المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم11  تشرين الثاني/2008

إنجيل القدّيس يوحنّا .6-1:10

الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: مَن لا يَدخُلُ حَظيرَةَ الخِرافِ مِنَ الباب بل يَتَسَلَّقُ إِلَيها مِن مَكانٍ آخَر فهُو لِصٌّ سارِق. ومَن يدخُلُ مِنَ الباب فهُو راعي الخِراف.

لَه يَفتَحُ البَوَّاب. والخِرافُ إلى صوتِه تُصغي. يَدعو خِرافَه كُلَّ واحدٍ مِنها بِاسمِه ويُخرِجُها فإِذا أَخرَجَ خِرافَه جَميعاً سارَ قُدَّامَها وهي تَتبَعُه لأَنَّها تَعرِفُ صَوتَه.

أَمَّا الغَريب فَلَن تَتبَعَه بل تَهرُبُ مِنه لأَنَّها لا تَعرِفُ صَوتَ الغُرَباء». ضرَبَ يسوع لَهم هذا المَثَل، فلَم يَفهَموا مَعنى ما كَلَّمَهم بِه.

 

 بولس السادس، بابا روما من العام 1963 إلى العام 1978 رسالة بمناسبة اليوم العالمي للصلاة من أجل الدعوات

"يدعو خرافه كلّ واحد منها باسمه"

عندما كان المسيح يقدّم ذاته على أنّه الراعي الصالح، كان ذلك يرتبط بتقليد كتابيّ طويل ومألوف بالنسبة إلى تلاميذه وإلى المستمعين الآخرين. فإله إسرائيل كان يظهر دائمًا بمظهر الراعي الصالح لشعبه. لقد استمع إلى بكائهم وحرّرهم من أرض العبوديّة؛ وبفضل محبّته، قاد الشعب الذي خلّصه بنفسه في مسيرته المرهقة عبر الصحراء إلى أرض الميعاد... على امتداد القرون، ظلّ الربّ يقود هذا الشعب؛ لا بل أكثر من ذلك، ظلّ يحمله بين ذراعَيه كما يحمل الراعي الصالح خرافه. كما قادَه منذ عقاب المنفى، فدعاه مجدّدًا وجمعَ الخراف المشتّتة ليرشدَها إلى الطريق في أرض آبائها.

لهذه الأسباب كان آباؤنا في الإيمان يتّجهونَ كالأبناء إلى الله، ويدعونَه الراعي الصالح: "الربّ راعيَّ، فما من شيء يعوزني؛ في مراعٍ نضيرة يُريحني، مياه الراحة يوردُني ويُنعش نفسي، وإلى سُبُل البرّ يُهديني (مز23). كانوا يعلمون بأنّ الربّ راعٍ صالحٍ وصبورٍ، وهو قاسٍ أحيانًا، لكنّه دائم الرحمة على شعبه وعلى جميع البشر...لمّا جاء يسوع المسيح في ملء الزمن، وجدَ شعبه "كغنمٍ لا راعيَ لها" (مر6: 34)، وآلمَه ذلك كثيرًا. فيه كانت تتمّ النبوءات وينتهي الإنتظار. وبكلمات التقليد الكتابي نفسها، قدّم يسوع المسيح ذاته على أنّه الراعي الصالح الذي يعرفُ خرافه، وينادي كلّ واحدة باسمها، ويهبُ حياته في سبيلها. وهكذا "يكون هناك رعيّة واحدة وراعٍ واحد" (يو.10: 16).

 

تمهيدا لإطلاق الحل الشامل على أساس المبادرة السعودية وأثر وصول المحادثات مع الأسد إلى حائط مسدود

الكونغرس: اتجاه قوي لإقفال الجبهة اللبنانية - الإسرائيلية بين الانتخابات في البلدين

لندن - كتب حميد غريافي:السياسة

توقع أعضاء بارزون في مجلس النواب بالكونغرس الأميركي هذا الأسبوع ان "تقفل الجبهة اللبنانية - الاسرائيلية بشكل نهائي في النصف الاول من العام المقبل, وتحديدا في الفترة الواقعة ما بين الانتخابات النيابية الاسرائيلية والانتخابات اللبنانية اي ما بين فبراير ومايو المقبلين, على اثر اجراء مفاوضات غير مباشرة بواسطة الادارة الاميركية الجديدة وبشكل سريع تنتهي بانسحاب اسرائيلي من مزارع شبعا ومرتفعات كفرشوبا الحدودية على اساس توقيع معاهدة سلام بين لبنان والدولة العبرية على غرار معاهدتي السلام المصرية والاردنية او على الاقل على اساس "اتفاق عدم اعتداء" بين البلدين كانت حكومة ايهود اولمرت اقترحته في اكتوبر الماضي ولم يرفضه لبنان بشكل قاطع".

وقال احد نواب لجنة العلاقات الخارجية والدفاع في البرلمان الاميركي بالكونغرس ل¯ "السياسة" في اتصال به من لندن, ان تفاؤله مبني "على معلومات اسرائيلية مشجعة اذا اسقطت حكومة فؤاد السنيورة الفيتو على مفاوضات غير مباشرة عبر ادارة باراك اوباما الجديدة والدولة العبرية بعد فترة وجيزة من تسلم الرئيس الاميركي الجديد مهامه رسميا في البيت الابيض في العشرين من يناير المقبل, رغم اعتراضات ايران وسورية بواسطة "حزب الله" على انخراط لبنان في اي مفاوضات من هذا النوع بحجة ان على اسرائيل الانسحاب من الاراضي اللبنانية المحتلة تطبيقا للقرارات الدولية خصوصا القرار 1701 من دون الدخول معها في مفاوضات حول ذلك, متجاهلتين ان نظام بشار الاسد دخل مفاوضاته مع حكومة اولمرت عبر الاتراك رغم وجود قرار دولي بانسحاب الاسرائيليين من جولانه المحتل الصادر في منتصف الستينات, ورغم عدم وجود استعداد لديهما للالتزام بتطبيق القرار 1701 في كل مندرجاته".

ونقل البرلماني الاميركي عن زملاء له في الكونغرس معروفين بدعمهم غير المحدود لاسرائيل قولهم "ان الفريقين اللبناني والاسرائيلي قد يذهبان الى المفاوضات غير المباشرة برعاية اميركية واوروبية من اجل وضع الاسس "لاتفاق عدم اعتداء" بينهما في حال "ربط لبنان وضعه مع الدولة العبرية بالحل الشامل المبني على المبادرة السعودية التي اطلقها الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قمة بيروت العام ,2002 يعيد مزارع شبعا ومرتفعات كفر شوبا لاصحابها اللبنانيين, ويكون بديلا عن تنفيذ القرار 1701 والنقاط اللبنانية السبع المحيطة به التي تلحظ دعوة اسرائيل للانسحاب من تلك المزارع".

وحض النواب الحلفاء لاسرائيل في الكونغرس الحكومة اللبنانية على "التقدم لملاقاة الاسرائيليين في وسط الطريق التفاوضي لانهاء ستين عاما من العداء تعرض لبنان خلالها اكثر من اي دولة عربية اخرى للتدمير والخراب والتراجع الى الوراء, فورا بعد الانتخابات النيابية الاسرائيلية في فبراير المقبل, اذ بات من شبه المؤكد عودة "حزب كاديما" الحاكم الان الى السلطة بحكومة قوية ترأسها تسيبي ليفني, وهي فرصة نادرة للبنان لانهاء الوجود العبري في اراضيه والخلاف الحاصل مع اسرائيل طوال هذه الفترة الطويلة, قبل اجراء انتخاباته البرلمانية في الربيع المقبل خشية فوز "حزب الله" وحلفاء سورية فيها, ما سيجعل اي مفاوضات مستحيلة, ويعيد لبنان الى المربع الاول من نزاعه المسلح مع الاسرائيليين والى القضاء على بناه التحتية الاقتصادية والعسكرية والسياسية هذه المرة بشكل مبرح".

وقال نائب الكونغرس ل¯ "السياسة" ان سورية على عكس ما اعلنه بشار الاسد قبل نحو شهرين من ان مفاوضاته الجارية مع اسرائيل "يجب ان تشجع لبنان على الانخراط في مفاوضات موازية معها "لاسترجاع مزارعها المحتلة, باتت الان (سورية ترفض هذا الانخراط جملة وتفصيلا بعدما وصلت مفاوضاتها في تركيا الى حائط مسدود, ليس بسبب الازمة السياسية الحكومية الاسرائيلية الراهنة فحسب, بل لان هذه الحكومة, كما الحكومة المقبلة, اخذت نهائيا على ما يسمى باقتراح الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريس الشهر الماضي بالعودة الى قبول المبادرة السعودية كأساس لحل ازمة الشرق الاوسط بكاملها, والتخلي عن تجزئة هذا الحل الى مراحل غير مجدية كالتفاوض مع سورية من جهة ومع الفلسطينيين من جهة ثانية ومع لبنان من جهة ثالثة لان مكاسب هذه الدول ستكون اكبر على حساب الدولة العبرية وتدفع لها ثلاث مرات, فيما ستوزع مبادرة الملك عبدالله المغانم والخسائر على الطرفين بالتساوي ولمرة واحدة نهائية".

واكد نائب الكونغرس ان "حكومة ليفني الجديدة في فبراير المقبل ستتقيد بهذا التوجه ولا تزيح عنه الا انها ستكون مستعدة لاعادة مزارع شبعا الى اللبنانيين عبر اتفاق عدم اعتداء اولي يمهد للمبادرة السعودية الكبرى ويكون مسهلا لتطبيقها, خصوصا وان الازمة اللبنانية - الاسرائيلية حول مزارع شبعا ليست بالجوهرية كالازمتين الفلسطينية والسورية - الاسرائيلية المعقدتين اللتين ستحملان اسرائيل على تقديم "تنازلات مؤلمة" كما يمليه قادتها باستمرار فيما حل الازمة مع لبنان لا يستدعي تنازلات اسرائيلية, بل على العكس من ذلك يعطي الاسرائيليين ولا يأخذ منهم".

ونسب النائب الاميركي الى مسؤولين كبار في وزارة الخارجية بواشنطن اصراره على "وجوب تخلي اللبنانيين عن مخاوفهم من ايران وسورية والذهاب فورا الى المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل بضمانة الولايات المتحدة واوروبا, وهي ضمانة باتت اسرائيل على استعداد لتقديمها من جهتها ايضا الى المجتمع الدولي لحل مشاكلها معهم, اذ ان اي تغيير في المعادلة اللبنانية القائمة حاليا بعد الانتخابات المقبلة في لبنان لصالح "حزب الله" وسورية من شأنه اشعال الحرب مع اسرائيل مرة اخرى لاسباب غير جدية ويمكن تداركها رحمة باللبنانيين الذين عانوا الامرين خلال اكثر من اربعة عقود من الزمن تكبدوا خلالها مئات الاف الضحايا وتدمير بلدهم مرات عدة وهو امر لم يحصل لا للسوريين ولا للايرانيين حتى الان".

 

بارود وعبد المجيد يتفقان على تشكيل لجنة مشتركة لمكافحة الإرهاب وضبط الحدود 

"14 آذار" تحذر من مساعي نظام الأسد لفرض اتفاقيات مشبوهة 

 جنبلاط يحذر من دخول سوري عبر البوابة الأمنية تمهيدا لعودة سلطة الوصاية

بيروت - "السياسة": دمشق- وكالات:

خطفت زيارة وزير الداخلية والبلديات زياد بارود والوفد الأمني الذي يرافقه إلى دمشق, هي الأولى من نوعها منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في العام 2005, الأنظار على ما عداها, كونها جاءت في توقيت سياسي وأمني دقيق وبعد أيام قليلة من عرض التلفزيون السوري لما سماه "اعترافات" لمتورطين في الانفجار الذي وقع قرب مطار دمشق في سبتمبر الماضي, قالوا ان "تيار المستقبل" متورط في هذا الانفجار, الأمر الذي طرح الكثير من الأسئلة حول جدية الموقف السوري من فتح صفحة جديدة مع لبنان, واستعداده للالتزام بما تعهد به في اقرار التبادل الديبلوماسي وفتح سفارات بين البلدين.

وأكدت أوساط نيابية وسياسية في "تيار المستقبل" ل¯"السياسة", امس, أن النظام السوري حكم على زيارة بارود بالفشل, منذ أن عرض الشريط الملفق حول مسؤولية مزعومة للغالبية في انفجار دمشق, وبدلاً من أن يكون هدف الزيارة فتح صفحة جديدة بين البلدين بعد الأزمة التي شهدتها العلاقات بين البلدين, أراد الجانب السوري أن يحولها إلى مناسبة للوزير بارود لكي ينفي الادعاءات السورية ويعمل على تصحيحها في ما يتعلق بالاتهامات السورية إلى فريق لبناني بالوقوف وراء هذه الجريمة. وشددت الأوساط على أن الممارسات السورية الأخيرة تجاه لبنان تؤكد بما لا يقبل الشك, أن اللغة السورية ما زالت نفسها التي كانت تمارس في ظل عهد الوصاية, "فهم يريدون إظهار لبنان على أنه مصدر خطر على سورية وتحميله مسؤولية أي حادث أمني قد يحصل داخل الأراضي السورية, لكي يكون بمقدورهم إرغام السلطات اللبنانية على توقيع اتفاقيات أمنية مشبوهة تسمح لنظام الوصاية بالعودة إلى لبنان كما كان الموقف عليه قبل العام 2005, وما التبادل الديبلوماسي الذي وافقوا عليه سوى غطاء شكلياً لهذه العودة".

من جانبه, دعا رئيس "اللقاء الديمقراطي" وليد جنبلاط الوزراء الذين يزورون دمشق إلى الابتعاد عن تشكيل لجان مشتركة, قد تتطور في وقت لاحق لتبرير التدخل السوري مجدداً في الشؤون الداخلية اللبنانية من البوابة الأمنية, كذلك دعاهم إلى إثارة الملفات العالقة بين البلدين, وفي طليعتها تثبيت لبنانية مزارع شبعا وترسيم الحدود ومسألة المفقودين والمعتقلين في السجون السورية.

وفي دمشق, اتفق وزير الخارجية السوري بسام عبد المجيد ونظيره اللبناني, عقب مباحثات استمرت نحو 3 ساعات, على تشكيل لجنة متابعة لبحث سبل تفعيل التعاون بين البلدين, والتنسيق في مجال مكافحة الارهاب, ووضع الاليات المشتركة لضبط الحدود بينهما. وذكر بيان مشترك ان الجانبين اكدا حرصهما ورغبتهما في توطيد وتعزيز العلاقات بين البلدين, مشيرا الى ان المحادثات التي جرت بحضور الامين العام للمجلس الاعلى السوري - اللبناني نصري الخوري ناقشت سبل اعادة التواصل بين وزارتي الداخلية في البلدين, ولاسيما الاجهزة الامنية المعنية والتعاون والتنسيق في موضوع مكافحة الارهاب والجرائم, للوصول الى آلية مشتركة لضبط الحدود والاجراءات اللازمة لوضعها موضع التنفيذ. واضاف البيان ان الجانبين قررا تشكيل لجنة متابعة وتنسيق لبحث سبل تفعيل التعاون والتواصل بين الوزارتين, وتضم في عضويتها من الجانب السوري معاوني وزير الداخلية ومن الجانب اللبناني مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي ومدير عام الامن العام اللواء وفيق جزيني. واوضح ان مهمة اللجنة تتركز حول اقتراح اسس التعاون والتنسيق في مجالات مكافحة الارهاب والجرائم بانواعها المختلفة, ووضع الية مشتركة لضبط الحدود, واعداد مشروع مذكرة تفاهم للتعاون والتنسيق الامني في مجال اختصاص الوزارتين ورفعها للجهات المختصة دستوريا لاقرارها. واضاف ان اللجنة المشتركة ستقترح لوزيري الداخلية في سورية ولبنان تشكيل لجان فرعية وفقا لمقتضيات عملها, وان تجتمع بالتنسيق مع الامانة العامة للمجلس الاعلى المشترك, موضحا ان اللجنة ستباشر عملها بعد اخذ موافقة مجلس الوزراء في كلا البلدين.

وذكر البيان ان الجانبين بحثا "الاعترافات" التي بثها التلفزيون السوري أخيرا, مشيرا الى انه بناء على طلب من الجانب اللبناني تم التوافق على متابعة الموضوع وتبادل المعلومات من خلال المراجع المختصة في كلا البلدين. وفي مؤتمر صحافي مشترك, اوضح بارود انه طلب اخطار الجانب اللبناني بكافة المعلومات المتوفرة لدى الجانب السوري حول اعترافات المتورطين من تنظيم "فتح الاسلام", مشيرا الى ان القضاء اللبناني قام باتخاذ الكثير من الاجراءات المعنية, وان هذا الامر يبقى من شؤون المراجع المختصة التي ستأخذ على عاتقها عملية المتابعة لذلك الملف. وردا على سؤال حول التشكيك في اعترافات تلك المجموعة, اكد بارود ان الموضوع قضائي ويتابع امام القضاء من خلال اللجنة المشتركة التي تم الاتفاق عليها, والتي ستباشر عملها بعد موافقة مجلسي الوزراء في البلدين.

 

"فتح الإسلام" تكذب نظام الأسد وعناصرها يتساقطون 

الحريري يطلب تشكيل لجنة عربية للتحقيق في المزاعم السورية 

 بيروت - "السياسة" والوكالات:

طلب زعيم الغالبية و"تيار المستقبل" النائب سعد الحريري, امس, من الجامعة العربية تشكيل لجنة تحقيق حول الاعتداء الذي وقع في سبتمبر في دمشق, ما سيسمح بتأكيد براءة "المستقبل" من اي مسؤولية, بعد المزاعم السورية الأخيرة. وتعليقا على ما بثه التلفزيون السوري مما اسماها "اعترافات" لعناصر من "فتح الاسلام" وعلاقتهم المزعومة مع "تيار المستقبل", قال الحريري في بيان "اننا ندعو جامعة الدول العربية إلى وضع يدها على هذا الملف وتشكيل لجنة عربية لتقصي الحقائق في موضوع عصابة "فتح الاسلام" والجرائم التي ارتكبتها". واضاف "نرى في مثل هذه اللجنة العربية وسيلة لقطع الطريق امام محاولات توريط لبنان بلعبة تصدير الارهاب كما يتقنها النظام السوري ويريد من خلالها محاولة يائسة لمد اليد من جديد الى السيادة الوطنية اللبنانية".

وتابع الحريري "نحن لا نرى جديداً في الإدعاءات الكاذبة التي بثها التلفزيون السوري سوى أنها نسخة مكررة عن الفيلم الرديء ل¯"أبو عدس" والفيلم الأكثر رداءة ل¯"هسام هسام" والحملات المعروفة لأدوات النظام السوري الإعلامية والسياسية", مشيرا الى ان النظام السوري بذل جهداً كبيراً طوال الفترة الماضية للتنصل من عصابة "فتح الإسلام" وزعيمها شاكر العبسي, ومحاولة إلصاق اسم "تيار المستقبل" بهما, حتى قبل وقوع تفجيرات دمشق, وكان من الطبيعي لهذا الجهد أن يصطدم بالحقائق التي لن تعفي النظام السوري من جريمة التورط مع هذه العصابة, ورعاية عناصرها وتسهيل تهريبها إلى الأراضي اللبنانية وتغطية سيطرتها على مواقع ومكاتب تنظيم "فتح الانتفاضة".

