المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم13  تشرين الثاني/2008

إنجيل القدّيس يوحنّا .16-11:10

أَنا الرَّاعي الصَّالِح والرَّاعي الصَّالِحُ يَبذِلُ نَفْسَه في سَبيلِ الخِراف وأَمَّا الأَجير، وهو لَيسَ بِراعٍ ولَيستِ الخِرافُ له فإِذا رأَى الذِّئبَ آتياً تَركَ الخِرافَ وهَرَب فيَخطَفُ الذِّئبُ الخِرافَ ويُبَدِّدُها. وذلِكَ لأَنَّهُ أَجيرٌ لا يُبالي بِالخِراف.أَنا الرَّاعي الصَّالح أَعرِفُ خِرافي وخِرافي تَعرِفُني كَما أَنَّ أَبي يَعرِفُني وأَنا أَعرِفُ أَبي وأَبذِلُ نَفْسي في سَبيلِ الخِراف. ولي خِرافٌ أُخْرى لَيسَت مِن هذِه الحَظيرَة فتِلكَ أَيضاً لابُدَّ لي أَن أَقودَها وسَتُصغي إِلى صَوتي فيَكونُ هُناكَ رَعِيَّةٌ واحِدة وراعٍ واحِد.

 

البابا يوحنّا بولس الثاني/عظة بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لحبريّته

الراعي الصالح

"والراعي الصالح يبذل نفسه في سبيل الخراف" (يو10: 11). عندما تلفّظ يسوع المسيح بهذه الكلمات، لم يكن الرسل يعرفون أنّه كان يتكلّم عن نفسه. حتّى الرسول يوحنّا الحبيب لم يكن يعرف ذلك. لقد فهم ذلك في الجلجلة، عند أقدام يسوع المعلّق على الصليب، حين رآه يقدّم حياته بصمت فداءًا لخرافه. أمّا بالنسبة إلى يوحنّا وإلى سائر الرسل، فلمّا حان الوقت الذي سينفّذون فيه المهمّة نفسها، تذكّروا في ذلك الوقت قوله هذا. وأدركوا حينها أنّه باستطاعتهم إتمام هذه المهمّة على أكمل وجه فقط لأنّ يسوع قد قطع عليهم وعدًا بأنّه هو مَن سيعمل بداخل كلّ واحد منهم. وكان بطرس مَن أدرك ذلك بشكل أساسيّ، وكان "الشاهد لآلام المسيح" (1بط 5: 1)، وكان يشجّع بأقواله آباء الكنيسة: "إرعوا قطيع الله الذي وُكِل إليكم" (1بط 5: 2). وعلى مرّ العصور، تابع خلفاء الرسل يقودهم الروح القدس، جمعَ قطيع المسيح والسَّيرَ به إلى ملكوت السموات، وهم يعلمون أنّه ما كان بإمكانهم تحمّل كلّ هذه المسؤوليّة إلاّ "بالمسيح ومع المسيح وفي المسيح". وقد أدركتُ أنا أيضًا الأمر نفسه يوم دعاني الربّ إلى تولّي مهمّة بطرس في مدينة روما الحبيبة وإلى خدمة العالم أجمع. ومنذ بداية ولايتي الحبريّة، كان توق وحيد يسيّر كلّ أفكاري وكلّ صلواتي وكلّ أفعالي: الشهادة بأنّ يسوع المسيح، الراعي الصالح حاضرٌ وهو في خدمة الكنيسة. هو يبحث دائمًا عن الخراف الضالّة ويردّ الشاردة ويجبُرُ المكسورة ويقوّي الضعيفة ويحمي القويّة (حز34: 16). لهذه الأسباب، لم أنفك أردّد منذ يومي الأوّل: "لا تخافوا من استقبال المسيح ومن قبول قدرته!" وها أنا أكرّر ذلك اليوم وبكلّ قوّة: "شرّعوا الأبواب أمام المسيح! دعوه يسيّر خطاكم ولتكن لكم ملء الثقة بمحبّته لكم!".

 

التعاون والتنسيق الامني مع الاطفائي المهووس

علي حماده/النهار

ما كانت الزيارة التي قام بها وزير الداخلية زياد بارود لسوريا للبحث في سبل التعاون والتنسيق الامني، لتكون موضع اخذ ورد في لبنان لولا ان النظام في سوريا اعتاد لعب دور "الاطفائي المهووس" الذي يشعل الحرائق في كل مكان ثم يأتي لانتزاع دور الاطفائي رغبة منه في التغلغل الى صلب الشؤون الداخلية لدور الجوار.

وإذا كانت تركيا إكتشفت عام 1996 افضل السبل للتعامل مع "الاطفائي المهووس"  بحشدها اكثر من مئة الف جندي عند الحدود وقطعها لمياه الفرات، وتهديدها بشن حرب واحتلال الشمال السوري وصولا الى حلب.

وإذا كان عراق صدام حسين ارسى معادلة قوية وبسيطة في التعامل مع الاطفائي مفادها ان كل سيارة مفخخة في بغداد تقابلها سيارة مفخخة في قلب دمشق.

وإذا كان الاسرائيليون وضعوا "خطة طريق" عسكرية رداً على تخطيط العمليات من قلب دمشق تقضي تارة بقصف مواقع على مسافة بضعة كيلومترات من دمشق (عين الصاحب)، او بالتحليق على ارتفاع مئتي متر فوق القصر الجمهوري في اللاذقية، او حتى ضرب مشروع مفاعل نووي في دير الزور البعيدة عن الجبهة "الهانئة". واذا كان الاميركيون بعد طول انتظار فهموا ان الرد على تسهيل النظام السوري دخول المسلحين الى قلب العراق يكون بتنفيذ مطاردات حارة خلف الحدود (عملية البوكمال) بمباركة عراقية سياسية لافتة. فإن بقية الجوار لا يملك ان يتعامل مع الاطفائي المهووس بالعملة نفسها. فالاستقلاليون اللبنانيون لا  يريدون ولا يقدرون على مبادلة الاطفائي الاعتداء بالاعتداء، والاغتيال بالاغتيال، والتدخل المخابراتي بالتدخل المخابراتي. من هنا، وعلى رغم معرفة اللبنانيين جميعهم، بمن فيهم "حزب الله" الذي اهتزت ثقته بـ"الاطفائي المهووس" على اثر اغتيال عماد مغنية، في حقيقة الامر، فإن الوسيلة الوحيدة الممكنة لإبعاد ما تيسّر من ضرر واقع في جميع الاحوال تبقى في التعامل المؤسساتي معه على النحو الذي تقرر في مجلس الوزراء، وعلى النحو الذي صار خلال زيارة الوزير بارود.

لكننا نعرف تماما ان احدا في لبنان، ومن ضمنهم الرئيس ميشال سليمان لا يبني آمالا كبيرة على امكان نجاح المسار المؤسساتي مع "الاطفائي المهووس"، فهوية "فتح الاسلام" المخابراتية معروفة، واكثر من يعرفها هو الرئيس سليمان والاجهزة الامنية اللبنانية. كما ان العمل المخابراتي الامني في عمق المجتمع اللبناني قائم على قدم وساق، ومثله التواصل مع قوى سياسية تدين بالولاء للمخابرات السورية اكثر مما تلتفت الى استقلال بلدها وسيادته وكرامته.

فمن لا يعرف المكتب الانتخابي اللبناني في القصر الجمهوري في دمشق، فضلا عن المكتب الاعلامي الذي يعمل فيه مسؤولون لبنانيون سابقون وهو متخصص بفبركة الروايات الاستخبارية في حق الاستقلاليين، سياسيين كانوا ام اعلاميين؟

في ضوء هذه الصورة القاتمة التي لا تبشر في يوم من الايام بقيام علاقات سوية مع هذا "الاطفائي المهووس"، لا يبقى للبنان سوى ان يحافظ على العلاقات الامنية الثنائية في اطارها الاضيق، اي في اطار متابعة ملفات مشتركة، لان التنسيق الامني معناه حكما قيام وصاية امنية مخابراتية على لبنان. والتعاون معناه ان يسود الطرف القوي المُخرب على الطرف الاضعف المسالم.

لماذا نقول هذا الكلام اليوم؟ بكل بساطة لأننا ندرك واقعا ان "الاطفائي المهووس" لم يتغيّر، ولن يتغيّر في مقاربته للعلاقة مع لبنان الاستقلال. يشجعه على مواصلة هذا النهج قبول قوى لبنانية تبعيته، وإن على حساب سلامة البلاد، واستقلالها، وسيادتها، وقرارها الحر. وهذا ما يؤسف له حقيقة.

ان اكثر ما يمكن الحكومة اللبنانية ان تفعله ممثلة بالوزير بارود هو إنشاء لجنة متابعة لا تتمتع بسلطة تنفيذية من خارج اطار المجلس الاعلى السوري - اللبناني، ثم توسيع إطار المتابعة الى لجنة عربية مشتركة يشترك فيها المصريون، والعراقيون، والسعوديون، والاردنيون. اما التسيّب السائد في بعض الاجهزة اللبنانية في تعاملها مع "الاطفائي" من فوق الإطار المؤسسي الرسمي، فمتروك لضمير مرجعيات سياسية جعلت ويا للأسف من التبعية المهينة لنظام الاسد الابن "عملا وطنيا" فأصابت المؤسسات بأعطاب قاتلة، كما أصابت تالياً مستقبل الكيان بأضرار كبيرة جدا. ان حماية لبنان الحقيقية تأتي من طريق توسيع دائرته العربية، لا من خلال استفراد "الاطفائي المهووس" به! فحذارِ.

 

فضيحة تحوم حول وزير "التغيير والإصلاح" جبران باسيل

لبنان الآن/الاربعاء 12 تشرين الثاني 2008

كشفت مصادر رفيعة المستوى النقاب عن "فضيحة كبرى تجري وراء كواليس وزارة الاتصالات تسلط أصابع الاتهام فيها باتجاه الوزير جبران باسيل الذي تقول المعلومات إنه سيمررها عبر الالتفاف على القوانين والأعراف" بحسب تعبير هذه المصادر. وأوضحت المصادر نفسها أنّ "وزير الاتصالات سيمرر ذلك في إطار صفقة مالية يضعها باسيل نصب عينيه ويحيك خيوطها حول إحدى الشركتين الخلويتين المشغلتين في لبنان بهدف تطويعها أو إقصائها".

إستنادًا إلى هذه المعطيات حاول موقع “nowlebanon.com” تقصّي حقيقة الموضوع فتوجه إلى وزارة الاتصالات حيث إستهلّ مصدر تقنيّ في الوزارة على تماس مباشر مع ما وصفه بـ"ملف منجم الخلوي في لبنان" حديثه بالقول إنّ "كلامًا كثيرًا بدأ يدور في الآونة الأخيرة وراء كواليس وزارة الاتصالات حول صفقة مالية مشبوهة يجري الحديث عنها همسًا في أروقة ومكاتب الوزارة يُحكى أن الوزير باسيل ضالع فيها وهي كناية عن عملية مقايضة بين تكليف شركة فرنسية تشغيل إحدى الشركتين الخلويتين العاملتين في لبنان بعد إقصاء الشركة المشغلة الحالية وذلك بناء على اتفاق مسبق مع تلك الشركة الفرنسية (عبر وسيط من خارج الشركة ومستفيد منها) يقضي بأن يتقاضى باسيل عمولة مالية ضخمة فور توقيع عقد التشغيل الجديد معها، إضافةً إلى عمولة سنوية جرى كذلك الاتفاق عليها مسبقًا بين وزير الاتصالات والشركة الفرنسية" وذلك بحسب ما نقل المصدر التقني في الوزارة الذي رفض الخوض في تفاصيل أكثر حول الموضوع، مكتفيًا بالمقدار الذي كشف عنه من القضية ومؤكدًا أن الآتي من الأيام سيكشف صحة أقواله من زيفها.

معلومات مصادر وزارة الاتصالات تقاطعت مع ما كشفت عنه مصادر مقربة من شركة “Alfa” الخلوية التي تبيّن أنها الشركة المعنية بهذه القضية، إذ توضح هذه المصادر أنّه وبعد استقالة الألمانية ANEKE BOTTER المديرة التنفيذية في لبنان لشركة “Faldetti” المشغل الحالي لشركة “Alfa” الخلوية، إتفقت الشركة المشغلة مع الرئيس التنفيذي السابق لشركة “Nokia” في الشرق الأوسط الدكتور وليد منيمنة لتولي المنصب الذي شغر باستقالة BOTTER وبناء على هذا الاتفاق أبلغت شركة “Alfa” وزير الاتصالات جبران باسيل بالقرار كما ينص عقدها، إلا أنّ القيمين على الشركة تفاجأوا برفض باسيل هذا التعيين خلافًا للقانون والعقد الموقع الذي لا يعطي وزير الاتصالات حق الاعتراض على هكذا قرار إداري تتخذه شركة الخلوي وإنما يحصر المسألة بمجرد إبلاغ الوزير بقرارها وليس أخذ موافقته عليه لكونها لا تخضع لوصايته عند اتخاذها هكذا قرارات".

وتتابع هذه المصادر أنه "وفي مقابل تصرّف باسيل الذي أثار ريبة المعنيين بهذا الملف هدّدت شركة “Alfa” بالانسحاب من العقد الموقع معها إذا استمر تدخل وزير الاتصالات غير المبرر وغير القانوني بشؤونها الإدارية الداخلية".

وأعربت المصادر نفسها عن اعتقادها بأنّ "سلوكية الوزير باسيل هذه تجاه شركة “Alfa” وتدخله في شؤونها الداخلية، معطوفًا على حديث سابق لمحطة ”otv” (قبل قرابة الشهرين) أعلن خلاله باسيل وجود مشكلة مع إحدى شركتي الخلوي في لبنان (من دون توضيح أسباب هذه المشكلة ما رسم علامات استفهام لدى الشركتين معًا لكون ما أدلى به باسيل حينها سبق وقوع أية مشكلة بينه وبين أي من الشركتين)، كلها أمور تشي بأنه يمهّد الطريق أمام سجال ومشاكل يعتزم إفتعالها عند أول فرصة تلوح أمامه توصلًا إلى تنفيذه اتفاق مسبق أبرمه مع شركة “Sofrecom” الفرنسية (عبر طرف ثالث) يقضي بتسليمها تشغيل شركة “Alfa” بعد إقصاء شركة “Faldetti” المشغل الحالي لها".

يُذكر أنّ موقع “nowlebanon” كان قد كشف في الخامس من أيلول الماضي أن وزير الاتصالات عقد إجتماعًا مع كبار المهندسين والفنيين والتقنيين في الوزارة وطلب مضاعفة الخطوط الخلوية في لبنان إلى ضعفي العدد الراهن في مدة لا تتجاوز 9 أشهر، وقيل له حينها من قبل أحد المهندسين إنّ الأمر مستحيل تقنيًا وأن هذه المسألة ستصيب الشبكة بكوارث فنية (وهو ما حصل ويعاني منه المشتركون اليوم حيث ترتفع أعداد الشكاوى تباعًا من كل الأراضي اللبنانية)، إلا أنّ باسيل أجاب يومها بأن الأمر محسوم لديه "ومن لا يستطيع فليستقل وسنأتي بغيره".

