المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 30 كانون الأول/2008

إنجيل القدّيس متّى .18-13:2

وكان بَعدَ انصِرافِهِم أَنْ تَراءَى مَلاكُ الرَّبِّ لِيوسُفَ في الحُلمِ وقالَ له: «قُم فَخُذِ الطِّفْلَ وأُمَّه واهرُبْ إِلى مِصْر وأَقِمْ هُناكَ حَتَّى أُعْلِمَك، لأَنَّ هيرودُسَ سَيَبْحَثُ عنِ الطِّفلِ لِيُهلِكَه».فقامَ فأَخَذَ الطِّفْلَ وأُمَّه لَيلاً ولَجَأَ إِلى مِصر. فأَقامَ هُناكَ إِِلى وَفاةِ هيرودُس، لِيَتِمَّ ما قالَ الرَّبُّ على لِسانِ النَّبِيّ: «مِن مِصرَ دَعَوتُ ابني». فلَمَّا رأَى هيرودُسُ أَنَّ المَجوسَ سَخِروا مِنه، استَشاطَ غَضَبًا وأَرسَلَ فقَتلَ كُلَّ طِفلٍ في بَيتَ لحمَ وجَميعِ أَراضيها، مِنِ ابنِ سَنَتَيْنِ فما دونَ ذلك، بِحَسَبِ الوَقْتِ الَّذي تَحقَّقَه مِنَ المَجوس. فتَّم ما قالَ الرَّبُّ على لِسانِ النَّبِيِّ إِرْمِيا:«صوتٌ سُمِعَ في الرَّامة بُكاءٌ ونَحيبٌ شَديد راحيلُ تبكي على بَنيها وقَد أَبَتْ أَن تَتَعزَّى لأَنَّهم زالوا عنِ الوُجود».

 

القديسة تريزيا بِنِديكت الصليب [إديت شتاين] (1891-1942)، راهبة كرمليّة، وشهيدة وشفيعة أوروبا

القدّيسون الأبرياء، "رفاق الحمل": "يتبعون الحمل أينما ذهب" (رؤ14: 4)

نحن لا نعرف إلى أين سيقودنا الطفل الإلهي على هذه الأرض، ويجب ألاّ نسأل عن ذلك قبل الأوان. من المؤكّد أنّ "جميع الأشياء تعملُ لخير الذين يحبّون الله" (رو8: 28)، وأنّ الطُرُق التي رسمَها ربّنا تقود إلى أبعد من هذه الأرض. من خلال تجسّده، منحَنا خالِقُ الجنس البشريّ ألوهيّتَه. صار الله بشرًا كي يصير البشر أبناءً لله. "يا له من تبادل رائع!"أن نكونَ أبناء الله يعني أن ندعَ يد الله تقودُنا، وأن نعملَ إرادة الله لا إرادتنا، وأن نضعَ بين يديّ الله كلّ همومنا وكلّ رجائنا، وألاّ نقلقَ بشأن أنفسنا وبشأن مستقبلنا. على هذا الأساس ترتكز حريّة أبناء الله وفرحهم... صارَ الله إنسانًا كي نستطيع المشاركة في حياته... لقد سمحَتْ الطبيعة البشريّة التي أخذَها يسوع المسيح أن يتألّم وأن يموت... ينبغي على كلّ إنسانٍ أن يتألّم وأن يموت؛ لكن كعضو حيّ في جسد يسوع المسيح، فإنّ ألمه وموته يكتسبان قوّةً مُخلِّصة بفضل ألوهيّة رأس الجسد... في ليل الخطيئة، يلمعُ نجم بيت لحم. وعلى النور المُشعّ المُنبثق من المغارة، يُرخي الصليبُ بظلّه. ينطفىءُ النور في ظلمات الجمعة العظيمة، لكنّه ينبثقُ لامعًا أكثر من شمس النعمة في فجر القيامة. بالصليب والألم، مرّتْ طريق ابن الله المُتجسّد نحو مجد القيامة. وللوصول إلى مجد القيامة مع إبن الإنسان، فإنّ الطريقَ تمرّ بالألم وبالموت، لكلِّ واحد منّا وللبشريّة جمعاء.

 

الشيخ قاسم في الليلة الثانية من عاشوراء في مجمع سيد الشهداء: تاريخ الصهاينة عدوان ومجازر والعالم متواطئ معهم والا اين حقوق الانسان؟

سنعلن للعالم بان المقاومة هي خيارنا بما فيها الثقافية والاعلامية

وطنية-29/12/2008(سياسة) اعتبر نائب الامين العام في حزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم، خلال احياء مراسم الليلة الثانية من عاشوراء في مجمع سيد الشهداء، "اننا اليوم في ابشع صورة ظلم دولي على غزة الصامدة الحبيبة". وراى ان العالم، "من مجلس الامن إلى الدول الاوروبية إلى اميركا إلى الكثير من الدول في المنطقة، يتواطأ على هذا الشعب الابي الطاهر المجاهد في فلسطين الحبيبة وفي غزة هاشم، وهذا التآمر لانهم يريدون العيش على ارضهم بحريتهم وكرامتهم ويرفضون الاستسلام ويرفضون ان يكونوا عبيدا للصهاينة او لاميركا. غزة هذه مسؤولية فلسطينية عربية اسلامية وليست مسؤولية محصورة بالفلسطينيين فقط، على الكل ان يعمل من موقعه، بما يستطيع لدعم غزة بالصوت بالمال بالاعلام بالسلاح بكل قدرة تتوفر، لان غزة هي المحور اليوم وعنوان من عناوين النصر، عندما تنتصر غزة سينتصر المقاومون في العالم واذا انهزمت غزة لا سمح الله تعالى فإنكسار للجميع، لذلك هي الرمز اليوم كما كان في يوم من الايام حزب الله النموذج الرمز عندما انتصر حزب الله بتوفيق الله تعالى وتوفيقه انتصر المؤمنون والطيبون والعرب والمسلمون وكل الاحرار والاعزة ورفعوا رؤوسهم فكان الانتصار لهم جميعا بانتصار حزب الله".

وقال: "عندما يتحدثون عن اسباب الاعتداء على غزة يقولون بأن السبب هو اطلاق الصواريخ من غزة، ما هذه الحجة؟ الاحتلال الإسرائيلي عمره ستون سنة من سنة 1948 عدا عن سلوك الاحتلال قبل ذلك في ظل الانتداب البريطاني. بالله عليكم راجعوا كل تاريخ الاحتلال الإسرائيلي، هل فيه مكرمة واحدة؟ كل تاريخ الصهاينة قتل، تدمير، مجازر، قرى تدمر عن بكرة ابيها احتلال، اذا اردنا اليوم ان نؤرخ لاسرائيل نقول في سنة 1948 احتلت إسرائيل اراضي 48، في سنة 1967 احتلت باقي فلسطين وبعض الاراضي لعربية في مصر والاردن وسوريا، وفي سنة 1978 اجتاحت لبنان، وفي سنة 1982 اجتاحت بيروت، وفي سنة 1993 قصفت وحاولت ان تقضي على المقاومة في لبنان، وفي سنة 1996 كان عدوان نيسان، وفي سنة 2006 كان عدوان تموز، والان العدوان الموجود على غزة فضلا عن العدوان الذي حصل في مراحل مختلفة على الفلسطينيين".

اضاف:"ان كل تاريخ الصهاينة عدوان ومجازر، لا يوجد فيهم نسمة خير والعالم متواطئ معهم، مجلس الامن متواطئ، الدول الاوروبية متواطئة، كلهم متواطئون. والا اين انتم ايها الدول الاوروبية؟ اين انتم من منظومة حقوق الانسان؟ الا يقتل الاطفال والنساء؟"

وتساءل: "انه لو حصل هذا الامر وجرح بريطاني واحد او فرنسي واحد او اميركي واحد او اسرائيلي واحد لقامت الدنيا ولم تقعد واجتمع مجلس الامن وتحركت الاساطيل في البحر لتهديد من جرح واحدا من هؤلاء. اما ان يقتل شعب فلسطين لا تحمل مسؤولية حركة حماس والشعب الفلسطيني لانهم موجودون على ارضهم، هذا اعتداء، هذا تآمر، اما الانظمة العربية بأغلبها هي انظمة عاجزة لانها تحافظ على وجودها من اجل ان تقوم بهذا الدور، طيب على الاقل هذه الانظمة نطلب منها ان لا تتواطأ وان لا تشارك في العدوان، في الحد الادنى. لا نطلب منها ان تحرر ولا نطلب منها السلاح ولا نطلب منها القتال لكن نطلب منها ان لا تشارك وان لا تساند، اتركوا لشعب فلسطين خياراته ولا تفرضوا عليه خياراتكم، واعلموا ان المقاومة في فلسطين هي التي ستنتصر. هذه المقاومة التي صمدت ستين سنة ولم تتمكن إسرائيل من ان تحدد حدودها، ستستمر وستنتصر انشاء الله تعالى فأصحاب الحق هم منصورون وكان حقا علينا نصر المؤمنين".

واكد: "سنعلن للعالم بأن المقاومة هي خيارنا، المقاومة المسلحة هي قرارانا، والمقاومة الثقافية والإعلامية والسياسية والاجتماعية ملحق بالمقاومة العسكرية، حتى لا يأتي احد ويضع لفظة مقاومة ويفرغها من المحتوى، لا قيمة لمقاومة لا سلاح فيها، ومع هؤلاء الاعداء الصهاينة والاميركيين لا يمكن الانتصار الا بالمقاومة المسلحة المدعومة بكل انواع المقاومات، لذا سنتقوى وسنكون إلى جانب المقاومين لنكون اعزة نأخذ حقنا بأيدينا ونسترد أراضينا بأيدينا بإذن الله تعالى، اليس الصبح بقريب؟"

تابع: "اما إسرائيل فقد ثبت بما لا يقبل الشك انها وباء لا يمكن التعايش معه، الظروف التي فرضت إسرائيل في السابق تغيرت اليوم، كانوا يعتقدون عندما فرضوا إسرائيل انهم يحتاجون إلى بضع سنوات فيطوِّعون البلدان العربية ويدجِّنون الفلسطينيين ويطردون القسم الاكبر منهم خارج فلسطين ثم يكون لاسرائيل الكيان الذي تريده. هذا الامر اذا كان له قابلية للتحقق بنسبة معينة في سنة 1948 اليوم ما عاد عنده قابلية للتحقق، إسرائيل لا تستطيع مع هذه المقاومة وروح المقاومة الحسينية الممتدة في كل العالم الاسلامي والتي رأينا بعض مظاهرها في الايام الماضية لا يمكن ان تسمح للصهاينة بأن يأخذوا حق فلسطين وحق القدس وحق اهل غزة بل ستنتصر هذه المقاومة انشاء الله تعالى".

وختم الشيخ قاسم: "الثمن سيكون غاليا وكبيرا لكن ثمن الاستسلام اكبر، صحيح اننا سنشهد الشهداء والجرحى والدمار لكننا سنحصل معها على العزة التي تباع ولا تشترى انما تحصل بالدماء فكما اعزنا الله في لبنان بانتصارنا على إسرائيل بعض التضحيات التي قدمت انشاء الله تعالى سيعزهم في غزة وفلسطين وينتصرون ايضا"، مؤكدا ان "البوصلة لن تعود إلى الوراء".

 

السيد نصر الله في تجمع "نصرة غزة" في ملعب الراية في الضاحية الجنوبية: نناشد رئيس الجمهورية الدفع باتجاه عقد القمة العربية لأن هناك من يعمل لتعطيلها

ويجب أن يكون صوت لبنان عبر حنجرته مدويا في أي قمة في رفض التنازل عن الحقوق/من يقف مع فلسطين إنما يقف مع الحق ومن يتخلف عنها إنما يقف الى جانب الباطل وأدعو مع الداعين إلى انتفاضة ثالثة في فلسطين وفي العالمين العربي والإسلامي/نقوم بمطالبة سلمية بتغيير الموقف المصري ولسنا في صدد الاعتداء على أحد وغزة قادرة على صنع الإنتصار وأول شرط لتعزيز صمودها هو ان يفتح الباب إليها

وطنية - 29/12/2008 (سياسة) أطل الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله، للمرة الثانية في أقل من 24 ساعة، عبر شاشة عملاقة، مخاطبا الحشود التي لبت النداء الذي وجهه مساء أمس إلى التجمع عند الثالثة من بعد ظهر اليوم في ملعب الراية في منطقة صفير في الضاحية الجنوبية، لنصرة غزة في وجه الحملة العسكرية الإسرائيلية.

واستهل السيد نصر الله كلمته اليوم، بالدعوة إلى تلاوة الفاتحة عن أرواح شهداء غزة "من رجال ونساء وأطفال وصغار وكبار ومقاومين"، ثم شكر الحضور على تلبيتهم "نداء النصرة"، مخاطبا إياهم بالقول: "انتم اليوم في هذه الساحة وفي هذا الطقس البارد تعبرون عن التزامكم الدائم بتلبية هذا النداء في كل عام، واليوم هو يوم من أيام الحسين عليه السلام، ويوم من أيام الجهاد، ويوم من ايام الشهادة. وانتم كنتم دائما تلبون النداء دون تردد. لم يمنعكم من تلبية النداء في يوم من الايام لا برد قارس ولا شمس حارقة ولا تهديد داخلي ولا عدوان خارجي، وانتم في الضاحية الجنوبية، تحت المطر أنتم المقاومة، وتحت القصف انتم المقاومة، وفي ظل الخطر انتم المقاومة، وانتم اهل النداء. انتم تلبون نداء الحسين عليه السلام عبر التاريخ الذي يختصر كل مظلوم وكل مضطهد وكل صاحب حق وكل محاصر وكل مهدد بكرامته، والذي يختصر نداء كل متمسك بكرامته وبإبائه وبإنسانيته وبحقه".

أضاف: "انتم اليوم تلبون نداء ذلك الإمام العظيم سماحة الإمام الخامنئي دام ظله الشريف، لتعبر الأمة ونحن جزء من هذه الأمة عن تضامنها، عن مواساتها، عن حزنها للشهداء وافتخارها بالشهداء. ونقول لأهلنا في غزة، حزنكم حزننا، فرحكم فرحنا، ألمكم ألمنا، دمكم دمنا، جراحكم جراحنا. وانتم اليوم تلبون نداء الأهل الصامدين هناك، الذين يقضون الليل والنهار تحت القصف وانتم تعرفون معنى القصف وتعرفون معنى ان تدمر البيوت وان يهجر الأحبة وان يقتل الشباب والأطفال وان يصمد المقاومون على خطوط المواجهة، ولذلك تلبيتكم اليوم هي تلبية طبيعية منسجمة مع حاضركم، مع تاريخكم، مع كل الأمل المعقود عليكم، ومع أنها طبيعية الا انها مدعاة للشكر لأنها تعبير عن الواجب ولأنها صرخة الى كل العالم الذي يجب ان يفهم ان غزة ليست وحدها وان فلسطين ما زالت وستبقى في ضمير هذه الأمة وقلب هذه الأمة ووجدان هذه الأمة، وان عشرات السنين ووسائل الإعلام المخذلة، وان تراجع وارتداد بعض النخب السياسية التي تدعي الثقافة والعلم، وان مضي الزمان وكثرة الدماء لا يمكن ان يسقط فلسطين لا من عقل الأمة ولا من قلب الأمة، ولان الزمن لا يمكن ان يجعل الحق باطلا ولا الباطل حقا فستبقى فلسطين هي الحق واسرائيل هي الباطل، ومن يقف مع فلسطين إنما يقف مع الحق ومن يتخلف عن فلسطين إنما يقف الى جانب الباطل".

وتابع: "اليوم نلتقي مجددا في ايام الحسين في ايام الشهادة لنعتز بشهداء غزة، لنفتخر بهم ولنواسي في الوقت نفسه. ونحن وانتم امة الشهداء ونحمل ثقافة الشهداء، ثقافة الشهادة تعني ثقافة الحياة الحقيقية، ثقافة الحياة بعز، وثقافة الحياة بكرامة وثقافة الحياة واقفين على أقدامنا وجباهنا مرفوعة. ونحن نعرف درجة الشهداء عند الله سبحانه وتعالى، وهؤلاء الشهداء في غزة كما الشهداء في لبنان سقطوا في المعركة الأوضح والمعركة الأعظم والمعركة الأقدس. لو ذهبتم الى كل أرجاء الأرض والعالم لتبحثوا عن معركة مشروعة واضحة الشرعية على المستوى الديني ورسالات السماء وعلى المستوى القانوني وعلى المستوى الأخلاقي والسياسي وعلى المستوى الإنساني، لن تجدوا معركة أوضح من هذه المعركة. هؤلاء هم الشهداء في سبيل الله وهل سبيل الله إلا سبيل المستضعفين من الرجال والنساء والولدان؟ الا سبيل كرامة الإنسان؟ إلا سبيل الدفاع عن المقدسات واستعادة القدس ورفض التخلي عن حبة تراب واحدة من الأرض المقدسة.

هنيئا لشهداء غزة كما هو الفخر والسعادة والدرجة العليا والحياة الابدية لكل شهداء طريق المقاومة وطريق الدفاع عن الامة وكرامة الامة والاوطان والمقدسات".

وقال: "اليوم نؤيد ونردد ونعيد التأكيد على المسؤولية. وانا لا اريد الآن (أن أردد) ما قلته بالامس لكنني اريد ان اضيف فيما يعني المواجهة الحالية: اولا انا باسم المحتشدين في هذا المكان، باسمكم جميعا اود ان اتوجه في البداية الى فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان، لاقول له: نحن نطالبك ونناشدك كرئيس توافقي للبنان ان تبذل جهدا وتلعب دورا مركزيا للدفع باتجاه عقد القمة العربية لان هناك من يعمل على منع عقد هذه القمة وعلى تعطيل انعقاد هذه القمة، لحسابات وأخرى. رئيس الجمهورية اللبنانية الذي يستند الى توافق لبناني مندد بالعدوان على غزة، ومن المفترض ان جميع اللبنانيين ينددون ونددوا بهذا العدوان الغاشم، والمستند الى إجماع لبناني يطالب بوقف العدوان على غزة دون قيد ولا شرط، ولبنان هو من أكثر البلدان الذي عانى من العدوان ومن المجازر ومن التدمير ومن القتل يمكنه ان يستند الى هذا الإجماع الوطني ليلعب دورا مركزا باتجاه عقد القمة دون تأثر بأي حسابات أو حساسيات عربية. اليوم الموقع الرسمي اللبناني يجب أن يكون موقع التضامن مع أهل غزة وليس مع هذا النظام العربي أو ذاك النظام العربي، هذه حسابات شيطانية الحسابات الإنسانية أن يقف لبنان الرسمي و الشعبي كله الى جانب أولئك الذين يقتلون ويذبحون ويقصفون في غزة. وفي غزة يقتل الأطفال والنساء وتهدم المساجد ودور العبادة والمدارس والجامعات وتقصف مستودعات الأدوية وكل إمكانيات الصمود والبقاء. والرئيس اللبناني المستند ايضا الى تجربة لبنان في المقاومة المنتصرة وهو الذي واكب من موقعه في قيادة الجيش تجربة حرب تموز الذي انتصر فيها لبنان جيشا ومقاومة وشعبا، مطالب بأن يلعب في القمة ايضا دورا مركزيا، وكما سمعنا صوته الشجاع في مؤتمر حوار الأديان في الأمم المتحدة يجب ان يكون صوت لبنان عبر حنجرة الرئيس صوتا مدويا في أي قمة عربية رفض التنازل عن الحقوق والموقف الصارم والشجاع الى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم والمضحي والمعذب".