في سياق متصل, نفى تنظيم "فتح الاسلام" جملة وتفصيلا اي علاقة له بتفجير دمشق, او بالأشخاص الذين ظهرت صورهم على التفزيون السوري, او بالشهادات التي أدلوا بها, او بالدول والجهات التي ذكروها, مشددا على ان كل ذلك "شائعات يراد منها ذر الرماد في العيون وتشويه صورة مجاهدي الحركة الذين رفعوا راية الاسلام". وجاء في بيان للتنظيم, تلقت "السياسة" نسخة منه, امس, "لقد دأب النظام النصيري في الآونة الاخيرة على تحميل "فتح الاسلام" المسؤولية عن كل ما يتعرض له من ضربات وهجمات وتفجيرات هزت كيانه وزعزعت قواعده المهترئة".

واتهم المخابرات السورية بمحاولة تحويل "فتح الاسلام" إلى "رأس حربة لإغلاق حسابات النظام مع بعض الجهات والدول, عن طريق اتهام حركتنا زورا وبهتانا بالعلاقة معه". في موازاة ذلك, أقفل ملف تنظيم "فتح الإسلام" في مخيم البداوي شمال لبنان, بعد تسليم إمام مسجد القدس في المخيم, الشيخ حمزة قاسم نفسه إلى الفصائل الفلسطينية, التي قامت بتسليمه فوراً إلى مخابرات الجيش اللبناني. وجاء استسلام قاسم, بعد أن بادرت الفصائل الفلسطينية إلى تسليم خالد جبر ونادر العلي العنصرين في "فتح الإسلام", إلى مخابرات الجيش اللبناني, فيما تبين أن الشخص الرابع المطلوب للدولة اللبنانية, ويدعى (و. سعيد) لا وجود له في المخيم, الذي اصبح رسمياً خالياً من رموز "فتح الإسلام" المطلوبين. وتزامن حدث البداوي, مع عملية أمنية مركبة شهدها مخيم "عين الحلوة", مساء أول من أمس, تمت بالتنسيق بين مخابرات الجيش اللبناني والجهات الأمنية داخل المخيم, وتمثلت في اعتقال المدعو محمد حسن الدوخي (أبو الجراح), وهو الساعد الأيمن للمدعو عبد الرحمن محمد عوض الملقب ب¯"أبي محمد", أمير "فتح الإسلام" في لبنان وسورية, بعد فرار العبسي من مخيم نهر البارد قبل سنة تقريباً.

 

خبير ستراتيجي: مخابرات الأسد تحضر لعمل أمني كبير في لبنان

 السياسة/حذر خبير ستراتيجي من إخفاء النظام السوري "شيئاً ما" بعد "العملية المتلفزة" التي بثها, ولفت الى أن من عادة أجهزة الاستخبارات ألا تفبرك أي مسألة عبثاً, إلا وتكون تحضيراً لشيء ما يتبعها, مشيرا الى ان "تيار المستقبل" ليس هو المستهدف كما يشاع لتشويه صورته, فهذه الأجهزة لا تعمل على نسج القصص من منطلق كيدي فقط من دون مصالح لها تؤدي الغرض المطلوب والأهم. ودعا الخبير, الذي فضل عدم كشف هويته, في تصريحات الى موقع "لبنان الآن" الالكتروني, امس, إلى توخي الحذر من هذه المسألة على الصعيد الأمني في لبنان, مشيراً الى ان من "عايش هذا النظام يعلم تماماً انه يخطط لشيء كبير, يمكن ان نرى معالمه قريباً", وتساءل عن المغزى من هذا الشريط الذي بث والتصريحات التي تلته في لبنان, سيما من بعض زوجات الضباط الأربعة من أنه آن الأوان لكي يفهم اللبنانيون أن "فتح الاسلام هم من قتلوا الرئيس رفيق الحريري". واكد ان الهجمة السورية الاخيرة على ضرورة التنسيق الأمني مع لبنان وتوجيه الدعوات لسياسيين وامنيين لزيارة دمشق هو إرسال اشارات "طيبة" باتجاه المجتمع الدولي, يمكن ان يتبعها تحرك مضاد تماماً يستفيد منه النظام السوري ويبعد الشبهات عما قد يحصل مما يخطط له.وأضاف "أعتقد ان هذا النظام بعد التجارب الكثيرة التي خاضها أخيراً على الساحة اللبنانية ولم تفلح كثيراً, يعاود الآن اللعب ولكن من دون ان يكون "مزروك" لاسيما خارجياً", مشيرا الى ان "هذه الأجهزة المخابراتية تريد ارباك معطيات المحكمة الدولية وتوجيهها لمقلب آخر وسنرى في الأسابيع المقبلة اختراعات جديدة "نحذر منها". وختم الخبير حديثه بالقول "إننا نتعامل مع شياطين بلباس ملائكة تعمل ليلاً ونهاراً ولديها كل الأدوات والإمكانات داخلياً وخارج الحدود لإيصال الهدف", متخوفاً من الوقوع في فخ اللعبة الجديدة التي يمكن ان توصل الفيلم السوري الطويل الى نهاية سعيدة.

 

كشفوا أنها كانت في إطار تفويض "سري" شمل دولا عربية وخليجية واستثنى إيران 

مسؤولون أميركيون: الغارة الأخيرة على سورية لم تكن الأولى 

واشنطن - يوبي أي : كشف مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى, ان الضربة الأميركية التي وجهتها الولايات المتحدة إلى سورية الشهر الماضي, لم تكن الأولى, وهي تندرج في إطار عشرات الهجمات "السرية", التي نفذتها القوات الأميركية ضد عناصر تنظيم "القاعدة", وغيرهم من المقاتلين في سورية وباكستان, ودول أخرى منذ العام ,2004 بموجب تفويض سري واسع النطاق استثنيت ايران منه. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية الصادرة امس, عن المسؤولين قولهم ان قوات خاصة نفذت العمليات العسكرية, بعد الحصول على أمر سري وقع عليه وزير الدفاع الأميركي حينها دونالد رمسفيلد في ربيع العام ,2004 بموافقة الرئيس الأميركي جورج بوش, مضيفين ان الأمر السري أعطى للجيش الأميركي تفويضا جديدا لمهاجمة شبكة "القاعدة" الإرهابية, في أي مكان في العالم, كما فوضه تنفيذ العمليات في دول ليست في حرب مع الولايات المتحدة, لافتين إلى ان الكثير من المهمات العسكرية جرت بالتنسيق الوثيق مع الاستخبارات المركزية الأميركية, ومن بينها الغارة على سورية في 26 أكتوبر الماضي, عندما عمل الكومندوس العسكريون بدعم وتوجيه من الاستخبارات.

وبحسب مسؤول عسكري رفيع ومستشار للبنتاغون, فإن غارة أكتوبر على سورية, لم تكن الأولى التي تنفذها القوات الأميركية الخاصة في هذا البلد, فمنذ بدء الحرب في العراق, شنت القوات الكثير من الغارات عبر الحدود, ضد مقاتلين وبنى تحتية تسهل دخول المقاتلين الأجانب إلى العراق, مؤكداً ان الغارة الأخيرة كانت واضحة جداً أكثر مما سبقتها وهذا ما يساعد في تفسير احتجاج الحكومة السورية الكبير. ورفض المسؤولون الأميركيون إعطاء تفاصيل عن العمليات التي يعلمون بها, ولم يتم الكشف عنها علناً, واكتفوا بالتشديد على وقوع غارات ضد سورية وباكستان وغيرها من الدول, لكنهم أوضحوا ان التفويض "السري" والواسع, لم يستخدم أبداً لشن أية غارة ضد إيران , ولكن نفذت مهام استطلاعية في هذا البلد, استخدمت فيها وسائل سرية أخرى. وبحسب مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية, فان هذا التفويض جاء في وثيقة سرية تحت اسم "أمر تنفيذي حول شبكة القاعدة", وأعطيت فيه الموافقة على التحركات العسكرية خارج مناطق الحروب. يشار إلى ان الأمر الذي صدر في العام ,2004 كان خطوة في طريق تطور تفكير الحكومة الأميركية, في كيفية قتل أو القبض على "إرهابيي القاعدة, في أنحاء العالم كافة, وقد أطلق بعد إعطاء إدارة بوش سلطة واسعة لوكالات الاستخبارات الأميركية من أجل اعتقال واستجواب أي مشتبه به بالإرهاب في السجون الخارجية والتنصت على الهواتف ووسائل الاتصالات الإلكترونية من دون أية كوابح.

وقال مسؤول في الإدارة الأميركية ان هذا الأمر , يذكر ما بين 15 و20 دولة من بينها سورية وباكستان واليمن والسعودية والكثير من دول الخليج, حيث يعتقد ان مقاتلي "القاعدة" يعملون فيها أو يتخذونها ملجأ لهم. ونقلت "نيويورك تايمز" عن الكثير من المسؤولين في إدارة بوش ان المفاوضات للتوصل إلى اتفاق حول هذا الأمر, بدأت قبل نحو عام وقد تخللتها مشاحنة بين البنتاغون والاستخبارات المركزية الأميركية ووزارة الخارجية حول الدور العسكري الأميركي الأمثل حول العالم, وأوضحوا ان نقاشاً جرى حول ما إذا كان يفترض أن تشمل إيران, ولكن النتيجة كانت إبقاءها بمنأى عنه ربما من أجل التعامل مع موضوعها بموجب إذن منفصل.

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 10 تشرين الثاني 2008

الشرق

وزير من قوى 8 آذار خفف كثيرا من لهجته المعترضة على خصخصة قطاعات رسمية انتاجية ولم يعد يجد حرجا في اعلان دعمه للخصخصة؟؟

مسؤول لم يستغرب استمرار السجالات السياسية ويؤكد تكرارا انه يتوقع البقاء في هذه الدوامة الى حين اجراء الانتخابات النيابية!

جهة سياسية بارزة تساءلت عن جدوى دعوة وزراء مستقلين الى دمشق فيما يعرف السوريون ان مشكلتهم مع قوى 14 آذار؟؟

النهار

شبّه وزير سابق ابتهاج بعض العرب بفوز باراك أوباما برئاسة اميركا بابتهاج صدام حسين في الماضي بفوز بيل كلينتون معبراً عن ذلك باطلاق النار من بندقيته.

تخشى اوساط سياسية ان يكون للاتهامات التي وجهتها سوريا الى "تيار المستقبل" انعكاسات على اجواء الحوار وعلى المصالحات التي تحققت حتى الآن، وعلى موعد تبادل التمثيل الديبلوماسي بين البلدين.

اقترح نواب ان يصار الى تبادل محاضر التحقيقات مع الموقوفين من عناصر "فتح الاسلام" التي اجريت معهم في بيروت ودمشق.

السفير

حمل رئيس عربي أمام زميل له بشدة على الرجل الثاني في دولة عربية، واتهمه بأنه وراء استمرار الخلاف بين عدد من القادة العرب.

سجل عتب كبير للمرة الثالثة أمام مرجع كبير حول تعامله مع الإعلام وتفويت فرص كثيرة في أكثر من مجال.

ذكر أحد الوزراء أنه فوجئ خلال مطالعته الجريدة الرسمية بنشر قوانين تتضمن سحب صلاحـيات من بعض الوزارات لصالح وزارات أخرى.

المستقبل

قالت مصادر ديبلوماسية إن لبنان يبلغ كل الجهات المستفسرة حول موقفه من التفاوض مع إسرائيل بأن على الأخيرة تنفيذ القرارين 1701 و425، وأنه آخر من يوقع سلاماً معها.

تساءلت أوساط غربية حول سبل تطور الموقف في لبنان في حال حصول مفاجأة أمنية إقليمية تستهدف دولة بارزة.

لاحظت أوساط مطلعة أن مجلس الأمن الدولي لم يناقش بعد تقرير اللجنة الدولية لمراقبة الحدود اللبنانية ـ السورية الذي وضع قبل أشهر قليلة، ولم يتخذ موقفاً منه.

اللواء

لم يشارك سفيرا لبنان ودولة عربية معنية في المحادثات الرئاسية التي جرت في عاصمة عربية بحضور وفدين وزاريين من الجانبين!·

ظهر المسؤول الإعلامي الجديد لتيار سياسي معارض رغم بيانات النفي السابقة عن حصول استقالات جماعية لعدد من المسؤولين السابقين في التيار وبينهم المسؤول الإعلامي··· السابق!·

أبدت أوساط دبلوماسية اهتماماً بمعرفة تشكيلة الوفد الرسمي الذي سيرافق رئيس الجمهورية إلى قمة حوار الأديان في نيويورك!·

 

البطريرك صفير استقبل رئيس اتحاد البرلمانات العربية

المشهداني: ما يجري العراق يؤثر على لبنان والعكس صحيح

وطنية - 10/11/2008 (سياسة) استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، بعد ظهر اليوم، رئيس اتحاد البرلمانات العربية, رئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني الذي نقل اليه حقيقة ما يجري في العراق لا سيما مع الاقليات, اضافة الى التطورات الحاصلة قي البلدين.

بعد اللقاء الذي استمر نحو 45 دقيقة قال المشهداني: "كان اللقاء مع صاحب الغبطة لقاء وديا وصريحا, وحرصت على ان التقى به لانه المرجع الذي ينبغي ان يزار في مثل هذه الزيارات التي نود منها توضيح الصورة الحقيقية لما يجري في العراق احيانا, لان الاعلام احيانا ينقل الصفات السلبية او صورها ويهمل الصور الايجابية, وقد تفهم غبطته الصورة الحقيقية، وان العراق هو دولة مواطنة وليس دولة ميليشيات, وهو دولة العراقيين, وليس حكرا على عرق او قومية او دين او مذهب, وما يجري في البرلمان العراقي اليوم ممارسة حقيقية للديموقراطية وزيادة, اما الزيادة فهو شرط التوافق على الديموقراطية بمعنى ان اي مقوم صغير لا يرضى يشل البرلمان بكامله لانه نقض لمعنى التوافق". اضاف: "ما حدث ليس الا تهييج اعلامي واستغلال لورقة الاقليات, والحقيقة ان ما جرى ليس الا برنامج سياسي او ورقة سياسية استغلت, وليس لها علاقة بحق المكون هذا, او المكون ذاك, لان القانون الجديد، وهو قانون القائمة المفتوحة يكفل للفرد العراقي الواحد ان يدخل ببرنامج مستقل ويحصل ما يشاء بغض النظر عن دينه او لونه او عرقه او حتى انتمائه". وتابع : "في الحقيقة فوجئنا بهذا الموقف, لذلك حرصنا على نقل هذا الموقف الدقيق الى البطريركية لكي تعلم حقيقة ما يجري في العراق باعتبار ان ما يجري في العراق يؤثر في لبنان، وما يجري في لبنان يؤثر في العراق, ويقال قديما, والعهدة على كبار السياسيين ان الاستقرار في البلدين مرهون ببعضهما, لذلك حرصنا ان ننقل الصورة وان نعرف حقيقة ما يجري في العراق لاننا نشعر بأن اللبنانيين عموما يعطون النصيحة الخالصة -المحبة, لذلك نحرص دائما على تبادل الافكار وقد زرنا جميع الفعاليات الشيعية والسنية والمسيحية لتوضيح الصورة".

 

السنيورة عرض الاوضاع مع صلوخ وتسلم دعوة الى احتفال الاستقلال

المركزية - عرض رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في السراي اليوم مع وزيرة الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ الاوضاع العامة وشؤونا وزارية.واستقبل وفدا من قيادة الجيش في حضور ألامين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء سعيد عيد، سلمه دعوة للمشاركة في الاحتفال الذي سيقام لمناسبة عيد الاستقلال. والتقى أيضا وفدا من مؤسسة الشراكة من اجل لبنان برئاسة مدير المؤسسة جورج عقيقي الذي أوضح انه وضع الرئيس السنيورة في صورة التقدم في مشروع الشراكة والدعم المطلوب من الدولة لهذا المشروع. من ناحية ثانية، وتعليقا على بعض المواقف التي صدرت في خلال الساعات الماضية بخصوص الحادثة التي وقعت يوم السبت الماضي مع مرافقي الوزير ماريو عون على احد مداخل السراي قالت مصادر حكومية ان التحقيق في الحادثة يتولاه مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد وتاليا، فان الحادثة وملابساتها أصبحت بيد القضاء الذي يجري التحقيقات ويقترح الإجراءات التي يراها مناسبة. واستقبل الرئيس السنيورة بعد الظهر منسق الامانة العامة لـ14 آذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد وعرض معه الاوضاع.

 

الرئيس سليمان استقبل مبعوث أمير الكويت والفرزلي والمطران صيقلي واطلع من قائد الجيش على الوضع الامني في البلاد والتوقيفات الأخيرة

زكي: لن نتوانى عن تسليم المطلوبين ولا غطاء لأي متطرف في المخيمات

وطنية- 10/11/2008 (سياسة) استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في بعبدا قبل ظهر اليوم، المبعوث الخاص لامير دولة الكويت الشيخ محمد الخالد الصباح يرافقه سفير الكويت عبد العال القناعي. وسلم الشيخ الصباح الى الرئيس سليمان دعوة من امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح الى حضور المؤتمر الاقتصادي التنموي الاجتماعي الذي سيعقد يومي 19 كانون الثاني المقبل و20 منه. وبعد اللقاء قال الشيخ الصباح: "تشرفت هذا الصباح بلقاء فخامة الرئيس، ونقلت إليه رسالة من صاحب السمو أمير دولة الكويت، تتضمن دعوة فخامته للمشاركة وحضور المؤتمر الاقتصادي التنموي والاجتماعي الذي سيعقد يومي 19 كانون الثاني 2009 و20 منه".

سئل: ماذا سمعتم من فخامة الرئيس في هذا الصدد؟ وهل سيشارك في المؤتمر؟

أجاب: "سمعنا كل ترحيب".

سئل: هل هي دعوة مزدوجة للمشاركة في المؤتمر والقيام بزيارة دولة رسمية؟

أجاب: "إن زيارة فخامة الرئيس للكويت موضوع آخر. هناك دعوات أنا مكلف توجيهها، وقد بدأت في الأردن وسوريا ومصر وسلمت دعوة الى مندوب السلطة الفلسطينية، واختتمها في بيروت بدعوة فخامة الرئيس إلى المؤتمر الاقتصادي الذي حضرت من أجله".

واستقبل الرئيس سليمان قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي أطلعه على الوضع الامني في البلاد والتوقيفات التي تلت كشف الشبكة الارهابية الاخيرة حيث تم توقيف بعض الافراد المرتبطين بها.