وتختم المصادر أنّ "كلام باسيل هذا وإن وضع في حينها في خانة مصلحته الانتخابية يبدو أنه كان كذلك لمآرب أخرى يسعى وراءها باسيل بعد أن تكشفت حاليًا فصول هذه الفضيحة التي تحوم حوله".

 

الدور الجديد لميشال عون! 

خيرالله خيرالله/ لبنان الآن/

الاربعاء 12 تشرين الثاني 2008

المشكلة ليست في ميشال عون. ميشال عون معروف بأنه سياسي عندما يتطلب الأمر أن يكون عسكريا... وعسكري عندما يكون مطلوبا أن يكون سياسيا. هذا ما أثبتته تجارب الماضي القريب بالملموس. هناك كثيرون على شاكلته في كل بقعة من بقاع العالم. هناك كثيرون يصلون إلى مواقع سياسية من خلال الغوغاء. تكمن المشكلة في أن يبقى لبناني واحد مع عون عندما يطرح إستراتيجية دفاعية للبنان لا علاقة لها بلبنان ولا بما يدور في المنطقة... إستراتيجية تريد أن تلقي على لبنان كل أعباء الصراع العربي- الإسرائيلي على غرار ما كان مطلوبا من اتفاق القاهرة السعيد الذكر!

غريب ان يكون هناك ولو لبناني واحد، باستثاء عناصر "حزب الله"، على استعداد لتصديق النائب اللبناني أو أخذه على محمل الجد بعد طرحه الإستراتيجية لدى إنعقاد هيئة الحوار الوطني في قصر بعبدا. مفهوم أن تؤيد عناصر "حزب الله" طرح الأستاذ عون الذي  تحوّل أستاذا في الاستراتيجية العسكرية ومفهوم الاستراتيجيات عموما على الرغم من ضحالة فكره وركاكة اللغة التي يستخدمها والمهازل التي أدت إليها معاركه العسكرية. هذا أمر مبرر، أقله من زاويتين. الأولى أن القائد السابق للجيش اللبناني الذي لم يجرّ على لبنان واللبنانيين، والمسيحيين خصوصا سوى الهزائم والويلات التي لحقت بهم وبأخوتهم من كل الطوائف والمذاهب والمناطق، قرأ نصا وضعه له الحزب الذي استأجره منذ فترة لا بأس بها. أما الزاوية الأخرى فإنها تتمثل في أن الحزب ليس سوى لواء في "الحرس الثوري الإيراني" يبحث عن غطاء مسيحي لسلاحه المذهبي الذي يشكل في واقع الحال سلاحا في خدمة الإستراتيجية الإيرانية أوّلا والمحور الإيراني-السوري ثانيًا. هل أفضل من ميشال عون، الذي لم يتقن في حياته دورا سوى دور الأداة يوفّر مثل هذا الغطاء لسلاح غير شرعي على إستعداد ليوجه إلى أهل بيروت والجبل واغتيال ضابط طيار تجرأ على التحليق في هليكوبتر تابعة للجيش اللبناني فوق الأراضي اللبنانية؟

 لدى وضع سلاح "حزب الله" جانبا واعتباره جزءا لا يتجزأ من المحاولة التي تبذل لإخضاع لبنان، يصبح كل ما تبقى مجرد تفاصيل لا معنى ومحاولة للهرب من الموضوع الأساسي المتمثل في سؤال واحد: ما العمل بسلاح الحزب الذي يشكل الخطر الأكبر على مستقبل لبنان ووجوده كدولة مستقلة ومجتمع منفتح على كل ما هو حضاري في العالم  بدل أن يكون لبنان "الساحة". إنها "الساحة" التي تعمل إيران والنظام السوري التابع لها من أجل إستخدامها ورقة في لعبة تستهدف عقد صفقة مع الولايات المتحدة وإسرائيل على حساب لبنان واللبنانيين والعراق والعراقيين وفلسطين والفلسطينيين وكل ما تقع عليه يد نظام الملالي في المنطقة الممتدة من أقصى أفغانستان إلى موريتانيا والسودان.

ما لا يزال مستغربا أن يكون هناك لبناني واحد، مرتبطا بلبنان ولديه حد أدنى من الولاء للبنان، يقف مع ميشال عون، أي مع الشخص الذي يُستخدم في تنفيذ أكبر جريمة يتعرض لها لبنان أرضا وشعبا ومصيرا ومؤسسات عبر فرض إتفاق جديد على اللبنانيين شبيه باتفاق القاهرة الذي ألغاه مجلس النواب اللبناني في العام 1987 من القرن الماضي. من يتمعن في تصرفات القائد السابق للجيش اللبناني الذي تسبب بكل هذه المصائب للبنانيين، لا بد أن يتذكر رجلا شجاعا إسمه العميد ريمون أده، رحمات الله عليه، وقف بشجاعة لا مثيل لها في وجه اتفاق القاهرة في العام 1969 ساعيا إلى إنقاذ لبنان من قيام دولة داخل الدولة. لا شك أن لبنان تعرض وقتذاك لضغوط ضخمة، خصوصا من العرب الذين أرادوا تحميله كل ذنوبهم وخطاياهم وأخطائهم دفعة واحدة وحتى هزيمة العام 1967. وحده ريمون أده وقف في وجه الخطر الذي مثله الإتفاق فيما كان رئيس الوزراء اللبناني وقتذاك الشهيد رشيد كرامي يضغط بدوره على رئيس الجمهورية الضعيف شارل حلو. كان رشيد كرامي يضغط ، تحت مزايدات الشارع، من أجل الموافقة على اتفاق القاهرة المشؤوم الذي لا يزال النظام السوري يتذرع به إلى الآن لتبرير وجود قواعد فلسطينية مسلحة على الأراضي اللبنانية.

تمثل الإستراتيجية التي تلاها ميشال عون، نيابة عن "حزب الله"، محاولة لفرض ما هو أسوأ من إتفاق القاهرة على لبنان واللبنانيين. إنها محاولة لجعل الجيش اللبناني خاضعا لإستراتيجية ميليشيا حزبية مسلحة ذات لون طائفي فاقع مرتبطة بحزب ولاية الفقيه. لو كان "حزب الله" يرفض فعلا العودة إلى إتفاق القاهرة أو إلى ما هو أسوأ منه  لكان أقدم  على خطوة في اتجاه تأكيد رفضه الموقف السوري من القواعد العسكرية الفلسطينية داخل الأراضي اللبنانية. كان ذلك سيعيد إليه الإعتبار لبنانيا من جهة كما سيظهر من جهة أخرى أنه ليس على إستعداد للعب الدور الذي كانت تلعبه المنظمات الفلسطينية المسلحة على الأراضي اللبنانية... وهو دور صبّ في كل وقت في مصلحة تخريب الوضع اللبناني وضرب الإستقرار وتبرير التدخل السوري في البلد. هذا التدخل الذي توج في العام 1976 بإعطاء هنري كيسينجر الضوء الأخضر الأميركي، بموافقة إسرائيلية، على دخول الجيش السوري إلى لبنان بهدف "وضع اليد على قوات منظمة التحرير الفلسطينية"، على حد تعبير كيسينجر نفسه في تلك الأيام. التاريخ يعيد نفسه، مع فارق أن لبنانيين تابعين لإيران يلعبون هذه المرة الدور الذي كانت تلعبه المنظمات الفلسطينية في الماضي معتمدة على إتفاق القاهرة. المؤسف أن ميشال عون يلعب دور محاولة تمرير إتفاق القاهرة الجديد الذي فشل جزئيا في تمريره عبر البيان الوزاري للحكومة الحالية التي يناضل الشرفاء من أعضائها من أجل أن يكون كل سلاح في كنف الدولة اللبنانية ومؤسساتها. هل يعي اللبنانيون خطورة الدور الجديد لميشال عون، هل يتذكرون في هذه الأيام رجلا إسمه ريمون أده يملك كل صفات الوطنية الحقة ونظافة الكف والصدق، أي كل الصفات التي لا علاقة للمنظّرين لإتفاق القاهرة الجديد بها؟ كلمة أخيرة. إذا كان مستغربا، أن يكون هناك لبناني لا يزال مؤيدا لميشال عون، ليس مستغربا أن يلعب الجنرال الدور الجديد الذي يؤديه بكفاءة قل نظيرها في الترويج لإتفاق القاهرة الجديد. من يقبل الإستفادة من إستشهاد بيار أمين الجميّل لتحقيق مكاسب سياسية، يستطيع أن يفعل كل شيء وأن يلعب كل الأدوار المطلوبة منه... من أجل تدمير لبنان وتهجير مزيد من المسيحيين من أرضهم. ما الذي يمكن قوله في شخص يقبل الإستفادة من جريمة ذهب ضحيتها شاب يرمز إلى لبنان الجديد وإلى كل ما هو حضاري في لبنان؟

 

أهم وأذكى خطوة لـ "14 آذار" منذ "ثورة الأرز" قد تؤثر على علاقتها مع الولايات المتحدة

تزويد روسيا الجيش اللبناني بأسلحة ثقيلة ضربة لواشنطن وطهران ودمشق

لندن - كتب حميد غريافي:السياسة

قد تكون قوى الرابع عشر من اذار المهيمنة على معظم القرارات المصيرية في لبنان فلا تسمح للتغلغلين السوري والايراني بأن يأخذا مدييهما فيه حتى النهاية, ولا تترك لحلفاء دمشق وطهران السيطرة على الساحتين السياسية والعسكرية - الأمنية بكل ابعادهما التي تحاولان من دون تملل او حياء العودة اليهما بصورة تامة كتلك التي كانت في عهد الوصاية السورية الطويل والدموي طوال نيف وثلاثين عاما - قد تكون (القوى) "لعبت الاسبوع الماضي اهم واذكى اوراقها قاطبة منذ انقلابها الديمقراطي على الاحتلال وادواته قبل نحو ثلاث سنوات بفتح "خط دولي عريض ومستقيم" مع روسيا الى جانب الخط المتعرج المشوب بالحذر والتردد الذي فتحته الولايات المتحدة الاميركية عليها عبر تبني ادارة جورج بوش القرار الدولي 1559 الذي انهى الاحتلال السوري والقرار 1575 الذي أنشأ المحكمة الدولية المستقلة لمحاكمة قتلة رفيق الحريري بعيدا عن متناول ايدي سورية وحلفائها في لبنان الا ان تلك الادارة قامت بهاتين الخطوتين المصيريتين بالنسبة للبنانيين "مشكورة", لكنها اكتفت بعدها بممارسة سياسة بيانات الدعم والتأييد الكلامية الاعلامية ل¯ "ثورة الارز" التي "ادهشت" جورج بوش اكثر مما ادهشته "الثورة الديمقراطية" البرتقالية في جورجيا, تاركة قوى "14 اذار" تقلع بأيديها الأشواك السورية والايرانية التي عادت فنمت شيئا فشيئا على حوافي القرارين الدوليين حتى نجاح محمود أحمدي نجاد وبشار الاسد في استدراج حرب يوليو 2006 التي حولت بيانات الدعم الاميركية تلك الى مهزلة حقيقية ثم اتبعتا تلك الحرب بعد عام وأحد عشر شهرا في السابع من مايو من هذا العام باجتياحهما بيروت السنية والجبل الدرزي فيما وقفت واشنطن تتفرج عن بعد على التنكيل بحلفائها وانتهاك كراماتهم ومنازلهم من دون ان تتحرك خطوة واحدة لمساعدتهم.

وقد تكون المرارة من المواقف الاميركية المتخاذلة هذه التي تجلت في اسوأ مراحلها بعمليات التسويف واطلاق الذرائع في تسليح الجيش اللبناني بحيث يتمكن من تطبيق قرارات ما بعد تلك الحرب وقبلها الداعية الى بسط سيادة هذا الجيش على كل اراضيه بعد تجريد الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية من اسلحتها, هي التي دفعت الاسبوع الماضي اخيرا الى اتفاق قادة "ثورة الارز" على تكليف زعيم "تيار المستقبل" الاقوى شعبيا وعدديا على الساحة اللبنانية سعد الدين الحريري بزيارة موسكو لعلاقاته الشخصية الوثيقة بقادتها وزعمائها لتعبيد اضخم الجسور معها لاستقدام السلاح عليه للمؤسسة العسكرية بعدما طفح الكيل من الحليف الاميركي شبه المشلول, وخصوصا "السلاح الحقيقي" الثقيل الذي رفض ذلك الحليف باستمرار حتى هذه اللحظة تزويد لبنان به تجاوبا مع الرفض الاسرائيلي القوي, فتمكن الحريري من ان ينتزع من رئيس الوزراء حاكم روسيا الفعلي اليوم فلاديمير بوتين, موافقته على بيع لبنان دبابات ومدفعية ثقيلة ومعدات حديثة يمكن ان تعيد للجيش كرامته المنقوصة والمنتهكة من ترسانة "حزب الله" التي نصفها او اكثر من روسيا نفسها عبر ايران, وربعها عبر سورية, تمهيدا لاعادة "زرع اسنانه" العسكرية التي اقتلعها ذلك الحزب خلال الوصاية السورية الطويلة, ووضع مكانها طاقم اسنان اصطناعيا مهتزا وغير مستقر كي يبقى امنا مطمئنا داخل حصون دويلته ومربعاتها الامنية من الرشاشات الخفيفة "والنواضير الليلية" وقطع غيار السيارات والشاحنات العسكرية والاحذية والبزات التي شكلت حتى الان ذلك "الدعم" الاميركي السخيف وغير المجدي.

الا ان ما فاجأ العالم ومن ضمنه ايران وسورية ولبنان لم يكن موافقة بوتين وربيبه الرئيس الجديد ديمتري مدفيديف طبعا على بيع لبنان اسلحة ثقيلة لأول مرة فحسب, بل ذلك التصريح الدراماتيكي للرئيس الروسي السابق الذي اتبع الاعلان عن موافقته هذه بتوجيه تحذير لحليفه السوري بأن "عليه بعد الآن ان يعتاد على ترك لبنان وشأنه وعدم التدخل فيه" لأنه دولة مستقلة مدعومة ليس فقط من اميركا وفرنسا, وانما من المجتمع الدولي برمته وفي مقدمته روسيا نفسها, ويبدو ان هذا التحذير استهدف ايضا بطريقة غير مباشرة الدولة الفارسية الاقرب الى موسكو من دمشق, واصاب سنيمتها في لبنان "حزب الله", بالذهول والريبة, خصوصا وانه جاء بفعل زيارة سعد الحريري ووجوده الى جانب بوتين.