وتوجه ثانيا "بالنداء الى الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، الى كل الشعب الفلسطيني للتوحد وللتماسك وللتعاون"، وقال: "مخطئ من يعتقد ان هذه الحرب هي على حركة حماس أو على حكومة حماس، الحرب هي على الشعب الفلسطيني، على إرادة الشعب الفلسطيني، على حقوق الشعب الفلسطيني. هنا يجب ان أوضح أمرا لفلسطين، للبنان، للعراق، لكل مكان أيها الإخوة والأخوات، بالنسبة للإدارة الاميركية، ومشروعها في السيطرة على المنطقة، وتثبيت إسرائيل كقوة مركزية عاتية ومستعلية على كل حكومات وشعوب المنطقة، لا يعنيها من يحكم في لبنان أو من يحكم في غزة أو في رام الله أو في بغداد أو في كابول أو في أي عاصمة او بلد عربي أو إسلامي. بالنسبة للإدارة الأميركية الاعتبارات الإيديولوجية والعقائدية والدينية والعرقية والقومية ليست في الحسابات، أنا أقول لكم بصراحة ليس هناك مانع لدى الإدارة الأمريكية ان يحكم حزب إسلامي أصولي أو حركة إسلامية أي بلد من البلدان العربية والإسلامية الذي يخمن ان المعركة هي مع حركة إسلامية أو حكومة إسلامية هو مشتبه، ليس هناك مانع لدى الأميركيين من حيث المبدأ أن يكون الذي يحكم إسلاميا أو شيوعيا ماركسيا لينينيا أو ماويا أو قوميا، هذا ليس مهما بالنسبة لديهم فلتكن عقيدتك ما تكون، ولتكن إيديولوجيتك ما تكون، المهم ما هو برنامجك السياسي، ما هو موقفك من إسرائيل، ما هو موقفك من أميركا، هل تقبل أن تسلم نفطك وتبيع نفطك بأثمان بخسة، للشركات الأميركية هل تقبل الخضوع للإرادة الأميركية وللمصالح الأميركية؟ هل تعترف بإسرائيل وتقيم صلحا ذليلا مع إسرائيل؟ هل أنت مستعد للتخلي عن مقدساتك وعن تراب وطنك وعن حقوق شعبك؟ ما هو برنامجك السياسي؟

هذا الذي هو يحكم الموقف الأميركي من أي جهة من أي حركة من أي تنظيم من أي جماعة من أي حكم أو نظام سياسيي في العالمين العربي والإسلامي. والدليل على ما أقول - وأنا لست هنا بصدد المحاكمة أو الحكم سلبا أو إيجابا يكفينا مشاكل - لكن أقول لكم في أفغانستان الحركات الإسلامية والأحزاب الإسلامية موجودة غي حكومة أفغانستان، في العراق لرئيس الجمهورية نائبان وكلاهما ينتميان الى أحزاب إسلامية ورئيس الحكومة هناك ينتمي الى حزب إسلامي، ليست هناك مشكلة لدى الأميركيين ان يكون في فلسطين حكومة تديرها حركة إسلامية، أو حماس أو فتح أو الجهاد أو الجبهة شعبية أو أي تنظيم أو فصيل من الفصائل الفلسطينية، لا شغل لأميركا ولا شغل لإسرائيل لا بصلاتنا ولا بصومنا صوموا ما شئتم وصلوا ما شئتم وحجوا ما شئتم ولكن اتركوا الأمر والسيادة والمصالح السياسية الكبرى لأميركا وإسرائيل.

إذن التناقض ليس مع حماس ليس كحركة إسلامية، والتناقض مع فصائل المقاومة في غزة ليس نتيجة انتماءها العقائدي أو الايدولوجي أو الديني أو الفكري، وانما نتيجة برنامج المقاومة، نتيجة برنامجها السياسي، وأنا أريد ان أؤكد على هذه الفكرة بالعودة قليلا الى عام 2000. والتي أشرت لها بالأمس: في مفاوضات كامب دايفد بين باراك والرئيس الراحل ياسر عرفات. حركة فتح كانت مصنفة حركة إرهابية، ولكن أزيلت عن لائحة الإرهاب ودخلت في عملية المفاوضات واتيح للرئيس عرفات ان يدخل الى فلسطين وأن يبني السلطة الفلسطينية، ولكن في كامب دايفد في آخر مفاوضات مع باراك عام 2000 عندما رفض الخضوع لشروط كلينتون وباراك ورفض التسوية التي عرضت عليه في كامب دايفد والتي كانت تدعمها بعض الأنظمة العربية عاد الى رام الله فعزل وقوطع وحورب وتخلى عنه ما يسمى بالعالم الحر، وقضى الأشهر الأخيرة من حياته محاصرا في المقاطعة في رام الله ثم عملوا أو عمدوا إلى قتله مسموما على يبدو من التقارير".

أضاف: "ليس المهم ما هي عقيدتك أو هوية حركتك أو لون علمك أصفر أم أخضر أم أسود أو بني أو أحمر، ما هو برنامجك السياسي، الذي يقاتل اليوم في غزة ليس العنوان الإسلامي ولا الحركة الإسلامية، وإنما الذي يقاتل هو برنامج المقاومة وأنا أقول لكم بكل صراحة اليوم إذا اتصل الأخ خالد مشعل أو أي أخ من القادة في حركة حماس بأي من هؤلاء الوسطاء العرب أو الأوروبيين ويقول لهم نحن حاضرون أن نعترف بإسرائيل، نحن حاضرون أن ندخل في مفاوضات مع إسرائيل، نحن حاضرون أن نقبل، أن نفاوض على شروط لتسوية كاملة كيفما كان مع إسرائيل، الآن يقف القصف على غزة ويقف القتل في غزة وستقبل حماس وليس لديهم مانع من أن يسلمها السلطة ليس فقط في غزة وإنما في الضفة الغربية".

وتابع: "إذا لا يجوز أن يشتبه الأمر على أحد. كذلك كانت المسألة في لبنان، لا أحد يتصور أن مشكلة أميركا وإسرائيل مثلا مع حزب الله في لبنان أنه حزب إسلامي أو أنه حزب ديني أو أنه حزب عقائدي، على الإطلاق .الآن يأتي الأمريكيون ويقولون في شأن الانتخابات المقبلة إذا المعارضة فازت فكيت وكيت ويهددون اللبنانيين. الآن أنا أقول لكم إذا أحد من قيادة حزب الله باسم حزب الله يتصل بالأميركيين، وهم يرغبون بالإتصال بنا والجلوس معنا والتحدث إلينا والتفاوض معنا، ويقول لهم جيد نحن كحزب حاضرون أن نعترف بإسرائيل وحاضرون أن نساوم على المقاومة وحاضرون أن نناقش في مسألة السيادة اللبنانية الحقيقية، سوف يساعدنا الأمريكيون لنكون نحن السلطة في لبنان نحن وحلفاؤنا، ليس عندهم مشكلة مع صلاتنا ولا مع صومنا ولا مع عمائمنا ولا مع لحانا، مشكلتهم الحقيقية هي مع برنامجنا السياسي، البرنامج السياسي الذي يرفض التخلي عن حبة تراب، البرنامج السياسي الذي يرفض التخلي عن أسير، عن حبة كرامة، عن نقطة ماء وجه، عن سيادة حقيقية وعن استقلال حقيقي.

وهكذا المسألة اليوم في فلسطين، المستهدف في غزة ليس حماس أو الجهاد أو فصائل المقاومة، المستهدف في غزة بقية المقاومة بقية الإرادة الفلسطينية بقية التمسك بالحقوق، ولذلك أنا أضم صوتي إلى كل أصوات القيادات الفلسطينية التي دعت إلى انتفاضة ثالثة في فلسطين وإلى انتفاضات على امتداد العالمين العربي والإسلامي، لأننا في غزة اليوم كأمة تواجه معركة مصير فلسطين وليس مصير حكومة حماس، ولذلك الدعوة اليوم إلى كل الفصائل الفلسطينية إلى التوحد وإلى نبذ الخلاف، إلى التعاون وإلى الابتعاد عن الشروط المسبقة، إلى العمل بجد لوقف العدوان دون الإذن والسماح لهذا العدوان بأن يحقق شيء من شروطه".

وجدد الدعوة "إلى الشعوب العربية والإسلامية لمواصلة التحرك، لأن العدوان مستمر ولأن الإرادة العدوانية قوية، وبحاجة إلى مواجهة، في عدوان نيسان 1996 على لبنان مجزرة قانا غيرت المعادلة، وفي عام 2006 مجزرة قانا الثانية في الحد الأدنى أحرجت الصهاينة فأوقفت العمليات 48 ساعة، لكن ما يجري في غزة أن الحرب بدأت بمجزرة وأن العدوان لم يتوقف لا في تلك الليلة وعلى امتداد الساعات الماضية، وهذا يعني أن هناك إصرارا قويا وكبيرا بالاستفادة من الوقت المتاح أمام إسرائيل لتحقيق أكبر إنجاز ممكن، وهنا الدعوة إلى الحكام العرب للمسارعة حتى لولا يعقدوا قمة ليبذلوا الجهود الحقيقية وليطالبوا بأن يبذلوا الجهود الحقيقية، أما الرهان أيها الإخوة والأخوات فيبقى على الوضع الميداني. نحن طبعا نصرخ هنا وفي أكثر من مكان، في أكثر من عاصمة عربية وإسلامية، الحمد لله الناس بدأت تنزل إلى الشوارع بالآلاف، بعشرات الآلاف، بمئات الآلاف، وهذه علامة خير.

هذه المشاهد التي نراها اليوم في العواصم العربية والإسلامية، لم نرها حتى في حرب تموز 2006، وهذا يعني أن هناك تقدما واضحا في موقف الأمة وشعوب الأمة وتحرك هذه الشعوب الذي يجب أن يتصاعد ساعة بعد ساعة ويوما بعد يوم، وكلنا معنيون أن نقف ونتكلم وأن نصرخ. بالأمس عندما تكلمت وتحدثت عن الأشياء بأسمائها. كنت أعرف مسبقا أنني سأقابل بسيل من الاتهامات والشتائم، وأنا كنت مستعدا لذلك أنا أعتقد أن الدفاع عن غزة وعن أهل غزة يعني عن الأمة، يستحق أن يقدم الإنسان في سبيل هذا الدفاع دمه شهيدا في سبيل الله، فكيف لو تعرض لبعض الشتائم، هذا أقل ما يمكن أن يفعله إنسان، ونحن عندما ندعو إلى الوعي، إلى الموقف، إلى التظاهر، نعم نحن جميعنا نخوض معركة الوعي اليوم في الأمة، ومعركة استنهاض هذا الوعي لدى شعوب الأمة في مقابل حملات التضليل والتجهيل والكذب والافتراء الذي يمارسه كثيرون.

أمس على واحدة من القنوات العربية كنت أستمع إلى أحد الشتامين، من الطبيعي أن يكون شتاما، ولكنهم كذابون أيضا عندما قال بأن حزب الله في بيروت قصف السفارة المصرية في بيروت. هل قصف أحد في لبنان السفارة المصرية؟ نحن بكل صراحة من الطبيعي جدا كان أن نأخذ المظاهرة الأولى والاعتصام قبل يومين وأن يكون حشدنا اليوم أمام السفارة المصرية في بيروت، ولكن نحن عن عمد تجنبنا الذهاب إلى هناك لأننا نتفهم وندرك بعض الظروف الخاصة، ولأننا لا نريد أن يدخل أحد على الخط. نحن نقوم بتحرك سلمي ومطالبة سلمية بتغيير الموقف المصري، ولكن لسنا في صدد الاعتداء على أحد، نحن نخوض معركة الوعي على امتداد العالمين العربي والإسلامي في مواجهة التضليل والاتهامات والأكاذيب كما حصل معنا في حرب تموز".

وأردف بالقول: "بالأمس، صحف عربية رئيسية للأسف الشديد تتهم حماس بأنها وفصائل المقاومة في غزة، باعت شعبها وأهلها من أجل مصالح بعض الأنظمة الإقليمية ويسمون سوريا بالتحديد، ما هي مصلحة سوريا في أن يقتل الناس في غزة؟ بالعكس سوريا التي لها رؤيتها وما يعنيها بادرت إلى وقف المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل عبر تركيا أو أن تتهم حماس بأنها في غزة تدافع عن إيران، عن أي إيران تدافع حماس كما قيل في لبنان على مدى 33 يوما، أننا كنا ندافع عن سوريا أو عن الملف النووي الإيراني. هذه سخافات، هذه اتهامات بغيضة وخبيثة وكريهة من أين كانت ومن أين صدرت.

حماس والجهاد والفصائل المقاومة في غزة يدافعون عن شعب غزة، وعندما انتهت التهدئة عادوا إلى برنامجهم الطبيعي، لأن التهدئة التي تعني الموت جوعا والموت ذلا ليست تهدئة، ليس فقط هم يحملون الضحية المسؤولية بل يتهمون الضحية بوطنيته ويتهمون الضحية بدينه ويتهمونه بإخلاصه لشعبه ولأهله، وهؤلاء المقاومون في كل مناطق المقاومة، نعم هم أشرف الناس، نعم هم اشرف الناس، وهم أكرم الناس وهم اطهر الناس، ومن يخذلهم ومن يتخلى عنهم شريك في الجريمة وشريك في القتل وشريك في الخيانة، عندما كنا ننادي ونناشد فتح معبر رفح، اليوم لو استقرأنا وشاهدنا كل الشعارات وكل الخطابات وكل الهتافات على امتداد العالمين العربي والإسلامي سنجد ان هناك إجماعا في الأمة، إجماعا عربيا وإجماعا إسلاميا يطالب الحكومة المصرية بفتح معبر رفح لاننا هنا نتحدث عن صمود غزة، غزة الشجاعة القادرة على صنع الانتصار هي تحتاج إلى ما يعزز صمودها وأول شرط لتعزيز صمودها هو ان يفتح الباب اليها".

وقال: "اليوم نحن نقف امام ما يجري في غزة، وكما كنا نقول في لبنان الذي سيحسم الأمر هو الموقف الميداني، صحيح هناك أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى ولكن حتى اليوم وباذن الله، هذا الأمر سيستمر، ثبات القيادات السياسية والعسكرية، الحضور الميداني للمقاومين من كل فصائل المقاومة، الثبات الشعبي والاحتضان الشعبي للمقاومة ولخيار المقاومة واستمرارها، هذا هو الذي نشاهده في غزة، واستمرار انطلاق الصواريخ بالعشرات منذ اليوم الأول لبدء العدوان إلى اليوم، والذي يستهدف مستوطنات ومستعمرات جديدة، هو دليل على قوة الموقف الميداني في غزة، وهذا نحن نفهمه من خلال تجربتنا في حرب تموز، وأنا قلت ما يجري في غزة مشابه تماما لما جرى في حرب تموز، سيعجز سلاح الجو الصهيوني عن النيل من إرادة المقاومين الذين يطلقون الصواريخ وسيبقى سكان المستعمرات على بعد عشرين كيلومتر، وعلى بعد أربعين كيلومترا من غزة، إما خارج مستعمراتهم او في الملاجئ، والمعركة هنا معركة وقت وإخواننا المقاومون في غزة يفهمون هذا جيدا، الإسرائيلي لا يستطيع ان يتحمل وقتا طويلا وستبدأ الأسئلة عن جدوى ما قاموا به وهم يقولون من عبر حرب لبنان الثانية ان سلاح الجو وحده ليس قادرا على حسم المعركة، نعم في لبنان مئات الطائرات كانت تقصف يوميا، المخزون الاستراتيجي لصواريخ سلاح الجو استنفذت في الأيام الأولى، الإسرائيليون يقولون ان مجموع ما قصفوه على لبنان من الجو يفوق ما قصفوه خلال مجموع الحروب العربية الإسرائيلية ولكن فشل سلاح الجو في حسم المعركة، سقط منا الكثير من الشهداء والكثير من الجرحى وهدمت عشرات الآلاف من المنازل، ولكن لم تسقط لا البندقية ولا الإرادة ولا الصاروخ.

في غزة ما دامت إرادة المقاومة تطلق الصواريخ، سيكتشف الإسرائيلي انه فشل في تحقيق أهدافه رغم التضحيات الجسام لدى الفلسطينيين، واذا اضطر إلى العملية البرية، هو اليوم يهول من خلال وسائل الإعلام، يخوض حربا نفسية ضد الفلسطينيين من خلال تصوير الدبابات والسماح للقنوات الفضائية بنقل مشاهد حية عن تحرك الدبابات، هذا بالفعل ما فعله ايضا في لبنان، ولكن عندما يبدأ التحرك البري الذي سيواجه بقوة المقاومين وإرادة المقاومين سوف تبدأ الخسارة الإسرائيلية وسوف يبدأ ارتفاع الصوت الإسرائيلي. اليوم الميدان هو الذي يحسم المعركة وكل ما نطالب به مصر وحكام العرب وكل العالم، ان كانوا عاجزين عن وقف العدوان فلتوفر مقومات الصمود والبقاء والثبات والاستمرار للمواجهة للمقاومة في غزة ولن يكون مصير المواجهة في غزة الا النصر العزيز والمؤزر.

وختم بالقول: "اليوم بيننا وبين غزة ليس نهاية المطاف، أطالبكم كما أطالب كل الشعوب العربية والإسلامية بمواصلة العمل والتحرك وعلى كل صعيد، ويجب ان نفكر على كل صعيد لمؤازرة إخواننا في غزة، وآمل منكم أيها الأخوة والأخوات المحتشدون في هذا المكان الملبون لنداء أبي عبد الله الحسين، لنداء المظلومين والمقاومين والشرفاء، ان تبقوا دائما على جهوزية لتلبية أي نداء وأي موقف وأي قرار، معكم، نعم من هنا نجدد العهد ونجدد البيعة بالوقوف في المقاومة والى جانب كل مقاوم ونقول للحسين الذي أطلق صرخته منذ مئات السنين سوف نبقى نلبي نداءك "لبيك يا حسين"، المجد والرفعة للشهداء العظام الأطهار في غزة، ولكل شهداء المقاومة والنصر للمقاومين والمجاهدين والعزة لشعوب امتنا العربية والإسلامية الأبية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

 

التغيير والاصلاح" دان العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة: ما يحصل حلقة في مخطط الاعتداءات على الشعوب العربية

لتسريع التحقيقات وكشف من يقف وراء نصب ثمانية صواريخ في الناقورة

وطنية- 29/12/2008(سياسة) عقد تكتل "التغيير والاصلاح" اجتماعا استثنائيا برئاسة النائب العماد ميشال عون في منزله في الرابية، وتدارس الاوضاع والتطورات الحاصلة في ضوء الاعتداء الاسرائيلي على قطاع غزة الفلسطيني، وما يمكن ان يترتب جراء ذلك من انعكاسات بالغة السلبية على السلام في المنطقة.

وبعد اللقاء اصدر التكتل بيانا دان فيه "العدوان الاسرائيلي الوحشي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المحاصر، فهو جريمة ضد الانسانية وحلقة في مخطط الاعتداءات الاسرائيلية على الشعوب العربية، كما حصل في حرب تموز 2006 على لبنان" داعيا "الأسرة الدولية الى التحرك العاجل لوقف المجزرة التي ترتكبها اسرائيل في غزة فورا".

واستغرب البيان "مواقف بعض الانظمة العربية المائعة حيال ما يجري في قطاع غزة" متسائلا "عما اذا كان هذا البعض قد تخلى عن المبادرة العربية للسلام ومقررات قمة بيروت، بموقفه المتردد او المتحفط او الرافض لعقد قمة عربية عاجلة وإعلان موقف موحد وصارم من الجريمة الاسرائيلية المتمادية، في تكرار أمين للسيناريو الذي حصل اثناء عدوان تموز 2006 على لبنان" داعيا "بعض الانظمة العربية الى ان تكون اكثر انسجاما مع توجهات شعوبها الرافضة للنهج الانهزامي حيال التعنت الاسرائيلي وانتهاك الحقوق المشروعة للشعوب العربية وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني، لا سيما حقه في تقرير مصيره ونظامه الديموقراطي الذي أراد".

وتقدم التكتل من الشعب الفلسطيني بالتعزية بالشهداء متمنيا للجرحى والمصابين الشفاء العاجل، داعيا الى "الاعتماد على النفس في مواجهة العدوان، على أمل ان يستيقظ الضمير العربي والدولي، ويعمل بجدية وحزم لوقف هذه المجزرة ورفع الحصار المفروض على غزة منذ نحو ستة أشهر والمبادرة العاجلة الى تقديم المساعدات الطبية والغذائية، للحؤول دون ذهاب القضية الفلسطينية جائزة ترضية تمهيدا لفرض تسويات ظالمة يكون أول ضحاياها حق العودة للفلسطينيين الى ديارهم وإقامة دولتهم المستقلة".

ودعا التكتل الى "تسريع التحقيقات الجارية لكشف الجهة - او الجهات - التي تقف وراء نصب ثمانية صواريخ معدة للاطلاق في خراج بلدة الناقورة الحدودية، لوضع حد للتأويلات والتفسيرات والاجتهادات المغرضة، وتشديد الاجراءات الامنية من الجيش اللبناني وقوات "اليونيفيل" لمنع تكرار هذا الخرق لأمن لبنان الحدودي".

 

كارلوس اده: زيارتا عون وفرنجية الى الصرح "رفع عتب"

المركزية/ اعتبر عميد الكتلة الوطنية كارلوس اده ان زيارتي رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون وتيار "المردة" سليمان فرنجية الى بكركي هي مجرد رفع عتب لا مصالحة كما يعتبرها البعض، لافتا الى ضرورة الاعتراف بالخطأ والاعتذار من بكركي وسيدها قبل اي مصالحة.