وأثنى الرئيس سليمان على الجهود التي يبذلها الجيش في سبيل توقيف الشبكات الارهابية والاسرائيلية للحفاظ على الامن وصون السلم الاهلي، داعيا القيادة الى مواصلة جهودها في هذا السبيل.

ثم استقبل رئيس الجمهورية ممثل السلطة الفلسطينية في لبنان السفير عباس زكي الذي بحث معه في الوضع الفلسطيني في لبنان وتعاون السلطة الفلسطينية مع السلطات اللبنانية على المستوى الامني، اضافة الى طلب التعجيل في المساعدة في اعادة اعمار مخيم نهر البارد وعودة سكانه اليه. ونوه الرئيس سليمان بتعاون الفلسطينيين مع السلطات اللبنانية خصوصا على المستوى الامني معتبرا ان ذلك يشكل المدخل الصحيح من مداخل قيام علاقة اخوية بين الطرفين.

وقال زكي بعد اللقاء انه نقل رسالة من الرئيس محمود عباس الى الرئيس سليمان عن الحوار الفلسطيني-الفلسطيني. وجرى عرض للاجراءات التي يتخذها الفلسطينيون في لبنان في شأن منع أي اعتداء او مساس بأمن البلد وأمن المخيمات، وانه اطلع رئيس الجمهورية على ما بذل من جهد مشترك فلسطيني بالتعاون مع الجيش اللبناني لتسليم عدد من المطلوبين، مؤكدا "أن الفلسطينيين لن يتوانوا عن تسليم المطلوبين للدولة اللبنانية"، ومشيرا الى "اتصالات حثيثة ورؤية موحدة بأن لا يعطى غطاء لأي متطرف يريد العبث أو وضع المخيمات في دائرة الشكوك".

واستقبل الرئيس سليمان النائب السابق لرئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي وعرض معه التطورات الراهنة في البلاد.

وكان رئيس الجمهورية استقبل قبل ذلك مطران الروم الارثوذكس في روسيا نيفون صيقلي الذي نقل الى الرئيس سليمان تحية ومحبة وادعية بطريرك موسكو وكل الروسيا وتمنياته للبنان العزة والتقدم، ووضعه كذلك في اجواء الجالية اللبنانية في روسيا وأوضاعها.

واستقبل الرئيس سليمان رئيس الصليب الاحمر اللبناني الشيخ سامي الدحداح يرافقه مدير الاسعاف جورج كتانة، حيث أطلع الدحداح رئيس الجمهورية على روزنامة نشاطات الصليب الاحمر. ونوه الرئيس سليمان بالجهود التي يقوم بها الصليب الاحمر لمساعدة اللبنانيين، مثمنا التضحيات التي قدمها ولا يزال.

 

سليمان اطلع من قهوجي على الوضع الامنــي وتسلم دعوة من أمير الكويت الى مؤتمر اقتصادي

المركزية - اطلع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من قائد الجيش العماد جان قهوجي على الوضع الامني في البلاد والتوقيفات التي تلت كشف الشبكة الارهابية الاخيرة حيث تم توقيف بعض الافراد المرتبطين بها. وأثنى الرئيس سليمان على الجهود التي يبذلها الجيش في سبيل توقيف الشبكات الارهابية والاسرائيلية للحفاظ على الامن وصون السلم الاهلي داعيا القيادة الى مواصلة جهودها في هذا السبيل. موفد كويتي: وكان رئيس الجمهورية استقبل قبل ظهر اليوم المبعوث الخاص لامير دولة الكويت الشيخ محمد الخالد الصباح يرافقه سفير الكويت لدى لبنان عبد العال القناعي. وسلم الشيخ الصباح الى الرئيس سليمان دعوة من أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح الى حضور المؤتمر الاقتصادي التنموي الاجتماعي الذي سيعقد يومي 19 و20 كانون الثاني المقبل. وبعد اللقاء قال الشيخ الصباح: "تشرفت هذا الصباح بلقاء فخامة الرئيس، ونقلت اليه رسالة من صاحب السمو امير دولة الكويت، تتضمن دعوة فخامته للمشاركة وحضور المؤتمر الاقتصادي التنموي والاجتماعي الذي سيعقد يومي 19 و20 كانون الثاني 2009".

* ماذا سمعتم من فخامة الرئيس بهذا الصدد وهل سيشارك في المؤتمر؟

- "سمعنا كل ترحيب".

* هل هي دعوة مزدوجة للمشاركة في المؤتمر والقيام بزيارة دولة رسمية؟

- "إن زيارة فخامة الرئيس الى الكويت موضوع آخر. هناك دعوات أنا مكلف بتوجيهها وقد بدأت في الاردن وسوريا ومصر وسلمت دعوة لمندوب السلطة الفلسطينية، واختتمها في بيروت بدعوة فخامة الرئيس الى المؤتمر الاقتصادي الذي حضرت من أجله".

الفرزلي: واستقبل الرئيس سليمان النائب السابق لرئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي وعرض معه للتطورات الراهنة في البلاد.

المطران صيقلي: وكان رئيس الجمهورية استقبل قبل ذلك مطران الروم الارثوذكس في روسيا نيفون صيقلي الذي نقل الى الرئيس سليمان تحية ومحبة وادعية بطريرك موسكو وكل الروسيا وتمنياته للبنان بالعزة والتقدم ووضعه كذلك في اجواء الجالية اللبنانية في روسيا واوضاعها.

رئيس الصليب الاحمر: واستقبل الرئيس سليمان رئيس الصليب الاحمر اللبناني الشيخ سامي الدحداح يرافقه مدير الاسعاف جورج كتانة، حيث اطلع الدحداح رئيس الجمهورية على روزنامة نشاطات الصليب الاحمر. ونوه الرئيس سليمان بالجهود التي يقوم بها الصليب الاحمر لمساعدة اللبنانيين مثمنـا التضحيات التي قدمها ولا يزال.

 

المحادثات الامنية اللبنانية - السورية في دمشق محور

والاكثرية متخوّفة من عودة التدخّل السوري من البوابة الامنية

كلمــــة مرتقبة لنصرالله غدا ترسم معالم المرحلة المقبلة ولقاؤه مـــع جنبلاط مستبعد قريبا لوجود الاخير في اميركا

المركزية - فيما يستعدّ رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان للتوجّه غداً إلى نيويورك للمشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة عن حوارالحضارات والأديان، شخصت الانظار اليوم الى العاصمة السورية دمشق التي شهدت محادثات رسمية لبنانية - سورية بين وزير الداخلية زياد بارود ونظيره السوري اللواء بسام عبد المجيد في حضور مسؤولين امنيين من البلدين، انتهت الى صدور بيان مشترك اتفق فيه الطرفان على تشكيل لجنة "تكون مهمتها التنسيق في مجال مكافحة الارهاب والجرائم بأنواعها المختلفة ووضع آلية مشتركة لضبط الحدود"، واكد الطرفان "ادانة جريمة تفجير القزاز، وبناء على طلب الجانب اللبناني تم التوافق على متابعة الموضوع وتبادل المعلومات من خلال المراجع المختصّة".

وجاءت زيارة الوزير بارود لدمشق على وقع الشريط المصوّر والذي تضمّن ما يسمّى بالاعترافات المتلفزة التي بثها التلفزيون السوري مساء الخميس الماضي لمن وصفهم بأنهم متهمون بالتفجير على طريق مطاردمشق، وفيها اتهامات لتيار المستقبل اثارت استنكار الحكومة اللبنانية واستهجان فريق 14 آذار. وفيما وصفت مهمة الوزير بارود بالمهمّة والدقيقة بعد تحميله العديد من الملفات الشائكة، ومع بقاء جدول اعمال الزيارة من دون اعلان رسمي، علم ان الموضوع الامني استأثر بطبيعة الحال بالحيّز الاكبر من المحادثات.

البوابة الامنية: وبقيت هذه الزيارة محورالمتابعة والاهتمام وسط انقسام سياسي لافت حيالها. واليوم جددت مصادر الاكثرية تأكيدها انها ليست ضد الزيارة لكنها اكّدت تمنّيها على وزير الداخلية ووزير الدفاع او على اي وزير لبناني سيزور دمشق عدم الدخول مجددا في مسألة لجان امنية او انشاء مراكز حدودية تستبدل بمقر عنجر السابق ما يبيح تدخّلا سوريا متجددا في شؤون لبنان من البوابة الامنية. واملت في ان يقدم النظام السوري سلوكا جديدا يتماشى مع خطوة العلاقات الديبلوماسية التي اعلنت اقرّت ولو ان الاخبار الملفقة التي اتهم فيها تيار المستقبل تمّت بعيدا عن اصول التعامل بين الدول وعبر الاعلام وليس القنوات الرسمية ولكنّها ايضا في مضمونها لا تعكس اي تغيير جدّي في سلوكية النظام السوري تجاه لبنان بما يتماشى مع خطوة العلاقات الديبلوماسية.

وتمنّت المصادر ايضا على الوزراء اللبنانيين ان يذكّروا المسؤولين السوريين ببعض الثوابت التي اتفقنا عليها كلبنانيين في موضوع تثبيت لبنانية مزارع شبعا وترسيم الحدود وملف المعتقلين في السجون السورية، وشددت على ضرورة الا يتحوّل النقاش في دمشق الى نقاش امني تفصيلي بعيدا عن المفاصل الكبرى التي تأتي المسائل الامنية فيها ترجمة لخيارات سياسية. باختصار نطلب ان يكون التعاطي من دولة الى دولة وليس عن طريق لجان امنية تعيد انتاج التدخل السوري.

بالتوازي قالت مصادر في تيار المستقبل ان زيارة الوزير بارود تقنية في الاساس مبدية استياءها من عدم التنسيق مع القنوات الرسمية اللبنانية قبل بث الشريط على التلفزيون السوري مذكرة بأن تيار المستقبل كان اول من فصل بين موضوع المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والعلاقات اللبنانية السورية. ولفتت الى ان بث الفيلم "السخيف" عد اعلان العلاقات الديبلوماسية بين البلدين دليل الى ان الفريق السوري يحاول ضرب اقامة العلاقات التي تعتبر اعترافا سوريا بسيادة لبنان. نصر الله ويوم الشهيد: وعلى خط أخر، من المتوقع ان يرسم الامين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله معالم المرحلة المقبلة في كلمة يلقيها في خلال الاحتفال لمناسبة "يوم الشهيد" مساء غد الثلثاء في مجمع سيد الشهداء الرويس. وكشف مصدر سياسي لـ"المركزية" ان الامين العام سيتطرّق في كلمته المتلفزة الى المستجدات السياسية المحلية والعربية والدولية لا سيما بعد انتهاء الانتخابات الاميركية وقرب رحيل ادارة الرئيس جورج بوش بعد فوز الديموقراطيين بالرئاسة. اضافة الى الازمة المالية العالمية. كذلك سيتطرق الى الارباك الذي تعيشه اسرائيل مع عدم قدرة رئيسة حزب "كاديما" الوزيرة تسيبي ليفني على تشكيل حكومة وقرار اجراء انتخابات في شباط المقبل.كذلك سيتناول الامين العام موضوع الارهاب في ضوء كشف الشبكات الارهابية التي تمّت مؤخرا.

في مجال آخر استبعدت مصادر سياسية ان يعقد اللقاء المرتقب بين الامين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله والنائب وليد جنبلاط في الوقت القريب رغم سعي المعنيين من الطرفين لتذليل العقبات من امام هذا اللقاء. وكشف مصدر سياسي مطلع لـ"المركزية" ان النائب جنبلاط سيكون خارج البلاد في هذه الفترة بحيث ستكون له زيارة قريبا الى الولايات المتحدة الاميركية تلبية لدعوة من مؤسسة وليد جنبلاط للتعليم الجامعة كما سيلتقي مع افراد الجالية اللبنانية وستكون له ايضا سلسلة لقاءات سياسية.

 

 بعد العدول عن فكرة استدعاء قادة "فتح" الى عمان

لجنة من القيادة الفلسطينية الى لبنان لايجاد مخرج للخلاف الداخلي

المركزية - كشفت مصادر فلسطينية واسعة الاطلاع ان السلطة الفلسطينية قررت ايفاد لجنة الى لبنان لمعالجة الخلاف الناشئ عن رفض امين سر حركة "فتح" سلطان ابو العينين قرار رئيس السلطة محمود عباس القاضي بتقليص صلاحياته وحصرها بالمسؤولية المباشرة عن الوضع التنظيمي في الحركة، وتعيين فتحي ابو عردات مسؤولا للجان الشعبية والنقابية واديب الحصان مسؤولا عسكريا لـ"فتح" في الساحة اللبنانية، بعدما وقف عدد من مسؤولي فتح في لبنان من بينهم خالد عارف ورفعت شناعة الى جانب ابو العينين. واوضحت المصادر لـ"المركزية" ان قرار ايفاد اللجنة جاء بعد العدول عن فكرة استدعاء ابو العينين وعدد من قادة "فتح" الى عمان في الايام القليلة المقبلة تباعا، تقرر ارسال لجنة شكلتها قيادة السلطة الفلسطينية لتقصي الحقائق ومعرفة اسباب الخلاف وايجاد المخارج الكفيلة باعادة اللحمة داخل فصائل منظمة التحرير. ولفتت الى ان الخلاف مستحكم بين ابو العينين وممثل السلطة في لبنان عباس زكي على الرغم من التوافق على عدم اخراجه الى العلن وابعاده عن التجاذب الاعلامي وتجلى ذلك في تعدد الاحتفالات إحيساء للذكرى الرابعة لوفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات (ابو عمار) وقبلها بنحو عشرة ايام ما شهده المخيم من استنفار بين بعض الفصائل المحسوبة على الفريقين. ورأت في الخلاف ابعادا اقليمية للصراعات خصوصا على ابواب مؤتمر القاهرة، مبدية تخوفها من انعكاساته السلبية على أمن المخيمات. واعتبرت ان جوهر الخلاف ليس سياسيا وانما استنادا الى مصالح شخصية ونفوذ ومواقع على الرغم من محاولة البعض تصويره في الاطار السياسي وأعربت عن اعتقادها بأن الموضوع معقّد ومعالجته صعبة.

 

دعا زائري سوريا الى المطالبة بتثبيت لبنانية مزارع شبعــــــــا

جنبلاط: نحذر من اللجان الامنية المشتركة كمدخل لاعادة التدخل السوري

المركزية - حذر رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط من "تشكيل لجان امنية مشتركة بين لبنان وسوريا قد تمهد في وقت لاحق لتبرير التدخل السوري مجددا في الشؤون الداخلية اللبنانية من البوابة الامنية. ودعا الوزراء الذين يزورون سوريا الى اثارة الملفات العالقة بين البلدين وفي مقدمها تثبيت لبنانية مزارع شبعا". ادلى جنبلاط بموقفه الاسبوعي لجريدة "الانباء" الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي والذي ينشر غدا ومما جاء فيه:

"مرة جديدة يبتدع النظام السوري الروايات والاكاذيب التي لا تمت الى الحقيقة او الواقع بصلة، واخرها ما بثه التلفزيون السوري عن قيام تيار المستقبل بتمويل مجموعة من فتح الاسلام التي قال النظام السوري انها قامت بالتفجير الاخير في دمشق. ان هذه الادعاءات المختلقة لا تساهم بتاتا في بناء علاقات جديدة بين البلدين بالتوازي مع خطوة التبادل الديبلوماسي التي اقرت مؤخرا وبدأت الخطوات العملية والتنفيذية لوضع هذا القرار الهام موضع التنفيذ. هذا التزامن بين اقرار العلاقات الديبوماسية وبين سلوكيات تعكس الاداء السابق لا يبشر باننا امام مرحلة جدية من العلاقات بين البلدين مختلفة نوعيا عن النمط السابق. كان حريا بالنظام السوري ان يرسل المعلومات التي لديه عبر القنوات الرسمية المعتمدة بين البلدين، عوض استخدام اسلوب الاثارة الاعلامية التي تطرح عددا كبيرا من علامات الاستفهام ولكن يبدو انه كلما اقتربت المحكمة الدولية كلما زادت محاولات الترهيب.

في مجال آخر، وبانتظار ان يقدم الحزب التقدمي الاشتراكي ملاحظاته التفصيلة على مقترحات الاستراتيجية الدفاعية التي عرضت في الجلسة الاخيرة للحوار، فان نظرية مركزية القرار ولا مركزية التنفيذ تبدو مستغربة وغير مفهومة عندما يتعلق الامر بالسلاح وكأن المطلوب انشاء فوضى عارمة في السلاح في مختلف الاراضي اللبنانية وعلى كل المستويات وتحويل لبنان الى ساحة حرب مستمرة الى ما لا نهاية تطيح بالاستقرار والاستثمارات وترفع معدلات الهجرة الى الخارج. لقد لعب لبنان دورا ثانويا لفترة طويلة وان الاوان ليحقق الاستقرار والهدوء وينعم بالنمو الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي.

اننا نرى ضرورة ذهاب النقاش حول الخطة الدفاعية في اتجاه الاستيعاب التدريجي لسلاح المقاومة ضمن الجيش اللبناني مع دراسة سبل الاستفادة من الخبرات القتالية للمقاومين، وذلك افضل واسلم من انشاء فصيل مواز للجيش باي شكل من الاشكال ومن المفيد التذكير بان الجنوب اللبناني قد تحرر وتبقى مزارع شبعا التي يتطلب تثبيت لبنانيتها اقرارا رسميا من النظام السوري لجعلها تحت مظلة الامم المتحدة، فلماذا نتناسى اتفاق الطائف الذي تحدث عن اتفاقية الهدنة وهي التي تجمد حالة الحرب مع اسرائيل من دون ان تعني الدخول في السلام؟ ان مبدأ حصرية السلاح بيد الدولة هو مبدأ مركزي وسيادي لا نقاش حوله، ولكن بالحوار من الممكن التوصل الى دراسة السبل الامثل لاستيعاب هذا السلاح تدريجيا ضمن المؤسسة العسكرية. ويبقى لطاولة الحوار ان تتوسع في النقاش حول هذا الملف الوطني الكبير للتوصل الى رؤية مشتركة تحدد سبل مواجهة الاخطار الخارجية التي تحدق بلبنان. وهنا لا بد من لفت نظر الوزراء الذين يزورون دمشق بأهمية الابتعاد عن تشكيل لجان امنية مشتركة قد تتطور في وقت لاحق لتبرير التدخل السوري مجددا في الشؤون الداخلية اللبنانية من البوابة الامنية، ناهيك عن المجلس الاعلى اللبناني - السوري الذي لا بد من اعادة النظر في مبررات وجوده بعد اقرار التمثيل الديبلوماسي. وهؤلاء الوزراء مدعوون كذلك لاثارة الملفات العالقة بين البلدين وفي طليعتها تثبيت لبنانية مزارع شبعا وترسيم الحدود ومسألة المفقودين والمعتقلين داخل السجون السورية.