وقال احد كبار اعضاء اللوبي اللبناني في الولايات المتحدة, رئيس الاتحاد الماروني العالمي الشيخ سامي الخوري من واشنطن, ان "مضاعفات زيارة الحريري لموسكو وحصوله على موافقة من قادتها على تزويد الجيش اللبناني بأسلحة ثقيلة ومعدات حديثة تمكنه من القيام بواجبه المطلوب منه مثل كل الجيوش السيادية القوية دفاعا عن بلده ودولته ومفاهيمها الانسانية والديمقراطية, ستكون كبيرة على الولايات المتحدة وعلى رئيسها الجديد الذي ووجه بعد 48 ساعة من انتخابه خلفا لبوش بإمكانية "انسلاخ" حليف مهم جدا له في الشرق الاوسط هو لبنان عنه باتجاه عدوه الروسي الذي اثبت - على عكس الاميركيين في لبنان - انه يحافظ على حلفائه ويدافع عنهم باستخدام القوة المسلحة لا بالبيانات والتصريحات الكلامية, كما فعل ضد جورجيا التي اعتدت على حليفيه في ابخازيا واوسيتيا الجنوبية خلال الاشهر الثلاثة الماضية".

وعلى الرغم من ان رئيس الاتحاد الماروني العالمي حمّل حكومة السنيورة وبعض قادة ثورة الارز "مسؤولية عدم التجاوب مع ادارة بوش في تحقيق امور كثيرة لدعم الدولة الديمقراطية القائمة, وكذلك مسؤولية عدد كبير من الاخطاء التي كان يمكن تفاديها بمواقف اكثر صلابة وحسما", إلا ان جهات اخرى في اللوبي اللبناني في واشنطن اعربت ل¯"السياسة" عن مخاوفها من ان "تكون للانفتاح اللبناني على روسيا في هذه الظروف المتأزمة جدا بينها وبين اميركا, انعكاسات خطيرة على قوى الاستقلال في لبنان, رغم ان دول اوروبا والعالم العربي وعلى رأسها فرنسا والسعودية ومصر, غير مستاءة من زيارة الحريري لموسكو ولا من حصوله للجيش على السلاح طالما الولايات المتحدة مقصرة في ذلك, اذ قد يجعل ذلك الانفتاح ادارة باراك اوباما الجديدة اقل حماسا من الادارة الراهنة تجاه الدعم السياسي - على الاقل - لتلك القوى اللبنانية, بل الاخطر من ذلك ألا تكون لدى روسيا وقادتها النية الحقيقية للحلول محل الاميركيين في مساندة قوة "ثورة الارز" في الزخم المستمر منذ اكثر من ثلاث سنوات في دعمها".

اما في بيروت, فقد اعرب عدد من قادة "14 آذار" خصوصا من المسيحيين المتألمين اكثر من سواهم من المواقف الاميركية "السطحية والمائعة" عن تأييدهم المطلق لما اسموه "الانجاز المهم الذي حققه الحريري شخصيا خلال زيارته موسكو بالنسبة لتسليح الجيش بسرعة, إذ يبدو ان وزير الدفاع اللبناني الياس المر, يستعد فعلا للانتقال اليها على رأس وفد عسكري يحمل نفس اللوائح التسليحية التي ارسلت مرارا وتكرارا الى واشنطن ولكن من دون جدوى".

وقد امل قادة "14 آذار" هؤلاء في اتصالات اجرتها بهم "السياسة" من لندن في ان تشكل زيارة الحريري الى فلاديمير بوتين "حافزا للأميركيين لأن يفتحوا عيونهم بشكل اوسع واكثر جدية على مطالب الجيش اللبناني, قبل ان يضطر النظام الديمقراطي القائم في بيروت الى الانزلاق اكثر نحو روسيا بحيث لن يتمكن بعد ذلك من التجاوب بالقدر المأمول مع ادارة اوباما المقبلة, كما املوا بأن يكون الانفتاح الجديد على موسكو "حافزا للروس على التدخل المباشر والقوي لدى كل من دمشق وايران من اجل الحد من تدخلهما في شؤون لبنان, خصوصا وان ادارة بوتين السابقة والمستمرة اليوم بوجه جديد, كانت من اكبر المتحمسين للتوقيع على القرارات الدولية في مجلس الامن 1559 الداعي لنزع سلاح "حزب الله" و1701 المكمل له وخصوصا 1575 الذي اطلق تشكيل المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الحريري مع علم هذه الادارة ان احكام تلك المحكمة قد تصل الى اعلى رؤوس حليفها النظام السوري في دمشق".

 

بيريس استمع إلى نصيحة الأمم المتحدة ولم يحاول مصافحة العاهل السعودي 

نيويورك, الرياض - وكالات: لم تحدث المصافحة المأمولة من قبل مسؤولي الدولة العبرية بين العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس الإسرائيلي شيمون بيريس, الذي لم يحرج نفسه في محاولة معروفة نتيجة فشلها مسبقاً, مفضلاً الاكتفاء بمصافحة حارة مع رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم, وذلك خلال حفل العشاء الذي أقيم في مبنى الأمم المتحدة, ليل اول من امس, على هامش مؤتمر "حوار الأديان". وذكرت مصادر سعودية ان مسؤولين في الامم المتحدة أبلغوا بيريس ألا يحاول مصافحة العاهل السعودي قبل أو بعد الكلمة التي ألقاها, امس, في الجمعية العمومية للأمم المتحدة, وتحدث فيها عن مبادرته للحوار والتعاون بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة. واوضح مصدر سعودي ان الاجتماع لا يهدف إلى حل الصراع العربي - الإسرائيلي, وإنما يتوجه إلى أهداف أكبر بتعزيز التعاون بين أتباع الأديان, وجعل الأديان سببا للتعاون والاتفاق بعدما ظلت لمئات السنين سببا للصراعات.

وأضاف المصدر "لاحظنا الاهتمام اليهودي بدعوة الملك التاريخية, وهو اهتمام يساعد في تحقيق أهداف المصالحة التاريخية بين كل الأديان, ولكن المبادرة ليست سياسية", مشيرا الى أن الصراع العربي - الإسرائيلي هو "صراع على الأرض والحقوق وليس صراعا بين المسلمين واليهود, واننا كنا سنتخذ الموقف نفسه ضد من يحتل أرض فلسطين العربية بغض النظر عمن يكون". ولفت المصدر الى ان "هذه الرسالة تبلغها المملكة باستمرار إلى قيادات الجالية اليهودية في الولايات المتحدة والمهتمة بعملية السلام, من أجل تفعيل تيار قوي في الولايات المتحدة يضغط على الحكومتين الإسرائيلية والأميركية للقبول بالمبادرة العربية للسلام والتي أعلنها الملك عبد الله في قمة بيروت العام .2002 يذكر ان المبادرة السعودية جاءت في توقيت سياسي جيد, فخلافا للمبادرة العربية للسلام التي أطلقها العاهل السعودي عام ,2002 عندما كان وليا للعهد, وتبناها مؤتمر القمة العربية في بيروت بالإجماع, تأتي هذه المبادرة بعد أن استنفدت إدارة بوش ضغوطها على المنطقة, وتستعد لمغادرة المسرح السياسي, وسيأتي رئيس جديد أكثر تناغما مع حوار الأديان والثقافات من سلفه, ويكاد يلخص بجذوره المتعددة روح المبادرة. وكانت السعودية قد أطلقت سلسلة من الحوارات بين المذاهب والأديان, ابتداء بالمؤتمر الذي احتضنته مدينة مكة, بين علماء دين شيعة وسنة, مرورا بمؤتمر مدريد للحوار بين الأديان في سبتمبر الماضي, واليوم الخميس عندما يصدر عن المؤتمر في ختام أعماله إعلان نيويورك, تتحول المبادرة من مبادرة سعودية إلى مبادرة أممية.

 

لبنان الرسمي والشعبي يرحب بالمؤتمر وسعي السعودية الدائم لتكريس الاعتدال

بيروت - "السياسة" والوكالات: رحبت قوى وشخصيات لبنانية, امس, ب¯"مؤتمر حوار الأديان والحضارات" الذي ينعقد في الأمم المتحدة, والذي يعتبر خطوة إيجابية تسجل للمجتمعين و"أصحاب الدعوة والرعاية", في اتجاه الخروج من إطار الصراع الديني الذي ينعكس غالباً حروباً "عبثية" تقابلها عمليات "إرهابية", إلى منتدى للحوار والتواصل بين الأديان والحضارات, وترجمة هذا اللقاء لتثبيت ثقافة قبول الآخر ونبذ التطرف بكل أشكاله, في زمن نحن في اشد الحاجة فيه إلى السلام العالمي. وفي هذا الاطار, أكد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني "أن انعقاد مؤتمر حوار الأديان يشكل أثراً إيجابياً في التوصل إلى قواسم مشتركة, ويخفف من حدة أسباب الخلاف والنزاع, وهو يأتي استكمالاً لمؤتمرات أخرى سبقته انطلاقاً من مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز". من جانبها, أشادت الأمانة العامة لقوى "14 آذار" بعد اجتماع عقدته امس, بالمؤتمر, مسجلة "تاريخية هذا الحدث ورمزيته كمؤشر إلى علاقات دولية مستقبلية ورد حاسم على صدام الثقافات والحضارات والأديان", كما ثمنت مشاركة لبنان, ممثلا بوفد برئاسة رئيس الجمهورية, مشيرة الى انها تعلق آمالا كبيرة على الدور الذي يستطيع لبنان أن يؤديه في هذا المجال.

ودعت الدولة الى المضي في سعيها من أجل أن يكون لبنان مركزا دائما, لهذه الدينامية الواعدة لترسيخ الحوار وسيلة للتواصل بين الشعوب ولحل كل المشكلات.

كذلك, اعتبر النائب أنطوان زهرا أن "المبادرة ايجابية وجيدة خصوصاً بعد تعاظم التشنج والاحتقان المذهبي الذي أنتج منظمات متطرفة وظهور العمليات الإرهابية", مشيراً إلى أن "الهدف منه إعادة رسم الصورة الحضارية للأديان وصورتها الإنسانية, فما من دين يدعو إلى رفض الآخر ومحاربته في المطلق, إضافة إلى تأمين الواصل الايجابي والخلاق لقبول الآخر والحوار معه".

ووصف زهرا مبادرة المملكة العربية السعودية إلى رعاية المؤتمر بأنها "تاريخية", لافتاً إلى أنها "قد تستغرق وقتاً لتعطي نتائج ملموسة, ولكنها في النهاية ستصل إلى مبتغاها".أما النائب نبيل دو فريج, فاعتبر أن "المؤتمر مهم جداً وعلينا ألا نبدأ من الصفر, فالنموذج اللبناني في هذا الإطار هو الأنجح على صعيد الحوار بين الحضارات, وذلك رغم الصراعات التي حصلت, وهي صراعات سياسية أعطيت الطابع الطائفي", داعياً إلى وضع السياسى على جنب ونعطي الأديان فرصة للتواصل والتحاور".من جهته, لفت النائب هادي حبيش إلى انه "تحت شعار الأديان تشن الحروب, في حين أن الخلفيات تكون دائماً سياسية بامتياز وتستخدم الأديان لتغذية الصراعات", واعتبر أن لبنان "هو المثل الأبرز لأننا البلد الذي يحوي 18 مذهباً".

وطالب المؤتمرين ب¯"التشديد على أهمية الاعتدال وتكريسه في التعاطي في ما بينها ودعوة المؤمنين إلى نبذ أشكال التطرف", مشيراً إلى أن "كل إنسان له مذهب معين وعليه أن يحافظ عليه ويحترمه ويتفهم الدين الآخر ويتقبله ويتعايش معه".

بدوره, رحب النائب عمار حوري بالمؤتمر الذي ينعقد "في ظلال الأمم المتحدة والذي يجب أن يكون حالة دائمة لا تقتصر على المؤتمر", مشيراً إلى أهمية "أن يبلور هذا المؤتمر ثقافة الحوار وقبول الآخر وتنظيم الخلاف".

ودعا إلى "الإفادة من اللقاء الذي يمثل أهمية قصوى نظراً لانعقاده برعاية المملكة العربية السعودية التي هي مهد الأماكن المقدسة لديانة رئيسية في العالم, وهو خطوة ايجابية تسجل للمملكة التي تتهم بتصدير الإرهاب في حين أنها تسعى دائماً إلى الحوار ونبذ العنف والتطرف".

في سياق متصل, نقل موقع "ايلاف" الالكتروني, امس, عن أوساط سياسية في بيروت استغرابها انتقاد بعض السياسيين اللبنانيين, على خلفية تحالفاتهم الإقليمية, مشاركة لبنان في المؤتمر بسبب مشاركة الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريس, وأوضحت ان الرئيس ميشال سليمان يلبي دعوة مزدوجة, أولا من العاهل السعودي وثانيا من رئيس الجمعية العمومية, إلى مؤتمر ينعقد في القاعة الرئيسة للأمم المتحدة.

واكدت أن سليمان يركز في لقاءاته في الأمم المتحدة على "اهمية الحوار وخبرة لبنان الواسعة في هذا المجال, وأنه يرعى حوارا لقادة الطوائف والفئات التي يتألف منها لبنان, وان الحوار هو طريقة حياة للبنانيين, وأن لبنان هو "المؤهل لأن يكون المكان المناسب لحوار الاديان".

واشارت الأوساط الى ان سليمان يتناول توظيف الدين في السياسة لمنع الخلل في الموازين, ويتخذ مثالا القدس الرازحة تحت الاحتلال, ويمكن تحويلها عاصمة تحضن الاديان, كما أنه يؤكد لقادة الدول المشاركين او من يمثلهم في المؤتمر ان لبنان يقوم من محنته وقد اجتاز الصعاب والمحن التي مر بها, ويشرح لهم سبل تغلب الاجهزة الامنية على الارهاب. وختمت بالقول ان "مشاركة لبنان, الذي يضم 18 طائفة, في هذا المؤتمر امر طبيعي, وهو النموذج الاوحد في العالم لنسيج الأديان والطوائف والحوار والتعايش السلمي بين أتباعها.

 

 الأمين العام لحزب الله يضع إجراء الانتخابات النيابية في دائرة الخطر ..ولا يحمي «الجنرال العزيز» من الاستهزاء

كلام نصرالله و«ورقة» عون حديثٌ عن بلد آخر ونظام آخر
نصير الأسعد

المستقبل - الخميس 13 تشرين الثاني 2008 - ثمة في خطاب الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله أول من أمس عناوين ومواقف «مفاجئة» الى حد معيّن من ناحية وأخرى «مفهومة» و»متوقعة» بمعنى أنها من ضمن النسق العام لخطابات السيد و»أدبيات» الحزب من ناحية ثانية.

