المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم1  تشرين الثاني/2008

إنجيل القدّيس متّى .35-31:13

وضربَ لَهم مَثَلاً آخَرَ قال: «مَثَلُ مَلكوتِ السَّمَوات كَمَثَلِ حَبَّةِ خَردَل أَخذَها رَجُلٌ فَزرعَها في حَقلِه.هيَ أَصغَرُ البُزورِ كُلِّها، فإِذا نَمَت كانَت أَكبَرَ البُقول، بل صارَت شَجَرَةً حتَّى إِنَّ طُيورَ السَّماءِ تَأتي فتُعَشِّشُ في أَغصانِها».وأَورَدَ لَهم مَثَلاً آخَرَ قال: «مثَلُ مَلَكوتِ السَّموات كَمَثلِ خَميرةٍ أَخَذَتها امرأَةٌ، فجَعَلتها في ثَلاثةِ مَكاييلَ مِنَ الدَّقيق حتَّى اختَمرَت كُلُّها».هذا كُلُّه قالَه يسوعُ لِلجُموعِ بِالأَمثال، ولَم يقُلْ لَهُم شَيئاً مِن دونِ مَثَل،لِيَتِمَّ ما قيلَ على لِسانِ النَّبِيّ: «أَتَكَلَّمُ بِالأَمثال وأُعلِنُ ما كانَ خَفِيّاً مُنذُ إِنشاءِ العالَم».

 

القدّيس بطرس خريزولوغُس (حوالى 406–450)، أسقف رافينا، ملفان الكنيسة

العظة 99 /"حتّى اختمَرَتْ العجينة كلّها"

فَلنُعطِ المعنى العميق لهذا المثل. الكنيسة هي المرأة التي أخذت الخميرة؛ والخميرة التي أخذَتْها هي وحي العقيدة السماويّة؛ أمّا المكاييل الثلاثة حيث وضعَتْ الخميرة، فهي الشريعة والأنبياء والأناجيل، حيث يختبئ المعنى الإلهي خلف تعابير رمزيّة، كي تُكشَف للمؤمن وتُخفى عن غير المؤمن. أمّا بالنسبة إلى هذه العبارة "حتّى اختمَرَتْ العجينة كلّها"، فهي ترتبط بما قالَه بولس الرسول: "لأنَّ مَعرِفَتَنا ناقِصة ونُبُوَّاتِنا ناقِصة. فمَتى جاءَ الكامِل زالَ النَّاقِص" (1قور13: 9-10). تكمنُ معرفة الله الآن في العجينة: فهي تنتشر على الحواس، وتنفخ القلوب، وتزيد الفهم. وكأيّ تعليم آخر، فإنّ هذه المعرفة توسّع الفهم، وترفعه وتنضجه وفقًا لمقاييس الحكمة السماويّة. قريبًا، سيختمر كلّ شيء. متى؟ عند المجيء الثاني للمسيح.

 

العميد سليمان متورط في تسهيل اغتيال عماد مغنية والأسد شخصيا أمر بإعدامه

موقع الحقيقة/أكّد مصدر أمني فرنسي رفيع المستوى أنّ العميد محمد سليمان، عضو المكتب العسكري الخاص في رئاسة الجمهورية و الذي اغتيل بسلاح كاتم للصوت في طرطوس مطلع آب/أغسطس الماضي، كان يعمل لصالح أجهزة استخبارات خارجية ، وأنه جرت عملية تجنيده منذ أربع سنوات على الأقل خلال زيارة سريّة إلى الأردن صحبه فيها زميله العميد بشير قره فلاح.

وكشف المصدر الذي سبق له أن شغل منصباً رفيعاً في جهاز المخابرات الفرنسية الخارجي ولعب دوراً أساسياً في الاتصالات السريّة المتعلقة بأزمة الرهائن الفرنسييّن في لبنان إبان الثمانينات، عن أنّ "سليمان زار باريس سرّا قبل أسبوع واحد من زيارة فريق وكالة الطاقة الذرية إلى دمشق أواخر تموز/ يوليو الماضي". وقال المصدر إنّ "سليمان اجتمع مع عملاء استخبارات أجنبية في منزل أحد المعارضين السوريين في باريس، مرجحاً أن يكون منزل عبد الحليم خدام في شارع " أفيني فوش ".ولفت المصدر الانتباه إلى أنّ "عبد الحليم خدام "كان أول من كشف عن اغتيال سليمان عبر موقعه الخاص "فري سيريا" بعد ساعات قليلة من العملية ، وهو أمر لم يكن باستطاعة خدام المغامرة في إعلانه بشكل واثق، وبهذه السرعة، لو لم يكن على اتصال مباشر بالمغدور وأقرب المقربين إليه من أفراد أسرته".

وفي سياق كشفه عن إرتباطات سليمان وعمله لدى أجهزة استخبارات أجنبية، أكّد المصدر صحّة المعلومات التي كان نشرها "المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سوريا" قبل أربع سنوات عن محاولة اتصال قام بها محمد سليمان، وزميله العميد بشير قره فلاح، مع الولايات المتحدة الأميركية من خلال الملك عبد الله الثاني الذي استقبلهما أواخر تشرين الثاني / نوفمبر من العام 2004 في قصر رغدان وسط عمان.

وكان "المجلس الوطني" (ناشر "الحقيقة") أصدر في 11 حزيران / يونيو 2005، أي قبل أن يعرف أحد اسم محمد سليمان، تقريــرا كشف فيه ـ استناداً إلى مصدر في مجلس الأعيان الأردني ـ عن هذه الزيارة التي استهدفت تكليف الملك عبد الله الثاني نقل رسالة خاصة إلى الإدارة الأميركية فحواها استعداد الضابطين، مع زملاء آخرين، للعمل على قلب نظام الأسد الإبن وإبرام صفقة سلام مع إسرائيل، وهو ما قام به الملك الأردني فعلا في 26 تشرين الثاني / يناير 2004، حين زار الرئيس الأميركي جورج بوش في مزرعته بشكل طارىء ليعرض عليه رسالة الضابطين السوريين بحضور وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، مستشارة الأمن القومي في حينه. لكن الإدارة الأميركية رفضت التجاوب معهما.

ورجح المصدر أن تكون عملية "تجنيد" العميد محمد سليمان قد جرت للمرة الأولى خلال زيارته المذكورة إلى الأردن. وبحسب المصدر، "إن السلطات الفرنسية المعنية (المخابرات) أبلغت نظيرتها السورية باللقاءات التي عقدها سليمان في باريس في تموز / يوليو الماضي من وراء ظهر قيادته. وأكّد مصدر ديبلوماسي في السفارة الفرنسية في دمشق، في رسالة رسمية عبر البريد الإلكتروني ، واقعة حصول العميد سليمان على "فيزا خاصة" في الشهر المذكور، وواقعة سفره إلى فرنسا، فضلا عن الإشارة إلى أنّه استخدم جواز سفر ديبلوماسي".

وجواباً على سؤال يتعلق بهوية الجهة الاستخباراتية الأجنبية التي التقاها سليمان في باريس ، ولماذا لم يلتق بها في بلد آخر غير فرنسا ، قال المصدر الأمني إن الجهة "هي على الأرجح أميركية أو إسرائيلية"، موضحا "إن زيارته إلى فرنسا أقل شبهة، بالنظر لعلاقات التنسيق الأمني بين البلدين، التي عادت إلى مجاريها خلال زيارة آصف شوكت إلى باريس برفقة الرئيس السوري في الثاني عشر من الشهر نفسه للمشاركة في القمة المتوسطية". وقال المصدر إنّ "سليمان قدّم للجهة الاستخباراتية التي التقاها معلومات عن خطط "حزب الله" للقيام بعمليات انتقامية ضد إسرائيل (على خلفية اغتيال مغنية) في إحدى دول جنوب شرق آسيا، وعن مشاريع سوريا في مجال أسلحة الدمار الشامل بالتعاون مع كوريا الشمالية".

وأكّد المصدر في هذا السياق أنّ سليمان "هو الثغرة الأمنية التي تسلسل منها الإسرائيليون لاغتيال عماد مغنية في شباط / فبراير الماضي ، لأنّه كان واحداً من مجموعة محدودة في أعلى هرم النظام السوري لا يتجاوز عددها الأربعة أو الخمسة ممن يعرفون مغنية عن قرب ويتعاملون معه في قضايا أمنية وعسكرية مشتركة.كما أنّه كان مصدر المعلومات الأولى التي تلقتها الجهات الاستخباراتية الغربية عن منشأة دير الزور التي قصفها الطيران الإسرائيلي العام الماضي ، وهو من زود تلك الجهات بالصور الأرضية الخاصة بالمنشأة ، والتي لم تكن الصور الفضائية لتحل لغزها".

ولم يستبعد المصدر أن يكون "جهاز أمن "حزب الله" هو من تولى عملية تصفية العميد سليمان بتنسيق كامل مع قيادة النظام السوري ، وبطريقة أشبه بعمليات الموساد، من أجل إبعاد شبهة المسؤولية عن النظام ، و الإيحاء بأن جهات خارجية تقف وراء عملية اغتياله".

ويشار إلى أن موقع "الحقيقة" نشر تقريراً في 3 تموز / يوليو الماضي ، أي قبل اغتيال سليمان بشهر كامل ، كشفت فيه عن أنّ فريق التفتيش التابع لوكالة الطاقة الذرية الذي زار دمشق أواخر حزيران / يونيو الماضي اجتمع مع سليمان لمدة سبع ساعات. وقد اعترف رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي في 26 أيلول / سبتمبر الماضي ضمناً بصحة ما نشره "الحقيقة" حين أشار إلى أن "اغتيال محمد سليمان أضر بعملية التحقيق في موقع دير الزور".

ونشر الموقع في 3 أيلول / سبتمبر الماضي تقريرا كشف فيه عن أن سليمان "أعدم بأمر شخصي من بشار الأسد، وأن ذو الهمة شاليش، المرافق الشخصي للأسد، هو من أشرف على عملية التصفية، وأنّ وفداً من "حزب الله" برئاسة النائب حسين الحاج حسن بقي ثلاثة أيام في الدريكيش يتقبل العزاء بالمغدور إلى جانب أفراد أسرته". ولا بد هنا من تسجيل واقعة لافتة، وهي أن السلطات السورية منعت أسرة سليمان من طباعة وتوزيع أوراق نعيه. والسؤال هل كان حضور وفد "حزب الله" جنازة محمد سليمان والمشاركة في تقبل العزاء به من قبيل إبعاد شبهة المشاركة في إعدامه عن الحزب ، أي عملاً بالمثل القائل "يقتل القتيل ويمشي في جنازته"؟

 

النظام السوري متورط في الغارة الأميركية على "البوكمال" 

موقع الحقيقة/أكد مصدر طبي في مستشفى باسل الأسد الحكومي في بلدة " أبو كمال " السورية أن التلفزيون السوري، والناطق الإعلامي الرسمي، مارسا عملية خداع كبيرة على الرأي العام حين ادعيا أن ثمانية فقط أصيبوا في الغارة الإجرامية التي نفذتها أربع طائرات هيلوكبتر أميركية على مزرعة السكرية، قرب بلدة البوكمال، مساء الأحد الماضي . وقال المصدر إن "التلفزيون السوري، والناطق الإعلامي الرسمي، كانا صادقين جزئيا فقط، حيث سقط فعلا سبعة أبرياء من العمال البسطاء، أربعة منهم من أسرة واحدة ، لكن هذا لا يمثل إلا جزءا من الحقيقة ".

وأكد أن "جثتين على الأقل تم نقلهما إلى مستشفى باسل الأسد قبل نقلهما لاحقا إلى المستشفى العسكري في دير الزور من قبل فرع المخابرات العسكرية ". وأضاف " إن دورية تابعة لمفرزة المخابرات العسكرية في بلدة أبو كمال حضرت إلى مكان الغارة بعد أقل من عشر دقائق على تنفيذها، وضربت طوقا أمنيا على المنطقة المستهدفة ، قبل أن " تنتقي " عددا من الإصابات وتنقلها إلى مستشفى باسل الأسد الحكومي في البلدة المذكورة، ثم إلى المستشفى العسكري في مدينة دير الزور ( مقر المحافظة الذي يبعد حوالي 120 كم عن المنطقة)" .

وأوضح أن "أيا من الأهالي أو طواقم الإسعاف المدني لم يسمح له بدخول المنطقة المستهدفة إلا بعد أن نفذت المخابرات العسكرية مهمتها ( انتقاء الجثث التي تعنيها)". ولاحظ المصدر أن التلفزيون والناطق الإعلامي الرسمي "تحدثا عن ثمانية شهداء ، لكن الجميع بات يعرف أن التشييع لم يظهر سوى سبعة توابيت، وهو ما يعني أن جثة واحدة على الأقل تم إخفاؤها، وهي جثة المسؤول اللوجستي في " القاعدة " المدعو " أبو غادية " ( بدران تركي هشام المزيدي ).

وعلم موقع " الحقيقة " من مصادر سورية موثوق بها أن قائد الوحدة Task Force 88 في العراق، وهي الوحدة الخاصة التي نفذت " غارة أبو كمال "، اجتمع مع رئيس فرع المخابرات العسكرية في دير الزور العميد جامع جامع ، الأسبوع الماضي في القاعدة الجوية الواقعة جنوب شرق المدينة . وبحسب المصدر ، فإن اللقاء كان " بمثابة لقاء تعارف بين الرجلين، بعد تعيين جامع جامع رئيسا للفرع المذكور قبل بضعة أسابيع ". ويدخل في صلب مهمات الفرع المذكور منطقة البادية السورية والعراق . تبقى الإشارة إلى أن الوحدة الخاصة " تاسك فورس 88 " تتبع للمخابرات الأميركية ، وهي التي نفذت عددا من العمليات النوعية الخاصة ، لاسيما تصفية " أبو مصعب الزرقاوي " زعيم تنتظيم " القاعدة " الإرهابي في العراق سابقا

 

حساسية العلاقة بين الحلفين السوري والايراني في لبنان..تصيب عون بلفحة سياسية

موقع تيار المستقبل/على نحو مفاجئ، حدد الجنرال ميشال عون اخر السنة الحالية كحد اقصى لزيارته الى دمشق. وكانت كواليس التيار الوطني الحر شهدت نقاشاً حول جدوى اجراء هذه الزيارة قبل الانتخابات، طالما ان التنسيق سائد عبر قنوات خلفية بين الرابية وقصر المهاجرين في سوريا.وطالما ان القيام بهذه الزيارة في هذه المرحلة قد تؤثر سلباً على المناخ الانتخابي لعون في الشارع المسيحي.

وقبل اسابيع،كانت هذه النظرية محل توافق عليها ، خصوصا عند مربط فرس القرار في التيار، اي عون وصهره الوزير جبران باسيل. وحتى سوريا كانت تبدي تفهماً . ولكن فجأة حصل مستجد عكر المزاج السوري من عون، وجعل الاخير يفكر بضرورة زيارة دمشق سريعاً، او على الاقل اعلان، الآن ، عن عزمه اجرائها.

ما هو هذا المستجد؟؟

مصادر مطلعة وعارفة بكواليس العلاقات العونية - السورية، روت قصة هذا المستجد، وقالت: ان زيارة عون لايران خلقت في سوريا حساسية تجاه حليفها الذي في الوقت الذي يتعاطى فيه، من وراء الكواليس وعبر كفوف سميكة،مع نظام دمشق، فانه يقوم باماطة اللثام عن وجه علاقاته الفارسية، ويتعامل مع ملف صلته بايران على نحو مكشوف وعلني ، من دون اية مراعاة لتأثير ذلك على شعبيته المسيحية عشية الانتخابات النيابية . وتساءلت الاوساط السورية، اليست العلاقة مع ايران اكثر اذى لشعبيته المسيحية من علاقته مع سوريا؟؟ واستدراكاً: ما هو السر الذي دفع بعون الى المغامرة في كشف علاقته مع ايران امام قاعدته المسيحية، في هذا الوقت الحساس انتخابياً بالنسبة له، بينما هو لا يزال حذراً في فعل ذلك بالنسبة لعلاقته بسوريا.

وبحسب المعلومات: هناك ميل في سوريا الى اعتبار "حزب الله" مهندس نظرية اقناع عون بكشف وجهه الفارسي، واعطاء اولوية لملف علاقاته مع ايران على حساب ملف علاقته بسوريا، وسبب ذلك ان الحزب يريد خلق توازن حساس لمصلحة ايران بموازاة نفوذ سوريا في لبنان.

فقيادة الحزب وايران تعرفان ان سوريا قررت استعادة نفوذها في لبنان، وانها تقف على عتبة اتخاذ مبادرات من اجل فعل ذلك. وتريد طهران افهام دمشق عبر الرسائل السلسة والمبطنة ان عودتها الى لبنان يجب ان تراعي هذه المرة النفوذ الايراني فيه، وهو نفوذ نما بشكل لم يعد ممكناً تجاهله خلال السنوات الاربع الاخيرة التي اضطرت فيها سوريا لمغادرة لبنان عسكرياً والى حد ما سياسياً. وقالت هذه المصادر ان التنافس الصامت بين سوريا وايران في لبنان لم يخبت طوال الاعوام الثلاثة الماضية، وانه رغم ان حلفهما استراتيجي بخصوص اضعاف الدور العربي في البلد، الا انهما يتنازعان على امر اساسي، وهو من يكون سقف اللعبة السياسية في لبنان. فدمشق تعتقد انه يجب عودة الامور الى فترة الرئيس حافظ الاسد، الذي كان يقنن الوجود الايراني في لبنان بحسب مصلحة سوريا فيه. وكان الاسد الاب يسمح لايران بان تتواجد في لبنان من خلال قناته وتحت مظلته، ولكن بعد موته اصبح الايرانيون ميالين لان يكون تواجدهم مباشرا ومن دون ضرورة المرور بالقناة السورية. وبعد الانسحاب السوري من لبنان، رأت طهران ان الفرصة متاحة لبناء حيثية نفوذها فيه بشكل مستقل، معتمدة على حقيقة ان حزب الله (ذراعها السياسي والعسكري في لبنان ، والمدعوم بكثافة من خبراء الحرس الثوري)، قادر على تأمين الحماية الميدانية لها، كما ان قدراتها المالية والسياسية كفيلة بجعلها تستطيع ممارسة نفوذ مباشر في هذا البلد والتأسيس لبناء علاقة " ندية نفوذ" بينها وبين سوريا في لبنان.

وهذه السياسة الايرانية التي يتعاطف معها حزب الله ، اخذت تعبيراتها في غير محطة لبنانية في الفترة الاخيرة، اهمها، مباشرة بعد الانسحاب السوري من لبنان. فحينها اعتبر الايرانيون في مجالسهم الخاصة ان الرئيس بشار الاسد تصرف بهلع مع الضغوطات الدولية التي طالبته بالانسحاب من لبنان، اذ كان يمكنه ان ينظم انسحاباً مبرمجاً، ولا يخرج باسلوب ينم عن هزيمة وعن تقهقر.

ورأى الايرانيون انه كان يمكن لسوريا ان تنسحب حتى حدود البقاع حسبما ينص اتفاق الطائف، وبذلك تنفذ قراراً دولياً شاركت في التفاهم عليه بدل ان تنصاع لتنفيذ " قرار آمر عمليات دولي" ضدها، فتغادر كل الاراضي اللبنانية على جناح السرعة واشبه بلص هارب من عقاب جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

وتدرج سوريا ضمن هذا الحساب، محاولة ايران استقطاب عون على حساب اولوية علاقته مع سوريا، ولذلك فهي تعمد منذ فترة لتذكيره بان تماديه مع اللعبة الايرانية لها حدود قوامها الخط الاحمر السوري الذي يفيد بان دمشق هي سقف اللعبة الاقليمية في لبنان، وان حليفها الايراني هو داعم لهذا السقف السوري وليس بديلاً عنه او مواز له. وتحاول سوريا في هذا المجال، ومنذ فترة، استعمال سياسة العصا والجزرة مع عون، فهي من جهة ترسل له التطمينات القوية عن دعمها له، ومن جهة ثانية تلوح له، بأساليب ملتوية، عن امكانية تحولها للاعتماد على حلفاء قدامى لها على حساب حيثيته الحصرية المسيحية داخل المعارضة، وهذا ما يفسر بعض الاشارات الاخيرة التي توحي بان دمشق تدعم مراجع سياسية في المعارضة ترفض اعطاء عون من حصصها في كعكة توزيعة النواب المسيحيين في مناطق ذات الأغلبية الانتخابية غير العونية. ويبدو ان عون قرر ان يتجه بسرعة لاستدراك خطر بدفع ثمن تنافس الحليفين الايراني والسوري الصامت في لبنان، فعمد الى قطع حبل تراكم الهواجس السورية نحوه، عبر اعلان نيته واستعداده لكشف وجهه السوري على النحو نفسه الذي فعله مع ايران، وذلك عندما "بشر اللبنانيين" بزيارة سيقوم بها قبل نهاية العام لدمشق.

 

مواقع "فتح الإنتفاضة"في لبنان بتصرف الجيش السوري

يقال نت/في تحقيق نشرته قبل أيام صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، تبيّن لمندوبها الخاص الى لبنان، أنّ الجيش السوري، وخلافا لإدعاءات قيادته وبالعين المجردة ،هو الذي يخرق الحدود اللبنانية السورية، ويقوم بعمليات التهريب، لتغذية ما يعتبره اللبنانيون ممرّات الإرهابيين إليه. وفي مراقبة قام بها الصحافي المنتدب من هذه الصحيفة جورج مالبرونو، الذي تربطه علاقة جيدة مع المخابرات السورية ، ظهر له أن من منطقة الحلوة الحدودية، عبرت غالبية إرهابيي تنظيم "فتح الإسلام" ،ولا زالت تحتضن مخيمات صغيرة محصنة لتنظيم فلسطيني ميال لدمشق، هو "فتح الإنتفاضة".ودعّم الصحافي كلامه بصورة ميدانية، قائلاً: "أن شاحنة تابعة للجيش السوري توغلت من الحدود السورية الى حيث توجد هذه المخيمات ،من أجل تزويدها بشيء ما". وأفاد أنّه "لا يستطيع تحديد ما نقلته الشاحنة، لكنه نقل عن لبنانيين يعرفون جيدا المنطقة إن سوريا تمرّر من الحلوة الأسلحة التي تريدها الى حلفائها ومنها تعبر الأسلحة الى المخيمات الفلسطينية في لبنان".

ويشار إلى أنّ تنظيم "فتح الإسلام" هو نفسه "فتح الإنتفاضة" بعد "تطعيمه"ببعض الوافدين العرب ممن جندهم عميل المخابرات السورية محمود كول أغاسي في إطار "غرباء الشام"التي انتقلت زعامتها الى العراقي ابو الغادية الذي ادعت مصادر اميركية ان الغارة على مزرعة السكرية في البوكمال السورية قضت عليه .

وادعت دمشق على شاكر العبسي بالتواطؤ مع ربيبها أبو خالد العملة، وسيطر على مواقع "فتح الإنتفاضة" في مخيمات فلسطينية ، "من دون ضربة كف".

وفي التحقيق نفسه، يبيّن الصحافي الفرنسي، بعد قضائه أياما على الحدود اللبنانية السورية في الآونة الأخيرة ، وبعد الضجة التي أحدثها الإنتشار السوري الحدودي ،"أن "حزب الله" يسيطر بالتعاون مع الجيش السوري على معابر عدة غير شرعية ،ومنها يمرّر ما يريد من السلاح، وأحيانا تحت أنظار الجيش اللبناني".

وهو ينقل شكاوى يعبّر عنها ضباط لبنانيون في السرّ عن إضطرارهم الى غض الطرف عن شاحنات "حزب الله"،عندما تعبر الى لبنان.

 

نعم فينيقية هي جذورنا، كانت وستبقى
20% من اللبنانييـن فينيقيـون/ دراسة تتعقّب جيناتهم وقد تعيد كتابة التاريخ/31 تشرين الأول/08/عربي وانكليزي

السفير/زينب غصن 

تذكر كتب التاريخ عن الفينيقيين أنهم اخترعوا الأبجدية ونشروها في العالم القديم ليصبح التدوين حروفاً وكلمات بدلاً من الصور. ورغم ذلك فإن تاريخ هذا الشعب الذي استوطن الساحل الشرقي للبحر المتوسط بقي في كثير من جوانبه غامضاً. فلم تصلنا من الفينيقيين أنفسهم إلا مدونات قليلة، في حين أن تاريخهم كتبته شعوب أخرى كالإغريق والرومان.

غير أن دراسة لبنانية ـ دولية جديدة، نشرتها، أمس، »الدورية الأميـركية للجـينات البشرية«

Genetics American Journal of Human، فتحت مجالاً جديداً لإعادة تدوين تاريخ الفينيقيين وفهم حقيقة هذا الشعب الذي يبدو ظاهرياً، وكأنه اختفى، وذلك من خلال البحث في علم الوراثة ومحاولة السير على خطاه عبر التاريخ وصولاً إلى تحديد أصوله والتوزيع الجغرافي لبقايا أحفاده. فقد تمكن فريق من الباحثين اللبنانيين والدوليين يعمل ضمن مشروع »جينوغرافيك« من تحديد سمة وراثية خاصة بهذا الشعب موجودة فقط على الكروموزوم Y لدى الذكور. وهو ما مكّن الباحثين من تحديد آثارهم في الشعوب الحديثة، لا سيما تلك التي تسكن مناطق استوطنها الفينيقيون منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة.

فالمعروف عن هذا الشعب الذي سكن أساساً منطقة الساحل السوري واللبناني من أرواد وحتى صور، أنه كان من البحارة الذين عملوا في التجارة وأنشأوا مستعمرات على طول ساحل البحر المتوسط، من قبرص إلى كريت ومالطة وجنوب إيطاليا وفرنسا وإسبانيا وصولاً إلى المغرب وليبيا وتونس، حيث نشأت أهم مدنهم: قرطاج.

و»جينوغرافيك« هو مشروع دراسي وراثي يحاول وضع خريطة جغرافية للشعوب، من خلال تحليل عوامل وراثية تميزهم عن بعضهم بعضاً وربطها بالشعوب القديمة.

وفي هذا الشأن، يقول الشريك الرئيسي في الدراسة الدكتور بيار زلوعة، وهو مختص في علم الوراثة في الجامعة اللبنانية الأميركية: »تمكّنا من تحديد بصمة وراثية خاصة بالفينيقيين مكنتنا أيضاً من رسم خريطة لوجودهم عبر المتوسط وتأكيد هذا الوجود. فما كنا نعرفه حتى الآن عنهم هو ما نشره الإغريق وغيرهم من المؤرخين غير الفينيقيين الذين عاصروهم أو جاؤوا من بعدهم. إذ ضاعت الآثار المكتوبة لهذا الشعب«.

ويشرح زلوعة لـ»السفير« أنه وفريقه البحثي اعتمدوا بداية على دراسة المناطق التي تشكل فينيقيا القديمة في لبنان وجنوب سوريا، »ووجدنا السمة الوراثية الفينيقية«. وقد اعتمدت الطريقة التي كان الفينيقيون يتبعونها، والتي تختلف عن الغزوات، كأساس للدراسة. فهم تمركزوا في نقاط محددة حول المتوسط وحصل اختلاط بقي محددا جغرافيا بينهم وبين غيرهم من الشعوب »ما مكننا من إجراء مقارنات في العينات التي أخذناها من سكان تلك المناطق مع سكان مناطق لم يسكنها الفينيقيون، وتوصلنا بالتالي إلى تحديد دقيق لسمة مميزة، وهو أيضاً ما ساهم في استبعاد السمات الوراثية الأخرى الناتجة عن الغزوات والشعوب المختلفة في منطقتنا على مرّ التاريخ«.

وبحسب الباحث اللبناني، يحمل هذه السمة الفينيقية ١٠ إلى ٢٠ في المئة من اللبنانيين اليوم، ولا سيما سكان الساحل منهم، في حين أن نسب هذه السمة لدى سكان مستعمرات الفينيقيين في البحر، مثل قبرص ومالطة وجنوب إسبانيا وقرطاج، تتراوح بين ٦ و١٠ في المئة، أي أنه يمكن اعتبارهم متحدرين من الفينيقيين.