اخيرا، لا بد من التنويه بالجيش لكشفه الخلية الارهابية التابعة لفتح الاسلام على امل التوسع في التحقيق لكشف كل الملابسات والحقائق المتصلة بهذا الملف وذلك يتطلب تحقيقا رصينا ومحايدا من قبل القضاء العسكري لتفادي الدخول في اضاليل ربط فتح الاسلام بالقاعدة عطفا على ما توصلت اليه بعض التحقيقات السابقة".

 

 الرئيس الجميل نوه بدورالسعودية وتسلم من الزميل الحافي جديده: العرض العسكري في عين الحلوة ينم عن عدم احترام لسيادة لبنان

الازدواجية بين السلاحين اللبناني الشرعي والفلسطيني غير مقبولة

وطنية - 10/11/2008 (سياسة) علق الرئيس امين الجميل في لقاء اليوم، مع الاعلاميين، سبق اجتماع المكتب السياسي الكتائبي، على العرض العسكري الذي حصل يوم امس في مخيم عين الحلوة فقال: "ان العرض العسكري الذي اقامته المنظمات الفلسطينية يوم امس في مخيم عين الحلوة، اعاد الى اذهان اللبنانيين السنوات السوداء التي حاول فيها الفلسطينيون اقامة دولة ضمن الدولة. كما اثار مجددا الخوف من ان يتسلل التوطين مجددا بمنأى عن كل القرارات الدولية والعربية واللبنانية وحتى الفلسطينية". اضاف: "ان هذا العرض الذي اعلن الفلسطينيون عن افتخارهم بأنه الاضخم منذ سنة 1991، ينم عن عدم احترام منظمات فلسطينية لسيادة لبنان واستقلاله، وتتصرف وكأن اتفاق القاهرة ساري المفعول، فيما كان لي شرف الغائه سنة 1987 حين كنت في سدة رئاسة الجمهورية. اننا نخشى ان تؤدي هذه التظاهرات الى مزيد من الصراعات والصدامات في المخيمات الفلسطينية وفي جوارها يدفع ثمن ذلك الابرياء من لبنانيين وفلسطينيين خصوصا على ضوء الصراعات الحادة الدائرة في فلسطين.

وتابع: "إنه لأمر مستهجن أنه في الوقت الذي كنا ننتظر من الدولة اللبنانية تنفيذ مقررات الحوار الوطني السابق القاضية بجمع السلاح الفلسطيني من خارج المخيمات، وضبطه واعادة النظر بمصيره داخل المخيمات، في هذا الوقت بالذات نفاجأ بالسلاح الفلسطيني ينتشر اكثر فأكثر وبعراضات مسلحة تحمل اكثر من رسالة. والانكى من ذلك أن يحضر هذا العرض العسكري ممثلون لأحزاب وقوى ممثلة في الحكومة الحالية. إن هذه الازدواجية بين السلاح اللبناني الشرعي والسلاح الفلسطيني غير مقبولة. لقد حان الوقت لأن تعالج الدولة هذا الوضع الشاذ، وان تحترم السلطات السياسية والعسكرية والامنية والقضائية مسؤولياتها كاملة. وحان الوقت لأن يحترم الفلسطينيون التزاماتهم ايضا".

واردف: "يجب ان يعلم الجميع انه اذا كانت "موضة" الاستعراضات العسكرية ستعود، فكل طرف قادر على تنظيم استعراضات. لكننا التزمنا بناء الدولة واحترام مؤسساتها والعمل من اجل ان لا يبقى سلاح الا سلاح الجيش اللبناني". وختم : "بالمناسبة، لا نفهم كيف ان منظمات فلسطينية تلتزم الامن في لبنان فتلقي القبض على عناصر خارجة عن القانون ثم تسلمها الى الدولة اللبنانية. صحيح ان القاء القبض على مجرمين امر جيد، لكن هذه مسؤولية الاجهزة الامنية مباشرة فلا امن بالتراضي او بالتكليف او بالخصخصة". وكان الرئيس الجميل استقبل في منزله في بكفيا، الصحافي في تلفزيون "المستقبل" الزميل منير الحافي، الذي قدم له كتابه الصادر حديثا "السعودية للبنان: قلوب وسواعد", وقد اشاد الرئيس الجميل بجهد الزميل الحافي مقدرا "دور المملكة العربية السعودية في مساعدة لبنان".

ولمناسبة الذكرى التاسعة عشرة لتوقيع اتفاق الطائف، نوه الرئيس الجميل ب"دور السعودية في انجاز هذا الاتفاق الذي وضع حدا للحرب اللبنانية"، آملا ان "يبقى اللبنانيون موحدين حول ثوابتهم الوطنية والدستورية، وان تبقى خلافاتهم السياسية تحت الدستور والقانون".

 

النائب حرب رد على العماد عون حول تسريب محتوى جلسة الحوار: نشر وسائل الإعلام مشروعه يجعله ملكا للرأي العام ومادة للنقاش ويفرض على السياسيين إبداء رأيهم في الطرح لتنوير المواطنين

وطنية- 10/11/2008 (سياسة) أدلى النائب بطرس حرب بتصريح علق فيه على ما ورد في مداخلة النائب العماد ميشال عون خلال اللقاء الذي عقده في جبيل حول خرق مبدأ سرية مداولات طاولة الحوار ومناقشة طرحه المتعلق بالاستراتيجية الدفاعية، ونعت من ناقش طرحه "بعدم التزام الحد الأدنى من الأخلاق لتسريبهم نقاشا جرى حول الطاولة ووصفهم بأوصاف لاذعة تقارب الشتيمة". وقال النائب حرب: "بوصفي أحد السياسيين الذين أبدوا رأيهم عبر وسائل الإعلام في التصور الذي طرحه العماد عون وانتقد محتواه وألقى الضوء على أخطاره على مستقبل لبنان ووحدته الوطنية، أعتبر من الضروري توضيح ما يأتي:

نعم، لقد تم الاتفاق حول طاولة الحوار على عدم نشر المداولات التي تحصل حول الطاولة، وعدم نشر محاضر الجلسات بتفاصيلها. إلا أن ما تم الاتفاق عليه لا ينحصر في من أبدى رأيه بطرح العماد عون الأكاديمي والجدي، بل في وجوب امتناع أصحاب الطروحات والمشاريع عن نشرها، فلا تصبح ملكا للبنانيين ومادة سياسية للنقاش يفترض التعليق عليها، بحيث لا يبقى انطباع خاطئ أن المتحاورين وافقوا على الطرح المذكور.

إن نشر وسائل الإعلام لمشروع العماد عون يجعله ملكا للرأي العام ولوسائل الإعلام ويحوله مادة للنقاش السياسي، ويفرض على السياسيين، عند سؤالهم إبداء رأيهم في المشروع المطروح، تنوير الرأي العام والمواطنين، الذين هم أصحاب الحق الدستوري والطبيعي في معرفة حقيقة القضايا العامة المطروحة وموقف الأطراف السياسيين منها، لكي يتمكنوا من اتخاذ الموقف منهم في الاستحقاق الانتخابي، ولا سيما أن تهرب السياسيين من إبداء رأيهم في موضوع بخطورة ما طرح العماد عون يشكل تجاهلا لحق المواطنين في المعرفة والاطلاع على الحقيقة.

فطاولة الحوار ليست ناديا مقفلا وسريا، بل ملتقى مسؤولين عن مصير الوطن والمواطنين، يتداول المتحاورون حولها قضايا الناس ومستقبلهم وحقوقهم وحرياتهم وأمنهم وسيادتهم، ومن الطبيعي ألا نخفي عن الناس مواقفنا وأن تزعجنا مناقشة طروحاتنا، بل على العكس من ذلك، من الواجب علينا إطلاع الرأي العام على مواقفنا، كما يجب أن يسعدنا الاستماع إلى رأي الآخرين في ما نطرح لكي نصحح أخطاءنا، إذا أخطأنا، أو لكي نعزز اقتناعاتنا ومواقفنا، إذ وجدت طروحاتنا دعما شعبيا مسؤولا. أكثر من ذلك، يشهد معظم الأصدقاء الإعلاميين موقفنا الرافض لإطلاعهم على محتوى الورقة التي كان طرحها العماد عون، ورفضنا لمناقشة هذه الورقة قبل أن تم نشر هذه الورقة في وسائل الإعلام من قبل غيرنا. وفي كل الأحوال، كنا نتمنى لو وفر العماد عون علينا وعلى الرأي العام هذه الحدة والاستفزازية في تعليقه على رأي من رأى في طرحه مادة جدية للنقاش".

 

النائب علوش: شريط "الإعترافات التلفزيونية" يجب ان يبحث في الأطرالرسمية

زيارة الوزير بارود الى سوريا شكل من أشكال العلاقة السوية بين البلدين

وطنية-10/11/2008(سياسة) رأى النائب مصطفى علوش في حديث الى إذاعة "صوت لبنان"، "ان أي تنسيق لبناني - سوري، يمكن ان يكون في أطر السيادة وخارج التداخل بين الجهتين". وقال ردا على سؤال عن زيارة وزير الداخلية والبلديات زياد بارود الى دمشق، وهل يحمل موقفا من موضوع شريط "الإعترافات التلفزيونية":"لقد تم إعلان موقف على لسان رئيس مجلس الوزراء، ولكن بغض النظر عن كل ذلك، فإننا نطالب ان يبحث الموضوع من خلال الأطر الرسمية، يعني من وزير داخلية الى وزير داخلية، وأن تعرض الوقائع بشكل كامل حتى يتم التحقيق بها في لبنان، لأن المسألة يجب الا تترك عرضة للابتزاز السياسي".

وردا على سؤال هل من صفحة جديدة تفتح بين لبنان وسوريا في المجال الأمني، أشار الى أنه لا يعتقد ان المسألة هي كذلك، ففي المجال الأمني يمكن فتح صفحة فيه عندما يتوقف العبث الأمني المخابراتي الذي إعتدناه من الجانب السوري، أما الزيارة فهي بداية على الأقل، شكل من أشكال العلاقة السوية بين البلدين".

وهل يتوقع إعادة إحياء لجان التنسيق بين البلدين، قال: "لا عودة الى ما كانت عليه الأوضاع في السابق، أي تنسيق يمكن ان يكون في أطر السيادة وخارج التداخل بين الجهتين لا بأس به، أما مسألة العودة الى العهد السابق، ما لكم لنا وما لنا لنا وحدنا، هذا يعني انه لا يمكن ان يكون الوضع كما كان عليه في السابق".

وعن موضوع الإجراءات الأمنية المتخذة في البداوي وعين الحلوة وربطها بالتوقيفات الحاصلة والإعترافات التي وردت على التلفزيون السوري، قال :"هناك بعض المعلومات التي تم إستقاؤها وهذا مقبول بأن تكون المعلومات أخذت من الجانب اللبناني فقط من خلال العرض التلفزيوني وقد تم العمل على القيام بالتوقيفات والملاحقات على أساسها بينما المبدأ الأساسي والمنطقي في العلاقات السوية إن يتم التنسيق مسبقا وان ترسل الأسماء مسبقا الى السلطات اللبنانية حتى قبل العرض وذلك توخيا للسرية، لانه اذا علم المتهم بالأمر فقد يفر مباشرة بعد العرض". وردا على سؤال، عما إذا كان هناك من إنهيار تام ل"فتح الإسلام" في منطقة البداوي، قال:" ان الإنهيار التام كان مفروضا ان يتم عندما تم الهجوم النهائي على فتح الإسلام، والمسألة الأساسية هي ان رأس المجموعة لا يزال متخفيا، وكما علمنا أنه توجه الى سوريا، وبعد ذلك إختفت اخباره". وأعرب عن إعتقاده ب"أن هذا الملف سيعود ويفتح مرة ثانية، ولا أعتقد ان الإنهيار سيتم إلا بقرار مخابراتي سوري".

 

العاهل السعودي أول المتحدثين أمام مؤتمر حوار الأديان 

إيلاف/إيلاف من الرياض: يلقي العاهل السعودي الملك عبدا لله بن عبدالعزيز كلمة الافتتاح كأول المتحدثين أمام مؤتمر الحوار بين أتباع الأديان السماوية والثقافات بعد غد بمقر الأمم المتحدة في نيويورك والذي يشهد مشاركة أكثر من 50 زعيماً ورئيس حكومة. وسوف يتناول الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون غدا في مؤتمر صحفي أهمية المؤتمر في دعم التعاون بين الدول وحل الخلافات وتحقيق التعايش السلمي في العالم.

وذكرت صحيفة عكاظ السعودية أن إعلان نيويورك سوف يشيد بمبادرة السعودية في عقد هذا المؤتمر, كما سيؤكد الإعلان على رفض استخدام الدين لتبرير قتل الأبرياء والإساءة إلى الرموز الدينية. بدورها أكدت صحيفة الحياة اللندنية حضور رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون الاجتماع الرفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة حول الحوار بين الأديان والثقافات. كما أكدت اعتزام الرئيس الفلسطيني محمود عباس التوجه إلى نيويورك للمشاركة فيه بعدما تأجلت اجتماعات الحوار الوطني الفلسطيني التي كانت مقررة في القاهرة اليوم.

ووصل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح إلى نيويورك للمشاركة في الاجتماع، وكان متوقعاً وصول كل من العاهل الأردني الملك عبدا لله الثاني وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، والرئيس اللبناني ميشال سليمان، ورؤساء كل من فنلندا وباكستان ورؤساء وزراء دول عدة، إلى جانب مشاركة الرئيس الأميركي جورج بوش ووزيرة خارجيته كوندوليزا رايس.

ومن المتوقع أن تتطرق كلمة الملك عبدا لله إلى التعلم من دروس الماضي وعدم الانشغال بنقاط الاختلاف التي تقود إلى التعصب المذهبي والطائفي والديني باعتبار الإنسان شريكاً لأخيه الإنسان. كما سيركز على محاربة الإرهاب وضرورة الالتقاء بين الحضارات والثقافات، بعيداً عن صراع الأديان. ويرجح أن يشدد الملك عبدا لله في كلمته على أهمية مساهمة أهل السياسة والفكر في معالجة الفجوات.

الملك عبدالله في مؤتمر حوار الاديان

 من جانب آخر أكد وكيل وزارة الخارجية السعودية الأمير خالد بن سعود بن خالد أمس أن اجتماع الحوار بين أتباع الأديان الذي سيعقد في نيويورك جاء بناءً على نتائج مؤتمر مدريد للحوار بين أتباع الأديان والثقافات وقد تبنته الأمم المتحدة.

وقال في تصريح للصحفيين عقب ترؤسه الاجتماع الإقليمي لرؤساء بعثات السعودية في غرب آسيا الذي عقد في مقر السفارة السعودية في الكويت, "الحوار أصبح الآن مشروعا مطروحا على الأمم المتحدة حيث ستتم مناقشته وسوف تتبلور نتائجه عن توصيات, نتمنى أن تساهم في التعايش والتقارب بين أتباع الأديان لأننا نعيش جميعاً على هذا الكون باختلاف أدياننا ويجب أن نتعايش بطريقة سلمية وودية كي يكون هناك سلام واطمئنان في هذا العالم".

 

الحريري: المحكمة الدولية تبدأ عملها في شباط المقبل

نوفوستي/ كشف رئيس "كتلة المستقبل" سعد الحريري إن المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة المتهمين باغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه تبدأ في شباط المقبل. وقال الحريري"إن المحكمة ليست فقط تخص الوالد، بل أنها لكل الجرائم التي ارتكبت في لبنان، بشأن نواب ووزراء، ويد الغدر طالت صحافيين. نحن متفائلون. نحن نرى أن المحكمة ستأتي في شباط وسيكون هناك قرار".وأضاف "نحن سنحترم قرار المحكمة. وأنا قلت من البداية، مهما كانت نتائج المحكمة الدولية، نحن سنقبلها. ونحن متفائلون أن تبدأ المحكمة في السنة المقبلة". وأشار إلى أنه طلب خلال زيارته الأخيرة إلى موسكو، مساعدة روسيا للجيش اللبناني والقوات الأمنية اللبنانية، مؤكدا على أن روسيا وعدت بالمساعدة في السلاح الخفيف. وأضاف "إذا أردنا شراء سلاح ثقيل، ولا مانع لدى روسيا، بوسع لبنان شراء بعض الأسلحة الثقيلة مثل الدبابات وغيرها. وسيأتي وزير الدفاع إلياس المر إلى روسيا، وسيلتقي مع نظيره الروسي أناتولي سرديوكوف وسيقوم معه بمناقشة لائحة السلاح". ولفت إلى أنه طلب من المسؤولين الروس الضغط على الدول الصديقة لها، مثل سوريا وإسرائيل في ما يتعلق بمزارع شبعا، وفيما يخص تطبيع العلاقات الدبلوماسية، وأن تكون ودية وليس على الورق. وقال "نحن نقول أن أراضي شبعا لبنانية، وسوريا تقول هذه مزارع لبنانية أيضا، بينما إسرائيل تقول إنها احتلت هذه المزارع عندما احتلت الجولان. ونحن نقول، وسوريا تقول إن هذه مزارع لبنانية. فمن الضروري أن تتخذ الأمم المتحدة قرارا بذلك، وليس من الضروري الترسيم إذا تم تحديدها بالخرائط. وبحسب ما نرى أن إسرائيل ستكون مجبرة على تطبيق قرار (مجلس الأمن الذي يحمل الرقم )425..".

وأشار إلى أن "الخلاف يكمن في أن سوريا لم توضح للأمم المتحدة بأن هذه أراضي لبنانية. تقول إنها أراضٍ لبنانية، ولكنها بموجب الخرائط الموجودة لدى الأمم المتحدة، سوريا ترفض تحديدها على الأرض". واعتبر أنه لا شك في أن هناك إيجابيات من نشاء العلاقات الدبلوماسية بين سوريا ولبنان، موضحا أن هذا يمثّل مطلبا تاريخيا، ومطلبا رئيسيا لـ"تيار المستقبل" وقوى 14 آذار، لكنه أضاف بأنه المهم هو التطبيق. ولفت إلى أنه طلب من روسيا الضغط لكي تكون هذه العلاقات ودية وليس على الورق فقط. واعتبر الحريري أن اتهام سوريا لتيار المستقبل بتمويل "فتح الإسلام "سخيف... ولا يصدقه أي إنسان عاقل".

وقال إن " 'فتح الإسلام' تنظيم شّكله (شاكر) العبسي، وهو إنسان كان في السجون السورية. وهم يعترفون بذلك. وشاكر العبسي هرب إلى سوريا واختفى في سوريا. فإما كانوا أنفسهم سجونه، وأما هم على علم بمكان تواجده". وأضاف "إن سوريا تتهم أكبر تيار سياسي في لبنان وأكبر كتلة نيابية. وأكيد إنها تحاول تعطيل العلاقات الدبلوماسية عن طريق استفزازنا. ولكن نحن نريد العلاقات الدبلوماسية، ونريدها طبيعية وودية. صحيح أن سوريا أكبر من لبنان، ولكن الكبير يجب أن يحترم الصغير، وهذا ما لم يتعلمه النظام السوري. وأنتم في روسيا ـ الدولة العظمى، تحترمون لبنان أكثر من دولة مجاورة، مثل سوريا". وعن موضوع لقائه الأخير مع الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، قال الحريري:"هذا اللقاء كان جيد جدا. وهذا أول لقاء بيننا منذ أكثر من سنتين ونصف. واتفقنا على التهدئة ومواصلة الحوار، والاتفاق على عدم اللجوء إلى الشارع".