أبرز العناوين «المفاجئة» تمثّل في إثارة نصرالله احتمال عدم إجراء الانتخابات النيابية المقبلة والردّ على هذا الاحتمال في الوقت نفسه بتأكيد وجوب حصول هذه الانتخابات في موعدها وبالتشديد على الخطر الذي سيواجهه لبنان في حال العكس.

يطرح «عدم التأجيل»: مَن المخاطب؟

«المفاجئ» هنا هو أن أحداً في فريق 14 آذار لم يطرح في يوم من الأيام إحتمال التأجيل، بل على العكس تماماً فإن 14 آذار لا تكتفي بالإصرار على حصول هذا الاستحقاق في الموعد الدستوري في أيار 2009، لكنها تدعو الى توفير الضمانات لجعل ذلك الاستحقاق يتم في سياق آمن ونزيه وديموقراطي، باعتباره استحقاقاً مفصلياً لها وللبلد ككل. كذلك، إن أحداً على المستوى العربي أو على الصعيد الدولي لا يطرح إحتمال التأجيل، بل يصرّ المجتمع الدولي ـ العربي على إنجاز العملية الديموقراطية في مواقيتها بأمن وأمان ونزاهة ليعبّر اللبنانيون عن ذاتهم وعن التوازن في حياتهم السياسية والوطنية.

«المفاجئ» إذاً أن نصرالله يطرح إحتمال التأجيل ويردّ عليه ولا ينسبه الى أحد ولا يحدّد من المخاطَب من جانبه داخلياً وخارجياً بهذا العنوان. و»المفاجئ» أيضاً أن إثارة نصرالله لهذا الأمر تأتي في وقت تعبّر 14 آذار عن قلقها من ممارسات قد يقدم عليها «حزب الله» أو حلفاؤه أو أي من أطراف 8 آذار تؤدي الى إلغاء الانتخابات، وذلك بالاستناد الى تهديدات أطلقها بعضهم في هذا الفريق وصلت الى التلويح صراحةً باللجوء الى السلاح. «المفاجئ» تالياً هو أن السيد يُقلق حيث أراد أو لم يرد أن يطمئن. فما هو تفسير ذلك؟

تنصّل أو تغطية مسبّقان؟

ثمة من أبدى اعتقاده أن نصرالله يترقّب حدثاً ما في مكان ما من شأنه أن ينعكس على لبنان واستحقاقه الانتخابي فأراد مسبقاً أن يتبرأ من تبعة عدم حصول الانتخابات. غير أن ثمة من رأى أن الأمين العام لـ»حزب الله» يعلم أن هناك من سيضغط بكل الوسائل غير المشروعة لمنع حصول العملية الانتخابية واكتمال نتائجها، فأراد مسبقاً أن «يغطي» حزبه ويعفيه من المسؤولية، سيما أن «المرشحين» للإقدام على هذه «الجريمة» هم من حلفائه.

إذاً، في أثارته لهذا الموضوع، وضع نصرالله أجراء الانتخابات النيابية في دائرة الخطر الحقيقي. ولا يغيّر من هذا الاستنتاج كون السيد شدّد على المفصل الانتخابي أو كونه «تظاهر» بالاستعداد لقبول نتائج الصناديق مهما كانت تارةً أو «تظاهر» بالثقة بقدرته وفريقه على تحقيق فوز «عظيم» في الانتخابات المقبلة تارةً أخرى.

المشروع السياسي لـ»حزب الله» فائض

عل كل حال، وفي ما يتجاوز خطاب نصرالله في هذا المجال، لا بد من تسليط أضواء كاشفة على جانب مهمّ من معنى إعتبار الانتخابات النيابية المقبلة «مفصلاً».

لم يعُد خافياً أن «المشروع السياسي» لـ»حزب الله» وعدد من حلفائه «يفيض» عن لبنان كياناً وصيغةً وطنية ونظاماً سياسياً.

ولم يعد سراً أن الحزب بوصفه «قائداً» لهذا المشروع، ضاق ذرعاً خلال السنوات الأخيرة من عدم التلاؤم بين المشروع الذي يحمل والنظام السياسي القائم. ضاق ذرعاً من قدرته المحدّدة «فقط» في مجال تعطيل الحكم عندما لا يكون قادراً على امتلاك أكثرية تؤهله للحكم وتمكّنه منه. لا يريد إذاً تكرار تجربة السنوات الماضية منذ 2005. إمّا أن يربح الانتخابات أي أن يحصل مع حلفائه على الأكثرية فـ»يفرض» ما يريد بـ»غطاء» أكثرية برلمانية. وإما فانتقالٌ الى «خطة» أخرى.

لذلك، فمن المنطقي تماماً النظر الى عدم إجراء الانتخابات بوصفه خياراً لفريق «حزب الله» بعضه أو كلّه. أي إذا كانت الانتخابات ستُفضي الى تجديد أكثرية 14 آذار، لن يكون هذا الفريق مستعداً لـ»الانضباط» بنتائجها وحتى لـ»العودة» الى «تجربة» السنوات الماضية. أي إما أكثرية كافية تريحه في تنفيذ مشروعه وإمّا لا عملية ديموقراطية. ذلك أن عدم حصول الانتخابات، في إطار النظام اللبناني القائم، يعني سقوط المؤسسات الدستورية. وسقوط المؤسسات الدستورية يعني ظروفاً مؤاتية لفرض أمر واقع أو لإعادة «تأسيس» نظام آخر.

ووفقاً لهذه المعاني جميعاً، يغدو «المفاجىء» في كلام نصرالله غير مفاجىء البتة.

هيبة نصرالله لـ»إنتشال» عون

في هذا السياق بالتحديد، ينبغي وضع ورقة الإستراتيجية الدفاعية التي تقدم بها الجنرال ميشال عون في الجلسة الثانية لمؤتمر الحوار الوطني في بعبدا الأسبوع الماضي.

أول من أمس قال السيد في خطابه إن الجنرال «ولدنا العزيز»، وأعلن انه هو مرجعية ورقة عون. إعتمد إجراء إختبار على إستراتيجيته الدفاعية بالجنرال. جاءت النتيجة إستخفافاً بـ»مقدم» الورقة وليس صاحبها وإستهزاءً به على ما قال نصرالله بنفسه. لم «يُقبض» الجنرال ولا ورقته بجد. أراد نصرالله إضفاء هيبته كي يتم التعامل مع ورقته المرسلة بواسطة عون بجدّ.

وبما أن الأمر كذلك بالفعل، فان أخطر ما في ورقة «حزب الله» التي «تليت» من جانب عون، هو أنها لا تناقش في «إستراتيجية دفاعية» للدولة، بل هي تطرح تغيير الاجتماع اللبناني وتغيير الصيغة وتغيير الدولة وتغيير النظام.

«ورقة الجنرال»: ليست إستراتيجية دفاعية

نعم إن نقاش الورقة على أساس أن عون هو صاحبها سيكون نقاشاً ساخراً وهازئاً. لكن الجدية في التعاطي معها على أساس انها ورقة «حزب الله» تفرض القول إنها خطيرة. يمكنُ التفصيل. بيد أن الإجمال في القول يفرض الإشارة الى نقطتين رئيسيتين. الاولى هي ان «الورقة» النسخة الجديدة لورقة «مار مخايل» إذ تدعو الى تنشئة «شعب مقاوم» و»ثقافة مقاومة» و»اقتصاد مقاوم» و»دولة مقاومة» و»جيش نظامي ـ عصاباتي».. و»مركزية القرار ولا مركزية التنفيذ»، إنما تتحدث عن بلد آخر غير لبنان وعن نظام آخر غير نظام الطائف. والثانية هي أن «الورقة» تُسقط القرارات الدولية وأبرزها القرار 1701 في معرض إعتبارها ان المجتمع الدولي لا يطبق إلا القرارات المريحة لإسرائيل، وقد أسقط نصرالله القرارات الدولية هو أيضاً ومنها الـ1701 في معرض إسقاطه دور أي قرار دولي في حماية «حق أي شعب وأي دولة».. أي تجعل من لبنان بلداً خارج الشرعية الدولية.

..بل تغيير للنظام وإسقاط القرارات الدولية

طبعاً النقاش يطول. لكن على خلفية ما تقدم، من الواضح أن البلد أمام مشروع تقول كل مندرجاته انه لـ»وضع» آخر. وفي هذا «الوضع الآخر» لا قيمة للإنتخابات. بل لا قيمة للحوار وقد شكك نصرالله في جدواه إن لم يدُر على الأرضية التي يريدها هو.

وبما أن كل معني بالحوار بات مطالباً بأن يقرأ «حزب الله» في الأوراق التي لا يُحسن الجنرال حتى قراءتها، فإن على كل معني تالياً أن ينتبه الى النظرية في «الورقة» حول الوحدة الوطنية. هذه النظرية تقول ما مفاده إن «المقاومة» بحاجة الى وحدة وطنية وإلا جرى إستدراج سلاحها الى الداخل.

إذاً الرسالة التي لا يريد «حزب الله» قولها مباشرة لأن المصالحات «ملزمة» لبعض الوقت(!)، يقولها الجنرال: إما وحدة وطنية «حول» سلاح «حزب الله» وإما 7 أيار. فكرة جديدة! تعريف جديد ومبتكر وخلاّق للوحدة الوطنية!

عن أي انتخابات يدور النقاش والبحث؟ عن أي لبنان؟.. عن أي وقع آتٍ؟.

 

دانت المشاركة الإسرائيلية في مؤتمر حوار الأديان/«الوفاء للمقاومة»: التعامل باستخفاف مع «الاستراتيجية»

لا يؤشر الى الجدية في مقاربة الموضوع الوطني

المستقبل - الخميس 13 تشرين الثاني 2008 - اعتبرت كتلة «الوفاء للمقاومة» أن «التعامل بخفة واستخفاف مع موضوع الاستراتيجية الوطنية للدفاع والأوراق التي تُطرح على طاولة الحوار لا يؤشر أبداً الى الجدية المطلوبة في مقاربة هذا الموضوع الوطني والتي تتطلب دقة ورصانة ومراعاة بالغة للأمن الوطني».

عقدت الكتلة اجتماعها الدوري الأسبوعي في مجلس النواب أمس، برئاسة النائب محمد رعد وحضور النواب: حسين الحاج حسن، علي عمار، اسماعيل سكرية، علي المقداد، حسين حب الله، أمين شري، محمد حيدر، بيار سرحال، جمال الطقش، كامل الرفاعي وحسن فضل الله.

وعرض المجتمعون لمناسبة يوم شهيد المقاومة الإسلامية «الدلالات والأبعاد الثقافية والأخلاقية والوطنية لقيم الجهاد والشهادة، وما أحدثته من تحول في معادلة الصراع ضد العدو الصهيوني على مستوى لبنان والمنطقة العربية والإسلامية لمصلحة خيار الممانعة والصمود والقدرة على تحقيق الانتصارات وإسقاط الكثير من الأوهام وتكريس دور الإيمان والإرادة الشعبية والتضحية في حفظ الأوطان وفرض الوجود وصون الكرامة الوطنية».

وإذ حيت الكتلة «بإجلال أرواح شهداء المقاومة والجيش والوطن»، أكدت «حرصها على مواصلة تحمل مسؤولياتها في الوفاء لخيارهم المقاوم والدفاع عن قضايا شعبهم الأبي والمضحي».

وتداولت في أوضاع البلاد «في ضوء المستجدات الدولية والإقليمية وفي ضوء ما كشفته مديرية مخابرات الجيش اللبناني من شبكة أمنية تعمل منذ فترة طويلة لمصلحة العدو الصهيوني وأهدافه». وناقشت «التأثيرات المحتملة لنتائج الانتخابات الأميركية على مختلف الأوضاع والملفات والقضايا محل الاهتمام».

واطلعت على أجواء الحوار حول الاستراتيجية الوطنية للدفاع والتعليقات التي أدلى بها البعض «والتي تركت لدى اللبنانيين انطباعات ملتبسة وتساؤلات مشروعة حول مدى الجدية في تناول مثل هذه القضية الوطنية الحساسة».

ورأت في بيان بعد الاجتماع «ان حفظ البلاد والوفاء لدماء وتضحيات الشهداء والمقاومين الذين حرروا الأرض ودحروا الغزاة الصهاينة ودافعوا عن السيادة والكرامة الوطنية يستوجبان تعزيز روح الممانعة والصمود وتنمية كل القدرات المطلوبة على كل الصعد وبناء الدولة القادرة على حماية إنجازات شعبها وعلى مواجهة الاعتداءات والتهديدات الصهيونية المستمرة».

وأشارت الى «أن التعامل بخفة واستخفاف مع موضوع الاستراتيجية الوطنية للدفاع والأوراق التي تطرح على طاولة الحوار لا يؤشر أبداً الى الجدية المطلوبة في مقاربة هذا الموضوع الوطني والتي تتطلب دقة ورصانة ومراعاة بالغة للأمن الوطني».

واعتبرت «ان الكشف عن شبكة المتورطين بالتعامل مع العدو الصهيوني ولمصلحته يؤكد وجوب التنبه للخطر الإسرائيلي الدائم، كما يؤكد مسؤولية الجميع في لزوم عدم التهاون والاستخفاف بمناخات الانقسام والتجاذب والتحريض الداخلي التي ينفذ منها العدو لتخريب بلدنا وتسعير الفتن بين أبنائه وصرف أنظارهم عما يدبره من مكائد ومؤامرات».

وشددت على «أن المناورات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة التي تبرز النيات العدوانية ضد لبنان وسوريا هي مناورات لن تستطيع أن تعيد التاريخ الى الوراء ولن تتمكن من تغيير المعادلة التي فرضتها المقاومة المنتصرة والتي تبدو اليوم أقوى وأعظم جهوزاً من أي زمن مضى لمواجهة أي تهديد أو عدوان».

ودانت «المشاركة الإسرائيلية وعبر أبرز وجوه الإرهاب الصهيوني في مؤتمر حوار الأديان المزمع انعقاده في نيويورك، بكل المعايير»، معتبرة أن «الهدف منها تشويه البعد الحضاري المطلوب من هذا الحوار وتوظيف الديانات المقدسة لتلميع صورة الإجرام والمجازر التي ارتكبها الصهاينة خلال تاريخهم ولإظهارهم أمام الشعوب والدول على أنهم دعاة حوار من أجل أن يبنى على هذا الأمر مقتضاه».

ودعت «العالم الذي يدعي محاربة الإرهاب الى إدانة الإرهاب الصهيوني ووقفه وعدم توفير السواتر المدنية والحضارية التي تغطي جرائمه وتوسع دائرتها لتشكل خطراً جدياً على البشرية وليس على فلسطين وشعبها فحسب».