وتكمن أهمية الدراسة في أنها لم تعتمد على مقارنة الخريطة الوراثية لشعوب المنطقة اليوم، مع أي مرجع من الحمض النووي القديم للسكان الفينيقيين. وفي أنها »استندت إلى الشبكة التي تمكنّا من إنشائها، وإلى استخدام صيغ في الرياضيات سمحت بإجراء المقارنات الوراثية والوصول إلى الاستنتاجات، من دون الحاجة لعينات وراثية من هياكل عظمية قديمة«، بحسب زلوعة، »إذ من الصعب جداً الحصول على حمض نووي (فينيقي) سليم في هذه الهياكل«. يضيف زلوعة أن هذا لا يمنع »إن وجدت في المستقبل هياكل وأسنان سليمة، من استخدامها عينات منها فقط لزيادة تأكيد استنتاجاتنا«.

لقد فتحت هذه الدراسة، والتقنية التي طورتها، الطريق لدراسة حالات أخرى من الشعوب التي تعد اليوم منقرضة أو ذات تاريخ غير معروف، من أجل اعتمادها وتحديد مدى تأثير هذه الشعوب على محيطها: مثل حملة الإسكندر الكبير في آسيا والهند، الغزوات المغولية، وحتى انتشار الفايكنغ. أما الإفادة الأهم برأي زلوعة، فتكمن »في أننا اليوم، وبفعل علم الوراثة، نستطيع أن نعيد كتابة تاريخنا وننظر إلى حضارتنا بمنظورنا نحن، وبناء على معطيات علمية، وليس بناء على ما كتبه الغير عنا«.

 

أزمة "البوكمال" تقترب من مرحلة الاصطدام المباشر بين دمشق وواشنطن

 26 قطعة بحرية أميركية قرب المياه السورية... والقواعد الجوية تتأهب

لندن - كتب حميد غريافي:السياسة

انتشر عدد كبير من القطع البحرية الاميركية منذ ليل الاربعاء - الخميس (أول من امس) قبالة الساحل السوري امتدادا الى الحدود البحرية السورية بالتزامن مع كل من تركيا ولبنان فيما "وضعت أسراب من المقاتلات والقاذفات الجوية الأميركية في حالة تأهب في مطارين عسكريين في منطقة الحكم الذاتي الكردي شمال العراق, وفي القاعدة الجوية التركية في منطقة انسرليك الواقعة على الحدود مع الاراضي العراقية, في الوقت الذي التقطت فيه اقمار التجسس الصناعية الاميركية والاطلسية والاسرائيلية صورا لقوافل من شاحنات الجيش السوري قدرت بلواء تغادر الحدود السورية مع العراق على محورين, باتجاه الحدود الجنوبية الشرقية اللبنانية بهدف توسيع الانتشار على الحدود الشمالية من المناطق اللبنانية الواقعة فوق شمسطار القريبة من بعلبك حتى حدود مناطق دير العشائر الجنوبية فيما اتجه لواءان اخران نحو مدن الساحل السوري الغربي مثل اللاذقية وطرطوس بعدما كانت طلائع وحدات برية اخرى وصلت الى عمق محافظة دير الزور غربا وباشرت الانتشار فيها واقامة الخنادق والمتاريس الرملية.

وكشفت مصادر عسكرية اطلسية في العاصمة البلجيكية بروكسل النقاب امس عن "ان ما يزيد عن 26 قطعة بحرية عسكرية اميركية واطلسية بينها ثلاث بارجات لاطلاق صواريخ كروز (توماهوك) وحاملتا طائرات وحاملة هليكوبتر انتشرت في المياه الدولية على طول الحدود البحرية السورية الغربية البالغ طولها 183 كيلومترا, بعد حصول الاستخبارات الغربية على معلومات تحذر من امكانية كبيرة في حصول اعتداءات على السفارتين الاميركيتين في دمشق او بيروت وعلى مصالح ديبلوماسية واقتصادية اميركية اخرى في سورية ولبنان, كما وردت معلومات اسرائيلية عن امكان استهداف طائرات مدنية اميركية في مطارات الشرق الاوسط, بسبب رفع السلطات في دمشق سقف احتجاجاتها على الضربة الجوية الاميركية داخل اراضيها هذا الاسبوع في منطقة البوكمال الحدودية مع العراق, الى مستوى غير مسبوق على الرغم من ان هذه الضربة ليست الاولى من نوعها, وقد سبقتها ضربات جوية لمواقع في الاراضي السورية هناك يستخدمها السوريون لتجميع وتدريب عناصر ارهابية وسلفية قادمة من مختلف انحاء العالم قبل ادخالها الى الاراضي العراقية لشن عمليات ضد الجيشين الاميركي والعراقي وضد المدنيين الابرياء".

وقالت مصادر الاطلسي في تعميم وزعته أمس على قيادات الدول المنضوية تحت لواء الحلف , ومنها بريطانيا, "أن سلاح الجو الاميركي والاسلحة الجوية الاطلسية وضعت في كل من العراق وتركيا واسرائيل وقبرص والدول الخليجية في حالة تأهب شاملة في المستوى البرتقالي الذي يليه المستوى الأحمر المخصص لاعلان الحرب, فيما انتشرت ست قطع بحرية على حدود المياه الاقليمية السورية استعدادا للتدخل لاجلاء الرعايا الاميركيين في سورية في حال تعرضهم للخطر, رغم ان السفارة الاميركية في دمشق التي اقفلت ابوابها حتى اشعار آخر اول من أمس الخميس دعتهم للحيطة والحذر الشديدين وحضتهم على مغادرة سورية "تداركا لوقوع أحداث او ظروف غير متوقعة".

 وقالت المصادر لديبلوماسي لبناني في بروكسل ان "الوضع هناك (في سورية) مقلق ويلامس حدود الخطورة , وان اي اعتداء على المصالح الأميركية أو الغربية في سورية أو لبنان بواسطة استخباراتها وحلفائها هناك, او أي مساس برعايا اميركيين او غربيين , قد يفجر الاوضاع بشكل خطير ويستدعي تدخلا فوريا لاجلائهم عبر البحر او الاراضي التركية واللبنانية وعبر الأردن".

 ونقلت المصادر عن جهات اميركية في حلف شمال الاطلسي في بلجيكا" مخاوفها من نقل النظام السوري معركته مع الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين والعرب الى الاراضي اللبنانية الخارجة على سلطة الدولة الحاكمة, فيقوم باعمال ضد رعاياهم ومصالحهم الديبلوماسية والتجارية هناك.

 كما توقعت تلك الجهات ان تستهدف الاستخبارات السورية و"موظفيها من اللبنانيين" شخصيات سياسة أو روحية او عسكرية او أمنية لبنانية تعتبرها حليفة لواشنطن, في الوقت الذي يوسع فيه الجيش السوري حصاره للحدود اللبنانية مع انتشار ألوية عسكرية جديدة كادت تغطي 80 في المئة من تلك الحدود".

وقال الديبلوماسي اللبناني الذي نقل ل¯ "السياسة" امس من بروكسل هذه التطورات في اتصال به من لندن, ان الحكومة اللبنانية رغم تبلغها من قيادة الجيش السوري اول من امس توسيع انتشاره على الحدود وصولا الى مشارف الحدود الجنوبية في دير العشائر, قلقه من هذا التحرك السوري الذي رافقه في نفس الوقت اجراءات حازمة على نقاط العبور بين البلدين نحو تضييق الخناق على قضايا الترانزيت, حيث شهد معبر المصنع البقاعي الرئيسي في جديدة يابوس شبه اقفال من الجهة السورية تحت ذريعة تدقيق التفتيش عن تهريب السلاح والرجال الى الاراضي السورية في شاحنات لبنانية وعربية خضعت لعمليات أمنية دقيقة".

ونقل الديبلوماسي اللبناني عن معلومات "وردت الآن" (ظهر امس) من البعثة الديبلوماسية الاميركية في دمشق تؤكد بدء مئات الرعايا الاميركيين والاوروبيين مغادرة الاراضي السورية عبر حدودها مع الدول العربية وتركيا, ما يعطي انطباعا اوليا بوصول الازمة بين الولايات المتحدة ونظام بشار الاسد مرحلة الاصطدام, رغم تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم للاذاعة البريطانية (بي بي سي), ان "بلاده تستبعد الرد العسكري (على الغارة الاميركية على البوكمال) لكنها تدرس خيارات تعرف تماما انها تؤلم الولايات المتحدة", وهو ما فسره الديبلوماسي اللبناني ب¯ "وجود امكانية كبيرة في نقل دمشق معركتها الى الاراضي اللبنانية مع الاميركيين".

وكشف الديبلوماسي النقاب ل¯ "السياسة" عن ان واشنطن - حيال المغالاة السورية في تضخيم حجم الغارة الاميركية الجوية على الحدود مع العراق - "بعثت بتحذير فوري وشديد اللهجة الى بشار الاسد بواسطة العاهل الاردني الملك عبدالله بن الحسين اول من امس, نقلها له رئيس الديوان الملكي الاردني ناصر اللوزي ومدير الاستخبارات الاردنية العامة محمد الذهبي, يؤكد ان اي رد فعل سوري على تلك الغارة التي استهدفت وكرا من مئات اوكار الارهابيين في سورية, ضد المصالح او الرعايا الاميركيين والغربيين في سورية او لبنان, سيواجه بسرعة وبحسم باجراءات عسكرية, كما اطلع الموفدان الاردنيان الرئيس السوري على الانتشار البحري الاميركي قرب شواطئ بلده وعن وضع اسلحة الجو الاميركية في المنطقة في حالة استنفار".

ونقل الديبلوماسي اللبناني ايضا عن مصادر الحلف الاطلسي تأكيدها ان دولة قطر - بعد الاردن - "اوفدت مبعوثا الى الاسد لاطلاعه على وضع القاعدة الجوية الاميركية الاقوى خارج الولايات المتحدة في منطقة السيلية ومقر قيادة القوات الاميركية في الشرق الاوسط فيها, في حالة تأهب, وان الوضع دقيق وخطير جدا, حيث ان وزارة الدفاع في واشنطن (البنتاغون) حركت مقاتلاتها الجوية في مطارات اسرائيلية اقرب الى الحدود السورية, وخصوصا طائرات الهليكوبتر المقاتلة, كما اصدرت الى قطعها البحرية في المتوسط والبحر الاحمر والخليج العربي اوامر بالجهوزية لوجود امكانية وقوع احداث حربية في المنطقة".

 

 تخوف في واشنطن من نقل دمشق المعركة إلى داخل لبنان

حشود بحرية قبالة السواحل السورية والقواعد الجوية الأميركية في المنطقة تتأهب

لندن من حميد غريافي والوكالات:السياسة

 كشفت مصادر عسكرية اطلسية في بروكسل امس, ان ما يزيد عن 26 قطعة بحرية عسكرية اميركية واطلسية, بينها ثلاث بوارج لإطلاق صواريخ كروز (توماهوك), وحاملتا طائرات وحاملة هليكوبتر انتشرت في المياه الدولية على طول الحدود البحرية السورية, اضافة الى وضع اسراب من المقاتلات والقاذفات الجوية الاميركية في حالة تأهب, في مطارين عسكريين بمنطقة الحكم الذاتي الكردي شمال العراق وفي القاعدة الجوية التركية في منطقة انجرليك الواقعة على الحدود مع العراق, في حين تراجع التهديد الكلامي والاعلامي السوري مع تأكيد نائب وزير الخارجية, فيصل المقداد ان دمشق "لن تأخذ اجراءات غير محسوبة تجاه واشنطن", وتشديده على ان "السلطات السورية حرصت على ان تكون السفارة الاميركية محمية وفق الاتفاقات الدولية" خلال التظاهرة التي جابت شوارع دمشق للتنديد بالانزال الاميركي.

كما تراجع التهديد تجاه العراق حيث اكد المقداد "ان العلاقات السورية - العراقية يجب ان تكون جيدة" ملمحا الى "اننا مازلنا بانتظار التفسيرات العراقية حول الغارة الاميركية". في غضون ذلك, اكدت مصادر "الاطلسي" في بروكسل ان اقمار التجسس الاميركية والاطلسية والاسرائيلية التقطت صورا لقوافل من شاحنات الجيش السوري تغادر الحدود مع العراق باتجاه الحدود الجنوبية الشرقية اللبنانية بهدف توسيع الانتشار على الحدود الشمالية من المناطق اللبنانية الواقعة فوق مدينة شمسطار القريبة من بعلبك حتى حدود مناطق دير العشائر الجنوبية.

ونقلت المصادر عن جهات اميركية, مخاوفها من نقل النظام السوري معركته مع الولايات المتحدة وحلفائها, الى الاراضي اللبنانية الخارجة على سلطة الدولة, فيقوم بعمليات ضد الرعايا الغربيين والمصالح الديبلوماسية والتجارية, كما توقعت ان تستهدف الاستخبارات السورية موظفيها من اللبنانيين او شخصيات سياسية وروحية تعتبر حليفة لواشنطن. الى ذلك كشفت شبكة "اي بي سي" الاخبارية الاميركية ان قائد القيادة الوسطى في القوات الاميركية الجنرال ديفيد بيترايوس اقترح اخيرا زيارة سورية, غير ان المسؤولين في الادارة والبيت الابيض ووزارتي الدفاع والخارجية رفضوا الفكرة على الفور.

واوضحت الشبكة ان بيترايوس الذي تسلم مهامه الجديدة رسميا امس, كان اعرب اخيرا بعيد تعيينه في منصبه الجديد وقبل الغارة الاميركية على قرية السكرية في البوكمال السورية قرب الحدود العراقية, عن امله في لقاء الرئيس السوري بشار الاسد في دمشق, ولكن مسؤولين اميركيين رفيعي المستوى رفضوا ذلك.

وقالت مصادر مطلعة ان بيترايوس يرغب في محاورة سورية لأنه يعتقد انه بالإمكان استخدام الديبلوماسية الاميركية لإحداث شرخ بين طهران ودمشق.

 

سليمان توج زيارته لايطاليا بلقـــــاء قداسة البابا ولبى والبطريرك صفير دعوة السفير خوري الى الغداء

المركزية - توج رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان زيارته الى روما بلقاء مع قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر الذي استقبله في حاضرة الفاتيكان على مدى نصف ساعة بحيث تعدت المدة التي كانت مقررة تماما كما في لقاء الرئيس مع السكرتير الاول رئيس حكومة الفاتيكان الذي زادت مدة اللقاء بينهما 40 دقيقة.

وبعد خلوة بين قداسة البابا والرئيس سليمان عقد البابا لقاء مع أعضاء الوفد مشددين خلاله على ان العماد سليمان هو رئيس المصالحة والوفاق ويجب دعمه والوقوف الى جانبه فهو يعمل من أجل المصالحة ليعود لبنان بلدا حضاريا نموذجيا للحوار والاديان وتفاعل الحضارات.

سليمان - صفير: ومن حاضرة الفاتيكان انتقل الرئيس سليمان الى مقر اقامة البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير وعقد معه خلوة استمرت نحو 45 دقيقة ثم لبى الرئيس والبطريرك دعوة سفير لبنان في الفاتيكان العميد جورج خوري الى مأدبة غداء في أحد مطاعم ايطاليا الفخمة حضرها الى الرئيس والبطريرك أعضاء الوفد اللبناني وسفير ايطاليا في لبنان غبريال كيكيا وعدد من رجال الدين ومسؤولين في الفاتيكان. وفي خلال الغداء القى السفير خوري كلمة رحب فيها بالرئيس ووصفه بالرجل الشفاف المقدام، رئيس التوافق والحوار الذي يعمل لمصلحة لبنان، كل لبنان.

ورحب بالبطريرك صفير متمنيا عليه ان يبقى الداعم الاساسي للعهد، عهد الوفاق والمصالحة والحوار. وفي السابعة مساء يغادر سليمان ايطاليا عائدا الى بيروت التي يصلها ليلا. وقد لمس الرئيس سليمان دعما مميزا ولافتا من الفاتيكان باعتباره يتمتع باجماع اللبنانيين من كل الاطراف وهو الرئيس الجامع والتوافقي، بحيث دعا المسؤولون في ايطاليا والفاتيكان اللبنانيين الى الوقوف الى جانب الرئيس ودعمه ليتمكن من تحقيق الوحدة والوفاق، لان لبنان بحاجة الى استعادة دوره الوفاقي ليعود كما وصفه قداسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني" لبنان اكثر من بلد أنه رسالة". وانطلاقا من هذا الدور يشارك الرئيس سليمان في 12 و13 الشهر المقبل في مؤتمر حوار الحضارات الذي يعقد في نيويورك بدعوة من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي دعا الى اعلان لبنان بلد نموذج وتفاعل الحضارات لكونه يتمتع بهذه الميزة الدولية التي تميزه عن سائر بلدان العالم. الجدير ذكره ان الرئيس سليمان يزور في 8 و9 تشرين الثاني المقبل مصر على ان يتوجه الى نيويورك في 11 منه. اما البطريرك صفير فيعود الى بيروت الاحد المقبل.

 

الحريري الى موسكو عقب جولة الحوار الاسبوع المقبل

لقاء زعيمي المستقبل والقوات وضع افكارا محددة للاجتماع والتحضيرات الانتخابية

اربع معطيات يسرع توافرها زيارة عون الى سوريا

المركزية - في انتظار عودة الرئيس ميشال سليمان من روما والرئيس فؤاد السنيورة من القاهرة، وعلى مسافة خمسة ايام من جولة الحوار الوطني الثانية الاربعاء المقبل في القصر الجمهوري يبدو الجمود سيد الموقف على الساحة الداخلية تخرقه مشاورات واتصالات داخل الكتل والاطراف في الموالاة والمعارضة تسبق عادة كل استحقاق سياسي.

وفيما تتجه الانظار نحو الحوار الذي يؤمل ان تشكل المصالحات الاخيرة رافعة مهمة تدفعه نحو الأمام وخصوصا على محور حزب الله - تيار المستقبل وبدء التقارب على خط حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي، علمت "المركزية" ان رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري سيتوجه الاسبوع المقبل الى موسكو، والأرجح بعد انتهاء جولة الحوار في بعبدا حيث سيجري محادثات مع كبار المسؤولين تتناول المستجدات على الساحة الدولية والاقليمية لما لروسيا من دور فاعل في استقرار منطقة الشرق الاوسط.

لقاء الحريري - جعجع: وفي جانب متصل، كشف مصدر مسؤول في القوات اللبنانية لـ"المركزية" عن ان اللقاء الثنائي الذي جمع رئيس كتلة المستقبل ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع مساء امس في قريطم كان شاملاً ومفصلا وطويلاً تطرق إلى الوضع العام من مختلف جوانبه بدءاً بالمصالحات الاخيرة وصولاً إلى الاتخابات النيابية، مروراً بأوضاع منطقة الشرق الأوسط. وكان تقييم لانعكاسات المصالحات الايجابية. ووضع الزعيمان افكارا محددة تتعلق بطاولة الحوار والمسار العام للأمور في البلاد وتم التوافق على رفض توسيع المشاركة في الحوار ليس لإقصاء أي جهة وإنما لعدم تحويل طاولة الحوار إلى مكان للنقاشات الفضفاضة التي لا تخرج بنتيجة، خصوصاً أن كل الأطراف الأساسية ممثلة إلاّ إذا أخذ في الاعتبار المجتمع المدني الذي يمثله في مطلق الأحوال رئيس الجمهورية.

وفي الشق الانتخابي بحث الحريري وجعجع في اوضاع المناطق والترشيحات بعدما حسمت القوات قرارها في ترشيح نواب كتلتها الحاليين كل في منطقته اضافة الى مرشحين آخرين حزبيين او مناصرين او اصدقاء تدعمهم. وأكد المصدر أنه بالنسبة الى اشكالية مرشح دير القمر بين النائب جورج عدوان ورئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون فإنها حلّت ولم يعد من تباين، خصوصا أن عدوان ليس مرشحا عن دير القمر انما عن القوات اللبنانية وتاليا فالقوات ترتأي ترشيحه عن منطقة الشوف ويمكن لأي مرشح آخر داخل 14 اذار ان يترشح من دون ان يخلق الامر اشكالية بين المرشحين باعتبار ان للمنطقة ثلاثة نواب موارنة. وسيصار الى التفاهم بشأنهم بين مكونات 14 اذار.

عون الى سوريا: في غضون ذلك، اوضح مصدر في تكتل "التغيير والاصلاح" لـ"المركزية" ان موعد زيارة رئيس التكتل النائب العماد ميشال عون الى دمشق سيتحدد في ضوء جملة معطيات في مقدمها التبادل الديبلوماسي الرسمي بين البلدين وتعيين السفراء للتأكد من قيامه بالفعل لا بالقول، ثم ترسيم الحدود ومدى الجدية في المناورات الجارية على هذه الحدود وأهدافها مضاف إليها توفر معلومات على خط ملف المفقودين في سوريا. وأشار إلى ان اي جديد يطرأ على هذه الملفات من شأنه الدفع في تسريع موعد الزيارة، كاشفا عن معطيات مباشرة توفرت اخيرا قد تسهم في اتمامها تواكبها ضمانات اوروبية.

وإذ أكد المصدر انه حتى الساعة لم يتحدد جدول اعمال لقاءات عون في دمشق اعتبر ان الزيارة تأتي التزاما بكلام كان اطلقه عن "ان لا مانع لديه من زيارة دمشق فور خروج الجيش السوري من لبنان"، مشددا على ان للزيارة مدلولات سياسية كبيرة بالنسبة الى سوريا لناحية التأكيد على ايفائها بتعهدات قطعتها للاوروبيين ولفرنسا تحديدا، كما انها تعود بمردود ايجابي على لبنان اذا تمكنت من حصد نتائج يعول عليها اللبنانيون منذ زمن.

انتخابيا: اما على خط التحضيرات الانتخابية فرأى المصدر ان صورة الترشيحات في المتن وكسروان ستكون شبيهة بتلك التي كانت في انتخابات الـ2005 مع بعض التعديلات الطفيفة. واوضح ان النائب ميشال المر عازم على ترشيح نجله وزير الدفاع الياس المر في المتن كما ان الرئيس امين الجميّل سيرشح نجله سامي الجميّل ليستعيد المتن بذلك المشهد الانتخابي للعام 2001. ولفت الى ان التباين لا يزال قائما بين الحزب القومي والتيار الوطني الحر بشأن الترشح في المتن.

 

حركة الشاحنات على الحدود السورية تعود طبيعيـــة

ترشيشي: سكاف سيعالج اعاقة دخول البطاطا الى الاردن

المركزية - عادت حركة عبور الشاحنات برا من لبنان الى سوريا الى طبيعتها اليوم، بعد الاجراءات الامنية المشددة التي اتخذها الجانب السوري منذ يوم الاربعاء الماضي وأدت الى خفض عدد الشاحنات المحمّلة بالانتاج اللبناني الداخلة الى سوريا، الامر الذي أكده أمين عام المجلس الاعلى اللبناني - السوري نصري الخوري بقوله: "ان الاجراءات على الحدود عند معبر جديدة يابوس خففت وعادت الحركة الى طبيعتها ولم يعد هناك من زحة سير في المنطقة".

وفي هذا الاطار، وصفت مصادر في مديرية الجمارك لـ "المركزية" الاجراءات المتخذة على الحدود اللبنانية - السورية في منطقة جديدة يابوس "بالروتينية"، وقال: تحصل من وقت الى آخر عندما تتلقى الجمارك السورية اخبارا عن ادخال بضائع بطريقة غير شرعية وان هذه السياسة تتبع من وقت الى آخر في لبنان. واذ طمأنت المصادر الى ان الوضع على الحدود عاد اليوم الى طبيعته وان عددا كبيرا من الشاحنات دخل الى سوريا، لفتت الى ان الجانب السوري عمل على حلحلة الامور من دون تدخل او تكليف الجمارك اللبنانية للتنسيق مع الجانب السوري. وأكدت ان اعمال التهريب عبر المعابر الشرعية مضبوطة تلك التي عبر الحدود البرية "الخضراء" أي غير الشرعية تتم مكافحتها وهي تنشط بحسب تحرك الاسعار، ففي حال ارتفعت الاسعار في لبنان ينشط التهريب من سوريا الى لبنان والعكس صحيح.

ترشيشي: بدوره، أكد رئيس نقابة مزارعي وفلاحي البقاع ابراهيم ترشيشي لـ "المركزية" ان الحركة اليوم على الحدود تحسنت وان وزير الزراعة الياس سكاف طمأنهم وبعد سلسلة اتصالات قام بها مع الجانب السوري، الى دخول كل الشاحنات ومنها شاحنات الترانزيت والتي تنتظر منذ الامس الدخول الى سوريا، كما أكد تخفيف الاجراءات المشددة المتبعة بعدما كان يتم افراغ الشاحنات من كل حمولتها بحجة التفتيش.

وفي سياق متابعة هذه المشكلة، لفت ترشيشي الى زيارة قام بها اليوم وفد من نقابة المزراعين للوزير السابق عبد الرحيم مراد الذي بدوره اجرى سلسلة اتصالات مع الجانب السوري ووعد بحلحلة الامور، مشيرا الى انهم سيلتقون الاحد المقبل الوزير سكاف، لمعالجة موضوع تصدير البطاطا الى سوريا والاردن حيث يواجه بعض العراقيل. وسيجري سكاف في خلال اللقاء اتصالا مع السلطات الاردنية المختصة لمتابعة الموضوع ومعالجته. وطمأن ترشيشي الى انه لم تسجل حتى اليوم أي خسارة بسبب التأخير على الحدود، انما يعاني المزارعون من الكساد في موسم البطاطا.

 

تساؤلات قانونية حول استقالة رياشي

نجار: "على القاضي ألا يستقيل اذا عيّن بالمحكمة الدولية ومصادر تتحدث عن التوجه لاستقالات عدة في مواقع حساسة

المركزية - اثارت استقالة القاضي رالف رياشي من عضوية مجلس القضاء الاعلى، احتجاجا على التأخير في انجاز التشكيلات القضائية، تساؤلات عدة في الاوساط القانونية، حيث تردد في اروقة العدلية ان هناك سببا آخر للاستقالة هو للانضمام الى هيئة المحكمة الدولية الخاصة المولجة النظر في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، الامر الذي دعا وزير العدل البروفسور ابراهيم نجار الى التوضيح في حديث متلفز انه تقنيا ليس صحيحا ان على القاضي ان يستقيل من منصبه في لبنان اذا عين قاضيا في المحكمة الدولية، بغض النظر عن اسم هذا القاضي، مؤكدا أنه لا أحد يعرف حتى الآن من هما القاضيان اللذان سيشاركان في المحكمة الدولية. ولفت نجار الى انه ليس من الضروري ان يحصل فراغ فالقانون لحظ كيفية تعيين مكان القاضي معتبرا ان الحديث عن فراغ معين يأتي بسبب عدم تفهم القانون في هذا المجال.

وشدد وزير العدل على انه يجب ان يتم التطرق الى موضوع القضاء بعيدا عن الضجيج الاعلامي لأنه مرتبط باستقلال القضاء.

وبالنسبة لموضوع التشكيلات القضائية، أوضح نجار ان مجلس القضاء الاعلى يضع مشروع التشكيلات ويرسله الى وزير العدل الذي يحق له بحسب القانون ان يبدي ملاحظاته عليه، مشيرا الى أنه حتى الآن لم يتم التوافق على رفع التشكيلات الى وزير العدل.

الى ذلك أرجأ رئيس المجلس العدلي القاضي الدكتور انطوان خير اليوم ايضا الجلسة التي كانت مقررة في ملف التعويضات الشخصية لاحداث جرود الضنية الى التاسع من كانون الثاني من العام المقبل وذلك بسبب عدم صدور مرسوم تعيين اعضاء جدد في المجلس بعد شغور أحد المراكز بإحالة القاضي عفيف شمس على التقاعد في تموز الماضي. وكان مجلس القضاء الاعلى وافق على اقتراح وزير العدل تعيين رؤساء غرف لدى محكمة التمييز القضاة سمير عاليه عضوا اصيلا لدى المجلس العدلي، كذلك القاضي الدكتور سامي منصور والقاضي نعمه لحود عضوان رديفان في انتظار صدور مرسوم تعيينهم وتبليغهم اياه لمباشرة عملهم.