 

دبلوماسيون: الوكالة الذرية تعثر على اثار يورانيوم بموقع سوري

رويترز / قال دبلوماسيون يوم الاثنين إن محققي الامم المتحدة عثروا على اثار يورانيوم في موقع سوري تقول واشنطن إنه كان مفاعلا نوويا سريا كاد يكتمل قبل ان تقصفه اسرائيل العام الماضي. واضافوا ان اثار اليورانيوم ظهرت في بعض العينات البيئية التي اخذها مفتشو الامم المتحدة من الموقع اثناء زيارة في يونيو حزيران الماضي. وقالوا ان الاكتشاف ليس كافيا لاستخلاص نتائج لكنه اثار بواعث قلق تتطلب مزيدا من التوضيح.

ولم يصدر تعليق فوري من الوكالة الدولية للطاقة الذرية. لكن انباء عن الكشف تسربت بعد ساعات من تأكيد مسؤولي الوكالة الذرية ان مدير الوكالة محمد البرادعي يعد تقريرا مكتوبا رسميا بشأن سوريا للمرة الاولى. وعلاوة على ذلك وضعت سوريا كبند على جدول الاعمال الرسمي في اجتماع نهاية العام الذي يعقد يومي 27 و28 نوفمبر تشرين الثاني لمجلس محافظي الوكالة التابعة للامم المتحدة. وكان مسؤولو الوكالة في السابق يقولون ان التحقيقات الاولية غير حاسمة.

وتنفي سوريا مزاعم امريكية عن انها تبني مفاعلا بخبرة كورية شمالية بهدف انتاج البلوتونيوم وهو المكون الرئيسي في القنبلة النووية الذي تعاد معالجته من وقود اليورانيوم المستنفد بما ينتهك معاهدة حظر الانتشار النووي. وتقول ان معلومات المخابرات الامريكية غير المؤكدة ملفقة.

وابلغ البرادعي اجتماعا لمجلس محافظي الوكالة في سبتمبر ايلول ان النتائج الاولية من عينات اختبار أخذها مفتشون زاروا في يونيو حزيران الموقع الصحراوي الذي ضربته اسرائيل لا تظهر اثارا لنشاط ذري.

وقال دبلوماسيون معتمدون لدى الوكالة الذرية ومقرها فيينا ان خبراء الوكالة حللوا بعدئذ نطاقا اوسع من العينات وان بعضها كانت به اثار مركب يورانيوم معين.

وقال دبلوماسي معتمد لدى الوكالة "ليست كافية لاستنتاج او اثبات ما كان يفعله السوريون لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلصت الى ان ذلك يتطلب مزيدا من التحقيق." وقال دبلوماسي اخر لرويترز "انه مكون مصنوع وليس (خاما) طبيعيا. لا توجد اشارة على انه كان هناك وقود نووي بالفعل او نشاط (انتاج)."

واشار هذا الدبلوماسي الى ان مثل هذه الاثار قد تكون نقلت الى الموقع عن غير قصد على ملابس علماء او عمال او على معدات احضرت من مكان اخر.

وقد يحاكي ذلك كشفا سابقا مهما في التحقيق الذي تجريه الوكالة الذرية منذ وقت طويل في البرنامج النووي السري لايران.

ويقول دبلوماسيون على صلة وثيقة بالوكالة الذرية ان سوريا تجاهلت مطالب الوكالة بفحص ثلاث منشآت عسكرية ربما تحوي مواد متعلقة بموقع المفاعل المزعوم.

وقال دبلوماسي كبير له علاقات بالوكالة الذرية ومقرها فيينا "من الواضح ان الوكالة تعتقد ان لديها شيئا مهما بما يكفي لتقديم تقرير لوضع سوريا على جدول الاعمال بعد كوريا الشمالية وايران مباشرة." وقال دبلوماسي رابع طلب مثل الباقين عدم كشف هويته كشرط للتحدث عن المعلومات السرية "اوضح لنا ان العينات تثير المزيد من الاسئلة." وتجري الوكالة الذرية تحقيقا بشأن سوريا منذ مايو ايار بعد قليل من تسليم واشنطن معلومات مخابرات بشأن الموقع لكن ذلك كان بعد شهور من تدمير اسرائيل للموقع وتطهير سوريا له.واستنكر البرادعي التأخير في تقديم معلومات المخابرات وعدم ابلاغ الولايات المتحدة الوكالة الذرية قبل القصف وقال ان ذلك سيجعل من الصعب على الوكالة المكلفة بمراقبة تنفيذ معاهدة حظر الانتشار النووي التأكد من الحقائق "لان الجثة اختفت."

من مارك هاينريتش

 

10 تشرين الثاني: تاريخ للتاريخ

جوزف توتنجي

في العاشر من تشرين الثاني من كل عام، يتذكر اللبنانيون ولاسيما الشباب والطلاب منهم، وهذه مفارقة، عيد مولد من بقي لهم عربون فداء وعطاء وتضحية ورجولة وقيادة وطنية. البطل لم يمت. القائد لم يغب. ورغم مرور 26 عاما على استشهاد بشير الجميل، وهنا الغرابة، بقي اسمه يوميا على كل شفة ولسان، في الحدث السياسي كما في الحدث الوطني. ورغم ان الشيخ بشير الجميل الرئيس المنتخب لم يتسلم الحكم بعد انتخابه الذي استمر واحداً وعشرين يوما، لكنه طبع الواقع اللبناني والشعب منذ 1982 وحتى اليوم بذكريات وكلمات ومواقف لم يتمكن اللبنانيون حتى الآن من نسيانها، بل بالعكس، يعودون اليها عند كل ازمة وطنية تعصف بلبنان. ويرددون: بشير قال كذا، وفي قضية المهجرين قال كذا، وفي موضوع السيادة ردد كذا، وفي العلاقات العربية شدد على كذا، وفي التوطين والاحتلال السوري قال ما لم يجرؤ الآخرون على قوله... وهكذا يردد اللبنانيون كلماته وخطبه ومواقفه وتصريحاته كأنها "انجيل" وطني توارثوه من جيل الى جيل، حتى ان بعض شعاراته التي اطلقها منذ ثلاثين عاما عادت الى الواجهة السياسية الحالية، وكأن الزمن توقف يومها. امر غريب ومستغرب. لقد مر على لبنان خلال الستين عاما الماضية، رجالات وزعماء كبار ساهموا في انجاز الاستقلال، وتربعوا على عرش السياسة اللبنانية لعقود طويلة، حركوا الجماهير واسسوا الاحزاب وشاركوا في الحكم لسنوات، ولكن، ما ان غابوا حتى راحت تغيب شيئا فشيئا ذكرياتهم ومواقفهم. اما بشير الجميل، فلم يكن من هؤلاء. بقي في البال والفكر والموقف الوطني، لانه كان رؤيويا، وكان من طينة غير التي جبل بها رجال السياسة لانه كان يرفض ان يصنّف من بين رجال السياسة.

نظرته الى الامور والاحداث كانت شمولية ووطنية، بعيدة كل البعد عن المواقف السياسية التي ترضي الجماهير وتستدر العطف والتأييد والتصفيق.

لم يقل مرة ما يرضي جمهوره لاكتساب التأييد، بل كان عندما يطلق موقفا بعد درس عميق، يعتمد على حسه الوطني وشعوره بالمسؤولية في التفتيش عن مستقبل وطن حر وشعب يستحق الحياة.

عندما توقع المسلمون وبعض المسيحيين عام 1981 في مهرجان "يوم الوعد" ان يعلن بشير قيام دولة مسيحية او دولة التقسيم، فوجئ اللبنانيون ولاسيما المسلمين بصوته يعلو في ارجاء مجمع فؤاد شهاب الرياضي امام حشود قل نظيرها، يمد يده الى اخوانه في الوطنية والمواطنية ويدعو الزعماء المسلمين للتخلص من القمع الفلسطيني والاحتلال السوري للمنطقة الغربية (آنذاك) من اجل بناء وطن سيد حر على الـ10452 كلم2، مؤكدا انه مستعد للمشاركة بعملية تحرير "المنطقة الغربية" اذا قرر المسلمون ذلك.

وما من احد استمع الى خطابه الشهير في مبنى تلفزيون لبنان بعيد انتخابه، الا فوجئ بنمط ورؤية الرئيس المنتخب الجديد الذي اصلح الادارة بموقف واحد وهو لم يتسلم مقاليد الحكم بعد: التزم الموظفون الحضور الى مكاتبهم، اقفلت جوارير التشبيح والسمسرة، دب النشاط في اروقة السرايات من الناقورة مرورا ببعلبك وصولا الى اقاصي الشمال. واصبح الشرطي على الطريق يتمرجل على اكبر شنب في الجمهورية اللبنانية. لقد سألوا عنه. فقيل لهم انه رجل مستقيم، نظيف الكف، لا يؤخذ بالتهويل، صديقه الصدق والشفافية والاقدام والمؤهلات والعدالة والحق والوطنية والعمل المسؤول، يريد ان يبني دولة المؤسسات لا ان يستمر بالمزرعة.

مد يده الى جميع اللبنانيين. بدأ باستعادة ثقة اشرس المعارضين لانتخابه، وزار النواب الذين لم يشاركوا في جلسة الانتخاب، شاكرا لهم موقفهم وجرأتهم في التعبير الديموقراطي الحر والجريء، وهذا ما قاله للنائب الدكتور البر مخيبر عندما زاره في منزله في بيت مري.

كذلك فعل، عندما استقبل الزعيم الرئيس صائب سلام في جلسة تاريخية خرج منها الرجلان متفاهمين بعد جلسة واحدة. وقد دارت في جلسة المصارحة هذه احاديث وشرح للمواقف قلما تحصل بين رئيس جمهورية منتخب في الثالثة والثلاثين وبين زعيم بيروتي ورئيس سابق للحكومة مقاطعا لجلسة الانتخاب ومعارض شرس لوصول بشير لسدة الرئاسة. ساعة واحدة من الصراحة والصدق والاحترام كانت كافية ليتفاهم الرجلان. بعدها قيل على لسان صائب بك: “لقد بكينا عندما انتخب بشير رئيسا، ولكن بكينا اكثر يوم استشهاده".

قبل انتخابه، كانت اكثرية الدول العربية معارضة لوصوله، خصوصا بعد اعلان الترشيح. لكنه فاجأ الجميع ايضا باقتحامه الباب العربي في مدينة الطائف السعودية قبل انتخابه باسابيع، حيث اجتمع مع عدد من وزراء الخارجية العرب لمدة ساعات، الذين استمعوا منه الى تصوره لحل الازمة اللبنانية وبرنامجه للحكم. خرج من الاجتماع بمباركة وتأييد عربيين، وتعهد الوزراء الحاضرون السعي لدى بعض الدول "المعترضة" على انتخابه بنقل وجهة نظره والصورة الصحيحة عن الوضع القائم الجديد. آمن بشير الجميل بلبنان وطن التفاعل المشترك وليس وطن التعايش، لانه رفض التعايش مع الازمة السياسية والوطنية التي ادت يومها بلبنان الى حرب اهلية وتدخل اجنبي وعربي فيها. كان مسيحيا مؤمنا، لا مسيحيا متعصبا او متزمتا. وما كلمته الاخيرة التي القاها ساعتين قبل استشهاده في دير الصليب في عيد ارتفاع الصليب، الا شهادة مسيحية ايمانية صرفة، تدعو الى التعالي عن الجراح ولكن تدعو ايضا الى الايمان بالله والى حرية المعتقد لكل مكونات الشعب اللبناني. بشير الجميل بعد 26 عاما من استشهاده، تبقى شهادته للتاريخ، ويبقى 10 تشرين الثاني عيد مولده تاريخا يذكره التاريخ.

 

الجيش الأميركي نفذ عمليات سرية في باكستان وسوريا

نيويورك تايمز

 كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية أن الجيش الأميركي نفذ أكثر من عشر عمليات سرية ضد تنظيم "القاعدة" وغيره من التنظيمات الإرهابية في سوريا وباكستان ودول أخرى منذ العام 2004. ونقلت الصحيفة عن مصادر حكومية أميركية لم تكشف عن اسمها أن العمليات السرية تمت الموافقة عليها بموجب قرار حمل توقيع وزير الدفاع الأميركي السابق دونالد رامسفيلد والرئيس الأميركي جورج بوش في ربيع العام 2004 والذي يعطي الجيش الأميركي الصلاحيات لمهاجمة تنظيم القاعدة في أي مكان في العالم والقيام بعمليات سرية في دول ليست بحالة حرب مع الولايات المتحدة الأميركية. وأشارت الصحيفة إلى أن إحدى هذه العمليات كانت تلك التي شنتها قوات أميركية خاصة في 26 تشرين الأول الماضي على سوريا. وعلى الرغم من أن واشنطن لم تعترف رسمياً بالغارة، إلا أن مسؤولين أميركيين قالوا إن الهدف الرئيسي للعملية كان أحد كبار مسؤولي القاعدة في العراق. وطلبت سوريا الحصول على إثباتات على زعم المسؤولين الأميركيين حول العملية التي أدت إلى مقتل ثمانية مدنيين سوريين. وذكرت الصحيفة أن عملية أخرى نفذّتها قوات البحرية الأميركية الخاصة في العام 2006 استهدفت مجمّعاً إرهابياً مشتبهاً به في المناطق القبلية الحدودية في باكستان. ونقلت الصحيفة عن المسؤولين الأميركيين ان هذه العمليات كانت تتم عادة بواسطة القوات الأميركية الخاصة وبتنسيق مع وكالة المخابرات المركزية، وأن العمليات الخاصة التي يتم تنفيذها يجب أن تحظى بموافقة خطية من وزير الدفاع، وفي الحالات الخاصة مثل سوريا وباكستان كان الرئيس بوش يوقّع عليها شخصياً. ورفض ناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية التعليق على تقرير الصحيفة.

 

قراءة في ورقة عون: خطة دفاعية أم مشروع للاستيلاء على السلطة؟

جهاد عون/تيار المستقبل

التاريخ: 10 تشرين الثاني 2008

لم يلق اقتراح "المقاومة الشعبية الشاملة" على الطريقة الإيرانية الذي تقدم به النائب ميشال عون في اطار "الاستراتيجية الدفاعية" الى طاولة الحوار في بعبدا، من يرد عليه حتى اليوم بمراجعة لفحوى هذه المبادرة التي اقل ما يقال فيها انها تستجيب أهواء عون السياسية وتحالفه مع الدولة الايرانية و"حزب الله"، وتستنسخ تجربة "الحرس الثوري الإيراني" (الباسدران) في بناء قوة مسلحة رديفة للجيش اللبناني الذي يطالب به اللبنانيون قوة وحيدة مسلحة على ارضهم.

وتكمن خطورة اقتراح عون في أنه يشكل خطوة متقدمة وجريئة في مشروع الاستيلاء على السلطة في لبنان من خلال تشريع السلاح اللاشرعي وتعميم تشكيلاته على مختلف المناطق والطوائف كي يتولى قمع الأصوات المخالفة له في لبنان، على غرار ما يقوم به "الحرس الثوري الايراني" في حق الاصلاحيين الايرانيين وأبناء الاقليات وكل ما خالف النظام الثوري الرأي. وفي مراجعة أجراها لموقع almustaqbal.org الخبير في الشؤون الاستراتيجية العميد الركن المتقاعد ريشار داغر، أحد المهتمين بمتابعة الملفات المتعلقة بالأمن القومي اللبناني كتابة وبحثاً وتأليفاً، يلاحظ بدءاً ان "حزب الله" نجح في اخذ المناقشة الى المكان الذي يريد في ملف الاستراتيجية الدفاعية، إذ حصر مشكلة التهديد الذي يواجهه لبنان بالعدو الاسرائيلي. وفي رأيه ان "كل كلام الجنرال عون والمناقشات التي يشهدها لبنان حول هذه المسألة انما يصب في نهاية المطاف في اطار التوجهات التي يريدها الحزب، في حين ان مسألة التهديد الاسرائيلي للبنان يجب ان تناقش انطلاقاً من استراتيجية شاملة للامن القومي اللبناني يشكل التهديد الاسرائيلي احد بنودها وليس كل البنود".

وفي رأي داغر ان "التهديد ليس محصوراً بالتلويح باجتياح بري اسرائيلي او تحليق الطائرات المعادية في سماء لبنان، بل هناك تهديدات اخرى يجب طرح علامات استفهام على آلية التعامل معها، منها السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وداخلها، ومسألة انتشار السلاح غير الشرعي بين المواطنين الذي يشكل بدوره تهديداً للامن الوطني والسلم الاهلي". أما الارهاب الذي تحدث عنه النائب عون في شكل عابر ومر عليه مرور الكرام مقترحاً التنسيق بين اجهزة الامن وإقامة غرفة عمليات مشتركة ووحدة خاصة لمكافحته، فهو طرح في رأي داغر "يهتم بالنتائج ولا يعالج الاسباب التي يجب التعامل معها في ملف الارهاب، والاستراتيجية الدفاعية يجب ان تأخذ في الاعتبار مواجهة الاخطار الداخلية اسوة بالتصدي للعدو الاسرائيلي".

تهديدات الأمن القومي

بالعودة الى موضوع السلاح الفلسطيني، اعتبر داغر انه "تسبب بأذى للبنانيين اكثر مما تسبب بخسائر لاسرائيل، ورغم الاتفاق في جلسات الحوار السابقة على معالجة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، لم يتفق اللبنانيون حتى اليوم على الآلية الضرورية للتعامل مع هذا السلاح خارج المخيمات وداخلها بعدما تحولت ساحة للخارجين على القانون ومن يتهددون الامن القومي للدولة. اما عنوان السلاح غير الشرعي بين اللبنانيين فيطرح مسألة فلتان الحدود السورية ــ اللبنانية، وجملة اسئلة اخرى تحتاج الى اجابات واضحة مثل قضية الضنية عام 2000 التي جرت فصولها في ظل حكم الوصاية السوري وكيف وصل تنظيم "القاعدة" الى لبنان وأنشأ معسكرات تدريب وجند عناصر تحت سمع سلطة الوصاية ونظرها".

وبحسب خبرة العميد داغر "يجب أن تكون مناقشة مسألة الترتيبات على الحدود مع سوريا في صلب الاستراتيجية الدفاعية"، لأن الخطر الاسرائيلي "لا يقارن بخطر انفلاش السلاح غير الشرعي وتفشي ظاهرة الإرهاب". ويختصر داغر المعادلة بأن لا "إمكان للحديث عن الاستراتيجية الدفاعية والأمن القومي من دون تجفيف مصادر الارهاب والتصدي لتسرب المال والسلاح والمقاتلين عبر الحدود".