وأشارت الى «ان نتائج الانتخابات الأميركية التي عكست اقتناع الأميركيين بفشل سياسات إدارة الرئيس جورج بوش وضرورة إقصائها لن تدفعنا الى المبالغة في الرهان على تغييرات نوعية في سياسات الإدارة الجديدة تجاه قضايانا خصوصاً لجهة التزامها حفظ العدو الصهيوني وضمان أمنه وتفوقه على بلدان المنطقة كلها مع ما يقتضيه ذلك من تغطية ودعم للإرهاب الإسرائيلي وجرائمه الموصوفة ضد الإنسانية».

 

الحريري يلاحق ملف الاعترافات التلفزيونية مع جامعة الدول العربية

التبادل الديبلوماسي الى الثلاجة بعدما رفضت دمشق اربعة اسمـــاء

عون الى العاصمة السورية نهاية الشهر ووزير الدفاع يسبقه اليهــا

المركزية - سياسة حرق المراحل التي يعيشها لبنان منذ وضع اتفاق الدوحة على سكة التنفيذ، يبدو انها مستمرة الى ما بعد اجراء الانتخابات النيابية.

وفي اعتقاد مصادر مطلعة ان اتفاق الدوحة ضمن الهدوء في لبنان منذ اعلان التوافق في ايار الماضي، وحتى اجراء الانتخابات النيابية في موعدها في ربيع العام 2009، لتتولى الاكثرية الجديدة قيادة البلاد للسنوات الاربع المقبلة، لكن اتفاق الدوحة لم يؤسس لحل نهائي، وهذا يجعل الانقسام مستمرا حول معظم القضايا التي تشهدها البلاد، والتي تجلت اخيرا في الاعترافات التي بثها التلفزيون السوري لعناصر "فتح الاسلام" ضد تيار المستقبل، ما استدعى من رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري اثارة الموضوع عربيا، واتصاله بالامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى والطلب اليه وضع يده على الملف وتشكيل لجنة لتقصي الحقائق وترك الامور تأخذ مجراها الطبيعي لكشف الحقيقة.

رفض 4 اسماء سفراء: وكشفت المصادر انه اذا كانت زيارة وزير الداخلية والبلديات زياد بارود لدمشق تعرضت لبعض الرفض من قبل 14 آذار، فان ذلك يعود الى معرفتهم بالنيات السورية، وهذا الموقف ينسحب ايضا على الزيارة المرتقبة لوزير الدفاع الياس المر التي لم يحدد بعد موعدها وان كانت التوقعات الى انها ستتم بعيد عيد الاستسقلال في 22 الجاري.

وابدت المصادر خشيتها من ان تستمر المماطلة السورية الى ما بعد تسلم الرئيس الاميركي الجديد باراك اوباما مسؤولياته في 20 كانون الثاني من العام المقبل، خصوصا بعد رفضها اربعة اسماء سفراء للبنان فيها.

عون في سوريا نهاية الشهر: في غضون ذلك، كشفت مصادر عليمة لـ"المركزية" ان زيارة رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون المرتقبة الى سوريا حددت نهاية الشهر الجاري من دون تحديد اليوم لدواع أمنية. واكدت ان وفدا موسعا سيرافق عون يضم قياديين مسؤولين عن عدد من الملفات المرتبطة بالبلدين ومن ضمنهم المسؤول عن ملف المفقودين والمعتقلين في السجون السورية.

واكدت ان الزيارة ستمتد على مدى يومين او ثلاثة ايام يقابل في خلالها عون الرئيس السوري بشار الاسد وكبار المسؤولين من وزراء معنيين بملفات الامن والجيش والقضاء والخارجية كما يلقي كلمة في مجلس الشعب السوري.

ويزور عون معالم ثقافية ودينية من بينها قبر مار مارون ويدشن كاتدرائية في الشام كما يعقد لقاءات مع رؤساء الطوائف المسيحية وتنظم له استقبالات شعبية في عدد من المناطق.

وفي الشق المتعلق بقضية المفقودين في سوريا، نفت المصادر ما يشاع عن احتمال تسليم عدد منهم الى عون لاعادتهم الى لبنان واوضحت ان هذا الملف شديد التعقيد وشائك جدا وتاليا من المستبعد تسهيله الى هذه الدرجة الا انه يمكن حصول اتفاق على آلية مختلفة عن الآلية الشكلية المعتمدة راهنا.

واكدت ان للزيارة نتائج مهمة لكن ليست فورية.

واشارت الى ان هدف الزيارة مرتبط باستقرار الوضع في لبنان ومستقبل البلاد والمرحلة التي ستلي الانتخابات مذكرة بدعوة عون الى مؤتمر وطني عام 2004 وتأكيده "ان السوريين سيغادرون لبنان وعلينا عقد مؤتمر يحضره السوريون لتأمين انسحاب سوري مشرف من لبنان" ومنذ ذلك الحين ابدى انفتاحا نحو سوريا. واعتبر عون ان الخروج السوري من دون تطبيع العلاقات سيستتبعه عدم استقرار وهذا ما حصل. واكدت ان عون يؤمن ان الاستقرار في لبنان يحتاج الى علاقات جيدة مع سوريا يكون مدخلها من خلال مجموعة ملفات عالقة.

 

بارود وضع اهالي المفقودين في اجواء نتائج زيارته لسوريا

عاد: وزير الداخلية السوري اعتبر ملفهم من خارج صلاحياته

المركزية - اوضح رئيس لجنة دعم المعتقلين والمنفيين اللبنانيين "سوليد" غازي عاد لـ"المركزية" ان وزير الداخلية والبلديات زياد بارود دعا بمبادرة شخصية "لجنة اهالي المفقودين في السجون السورية" و"سوليد" و"لجنة المعتقلين اللبنانيين" و"المركز اللبناني لحقوق الانسان" الى الاجتماع الذي عقد امس ووضعهم في اجواء زيارته الى سوريا، حيث اثار بارود الموضوع مع نظيره السوري اللواء بسام عبد المجيد الذي قال له" ان هذا الموضوع ليس من صلاحياته ولا يدخل في اطار عمله".

واوضح عاد انه من الناحية القانونية السورية، يتولى وزير الداخلية شؤون السجون، الا انه وبعد تطبيق قانون الطوارئ لم تعد الغرفة الداخلية مسؤولة مباشرة عن كل السجون، خصوصا الامنية والعسكرية منها وتاليا فان جوابه قانوني ومتوقع.

ونقل عن بارود دعمه لقضيتهم ومتابعته لهذا الملف ضمن امكانات وزارة الداخلية، وانه طلب منهم تقديم مقترحاتهم وتصورهم لحل هذا الموضوع ورفعه لاحقا الى كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة. واوضح ان هذه المطالب والمقترحات لم تتغير وستكون مستمدة من المذكرة التي رفعت الى رئيس الجمهورية في 21 تموز الماضي وابرز ما تضمنته انشاء لجنة وطنية مستقلة ومحايدة لمتابعة الملف، تضم ممثلين عن لجان الاهل، خصوصا وان اللجنة الحالية لم تتوصل بعد الى نتائج تذكر على هذا الصعيد، لانها لا تمتلك الصلاحيات. وانتقد عاد اجتماعات اللجنة اللبنانية - السورية التي لازالت تبحث في قضايا صغيرة فيما المطلوب اعطاء اجوبة عن كل القضايا والملفات من دون استثناءات والعمل بجدية اكثر وشفافية. واكد عاد ان لجنة اهالي المفقودين ستلتقي رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون قبل زيارته الى سوريا لتحمله مطالبها والطلب اليه اثارة هذا الملف مع الجانب السوري. اللجنة القضائية: يذكر ان اللجنة القضائية اللبنانية لمتابعة ملف المفقودين ستعقد اجتماعا مع الجانب السوري السبت المقبل في جديدة يابوس، وصفته مصادر قضائية لـ"المركزية" بالمهم جدا نسبة الى المعلومات والمعطيات المتوقع ان تحصل عليها في خلاله من اللجنة السورية.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 12 تشرين الثاني 2008

البلد

يعد محامو قوى الثامن والرابع من آذار العدة لخوض معركة شرسة لانتخاب اربعة اعضاء انتهت ولايتهم في نقابة المحامين في بيروت بعد فوز 8 آذار برئاسة نقابة الشمال .

تابعت عناصر من حزب في 14 ىذار زيارة خصم سياسي اقام مهرجانا خارج البلاد في محاولة لامتصاص نتائجه وتأثيره على الداخل لا سيما في قضاء حساس .

الشرق

وزير مستقل تجنب الاشارة الى ما يمكن ان يثيره رئيس الجمهورية في مؤتمر حوار الاديان والحضارات "طالما ان التجربة اللبنانية غير مشجعة بتاتا"!

لقاء روحي - سياسي في ضيافة وزير شمالي سابق توصل الى تقريب وجهات النظر بالنسبة الى الحد الادنى المطلوب لمنع تحول التباين الى تقاتل؟!

أوساط سياسية اكدت ان نائب رئيس الحكومة لن يصل الى ما يطالب به من صلاحيات "لان من سبقه لم يعرف طعمها"!

النهار

كشف مرجع سياسي ان احد الذين قبض عليهم بعد "الاعترافات" التي بثها التلفزيون السوري كان مختبئا لدى فصيل موال لسوريا.

حذرت مصادر اقتصادية من زج اسماء مصارف في الصراع السياسي بعدما اعتبر لبنان من الدول النادرة التي نجت من الازمة المالية العالمية.

رشح لبنانيان لوظيفة في ملاك جامعة الدول العربية، الاول سفير سابق مدعوم من مرجع حكومي، والآخر نجل وزير بارز، على رغم جواب الجامعة ان حصة لبنان مكتملة ولا يمكن تجاوزها الى حصة دولة اخرى.

السفير

أكد مسؤول كبير أن اعتقال أفراد "فتح الإسلام" لم يتم من خلال استسلامهم، بل عبر مداهمات قامت بها مخابرات الجيش.

كان أحد الوزراء ما يزال ممنوعاً من السفر إلى الولايات المتحدة، ما دفع إلى تدخل أكثر من مرجع سياسي وأمني لمنحه تأشيرة دخول.

تبلّغ مرجع حكومي عن مذكرة تفاهم ستوقع خلال اليومين المقبلين مع مندوبين دوليين تتعلق بلجنة التحقيق الدولية والتغييرات التي ستتم قبل نهاية العام الجاري.

المستقبل

قالت مصادر غربية ان التمديد للجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري لم يسقط نهائيا من الحسبان ولو لفترة بسيطة، ولا يزال موضع نقاش بين الدائرة القانونية في الأمم المتحدة ورئيس اللجنة دانيال بيلمار.

لاحظت أوساط مطلعة ان مجلس الأمن لم يعد يدرج على جدول أعماله التقارير المتصلة بالقرارات الدولية حول لبنان ويحتفظ بسرية التوقيت نتيجة تسريبات سابقة.

من المتوقع ان يناقش مجلس الأمن تقرير اللجنة المستقلة للحدود اللبنانية ـ السورية الشهر المقبل لدى مناقشته تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول ال 1701.

اللواء

أبلغت دولة كبرى نظيرتها أن ممنوعين يحكمان سياستها تجاه إيران: رفض حصولها على سلاح نووي ورفض توجيه ضربة عسكرية تؤدي إلى تفتيتها·

حرصت دوائر أحد المراجع الكبيرة على تسقط المعلومات عن تشكيل وفد رافق مرجع كبير إلى مؤتمر عالمي·

قال دبلوماسي غربي عن الوضع في دولة في دائرة الضوء: السلطة فيها تتحكم بالنهار، و <الأشباح> في الليل؟!·

 

الرئيس سليمان خلال مشاركته في مؤتمر "حوار الثقافات والاديان" في نيويورك

وطنية - 12/11/2008 (سياسة) أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أن "للبنان ميزات فريدة لم تنل منها الصعاب التي إمتحنت إرادتنا بالعيش معا في وطن واحد، غني بتنوعه وراسخ في الانتماء العربي ومتفاعل مع ثقافات العالم". أضاف: "هذه الميزات أهلته وما زالت أن يكون المجال الأرحب والأخصب للحوار بين الأديان والثقافات، في خدمة العالمين العربي والإسلامي، بل لمصلحة العالم كله". وخلال الكلمة التي ألقاها باسم لبنان أمام الجمعية العامة للامم المتحدة في الاجتماع الرفيع المستوى حول "الحوار بين الثقافات والاديان" في الثانية عشرة والربع بتوقيت نيويورك، السابعة والربع مساء بتوقيت بيروت، أكد الرئيس سليمان "طموح لبنان بأن يصبح مركزا دوليا لإدارة حوار الحضارات والثقافات، وأن يصبح بالتالي مختبرا عالميا لهذا الحوار الكياني".

وإذ شدد على "أهمية الحوار لحل النزاعات"، لفت إلى أنه "لا يؤدي نتيجة تذكر ما لم يستند إلى عملية تراكمية طويلة تنسج فيها، بصبر وفي شكل منتظم، علاقات الثقة والانفتاح على الغير، شرط أن يلتزم الغير في عمق تفكيره وقناعته وممارسته بروح الحوار الحق المبنية على العدالة".

وقال الرئيس سليمان في كلمته: "السيد الرئيس، مرة أخرى، نلتقي في إطار الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتحت بند "ثقافة السلام"، من أجل تعزيز الحوار والتعاون بين أهل الثقافات المتنوعة، والمنتمين إلى أديان متعددة، ولنؤكد اهتمامنا كمجموعة دولية، بالسعي إلى التفاهم في مساحات التعارف والتفاعل والاحترام المتبادل على قاعدة العدل والحق والمساواة. غير أن اجتماعنا اليوم، بناء على دعوة من رئيس الجمعية العامة، يتسم بأهمية خاصة لأنه يلتئم على هذا المستوى الرفيع، وتجاوبا مع مبادرة خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، الذي سبق له أن أطلق في مدريد في تموز الماضي، مسيرة حوار وتعاون وتضامن، انضم إليها الكثيرون ليسعوا معا في طريق تحقيق المقاصد الإنسانية المشتركة وبناء علاقات التسامح والقبول المتبادل واحترام الخصوصيات الدينية والثقافية.

ويقوى اهتمامنا المشترك بالدعوة إلى الحوار والتزام أخلاقياته بظل حراجة الأوضاع التي تعرفها العلاقات بين الأمم، وداخل العديد منها. ولقد تعاظم هذا الاهتمام نتيجة القلق من الظواهر الموسومة بالعنف الطائفي والإثني والإرهاب والتخويف والإكراه وتشويه الصورة والسمعة والاعتداء على الكرامات. فرأت الأسرة الدولية أن تضافر الجهود لوضع المغايرة الدينية والثقافية في نصابها وتوسيع آفاق التفاهم ليس ترفا ولا شأن فئة مثقفة من دون سواها، بل قضية حيوية تعني الجميع وملحة لا تحتمل الانتظار أو التردد".