وفي هذا الاطار اشارت مصادر مطلعة على خفايا قصر العدل "ان المشكلة كبيرة جدا وهي أكبر من مشكلة" الاسماء، في اشارة الى الحديث عن اعتراض وزير العدل ابراهيم النجار على تعيين القاضي غسان عويدات في منصب قاضي التحقيق الاول في بيروت. واعتبرت "ان الخلافات السياسية وعدم التوافق على القضاة المشكلين يؤديان الى التأخير عن اعلان التشكيلات القضائية، وان من يعرف التفاصيل من السياسيين على هذه الاعتراضات على التشكيلات يرفض الحديث".

وشددت المصادر "على انه اذا لم تصدر التشكيلات القضائية خلال ايام فهذا يعني انها لن تصدر قبل العطلة القضائية المقبلة، وبالتالي فانه كلما تأخر تشكيلها، ستكون هناك شواغر اضافية بمناصب حساسة ومنها لرئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي انطوان خير الذي سيحال الى التقاعد في كانون الاول المقبل"، مؤكدا وجود سلسلة استحقاقات توجب الشروع بالتشكيلات في الجسم القضائي وبأن المماطلة غير مسموحة في هذا الموضوع". وأعرب المصدر ذاته" عن امتعاض الجسم القضائي من ان ملف القضاء بات مادة صحافية مبنية على استنتاجات غير سليمة يمكن ان تضر بالسلطة القضائية".

واعلنت "أن هناك أكثر من مسؤول قضائي يتحضر لتقديم استقالته من مواقع حساسة احتجاجا على تأخير التشكيلات وفي محاولة لحث السياسيين على التوافق في هذا المجال". وأضاف المصدر" ان استقالة القاضي رياشي تأتي في هذا الاطار رغم ان الاخير يطمح ان يتولى منصبا هاما في المحكمة الدولية الخاصة بقتلة الرئيس الحريري". كذلك أعلن متابعون لموضوع مجلس القضاء الاعلى ان استقالة القاضي رالف رياشي منه تزيد مجلس القضاء حرجا، وتطرح علامات استفهام كثيرة على مصيره وقدرته على البقاء في ظل تقاعد رئيس هيئة التفتيش القضائي محمد علي عويضة في آب الماضي، وعدم تعيين مجلس الوزراء بديلا عنه، وتقاعد القاضي أمين بو نصار اعتبارا من يوم غد السبت، واستقالة القاضي سعد جبور لتثبيته في منصب الرئيس الاول لمحاكم الاستئناف في جبل لبنان، وتوجه رئيس المجلس الدكتور انطوان خير للاستقالة والانتقال الى موقع آخر، ليبقى خمسة قضاة من الصعب عليهم الاستمرار وبالتالي العمل على إصدار التشكيلات القضائية التي صار مستحيلا صدورها لانها تحتاج الى توافر نصاب عادي مؤلف من ستة قضاة.

 

اسرار الصحف الصادرة صباح اليوم الجمعة 31 تشرين الاول ( اوكتوبر ) 2008

حملت الصحف داخل صفحاتها الاسرار التالية :

السفير

يجري سفير دولة كبرى اتصالات مع عدد من القيادات والشخصيات اللبنانية تمهد لزيارة مرجع كبير إلى بلاده.

عبّر مرجع عسكري عن استيائه ازاء قيام مسؤول أمني عربي بزيارة بيروت من دون أن يبادر إلى طلب موعد من القيادة العسكرية كما تقتضي الأعراف والأصول.

هدّد رئيس كتلة نيابية باتخاذ موقف مالي من مؤسسة كبرى إذا لم تلب مطالبه في هذه المؤسسة.

المستقبل

رأت أوساط ديبلوماسية في عاصمة غربية كبرى أن هناك أوضاعاً قلقة في المنطقة على الرغم من أجواء التفاهمات الدولية الاقليمية وانعكاساتها في المواقع الحساسة فيها.

علم أنه من بين أسباب تأخير صدور تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول القرار 1701 الى النصف الثاني من الشهر المقبل، إعطاء مزيد من الوقت أمام مايكل وليامز للإعداد له.

شهد حزب موالٍ لسوريا ويتبع لنائب بقاعي سابقاً حركة انشقاق جديدة يقودها مستشار سابق له.

النهار

تبيّن أن اقتراح مشروع القانون لخفض سن الاقتراع الى 18 تقدم به عدد من النواب في العهد الماضي ونام في أدراج لجنة الادارة والعدل. والحاجة الآن الى تحريكه وليس الى اقتراح جديد.

تردد أن الادارة الاميركية ستتخذ اجراءات أمنية لحماية مؤسساتها حيث ترى أنها قد تكون هدفاً لاعمال ارهابية بعد الضربة الجوية الاميركية لمنطقة البوكمال السورية - العراقية.

نقل عن زعيم سياسي قوله في مجالسه الخاصة إن ثقة محازبيه المطلقة به تجعله قادراً على قول ما يريد واخذهم الى حيث يريد.

الشرق

اوساط مطلعة تخوفت من ان تؤدي استقالة القاضي رالف رياشي على خلفية تأخر التشكيلات القضائية الى «نسف القضائي على مستوى مجلس القضاء الاعلى

مؤسسة تلفزيونية خاصة انساق مرجعها وراء خلافات شخصية لم تعد مقتصرة على ابراز مواقف مناهضة على حساب الامانة الاعلامية؟!

مسؤول سابق هنأ احد السياسيين المعارضين على موقف تصعيدي صدر عنه بعدما سبق له ان اتهمه ببيع مبادئه بثمن موقع نيابي؟!

البلد

حظي النائب وليد جنبلاط باستقبال وحفاوة من قبل رجال دين وقيادات شيعية خلال مشاركته في افتتاح مجمع الامام الصادق في الضاحية الجنوبية امس.

لفت أصحاب المحال التجارية في سوليدير تجول السفيرة الأميركية سيراً بمرافقة 10 من حراسها وقد زارت المجلس النيابي وكاتدرائية مار جرجس ومسجد محمد الأمين.

قدم أحد السفراء في الملاك وينتمي الى احدى طوائف الأقليات استقالته من منصبه تمهيداً لترشّحه لأحد المقاعد النيابية في الشمال وذيلها بعبارة "مع الإصرار".

اللواء

تساءلت اوساط دبلوماسية غربية عن الاسباب التي حالت دون طلب سوريا عقد اجتماع طارىء لمجلس الجامعة العربية لبحث الغارة الاميركية على اراضيها

طلب وزير معني من النيابة العامة ملاحقة موظف بارز في دائرة تعود لوزارته على خلفية بيع ارقام خاصة

قررت المدرسة الاميركية في دمشق التي اغلقتها السلطات السورية تحويل تلامذتها الى شقيقتها في بيروت

البيرق

من المتوقع ان تتلقى جهة سياسية كبيرة دعوة من جهة اقليمية فاعلة لزيارتها

 

الرئيس السنيورة عرض في اجتماع إجراءات ضبط الحدود الشرقية واستقبل مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للمنظمات الدولية

وطنية- 31/10/2008(سياسة) ترأس رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة عند الخامسة من بعد ظهر اليوم اجتماعا لمناقشة الإجراءات الممكن اتخاذها على الحدود الشرقية للبنان في ضوء الانتهاء من المشروع التجريبي لمراقبة الحدود الشمالية.

حضر الاجتماع الوزراء : غازي العريضي ، محمد شطح ، زياد بارود ورئيس الاركان في الجيش اللبناني اللواء شوقي المصري ، رئيس المجلس الأعلى للدفاع اللواء سعيد عيد ، مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي، مدير عام الأمن العام اللواء وفيق جزيني وممثلون عن الجمارك والدول المانحة التي تساعد لبنان في هذا المشروع وهي : ألمانيا، كندا، الدانمارك و فرنسا.

كما استقبل الرئيس السنيورة اثر ذلك مساعد وزيرة خارجية الولايات المتحدة لشؤون المنظمات الدولية بريان هوك في حضور السفيرة الأميركية في لبنان ميشيل سيسون وقد تركز الاجتماع على نقاش العلاقات الثنائية بين البلدين .

 

العماد قهوجي تفقد قيادات الوحدات الخاصة وجال في مناطق انتشارها: التواصل مع الجيش السوري لمنع التهريب وتسلل الافراد على جانبي الحدود

وطنية - 31/10/2008 (سياسة) تفقد قائد الجيش العماد جان قهوجي، قبل ظهر اليوم، قيادات الوحدات الخاصة حيث زار تباعا فوجي المغاوير ومغاوير البحر، والفوج المجوقل، ثم جال في مراكز انتشارها واطلع على مجمل نشاطاتها التدريبية ومستوى جهوزها واستعدادها لتلبية مختلف المهمات. كما حضر عروضا عسكرية أظهرت كفاءات قتالية عالية، بحيث أثنى على الجهود المبذولة، واكد الدور الكبير الذي تقوم به هذه الافواج لدعم قدرات الوحدات العسكرية المقاتلة، مثمنا "عظمة التضحيات التي قدمتها في معركة نهر البارد من خلال احباطها المخططات الارهابية التي هدفت الى النيل من الوحدة الوطنية وصيغة العيش المشترك في البلاد". من ناحية أخرى، لفت العماد قهوجي الى "متابعة تعزيز قوى الجيش على امتداد الحدود البرية والبحرية، والى التواصل الجاري في هذا الشأن مع الجيش العربي السوري الشقيق لمنع اعمال التهريب على انواعها ووقف تسلل الافراد على جانبي الحدود". وختم قائد الجيش داعيا العسكريين الى "المزيد من التمسك بالقيم العسكرية والاخلاقية والاستمرار في رفع الكفاءات المهنية والجسدية تحسبا لأي اخطار تتهدد الوطن، اكانت من جهة العدو الاسرائيلي او الارهاب اللذين يشكلان وجهين لعملة واحدة"، واعدا قيادات هذه الوحدات ب"ألا يالو جهدا لتعزيز قدراتهم القتالية بالعتاد المناسب والعديد المطلوب".

 

الرئيس الجميل إستقبل رئيس حركة التغيير وبحث معه في التطورات

وطنية-31/10/2008(سياسة) إستقبل رئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميل في البيت المركزي في الصيفي ظهر اليوم، رئيس حركة التغيير المهندس ايلي محفوض، وتم خلال اللقاء البحث في الاوضاع العامة. وقال محفوض إثر اللقاء:"تشرفت بلقاء فخامة الرئيس، وقبل الحديث عن الهم المسيحي الضاغط، وردتنا معلومات صباح اليوم عن الانتشار العسكري السوري في جرود عرسال وصولا الى مرتفعات بلدة العشائر الحدودية، مرورا بالمناطق الجردية- شرق بعلبك. اضاف:"الملفت في الخبر، ان هذا الانتشار معزز بدبابات ومدافع ميدانية، وهذه اشارة لا يمكن الا ان نتوقف عندها، ولا يمكننا اعطاؤها تفسيرات وتحليلات سياسية وامنية وعسكرية، ولكن يجب ان نكون جاهزين دائما لاي طارىء قد يحدث على مستوى العلاقات اللبنانية السورية، ولا يقنعنا احد بأن هذه التدابير هي لمنع التهريب، فالتهرب لا يتطلب مدافع ميدانية، وقمع التهريب لا يستلزم دبابات متطورة."

وتابع:"الموضوع الثاني هو موضوع المصالحة المسيحية-المسيحية، واذا لم تشعر كل القيادات المسيحية لغاية اليوم ان المسيحيين في لبنان على طريق التقهقر وانهم سيكونون اشبه باقباط مصر واشوريي العراق، فهذا يعني بأن القيادات المسيحية لا تعي الخطورة التي تتربص بالوجود المسيحي الحر في لبنان." وسأل:"ما هو المطلوب للوصول للمصالحة ومن يضمن ألا تتكرر تجربة الكورة التي حصلت منذ حوالي شهر ونصف الشهر. وتابع:"الموضوع الثالث هو موضوع الانتخابات النيابية التي كان لها حيز كبير في حديثنا مع فخامة الرئيس، وأطمئن المصطادين بالماء العكر ان وحدة 14 آذار ستترجم عمليا وفعليا وموضوعيا بالاسماء لإعلان هذه اللوائح الانتخابية. ما سنشهده من الآن هو عملية أخذ ورد وطرح اسماء وهذا شيء طبيعي في العمل الديموقراطي. واذكر بأن 14 آذار لا تتلقى التعليمات من الخارج ولا من شخص واحد، هي مجموعة من احزاب عدة وتيارات، وأمر طبيعي ان تحصل تجاذبات ونقاشات في هذا الموضوع، ولغاية الآن لا شيء مطروحا لا من باب الاسماء والمواقع أوالمراكز الانتخابية".

 

الوطنيون الأحرار" رحب بلقاء الحريري-نصرالله وطالب "حزب الله" بإضفاء الجدية على خياراته

وطنية-31/10/2008(سياسة) رحب المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار في بيان بعد اجتماعه الأسبوعي برئاسة نائب الرئيس الأستاذ روبير الخوري وحضور الأعضاء ب"لقاء الحريري ـ نصرالله لتأثيره الإيجابي بعد أحداث 7 أيار الماضي وتداعياتها، ولمساهمته في ترسيخ ثقافة التواصل والحوار التي لا غنى عنها في وطن التعددية والخصوصية".

وقال:"إن "حزب الله" مطالب خصوصا بخطوات عملية لإضفاء الجدية على خياراته المستجدة، وفي مقدمها العودة عن نهج بناء دويلته المتمثل في قرار الاحتفاظ بسلاحه لاعتبارات لا تكف حلقاتها عن التوسع متخطية حدود التوافق اللبناني، والتهديد الضمني باستعماله في الداخل، طالما يتم سبغه بهالة القدسية، وفي وصف حامليه بالمجاهدين وأعمالهم ممهورة بخاتم إلهي. وهو مطالب أيضاً بأن يبرهن أن انعطافته استراتيجية في كنف الوطن الواحد والدولة الموحدة في ظل اتفاق الطائف حقيقة لا ادعاء لا مجرد مناورة تفرضها ضبابية المرحلة الراهنة إقليميا ودوليا، ورمادية التطورات المرتقبة على الجبهات السياسية والأمنية والعسكرية".

أضاف:"في أي حال لا يمكن الاعتداد بالمصالحات والركون إلى أطرافها إذا لم تخرج من دوائر التقاليد العشائرية والقبلية إلى رحاب الوطن، صاحب الرسالة الذي يحكمه الدستور والثوابت والذي يتم الاحتكام فيه إلى القوانين والمؤسسات والاتفاقات وإلى الخيارات الديموقراطية وإلى الشرعيتين العربية والدولية. وإذا لم يتأمن ذلك يظل لبنان محكوما بعدم الاستقرار، مفتوحا على التدخلات، متلهيا بمساعي التقريب بين المتباعدين بحيث تصبح تدريجيا طقوسا تستنزف الطاقات وتحد من المؤسسة وتبقي اللبنانيين في دائرة الاستتباع".

ورأى في انتظار جلاء ملابسات الغارة الأميركية على سوريا "ضرورة تأكيد المبادىء البديهية التي يقتضي التزامها من قبل كل الدول كبيرة كانت أو صغيرة ومنها احترام السيادة الوطنية المعبر عنه بالاحجام عن انتهاك حرمة أي دولة بالاعتداء على أرضها وشعبها أو التدخل في شؤونها الداخلية، الإقرار بمرجعية القانون الدولي والاحتكام إلى المنظمة الأممية بعيدا عن الرغبة الأحادية في الاقتصاص أو انتزاع حق مزعوم".

كما رأى ضرورة "قيام كل دولة بضبط حدودها ومنع عمليات التهريب من أي نوع كانت وقمع العناصر الإرهابية والحيلولة دون تسربهم إلى الدول المجاورة وتهديد أمنها واستقرارها، مراعاة الأوضاع السائدة بهدف تفادي تفاقمها وزيادة حدة التوتر الإقليمي، تحييد المدنيين عن كل الصراعات والأعمال المسلحة أيا تكن الظروف والأسباب". وأضاف:"بناء على ما تقدم لا يسعنا إلا إبداء العجب من تردد سوريا في تقديم شكوى أمام مجلس الأمن والاكتفاء بالمطالبة العمومية بعدم تكرار العملية، وهذا ما يطرح أكثر من علامة استفهام". وأكد الحزب رفضه "توسيع قاعدة المشاركين فيه أو طرح موضوعات خارج جدول أعماله المعروف"، داعيا إلى "التقيد الدقيق باتفاقي الطائف والدوحة في كل المقاربات ضنا منا بالمصلحة الوطنية وتوخيا لفاعلية الحوار". أضاف:"رغم تسليمنا المبدئي بثقافة الحوار نلفت إلى مخاطر المراوحة أو الدوران في حلقة مفرغة، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى إحباط المواطنين. كما نحذر من تكريس دائرته الضيقة بينما المطلوب قيام حوار دائم داخل المؤسسات الدستورية وخصوصا مجلس النواب، وتشجيعه على صعيد منظمات المجتمع المدني".

وقال:"ننتظر من المتحاورين حسم المسائل التي سبق وتوافقوا حولها والتي لا تزال تنتظر التنفيذ، بدءا من معالجة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، مرورا بإرساء العلاقات الديبلوماسية بين لبنان وسوريا على أسس ثابتة من خلال الحض على إعادة النظر بالاتفاقات المجحفة، وبالمطالبة بإلغاء المجلس الأعلى وإطلاق المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، والمبادرة الى ترسيم الحدود اللبنانية ـ السورية من الجنوب إلى الشمال، وصولا إلى ما اصطلح على تسميته استراتيجيا دفاعية تؤدي إلى مفهوم واحد للدولة تملك حصرية قرار الحرب والسلم وحصرية السلاح وحصرية تطبيق القانون على كل تراب الوطن من دون أي اعتبار لما يوصف بالمربعات الأمنية أو المناطق المغلقة".

 

الحريري: توسيع طاولة الحوار يعطي مكافآت للمسؤولين عن أحداث 7 أيار

لبنان الآن/الجمعة 31 تشرين الأول 2008

وصف رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري لقاءه والأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله بأنه "كان جيدًا جدًا وسادته أجواء المصارحة والمراجعة لما حدث خلال الأعوام الثلاثة والنصف الماضية، وكان فيه استيعاب للاحتقان في الشارع اللبناني، وكان الجو ايجابيًا جدًا، والكلام صريحًا". وقال الحريري في حديث الى قناة "روسيا اليوم": "كانت هناك آراء مختلفة وثوابت عند كل من الطرفين إزاء التطلعات السياسية. ولكن كان هناك اجماع على انه كلما كان هناك حوار في لبنان بين الاطراف المختلفة، كلما كانت الوحدة الداخلية اللبنانية متماسكة امام أي محاولة لزعزعة الاستقرار في البلد".

وأضاف الحريري: "أظن ان ما حصل في السابع من ايار الماضي، كان درسًا رأت من خلاله المعارضة ان لا شيء يتغير، فالسابع من ايار كان كلحظة انهيار للثوابت اللبنانية وللحوار والتواصل والمصارحة والتعاطي والقبول برأي الآخر. إننا لغاية الآن نشهد تداعيات لهذا اليوم، وستبقى هناك تداعيات له في المستقبل. علينا ان نستوعب ما حصل، ومن الواضح ان هناك محاولة وإرادة من "حزب الله" والسيد حسن نصرالله لاستيعاب ما حصل. ونحن ايضا نريد ان نستوعب ما حصل". وعن الاستحقاق النيابي، قال: "يجب ان يمر الاستحقاق النيابي بسلام. لقد مررنا بمراحل صعبة، وشهدنا عدم استقرار ووصلنا الى شفير الحرب الاهلية، ولكن القيادات السياسية استوعبت هذا الامر". وأضاف: "بالتأكيد، نحن في قوى 14 آذار لدينا ثوابت، وحققنا انجازات، منها قيام المحكمة الدولية والخروج السوري من لبنان والانتخابات التي حصلت عام 2005 ونجاح مؤتمر "باريس-3""، وتابع: "في نهاية المطاف، هناك صناديق الاقتراع، والناس ستدلي من خلالها بأصواتها لتقترع لمن تريده"، مؤكدًا أنه "لن يكون هناك تحالف انتخابي مع حزب الله".

وبالنسبة للتفجيرات والأعمال العدوانية والإرهابية والاغتيالات التي شهدها لبنان في السنوات الأخيرة، اعتبر الحريري أن "لو كانت "القاعدة" وغيرها من التنظيمات الأصولية متورطة في الاغتيالات ومحاولات الاغتيال لأعلنت كعادتها مسؤوليتها عن ذلك، لكن في الواقع كان ذلك من صنع دولة، وليس أشخاص فرادى أو تنظيمات ما، فـ"القاعدة" غير موجودة في لبنان، وقد جاء منفذّو الأعمال الإرهابية والخلايا المستوردة عن طريق سوريا بما في ذلك "فتح الاسلام"، وهكذا فالإرهاب صناعة سورية وسلعة من إنتاج النظام السوري".

وعن الغارة الاميركية على بلدة البوكمال السورية، قال: "فليتقدموا بشكوى الى مجلس الامن، لماذا لم يفعلوا ذلك؟ نحن في لبنان نذهب الى مجلس الامن بعد كل حدث امني يحصل وبعد كل اغتيال. لقد ضربت اسرائيل في السابق مفاعلا نوويا سوريا، وهم يقولون انه ليس كذلك. لماذا لم يتقدموا بشكوى الى مجلس الامن؟ يكتفون بالتصريحات، ولكن التصريحات لا تكفي".

وعن المحكمة الدولية، أجاب: "إن إنشاءها يستغرق بعض الوقت، خصوصًا ان عمل لجنة التحقيق علمي، لأنها تعمل على البحث عن الوقائع والحقائق للتوصل الى اصدار القرار الظني، وليس كما يحصل عندنا، من العبث بمسرح الجريمة ومساعدة المجرم احيانا على الفرار من السجن". وأكد ان "لا تسويات على المحكمة، وكل الدول التي دعمت انشاء المحكمة، ارادت احلال العدالة في لبنان لان هذا البلد شهد ثلاثين عاما من الاغتيالات والاجرام غير المسبوق في تاريخ الدول. لذلك نرى اليوم ان هناك مطلبا من المجتمعين الدولي والعربي، بوقف الاغتيالات في لبنان".

وعن علاقته برئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، أكد الحريري أن هذه العلاقة ممتازة"، وقال: "نحن حلفاء الدرب ولا شيء يفرقنا. قد تحصل احيانا بعض الخلافات الصغيرة، ولكن العلاقة بيننا متينة واستراتيجية واخوية. انا اعتبر ان وليد بك من الاشخاص الذين كانوا محوريين منذ لحظة اغتيال الوالد. نحن كعائلة كنا حينها ضائعين، ولكن وليد بك حمل المشعل، وخاض المعركة، وخلال الأعوام الثلاثة والنصف الماضية تعاملنا مع بعضنا بكل صدقية وشفافية، وكانت هناك علاقة مميزية بيننا، وهي ستستمر لانني اعتبر وليد بك بمثابة اخ كبير لي".

وعن رأيه بتوسيع طاولة الحوار، قال الحريري: "بصراحة، أنا ضد توسيع طاولة الحوار، وأعتقد أن هذا الأمر لا جدوى منه. اتفاق الدوحة واضح وصريح، فلا داعي للف والدوران. هناك قوى سياسية موجودة ومنتخبة في مجلس النواب، وفي رأيي ان من الممكن أن تعدل طاولة الحوار فقط بعد الانتخابات إذا انبثقت عنها أمور جديدة، أما أن نوسع التمثيل الآن، فلماذا؟ لإعطاء مكافآت للمسؤولين عن أحداث 7 أيار؟ أنا ضد هذا الأمر ولن أقبل به".

وتابع الحريري ردا على سؤال: "أنا أعتقد أن الحوار حول سلاح "حزب الله" والاستراتيجية الدفاعية، يجب ان يتم على نار هادئة، ولا يجب أن يحصل في الإعلام أو في أجواء متشنجة، وهذا يتطلب وقتا، ولا يمكن أن يحل هذا الموضوع الكبير بجلسة أو جلستين من الحوار". هذا ولفت الحريري إلى ان زيارته المرتقبة إلى موسكو تهدف إلى تفعيل العلاقات اللبنانية ـ الروسية المهمة

 

العراق أبلغ الجانب السوري بمعلومات مؤكدة عن وجود إرهابيين بينهم "أبو غدية" في المنطقة السورية التي شهدت الغارة الأميركية لكن السوريين لم يتخذوا إجراءاتهم"/المتحدث باسم الداخلية العراقية لـ”nowlebanon”: أبلغنا السوريين مسبقًا بضرورة أن يتخذوا إجراءاتهم وإلا فسوف تحصل تداعيات غير محبّبة

لبنان الآن/سوسن مهنا ، الجمعة 31 تشرين الأول 2008

كشف المتحدث باسم الداخلية العراقية عبد الكريم خلف في مقابلة خصّ بها “nowlebanon.com” تُنشر لاحقًا، أنّ السلطات العراقية كانت قد أطلعت مسبقًا الجانب السوري على المعلومات التي بحوزتها وتؤكد وجود إرهابيين في المنطقة السورية التي شنت عليها الطائرات الأميركية غارة يوم الأحد الفائت إلا أنّ السلطات في سوريا لم تتخذ الإجراءات اللازمة إزاء هذ الأمر، وقال خلف: "يحيط بالعراق ست دول هي ايران، تركيا، سوريا، الاردن، الكويت والسعودية ولكن اكثر المشاكل التي نواجهها هي مشاكل مع الحدود السورية والحدود الايرانية، ونحن أطلعنا السوريين على المعلومات التي بحوزتنا قبل حصول الحادثة في منطقة بوكمال لكي يأخذوا إجراءاتهم.. وكان من المفروض عليهم أن يذهبوا الى هذا المكان ويحققوا في المعلومات المعطاة لهم ويعتقلوا هؤلاء الإرهابيين الذين كان من بينهم المدعو "أبو غدية" المتهم بجرائم قتل وذبح بحق عراقيين على الحدود في منطقة القائم، لكنّ السوريين لم يأخذوا أية إجراءات وتأخروا كثيرًا"، مضيفًا " نحن لسنا سعداء بما حصل وطلبنا التحقيق مع القوات متعددة الجنسيات لأن دستور العراق لا يسمح بتجاوز الحدود إلا أننا لكنّا سعداء أكثر لو أن الأخوة السوريين قاموا بالمبادرة بنفسهم إذ إنهم لو فعلوا ذلك لما كان حصل شيء مما حصل".

وردًا على سؤال قال خلف "الحكومة العراقية ادانت العملية وانا قمت بتوضيح موقفنا وكان من المفترض ان لا يحصل هذا إذ سبق لنا أن اعطيناهم معلومات واخبرناهم بضرورة ان ياخذوا اجراءاتهم والا فسوف تحصل تداعيات غير محببة لا للعراق ولا لسوريا، لأننا في العراق لا نريد ان نقع في اشكال من هذا القبيل ونتبع سياسة مفتوحة مع الجيران كما أنّ دستورنا لا يسمح بالتطوال على جيراننا، والعراق لن يسمح ان تصبح اراضيه منطلقًا لضرب جيرانه، هذا هو الدستور العراقي وهذا البند ثابت وموجود حتى في الاتفاقية الامنية مع الأميركيين".

وإذ استبعد المتحدث باسم الداخلية العراقية ان تتصعّد الامور الى مستوى قطع التبادل الدبلوماسي بين العراق وسوريا وقال "يجب ان لا تأخذ هذه القضية اكثر من ابعادها"، أوضح خلف أن "القوات متعددة الجنسيات لديها تفويض دولي داخل العراق وكان هناك معلومات مسبقة لدى الاخوة السوريين حول هذه المسألة والحديث معهم كان واضحًا لكي لا يكون هناك قلق بين دولتين شقيقتين تجمع بينهما حدود بطول 800 كلم"، مشيرًا إلى أنّ "العراق تعرض لهذه الازمة الطويلة التي دُفن فيها 140 الف ضحية ما بين شهيد وجريح كما دُمرت بنى تحتية ومؤسسات حكومية بالكامل"

وأضاف خلف "نحن لا نحمل السوريين المسؤولية ولكن كان من الممكن تجنب هذا الأمر لو أنهم اتخذوا اجراءاتهم أي أن يقوموا بمداهمة المكان الذي توافرت معلومات مؤكدة حول تواجد عصابة إجرامية كبيرة وخطيرة فيه وهي تدخل إلى العراق حيث تمارس أعمال قتل وكان هذا المكان يشكل منطلقًا للدحول إلى العراق من قبل إرهابيين متمرسين من جنسيات عربية يتبعون لتنظيم القاعدة".

