل الملايين".

واضاف:"يجب ان تفتحوا ايها المصريون هذا المعبر بصدوركم.وانا هنا لا ادعو الى انقلاب ولست بموقع ان ادعو الى الى ذلك .ودعا الضباط المصريين الذين اشاد بمواقفهم التاريخية الى ان يقولوا لقيادتهم انا نرى اهلنا يذبحون ونحن نحرس حدود اسرائيل". وشدد السيد نصرالله على "ان ما يغير المعادلة هو تعديل الموقف المصري . وقال انه لو قدر ان يفتح المعبر ووصل الدواء والماء والسلاح فان ملحمة الانتصار التي حصلت في لبنان ستتكرر. واذا صمدت غزة لايام او لاسابيع فان العدوان سيتوقف لان هذا العدو لا يطيق حرب استنزاف طويلة وهو سيضطر الى وقف العدوان وتسقط اهدافه وتسقط الرؤوس التي ارادت ان تستعيد السلطة من خلال المجازر". وسأل السيد نصرالله الانظمة العربية ماذا جنيتم من اسرائيل سوى المذابح والعدوان وفرض الشروط المذلة؟

وقال:"اي سلام عادل وشامل هو الذي يتحقق في ظل الشروط الاسرائيلية المذلة؟ البعض يتحدث رعن سلام عادل وشامل لكن هل اقتنعت اسرائيل بالسلام العادل لاوالشامل حتى نطلب من حركات المقاومة ان تلقي سلاحها؟ واشار نصرالله الى مسألة القرارات الدولية وتساءل:اين هي القرارات الدولية في الصراع العربي-الاسرائيلي والتي لم ينفذ منها اي قرار حتى ال425؟ وقال:" ما جرى ويجري وما جرى في تموز العام 2006 يجب ان يكون كافيا لاقناع كل عربي ووطني ومخلص لحقوقه ووطنه ان الذي يحمي شعوبنا ويستعيد حقوقنا هو المقاومة وكل الخيارات الاخرى وهم وسراب".

 

اسرار الصحف الصادرة صباح اليوم الاحد 28/12/2008

البلد:

فرضت أحداث غزة جواً من التوتر والحذر داخل المخيمات في الجنوب والبقاع، في وقت تحولت وسائل الاعلام الى البث المباشر مع مراسليها.

كشفت مصادر مطلعة ان "الصواريخ الثمانية التي نصبت بين طيرحرفا والناقورة تم نصبها ظهرا حين يكون الناس في منازلهم لتناول الغدا?.

تجري عملية تنسيق بين محافظة بيروت وقيادة الشرطة فيها ووزارتي الداخلية والسياحة لحل اشكال زحمة السير الليلية في الجميزة لتأمين حل لا يقطع ارزاق اصحابها ولا يزعج ساكني المنطقة.

المستقبل

عُلم أن لبنان أرسل إلى دمشق طلب الموافقة على تعيين سفيره ميشال خوري سفيراً لديها مطلق الصلاحية وينتظر الجواب.

تقول أوساط ديبلوماسيّة إنه بسبب صلاحيات المحكمة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في فرض عقوبات وبالتعاون مع مجلس الأمن قد لا يتم العمل لصياغة آلية جديدة لربط لجنة العقوبات في القرار 1636 بهيكلية المحكمة.

تتوقع أوساط مطلعة أن يقوم القائم بأعمال السفارة السورية شوقي الشماط بزيارات بروتوكولية تشمل المسؤولين الرسميين وفاعليات سياسيّة

النهار

تتساءل أوساط سياسية عن أسباب نشر معلومات صحافية عن جريمة اغتيال الشهيد جبران تويني بعد ثلاث سنوات من ارتكابها.

قال مسؤول سابق اذا كان لبنان يعلن انه سيكون آخر من يوقع اتفاق سلام مع اسرائيل، فليس معنى ذلك ان يظل الدولة الوحيدة التي تواجه اسرائيل.

استبعد مرجع سياسي حصول تغييرات في نتائج الانتخابات النيابية في العاصمة ومعظم المحافظات.

 

البطريرك صفير استقبل النائب أبي نصر ونديم الجميل ووفودا هنأته بالعيد:

ما حدث في فلسطين مستنكر ولا بد من وضع حد لمأساة مر عليها اكثر من نصف قرن

نستطيع ان نقود الوطن الى السلام متى عرفنا كيف نتفاهم من اجل المحبة والخير

البطريرك عقد خلوة مع العماد قهوجي والمفتي قباني اتصل لعرض التطورات

الوزير شمس الدين: دماء غزة ينبغي ان تجعلنا أكثر التفاتا الى ضمائرنا

وطنية- 28/12/2008 (سياسة) ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير قداس الاحد في كنيسة السيدة في بكركي، عاونه فيه المطرانان رولان ابو جوده وشكرالله حرب، والقيم البطريركي العام الخوري جوزف البواري ورئيس الاتحاد الكاثوليكي للاعلام فرع لبنان الاب انطوان خضرا، وحضره قائد الجيش العماد جان قهوجي، الشيخ نديم بشير الجميل، رئيس مجلس اقليم كسروان- الفتوح الكتائبي سجعان القزي واعضاء المجلس، قنصل مولدوفيا ايلي نصار، وعدد من الفعاليات السياسية والحزبية والاجتماعية والنقابية.

بعد الانجيل المقدس القى البطريرك صفير عظة بعنوان "لكن نجنا من الشرير"، وقال:

"ان آخر طلب من الأبانا يستعيد طلب ما قبل الآخر باعطائه اياه صيغة ايجابية: لهذا ان المطلبين مترابطان أشد الترابط. اذا كان النفي يسود ما قبل آخر مطلب ( اي عدم اعطاء مساحة للشرّ فوق ما لا يطاق ) فانا نأتي الى الآب، في آخر مطلب، مع الأمل المركزي لأيماننا: "نجنّا، افتدنا، حرّرنا!" . اخيرا انه طلب الفداء. ولكن ممّ نريد أن نفُتدى ؟ ان الترجمة الجديدة للأبانا تقول" من الشّر" دونما تمييز بين الشرّ والشرير، غير أن الاثنين في النهاية لا غنى عنهما. أجل، نرى أمامنا التنين الذي يتكلّم عنه سفر الرؤيا ( فصل 12و13). لقد وصف يوحنا "الحيوان الذي يصعد من البحر" من أعماق الشرّ المظلمة، بصفات السلطة السياسية الرومانية. وهكذا أعطى التهديد الذي كان يواجهه مسيحيو زمانه وجها ملموسا: وضع اليد وضعا كاملا على الانسان الذي بدأته عبادة الأمبراطورية، فرفع وأصعد السلطة السياسية، والعسكرية، والاقتصادية الى أوج القدرة التامة المطلقة. وهذه هي صيغة الشرّ التي يُخشى أن تبتلعنا، والتي تذهب مع تفكّك النظام الأدبي بصيغة من الشكّ والعقلية البغيضة. هذا هو شكل الشرّ الذي يخشى أن يبتلعنا، فيذهب معا وتفكّك النظام الأدبي بصيغة من الشك والعقلية البغيضة. وأمام هذا التهديد ، يدعو مسيحي زمن الاضطهاد الرب كقدرة وحيدة باستطاعتها أن تنجّيه: خلّصنا من الشرّير.

ان الأمبراطورية الرومانية وعقائدها، ولو غرقت، لكن كل هذا لا يزال حاضرا. هناك اليوم من جهة قوى السوق، وتجارة المخدّرات، وتجارة السلاح، وتجارة الكائنات البشرية، وهي قوى تضغط على العالم وتلقي البشرية تحت ضغوط لا يمنكنها أن تقاومها. واليوم أيضا، هناك من جهة عقلية النجاح، والرفاه، التي تقول لنا: ليس الله سوى وهم، وهو يأخذ وقتنا، ويفقدنا شهوة الحياة. لا تأبه له ! ابحث فقط عن الاستمتاع بالحياة قدر ما تستطيع. وهذه التجارب تبدو كأنها لا تقاوم. ان الأبانا بمجملها - وهذا الطلب خاصة - تريد ان تقول لنا: انك فقط عندما تفقد الله، تكون قد فقدت نفسك. اذذاك تصبح منتجا طارئا لنظرية التطوّر. حينئذ يكون "التنين " قد تغلّب. وطالما ليس بامكانه أن ينتزع منك الله، على الرغم من جميع الآفات التي تتهدّدك، ستكون بالعمق سليما. انه لحق، اذن ان تقول لنا الترجمة الحديثة: نجّنا من الشرير. ان المصائب قد تكون مفيدة لتنقيتنا، ولكن الشرّ مدمّر. لذلك نسال من أعماقنا ألاّ يُنتزع منّا الايمان الذي يرينا الله الذي يجمعنا بالمسح. ولهذا نطلب الاّ تخسّرنا الخيور الخير الأسمى عينه. والآّ نفقد الخير الأسمى الذي هو الله، عندما نفقد خيور الأرض وألا نفقد ذواتنا . نجنّا من الشرّير!

هنا أيضا ، ان قبريانوس الأسقف الشهيد الذي كان عليه أن يتغلّب على وضع الرؤيا، وجد كلمات رائعة: " عندما قلنا: نجنا من الشرير، لم يبق شيء نطلبه.انا نطلب الحماية الألهية من روح الشرّ، وبعد أن نكون قد حصلنا عليها، نكون في مأمن من هجوم الشيطان والعالم. لأنه ، كيف نخشى العالم، عندما يغلّفنا الله بحمايته. هذا الموقف ساند الشهداء باعطائهم الفرح والثقة في عالم مليء بالقلق، "بانتشاله" اياهم في العمق وباعطائهم الحرية الحقيقية.

وهذه الثقة عينها التي أعرب عنها بولس الرسول اعرابا مدهشا بقوله:" اذا كان الله معنا، فمن علينا...من يستطيع أن يفصلنا عن محبة المسيح؟ أضيق؟ أم شدّة ؟ أم اضطهاد ؟ أم جوع ، أم عري،أم خطر أم سيف ؟ أجل في كل ذلك نحن نغلب بالذي أحبّنا. فإني لواثق أنه لا موت، ولا حياة، ولا ملائكة، ولا رئاسات، ولا حاضر، ولا مستقبل، ولا قوّات، ولا سماوات، ولا أعماق، ولا خليقة أخرى، ولا شيء يمكنه أن يفصلني عن محبة الله التي هي في يسوع المسيح ربّنا" .

في هذا المعنى، ان آخر مطلب يعيدنا الى المطالب الثلاثة الأولى. عندما نطلب ان ينجّينا من قوى الشرّ، نطلب ان نتّحد بارادته، وأن نقدّس اسمه. لا شكّ في أن رجال الصلاة قد كانت لهم، في كل زمان، رؤيا أوسع من هذا المطلب. فهم يطلبون ايضا الى الله، في محن العالم، أن يضع حدّا "للمصائب" التي تجتاح العالم وحياتنا.

هذه الطريقة البشرية لتفسير المطلب قد دخلت الطقوس. في كل الطقوس، ما عدا الطقس البيزنطي، ان المطلب الأخير من الأبانا تغلّفه صلاة خاصة كانت تقول، في الطقس الروماني القديم: " نجّنا من كل شرّ، ماض وحاضر ومستقبليّ،. بشفاعة ...حميع القديسين أعط زمننا السلام، لكي نعيش برحمتك دائما أحرارا من الخطيئة، ومؤمّنين في جميع محننا". إنّا نشعر بضرورات الأزمنة المضطربة، ونسمع الصرخة التي تتطلّب فداء تامّا. هذا التطابق الذي نقوّي فيه الطقوس هو آخر طلب من الأبانا ويظهر مظهر الكنيسة الانساني. اجل بامكاننا أن نطلب، وعلينا أن نطلب الى الرب لكي ينجّي العالم، وينجّينا نحن والناس، والشعوب الكثيرة المتألّمة من الخضّات التي تجعل حياة الناس شبه مستحيلة. بمقدورنا، ومن واجبنا ان نعتبر ان الامتداد الى هذا الطلب الأخير من ألابانا كفحص ضمير موجّه الينا، وكحضّ لنا على التعاون لكي ينكسر طغيان " الشرور". ولكن علينا ألاّ يغيب عن نظرنا أبدا سلّم الخيور

الحقيقي، والرباط بين الشرور والشرّير بامتياز. يجب ألا يسقط طلبنا في السطحية. وفي وسط تفسير طلب الأبانا هذا، نجد أيضا هذا الأمر وهو :" ان ننجو من الشرّير"، وأن نميّز الشرّ كمحنة حقيقية، وألاّ نُمنع أبدا من تحويل نظرنا عن الله الحيّ.

في جميع مراحل نشاط يسوع المسيح التي ذكرناها حتى الآن، ظهر جليّا الرباط الوثيق القائم بين يسوع "والنحن" من العائلة الجديدة التي جمعها بتبشيره وعمله. وواضح أيضا ان هذا " النحن" ، بحسب موقفه الأساسي، هو معتبر كشامل وكوني. وهو لا يرتكز على سلالة كل من الناس، بل على المشاركة مع يسوع الذي هو ذاته توراة الله الحيّة. هذا "النحن" الذي تشكّله العائلة الجديدة هو منظّم. دعا يسوع نواة من الخلّص، اختارهم بدقة، فبات عليهم أن يتابعوا رسالته وأن يعطوا هذه العائلة بنيتها وصيغتها. ولهذا أوجد يسوع جماعة الأثني عشر. في البدء، كان لقب الرسل خاصا بجماعة أوسع، غير أنه لاحقا اقتصر هذا العدد على الأثني عشر: لوقا يتحدّث دائما عن الأثني عشر رسولا. واللفظتان بالنسبة اليه يختلطان. ممّا لا جدوى منه أن ندخل هنا في تفصيل المسائل التي غالبا ما تكون موضوع نقاش، وهي مسائل يعرضها استعمال لفظة " رسول" وتطوّرها، فلنستمع بالأحرى ببساطة الى ما تقوله النصوص المهمّة التي تتكلّم عن الطريقة التي تكوّنت معها الجماعة الضيقّة، جماعة رسل يسوع.

ان النص التي تجب العودة اليه نجده في انجيل مرقس . الفقرة 13 تقول: "وصعد يسوع الى الجبل، ودعا الذين أرادهم، فأقبلوا اليه"، والأحداث التي سبقت جرت على شاطئ البحيرة، واذا بيسوع يصعد " الى الجبل"، وهو المكان الذي دخل فيه باتصال مع الله، في الأعالي، ما فوق الأعمال والأحداث اليومية. وفي رواية لوقا المقابلة، هذا المظهر تقوّى: في تلك الأيام، خرج يسوع الى الجبل ليصلّي، وأمضى الليل في صلاة الله، ولمّا كان النهار، دعا تلاميذه الاثني عشر وسمّاهم رسلا" .

ان تسمية الرسل هي حدث متصل بالصلاة . فهم مولودون، اذا جاز التعبير، من الصلاة، ومن العلاقة مع الآب. ان اختيار الأثني عشر، دون أن يعود الى المظهر الوظيفي فقط، يرتدي معنى لاهوتيا عميقا. ان دعوتهم ناجمة عن حوار الابن مع الآب، وهذه هي نقطة ارتباطها. ؤوانطلاقا من هذا، يجب أن نفهم عبارة يسوع : "اطلبوا من رب الحصاد أن يرسل فعلة الى حصاده" . ولا يمكن اختيار فعلة حصاد الله ببساطة كما ينتقي رب العمل عمّاله، يجب دائما أن يسألهم من الله الذي يعيّنهم لهذه الخدمة. وهذه الميزة اللاهوتية تظهر بوضوح في نص القديس مرقس الذي يقول ان يسوع دعا الذين أرادهم. ما من أحد بامكانه أن يعيّن نفسه تلميذا، وهذا الحدث هو نتيجة اختيار، وقرار نابع من ارادة الرب التي هي ثابتة في وحدة الارادة مع الآب.

ونقرأ بعدئذ لدى مرقس: وأقام منهم اثني عشر، ليكونوا معه، ويرسلهم كارزين .يجب أولا التفكير في العبارة " وأقام منهم اثني عشر"، وهي غير مألوفة لدينا. في الواقع ، ان الانجيلي يستعيد هنا المصطلح الذي به ندلّ على تنصيب الكهنة في العهد القديم ،فهو يصف اذن الرسالة كخدمة كهنوتية. وكلّ من المختارين يعيّن باسمه، وهذا ما يجعل رابطا بينهم وأنبياء اسرائيل الذين يدعوهم الله باسمهم بحيث انه، في الخدمة الرسولية، تختلط الخدمة الكهنوتية والخدمة النبوية. وقد أقام منهم اثني عشر: واثنا عشر كان رقم اسرائيل الرمزي الذي يشير الى أبناء يعقوب الاثني عشر. ومنه خرج أسباط اسرائيل الاثنا عشر الذين، بعد الأسر، اقتصروا تقريبا على سبط يهوذا. فالرقم اثنا عشر هو عودة الى أصل اسرائيل ، ولأنه أيضا يرمز الى الأمل: اسرائيل أعيد الى الى أصله، والأسباط الأثنا عشر اجتمعت مجدّدا.

اثنا عشر: وعدد الأسباط هو أيضا عدد كوني يرمز الى طابع شعب الله الشامل الذي سيولد قريبا. والاثنا عشركأنهم يمثّلون آباء هذا الشعب الشامل القائم على الرسل. في سفر الرؤيا، في رؤية اورشليم الجديدة، ان رمزية الأثني عشرقد توسّعت في صورة رائعة تساعد شعب الله، السائر في الطريق، على تفهّم حاضره، انطلاقا من مستقبله، والذي ينيره مع بارقة أمل :الماضي والحاضر والمستقبل تتداخل انطلاقا من صورة الاثني عشر.

أيها الأخوة والأبناء الأعزّاء،

أن شرح الأبانا يعلّمنا أن نطلب دائما من الله ألاّ يدخلنا في تجربة. وما من أحد يمكنه أن يتغلّب على التجربة الا من أعانه الله على ذلك. لذلك قال لنا، تبارك اسمه: "صلّوا ولا تملّوا لئلا تدخلوا في تجربة". واختار السيد المسيح عائلة له وهم رسله الاثنا عشر، فمحضهم ثقته، وتولّى تثقيفهم في شؤون رسالتهم وعوّدهم الصلاة، الربية ألتي تبدأ باعطنا خبزنا كفاف يومنا، وتنتهي بالقول: ولا تدخلنا في تجربة ونجّنا من الشرير. وان ما حدث بالأمس على أرض فلسطين لهو من الشرّير، وقد سقط ما فوق المائتي ضحية من كل الأعمار، وهذا أمر مستنكر، ويدلّ على ان هذه المأساة يجب وضع حدّ لها لكيلا تتكرّر، وقد مرّ عليها ما فوق النصف قرن، وهي لا تزال على ما كانت عليه من البغضاء والعنف. ألهم الله المسؤولين ما فيه خير بلديهما". وكان البطريرك صفير عقد خلوة مع قائد الجيش جان قهوجي قبل مشاركته في القداس، إذ قدم العماد قهوجي للبطريرك صفير التهاني بالاعياد المجيدة وأطلعه على المهام التي يقوم بها الجيش.

وبعد القداس، استقبل البطريرك صفير المهنئين بالأعياد، فالتقى وفدا من "شبيبة سيدة إيليج" دعاهم الى "التكاتف والتضامن والعمل معا يدا بيد في سبيل خدمة الانسان"، وقال: "انكم تحملون اسم شبيبة سيدة ايليج ولا أعتقد انكم جميعا من إيليج ولكن ان ما يجمعكم هو محبتكم لسيدة إيليج التي هي العذراء مريم والتي هي حفظت لبنان ولا تزال تحفظه حتى اليوم. نسأل الله ان يؤتيكم اياما خيرا من هذه الايام التي نحن فيها وان تكونوا جميعا مسلمين ومسيحيين يدا واحدة وقلبا واحدا في سبيل إنقاذ لبنان من المحنة التي تمادت والتي هو لا يزال يعاني منها. كان الله معكم وسير خطاكم نحو الخير، وأعاد عليكم أعيادا عديدة ملؤها الخير والبركة".

ومن زوار بكركي، وفد المكتب السياسي لحزب الكتائب برئاسة النائب الاول لرئاسة الحزب شاكر عون وعضوية الامين العام ابراهيم ريشا وأعضاء المكتب السياسي جورج شاهين، فرج كرباج، بيار الجلخ وفدوى يعقوب، ورئيس مصلحة الطلاب في الحزب ايلي معلوف. ونقل عون للبطريرك صفير تحيات رئيس الحزب الرئيس امين الجميل والتهاني بالاعياد ومتمنيا له التوفيق في مساعيه لما يوفر مصلحة المسيحيين خصوصا واللبنانيين عموما. وقال عون: "تعرض المسيحيون لمحاولات عديدة لإبعادهم عن لبنان فتمسكوا بهذه الجبال والجرود، لكن هذه الجرود والجبال لم تعد توفر الحماية اليوم، ونحن بحاجة الى مؤسسات قوية ودولة قادرة على حماية بيتها". ورد البطريرك صفير شاكرا للوفد زيارته، وقال:" قوة لبنان من قوة عائلته ومتى تفككت العائلة تفكك الوطن".