أضاف: "لأجل ذلك، لا بد لنا من الاستعانة بالحوار الحق، حوار الأفكار وحوار القلوب، لإرساء علاقات بين أهل الأديان والثقافات المتنوعة على مداميك الوعي للمشتركات والاعتراف بالخصوصيات. لكن الاستعانة الطارئة بالحوار لحل النزاعات الناشبة، أو المحتمل انفجارها، لا تؤدي نتيجة تذكر ما لم تستند إلى عملية تراكمية طويلة تنسج فيها، بصبر وفي شكل منتظم، علاقات الثقة والانفتاح على الغير، شرط أن يلتزم الغير في عمق تفكيره وقناعته وممارسته روح الحوار الحق المبنية على العدالة. وفي سياق هذه العملية، تكمن أهمية الجهود الثقافية والتربوية والإعلامية المرافقة للحوار والتي تبذلها أو تدعمها منظمة الأمم المتحدة وهيئاتها المتخصصة، وعلى رأسها منظمة الأونسكو، وتلك التي أطلقها المؤتمر العالمي للحوار في مدريد والتزم متابعتها".

وتابع: "إضافة إلى ذلك، تبقى فاعلية الحوار تحت السؤال في ظل علاقات القوى غير المتكافئة. وأكثر من ذلك، يؤدي استمرار السيطرة والقهر والتعسف إلى وضع صدقية الحوار على المحك. ويصح ذلك في الدرجة الأولى في مشرقنا العربي والأراضي المقدسة. فكيف يمكن للحوار أن ينمو ويستمر حيث يستمر الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية، ناهيك عن الممارسات، وحيث تنتهك بصورة منهجية حقوق الشعب الفلسطيني الوطنية والإنسانية، ومنها حق عودة اللاجئين إلى أرضهم وديارهم، والسعي إلى فرض توطينهم خلافا لقرارات الأمم المتحدة التي تجمعنا اليوم، ولروح العدالة التي يجب أن ترعى أي حوار قد نصبو إليه. ولذلك، فإن القدس، مدينة السلام ولقاء المؤمنين بأديان التوحيد السماوية، لا تحقق دعوتها التاريخية ما لم يرفع الظلم عن أبنائها وعن شعب فلسطين، وما لم يرفع الاحتلال".

وقال: "السيد الرئيس، لا يخفى على أحد من محبي لبنان وعارفيه، وهم ليسوا قلة، أن لبلدنا ميزات فريدة لم تنل منها الصعاب التي إمتحنت إرادتنا بالعيش معا في وطن واحد، غني بتنوعه وراسخ في الانتماء العربي ومتفاعل مع ثقافات العالم. وأن هذه الميزات، فضلا عن تجربتنا المتجذرة في تاريخنا الحديث عن صعد التأليف بين الوحدة والتعدد، وبين الحرية والاحترام المتبادل، وبين الأصالة والمعاصرة، جعلت منه فسحة لقاء وانفتاح. وقد أهلته وما زالت أن يكون المجال الأرحب والأخصب للحوار بين الأديان والثقافات، في خدمة العالمين العربي والإسلامي، بل لمصلحة العالم كله. ولقد أتيح لي في كلمتي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول الماضي، أن أشير إلى أن "فلسفة الكيان اللبناني تقوم على الحوار والوفاق والعيش المشترك"، وأن أؤكد على طموحنا بأن يصبح لبنان مركزا دوليا لإدارة حوار الحضارات والثقافات، وأن يصبح بالتالي مختبرا عالميا لهذا الحوار الكياني، علما بأن المادة التاسعة من الدستور اللبناني تنص على أن حرية الاعتقاد في لبنان مطلقة، وبأن الدولة تحترم كل الأديان والمذاهب وتكفل حرية إقامة الشعائر الدينية تحت حمايتها".

أضاف: "إن لبنان، الذي يبرز كأكثر من بلد بل "كرسالة حرية ونموذج في التعددية ومساحة للحوار ولتعايش ثقافات وأديان مختلفة"، كما صرح بذلك قداسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، وأكده قداسة البابا بينيدكتوس السادس عشر، يبدو كضرورة وكحاجة للشرق والغرب، ويستحق من المجتمع الدولي كل دعم وتأييد. وهذا الدعم، الذي نلمسه على أكثر من صعيد، لا يمكنه إلا أن يتعزز عن طريق إنجاز سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط، استنادا إلى قرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية بكامل مندرجاتها ووفقا لروح العدالة التي هي في جوهر الأديان". وختم: "السيد الرئيس، نلتقي اليوم لنجدد رفضنا لصدام الجهالات، ونؤكد إرادتنا العمل معا في مجالات الأخلاق والثقافة والسياسة والعلاقات الدولية السليمة. ولقاؤنا في هذا المكان، بكل ما يرمز إليه، دعوة كي نتذكر معا أن بين اختيارنا نهج الحوار وثقافته وتعهدنا التزام ميثاق الأمم المتحدة علاقة وثيقة. وعندي أن هذه الدعوة تستعيد أيضا ما يشد لبنان إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي ساهمنا في صياغته، وإلى المنظمة الدولية نفسها، التي وقفت بجانبه دفاعا عن حريته واستقلاله وسيادته واستقراره، ليبقى بلدا وفيا لذاته وشاهدا على الخصوبة التي يعد بها لقاء الأديان وحوار الثقافات المبني على احترام المبادىء والقيم التي تتوخى الخير للبشرية جمعاء".

 

مؤتمر "التواصل في الحوض الشرقي للمتوسط" اختتم اعماله في "البريستول"

الوزير سلام: للبنان دور في صناعة تاريخ المنطقة يعيد له صورته الثقافية

وطنية - 12/11/2008 (متفرقات)اختتم المؤتمرالدولي ل "التواصل في الحوض الشرقي للبحر الابيض المتوسط"اعماله, برعاية وحضور وزيرالثقافة تمام سلام , وبتنظيم من المديرية العامة للاثار بالتعاون مع جمعية الاصدقاء اللبنانيين - البريطانيين للمتحف الوطني ,في فندق "البريستول", وتمحورت الجلسات حول موضوع "لبنان في عصري البرونز والحديد". حضر المؤتمر النائب عمار حوري ممثلا رئيس "كتلة المستقبل" النيابية سعد الحريري، المدير العام للاثار فرديريك الحسيني، نقيب الصحافة محمد بعلبكي، وعدد من السفراء الاجانب المعتمدين في لبنان وشخصيات ثقافية واجتماعية وحشد من المهتمين. والقى الوزير سلام كلمة بالمناسبة، اشار فيها الى "اهمية تنظيم مثل هذه الجلسات والمداخلات لانها تغني العطاء الوطني في كافة جوانبه"، لافتا الى "ان التركيز على دور اللبنانيين في صناعة تاريخ البحر المتوسط يساعد في اعادة الصورة الثقافية التي امتاز بها لبنان في مختلف المراحل، والتي ظهرت من خلال التبادلات المختلفة مع الاخرين واغنت المسيرة"، مثمنا "دعم القطاعات التجارية لمثل هذه الندوات الثقافية التي تعمل على ان يعود لبنان الواجهة الثقافية الابرز في المنطقة".

 

جعجع استقبل وفدا من نقابة الطبوغرافيين ورئيس جمعية تجار كسروان

وطنية - 12/11/2008 (سياسة) إستقبل رئيس "الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع في معراب إستقبل وفدا من نقابة الطبوغرافيين في لبنان برئاسة النقيب سركيس فدعوس في حضور النائب انطوان زهرا، مسؤول قطاعات المهن الحرة في الحزب عماد واكيم ومسؤول قطاع الطوبوغرافيا ادغار حنين.

وافاد بيان "ان البحث تناول الاوضاع النقابية ومطالبها على كل الصعد، ووجوب انشاء كلية للمساحة في الجامعة اللبنانية لأهميتها، كما تم الاتفاق على استمرارالتواصل والتنسيق لمتابعة هذه المطالب المحقة على الصعيدين التشريعي والتنفيذي". ووصف فدعوس اللقاء بأنه مثمر ومنتج, وقال: "أن الزيارة تأتي في إطار شكر القوات اللبنانية على دعمها لمجلس النقابة على كل المستويات، كما أطلعنا الدكتور جعجع الذي وضع كل إمكانياته في سبيل تطوير وضع النقابة والعمل المهني في الطبوغرافيا". من جهة أخرى التقى جعجع رئيس جمعية تجار كسروان جاك حكيم ورئيس نقابة موظفي ألعاب الميسر في كازينو لبنان جاك خويري في حضور منسق منطقة كسروان في الحزب الدكتور زياد معلوف الذين عرضوا لأوضاع ومطالب منطقة كسروان.

 

التيار الوطني الحر" رد على رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات ": لفتح كل الملفات وقوس العدالة هو الفيصل في كشف الفاسدين والمفسدين

وطنية - 12/11/2008 (سياسة) رد "التيار الوطني الحر" على رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع، الذي شن حملة أمس على العماد ميشال عون، ببيان جاء فيه: "لطالما آلينا على أنفسنا ألا نرد على جملة الإفتراءات والإعتداءات التي دأب رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" على سوقها في حقنا، والتي كثيرا ما كانت تصب في خانة الرهانات السياسية الخاطئة التي يعقدها السيد جعجع، والتي تكشفت غير مرة، منذ ما قبل "غزوة الأشرفية" في 5 شباط 2006، والتي حاول تبريرها، يومذاك، في وقت أدرك اللبنانيون جميعا، مدى خطورتها، وصولا الى اعترافاته العنترية الأخيرة في القاهرة، والتي نشرتها جريدة "السفير" اللبنانية بتاريخ 9 تشرين الأول الماضي، مرورا بأحداث 23 كانون الثاني 2007 التي دفعته ليرى "البحر أمامه والعدو وراءه"، وغيرها من أحداث، كادت، لولا تفاهماتنا الوطنية، ولولا حرصنا على السلم الأهلي، تعيدنا الى حال اللاإستقرار التي كان للسيد جعجع وبعض حلفائه، أعداء الأمس، اليد الطولى في خلقها على مدى عقدين".

أما وقد تفاقمت تلك الإفتراءات والمغالطات، ومنعا لتضليل الرأي العام اللبناني الذي أمعن فريق الرابع عشر من آذار في تضليله، متسترا بعباءة الشهداء وبراءة الشهادة، يهم "التيار الوطني الحر" أن يذكر السيد جعجع، ومن ورائه شركاءه وأصحابه وأتباعه كافة، بما يلي:

أولا: هل نسي السيد سمير جعجع أن العماد ميشال عون كان أول من طالب، ومنذ ما قبل عودته الى لبنان، ولا يزال يطالب بالتحقيق المالي auditing لمعرفة حقيقة تفاقم الدين العام، غير آبه بمن سيظهره التحقيق مسؤولا عن الإهدار أو التقصير أو الإختلاس؟

ثانيا: أيذكر السيد جعجع مطالبة العماد عون، في أول جلسة للمجلس النيابي الحالي، بلجنة تحقيق قضائية - نيابية لكشف ملابسات المديونية العامة؟

ثالثا: هل شاهد السيد جعجع برامج كشف الحقيقة عن الفساد، وخصوصا ما أظهره تلفزيون OTV أخيرا في برنامج "فكر مرتين" عن أموال "هيئة الإغاثة" وإدارتها ومستنداتها؟ وماذا عن توزيع الزفت على الأزلام والمحاسيب؟

رابعا: ما رأي "الحكيم" بصندوق المهجرين، بعدما أعلن منذ شهور إقفال هذا الموضوع، ليذكرنا بالأيام السود، وبأن التهجير ما كان ربما ليكون، لولا مقولة "من كفرشيما الى المدفون"؟ وهل يخضع هذا الصندوق للتفتيش المركزي والقضاء؟

خامسا: لماذا لا نرفع هذا التحدي، فنطالب معا بفتح كل الملفات أمام القضاء، بما في ذلك "ملف بنك المدينة" - والعدالة اليوم بين يدي وزير قواتي - لنعرف من هم أصدقاء العماد ميشال عون ومن هم أصدقاء السيد سمير جعجع. وإذا كانت سبحة الإتهامات طويلة وبعض الأجسام "لبيس"... فقوس العدالة هو الفيصل في كشف الفاسدين والمفسدين... وجميع الضالين والمضللين...".

 

انتخاب مجلس جديد لنقابة الطوبوغرافيين المجازين والنقيب سركيس فدعوس رئيسا للاتحاد العربي للمساحة

وطنية - 12/11/2008 (متفرقات) انتخبت نقابة الطوبوغرافيين المجازين في لبنان مجلسها الجديد ومجلسها التأديبي، وجاءت على الشكل الاتي:

مجلس النقابة: الدكتور سركيس فدعوس نقيبا ورئيسا للاتحاد العربي للمساحة، محمد زنكر نائبا للنقيب، انطوان منصور امينا للصندوق، ايمن المصري امينا للسر، والسادة: عزت ابراهيم، ادغار حنين، ابراهيم هاجر، بولس خشان، ميلاد بريدي، رزق الله ايلو، موريس زحلاوي وعامر زين الدين اعضاء. المجلس التأديبي السادة: ملحم مرعي، شكري غانم، نقولا حاوي، طارق ملاعب ومحمد الحاج اعضاء اصيلين. والسادة: احمد عمرو، سامي باز، بيار النشار، رياض فرنسيس وابراهيم عطوي اعضاء رديفين. واعلنت النقابة والمكتب التنفيذي للاتحاد العربي للمساحة عن تقبل التهاني، لمناسبة ترؤس النقيب الدكتور فدعوس الاتحاد العربي للمساحة، عند الثالثة بعد ظهر يومي الاثنين والثلاثاء 17 و18 الحالي، في صالة المدرسة الفندقية في الدكوانة.