 

اللبنانية لحقوق الانسان":إستقالة رياشي دليل على عمق الأزمة المؤسساتية

وطنية-31/10/2008(قضاء) رأت الجمعية اللبنانية لحقوق الانسان في بيان أصدرته اليوم، "ان استقالة القاضي الدكتور رالف رياشي، تدل على عمق الأزمة المؤسساتية التي يعاني منها الجسم القضائي في لبنان". ولفتت الى "ان هذه الاستقالة وما سبقها او سيتلوها من استقالات جديدة لقضاة إمتازوا بنزاهتم وعدالتهم ونظافة كفهم، تؤشر الى النية المبيتة لدى اصحاب الشأن بتطيير التشكيلات القضائية الى أمد غير محدد، مما يسهم بمزيد من تعطيل مرفق العدالة وإفقاده ثقة المجتمع به".

ودعت الجمعية "الى إعادة الحيوية والحياة لقصور العدل والمحاكم لمعالجة الملفات المتراكمة وإحقاق الحق، تأمينا وضمانا لمصالح المواطنين ومصلحة هذا البلد المستباح". وأهابت الجمعية في ختام بيانها ب"القضاة الشرفاء الترفع فوق الانتماءات الطائفية والمذهبية، محافظة منهم على القسم الذي أدوه لتأمين حسن سير مرفق العدالة كسلطة مستقلة".

 

جنبلاط: استقلال وسيادة لبنان من دون العودة الى اتفاقية الهدنة لا قيمة لهما

الشرق/ اعتبر رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط أن أحداث السابع من ايار فتحت جراحاً عميقة ولكنها شكلت صدمة ايجابية بحيث ان الجميع اقتنع بضرورة الحوار وتنظيم الخلافات وإحالتها الى المؤسسات الدستورية لا الى الشارع، مشدداً على أنّ استقلال وسيادة لبنان من دون العودة الى اتفاقية الهدنة لا قيمة، لهما ودعا الى سياسة عدم الانحياز بعيدا عن المحاور الاقليمية والدولية. جنبلاط، وفي حديث إلى صحيفة "الشرق"، رأى أن لا احد من الدول الكبرى يريد ان يزود جيشنا بالسلاح، مشيراً إلى أن انضمام الآلة العسكرية لحزب الله الى الجيش الوطني سيعزز قدرة البلاد على التصدي لأي عدوان مستفيدين من تجربة الحزب.

وأبدى جنبلاط استعداده للقاء الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله عندما تأتي الاشارات الايجابية، قائلاً: "قدرنا المصارحة والمصالحة ولنذهب الى الانتخابات وكل سيفوز من خلال منطقه السياسي". ورأى أن التبادل الدبلوماسي مع سوريا خطوة ايجابية "أما باقي الامور فستجد طريقها الى التنفيذ، لكننا لا نستطيع اخذ كل شيء دفعة واحدة".

 

التقرير الثامن عن الـ1559: عقبات لا تزال تعترض ترسيخ سيادة لبنان وسلامته الإقليمية

وكالات/عرض المبعوث الخاص للأمين العام للامم المتحدة المكلف تطبيق القرار 1559، تيري رود - لارسن، أمام مجلس الأمن المنعقد في جلسة مشاورات، التقرير الثامن عن تطبيق القرار 1559. وتحدث عن المستجدات في تطبيق القرار، مشيراً إلى العقبات التي لا تزال تعترض ترسيخ سيادة لبنان وسلامته الإقليمية واستقلاله. وإذ ذكّر المجلس بروحية القرار وأهدافه، لفت إلى أنه على رغم التقدم الذي احرز، لم تُطبَّق بعض الجوانب الأساسية من القرار قائلاً: "إذاً لم يكتمل تطبيق القرار".

ونقلت "النهار" من نيويورك عن لارسن قوله أن الهدف الأول للقرار هو "ترسيخ سيادة لبنان وسلامته الإقليمية ووحدته واستقلاله السياسي تحت السلطة الحصرية للحكومة اللبنانية على كامل الأراضي اللبنانية بموجب اتفاق الطائف لعام 1989. ولهذه الغاية، يطلب القرار انسحاب كل القوات من البلاد ونزع سلاح كل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية وحلها". وأضاف: "لا تزال مسألة سلاح حزب الله في صلب النقاش السياسي في لبنان وقرارات مجلس الأمن في شان لبنان".

من جهة أخرى، رحّب رود - لارسن باتفاق الدوحة الذي وقع في أيار الماضي والذي "يشكّل الإطار السياسي الذي قرر المسؤولون اللبنانيون أن ينطلقوا منه في سعيهم المشترك الى الاستقرار السياسي والأمن. وبالروحية عينها، يشجع مجلس الأمن بقوة في قراره الرقم 1680 انطلاق آلية بين لبنان وسوريا تؤدي في الوقت المناسب إلى إقامة علاقات ديبلوماسية كاملة وترسيم الحدود المشتركة، بموجب الأحكام ذات الصلة في القرارين 1680 و1701 اللذين يشكلان متابعة للقرار 1559.

ولفت الى أنه في الأشهر الستة الاخيرة، احرز تقدم وخصوصا "إجراء انتخابات رئاسية حرة بموجب أحكام الدستور" وإقرار قانون انتخابي جديد في 30 أيلول استنادا إلى اتفاق الدوحة يمهد الطريق لإجراء انتخابات نيابية في الربيع المقبل، إلى التقدم الذي احرز في الحوار الوطني. و"أنتظر باهتمام جلسة الحوار الوطني المقبلة التي ستنعقد في 5 تشرين الثاني".

وتحدث عن مواصلة الأمين العام جهوده من أجل تشجيع سوريا ولبنان على إجراء ترسيم كامل للحدود المشتركة، مشيرا الى اعادة العمل باللجنة المشتركة لترسيم الحدود، والذي تقرر عقب القمة اللبنانية - السورية في دمشق في 13 و14 آب.

أما في ما يتعلق بحظر السلاح، فقال إنه لا يزال قلقاً من "قابلية الحدود اللبنانية - السورية للاختراق عموما مما يجعل عبورها سهلاً. وتُترجَم هشاشة الحدود بالوجود المستمر لبنى تحتية شبه عسكرية على جانبي الحدود تعود إلى "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة" و"فتح – الانتفاضة" مما يسمح لهاتين المجموعتين بأن تمارسا سيطرة فعلية على أجزاء عدة من الحدود.

واشار الى أنه في المرحلة التي يشملها التقرير، واصلت طائرات إسرائيلية خرق الأجواء اللبنانية. واستمرت الحكومة الإسرائيلية في التأكيد أن الطلعات تتم لأسباب أمنية. وقال: "لقد طلبنا باستمرار من إسرائيل وضع حد لهذا التحليق فوق الأراضي اللبنانية الذي يشكل انتهاكاً لسيادة لبنان والقرار 1701 على السواء. وقد تلقى الأمين العام في 16 تشرين الأول الجاري رسالة من رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أعرب فيها الأخير عن قلقه من التهديدات التي تتبادلها إسرائيل وحزب الله بواسطة وسائل الإعلام. ويدعو الأمين العام كل الأطراف إلى التخلي عن هذا الخطاب العام الذي يزيد قلق المدنيين".

وعلى الرغم من التقدم الذي احرز في جوانب أساسية من القرار، ثمة عناصر أخرى تتعلق بسيادة لبنان واستقراره وسيادته وسلامته الإقليمية لا تزال من دون تطبيق. وإذ تطرق إلى العنف الذي هز لبنان في أيار الماضي، سلط الممثل الخاص للأمين العام الضوء على "التهديد الخطير الذي تشكله المجموعات المسلحة الخارجة عن سيطرة الدولة على استقرار البلاد".

وسجل أنه "في الفترة التي يشملها التقرير، تضاعفت الهجمات على الجيش اللبناني. هذه الأحداث هي تذكير قاسٍ بالأهمية المعلقة على وجوب احتكار الحكومة استعمال القوة في لبنان. أخشى أن تؤدي الجروح التي خلفتها مواجهات 2008 إلى سباق تسلح متسارع في لبنان لا تحمد عقباه. لا تتناسب النشاطات شبه العسكرية مع مشروع تنظيم انتخابات حرة مطلع 2009. لقد تضمّن اتفاق الطائف الذي أعقب الحرب الأهلية أحكاماً تنص على حل كل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية ونزع سلاحها، مما أسفر عن تسليم الميليشات سلاحها في تلك المرحلة ما عدا حزب الله. يجب التقيد بهذه الأحكام من أجل تفادي عودة المواجهات بين اللبنانيين".

واضاف: ان "الميليشيا اللبنانية الأهم هي الجناح المسلح لحزب الله. احتفاظ حزب الله بجناح عسكري قوي وبنية تحتية عسكرية مختلفة عن بنية الدولة ولا سيما شبكة اتصالات يعتبرها التنظيم جزءاً لا يتجزأ من ترسانته، يشكل تقويضاً مباشراً لسلطة الحكومة اللبنانية وقواها الأمنية ويمنعها من ممارسة سلطة حصرية على مجموع أراضيها. تشكل المنظومات الموازية التي يملكها حزب الله تهديداً للسلام والأمن في المنطقة".

وتابع ان "ألامين العام للأمم المتحدة يدعو حزب الله من جديد إلى التزام كل قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ويناشد الأطراف الذين يقيمون علاقات وثيقة مع التنظيم ويستطيعون التأثير عليه، ولا سيما سوريا وإيران، المساعدة في هذا الإطار، ويدعو التنظيم الى أن يتحول حزباً سياسياً بموجب أحكام اتفاق الطائف والقرار 1559"، مشيرا الى "ان الأمين العام لا يزال قلقاً أيضاً من الاغتيالات السياسية والتفجيرات التي تستهدف الجيش ولا تزال تهز لبنان. تسلط هذه الاعتداءات الضوء على انتشار السلاح وتزايد المجموعات المسلحة التي يشكل وجودها تهديداً مستمراً للقرارين 1559 و1701 وتهديداً مباشراً لاستقرار لبنان".

 

 معلومات جديدة عن اختفاء الأمام موسى الصدر 

دمشق - وكالات : 31/10/2008 

أعلنت جماعة (الوية الامام موسى الصدر) التوصل إلى معلومات جديدة قد تساهم في كشف ملابسات اختفاء الامام موسى الصدر ورفيقيه. وقال بيان صادر عن (ألوية الصدر) : (ما توصلنا اليه، ويمكن نشره بعدما تأكدنا من صحته، هو ان جريمة اختفاء الامام موسى الصدر لم تكن عفوية او وليدة اللحظة، بل تم التخطيط والتنسيق لها قبل اشهر عدة من أغسطس/آب 1978، بين السلطات الليبية والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين). وطالب البيان الرئيس السوري بشار الاسد ، (الذي يوفر اليوم الدعم والماوى للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، باستخدام نفوذه لكشف ملفات هذا التنظيم الفلسطيني، المرجح أنها تحتوي تفاصيل إضافية حول هذه المؤامرة وربما ألقت الضوء على مصير الأمام موسى الصدر، ذلك أنه من المحتمل جدا أن عناصر فلسطينية في ليبيا متورطة في هذه الجريمة). وأعرب البيان عن أمله في تعاون سورية لكشف (هذه الجريمة الشنعاء) وعدم الانسياق وراء المحاولات الليبية الحثيثة لإغلاقه. و(الوية الأمام موسى الصدر) هي جهة غير حكومية ولا ترتبط بحركة أمل تعمل على إصدار بيانات ومتابعة كل ما يتعلق بقضية إخفاء الأمام موسى الصدر. وكان معارض لنظام حكم الرئيس الليبي معمر القذافي أكد مؤخرا، أن الإمام موسى الصدر مؤسس حركة أمل في لبنان مازال حيا، وانه معتقل منذ ذلك الحين في سجن في جنوب ليبيا. وقال عيسى عبد المجيد منصور مؤسس جبهة إنقاذ قبائل التبو، ان الإمام الصدر الذي قالت ليبيا انه غادرها طواعية إلى إيطاليا، ما زال حيا وانه شوهد عام 1992 في سجن في مدينة سبها في جنوب ليبيا. وأكدت الجبهة أن في حوزتها معلومات أكيدة على مكان تواجد هؤلاء الثلاثة (الأمام موسى الصدر ورفيقيه) وأسماء المسؤولين عن هذه المعتقلات، مشيرة إلى إنها ستعلن عنها إذا لم يتم إطلاق سراحهم في الوقت المناسب.

 

مناورات عسكرية روسية لدعم سورية ودمشق تقرر قطع العلاقات مع العراق 

دمشق - وكالات : 31/10/2008 

أعلنت قناة العربية الفضائية أن سورية أبلغت جارتها العراق الخميس بقرار قطع الاتصالات الدبلوماسية، وتعليق عمل اللجان الأمنية بين البلدين، وتخفيض عديد القوات السورية على الحدود المشتركة. ويأتي القرار ردا على الهجوم الذي شنته مروحيات أميركية الأحد على قرية سورية ، انطلاقا من أراضي العراق. وأسفر عن مقتل 8 مدنيين وفقا لتأكيد سورية. فيما شددت أميركا على أنه استهدف قياديا من تنظيم القاعدة. على صعيد أخر ، أعلنت روسيا عن مناورات عسكرية قريبا في البحر المتوسط ، وذلك فيما يبدو أنه دعم غير مباشر لدمشق وبداية لتنفيذ الاتفاق الثنائي بين البلدين على إقامة قاعدة عسكرية روسية في ميناء طرطوس السوري .

وأفادت وكالة (نوفوستي) الروسية أن مجموعة من البوارج الحربية التابعة لأسطول الشمال الروسي ستغادر بداية الشهر القادم مرساها في ميناء سيفيرومورسك للقيام بمناورات مشتركة مع أسطول البحر الأسود في البحر المتوسط. ونقلت الوكالة عن مصدر في هيئة أركان البحرية قوله: إن مجموعة أسطول الشمال بقيادة حاملة الطائرات نيكولاي كوزنتزوف ستلتقي في المتوسط مجموعة البحر الأسود بقيادة الطراد حامل الصواريخ موسكفا ، مشيرا إلى أن المجموعتين ستشاركان في محاكاة معركة بحرية. وأضاف أيضا أن سفن أسطول الشمال ستبقى منتشرة في البحر المتوسط طوال ثلاثة أشهر وأن الهدف منها هو حل مشاكل استراتيجية ورفع علم البحرية الروسية والدخول إلى موانئ أجنبية ، وهو ما يدعم التقارير التي تحدثت عن بدء تنفيذ خطط إقامة قاعدة عسكرية روسية في سورية .

 وتجمع عشرات الآلاف من المتظاهرين الخميس في وسط العاصمة السورية وهم يرددون هتافات ضد الولايات المتحدة احتجاجا على (العدوان الأميركي) على الأراضي السورية في البوكمال. وردد المتظاهرون الذين رفعوا الأعلام السورية هتافات من بينها (بدنا نحكي على المكشوف أميركي ما بدنا نشوف) و(يا أميركا لمي جيوشك بكرة الشعب العربي والسوري يدوسك) و(بالروح بالدم نفديك يا بشار). وشارك في التظاهرة طلاب المدارس والجامعات والعمال والموظفون.

وأعلنت سورية الأربعاء أنها تنتظر (توضيحات) من الولايات المتحدة والعراق حول الغارة الأميركية التي استهدفت الأحد قرية سورية على الحدود مع العراق وأسفرت عن مقتل ثمانية مدنيين. وقالت واشنطن إن قواتها شنت هذه الغارة لقتل زعيم شبكة لتهريب الأسلحة والمقاتلين إلى العراق.

من جانبها، ذكرت سفارة الولايات المتحدة في دمشق أنها أغلقت أبوابها الخميس، وقالت في بيان نشر على موقعها على الإنترنت إن قرار الإغلاق جاء نتيجة مخاوف تتعلق بمظاهرات معادية للولايات المتحدة.

وكانت السفارة الأميركية قد دعت رعاياها في سورية إلى اتخاذ الحيطة والحذر منبهة إلى أن ظروفا وأحداثا قد تؤدي إلى إغلاق أبواب السفارة أمام الجمهور.

وذكر مصدر مطلع في السفارة في تصريح سابق ان سفارة بلاده لم تتلق حتى الآن اي إشعار رسمي من الحكومة السورية لإغلاق أبوابها موضحا أن السفارة تزاول عملها مع كافة العاملين فيها بشكل طبيعي. وردا على غارة الأحد قررت سورية إغلاق مدرسة أميركية فيها 450 تلميذا ومركزا ثقافيا أميركيا في دمشق. ويعيش في سورية المئات من المواطنين الأميركيين. وهناك الآلاف ممن يحملون الجنسيتين الأميركية والسورية.

وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) إن الحكومة السورية أبلغت واشنطن الأربعاء بقرارها إغلاق المنشأتين.

ودعت سورية أيضا مجلس الأمن إلى التحرك لمنع تكرار الهجوم الذي شنته طائرات هليكوبتر أميركية عبرت الحدود وضربت مزرعة داخل الأراضي السورية.

وأشارت الوكالة إلى أن الخارجية السورية استدعت السفراء الأجانب لعقد اجتماع يوم الأربعاء لتوضيح الإجراءات التي اتخذتها سورية ضد الولايات المتحدة ردا على الهجوم. وقال فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري إن سورية تنتظر تفسيرا رسميا من واشنطن وبغداد بشأن الانتهاك (غير المقبول) للسيادة السورية قبل اتخاذ مزيد من الإجراءات. وكانت واشنطن استدعت سفيرها لدى سورية في أعقاب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في فبراير شباط عام 2005 . وهاجم آلاف المحتجين السفارة الأميركية في دمشق عام 1998 خلال مظاهرة ضد ضربات عسكرية بقيادة الولايات المتحدة للعراق. وألقوا حجارة على السفارة ومزقوا العلم الأميركي وأحرقوه. 

 

ماذا حصل بالضبط في صنين وسجد والأوزاعي؟!

بقلم فادي شامية

التاريخ: 31 تشرين الاول 2008 المصدر: المستقبل

عندما يطلب المواطن العادي من قيادة جيشه الوطني إطلاعه على حقيقة بعض الوقائع المتعلقة بأمنه وأمن بلاده، إنما يفعل ذلك انطلاقاً من حرصه على المؤسسة العسكرية ودورها، وعندما يضطر حزب كـ«حزب الكتائب« إلى توجيه سؤال علناً عن مصير التحقيقات بحوادث عدة شغلت الرأي العام أخيراً، ولا سيما حوادث صنين وسجد، وأخيراً الغموض حول ما جرى في محلة الأوزاعي، إنما ينطلق من غيرته على المؤسسة العسكرية ورغبته في تشديد ثقة الناس بها.

حادثة صنين

في 23 حزيران الماضي أثار الرئيس أمين الجميل قضية توقيف »عناصر مسلحة« لخمسة مواطنين في منطقة صنين. أعقب ذلك شروحات أدلى بها أحد »الموقوفين« إلى الصحافة حول الحادثة، ذاكراً أن أحد العناصر التي أوقفته قال إنه من »حزب الله«. على الأثر سارع الحزب المذكور إلى نفي علمه بالحادثة أو صلته بها. بدوره أرسل الجيش دوريات إلى المنطقة المذكورة، ثم طُوي الملف، فلا »حزب الله« أوضح أسباب تواجد عناصره في المنطقة (وقد تكون الأسباب وجيهة فعلاً)، ولا اعتذر تالياً من المواطنين عن »الخطأ« الصادر عن عناصره، سيما أنهم من أبناء المنطقة وقد تعرضوا لإطلاق نار، ولا صدر عن قيادة الجيش بيان حول الموضوع. علماً أن مديرية المخابرات في الجيش اللبناني قامت فعلاً بالتحقيق في الحادثة وسطّرت في وثيقة داخلية ما يأتي: »أثناء قيام نجيب نقولا طبشراني، يقود سيارة جيب لاند روفر وبرفقته روكز بولس الخوري حنا (رئيس قسم كتائب بسكنتا) وسليم فؤاد أبو حيدر، يقود جيب مرسيدس لون أبيض وبرفقته جو عقل (رئيس مصلحة الانضباط في حزب الكتائب) وميشال فؤاد أبي هيلا بجولة في صنين محلة مطيوحان سهلات غنيمة (على بعد نحو الساعة سيرا بالسيارة من مطاعم صنين)، أقدم 8 أشخاص مجهولين ملثمين بحوزتهم أسلحة حربية وجيب تويوتا لون أبيض مموّه، على إطلاق النار بالقرب منهم بغية توقيفهم، فترجّل من السيارة الأولى الخوري حنا للاستفسار عن الموضوع، وتم توقيف السيارة الثانية بمن فيها، فيما استطاع الطبشراني الافلات منهم. ادعى المسلحون أنهم من عداد »حزب الله« وأنهم متواجدون في المكان كنقطة مراقبة لمنع أي إنزال اسرائيلي. وتم إخلاء سبيل الجميع الساعة 14,00 بعد إجراء أحدهم اتصالا هاتفيا ومن دون التعرض لهم بأي أذى. وتبيّن لدى المذكورين أنه يوجد في المكان وعلى بعد نحو 10 كلم مخيم لحزب الله«.

حادثة سجد

في 28 آب الماضي تعرضت مروحية تابعة للجيش اللبناني لإطلاق نار، ما أدى إلى استشهاد ضابط طيار. هذه المرة لم يتأخر بيان الجيش، فأشار إلى أنه »أثناء قيام طوافة عسكرية تابعة للقوات الجوية بطلعة تدريبية في أجواء منطقة إقليم التفاح، تعرضت لإطلاق نار من عناصر مسلحة»، مشيراً الى أنه »بوشر التحقيق في الحادث«. وعلى أثر الضجة الإعلامية والسياسية التي ولّدها الحادث، قام »حزب الله« بتسليم مصطفى المقدم باعتباره مطلق النار على المروحية، غير أن أية نتائج لم تعلن حتى الآن. قد يقول قائل إن التحقيقات سرية، والجواب أن من حق الرأي العام اللبناني أن يأخذ إجابات واضحة حول ما جرى، مع احتفاظ الأجهزة القضائية والعسكرية بالتفاصيل، لا سيما أن مصادر ذات صلة أشارت في حينه إلى أن إطلاق النار على المروحية كان أفقياً تقريباً، على اعتبار أن المروحية استهدفت وهي قريبة من الأرض، ما يعني استحالة قبول نظرية »الاشتباه» بالمروحية التي تبنّاها إعلام »حزب الله« في البداية، أو نظرية العناصر المندسة التي أشار إليها نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، عندما حذر من »أن يكون هناك مندسّ يعمل لحساب إسرائيل أطلق الرصاص على الطائرة«. وأهم من ذلك كله، وجود معلومات بأن نشاط المروحية المذكورة جاء من ضمن مناورات وأعمال تدريبية للجيش في تلك المنطقة، وأن »حزب الله« كان على علم بذلك، وأنه طلب قبل يومين على الحادثة عدم التحليق فور تلة سجد، وأنه أقر بمسؤوليته بعد الحادثة، معتبراً أن النيران كانت للتحذير وليس للإصابة، حاصراً المسؤولية بالعنصر الذي جرى تسليمه.

توقيف المجموعة في الأوزاعي

في 22 تشرين أول اشتبهت قوة من الجيش اللبناني بعدد من الرجال الملتحين الذي كانوا يتوافدون من الشمال إلى مكان تجمعهم المفترض، بالقرب من مسجد الإمام الأوزاعي. في البداية كان الظن أنهم ينتمون إلى إحدى القوى السلفية التي يحكى عنها كثيراً هذه الأيام، وعلى هذا الأساس فقد جرى توقيف المجموعات المتوافدة إلى محلة الأوزاعي بسيارات مدنية، وعددها الحقيقي بحدود الأربعين، أي أكثر من الرقم الذي أعلن عن إطلاقه أو الذي أوقف فعلاً. لم يكن هؤلاء يحملون ممنوعاً وقد أعلنوا أنهم بصدد التوجه إلى مخيم تدريب لـ »حزب الله«، وأن المكان الذي أوقفوا فيه هو مكان تجمعهم. ولما لم تكن المعلومات الصادرة عن الجهات الرسمية واضحة، فقد أثير الموضوع إعلامياً، وذكر الرئيس أمين الجميل بعض المعلومات المغلوطة، فاستغل »حزب الله« ذلك لـ »يلفت نظر رئيس حزب الكتائب أمين الجميل، إلى ضرورة التدقيق والتأكد من المعلومات التي يبني عليها مواقفه وتصريحاته«، ثم صدر في اليوم التالي بيان قيادة الجيش نافياً أن يكون الجيش »قد ألقى القبض على عناصر مسلّحة تابعة لتنظيم أصولي في محلة الأوزاعي، وقام بتسليمهم إلى جهة حزبية محلية«. وما ذكرته دائرة العلاقات الإعلامية في »حزب الله« وقيادة الجيش صحيح، لجهة أن العناصر المذكورة لم تكن مسلحة أو أنها سُلمت إلى »حزب الله«، لكن الصحيح أيضاً، أن هذه العناصر كانت في طريقها إلى مخيم للتدريب عندما اشتبه بها، وأن اتصالات قام بها »حزب الله« لترك المجموعة التي تنتمي إلى »جبهة العمل الإسلامي«، بدعوى أنهم من »سرايا المقاومة«، وأن عضو المكتب السياسي لـ »الجبهة« جميل رعد أقر ضمناً بذلك عندما قال »إن الجبهة تعتبر العمل المقاوم من ضمن عملها، وبالتالي فإن أي تدريب يمكن أن يحصل يكون مسألة طبيعية«، فيما »رجّح« وئام وهاب أن يكون هؤلاء مرافقين للدكتور فتحي يكن يجري تدريبهم!.

المطلوب إذاً، أن تضع المؤسسة العسكرية الوقائع أمام الرأي العام، فور حصولها، تاركة للسياسيين والمحللين توصيفها ووضعها في الإطار الذي يناسب مواقفهم السياسية. ذلك من أجل الجيش والوطن والمواطن، وحسماً لأي تأويل أو خطأ مقصود أو غير مقصود.

 

بولتون: اخشى على استقرار وديمقراطية لبنان من سوريا و"حزب الله"

التاريخ: 30 تشرين الاول 2008 المصدر: العربية

أعرب السفير الاميركي السابق في الامم المتحدة جون بولتون ، عن "خشيته على الاستقرار والديمقراطية في لبنان وحكومة الرئيس فؤاد السنيورة، وعن مخاوفه مما قد تقوم به سوريا و"حزب الله " معاً في هذا البلد، مشيراً إلى أن هذه الفترة الانتقالية في الولايات المتحدة واسرائيل قد تكون صعبةً على الدولة اللبنانية.

وقال في حديث لبرنامج "بصراحة" على قناة العربية يبث غداً الجمعة إن "العقوبات الاقتصادية لم ولن تكون كافية لثني إيران عن برنامجها النووي، معتبرا أن الخيارات المتاحة المتبقية لردعها تكمن إما في تغيير النظام الحاكم ، أو في استخدام القوة العسكرية ضدّ برنامجها النووي وذلك كملاذٍ أخير".

واضاف : "إيران لن تجرؤ على مهاجمة دول الجوار مخافة ردّ أميركي حازم في عمق اراضيها ، وهو السبب الذي يردعها عن ارتكاب أعمال إرهابية واسعة في العالم.(....) ولا تستطيع أن توقف صادراتها النفطية إلى العالم لأن ذلك سيدمّر اقتصادها المتعثّر، ولن تتمكّن ايضاً من إغلاق مضيق هرمز عمليّاً، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة لن تسمح لها بذلك إن حاولت، حتى وإن اقتضى ذلك عملاً عسكرياً".

وفي الشأن السوري، نصح بولتون النظام في سوريا أن "يأخذ العبر من التاريخ الحديث، وأن يتّعظ من الأمثلة الحيّة كسقوط نظام البعث في العراق المجاور وتخلّي النظام الليبي طواعيّةً عن برنامجه النووي"، مشيراً إلى" ضرب المنشأة السورية ، ومتسائلاً عن المغزى الحقيقي الذي يدفع بكوريا الشمالية لبناء مفاعل نووي في سوريا". وفي الشأن العراقي، ردّ على "الإتهامات القائلة أن الحرب الأميركية على هذا البلد سببها الرئيسي السيطرة على النفط "، قائلاً إنه "لو كانت الولايات المتحدة ترغب فعلاً بالحصول على المزيد من النفط لكانت بكل بساطة نقّبت عنه في سواحل فلوريدا وكاليفورنيا دون تكبّد عناء القدوم إلى الشرق الأوسط".