وقال اده الى "المركزية" ان المصالحة المسيحية الشاملة والتوافق بين الاطراف المسيحية كافة هي اقصى ما نتمناه غير اننا نستغرب ادراج البعض زيارة عون وفرنجية الى بكركي ضمن خانة المصالحة خصوصا انه لم يسبق اي من الزيارتين اعتذار من قبلهما بعد كل ما ساقه الرجلان من اتهامات وعبارات غير لائقة بحق بكركي وسيدها في الفترة الماضية. فالمصالحة غير جائزة مع بكركي لأنها فوق كل الشبهات والخلافات والبطريرك مرجعية روحية فوق السياسة والسياسيين ومواقفه كلها لبنانية وطنية لمصلحة اللبنانيين". واضاف "المصالحة الحقيقية تتطلب اولا اعترافا بالخطأ ثم اعتذارا على ما اقترف لا وضع شروط على البطريرك بأن يكون "على الحياد" كما يطلب فرنجية، اذ لا يمنع للبطريرك ان يكون "على حياد" طالما ان مصلحة لبنان وكل اللبنانيين على المحك وفرنجية تحديدا ليس هو المخوّل باعطاء دروس لسيد بكركي في كيفية التصرف واتخاذ المواقف الوطنية.

 

"إل بايس": تنظيمات إرهابية أسست في دمشق شبكة انتحاريين

الراي الكويتية/29 كانون الأول/2008

ذكرت صحيفة "إل بايس" الاسبانية امس، أن "تنظيمات إسلامية إرهابية" جندت نحو 100 انتحاري في اسبانيا خلال السنوات الخمس الماضية وهربتهم إلى العراق.

وذكرت أن اسبانيا تعد من أهم مناطق تجنيد الانتحاريين بالنسبة لتنظيم "القاعدة" في الغرب. وجاء في تقرير الصحيفة أن "غالبية الإرهابيين الذين يتم تجنيدهم في اسبانيا ينحدرون من دول شمال افريقيا ويتم تهريبهم إلى العراق عبر دمشق". وأشار إلى أن "الجماعة الإسلامية المغربية المقاتلة أسست في العاصمة السورية شبكة من المعاونين لتهريب الانتحاريين القادمين من أوروبا إلى العراق". 

 

الكونغرس: الأسد باع "حماس" و"حزب الله" للمفاوضات المباشرة 

قررت إسرائيل فجأة إقفال ملفي حماس وحزب الله في الوقت الأميركي الضائع بين التسليم والتسلم

الأسد نفض يده من إيران وحزب الله وحماس بعدما دنا كثيراً من مفاوضاته المباشرة "الايجابية"!

ديبلوماسيون سوريون ابلغوا إدارة اوباما قبل احداث غزة بأن إيران ستصعد عمليات اطلاق الصواريخ على جنوب إسرائيل

لندن - كتب حميد غريافي:السياسة

حذرت أوساط نيابية في الكونغرس الأميركي أمس, قادة اللوبي اللبناني في واشنطن من "ان اسرائيل جاهزة لفتح جبهتها الشمالية العسكرية مع لبنان بعدما نشرت ثلاثة ألوية برية أخرى من جيشها النظامي المقاتل على حدودها هناك وسحبت لواءيها الاحتياطيين الى الوراء, ودعمت مواقعها على الخط الأزرق بمئة وخمسين دبابة اخرى, ووضعت سلاحها الجوي في مطاراتها الشمالية والمناطق الوسطى في حالة تأهب مستمرة, وكأن حكومة ايهود اولمرت تحاول بفتح جبهتها الجنوبية مع غزة بهذه العمليات الجوية الصاروخية المفرطة في القوة التي ادت خلال يوم واحد الى سقوط حوالي الف قتيل وجريح, استدراج حزب الله الى المعركة وسط مطالب عسكرية ملحة على ارفع المستويات من وزير الدفاع ايهود باراك ب¯"اقفال ملفي "حماس "و"حزب الله" في وقت واحد تجنبا لشن حربين متتاليتين لايمكن للرأي العام الدولي ولا العربي تحملهما تباعا بسبب الضغوط المعهودة التي رافقت كل الحروب الاسرائيلية السابقة وادى بعضها الى وقفها في منتصفها قبل تحقيق اهدافها بالكامل"ووجه ثلاثة نواب ديمقراطيين وجمهوريين في مجلس النواب الأميركي الى الحكم اللبناني "برأسيه الرئاسي والحكومي" تحذيرا وصفوه ب¯"الجدي" من ان "الاستعدادات العسكرية الاسرائيلية التي وردتنا معلومات دقيقة عنها, تؤشر الى هجوم جوي واسع على لبنان لايمكن مقارنته بالهجوم الجوي على غزة الذي يبدو بمثابة  "نزهة اسرائيلية" لعدم تكافؤ القوى بين حماس والآلة العسكرية الاسرائيلية, في حال نجاح حزب الله وفصائل فلسطينية مدعومة من طهران بشكل خاص في تلافي خطأ اطلاق الصواريخ الثمانية التي عثر عليها قرب الناقورة الخميس الماضي جاهزة للاطلاق باتجاه المستوطنات الاسرائيلية, واستهداف احدى تلك المستوطنات بصواريخ أخرى, في ما يبدو ان الهجوم على غزة قد يكون فخاً نصبه الثلاثي ايهود اولمرت - تسيبي ليفني - ايهود باراك مدعومين من زعيم حزب ليكود بنيامين نتانياهو ومختلف أحزاب اسرائيل دون استثناء للجانب اللبناني ظنا منه ان الجيش العبري غير قادر على فتح جبهتين في آن واحد في الوقت الذي يبدو الحشد العسكري الاسرائيلي الاقوى يتركز على الجبهة الشمالية مع لبنان فيما المعركة مع غزة وحماس لن تقدم أو تؤخر في ميزان القوى الراجح للاسرائيليين على تلك الجبهة".

ونقل النواب الاميركيون لقادة اللوبي اللبناني في واشنطن امس معلومات اميركية سبقت شن سلاح الجو الاسرائيلي حملته المدمرة على غزة اول من امس مفادها ان "قرار تدمير حزب الله في لبنان جرى تقريبه عن موعده المتوقع بعد الانتخابات الاسرائيلية في العاشر من (فبراير) المقبل لعدد كبير من الاسباب الداخلية والدولية بحيث يجري توقيعه في الوقت الضائع بين انتخاب اوباما وتسلمه منصبه رسميا في العشرين من (يناير) المقبل, كيلا يكون هناك موقف اميركي رسمي حاسم لا يمكن اتخاذه في هذه "الفترة الميتة" من قبل اي من الادارتين الاميركيتين القديمة والجديدة, وان الاسرائيليين الذين يتجنبون ان يظهروا بمظهر المعتدي على لبنان دون مبرر ينتظرون مغامرة جديدة من اراضيه باتجاه مستوطناتهم لوضع هذا القرار موضع التنفيذ الفوري".

وقال النواب الاميركيون انه "رغم حشد الجيش السوري قوات اضافية على جبهة الجولان والحدود اللبنانية في استعراض اعلامي ليس الا, فإن نظام بشار الاسد لا يفكر بأي انخراط في اي عمل ضد اسرائيل الى جانب الفلسطينيين الذين تحركهم ايران الان لان قدميه عالقتان في اغراءات المفاوضات التي يجريها مع الجانب الاسرائيلي (عبر تركيا) والتي قد تكون مواقف حماس بأوامر من طهران لتفجير الاوضاع الفلسطينية بهذا الشكل الكبير نجحت في تأجيل انتقالها الى مفاوضات مباشرة في مطلع العام المقبل تستبق تسلم باراك اوباما مهامه رسميا وتضعه امام امر واقع جديد في الشرق الاوسط يرفع عن كاهل النظام السوري البعثي الضغوط الاميركية المتوقعة عليه لتقديم تنازلات خطيرة قبل وصول تلك المفاوضات الى حدود لا يمكن بعدما تخريبها او قطعها".

وكشف احد النواب الاميركيين الثلاثة وهو عضو ديمقراطي بارز في لجنة الشؤون الخارجية والدفاع النقاب للوبي اللبناني عن ان "ديبلوماسيين سوريين في واشنطن والامم المتحدة يسربون للادارة الاميركية, وخصوصا لمن اختارهم اوباما حتى الان مواقف جديدة غير متوقعة عن ان دمشق - نزولا عند مطالب مفاوضيها الاسرائيليين - لم تعد في وارد التمسك بحماس وحزب الله والفصائل الفلسطينية الاخرى الدائرة في فلكها في حال قررت اسرائيل اقفال ملفات هذه الاطراف "الارهابية" وان النظام السوري باشر بالفعل منذ بلوغ المفاوضات غير المباشرة حد القفز منها الى المفاوضات المباشرة, والابتعاد تدريجيا عن ايران ومشاكل برنامجها النووي الذي - قال هؤلاء الديبلوماسيون السوريون - انه بات حملا ثقيلا على سورية دون ان يكون لها اي مصلحة في الاستمرار بدعمه والدفاع عنه.

وذكر النائب الاميركي ان الديبلوماسيين السوريين "نفضوا ايديهم قبل اسابيع من مواقف حماس المفروضة عليها من ايران لتخريب المفاوضات السورية - الاسرائيلية عبر احراج دمشق وتخييرها بين اسرائيل والقضية الام في المنطقة, وابلغوا الجانب الاميركي بأن حماس تستعد لموجة من العنف ضد المناطق الاسرائيلية الجنوبية عبر رفع وتيرة استخدام صواريخهم وان ليس لسورية - رغم وجود قادة هذه المنظمة في اراضيها (خالد مشعل) - اي علاقة بهذا التصعيد خصوصا وان الايرانيين يحاولون تجنيب قواتهم في لبنان (حزب الله وحركة امل) ضربة اسرائيلية تختارها حكومة ايهود اولمرت في وقت اقرب مما تخطط له طهران في حال اشتداد الضغوط عليها في بداية عهد اوباما للتخلي عن برنامجها النووي".

ونقل النائب عن محللين في وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) قولهم ان الاسرائيليين "فاجأوا ايران بالهجوم على غزة بهذا الشكل الدراماتيكي غير المسبوق لاخراج حماس من المعركة كي يتفرغوا كليا لحزب الله مباشرة في لبنان وان الايرانيين حيال هذه "المباغتة" والافراط في استخدام القوة الاسرائيلية بهذا الشكل سيحاولون الان النظر في كيفية حماية حزبهم في لبنان من أي تصفية له قبل الاوان, بحيث يفقدون دنياهم في غزة (حماس) وآخرتهم في لبنان (حزب الله) ويفقدون معهما ورقيتهم الوحيدتين في مسألة برنامجهم النووي".

واعرب النواب الاميركيون الثلاثة عن "توقعهم ان يؤدي اطلاق صاروخ واحد على المستوطنات الاسرائيلية في الجليل الاعلى من الاراضي اللبنانية الى اجتياح للبنان في خضم استعدادات الاميركيين لانتقال السلطة من بوش الى اوباما دون ان تكون لهم اي فاعلية في مسار الحرب الجديدة كما بدا حتى الان من مواقفهم (الاميركيين) المتضعضعة من الهجوم على غزة".

 

 أبو الغيط :نصرالله أعلن الحرب على الشعب المصري الذي سيتصدى له

اخبار المستقبل/ردّ وزير الخارجية المصرية أحمد أبو الغيط على كلام الامين العام لـحزب الله" السيد حسن نصرالله من دون أن يسميه، وقال" ان هناك حرباً على مصر والشعب سيتصدى لها". أضاف: " ان أحدهم طالب شعب مصر بالنزول إلى الشارع وإحداث حال من الفوضى في مصر مثلما خلقوا هذه الفوضى في بلادهم".

وتابع:" ان هذا الشخص لا يعي من أمره شيئاً، وان القوات المسلحة المصرية قوات شرعية للدفاع عن مصر، وان كان لا يعي ذلك فانني أقول له هيهات لان هذه قوات مسلحة شريفة وقادرة للدفاع عن هذا الوطن ضد أمثالك". ورأى أبو الغيط أن السيد نصرالله "يرغب في الفوضى في هذا الإقليم خدمة لمصالح ليست في مصلحة أهل الإقليم".

 

اسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الاثنين 29 كانون الاول 2008 راس السنة الهجرية اول محرم عام 1429

السفير

أظهر تقرير رسمي دولي فشل نموذج ضبط الأمن في الحدود اللبنانية الشمالية، علماً بأن الحكومة استندت الى "التقييم الناجح" لتعميم النموذج في الحدود الشرقية.

حسم مرجع رئاسي أمره برفضه توقيع مشروع قانون أقر مؤخراً نظراً لتداعياته السلبية على وضعية مؤسسة هامة.

تردد ان اللقاء الأخير بين مرجعين رسمي وأمني "كان عاصفاً جداً".

النهار

أبدى مرجع ديني تخوفه من ان يكون فتح السفارة السورية في لبنان سبباً لمزيد من التوتر في العلاقات اللبنانية - السورية وليس سبباً لتحسينها.

يخشى مرجع حكومي ان يوضع الوزراء المحسوبون على الرئيس ميشال سليمان في موقف حرج اذا ما صار اللجوء الى التصويت لتعيين النصف الباقي من اعضاء المجلس الدستوري عند تعذر التوافق.

يرى سياسيون مراقبون ان الانتخابات النيابية التي ستجرى سنة 2013 ستكون اهم بنتائجها من انتخابات 2009 لان المجلس الذي سينبثق منها سينتخب رئيس الجمهورية المقبل خلفا للرئيس الحالي.

اللواء

همس أبدى مرجع روحي مسيحي انزعاجه من <الغياب السياسي> عن مناسبة دينية كبيرة بخلاف ما كان يجري في السنوات الأخيرة!

غمز اتفق قياديان في المعارضة على <التفاصيل المملة> للقاء كل منهما مع مرجع ديني باعدته عنهما مواقفهما السياسية!o

لغز سادت أجواء من الصراحة والصداقة في لقاء جمع بين وزيرة حالية ووزيرة سابقة على مائدة غداء في منزل الأولى!o

المستقبل

استغربت أوساط متابعة توجيه البعض تحركه باتجاه سفارة دولة عربية بعينها، ودفاع البعض نفسه عن تخاذل دولة عربية أخرى بإيجاد المبررات لهذا التخاذل.

لاحظت مصادر مطلعة "عودة" حزب معين الى التوتر ومقاربته الخلافات السياسية بلغة تصعيدية وتهديدية.

وصف مراقبون مخضرمون تحرك مرجع كبير باتجاه منطقة لبنانية مهمة بأنه "شجاع" سياسياً ومعنوياً.

البيرق

تبين ان المشاورات الجارية بين قطبين لم تتقدم بعد لكن جدول الاعمال بينهما لا يزال مفتوحا

الشرق

وزير أكثري رأى في ما يصدر عن قوى 8 آذار من تحديات على خلفية تشكيل المجلس الدستوري "بداية سلوك طريق تعقيد اجراء الانتخابات النيابية"!

وزير مستقل أكد ان رئيس الجمهورية قادر على منع اي شطط حكومي وشدد على انه يتوقع تصرفاً رئاسياً حاسماً في حال تأخر حسم حصة الحكومة في المجلس الدستوري (...)

وزير حزبي لم ينجح في اقناع محسوبين عليه برفض مساعدة انسانية عرضت عليهم من جانب جهات موالية؟!

البلد

شهد مخيما صبرا وشاتيلا مسا? امس تحركات استعدادا لاستهداف مراكز دبلوماسية، وبحسب مصادر امنية فان اجرا?ات مشددة اتخذت امس حول المخيمين.

اوساط سياسية ابدت ارتياحها لموقف الامين العام لحزب الله امس لجهة الاستعداد الدفاعي من قبل الجيش والمقاومة والشعب في مواجهة اي هجوم اسرائيلي محتمل.

اتهمت اوساط دبلوماسية جهة لبنانية بالوقوف ورا? تنظيم هجوم "غير عفوي" على احد المقرات الدبلوماسية في بيروت.

 

الرئيس سليمان بحث مع السفير باران في تحضيرات زيارة ساركوزي واستقبل نائبا كنديا من اصل لبناني ووفدا من مؤسسة العرفان

وطنية - 29/12/2008 (سياسة) استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في بعبدا اليوم، السفير الفرنسي لدى لبنان اندره باران الذي بحث في تحضيرات زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي المرتقبة للبنان في السادس من الشهر المقبل، وبرنامج هذه الزيارة التي تتضمن ايضا تفقد الرئيس الفرنسي وحدة بلاده العامله في إطار القوات الدولية في الجنوب. وكان اللقاء مناسبة للتشاور في ما تتعرض له غزة منذ ثلاثة ايام من مجازر تنفذها اسرائيل، وضرورة تدخل فرنسا لوقفها نظرا لما لذلك من انعكاس سلبي على التوجهات الدولية من اجل إقامة السلام العادل والدائم في الشرق الاوسط.

واستقبل الرئيس سليمان وفدا من مؤسسة العرفان التوحيدية برئاسة الشيخ علي زين الدين، سجل استنكاره لما هو حاصل في غزة، معولا على موقف عربي موحد يفترض اتخاذه لمواجهة هذا العدوان.

وزار بعبدا ايضا النائب في مقاطعة البرتا في كندا اللبناني الاصل محمد عميري الذي أطلع رئيس الجمهورية على أوضاع الجالية اللبنانية في كندا خصوصا بعد لقائها الرئيس سليمان في خلال زيارته الاخيرة حيث شارك في القمة الفرانكوفونية التي انعقدت في كيبيك.

 

البطريرك صفير التقى النائب جنبلاط وشخصيات ووفودا مهنئين بالعيد: نحن في امس الحاجة الى وحدة الصف خصوصا ان هناك 18 طائفة كل منها

تريد ان تصنع لنفسها بلدا وعندها لن يبقى هناك بلد وستحل الفوضى

النائب فتفت: ان ما يجري في غزة يدعونا الى وحدة وطنية حقيقية

وطنية - بكركي - 29/12/2008 (سياسة) استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في الصرح البطريركي في بكركي، رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، مقدما التهنئة بالاعياد.

الزيارة التي لم تدم اكثر من 7 دقائق، وصفها النائب جنبلاط ب "الزيارة التقليدية - السنوية لتهنئة غبطة البطريرك". ورفض النائب جنبلاط الرد على اسئلة الاعلاميين، مكررا قوله:"الزيارة تقليدية سنوية للتهنئة".

النائب فتفت

وكان النائب احمد فتفت زار البطريرك صفير وعرض معه الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة لاسيما في فلسطين، وبعدما قدم التهنئة بالاعياد.

ورأى النائب فتفت بعد اللقاء "ان ما يجري في فلسطين اليوم، وتحديدا في غزة "جريمة شنعاء" تدعونا الى صرخة كبيرة من اجل وحدة وطنية حقيقية، من اجل التلاقي لحفظ هذا البلد ولصيانته من اي مخاطر تصيبه نتيجة عدم المسؤولية في اي موقع من المواقع، وما قاله فخامة الرئيس بالامس كان مثالا يحتذى على طريقة صيانة هذا البلد والحفاظ عليه وعلى ابنائه". اضاف: "بالتأكيد، فإن المسؤول مدنيا كان او عسكريا ليس فقط مسؤولا عن امن البلد وعن الدفاع عنه، بل مسؤولا ايضا بالسياسة وكيفية المحافظة على حدوده وابنائه".

ورأى "ان ما يحصل في غزة ليس عملية عادية كما انها ليست اعتداء ولا عدوانا بل اكثر من جريمة، انها مذبحة حقيقية، للاسف افسحنا المجال لها بسبب الشرذمة في الصف العربي والشرذمة ايضا في الصف الفلسطيني".

تابع: "اننا نسمع بعض التصاريح بالامس التي تحاول ان تشرذم الصف اكثر، تحاول ان توجه اتهامات بالعمالة والشراكة في الجريمة لاطراف عربية او ما شابه، في وقت نحن في امس الحاجة الى وحدة الصف، وحدة الصف الفلسطيني اولا ووحدة الصف العربي، ثانيا لانها الطريقة الوحيدة للحفاظ على مصالحنا العربية والوطنية، وفي الداخل اللبناني يبدو ان الجميع مدرك الان بعقلانية اكثر من السابق ان وحدة الصف هي المدخل، وغبطة البطريرك اصر على هذا الموضوع، فقد دان الجريمة التي تحصل في غزة على ان لبنان لا يمكن صيانته الا بوحدة الصف الوطنية من قبل جميع الفرقاء".

سئل: هل تنفي وجود تواطؤ عربي؟

اجاب: "انا لست في موقع النفي او الاتهام، انا اقول ان ما جرى في غزة هو فرصة اعطيت لاسرائيل نتيجة تراكم اخطاء، نتيجة خطأ في الشرذمة العربية، خطأ في دراسة موازين القوى ايضا وخطأ في عدم العمل على تفعيل وحدة الصف الفلسطيني كما كانت تسعى له بعض الدول العربية، والذي كان من الممكن ان يشكل رادعا جديا لاسرائيل من ان تقوم بعمل كهذا، وسمعت بالامس ما قاله الرئيس عباس وهو محق في ان البعض لم يتلق دعوات التهدئة والتعقل في هذه المرحلة، وهذا ما افسح في المجال امام اسرائيل لتقوم بهذه الجريمة الشنعاء بتغطية كبيرة عالميا، لان الرأي العام العالمي اقتنع بان اسرائيل ضحية وهذه مشكلة كبيرة نحن نتحمل مسؤوليتها".