 

الوزير محمد شطح بحث مع الوزير الصفدي في موازنة وزارة الاقتصاد ونفى ما نسبه اليه الامين العام ل "حزب الله" بشأن تسليح الجيش :

تعزيز قدرات الجيش أولوية للمالية وحماية لبنان بالقرارات الدولية وضع الاقتصاد والمالية العامة يعتمد بالدرجة الاولى على وضع امني سليم

وطنية - 12/11/2008 (سياسة) أكد وزير المال الدكتور محمد شطح، بعد اجتماعه في مكتبه مع وزير الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي، اليوم "أن الأولوية القصوى في المالية العامة اللبنانية وفي الموازنة هي لحماية لبنان واللبنانيين ولتعزيز قدرات الجيش والأجهزة الأمنية الأخرى". ونفى الوزير شطح "أن يكون صدر عنه الكلام الذي نسبه اليه الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله في خطابه أمس من ان لا قدرة على تسليح الجيش"، لكن الوزير شطح شدد على أن "ثمة عناصر أخرى، الى جانب الأمن، لحماية لبنان، هي وحدة الدولة اللبنانية ووحدة القرار فيها، واتفاق اللبنانيين تحت مظلة ومرجعية واحدة"، معتبرا أن "قرارات مجلس الامن الدولي توفر مساهمة اساسية في حماية لبنان". ونفى ايضا أن يكون صدر عنه الكلام الذي نسبه السيد نصرالله اليه من ان لا قدرة على تسليح الجيش، وقال: "هذا ليس رأيي ولا رأي من أمثل، وربما يكون الكلام الذي قيل انه صدر عني، هو كلام لآخرين ضمن بعض ردود الفعل الأولى على بعض الطروحات في شأن الإستراتيجية الدفاعية، اذ قال البعض إن هذه الاستراتيجيات مكلفة وبالتالي ليس لدينا الأموال، ولكن هذا الكلام لم يصدر عن وزير المال ولم يصدر عن محمد شطح شخصيا". أضاف: "ربما اختلط الأمر وثمة من قال ذلك، اما ما قلته أنا فهو العكس تماما، فانا كوزير للمال، وكمواطن لبناني، وكشريك لزملائي في السلطة التنفيذية، أؤكد أن الأولوية القصوى في لبنان وفي المالية اللبنانية وفي الموازنة يجب أن تكون لحماية لبنان واللبنانيين ولتعزيز قدرات الجيش والأجهزة الأمنية الأخرى، وهذا لا يحتمل أي التباس على الإطلاق، وإذا كان ثمة من قال إن ليست لدينا الأموال فهو ليس أنا".

وتابع "لا أقول ذلك لاعني أن ثمة أموالا غير محدودة تنفق على كل شيء، فطبعا هذا غير واقعي، ولكن إذا أردنا أن نتكلم عن الأولويات وعن جدية في استعمال المال العام، فثمة أولوية للجيش والقوى الأمنية". وقال الوزير شطح "كثر يعرفون داخل مجلس الوزراء وخارج مجلس الوزراء ان موضوع الأمن والقدرة اللبنانية الأمنية والعسكرية، هو أولوية قصوى بالنسبة الي، حتى قبل أن أكون وزيرا، وهذه الأولوية أكدتها مجددا كوزير للمال، وأيضا خلال اعداد البيان الوزاري، اذ كنت من الوزراء الذين أكدوا أن الموضوع الأمني والعسكري يجب ألا يكون موضوع استجداء، وأنه يجب أن يعطى أولوية لا تقل عن أي أمر آخر، وهذا موقف ثابت لي ولا يزال".

وشدد على أن "وضع الاقتصاد اللبناني والمالية العامة يعتمد بالدرجة الاولى على وضع امني سليم وعلى سلامة اللبنانيين كمواطنين ومستثمرين وكاقتصاد يعتمد على القانون والامن"، معتبرا أن "ثمة عناصر أخرى، الى جانب الأمن، تعتبر أساسية في حماية لبنان وسلامته، هي وحدة الدولة اللبنانية ووحدة القرار في الدولة اللبنانية، واتفاق اللبنانيين تحت مظلة ومرجعية واحدة". أضاف: "حماية لبنان تكون بقدرة عسكرية وامنية جدية وتكون بوحدة اللبنانيين تحت مظلة ومرجعية واحدة وقرار واحد، وتكون ايضا بجمع عناصر القوة للبنان، دوليا وعربيا". وذكر ب"أن قرارات مجلس الامن توفر مساهمة اساسية في حماية لبنان، وهي مرجعية اساسية يعتمد عليها لبنان، ويجب ان يعتمد عليها اكثر، بطريقة فيها مبادرة وعمل جاد، وليس بالاكتفاء بانتظار المسارات الاخرى وما يحدث في المنطقة والعالم".

وتابع "واجب على لبنان ان يفعل ما يستطيعه لحماية مواطنيه واراضيه، وكل هذه العناصر مجتمعة هي عناصر لحماية لبنان والدفاع عنه، والحوار اليوم يسعى الى وضع هكذا استراتيجية وطنية لحماية لبنان". وكان الوزير شطح قد بحث مع الوزير الصفدي في الشق المتعلق بوزارة الاقتصاد والتجارة من مشروع قانون الموازنة العامة لسنة 2009، وقال: "ان نظرتهما في هذا الشأن "كانت متطابقة". اضاف "هذه خطوة للوصول الى نقاش لمجمل الموازنة في مجلس الوزراء ليصار الى المصادقة عليها". أما الوزيرالصفدي فقال "عرضت مع الوزير شطح لموازنة وزارة الاقتصاد والتجارة، وتوقفنا عند نقاط معينة بحثنا فيها، لجهة الزيادة أو النقصان، وتوافقنا على الأمور كافة، ونحن نعتبر أن دعم وزارة المال لهذه الموازنة دعم مشكور".

 

الوفاء للمقاومة": التعامل باستخفاف مع استراتيجية الدفاع لا يؤشر الى الجدية المطلوبة في مقاربة هذا الموضوع الوطني

وطنية- 12/11/2008 (سياسة) عقدت كتلة "الوفاء للمقاومة" اجتماعها الدوري الاسبوعي ظهر اليوم في مجلس النواب برئاسة النائب محمد رعد والنواب السادة الأعضاء: حسين الحاج حسن، علي عمار، اسماعيل سكرية، علي المقداد، حسين حب الله، امين شري، محمد حيدر، بيار سرحال، جمال الطقش، كامل الرفاعي وحسن فضل الله. وعرض المجتمعون لمناسبة يوم شهيد المقاومة الإسلامية، "الدلالات والأبعاد الثقافية والأخلاقية والوطنية لقيم الجهاد والشهادة، وما أحدثته من تحول في معادلة الصراع ضد العدو الصهيوني على مستوى لبنان والمنطقة العربية والإسلامية لمصلحة خيار الممانعة والصمود والقدرة على تحقيق الانتصارات وإسقاط الكثير من الأوهام وتكريس دور الإيمان والإرادة الشعبية والتضحية في حفظ الأوطان وفرض الوجود وصون الكرامة الوطنية".

وإذ حيت الكتلة "بإجلال أرواح شهداء المقاومة والجيش والوطن"، أكدت "حرصها على مواصلة تحمل مسؤولياتها في الوفاء لخيارهم المقاوم والدفاع عن قضايا شعبهم الأبي والمضحي". ثم جرى تداول أوضاع البلاد "في ضوء المستجدات الدولية والإقليمية وفي ضوء ما كشفته مديرية مخابرات الجيش اللبناني من شبكة أمنية تعمل منذ فترة طويلة لمصلحة العدو الصهيوني وأهدافه". كما ناقشت الكتلة "التأثيرات المحتملة لنتائج الانتخابات الأميركية على مختلف الأوضاع والملفات والقضايا محل الاهتمام". واطلعت على أجواء الحوار حول الاستراتيجية الوطنية للدفاع والتعليقات التي أدلى بها البعض "والتي تركت لدى اللبنانيين انطباعات ملتبسة وتساؤلات مشروعة حول مدى الجدية في تناول مثل هذه القضية الوطنية الحساسة".

وفي ختام الجلسة، أصدرت الكتلة البيان الآتي:

"1- إن حفظ البلاد والوفاء لدماء وتضحيات الشهداء والمقاومين الذين حرروا الأرض ودحروا الغزاة الصهاينة، ودافعوا عن السيادة والكرامة الوطنية، يستوجبان تعزيز روح الممانعة والصمود وتنمية كل القدرات المطلوبة على كل الصعد، وبناء الدولة القادرة على حماية إنجازات شعبها وعلى مواجهة الإعتداءات والتهديدات الصهيونية المستمرة.

2- إن التعامل بخفة واستخفاف مع موضوع الإستراتيجية الوطنية للدفاع والأوراق التي تطرح على طاولة الحوار، لا يؤشر أبدا الى الجدية المطلوبة في مقاربة هذا الموضوع الوطني والتي تتطلب دقة ورصانة ومراعاة بالغة للأمن الوطني.

3- إن الكشف عن شبكة المتورطين بالتعامل مع العدو الصهيوني ولمصلحته، يؤكد وجوب التنبه للخطر الإسرائيلي الدائم، كما يؤكد مسؤولية الجميع في لزوم عدم التهاون والاستخفاف بمناخات الانقسام والتجاذب والتحريض الداخلي التي ينفذ منها العدو لتخريب بلدنا وتسعير الفتن بين ابنائه وصرف أنظارهم عما يدبره من مكائد ومؤامرات.

4- أن المناورات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة التي تبرز النيات العدوانية ضد لبنان وسوري

 

المصالحة المسيحية الـــــــى ما بعد الانتخابات النيابية

فرنجية الى المغتربين في البرازيل: يريدونها لمصالح انتخابية

المركزية - اعلن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية انه مع المصالحة المسيحية بعد الانتخابات النيابية، لأننا نريدها في بعدها المسيحي فيما يريدها غيرنا لمصالح انتخابية. ودعا المغتربين اللبنانيين الى وضع خلافاتهم جانباً والى الاتحاد حول لبنان ومع لبنان لان الحق يعلو ولا يعلى عليه و"وطني دائماً على حق" ورأى فرنجية ان الامور في العالم كله بدأت تتبدل ولبنان يتأثر اكثر من غيره بهذه التبدلات بعدما فرض نفسه رقماً صعباً ان كان بصمود شعبه واحباطه مؤامرة تهجير المسيحيين او بانتصاره عبر مقاومته على العدو الاسرائيلي. كلام فرنجية جاء في رسالة وجهها الى المغتربين اللبنانيين في البرازيل في عشاء اقامه التيار جاء فيها:

كلما أَردت أن أتوجه في كلامي الى أي بلاد انتشار، أَحسست بأَن قلبي يكبر معكم وبِكم لأننا في كل محطة ومفصل نكبر ببعضنا. أنتم تسهرون اليوم وترفعون الكأس، إرفعوا قدر ما تشاؤون، ولكن ليكن كأس لبنان الحر الموحد هو الأساس. لبنان الدولة التي من شأنها أن تعيد ابناءها الى الأرض الأم، الى الأرض المنذورة للحياة الحرة الكريمة. منكم من سافر منذ سنوات عدة ومنكم من سافر منذ فترة، ولكن ما يجمعكم هو حلم العودة مع كامل تقديرنا للدولة التي استضافتكم وفتحت لكم الأبواب. للدولة التي لها جمهور كبير في لبنان، للبرازيل. والشعب البرازيلي كما اللبناني يشقى ويتعب لتحصيل لقمةِ العيش ويعرف المعاناة والفقر.

أحباءنا، كنا نتمنى لو أن قانون اقتراع المغترب قد تم لتعبروا عن تواصلكم مع وطنكم عبر حقكم في الاقتراع، ونتمنى أن نصل اليه يوماً وربما في الانتخابات المقبلة لأننا جهدنا ووصلنا الى اقرار قانون للانتحابات يريحكم بعدما ساروا بقانون صادروا فيه أصوات المقيمين الذين شعروا أنهم أكثر غربة من المغتربين.

مثلما تلاحظون، الأمور في العالم كله بدَأت تتبدل ولبنان يتأثر طبعاً وأكثر من غيره بهذه التبدلات والتغيرات، بعدما فرض نفسه رقماً صعباً إن كان بصمود شعبِه أو بإنتصاره عبر مقاومته على العدو الاسرائيلي. وسقطت بذلك مقولة "قوة لبنان بضعفه" بل قوة لبنان بصموده، بقدرة شعبِه، بتأكيده أرضاً للتنوع والغنى والتعدد، لبنان الذي لا يزال قلعةَ صمود في وجه مؤامرة تهجير المسيحيين وتفريغ الشرقِ منهم، المسيحيون باقون لأن لا حياة لهم خارج لبنان الواحد ولا فرادة للبنان أرضاً وتكويناً من دون مساعدته. وفي ما خصّ المصالحة المسيحية، تصلكم أخبار مختلفة ولكنكم تعلمون أننا نحن من إقترح المصالحة ومددنا اليد وفتحنا القلب لأن همنا كان ولا يزال الوحدة المسيحية من ضمن الوحدة اللبنانية، همنا منع الخلاف والمحافظة على حق الاختلاف.

نحن مع المصالحة في بعدها المسيحي فيما قد يكون غيرنا يريدها لمصالح انتخابية، اذاً، مع المصالحة نحن بعد الانتخابات النيابية ويتأكد بعدها حسن النوايا اذا كان مطلب المصالحة للانتخابات النيابية أم للمصلحة المسيحية؟  نحن رعاة مصالحة واعتراف بالآخر، نحن طلاب سلام ووحدة مع التعدّد والتنوّع،

نحن مع لبنان الوطن - الرسالة، نحن مع لبنان المنتشر في كل العالم نوراً وعلماً وابداعاً وانتم جزء منه، بكم نفتخر وعليكم نتكل، وأملنا بعودتكم للعمل معاً في ورشة بناء الدولة التي نريد. دعوا خلافاتكم جانباً واتحدوا حول لبنان ومع لبنان، الحق يعلو ولا يعلى عليه، ووطني دائماًَ على حق.

 

الشيخ قاسم التقى وفد "منتدى الوحدة الإسلامية" في لندن: أسقطنا محاولات جر المقاومة إلى زواريب الداخل اللبناني

وطنية - 12/11/2008 (سياسة) استقبل نائب الأمين العام ل "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم وفدا من منتدى الوحدة الإسلامية في لندن برئاسة أمينه الدكتور كمال الهلباوي، حيث قدَّم الوفد التهنئة بالانتصارات الكبيرة التي حقَّقتها المقاومة، كما قدَّم عرضا لأهداف وأهم أعمال المنتدى.

وبدوره حيَّاة الشيخ قاسم المنتدى والعاملين فيه لأن "أهدافه الوحدوية بين المسلمين تشكل ردا عمليا في مواجهة دعاة التفرقة وأسيادهم". وقال: "الدعوة إلى الوحدة الإسلامية لا تحتاج إلى جهد وعناء لأنها المسار الطبيعي في حياة المسلمين، بينما تتطلب التفرقة خططا ومؤامرات، فإذا تمت توعية المسلمين على حقيقة الوحدة القرآنية "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا"، فإنَّها ستكون الأوسع انتشارا والأقدر على مواجهة الفتنة". أضاف: "حزب الله" في لبنان يعمل لتحقيق الأهداف المشروعة ويجاهر بها، فهو يرفض أي شكل من أشكال الاحتلال ويؤمن بالمقاومة كحل واقعي وضروري لمواجهته، بل هو الواجب على الجميع. والسؤال المطروح دائما: لماذا لا يعطي الجميع الأولوية لمواجهة إسرائيل؟ وليس من المنطق أن يقول أحد: لماذا نواجه الاحتلال والعدوان الإسرائيلي؟". وتابع: "أسقطنا محاولات جر المقاومة إلى زواريب الداخل اللبناني، وأسقطنا محاولات حرفنا عن المواجهة مع المشروع الإسرائيلي، وها نحن نتابع اليوم استعداداتنا بكل ثبات وقوة وعزيمة وإيمان في مقابل التحديات الإسرائيلية، وكل محاولات الهيمنة على بلدنا وخيراتنا ومستقبل أجيالنا".