الدائرة التمريضية في "القوات"

وزار الصرح البطريركي، وفد الدائرة التمريضية في "القوات اللبنانية" وشدد البطريرك صفير على ضرورة الاهتمام بالانسان، سائلا الله ان يعينهم لهذه الخدمة، وليقودنا جميعا الى الخير والمحبة والسلام، وقال: "نستطيع ان نقود الوطن الى السلام متى عرفنا كيف نتفاهم ونتعاون ونتضافر من اجل المحبة والخير، أعاده الله عليكم وعلينا بالخير والبركات".

بعد ذلك، استقبل البطريرك صفير وزير التنمية الادارية ابراهيم شمس الدين الذي وصف الزيارة بانها للمعايدة آملا ان يعيدها الله بالامان والسلام على جميع اللبنانيين، ولفت الى ان "البحث تناول ما يحصل في غزة من اعتداءات على الشعب الفلسطيني من قبل العدو الاسرائيلي"، وقال: "غزة هي من أمكنة الكنيسة حيث كانت في لبنان والعالم، والكنيسة تقف دائما الى جانب المظلومين والضحايا وترفع صوتها عاليا مقابل الظالم والقاتل، هناك قاتل واحد هو اسرائيل والقتيل هو المواطن الفلسطيني وهم يذكروننا بما فعلوه فينا في تموز عام 2006".

وعما اذا كان متخوفا من أحداث أمنية بعد اكتشاف الصواريخ في الجنوب من انعكاس الوضع في غزة على لبنان؟

قال: "لا توجد لدي هذه الخشية او الخوف، لكن هناك حذر ومراقبة دقيقة على المستوى الحكومي، وتواصل بين كل الجهات المعنية والعاقلة بحيث ان المجتمع اللبناني وسكانه وخصوصا في الجنوب يكون أمنهم محفوظا وحياتهم سليمة".

وعما يقال عن موقف سيصدر عن مجلس الوزراء بالنسبة لموضوع الصواريخ قال: "الثلاثاء المقبل هناك جلسة لمجلس الوزراء، والموضوع السياسي العام وما يجري في غزة سيكون قطعا موضوع بحث، وهناك مواقف صدرت بالنسبة للكاتيوشيا التي وجدت في الجنوب، وهذا الامر غير مقبول، فاذا كان رسالة الكل يحسن القراءة وأحيانا لا نعرف المرسل بل المرسل اليه وأحيانا المرسل اليه ممكن ان يكون متعددا، ولكن كل الجهات المعنية تبدي مسؤولية وهناك تواصل وتوافق في هذا الامر". وعما اذا نضج موضوع تعيين الاعضاء الخمسة للمجلس الدستوري في مجلس الوزراء قال الوزير شمس الدين: "اليوم هناك هم آخر يطغى على الجميع، وأعتقد ان دماء غزة ينبغي ان تجعل اللبنانيين جميعا أكثر التفاتا الى ضمائرهم وأنفسهم، المجلس الدستوري مؤسسة عامة يجب ان تعمل للناس لا ان تتقاسم".

وعما اذا كان هذا الملف نضج قال: "انا أعلم ان هناك سعيا حثيثا وصادقا ليتم استكمال تشكيل المجلس الدستوري بطريقة صحيحة وأنا ما يعنيني صحة الاسلوب عبر القوانين والدساتير، وانا أهتم للدولة وليس للجهات السياسية والحزبية، وهناك عمل جيد أعتقد انه يوصل الى آليات صحيحة".

ومن الزوار ايضا، عضو "تكتل الاصلاح والتغيير" النائب نعمة الله ابي نصر الذي قدم التهاني الى غبطته لمناسبة الأعياد وعرض معه لملف اللبنانيين المنتشرين في العالم.

والتقى البطريرك صفير للتهنئة ايضا: النائب السابق عثمان الدنا، نقيب موظفي الالعاب في كازينو لبنان جاك خويري، رئيس جمعية صون القيم نبيه الاعور، المدير المالي للضمان الاجتماعي سامي يوسف، العميد المتقاعد جوني خلف والبروفسور ايلي فرح، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبده ابو كسم، وفد من الكشاف الماروني بقيادة جوزف خليل وجوقة أرزة لبنان التي شاركت في القداس.

وقدم مجلس اقليم كسروان - الفتوح الكتائبي التهاني بالعيد ويضم الشيخ نديم بشير الجميل ورئيس الاقليم مرشح الحزب في كسروان سجعان القزي. ثم قنصل مولدوفيا ايلي نصار، والعديد من الفعاليات السياسية والحزبية والاجتماعية والانسانية.

وكان البطريرك تلقى اتصالا من مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني جرى خلاله البحث في التطورات في البلاد والمنطقة وكانت مناسبة أطلعه فيها على التحضيرات الجارية لانعقاد القمة الاسلامية والمواضيع التي ستبحث فيها.

 

فضل الله في رسالة للبنانيين والعرب لمناسبة الميلاد وعاشوراء ورأس السنة: المنطقة على وشك خيارات واستحقاقات ولبنان بأمس الحاجة الى وحدة أبنائه

وطنية - 28/12/2008 (سياسة) رأى العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله، أن لبنان يطل على مرحلة هو بأمس الحاجة فيها إلى وحدة أبنائه وتماسكهم، حيث تتحضر الجهات الإقليمية والدولية لخيارات واستحقاقات ستكون لها تأثيرات على البلد الصغير، مشددا على الوحدة الإسلامية، وخصوصا في عاشوراء، لأن من يبذر بذور الشقاق بين المسلمين، ويروج للغلو والخرافة، لا يمكن أن يدعي الانتماء إلى الإمام الحسين(ع).

وشدد على أننا نعيش في واقع عربي مأزوم نلمح فيه سعيا في الأفق القريب تشترك فيه جهات عربية رسمية للاقتصاص من المقاومة والانتفاضة، وللدخول في مفاوضات سريعة مع العدو رسمت أهدافها مسبقا.

وأكد أن السيد المسيح(ع) مثل رسالة المحبة الإلهية الخالصة المنفتحة على الإنسان كله، وأن حركة الهجرة النبوية التي مثلت الامتداد للاسلام، جسدت قيم الحق والعدل، كما أن عاشوراء مثلت حركة تصحيحية في الواقع الإسلامي لا تنفصل عن معاني الهجرة النبوية الشريفة.

لمناسبة ميلاد السيد المسيح(ع) ورأس السنة الهجرية والسنة الميلادية وذكرى عاشوراء، وجه سماحته رسالة إلى اللبنانيين والعرب والمسلمين، جاء فيها:

"نلتقي في هذه الأيام بمناسبات إسلامية ومسيحية تمثل موضع الاهتمام والتقدير لدى المسلمين والمسيحيين على السواء... وقد التقت هذه المناسبات الروحية فيما يمثل تطلعات المؤمنين بالله هنا وهناك نحو السلام المنطلق من عمق حركة النبوة والممتد في حركة الأولياء الصالحين، وعباد الله المخلصين.

فقد التقينا قبل أيام بذكرى ميلاد عيسى، السيد المسيح(ع)، الذي مثل رسالة المحبة الإلهية الخالصة المنفتحة على الإنسان كله، والذي جعله الله وأمه آيتين من آياته الكبرى، ومعجزتين من معاجزه العظمى... وبذلك انفتح مولده على الحرية والعدل والسلام والقيم الإلهية والرسالية السامية التي تلتقي بحركة النبوة في ذكرى السنة الهجرية الجديدة، التي مثلت الامتداد للرسالات السماوية بتجسيدها لقيم الحق والخير التي ينشدها كل أتباع الرسل في إحقاق الحق وإزهاق الباطل وإقامة العدل، وفي احترام الإنسان... لأننا نتطلع إلى الهجرة النبوية الشريفة من خلال ما مثلته من انطلاقة عملية للإسلام، وما مهدت له من قيامة حقيقية له، كما نتطلع إلى ذكرى عاشوراء كحركة لا تنفصل عن معاني الهجرة، فهي تمثل هجرة في سبيل الإسلام، وحركة تصحيحية في الواقع الإسلامي، ونهضة فاعلة في مواجهة الظلم الذي ترفضه كل الأديان والشرائع، وثورة على الباطل الذي أريد له أن يتحول إلى نهج وخط تعتاد عليه الأمة فيغدو جزءا من ثقافتها وحركتها.

إننا عندما نلتقي بهذه المناسبات وبذكرى السنة الميلادية الجديدة في حركة تعانق عبر الزمنين الهجري والميلادي، فإننا نؤكد جملة من المعطيات:

أولا: إن هذه المناسبات تمثل محطات للتلاقي والتفاهم بين أتباع الرسالات السماوية، وخصوصا بين المسيحية والإسلام، لأننا نؤمن بأن الرسالات تمثل محطات تلتقي في نطاق سلسلة متكاملة، أراد الله من خلالها أن يبعث برسل المحبة والرحمة إلى الناس لإخراجهم من الظلمة إلى النور، ولرفعهم من حضيض الجهل والظلم إلى آفاق العلم والعدل، في سياق حركات متعاقبة مثلت كل واحدة منها صورة الحق الناصع في مرحلتها وفي آفاقها الزمنية.

ولذلك، فإن كل من يسعى لتحويل هذه المناسبات إلى مواقع للتفرقة والتباغض والخلاف، ولا ينفتح بها على آفاق الحوار والتفاهم والتحابب، فإنه يمثل حالة تمرد على مفاهيم هذه الرسالات ومعانيها التي أرادها الأنبياء أن تحمل بشائر الألفة والمحبة واللقاء بين البشر.

ثانيا: إذا كان ثمة من يعتقد أن معاني الهجرة النبوية الشريفة بأبعاد الفرح والغبطة التي يعيشها المسلمون في هذه الذكرى تتناقض مع معاني عاشوراء لما تحمله من صور المأساة ومعاني الألم والحزن، فإن هؤلاء واهمون، لأنهم لم ينفتحوا على معنى الفرح الرسالي الذي عاشه الإمام الحسين(ع) في حركته ونهضته، والذي جسده بأسمى أنواع التضحية والوفاء في الخط الإسلامي، وبقوله(ع): "هون ما نزل بي أنه بعين الله...".

ثالثا: إن لبنان اليوم بأمس الحاجة إلى الحفاظ على وحدة أبنائه وتماسك فئاته السياسية المختلفة وطوائفه ومذاهبه المتعددة، في مرحلة يتحدث الكثيرون في الداخل والخارج عن خطورتها، وعن صعوبتها، وفي وقت تتحضر الكثير من الأطراف الإقليمية والدولية للدخول في خيارات واستحقاقات قد تترك تأثيراتها الكبرى على البلد الذي لا بد لأبنائه جميعا من أن يتحملوا مسؤولياتهم في الحفاظ على الوحدة الوطنية من جهة، كما لا بد للمسلمين فيه من أن يبذلوا كل طاقاتهم لصون الوحدة الإسلامية التي تمثل عنوان عزة وقوة لهم، وألا يفسحوا في المجال أمام دعاة الغلو وأتباع الخرافة وحركات التكفير والتضليل لتتسلل إلى داخلهم لتعبث بواقعهم أو لتحول مناسباتهم الإسلامية الجامعة، وخصوصا عاشوراء، إلى مواقع للتنازع والتقاتل، لأن الإمام الحسين(ع) يمثل الشخصية الإسلامية الجامعة التي يقدسها المسلمون جميعا، فلا يمكن لأحد أن يبذر بذور الشقاق بين المسلمين ثم يدعي الانتماء إليه، ولا يمكن لمذهب بعينه أو طائفة بنفسها أن تدعي احتكار حركته ونهضته وثورته، لأنه نموذج في الثورة على الظلم في الواقع الإسلامي كله، ومثال العزة والإباء لكل الأحرار في العالم، وفي مدى الزمن كله.

رابعا: إننا نعيش في واقع عربي وإسلامي مأزوم، لا من جهة أطماع المستكبرين وحروبهم على أرضنا واحتلالهم لبلادنا فحسب، بل أيضا من جهة ما يعيشه الواقع العربي والإسلامي من نقاط ضعف على المستوى الداخلي، ونحن نلمح في الأفق القريب واقعا عربيا تشترك فيه جهات عربية رسمية يسعى للاقتصاص من المقاومة، ويسلط جام غضبه على الانتفاضة، ويعد العدة لها ويكيد لمجاهديها، ويكاد يستصرخ إسرائيل لكي تجتاح غزة فلا تبقي فيها ولا تذر، لأن هؤلاء راهنوا على تسوية سريعة وعاجلة مع العدو تريحهم من فلسطين وقضيتها، ففوجئوا بانكسار الحلقة الإسرائيلية أمام المقاومة في لبنان في تموز من العام 2006، ولكنهم يراهنون في هذه الأيام على هزيمة الانتفاضة وفصائلها في غزة، حتى يفسح لهم ذلك في المجال للدخول في مفاوضات سريعة مع العدو تم تحديد أهدافها ورسمت معطياتها ونتائجها مسبقا، وهي تنتظر الوقت المناسب لقيام بعض العرب بالإعلان عن تخليهم الكامل عن القضية الفلسطينية وتبرؤهم من دم هذا الصديق الذي تسفك دماؤه في ساحات غزة وبيوتها ودساكرها وأحيائها.

خامسا: إننا نستمع إلى كلمات تنطلق من هنا وهناك لتقول إن منطقة الشرق الأوسط تمثل منطقة حيوية للولايات المتحدة الأميركية لأسباب سياسية واقتصادية واستراتيجية، ولمعطيات تتصل بأمن إسرائيل، وبالتالي لا بد من مراعاة هذه المصالح الأمريكية وتفهم حاجة الولايات المتحدة إلى استمرار التعاطي مع قضايانا بوحي من ذلك... ولكننا في المقابل نؤكد أن هذه المنطقة التي كانت في التاريخ مهد الديانات، والتي تحمل في أرضها الاحتياطي العالمي الأكبر في مجالات الطاقة المختلفة، هي منطقة حيوية لشعوبها وجماعاتها التي أثبتت أنها تستحق الانتماء إليها من خلال ما قدمته من تضحيات كبرى على أرضها في مواجهة أعتى الجيوش وأصعب الاحتلالات، فما يجري في فلسطين يعطي الصورة الحقيقية حول أصحاب الأرض الذين بذلوا كل غال ونفيس من أجلها، وحول لصوص الأرض الذين يهددون في هذه الأيام، وعلى أبواب الأعياد، كنيسة القدس بالخناق والحصار والتضييق، كما قال بطريرك القدس لطائفة اللاتين، فؤاد طوال، كما يهددون المسجد الأقصى بالهدم والحفريات المتواصلة، كما أكد قاضي قضاة فلسطين، تيسير التميمي، في رسالته الأخيرة إلى منظمة المؤتمر الإسلامي.

إننا ندعو العرب والمسلمين إلى وقفة واحدة للدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين المحتلة، وللدفاع عن قضايانا وحماية إنساننا في العراق وفلسطين وأفغانستان والسودان والصومال، وفي كل مكان في مواجهة قوى الشر والاحتلال والعدوان التي لم تتعظ من تجاربها السابقة، وقد يدفعها غرورها وحرصها على مصالح إسرائيل إلى استئناف حروبها الأمنية والعسكرية والاقتصادية بأشكال وأساليب جديدة".

 

خرقان اسرائيليان للاجواء اللبنانية

وطنية- 28/12/2008(امن) صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان التالي:

"عند الساعة 10,00 من قبل ظهر اليوم، خرقت طائرتان حربيتان اسرائيليتان معاديتان الأجواء اللبنانية من فوق مزارع شبعا، ونفذتا طيرانا دائريا فوق مختلف المناطق اللبنانية، ثم غادرتا عند الساعة 11,35 من فوق بلدة علما الشعب، وعند الساعة 10,05 خرقت طائرتان مماثلتان الاجواء اللبنانية من فوق بلدة علما الشعب، ونفذتا طيرانا دائريا فوق مختلف المناطق اللبنانية، ثم غادرتا عند الساعة 11,55 باتجاه الاراضي المحتلة".

 

تعليقاً على ما يحصل في غزة، العماد عون: إسرائيل لن تستطيع الانتصار 

موقع التيار الوطني الحر/طالب رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون بوقف العدوان ورفع الحصار عن غزة، داعياً الدول العربية الى أتخاذ موقف حازم وفوري من المجزرة والحصار الاسرائيليين وليس الصمت عنهما الذي يشبه المشاركة في الجريمة. العماد عون أكّد في مداخلةٍ مع محطة "نيو تي في" عدم جواز استمرار الحال على ما هي عليه، مذكِّراً أن غزة تنزف منذ سنوات والعالم أصبح يرى في ذلك أمراً طبيعياً. وإذ حذّر العماد عون من تطبيع ما يحصل في غزة، لفت الى أن اسرئيل تستطيع فرض خسائر لكنها لن تستطيع الانتصار، وهي تتصرف بدافع الخوف، وهذا دليل ضعف. وعن طبيعة الاستراتيجية الدفاعية في لبنان، دعا العماد عون اللبنانيين الى الاتكال على الذات قبل اتكالهم على مساعدة الآخرين، مذكراً المثل الشعبي يقول: "ما حك جلدك غير ظفرك". وهو ما ينطبق أيضاً على الفلسطينيين، الذين أعرب عن التضامن الكلي معهم. ورأى أن القادة العرب يحتاجون الى براءة ذمة من الذي يحصل. وقال: عليهم إتخاذ موقف أساس وهو انقاذ مجتمع غزة من حرب الإفناء التي تتعرّض لها، ودعم حقوق الشعب الفلسطيني، معتبراً أن السكوت الضمني عن الجريمة هو مشاركة غير مباشرة فيها.

 

قمة روحية ضمت المفتي قباني والشيخ قبلان والشيخ حسن: على مجلس الامن الضغط على اسرائيل لوقف عدوانها على غزة

وارسال قوات دولية ورفع الحصار واغاثة الشعب الفلسطيني

وطنية - 28/12/2008 (سياسة) عقدت قمة روحية إسلامية في دار الفتوى ضمت مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان وشيخ عقل الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن. وتلا بيان القمة الأمين العام للقمة الروحية الإسلامية محمد السماك وجاء فيه:

"أمام المذبحة الجماعية الجديدة التي ارتكبتها اسرائيل بعدوانها الغاشم في قطاع غزة، تداعى أصحاب السماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني ورئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان وشيخ عقل الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن الى اجتماع طارىء عقد ظهر اليوم في دار الفتوى.

وقد توقف أصحاب السماحة أمام هول العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة وهول الكارثة الإنسانية التي حلّت بأهلنا في غزة والتي نفذت على مسمع ومرأى من العالم كله ، حيث سقط مئات الضحايا من المدنيين من شيوخ ونساء وأطفال.

كما توقف أصحاب السماحة أمام ردود الفعل العربية والاسلامية التي لم ترق الى أكثر من الشجب والإدانة والاستنكار ، وهي لغة لا تردع عدوانا ولا تصون كرامة ولا تحمي حق الحياة للإنسان الفلسطيني المنكوب بالاحتلال الصهيوني البغيض وما يُعرف عنه من غطرسة في استخدام القوة العسكرية ضد العزل والأبرياء المحاصرين.

ان اسرائيل تتحدث عن السلام وترتكب الجرائم الجماعية . واليد التي تمدها للتسوية السياسية موغلة بدماء الأبرياء الأطهار . لقد شنّت اسرائيل سبعة حروب ضد الدول العربية ، وها هي اليوم تشنّ الحرب الثامنة في غزة ، في محاولة يائسة منها لفرض شروطها ولثبيت احتلالها للأراضي العربية .

وفي ضوء النتائج المروعة للمذبحة الجماعية الاسرائيلية المستمرة التي يندى لها جبين الانسانية خجلا، والتي جاءت بعد حصار تجويعي حرم أهلنا في غزة لأشهر طويلة من المواد الغذائية والأدوية الطبية،

وفي ضوء ما يبدو انه تواطؤ بعض القوى الدولية مع هذا العدوان الآثم ، وتعثّر مريب لمنظمة الأمم المتحدة في اتخاذ أي مبادرة للجم العدوان ومعاقبة مرتكبي جرائم الحرب من الاسرائيليين أمام المحاكم الدولية رغم الانتهاكات المفضوحة لميثاق الأمم المتحدة ولمعاهدة جنيف الرابعة وللقوانين الدولية المختلفة،

فإن أصحاب السماحة يتوجهون أولا الى القادة الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، من حماس وحركة فتح ومن الفصائل الفلسطينية الأخرى بنداء حار للترفّع عن خلافاتهم وتوحيد صفوفهم في مواجهة العدوان الاسرائيلي ونتائجه الانسانية المفجعة .