 

إجراءات سورية في جديدة يابوس تقنّن عبور آليات النقل اللبنانية

المستقبل - الجمعة 31 تشرين الأول 2008 - المصنع ـــ أحمد كموني

في خطوة لم يرافقها أي تفسير، باشرت جمارك وأجهزة الأمن السورية في مركز جديدة يابوس الحدودي إعاقة حركة عبور الشاحنات المخصصة للنقل الخارجي من لبنان الى البلاد العربية. وقال عدد من السائقين إن السلطات السورية أخضعت مساء أول من أمس وفجر أمس، الشاحنات المبردة، والعادية لتفتيش دقيق شمل حمولتها، وهياكلها، في مشهد أعاد الى الذاكرة ما حصل مطلع السنة الحالية. وتسبب هذا الوضع من جانب الجمارك وأجهزة الأمن السورية، في تشكل أرتال طويلة من الشاحنات بين نقطة المصنع الحدودية، ومركز جديدة يابوس إذ ان عملية التفتيش الدقيقة والطويلة، بحسب ما نقل شهود، اتاحت عبور عشر شاحنات لمركز الجمارك السورية، مع أنها تصل الى مئة شاحنة في الأيام العادية. نقيب أصحاب الشاحنات المبردة في لبنان موسى أبو عجوي قال لـ«المستقبل« »إن هذا الوضع المفاجئ سيزداد سوءاً إذا ما استمر على هذا المنوال، حيث بدأت أرتال الشاحنات تتشكل على طول الخط الممتد من المصنع الى جديدة يابوس بطول ثلاثة كيلومترات وفي ساحة تفتيش الشاحنات في الجديدة، يتوقف الآن أكثر من مئة شاحنة«. وعن الإجراءات من الجانب اللبناني قال: »لم يتخذ اي إجراء، بانتظار موعد اليوم (الجمعة) مع وزير النقل غازي العريضي للبحث بهذا الوضع وسبل حله«. والإجراء السوري، انعكس مباشرة على حركة الاستيراد والتصدير، وبدأ العديد من العاملين بهذا القطاع التمهل في إرسال انتاجهم الى الدول العربية حرصاً على سلامته، ومنعاً لتراكم خسائر مادية كبيرة.

 

حشد سياسي - روحي في ضاحية بيروت لافتتاح

مجمع ثقافي» برعاية السيستاني ... رود لارسن: الهجمات على الجيش خرق للـ 1559 و«هشاشة» الحدود تسهل تدفق السلاح من سورية

بيروت، نيويورك - محمد شقير، راغدة درغام - الحياة  - 31/10/08//

تحولت مناسبة افتتاح «مجمع الإمام الصادق الثقافي» في ضاحية بيروت الجنوبية أمس برعاية المرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني المقيم في النجف، ممثلاً بوكيله العام السيد جواد الشهرستاني، الى حدث سياسي بامتياز جمع أقطاباً من التحالف الرباعي السابق، في مقدمهم رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط ونادر الحريري ممثلاً رئيس كتلة «المستقبل» النيابية سعد الحريري ونائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم الى جانب سفيري المملكة العربية السعودية عبدالعزيز خوجة وإيران محمد رضا شيباني ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان وشيخ عقل الموحدين الدروز نعيم حسن ورجال دين مسيحيين وممثلين عن تكتل «التغيير والإصلاح» بزعامة العماد ميشال عون. في موازاة ذلك، حذر مبعوث الأمين العام للامم المتحدة لمراقبة تنفيذ القرار الدولي الرقم 1559 تيري رود لارسن من «هشاشة» الحدود اللبنانية - السورية وسهولة اختراقها، بما يسهل تدفق المقاتلين والسلاح وتقوية العناصر المسلحة والمقاتلين الاجانب الموجودين، خصوصا في منطقة طرابلس، لافتاً الى «بروز نمط الهجمات المستمرة على قوات الجيش اللبناني»، معتبراً ذلك خرقاً للقرار.

انتشار سوري ... شرقاً

وفي تطور لافت، تلقى قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي اتصالاً هاتفياً من رئيس هيئة الأركان في الجيش السوري العماد علي حبيب. وأفادت مديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني ان البحث ركز على «الإجراءات الميدانية للوحدات العسكرية السورية، وإعادة انتشارها على امتداد الحدود الشرقية خلال الأيام القليلة المقبلة، بعدما أنهت انتشارها على الحدود الشمالية».

وأوضحت المديرية ان «هذا الانتشار يأتي في إطار تدابير وقف التهريب، ومنع انتقال الأشخاص في شكل غير قانوني، عبر الحدود بين البلدين الشقيقين». ولفتت الى أن قهوجي «عبّر للجانب السوري عن تضامنه حيال الضحايا الذين سقطوا نتيجة الغارة الأميركية على إحدى البلدات السورية (البوكمال) المتاخمة للحدود العراقية مطلع هذا الأسبوع».

وجاء الحشد السياسي - الروحي الجامع الذي تشهد مثله الضاحية الجنوبية للمرة الاولى، بعد أسبوعين من حشد مماثل افتتاح مسجد محمد الأمين في وسط بيروت في حضور عربي وإسلامي ومسيحيي مميز إضافة الى حضور لبناني، كان لافتاً في ظل الانقسام السياسي بين الأكثرية والأقلية في البرلمان.

ولعب الرئيس بري الدور الأساس في تأمين الحشد الذي استضافته أمس الضاحية الجنوبية من خلال نصحه مدير مكتب السيستاني في بيروت حامد الخفاف بتوجيه الدعوات الى حضور افتتاح المجمع الثقافي لجميع الأطراف اللبنانيين وللمرجعيات الدينية الإسلامية والمسيحية.

ولم يكن الحضور السياسي والديني مميزاً فحسب، وإنما كان للكلمات التي ألقيت في الافتتاح وقعها الإيجابي، وجاءت في سياق المصالحات والجهود الرامية الى تنفيس الاحتقان في الشارع وخفض التوتر المذهبي، خصوصاً ان لقاء المصارحة بين الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله والنائب الحريري ليل الأحد الماضي كان قطع شوطاً كبيراً على طريق تنظيم الاختلاف تحت سقف الحفاظ على التهدئة والتزام اتفاق الطائف.

وفيما كانت الضاحية الجنوبية تحتضن هذا المشهد السياسي والديني الجامع، كان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان يجتمع مع نظيره الإيطالي جورجيو نابوليتانو في روما على أن يتوجه اليوم الى حاضرة الفاتيكان للقاء الباب بنيدكتوس السادس عشر.

ويلتقي اليوم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة بعد أن اختتم مع نظيره المصري أحمد نظيف اجتماعات الدورة السادسة للجنة العليا المشتركة اللبنانية - المصرية بتوقيع مذكرات تفاهم في مجالات التنمية الإدارية وتبادل العمالة والسياحة والتعاون الثقافي فضلاً عن برامج للتعاون في مجالي التربية والتعليم العالي وبروتوكول للتعاون العلمي والتكنولوجي.

والتقى السنيورة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، وأعرب في مؤتمر صحافي مشترك عن أمله بتنظيم الخلافات اللبنانية وتوسيع المصالحات مستبعداً أن يتأثر لبنان بالتوتر الأميركي - السوري الأخير، مجدداً الحرص على سيادة كل بلد عربي وإدانة أي اعتداء عليه.

وبالعودة الى افتتاح «المجمع الثقافي» في الضاحية، أكد بري أن طرابلس والشمال كما عين الحلوة (مخيم للاجئين الفلسطينيين في صيدا) ضحايا للإرهاب وليست قواعد له «ونرى ان أمنها، أمن لكل لبنان ونحن نثق بدور الجيش اللبناني وعلينا أن نمنع التدخلات السياسية في الإجراءات التي يتخذها». وتوقف المراقبون أمام تطرق بري الى الوضع في عين الحلوة وسألوا ما إذا كان يرغب في إطلاق تحذير من أجل تدارك الوضع فيه بعدما أشيع أخيراً أنه على وشك عودة البعض الى إعادة افتعال التوترات فيه.

رود لارسن

وفي نيويورك، اعتبر مبعوث الأمين العام لمراقبة تنفيذ القرار 1559، في احاطته الشفوية أمام مجلس الأمن أمس، ان استمرار الفشل في نزع سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية تنفيذاً لاتفاق الطائف وللقرار الدولي أمر مثير للقلق البالغ. وقال ان «حزب الله» يشكل أهم ميليشيا لبنانية مسلحة تملك البنية التحتية الضخمة ومنفصلة عن الدولة وتشمل شبكة اتصالات آمنة، ولجأ الى استخدام السلاح داخلياً لحمايتها اثناء العصيان الذي قام به في أيار (مايو) الماضي. وأضاف ان الأمين العام بان كي مون يدعو «حزب الله» الى الامتثال لكل عناصر قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وهو يحض جميع الأطراف التي لها صلات وثيقة معه، وبالذات سورية وايران، على دعم تحوله الى حزب سياسي بمعنى الكلمة، بما يتماشى مع متطلبات اتفاق الطائف والقرار 1559.

وأبلغ رود لارسن أعضاء مجلس الأمن بخروقات اسرائيل للسيادة اللبنانية، باختراقها الأجواء اللبنانية واستمرار احتلالها شمال قرية الغجر. وقال: «اننا مستمرون في مطالبة اسرائيل بالتوقف عن هذه الطلعات الجويى التي تنتهك السيادة اللبنانية وقرارات مجلس الأمن»، لافتا الى ان «الأمين العام مستاء جداً من تصعيد التهديدات عبر الاعلام بين اسرائيل وحزب الله وهو يشجع جميع الأطراف على الكف عن هذا المسار».

وعرض المبعوث الانجازات التي تم احرازها في صدد تنفيذ القرار 1559. وأثنى على اجراءات سورية ولبنانية في إطار التبادل الديبلوماسي والاعتراف بسيادة لبنان. ولفت الى أهمية انتخاب رئيس الجمهورية، ما يعني «إحياء العملية السياسية الدستورية» بعدما كان البرلمان في حال شلل لسنتين.

ووصف لارسن التبادل الديبلوماسي والعزم على فتح السفارات «خطوات تاريخية تحدث للمرة الأولى». ودعا الى تجديد الالتزام السوري واللبناني بترسيم الحدود بينهما، خصوصا تلك التي عليها نزاع لأن ذلك في «مصلحة البلدين». لكنه اعرب عن قلق متزايد من «تدفق السلاح والمسلحين» الى لبنان عبر الحدود مع سورية، لافتاً الى أن «سورية مستمرة في نفي أي دور في هذه الخروقات لتدفق السلاح». وقال إن هذه «النشاطات واستمرار تواجد المجموعات ذات القدرة العسكرية تهدد عقد انتخابات حرة وعادلة والمزمع عقدها الربيع المقبل».

رد سوري

ورد السفير السوري بشار جعفر في رسالة على ما كان جاء في التقرير الخطي لرود لارسن حول تنفيذ 1559، وجاء في الرسالة الى الأمين العام ورئيس مجلس الأمن، في معرض الرد على تطرق التقرير الى القلق اللبناني من انتشار الجيش السوري على طوال الحدود. وقال:

«أ - ان انتشار الجيش السوري كان داخل الأراضي السورية، المحاذية للحدود السورية - اللبنانية، وان عديد القوات السورية التي تم نشرها هناك لا يزيد عن 800 عنصر.

ب - إن هذا الانتشار كان أحد النتائج التي تمخضت عن القمة السورية - اللبنانية، والتي تم الاتفاق بشأنها بين رئيس البلدين.

ج - إن الهدف من نشر هذه القوات هو ضبط الحدود ومنع التهريب والتخريب.

د - إن هذا الانتشار كان لمقتضيات الحفاظ على أمن سورية، وهو أمر يستفيد منه الأمن في لبنان أيضاً».

وأضاف: «تؤكد حكومة الجمهورية العربية السورية بأن السبب الحقيقي لتعثر جهود ترسيم الحدود المشتركة يكمن في استمرار الاحتلال الاسرائيلي للجولان السوري المحتل ومزارع شبعا وشمال قرية الغجر، ورفض اسرائيل الامتثال لقرارات الشرعية الدولية». وقال: «تؤكد حكومة الجمهورية العربية السورية أن التواجد الفلسطيني في لبنان تنظمه اتفاقية القاهـــرة للعام 1969، الموقعة ما بين الجمهورية اللبنانية ومنظمة التحرير الفلسطينية، وأن لا علاقة لسورية بهذه الترتيبات الثنائية (اللبنانية - الفلسطينية)، وأن جميع المواقع الفلسطينية في لبنان تقع ضمن الأراضي اللبنانية حصراً، وبالتالي فإن سورية غير مسؤولة عن أي خلل يصيب هذه الاتفاقات، إن وجد مثل هذا الخلل»، معتبرا «أن تقارير الأمين العام لا زالت تتسم بالإجحاف بحق سورية التي قدمت وما زالت تقدم الكثير من أجل استقرار لبنان البلد الشقيق والجار

 

البيان الختامي للجنة العليا اللبنانية - المصرية

صحف لبنانية/هنا نص البيان الختامي الذي صدر عقب اجتماعات اللجنة العليا اللبنانية المصرية في القاهرة امس: "في المجال السياسي ناقشت اللجنة باستفاضة مجمل محاور العلاقات السياسية الثنائية والقضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وهو النقاش الذي عكس مساحة واسعة من التطابق في الرؤية بين البلدين.

اتفق الجانبان على متانة العلاقات الثنائية، واهمية تطويرها لمصلحة الشعبين الشقيقين، واعتبرا ذلك امرا ضروريا في ضوء الظروف التي تمر بها المنطقة، وفي ظل التطورات الاقتصادية العالمية، وما تحتمه من زيادة التعاون بين الدول العربية. اكد الجانبان حرصهما على استمرار التعاون في الاطار العربي، دعما للعمل العربي المشترك، وسعيا لتحقيق المصالح العربية العليا، وتعزيز دور العالم العربي على الساحة الدولية، واعمالا لروح ميثاق جامعة الدول العربية وغيره من المواثيق العربية ذات الصلة.

وفي هذا الصدد عبر الجانبان عن تطلعهما الى نجاح القمة الاقتصادية العربية في الكويت في احداث نقلة في جهود التنمية الاقتصادية العربية، وفي توثيق التعاون الاقتصادي العربي، على نحو يمكن دول العالم العربي وشعوبها من الخروج من الصعوبات الاقتصادية العالمية الحالية وهي اقوى واكثر تماسكا، كما عبر الجانبان عن اهمية عقد اجتماعات وبالتعاون مع الجامعة العربية لوزراء المال العرب ومحافظي المصارف المركزية لتعزيز التعاون في المجالات المالية والمصرفية، وتبادل الخبرات بما يعزز التزام المعايير المصرفية والمالية، وذلك في ضوء الازمة المالية المستفحلة ودرءا لاخطار الركود الاقتصادي.

ناقش الجانبان الجهود الجارية لتسوية نزاع الشرق الاوسط، واعتبرا المبادرة العربية التي انطلقت من قمة بيروت في آذار 2002 اساسا عادلا متوازنا، وفرصة تاريخية ينبغي لاسرائيل والمجتمع الدولي اقتناصها لاعادة حقوق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة على الارض التي احتلتها اسرائيل عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف، وتسوية موضوع اللاجئين وفق قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة 194 على نحو يستوفي حقوقهم بعودتهم الى وطنهم من الدول التي تستضيفهم بشكل موقت وعلى رأسها لبنان الى حين استعادتهم حقوقهم المشروعة.

كما اكدا ان اي تسوية للنزاع العربي الاسرائيلي لا تكتمل الا باستكمال كل مساراتها، واستعادة الاراضي اللبنانية المحتلة كاملة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من قرية الغجر، وعودة الجولان المحتل الى السيادة السورية.

جدد الجانبان دعوتهما الأمم المتحدة والقوى الدولية الرئيسية الراعية لعملية السلام، والرباعية الدولية، والدول التي شاركت في مؤتمر انابوليس، الى مضاعفة جهودها للحفاظ على صدقية عملية السلام والنهوض بمسؤولياتها التي تفرضها مرجعيات عملية السلام والقرارات الدولية ذات الصلة، وعلى رأسها قرارا مجلس الامن 242 و338، وقرار الجمعية العمومية للامم المتحدة 194، والعمل العاجل لوقف سياسة الاستيطان التي تمارسها اسرائيل دون توقف، فضلا عن عدم قيامها بأية خطوات جادة لتفكيك المستوطنات التي اقيمت خلافا للقانون الدولي، وروح كل الوثائق ذات الصلة بعملية السلام ونصها، والتي تقضي بأن يكون اساس اي تسوية ممكنة قائما على اقتسام الشعبين ارض فلسطين وتتيح للشعب الفلسطيني اقامة دولة مستقلة قابلة للحياة على الارض التي احتلت عام 1967 وعاصمتها القدس، كما اكد الجانبان اهمية الجهود المبذولة لتحقيق وحدة الصف الفلسطيني وتعزيز امنه ورخائه.

دان الجانبان الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة للسيادة اللبنانية برا وبحرا وجوا في ما يمثل خرقا لكل قواعد القانون الدولي، والتزامات اسرائيل بمقتضى قرارات مجلس الأمن بما فيها القراران 425 و1701، واعتبرا ذلك امتداداً للسياسات الاسرائيلية العدوانية التي عانى منها لبنان طويلاً، وتجسدت في العدوان الوحشي في صيف عام 2006، الذي لا تزال آثاره تعالج حتى اليوم ولاسيما مئات آلاف القنابل العنقودية التي تفتك بالمدنيين الآمنين.

وقد قدمت اللجنة الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لمساعدة لبنان على معالجة آثار هذا العدوان، ودعم جهوده لاعادة البناء والاصلاح الاقتصادي، بما فيها تنفيذ قرارات مؤتمر باريس 3، وكذلك الدعم الضروري لاعادة بناء مخيم نهر البارد، بعدما شهده من تدمير بسبب الممارسات الارهابية. وقد دعا الجانبان المجتمع الدولي وفي مقدمه الدول العربية الشقيقة الى مواصلة جهوده في دعم لبنان في هذا الصدد.

رحب الجانبان بنتائج مؤتمر الدوحة للمصالحة في لبنان، وما أعقبه من نتائج ايجابية تمثلت في انتخاب رئيس جمهورية توافقي للبنان، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، واقرار قانون الانتخابات الجديد، كما اعربا عن رضاهما عن الدور العربي في هذه الانجازات، اذ ساهمت الجامعة العربية مساهمة اساسية في اصدار القرارات وقادت الجهود التي مكنت القيادات اللبنانية من الوصول الى هذه التسويات، وذلك دائماً في اطار التزام اتفاق الطائف.

عبر الجانبان عن سعادتهما لاستئناف الحوار الوطني اللبناني الذي يستضيفه ويديره الرئيس العماد ميشال سليمان وعن أملهما في أن تحافظ القوى السياسية اللبنانية على التزامها الحوار كوسيلة للتعامل مع القضايا المختلف عليها بما يؤمن للبنان السلام والاستقرار والتنمية التي ينشدها. كما رحب الجانبان بالمصالحات بين الافرقاء اللبنانيين التي تؤكد معالجة الاختلافات من خلال الممارسات الديموقراطية وعبر المؤسسات الدستورية.

كما أكدا أهمية تلاحم كل القوى والأطراف اللبنانيين ووقوفهم صفاً واحداً ضد محاولات تهديد الأمن والاستقرار، مع مواصلة العمل على جلاء الحقيقة في عمليات الاغتيال التي شهدها لبنان في السنوات الأخيرة ولاسيما جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري من خلال عمل المحكمة ذات الطابع الدولي.

جدد الجانب المصري تأكيد حرص مصر على توفير كل ما يمكنها لدعم لبنان في تحقيق تطلعاته نحو الاستقرار والتنمية على كل المستويات وفي كل المجالات.

عبر الجانبان عن قلقهما إزاء العمل العسكري الذي تعرضت له السيادة السورية عبر الغارة التي نفذتها قوات اميركية عند منطقة البوكمال السورية.

عرض الجانبان تطور الاوضاع في العراق الشقيق، ورحبا بالتطورات الايجابية التي شهدها في الأشهر الأخيرة، والتي تعزز جهود المصالحة الوطنية، وتضع العراق على طريق استكمال الاستقرار والسلام ليستعيد دوره كدعامة رئيسية في العمل العربي المشترك.

كما أكدا ضرورة بذل كل الجهود من أجل الحفاظ على وحدته وسلامة أراضيه، وتعزيز صلاته بمحيطه العربي، معتبرين ذلك الاساس الحقيقي لتحقيق أمن العراق والمنطقة واستقرارها. ودعا الجانبان الى دعم جهود تطوير العلاقات بين العراق واشقائه العرب في مختلف المجالات وتوثيقها بما فيها جهود اعادة البناء والتعاون الاقتصادي.

أكد الجانبان التزامهما الحفاظ على وحدة السودان وسيادته وسلامة اراضيه، وأعربا عن أملهما في أن تثمر الجهود المخلصة لتحقيق السلام والمصالحة لتنهي الوضع المؤسف في اقليم دارفور، الأمر الذي يتطلب جدية واخلاصاً وحسن نية جميع الاطراف ليس فقط في ما يخص الحكومة السودانية وإنما أيضاً حركات التمرد. كما أكد الجانبان تمسكهما بالحفاظ على مقام القيادة السودانية ومكانتها، ويؤكدان أهمية دورها في تحقيق المصالحة المرجوة. ناشد الجانبان كل الاطراف الصوماليين التزام الاتفاقات السابقة والتجاوب مع جهود المصالحة ولاسيما الجهود العربية والعودة الى الحوار واعتماده سبيلاً وحيداً للاتفاق على كل الموضوعات المختلف عليها بهدف تحقيق الاستقرار الذي يسمح للشعب الصومالي الشقيق بالخروج من أزمته الحالية. ومن جهة أخرى أكد الجانبان ادانتهما للارهاب بجميع اشكاله باعتباره ظاهرة تهدد الأمن والسلام والاستقرار في العالم وتتناقض مع القيم الانسانية ومبادئ التسامح التي تدعو اليها الاديان والحضارات والقيم، ونوها في هذا الصدد بضرورة التعاون الدولي للتصدي لهذه الظاهرة بما يحقق معالجة أسبابها دون الخلط بين هذه الظاهرة المرفوضة وحق الشعوب المشروع في مقاومة الاحتلال. كما أكدا ضرورة تكثيف الجهود لترسيخ منطق التعايش والاحترام المتبادل وثقافة الحوار بين الحضارات واحترام الأديان وصولاً الى مستقبل أفضل للانسانية جمعاء. وعبر الجانبان عن خالص عزائهما لليمن قيادة وحكومة وشعباً في ضحايا السيول الأخيرة، وما أصاب بعض مناطق هذا البلد العربي العزيز من دمار، وأكدا تضامنهما الكامل مع اليمن في هذه الظروف وتطلعهما الى أن يتمكن سريعاً من معالجة آثار هذه السيول".

 

بان لحزب الله:امتثلوا للقرارات الدولية...وتحولوا الى حزب سياسي

نهارنت/دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حزب الله الى الامتثال لجميع قرارات مجلس الأمن، والتحول الى "حزب سياسي بكل معنى الكلمة بموجب احكام اتفاق الطائف والقرار 1559." وشدد تيري رود لارسن الممثل الخاص لبان كي مون لتطبيق القرار 1559 أن على الدول ذات التأثير على حزب الله ولا سيما سوريا وإيران دعم تحوله الى حزب سياسي بما يتوافق مع اتفاق الطائف والقرار 1559. وقال"أن أبرز الميليشيات اللبنانية المسلحة هو حزب الله الذي يحتفظ بمنظمة شبه عسكرية ضخمة تدير بنية تحتية منفصلة عن الدولة بما فيها شبكة الاتصالات". وقد تطرق لارسن الى موضوع الحدود اللبنانية – السورية، فقال ان الامين العام واصل جهوده من اجل تشجيع سوريا ولبنان على اجراء ترسيم كامل للحدود المشتركة، لكنه لاحظ انه لم يتحقق تقدم يذكر في هذا الاطار.

وأشار لارسن الى استمرار الانتهاكات الجوية الاسرائيلية للمجال الجوي اللبناني، وقال" أن الأمم المتحدة تدعو إسرائيل بانتظام الى التوقف عن هذه الخروق التي تنتهك السيادة اللبنانية وقرارات مجلس الأمن". وأبدى لارسن تخوفه حيال إعادة التسلح على نطاق واسع في لبنان كنتيجة للاشتباكات الأخيرة في أيار الفائت. وقال إن انتشار السلاح على هذا النحو يهدد "إجراء انتخابات نيابية حرة ونزيهة في لبنان في الربيع المقبل". 

 

عشرات الآلاف من المتظاهرين يهتفون ضد الولايات المتحدة في دمشق

نهارنت/تجمع عشرات الآلاف من المتظاهرين الخميس في وسط العاصمة السورية وهم يرددون هتافات ضد الولايات المتحدة احتجاجا على "العدوان الاميركي" على الاراضي السورية في البوكمال الحدودية مع العراق. وردد المتظاهرون الذين رفعوا الاعلام السورية هتافات من بينها "بدنا نحكي على المكشوف اميركي ما بدنا نشوف" و"يااميركا لمي جيوشك بكرة الشعب العربي والسوري يدوسك" و"بالروح بالدم نفديك يا بشار". وشارك في التظاهرة طلاب المدارس والجامعات والعمال والموظفون. وانتهت المسيرة بعد ساعتين من الاعتصام في وسط العاصمة دون ان تقترب من السفارة الاميركية. ورفع المتظاهرون لافتات تندد بالولايات المتحدة منها "لا للارهاب والاجرام الاميركي" و"قتل المدنيين في البوكمال ديموقراطية اميركا"، حسبما افاد مراسل فرانس برس.

واعلنت سفارة الولايات المتحدة في دمشق انها اغلقت ابوابها الخميس تحسبا للتظاهرة. وقالت السفارة في بيان نشر على موقعها على الانترنت انه "بسبب مخاوف امنية متزايدة، تغلق سفارة الولايات المتحدة ابوابها الخميس 30 تشرين الاول 2008. واوضح البيان ان تظاهرة يمكن ان تنظم امام السفارة داعيا الرعايا الاميركيين الى تجنب هذه المنطقة. ويقوم عشرات من عناصر مكافحة الشغب والشرطة المدنية بحراسة مبنى السفارة الاميركية المقفلة، بينما تمركزت قرب المبنى سيارات اسعاف واطفاء تحسبا لاي طارىء. واعلنت سوريا الاربعاء انها تنتظر "توضيحات" من الولايات المتحدة والعراق حول الغارة الاميركية التي استهدفت الاحد قرية سورية على الحدود مع العراق واسفرت عن مقتل ثمانية مدنيين.

من ناحيته دعا وزير الاعلام السوري محسن بلال ان بلاده تنتظر "اعتذارا وتعويضا" لاهالي الضحايا الذي سقطوا في الغارة الاميركية. وقال بلال لاذاعة "مونت كارلو الدولية" "ما زلنا بانتظار توضيحات من هذه الادارة الاميركية للعدوان الذي ارتكبته، وطلبنا منهم الاعتذار والتعويض لاهالي الضحايا وحتى هذه اللحظة لم يصلنا جواب عن تلك الطلبات". واقرت واشنطن قواتها شنت هذه الغارة لقتل زعيم شبكة لتهريب الاسلحة والمقاتلين الى العراق.

وسيجري اعتصام سلمي مساء الخميس امام تمثال صلاح الدين قرب قلعة دمشق للتنديد بالهجوم الاميركي، بمشاركة عدد من احزاب المعارضة على رأسها حزب الاتحاد الاشتراكي برئاسة حسن عبد العظيم والجمعية الاهلية لمناهضة العنصرية. كما دعيت كل القوى وتيارات المجتمع المدني من قوى واحزاب الى المشاركة في هذا الاعصام. وتظاهر عشرات العراقيين بعد ظهر الاربعاء على بعد حوالى مئتي متر من مبنى السفارة الاميركية في دمشق احتجاجا على الغارة الاميركية.