مشروع كلام كبير

أما عن سبل المواجهة مع اسرائيل التي عرضها النائب عون، فيرى العميد المتقاعد ان اقتراح بناء نظام دفاع جوي "ممكن نظرياً، ويستطيع المرء ان يسرح بعيداً في افكاره ومخيلته ويكتب ما يريد، لكن السؤال الفعلي هو عن مدى قدرة لبنان على تنفيذ هذا المشروع. والكلام على نظام الدفاع الجوي كلام كبير، وكان الاجدى البحث في سبل تعزيز قدرات الجيش استناداً الى الإمكانات المتوافرة وتحقيق ما يمكن على مستويات الجهوزية العسكرية والقتالية مع أخذ حجم الموارد المتوافرة التي تؤمن للبنان أفضل النتائج في الاعتبار. وهناك دراسات عن هذا الموضوع تتضمن كل التفاصيل".

وعن "المقاومة الشعبية" التي يقترحها النائب عون، قال داغر إن النائب عون "يتعاطى مع الوضع وكأن لبنان على اعتاب اجتياح اسرائيلي وشيك وحرب داهمة وهذا غير صحيح. والمقاومة الشعبية خيار يتم اللجوء اليه عند انهيار الدولة بكلّ مؤسساتها وخضوعها لاحتلال دولة اخرى، وهذا ما جرى في فرنسا عندما احتلها الجيش الالماني، في حين ان الامر مختلف اليوم ولدى لبنان جيش ودولة ومؤسسات وسلطات ولا حاجة الى تشكيل قوات مقاومة شعبية".

وخلص داغر الى ان "افضل استراتيجية دفاعية هي البحث في تعزيز قدرات الجيش، مع الافادة من تجربة المقاومة في إنشاء قوات حرس حدود تسند اليها مهمات معينة ومحددة". واعتبر ان "أفضل حل للتصدي لأسرائيل هو نزع الذرائع والمبررات والأنشطة التي تستفز العدو الاسرائيلي والعودة الى اتفاق الهدنة".

وفي رأيه ان "المنطقة امام وضع جيوسياسي جديد والدعوات الى السلام في اسرائيل ولدى الدول العربية هي اكثر بكثير من الدعوات الى الحرب. وأهم ما في وضع لبنان انه ليس معزولاً في مواجهة اسرائيل، بل هناك مظلة دولية للدفاع عن الحدود، والجيش الاسرائيلي لا يستطيع ان يتقدم داخل الاراضي اللبنانية".

وذكر داغر ان دورية للجيش اللبناني تصدت قبل نحو شهر لدورية اسرائيلية مدججة بالسلاح عند الحدود ومنعتها من التقدم فما كان من الإسرائيليين الا التراجع، وفي رأيه ان "قوات العدو تراجعت امام دورية الجيش اللبناني المحدودة الإمكانات لأنها محصنة بالشرعية الدولية التي تقف بجانب لبنان وتمنع عنه العدوان الاسرائيلي". وخلص داغر الى ان "كل كلام عن المقاومة الشعبية هرطقة ومجرد كلام سياسي لا أكثر، وإلا فكيف يمكن التمييز بين سلاح المقاومة والسلاح الذي يطلق النار ابتهاجاً في بيروت عند كل إطلالة تلفزيونية للسيد حسن نصرالله؟".

 

ميشال عون وتيّاره: أنصار "حزب الله"

حازم صاغيّة/لبنان الآن

الاثنين 10 تشرين الثاني 2008

من كان في مراهقته نصيراً متحمّساً للثورة الفلسطينيّة انطلاقاً من لبنان، لا بدّ أن تذكّره بنفسه رؤية ميشال عون للاستراتيجيّة الدفاعيّة اللبنانيّة. فالمذكور، بعد عودته من إيران، يتكشّف عن فتوّة تحمل على التذكير بفتوّة الجنرال جياب حين خطّط لمعركة ديان بيان فو، ربيع 1954، أو ربّما بالطبيب الشاب إرنستو غيفارا حين راودته فكرة الالتحاق بفيديل كاسترو لإسقاط باتيستا ونظامه.

تقول خطّة عون الدفاعيّة إن "الدفاع عن بلد ما لا ينحصر في الشقّ العسكريّ والقتاليّ فقط، فلمؤسسات الدولة كلّها دور فيه، إذ لكلّ منها دور أساسيّ في إعداد الوسائل وتحفيز المجتمع وتعبئة القوى الداخليّة والخارجيّة لمساندة الجهد الدفاعي". ثمّ تضيف: "فالاستراتيجيّة الدفاعيّة تتّسم بشمولها كلّ مؤسّسات الدولة ومواردها لتتمكّن من العمل ضمن آليّات متكاملة تعتمد على مركزيّة القرار ولامركزيّة التنفيذ". وبعد ذاك تعوّل الورقة على "الوحدة الوطنيّة" حيث أنّها "ضرورة مطلقة في الاستراتيجيّة الدفاعيّة، وفقدانها هو مصدر للنزاع، وقد يُستدرج السلاح إلى داخل البلاد، فيخرج عن الهدف المعدّ له، وبدل أن يكون للدفاع عن الحدود يصبح أداة للاقتتال". بلغة أخرى، لا تعود الوحدة الوطنيّة هدفاً لإقامة بلد والحفاظ عليه، بل تغدو ضرورتها نابعة من خدمتها تلك "الإستراتيجيّة الدفاعيّة". واستطراداً، لا يعود حمل السلاح تهديداً للوحدة الوطنيّة، بل تصير وظيفة تلك الوحدة، ومعها الدولة والمجتمع والاقتصاد والجيش، خدمة... المقاومة.

والتفسير البليغ يقطع الشكّ باليقين، إذ "يقوم الردع على تكوين قوّتين، الأولى من الجيش النظاميّ، والثانية من المقاومة، وتكونان قادرتين على تحميل العدوّ خسائر تفوق طاقته على تحمّلها، وذلك باعتماد أسلوب قتال بوحدات صغيرة تستطيع التخفّي والاحتماء، ولا تشكّل أهدافاً مهمّة للطيران، بالإضافة الى تكوين جهاز دفاع جويّ حديث".

أمّا النتائج فمضمونة سلفاً: فـ "هذا النوع من القتال يقتضي تدريباً جديداً لوحدات الجيش المقاتلة يمكّنها من القيام بمهمّات أمنيّة بتشكيلاتها العاديّة، والتوزّع أثناء القتال والانتقال الى حرب العصابات. وتكوين هذه القوى المقاتلة يحتاج الى تدريب خاص على الأساليب الجديدة المعتمدة في القتال". ومنعاً لأيّ سوء فهم، فإن "قوى المقاومة تتألّف من السكّان، لذا يجب أن تغطّي هذه القوى الأراضي اللبنانيّة كلّها". وإمعاناً في طمأنتنا إلى النتيجة، فإن إسرائيل "تعجز عن القتال في مجتمع مقاوم. وإن تنجح آنيًّا وأحياناً في عمليّات محدودة، فهي تبقى دائماً عاجزة عن السيطرة والاستمرار في الاحتلال".

وبدوره، فالثمن الذي يُدفَع سلفاً للجمهور المسيحيّ كيما يواكب هذه الخطّة، من كيس "الإرهاب" كما من كيس الفلسطينيّين، حيث "الأحداث الأمنيّة المتتابعة بين الجيش وبعض التنظيمات الفلسطينيّة المسلّحة، وبين الفلسطينيّين أنفسهم، تثير قلق المواطنين اللبنانيّين لما يوقظ الوجود الفلسطينيّ المسلّح في نفوسهم من ذكريات أليمة، إضافة إلى خشية بعض اللبنانيّين من أن يصبح الفلسطينيّون طرفاً في نزاع داخليّ. لذلك، يجب أن تُحلّ قضيّة الوجود الفلسطينيّ المسلّح بالسرعة الممكنة، وفي مطلق الأحوال، أن تكون القوى العسكريّة اللبنانيّة جاهزة وقادرة على احتواء أيّ طارئ أمنيّ يهدّد بالانتشار في المجتمع اللبنانيّ".

بمعنى آخر، يريد عون دولة قويّة ضدّ الفلسطينيّين وحدهم، وضعيفة حيال مقاومة "حزب الله"، تكيّف نفسها وجيشها وما يتّصل بها اجتماعاً واقتصاداً مع موجبات "المجتمع المقاوم". هكذا يفهم القارىء، بدقّة أكبر، كيف كان عون قائداً عسكريًّا سيّئًا. إلاّ أنّه يفهم أيضاً أموراً أخرى:

فأوّلاً، يوحي هذا التصوّر الشموليّ معطوفاً على كراهية عون للإعلام، كم تتجذّر دولة الاستبداد الحديديّ في عقل "الجنرال" ومخيّلته.

وثانياً، يتراءى مدى السذاجة وانعدام الوعي السياسيّ لدى جمهرة مسيحيّي عون التي تقايض التضحية بلبنان، دولةً واجتماعاً واقتصاداً وحريّات، مقابل إحكام السيطرة على المخيّمات الفلسطينيّة! وثالثاً، لمّا كان جياب وغيفارا قد قاتلا بيديهما، يُخشى أن يكون هدف عون القتال بشيعة "حزب الله" الذين، هم أيضاً، يقايضون احتمال فنائهم بمتعة تسلّحهم! وأخيراً، يعلن عون نفسه، منذ عاد من طهران، مجرّد نصير لـ"حزب الله". والأنصار، كما تقول تجارب الأحزاب والقوى التوتاليتاريّة وشبه التوتاليتاريّة، واجهات تلك الأحزاب والقوى، تنفّذ لها ما لا يليق أن تنفّذه هي بنفسها.

 

اعترافات الموقوفين بُثت تلفزيونياً بعد تحديد موعد زيارة الوزير اللبناني...

بـارود في دمشق يـلتقي نظيره السوري والاتفاقات تتطلب قراراً من مجلس الوزراء

بيروت - محمد شقير - الحياة - 10/11/08//

في أول زيارة لوزير داخلية لبناني لسورية منذ نحو أربع سنوات، يتوجه اليوم الى دمشق الوزير زياد بارود على رأس وفد من الوزارة يضم المديرين العامين لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي والأمن العام اللواء وفيق جزيني وأمين السر العام لمجلس الأمن المركزي العقيد الياس خوري ومستشار الوزير للشؤون الأمنية العقيد بيار سالم، تلبية لدعوة من نظيره السوري اللواء بسام عبدالمجيد لإجراء محادثات تأتي في إطار التعارف وكسر الجليد وإنهاء القطيعة بين الوزارتين والاستماع الى ما لدى الوزير السوري من اقتراحات للتعاون على ان تبقى محصورة في تبادل الآراء باعتبار ان تشكيل لجان مشتركة والتوقيع على اتفاقات أمنية من صلاحية مجلس الوزراء اللبناني مجتمعاً. وتثير زيارة بارود دمشق جملة من التساؤلات عن خلفية استباق سورية لها ببث التلفزيون الرسمي فيها تفاصيل عن اعترافات أدلى بها عدد من الموقوفين في جريمة تفجير استهدفت احد أحياء دمشق، على رغم ان موعد الزيارة كان حدد قبل أيام من موعد بثها. وكلف مجلس الوزراء اللبناني بارود بتشكيل الوفد المرافق له، على ان لا يصل الحديث عن التعاون والتنسيق الأمني بين البلدين الى تشكيل لجان مشتركة أو التوقيع على اتفاقات أمنية، لأن ذلك يجب ان يُعرض على مجلس الوزراء باعتباره صاحب الصلاحية المطلقة في النظر فيها والموافقة عليها.

وعلمت «الحياة» من مصادر وزارية ان من أبرز التساؤلات التي أثيرت على هامش التحضير لزيارة بارود دمشق التي تستمر لساعات يولم خلالها الوزير السوري على شرف نظيره اللبناني من دون ان يلحظ على جدول أعمالها أي لقاء للأخير مع الرئيس بشار الأسد، تركزت في تلازم توقيت تلبية الدعوة وبث الاعترافات التي أدلى بها الموقوفون في تفجير دمشق وما اذا كانت هناك نية سورية لإقحامها في صلب المحادثات بين الوزيرين لتحتل حيزاً رئيساً في جدول أعمالها، خصوصاً ان الجانب اللبناني لن يبقى مستمعاً الى ما سيقوله الوزير عبدالمجيد بخصوص تنظيم «فتح الإسلام» وإنما سيضطر الى التدخل لتوضيح وجهة نظره في ضوء معرفته التفصيلية بنشوء هذا التنظيم والجرائم التي ارتكبها ضد الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان وفي طرابلس ومن اين دخل زعيمه شاكر العبسي الى لبنان.

وبكلام آخر فإن الوفد اللبناني لن يتبنى وجهة نظر الجانب السوري، وإنما ستكون لديه ملاحظات في حال قرر الأخير استحضار «فتح الإسلام» على جدول أعمال المحادثات. اضافة، وكما تقول المصادر، الى ان أحداً في لبنان ليس ضد التعاون والتنسيق الأمنيين، إنما لماذا تأخير الإعلان عن تبادل السفراء بين البلدين بعد قرارهما المشترك بإقامة علاقات ديبلوماسية وعدم التفكير بدعوة الهيئة العليا اللبنانية - السورية المشتركة للاجتماع برئاسة رئيسي حكومتي البلدين فؤاد السنيورة ومحمد ناجي عطري للنظر في الاتفاقات المعقودة والسعي لتنقيتها من الشوائب مع ان معظمها يأتي لمصلحة لبنان في حال طُبقت بحسب ما هو مقرر.

ولفتت المصادر نفسها كذلك الى ان احداً لا يعترض على تبادل الزيارات بين وزراء من البلدين، لكن تصحيح العلاقة يتوقف على مدى استعداد سورية لتصحيح طريقة تعاملها مع لبنان، وهذا ما أشار إليه رئيس وزراء روسيا فلاديمير بوتين لدى استقباله الجمعة الماضي في موسكو رئيس كتلة «المستقبل» النيابية سعد الحريري بقوله ان على سورية ان تتعود ان هناك دولة في المنطقة اسمها لبنان وأن العلاقة بينهما يجب ان تمر من خلال المؤسسات الرسمية في البلدين.

وأوضحت المصادر ان السنيورة ليس ضد الزيارة «لكن من يعتقد بأن تبادل الزيارات يحل المشكلة سيكتشف عاجلاً أو آجلاً انه على خطأ، لأن أساس الحل يكمن في استعداد القيادة السورية لإعادة النظر في أسلوب تعاطيها مع لبنان في ضوء ما تعرضت له العلاقات الثنائية من انتكاسات في السنوات الأخيرة، نظراً الى أن الإصرار على العقلية السابقة في التعاطي لن يقود الى تصحيحها وتنقيتها من الشوائب».

وكانت زيارة بارود دمشق موضع بحث في لقاء عقد امس في بعبدا بين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والسنيورة أعقبه اجتماع بارود مع كل منهما على حدة. واعتبرت مصادر وزارية ان زيارة بارود، وإن كانت مفيدة، فإنها تبقى عادية قياساً الى جدول الأعمال الموضوع لها، مشيرة الى ان الوزيرين سيتطرقان الى الإجراءات التي اتخذتها سورية بتكثيف نشر وحدات من جيشها في الداخل السوري على طول الحدود بين البلدين قبالة منطقتي الشمال والبقاع تحت عنوان ضبط الحدود ومكافحة التهريب والعمل على تطبيق القرار الدولي 1701.

وفي هذا السياق، أكدت المصادر ان لبنان يدعم هذه الإجراءات لأنه كان من أول ضحاياها جراء الفلتان القائم على طول الحدود المشتركة لكن انتقال البحث من تبادل الآراء الى التوقيع على اتفاقات أمنية يبقى في عهدة السلطة الإجرائية.

وأضافت ان تبادل الزيارات من شأنه ان يسهم في إعادة تطبيع العلاقات، لكن تصحيحها يتوقف على استعداد مشترك من الجانبين للدخول في تنقية الشوائب التي تعتريها، خصوصاً أن التعاون الأمني من خلال تشكيل لجان مشتركة أو التوقيع على اتفاقات جديدة يتطلب قراراً واضحاً من مجلس الوزراء اللبناني خلاف ما كان يحصل في السابق عندما أوكل الشق الأمني الى رئيس الجمهورية آنذاك أميل لحود من دون ان يحق للآخرين السؤال عنه او الاستفسار عن الاتفاقات المعقودة.

وتابعت المصادر ان الفريق السياسي الذي ينتمي إليه السنيورة لا يبحث عن افتعال مشكلات مع سورية أو يريدها ان تبقى من دون حل، لكن حلها لن يتأمن على خلفية إصرار دمشق على وضع «هذا البلد الشقيق تحت إبطها». وقالت ان الزيارات لن تبدل من واقع الحال ولن تغير في المعادلة الداخلية ما لم تكن مقرونة باستعداد سوري لإعادة النظر في طريقة التعامل مع لبنان، للتوصل الى تفاهم واضح لتحديد معالم هذه العلاقة، وعندها تكون كل الأمور قابلة للحل.

على صعيد آخر، تسلمت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني من الفصائل الفلسطينية في مخيم البداوي في شمال لبنان الفلسطيني خالد جبر (ابو وائل) بعدما كانت أوقفته في المخيم. وعلمت «الحياة» ان التحقيقات بوشرت معه للتأكد من التهمة الموجهة إليه، بناء لإفادة عدد من الموقوفين بأن المجموعة الإرهابية التي يرأسها الفار عبدالغني جوهر وأوقف معظم عناصرها اخيراً، كانت تعد العبوات في منزله، وخصوصاً تلك التي استهدفت الجيش في شارع المصارف في طرابلس في 13 آب (أغسطس) الماضي والأخرى التي طاولت عناصره في محلة البحصاص في طرابلس ايضاً في 29 ايلول (سبتمبر) الماضي

 

عن «اعترافات» التلفزيون السوري

الياس حرفوش  الحياة - 10/11/08//

لا يمكن لمن تابع حلقة «الاعترافات» على التلفزيون السوري على لسان أشخاص تم الترويج لهم على انهم اركان في خلية «فتح الاسلام» معتقلون من جانب الامن السوري، لا يمكن للمتابع، ازاء ذلك، إلا أن يغمره الاعجاب الشديد بشفافية اجهزة الامن تلك في عملها الاستخباري وفي وسائل التحقيق التي تتبعها. لا ضربة كف هنا ولا خدشة جبين، نكاية بغوانتانامو وابو غريب، حتى ليكاد المرء يتمنى لو كان له ان يُعتقل يوماً بأية تهمة، والتهم دائماً متوافرة، ان يُعتقل على يد أمن حضاري من هذا المستوى! بين العلامات الاخرى التي يؤشر اليها هذا النسق من الكشوفات اعترافه بأن الساحة الامنية السورية هي ساحة معرضة للاعمال الارهابية مثلها مثل سواها. وهذا مؤشر غير هيّن في بلد كان مشهوداً له على الدوام بالقبضة الامنية التي «تكشف الطير قبل طيرانه»، سواء في الداخل السوري، أو في مناطق وجود القوات السورية في لبنان، ايام كانت تقيم في ذلك البلد. يحتاج مثل هذا الكشف الى ثقة بالغة بالنفس ترافقها رغبة في تقديم صورة اخرى عن تلك القبضة، وهي بالتحديد الصورة التي فتحت المجال امام اسئلة كثيرة ازاء احداث أمنية اخرى وصفت بـ «الاختراقات»، لعل اهمها اغتيال عماد مغنية في قلب دمشق ثم الاغتيال الغامض للعميد محمد سليمان. وهذا ما يفتح الشهية على استكمال التحقيقات والاعترافات لتشمل هذين الحادثين الخطرين، مثلما كان الوعد في الاصل. إذْ لو لم تكن القبضة الامنية على تلك القدرة المشهودة ولو لم تكن هناك تلك المساحة من «الحرية» في العمل والدعاية السياسية، لما اتيح لمعهد، مثل «معهد الفتح الاسلامي» في دمشق، أن ينشط وان «يستقطب طلاباً عرباً واجانب من ذوي الفكر المتشدد» (كما «كشف» من تم استصراحهم على التلفزيون) ثم يتجرأ بعضهم على الأمن السوري.