وفود شعبية واخويات

بعدها، استقبل البطريرك صفير موفدا من جامعة آل خوري في لبنان والعالم برئاسة الوزير السابق نقولا الخوري، جاء مهنئا بالاعياد المجيدة.

وثمن البطريرك صفير هذه "الجمعة العائلية"، وقال: "ليحفظكم الله وتظلوا دائما مجموعين، فنحن في أمس الحاجة الى الجمعة والوحدة بين ابناء العائلة، وهذا ما نحتاجه ايضا في البلد. وكما تعرفون هناك 18 طائفة، لكنه يظهر ان كل طائفة تريد ان تقيم بلدا لوحدها. عندها لن يبقى هناك بلد، ستحل الفوضى".

وختم، متمنيا "ان يكونوا قدوة في وحدة الصف، وفي وحدة العائلة لان لا وطن من دون عائلة ولا عائلة من دون وطن".

بعدها، التقى البطريرك صفير وفدا من رعية مار بطرس جبيل برئاسة الاب حليم عبدالله، في حضور قائمقام جبيل حبيب كيروز والمختار وديع ابي غصن.

كما، استقبل البطريرك صفير وفدا من جمعية اوكسيليا - لبنان برئاسة الدكتور اسعد نصر، امين المال غسان سعد، ممثل اوكسيليا - بوسطن جورج توماس، وقدم الوفد للبطريرك التهاني بالعيد. ونقل له تحيات ابناء اوكسيليا في لبنان وعالم الانتشار اللبناني.

ومن ابرز المهنئين:النائب ايلي عون ثم روي عيسى الخوري، وفد من شبيبة التبادل الدولي - الفرنكوفوني، وفد من جمعية اصدقاء القربان برئاسة منى نعمة، قائد القوى السيارة في قوى الامن الداخلي العميد روبير جبور، الرئيسة العامة لجمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات مع وفد من الراهبات الاتيات من سيدني - اوستراليا، مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد الركن ادمون فاضل، رئيس فرع مخابرات جبيل لبنان العميد الركن ريشار حلو، النائب السابق قيصر معوض، سفير اسبانيا في لبنان ميغيل انخل برايان، المدير العام لوزارة المالية آلان بيفاني، رئيس اقليم البترون الكتائبي سامر جورج سعاده.

 

الأمانة العامة ل14 آذار دعت الى استعادة الشرعية الفلسطينية والتمسك بمشروع السلام العربي ونبذ سياسة المحاور وتحصين لبنان

وطنية- 29/12/2008 (سياسة) عقدت الامانة العامة لقوى 14 آذار اجتماعا ظهر اليوم في مقرها في الاشرفية للبحثت في العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، في حضور النواب: مروان حماده ، محمد قباني، اكرم شهيب، محمد الامين عيتاني، النائبين السابقان فارس سعيد وكميل زيادة، انطوان حداد، ساسين ساسين، ميشال الخوري، ميشال مكتف وادي ابي اللمع. بعد الاجتماع الذي استمر حوالى ساعتين، تلا أبي اللمع البيان الآتي:

"لليوم الثالث على التوالي تواصل آلة الحرب الاسرائيلية عدوانها الاجرامي على قطاع غزة موقعة المئات من الشهداء والجرحى من ابناء الشعب الفلسطيني البطل. لقد بات واضحا على المستوى الاستراتيجي ان هذا العدوان الوحشي يشكل عملا استباقيا قبل تسلم الرئيس الاميركي الجديد مهامه وقبل تجديد عملية السلام في المنطقة. والهدف من هذه الحرب هو تحسين موقع اسرائيل التفاوضي من خلال إعادة الإعتبار لقوتها العسكرية وشرذمة القوى الفلسطينية وإضعاف الموقع التفاوضي الفلسطيني وإحداث إنقسامات تعطل قدرة الدول العربية على فرض "مبادرة السلام العربية" التي كانت أقرت في قمة بيروت في العام 2002 واعيد التأكيد عليها في قمة الرياض في العام 2007، وفي المؤتمر الذي عقد أخيرا في الأمم المتحدة، وفي القرار 1850 الصادر عن المنظمة الدولية".

أضاف: "إن مواجهة عدوان اسرائيل والرد على مخططاتها يتطلبان:

أ- العمل على وقف فوري لاطلاق النار عبر قرار دولي ملزم يلجم آلة الحرب والدمار والاجرام الاسرائيلية.

ب- استعادة وحدة الشرعية الفلسطينية والقرار الفلسطيني التي من دونها لا يمكن مواجهة العدوان الاسرائيلي ولا تحصيل الحقوق الوطنية الفلسطينية.

ت- التمسك بمشروع السلام العربي الذي يشكل المدخل الأساس لحشد الدعم الدولي ولجم التطرف الاسرائيلي.

ث- نبذ سياسة المحاور والتأكيد على التضامن العربي ورفض المتاجرة بالدم الفلسطيني التي تقوم بها جهات تسعى الى الصفقات السرية والعلنية مع اسرائيل وتحاول نقل المشكلة من صراع عربي-اسرائيلي الى صراع عربي-عربي".

وختم أبي اللمع: "تحصين لبنان ودرء الأخطار عنه، خاصة بعد اكتشاف الصواريخ المشبوهة في الجنوب، يستوجب التمسك بالشرعيات الثلاثة، الشرعية الدستورية اللبنانية، والشرعية العربية المتمثلة بالتضامن العربي ومبادرة السلام العربية، وقرارات الشرعية الدولية وفي طليعتها القرار 1701".

وأعلنت الامانة العامة إبقاء اجتماعاتها مفتوحة لمتابعة التطورات.

اسئلة واجوبة

سئل: هل هناك تخوف من زعزعة الامن الداخلي ولا سيما بعد التحركات المريبة التي شهدناها امام السفارة؟

اجاب: "نحن محصنون بالقرار 1701، وهذا البيان يدعو إلى احترامه، واي شيء يمكن ان يحدث مخالفا لهذا القرار يشكل خطرا على لبنان نحن في غنى عنه في هذه الايام".

سئل: رأينا بالامس تحركات شعبية بالقرب من السفارة المصرية واخذت قوى الامن وقتا كثيرا لضبطها؟

اجاب: "اعتبر هذه التحركات مشبوهة، ونحن لا نريد ان ننقل الصراع العربي - الاسرائيلي الى صراع عربي - عربي، وهذا الموضوع يعطي صورة مختلفة عن الشكل او اللون الذي نريد ان نعطيه لهذه الكارثة التي تحصل اليوم مع اخواننا الفلسطينيين في غزة".

سئل: قيل ان تصريح الأمين العام ل "حزب الله" السيد حسن نصرالله سيكون تصعيديا، هل سينجح لبنان بتحييد نفسه عن الازمة الحاصلة؟

اجاب: "لبنان محيد بحكم القرار 1701، ونحن ندعو أي طرف لبناني إلى ان يحترم الشرعيات الثلاث، الشرعية الدولية المتمثلة بالقرار 1701، والشرعية العربية من خلال مبادرة السلام العربية، والمؤسسات اللبنانية وخصوصا المؤسسات التنفيذية كمجلس الوزراء حيث تجرى كل المراجعات والمفاوضات والقرار في ما يخص اي تحرك يتم من خلال الحدود اللبنانية".

سئل:البعض يأخذ عليكم انكم تقفون بجانب غزة كلاميا فقط؟

اجاب: "أعلى صوت خرج حتى الآن هو صوتنا في ما يخص ما يحدث في غزة واعتقد بأن المواقف التي نتخذها منذ ثلاثة أيام تعبر خير تعبير عن تضامننا مع الشعب الفلسطيني ووقف آلة القتل في فلسطين".

 

وفود شعبية في منزل النائب صولانج الجميّل للتهنئة بالاعياد

نديم الجميّل: الثوابت المسيحية مدخل للمصالحة المسيحية

وطنية- 29/12/2008(سياسة) أمت وفود شعبية من مختلف أحياء الاشرفية والرميل والصيفي وفرن الشباك وعين الرمانة منزل نائب بيروت السيدة صولانج بشير الجميّل للتهنئة بالاعياد. وقد استقبلت النائب الجميّل المهنئين مُحاطة بنجلها نديم وابنتها يمنى. وتقدم الوفود نائب رئيس حزب الكتائب المحامي شاكر عون وعدد من أعضاء المكتب السياسي الكتائبي ومسؤولون في القوات اللبنانية وفعاليات سياسية واقتصادية وتربوية ورؤساء جمعيات واندية رياضية ومخاتير المنطقة.

وقالت النائب صولانج الجميّل:" أتمنى بمناسبة هذه الاعياد المجيدة أن يعمّ الفرح والسلام قلوب جميع اللبنانيين، لأننا شبعنا أحزاناً ومآسي. لقد عانى لبنان الكثير من الويلات خلال السنوات الماضية ودفعنا مع عدد من حلفائنا وشركائنا الثمن غالياً تشبثنا بسيادة لبنان وحرية قراره. ولكن هذا الامر لن يمنعنا من الاستمرار في النضال بشتى الوسائل من أجل المحافظة على المكتسبات الوطنية. وسنبقى الى جانب أبناء بيروت كما كنا دائماً نتعاون وإياهم لخدمة هذه المنطقة العزيزة والوطن الحبيب". أما السيد نديم الجميّل فقد شكر أبناء المنطقة لهذا التحرك العفوي "الذي جاء مُعبّراً عن تعلٌق أبناء بيروت بالمبادىء والمواقف السياسية التي أرساها الشيخ بشير والتي نتابعها مع المخلصين بكل دقة وأمانة". وتوجّه الى أحد الوفود قائلاً :" مهما عصفت بلبنان أزمات سياسية أو غيرها، سوف نتخطاها إذا كنا متضامنين متكاتفين في مواجهتها. أما إذا كنا منقسمين في الرأي والموقف الوطني، فالمصيبة ستحل على لبنان". وقال:" سنعمل من أجل قيام ثوابت مسيحية يلتزم بها الجميع تكون مدخلاً حقيقياً للمصالحة المسيحية - المسيحية المنتظرة والتي تبقى أولى اهتماماتنا برعاية غبطة البطريرك صفير و فخامة الرئيس ميشال سليمان، خاصة أننا كنا أول الساعين والمطالبين بها مع عدد من المخلصين".

 

النائب علوش تخوف من ان تقوم اسرائيل باستدراج لبنان الى معركة ودعا قوى الامن الى القيام بدورها واستباق الامور حتى لا تفلت

وطنية - 29/12/2008 (سياسة) اكد عضو كتلة المستقبل النائب مصطفى علوش في حديث ل "صوت لبنان" حول إنعكاس محتمل للعدوان الإسرائيلي في غزة على لبنان، "إن الخوف الأساسي هو ان تقوم إسرائيل بإستدراج لبنان الى هذه المعركة، ولاسيما ان التهديدات لم تتوقف على مدى الأشهر الماضية".

أضاف: "لقد إعتدنا كلبنانيين ان ندفع عادة ثمن التداعيات بكثير من الأثمان الباهظة، وآمل في ان تمر هذه العاصفة من دون ان تؤثر علينا". وإعتبر "أن الأساس هو ان تقوم قوى الأمن بدورها وان يكون هناك نوع من الأمن الوقائي أي إستباق الأمور حتى لا تفلت". وتابع: "لا أعتقد بأن الإسرائيليين يريدون إنهاء حالة حماس ولا يريدون إنهاء حالة الإنقسام في الشارع الفلسطيني، لأن السلاح الأساسي بين ايدي الإسرائيليين لعدم التجاوب مع المفاوضات وتقديم التنازلات بالنسبة للفلسطينيين". وحول خطاب الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله، أعرب النائب علوش عن إعتقاده ب "أن ليس هناك أي فائدة بالهجوم على العرب وخصوصا على المصريين، فهناك حاجة أكثر للتضامن العربي لمحاولة إحتواء الأزمة، ولا أعتقد بأن تحريض المصريين على نظامهم يفيد بشيء بل أنه يفتح باب السجال ونحن بغنى عنه في الوقت الحالي".

 

فرنجية: ما قاله السيد نصرالله حول الصواريخ خطير وضمان لبنان هو بتمسّكه بالقرار 1701

والمطلوب انعقاد طاولة الحوار فورا لضبط الايقاع اللبناني

صوت لبنان /رأى النائب سمير فرنجيه في حديث لاذاعة "صوت لبنان" "ان الحرب الإسرائيلية تشكل نوعا من العمل الإستباقي قبل تسلم الرئيس الأميركي الجديد مهامه وقبل تجديد عملية السلام في المنطقة"، وقال:"ان الهدف الإسرائيلي هو تحسين موقع إسرائيل التفاوضي من خلال إعادة الإعتبار لقوتها العسكرية ومن خلال إضعاف الموقف التفاوضي الفلسطيني وايضا من خلال إحداث إنقسامات تعطل قدرة الدول العربية على فرض مشروع السلام الذي أقرته في بيروت والرياض وأعادت التأكيد عليه بمؤتمر نيويورك الأخير". اضاف: "إن إسرائيل في هذه الحرب الإستباقية إستفادت من عوامل ضعف واضحة أولها دخول سوريا في مفاوضات مع إسرائيل من خارج السياق التفاوضي العربي، الأمر الذي إعتبرته إسرائيل تحييدا لسوريا التي هي داعمة لحركة حماس، والأمر الثاني هو تخوف إيران من هذه المفاوضات، والأمر الثالث هو رفض حركة حماس تلبية دعوة مصر والدخول في حوار مع السلطة الفلسطينية لإعادة توحيد الصف الفلسطيني".

ورأى "ان ما قاله الأمين العام ل"حزب الله" من ان الصواريخ في الجنوب وضعت من قبل عملاء إسرائيل لإعطاء ذريعة لعدوان جديد على لبنان أمر خطير، وبالتالي المطلوب لبنانيا اليوم ان تنعقد طاولة الحوار فورا لضبط الإيقاع اللبناني وإعادة التأكيد على تمسكنا بالقرار 1701"، مشددا على "أنه وفي الظرف الصعب الذي نعيشه، فإن المطلوب حماية هذا البلد لعدم تعريض إخواننا في الجنوب لمأساة جديدة وهذا الأمر يعتبر مبررا كافيا بدعوة طاولة الحوار فورا، لانعقاد وتأكيد الثوابت اللبنانية في مواجهة إسرائيل"..

 

بارود ينفي اختطاف عناصر من قوى الأمن الداخلي في بعلبك

وكالات/نفى وزير الداخلية زياد بارود ما أوردته احدى وسائل الاعلام عن اختطاف ثلاثة عناصر من قوى الأمن الداخلي على طريق حدث بعلبك.

وأكد استمرار عمليات الدهم في البقاع كاشفا عن اصابة سيارة تابعة لقوى الأمن دون سقوط أي ضحايا. وأضاف:" العمليات تتم بالتنسيق التام مع الجيش اللبناني الذي يقود المداهمات".

 

الفخ الإسرائيلي

الحياة 2008/12/29

حسان حيدر

 من الواضح ان اسرائيل كانت تعد منذ وقت لهذه الضربة الوحشية لقطاع غزة، وان جيشها كان جاهزاً لتنفيذها، لكنها كانت تبحث عن ذريعة وتوقيت مناسبين. وجاءها قرار «حماس» وقف العمل بالتهدئة على طبق من فضة، ذلك ان الحركة وقعت عملياً في الفخ الاسرائيلي المنصوب الذي أوحى وكأن الدولة العبرية غير مهتمة فعلا بتمديد وقف اطلاق النار الهش، وان الغاءه لن يغير الكثير، لأن احداً في اسرائيل لا يستطيع اتخاذ قرار بعملية عسكرية كبيرة في القطاع بانتظار انتخابات العاشر من شباط (فبراير)، ولأن القادة الاسرائيليين لن يغامروا بإحراج الادارة الاميركية الجديدة ووضعها امام أمر واقع يجعلها تغير قائمة الاولويات التي تتصدرها الازمة الاقتصادية.

انتظر الاسرائيليون اذن ان تعلن «حماس» قراراً احادياً برفع الرعاية المصرية للهدنة القائمة، والتي كانت تشكل العائق الوحيد عملياً امام الضربة الاسرائيلية، في ظل عدم التكافؤ الفادح في القوى العسكرية، واستنتجوا ان رفض الحركة الرعاية المصرية للحوار الفلسطيني الداخلي كان المؤشر الحاسم الى ان «حماس» تتجه، مثلما يرغبون، الى المواجهة.

ومن الواضح ايضا ان «حماس» فوجئت بحجم الرد ولم تأخذ التهديدات الاسرائيلية بكثير من الجدية، ذلك انها رغم قرارها بمعاودة القصف الصاروخي، لم تتخذ اي احتياطات استثنائية مثل اخلاء مراكزها ومقراتها الامنية واعداد المستشفيات واجهزة الدفاع المدني، وهو ما يفسر الحجم الكبير للاصابات والعجز عن علاجها.

كان الوضع في الجانبين قبل يوم غزة الدامي على النحو التالي: حماس تعتقد ان باستطاعتها تحسين موقعها التفاوضي مع اسرائيل التي خرقت مراراً التهدئة، وان بإمكانها الاستفادة من التباين في مواقف الاحزاب الاسرائيلية التي تستعد لخوض الانتخابات العامة في ظل تعدد الرؤوس داخل الحكومة ومحاولة كل من ليفني وباراك شد البساط الى جهته. كما رأت ان تأزيماً محدوداً للوضع الامني قد يعزز اوراقها الفلسطينية الداخلية ويدفع السلطة الوطنية الى التجاوب مع مطالبها بما في ذلك وقف المفاوضات مع اسرائيل على أساس عملية انابوليس. وكان هناك ايضا دفع اقليمي سوري - ايراني للحركة في اتجاه القطع مع محور الاعتدال العربي الذي تمثله مصر والسعودية.

اما اسرائيل فكانت تسعى، وفقا لتصريحات قادتها العسكريين، الى استعادة ورقة الردع المستند الى تفوق ناري وعملاني هائل. كانت تعرف ان التزامات «حماس» الاقليمية ستدفعها عاجلاً او آجلاً الى التخلي عن الحماية المصرية ووقف العمل بالتهدئة، لذا تحينت الفرصة لتوجيه ضربة مؤلمة هي في الوقت نفسه رسالة الى حلفاء «حماس»، خصوصاً في لبنان، بأن أي حرب مقبلة ستكون باهظة الثمن. اليوم تؤكد الحركة الاسلامية انها لن تتراجع حتى ولو ابيدت غزة، فيما تقول اسرائيل انها لن توقف العمليات العسكرية إلا عندما توافق «حماس» على وقف الصواريخ. فمن يصرخ من الألم أولا، واين يكمن الحل؟ قد تنعقد اجتماعات عربية هنا وهناك وتصدر بيانات ادانة وشجب وتنظم تظاهرات تنديد، لكن الحل الوحيد يبقى في العودة الى التهدئة وبرعاية مصرية أقرها العرب جميعا، طالما ليس هناك اي أمل في حل عسكري، وطالما ان المواجهات لن تغير في ميزان القوى، وطالما ان الاطراف الذين يحرضون «حماس» لن يحركوا جبهاتهم الساكنة، حتى لو امحت غزة عن الخريطة

 

نصرالله يناشد الرئيس سليمان الدفع باتجاه عقد الفمة العربية لان هناك من يعمل على تعطيها

وكالات/أكد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ان المعركة الدائرة في غزة، هي "معركة مصير فلسطين وليس مصير "حماس"، مجددا الدعوة للشعوب العربية والاسلامية للاستمرار في التحرك نصرة للفلسطينيين لأن العدوان مستمر. وشدد على أن "الوضع الميداني للمقاومة الفلسطينية جيد والمعركة معركة وقت فالاسرائيلي لا يستطيع الصبر وقتا طويلا وهو يتعلم عبر حرب تموز".

نصرالله، وفي كلمة متلفزة أمام الجموع المحتشدة في ملعب الراية في الضاحية الجنوبية في تظاهرة تضامنية مع غزة، توجه الى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان قائلا "أطالبك كرئيس توافقي أن تبذل جهدا للدفع باتجاه عقد القمة العربية لأن هناك من يعمل على تعطيلها لحسابات وأخرى"، مشيرا إلى أن "لبنان الذي هو أكثر من عانى من المجازر الاسرائيلية يمكنه لعب دور مركزي لعقد القمة العربية دون التأثر بأي من الحساسيات العربية والموقع الرسمي اللبناني يجب ان يكون موقع التضامن مع غزة وصوت لبنان يجب ان يكون صوتاً مدوياً في أي قمة عربية". كما دعا الفلسطينيين "للتوحد لوقف العدوان وعدم السماح له بتحقيق شروطه" .