وفي واشنطن اعلنت وزارة الخارجية الاميركية الاربعاء انها تقوم بدرس ردها على سوريا بعد طلب اقفال المركز الثقافي الاميركي والمدرسة الاميركية في دمشق.

 

عون: لن افترق عن حزب الله...وسأتوجه الى دمشق قريبا

نهارنت/شدد رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون "أن لا شيء يفرق بينه وبين حزب الله الا القنبلة النووية". وكشف عون انه سيزور دمشق "قبل نهاية العام الحالي وتحديدا في المرحلة التي تلي خطوة انجاز تبادل السفراء بين البلدين". وعلمت "السفير" أن عون وعد المشاركين في اللقاء الذي ضم الراغبين بترشيح أنفسهم من قيادات وكوار "التيار الوطني الحر" الى الانتخابات النيابية المقبلة، بأن يحسم ملف الترشيحات ضمن التيار قبل نهاية العام الحالي وأن يؤخذ في الاعتبار عنصر التحالفات في موازاة عملية اختيار المرشحين من داخل التيار نفسه. وكان عون أشار في حديث صحافي ان شعبيته لم تنخفض الى ما دون ال 53% على المستوى المسيحي وحده، مشيرا الى قدرته على احراز نسبة ال 70% في الانتخابات استنادا الى تحالفاته المستقبلية. واكد عون انه سيترشح في الانتخابات النيابية المقبلة عن منطقة كسروان، معتبرا ان هذا الترشح هو التحدي الكبير بالنسبة له. 

 

مصر قررت المساهمة في تسليح الجيش وبناء الأجهزة الأمنية في موازاة التفاهمات الاقتصادية

نهارنت/يرى المطلعون على المحادثات اللبنانية المصرية بشقيها البيروتي والمصري أن المهم فيها ليس فقط الاتفاقات والشؤون الاقتصادية والتربوية التي تعمل عليها تفعيلا، وتجديدا، اللجنة العليا المشتركة اللبنانية – المصرية، وإنما القضايا المتعلقة بالتعاون العسكري والأمني بين البلدين. وتلفت مصادر مطلعة في هذا المجال الى تصريح الرئيس المصري حسني مبارك من باريس بعد القمة الفرنسية المصرية التي جمعته مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، عندما أشار الى أن زيارة العماد ميشال سليمان الى القاهرة قبل انتخابه رئيسا للجمهورية جاءت في إطار التعاون العسكري بين البلدين، وهو ما يقطع الطريق على اي محاولة من جانب الأقلية النيابية لاتهام الأكثرية بالسعي الى إدخال لبنان في محاور عربية وتوريطه في مواجهات مع سوريا انطلاقا من الموقف المصري والسعودي من دمشق وطريقة تعاطيها مع ملفات لبنان والعراق وفلسطين والتحالف مع ايران وغيرها. وبحسب المعلومات المتوافرة فإن مصر قررت وضع لبنان في صورة ما لديها من معلومات وتقارير عن مخاطر يمكن أن تنطلق من لبنان لتطاول أكثر من دولة عربية. كما قررت أن يتخطى دعمها للدولة اللبنانية نطاق تبادل المعلومات الأمنية الى الآتي:

1- فتح ملف تزويد الجيش اللبناني والقوى الأمنية الشرعية الأخرى بما يمكن أن يكون متوافرا في قائمة الصناعات الحربية المصرية من أسلحة وذخائر يحتاج اليها لبنان لمواجهة التحديات التي تتهدده.

2- فتح خطوط إضافية للاتصال الأمني والاستخباراتي مع الجهات اللبنانية الرسمية من أجل وضع السلطات اللبنانية المعنية في صورة ما تملكه مصر من معلومات عن خلايا إرهابية، وعمليات أمنية يتم التحضير لها انطلاقا من بعض المربعات الأمنية على الأراضي اللبنانية.

3- دراسة ما يمكن للحكومة المصرية أن تقدمه للبنان من مساعدات في مجال التدريب على تأسيس، وتشغيل الشبكات الأمنية والاستخباراتية في ضوء التجربة المصرية الداخلية والإقليمية في هذا المجال.

وتعتبر مصادر مرافقة لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى القاهرة بأن هذه الملفات، مضافة الى ملفات الكهرباء والزراعة والتبادل التجاري والعمالة وغيرها، تندرج كلها تحت عنوان واحد هو: تدعيم مرجعية الدولة اللبنانية في المجالات الامنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية كافة، بما يجعلها المرجعية الأقوى ويقطع الطريق على المرجعيات الأخرى التي تستمد قوتها من جهات إقليمية ذات مصلحة في اختراق الساحة اللبنانية. وتؤكد المصادر بأن مصر اتخذت قرارا واضحا بمساعدة الدولة اللبنانية على سد ما يمكن سده من الثغرات التي تنفذ من خلالها بعض الجهات الإقليمية لإقامة رؤوس جسور أمنية تتحرك لمصلحة الخارج على الأراضي اللبنانية أو انطلاقا منها. ويبدو أن القرار دخل مرحلة التنفيذ العملي.

 

القاهرة تأخذ على سوريا تقوية النفوذين التركي والايراني على حساب الخيارات العربية

نهارنت/يرى العارفون بالعلاقات العربية - العربية أن الخلاف بين مصر وسوريا ليس مسألة تفصيلية على علاقة ببعض القضايا الثانوية، وإنما باستراتيجيتين مختلفتين لا بل متناقضتين على مستوى التعاطي مع الوضع في الشرق الأوسط. وتأخذ القاهرة على دمشق في هذا المجال خصوصا تفضيلها التعاون مع كل من إيران الفارسية وتركيا غير العربية على حساب التعاون العربي المشترك في القضايا الإقليمية.

ويتساءل المصريون في هذا المجال: كيف تكون تجربة مصر في ملف السلام مع اسرائيل موضع انتقاد سوري، في وقت تهرول دمشق للبحث عبر تركيا عن منفذ للسلام مع اسرائيل؟ ويضيفون: ألم يكن من الأفضل لسوريا والعرب أجمعين أن تنسق دمشق مع القاهرة في موضوع المفاوضات غير المباشرة مع تل أبيب؟ وألم يكن بإمكان مصر أن تلعب دور الوسيط مع اسرائيل بالنسبة الى ملف السلام السوري – الإسرائيلي من موقع أفضل للعرب من الموقع الذي تتولاه تركيا؟ وكيف تواصل سوريا انتقاد مصر على توقيعها اتفاقية سلام مع اسرائيل، علما أن الرئيس الراحل أنور السادات لم يقدم على ما أقدم عليه إلا بعد محاولة للذهاب الى السلام مع اسرائيل من خلال وحدة عربية عبر عنها بزيارة الى سوريا لإقناع الرئيس الراحل حافظ الاسد بالانضمام اليه في عملية السلام؟ وهل سألت دمشق أيا من الدول العربية رأيها في ما تقوم به مع اسرائيل عبر تركيا؟

وتنتقد مصر العلاقات القائمة بين سوريا وايران على حساب المصالح العربية. وتعتبر أن دمشق في ملف العلاقات الإقليمية فضلت تقوية النفوذ الايراني وتغطية التمدد الايراني في المنطقة العربية على حساب المصالح العربية والادوار الإقليمية لعدد من الدول العربية ومنها المملكة العربية السعودية ومصر والعراق والاردن ودول مجلس التعاون الخليجي وغيرها.

ويتساءل المصريون: كيف تدعي سوريا حمل لواء القضايا العربية وهي التي اختارت الباب التركي غير العربي للتفاوض مع اسرائيل، والباب الفرنسي للانفتاح على الغرب، والباب الإيراني لإضعاف الدول العربية الأساسية والكبرى؟ ويتابعون: أولم يكن بإمكان سوريا الاتكال على مصر في تجربتها التفاوضية مع اسرائيل لرعاية التفاوض غير المباشر معها بدل اللجوء الى الدور التركي؟ وألم يكن بإمكانها الاتكال على مصر والمملكة العربية السعودية والاردن ودول الخليج لتأمين خطوط الاتصال مع اوروبا والولايات المتحدة الاميركية بدل الاتكال على تركيا؟

وألم يكن بامكان سوريا الرهان على دور اقليمي عربي فاعل في الشرق الاوسط والخليج لتدعيم الوضع العربي بدل الرهان على دور ايراني لإضعاف العرب وعلى حساب مصالحهم وقوتهم؟ وتخلص القيادات المصرية الى التأكيد بأن تسوية جدية للعلاقات السورية - العربية تتطلب بالدرجة الاولى اقرارا من دمشق بخطأ خياراتها المؤذية للمصالح العربية الحيوية في المجالات الدبلوماسية والاقتصادية والامنية كافة، تمهيدا لتصحيح هذا الخطأ بالعودة الى الكنف العربي.

ويعتبرون أن الجانب الأهم من المشكلة مع سوريا يكمن في أن دمشق تريد اختزال القيادة العربية بنفسها، وتسعى الى تجاوز قوى عربية فاعلة لاحتكار التمثيل العربي، غير ان نتائج سياساتها وخياراتها الاقليمية تجعلها ملحقا بخيارات واستراتيجيات غير عربية، في وقت من الأفضل لها القبول بواقع أنها يمكن أن تكون جزءا من استراتيجية عربية، ولا يمكنها الغاء الآخرين من العرب لفرض وجهة نظرها عليهم.

 

المر:مجلس شورى الدولة أبقى صلاحيات نائب رئيس الحكومة على ما هي عليه الآن

نهارنت/كشف نائب رئيس مجلس الوزراء الأسبق النائب ميشال المر عن قرار مجلس شورى الدولة بناء على طلب من اللجنة الوزارية برئاسته عام 1992، في مسألة صلاحيات نائب رئيس مجلس الوزراء مشيرا الى "ان القرار أبقى على العرف المعمول به والذي يعطي نائب الرئيس حق ممارسة بعض الصلاحيات".

واوضح المر "ان الطائفة السنية، وبحسب القرار، رفضت التنازل عن صلاحيات رئيس الحكومة كي لا يعطي حق استقالة الحكومة لغير رئيسها، وهذا الحق لم يعط لرئيس الجمهورية فكيف يوافق على إعطائه الى نائب رئيس مجلس الوزراء". اضاف المر " ان طرح موضوع صلاحيات نائب رئيس الحكومة في هذه الظروف بالذات تزيد البلاد إشكالات بدون سبب فبعد أن تم طرح موضوع صلاحيات نائب رئيس مجلس الوزراء بالشكل الذي طرح فيه كنت أخذت على نفسي بأن لا أتكلم بهذا الموضوع". وتوجه المر الى الطائفة الارثوذكسية قائلا ان "تحصيل حقوقها لا يتم بالشكل الذي طرحت به بل بالاسلوب الذي اعتمدناه منذ أكثر من خمس عشرة سنة عندما تولينا هذا المنصب". وأشار إلى أن "الوزراء السنة في الحكومة عام 1992عارضوا إعطاء صلاحيات لنائب رئيس الحكومة، ورفضوا ذلك كي لا يصبح نائب الرئيس قادرًا على اقالة الحكومة عبر استقالته حين يحل محل رئيسها، كون الحكومة تصبح بحكم مستقيلة عندما يستقيل رئيسها"، وقال: "الدستور منع رئيس الجمهورية من حل الحكومة، فهل نضع هذا الحق في يد نائب رئيسها؟".

كما تطرق المر الى موضوع إعطاء مكتب لنائب رئيس مجلس الوزراء في القصر الحكومي وقال "عندما أثرنا هذا الموضوع أوضح رئيس مجلس الوزراء بأن مقر مجلس الوزراء سيكون في مبنى مستقل عن مبنى رئاسة الحكومة ويمكن إعطاء نائب رئيس المجلس مكتبا في هذا المقر، أما القصر الحكومي فهو مقر لرئيس الحكومة فقط كما وأن القصر الجمهوري هو مقر لرئيس الجمهورية فقط ولا يمكن إعطاء مكتب لنائب رئيس الوزراء في القصر الجمهوري أو القصر الحكومي وعندما يصبح لمجلس الوزراء مقرا مستقلا كما نص الدستور يمكنكم عندئذ إعطاء غرفة في هذا المقر لنائب رئيس مجلس الوزراء."

واعلن المر "لا نقبل بأن يزايد أحد علينا بحقوق الطائفة الارثوذكسية وإنه من العيب إثارة هذا الموضوع بالشكل الذي أثير به لأننا في ظروف استثنائية ولا يجوز لنا إثارة قضايا تخلق إشكالات بين طائفة وطائفة أو بين مذهب ومذهب، بل المطلوب من المسؤولين أن يعالجوا المشاكل الاقتصادية والمالية والمعيشية في هذه الظروف التي يمر العالم فيها بأزمات مالية واقتصادية خطيرة على الجميع. وإلا يطبق علينا المثل القائل:"الناس بالناس والقطة بالنفاس". من جهة ثانية، اكد المر بعد لقائه السفير البلجيكي يوهان فير كامين، والممثل الشخصي للأمم المتحدة في لبنان مايكل ويليامز"ان السفراء أرادوا معرفة موضوع المصالحات على الساحة المسيحية والاسلامية والى أين ستؤدي ونحن على مشارف طاولة الحوار، ولأنني غير حزبي أرادوا الاستماع الى رأيي في هذه المواضيع، واعتبرت ان المصالحات مفيدة، لا سيما تلك التي تمت بين السيد حسن نصرالله والنائب سعد الحريري التي من شأنها تهدئة الرأي العام بانتظار المصالحة المسيحية كي يهدأ الشارع". 

 

سليمان طالب نابوليتانو بمساعدة لبنان على التطبيق الكامل للقرار 1701

نهارنت/شدد رئيس الجمهورية ميشال سليمان الخميس على "ضرورة مساعدة لبنان في مواجهة الأخطار التي ما زالت تتهدده، ولا سيما العمل على تطبيق كامل مندرجات القرار 1701"، مشيرا بذلك الى "حماية لبنان من أي إعتداء عليه وعلى شعبه ومنشآته المدنية ومواجهة الخطر الإرهابي".

وأكد سليمان في بيان صحافي مشترك بينه وبين الرئيس الإيطالي جيورجيو نابوليتانو أعقب القمة الثنائية التي جمعتهما في قصر كويرينالي على "ضرورة تكثيف الجهود للتوصل الى حل عادل وشامل لكافة أوجه النزاع في الشرق الأوسط" بما لا يسمح "بأي شكل من أشكال التوطين".

وأشار الى ان ذلك يكون "على قاعدة تطبيق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية في كامل مندرجاتها، كما صدرت عن قمة بيروت عام 2002".

وقد شكر سليمان "وقوف إيطاليا الدائم الى جانب لبنان"، معربا عن ارتياحه ل "حجم ونوعية التعاون الإقتصادي القائم بين البلدين، إضافة الى المساعدات التي تقدمها إيطاليا الى الجيش اللبناني". كما أبدى تقديره "للعمل الذي تقوم به الوحدة الإيطالية العاملة في إطار "اليونيفيل" ولقائدها الجنرال كلاوديو غراتسيانو، وللتضحيات التي قدمتها في إطار عمليات حفظ السلام في جنوب لبنان". وفي سياق آخر، شدد سليمان على "ضرورة الإستمرار في مسار الحوار والمصالحة بين جميع اللبنانيين"، مؤكدا ضرورة "استعادة لبنان دوره على الصعيدين الإقليمي والدولي ورسالته كبلد قائم على التوافق والعيش المشترك يحترم مبادىء الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان". من جهته، أكد نابوليتانو ان بلاده "لن تتخلف أبدا عن تقديم دعمها للبنان ومساهمتها في تطبيق كل قرارات الأمم المتحدة التي تعنيه"، مثمنا "بقوة التقدم الذي أحرز في لبنان على صعيد الإستقرار الداخلي والحوار الوطني". واعتبر "ان الفضل في هذا التقدم الإيجابي يعود بشكل جوهري الى مساهمة الرئيس سليمان الشخصية". وقال ان "إيطاليا ملتزمة بقوة في لبنان ومع لبنان"، مشددا على انه "عازم على الإستمرار بالقيام بصورة خاصة بدور بارز في المساهمة في الإستقرار والهدوء في لبنان وفي آفاق التنمية لشعبه".

وقد أكد نابوليتانو لسليمان إلتزام إيطاليا المستمر في دعم عملية السلام في الشرق الأوسط، ومساهمتها "بالتلازم مع عمل الحكومة اللبنانية والأونروا في ما يضمن ظروف حياة كريمة ومستدامة للاجئين الفلسطينيين الموجودين في وطن الأرز". وكان سليمان وصل الأربعاء الى روما في محطته الخارجية الثالثة بعد المملكة العربية السعودية وكندا في خلال أقل من أسبوعين، وسيزور الجمعة حاضرة الفاتيكان حيث يستقبله قداسة الحبر الأعظم البابا بنيديكتوس السادس عشر.

 

السنيورة التقى موسى: لا بد من ضبط الحدود ومراجعة الاتفاقات مع سوريا

نهارنت/اكد رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ان "الربط بين العملية الاميركية على سوريا وعلاقة لبنان بها أمر غير ممكن وغير وارد"، مشيراً الى ان لبنان كان البلد العربي الأول الذي عبر في شكل واضح عن إدانته لهذا التصرف وعدم القبول بأي تبرير له. واوضح السنيورة في مؤتمر صحافي عقده مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، ان "موضوع الضباط الأربعة يحدده المدعي العام الدولي الذي يتولى موضوع المحكمة الدولية وكل الإجراءات متروكة له ونحن لا نتدخل في هذا الموضوع". واعاد السنيورة الترحيب بالعلاقات الدبلوماسية مع سوريا مذكراً بأن "هناك أمور يجب أن نتابعها من باب الحرص على العلاقات السوية والمبنية على الندية والاحترام المتبادل".

واضاف: "في موضوع الحدود، لا بد من ضبط هذه الحدود وترسيمها وتحديدها، في موضوع الاتفاقيات فإنه يصار إلى مراجعتها، ولكن من باب أساسي هو أن كل ما يخدم المصلحة المشتركة بين البلدين يجب أن يصار إلى تعزيزه لا إلى التقليل منه". ولفت الى ان الخطوة الأولى هي بنشر قوات على الحدود اللبنانية - السورية في الشمال وقد تتبعها خطوات ثانية. وشدد السنيورة على اهمية تزويد مصر للبنان بالغاز والطاقة الكهربائية عبر الأردن وسوريا، على الصعيد العربي والقومي.

وعن وساطة مصرية لرعاية مفاوضات لبنانية - إسرائيلية على غرار المفاوضات السورية - الإسرائيلية برعاية تركية، أجاب: "هذا الأمر حديث صحافي وهو غير موجود على الإطلاق ولم يبحث أبدا، لا مصر عرضت ولا نحن سمعنا بذلك، ولا نحن حاضرون لهذا الأمر".

وحول موقف لبنان من رغبة إيران بتسليح الجيش اللبناني، أجاب السنيورة: "حريصون دائما على تزويد الجيش اللبناني بالتجهيزات والمعدات، ننظر إلى الأمر ونتخذ القرار اللازم لذلك". وحول تأجيل الانتخابات النيابية في حال لم تحصل المصالحة المسيحية – المسيحية، اكد السنيورة انه "حق للمواطنين وواجب دستوري على الحكومة اللبنانية أن تؤمن لمواطنيها حق المشاركة الديموقراطية في هذه العملية لكي يصار إلى ما يسمى لدينا بتداول السلطة، وهذا هو الطريق الصحيح له. لذلك، الانتخابات قائمة وستحصل إن شاء الله". وسئل موسى عن أهم ما اتفق عليه لمواجهة الأزمة المالية العالمية والإعداد للقمة الاقتصادية العربية، فاكد انه أضيف بند إلى جدول أعمال القمة يتعلق بالأزمة المالية وتداعياتها على الاقتصاديات العربية. واشار الى انه "سيصار إلى بلورة عدد من النقاط، إنما بعد سلسلة من الاجتماعات التي ستشمل الرسميين من جهة، والقطاع الخاص من جهة ثانية للاعداد لمقترح يعرض". وكان السنيورة التقى موسى الخميس في القاهرة في حضور وزيري السياحة إيلي ماروني والدولة لشؤون التنمية الإدارية إبراهيم شمس الدين، قبل ان تعقد خلوة بينهما لمدى ساعة. 

 

جنبلاط في «الضاحية الجنوبية» مع بري وقاسم 

 حضور جامع في افتتاح مجمع الإمام الصادق برعاية السيستاني

النهار/تحوّل افتتاح مجمع الإمام الصادق الثقافي في الضاحية الجنوبية لبيروت، امس، محطة تلاقٍ سياسي بين مختلف مكونات الأكثرية والمعارضة، وطائفي إسلامي - مسيحي واسلامي - إسلامي، في مشهد عزز المناخ «التصالُحي» الذي دخله لبنان من «الباب الواسع» عبر لقاء «رأسيْ» فريقيْ «14 مارس» و«8 مارس»، زعيم «تيار المستقبل» النائب سعد الحريري والامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله.

على ان العلامة الأبرز في المشهد الجامع في افتتاح المجمع برعاية وحضور الوكيل العام للسيد علي السيستاني، السيد جواد الشهرستاني وحضور رئيس البرلمان نبيه بري، تمثلت في مشاركة رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط الذي «يدخل» الضاحية الجنوبية (معقل «حزب الله») للمرة الأولى منذ أكثر من عامين ونصف عام ويكون «في حضرة» نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم (مثّل نصر الله في الافتتاح)، في اول تطور من نوعه منذ آخر «التقاء» في يوليو الماضي بين جنبلاط وبين وزير «حزب الله» محمد فنيش في الاحتفال الذي اقيم في عبيه (عاليه) بعيد تحرير عميد الأسرى في السجون الاسرائيلية سمير القنطار في اطار «آخر صفقات» التبادُل بين الحزب والدولة العبرية.

واعتُبرت مشاركة جنبلاط في هذه المناسبة، التي حضرها ايضاً ممثل للحريري، بمثابة «رسالة حسن نية» متبادلة، «اشتمّت» دوائر مراقبة فيها «بصمات» لبري في سياق تحضيره الأرضية للقاء بين رئيس اللقاء الديموقراطي ونصر الله لإكمال نصاب «نصف المصالحة» التي تمت حتى الآن بين حزب جنبلاط و«حزب الله» عبر اجتماعات مشتركة على مستوى قادة «الصف الثاني».

وحضر افتتاح المجمع ايضاً، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، وممثلون لطوائف مسيحية، ونائب رئيس مجلس الوزراء عصام بو جمرا ممثلا رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» النائب العماد ميشال عون، وسفيرا ايران محمد رضا الشيباني، ومصر احمد البديوي.

والقى بري كلمة قال فيها «إن إطلاق هذا المجمع برعاية كريمة من المرجع الأكبر سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني، وبعد أقل من أسبوعين على افتتاح مسجد محمد الأمين في قلب بيروت بحضور صاحب السماحة شيخ الأزهر الشيخ محمد سعيد طنطاوي ومراجع عربية ولبنانية، أمر يؤكد المستوى الروحي الإسلامي مع البركة الممنوحة من قداسة البابا وبطاركة الشرق».

واذ شدد على «رفضنا واستنكارنا وإدانتنا للتعرض لمسيحيي الموصل ولسهول نينوى ولأي مسيحي في الشرق»، قال: «على المستوى اللبناني، نعيد التأكيد حول الاستراتيجية الوطنية الدفاعية الملائمة لمواجهة العدوانية والاحتلال الإسرائيليين، ونرى أنه آن الآوان لاتخاذ المبادرات الإصلاحية والقانونية السياسية والإدارية الشاملة للانتقال من مرحلة السلطة الى مرحلة الدولة، وفق اتفاق الطائف والدستور من دون أي استنسابية، وتأسيسا على ديموقراطيتنا التوافقية التي تضمن مشاركة الجميع في كل ما يصنع حياة الدولة والمجتمع».

اضاف: «إزاء الاستحقاق الانتخابي المقبل، أدعو الى عدم تحويل لبنان مربعات وخطوط تماس انتخابية. المصالحات أكثر من جيدة، لكن لا نريد ان تتحول هذه القصة بعد ذلك الى خطوط تماس انتخابية وإقحام المواطنين في الدوائر الانتخابية في حروب باردة تعيد ترسيم الحدود واستنهاض العداوات بين الأهل والجيران وتؤدي الى تموضع عائلي وتباين بين البلدات المتجاورة».

تابع: «نرى ان طرابلس ومنطقة الشمال، كما مخيم عين الحلوة، ضحايا للارهاب وليسا قواعد للارهاب، ونرى في هذا المجال ان أمن طرابلس والشمال وعكار هو من أمن كل لبنان».

كما تحدث الشيخ نعيم قاسم، مشدداً على الوحدة الاسلامية والوطنية، وقال: «ليكن معلوما ان السنّة والشيعة قلب واحد».

وتطرق الى الوضع في العراق، فاكد «اننا نحن مع المرجعية في رفضها للاحتلال، وتأكيدها على الشعب العراقي في مقاومة الاحتلال وضد اعمال الفتنة وقتل الابرياء التي هي اعمال إسرائيلية واميركية من أي جهة صدرت»، وقال: «نعلم ان اميركا مصيبة كبرى حلت على العالم وعلى منطقتنا، وكما قال الامام الخميني بحق هي الشيطان الاكبر».

تابع: «بالامس حصل لقاء بين السيد حسن نصرالله والنائب سعد حريري لنوجه صفعة قوية لكل العابثين والمفتنين لنقول لهم لا حياة لهم بيننا ولا يمكن ان تمرروا مشاريعكم من خلال خلافاتنا، وليكن معلوما هذه ليست مصالحة شكلية هذا مسار لتنظيم الخلاف السياسي وقطع دابر الفتنة».

وكان الافتتاح بدأ بكلمة لمدير مكتب السيستاني، الحاج حامد الخفاف قال فيها: «دان الامام السيستاني في شدة قبل اكثر من عامين الاعتداءات الاثمة التي طاولت المواطنين المسيحيين في العراق، ودعا الحكومة العراقية الى تحمل مسؤوليتها في حمايتهم واحترام حقوقهم ومنها حقهم في العيش في وطنهم العراق». اضاف: «ليس صحيحا ان المسلمين في العراق وغيره يقتلون ويهجرون المسيحيين، وليس صحيحا ان السنّة يفجرون انفسهم في اوساط الشيعية، وليس صحيحا ان الشيعة يقتلون السنّة في عنف متبادل، ولكن الصحيح ان الذي يقتل ويفجر هو الارهاب والتطرف والغلو والتشدد». وكان من المقرر ان يكون هناك كلمة لمفتي الجمهورية اللبنانية، لكنه اعتذر عن القاء الكلمة لاسباب تتعلق بارهاقه من السفر.

 

دبلوماسي أوروبي: الغارة لمنع التهور خلال انتقال السلطة في واشنطن

 سلوك سوري مستجد إزاء الضربات

الجريدة" الكويتية/شربل بركات

لاتزال قضية الغارة الأميركية على منطقة البوكمال السورية في طور التفاعل، ولم تتضح بعد نتائجها المباشرة وغير المباشرة، واذا ما كانت ستقتصر على اغلاق المدرسة والمركز الثقافي الأميركيين في دمشق، او ربما إغلاق السفارة الأميركية مدة طويلة. ولكن ما بدا واضحاً هو ان السوريين يعتمدون سلوكاً اعلامياً وسياسياً جديداً غريباً عن اسلوبهم التقليدي حيال الاحداث الداخلية، والذي كان يقتصر على رد فعل رسمي انشائي قد يزيد غموض الحدث غموضاً، وغالباً ما يكون قابلاً للتأويل والاجتهاد، وخالياً من الاتهامات المباشرة الا لإسرائيل، فضلا عن رد فعل اعلامي محدود. وظهر هذا السلوك الجديد مباشرة بعد التفجير الذي شهدته دمشق أواخر سبتمبر الماضي؛ فوسائل الاعلام كانت حاضرة في موقع التفجير على طريق المطار بعد دقائق من الحدث، وردّ الفعل الرسمي تضمن اتهامات لـ«احدى دول الجوار». استغلت سورية الحدث ووظفته سياسياً على عكس السابق حين كانت تلملمه و«تلفلفه». وفي هذا السياق، التعاطي السوري مع التفجير الذي اودى بحياة القائد العسكري في «حزب الله» عماد مغنية كان مختلفاً عن التعاطي مع تفجير طريق مطار دمشق، كما ان التعاطي مع الغارة الاسرائيلية على موقع دير الزور كان مختلفاً عن التعاطي مع الغارة الاميركية على البوكمال، إذ اندفعت وسائل الاعلام السورية الى تغطية الحدث، وتفاعلت الدبلوماسية السورية سريعاً مطلقة حملة ضد الادارة الاميركية التي تستعد للرحيل. كما ان التظاهرة التي سارت في شوارع العاصمة السورية أمس، تصب في سياق هذا الاسلوب الجديد.