النقطة الاخرى اللافتة للانتباه في هذه الاعترافات التوافق الزمني لبدء النشاط الارهابي مع العام 2005، وهو العام الذي تم فيه تنفيذ عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري. في هذا السياق بدا مفيداً أن تعيد هذه الاعترافات التذكير بالهوية الارهابية لمنفذي ذلك الاغتيال، من الاسلاميين المتشددين من جماعة «فتح الاسلام» او من يدور في فلكها، وذلك في مجال الرد (مجدداً) ودحض الاتهامات التي تم تسريبها بحق مسؤولين سوريين وشركاء لبنانيين، جرى الحديث عن علاقتهم باغتيال الحريري او اشرافهم على تنفيذه. فعندما يتجرأ «ارهابيون» على الامن على طريق مطار دمشق يصبح تجرؤهم على «هدف خارجي» على طريق عين المريسة في بيروت امراً قابلاً اكثر للتصديق!

«المفيد» الثالث في هذه «الاعترافات» هو انها تعيد ربط الامن الداخلي السوري بالامن في شمال لبنان (وطرابلس تحديداً)، فضلاً عن ارتباط هذا الامن بـ «تسرب» الانتحاريين الذين يقفون وراء الاعمال الارهابية الى العراق. بهذا المعنى تصبح الحجة السورية «أقوى» في ردها على الاتهامات المتعلقة بمعركة نهر البارد في العام الماضي او بـ «تهريب» المقاتلين الى العراق، وهي الحجة التي استخدمها الاميركيون في غارتهم الاخيرة على نقطة الحدود السورية - العراقية عند البوكمال. غير ان هناك ما لا يصح إغفاله من بعد كل ذلك، وهو البعد السياسي لـ «اعترافات» تأخذ في طريقها خصوم سورية في لبنان وفي المنطقة. بهذا المعنى يمكن القول ان هذه الاعترافات تدخل في باب العمل الدعائي والاعلامي، اكثر مما تدخل في الباب الامني، ويصبح من الطبيعي «تهنئة» هؤلاء الذين ظهروا على التلفزيون السوري على حسن استيعابهم وادراكهم لخلفيات التوتر القائم حالياً بين نظام دمشق وخصومه اللبنانيين والاقليميين، بحيث بدا وكأن «اعترافاتهم» جاءت تخدم أهداف ذلك النظام... من غير أن يدروا

 

مصلحة المسيحيين في التحالف مع الاعتدال الإسلامي  عملاً بالإرشاد الرسولي

شارل جبور/ مجلة المسيرة »

أين تكمن مصلحة المسيحيين في لبنان؟ هل في التحالف مع السنة أم الشيعة، واستطرادا مع الأكثرية السنية أم مع الأقلية الشيعية، انطلاقا من تحالف ما يسمى الأقليات لموازنة الأكثرية والحد من تأثيرها ونفوذها؟ تكاد لا تخلو جلسة سياسية "مسيحية" من التساؤل حول أي تحالف أفضل للمسيحيين: التحالف مع الأكثرية السنية أي تيار المستقبل بامتداده السني العربي أو الأقليات الإسلامية الأخرى وعلى رأسها حزب الله بامتداده الإيراني. لا شك أن تحالف العماد ميشال عون مع حزب الله عزز هذه التساؤلات داخل البيئة المسيحية، خصوصا أن أنصاره، وفي معرض تبريرهم لهذا التحالف الغريب والعجيب خارج المناظرات الإعلامية، يتذرعون بأن الهدف الأساس من وراء الربط مع الحزب الإيراني المنشأ والتوجه هو إقامة نوع من توازن داخل الوسط الإسلامي في المنطقة ولبنان، يساهم في تفعيل دور المسيحيين وتعزيز حضورهم السياسي. وقد اعتادت القوى السياسية إجمالا على وضع تحالفاتها السياسية في سياق مصلحة الطائفة أو الجماعة في محاولة لإخفاء الأهداف الحقيقية الكامنة وراء هذه التحالفات، وهي غالبا شخصية. ولا يخرج تحالف ميشال عون مع حزب الله عن هذا السياق، إذ بعدما سدت المسارات السياسية الديمقراطية في وجه "حلمه الرئاسي"، انتقل إلى التحالف مع الحزب عله يوفر له فرصة رئاسية إلهية. 

ينتمي التفكير الأقلوي إلى زمان مضى، وإثارته في هذا التوقيت بالذات خاطئة لا بل مميتة. كان يصح هذا الكلام ربما قبل قيام دولة لبنان الكبير في العام 1920حيث كان المسيحيون يعيشون في ظل الدولة  العثمانية وتدخل الدول الكبرى في شؤون هذه الدولة، وكانوا حينذاك مجرد أقلية بالنسبة إلى مسلمي السلطنة، مما جعل تساؤلاتهم عن طبيعة الخيار الأنسب مشروعة، بمعنى إما التعايش مع الأكثرية الحاكمة في ظل أحكام معينة أو الدعوة إلى الحماية الذاتية بمظلة دولية. وقد ساد إبان أنظمة الخلافة اتجاهين لدى مسيحيي المنطقة: الارثوذكس الذين يدعون بأنهم تحالفوا مع الأكثرية الاسلامية ووقفوا ضد التدخل الغربي، ويعتبرون أن الحملات الصليبية استهدفتهم قبل المسلمين، والكاثوليك وتحديدا الموارنة الذين مالوا إلى الحماية الأجنبية رفضا للذمية وحرصا على امتيازات سياسية.

أوجد لبنان الكبير واستقلال العام 1943 كياناً سياسياً لبنانياً مستقلا عن الأمة العربية والأمة الإسلامية بالمعنى السياسي وليس الثقافي، وبالتالي لم يعد المسيحيون بعد هذا التاريخ يعيشون في ظل دولة إسلامية أو عربية، إنما ضمن إطار صيغة لبنانية جديدة كل اللبنانيين داخلها أقليات، بمعنى نظام سياسي مكون من أقليات والأقلية المسيحية داخله انتقلت مشاركتها في النظام من قاعدة ستة نواب للمسيحيين وخمسة نواب للمسلمين إلى المناصفة المسيحية-الإسلامية، وفي المرحلتين لم يعد المسيحيون أقلية في لبنان.

انهيار الدولة العثمانية على أثر الحرب العالمية الأولى وضع حدا نهائيا لمشروع الخلافة السنية، وتحولت الامبراطورية الشاهانية في شكل عام مجموعة دول عربية ممنوعة من الوحدة في مرحلة أولى وغير راغبة في هذه الوحدة في مرحلة لاحقة. سقوط نظام الخلافة أسقط معه منطق الأكثرية في مواجهة الأقلية، باعتبار أنه لم يعد هناك شيء اسمه دولة إسلامية تشكل نوعاً من أكثرية وجامعة في المنطقة، إنما توزعت الأكثرية على 22 دولة عربية لكل واحدة منها شبكة مصالحها المختلفة عن الأخرى. ثم أن سايكس-بيكو ونظام الجامعة العربية يؤكدان أن لا وجود لمشروع دولة قومية عربية، علما بأن هذا لا يمنع من تراكم نظام مصلحة يؤدي إلى تطوير تدريجي لنظام عربي واحد على غرار الوحدة الأوروبية .

لا يوجد إذا مشروع خلافة سنية ولا مشروع دولة قومية عربية ولا مشروع دولة إسلامية. الدولة الإسلامية الأولى في العالم العربي، أي المملكة العربية السعودية، رفضت في الأساس فكرة المشروع الإسلامي على مستوى المنطقة، وهي ملتزمة باستقلال كل الدول العربية وبالخضوع للنظام الدولي. السعودية ليست عقلا ناصريا ولا بعثيا. لم تكن يوما السلفية في السعودية مشروعا سياسيا إنما حساسية متزمتة في تطبيق الشريعة الإسلامية في الحياة الفردية، وهي ليست من انتاج النظام السعودي إنما استعان بها للسيطرة على نجد والحجاز. أما الوهابية، فهي مشروع إصلاحي في الإسلام. يبقى أن مشروع الأخوان المسلمين هو إقامة دولة إسلامية في المنطقة تطبق الشريعة الاسلامية، وهم محاربون من مصر وكل الدول العربية. وقد جاء "إعلان الرياض"، غداة القمة العربية في الرياض، ليؤكد أن "العروبة ليست مفهوما عرقيا عنصريا بل هي هوية ثقافية موحدة تلعب اللغة العربية دور المعبر عنها، وإطار حضاري مشترك قائم على القيم الروحية والأخلاقية والانسانية، يثريه التنوع والتعدد والانفتاح على الثقافات الانسانية الأخرى(...)، مركزا على ضرورة "نشر ثقافة الاعتدال والتسامح والحوار والانفتاح، ورفض كل أشكال الإرهاب والغلو والتطرف وجميع التوجهات العنصرية وحملات الكراهية والتشويه".

أما الموضوع الأكثر تداولا في الوسطين المسيحي العوني والشيعي الحزباللهي فيتركز على ضرب الوحدة اللبنانية والوطنية داخل  14 آذار بالإدعاء بأن تحول السنة إلى "لبنان أولا" ظرفي وموقت ويرتبط فقط باستمرار أو سقوط النظام العلوي في سوريا، وعندذاك يخرج السنة من لبنانيتهم إلى قوميتهم العربية مجددا. المنطق العوني تبريري للتحالف مع حزب الله. ومنطق حزب الله تبريري أيضا للاحتفاظ بسلاحه بذريعة الحؤول دون استئثار السنة بالحكم في لبنان في حال سقوط النظام البعثي. ولكن في حال سقوط النظام العلوي في سوريا، وهو أمر بات مستبعدا كليا، يتحول نظاماً غير محكوم من أقلية ديكتاتورية تستعين بالخارج لحكم شعبها. يستعين النظام البعثي السوري بالولايات المتحدة وإسرائيل وتركيا لاستمراره في السلطة. سقوط هذا النظام يجعل من سوريا دولة طبيعية على غرار الدول العربية الأخرى ولا تتحول إلى دولة سنية. كل المعارضات السورية بما فيها الأخوان المسلمون تتكلم عن دولة ديمقراطية تعددية. لا يوجد مشروع إسلامي في سوريا.

النظام الأقلوي السوري لم يفكر يوما بطريقة أقلوية، إنما تعامل مع الأقليات على غرار أي دولة في العالم تسعى لاستخدام هذه الأقلية أو تلك لأغراضها وأهدافها ومصالحها الذاتية. دخلت سوريا لبنان في العام 1976 برضى أميركي-إسرائيلي واتفاق مباشر مع وزير الخارجية الأميركية هنري كيسينجر وبواسطته مع إسرائيل بغية أن تتولى إخراج منظمة التحرير من لبنان. ولكن بدلا من ذلك حاولت دمشق أن تستعمل منظمة التحرير وكل لبنان لتنفيذ أغراضها التوسعية وحلمها التاريخي في ضم لبنان. وعندما لم تلتزم بدفتر الشروط المطلوب منها دخلت إسرائيل في العام 1982 وأخرجت الفلسطينيين والسوريين إلى حد كبير. بما أن المشروع الإسرائيلي لم ينجح واستحال على الرئيس بشير الجميل الحكم نتيجة اغتياله، تمكنت سوريا من العودة مجددا إلى بيروت بعد حوادث العام 1987 بين  حركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي وصولا الى اتفاق الطائف الذي قام على أساس سوريا واسرائيل خارج لبنان. ولكن بين عامي 89 و90 حصل ما لم يكن في الحسبان: حرب الخليج الثانية من ناحية وانهيار الاتحاد السوفياتي من جهة أخرى. الحرب على العراق جعلت الأميركيين في حاجة إلى استخدام السوريين ومقايضتهم لبنانييا، مما أدى إلى تحول الطائف طائفاً سورياً. بين 1990 و2005 وقعت أحداث 11 أيلول 2001 وانطلقت الحرب على الإرهاب التي كانت بنتيجتها سقوط نظام الطالبان في أفغانستان في تشرين الثاني 2001 ونظام صدام حسين في نيسان 2003 وصدور القرار 1559 في أيلول 2004 وخروج السوريين من لبنان في نيسان 2005.

أثبت تحالف الأقليات عقمه وخطورته استنادا إلى التجارب التاريخية من الرهان على الأقلية العلوية مطلع الأحداث اللبنانية الذي كانت نتائجه كارثية على الوجود المسيحي في لبنان. فما أصاب المسيحيين من تراجع على المستويات الديمغرافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، سببه المباشر كان الدخول السوري إلى لبنان والهيمنة السورية على القرار اللبناني والعمل المنهجي السوري على إضعاف المسيحيين. ثم أن الرهان على الأقلية اليهودية كانت أيضا نتائجه كارثية إذ أدى إلى تهجير المسيحيين في أقل من ثلاث سنوات من معظم مناطق انتشارهم الذي استغرق (أي توسعهم وانتشارهم من الشمال إلى الجنوب مرورا بالجبل) أكثر من ثلاثماية سنة تقريبا. ومن الثابت تاريخيا أن أحداث 1841 و1860 بين الأقليتين الدرزية والمسيحية كانت أشد وطأة ربما من الحملات المملوكية.

تأسيسا على ما تقدم، نظرية تحالف الأقليات هي نظرية ساقطة تاريخيا، وأي محاولة لإعادة انتاجها هي محاولة تخريبية وانتحارية ضد المصلحة المسيحية. بيد أن الخطورة في هذه المسألة هو أن ثمة محاولة اليوم لإنتاج التجربة نفسها من خلال التحالف مع شيعة حزب الله في مواجهة السنة في لبنان والعالم العربي بالاتكاء على الدولة الإيرانية، بمعنى استبدال إيران بسوريا، ومعلوم أن طهران على غرار دمشق تستخدم الشيعة في لبنان وتسعى لاستخدام المسيحيين وغيرهم لمصالحها وأهدافها الإقليمية التوسعية. لا تدعم إيران الأقليات الشيعية في العالم العربي إنما تستخدم هذه الأقليات لابتزاز العالم العربي والإسلامي بغية التسليم بدورها الإقليمي. وتعتبر إيران حزب الله وحركة حماس والتيار الوطني الحر أخيرا من أوراقها التفاوضية وتتعامل معهم أكياس رمل لا أكثر ولا أقل.

إن ضمانة المسيحيين في مواجهة محاولات انتاج مشاريع أقليات في المنطقة على غرار المشروع الشيعي المدعوم نظريا من إيران أو الأصوليات الإسلامية مثل القاعدة والاخوان المسلمين التي تستند نظريا الى الأكثرية الإسلامية تكمن في تمسكهم بالنظام العربي غير الشمولي والشرعية الدولية. الدخول في الأكثرية العربية يعزز انتماءهم الى الأكثرية العربية المكونة من مسيحيين ومسلمين. هذه النقطة أشار اليها الإرشاد الرسولي الذي دعا المسيحيين بالمعنى السياسي إلى الاندماج في محيطهم، وأقر بالمعنى الكنسي مسألة تاريخية كبيرة على خلفية المجمع الفاتيكاني الثاني، وهي إعطاء الكنائس المحلية في إطار الكنيسة الجامعة حرية التعبير عن انتماءاتها الثقافية المحلية ودعم اختياراتها. وبهذا المعنى جاءت الترجمة السياسية بدعوة المسيحيين إلى الاندماج في محيطهم. كما أكد المجمع البطريركي في العام 2006 على هذه المسألة، وقال أن مشروع لبنان هو مشروع تعددي وعيش مشترك بتكافؤ، قائم على فكرة إلغاء منطقي الذمية والأكثرية، وأن المسيحيين "ليسوا أقلية ترتبط بعلاقات جوار وتساكن مع الآخرين، وتبحث عن سبل لتنظيم تعايشها مع الأكثرية والمحافظة على خصوصيتها. إنهم جماعة لها دور فاعل من خلال تواصلها وتفاعلها مع كل الجماعات لرسم مستقبل مشترك لها ولهم، يقوم على المبادئ التي تؤمن للإنسان حريته وتحفظ كرامته وتوفر له العيش الكريم". ومعلوم أن اتفاق الطائف ألغى المعيار العددي الذي طالما استخدم في الصراع الطائفي.

إن مصلحة المسيحيين هي في التحالف مع الاعتدال الإسلامي السني والشيعي في مواجهة التطرف أينما كان وبناء علاقات جيدة ومتوازنة بين كل المكونات اللبنانية من سنة وشيعة ودروز، ونبذ العنف والأصولية التي تجعل الحق والحقيقة حكرا على رؤية معينة، فتعتبر الذات خيرا مطلقا والآخر المختلف شرا مطلقا. كما أن مصلحة المسيحيين هي في حماية العيش المشترك عبر صون الدستور، والحقوق السياسية العامة، واستبعاد أي شعور بالغبن والإقصاء، وفي تطوير العيش المشترك عبر إعطاء الأولوية لبناء الدولة المدنية الحديثة والديمقراطية القائمة على التوفيق بين المواطنية والتعددية.

إن مصلحة المسيحيين هي في الانخراط في مشروع الدولة في لبنان وتدعيمه، لأن الدولة هي الحاضنة لجميع اللبنانيين، والركون إليها وإلى مؤسساتها في الشؤون الصغيرة والكبيرة، وتحديدا الأمنية والعسكرية، وحصر قرار الحرب بالدولة اللبنانية وحدها، وتحييد لبنان عن الصراعات والتجاذبات الدولية والإقليمية، والانفتاح على المجتمعين العربي والدولي، والتأكيد على لبنان السيد والحر والمستقل والتعددي والديمقراطي وطنا نهائيا يضمن المساواة بين كل أبنائه وحرية المعتقد فيه وقضايا الانسان وحريته.