وأوضح نصرالله أن "لا مشكلة لدى الاميركيين ان يكون في فلسطين حكومة تديرها حماس او فتح او الجهاد او اي تنظيم اسلامي، فلا شغل لأميركا او اسرائيل في صلاتنا او صومنا بل في الموقف من اسرائيل واميركا، وما يهمها هو هل تقبل ان تبيع نفطك باثمان بخسة للشركات الاميركية. هل تعترف باسرائيل وتقيم صلحا ذليلا معها؟ هل انت مستعد للتخلي عن حقوق شعبك؟".

وأضاف نصرالله: "لا يتصورن احد ان مشكلة أميركا مع "حزب الله" لأنه حزب اسلامي. اقول لكم اذا اتصل أحد من "حزب الله" بالأميركيين وهم يرغبون بالاتصال والتفاوض معنا، واذا قلنا لهم نحن حاضرون للتفاوض سيساعدوننا على أن نكون نحن وحلفاؤنا السلطة في لبنان فلا مشكلة لهم مع لحانا وعمائمنا بل مع برنامجنا السياسي الذي يرفض التخلي عن نقطة ماء وجه أو حبة سيادة واستقلال حقيقي".

وفي ما يلي أبرز ما جاء في كلمة السيد نصرالله في مظاهرة التضامن مع غزة:

اليوم بيننا وبين غزة ليس نهاية المطاف وأطالب كل الشعوب العربية بمواصلة العمل على كل صعيد لمؤازرة غزة وآمل منكم أن تبقوا دائما على جهوزية لتلبية أي نداء وموقف وقرار. معكم نجدد الوقفة والبيعة بالوقوف مع المقاومة ونقول للحسين سوف نبقى نلبي نداءك "لبيك يا حسين"

الاسرائيليون رموا على لبنان في حرب تموز من سلاح الجو ما يزيد عن كل ما رموه في مجموع حروبهم مع العرب لكن بندقيتنا لم تسقط. الاسرائيلي يهول بالحرب البرية من خلال تصوير الدبابات تماما كما فعل فيب لبنان ولكن عندما يبدأ التحرك البري سوف تبدأ الخسارة وارتفاع تاصوت الاسرائيلي

صحيح هناك أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى لكن ثبات المقاومين والاحتضان الشعبي للمقاومة هو ما نشاهده في غزة واستمرار انطلاق الصواريخ بالعشرات منذ اليوم الاول دليل على قوة الموقف الميداني في غزة وهو ما نفهمه فما يجري مشابه لما جرى في حرب تموزظ. سيعجز الصهاينة عن ايقاف الصواريخ وسيبقى المستوطنون على بعد 40 كيلومتر في الملاجئ. المعركة معركة وقت فالاسرائيلي لا يستطيع الصبر وقتا طويلا وهو يتعلم عبر حرب تموز

عندما كنا نناشد فتح معبر رفح نجد اليوم اجماعا عربيا واسلاميا يطالب الحكومة المصرية بفتح معبر ربفح لأننا نتحدث عن صمود غزة الشجاعة القادرة على صنع الانتصار. أول شرط لتعزيز صمود غزة هو أن يفتح الباب عليها

هم لا يقتلون الضحية فقط بل يتهونه بدينه واخلاصه لشعبه. هؤلاء المقاومون هم اشرف الناس واطهر الناس ومن يتخلى عنهم شريك في القتل والجريمة والخيانة

بالأمس صحف عربية رئيسية للأسف تتهم"حماس" بأنها باعت مصلحة شعبها لأجل سوريا. ما هي مصلحة سوريا في قتل الفلسطينيين، بالعكس سوريا أوقفت المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل فورا. هذه سخافات واتهامات بغيضة وكريهة من أينما صدرت

أمس تعرضنا للانتقادات وكنت مستعدا لذلك فنحن مستعدون للشهادة فكيف للشتائم في سبيل معركة استنهاض الوعي للأمة مقابل حملات الكذب والتضليل والتجهيل. أمس استمعت الى أحد الشتامين عندما قال ان "حزب الله" في بيروت قصف السفارة المصرية في بيروت. هل قصفها أحد؟ من الطبيعي أن نحشد أمام السفارة المصرية في بيروت لكننا تجنبنا عمدا الذهاب الى هناك لأننا ندرك الحساسيات. نخوض معركة سلمية مع النظام المصري

نجدد الدعوة للشعوب العربية والاسلامية للاستمرار في التحرك لأن العدوان مستمر. في لبنان عام 96 مجزرة قانا غيرت المعادلة كذلك في مجزرة قانا 2006 لكن في غزة بدأت المعركة بالمجزرة وهذا يعني أن هناك استفادة من الوقت وهنا ادعو القادة العرب لبذل جهود حقيقية. أما الرهان يبقى على التحركات الميدانية والحمدلله الناس بدأوا ينزلون بمئات الالاف وهذه المشاهد في العواصم العربية والاسلامية لم نرها فحتى في حرب تموز 2006 ما يعني ان هناك وعي عربي متصاعد وكلنا معنيون ان نقف ونصرخ

المستهدف في غزة بقية التمسك بالحقوق. اضم صوتي بالدعوة الى انتفاضة ثالثة لأننا في غزة نواجه معركة مصير فلسطين وليس مصير حماس. ندعو الفلسطينيين للتوحد لوقف العدوان وعدم السماح له بتحقيق شروطه

كذلك في لبنان لا يتصورن احد ان مشكلة أميركا مع "حزب الله" لأنه حزب اسلامي. اقول لكم اذا اتصل أحد من "حزب الله" بالأميركيين وهم يرغبون بالاتصال والتفاوض معنا، واذا قلنا لهم نحن حاضرون للتفاوض سيساعدوننا على أن نكون نحن السلطة في لبنان فلا مشكلة لهم مع لحانا وعمائمنا بل مع برنامجنا السياسي الذي يرفض التخلي عن نقطة ماء وجه أو حبة سيادة واستقلال حقيقي

الذي يقاتل اليوم هو برنامج المقاومة. اليوم اذا اتصل مشعل او اي أحد من حماس بأي من الوسطاء العرب والاوروبيين ويقول لهم نحن مستعدون للاعتراف باسرائيل والتفاوض معها سيقف القصف على غزة فورا

في مفاوضات كامب ديفيد بين باراك وعرفات "فتح" كانت مصنفة ارهابية لكنها أزيلت عن لائحة الارهاب ودخلت المفاوضات لكن في كامب ديفيد عام 2000 عندما رفض عرفات الخضوع والتسوية التي فرضتها بعض الانظمة العربية فعاد الى رام الله وقوطع وحورب وعزل ثم عمدوا الى قتله مسموما على ما يبدو من التقارير

في أفغانستان والعراق الاحزاب الاسلامية موجودة في الحكم ولا مشكلة لدى الاميركيين ان يكون في فلسطين حكومة تديرها حماس او فتح او الجهاد او اي تنظيم اسلامي. لا شغل لأميركا او اسرائيل في صلاتنا او صومنا فصوموا وحجحوا ما شئتم لكن اتركوا المصالح الكبرى لأميركا واسرائيل

بالنسبة لأميركا فلتكن عقيدتك ما تكون المهم ما هو موقفك من اسرائيل واميركا. هل تقبل ان تبيع نفطك باثمان بخسة للشركات الاميركية. هل تعترف باسرائيل وتقيم صلحا ذليلا معها؟ هل انت مستعد للتخلي عن حقوق شعبك؟

اتوجه لشعب فلسطين للتضامن والتوحد فالحرب ليست على حماس بل على شعب فلسطين وحقوقه. أريد أن أوضح أمرا لكل مكان فبالنسبة للادارة الأميركية ومشروعها للسيطرة وتثبيت اسرائيل كقوة عاتية فلا يعنيها من يحكم في لبنان او بغداد او اي عاصمة عربية واسلامية فالاعتبارات العرقية والدينية والقومية ليست في الحسابات. ليس هناك مانع لدى الادارة الاميركية ان تحكم حركة اصولية دولة عربية واسلامية ومن يعتقد ذلك هو مشتبه

الرئيس اللبناني الذي واكب انتصار تموز مطالب ان يلعب في القمة دورا مركزيا وكما سمعنا صوته الشجاع في مؤتمر حوار الاديان في الامم المتحدة يجب ان يكون صوت لبنان غبر حنجرة الرئيس صوتا مؤديا في اي قمة برفض التنازل عن الحقوق الى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم

رئيس الجمهورية المستند الى اجماع لبناني لوقف العدوان على غزة ولبنان أكثر من عانى من المجازر يمكنه لعب دور مركزي لعقد القمة العربية دون التأثر بأي من الحساسيات العربية فالنظام اللبناني يجب أن يتضامن مع غزة لا مع هذا النظام العربي أو ذاك فهذه حسابات شيطانية وواجب اللبنانيين أن يقفوا مع أولئك الذين يقتلون ويذبحون في غزة التي يقصف فيها المساجد والمنازل وكل مكامن البقاء

اليوم نعيد التأكيد على المسؤولية. بإسم المحتشدين في هذا المكان أود أن أتوجه الى فخامة الرئيس ميشال سليمان لأناشدك وأطالبك كرئيس توافقي أن تبذل جهدا للدفع باتجاه عقد القنمة العربية لأن هناك من يعمل على تعطيلها لحسابات وأخرى

هل من سبيل أفضل من سبيل الله واستعادة القدس وعدم لاتفريط بحبة من أرض فلسطين. هنيئا لشهداء غزة وكل شهداء الدفاع عن كرامة الأمة والمقدسات

على المستوى القانوني والاخلاقي والسياسي لن تجدوا معركة أقدس من هذه المعركة

تحملون ثقافة الشهادة وهي ثقافة الحياة الحقيقية بعز وكرامة وجباه مرفوعة ونحن نعرف درجة الشهداء عند الله فشهداء غزة كما لبنان سقطوا في المعركة الأوضح والأقدس

تلبيتكم للنداء طبيعية الا انها مدعاة للشكر لأنها تعبير عن الواجب ولأنها صرخة لكل العالم الذي يجب ان يفهم ان غزة ليست وحها وفلسطين لا زالت في قلب ووجدان هذه الأمة وان تراجع وارتداد بعض النخب السياسية التي تدعي الثقافة وأن مضي الزمان لا يمكن أن يسقط فلسطين لا من عقل الأمة ولا قلبها وستبقى فلسطين الحق واسرائيل الباطل ومن يقف مع فلسطين يقف مع الحق ومن يتخلف عنها يلتقي مع الباطل

انتم تلبون نداء الاهل الصابرين هناك الذين يقضون نهارهم تحت القصف وانتم تعرفون معنى القصف والتهجير والقهر والصمود

انتم اليوم تلبون نداء الأمام الخامنئي لتعبر الأمة عن تضامنها ومواساتها وحزنها للشهداء وافتخارها بهم لنقول لأهلنا في غزة: دمكم دمنا وحزنكم حزننا

 

دي فريج: علينا الإعتبار من غزة لترسيخ وحدتنا الوطنية

وطنية- 29/12/2008(سياسة) رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب نبيل دي فريج في بيان اليوم أن "عبارات الشجب والاستنكار لا تجدي حيال المجازر التي ترتكبها اسرائيل في حق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ولا يمكن توصيف حجم هذه المجازر في اللغة العربية"، واستغرب "المنطق الاسرائيلي القائم على القتل والاجرام لخوض المعارك الانتخابية، وهذه الممارسات سترتد على الاسرائيليين مزيدا من العنف لان الظلم لا يولد الا التطرف والرغبة في الانتقام".

ودعا حكام اسرائيل الى "الاتعاظ من تجاربهم السابقة التي ادت الى ظهور العديد من التنظيمات المتطرفة وانتشار العمليات الاستشهادية التي اوقعت آلاف القتلى بين الاسرائيليين، وإذا ظن حكام تل ابيب ان باستطاعتهم القضاء على حركة حماس، فحري بهم ان يدركوا ان الدم الفلسطيني الذي يسيل في غزة سينبت الف حماس وحماس". وناشد النائب دي فريج اللبنانيين "أخذ العبرة مما يحصل في غزة للسعي الى ترسيخ الوحدة الوطنية وشد ازر الدولة والجيش"، لافتا الى ان "الشرذمة تلبي رغبات العدو الاسرائيلي الذي يستفيد من الانقسامات للانقضاض على اعدائه وفي طليعتهم لبنان باعتباره النموذج الوحيد المناهض للعنصرية والطائفية في الشرق الاوسط"، وشدد على ان "الالتزام الدقيق والحرفي بقرار مجلس الامن الدولي رقم 1701 يسقط كل الذرائع من يد اسرائيل تجاه لبنان".

 

الاحدب: الدفاع عن الفلسطينيين لا يكون بالمزايدات انما بالوحدة العربية

وطنية- 29/12/2008(سياسة) استنكر نائب رئيس "حركة التجدد الديموقراطي" النائب مصباح الاحدب من سيدني "الجرائم الوحشية التي قامت وتقوم بها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في غزة، ودعا الجميع الى الوقوف صفا واحدا في هذه المحنة". واعتبر ان "الدفاع عن الفلسطينيين لا يكون بالمزايدات والشعارات، وانما بالافعال والوحدة العربية – العربية". واستغرب " التهجم على الانظمة العربية والدعوات لإسقاطها عبر النزول الى الشارع"، سائلا عن "البديل عن هذه الانظمة، هل هو النظام الايراني الذي يكتفي بالتحريض من دون تقديم اي شيء ملموس للقضية الفلسطينية؟". وقال: "ان الجميع يعرف من قسم اللبنانيين ومن قسم العرب وان المعتدي هو اسرائيل وليست مصر". اضاف:" اذا كانت ايران فعلا تريد الدفاع عن القضية الفلسطينية، فيجب عليها التنسيق مع الدول العربية ومن دون مزايدات من اجل ايجاد السبل السياسية لوقف الاعتداءات، اولا ورسم خطة عمل للمستقبل ثانيا". وتابع: "ما يظهر من الممارسات ليس التفكير بحل الازمة، بل ان هناك من يحاول فرط عقد الدول العربية لاهداف ليست خافية على أحد". ودعا الى "تحييد لبنان وعدم جره الى حرب جديدة"، مثنيا على "كلام رئيس الجمهورية بان الجنوب ليس منصة لإطلاق الصواريخ".

 

عمليات دهم للجيش في دار الواسعة والكنيسة لملاحقة عصابات ومطلوبين

استخدام المروحيات في المطاردة وانزالات في الاماكن الوعرة

وطنية- 29/12/2008(سياسة) افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام حسين درويش، ان العملية التي قام بها اللواء الثامن في الجيش وفوج المغاوير تساندها قوى الامن الداخلي، في دار الواسعة والكنيسة، توسعت لتشمل حي الشراونة في بعلبك وريحا بالقرب من الكنيسة. واستطاعت القوة الامنية مستخدمة الطائرات المروحية مطاردة المطلوبين، ونفذت انزالات في الاماكن الوعرة وتمت مصادرة عدد من السيارات والقي القبض على المطلوبين. هذا وتعقب الجيش اللبناني بواسطة طوافتين، مهربين من تجار المخدرات وعصابات السيارات من نوع رانج روفر سوداء اللون في منطقة عيون السيمان، حيث اطلقت النيران على السيارات، ما دفع بعض المهربين الى ترك سياراتهم والهرب في منطقة جرد عيون السيمان. وكانت قوة مشتركة من الوية الجيش اللبناني نفذت عمليات دهم واسعة لمناطق دار الواسعة والكنيسة، استكمالا لعملية بريتال بهدف ملاحقة عصابات سرقة السيارات والمطلوبين باحكام قضائية وتجار المخدرات. فضربت القوة المشتركة طوقا امنيا منذ الرابعة من فجر اليوم، مستخدمة المروحيات في عملية المطاردة، حيث تمكنت من احكام الطوق على بلدة دار الواسعة التي دخل اليها الجيش اللبناني فجرا وباشر حملة دهم بحثا عن المطلوبين، فيما تعمل القوة المداهمة على توسيع انتشارها في محيط الكنيسة عند الاطراف الغربية للبقاع الشمالي وملاحقة الفارين. وقد عززت القوة العسكرية تحركها بحواجز ثابتة على الطرقات الدولية، ودققت بالهويات فيما استحدثت حواجز ثابتة عند مداخل المناطق المستهدفة في دار الواسعة والكنيسة.

 

تظاهرة على بوابة فاطمة الحدودية تضامنا مع اهالي غزة

كلمات نددت بالعدوان الاسرائيلي وتواطؤ بعض الانظمة العربية

وطنية-النبطية- 29/12/2008(سياسة) شهدت بوابة فاطمة الحدودية بعد ظهر اليوم تظاهرة أحتجاجية غاضبة، تنديدا بالمجازر الاسرائيلية التي ترتكب بحق أبناء غزة، نظمها تجمع "مسلمون بلا حدود" وتخللها محاولة لرشق الحجارة باتجاه الجانب الاسرائيلي قوبلت باستنفار عسكري اسرائيلي.

قرابة الحادية عشرة والربع من صباح اليوم، أقلت حافلات متوسطة الحجم أفرادا من تجمع "مسلمون بلا حدود"، قدموا من منطقة البقاع الى مدخل بوابة فاطمة الشمالي، حيث أتخذ الجيش اللبناني اجراءات أمنية مشددة في المنطقة، وأحتشد المحازبون في الباحة المواجهة لاحدالمواقع العسكرية الاسرائيلية ورفعوا الاعلام الفلسطينية ورايات سوداء وصورا للمجازر الاسرائيلية في غزة،اضافة الى لافتات تندد بالعدوان الاسرائيلي على غزة وبتواطؤ بعض الانظمة العربية مع هذا العدوان. وأدى المحازبون صلاة الظهر عند مدخل البوابة، ومن ثم أطلقوا هتافات "الله اكبر"،"الموت لاسرائيل"،"ولبيك يا غزة"، "والموت لجورج بوش"، وحاول البعض منهم رشق الحجارة باتجاه السياج الشائك ،الامر الذي دفع بجنود الجيش اللبناني لاحكام الطوق الامني في المنطقة حفاظا على سلامة المتظاهرين، وقابل ذلك أستنفار عسكري اسرائيلي لافت حيث أنتشر عشرات من جنود العدو الاسرائيلي في البساتين وعند التلة المقابلة لبوابة فاطمة واتخذوا وضعيات قتالية بعدما صوبوا أسلحتهم الرشاشة باتجاه المتظاهرين،الذين علت صرخاتهم وتكبيراتهم. ورفع البعض منهم احذيته بوجههم . وألقى رئيس التجمع الشيخ رمزي ديشوم والشيخ يحيى عراجي كلمتين نددا فيهما بالمجازر الصهيونية بحق ابناء غزة ودعوا اهل غزة للصمود والمقاومة والتمسك بايمانهم وصبرهم "فالله معهم ونحن معهم وكل الشرفاء في هذه الامة معهم. والنصر سيكون حليفكم يا اهل غزة".

 

ابو جمرا: الفلسطينيون يزدادون ايمانا بقضيتهم ورغبة في المقاومة

وطنية - 29/12/2008(سياسة) استنكر نائب رئيس مجلس الوزراء اللواء عصام ابو جمرا عمليات القتل الجماعي التي ترتكبها اسرائيل بحق الفلسطينيين، وقال في تصريح : "منذ ستين سنة واسرائيل تنتهك شرعة حقوق الانسان بعمليات القتل والتدمير بحق الفلسطينيين، ومنذ ستين سنة والفلسطينيون يزدادون ايمانا بقضيتهم ويزداد حقدهم ورغبتهم في مقاومة اسرائيل والموت في سبيل قضيتهم. فالعنف بين الدول والشعوب لا يولد الا العنف وسياسة التفاهم هي السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والامن".

 

الشيخ قاسم: ما حصل في غزة هو فضيحة للزعماء العرب لانهم لم يقولوا "لا"

منطقتنا تؤمن بأن المقاومة هي الحل ولن تتراجع وتتنازل مهما كانت الضغوط

وطنية - 29/12/2008 (سياسة) رأى نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، في احياء الليلة الاولى من ليالي عاشوراء في قاعة شاهد - طريق المطار، "أنه بعد انتهاء هذا العدوان الغاشم على غزة سيكتشف العالم ان أهل غزة خرجوا أقوى وأصلب في التصميم على المقاومة والمواجهة، وقال: "بعدما انهزمت إسرائيل في لبنان وانهزمت معها أمريكا، أرادت إسرائيل أن تصنع نصرا وهميا من خلال الاعتداء على الأبرياء والآمنين في غزة، وقامت بهذه العملية العدوانية الغاشمة، بقصف المراكز المدنية والرسمية وبقتل مئات الشهداء من الرجال والنساء والأطفال، وجرح الآلاف لتثبت حضورها وسيطرتها بقوة السلاح".