ولكن البعض يرى ان هذا التغيير السوري شكلي ويمس الحدث ونتائجه، في حين انه عند الحديث عن اسباب الحدث ومسبباته واهدافه ومقدماته، يبقى الغموض والالتباس سيدَي الموقف.

وبهذا المعنى، لم تكشف سورية ولم تتحدث رسميا عن الموقع الذي استهدفته الغارة باستثناء انه مبنى مدني، في وقت قالت واشنطن ان الهدف هو موقع لتهريب الارهابيين الى العراق. لذلك، خرجت الى التداول تفسيرات عدة حول توقيت الغارة واهدافها، واعتبر البعض ان هدفها ميداني بحت، في حين رأى آخرون انها تحمل رسائل اميركية سياسية الى النظام السوري. وفي الإطار، اعتبر دبلوماسي أوروبي يعمل في العاصمة اللبنانية بيروت، ان المعنى السياسي للغارة الاميركية يطغى على معانيها الميدانية، ويقول ان ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش ارادت وقف «الابتزاز» السوري عند حدّه، خصوصاً بعد ان رصدت «تحركات استفزازية» في بعض مراكز القوة السورية ان في العراق أو في لبنان أو في فلسطين. ويشير الدبلوماسي الأوروبي الى ان سورية «تمادت» في تقديراتها لحجم «الانكفاء» الانتخابي الاميركي، وارادت ان تحسن شروط تفاوضها مع الادارة الجديدة، خصوصاً انها تراهن على فوز المرشح الديمقراطي باراك اوباما الذي دعا الى حوار معها ومع إيران. ويرى ان غارة البوكمال هي «ضربة استباقية» أميركية ضد سورية لضمان سلوك «عاقل ومتوازن وغير متهور» من النظام السوري في فترة انتقال السلطة في واشنطن.  http://www.beirutletter.org/index.php?page=press&action=Detail&id=4659

 

تقرير غربي: عون متمرد بلا قضية

سوريا أضعفت المسيحيين وإيران تريد تقليص نفوذهم

عبد الكريم أبو النصر/النهار  

"العماد ميشال عون متمرد بلا قضية حقيقية وبلا مشروع سياسي – وطني لاصلاح الدولة والحكم والمجتمع ولاعادة بناء لبنان على اسس جديدة افضل. وليس واضحاً اليوم فعلاً عن اي لبنان يدافع الجنرال. لقد انتصر عون في انتخابات عام 2005 ليس لانه رجل سوريا وايران بل لانه كان في نظر المسيحيين رجلهم القوي والمدافع الابرز عن الاستقلال والسيادة والرافض الاكبر للهيمنة السورية ولدولة حزب الله، لكن عون لم يعرف كيف ينتصر وكيف يحول انتصاره الشعبي الكبير في الانتخابات قوة دافعة لدعم الاستقلاليين وتعزيز مقومات الدولة والوطن، بل حوّل هذا الانتصار هزيمة سياسية للكثير من مناصريه نتيجة تحالفه مع حزب الله والقوى الاخرى المرتبطة بالنظامين السوري والايراني.

ولم يعرف عون كذلك كيف يخسر حين فشل في الوصول الى رئاسة الجمهورية اذ لم يدعمه اي فريق، فلم يصبح اكثر حكمة وواقعية في التعاطي مع حلفائه وخصومه السياسيين بل ازدادات مرارته حدة وعكست ذلك حملاته القاسية على الدولة والحكم وتركيبة السلطة. لقد تحوّل عون خلال فترة زمنية قصيرة نسبياً من زعيم وطني شعبي الى سياسي غاضب على الجميع، ظالم لخصومه الذين كانوا حلفاءه في المواقف والمبادئ ثم انقلب عليهم. ويبدو كأن عون يحمل مشروع مواجهة وتحريض ونقمة ومعارضة مستمرة وليس مشروع سلام ووفاق وبناء واصلاح".

هذا ما اكده ديبلوماسي غربي بارز مقيم في بيروت في تقرير رفعه اخيراً الى حكومته ويتضمن تقويماً دقيقاً ومفصلاً لشخصية ميشال عون زعيم التيار الوطني الحر ولتوجهاته ومواقفه وممارساته السياسية. ويدخل هذا التقرير، الذي اطلعنا اليه، في اطار الاهتمام الدولي بمعركة الانتخابات النيابية المقبلة في ربيع 2009 ويركز خصوصاً على طبيعة العلاقات القائمة بين عون من جهة وحزب الله وسوريا وايران من جهة اخرى، وأبعاد هذه العلاقات واهدافها.

ويقول هذا التقرير في البداية: "ان زعيم التيار الوطني الحر يقدم شرحاً لتفاهمه بل لتحالفه مع حزب الله يتناقض مع الحقيقة ويحاول تبرير دفاعه عن النظام السوري وتقاربه مع ايران بما يتعارض كلياً مع الوقائع الملموسة التي يعرفها اللبنانيون والمعنيون بمصير لبنان، اذ ان عون يحاول اقناع المسيحيين بأن تحالفه مع حزب الله هو لمصلحتهم وانه يعزز مواقعهم ويؤمن لهم الحماية وان هذا التحالف يحقق التوازن السياسي في البلد وهو لمصلحة السلم والاستقرار. وفي الوقت نفسه يحاول عون الايحاء ان سوريا وايران دولتان صديقتان للبنان وللمسيحيين، وانه ليست لهما اطماع في هذا البلد، وان السعودية، ومعها ضمناً سائر الدول الرافضة سياسات نظام الرئيس بشار الاسد، هي العدو الحقيقي للبنان، وان المجتمع الدولي يعمل ضد مصالح المسيحيين اللبنانيين".

ويؤكد "ان الحقائق والوقائع تنسف رواية الجنرال هذه وتكشف اخطار خياراته وتوجهاته". ويركز التقرير في هذا المجال على الامور الاساسية الآتية:

أولاً - إن تحالف عون مع "حزب الله" هو تحالف مع دولة الحزب المسلحة المدعومة عسكرياً ومالياً من سوريا وايران والتي تشكل تهديداً للدولة اللبنانية ومؤسساتها الشرعية لانها تضعفها وتقلص دورها في عدد من المناطق "المحمية" الخاضعة لسيطرة الحزب، ولان الحزب يصر على الاحتفاظ بسلاحه وبقرار الحرب مع اسرائيل خلافاً لما يطالب به اللبنانيون في غالبيتهم العظمى. ومنذ الاستقلال يؤمن المسيحيون اللبنانيون، وفي غالبيتهم الساحقة، بأن مصيرهم مرتبط بوجود دولة قوية بمؤسساتها الشرعية وبنظامها الديموقراطي التعددي وبدستورها الذي يضمن السلم الاهلي والعيش المشترك بين ابناء البلد. وتحالف عون مع "حزب الله" يتناقض مع توجهات المسيحيين هذه.

ثانياً - إن المنطق الذي اعتمده عون خلال عملية الهجوم المسلح الذي نفذه "حزب الله" مع بعض حلفائه في ايار الماضي ضد بيروت وعدد من المناطق الجبلية هو منطق يضعف المسيحيين. ذلك ان عون يقول ويردد ان تحالفه مع "حزب الله" هو الذي حمى المسيحيين من هجمات الحزب على مناطقهم، لكن هذا الموقف خطر، اذ انه يشكل تبريراً لاستخدام السلاح والعنف في الصراع السياسي الداخلي، ويعني ان سلامة المسيحيين وامنهم مرتبطان بالخضوع لمطالب "حزب الله" وشروطه ومواقفه وبتأمين تغطية لاحتفاظه بسلاحه وبقرار الحرب، وهو ما يفعله الجنرال منذ اكثر من عامين. وهذا ليس ما يريده المسيحيون المتمسكون بحماية الدولة ومؤسساتها والجيش لهم والرافضون عموماً استخدام السلاح والعنف في الصراع السياسي الداخلي نتيجة ما عاناه اللبنانيون خلال سنوات الحرب.

أين مصلحة المسيحيين؟

ثالثاً -  يحاول عون بانتظام تبرير تحالفه مع "حزب الله" بالتحريض على السنّة اللبنانيين وشن حملات التجريح عليهم وتوجيه الاتهامات المختلفة اليهم والى قياداتهم وشخصياتهم من دون ان تستند هذه الاتهامات الى اي ادلة او اثباتات او الى حقائق، موحياً في ذلك بأن مصلحة المسيحيين تقضي بالتحالف مع الشيعة الذين يقودهم "حزب الله" وليس مع السنّة. والواقع ان مصلحة المسيحيين الحقيقية تقضي بالتفاهم والتعايش سلمياً مع جميع المسلمين وخصوصاً مع المعتدلين منهم والمدافعين جدياً عن استقلال لبنان وسيادته وليس مع المتشددين منهم المؤمنين بالترابط الوثيق مع سوريا وايران والذين يريدون فرض مطالبهم وشروطهم على اللبنانيين بقوة السلاح وبالعنف والترهيب، ويريدون كذلك تحويل لبنان ساحة مواجهة مفتوحة مع اسرائيل واميركا ودول اخرى من اجل خدمة مصالح السوريين والايرانيين. وهاجس "حزب الله"، المؤمن بولاية الفقيه، ليس تعزيز دور المسيحيين بل تعزيز دور الشيعة في لبنان.

رابعاً - النظام السوري عمل باستمرار خلال سنوات هيمنته على لبنان على اضعاف نفوذ المسيحيين وتقليص دورهم في ادارة شؤون البلد بل وتهميشهم في مقابل سعيه الى تقوية دور الشيعة ونفوذهم في الدولة. اما النظام الايراني فإن هدفه الذي أطلع عليه جهات اوروبية هو اسقاط اتفاق الطائف الذي وزّع السلطة وصلاحيات الحكم مناصفة بين المسلمين والمسيحيين وتم تعديل الدستور على هذا الاساس. ويريد النظام الايراني اتفاقاً جديداً مختلفاً عن الطائف يقضي بتوزيع السلطة وصلاحيات الحكم على اساس المثالثة بين الشيعة والسنة والمسيحيين فتتقلص حصة المسيحيين حينذاك الى الثلث بدلاً من ان تكون النصف. وهذا ليس ما يطمح اليه المسيحيون اللبنانيون بالطبع.

خامساً - المحور السوري – الايراني الذي يدافع عن عون يشكل تهديداً حقيقياً للبنان المستقل وللبنانيين عموماً، من جهة لان هذا المحور يدعم بقوة احتفاظ "حزب الله" بسلاحه وبقرار الحرب مع اسرائيل من دون التشاور مع الدولة، ومن جهة اخرى لان هذا المحور يريد تحويل لبنان ساحة مواجهة مفتوحة مع دول عدة يستخدمها السوريون والايرانيون لمحاولة تعزيز مواقعهم التفاوضية مع الدول الكبرى وإن دفع اللبنانيون الثمن الباهظ.

سادساً - سوريا وايران في حال مواجهة مع الدول الكبرى ومع دول عربية بارزة ومؤثرة، من جهة لان هذه الدول ترفض اخضاع لبنان مجدداً للهيمنة السورية وتتمسك باستقلال هذا البلد وبسيادته وبالمحكمة الدولية، ومن جهة اخرى لان الجمهورية الاسلامية مصممة على امتلاك السلاح النووي وعلى محاولة الهيمنة على المنطقة بالتحالف مع القوى المتشددة مما يهدد الامن والاستقرار وموازين القوى في هذه المنطقة ويعرض بلداً كلبنان للخطر. وليس من مصلحة اللبنانيين اطلاقاً ان يكونوا جزءاً من المحور السوري – الايراني المتشدد وان يقفوا ضد الدول العربية المعتدلة وعلى رأسها السعودية ومصر اللتان تدعمان لبنان المستقل السيد وتتعاملان معه على اساس انه وطن يستحق الحياة، بينما يتعامل السوريون والايرانيون معه على اساس انه مجرد ساحة وورقة مساومة. وقد حاول عون خلال زيارته طهران اخيراً تقديم صورة "مزيفة وغير حقيقية" عن سياسات الجمهورية الاسلامية اذ قال إن "ايران لم تساعد حزباً لبنانياً ضد آخر"، وانها "تعمل من اجل الوحدة الوطنية" في الوقت الذي يعلم الجميع ان ايران تدعم فقط "حزب الله" والمرتبطين بها وتمدهم بالسلاح والمال وانها تقدم المساعدات الى المناطق الشيعية وحدها بينما تدعم السعودية سائر الطوائف وتقدم المساعدات الى كل المناطق اللبنانية بلا استثناء وهي تساعد، مع مصر ودول عربية اخرى، الجيش اللبناني والسلطة الشرعية وليس تنظيماً مسلحاً متمرداً على الدولة.

ما البديل من الطائف؟

سابعاً - إن اتفاق الطائف الذي يصوره عون على انه "رمز هزيمة المسيحيين"، والذي قامت السعودية بدور اساسي في تأمين التوصل اليه، حقق ثلاثة انجازات كبرى للبنانيين:

1 -  انهى الحرب الاهلية التي استمرت اكثر من 15 عاماً وألحقت الهزيمة بجميع اللبنانيين اذ لم يستطع اي طرف تسجيل انتصار حاسم على اي طرف آخر. كما ان هذا الاتفاق الذي وقّع عام 1989 أمّن الوصول الى صيغة جديدة متوازنة لتقاسم السلطة بين المسلمين والمسيحيين على اساس المناطق.

2 -  وضع حداً لهذه الهزيمة اللبنانية الجماعية بموافقة الغالبية الساحقة من اللبنانيين ومن مختلف الطوائف. وهذا الاتفاق لم يسرق انتصاراً حققه المسيحيون في الحرب ضد المسلمين، اذ لو ان طرفاً انتصر على آخر لكانت الحرب استمرت، اذ يستحيل ان تهيمن طائفة كبرى على طوائف كبرى اخرى في لبنان.

3 - اتاح اعادة بناء الدولة ومؤسساتها ومهّد الطريق لاعادة اعمار لبنان. ولو كان اللبنانيون قادرين آنذاك على ادارة شؤون بلدهم بانفسهم لما كان النظام السوري حصل على تفويض دولي وعربي لمساعدتهم على الخروج من دوامة الاقتتال الداخلي وبناء دولتهم ومؤسساتهم. لكن ما حدث هو ان النظام السوري انتهك اتفاق الطائف وتجاوزه اذ انه فرض عام 1991 على الحكم اللبناني المرتبط به توقيع "معاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق" التي ادت الى ايجاد علاقة وحدوية بين لبنان وسوريا، واعطت شرعية لبنانية للهيمنة السورية على هذا البلد. واستمرت الحال على هذا الاساس الى ان انتفض اللبنانيون على الهيمنة السورية بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه. ولو كان عون رجل دولة مسؤولاً لما كان اكتفى بانتقاد اتفاق الطائف بل لكان اعد مشروع اتفاق بديلاً منه وافضل. لكن عون يواجه مأزقاً في هذا المجال اذ ان تبنيه المثالثة بدلاً من المناصفة سيثير نقمة المسيحيين، كما ان مطالبته بتعزيز دور المسيحيين وتقوية صلاحيات رئيس الجمهورية ستواجه بالرفض من جانب "حزب الله" وآخرين.

ثامناً - يتحدث عون عن ضرورة اصلاح الدولة ويوحي ان الحكام الحاليين غير قادرين على ذلك. لكن موقفه هذا ليس جدياً ويدخل في اطار الحملة على الاستقلاليين. اذ ان الجنرال لم يطرح اي مشروع حقيقي مدروس قابل للتطبيق لاصلاح الدولة. ومن يريد اصلاح الدولة فعلاً يبدأ بدعم هذه الدولة ومؤسساتها وليس بدعم دولة "حزب الله"؛ ومن يريد الاصلاح يحرص على السلم الاهلي فلا يبرر استخدام السلاح والعنف في الصراع السياسي الداخلي؛ ومن يريد الاصلاح يحرص على كسب مساندة المجتمع الدولي وسائر الدول العربية البارزة والمؤثرة والتي تؤمن حماية شرعية حقيقية للبنان المستقل.

واكد الديبلوماسي الغربي في تقريره: "إن عون يتمتع بثقة مفرطة في الذات لكنه يخطئ اذ يعتقد انه يستطيع ان يقود المسيحيين او قسماً منهم الى حيث يريد، وانه قادر على اقناعهم بأن النظامين السوري والايراني حريصان على استقلال لبنان وامنه واستقراره، وان الدول الاخرى الداعمة فعلاً وجدياً لبنان هي عدوة للبنانيين عموماً وللمسيحيين خصوصاً. فالمسيحيون هم في قلب الحركة الاستقلالية ولن يقبلوا التضحية بدولتهم ونظامهم واستقلالهم من اجل ارضاء عون وحلفائه. والانتخابات المقبلة ربيع 2009 ستثبت ذلك".

وانهى الديبلوماسي الغربي تقريره بالقول: "لقد اصاب اللبنانيون وكانوا على حق حين انتخب نوابهم وبدعم دولي وعربي ليس له مثيل العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، لان سليمان رجل دولة مسؤول حقيقي، ولانه زعيم وطني حريص فعلاً على مصالح جميع اللبنانيين، وعلى سلامة الوطن واستقلاله، كما انه حريص على كسب دعم المجتمع الدولي والمجموعة العربية له ولقضيته".

 

كتلة برلمانية لرئيس الجمهورية هي فكرة هزيلة جداً 

النهار/لو لم أكن أعرف ان فكرة تشكيل كتلة برلمانية موالية مباشرة لرئيس الجمهورية هي فكرة تشكّل نقطة ضعف عند الجنرال ميشال سليمان لأنها تراوده منذ ما قبل اختياره دولياً وعربياً للرئاسة الأولى وكان لا يزال قائداً للجيش، بل حتى في فترة من العام المنصرم لم يكن هو متأكداً فيها من رسوخ اختياره... لأن شخصية لبنانية نقلت لي "يومها"، ان سليمان قال لها بالحرف الواحد – وأنا اثق بالراوي على هذا الصعيد – انه إذا لم تسر الأمور على ما يرام، سيفكر بالاستقالة من قيادة الجيش وخوض الانتخابات النيابية لتشكيل كتلة في البرلمان...

لو لم أكن أعرف هذه "الواقعة"... كدليل على مدى "ضعفه" حيال الفكرة التي لم تعد سراً أصلاً لما اندفعت – من الآن – للتعليق عليها من وجهة نظر أزعم أنها تتخطى محض حسابات النفوذ المباشرة للرئاسة الأولى... الى موقع هذه الرئاسة كتعبير عن موقع "المسيحيين" في الصيغة اللبنانية التي تنتج النظام السياسي.

يقال عادة ان دوراً مسيحياً عاد مطلوباً من المسلمين اللبنانيين بسبب انتقال مركز الثقل في التأزم اللبناني من الحساسية المسيحية – المسلمة الى الحساسية السنية – الشيعية.

لكن علينا التدقيق بمضمون هذه "المطلوبية" التي يمكن أن تتراوح بين مجرد الدعوة الشكلية الى دور للمسيحيين لا يعكس الآلية "الاستتباعية" المحلية والاقليمية والدولية التي يبدو عليها وضعهم السياسي جوهرياً في حالات محددة داخل لبنان، وبين دعوة اكثر من شكلية، يمكن تسميتها "دعوة توسطية" تلعب فيها القوى المسيحية دوراً في "الوساطة" بين السنية السياسية والشيعية السياسية، الى دعوة، أزعم انني من مؤيديها، وهي تتعلق بتفعيل دور "الموقع المسيحي" الاول في المؤسسات الدستورية، وهو رئاسة الجمهورية للعب دور "حماية" للاستقرار الأهلي وتنظيم الصراع السياسي السلمي، بين جميع المكونات اللبنانية.

لا معنى – إلا النفاق – للدعوة الى تفعيل دور مسيحي في حماية "الاستقرار الأهلي" والصراع السلمي في النظام السياسي، اذا لم تمثل هذه الدعوة لـ"غير المسيحي" مصلحة عليا مباشرة، أي مصلحة عليا للأكثرية الساحقة من اللبنانيين الذين يريدون العيش السلمي الدائم في بلدهم وجعل النظام السياسي يخدم هذا الهدف.

التجربة التاريخية لهذا الكيان – الدولة – النظام منذ تأسيسه في العشرينات، كدولة عام 1920 وكنظام دستوري عام 1926، هذه التجربة تظهر ان نظامنا السياسي الطائفي لم يحقق السلام الأهلي، بل هو ينتج داخلياً وبالتالي خارجياً بسبب قابلياته التكوينية كنظام "عميل" حروباً أهلية دائمة. من هنا – ولسنا نبتعد لا عن لبنان ولا عن الموضوع – يمكن القول ان "الديموقراطية الطائفية" اللبنانية لم تحقق الأمن لجماعاتها الطائفية المتعددة، بل ابقتها في حالة انعدام الشعور بالأمن الجماعي. حتى ان تاريخ تطور الطائفيات الأربع، بدءاً بالموارنة – والى جانبهم الدروز – ثم الشيعة فالسنّة يكشف ان عدم الشعور بالأمن كجماعة كان المادة الداخلية الأساسية التي اعادت تشكيل البنية السياسية لكل من هذه الطوائف وهي وصلت الى حدّ سيادة بنية "الحزب الواحد"، سابقاً عند الموارنة والمسيحيين واليوم عند السنة والدروز و"تحالف الحزبين الواحد" عند الشيعة. كل ذلك وسط تحولات بنيوية اقليمية – دولية في العقود المنصرمة جعلتها طبيعة النظام السياسي اللبناني المكشوفة تساهم مباشرة في تشكيل بنية كل من هذه الطوائف، كما موقعها في الصيغة السياسية.

رئيس الجمهورية ميشال سليمان هو الأول بين رؤساء الجمهورية اللبنانيين الذي يأتي في ظل "نضوج" وعي التعبيرات السياسية السنية – الشيعية بمأزق العجز عن انتاج حل دائم. انه وعي سلبي يتحول داخلياً الى وعي ايجابي عندما ينضج وعي خارجي. فما هي أهم من وعي القوى الداخلية المأزقي القناعة الدولية العربية بدور رئيس الجمهورية المسيحي. قناعة اتخذت اشكالاً لا سابقة لها لأن مجلس وزراء الجامعة العربية – اي هنا بدون مبالغة العرب – ووراءهم فعلاً القوى الدولية أصدر نصاً يختار الرئيس المسيحي بالاسم ويدعو لانتخابه، وهذا لم يحصل في هذا المقام في أي وقت سابق منذ تشكّلت الجامعة العربية عام 1945.

كان هذا الموقف من حيث "نضوجه" العربي – الدولي يأتي في ترتيب تاريخ نضوج المواقف الخارجية، بعد "النضج" المختلف الذي شهدته فكرة تسليم القيادة السورية عام 1989 – 1990 مرجعية إحلال ثم إدارة السلم الأهلي – الدولة اللبنانية. هذا التفويض الذي سحبه الأميركيون – الفرنسيون والتحق بهم السعوديون والمصريون أواخر عام 2004 فما بعد. (تسوية عام 1958 هي محطة "نضج" مصرية (سورية) – اميركية وتسوية 1943 هي محطة "نضج" انكليزية – مصرية... الخ.

إذن "النضج" المرجعي الجديد للصيغة اللبنانية الذي افتتحه اختيار ميشال سليمان، لم يكن مجرد حلّ عربي – دولي لصراع داخلي – اقليمي منفجر، بل كان فرصة لاختيار "آلية" تعديلية أساسية في الصيغة اللبنانية. انتقال موقع الرئاسة الأولى "رسمياً" الى دور جديد.

الفكرة، فكرة كتلة برلمانية لرئيس الجمهورية، تستمد بعض عناصرها من نوستالجيا – اصبحت ساذجة – لموقع رئيس الجمهورية قبل 1975، عندما كان مجرد انتخاب هذا الرئيس يشكّل حوله لا كتلة برلمانية بل أكثرية برلمانية تأتي برئيس مجلس النواب. لذلك من هذه الناحية الفكرة الحالية مشوّهة قياساً بالقديمة لأنها تتحدث عن "كتلة"... بين كتل أخرى، أياً يكن حجمها لكنها ليست أكثريّة.

ثانياً الفكرة، تلعب بشكل خطر على هذا المعنى الجديد لدور المسيحيين عبر دور رئيس الجمهورية، المعنى الجديد الذي يفترض أن يتحول رئيس الجمهورية الى فوق الطوائف، وخصوصاً فوق الطوائف المتصارعة، دور لم يجرّب أحد حتى الآن البحث عن تحريك عناصر قوته الواقعية الكاملة دستورياً وسياسياً، من حيث هو دور نافذ وليس دورا شكليا. لكن فكرة "قيادة النظام" التي تعطيها الصيغة الجديدة عربياً ودولياً لرئيس الجمهورية المسيحي (في ظل استحالة المخرج التوحيدي – الحيادي من الطائفيات السنية، الشيعية، الدرزية) تعطي أيضاً للمسيحيين مجال الصراع على زعامتهم داخل البرلمان وداخل مجلس الوزراء. وهذا يعني انتاج "موقعين" للمسيحيين: زعامة عبر الرئاسة – فوق الزعامات – وزعامة او زعامات أخرى سياسية في المجتمع تخوض الانتخابات وتتمثل داخل مجلس النواب ومجلس الوزراء.

يجب ان لا يغرق رئيس الجمهورية في "فنجان" بند واحد من "اتفاق الدوحة" اعطاه ثلاثة وزراء، وعبر ذلك يعتقد انه عليه أن تكون لديه كتلة في البرلمان... على غرار "كتلته" في مجلس الوزراء. بند "الثلاثة وزراء" يتعلق بوزارتين سياديتين اراد الرعاة العرب والدوليون انتزاعها من أطراف الصراع عموما والمسلمين خصوصا. وقد تصبح تقليداً. لكن وجود كتلة برلمانية أمر آخر لأنها ستعني ممارسة صراعيّة لرئيس الجمهورية مع غيره من القوى المسيحية، كما مع غيره من القوى المسلمة. وهذا ليس دور الرئيس. (كما أني سأضع جانباً هنا النفاق الذي يقوم به البعض بتشجيع الرئيس على وهم "الكتلة المستقلة" المراد أن تكون مجال نفوذهم لا نفوذ الرئيس! النائب الذي يريد أن يؤيد الرئيس، هذا شأنه، أما الرئيس الذي يريد "نوابه" فهذا لم يعد شأنه بل شأن آخرين من الموارنة والمسيحيين).

يجب ان يتفرغ رئيس الجمهورية المسيحي لدور "فوق الصراع" دون مواربة أو التفاف أو عقد نقص أو عقد تفوق! وهذا يعني أيضاً أن يكون فوق الصراعات المسيحية – المسيحية الذي سيؤدي انخراطه فيها حتى لو فاز بعدد من النواب الى اضعافه بل الى أكثر من ذلك.

إنه دور في وضع لبنان الداخلي المشدود بين طائفتين سنية – شيعية قويتين جداً وذواتي حضور مباشر في المنطقة ذهاباً وإياباً وتشكّل القوة الأساسية في كل منهما جزءاً من "بلاط" إقليمي هما السعودية وإيران أي جزءاً من نظام إقليمي، لا مجرد تابع له على النمط  الكلاسيكي... هذا الدور، دور رئيس الجمهورية يمثل الآن حاجة للصيغة اللبنانية كدور قيادي "فوق الصراع" في زمن – رغم انكشاف العديد من نقاط ضعف المسيحية المشرقية – يعطي لبنان بعداً مهماً باتت نخب المنطقة المتنوّرة أكثر وعياً – سياسياً – لأهميته، فكيف حين تتضح إستحالة إدارة فوق الصراع، أو حيادية، من داخل لبنان تعبر عنها إحدى الطائفيات السنية، الشيعية، الدرزية.