وهم يتوجهون ثانياً الى الدول الأعضاء في الجامعة العربية وفي منظمة المؤتمر الاسلامي شعوباً وحكومات لتحمل مسؤولياتها الدينية والقومية والانسانية ، والقيام بكل جهد مستطاع واتخاذ كل مبادرة ضرورية لنصرة أهلنا المنكوبين في غزة بكل ما يتوفر لديها من إمكانات وفي الحقول والميادين كافة.

كما يتوجهون ثالثاً الى الرأي العام العالمي للتحرك دفاعاً عن حقوق الانسان التي تتعرّض لأبشع أنواع الانتهاكات في الذكرى الستين للاعلان العالمي لهذه الحقوق ، وفي مقدمتها حق الحياة وحق العيش بكرامة ووضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني بحل قضيته حلا عادلا بما يحقق له طموحاته المشروعة في إقامة دولته على أرضه وعاصمتها القدس الشريف.

إن أصحاب السماحة يطالبون مجلس الأمن الدولي المبادرة الى:

أولاً : الضغط على اسرائيل لوقف عدوانها فوراً .

ثانياً : إرسال قوات دولية لحماية الشعب الفلسطيني من التعرّض الى مثل هذا العدوان مرة جديدة .

ثالثاً : رفع فوري للحصار اللاإنساني الذي تفرضه اسرائيل على القطاع .

رابعاً : تنظيم حملة إغاثة عالمية لمساعدة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على مواجهة تداعيات العدوان الآثم الذي تعرّضوا له .

إن أصحاب السماحة وقد هالهم ما جرى ويجري على أرض غزة المنكوبة بالعدوان الاسرائيلي الوحشي المدمر ، يدعون أبناءهم في لبنان الى رصّ الصفوف والى التمسك بحبل الله المتين والاعتصام بالوحدة الوطنية لتجنيب لبنان جولة جديدة من جولات هذه الاعتداءات الاسرائيلية البربرية التي لم يتردّد العدو الاسرائيلي في التهديد بها رغم وجود القوات الدولية .

كما يدعونهم الى تنظيم حملات أهلية للتبرع بالدم والمال والمواد الغذائية والطبية والكسائية وتأمين وصولها الى أهلنا في قطاع غزة عبر المؤسسات الدولية المختصة كهيئة اغاثة اللاجئين الفلسطينيين والصليب الأحمر الدولي واليونيسيف وغيرها.

وقد أعرب أصحاب السماحة عن إيمانهم القوي بأنه رغم كل الجرائم ضد الانسانية التي ترتكبها اسرائيل في فلسطين ومن قبل في لبنان ، ورغم كل معاناة أهلنا من جراء هذه الجرائم ، فان النصر آت بإذن الله . ولقد وعد الله المؤمنين بالنصر بقوله في محكم آياته "وإن قوتلتم لننصرنّكم والله يشهد أنهم لكاذبون صدق الله العظيم" .

 

النائب فضل الله في ندوة ل "التيار الوطني" و"حزب الله" في عين ابل: على من يستخدم الأكثرية في مجلس النواب ان يتوقع استخدام حقنا داخل الحكومة

النائب خوري: علينا تفعيل دورنا كمسيحيين في لبنان لإثبات وجودنا

وطنية-28/12/2008(سياسة) اقام "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" ندوة سياسية في استراحة العرايش في عين ابل بعنوان "وقفة التيار الى جانب المقاومة" تحدث فيها النائبان حسن فضل الله وكميل الخوري، في حضور رئيس اتحاد بلديات بنت جبيل عفيف بزي، رئيس بلدية دبل عقل نداف وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير وحشد من مناصري الحزب والتيار. وألقى النائب فضل الله كلمة رأى فيها أن "ما يجري في قطاع غزة هو أمر خطير، وهناك قرار سياسي دولي بتواطؤ لمجموعة من الأنظمة العربية على هذا الشعب الفلسطيني الذي لم يترك له خيارا إلا الصمود والوحدة والتضحية، لان أي شعب عندما يوضع أمام معادلة إما أن يقتل وإما أن يستسلم، فليس له سوى خيار المقاومة". وأشار إلى أن "الشعب الفلسطيني هو شعب مقهور ليس له دولة منذ ستين عاما لذا من واجبنا كلبنانيين الوقوف إلى جانبه ومساندته كي لا يشعروا أنهم وحدهم، تماما كما كنا نحن في لبنان بحاجة إلى إن لا نشعر أننا وحدنا في عدوان تموز 2006"، مضيفا "أننا في "حزب الله" نقف إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته وسنعبر اشد تعبير عن تأييد هذه المقاومة ولدينا أمل كبير بأنه كما انتصرنا في تموز 2006 بالصمود والتضحيات والشهداء سينتصر الشعب الفلسطيني بالمثل".

اضاف النائب فضل الله "علينا في لبنان أن نكون متيقظين نحن أكثر الشعوب الذين لديهم مصلحة بصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته في غزة، حتى لا يتغير وجه المنطقة بطريقة تكون فيها إسرائيل قادرة على تهجير المزيد من الفلسطينيين واحتلال المزيد من الأرض لإقامة الدولة اليهودية الخالصة على كل ارض فلسطين .

وتابع:"إن هذه الحرب على الشعب الفلسطيني لم تتم بمعزل عن التواطؤ الذي حصل في تموز 2006 المجموعة السياسية والدولية والعربية التي غطت عدوان تموز 2006 تعيد تكرار التجربة مرة أخرى مع الفلسطينيين، لم يتعلموا من الدرس وربما أرادوا بذلك تعويض خسارتهم في تجربة لبنان.

في تموز 2006 خضنا حربا عسكرية وامتحانا سياسيا كبيرا اسمه تفاهم "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" وهو الامتحان الأساسي الذي تعلق بوقفة التيار الى جانب المقاومة وكانت المفصل والمعيار - الحرب - وكانت نتيجته جواب العماد عون ان حزب الله ليس مجموعة مسلحين هو شعب ومقاومة وكانت تجربة تموز 2006 امتحان ناجح لهذا التفاهم وخضنا بالسياسة معا معركة اشد وأشرس من الحرب العسكرية .. وهذا التفاهم أسس لوجود دولة حقيقة في لبنان بدأنا خطواتها الأولى من خلال حكومة وحدة وطنية وسنكرس هذا الأمر في الانتخابات المقبلة التي هي انتخابات حساسة وأساسية، وكلنا معنيون للحضور فيها على الأصعدة، لان هذا البلد أيا كان سينجح في الانتخابات لا يمكنه ان يحكمه وحده لاننا كلنا شركاء في هذا الوطن" لافتا الى ان "التفرد يضر بمصلحة البلد .. عليهم ان يتوقعوا ان من سيذهب الى استخدام الأكثرية في مجلس النواب عليه ان يتوقع منا استخدام حقنا الكامل ضد التصويت داخل الحكومة".

كما حاضر النائب خوري عن "التيار الوطني الحر" بعنوان "مفاعيل التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر" تناول فيه نقطتين الأولى البعد الإنساني في النظرة الى أخينا الإنسان وفقا للقيم الإلهية المتجسدة بالإنسان والتي تركز على المحبة وحفظ الكرامة والعيش الأخوي الكريم بين اللبنانيين كافة بأسلوب حضاري مميز، والبعد الثاني هو البعد الوطني باعتبار لبنان وطنا نهائيا للجميع، ولنا جميعا حقوق واحدة فيه ودورنا كمسيحيين فيه اساسي لوجود لبنان، علينا تفعيله لإثبات وجودنا".

 

المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز هنأ اللبنانيين بالاعياد: العيش المشترك قدر اللبنانيين والبدائل عنه تعيدنا الى الدمار

وطنية-28/12/2008(سياسة) أصدر مجلس إدارة المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز برئاسة شيخ العقل الشيخ نعيم حسن، لمناسبة الأعياد المباركة، البيان الآتي: "يتزامن هذه السنة عيد رأس السنة الهجرية مع عيد رأس السنة الميلادية في حالة نادرة لا تتكرر إلا مرة كل ثلاثة عقود ونيف، وهي مناسبة يتوجه من خلالها المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز بأحر التهاني لجميع اللبنانيين،المسلمين والمسيحيين، لمناسبة هذين العيدين ويأمل ان يعيدهما الله على لبنان بالخير والبركات وقد عزز وحدته الداخلية في مواجهة الأخطار المحدقة به".

أضاف:"لقد كانت السنة المنصرمة قاسية على لبنان واللبنانيين، إذ شهدت توترات كبيرة يرفضها الشعب اللبناني بكل مكوناته بعد ان ذاق مرارة الصدامات والنزاعات الداخلية طوال خمس عشرة سنة انتهت بفعل اتفاق الطائف وتوحد اللبنانيين حول هذا الميثاق المرجعي بكل بنوده.

وقد دلت كل التجارب السابقة ان العيش المشترك هو قدر اللبنانيين ويفترض ان يكون خيارهم لان البدائل عنه تعني الانزلاق الحتمي نحو العودة إلى الماضي البغيض بما خلف من الويلات والدمار والمشاكل والتراكمات".

وتابع:"ان اللبنانيين مدعوون في هذه المناسبات الكريمة للتعلم من دروس الماضي والاستفادة من عبره المتنوعة بهدف تكريس الوحدة الوطنية والسلم الأهلي، وبهدف إنجاح مشروع الدولة الذي يتطلع إليه ويطمح له جميع اللبنانيين، لكي يستطيعوا تأمين مستقبل يليق بهم وبأولادهم من بعدهم"، لافتا الى ان "كل القوى السياسية مدعوة في هذه المناسبة لإجراء قراءة دقيقة للواقع الداخلي وتكييف مواقفها تاليا مع ما ينتج عن هذه القراءة من ادراك اكيد للمخاطر المختلفة التي تهدد لبنان من كل حدب وصوب، والتي تستحيل مواجهتها من دون رص الصفوف وتثبيت مناخات التفاهم والتهدئة، وتطبيق الدستور والعودة إلى المؤسسات والحوار كسبيل وحيد لحل النزاعات". وختم البيان:"ان التجربة اللبنانية في الديموقراطية والتنوع تستحق بذل كل الجهود للحفاظ على لبنان الرسالة والوطن، وتستدعي من كل الأطراف تغليب المصلحة الوطنية العليا على المصالح الفئوية والفردية، لما لذلك من نتائج ايجابية تكرس حالة التضامن الوطني والعيش المشترك في مقابل طروحات الانقسام والتفكك والتشرذم، وتجنيب لبنان الصراعات القائمة في المنطقة، ذلك ان الوحدة الوطنية هي وحدها الكفيلة بمنع انعكاسها على الساحة الداخلية".

وهنأ المجلس اللبنانيين جميعا بهذين العيدين المباركين متمنيا "ان ينعم لبنان والعالم أجمع بالطمأنينة والهدوء والاستقرار" متمنيا ان "تحمل السنة الجديدة آفاقا لحل الازمة الفلسطينية ووقف معاناة اهلنا في فلسطين المحتلة وتكريس حقوقهم الوطنية في اقامة دولتهم المستقلة، وكذلك وقف العدوان الاسرائيلي الغاشم، وفك الحصار الجائر عن الشعب الآمن، واستعادة الوحدة الوطنية بين الفلسطينيين".

 

النائب حرب دعا القيادات اللبنانية والاحزاب الى الحذر للحيلولة دون إنعكاس ما يجري في غزة على الواقع اللبناني،

وطنية- 28/12/2008(سياسة) دان النائب بطرس حرب الاعتداءات المجرمة والخطيرة التي يقوم بها العدو الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في غزة والتي ترتدي طابع الإبادة، واعتبر ان ما يجري يشكل نقطة خطيرة في الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي والصراع العربي - الاسرائيلي ويفضح زيف مزاعم العدو الاسرائيلي لإظهار نفسه بمظهر الراغب بالسلام وبالتوصل الى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية. ودعا النائب حرب خلال استقباله وفودا شعبية في دارته في تنورين، القادة العرب الى مواجهة هذا الوضع الخطير بوحدة الموقف العربي في جامعةالدول العربية ومن ثم التوجه الى الامم المتحدة والمجتمع الدولي للضغط على اسرائيل وإجبارها على الوقف الفوري لعدوانها المرفوض إنسانيا والذي يحتمل ان يؤدي الى تفجير الوضع في المنطقة، وكذلك إدانة هذا العمل الإجرامي الاسرائيلي الخطير. ودعا النائب حرب ايضا كل القيادات اللبنانية والاحزاب الى الكثير من الحذر للحيلولة دون إنعكاس ما يجري في غزة على الواقع اللبناني، فنتفادى تحويل لبنان الى ساحة رديفة للصراع، لان لبنان غير قادر على تحمل المزيد من الاهتزازات الامنية التي قد تقضي على الجهود المبذولة لتوحيد الموقف الوطني لمواجهة المرحلة المقبلة في ظروف مؤاتية.

 

النائب فتفت استقبل وفد منظمة التحرير الفلسطينية و"فتح" في الشمال: مجزرة الامس رسالة للجميع تدعونا لعدم اعطاء الفرصة للعدو لتنفيذ مآربه

وطنية-28/12/2008(سياسة) زار وفد من منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح في الشمال النائب أحمد فتفت الذي دان المجزرة الاسرائيلية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني مؤكدا ان "ما من شيئ يبرر البربرية والهجمية الاسرائيلية، الا ان انشقاق الصفين الفلسطيني الداخلي والعربي يعطيان الذريعة الكافية للعدو الغاشم بانتهاك كراماتنا". وأمل النائب فتفت ان "تكون مجزرة الامس رسالة للجميع تدعونا الى استعمال العقل وعدم اعطاء الفرصة للعدو بتنفيذ مآربه البشعة" مشددا على انه من "الضروري اعادة الوحدة الفلسطينية الداخلية مما يجعلها مدخلا حقيقيا لتحسين الوضع الفلسطيني ان كان على اراضيه أو في الداخل اللبناني، بالاضافة الى وحدة الموقف العربي دون السماح لدول غير عربية تمرير أهدافها الخاصة".

من جهة أخرى، أكد الوفد "اعتزازه بالنائب فتفت اذ اثبت دائما حثه الوطني وشعوره القومي" مشيرا الى "ان ما سمعه الشعب الفلسطيني من مواقف عربية على وجه العموم وما صدر عن الدولة اللبنانية بمؤسساتها الرسمية وقياداتها السياسية وعلى رأسهم النائب سعد الحريري من شأنها بلسمة جراح الشعب الفلسطيني" مشيدا ب"موقف تيار "المستقبل الذي قدم الكثير من المساعدات للشعب الفلسطيني اثناء حرب مخيم نهر البارد والذي ما زال مستمرا بها".

كما أشار الوفد الى ان "الرد الوحيد على هذه الجريمة النكراء هو بوحدة الصف الداخلي الفلسطيني ودعوة جميع الفصائل الفلسطينية الى الانضواء تحت اطار منظمة التحرير الفلسطيني والتي تعتبر الاطار الرسمي المعترف به دوليا". وشدد على "وحدة الصف اليوم بوجه العدو الاسرائيلي وان يكون القرار داخليا وليس اقليميا والعمل على ترك الاجندات الاقليمية وسد الطرق بوجه بعض الدول التي عمدت الى توسيع الهوة بين الشعب الفلسطيني الواحد ودعم الانشقاق الداخلي، والاسراع الى طلب المساندة العربية وخاصة من الدول التي وقفت الى جانب مطالب الدولة الفلسطينية وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية التي ما تخلت يوما عن القضية الفلسطينية والتي طالما بقيت وفية لالتزاماتها".

 

الصايغ: لا مشكلة لدى "الكتائب" بالتظاهرات ما دامت سلمية وحضارية

الخدمة الوحيدة للفلسطينيين هي ان يعود لبنان منبر الحريات والنقاش

وطنية - سياسة - 28/12/2008 (سياسة) أكد النائب الثاني لرئيس حزب الكتائب الدكتور سليم الصايغ في مداخلة تلفزيونية، "ان الوحدة اللبنانية المسيحية الإسلامية الداخلية هي أفضل مواجهة للنموذج الأمني الذي يتحكم بالمنطق الإسرائيلي، وهي برأيي رد إستراتيجي عليهم وهذا تجلى بالإتصال الذي أجراه مفتي الجمهورية اللبنانية محمد رشيد قباني بالبطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير من أجل الوقوف على ما يجري في غزة".

وشدد على "أن لا مشكلة لدى حزب الكتائب بشأن التظاهرات التي تجري داخل المخيمات الفلسطينية اللبنانية وخارجها، طالما هي ضمن إطار التعبير عن الراي سلميا وحضاريا وتحت سقف القانون اللبناني، ونحن ضد أي تدخل في الشأن الفلسطيني الداخلي لا في المخيمات ولا في غزة لأن التدخل الخارجي يضر بالمصلحة الفلسطينية العليا، والتي يجب أن تتجلى في هذا الوقت بالوحدة بين جميع الأفرقاء من أجل الوصول الى إنتاج سلطة واحدة تؤسس لدولة قوية وقادرة".

ووجه الصايغ بإسم حزب الكتائب تحية الى الشعب الفلسطيني الذي يتعرض الى "تدمير منهجي للسلطات المحلية أيأ كانت هذه السلطات"، ودعا "كل من يحاول وضع هذه العملية في صورة المزاد الى التعلم من النموذج اللبناني الذي هو أفضل ما يمكن تقديمه في هذه المرحلة".

أما في ما يتعلق بالشأن اللبناني، فاشار الى "أن الخدمة الوحيدة للفلسطينيين هي أن يعود لبنان منبر الحريات والنقاش والتواصل الدبلوماسي مع جميع دول العالم والتضمان الكلي معهم دون توريط لبنان بالذي يجري، ونحن في حزب الكتائب لم نقطع التواصل أبدا مع القيادة الفلسطينية ولدينا لقاءات بعيدة عن الإعلام مع لجان حقوق الإنسان الفلسطينية ولدينا أفضل العلاقات معهم، وفي الحزب يوجد لجان مسؤولة عن الملف الفلسطيني لأننا كتائب في مرحلة تنقية الذاكرة وإنتاج المستقبل وليس لدينا عقدة ضد أي موضوع يتعلق بالفلسطينيين في لبنان".

 

الوزير الصفدي: لن أخوض الانتخابات الإ من ضمن قيم وثوابت 14 آذار

وطنية - 28/12/2008 (سياسة) أكد الوزير محمد الصفدي، خلال استقباله وفودا طرابلسية في مكتبه في طرابلس، ثباته في نهج الدفاع عن حقوق طرابلس في جميع الميادين الادارية والانمائية. واستغرب "أن ترتفع أصوات موسمية لتهاجم مواقفي في مجلس الوزراء بما يخص مدينة طرابلس، والأغرب أن هؤلاء يدعون الكلام بإسم قوى 14 آذار وهم أبعد الناس في تاريخهم وممارساتهم عن قيم انتفاضة الاستقلال ومبادئها". واوضح "ان ثوابت 14 آذار صنعها الناس وأنا ملتزم بها وأهل طرابلس هم من أبرز صانعيها ولا تكون مكافأتهم بحرمانهم من الحقوق الطبيعية في المشاركة بالقرار الوطني سياسيا واداريا، كما لا تكون باستمرار حرمانهم اقتصاديا وانمائيا". وردا على سؤال عن تحالفاته الانتخابية، قال الوزير الصفدي "ان الوقت هو للعمل، أما البت بالتحالفات الانتخابية فهو سابق لأوانه، ومن الطبيعي في سياق علاقتي الشخصية الجيدة بالشيخ سعد الحريري أن نصوغ معا التحالف الإنتخابي. وعلى أي حال لا داعي للاستعجال ودحضا للشائعات الهادفة الى تفريقنا، أؤكد أنني لن أخوض الانتخابات الإ من ضمن قيم وثوابت 14 آذار ومبادئها".

 

 

المنامة: مخططو العملية الإرهابية في البحرين تدربوا في سورية 

 ضبط 14 متهما بينهم شرطي وبعضهم من المشمولين بالعفو الملكي في مناسبات سابقة

الرأي الكويتية »

كشف وزير الداخلية البحريني الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة تفاصيل العملية الأمنية الاستباقية التي قامت بها أجهزة الأمن الوطني البحرينية وأدت إلى إحباط مخطط إرهابي يرتكز على إنشاء جماعة يتم تدريب عناصرها في سورية على استخدام الأسلحة والمفرقعات ويُنفذ باستخدام عبوات ناسفة مصنعة محلياً خلال احتفالات البحرين بالعيد الوطني في مناطق حيوية وذات تجمعات كثيفة للإخلال بالأمن والنظام العام وترويع المواطنين والمقيمين وبث الرعب في نفوسهم وتعريض حياتهم للخطر.