وتابع: "ليس غريبا على إسرائيل أن تبادر إلى القتل والعدوان لأن تاريخ الكيان الاسرائيلي في منطقتنا، قبل الإعلان الرسمي عن قيام دولة إسرائيل في العام 1948 وحتى الآن هو تاريخ المجازر والقتل والعدوان، إذا أردنا أن نعرف إسرائيل نقول: إسرائيل التي قتلت. إذا أردنا أن نقول ماذا صنعت إسرائيل، نقول: إسرائيل صنعت المجازر والعدوان. ليس هناك في تاريخ إسرائيل موقف مشرِّف واحد، كل التاريخ الصهيوني هو تاريخ قتل ومجازر من أجل أن تحتل أرض الآخرين ومن أجل أن تفرض قرارها عليهم، وتأخذ أرضهم وحريتهم وتاريخهم، ولتصنع دولة مزيفة ليس لها قابلية للحياة. ما أقدمت عليه إسرائيل هو بقرار أمريكي، ولولا القرار الأمريكي لما اعتدت إسرائيل على غزة، ومن أراد فليسمع رايس ماذا قالت؟ لقد طلبت أن تتوقف حماس عن إطلاق الصواريخ ولم تطلب أن تتوقف إسرائيل عن العدوان، يعني اعتبرت أن الضحية معتدية وأن المعتدي هو الضحية، ولذا بعد العدوان الاسرائيلي المطلوب من الضحية أن تتراجع، وأن تقدم الالتزامات وليس مطلوبا من إسرائيل أن تقدم شيئا، حتى مجلس الأمن الذي اجتمع طلب وقف اطلاق النار، ولم يدن المجازر الاسرائيلية، وبالتالي هناك تواطؤ دولي استكباري برعاية مجلس الأمن وأمريكا، على أن يستفردوا بشعب فلسطين الأبي في غزة، في هذه البقعة الجغرافية الصغيرة التي لا تتجاوز أربعمائة كليوتر مربع".

اضاف: "ما حصل في غزة هو فضيحة للزعماء العرب، لأنهم لو قالوا "لا" من دون أن يبذلوا المال ومن دون أن يعطوا السلاح ومن دون أن يقدموا الدعم السياسي والاعلامي، لكن فقط لو قال الزعماء العرب: لا نقبل أن تجتاح غزة ويعتدى عليها، لما تجرَّأت إسرائيل على أن تقدم على هذا العمل، لكن هناك صمت مطبق، بل أن بعض الزعماء العرب أشار لإسرائيل بأن تخلصهم من حماس ومن قيادة غزة. للأسف هذا هو التفكير وهذه هي العقلية. ما الذي تريده إسرائيل من هذه العملية؟ تريد تطويع غزة وتريد سلب الإرادة السياسية الحرة من شعب فلسطين، لتفرض الشروط التي تريدها، لكن أقول لكم بأن غزة ستصمد وأن أهل غزة سيصمدون، نعم هناك مأساة كبرى وهناك ضحايا كثر وشهداء كثر وجرحى وثكلى، لكن يوجد في فلسطين إرادة قوية، وبعد انتهاء هذا العدوان الآثم الغاشم سيكتشف العالم ان أهل غزة خرجوا أقوى مما كانوا عليه، وأصلب في التصميم على المقاومة والمواجهة، وليعلموا أن منطقتنا العربية والاسلامية تؤمن بأن المقاومة هي الحل ولن تتنازل وتتراجع مهما كانت الضغوط".

وختم: "أرادوا في لبنان أن يجرِّدوا المقاومة من وجودها وحضورها وسلاحها ليسيطروا على لبنان، ويريدون في فلسطين أن يجردوا حماس من قدرتها ومقاومتها، من أجل أن يسيطروا على الشعب الفلسطيني، وهذا لن يكون لهم لأن عندنا من الصبر والإرادة والتضحية والصمود ما يستطيع أن يقف حاجزا حقيقيا، ونحن مصرون على أن تبقى مقاومتنا وستبقى قوية إن شاء الله تعالى، وستنتصر على أعداء الله مهما تكبَّروا ومهما تجبَّروا وما النصر إلا من عند الله".

 

يكن : دخول سلاحي ايران والمقاومة الوطنية والاسلامية في لبنان

على خط المعركة في غزة من شأنه أن يردع اسرائيل ويلحق بها هزيمة

وطنية- 29/12/2008(سياسة) حذر رئيس "جبهة العمل الإسلامي" الداعية فتحي يكن، من عدوان اسرائيلي انتقامي على لبنان إذا سقطت غزة .

وقال في تصريح اليوم:" إن اسرائيل كانت تتهدد وتتوعد لبنان منذ أكثر من شهرين ، وكانت تحضر لذلك من خلال مناورات وتعبئات وتدريبات مختلفة لرفع معنويات ضباطها وجنودها الذين أصيبوا بانهيار معنوي كبير جراء حرب تموز 2006 التي انتصرت فيها المقاومة انتصارا تاريخيا غير مسبوق".

ونبه الى "أن الولايات المتحدة الأميركية كانت قد زودت اسرائيل بصواريخ ذات تقنيات حديثة مضادة للأسلحة الصاروخية التي قد تطلق عليها من قبل حزب الله أو الجمهورية الاسلامية في ايران". وأكد يكن "أن العدوان الوحشي على غزة هو أشبه بعمليات اختبار لمدى جهوزية المؤسسة العسكرية الاسرائيلية للقيام بعملية انتقامية من المقاومة الاسلامية في لبنان. وفي ضوء كل ذلك يصبح القيام بكل ما من شأنه صمود غزة وانتصار مقاومتها فرض عين ، وخطوة استباقية احترازية توقف العدو الصهيوني عند حده وتحول بينه وبين تنفيذ خططه العدوانية المنتظرة". واعتبر "إن دخول السلاح الاستراتيجي الإيراني على خط الدفاع عن غزة ، كما اشتراك المقاومة الوطنية والاسلامية في لبنان في المعركة من خلال ما تملكه من سلاح صاروخي فاعل من شأنه أن يردع اسرائيل ويلحق بها هزيمة قد تكون أوجع مما أصابها في تموز العام 2006" .

 

نصر الله ولد هجومًا على العربية ! 

الإثنين 29 ديسمبر/زيد بنيامين/ايلاف

ربما للحروب طرائفها ايضًا... والحرب الإسرائيلية على غزة كشفت عن واحدة من أطرف المواقف التي أعلنها حزب الله على لسان أمينه العام السيد حسن نصر الله الذي شن هجومًا غير مسبوق على قناة ( العربية ) واصفًا إياها بالـ ( العبرية ) لانها لم تبث برامج ( تناسب الحدث الجلل ) الجاري في غزة، رغم التوقعات التي صاحبت خطابه من جهة اتخاذ موقف لصالح حركة حماس في غزة. وأكد نصر الله  في خطابه الذي بثته قناة المنار التابعة للحزب من مكان غير معروف ان هناك بعض القنوات التي تسمى عربية ولكنها في الاصل عبرية، لم تهتم للاحداث الجارية في غزة وانما بثت برامجها بصورة عادية من واقع متابعتها لبرامج التلفزيون خلال اليومين الماضيين، وردت العربية بالتأكيد على انها قامت بتغطية واسعة للحدث خلال الايام القليلة الماضية.

وقناة العربية هي جزء من مجموعة الـ MBC التي تتخذ من دبي مقرًا لها وكانت تعرضت في وقت سابق الى انتقادات مع جملة من المؤسسات الاعلامية الاخرى بعد فتوى صدرت خلال العام 2008 قال فيها مطلقها وهو الشيخ صالح بن محمد اللحيدان رئيس مجلس القضاء الاعلى في المملكة العربية السعودية في تصريح له عبر اذاعة القران الكريم ان دماء من يدعو الى الفتن "قد يحل قتله". وقد اتخذت المجموعة جملة من الاجراءات الامنية في اعقاب الفتوى التي صدرت في اكتوبر الماضي. وكان حزب الله قد اعلن عن خطاب سيقدمه حسن نصر الله الاحد وسط توقعات كبيرة بموقف اكبر لصالح المواجهات الجارية بين حماس واسرائيل في القطاع ويأتي الخطاب في وقت دعا فيه خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي يتخذ من العاصمة السورية دمشق مقراً له الى انتفاضة ثالثة مواصلاً  اتصالاته الهاتفية بالقادة العرب من اجل تنسيق المواقف.

وكانت العديد من المصادر الاسرائيلية وعلى رأسها صحيفة هارتس قد اكدت ان مشعل قد طالب حزب الله بالتحرك وهو الامر الذي اكدت فيه الحكومة اللبنانية وقوفها ضده باعلانه انها تلتزم بجميع القرارت الدولية التي تخصها في النزاع العربي الاسرائيلي. وقد قام خالد مشعل باجراء اتصالات هاتفية بالرئيس الاماراتي الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان والعقيد الليبي معمر القذافي والرئيس اليمني علي عبد الله صالح، والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى ال خليفة.

ولم يخرج خطاب نصر الله سوى بضغط معنوي على مصر التي طالبها بضرورة فتح معبر رفح، وطالب الضباط المصريين الى ممارسة الضغط على القيادة السياسية دون ان يدعو الى انقلاب في مصر، كما طالب الشعب المصري بضرورة الخروج الى الشارع بالملايين من اجل فتح معبر رفح، وشمل دعوته الشعوب العربية والاسلامية لممارسة الضغط على "النظام المصري".

وياتي خطاب نصر الله الذي القي في تجمع اقيم في الضاحية الجنوبية، بمناسبة العام الهجري الجديد والليلة الاولى من عاشوراء، ونقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول امني لبناني قوله قبل الخطاب، ان مقاتلات اسرائيلية اخترقت اجواء جنوب لبنان قبل ساعات من خطاب نصر الله في وقت عززت فيه قوات الجيش اللبناني والقوات الدولية من اجراءاتها على الحدود مع اسرائيل.

 

غزة... ضحية إسرائيل وتجار "حماس" أيضا!

أحمد الجارالله /السياسة

الصدمة التي تلقيناها ونحن نرى أشلاء أهلنا في قطاع غزة تتناثر في كل مكان, عقب الهجمة الإسرائيلية الوحشية عليهم, ينبغي ان لا تحجب عن ابصارنا وبصائرنا حقائق لابد أن تكون ماثلة امامنا في هذا الظرف العصيب... دعونا إذن نتصارح مع قضايانا العربية دون مجاملة ودون خشية.

بداية لعن الله إسرائيل التي احتلت الأرض والعرض... لكن فلنتساءل أيضا: ما هو الطريق الصحيح لمواجهة إجرامها وتعديها على حقوقنا المشروعة?

دعونا نحرق علم أميركا وندوسه بالأقدام... أظن هذا كافيا لارضاء غرور الذين اعتادوا الزعيق والذين يذكروننا بمسؤول عربي قال بعد حرب 1967 وهزيمة العرب فيها: "اننا لن نوقف القتال مع العدو الصهيوني حتى اخر جندي مصري", أي ان على مصر ان تتحمل سوء تقديراتها, وسوء تقديرات الآخرين ايضا... وفي حرب 1967 دفع العرب ثمناً فادحاً ونالوا هزيمة نكراء نتيجة سوء تقديرات الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وتابعه المشير عبدالحكيم عامر, وهي هزيمة لم نتخلص من ادرانها الا بعد ان تولى رئاسة مصر انور السادات, عقب وفاة عبدالناصر في العام ,1970 وعرف السادات اللعبة, فبعد ان حقق الانتصار في اكتوبر 1973 انقذ شعبه واستعاد ارضه كاملة عبر المفاوضات السلمية, ولم يستعن بحنجرة غبية تقول: "لن نستسلم ولو دمرتم كل بلادنا, وقتلتم شعبنا عن بكرة أبيه", حنجرة غبية تصرخ من وراء مكاتب انيقة, وتلبس أحلى الحلل, ولعلها حلل ومكاتب صنعت في إيران.

دعونا نصارح أنفسنا بعيدا عن الخطب الرنانة, والكلام السيئ التقدير, والفعل الذي لم يدرس, وكأننا ثيران تضرب الجبال بقرونها, ظنا منها انها ستخرقها او توهنها... فها نحن بازاء ازمة جديدة قام نفر قليل بوضع العرب كلهم امامها, ازمة اناس يحكمون قطاع غزة من الخارج, ومندوبوهم في الداخل مجرد ببغاوات يرددون ما يراد لهم ان يقولوه, حتى وان ابتعد عن المنطق... كنا نود من وزير خارجية مصر أحمد أبوالغيط والرئيس الفلسطيني أبومازن ان يقولا الحقيقة في مؤتمرهما الصحافي وان لا يجاملا وهما يُسألان: "ما السبب وإلى اين المسار"... ان الذي يحكم غزة عصابة يفعلون ما لا يجب ان يفعل, ويتضرر شعب فلسطين منه, ثم يستصرخون العرب لطلب العون, ويستنجدونهم من نتائج فعل لم يستشيروهم فيه, ويتهمون مصر والعرب بأنهم ان لم يفعلوا كذا وكذا فإنهم عملاء للصهيونية والاستعمار واميركا بل قالوا المنكر عن مصر التي نصحتهم بشأن طريقة التعامل مع المحافل الدولية, وذلك من واقع خبرتها الطويلة في هذا المجال, فمصر بعد حرب 1973 كل ما حصلت عليه كان بالطرق الديبلوماسية, كان بكسب ثقة العالم, وليس عبر "حفنة صواريخ" هدية من ايران, او "شوية توجيهات" من فكر حزب الله الذي حوَّل هزيمته في العام ,2006 عبر ماكينته الاعلامية الى انتصار إلهي  سرعان ما اكتشفه الناس في لبنان, وادركوا انهم هم الخاسرون, لأن التقديرات الكلامية ليست تقديرات واقع.

لنقل الحقيقة, ولنواجه الواقع, ولنعد غزة الى حكومتها الشرعية, فالشعب هناك في غزة ادرك ان هناك عصابة تريد ان تضحي به, في سبيل مجد سياسي يجنيه غيرها, على حساب الذين قتلهم الطيران الاسرائيلي بلا رحمة... ومع ذلك يتورع الزعماء والساسة عن كشف هذه الحقائق في مؤتمراتهم الصحافية... قولوا لهم ما الذي يحدث, فهم يقولون عنكم ما ليس فيكم بلا حياء, مع قلة ادب ايضا... حمى الله شعب فلسطين, فقد عاش ستين سنة منذ النكبة الكبرى عام ,1948 وهو من نكبة الى اخرى, في ظل ساسة يتاجرون به وبقضيته, يأكلون أشهى الاطعمة ويلبسون افخر الثياب ويشحذون من العالم ويناطحونه بمأساة شعبهم, رغم ان بعض هؤلاء الساسة - مع الاسف - هم جزء من هذه المأساة, بل هم سبب البلاء.

ما فائدة تلك الصواريخ التي تطلق على اسرائيل فلا تصيب احداً, ثم توظفها اسرائيل لمصلحتها لتبدو امام العالم كحمل وديع يدافع عن نفسه عبر قتل الفلسطينيين في شوارع غزة والضفة الغربية? ما الفائدة وهذه الصواريخ التي تطلق تقتل اسرائيلية واحدة, فيما تقتل اسرائيل اربعمئة فلسطيني وتخلف وراءها ألف جريح, والعدد في ازدياد... ثم ترفض حركة حماس ان تدع هؤلاء الجرحى يذهبون الى دول عربية تبرعت بعلاجهم, ويبدو ان حماس تريد من مصر ان تلغي اتفاقياتها مع العالم, وان ترسل السعودية بجيشها الى هذه الحركة, وان تبعث الكويت بمدخراتها الى الزعيم خالد مشعل, ليعيش على مدخرات النفط, بدلا من الفتات الايراني.

لنكن صرحاء مع انفسنا, فنحن امام مجموعة حجمها بحجم حفنة اليد, يفتحون نيران جهنم على شعبهم, ويريدون ان تمتد هذه النيران الى العالم العربي كله, لكننا ندعوهم وندعو سواهم ان يقفوا - وان يقف الجميع - عند حدود الفعل والمنطق, حتى لا تذهب ريحنا, ولا يصبح نتاج عملنا مع العالم هباء... لقد اساء نفر منا الى عقيدتنا الاسلامية, واساءوا الى عروبتنا, وحتى الى عقولنا العربية وفهمنا لمجريات الامور في العالم... لسنا بحاجة الى المجاملة, ونحن نرى بحور الدم الفلسطيني تراق, نتيجة صواريخ عبثية, وعقليات اكثر عبثا.

 

 

جنبلاط يستنكر الحملة الظالمة على مصر

المستقبل - الاثنين 29 كانون الأول 2008 - اجرى رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط اتصالا امس بسفير جمهورية مصر العربية احمد البديوي، تناول معه فيه التطورات الاخيرة لا سيما العدوان الاسرائيلي الهمجي على قطاع غزة. وابلغ جنبلاط الى السفير المصري استنكاره للحملة الظالمة المسعورة التي تتعرض لها مصر في الوقت الحاضر.

 

»اتفاق الدوحة« أرسى التوازن نسبياً وبدء استعدادات المواجهة الانتخابية

2008 لبنانياً عام هجوم "8 آذار" على "ثورة الأرز" وصمود"14 آذار"«

بيروت - علي أحمد: السياسة

الصمود في مواجهة الهجوم المضاد لقوى »8 آذار« والنظام السوري على "ثورة الأرز" ومنجزاتها. هذا هو العنوان العريض للعام 2008 في لبنان. في العام 2005 نجحت "ثورة الأرز" في انهاء عهد الوصاية السورية, الذي دام نحو ثلاثة عقود, وفرضت على الجيش السوري الانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية, وأسقطت حكومة حلفاء دمشق. وعزلت آخر رموز الحكم السوري, أميل لحود في سنوات ولايته الممددة قسراً, وفازت قوى »14 آذار« بالأكثرية النيابية, وشكلت حكومة الاستقلال الثاني برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة. وكان من أبرز انجازاتها, اعادة القرار السياسي اللبناني الى بيروت, ان كان على مستوى الحكم الداخلي, أو في السياسة الخارجية. وجاء انجاز المحكمة الدولية في قلب هذه السياسة. بعد نحو العامين, ومع نهاية العام 2006, بدأ هجوم النظام السوري المضاد لاسقاط هذه المنجزات, ولالغاء القوى السيادية, أولاً من خلال اسقاط الحكومة, في نوفمبر, عبر تظاهرات "حزب الله" وحلفائه, ثم مع احتلال وسط العاصمة, واطلاق سلسلة من العمليات الأمنية التخريبية, في مختلف أنحاء لبنان. وثانياً عبر تعطيل مؤسسات الدولة, الواحدة تلو الأخرى. فأقفل المجلس النيابي, ثم عطل الاستحقاق الرئاسي, واحتل الفراغ سدة الرئاسة اللبنانية, ناهيك عن تعطيل مختلف مرافق الحياة في البلد, وقد دام هذا الوضع طوال العام 2007. وهكذا بدأ العام 2008 ولبنان في حالة فراغ مطلق: الحكومة عاجزة عن الحكم, الأكثرية النيابية غير قادرة على تأدية واجبها قصر رئاسة الجمهورية في بعبدا شاغر ولا وجود لرأس الدولة. الميليشيات الحزبية تحتل الشوارع بشكل مقنع, القواعد العسكرية الفلسطينية المنتشرة قرب الحدود اللبنانية-السورية, وفي الداخل اللبناني, تشكل حصان طروادة سوري, عمليات الاغتيال مستمرة, وآخرها قبل نهاية 2007 بقليل, استهداف مدير العمليات في الجيش اللبناني اللواء الشهيد فرنسوا الحاج, الحوادث الأمنية تتنقل من منطقة الى أخرى, يغذيها خطاب اعلامي-سياسي, ذو نفس مذهبي تحريضي. بدأ العام 2008, تحت وطأة خمسة عشر شهراً من تداعيات حرب يوليو 2006, والكل يذكر أنه فور توقف تلك الحرب, وتحديداً في 15 أغسطس 2006 (اليوم التالي لوقف العمليات الحربية) خرج الرئيس السوري بشار الأسد, ليعلن "النصر" في لبنان, وليطالب بحكومة وحدة وطنية, المقصود منها, أن تمتلك قوى »8 آذار« فيها حق النقض. وبعده بأيام قليلة, تبنى الأمين العام ل¯"حزب الله" السيد حسن نصر الله هذا الشعار. وصار الثلث المعطل هو قضية القضايا, وفي سبيله تم تعطيل البلد. واذا كان من خلاصة لأحداث 2006-2007, فهي نجاح قوى »8 آذار« بقيادة "حزب الله", في الغاء الحياة السياسية, باستخدام ورقة السلاح, اذ تحت ذريعة "الانتصار" على اسرائيل في حرب 2006, جرى ما جرى في الداخل اللبناني. كان استخداماً للسلاح بصورة غير مباشرة, وهذه كانت المرة الأولى, ولما لم ينجح ذلك, جرى استخدام السلاح صراحة مباشرة في أحداث مايو 2008, كما سيظهر لاحقاً.