إحياء نظرية تحالف الأقليات مسألة خطيرة جدا على المسيحيين واستمراريتهم لأنها تضرب مقومات الوجود المسيحي في لبنان وتنعكس سلبا على الحالة المسيحية المنفتحة لصالح حالة تصادمية مع بيئتهم وامتدادهم الجغرافي والديمغرافي، وتحولهم إلى أهل ذمة بحاجة دائمة إلى وصاية وحماية خارجيتين، وتجعل من وجودهم وجودا متحفيا انكفائيا بدلا من أن يكونوا أصحاب مشروع تحديثي على مستوى المنطقة العربية.

فعالية الدور المسيحي في لبنان لا تكون في العودة إلى أطر دفاعية في مواجهة الآخرين، ونسج تحالفات تتناقض مع ثوابت المسيحيين التاريخية، وفي استهداف الركائز الثلاث التي كانت في أساس الديناميكية المسيحية الفاعلة والريادية من كنيسة مؤمنة بالرسلة المدعوين إليها أبناؤها في هذه البقعة من الأرض، مرورا برئاسة جمهورية ناظمة نموذج العيش المشترك بين اللبنانيين، وصولا إلى قادة مسيحيين مبادرين وخلاقين كانوا رأس حربة في إعلاء النهضة العربية وإنشاء الكيان اللبناني. فعالية المسيحيين في لبنان وريادتهم  تتطلب قبل أي شيء تمسكهم بخياراتهم التاريخية وثوابتهم الوطنية والاستقلالية والتحديثية والانفتاحية.

ما يعزز سقوط نظرية تحالف الأقليات هو التطور الفكري الذي حدث عند العرب والمسيحيين والمسلمين. فضمانة المسيحيين هي في تضامنهم مع الموقف العربي العام ومع الشرعية الدولية، والتزامهم بالدستور واتفاق الطائف وتوجهات الفاتيكان الثاني والإرشاد الرسولي والمجمع البطريركي وإعلان الرياض.

 

افتتاح الدورة 42 لمجلس البطاركة الكاثوليك

صفير: اذا ظللنا على ما نحن فيه من انقسام بين المسيحيين فالمستقبل لن يكون مشرقا ولا نلومنّ إلا نفوسنا

المركزية - اعرب البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير عن "المرارة" مما آلت اليه الانقسامات المريعة التي تشهدها صفوفنا.

ورأى في "الاشتباك" الذي حصل بالامس بين بعض الطلاب في الجامعة اللبنانية ما "يظهر" البغض والكره والتباغض ما حملهم على انزال الاذى بعضهم بالبعض الآخر. وحذر من انه اذا بقينا على ما نحن فيه فالمستقبل لن يكون مشرقا، واذا ظلت الحال على هذه الوتيرة فلا نلومنّ الا انفسنا.

كلام البطريرك صفير جاء في خلال افتتاحه الدورة العادية الثانية والاربعون لمجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان بمشاركة بطريرك الارمن الكاثوليك نرسيس بيدروس التاسع عشر واعضاء المجلس من اساقفة ورؤساء عامين ورئيسات عامات من مختلف الطوائف الكاثوليكية.

بعد الصلاة المشتركة، القى البطريرك كلمة الافتتاح هنا نصها: إنا، اذ نرحب بصاحب السيادة السفير البابوي لويجي غاتي بيننا اليوم لحضور هذا الاجتماع، وسنستمع بعد قليل الى كلمته، ندعو لاخواننا جميع اصحاب الغبطة والسيادة بالتوفيق في قيامهم بواجبهم الراعوي في ابرشياتهم. ونرحب ايضا بجميع الآباء والرهبان والراهبات الذين يعنون بالقيام بهذا العمل الراعوي.

ان موضوع دورتنا هذه الثانية والاربعين هو اللجان الاسقفية وهيئات المجلس. وبحسب المنهج المعدّ، سيعطي كل مسؤول منا عن لجنة من هذه اللجان تقريرا عما قامت به من اعمال خلال الاربع سنوات الماضية. وهناك عشرون لجنة تعرفونها، ولابأس اذا عددناها، وهي: 1 - لجنة المدارس الكاثوليكية، 2 -التعليم المسيحي، 3 - التعليم العالي والجامعي، 4 - اللجنة الكتابية واللاهوتية، 5 - لجنة كلية اللاهوت الحبرية، 6 - الحياة الرهبانية والمكرسة، 7 - العلاقات المسكونية، 8 - ولجنة رسالة العلمانيين، 9 - العائلة والحياة في لبنان، 10 - الشؤون القانونية، 11 - لجنة التعاون الرسالي بين الكنائس، 12 - خدمة المحبة، 13 - الحوار المسيحي الإسلامي، 14 -الممتلكات الثقافية، 15 - اللبنانيون المنتشرون، 16 - لجنة راعوية الخدمات الصحية، 17 - الشؤون الليتورجية، 18 - عدالة وسلام، 19 - وسائل الإعلام، 20 - لجنة سنة مار بولس. وهناك أيضا، ما عدا اللجان والعمل الراعوي الجامعي، هيئة التنسيق، رابطة كاريتاس، إنتخاب أسقف موفد للمؤتمر القرباني العالمي الذي سينعقد في إيرلندا عام 2012 وانتخاب أعضاء الهيئة التنفيذية ومرشدية السجون. وسنستمع الى تقارير المسؤولين عن كل من هذه اللجان، بالإضافة الى تقارير عن تلفزيون "تيلي لوميار" و"نورسات"، وإذاعة صوت المحبة، وكشافة لبنان. فالعمل، كما ترون، كثيف وجاد. ويبدو ان في هذه السنة قد انتهت مدة تكليف الكثيرين من رؤساء هذه اللجان الذي يقضي القانون باستبدالهم بسواهم. وإنا نشكر لكل من رؤساء هذه اللجان وأعضائها ما بذلوا من جهد ووقت في سبيل القيام بما يمليه عليهم الواجب والضمير، ونأمل ان يوفق المجلس الى اختيار من يخلفهم في الخدمة، ويقوم على مثالهم بما يمليه عليه الضمير والواجب.

ولا بد لنا في هذا الإجتماع من ان نلقي نظرة على ما آلت اليه أحوالنا بوجه عام في هذا البلد الذي نعيش فيه، والذي لا يمكننا إلا ان نكون مسؤولين عن مصيره كغيرنا من أبنائه، إن لم تكن مسؤوليتنا أكبر وأخطر من مسؤوليات سوانا.

لقد سبق لنا أن أعربنا عن بعض المرارة أمام هذا الإنقسام المريع الذي نشهده في صفوف أبنائنا واخواننا المسيحيين بوجه خاص. وبالأمس حصل اشتباك بين بعض من طلاب الجامعة اللبنانية بين إخوان لهم ينتمون الى تنظيم حزبي مغاير، لكنهم جميعهم يدينون بدين عنوانه المحبة والتسامح والغفران. وقد بلغ منهم الكره والتباغض مبلغا حملهم على التضارب وإنزال الأذى بعضهم بالبعض الآخر.

وإذا أردنا ان نعود بالذاكرة الى الوراء بعض الشيء، نرى ان الكثيرين من أبناء الطوائف غير المسيحية يحاولون أن يتناسوا ما بينهم من خلافات مستحكمة، وهم على الاقل لا يتراشقون بما يتراشق به بعض المسيحيين من تعابير مشينة ومهينة. وكأنهم تناسوا ان دينهم هو دين السماح والمحبة والغفران والصفح عن الإساءة، وغاب عن وعيهم ما قاساه السيد المسيح، وهو معلق على الصليب، من آلام مبرحة، وعلى الرغم مما أنزله به أعداؤه من عذابات آليمة، وجد في قلبه متسعا للصفح والغفران، فقال وهو يعالج سكرات الموت: "إغفر لهم يا أبتاه لأنهم لا يدرون ما يصنعون"، وتقبل ذلك ليعلمنا ان نكون على مثاله، نمارس الصفح والمحبة والغفران.

وإذا ظللنا على ما نحن فيه، فالمستقبل لن يكون مشرقا، وسنندم، ولكن لات ساعة مندم. وقد عشنا في هذا البلد منذ عهد بعيد، وعلى الرغم ما أصابنا فيه من ويلات، لم نخرج على ما تعلمناه من تعاليم دينية، ومارسنا الصفح والغفران، وكنا قدوة لغيرنا في هذا المجال.

ولا شك في أن المسؤولية علينا كبيرة، إذا تابعنا المسيرة على الطريق التي نسلكها، وقد هاجر العديد من أبنائنا لأنهم قطعوا الأمل من إصلاح ما بيننا من تباعد. وإذا ظلت الحال تسير على هذه الوتيرة فلا نلومن إلا نفوسنا.

ولكن حرصنا على ما ورثناه عن آبائنا وأجدادنا من قيم وتعاليم وعادات يساعدنا على إصلاح أمرنا واستعادة الأمل المفقود بغد أفضل في بلد نحن فيه، وقد بنيناه بعرق الجبين ودم القلب، ولن نجد في الدنيا مثيلا له، يجمع أبناء ثماني عشرة طائفة تعودوا جميعا ان يعيشوا في جو من التعاون والإحترام المتبادل والمحبة.

غاتي: ثم القى السفير البابوي في لبنان المطران لويجي غاتي الكلمة الآتي نصها: لا أدري لماذا ارجع هذه السنة الى مقطع خاص في الانجيل لأتوجه الى مجلسكم الموقر الذي يعقد دورته السنوية العادية الثانية والاربعين حول مسائل التقويم الرعوية والادارية، "من تقولون اني انا؟" هذا السؤال الذي طرحه المسيح حصل على اجوبة عديدة ومتنوعة على مدى القرون: جواب الايمان وجواب العلم النقدي وجواب علم الاجتماع وجواب الشبيبة القلقة والباحثة عن معنى جذري لحياتها.

منذ 42 سنة وانتم تلتقون ايها الرعاة السامي احترامهم للكنائس الكاثوليكية كافة في لبنان الغالي على قلوبنا جميعا، لتفكروا وتتأملوا وتعلنوا تعليمات توجيهية لجماعاتكم وكنائسكم، هذه اللقاءات هي وتبقى دائما محفورة في ذاكرتي وفي صلواتي.

خلال هذه الدورة التي تمثل وقتا كثيفا لكل فرد ستقومون بفحص ضمير على المنعطفات او الصعوبات التي يواجهها اليوم فكرنا النقدي المتطلب، حتى يحاول ان يتواضع بطريقة مسؤولة امام يسوع المسيح، لا احد يمكنه اللقاء بالمسيح ويبقى غير مكترث. مع المسيح يتقرر مصير كل انسان.

"مَن تقولون اني انا" هذا السؤال الذي طرحه يسوع على تلاميذه يتردد عبر الاجيال وحتى يومنا، ويحافظ على آنيته ذاتها التي طرحت فيها لأول مرة في قيصرية فيلبس. كل انسان اهتم مرة بالمسيح لا يمكنه تجنب هذا السؤال على كل جيل ان يجيب من داخل الاطار لنظرته للعالم وللانسان ولله.

انتم ايضا ومؤمنو كنائسكم وسائر المسيحيين وغير المسيحيين، جميعنا نبحث لنجد الجواب: "من تقولون اني انا" ماذا نقدم لنساعد في ايجاد الجواب؟ يعتقد المجتمع العصري الذي يبهر بتكنولوجيته ونتائجه المحلية انه اجاب بوفرة اقتصادية وبفعله السياسي على المسائل الاساسية للانسان فلنر كل شئ طرح ثانية للبحث، السياسة الاقتصاد، القوة العظمى، كل يسرع ليخلص ما عنده ويهرب من الانحلال والسقوط. أين الله في كل هذا السياق؟

"الله غير نافع" ليس هو بعامل اقتصادي صحيح لكن الانسان هو اكثر من اقتصاد وفم يأكل هو يبحث عن خبز آخر يمكن ان يشبعه في عمق اعماقه، هو يبحث عن حل رموز السر الذي يحيط بوجودنا والذي ندعوه الله وهو الذي ظهر بجسدنا ويدعى يسوع المسيح، هذا هو المعنى الجذري لوجودنا.

بصفتي سفيرا بابويا، استقبل عددا كبيرا من الناس ومن كل المستويات، استمع اليهم واحاول ان افهمهم واساعدهم، لكن ما يصدمني بالاكثر، هم الشباب مع تساؤلاتهم والقلق على وجودهم لكثير منهم، يسوع صار سجين الكنيسة وتفسيرها الكنسي، يتساءلون بلوعة قلب "لماذا خسر يسوع من سره ومن سلطته في اغراء البشر؟" علينا تحرير يسوع من الكنيسة، قال لي احد الشبان حتى يتمكن من الكلام وخلق جماعة تدعى "حق كنيسة المسيح".

هلموا نساعد الشباب ليحبوا المسيح في كنيسته "المسيح نوري، المسيح فرحي، المسيح يأتي"، هكذا يتحقق مجيء المسيح مجددا في حياة الكثيرين، بصرخة ايمان ورجاء ورغبة في ان تكون رسالة المسيح عبر كل كنائسه وكل جماعاته في لبنان كما في خارجه، تامة وناجزة، هذه الرسالة التي توحد الانسانية كلها في شعب واحد، وعرق واحد، ومواطنية واحدة، في بحث عن مثال اوحد: اللقاء بالله اله واحد ايضا، ولو ان عبادته تنوعت بين المؤمنين من كل الديانات، على طريق سلام ومحبة. عودة المسيح هذه يمكن ان تكون علامة الازمنة علامة العودة الى الاساس والجوهر الذي بإمكانه حقا ملء حياة الناس وقلوبهم. يمثل يسوع الحب في العالم قال لي هذا الشاب، هو منارة تهدي، رسالة حبه تسمح لنا اكتشاف الآخرين ومحبتهم كما هم، فيه لمع، مسبقا، ما هو حق انساني، كما وكأنه في زمن اول من المعادية، هذا الانساني الذي يبحث عنه بشوق اليوم من قبل الجيل الجديد. "من تقولون اني انا؟" انه يصلنا حقا بواسطة المسيح، هذا الرجاء وهذا اليقين لأن "كل وعود الله كانت فيه نعم" طالما نحن على الطريق، ووجهنا صوب المستقبل نحو الرب الذي يأتي ونستعيد صلاة الكنيسة الاولى الحارة "لتأتي النعمة وليعبر العالم"، آمين. اذا كان احد قديسا فليأت! وان لم يكن فليتب. لتكن افكاركم وتوجيهاتكم صدى لجواب العديد من الشبان والناس على سؤال يسوع: "من تقولون اني انا؟" اذ اتمنى لكم النجاح الكبير في اعمالكم، اتحد بكل فرد فيكم بالصلاة ليغمركم الله بنعمه ويمنح لبنان الاستقرار والتفاهم والوحدة والازدهار.

بعدها بدأت جلسات الدورة المغلقة والتي تستمر حتى ظهر يوم السبت في 15 الجالي على أن يصدر في نهايتها البيان الختامي.

بيان الامانة العامة: وصدر عن الامانة العامة للمجمع البطريركي بيان عن الجلسات الاولى والتي تضمنت الافتتاح وكلمة صفير وغاتي وانتهت الى تحرير برقية الى قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر يلتمس فيها المجتمعون بركته الرسولية لهم ولوطنهم ومؤمنيهم ويعلمونه فيها عن اعمال دورتهم. وفي الجلسة الثانية، التي نسق اعمالها المطران رولان ابو جوده عرض تقرير هيئة المجلس التنفيذية الذي يتضمن تذكيرا باعضائها واهدافها وبرامج عملها بين 2005 و2008 وما قامت به من نشاطات تمحورت حول اجتماعاتها الدورية والدورتين الاستثنائيتين حول الكنيسة والتمويل والحضور المسيحي في لبنان وما طرح من تعديلات على انظمة بعض اللجان وما أعدّ من شرعات للبعض الآخر.

الجلسة الثالثة: وفي الجلسة الثالثة التي نسّق اعمالها المطران يوسف بشارة، تحدث الاب مروان تابت عن الامانة العامة للمدارس الكاثوليكية وعن عملها تحت نظر اللجنة الاسقفية الذي يقوم على ثلاثة محاور داخلية وهي التعاون مع اللجان الاسقفية الاخرى وتقديم الخدمات للمؤسسات التربوية الكاثوليكية ومتابعة تمويل المركز الجديد للامانة العامة. كما يقوم هذا العمل على ثلاث محاور خارجية هي العلاقة مع المجموعات التربوية غير الكاثوليكية والعلاقة مع مؤسسات الدولة التربوية والعلاقة مع المؤسسات التربوية على مستوى الشرق الاوسط والفاتيكان والعالم. وتحدث الامين العام عن التحديات التي تواجهها المدارس الكاثوليكية وهي متنوعة فكريا واقتصاديا، وفي العلاقة مع الدولة وتتمثل خصوصا في موضوع كتاب التربية المدنية وكتاب التاريخ. وتكلم بعده الاب كلود ندره عن عمل اللجنة الاسقفية للتعليم المسيحي. والمشاريع التي تحققت.

وتكلم الاب فادي بو شبل عن العمل الرعوي الجامعي وذكّر بهويته واهدافه ونظامه وأطر حضوره في الجامعات المختلفة ومحاولة الحضور في الجامعة الاميركية وبعد ان عدد بعض الصعوبات التي اعترضت العمل الرعوي واهمها الوضع الامني والانقسام السياسي تحدث عن الامل لدى الشباب الجامعي ورغبتهم بالالتزام في الحياة المسيحية وارادتهم التي يساعدهم العمل الرعوي على صقلها لبناء جماعة مسيحية في الجامعة تشهد للمسيح.

بعد ذلك قدم المطران شكرالله نبيل الحاج تقريرا عن عمل اللجنة الاسقفية للتعليم العالي والجامعي، وبعد ان ذكّر بنظامها الداخلي تحدث عن بعض الصعوبات وبعض المقترحات. وقدم الدكتور هنري عويط مداخلة حول مجلس التنسيق بين مؤسسات التعليم العالي الكاثوليكية في لبنان وبعد ان ذكّر بالنصوص الكنسية الاساسية التي تتناول هذه المسألة وما جاء في الارشاد الرسولي "رجاء جديد للبنان" وفي المجمع البطريركي الماروني تحدث عن الواقع الذي يشتمل على بعض التقصير الذي ادى الى غياب الحواجز عند المؤسسات الجامعة للمشاركة في اجتماعات مجلس التنسيق والى توجيه المجمع البطريركي بتكليف لجنة خبراء اعداد دراسة عن اوضاع مجلس التنسيق وتقديم المقترحات والى مبادرة رؤساء الجامعات الكاثوليكية الخمس بانشاء مجلس رؤساء الجامعات وقدم خيارين: تأليف لجنة خبراء وتأجيل اتخاذ القرارات بانتظار صدورها وتوصياتها، واستبدال صفة مجلس التنسيق بصفة اخرى.وبعد المناقشة تمت الموافقة على التعديل المقترح حول المادة 94 من انظمة مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك.وبعد مناقشة التقارير المذكورة سابقا، ختمت الجلسة بالصلاة