وأكد الشيخ راشد أن «معلومات توافرت لدى الأجهزة الأمنية أكدتها التحريات عن قيام أحد عناصر مجموعة إرهابية بتجهيز عبوات ناسفة بقصد توزيعها على عدد من الأشخاص لاستخدامها في تنفيذ المخطط يوم 17/12/2008، وبعد الحصول على إذن من النيابة العامة قامت أجهزة الأمن بضبط عناصر من المجموعة بتاريخ 16/12/2008 وضبط آخرين حيث بلغ مجموعهم 14 متهما من بينهم شرطي يعمل في وزارة الداخلية».

وبين انه «بعد تفتيش مساكنهم تم العثور على عبوات ناسفة محلية الصنع وأدوات التصنيع، وبمناقشتهم أقروا بما هو منسوب إليهم وبأنهم كانوا يعتزمون تنفيذ المخطط الإرهابي في شارع المعارض والمنطقة الديبلوماسية والنادي البحري، مشيرا إلى ان التحريات مستمرة لضبط عدد اخر وإن التفاصيل الفنية للعملية ستكشفها النيابة العامة في وقت لاحق».

وقال إن «المتهمين افادوا أن قيادتهم وتوجيههم يتم من قبل إثنين من البحرينيين الموجودين في بريطانيا أحدهما مقيم والآخر حاصل على اللجوء اللذان تمكنا من التغرير ببعض الشباب وتجنيدهم والترتيب لتدريبهم بدنياً وعسكرياً».

واضاف إن «المتهمين كشفوا بانهم سافروا إلى سورية مع إحدى الحملات التي تُنظم في فترة الصيف وكان ذلك خلال شهري يوليو وأغسطس الماضيين تحت ستار زيارة الأماكن الدينية لتوفير الغطاء للهدف الحقيقي من السفر».

وبين بأن «لدى وصولهم قابلهم الشخص البحريني المقيم في لندن الذي رتب ونفذ لهم برنامجاً تدريبياً مكثفاً على كيفية صنع العبوات الناسفة والمتفجرات وطرق استخدامها وتفخيخ السيارات، وتم التدريب في منطقة الحجيرة وكان في الموقع أشخاص آخرون يتم تدريبهم وأن المتدربين كانوا يرتدون أقنعة أثناء التدريب بينما كان المدربون من دون أقنعة».

وأكد ان «المتهمين افادوا بأن القياديين البحرينيين الموجودين في بريطانيا يخططان لإدخال كمية كبيرة من الأسلحة إلى البحرين لاستخدامها في القيام بأعمال عنف وتخريب وإرهاب للإخلال بالأمن والنظام العام».

واوضح انه «على إثر ذلك تم ابلاغ الأجهزة الأمنية في سورية بهذه الأمور وطلبنا منها إيفاد المختصين لتزويدهم بما توافر من معلومات ووقائع للمساعدة بلا شك في اتخاذ ما يلزم للحيلولة دون استغلال الأراضي السورية في التدريب على الأعمال الإرهابية، علماً بأننا شرحنا للجهات المعنية في سورية معلومات مماثلة في وقت سابق خلال الزيارة التي قمنا بها بتاريخ 9/9/2008، ومن منطلق الحرص على علاقة البلدين فإننا سنناقش مع الأشقاء التنسيق في شأن الأمور التي تكفل عدم استغلال السفر إلى سورية للتحضير لأعمال غير مشروعة».

وقال: «حرصاً على تعزيز التعاون الأمني والتنسيق في مجال مكافحة الإرهاب فقد سبق لنا تنبيه السلطات البريطانية إلى خطورة الممارسات والأنشطة التحريضية والإرهابية التي يمارسها أحد الحاصلين على اللجوء وشخص آخر مقيم في بريطانيا، ومن المؤسف أن يقوما باستغلال هذه التسهيلات لتنفيذ أعمال خطيرة تهدد أمن البحرين، وطالبنا من الجهة المختصة اطلاع السلطات البريطانية على ما توافر من معلومات ووقائع لاتخاذ ما يلزم في هذا الأمر».

وقال الوزير: «تبين أن بعض المتهمين، من بين المشمولين بالعفو الملكي في مناسبات سابقة، وإن المخطط يُعد أمراً خطيرا لا يتعلق بمجرد أعمال شغب أو اعتداء وإنما ارتبط بتخطيط وتدريب وتنفيذ عمليات إرهابية استهدفت استقرار الوطن وأمن وسلامة المواطنين والمقيمين».

ودعا «الى مواجهة مثل هذه المخططات بكل حزم وجدية على مستوى المملكة بكل مؤسساتها المعنية، ومن جهة أخرى فإنني أأكد أهمية اتخاذ عدد من الإجراءات من أهمها تشديد العقوبات على الجرائم الإرهابية بما يحقق الردع المناسب، وتطوير التشريعات المعنية بهذا النوع من التهديد الأمني للبلاد بما يكفل تحقيق الفاعلية في الوقاية من الجرائم الإرهابية وإحباطها ومكافحتها، إلى جانب ان تقوم كل جهة بواجباتها ودورها تجاه الأمن سواء في مجال الوقاية أو في مجال المكافحة في إطار من التعاون الوثيق والتنسيق الفعال».

واهاب الوزير «بالشباب عدم الانصياع إلى مثل هذه الأمور والأفعال الهدامة في دولة المؤسسات التي تحرص على ترسيخ الثوابت الدستورية للعدل والحرية والأمن والطمأنينة».

  

  

عون: يجب ألا يعود إلى المجلس أي نائب من الأكثرية!!

النهار « السابق التالي »

جدد رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون تأكيده "وجوب ألا يعود الى المجلس اي نائب من نواب الاكثرية"، معتبراً ان "المحايد والمستقل هو متقاعس" وان ما يحصل في غزة "هو لقتل المقاومة وضربها وكسرها"، مؤكدا ان "هذا امر مرفوض".

اما رئيس "تيار المردة" النائب السابق سليمان فرنجية فذكر بـ"واقعة تاريخية تعود الى عام 1979”، لافتاً الى ان البترون "تشكل العمق المسيحي – الوطني". واكد التحالف "الصادق" مع "التيار الوطني الحر" وبدوره انتقد وزير الاتصالات جبران باسيل استمرار الحرمان في المنطقة".

عقد "اللقاء الوطني المسيحي" مؤتمره الانمائي والسياسي الخاص بمنطقة البترون برعاية النائب عون في مجتمع "بترون فيلاج كلوب". وشارك راعي الاحتفال رئيس "تيار المردة" النائب السابق فرنجية، الوزيران باسيل وماريو عون والنواب والوزراء السابقون: اسطفان الدويهي وكريم بقرادوني ومروان ابو فاضل واميل رحمة والمطران بولس اميل سعادة والمونسنيور منير خيرالله ورئيس حزب "التضامن" اميل رحمة وجمع.

استهلالاً النشيد الوطني الساعة 9:30 صباحاً فمداخلات ومحاضرات استمرت حتى الساعة 16:00 تناولت واقع البترون الانمائي والسياحي وشارك فيها محاضرون عديدون من "اللقاء" والمنطقة. ثم كان غداء موسع تلاه كلام سياسي استهله باسيل بالدعوة الى الوقوف دقيقة صمت حداداً على ارواح شهداء غزة الذين سقطوا في الغارات الاسرائيلية الاخيرة.

ثم القى كلمة تحدث فيها عن الحرمان في البترون وقال: “كان كثيرون من ابناء البترون لسنوات طويلة في مراكز المسؤولية ولم يسعوا الى رفع الحرمان عن المنطقة. هؤلاء لا يمكن ان ننتظر منهم خيرا، ولا يمكن ان نأمل في المستقبل معهم، لأن مستقبلهم هو العتمة والاقطاع والمال".

ودعا الى "ان نكون يداً واحدة للعمل لهذه المنطقة لتحسينها وتنميتها كي تصبح على الصورة والمثال اللذين نريدهما لها ونقول لهؤلاء نحن لسنا اهل بكاء ونحيب. بل نحن مجتمع المقاومة والانماء. وعدنا بالسيادة والحرية والاستقلال، ونحن نعيش راهناً على ارض سيدة وحرة ومستقلة. وعدناكم بالمشاركة الحقيقية نحن في الحكومة نشارك ونعمل، ونحن على بعد ايام من الانتخابات النيابية والكلمة فيها ستكون لكم. وادعوكم الى المشاركة بكثافة واسماع صوتكم الحقيقي وهذا واجبكم ومن هنا نبدأ عملية انماء المنطقة".

تابع: “يؤكد لقاء اليوم مجمل خيارات ليست على مستوى مسيحيي لبنان بل على مستوى مسيحيي المنطقة. ازلنا الهواجس واصبحت البترون، بدل ان تكون منطقة قطع منطقة وصل بين الشمال والجبل، وهذه هي مساهمة الجنرال عون والوزير فرنجية في الانفتاح ووصل المسيحيين بعضهم ببعض. و"اللقاء المسيحي" سيذهب الى طهران وطنجة وكل مكان لأن فكرنا لا ينعزل عن المنطقة. نحن للأوسع وخياراتنا نهائية ولا عودة عنها. نحن مع لبنان سيد ومستقل ولا رجوع ابدا عن هذا الامر ولا احد يهددنا بسوريا او باسرائيل. فاسرائيل غير قادرة على العودة الى لبنان وسوريا لا تريد العودة اليه. لهذا ندعو الى الاصلاح مع الذات ومع الداخل ومحاربة الفساد ولا هوادة في ذلك لأن الاصلاح عنوان السيادة والاستقلال والمجموعة الفاسدة لن نسمح لها بأن تحكم في مؤسسات بلادنا".

ودعا الى "ان نكون في قلب الحركة السياسية وليس على هامشها".

فرنجية: "نكاية"

واستهل فرنجية كلمته بممازحة عون قائلاً: "نكاية بك سيفتحون كنيسة في السعودية". فعلا تصفيق في القاعة.

وذكّر بواقعة قال انها "للتاريخ": “في سنة 1979، وتحديدا في آذار، حصل خلاف على توقيت فتح المدارس بين الرئيس الراحل سليمان فرنجية والرهبنة اللبنانية بسبب الاوضاع الامنية في الشمال وخوف الرئيس على امن الطلاب. ولاتهام "المردة" حاول عناصر ممن كانوا يسمون انفسهم "ثوار الشمال" حينها تفجير مدرسة راهبات العائلة المقدسة في البترون، وهي مدرسة داخلية وخارجية. فجاؤوا ليلاً من طريق البحر بواسطة قارب صيد ووصلوا به الى "سان ستيفانو" ولم يكن شيّد بعد. وعند التنفيذ اخطأوا فانفجرت بهم المتفجرة وقتل منهم اثنان(...) هذا الكلام ليس لنبش القبور كما يقولون ولا لفتح جروح الماضي، ولكن للتعلم من الماضي وللقول ان سياستهم ترتكز على استخدام السلبية لتشويه صورة الآخرين لا على استخدام الايجابية لتحسين صورتهم. والبقية عندكم".

وقال: “من البترون" التي تشكل العمق المسيحي – الوطني نلتقي اليوم. هذا اللقاء اردناه تكريساً لدور المسيحيين التاريخي، اهل وحدة، اهل انفتاح، ابناء ارض وطلاب مشاركة. لا حياة لهم خارج لبنان الواحد ولا لبنان متميزاً من غير المسيحيين(...) وتعلمون جيدا ان قانون الانتخابات عملنا له سنة 2005 واقنعنا به الحلفاء لنعيد اليكم اصواتكم وعملنا له بالتنسيق مع غبطة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير فسافر حينها البطريرك الى ايطاليا ومن كانوا يدعون انهم تحت عباءة بكركي انتقلوا الى سقف قريطم، وفي ليلة ظلماء اعادوا البلاد الى قانون 2000. صادروا اصواتكم لكنهم لم يصادروا ضمائركم. وفي اتفاق الدوحة وبجهود العماد ميشال عون ودعم الحلفاء استعدنا القانون وقبلوا به مرغمين ويحاولون الالتفاف عليه بكل الوسائل. يخوفونكم من شركائكم في الوطن وانتم تدركون ان الوطن يتسع للجميع، ولا وطن بالتالي الا لجميع ابنائه. فلماذا تخاف اي منطقة او اي طائفة او اي منطق ونحن قادرون على قبول حق الاختلاف ومبدأ التنوع من ضمن ثوابتنا وتأكيد دورنا وحفظ حقوقنا؟.

اختبرنا الانقسام فلم نحصد الا الموت والهجرة".

وقال: “توحدنا حول قانون الانتخاب ولو كان البعض حياء والبعض الآخر عن اقتناع، فعرفنا ان سلامنا في وحدتنا وقوتنا في اتحادنا، فلماذا لا نتوحد حول الثوابت والاساسيات؟ واذا طالبنا بحقوقنا كشركاء في الوطن يتهمنا بعضهم اننا نتكلم طائفيا ومع العلم ان الشراكة مطلب محق وحماية لصيغة لبنان. والكل يعلم اننا نقف وسنقف ضد تهميش اي طائفة او استئثار اي طائفة. التهميش والاستئثار وجهان لنتيجة واحدة: انقسامات ومشاريع فتنة. وما عجزوا عنه في الخطاب او الموقف او الرهان يستعيضون عنه بالمال. وفي البترون تحديدا "تيار المستقبل" ناشط بقوة ظنا منه ان المال يصنع العجائب، وظناً منه ان الناس اعداد واعداد. هم ليسوا عابرين للطوائف كما يسوق لهم بعض اهل الوظائف، بل ان سياستهم جعلت الجوع عابرا للطوائف والديون عابرة للطوائف والفقر والذل عابرين للطوائف، بدل ان يكون الانتماء والمواطنة والحقوق والواجبات والمساواة عابرة للطوائف. اين غيرة من كان يرفض تدخلا في البترون ويوهم الناس انه مدافع عن الحق والحقوق؟ واليوم بات كل مرشح رديف: ما هذا السر؟ سر القبول بالمال وسحر القبول بالمال وسبحان من غير الاحوال. وكلما لاح امل في الكرسي يقدم اجتهادات لضرب موقع رئاسة الجمهورية كما حصل في مجلس القضاء الاعلى. هؤلاء انفسهم ليسوا كل الالوان، تحالفوا معنا وانقلبوا علينا، تحالفوا مع غيرنا وقد يعودون الى غيرهم. لكل مرحلة عندهم لون، لأن لا لون لهم ولأن همهم الوحيد مصلحتهم والشعب عندهم وسيلة والكرسي هدف. السياسة خبرة واختبار وانتم المختبر. بوعيكم وثقتكم، بقدرتكم واقتناعكم يمكنكم الحكم على تاريخ كل شخص، للتمييز بين الاحرار والعملاء العميل عميل اينما كان ولأي كان، والحر حر في كل زمان وكل مكان". وتابع: “الحر هو من يناقش ويحاور ويستقبل استقبال رجال الدولة في اي بلد من البلدان، وليس من يقف وراءه رئيس الاستخبارات السعودية في باكستان. الحر هو القادر على صنع النصر والتصدي للعدوان وليس من يبكي النصر ويبكي لبنان. نحن في مرحلة مفصلية، مرحلة الانتخابات النيابية. لكم الكلمة الفصل وانتم اصحاب الفضل. ولأنني في البترون التي أحيت مهرجان الوفاء بعد الانتخابات السابقة أكرر القول: “تحالفنا مع "التيار الوطني الحر" تحالف الصادقين، تحالف اصحاب الخطاب الواضح والصريح، تحالف ارادته القيادة فسبقتها اليه القاعدة. تحالف ارسى أمانا واطمئناناً. كما أذكركم بما قلته في المهرجان ان جبران باسيل حين تفاوضت معه بعد عودة العماد ميشال عون كان اكثر تشددا واكثر تماسكا من العماد عون (...). وختم: “بين الميلاد ورأس السنة اجراس في المنطقة لم تعد تدق واجراس تدق بهدوء وخجل، والمسيحيون ابناء هذا المشرق يهاجرون او يهجّرون واليوم الينا يتطلعون.

استمرارنا وبقاؤنا رهن بايماننا اننا ابناء الارض، شركاء في الوطن الواحد، لا خيار لنا الا الوحدة، وكل المشاريع الاخرى اوهام".

عون: المال السياسي

والقى عون كلمة جاء فيها: “(...) تعلمون انني قمت برحتلتين اخيراً واحدة الى ايران والاخرى الى سوريا، وهناك غيرهما الى بلاد جديدة وكلها بهدف واحد توسيع البعد اللبناني الى آفاق جديدة. فالانسان الذي ينحصر في منزله ويقفل على ذاته يختنق والوطن لا يدافَع عنه من نافذة المطبخ. بالبارودة يدافع عنه عند حدوده، وبالسياسة يدافَع عن الوطن. من ابعد نقطة في العالم يستطيع أن يدافع الانسان عن وطنه ليخلق له اجوء جيدة حتى تحفظه من الاعتداء. واذا كان لدينا مفهوم آخر للتعاطي بشؤون الوطن، نكون مخطئين. هذه هي الدوافع، نحمل ابعادنا اللبنانية الى الخارج، ونغير الخطاب الذي يأذينا في الخارج، واعتقد انكم تسمعون جميعكم الخطاب الذي نقوله اينما مررنا اذا تغير، واذا اصبح لديه مضمون افضل وأحسن، واضحى هناك تقارب بين الناس اكثر. اعتقد ان الحرب ليست غاية (...). عندما تقع فهي سبب فشلنا جميعا (...)”.

واكد ان المال السياسي موجود بوفرة(...) فحكِّموا ضمائركم. اعتقد ان الانتخابات بعد هذه المرة ستكون في مستوى 10 محافظات وعلى قاعدة النسبية. لذا اقول يجب الا يعود الى المجلس اي نائب من نواب الاكثرية، وفي اتفاق الدوحة حررنا القرار السياسي لبعض المناطق والاقضية. اما المحايد والمستقل فهو متقاعس لأن التضامن البشري امر مهم لتحقيق الاهداف. ومن يدعون الاستقلالية في الانتخابات المقبلة هم من فريق الموالاة وغير مستقلين على الاطلاق فاعملوا وفق ضمائركم".

وتابع: “ما يجري في غزة هو لقتل المقاومة وضربها وكسرها. وهذا امر مرفوض ومستنكر ونتمنى تخطي الازمة التموينية ليتمكن الناس من الصمود". واكد ان "حزب الله" يريد استراتيجية دفاعية "والخوف منه متعمد لأنه غير صحيح على الاطلاق. والاستراتيجية الدفاعية تطبق على الدول العدوة وعلى الدول الصديقة في حال تعدت على الوطن. وان عصب المقاومة هو من المتطوع وليس العسكري النظامي من ضمن الاستراتيجية الدفاعية.

اسئلة

وردا على اسئلة الحضور وابرزها عن زيارته الى بكركي قال عون: “في بكركي نحكي الكلام الذي نحكيه في كل مكان. وقلت لسيدنا كل شيء عن الزيارة لسوريا وان سوريا لن تعود الى لبنان، وان العلاقات بين البلدين يجب ان تكون في مستوى المؤسسات في الدولة وحملت معي من سوريا ما يطمئن الى أن لا نية لسوريا اطلاقا للعودة الى لبنان. كما تحدثنا عن انشاء الكنيسة في مدفن مار مارون وعن بدء جمع التبرعات لذلك. وتكلمنا على الحكومة والفساد وتطبيق القوانين وقلنا ان الفساد سيستمر اذا لم نوفّق في وقفه". وقال: “الزيارة لم تكن طويلة، وهي كانت عادية وبمثابة نوع من اللياقات السياسية".

وتابع: “الحكومة ضربت البيئة الصناعية والزراعية وجعلتها ريعيا، و"التيار" ليس موافقا على سياسة الحكومة الاقتصادية". اضاف: “ان قضية النقيب الطيار الشهيد سامر حنا في وجداني ونحن نعمل في هدوء والقضية في ذمة التحقيق". وقال: “هناك ملفات كثيرة شائكة، وموضوع المفقودين شائك، لكن لا بد من اتمامه. ان الحرب، مهما كانت، هي مأساة، ونحن نعمل للسلام حتى لا نقع في الحرب". وعن المفقودين اللبنانيين في السجون السورية قال: “هذا موضوع مأسوي، وخضعت عائلاتهم لابتزاز مهين"، لافتاً الى ان هذا الموضوع "شائك ولكن لا بد من اتمامه". واعتبر "اننا حررنا القرار السياسي لبعض المناطق والاقضية في اتفاق الدوحة".

 

 إده: لا يمكن لمَن لم يخطىء أن يتصالح والمصالحة تقتضي إعتذار عون وفرنجيه

 ندّد بالإعتداءات الإسرائيلية على غزة

النهار/اعتبر عميد الكتلة الوطنية كارلوس اده ان زيارتي رئيسي "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون وتيار "المردة" سليمان فرنجية لبكركي هما "مجرد رفع عتب وليستا مصالحة كما اعتبرها بعضهم"، لافتاً الى "ضرورة الاعتراف بالخطأ والاعتذار من بكركي وسيدها قبل اي مصالحة".