في المقابل استمرت قوى »14 آذار« على نهجها في العمل السياسي, والممارسة الديمقراطية. ف¯"ثورة الأرز" في الأساس هي تظاهرة شعبية في »14 آذار« العام 2005, رداً على تظاهرة »8 آذار« التي أطلقها نصر الله تحت شعار "شكراً سوريةً". واسقاط حكومة الرئيس عمر كرامي تم في البرلمان تحت وطأة خطابات سياسية وليس أعمالاً حربية. والأكثرية التي نالتها قوى »14 آذار« كانت بالانتخاب, وكذلك تشكيل حكومة الاستقلال الأولى, تم وفقاً للآليات الدستورية اللبنانية, وبعد ذلك الأداء الحكومي والسياسي, الذي تميز بسلميته وديمقراطيته. ولم تلجأ الحكومة الى العنف الا في حالة واحدة, عندما أصدرت الأمر للجيش للتصدي للارهاب واستئصاله في مخيم نهر البارد, أو حين كلفت القوى الأمنية الأخرى, بتفكيك شبكات الارهاب في سائر المناطق, وكشف حقيقة الجرائم التي ارتكبتها, وأبرزها: جريمة "عين علق". استمر هذا الأداء مدعوماً من حالة شعبية واسعة لخيارات قوى »14 آذار«, وفي مقدمها ترسيخ أسس الدولة القوية والقادرة والعادلة, الى أن أصبح الصدام مع الخيار الآخر حتمياً, فكان قرارا الحكومة في الخامس من مايو, بالتصدي لهيمنة "حزب الله" على أمن مطار رفيق الحريري الدولي, والتصدي لشبكة الاتصالات الثابتة الخاصة للحزب, وحدثت المواجهة سياسية من ناحية الحكومة, وعسكرية من ناحية "حزب الله" وحلفائه, وكان انقلاب مايو الأسود. في هذا التقرير نعرض لأبرز المحطات السياسية والعسكرية والاقتصادية للعام 2008, الذي تشكل أحداثه, حلقة وسط, بين "ثورة الأرز" وما تلاها, وبين الانتخابات النيابية المقبلة, التي ستجري العام المقبل. وأبرز عناوين العام المنصرم:

- الفراغ الرئاسي الذي أحدثته قوى »8 آذار«, والخروج منه بانتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية بمبادرة من قوى »14 آذار«, وبدعم عربي ودولي غير مسبوق.

- "حزب الله" وسلاحه: من استثماره في مواجهة اسرائيل, الى استخدامه في الداخل, وصولاً الى طرحه على طاولة الحوار مجدداً.

- انقلاب مايو مقدماته ومسبباته واستهدافاته.

- »اتفاق الدوحة«, منطلقاته وآفاقه.

- تشكيل الحكومة الثانية للرئيس فؤاد السنيورة, وحكومة العهد الأولى.

- مسلسل الاغتيالات المستمر, واستهداف هيبة الدولة في مناسبات عدة.

- المواجهة مع اسرائيل والقرار 1701.

- التحول الكامل للعماد ميشال عون الى المحور الايراني-السوري.

يناير: المبادرة العربية

استكمالاً لدوره في تعطيل الانتخابات الرئاسية اذ لم توصله شخصياً الى سدة الرئاسة, استهل العماد ميشال عون العام الجديد في يومه الأول بهجوم حاد على بكركي (مقر البطريركية المارونية" وعلى القوى المسيحية في قوى »14 آذار«, بعد أن أصبح خيار المرشح التوافقي العماد ميشال سليمان أمراً واقعاً لبنانياً. وقبل أسابيع من تحوله الى أمر واقع عربي. واستكمالاً للعبة توزيع الأدوار, كان عون قد تحول في نهاية العام 2007 الى "رأس حربة" قوى »8 آذار«, فخرج السيد نصر الله في الثاني من يناير 2008, في خطاب هادئ يدعو الى الشراكة الوطنية, على مقربة من انعقاد اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة. في وقت واصل النائب وليد جنبلاط هجومه على النظام السوري.

اقليمياً مع فشل المبادرة الفرنسية في اقناع الأطراف اللبنانية بتسهيل الانتخابات الرئاسية, انتقل الجهد الفرنسي في يناير 2008, الى دمشق لاقناعها بذلك, من دون جدوى.

في الخامس من يناير اتفق وزراء الخارجية العرب على مبادرة عربية لحل الأزمة اللبنانية, بعد أن وزعت قوى »14 آذار« مذكرة على الدول العربية, عرضت فيها مسلسل التدخل السوري في لبنان.

وهذا نص المبادرة العربية: أولاً: الترحيب بتوافق مختلف الأفرقاء اللبنانيين على ترشيح العماد ميشال سليمان لمنصب رئاسة الجمهورية, والدعوة الى انتخابه فوراً وفقاً للأصول الدستورية.

ثانياً: الدعوة الى الاتفاق الفوري على تشكيل حكومة وحدة وطنية, تجري المشاورات لتأليفها طبقاً للأصول الدستورية, على ألا يتيح التشكيل ترجيح قرار أو اسقاطه بواسطة أي طرف. وتكون لرئيس الجمهورية كفة الترجيح.

ثالثاً: الدعوة الى بدء العمل على صياغة قانون جديد للانتخابات فور انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة.

رابعاً: تكليف الأمين العام للجامعة اجراء اتصالات فورية مع جميع الأطراف اللبنانية والعربية والاقليمية والدولية في ضوء هذا القرار وله أن يستعين بأي مسؤول عربي للمساعدة في هذا الشأن.

خامساً: يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً مستأنفاً لدورتهم غير العادية لاستعراض نتائج جهود الأمين العام في 27 يناير.

مع استعداد عمرو موسى للحضور الى بيروت, اكتشف الجيش صواريخ كاتيوشا في الجنوب وجرى استهداف آلية لل¯"يونيفيل" في منطقة الرميلة في اليوم نفسه (8 يناير), وصل موسى الى بيروت في 9 يناير ليبدأ مهمته المستحيلة: اقناع قوى »8 آذار« بأن الحل العربي لا يمكن أن يفسر على أنه منح الثلث المعطل لما يُسمى "المعارضة".

استمرت مساعي موسى على مراحل, طوال شهر يناير, وحتى أواخر فبراير, قبل أسابيع قليلة من موعد انعقاد القمة العربية الدورية في دمشق. وقد حاول خلالها اقناع عون ومن خلفه قوى »8 آذار«, بتنفيذ المبادرة العربية التي تراعي الأصول الدستورية اللبنانية, فيتم انتخاب رئيس الجمهورية أولاً, ثم تشكل حكومة الوحدة الوطنية, ثم يوضع قانون الانتخاب. وأصر عون وحلفاؤه في اللقاءات الرباعية التي جمعته مع موسى والنائب سعد الحريري والرئيس أمين الجميل, على وضع شرطي الحكومة وقانون الانتخاب قبل الرئاسة. ولطالما كرر أن قبوله بانتخاب سليمان هو تنازل عن حق يملكه, وان تراجعه عن مطلب الانتخاب لعامين فقط, هو أيضاً تنازل.

لم يغب التوتير الأمني عن الساحة, بل وقع تفجير آخر في 15 يناير مستهدفاً سيارة تابعة للسفارة الأميركية على طريق نهر بيروت, وفي 25 من الشهر ذاته, اغتيل الرائد في قوى الأمن الداخلي اللبناني وسام عيد بتفجير ارهابي مماثل لسلسلة التفجيرات والاغتيالات السابقة. وكان عيد أبرز المحققين التقنيين في تلك الجرائم, من خلال موقعه كخبير في الاتصالات, وقد عمل مع لجنة التحقيق الدولية منذ انطلاقتها.

وفي السياق الأمني نفسه, ولكن في سياق سياسي آخر, فجرت قوى »8 آذار« أحداث مار مخايل في 27 يناير, تحت ذريعة "انقطاع التيار الكهربائي", وورطت الجيش في مواجهة الشوارع, فخرج منها ضعيفاً في هيبته وسطوته. وحاولت في الوقت نفسه الايقاع بينه وبين الحكومة. وفي المحصلة هدر دم أبرياء في الضاحية الجنوبية, وأحيل ضباط وجنود إلى التحقيق, فقط, لأن بعض القوى حاولت اسقاط الحل العربي, والتوافق على شخصية قائد الجيش, كمرشح توافقي.

فبراير: محطات متزاحمة

ازدحم شهر فبراير بمحطات كثيرة. انتهت أحداث مار مخايل الى تحقيق ميداني قضائي وعسكري أجراه الجيش, واستطاع بنتيجته, مدعوماً من الحكومة وقوى »14 آذار«, من تجاوز القطوع, أو بالأحرى الفخ الذي نصب لقائده. وخرج سليمان في 4 فبراير مخاطباً العسكريين في اجتماع في اليرزة قائلاً: "أنا لم أعلن ترشيحي لرئاسة الجمهورية. وقد افترضت أن قبول الجميع بترشيحي توافقياً, هو خيار لمصلحة جميع اللبنانيين, وأنا قلت منذ اليوم الأول, أنني سأكون جاهزاً لتحمل المسؤولية, لكن اذا برز اسم آخر أو مرشح آخر يستطيع أن يأتي بالحل للبنانيين, فسأكون أول الداعمين له, ولن أقف حجر عثرة في طريقه, بل سأسهل مهمته من موقعي في قيادة الجيش". كان هذا التحذير الأول من العماد سليمان للسياسيين.

المحطة الثانية في 13 فبراير ومكانها دمشق حيث جرى اغتيال القائد العسكري ل¯"حزب الله" عماد مغنية بعد عقود من التخفي مطارداً من أجهزة استخبارات شتى. في يوم تشييعه (14 فبراير) أعلن السيد نصر الله أن الحزب سيختار الزمان والمكان المناسبين للرد, معلناً الاستعداد لحرب مفتوحة ضد اسرائيل على امتداد الدنيا. ولكنه تراجع في خطاب ذكرى الأسبوع (22 فبراير) عن التهديد, مكرراً التعهد بالانتقام لمغنية ولو بعد حين.

المحطة الثالثة في 14 فبراير الذكرى الثالثة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري, وقد أثبتت قوى »14 آذار« في تلك المناسبة, استمرار حيويتها وقوتها الشعبية رغم مرور أربعة عشر شهراً على "مصادرة" قوى »8 آذار« للشارع (بدءاً من نوفمبر 2006), ووقوف قوى "ثورة الأرز" والحكومة في موقف الدفاع, وشكل الحشد المتجدد في ساحة الشهداء احياء للمناسبة, تذكيراً للنظام السوري ولحلفائه, بالمحكمة, وبصمود لبنان في مواجهة محاولات اعادة الوصاية السورية باشكال مختلفة.

المحطة الرابعة: تصاعد التوتر السياسي, وارتفاع منسوب التهديدات السورية المبطنة لقوى »14 آذار«, وصولاً الى حد تهديد البعثات الديبلوماسية العربية, ما استدعى قراراً من وزارة الخارجية السعودية في 18 فبراير, بنصيحة السعوديين بعدم السفر الى لبنان, مع تخفيض عدد أفراد طاقم السفارة في بيروت. وتزامن ذلك مع معلومات عن تخفيض مماثل في السفارة الكويتية.

وعلى المستوى المحلي, وعلى وقع التوترات الأمنية المتنقلة, كان الحريري يحاول التواصل مع القيادة الفعلية "للمعارضة", أي "حزب الله", وعدم تضييع الوقت مع العماد عون في اللقاءات الرباعية في مجلس النواب. الا أن مسعاه فشل, ورفض نصر الله الاجتماع به أربع مرات, خلال شهر فبراير, وكذلك فعل بري. ورغم ذلك فان خطاب الحريري في ذكرى اغتيال والده, والذي حمل فيه بعنف على النظام السوري, مد اليد للشركاء في الوطن من دون استثناء, وأعلن أنها ستظل ممدودة مهما بلغت الصعوبات والمؤامرات.

وفي 18 فبراير صدرت مطالعة المدعي العام القاضي سعيد ميرزا بشأن جريمة "عين علق" وحدد الجهة الفاعلة وهي تنظيم "فتح الاسلام" الارهابي. وأشارت الى الدور المميز الذي اداه الضابط الشهيد في فرع المعلومات وسام عيد في كشف حقيقة هذه الجريمة.

المحطة الخامسة والأخيرة في فبراير كانت في توقف مساعي عمرو موسى لتنفيذ مبادرة الحل العربي, بعد أن فشل خلال مفاوضاته مع عون ممثلاً قوى »8 آذار«, في تليين موقفه الرافض لتسهيل اجراء انتخابات الرئاسة. وقد استخلص موسى من هذه المفاوضات أن قرار التعطيل ليس في لبنان بل في دمشق. وقد أعلن قبيل مغادرته بيروت في 17 فبراير, أنه سيزور العاصمة السورية بعد أسبوع للقاء الرئيس الأسد في سياق التحضير للقمة العربية, وللتشاور في ما يمكن القيام به من جهود في الموضوع اللبناني. ولفت الى أن النوايا اللبنانية طيبة ولكن النفوذ الخارجي بات ضاغطاً في الموضوع اللبناني بدرجة غير مسبوقة من قبل.

سبق ذلك التحذير الثاني للعماد ميشال سليمان وتحديداً في 20 فبراير, عندما صدرت مواقف عربية ودولية مختلفة, تقاطعت في التحذير من أن استمرار الفراغ الرئاسي قد يؤدي الى حرب أهلية, فقال سليمان: "إن الأمن في لبنان سياسي بالدرجة الأولى وعلى جميع القيادات التنبه الى حجم المخاطر المحدقة بالبلاد".

مارس: قرار تاريخي

الحدث الأبرز في شهر مارس كان القمة العربية الدورية في دمشق, والتي لم تكن مناسبة عربية هذه المرة, بل لبنانية بامتياز. كانت البداية في اجتماع وزراء الخارجية العرب في 5 مارس, الذي جدد التمسك بالمبادرة العربية, ولكنه أضاف اليها بنداً مهماً, لامس جوهر حقيقة المشكلة في لبنان, أي الدور السوري. وينص البند: "العمل على وضع العلاقات السورية-اللبنانية على المسار الصحيح وبما يحقق مصالح البلدين الشقيقين وتكليف الأمين العام عمرو موسى البدء بالعمل على تحقيق ذلك". هذه الاضافة وصفها موسى بالنوعية, وهذه النتيجة جاءت بفعل حركة قوى »14 آذار« باتجاه العرب, شرطاً لابعاد الدور السوري التعطيلي في لبنان.

هذه المبادرة العربية لقيت دعماً في القمة الاسلامية في دكار يومي 11 و12 مارس, رغم "محاولة سورية لافتعال مشكلة مع لبنان عبر التدخل في صياغة الفقرة المتعلقة بلبنان في البيان الختامي", والكلام للمكتب الاعلامي لرئاسة الحكومة اللبنانية.

وفي 13 فبراير اضطرت الحكومة السورية الى الاعتراف بحكومة الرئيس فؤاد السنيورة لدعوته رسمياً الى حضور القمة العربية, وعلى وقع الدعوات العربية لدمشق لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان كشرط لحضور القمة في العاصمة السورية, خرج السيد نصر الله في خطاب ذكرى الأربعين لمغنية في 24 فبراير, ليحذر الحكومة وفريق »14 آذار« من مخاطر مقاطعة لبنان لهذه القمة.

في 24 فبراير أعلنت الحكومة مقاطعة قمة دمشق في قرار تاريخي هو الأول من نوعه في تاريخ القمم العربية, وقد علل مجلس الوزراء قراره بأنه تأكيد لسيادة لبنان ورفض التدخل في شؤونه الداخلية.

صمتت دمشق رسمياً على الصفعة اللبنانية, لكن مصادر مطلعة كشفت ل¯"السياسة" أن قرار انقلاب مايو, الذي جرى لاحقاً, اتخذ في اجتماع القيادة السورية, السياسية والعسكرية, أثناء وجود بعض القادة والمسؤولين العرب في دمشق لحضور القمة. وهذا ما ستؤكده الوقائع.

في 29 فبراير عقدت القمة العربية في دمشق بغياب لبنان رسمياً, ولكنها كانت قمة لبنان بامتياز, اذ عبر غياب 11 قائداً عربياً, عن السخط العربي على دور سورية التعطيلي في لبنان, وقد أعلن ذلك وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل, في مؤتمر صحافي متزامن مع افتتاح القمة قائلاً: أن المملكة تدعو دمشق الى أن تكون الأساس في حل المشكلة اللبنانية, ولا تزال تنتظر تحركاً ايجابياً منها, مشدداً على أنه لا يمكن للبنان أن يبقى من دون حل في حال انتهت القمة من دون حل لأزمته.

ومن قلب العاصمة السورية, ومن داخل القمة أعلن صاحب السمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح "أننا نتطلع الى دور سوري فاعل يساعد على تحقيق وفاق وطني لبناني يستند الى بنود المبادرة العربية".

وهذا ما انتهت اليه أعمال القمة بتحديد التمسك بهذه المبادرة, ودعوة الأفرقاء اللبنانيين الى تنفيذها فوراً, بدءاً من انتخاب رئيس للجمهورية.

أبريل: هدوء ما قبل العاصفة

استمرت المراوحة في شهر أبريل, واستمر فريق »8 آذار« يعرقل الانتخابات الرئاسية. واقتصرت تطورات هذا الشهر على خمسة.

في 2 مارس أطلق العماد سليمان تحذيره الثالث, والأقوى, عندما أعلن "أنه سئم من التجاذب المستمر حول اسمه كمرشح توافقي للرئاسة, وأنه بدأ يستشعر نوعاً من المس بكرامته نتيجة تعليق هذا الأمر على توافق داخلي يزداد صعوبة يوماً بعد يوم وتوافق عربي يقارب المستحيل". وأكد أنه "لن ينتظر حتى اليوم الأخير من خدمته العسكرية واحالته من ثم الى التقاعد في 21 نوفمبر 2008, بل قرر الانسحاب مستفيداً من مأذونياته في موعد أقصاه الحادي والعشرين من أغسطس 2008".

في اليوم نفسه أعلن الاتحاد العمالي العام الذي يرأسه القومي غسان غصن عن اضراب عام سينفذ في 7 مايو (المقبل) احتجاجاً على السياسة الاقتصادية والاجتماعية للحكومة.

في 7 مارس زار رئيس مجلس النواب نبيه بري دمشق, والتقى الرئيس الأسد, وأعلن أن مبادرته للحوار قائمة رغم رفض قوى »14 آذار«, والواقع أن هذه القوى أيدت الحوار ولكن بعد انتخاب الرئيس التوافقي, على أن يكون هذا الحوار في بعبدا وبرئاسة رئيس الجمهورية.

في 22 مارس عقد اجتماع ل¯"أصدقاء لبنان" في الكويت على هامش الاجتماع الموسع الثالث لدول جوار العراق. وصدر عن المجتمعين بيان دعا الى "الانتخاب الفوري للمرشح التوافقي العماد ميشال سليمان رئيساً من دون شروط مسبقة", ولم تشارك سورية في هذا اللقاء.

في 28 مارس عقدت قوى »14 آذار« اجتماعاً قيادياً في قريطم فوضت خلاله النائب الحريري التحاور باسمها مع بري ممثلاً قوى »8 آذار«, لبحث السبل الآيلة الى ضمان انتخاب رئيس للجمهورية في جلسة الثالث عشر من مايو (التي كان بري قد حدد موعدها).

وقد جاء هذا الموقف لينهي "مهزلة" التفاوض مع عون, وليوجه رسالة تحذير أخيرة لقوى »8 آذار«, من خلال التأكيد ان "لا يجوز ربط انتخاب رئيس الجمهورية بأي شرط من الشروط, أو بأي اتفاق مسبق".

على خط آخر, كانت حرب غير معلنة, وتدور رحاها اعلامياً بين "حزب الله" واسرائيل. في أول أبريل أكد وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك أن "حزب الله" يواصل التزود بأسلحة ايرانية وسورية, ويزيد من قوته العسكرية في خرق واضح للقرار 1701. وفي 6 أبريل نفذت اسرائيل أضخم مناورة طوارئ في تاريخها, شاركت فيها الحكومة والجمهور الاسرائيلي لتحسين أداء ما يُسمى "الجبهة الداخلية". وفي 16 أبريل وجهت اسرائيل تحذيراً مزدوجاً الى لبنان وقوات "اليونيفيل" بسبب نشر "حزب الله" لترسانته الصاروخية والعسكرية في منطقة جنوب الليطاني. وقد أكدت قيادة "اليونيفيل" آنذاك وجود "خروقات محدودة" لعناصر "حزب الله", في مناطق عملها, مع نشاط لافت للحزب شمالي الليطاني. وردت قيادة الحزب على كل ذلك بالتذكير باستمرار الخروقات الاسرائيلية المتكررة للقرار 1701.