إنها اللحظة إذن: الحاجة الى دور الرئاسة المسيحي، داخلياً وخارجياً موقع إدارة الصيغة من قبل رئيس الجمهورية، وليس موقع الانخراط في حصص الصيغة المتروكة للقوى المسيحية مثل غيرها من القوى الطائفية الأخرى في النظام السياسي، الرئيس "فوق الصراع" هو رئيس قوي جداً عكس الفكرة الفقيرة جداً أيضاً التي تربط بين حياديته وضعف نفوذه.

الفكرة بهذا المعنى، فكرة "الكتلة"، تقزيم كاريكاتوري لدور رئيس الجمهورية في زمن لا معنى للنظام السياسي لكي يكون سلمياً إلا أن يكون نظام "الجماعات الآمنة"... إذن رئيس صيغة الجماعات الآمنة رئيس النظام لا رئيس فئة في طائفة النظام!

حذار فخامة الرئيس.

      

 قديس الشكوك 

السفير/يعني تأجيل تطويب البابا بيوس الثاني عشر قديسا إبقاء طيف من الشكوك حول دور البابا الراحل في الحرب العالمية الثانية وعلاقاته مع الرايخ الثالث وموسوليني، وقبل هذا موقفه من المحرقة اليهودية وما اذا كان قد تجاهلها أو رفضها. أما المضي فيها، فيشير الى أن الفاتيكان قرر الانطواء الى داخل قوقعته وحساباته الخاصة وعدم الأخذ في الاعتبار حساسيات العالم المعاصر.

لقد تعهد البابا بنيدكتوس السادس عشر أمام وفد يهودي بالنظر بجدية في طلب الوفد إرجاء النظر في دعوى تطويب بيوس الثاني عشر. وقد اقترح الوفد تعليق الدعوى الى حين فتح أرشيف البابا الأسبق، وهو ما يقول الفاتيكان إنه لن يحدث قبل ستة أعوام أو سبعة.

تنطوي المسألة على عدد من المحاذير الأخلاقية والسياسية بالنسبة الى الكرسي الرسولي. فليس من البساطة الاعتراف بأن بيوس الثاني عشر، الايطالي الأصل، قد اتخذ موقفا شبيها بمواقف شريحة كبيرة من مواطنيه في ايطاليا وفي أوروبا على العموم، بالتقليل من أهمية المحرقة التي نفذها النظام النازي في الأربعينيات من القرن الماضي عندما كان بيوس يتربع على كرسي بطرس الرسول. آخر الوثائق التي كشف النقاب عنها تعود الى سلف بيوس الثاني عشر، بيوس الحادي عشر. وكان البابا المتهم بعدم القيام بما يكفي من الجهود للاحتجاج على الجرائم النازية، في عهد سلفه، سكرتيراً لدولة الفاتيكان، باسم الكاردينال اوجينو باتشيلي، ويقال إن آراءه أثناء فترة صعود النازية والفاشية في أوروبا اتسمت بالارتباك والالتباس. واختير بيوس الثاني عشر لمنصب البابا قبل شهور قليلة من اندلاع الحرب العالمية التي يقال انه امتنع عن إصدار توجيهات واضحة بشأنها الى مؤسسات الكنيسة المختلفة، تاركاً لكل راع التصرف في شؤون رعيته، ما فتح الباب أمام اجتهادات رجال الدين المحليين في تأييد النازية والفاشية وفي معارضتهما.

وتبرز في سياق المحاذير تلك المخاوف التي يجري التعبير عنها منذ تولي بنديكتوس السادس عشر زمام منصبه. فتاريخ الرجل يعج بالمواقف المحافظة على الصعيدين الديني والسياسي. واذا كانت معارضة الفاتيكان الحازمة لأي إباحة لمسائل من نوع الإجهاض والمثلية والوقاية من مرض الايدز، أي القضايا التي تندرج في سياق التشدد والمحافظة الاجتماعيين، باتت معروفة تمام المعرفة، فالأرجح أن استئناف السجال حول سلوك بيوس الثاني عشر وما اذا كان بالفعل قد ساهم في إنقاذ آلاف اليهود أثناء الحرب سيشكل اختبارا للمدى الذي يمكن أن يمضي الفاتيكان فيه في ظل البابا الحالي.

زاوية إضافية يتعين النظر منها وهي تتعلق بتأثير أي قرار يُتخذ في شأن تطويب بيوس الثاني عشر على المسيحيين في العالم العربي. ربما بدت الصلة واهنة بين إعلان بابا توفي منذ خمسين عاما قديسا وبين ما يمكن أن يزيد من معاناة المسيحيين في هذا الشطر من العالم. لكن يجوز القول إن الأسلوب الذي تفكر فيه مجموعات التطرف الديني هنا، لا يقيم وزنا كبيرا لاعتبارات من هذا النوع. وعند الحركات هذه أن أي حركة اعتذار لليهود تأتي من الفاتيكان، على غرار تلك التي صدرت في بعض أدبيات الكنيسة منذ حوالى عشرة أعوام، تحمل ضمناً تأييداً يصب في مصلحة إسرائيل. والنتيجة »المنطقية« لسلوك كهذا، هي تصعيد الاعتداءات على المسيحيين.

ليس في وسع الجماعات هذه أن تعي تعقيدات التاريخ الأوروبي وخصوصيات العلاقة بين الكنيسة الكاثوليكية واليهود، وليس في مقدورها، بطبيعة الحال، أن تستوعب البعد الإنساني (أو بالأحرى اللا إنساني) الكوني لأي جريمة تنزل بأبناء جنس ودين لمجرد انتماء الى أي من هذين الجنس أو الدين. وهذا ما يفسر جملة المواقف التبخيسية ليس حيال المحرقة وحدها بل كل أنواع المعاناة الإنسانية.

ليس مهماً أن يطوّب بيوس الثاني عشر قديسا أو لا يطوّب، فهذه مسألة تخضع لآليات تحددها الكنيسة الكاثوليكية. بل المهم بالنسبة الى الكنيسة والى البشر الذين يتأثرون بآرائها هو تبني وجهات نظر جديدة تخرج من سياق المعارك الايديولوجية التي يهواها البابا الحالي، وتتسع لحقائق العالم. بهذا المعنى، لن يكون البابا بيوس أول قديس تثير سيرته علامات استفهام، بل سيكون قديس الشكوك والريبة.

   

هل ستحارب المخابرات السورية أميركا..؟

داود البصري/ايلاف

الغارة الاميركية على قرية السكرية الحدودية السورية رسمت خطوطا فاصلة على الرمال الساخنة للصحراء السورية - العراقية المشتركة التي تحولت إلى ملجأ مهم من ملاجىء الإرهاب الدولي وحيث يتسلل الأصوليون والسلفيون من خلالها ليمارسوا فعل "الجهاد"! وليتهيأوا لتشكيل مجتمعاتهم السلفية التي يحاولون من خلالها إقامة دولتهم الطوباوية ومجتمعهم الفاضل على الطريقة الطالبانية المعروفة.

والعجيب أن أفواج السلفيين تنطلق من عاصمة البعثيين السوريين وتتحرك بفعالية ونشاط وبعضها يكون بعيدا من رصد أجهزة الامن السورية وبعضها بتشجيع منها وتخطيط وبرمجة بغرض الإستفادة من نشاطات تلك الجماعات في تعكير وإرباك الموقف الأميركي في العراق وهو هدف مشترك لكل من السلفيين والبعثيين السوريين.

 فالمصلحة مشتركة ولا بد من العمل والتنسيق المشترك في هذا المجال, ويبدو أن السوريين لم يتوقعوا أبدا أن يقدم الأميركيون على تدخل عسكري مباشر وعلى الضرب الواضح في العمق السوري, وهو الرسالة الخطيرة التي أوصلها الاميركيون في عمليتهم الأخيرة والقائلة بفصاحة ان لا حدود أو سدود أو موانع يمكن أن تردع الجانب الأميركي عن تنفيذ اي عملية تتطلبها ظروف ومستجدات المواجهات الميدانية مع جماعات الإرهاب الناشطة في العراق !

وأعتقد أن الخيار الوحيد المتبقي أمام السوريين هو إعلان الحرب رسميا وبشكل واضح على الولايات المتحدة وجيشها في العراق! وحشد الجماهير العربية إستعدادا للمواجهة! وبما أن الجيش السوري عاجز عن المواجهة المباشرة فليس هناك من بديل سوى اللجوء الى جيوش المخابرات السورية وهي ما شاء الله فرق واسعة ومتنوعة مخصصة لمهمات القمع الداخلي.

ولكن مع تغير الظروف يمكن تطويرها وتحريف برامجها لتلائم الحالة المستجدة والطارئة, ويمكن من خلال دمج عناصر مكتب "رقم 279" الإستخباري , مع قوات مكتب "رقم 233" و "235" ومكتب الامن القومي وقوات مخابرات القوة الجوية ومكتب فرع فلسطين وبقية المكاتب الإستخبارية هذا غير الأمن العسكري والأمن السياسي وقوات الشرطة, إضافة لقوات "العكيد" أبو شهاب وبقية فريق مسلسل "باب الحارة"! ليمكن بعدها من تشكيل كتائب الفداء والتحرير في الشام وبغرض قلب الصورة الستراتيجية الدولية ولربما دحر الأميركيين وتحرير العراق بالتعاون مع قوات "فيلق بدر" و"جيش المهدي" و"الصحابة" و"الراشدين" إضافة لقوات الرفيق المناضل الفريق الدكتور "عبد طيطو" وبالتعاون العملياتي واللوجستي مع فيالق "عرب بزون" وغيرهم من الفصائل المسلحة التي قد تفرض واقعا جديدا تكون الهيمنة فيه لقوات التحرير القومي المشكلة أساسا من المخابرات السورية!

إنها فرصة العمر للنظام السوري للوصول لحالة التوازن الستراتيجي التي طال البحث عنها وتمنيها, وأعتقد أن على النظام السوري إنتهاز الفرصة التاريخية للقيام بشن الضربة الأولى وهي التي من شأنها أن تشل المبادرة الهجومية للعدو وتحقق سبقا ستراتيجيا وتكتيكيا من شأنه تغيير صورة الصراع, وكل العوامل والأسباب المؤدية لتوجيه الضربة الإستباقية متوافرة وبشكل نادر.

فيا كتائب المخابرات السورية المناضلة سيري للتحرير القومي, فإنها والله معركة المعارك وأم المواجهات, كما أنها "اليرموك" الجديدة! وعلى كل العناصر الإستخبارية الثبات وعدم الهروب أو التراخي, إنه يوم الملحمة , كما انها المعركة التي سترد بها المخابرات السورية كرامة الأمة السليبة و المنتهكة... فهل يتحرك أهل المخابرات السورية فعلا? أم أن جحور "البعث" ستكون هي المصير الحقيقي لأنظمة الإستبداد... لنر ونشاهد ونستمع!.

كاتب عراقي

dawoodalbasri@hotmail.com

 

سعيد: على المسيحيين الخروج من الماضي والإنخراط في الحاضر

موقع 14 آذار/أشار المنسق العام لقوى 14 آذار الدكتور فارس سعيد إلى أنّ سوريا وافقت على اقامة علاقات دبلوماسية وتبادل السفراء مع لبنان تنفيذا لشروط ومحفزات تتولاها فرنسا من أجل ترميم العلاقة بين سوريا والعرب من جهة، والعالم من جهة أخرى، كاشفا أنّه وبالتزامن، حصلت اجتماعات أمنية في بغداد ضمت أميركا وتركيا وسوريا والعراق بهدف خلق تفاهم أمني اميركي مع سوريا والعراق وايران من أجل ضبط الوضع العراقي الداخلي، وبالتالي ضبط الحدود.

واعتبر سعيد في حديث لموقع إلكتروني، أنّ تصريح مسؤول أمني اميركي بعد ضربة البوكمال كان واضحا لجهة القول ان الاسترخاء السوري في ضبط الحدود أدى الى التدخل العسكري. بمعنى آخر، ان اميركا كانت تنتظر من السوريين وفقا لالتزامات مسبقة مهمة ضبط الحدود، ولأن سوريا لم تفعل اضطرت الولايات المتحدة للتدخل.

وكشف أنّ ضربة البوكمال نسفت مقولة ان سوريا قادرة على الالتفاف على الواقع السياسي والعسكري المفروض على المنطقة من قبل الوجود العسكري الاميركي وأسقطت مقولة ان سوريا قادرة على تأبيد سلوكها ونظامها، مقابل ديمقراطيات العالم الحر التي تتغير. وهي تراهن على عامل الوقت لتتكيف مع الادارة الأميركية الجديدة التي ستحمل برأي سوريا تبدلا في السياسة الأميركية.

واضاف "أنا أرجح هنا أن تتكرر حادثة البوكمال غب الطلب على شكل ضربات تذكيرية"...

واكّد سعيد ان سوريا سعت دوما وراء دور اقليمي محوري، وأنه على العرب والعالم الاعتراف لها بهذا الدور في فلسطين والعراق ولبنان تحديدا، وان استقرار هذه الدول رهن بالتسليم لها بهذا الدور، وهي تعيش أيضا حالة انتفاخ اقليمي بغض النظر عن الظروف والمتغيرات، وقال "لكن ما يحصل هو العكس تماما، على سوريا ان تعود الى لعب دور طبيعي كسائر الدول، وأن تفهم أيضا ان ليس هناك من سيلزّمها اعادة عملية التهدئة في لبنان وفلسطين والعراق".

وقال سعيد "إن ما يقلق سوريا تحديدا هو هاجس التفلت من الجرائم التي ارتكبتها في لبنان، فهي تحاول ان تفرض على المجتمع الدولي معتدلة الأمن مقابل العدالة. أي انها تريد القول انه اذا أراد المجتمع الدولي الاستمرار في المحكمة، فبامكان سوريا زعزعة الاستقرار. وقد رأى النظام السوري ما حصل في السودان مع عمر البشير فرصة مشجعة لهذه المعادلة. ولكن بامكاني ان أؤكد أن المحكمة غير قابلة للمساومة".

ورداً على سؤال إن كان من علاقة لهذه التطورات بما يجري في داخل سوريا، من ضباط يصفّون او "يختفون" وآخرون يرفعون و يكافأون، أجاب سعيد "النظام السوري يريد الايحاء انه قادر على التفلت من مسؤولياته، وهو مضطر في الوقت نفسه لاشاعة مناخ من الثقة لهؤلاء الضباط الذين هم على لائحة المشتبه بهم في جرائم الاغتيال في لبنان، من أجل القول أنه اذا تم التوصل الى تسوية فلن يكون ذلك على حساب هؤلاء الضباط، أمثال رستم غزالي وجامع جامع وآصف شوكت وغيرهم. أي ان النظام يسعى الى طمأنتهم كي لا يواجه وضعا صعبا عندما يضطر لاتخاذ القرار الصعب، لذلك فهو يرقّيهم اليوم... كما أنه، منذ أربعة أشهر، وبعد صمت طويل، قال الأسد انه عند اغتيال رفيق الحريري كان الأمن في لبنان في عهدة الأجهزة الأمنية اللبنانية، أي أنه عمليا يدين الضباط اللبنانيين الأربعة الموقوفين منذ بداية التحقيق الدولي، منذ أكثر من ثلاث سنوات. بعدها لم نعد نسمع دفاعا عنهم من أحد واقتصر الأمر على بيانات يصدرها اللواء جميل السيد من السجن".

واعتبر سعيد أنّه اذا وضع المرء نفسه في موقع "حزب الله" ونظر الى المشهد الاسرائيلي واحتمال توجيه ضربة عسكرية أو أمنية له كفيلة بحلحلة المشاكل السياسية الداخلية في اسرائيل، واذا نظرت الى سوريا وهي تفاوض اسرائيل، واذا نظرت الى التشنج الاسرائيلي الأميركي حيال ايران واحتمال توجيه ضربة عسكرية، عشية تبدل الادارة الأميركية، يصبح بالامكان تفهم سعي "حزب الله" الى الالتصاق بالداخل اللبناني. فهو من جهة يحمي نفسه ليصبح جزءا من النسيج الداخلي اللبناني بعد أن أصبح يشكل عبئأ على اللبنانيين، عندما قام في 7 أيار بغزو بيروت وحاول اجتياح الجبل، ومن جهة أخرى يقوم بانتظار التطورات الأقليمية محاولا تبريد الأجواء لسحب موضوع سلاحه من التداول، وارغام قوى 14 آذار على الغائه من أدبياتها السياسية.

ونوه سعيد بأهمية اللقاء الذي حصل بين النائب سعد الحريري وأمين عام حزب الله حسن نصرالله معتبرا أنه أفضى الى فض اشتباك بين الطرفين، وأكد على الاختلاف السياسي بين 14 آذار و8 آذار، ونقله الى الانتخابات المقررة في الربيع المقبل، بدليل ان نعيم قاسم، نائب نصرالله، أكد بعد أربع وعشرين ساعة على اللقاء على الاختلاف السياسي بين الطرفين، وناشد الجميع عدم توظيف الخارج في معركة الداخل.

وأضاف "أما التأكيد على الطائف فهو يسجل لصالح الحريري، الا أن ما يريده "حزب الله" لا يمت للطائف أو لاتفاق الدوحة بصلة. انه يريد فقط الاحتماء بالداخل تحسبا لتعقيدات قد تحصل في المنطقة".

وفي ما يختص المصالحة المسيحية - المسيحية اعتبر سعيد أنّ المسيحيين مدعوون للخروج من القرن الماضي والدخول في العصر معتبرا أنّهم قد أصيبوا بهزيمة بعد اغتيال مشروع بشير الجميل، ومنذ ذلك الوقت خرجوا من المسرح السياسي، على صعيد المنطقة والعالم وتراجع حضورهم في موازاة المسلمين.

وأضاف سعيد " لقد انقطعت علاقة المسيحيين بالمحيط، ولم يعد لهم علاقة جدية مع الغرب بعد ان فقد الأخير ثقته بهم. واليوم، بدل أن يسعوا للعودة الى العالم يرجعون الى القرن الماضي، ويتمحور خلافهم حول مين قتل بيي ومين قتل بيّك، فيما العالم العربي والغرب مهتم بالمسلمين. فهذا حسن نصرالله في ايران، وهذا الحريري في السعودية وفي قصر الاليزيه والبيت الأبيض، أما المسيحيون فهم محنطون في سلوك وخطاب قديمين. اذا أحسنوا القراءة وسارعوا الى تحويل أنفسهم الى رأس حربة مشروع 14 آذار لبناء الدولة ربما يعودون كلاعبين على المسرح السياسي. أما اذا ظلوا محكومين برواسب الحرب الأهلية ويتحكم بهم مرض تحديد الأحجام داخل الطائفة من دون سواها، فمن الطبيعي أن تنسف المصالحة وأن يقول لهم اللبنانيون تعبنا منكم".

واشار أنّ هناك دور لسوريا في الموضوع، ولكن المرض الأساسي هو مسيحي وليس دائما "الغريب هو من يسرق الجرّة"، كما يقول المثل العامي وسأل "فما معنى أن يسامح سليمان فرنجيه من قتل والده ولا يسامح عسكري نفذ القرار وشارك في عملية الاغتيال؟ وكيف يقبل عمر كرامي أن يجلس مع سمير جعجع وزيرا في الحكومة التي شكلها هو في 1992، ويعود ويتهمه اليوم بأنه مجرم؟".

واعتبر سعيد انّ هناك عقم مسيحي في الأساس، علما ان كل الطوائف تمر بنشوة ثم تصطدم بالواقع وتعود فتتكيف مع الحاضر. الكل مسيحيا غارق اليوم في النكايات "الضيعجيّة"، من اهدن الى المدفون والصفرا وكفرشيما و... لا سياسة جدية وذات وزن في الساحة المسيحية الا في داخل 14 آذار فقط. المسيحيون يحتاجون الى اعادة ربط دورهم في دائرة الاهتمام العربي، كما فعل جعجع مثلا في زيارته الى مصر.

وختم سعيد أنّ الكتلة الوطنية المستقلة التي طرحها رئيس الجمهورية ميشال سليمان خطوة ايجابية باتجاه تعزيز الدولة، وقال "علينا تشجيع منطق بناء الدولة الذي يجسده اليوم ويعمل من أجله سليمان. لذلك، لا أرى أي مانع من قيام مثل هذه الكتلة. ان عون هو من شن حملة على فكرة الرئيس، لأنه يعتبر على الأرجح انها ستكون على حسابه في جبل لبنان الشمالي. أما 14 آذار فعليها ان تعتمد سلوكا مغايرا وان تلتقط الاشارات من قبل سليمان وتحاوره مجتمعة وليس بالمفرق".

 

غباء أم تغابي؟

محمد سلام/لبنان الآن

الخميس 30 تشرين الأول 2008

ضوضاء الردح السياسي "القومي" في ما يتعلق بالغارة الأميركية الأخيرة على هدف في منطقة البوكمال السورية لا تحجب التساؤلات الأساسية المتعلقة بهذا التطور، والتي لم تعتبر الأوساط القومية، وبعض الإسلامية أيضا، أنها معنية بتقديم إجابات عنها هي، أي الإجابات، من حق الأمة التي يصدحون بالانتماء إليها، عربية كانت أم إسلامية ... أم "ممانعة"، هذا إذا كانت هناك أمة ممانعة.

الأسئلة كلها تتعلق بأحد أوجه الحقيقة. تبدأ كلها بـ لماذا.

- لماذا قرر الأميركيون أن تخترق مروحياتهم الأربع الأراضي السورية بعمق ثماني كيلومترات لتنفيذ هجوم على هدف؟

- لماذا تولى الإعلام السوري "الرسمي" تغطية نبأ الهجوم الأميركي، بغض النظر عن تصنيفة، ولم يقم الجيش السوري بمهمة الدفاع عن أراضي الدولة السورية على الرغم من أن المنطقة المستهدفة عسكرية-أمنية بامتياز، وعلى الرغم من أن القوات الأميركية بقيت على الأراضي السورية وفي الأجواء السورية قرابة 40 دقيقة؟

- لماذا لم تتقدم الدولة السورية بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي ضد ما أسمته بـ "الهجوم الإرهابي" الأميركي؟

- ولماذا لم تطلب الدولة السورية عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي لبحث الاعتداء الأميركي على أراضيها وإصدار قرار بشأنه؟

- لماذا لم تتحرك سوريا بصفتها الحالية الرسمية رئيسة لمؤسسة القمة العربية لتقود تحركا من قبل جامعة الدول العربية، وصولا إلى الدعوة إلى عقد قمة عربية طارئة لبحث الاعتداء الأميركي الخطير على "القطر" السوري؟  سوريا في موقع فريد: رئيس القمة العربية تتعرض لهجوم خارجي!

هذه "اللماذات" هي أسئلة شرعية مشروعة يحق لكل طالب حقيقة أن يطرحها، لا على النظام السوري فحسب، بل أيضا على أصحاب تصنيفات الممانعة التي تحت سقفها المثقوب يجرون الويلات على البلاد والعباد.

طبعا سيتنطح أكثر من "ممانع" ليطرح علينا أنه من غير المجدي أن يجرنا "العدو" إلى معركة بتوقيته وعلى أرضه؟

هذه هي النظرية العفنة نفسها التي حكموا بها البلاد والعباد لأكثر من نصف قرن، ولم تثمر لا ممانعة ولا تحريرا.

ولكن هذه النظرية، إياها، تعاني من أكثر من ثقب، في حالة الهجوم الأخير.

فالعدو لم يجر سوريا إلى معركة على أرضه، بل خاض معركة على أرض سوريا، وبعمق ثمانية كيلومترات في الأراضي السورية.

والمسألة ليست مجرد غارة تنتهي في دقيقة واحدة، يعني أنها ليست ضربة، بل عملية إنزال واقتحام واشتباك وغطاء جوي وانسحاب وعودة إلى قاعدة الإنطلاق.

ولو تصدى لها السوري على أرضه وأوقع في القوة المهاجمة إصابات، سواء بصواريخه أو بطائراته الحربية أو بقواه البرية، لما كان أحد يستطيع أن يلومه، فهو يمارس حقا مشروعا في الدفاع عن النفس.

ولكن يبدو أن مسألة "عن النفس" هذه لم تكن متوفرة كعامل في الصراع، لذلك لم يحاول النظام السوري التصدي لما وصفة بهجوم إرهابي.

والمسألة تبدو مربكة أكثر في ضوء حشد القوات السورية في مواجهة الحدود الشمالية اللبنانية تحت عنوان مواجهة "الإرهاب".

إذا كان المبدأ هو مواجهة "الإرهاب" فلماذا يصح مقابل حدود لبنان، ولا يصح في مواجهة قوات أميركية تعمل على الأراضي السورية ضمن ما وصفه النظام السوري بهجوم إرهابي. هل صيف الإرهاب صاف على حدود لبنان، وغائم على حدود العراق بعمق ثماني كيلومترات في الأراضي السورية؟

لا نريد أن نخوض في تفسيرات طبيعة الهدف الذي هاجمه الأميركيون بموافقة الحكومة العراقية، ولكن يبقى عدم التصدي للهجوم في ذاته لغزا يثير التباسات توحي... بإجابات.

تعهد وزير الخارجية السورية وليد المعلم، ردا على سؤال افتراضي، بأن سوريا ستدافع عن نفسها إذا تكرر الهجوم.

هذا التعهد قد يقدم إجابة عن السؤال المتعلق بعدم الرد على الهجوم الأول. بمعنى أن الوزير المعلم يفترض أنه لم يعد هناك في سوريا "أهداف" قد تسعى القوات الأميركية إلى مهاجمتها، لذلك يتعهد بالرد على هجوم يعتقد أنه لن يحصل.

هذا يعيدنا إلى سؤال مهم. إذا كان النظام السوري يعتقد أنه لم يعد هناك على أراضيه أهداف يمكن أن تهاجمها القوات الأميركية مستقبلا، فذلك يعني أنه كان يعلم مسبقا أن الهدف الذي هوجم سيتعرض للهجوم، وأنه لا يمكنه الدفاع عنه "سياسيا وقانونيا وأخلاقيا" لذلك قرر عدم الدفاع عنه، فذلك يساعده على... التخلص منه.

هل يعني ذلك أن النظام السوري "باع" الهدف المستهدف للأميركيين وحشد في شمال لبنان كي "يضلل"؟

السؤال يبدو مشروعا في ضوء ما أعلن عن أن من قتل في المبنى قيد الإنشاء في مزرعة السكرية، كان من ضمن مسؤولي عصابة ما سمي بفتح الإسلام التي نشطت في نهر البارد، واسمه مدون في اعترافات العديد من موقوفي العصابة الإرهابية التي جاءتنا من سوريا؟

وإذا كان النظام السوري قد "باع" قاعدة السكرية، فماذا تقاضى مقابلها.

الإجابة غير متوفرة، ولكن فرضية البيع أو المقايضة أو التخلي يعززها إحجام دمشق عن طلب انعقاد جلسة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة "الاعتداء".

قد يتنطح فيلسوف ممانع ليقول إن دمشق لم تطلب انعقاد جلسة لمجلس الأمن الدولي لأنها تعلم أن المسألة ستصطدم بفيتو، أو نقض، أميركي، وبالتالي فلا جدوى من تقديم الشكوى.

الموقف الخشبي الفولكلوري لا يعكس حقيقة أن الفيتو، أي فيتو، لا يستطيع منع التقدم بشكوى، ولا يستطيع منع انعقاد جلسة لمجلس الأمن، ولا يستطيع منع مناقشة شكوى. الفيتو يمنع إصدار قرار، أو بيان أو ما شابه.

ولو كانت المسألة فعلا إعتداء غير منسق لوجب، بحكم المنطق، تقديم الشكوى للاستفادة من انعقاد الاجتماع والمناقشة... وأيضا للاستفادة السياسية من فيتو المعتدي على حق الضحية. فهذه، في ذاتها، قضية سياسية-أخلاقية بامتياز.

دمشق أذكى بكثير من أن تتخلى عن مثل هذا المكسب لقاء... لا شيء، ومقابل "ترف" إقفال مدرسة الجالية الأميركية والمركز الثقافي الأميركي.

ذكية دمشق، فعلا.

الأغبياء هم المصرون على الغباء.

لماذا الإصرار على الغباء؟

أم ترى هو إصرار على التغابي؟

هذه مصارحة "قومية".