وقال اده في تصريح الى "وكالة الأنباء المركزية": "ان المصالحة المسيحية الشاملة والتوافق بين الاطراف المسيحيين كافة هما اقصى ما نتمناه غير اننا نستغرب ادراج البعض زيارة "رفع العتب" التي قام بها عون وفرنجية لبكركي في خانة المصالحة خصوصا انه لم يسبق أياً من الزيارتين اعتذار منهما بعد كل ما ساقه الرجلان من اتهامات وعبارات غير لائقة في حق بكركي وسيدها في الفترة الماضية. اضاف: "المصالحة غير جائزة مع بكركي لأنها فوق كل الشبهات والخلافات، والبطريرك مرجعية روحية فوق السياسة والسياسيين ومواقفه كلها لبنانية وطنية لمصلحة اللبنانيين، كل اللبنانيين المؤمنين بلبنان الحر والسيد والمستقل ولا يمكن تاليا من لم يخطئ ان يتصالح لان المصالحة تكون بين طرفين متنازعين فيما واقع الحال هنا مختلف تماما لأن الفريق الاول اي عون وفرنجية ارتكب الأخطاء في حق سيد بكركي ويتوجب عليهما تقديم الاعتذار خصوصا ان مواقفهما في هذا الاطار تتعلق بمواقف سياسية خاصة ومصالح وارتباطات خارجية.

إن المصالحة الحقيقية تتطلب اولاً اعترافا بالخطأ ثم اعتذاراً على ما اقترف وليس وضع شروط على البطريرك بأن يكون "على الحياد" كما يطلب فرنجيه، اذ لا يمكن البطريرك ان يكون "على حياد" ما دامت  مصلحة لبنان وكل اللبنانيين على المحك، وفرنجيه تحديدا ليس المخوّل باعطاء سيد بكركي دروساً في طريقة التصرف واتخاذ المواقف الوطنية. على صعيد آخر، ندّد العميد إده  بالإعتداءات الإسرائيلية على غزة وأسف للضحايا التي سقطت، واستنكر أعمال العنف داعيا المجتمع الدولي الى التدخل لوقف هذا المسلسل الدموي.

 

 تدمير كل المراكز الأمنية لـ"حماس" وهنية يؤكد أن القطاع "لن يستسلم"

 الحمم الإسرائيلية حولت غزة كومة حطام وأشلاء ودماء

المصدر: النهار

أعلنت اسرائيل امس الحرب على حركة المقاومة الاسلامية "حماس" في قطاع غزة، فاستهدفت مقاتلاتها البنى التحتية الامنية للحركة في سلسلة من الغارات الجوية المفاجئة والمتزامنة فحولتها كوماً من الحطام موقعة أكثر من 225 قتيلاً و700 جريح في واحد من أكثر الايام دموية في تاريخ الصراع مع اسرائيل الممتد منذ 60 عاماً. وقال المسؤولون الاسرائيليون انها بداية عملية ستستغرق وقتاً وترمي الى وقف اطلاق الصواريخ من القطاع وإطاحة حكم "حماس" لغزة. وردت الحركة الاسلامية بالتحدي فقصف جناحها العسكري جنوب اسرائيل بوابل من الصواريخ مما أدى الى مقتل اسرائيلية، وتوعدت بفتح ابواب "الجحيم" على الدولة العبرية وحتى بالعودة الى اسلوب العمليات الانتحارية داخل الاراضي المحتلة عام 1948. وأكد رئيس الوزراء الفلسطيني المقال اسماعيل هنية ان غزة لن تستسلم حتى لو ابادها الاسرائيليون.

الغارات

وتصاعد دخان أسود في سماء مدينة غزة حيث كان المصابون والقتلى مطروحين ارضاً بعدما دمرت الضربات الجوية الاسرائيلية اكثر من 40 مجمعاً أمنياً بما في ذلك مجمعان كانت "حماس" تقيم فيهما حفل تخرج لمجندين جدد.            

ودمرت الطائرات الاسرائيلية المجمع الرئاسي في غزة الذي استولت عليه "حماس" في حزيران 2007.

وفي حفل تخرج المجندين الجدد الرئيسي في مدينة غزة، أظهرت تغطية تلفزيونية كومة من جثث المجندين الذين يرتدون الزي الرسمي، بينما كان المصابون يصرخون في ألم. وحمل عمال الانقاذ المصابين إلى سيارات وعربات اسعاف، في حين حاول آخرون انقاذ أشخاص فقدوا الوعي.

وعند مقر الشرطة الرئيسي في مدينة غزة كان بعض عمال الانقاذ يضربون رؤوسهم ويكبّرون بينما  كان احد افراد الشرطة المصاب بجروح بالغة ممدداً الى جانب جثث زملائه ويتلو صلاته الاخيرة: "الله اكبر... لا اله الا الله". وردد اخرون بترت اطرافهم من جراء الانفجارات هتافات التحدي. ويدل تنظيم حفل التخرج في مكان مكشوف على ان "حماس" اخذت على حين غرة تماما.

وقالت ام محمود وهي تنظر الى احد مكاتب "حماس" التي سويت بالارض في غزة: "انها حرب...انظر الى الدخان... انظر الى الجثث والاشلاء... انها مثل افغانستان او العراق".

وتحدث شهود عيان عن قصف اسرائيلي عنيف على امتداد حدود غزة مع مصر حيث يستخدم الفلسطينيون مئات الانفاق تحت الحدود لنقل كل شيء من السلع حتى الاسلحة مما يجعلها على رأس الاهداف الاسرائيلية.

واعلن مسؤولون من "حماس" ان كل المقار الامنية التي تشغلها الحركة قد دمرت في الغارات الاسرائيلية.

وأفاد مسؤولون من "حماس" وشهود عيان ان الطائرات الاسرائيلية واصلت هجماتها على اهداف امنية وحكومية في غزة بعد هبوط الظلام وقصفت ورشة لسبك المعادن ومواقع اخرى في جنوب القطاع. وأعلن مصدر طبي فلسطيني ان ناشطين فلسطينيين اثنين قتلا  في غارة جوية ليلاً على حي الزيتون شرق مدينة غزة.

 وقالت "حماس" ان  120  عنصراً على الاقل من قواتها الامنية قتلوا بمن فيهم قائد الشرطة توفيق جبر ورئيس وحدة الامن والحماية التابعة لها، الى 15 امرأة على الاقل وبعض الاطفال. واضافت ان الغارات ادت ايضاً الى "استشهاد العقيد اسماعيل الجعبري مدير عام الامن والحماية في مدينة غزة"، الذي وصفته بانه "قائد كبير"، كما قتل قائد الشرطة في وسط قطاع غزة.

وصرح المدير العام للاسعاف والطوارئ   الطبيب معاوية حسنين بأن "عدد الشهداء ارتفع الى 205 ومئات الجرحى بينهم 120 في حال حرجة وخطرة". واوضح  ان "عدد الشهداء في ازدياد نتيجة الغارات الاسرائيلية المستمرة واخلاء عدد من الشهداء من تحت انقاض المباني التي قصفت صباح اليوم". وقال  "اننا نفتقر الى كل شيء... نفتقر الى المعدات الطبية والى العقاقير المخدرة والى الضمادات كما نفتقر الى وقود لسيارات الاسعاف والى الادوية... كل شيء". وقال: "ما حدث لم يكن متوقعاً ولم تكن مستشفياتنا جاهزة او مستعدة لاستقبال ذلك العدد الهائل من القتلى والجرحى". ووصف الفلسطينيون ما حدث بانه "مذبحة السبت الاسود".

وقالت مصادر طبية لاحقاً  إن  عدد القتلى ارتفع الى 225 وعدد الجرحى الى أكثر من 700.

ولم يكن هناك ما يكفي من الاماكن في مشارح المدينة، ونقل العديد من الجثث الى المساجد حيث وصل اشخاص لتحديد هوية القتلى. وسقط البعض مغشياً عليه على الارض بعدما تأكدت هوية اقاربهم. كذلك كان  نقص في المقابر، وتعين على بعض الاسر اعادة قتلاها لعدم وجوم اماكن لمواراتهم الثرى.

وظل العديد من القتلى من دون معرفة هويتهم حيث كانت بعض الجثث بلا رؤوس. وطلب مسؤولو المستشفيات مساعدات من الخارج.

هنية

وتعهد رئيس الوزراء الفلسطيني المقال اسماعيل هنية في رسالة الى الشعب الفلسطيني عبر موقع مؤيد لـ"حماس" ان غزة لن تستسلم لاسرائيل اياً كانت القوة التي تستخدمها ضد القطاع. وقال ان الفلسطينيين لن يتركوا ارضهم ولن يرفعوا الرايات البيضاء ولن يركعوا الا لله. واضاف "ان الدماء في كل مكان وان الجرحى والشهداء في كل منزل وفي كل شارع... ان غزة اليوم يزينها الدم وانه يمكن ان يسقط المزيد من الشهداء والجرحى، لكن غزة لن تنكسر ابداً ولن تستسلم أبداً". وأكد ان فلسطين لم تشهد على الاطلاق مجزرة ابشع وانه "لا تراجع حتى لو ابادت اسرائيل غزة".

وقالت الحكومة الفلسطينية المقالة في بيان: "ان هذه المجزرة... لن تفت في عضدنا ولن تنال من عزيمتنا وإصرار شعبنا على مواصلة برنامج الصمود وخيار المقاومة". واضافت: "نشدد على حق شعبنا وفصائل المقاومة بالدفاع عن شعبنا بكل الوسائل المتاحة". واعلنت  الحداد العام لثلاثة ايام.

وتبنت "كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري لـ"حماس" التي توعدت اسرائيل "برد مزلزل" على القصف، مسؤوليتها عن اطلاق عدد من الصواريخ على عسقلان جنوب اسرائيل ودعت عناصرها الى الرد بكل قوة على هذا "العدو الغاصب". وقالت في بيان انها "قصفت مغتصبة (مستوطنة) نير اسحاق باربعة صواريخ قسام ومدينة المجدل بصاروخين رداً على المجزرة، كما اطلق على الاقل عشرة صواريخ قسام على عدد من البلدات الاسرائيلية المجاورة لقطاع غزة". واكدت ان "كل الخيارات مفتوحة" قبل ان تدعو عبر مكبرات للصوت في شوارع غزة "سكان سديروت والعدو الصهيوني في كل مكان الى تحضير الاكفان البيضاء لان ردنا قادم وبسرعة".

وجاء اعلان "كتائب القسام" بعدما دعت "حماس" جناحها العسكري الى الرد على "العدوان الاسرائيلي بكل اشكال المقاومة"، مؤكدة ان "كل العمليات يجب ان تستهدف كل صهيوني". وهددت بفتح ابواب "الجحيم للانتقام للقتلى الفلسطينيين.

 مقتل اسرائيلية

وأوردت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان مدنية اسرائيلية قتلت في مدينة نتيفوت جراء اطلاق صاروخ من غزة. واوضحت  ان الصاروخ اصاب مباشرة منزلا في هذه البلدة فأدى الى مقتل امرأة وجرح اربعة آخرين كانوا فيه.

واكد الناطق باسم "كتائب القسام" ابو عبيدة ان الحركة "ستلقن بإذن الله العدو درساً لن ينساه"، ونحى جانباً التهديدات باستهداف قادة "حماس".

عباس يلتقي العاهل السعودي

وبدأ عباس سلسلة اتصالات دولية انطلاقاً من لقائه العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي كان مقررا من قبل. وندد بالضربات الجوية الإسرائيلية ووصفها بأنها اجرامية ودعا المجتمع الدولي إلى التدخل.

وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان المحادثات بين الملك عبدالله وعباس تناولت "سبل وقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة وضرورة بذل كل الجهود اللازمة لهذا الغرض". وأضاف ان الملك عبدالله اجرى اتصالات بعدد من القادة بينهم "الرئيس الاميركي جورج بوش لمناشدتهم ممارسة ضغوط على اسرائيل" لوقف غاراتها على غزة. واوضح ان  العاهل السعودي اقترح معالجة جرحى الغارات الاسرائيلية على نفقته الخاصة في السعودية.

وكشف مصدر ديبلوماسي فلسطيني ان عباس عرض مع العاهل السعودي كذلك "آخر تطورات الجهود المبذولة لاحياء الحوار الفلسطيني - الفلسطيني وجهود المصالحة التي تقودها مصر للمصالحة بين حركتي فتح وحماس" التي تسيطر على قطاع غزة.

السلطة الفلسطينية

وفي رام الله، عقدت الحكومة الفلسطينية اجتماعاً طارئاً، وطالبت في بيان وزراء الخارجية العرب بـ"اتخاذ ما هو ضروري من خطوات لضمان وقف العدوان والوقوف مع شعبنا في محافظات قطاع غزة".

ودعا امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه  الى وقف العدوان على غزة  "فورا  ودون ابطاء او شرط"، مشيراً الى أن" القيادة تجري اتصالات عاجلة مع الجهات العربية والدولية للتدخل الفوري كي يتوقف العدوان بشكل عاجل".

وفور سماع نبأ الغارات، اندلعت تظاهرات ومواجهات في القدس الشرقية ومدن الضفة الغربية، لاسيما في رام الله والخليل تطورت في بعض المواقع ومداخل المدن حيث يوجد جنود للجيش الاسرائيلي مواجهات مما اسفر عن اصابة تسعة فلسطينيين بجروح.

واعلن رئيس بلدية بيت لحم  فيكتور بطارسة  ان شجرة عيد الميلاد التي جرت العادة على ان تظل مضاءة في المدينة حتى نهاية اعياد المسيحيين الارثوذكس في كانون الثاني سوف تطفأ السبت احتجاجا على الغارات الاسرائيلية المدمرة على غزة.

واتهمت المفوضة العامة لفلسطين لدى الاتحاد الاوروبي ليلى شهيد  اسرائيل بارتكاب "جريمة حرب" في غزة، آخذة على المجتمع الدولي "تخليه عن الشعب الفلسطيني".

وأعربت وكالة الامم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم "الأونروا" عن صدمتها إزاء الدمار الواسع النطاق الذي خلفته غارات المقاتلات الإسرائيلية على غزة.

وأسفت المفوضية العامة  للوكالة  كارين أبوزيد للخسارة الفادحة في الأرواح البشرية، داعية إسرائيل إلى الإستجابة لدعوات وقف الغارات واستهداف المدنيين في القطاع.

الجيش الاسرائيلي

وصرح الناطق العسكري الاسرائيلي آفي بنياهو لاذاعة الجيش الاسرائيلي: "هذه ليست إلا بداية عملية تم شنها بعد قرار من الحكومة. قد تستغرق وقتاً. لم نحدد مهلة ونحن نتصرف تبعاً للوضع على الارض".

وردا على احتمال شن عملية برية على القطاع، أجاب ان "الجيش الاسرائيلي يمتلك مروحة واسعة من الوسائل للجوء اليها عند الاقتضاء". واوضح ان "الطيران الاسرائيلي استهدف السبت مخيمات تدريب عسكرية ومكاتب حكومية وترسانات ومراكز قيادة تتبع جميعها لحركة حماس الارهابية". واضاف انه "تم الحفاظ بعناية على سرية هذه العملية وكانت المفاجأة تامة...  غالبية الضحايا هم من عسكريي حماس".

وسئلت الناطقة باسم الجيش الاسرائيلي  الميجر أفيتال ليبوفيتش عما إذا كانت ستوجه ضربات ضد قادة "حماس" فأجابت: "أي شيء خاص بحماس يمكن أن يكون هدفاً. يمكنكم تفسير ذلك بالطريقة التي تحبونها".

وبثت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان مقاتلات اسرائيلية من طراز "ف-16" اغارت على نحو 40 هدفاً اعتباراً من الساعة 11,30 قبيل الظهر.

وافاد مصدر عسكري اسرائيلي كبير ان القصف الجوي للقطاع  يمثل "الخطوة الاولى من العملية". واضاف "يجب ان نكون مستعدين لعملية جارية قد تستمر لوقت طويل". وقال: "ليست لدينا قيود زمنية لذلك، ونحن مصممون على المضي حتى نهاية الطريق اذا لزم الامر بكل خياراتنا الجوية والبرية أياً كانت".

اولمرت

وتعهد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت  في مؤتمر صحافي العمل على منع حدوث "ازمة انسانية" في غزة. وقال: "نحن لا نحارب الشعب الفلسطيني" وانما حركة "حماس"، متعهدا "تفادي حدوث ازمة انسانية" في القطاع الذي يسكنه مليون ونصف مليون فلسطيني. وأكد ان عملية غزة قد "تستغرق وقتاً"وداعياً سكان جنوب  اسرائيل الى الاستعداد لنيران صاروخية متواصلة من القطاع وان تصل ابعد من المعتاد.

وكان اولمرت يتوسط وزيرة الخارجية تسيبي ليفني زعيمة حزب "كاديما" الحاكم ووزير الدفاع ايهود باراك خلال المؤتمر الصحافي.

 وفي وقت سابق، حذر أولمرت في مقابلة مع قناة "العربية" الاخبارية التي تتخذ دبي مقراً لها "حماس"، مطالباً إياها بوقف إطلاق الصواريخ في اتجاه إسرائيل. وقال :"لن أتردد في استخدام قوة إسرائيل في ضرب حماس وحركة الجهاد الإٍسلامي".

باراك

وقال باراك في مؤتمر صحافي منفصل إن "جيش اسرائيل يعمل على توجيه ضربة مؤلمة لحركة حماس لتغيير الوضع وقلبه رأساً على عقب لمنع استمرار الاعتداءات الصاروخية". وأكد  "أن الوقت قد حان للقيام بعملية عسكرية في غزة، مع أن إسرائيل غير متعطشة للقتال، لكنها لا تخشى هذا الاحتمال"،  مشددا على أن "إسرائيل ستعمل كل ما يجب القيام به، إذ ثمة وقت للسكينة ووقت للحرب والآن بلغنا مرحلة الحرب". وأوضح أن نطاق العملية سيتوسع وفقاً للضرورة"، مضيفاُ أنه لا يريد أن "يوهم أحداً،  إذ أن العملية ليست بقصيرة ويجب التحلي بالصبر لتغيير الوضع في الجنوب".

 ليفني

ودافعت ليفني التي تعتبر من ابرز المرشحين لتولي رئاسة الوزراء في الانتخابات الاسرائيلية العامة التي ستجرى في 10 شباط المقبل في مؤتمر صحافي عن الغارات الاسرائيلية قائلة: "ابدينا ضبط النفس حتى الان، واليوم لا توجد خيارات غير الخيار العسكري" ضد "حماس". واضافت ان "هذا الاسبوع وحده اطلقت نحو مئة قذيفة صاروخية وقذيفة هاون على بلدات اسرائيلية 80 منها في يوم واحد". وأكدت ان "علينا حماية مدنيينا من الهجمات بالرد عسكرياً على البنية التحتية الارهابية في غزة". واتهمت "حماس" بانها تستغل "بوقاحة" المدنيين في الاراضي التي تسيطر عليها "لاسباب دعائية". وشددت على انه "اذا اصيب مدنيون فالمسؤولية عن ذلك تقع على عاتق حماس". ودعت الى دعم دولي ضد "منظمة اسلامية متطرفة... تدعمها ايران".

بيريس

وقبل ساعات من الغارات على غزة، قال الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس في مقابلة مع صحيفة "الشرق الاوسط" السعودية التي تتخذ لندن مقراً لها  "لن تكون هناك حرب. ولن ندخل غزة وهناك وسائل اخرى" من اجل "وقف اطلاق صواريخ  حماس" على الاراضي الاسرائيلية. واكد "لم نغادر قطاع غزة لنعود اليه" مجددا. واضاف انه يخشى ان تنفذ  الحركة الاسلامية "انقلابا" في الضفة الغربية شبيها بالذي مكنها من السيطرة على قطاع غزة في 2007.

  وقال رئيس بلدية عسقلان التي تقع في مرمى صواريخ "غراد" التي تطلقها "حماس" ان المخططين العسكريين الاسرائيليين ابلغوا اليه ان العملية ستستمر "اكثر من اسبوع".

 

 رايس تحمّل "حماس" مسؤولية العنف وأبو الغيط يتهم الحركة بإحباط جهود التهدئة

 تنديد دولي باستخدام إسرائيل "المفرط للقوة" ودعوات عربية إلى قمّة طارئة في الدوحة

المصدر: النهار

تفاوتت ردود الفعل العربية والدولية على الغارات الجوية الاسرائيلية الدامية على قطاع غزة بين الادانة الحازمة للاستخدام المفرط للقوة والدعوة الى الوقف الفوري للغارات وتجنب ايقاع ضحايا بين المدنيين، فيما حمّلت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس حركة المقاومة الاسلامية "حماس" المسؤولية عن "انتهاك وقف اطلاق النار" في غزة.