وفي 23 أبريل شن "حزب الله" هجوماً عنيفاً, عبر احدى الصحف اللبنانية, المقربة منه على دور "اليونيفيل" في الجنوب, طارحاً تساؤلات عن تعاونها مع الجانب الاسرائيلي, وعن دورها المزعوم في تقديم معلومات لاسرائيل.

واختتمت قوى »8 آذار« الشهر بجريمة نفذها اثنان من مرافقي النائب الياس سكاف في مدينة زحلة, ضد تجمع "كتائبي" سلمي, فراح ضحية الاعتداء المسؤولين "الكتائبيين" نصري ماروني وسليم عاصي. وذكرت معلومات أن القاتلين فرا الى منطقة نفوذ "حزب الله" في البقاع, ثم نقلا الى سورية, وما زالت الجريمة حتى اليوم من دون حل.

مايو: الانقلاب والتسوية

كان مايو شهر كل الأحداث: فيه بلغ انقلاب »8 آذار« على الدولة ذروته, من خلال احتلال بيروت, والهجوم على بعض الجبل, في محاولة لاسقاط الحكومة, وتكريس الفراغ المطلق في مؤسسات الدولة, اذ أن مجلس الوزراء برئاسة السنيورة كان المؤسسة الوحيدة الصامدة, والفاعلة, بعد أشهر طويلة من الفراغ الرئاسي, ومن اقفال مجلس النواب.

منذ انتهاء مهمة عمرو موسى الى الفشل في فبراير, بات معلوماً أن قوى »8 آذار« والنظام السوري, لا يحبذان عودة الأمين العام الى بيروت. وفي الأول من مايو عاد موسى للمشاركة في افتتاح المنتدى الاقتصادي العربي, واستغل المناسبة ليستطلع الأجواء فالتقى معظم القيادات السياسية, وخلص الى التحذير مجدداً من استمرار الفراغ الرئاسي, ومؤكداً أن اللبنانيين مسؤولون عن الأزمة وليس الوضع الاقليمي فقط.

وفي 2 مايو كشف النائب جنبلاط عن عملية مراقبة دائمة يجريها "حزب الله" للمدرج رقم 17 في مطار رفيق الحريري, وهو المدرج الذي تحط فيه طائرات كبار الشخصيات والزوار. كما كشف عن استمرار الحزب في مد شبكة اتصالاته الخاصة, حيث باتت تشمل معظم المناطق اللبنانية. وبادر وزير الاتصالات مروان حمادة الى عرض الموضوع على مجلس الوزراء. وفي اليوم التالي 3 مايو, تولى القضاء موضوع المدرج وشبكة الاتصالات, بناء على معلومات موثقة من وزارتي الدفاع والداخلية وفي 5 مايو أكد النائب الحريري أن موضوع المدرج يمس أمن لبنان, ويجب على القضاء أن يأخذ مجراه.

يوم 5 مايو كان حاسماً: الحكومة تقرر اعادة رئيس جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير الى ملاك الجيش, من حيث أتى, وملاحقة المتورطين في شبكة اتصالات "حزب الله".

وفي الجهة المقابلة, كانت قوى »8 آذار« تنجز الاستعدادات للاضراب "العمالي" المقرر في 7 مايو, رغم اقرار الحكومة زيادة الأجور في القطاعين العام والخاص. وقد وضعت هذه القوى خططاً لقطع الطرقات باشعال الاطارات, لمنع المواطنين من التوجه الى أعمالهم, في تكرار لتجربة اضراب ديسمبر 2006 الفاشل. ولم ينفِ عون أهداف هذا التحرك عندما دعا العمال الى المشاركة بهدف "اخراج الحكومة من السرايا وهي سبب نكبة لبنان".

في 7 مايو فشل الاضراب فشلاً ذريعاً منذ الصباح, واضطر "الاتحاد العمالي" الى الغاء التظاهرة المقررة. ولكن "حزب الله" وسائر قوى »8 آذار« أخرجت مسلحيها الى الشوارع, فقطعوا الطرقات, ولا سيما طريق المطار, بسواتر ترابية واطارات مشتعلة. وكان أبلغ تعبير عما جرى ذلك اليوم, ما أعلنه مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني: "كنا نعتقد أن "حزب الله" معني بمقاومة الاحتلال الاسرائيلي, فاذا به يتحول الى قوة مسلحة لاحتلال بيروت". وتوجه الى العالمين العربي والاسلامي "لوضع حد للانتهاكات المفجعة في لبنان", مشيراً الى أن "البلد يتعرض لمحاولة هيمنة "حزب الله" بدعم خارجي تحت غطاء المقاومة". ومن جهته أعلن الرئيس السنيورة أن "ما يجري في بيروت لم تتجرأ اسرائيل على القيام به". وأعلنت قوى »14 آذار« في بيان أن "خطوة "حزب الله" هي محاولة انقلابية خطيرة في سعيه الى تقويض ركائز الدولة اللبنانية".

في 8 مايو استمر مسلسل الاعتداءات على أهالي العاصمة, في ما صار يعرف ب¯"غزوة بيروت". وعلى وقع هذه الاعتداءات عقد نصر الله مؤتمراً صحافياً اعتبر فيه أن قراري الحكومة بمثابة اعلان حرب, و"حزب الله" سيخوضها, مطالباً بالتراجع عن القرارين, ومحذراً من أن اليد التي ستمتد الى سلاحه ستقطع.

وفي اليوم نفسه اقترح الحريري وضع القرارين موضوع الخلاف في عهدة الجيش, الا أن "حزب الله" وحلفاءه رفضوا, واستمرت أعمال القتل والتخريب في العاصمة.

9 مايو أصدرت »14 آذار« بياناً أكدت فيه أن "ما جرى انقلاب مسلح نفذه "حزب الله" بواسطة القذائف المرسلة من طهران عبر بوابة دمشق. وهذا أسقط نهائياً شرعية سلاح "حزب الله" ونزع عنه صفة السلاح المقاوم". وفي اليوم نفسه امتدت المعارك الى مناطق عدة في الجبل. وفي بيروت أقفل "حزب الله" كل وسائل اعلام "تيار المستقبل".

وفي اليوم التالي (10 مايو) امتدت الاشتباكات الى بعض مناطق الشمال والبقاع. وأعلن الرئيس السنيورة في كلمة الى اللبنانيين أن "الدولة لن تسقط تحت سيطرة الانقلابيين", مقترحاً في الوقت نفسه مخرجاً للأزمة, على اعتبار أن القرارين المذكورين لم يصدرا رسمياً بعد, ويمكن تجميدهما, في حين أعلنت قيادة الجيش في بيان أنها قررت ابقاء العميد شقير في مركزه بانتظار انتهاء التحقيقات, وأنها ستتابع موضوع شبكة الاتصالات بما لا يضر بالمصلحة العامة.

في 11 مايو عنفت المعارك في مناطق الجبل, وبدأت في بيروت تحركات سلمية مناهضة لاحتلال العاصمة, كانت أولها تظاهرة تضامنية مع اعلام "المستقبل". وفي اليوم نفسه انعقد مجلس جامعة الدولة العربية وقرر ارسال لجنة وزارية برئاسة قطر لمعالجة الأزمة.

وجاء في بيان المجلس أن "الدول العربية ترفض ما آلت اليه التطورات في الأيام الأخيرة في لبنان, وخصوصاً استخدام السلاح واللجوء الى العنف المسلح لتحقيق أهداف سياسية خارج اطار الشرعية الدستورية".

في 12 مايو أعلن الجيش أنه سيلجأ الى استخدام القوة اعتباراً من يوم 13 مايو اذا لم ينسحب المسلحون من الشوارع. وأعلن بري الارجاء التاسع عشر لجلسة انتخاب الرئيس الى 10 يونيو.

في 14 مايو اجتمع مجلس الوزراء وألغى القرارين الشهيرين, وفي اليوم نفسه وصلت اللجنة الوزارية العربية وبدأت لقاءاتها مع القيادات المختلفة.

في 15 مايو أعلنت اللجنة الوزارية العربية صيغة الحل وتضمنت عودة الأمور الى ما كانت عليه قبل 5 مايو, والانهاء الفوري للمظاهر المسلحة, وعودة الحياة الى طبيعتها, والموافقة على استئناف الحوار الوطني على مستوى القيادات والعمل على بناء الثقة بين الفرقاء وفق جدول الأعمال الآتي: حكومة الوحدة الوطنية, قانون الانتخابات الجديد, على أن يتوج الاتفاق بانهاء الاعتصام في وسط بيروت عشية انتخاب المرشح التوافقي العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية (تحفظ عون على هذا البند).

كما شمل الاتفاق تعهد الأطراف بالامتناع عن العودة الى استخدام السلاح والعنف بهدف تحقيق مكاسب سياسية. واطلاق الحوار بشأن تعزيز سلطة الدولة اللبنانية على كل أراضيها وعلاقتها مع مختلف التنظيمات على الساحة اللبنانية. وتقرر أن يبدأ الحوار فوراً في العاصمة القطرية الدوحة.

»تسوية الدوحة«

اجتمع أقطاب طاولة الحوار ال¯14 في العاصمة القطرية برعاية أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني, في 26 مايو, وكان يفترض أن تستمر جلسات الحوار الجماعية مفتوحة الى حين التوصل الى حل, ولكن سلوك ممثلي »8 آذار«, عطل الحوار منذ بدايته, فلم تعقد سوى جلستان, الأولى افتتاحية قصيرة, والثانية كانت جلسة المناقشات اليتيمة. فاستعاض الجانب القطري عن ذلك بعقد لقاءات ثنائية, ليلاً نهاراً, مع الأطراف, على مدى خمسة أيام, الى أن تم التوصل الى »اتفاق الدوحة«.

كان مسعى »8 آذار« واضحاً منذ البداية: ترجمة الاجتياح العسكري لبيروت وبعض المناطق بفرض هزيمة سياسية وانتخابية على قوى »14 آذار« تحت عناوين ثلاثة: اعتماد تقسيم انتخابي في بيروت يضمن سقوط قوى »14 آذار« في انتخابات 2009, والحصول على الثلث المعطل في الحكومة, وانعدام أي اشارة لموضوع السلاح في ختام مؤتمر الحوار.

من جهتها, تصدت قوى »14 آذار« لهذا المسعى, وتجاوبت أكثر من مرة, خلال الأيام الخمسة مع اقتراحات وسطية تقدم بها الجانب القطري, مدعوماً من الجانب العربي الذي مثله عمرو موسى, وأبدت قوى الأكثرية النيابية رغبتها بالتوصل الى حل يبلسم الجراح اذا كان الطرف الآخر جاهزاً. لذلك, وقد أعلن الحريري في الدوحة "أن لا عودة الى بيروت قبل التوصل الى حل".

وفي اليوم الخامس (21 مايو) ولد »اتفاق الدوحة« فجراً, ووقعه الأقطاب ال¯14 بعد ساعات من انجازه, فشكل نهاية لأزمة دامت 18 شهراً, وأعاد لبنان الى المؤسسات من خلال تأكيده حظر استخدام السلاح, ضماناً لعدم الخروج على عقد الشراكة الوطنية, وتأكيده انتخاب رئيس للجمهورية فوراً وتشكيل حكومة وحدة وطنية والتوافق على قانون انتخاب يعتمد القضاء كدائرة انتخابية, أي باعادته الأمور الخلافية الى المؤسسات الدستورية, كما تجلى في تأكيده حصر السلطة الأمنية والعسكرية بالدولة واستئناف الحوار بشأن مشكلة السلاح برئاسة رئيس الجمهورية لكن بمشاركة عربية.

رغم حصول المعارضة على الثلث المعطل في الحكومة, فان النتيجة الأهم ل¯»اتفاق الدوحة«, كانت في الغاء مفاعيل انقلاب مايو سياسياً, بحيث اضطرت قوى »8 آذار« للعودة الى داخل المؤسسات الدستورية, وخصوصاً بعد انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية في 25 مايو. وكانت أولى ثمار هذه العودة افشال محاولة »8 آذار« ابعاد الرئيس فؤاد السنيورة من رئاسة الحكومة الجديدة, فحسمت الأكثرية النيابية الموقف, وسمت السنيورة لهذه المهمة في الاستشارات النيابية الملزمة التي أجراها الرئيس المنتخب, في 28 مايو.

يونيو: تعطيل وتفجير

كان يونيو شهر التعطيل بامتياز, عدا عن عودة الأمن الى الواجهة من خلال الحوادث المتفرقة, في مناطق شتى, وصولاً الى انفجار الوضع في طرابلس بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة.

في الموضوع الحكومي جاهد عون للحصول على حصة وزارية دسمة, من خلال تولي احدى الحقائب الوزارية الأساسية (الخارجية, المالية, الداخلية والدفاع). كما حاول تصفية بعض الحسابات مع آل المر من خلال ابعاد الوزير الياس المر من موقع نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع, وتسببت هذه السياسة في استعداء كثيرين, في صفوف »8 و14 آذار« على حد سواء, باستثناء "حزب الله", الذي دعم عون في مساعيه حتى اللحظة الأخيرة, انطلاقاً من أن التأخير في تشكيل الحكومة يصب في مصلحة استمرار الفراغ في الحكم, والفلتان الأمني في الشارع, وهما ظرفان ملائمان تماماً لاستمرار دويلته داخل الدولة.

وشهد هذا الشهر أحداث أمنية متنقلة من "عين الحلوة" الى العبدة في الشمال, حيث استهدف مركز للجيش (1 يونيو), الى الطريق الجديدة وبشامون (5 يونيو), وصولاً الى انفجار الوضع الأمني في طرابلس في 22 يونيو بين الحزب الديمقراطي العربي (العلوي) من اتباع النظام السوري, وبين أهالي المدينة من مختلف الاتجاهات السياسية.

يوليو: ولادة قيصرية

شهد يوليو ثلاث محطات بارزة: تشكيل الحكومة, صفقة تبادل الأسرى والجثامين, واستمرار "حرب طرابلس".

في 11 يوليو, وبعد 53 يوماً على "صلح الدوحة", تشكلت الحكومة الأولى في عهد الرئيس سليمان, وحدد لها رئيسها فؤاد السنيورة مهمتين: اعادة الثقة بالنظام السياسي اللبناني والمؤسسات الديمقراطية, وتأمين اجراء الانتخابات النيابية بشفافية.

في 17 يونيو عاش لبنان أجواء وطنية احتفالية بمناسبة عودة الأسرى المحررين ورفات الشهداء (من جنسيات عربية مختلفة) الى أرض الوطن, انفاذاً لصفقة التبادل بين "حزب الله" واسرائيل التي جاءت تتويجاً لمفاوضات غير مباشرة عبر وسيط الأمم المتحدة بموجب القرار الدولي 1701.

أغسطس: مرجعية الدولة

في الأول من أغسطس أنجزت اللجنة الوزارية المختصة صياغة مسودة البيان الوزاري, بعد أربع عشرة جلسة عقدتها, ناقشت مختلف القضايا الاشكالية وأهمها موضوع سلاح "حزب الله". وقد توصلت اللجنة الى صياغة ألغت حصرية المقاومة بطرف واحد, وجعلتها حقاً لكل الشعب اللبناني على أن تكون الدولة هي المرجعية. كما أكد البيان الوزاري على مقررات طاولة الحوار الوطني الأولى, لجهة العلاقات الديبلوماسية مع سورية, وترسيم الحدود, ومعالجة موضوع السلاح الفلسطيني.

في 12 أغسطس نالت الحكومة ثقة المجلس النيابي (100 صوت). وفي وقت كان يستعد الرئيس سليمان لزيارة دمشق (13 أغسطس), ضرب الارهاب مجدداً الجيش, بتفجير في طرابلس أوقع 14 شهيداً.

وفي 14 أغسطس, واستباقاً لانعقاد طاولة الحوار لمناقشة مصير سلاح "حزب الله", تحت عنوان الستراتيجية الدفاعية أطلق نصر الله دعوة الى مناقشة "ستراتيجيات الدفاع والدولة والاقتصاد".

سبتمبر: خلط أوراق

في الوقت الذي أنجز فيه النائب سعد الحريري مصالحة طرابلس, ساحباً من النظام السوري ورقة ابتزاز أمني, حاول تقديمها للأوروبيين, مستدرجاً عرض تدخل جديد في لبنان, كان أتباع هذا النظام يفتشون عن أماكن تفجير جديدة.

في 7 سبتمبر حقق الحريري انجاز المصالحة ورعى توقيع الاتفاق, الرئيس السنيورة, وبعد يومين (9 سبتمبر) أقرت الحكومة زيادة الأجور تماماً كما فعلت الحكومة السابقة عشية أحداث 7 مايو, والتي انطلقت تحت ذريعة "اضراب عمالي". وفي اليوم نفسه حدد رئيس الجمهورية موعداً لانعقاد طاولة الحوار لمناقشة مصير السلاح في 16 سبتمبر.

جاء اغتيال صالح العريضي في 10 سبتمبر, وهو أحد رموز التقارب بين الوزير أرسلان والنائب جنبلاط, ليخلط الأوراق مجدداً, في محاولة لوقف مسيرة المصالحات التي أطلقها الحريري, ولكن على عكس المتوقع مضى جنبلاط في خيار المصالحة وعقدت سلسلة لقاءات بين الحزب التقدمي الاشتراكي و"حزب الله" برعاية أرسلان بدءاً من 15 سبتمبر.

في 16 سبتمبر التأمت طاولة الحوار في جلستها الأولى, وحاول "حزب الله" وحلفاؤه توسيع جدول الأعمال, وزيادة الحوار المشاركين دون جدوى, وبقي موضوع السلاح هو الوحيد المطروح للنقاش.

أكتوبر: الحشد السوري

مطلع أكتوبر حشد الجيش السوري نحو 30 ألف جندي على الحدود مع لبنان, وبررت دمشق الخطوة بأنها التزام بتنفيذ القرار 1701, ولاحقاً أكدت تقارير الأمم المتحدة أن هذا الانشاء لم يحل من دون استمرار تهريب السلاح من سورية الى لبنان.

وفي الوقت الذي تولى حلفاء سورية تمييع موضوع المصالحة المسيحية عاد الأسد في 16 أكتوبر للتهديد زاعماً أن سورية مستهدفة من المتطرفين في شمال لبنان.

وما كاد اللبنانيون يتجاوزون كلام الأسد حتى وقع انفجار ارهابي في منطقة البوكمال في دمشق (26 سبتمبر) وأشارت الرواية السورية الى احتمال قدوم الارهابيين من لبنان.

وتميز الشهر بحدثين سياسيين الأول زيارة عون الى طهران, في 13 سبتمبر, تأكيداً لانخراطه التام في المحور الايراني-السوري, والثاني كان لقاء الحريري-نصر الله في 27 سبتمبر, والذي أكد الالتزام التام باتفاق الطائف وبتسوية الدوحة.

نوفمبر: مسرحية سورية

حدثان بارزان سجلهما شهر نوفمبر على المستوى السياسي, الأول انعقاد الجلسة الثانية من طاولة الحوار وقدم عون في 5 نوفمبر تصوراً للستراتيجية الدفاعية ومفاده أن يتم تعميم تجربة "حزب الله" على كل الأراضي اللبنانية. من خلال نظرية الشعب المسلح والمقاوم. والثاني بث التلفزيون السوري في 6 نوفمبر, شريطاً لاعترافات أشخاص زعموا أنهم من تنظيم "فتح الاسلام", واستخلصوا أن "تيار المستقبل" مول هذا التنظيم في فترة من الفترات. وقد جرت هذه "المسرحية المتلفزة" ردود فعل سياسية شاجبة لبنانياً, بالاضافة الى حملة اعتقالات في صفوف بقايا "فتح الاسلام". ما بين أن المخابرات السورية قدمت للسلطات اللبنانية أسماء من تريد التخلص منهم.

ديسمبر: عون بطريرك سوري

تقدم التحقيق في قضية الاغتيالات في لبنان وأعلن المحقق الدولي القاضي دانيال بيلمار في 2 ديسمبر, في تقرير جديد, أن الشبكة التي اغتالت رفيق الحريري مرتبطة بهجمات ارهابية أخرى, وبقضية اضافية لم يفصح عنها, أما الحدث السياسي الأبرز فكان زيارة عون الى سورية لخمسة أيام.

كان العام 2008 قد بدأ على تصريح لوزير الخارجية السوري وليد المعلم يوكل فيه أمر الحوار اللبناني الى عون, واختتم الجنرال العام, بتقديم فروض الشكر والطاعة الى النظام السوري, ناسفاً بذلك كل محطات النضال اللبناني ضد الوصاية السورية وضد انتهاك سيادة لبنان واستقلاله. وقد استغل عون المناسبة خير استغلال فكشف عن طموحه: تعديل الطائف, من دون أن يغيب عن باله الطموح الرئاسي, ولكنه مع عودته خالي الوفاض من دمشق, صرح ومن دون خجل, واصفاً معركته بالمستحيلة ومؤكداً أنه اعتاد على ربح هكذا معارك.