واعلنت جامعة الدول العربية ان وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعا طارئا في القاهرة لاتخاذ موقف موحد وسط دعوات من عدد من الزعماء العرب الى عقد قمة طارئة، فيما طالبت القاهرة بوقف العملية العسكرية الاسرائيلية فورا وردت على الاتهامات الموجهة اليها بأنها تبلغت سلفا الهجوم الاسرائيلي، متهمة بدورها، ضمنا، "حماس" بافشال الجهود التي كانت تبذلها لاقناع اسرائيل بالتراجع عن اعتداءاتها على القطاع. وأمر وزير الخارجية المصري أحمد ابو الغيظ بسحب سفير بلاده في تل ابيب احتجاجا على العدوان.

مشاورات عربية

وفي القاهرة، صرح الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بأن وزراء الخارجية العرب سيعقدون بناء على طلب من الاردن اجتماعا طارئا في القاهرة اليوم لاتخاذ موقف موحد حيال الغارات الإسرائيلية، مشيرا الى ان ليبيا، الدولة العربية الوحيدة العضو في مجلس الأمن، ستسعى في الوقت عينه إلى عقد اجتماع عاجل للمجلس.

لكن وزير الإعلام العماني حمد بن محمد الراشدي قال في مسقط إن اجتماعا لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي سيعقد كما كان مقررا اليوم، موضحا ان وزراء الخارجية يمكنهم أن يرسلوا إلى القاهرة نوابهم أو سفراء، مؤكداً ان التطورات في غزة ستفرض نفسها بقوة على القمة الخليجية. ويضم المجلس السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة والكويت وقطر وسلطنة عمان والبحرين.

ولاحقا، أعلن مدير مكتب موسى، السفير هشام يوسف، ان قطر طلبت رسميا من الجامعة الدعوة الى قمة عربية طارئة الجمعة المقبل في الدوحة وان هذا الطلب سيعمم على الدول الاعضاء.

أما سفير سوريا في مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية فقال انه قدم كذلك "مذكرة رسمية من الرئيس السوري بشار الاسد الرئيس الحالي للقمة العربية يطلب فيها عقد قمة عربية طارئة في اسرع وقت ممكن".

دمشق

وفي دمشق، افادت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" ان الأسد الذي استضافت بلاده مؤتمر القمة العربي أوائل السنة الجارية، اتصل بزعماء قطر وليبيا والسودان واليمن لمناقشة الغارات الإسرائيلية وبحث معهم في امكان عقد قمة طارئة. واشارت الى ان الرئيس السوري تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد بحثا خلاله في سبل التحرك من خلال منظمة المؤتمر الاسلامي "لصد العدوان الاسرائيلي على غزة".

كما تظاهر آلاف الفلسطينيين في مخيم اليرموك هاتفين بـ"شعارات تندد بالسلطة الفلسطينية التي يرئسها محمود عباس".

الدوحة

وفي الدوحة، نقلت وكالة الانباء القطرية عن مسؤول في وزارة الخارجية انه في ضوء الاتصالات التي يجريها امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مع زعماء الدول العربية "فان دولة قطر تدعو الى عقد قمة عربية طارئة في الايام المقبلة لمناقشة الاعتداءات والغارات الاسرائيلية الوحشية على قطاع غزة واتخاذ موقف عربي موحد بهذا الشأن". واضافت ان امير قطر اجرى اتصالات هاتفية بالزعيم الليبي العقيد معمر القذافي والرئيس السوري والعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز وامير الكويت الشيخ جابر الاحمد الصباح والرئيس اليمني علي عبد الله صالح.

القاهرة

وفي القاهرة، دانت رئاسة الجمهورية في بيان "الاعتداءات الاسرائيلية على قطاع غزة" ودعت اسرائيل الى "وقفها فورا"، محملة إياها "مسؤولية ما اسفرت عنه من شهداء ومصابين"، من غير أن تعفي الفصائل الفلسطينية من المسؤولية. وقال البيان ان "اسرائيل استمرت في التلويح بالتصعيد العسكري في غزة خلال الاسابيع الماضية، ومصر حذرت من هذا التصعيد وتداعياته على الاوضاع الانسانية بالقطاع وعلى استقرار الشرق الاوسط". واضاف ان مصر دعت ايضا "الفصائل الفلسطينية للتجاوب مع جهودها لتمديد التهدئة والامتناع عما يتيح الذرائع لاسرائيل للعدوان على غزة".

وسئل ابو الغيط عن تصريح ادلت به وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني جاء فيه ان الدولة العبرية ابلغت الى مصر سلفا الهجوم على غزة، فامتنع عن التأكيد او النفي مكتفياً بالقول: "لقد ابلغوا العالم اجمع وابلغوكم انتم (الصحافيين)، ومن حضر المؤتمر الصحافي لوزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني سمع منها هذا الكلام". لكنه أكد ان الهدف من دعوة ليفني الى زيارة مصر كان العمل على منع الهجوم الاسرائيلي على غزة. واضاف "ليلة وصول وزيرة الخارجية الاسرائيلية الى مصر، تم اطلاق 60 صاروخا من قطاع غزة"، معتبرا ان اطلاق هذه الصواريخ في هذا التوقيت كان الهدف منه ايصال "رسالة معينة مفادها افشال الجهد المصري... هناك محاولات لافشال المصالحة ومحاولات لافشال التهدئة ولافشال التسوية الفلسطينية وهذا يجب ألا يغيب عن أحد". ولفت الى انه تم استدعاء السفير الاسرائيلي في القاهرة شالوم كوهين "للاعراب عن رفض مصر الكامل للعدوان الإسرائيلي والمطالبة بوقفه بشكل فوري". وأوردت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية ان الرئيس حسني مبارك تباحث هاتفيا مع العاهل السعودي في شأن "العدوان الاسرائيلي على غزة".

وانتقد المرشد العام لجماعة "الاخوان المسلمين" مهدي عاكف موقف النظام المصري ملمحاً الى "تواطئه" في الهجوم. وقال في بيان: "بكل الاسف والحزن تضمن الانظمة العربية والاسلامية بل يتآمر بعضها ويتواطأ مع الصهاينة في هذه المأساة الدامية بعدما خرجت التصريحات الارهابية من القاهرة وعلى مسمع ومرأى وبمباركة من المسؤولين"، في اشارة الى تصريحات ليفني. وفي القاهرة ايضاً، تظاهر اكثر من الفي معارض ودانوا ما وصفوه بـ"تواطؤ" النظام المصري مع اسرائيل. وضمت التظاهرة نواباً وناشطين من "الاخوان المسلمين" والناصريين والشيوعيين ومن حزب الغد.

عمان

وفي عمان، دعا العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين الى وقف "العدوان" بشكل فوري. وجاء في بيان صدر عن الديوان الملكي ان الملك عبد الله "حض المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته القانونية والاخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق عبر الضغط على اسرائيل لوقف العدوان الذي بدأته على قطاع غزة بشكل فوري". وتظاهر الالاف في عمان احتجاجا على العدوان، كما دان مجلس النواب الاردني الغارات التي اعتبرها "مجزرة حقيقية"، داعياً المجتمع الدولي الى التدخل.

الرباط

وفي الرباط، قالت وزارة الخارجية المغربية في بيان ان "المملكة المغربية تدين بشدة العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة التي ذهب ضحيتها العشرات من الفلسطينيين الأشقاء في قطاع غزة وتندد بصرامة بالاستعمال غير المتناسب للقوة وبهذا التصعيد المأسوي للعنف". وأضافت ان "المملكة المغربية تدعو الى الوقف الفوري لهذه الاعتداءات التي، واضافة الى ما خلفته من خسائر مهمة في الأرواح، تعرض المنطقة، مرة أخرى، للاشتعال والعنف والانقسامات". ووجه الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، "نداء الى مجلس الأمن واللجنة الرباعية الدولية لتحمل مسؤولياتهما من أجل ضمان وقف أعمال العنف والمواصلة الضرورية للحوار والتفاوض بين كل الأطراف المعنية".

طرابلس والجزائر

وفي طرابلس، افادت وكالة الجماهيرية للأنباء "أوج" الليبية ان الزعيم الليبي معمر القذافي "يجري اتصالات مع قادة الدول العربية لاتخاذ موقف جاد وحازم من المجزرة... بما في ذلك سحب ما يسمى المبادرة العربية لردع العمل الوحشي النازي الفاشي الذي ترتكبه اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في غزة".

كما دانت الجزائر "هذا العمل الاجرامي" بحق سكان غزة، داعية المجتمع الدولي الى العمل فورا "لوقف هذا العدوان وحماية الشعب الفلسطيني ورفع الحصار عنه".

صنعاء ونواكشوط

وفي صنعاء، دعا الرئيس علي عبدالله صالح الى عقد قمة عربية طارئة "للوقوف أمام ما يتعرض له أبناء الشعب الفلسطيني". كما دعا قيادتي حركتي "فتح" و"حماس" وبقية القيادات الفلسطينية الفاعلة إلى حضور هذه القمة.

وفي نواكشوط، اعلن المجلس الحاكم الوقوف دقيقة صمت حدادا على ضحايا الغارات مع افتتاح "المنتديات العامة للديموقراطية".

وتمت تلاوة آيات قرآنية خلال دقيقة الصمت التي شارك فيها رئيس المجلس العسكري الجنرال محمد ولد عبد العزيز والمشاركون في الحوار.

الخرطوم

وفي الخرطوم، طالبت وزارة الخارجية السودانية في بيان "مجلس الجامعة العربية بعقد اجتماع طارئ على مستوى وزراء الخارجية والقمة"، وكذلك منظمة المؤتمر الاسلامي، مناشدة مجلس الامن والمجتمع الدولي الاضطلاع بمسؤولياتهم حيال هذه الكارثة والضغط على اسرائيل لايقاف اعتداءاتها.

بان كي - مون

وعلى الصعيد الدولي، اعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون عن "بالغ قلقه ازاء اعمال العنف وحمام الدم في غزة"، داعيا "الى وقف فوري لكل اعمال العنف". وقال انه "مع اخذ مخاوف اسرائيل في الاعتبار في ما يتعلق بمواصلة اطلاق الصواريخ من غزة. نذكر اسرائيل بحزم بالتزاماتها ازاء القانون الانساني الدولي وحقوق الانسان، وندين الاستخدام المفرط للقوة الذي يؤدي الى خسائر في الارواح وجرحى بين المدنيين". كما دعا الى وقف اطلاق الصواريخ من قطاع غزة على اسرائيل. وكرر "نداءه من اجل ايصال المواد الانسانية الى غزة "لمساعدة السكان المدنيين المنكوبين".

بلير

وبدوره، أكد مبعوث اللجنة الرباعية الى الشرق الاوسط طوني بلير ان "الاحداث الرهيبة والخسائر المأسوية في الارواح في غزة تتطلب، وبصورة فورية، اقرار تهدئة فاعلة يتم خلالها وقف اطلاق الصواريخ التي تستهدف المدنيين الاسرائيليين ووقف الغارات الاسرائيلية على غزة، لكي تنتهي المعاناة الحادة التي يعيشها السكان".

واشنطن

وفي واشنطن، صرح الناطق باسم مجلس الامن القومي غوردون جوندرو بأن "الولايات المتحدة تحض اسرائيل على تجنب ايقاع ضحايا مدنيين عند استهدافها حركة حماس في قطاع غزة"، مشيرا الى ان "الهجمات الصاروخية التي لا تكف حركة حماس عن شنها ضد اسرائيل يجب ان تتوقف حتى يتوقف العنف". ورأى ان "على حماس ان تضع حدا لانشطتها الارهابية اذا كانت تريد ان تؤدي دورا في مستقبل الشعب الفلسطيني". ومن جهتها، قالت رايس ان "الولايات المتحدة تدين بقوة الهجمات بالصواريخ وقذائف الهاون ضد اسرائيل وتحمل "حماس" المسؤولية عن انتهاك وقف اطلاق النار وعن تجدد اعمال العنف في غزة". وشددت على "ضرورة اعادة العمل بوقف اطلاق النار فورا". واضافت ان "الولايات المتحدة تدعو جميع الاطراف الى توفير الاحتياجات الانسانية العاجلة للسكان الابرياء في غزة".

الرئاسة الفرنسية

وفي بروكسيل، قالت الرئاسة الفرنسية للاتحاد الاوروبي في بيان انها "تعرب عن بالغ قلقها من تصاعد وتيرة العنف في قطاع غزة وتأسف لسقوط عدد كبير جدا من الضحايا المدنيين". واضافت انها "تدين القصف الاسرائيلي والصواريخ التي تطلق من قطاع غزة، وتطالب بوقفهما فورا، وتدين الاستخدام غير المتناسب للقوة".

كما قال الممثل الاعلى للسياسة الخارجية والامن المشترك للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا في بيان: "اننا قلقون حيال الاحداث في غزة... ندعو الى وقف نار فوري ونطالب الجميع بالتزام اكبر درجات ضبط النفس. ينبغي بذل كل الجهود لتجديد التهدئة".

لندن

وفي لندن، اعرب رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون عن قلقه حيال استمرار "هجمات الصواريخ من قطاع غزة على اسرائيل ومن رد اسرائيل". وقال انه "يتفهم شعور الواجب لدى الحكومة الاسرائيلية ازاء شعبها. على اسرائيل ان تحترم التزاماتها الانسانية وان تعمل بحيث تكون لديها رؤية طويلة المدى بشأن حل على اساس دولتين، وان تفعل ما بوسعها لتفادي سقوط ضحايا مدنيين".

انقرة

وفي انقرة، دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الى وقف الغارات الاسرائيلية على غزة "بأسرع وقت" مع ادانته لما اعتبره "ضربة لمبادرات السلام". وقال: "اعتبر الوسيلة التي تستخدمها اسرائيل ضربة لمبادرات السلام في حين بذلنا الكثير من الجهد من اجل السلام. اصر على ضرورة وقف هذا النهج باسرع وقت".

وفي اسطنبول، خرج آلاف الاتراك في تظاهرة نظمتها جمعيات حقوق الانسان والمظلومين والحرية رافعين شعارات "الموت لاسرائيل".

طهران

وفي طهران، أفاد الناطق باسم وزارة الخارجية حسن قشقوي ان بلاده تطالب "مجلس الامن ومنظمة المؤتمر الاسلامي وكل الدول بالقيام بعمل فوري لمنع النظام الصهيوني من مواصلة جرائمه"، مشيرا الى ان "هذه الجرائم هي الدليل على المسلك العدواني للنظام الصهيوني وهي نتيجة لصمت المجتمع الدولي في مواجهة الحصار الظالم لسكان غزة".

موسكو

في موسكو، دعت وزارة الخارجية الروسية الى وقف "العملية الواسعة النطاق" ضد غزة، كما دعت "حماس" الى وقف عمليات اطلاق الصواريخ. وقالت "ان موسكو ترى من الضروري ان تتوقف فورا العمليات الواسعة النطاق ضد غزة التي تسببت حتى الان بسقوط العديد من الضحايا وسببت المعاناة للشعب الفلسطيني".

استوكهولم

وفي استوكهولم، دعا وزير الخارجية الأسوجي كارل بيلت الى وقف للنار باسرع وقت، معتبرا الغارات الاسرائيلية "استمرارا خطيرا في تصعيد التوتر". وأكد انه "حتى وان كانت الغارات الجوية موجهة ضد ما تسميه اسرائيل البنية التحتية لحماس، فان المدنيين الابرياء هم الذين يشكلون العدد الاكبر من القتلى والجرحى".

روما

وفي روما، اعرب رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني عن قلقه وعن امله في الا تتطور اعمال العنف، داعيا الى "الوقف الفوري لاطلاق الصواريخ على اسرائيل، والقصف الاسرائيلي على قطاع غزة".

برلين

وفي برلين، دعا وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير "حماس" الى "الوقف الفوري والدائم للهجمات التي تطلقها على اسرائيل"، كما دعا اسرائيل "الى ضبط النفس في ردودها العسكرية والى عمل ما بوسعها لتجنب سقوط ضحايا مدنيين". وقال ان حكومته "لا تفهم قرار حماس بوقف التهدئة من جانب واحد. انه قرار غير مسؤول نظرا للمعاناة التي يعيشها سكان قطاع غزة".

 

من ورّط غزة ؟

علي حمادة المصدر: النهار 

من ورّط غزة وأغرقها في بحر من الدماء؟

قد يثير السؤال علامات تعجب، وربما استهجانا من ذوي الحناجر التي تلتهب موسميا على شاشات الفضائيات العربية. ولكن السؤال في محله، خصوصاً أن الايام الاخيرة بما حملت من تطورات أمنية - سياسية بين اسرائيل و"حماس"، كانت تؤشر الى عملية عسكرية اسرائيلية ضخمة قيد الإعداد. حتى ان بعض الوسائل الإعلامية المكتوبة العاملة في خط "الممانعين" الدمشقيين والطهرانيين صدرت امس السبت معلنة انتظار غزة الساعة الصفر للحرب عليها! أكثر من ذلك كانت وسائل الاعلام الاسرائيلية اماطت اللثام قبل يومين - عندما اطلقت "حماس" رشقات من عشرات صواريخ "الغراد" و"القسام" مستوطنات محاذية للقطاع عن ضوء اخضر لعملية عسكرية اسرائيلية ما كانت تنتظر سوى انقشاع السماء لتنطلق. من هنا سؤالنا الاول عن هوية الجهة التي ورطت غزة في مجزرة ما كانت تريدها، وإن يكن قادة "حماس" اكثر العارفين بأن المستوى السياسي الاسرائيلي أعطى الضوء الأخضر لعمل كبير ضد القطاع  مختلف عما سبق، ومع ذلك لم يغيروا تكتيكهم الامني – العسكري سوى في الساعات الاربع والعشرين الاخيرة عندما فُهموا ان المسألة كبيرة وكبيرة جدا، حتى في ظل الفراغ السياسي الاسرائيلي، او حتى مع القيادة المترددة لايهود اولمرت المحوط داخل الحكومة  بكل من إيهود باراك، وتسيبي ليفني، ومن خارج الحكومة ببنيامين نتنياهو.

هذا السؤال هو برسم الجهة المسؤولة بقوة الأمر الواقع  عن حياة الناس في قطاع غزة، حركة "حماس" التي تندفع اليوم مصحوبة بأوركسترا عربية معروفة في حملة عبر بعض الفضائيات ضد مصر التي أمضت اسابيع وهي تحذّر "حماس" علنا وسرا من ان ثمة ما يجري التحضير له اسرائيليا، بما يعيدنا بالذاكرة الى حرب تموز التوريطية التي شنها "حزب الله" على رغم تحذيرات تبلغها من اكثر من جهة، وكان آخرها معلومات ابلغه اياها النائب سعد الحريري على هامش احد اجتماعات مؤتمر الحوار الوطني  قبل بضعة ايام من الحرب. ويومها تعهد الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله أن يكون الصيف فصلا هادئاً... ومع ذلك تورط وورط لبنان معه في حرب مدمرة، وإن يكن أشهر انتصاره فيها. وهذا ما لن يجمع عليه اللبنانيون مهما صار.

في الكارثة الغزاوية، جانب من الصورة لم تجرِ الاضاءة عليه، يتمثل في القرار "الحمساوي" في مكان ما  باستدراج  اسرائيل الى عملية كبيرة جدا وتوريط قطاع غزة في مجزرة. في المقابل أصوات تطالب الشرعية الفلسطينية بوقف المفاوضات والاتصالات مع الاسرائيليين. والمطلب حق، وكذلك مطالب تعليق العلاقات الديبلوماسية بين بعض الدول العربية واسرائيل، وهي ايضاً مطالب حق. اما عن العلاقات المخابراتية البعيدة عن الأضواء بين اسرائيل وبعض العرب المزايدين في العروبة الخطابية والتلفزيونية،  فما من مطالب. واما عن المفاوضات السورية – الاسرائيلية فما من مطالب بوقفها. واما عن اقفال المكاتب التجارية الاسرائيلية المنتشرة هنا وهناك فما من مطالب. حتى ليبدو من خلال كل ما حصل خلال يوم امس ان غزة تحترق من اجل ان يصفّي بعض العرب حساباتهم مع بعضهم الآخر. وربما كان هذا التفسير الاقرب الى المنطق في ظل انطلاق بعض الفضائيات التي ما لم يؤدِ نهجها  سوى الى تعميق الانقسامات العربية – العربية في قيادة حملة منسقة ضد مصر تريد تحميلها المسؤولية عن مجزرة لم توصل اليها سوى التدخلات الايرانية والسورية والانقلابات على الشرعية الفلسطينية، فضلا عن مغامرات شبيهة بمغامرات "حزب الله" في لبنان. ولعل ابلغ مثال على الرياء "القومجي" موقف السيدة بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري، ردا على سؤال احدى الفضائيات "المُزايدة" عما اذا كانت سوريا ستوقف المفاوضات مع اسرائيل رداً على المجزرة، فقد حملت شعبان المجتمع الدولي المسوؤلية عن المجازر الاسرائيلية، وتبحرت في سرد جدول مفصل باتصالات رئيسها مع القادة العرب لمتابعة الموضوع، ثم شتمت الاسرائيليين  واصفة اياهم بالارهابيين. لكنها تهربت ولم تجب عن السؤال حول قطع المفاوضات مع الاسرائيليين. وبالطبع لم تلاحقها مذيعة الفضائية التي كانت مأخوذة بنشوة الاستماع الى خطاب اقتصر على "كليشيهات" النظام السوري المعروفة!

خلاصة القول: ان كان للبنانيين المُكتوين بنار الحروب والفتن والحروب بالواسطة ان يقدموا النصح الى الفلسطينيين في غزة والى قيادة "حماس"، فأنهم ينصحونهم بأن ينزعوا من عقولهم ونفوسهم "عقدة" "حزب الله"، لأن الحزب لم يجرّ سوى الانقسامات والصدامات الداخلية، وفاقم مناخات الفتنة، وأقحم لبنان في حروب من أجل الآخرين ليعود فيوجه سلاحه الى صدور ابناء البلاد. فإذا كان من مثال على  الفلسطينيين ألا ينشدوه، فإنه مثال الحزب المشار اليه لأنه الطريق الاسرع الى الحروب الاهلية والفتن، وحروب الآخرين بلحم الفلسطينيين العاري، ونهايته انفجار المشروع الوطني الفلسطيني، كما انفجر من الناحية العملية مشروع الوطن الواحد في لبنان صباح السابع من ايار 2008.

 

أين هي السلطة...أين هي المعارضة؟

بشار حيدر المصدر: المستقبل

هناك وقائع لا خلاف عليها حتى بين جماعة 8 و14 آذار. منها أن عمر حرقوص صحافي يعمل في جريدة وتلفزيون المستقبل وينتمي إلى اليسار الديمقراطي، وقد تعرض للضرب المبرح من قبل مجموعة أشخاص ينتمون إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي. لا خلاف على كل ذلك.

لا خلاف أيضاً على أن سمير قصير وجبران تويني ومي شدياق هم صحافيون وإعلاميون وكتاب في صميم، (أو مقربون من)، 14 آذار وقد تم اغتيالهم أو تعرضوا لمحاولة اغتيال. لا خلاف أيضاً على أن اموراً مماثلة لم تحصل لصحافي وإعلامي وكاتب من 8 آذار.

لا خلاف كذلك على أن وسائل ومؤسسات إعلامية تنتمي إلى 14 آذار تعرضت للاعتداء والتخريب والحرق من قبل مجموعات مسلحة تنتمي إلى وتقاتل باسم قوى 8 آذار. في حين لم تتعرض وسائل إعلام 8 آذار إلى اعتداءات مماثلة من قبل جماعات مسلحة تنتمي إلى وتقاتل باسم 14 آذار.

يترتب على ما تقدم جملة استنتاجات:

أولاً: إن صحافيي وإعلاميي 14 آذار هم أكثر عرضة من اقرانهم في 8 آذار للعنف. وبالتالي يتطلب ثباتهم في مواقعهم شجاعة ما لا يتطلبها على الإطلاق ثبات إعلاميي وصحافيي 8 آذار في مواقعهم الآمنة. الشيء نفسه وبالمناسبة ينطبق على سياسيي 14 آذار بالمقارنة مع سياسيي 8 آذار على مدى السنوات الثلاث أو الأربع المنصرمة. و قد تكون اقصر طريق يتمكن من خلالها أي صحافي او سياسي ينتمي على 14 آذار من تأمين حماية شخصية لنفسه هي بالتخلي عن 14 آذار. ويُستحسن الانتقال كلياً إلى 8 آذار.

ثانياً: بناء على ما تقدم، يصح اطلاق صفة صحافي وإعلاميي ومثقفي السلطة (أو القوة) على هؤلاء المحسوبين على حصة 8 آذار، أكثر مما تصح هذه الصفة على صحافيي وإعلاميي ومثقفي 14 آذار. القول بخلاف ذلك هو ضرب من الدجل أو خداع النفس. فمن غير المنطقي أن يقال أن الصحافي الأكثر عرضة للضرب والترهيب والقتل هو صحافي السلطة، وأن الصحافي الأكثر أمناً هو الصحافي المناهض للسلطة. فما هو هذا الذي يجعل شخصاً كعمر حرقوص كاتب سلطة وأشخاصاً كبيار ابي صعب وسماح أدريس كتاب معارضة؟ لا شك أن حرقوص ومن هم في موقعه السياسي من الصحافيين يشعرون بأمان أقل بكثير مما يشعر به من هم في موقع أبي صعب وإدريس وغيرهما من حاملي رايات 8 آذار. طبعاً لن يرضى أبي صعب وإدريس أن يصنفّا في خانة كتاب السلطة. فهم وكثيرون مثلهم يريدون أن يستمتعوا في آن واحد بكل ما توفره امتيازات المعارضة والنضال وما يجلبه ذلك من تعاطف وأن يستمتعوا أيضاً وفعلياً بكل ما تجلبه السلطة من القوة والمنعة.

ثالثاً: على صحافيي 8 آذار، الذي يمعنون في قذف صحافيي 14 آذار بشتى تهم العمالة والخيانة، أن يشعروا بشيء من الخجل أو على الأقل بشيء من الإحراج عندما يتعرض صحافيو وإعلاميو 14 آذار وحدهم للضرب والقتل والترهيب. أنا لا أقول أن كتاب 8 آذار هؤلاء يوافقون أو حتى يبررون الاعتداء الجسدي على كتاب 14 آذار. وأنا لا أطالب بتحريم استخدام العبارات القاسية والتخوينية أو حتى البذيئة منها في مهاجمة الخصوم. ولكن لا بد لأحدهم أن يشعر بالحرج والحاجة إلى تقديم نوع من الاعتذار إذا صادف أن تعرض الذين يهاجمهم بقسوة لفظية إلى انتهاك جسدي. هذا ناهيك عن أن يكون هناك احتمال وجود علاقة تحريضية وإن غير مقصودة بين الهجوم اللفظي والاعتداء الجسدي. يرفض البعض رفضاً مطلقاً أن يكون هناك أي رابط بين حملة أسعد أبو خليل على عمر حرقوص وتعرّض الأخير للاعتداء. "كيف نقنع جماعة 14 آذار" يقول سماح إدريس، "بأن من قتل الحريري لم يكن يستمع إلى إحدى خطب واكيم في المجلس النيابي، وأن من ضرب عمر لم يفعل ذلك بسبب قراءة مقال أسعد" "الأخبار" (18/12/2008). لكن المقارنة بين اغتيال الحريري والاعتداء على حرقوص غير صائبة. طبعاً إن اغتيال شخص في وزن الحريري ودوره السياسي لا يمكن أن يكون نتيجة لخطب نجاح واكيم أو غيره. لكن الحال ليست كذلك مع صديقنا حرقوص ومقالات أسعد أبو خليل. فليس من غير الوارد أن يلعب تكرار هجوم أبو خليل (ومقالات الأخير تقرأ من قبل عدد لا يستهان به من جماعات 8 آذار) على حرقوص دوراً في وضع اسم الأخير على لائحة المرشحين للاعتداء.

يبدي البعض كأبي صعب وإدريس وابو خليل خشية أن تستغل حادثة كحادثة الاعتداء على حرقوص من أجل تبرير قمع حرية مفكري وكتاب 8 آذار. قد أؤيّد الدعوة التي يطلقها هؤلاء لعدم وضع أي رقابة أو حدود على الصحافة والإعلام. وقد أويد هذه الدعوة حتى لو أدت إلى تكرار أبدي ممل لسيل الشتائم نفسه. ولكن أي قمع هذا الذي يخشى أبي صعب وإدريس وأبو خليل أن تتعرض له صحافة و صحافي 8 آذار. هل يخشون مثلاً أن يقوم مسلحو 14 آذار بإغلاق أو حرق جريدة الأخبار أو تلفزيون المنار أم استخدام العنف ضد أحد العاملين في هاتين المؤسستين؟ أم هل يخشون أن يقوم القضاء اللبناني بإصدار أو تنفيذ حكم بإقفال أي من وسائل إعلام 8 آذار. ألم يعلم بعد أصحابنا من كتاب ومنظري 8 آذار أن 7 أيار (وما سبقها وما تلاها) أظهرت بشكل جلي من يمسك بناصية القوة في هذه البلاد وبالذات في عاصمتها حيث توجد معظم وسائل الإعلام والصحافة. ألم يخبرهم أحد بعد أنهم هم مثقفو السلطة الحقيقيون.

مساكين كتاب 8 آذار. فهم يتمنون بشدة أن يكونوا مثقفي معارضة ومناضلين معرضين للقمع من قبل سلطة جائرة. ولكن ماذا يفعلون اذا جعلهم حظهم العاثر في صف من يمسك بالسلطة الفعلية. Tough Luck

() أستاذ جامعي

   

ميشال معوض يتمنى صفحة جديدة بين فرنجية وبكركي

Alkalimaonline.com

تمنى عضو الامانة العامة في قوى ١٤ آذار ميشال معوض في حديث لموقع "الكلمة" أن تكون زيارة الوزير السابق سليمان فرنجية الى بكركي بداية صفحة جديدة من الاحترام، وأن تضع أسس جديدة للعلاقة مع بكركي رغم الاختلافات بالرأ.٬ كما رأى أن التهجم الذي طال رأس الكنيسة المارونية سابقاً هو تهجم على الاسس وعلى المؤسسات التي تمثل الوجدان والضمير المسيحي عبر التاريخ والتي تضمن الوجود المسيحي الحر في لبنان وفي المنطقة.

وتمنى معوض أن يستمر التواصل قائما بين كل القيادات المارونية وبكركي وأعرب عن تحفظه الكبير للطريقة التي كان يعتمدها الوزير السابق سليمان فرنجية في مخاطبة بكركي وتمنى ان لا يتكرر ما جرى سابقاً من اعتداء وتطاول على الصرح البطريركي.

أما عن الجهة التى تقف وراء الصواريخ التي وجدت في جنوب لبنان فاعتبر معوض أنه لا يريد ﺇستباق التحقيق ولكن وراء هذه الحادثة رسالتين واضحتين وهما: أولا محاولة لربط الواقع اللبناني بواقع غزة بطريقة ميدانية وبطريقة مباشرة وثانيا محاولة انقلاب على القرار ١٧٠١. وأضاف معوض أن: "هذا النوع من التصرف سيحول لبنان الى ساحة حرب مجددا واليوم نرى المجازر التي تحصل في غزة ونرى أن الاسرائيليين لا ينوون التراجع عن أي شيء لا انساني ولا عسكري لكي يفرضوا هيمنتهم على الارض٬ أما نحن فنرى أن الذي يحمي لبنان هو احترام القرار ١٧٠١ والحفاظ عليه واحترام مرجعية الدولة."

 

معنى "معنى أن تكون لبنانياً..." لمنى فياض

انطوان سيف المصدر: النهار  

يحمل اللبنانيون أعباء اضافية عندما يحملون على التبصر في احوالهم، واخراج معاناتهم الى علن الكلام. فالأحداث الجسام المتلاحقة التي انهالت عليهم في ازمنة متزاحمة تركت أثلاما عميقة في وجدانهم وذاكرتهم المرهقة. إلا أننا عندما نرخي على صخب الأحداث منطقاً وندمغ مسارها بمعنى، نحولها الى تاريخ قابل للفهم، وقابل للرواية التي غالبا ما تطرد من ملكوتها الشهرزادي العديد من فعلته الحقيقيين الذين هم ضحاياه، وتستبعد من وعي رواتها وفرا من المعاني المنغصة لاسترخاء الاقتناع وراحة الايمان المستعيذ من كل شك.

ذاك ان منى فياض التي دأبت على مدى اربعين شهرا (من شباط 2005 الى حزيران 2008) على معاينة الاحداث الكبرى التي عصفت خلال هذه الفترة بلبنان، "كمراقب محايد"، كما تقول، يواظب أسبوعيا تقريبا على ترصد نبضه حولها، لاحظت في هذه الاحداث "عدة تطورات مهمة وذات معنى طالت معنى لبنا ن ووظيفته وشرعية وجوده كدولة وطنية ناجزة، ما زعزع المفاهيم التي كانت سائدة حول عدم شرعية وجوده وكيانيته المصطنعة" (ص 9) (•). ها هي اذا تلبس عباءة المؤرخ – بعدوى انحراف مهني منزلي، ربما؟ - وتنزل الى ساح من ساحات البحث لا يستمرىء العديد من نازليها وقع اقدام العابرين فيها، أو ربما، وهذا أدهى، تخييم هؤلاء فيها لفترة لا يعرف طولها! وبيرقها كتاب جديد – ليس فيه من الجديد سوى عنوانه ومقدمته – يحوي مقالات "تاريخية" متنوعة الموضوعات، ومفلوشة الأزمنة، موزعة عشوائياً داخل فترة حدي الاربعين شهرا المذكورة، وفي موازا ة "حوادث" مذكورة غالباً، أو خواطر فكرية حفّزت الكتابة فيها، باستثناء بعضها القليل الذي لم تدون له صراحة تاريخ كتابته!

اثنتان وعشرون مقالة ارتأت المؤلفة ضمها في كتاب تحت أقسام ثلاثة:

القسم الاول يحمل عنوان: "عن الانتماء والهوية"؛

القسم الثاني يحمل عنوان: "الولاء للهوية الوطنية"؛

والقسم الثالث يحمل عنوان: "شرعية الدولة الوطنية وحقوق مواطنيها".

الملاحظ من هذه الاقسام انها تعتمد تقسيما  بحسب الموضوعات، او وفقا لما تعتبره المؤلفة كذلك، على الرغم من تنوع الميادين المعرفية داخل المقالة الواحدة! مهما يكن، فهذا يدل على ان خيار التأريخ النفساني للمشاعر والمواقف، بشكله الكرونولوجي على الأقل، لا يستأثر وحده برؤيتها، وان كان ثمة ما يدعو للافتراض انه يقبع في خلفية كل مقارباتها! ثمة إذاً عباءات اخرى تتدثرها أبرزها، بظني، الأنثروبولوجيا السياسية، (لا "الانثروبولوجيا التاريخية" الملتبسة للبعض، للساعة!) التي كانت في فترات سابقة تسمى حصرا بعلم النفس الاجتماعي الذي يتحدد أكثر بحسب الميادين التي يتطرق لدراستها، او البيئات الاجتماعية ذات الحدود الوظيفية المهنية، وحتى الجغرافية، الواضحة المعالم.

إلا أن الانثروبولوجيا السياسية هي أيضاً سياسة من نوع معين. فهي لا تكتفي بالوصفي الاثنوغرافي، بل تتعداه، ميدانيا ايضاَ وليس نظريا فحسب، الى المعياري الذي لم يستطع احيانا ان يخفي انحيا زه العاطفي، إذ غالباً ما يقول العلماء في حالات مماثلة، وكأنهم في محاكمة "يتعرقون" لرفع تهمة عن كواهلهم، ان الانحياز العاطفي هو لاحق للاكتشاف العلمي، وهذا سابق للانحياز العاطفي، ومستقل عنه! هذا كله يدخل برأيي في إشكاليات علم النفس التقليدي القائمة على تناقض العقل/ العاطفة، او العقل/ الحس والمقصود هنا، بشكل خاص، مقالها الشهير بعنوان "ان تكون شيعياً الآن" المنشور في جريدة "النهار" بتاريخ 7/8/2006، إبان العدوان الاسرائيلي التدميري والاجرامي على لبنان صيف 2006 والذي استهدف خصوصا القرى والبلدات والاحياء التي يقطنها المواطنون اللبنانيون الشيعة حصرا، في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع، ما عدا بعض الاستثناءات غير الطائفية غير العشوائية.

في هذا المقال تعبر منى فياض، الاستاذة الجامعية والكاتبة الشيعية والجنوبية الانتماء، عن ألمها، على طريقتها الخاصة، طارحة، كما تقول "علنا، الاسئلة التي يطرحها البعض بينه وبين نفسه او خفية، فلا يتجرأ على إعلانها مخافة مخالفة الجماعة والاجماع، ومخافة ان يتهم بالعمالة والخيانة، اذا لم يكن الكفر". وتتهم، مداورة ومباشرة، "حزب الله" بالمرحلة الكارثية المصيرية، كما تقول، التي وصل اليها الشيعة اللبنانيون تحت العدوان الاسرائيلي".

ثمة ما يشي ان هذا المقال، ذا الصفحات الاربع، الذي يأتي موقعه في مطلع الكتاب، مع أنه ليس زمنيا الاول بين الاثنين والعشرين مقالا التي يضمها الكتاب، هو العمود الفقري للكتاب. ويبقى كذلك اينما كان موقعه فيه. فهو الذي "يحمل" بقية المقالات ويعطيها معناها في الموقف السياسي. انه نقطة الارتكاز التي يقرأ الكتاب برمته في ضوئها: ما نشر قبله بالزمان (ثمة في الكتاب سبع مقالات نشرت قبله في الزمان)، وما نشر عقبه مباشرة، او بعد ذلك بمدة أطول، كلها لا تنجو من سطوة حضوره!

لقد قال هذا المقال اكثر بكثير من مضمونه، ولا يزال يقول الكثير. وتم توظيفه في السجال السياسي الحامي، والاتهامات السياسية، وبخاصة من خصوم "حزب الله". وربما كان أقسى الاتهامات السياسية، وبخاصة من خصوم "حزب الله". وربما كان أقسى الاتهامات التي وجهت لـ"حزب الله" على الاطلاق، وفي أخطر الظروف التي مر بها! ولا يعرف اثره على "الحزب" بشكل صريح، إذ اتخذ "الحزب"، القادر والمخيف كما هو معروف وشائع، موقف الصمت إزاءه، وإزاء مؤلفته (المرأة الشيعية العالمة والكاتبة الشهيرة)، أو المقربين منها، وإزاء ناشره! (وهل يجب ان نضيف: "للساعة"؟).

ولكن المقال اللاحق زمنيا (بعد شهرين) لهذا المقال الناري: "ان تكون شيعياً اليوم"، فحمل عنوان: "مختلفون لكن لبنانيون: في ان تكون مواطناً" ("النهار" 17/10/2006): ليس فيه أية اشارة عدائية لأية فئة، ولا ذكر فيه لـ"حزب الله"، بل فيه موقف أوسع من الانتماء الطائفي الى الشيعة، تقول فيه بنبرة تربوية، أسوة بالمعلمين الكبار، وهي منهم: "أقول للبناني ان تمايزه، وخصوصيته كلبناني، ووجوده نفسه، لا يُعترف به سوى هنا في لبنان (اي، بحسب المقا ل، لا في ايران ولا في فرنسا...)، وان انتماءه الى لبنانه هذا هو مصدر حمايته ومنعته وقوته وعزته، وليس أي انتماء آخر" (ص 109). وتشرح فيه تحت عنوان فرعي فيه، بالغ الأهمية: "كيف يمكن تدعيم القيم المواطنية في النظام الطائفي" (ص 112)، مستشهدة، فوق ذلك – من غير الاكتراث بالتوقف عند "تاريخية" الصخب الايديولوجي المزمن، و"العتيق"، حول هذه المسألة وما سالَ عنه – "بما حاوله ميشال شيحا باكراً..." (ص 113).

هذه بالفعل مرحلة جديدة، او المرحلة الجديدة، من مواقف منى فياض، التي سأتعمق بالكشف عن منعطفات الطريق التي آلت بها اليها، من خلال التبويب الذي قامت به لكتابها في أقسامه الثلاثة ومضامين كل قسم منها، وترتيبها التعاقبي، مقترحا له بدوري احتمالات تبويبات اخرى أفترضها اكثر إفصاحا عن مسيرتها الفكرية السياسية نحو المواقع الفكرية التي باتت تعلن انتماءها اليها.

أفترض ان كتاب منى فياض الجامع مقالاتها السابقة، هو سيرة فكرية سياسية، الكثير من ركائزها مضمر يحتاج الى سبر، تدرّجت فيها عبر محطات ثلاث رئيسية ظاهرة في الأقسام الثلاثة لكتابها. سيرة مدونة بشكل مقالات، لذا تسهل مقاربة حيثياتها. ها هنا نوع من اعترافات داخلية، وتحليلات فكرية هي قراءات للوقائع السياسية الكبرى الحاسمة، برأيها، في تاريخ لبنان الحديث، كما هي حاسمة ايضا وخصوصا في سيرتها الذاتية ومسيرتها الفكرية.

أجد لهذه السيرة ثلاث قراءات (صيغ) ممكنة:

-1 الاولى هي القراءة السيكولوجية السياسية، وهي التي اعتمدتها المؤلفة.

القسم الاول منها: "عن الانتماء والهوية" وتقصد به الانتماء الى الطائفة الشيعية وحمل هويتها، شأنها شأن الغالبية من ابناء وبنات طائفتها (وتقدر عدد "الطائفيين" منهم آنياً بثلاثة ارباع الطائفة. اذ هناك، برأيها، ما بين 20% الى 30% من الشيعة اللبنانيين ذوي اتجاهات غير طائفية)! (ص10).

والمقالات التسع في هذا القسم الاول كلها عن موضوعات شيعية، وعن "حزب الله"...

القسم الثاني: عن "الولاء للهوية الوطنية". والهوية الوطنية هنا هي حصرا اللبنانية، او المواطنية اللبنانية. واهمية هذا القسم (الولاء) هو انه حدث تاريخي بالنسبة للمؤلفة. حدث، جديد برأيها، ان ينتمي مسلمون صراحة

وعلنا، الى الدولة اللبنانية والوطن اللبناني.

تذكر هنا في المقدمة، اسماء زعماء سياسيين مسلمين لبنانيين استقلاليين قاموا علنا (قبلها) بهذا الانتماء: كرياض الصلح، وعبد الحميد كرامي، وصائب سلام وغيرهم... اشارة قامت بها دعما، ربما، لانتمائها اللاحق لهم. وتظهر بذلك – نظرا لحداثة عهدها بهذا الانتماء وجدّة اهتمامها به – جهلا كبيرا بهذه المسيرة لمسلمين لبنانيين استقلاليين معروفين في السياسة والثقافة من كاظم الصلح... حتى منى فياض).

القسم الثالث: عن "شرعية الدولة الوطنية وحقوق مواطنيها" تدافع فيه المؤلفة عن ولائها الوطني بتفسير أسس هذا الولاء واشباهه في العالم وفي العالم العربي، اي "شرعية الدولة الوطنية (المسماة في معجم "القوميين": الاقليمية او القطرية، والمُدانة في مختلف التسميات) التي مع ذلك، بشرط ديموقراطيتها الاساسي، وتلبية حقوق مواطنيها، تصبح نموذجا لدولة عربية عصرية هي مقدمة لاتحاد عربي حقيقي (تستوحي هنا على الارجح "الاتحاد الاوروبي" الذي قام حديثا بين دول جميعها ديموقراطية مضمونا، ومن غير ضرورة لتسمية ذلك خصوصا في اسم العلم!) (ص163).

في هذه القراءة الاولى لأبواب الكتب هناك ثلاثة هموم: هم الهواية، وهم الانتساب، وهمّ شرعية الانتساب الى الهوية. والتدرج فيه هو ايضا ثلاثي: الانتماء الموروث (الى الطائفة) – والولاء المكتسب (الى الوطن) – وشرعية  هذا الولاء الجديد. تؤكد منى فياض هنا على طريقتها، المقولة المعروفة في بلدان اخرى سوانا، وغير المتنبه لها قبلا عندنا: نحن لا نولد لبنانيين، بل نصبح لبنانيين!

-2 القراءة الثانية: هي القراءة الكرونولوجية التاريخية للمقالات بحسب ازمنة وضعها. اي اعادة تبويب كتابها كرونولوجيا، وهذا ما لم تقم به وانا قمت به عنها!

هذه القراءة تمتاز عن القراءة الاولى بأنها تضبط، اكثر من الاولى، تطور فكر المؤلفة الزمني بموازاة التطور التاريخي للأحداث. قراءة عزيزة على المؤرخين لأنها لا تتنكر "للتاريخانية"، اي للموضعة التاريخية: فقد قمت هنا باعطاء المقالات ارقاما متسلسلة بحسب تاريخ نشرها، لاعادة قراءتها قراءة تاريخية. تحتاج هذه القراءة، مع ذلك، الى دعم منهجي آخر يعتمد القبل والبعد قياسا على نقطة ارتكاز مختارة بحسب مقياس معين. فكان مقال "ان تكون شيعياً اليوم"(آب 2006) ابان العدوان الاسرائيلي الكبير هو هذا المقياس:

-1 فقبل هذا المقال لم تكن المقالات مسيسة جدا، بل كانت اكثر اكاديمية (بالاسلوب والمنهج وبغلبة لغة الاحصاء) وكان فيها اشادات بـ"حزب الله" احيانا، وبحكمته: مقال: "حكمة حزب الله" (6/1/2006) وتنبيه "الحزب"، بنصيحة ودية، من سوء الجنوح الى الجدل العنيف الخ... انها فترة "ما قبل العاصفة" اذا شئنا.

-2 اما بعد المقال الشهير (الذي بات في الكتاب الوحيد ذي اللغة الاتهامية) فحلت محله فكرة الولاء للوطن اللبناني، وشرعية الدولة الديموقراطية اللبنانية.

هذه القراءة كشفت ايضا، برأي عن ميل مضمر عند المؤلفة، من بين ميول أخرى عدة لتوضيح اسباب اعتراضها على السياسة السورية: فالمقالات التي ارادتها ان تكون في آخر كتابها، هي عن سوريا المتهمة علنا من قوى 14 آذار بأنها وراء اغلب الاغتيالات السياسية في لبنان، وابرزها اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. واول هذه المقالات هو بعنوان: "زيارة دمشق... رغم التحذيرات" بعنوانه المعبّر، على الرغم من أن تاريخه (3/2/2006) سابق لحرب تموز 2006، ولمقالها الشهير! ومقال ثالث حول ادانة سلوك "استغلال" الدول غير الديموقراطية لديموقراطية الدول الغربية، كاستغلال سوريا للديموقراطية الفرنسية، عند زيارة الرئيس الاسد لفرنسا بدعوة من الرئيس الفرنسي ساركوزي، لمناسبة احتفالات ذكرى 14 تموز الثورية الفرنسية.

-3 القراءة الثالثة التي اقترحها لكتابها هي قراءة ديالكتيكية جدلية هيغلية، ارادها، مع ذلك، مضمرة في كتابها. في هذه القراءة الاقسام الثلاثة في فهرس كتابها ترسم تطورا جدليا: فالقسم الاول من الفهرس عن الانتماء هو الطريحة thèse الذي نفاه القسم الثاني بعنوان: الولاء (anti – thèse).

اما القسم الثالث والأخير (snthèse) فهو، عندها، توليفة كبرى تمثلها الدولة الوطنية اللبنانية الديموقراطية المستقلة، الوطنية لأنها ديموقراطية، الحامية حقوق مواطنيها، كل مواطنيها: العلمانيين

والطائفيين، في رعاية القانون وتحت قيمة الحرية.

هذه القراءة الجدلية تكشف، برأيي، اكثر من سواها، عن نوازع المؤلفة الى نفي مشروع الدولة الدينية الطائفية (اي القسم الاول بعنوان: الانتماء) الذي يطرحه برأيها "حزب الله" للبنان (من غير ان تذكر هنا ولا ان تناقش تصريحات السيد حسن نصرالله الاخيرة بأن خيار "حزب الله" في لبنان هو دولة المشاركة مع الطوائف الاخرى: هل هو خيار استراتيجي ام تكتيكي؟ استراتيجي (كما يصرح هو) ام تكتيكي (كما يرى خصومه)؟ كان يمكن لسجال كهذا، اختارت أن تتأباه، ان يفتح بابا اضافيا "لملحق" الكتاب، ربما، يمكن ان يكون، لو اختير، نداً حقيقياً متجدداً لمقالها الشهير. اما بعد، الكتاب يُقرأ من عنوانه. تلك هي القراءة الجامعة لكل القراءات. والعنوان يستبطن فرحاً عظيماً: فرح الانتماء الى وطن، ولكن فرح الولاء له هو الانتماء الاوسع، اي "معنى أن تكون لبنانيا". عنوان يفاقمه التساؤل عن معنى هذا المعنى؟

لا تخفي المؤلفة جوانب من تهديد هذا الفرح في مقدمة كتابها التي هي على الحقيقة المقالة الاخيرة فيه، وكأن دورها الاوحد تسويغ عنوان الكتاب من غير الاشارة، مجرد الاشارة، الى محتوياته. تومىء مقدمتها الى نماذج من القلق المنغّص لهذا الفرح، والى الهواجس من الولاءات دون الوطنية، الطائفية حصرا، التي هي بجوهرها، وبمعناها الاخير نيات عدوانية وعدائية متواصلة ضد الآخر المختلف الذي هو دائما، في لبنان، بصيغة الجمع المتعدد والمتنوع والمفكك... والاقوى ايضا. لذا، رغم كل المخاطر الداخلية، ليس التفاؤل

موقفاً ساذجا في المطلق ومن حيث الواقع.

معنى "معنى ان تكون لبنانيا" هو ان تشحذ فرحك ومعاناتك المتداخلين باستمرار، للانضمام الى بناء وطن يكثر يوما بعد يوم مريدوه واحباؤه، ويتقلص امّيو قيمته وفضله، وجاحدوه.

انه كتاب جديد في التربية الوطنية اللبنانية، للكبار والصغار، بأعمارهم وبقاماتهم الانسانية. تربية لا توارب ولا تخاتل في مقاربة تاريخها، بكل مآسيه وعثراته، وبكل ارادته الطيبة في المعرفة الثاقبة والجريئة. تربية تقول ان الديموقراطية في الدولة الوطنية اللبنانية هي النموذج الاوحد في اتجاه اتحاد عربي اوسع، ومستقبل وطني ازهر.

منى فياض، شكراً لمتعة الرحلة معك في كتابك. وشرف كبير الانتماء والولاء لوطنك.

(•) منى فياض – معنى ان تكون لبنانياً - الدار العربية للعلوم – ناشرون 7/11/ 2008

انطوان سيف     

(أستاذ جامعي)  

   

 

 أوباما يريد من ضرب غزة حسم معركة أفغانستان أميركيًا

الأحد 28 ديسمبر /ايلاف

 زيد بنيامين

زيد بنيامين من دبي: في الوقت الذي كانت فيه صواريخ اسرائيل تقضي على البنية التحتية لحماس في قطاع غزة كما كانت تعلن، كانت تلك الصواريخ تاخذ في طريقها اي امال بعودة الهدنة بينها وبين حماس في المستقبل القريب، كما أضافت الكثير من الخجل على اي طرف فلسطيني اخر يريد الجلوس والحوار مع اسرائيل وعلى رأس كل تلك الاطراف يجلس محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية. وتيرة  الضربات الموجعة التي تلقتها العملية السياسية في الاراضي المحتلة ، ربما بقدر عدد الذين سقطوا في شوارع القطاع على حين غرة خلال يوم السبت حيث بدأت العمليات الاسرائيلية، سواء بضربات الصواريخ او باستهداف الطائرات عن بعد، ليقفز السؤال الاهم مباشرة، كيف تركت الدولة العبرية وجيرانها من العرب الوضع ليصل الى الحد الذي نشهده اليوم ولماذا؟

يرى الكاتب البريطاني سكوت بلومر في صحيفة التلغراف ان الوضع في غزة هو نتاج اعمال حماس  التي سيطرت على القطاع في منتصف 2007، ومنذ ذلك الوقت بدأت تتحدى الشرعية الاسرائيلية بدعم من ايران وسوريا، كما تتحمل حكومة اولمرت جانبًا من الملامة ايضاً لانها لم تفتح خط الحوار مع حماس حينما كانت الهدنة قائمة. وبحسب الوضع الداخلي الاسرائيلي وقرب خروج ايهود اولمرت من كرسي السلطة، والى حين تشكيل تحالف جديد من اجل قيادة اسرائيل بعد الانتخابات المقبلة في فبراير، فأن الحوار مع العرب قد ينتظر اشهر طويلة، وتقول كل الاستفتاءات ان المرشح الابرز للوصول الى السلطة بعد فبراير هو بنيامين نتنياهو الزعيم اليميني المتطرف والذي يمتلك قاعدة شعبية وحزبية اوسع من اولمرت، كما كان الحال مع سلفهما ارييل شارون في السابق.

والوضع الداخلي على الجانب الفلسطيني فهو كالتالي: الاعمال الاسرائيلية الاخيرة لم تقوِّ طرفاً في المعادلة الفلسطينية سوى حماس، حيث ازداد الدعم الشعبي لها بسبب الضربات الاسرائيلية، في وقت نجحت فيه في الحد من تأثير الحصار الاقتصادي الذي فرض على المناطق التي سيطرت عليها، وها هو الرئيس محمود عباس يقف ضعيفاً في الضفة الغربية مع قليل من السلطة وابعاد تام له ولحركة فتح عن غزة قد يزداد بابعاد المتبقي من مناصريه خلال الايام القليلة المقبلة من القطاع، فتواجه اسرائيل طرفًا تفاوضيًا هو عباس غير القادر على تقديم شيء بالمقابل.

هنا يأتي دور المنقذ وهو الولايات المتحدة، فالجامعة العربية دعت الرئيس الاميركي المنتخب حديثًا باراك اوباما الى تقديم خطته الداعية إلى تبادل الارض مقابل السلام وهو تحرك يدعمه رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون.

في 2002 كان الرئيس الاميركي جورج بوش اول رئيس اميركي يدعو إلى اقامة دولة خاصة بالفلسطينيين، ولكنه كان بعيداً عن اي تدخل عميق في الازمة الاميركية الاسرائيلية، وبعد فترة قصيرة بدأت الحرب في افغانستان ثم العراق لتبعداه عن القضية تماماً، وحينما جاء ليطلق انابوليس.. كان الوقت قد تأخر على الجميع. اوباما اكد في وقت سابق ان القضية الفلسطينية الاسرائيلية ستكون في اولويات ادارته المقبلة، واذا صدق، فأن ذلك يعني تدخلاً واسعاً لادارته في شأن الصراع العربي الاسرائيلي وستكون وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون مطالبة بالكثير.

واوباما يعرف جيدًا ان اي حل في المنطقة لن يأتي الا بضغط اميركي، وهو يعلم ان هذا الضغط يجب ان يستخدم في مقابل ضغط اسلامي (من الدول الاسلامية) من اجل ضبط العلاقات العربية والاسلامية مع اميركا، واحد نتائج ذلك يجب ان ينعكس في افغانستان، وسيكون شعار اوباما على النحو التالي (ان كانت ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش قد علمت اميركا شيئًا حتى الان.. فهو انها بحاجة الى شركاء) لتكون حملته في ممارسة ضغط اميركي مقابل ضغط اسلامي.

ثم يأتي دور اسرائيل.. التي نجحت حتى الان في تغيير الرؤية الاميركية لامكانية الحوار مع سوريا، خصوصًا بعد ان قال اولمرت في وقت سابق انه قادر على قيادة جبهة امامية لكسر العلاقة التي تربط بين دمشق وطهران، وهو ما يعني ابعاد قادة حماس والجهاد من دمشق وقطع المال عن حزب الله، في مقابل قيام العرب بوضع خطة لعملية السلام لكنها بحاجة الى بعض التعديلات، يضاف الى ذلك موقف القادة العرب الداعي الى وقف ادخال الصواريخ الى غزة خصوصا بعد انسحاب اسرائيل من القطاع في عام 2005، وهو ما زاد الامال في امكانية تطبيق المبادرة العربية وزاد من ضغوطهم على حماس بضرورة وقف اعتراضاتها.

يبقى ان العالم تحول عبر الضربة الاخيرة، الى خشبة مسرح جاهزة للعرض، بمشاركة اللاعبين الرئيسيين، وبانتظار الادارة الاسرائيلية القادمة والتي يتوقف عليها شكر من قاموا بالادوار الرئيسة ومن ثم اتخاذ القرار.. فاما اكمال الامر الى السلام او الانهيار... فهل تحل القضية الفلسطينية على الطريقة التي حلت بها قضية ايرلندا الشمالية، سيكون الامر وقتها بيد العرب والاسرائيليين حتماً.. الامر لا يحتاج سوى أشهر قليلة من الانتظار.

 

الإرهاب في البحرين و الخليج العربي و نظام المخابرات السورية

الأحد 28 ديسمبر/داود البصري/ايلاف

 المعلومات التي أعلنها رئيس الوزراء البحريني عن المحاولات التخريبية التي رتبتها و قامت بها جماعات إرهابية تخريبية و طائفية مرتبطة بالمشروع الإيراني و إمتداداته في العالم العربي ليست نهاية المطاف في تقرير طبيعة و حجم الأعمال الإرهابية و الخلايا السرية التي يقف خلفها نظام الحرس الثوري في طهران و المدعوم ستراتيجيا و تكتيكيا في العالم العربي من حلفاء و مناصرين معروفين تاريخيا و مشخصين بكل دقة منذ أوائل ثمانينيات القرن الماضي و حتى اليوم أي منذ ما يقارب الثلث قرن، و حينما تعلن الأجهزة الأمنية البحرينية عن إكتشاف أمني ما، و عن فضح شبكة أو خلية سرية إيرانية فإنها لا تضيف جديدا بالمرة بل تقرر ميدانيا واقعا سائدا و معروفا، فحجم الخلايا السرية الإيرانية في دول الخليج العربي أكبر و أكثر من كل ما هو متوقع؟

بل أن طبيعة التغلغل الإستخباري الإيراني في المنطقة فيما لو عرفت جميع حقائقه سيصيب المنطقة بصدمة شديدة و آثار مرعبة، و ما كشفه الأمن البحريني مؤخرا ليس سوى نقطة بسيطة في بحر هائج و مائج من الأسرار و الخفايا و الخلايا، و لكن أشد ما يضحك المرء حقيقة هو حركات الشقلبة السياسية للنظام الإستخباري السوري، فبمجرد أن أعلن وزير داخلية البحرين عن أن الجماعة الإرهابية قد تلقت تدريبها في معسكرات داخل الأراضي السورية أعلن وزير الخارجية السوري عن تضامن نظامه مع البحرين!! و كأن وزارة خارجية دمشق لا تعلم تماما ما تفعل وزارة الداخلية هناك؟

و لا تعلم أي شيء عن نشاطات فروع و مكاتب المخابرات السورية المتعددة وهي الضليعة و العارفة و المختصة بشؤون الإرهاب و تنظيماته و حركات المعارضة السياسية و العسكرية في العالم العربي؟

أو كأن السيد وليد المعلم لا يعلم أو يحيط بطبيعة التحالف الستراتيجي القائم منذ عقود بين نظامه و نظام طهران وهو تحالف مقدس كانت حصيلته النهائية دعم الجماعات الإرهابية و الطائفية في المنطقة و إدخالها في جحيم العمليات الإنتحارية منذ عملية تفجير السفارة العراقية في بيروت عام 1981 مرورا بالتفجيرات ضد الأمريكيين و الفرنسيين في بيروت وصولا لتفجيرات الكويت الشهيرة أواخر عام 1983 و التي دبرت في طهران و أجريت بروفانها و تكتيكاتها في دمشق بتسهيل من المخابرات السورية و نفذت في الكويت لتكون باكورة الأعمال الإرهابية الجديدة التي روعت المنطقة و مارست سياسة الإبتزاز و أفرزت توجهات ائفية خطيرة ما زالت تتفاعل، و قضية الإرهاب في البحرين اليوم هي مسألة و حالة من مسائل و حالات تطور الإرهاب الطائفي الإيراني المدعوم تكتيكيا من جانب النظام السوري و الذي مهما بالغ في الإنكار و أعلان التضامن الوهمي فإنه لا يستطيع التنصل أبدا من مسؤوليته و دوره التسويقي الخطير في العالم العربي للمشروع الإيراني، و البحرين ليست وحدها في دائرة الهدف الإيراني المباشر بل أنها فاصلة على الطريق فهنالك تحركات و خلايا سرية إيرانية متغلغلة في عمق النسيج الإجتماعي و السياسي و حتى الأمني لدول خليجية أخرى، و هنالك العراق حيث يحتل أهل المشروع الإيراني فيه قطب الصدارة و يتسيدون الموقف و يباشرون بتنفيذ سياسات و مقاربات أمنية تتوائم و تتفق مع المشروع الإيراني، كما أن في الملف الأمني الخليجي مفاجآت من العيار الثقيل قد يتم كشفها خلال المراحل القادمة، خصوصا و أن هنالك بوادر لتحولات و تحالفات أقليمية و دولية جديدة قد تعيد ترتيب ألأوضاع في المنطقة العربية و عموم الشرق القديم، و ما حصل في البحرين و تمكن أجهزتها ألأمنية من إلتقاط بعض المعلومات الأمنية الحساسة بطريقة أو بأخرى لا يعني أبدا بإن مسلسل الإرهاب الإيراني المدعوم بغطاء الدعم و الحماية اللوجستية لأجهزة مخابرات النظام السوري سيتوقف أو يتقلص بل العكس هو الصحيح...؟

فما زالت هنالك نشاطات و تحركات و خلايا سرية و نائمة تنتظر أوامر التحرك و ستراتيجية الأمن الخليجي لا يمكن أن تتقدم أو تحرز نجاحات ميدانية في ظل الدعم الإستخباري السوري لوكلاء النظام الإيراني في العالم العربي و أعتقد أن ما أقصده واضح و محدد و صريح، فنفي وليد المعلم لا قيمة حقيقية له أمام الوقائع الميدانية و حجم التغلغل الإستخباري و طبيعة الدعم اللوجستي للنظام السوري للجماعات التخريبية في الخليج العربي و العراق... المهم أن هنالك مفاجآت أمنية كبيرة قادمة على الطريق ستقلب الموازين السابقة.. و من لا يصدق ما عليه سوى الإنتظار..!

داود البصري