 

الرابطة السريانية: ندعو القيادات لوقف الحقد وثقافة عدم الاعتراف بالآخر

وطنية - 12/11/2008 (سياسة) اسفت الرابطة السريانية في اجتماعها في مقرها في الجديدة برئاسة نائب الرئيس منصور قرتبي، "ان تكون جامعات الوطن عرضة لتخاطب بالسكاكين بين ابناء الشعب الواحد والطائفة الواحدة"، رافضا "هذا المنحى الانحداري في الحوار".

ودعت في بيان "القيادات السياسية الى وقف هذا الحقد وثقافة عدم الاعتراف بالآخر، لقد دفعنا غاليا ثمن هذه العقلية وعلينا أن نكف عنها".

اضاف: "صعقت الرابطة، كما كل مسيحي، بما شاهدته من مناظر في اشتباك بالايدي بين كهنة من طائفة الروم الارثوذكس وآخرين من الطائفة الارمنية في كنيسة القيامة بالمدينة القديمة في القدس. اننا، اذ، نشهد على تفريغ المسيحيين من الاراضي المقدسة حتى آخر شخص منهم، وبدل ان تضع الكنائس خطة انقاذية على اعلى المستويات، نرى نزاعات حول شبر من مكان مقدس". واستغرب "ان تصبح حقوق الطوائف في لبنان وكأنها استجداء من سلطان، او كأن المسيحيين خصوصا صاروا اهل ذمة، او كأن مسؤولا ما صار خليفة. ان الشراكة في الوطن، في تمثيل الطوائف، في الوزارات والمجلس النيابي والادارات، يجب ان يطلع من معاناة الناس، من تفهم الكل بهواجس الكل، وإلا فقد لبنان جوهر ومعنى وجوده".

 

قوى "14 آذار" تتحفظ على لجان التنسيق الأمني مع سوريا وترى إقتراح عون بشأن الإستراتيجية الدفاعية معادياً للمصلحة اللبنانية

الاربعاء 12 تشرين الثاني 2008/لبنان الآن

رحّبت قوى "14 آذار" بالمؤتمر الدولي لحوار الأديان والثقافات المنعقد في الأمم المتحدة بمبادرة من العاهل السعودي ورعاية أمين عام المنظمة الدولية، وثمّنت مشاركة لبنان، ممثلاً بوفد برئاسة رئيس الجمهورية، داعيةً الدولة الى المضي في سعيها من أجل أن يكون لبنان مركزاً دائماً لهذه الدينامية الواعدة، ولترسيخ الحوار وسيلةً للتواصل بين الشعوب ولحل كل المشكلات.

الأمانة العامة لقوى "14 آذار"، وبعد إطلاعها على "الشروح" التي قدمها وزير الداخلية زياد بارود عن زيارته إلى دمشق، سجّلت في بيان أصدرته بعد الاجتماع "تحفظاً شديداً عن إحياء لجان التنسيق الأمنية بين البلدين، خصوصاً في ظل النيّات المشبوهة التي عبّر عنها النظام السوري في افتراءاته الأخيرة من خلال شبكة فتح الإسلام الإرهابية وربطها التعسُّفي بلبنان"، ورأت أنه "لا جدوى من التنسيق الأمني تحت مظلة المجلس الأعلى اللبناني – السوري"، ودعت إلى عدم اتخاذ أي قرار في هذا الموضوع ريثما تعود الثقة وتكتمل العلاقات الدبلوماسية وتبادل السفراء.

ولفتت الأمانة العامة إلى أن "التجربة أثبتت أن انتشار السلاح خارج المؤسسات والقوى الأمنية اللبنانية يؤدي إلى حروب ونزاعات داخلية عانى منها اللبنانيون بكافة طوائفهم وانتماءاتهم". وأضافت في بيان بعد اجتماعها: "في الوقت الذي تعمل وتسعى فيه قوى "14 آذار" مجتمعة إلى حصر السلاح في يد القوى الأمنية فقط، يحاول البعض الآخر تعميم هذا السلاح وزرعه في كافة المناطق اللبنانية تحت عنوان "الشعب المقاوم".

وإذ شددت مجدداً على "خطورة الإقتراح الذي تقدم به النائب ميشال عون بخصوص الإستراتيجية الدفاعية، لا سيما لجهة نقض القرار الدولي 1701 واعتباره معادياً للمصلحة اللبنانية"، لفتت الأمانة العامة إلى "أن هذه الدعوة من شأنها تجريد لبنان من مقومات الحماية والدفاع، ووضعه في مواجهة الشرعية الدولية، بينما يشكل القرار 1701 ـ في الواقع ـ نقطة القوة الأساسية في أية استراتيجية دفاعية لبنانية"، مشدّدة على ضرورة مناقشة الموضوع في مجلس الوزراء، لتفادي انعكاساته الخطرة، في هذه اللحظة الحرجة من التطورات الإقليمية والدولية المفتوحة على شتى الإحتمالات.

 

"القوات" استنكرت جريمة قتل الشقيقتين صبيح في الموصل

وطنية-12/11/2008( سياسة) أصدرت الدائرة الإعلامية في القوات اللبنانية اليوم، بيانا إستنكرت فيه "العملية الإجرامية التي ذهبت ضحيتها الشقيقتان العراقيتان المسيحيتان من آل صبيح في مدينة الموصل في العراق". وإعتبر البيان "أن هذه الجريمة، تأتي في سياق الحملة المستمرة بحق مسيحيي العراق"، وهي تهدف الى النيل من إحدى المكونات الأساسية للشعب العراقي". وناشدت "القوات اللبنانية" في بيانها" الحكومة العراقية اتخاذ الإجراءات المناسبة بحق المجرمين الذين باتوا معروفين، وخصوصا بعد الإجراءات الأمنية التي اتخذتها القوات العراقية في المنطقة".

 

البطريرك صفيراستقبل وليامز ووفدا اكاديميا فرنسيا والمانيا

وطنية - 12/11/2008 (سياسة) استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير,بعد ظهر اليوم في بكركي,الناطق الرسمي للامم المتحدة في لبنان مايكل وليامز في زيارة تعارف، وكانت مناسبة تم فيها عرض الاوضاع في لبنان. كما التقى البطريرك صفير وفدا من الاكاديميين الفرنسيين والالمان الذين يشاركون في المؤتمر المنعقد في جامعة الروح القدس - الكسليك، في اطار التعاون القائم بين الكسليك وجامعتهم.

 

مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك تابع اعماله لليوم الثالث في بكركي

وطنية - 12/11/2008 (سياسة) تابع مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان اعمال دورته السنوية الثانية والاربعين المنعقدة في الكرسي البطريركي في بكركي لليوم الثالث على التوالي، وعقد جلسته السادسة التي نسق اعمالها سيادة المطران انطوان نبيل العنداري. وتحدث في الجلسة الاب جان لويس لانغو عن تقرير اللجنة الاسقفية للتعاون الرسالي بين الكنائس، وعرض فيه لنشاطات فريق التنشيط الارسالي وصعوباته وتمنياته، ولاعمال اللجنة الرعوية مع العمال المهاجرين الافارقة والاسيويين. ثم تناول المطران سمير مظلوم تقرير اللجنة الاسقفية لخدمة المحبة، وتطرق فيه الى المشاريع التي انجزتها اللجنة واوضاعها الحالية وما يعترض اعمالها من صعوبات، وانتهى الى تقديم بعض الاقتراحات. ثم عرض الخوري بول كرم تقريرا عن الاعمال الرسولية البابوية في لبنان اشتمل على وصف لكيفية تنظيم العمل في المكتب الوطني وتطلعاته والمشاريع والمبادرات التي ينوي اطلاقها وجدول بمساهمات الابرشيات في هذه الاعمال .

وبعد مناقشة التقارير رفعت الجلسة للاستراحة.

بعد الاستراحة عقدت الجلسة السابعة التي نسق اعمالها المطران بولس دحدح وقام فيها المطران بشارة الراعي بقراءة اولى للبيان الختامي الذي ادخل المجتمعون عليه بعض التعديلات، وبعد ان تابعوا اجراء انتخابات بعض رؤساء اللجان ونوابهم، ناقشوا التعديلات على قانون رابطة الاخويات في لبنان وصوتوا على ارجاء البحث في التعديلات الى موعد لاحق لاعطاء المجال لدراستها بشكل افضل، فتمت الموافقة على ذلك.

وختمت الجلسة بالصلاة.

 

ميشال عون وصاحبه هيدالغو  هي استراتيجية شعب 8 آذار لمقاومة شعب 14 آذار

وسام سعادة المصدر: المستقبل

تحاكي «إستراتيجية الشعب المقاوم»، في الشكل «الأكاديميّ» الذي اختاره لها العماد ميشال عون، «إستراتيجية الميليشيات الشعبية المساندة للثورة البوليفارية» كما وضعها وأشرف على تنفيذها الجنرال ميلفين لوبيز هيدالغو في فنزويلا منذ بضع سنوات، بتكليف من الرئيس المحبوب «من كذا مليون ممانع»، هوغو تشافيز.

يشترك الجنرالان عون وهيدالغو في المنطلقات التالية:

1 الجيش النظاميّ غير كاف لمواجهة الأخطار والتهديدات المحدقة منها أو الكامنة، وهذه الأخطار ليست من طبيعة موقتة أو عارضة، بل هي أخطار دائمة وتستوجب بالتالي حال طوارئ دائمة.

2 ينبغي بلورة أشكال من التعبئة الدائمة والإستنفار المتواصل، سواء لحماية «الثورة» في فنزويلا أو لحماية «المقاومة» في لبنان.

3 ضرورة التشكيلات المسلّحة الخارجة عن الجيش النظامي، بل المطوّعة له، لجهة «توحيد» المجتمع وتخليصه من العناصر الفاسدة والإنتهازية.

4 ضرورة هذه التشكيلات المسلّحة قبل ذلك لخوض حرب نصف المجتمع «الممانع» و«الواعي» ضد نصفه الآخر «الإستسلاميّ» و«المضلّل».

ويختلف الجنرالان عون وهيدالغو في إثنتين:

1 إن القران في فنزويلا بين النظام الأمنيّ والأيديولوجيا الشعبوية يفخر بعبارة «ميليشيات» ويسمي التشكيلات المسلحة التي يفرخها الجهاز الأمني بهذا الإسم، ويعتبر ذلك دليلاً على الحيوية والجهوزية لقمع أي تظاهرة مناوئة لحكم تشافيز، ليس من خلال شرطة «مكافحة الشغب» والهراوات والقنابل المسيّلة للدموع وخراطيم المياه وإنما من خلال «الشعب الشغّيل» نفسه الذي يمارس «الصراع الطبقي» ميدانياً، وكما يحلو له (وبالآلات الحادّة).

أما «إستراتيجية الشعب المقاوم» عند عون فتصنّف نفسها مواجهة لما سماه الجنرال في آخر طلاته الإعلامية بالـ«الشعب الميليشيوي».

2 تواجه «الميليشيات الشعبية المساندة للثورة البوليفارية» مشروعاً تقوده كولومبيا اليمينية لمكافحة الإرهاب وضرب منظمات حروب العصابات وشبكات الإتجار بالمخدرات في طول وعرض أميركا الجنوبية. ميليشيات هيدالغو غير مقتنعة أبداً بـ«نظرية مكافحة الإرهاب».

أما «إستراتيجية عون» فتجمع المجد من طرفيه: تبنّي نظرية «المقاومة الدائمة» من جهة، بل استقاء هذه النظرية من نموذجها الإيرانيّ (الباسدران والباسيج)، وتبنّي نظرية «مكافحة الإرهاب» بمصطلحات أعتى عتاة المحافظين الجدد «المخلوعين» في أميركا من جهة ثانية.

فالعماد عون يقسّم الأخطار المتربّصة بالوطن بين «داخلية أمنية» و«خارجية عسكرية» ويضع الإرهاب في مقدم الأخطار الداخلية. يقرّ بأنه «خارجي المصدر بشقيه العقائدي والتمويلي» ويضيف «لكنه يعتمد على قاعدة داخلية بصرف النظر عن حجمها وقدرتها». ثم أن الخطرين «الداخليين» الآخرين كما يحدّدهما يظهران كملحقين بالخطر الأوّل. فهو يتناول «الوجود المسلّح الفلسطيني بشقيه» من دون تمييز بين سلاح السلطة الوطنية الفلسطينية وبين سلاح التنظيمات الأخرى، فيطمس المشكلة الخاصة التي يثيرها السلاح خارج المخيمات، وهو السلاح المرتبط مباشرة بسوريا، هذا مع أن الحوار الوطني حقّق إجماعاً بشأن إزالة هذه السلاح عام 2006. أما الخطر الثالث «الداخلي» عند عون فهو «الميليشيات اللبنانية المسلّحة» والدليل عنده «الحوادث الأمنية الأخيرة والإشتباكات الجوالة». طبعاً، لما كان العماد عون يعتبر التنظيمات العسكرية للمقاومة مناقضة تماماً لمفهوم الميليشيا فإنه لا يعنيها بتاتاً بهذا الكلام، كما لا يعني التنظيمات الأمنية الحليفة لتنظيمات المقاومة الأمنية، وبالتالي هو يعيد على مسامع أهل الحوار ذاك التحريض ضد «ميليشيات 14 آذار»، مستعيداً مناخات 7 أيار، لكن هذه المرة على وقع الإدغام بين إتهام 14 آذار بإنها تفرّخ ميليشيات وبين إتهامها بأنها تتعاطى الإرهاب.

فـ«إستراتيجية الشعب المقاوم» ليست ورقة معروضة للحوار. هي في جانب ما ورقة حوار داخلي ضمن قوى 8 آذار للتوصّل إلى تعريف موحد ونهائي لعملية 7 أيار: هل كانت حركة إنتفاضية مدنيّة ضد «ميليشيات» متعاملة مع أميركا وإسرائيل، أم كانت تستهدف 14 آذار من حيث هي غطاء لعمل تنظيم القاعدة في لبنان؟!

ورقة العماد عون تعطي الأولوية للأخطار «الداخلية» على الخارجية. المقاومة أبدية لأن الداخل يسعى دائماً إلى «الخيانة». تلك هي المقاربة.

أما «الأخطار الخارجية» فإن عون حصرها في اثنين: «اسرائيل وأطماعها» و«محاولة إسرائيل نزع سلاح المقاومة للسيطرة على القرار اللبناني». يبقى أن تسويغ «عسكرة» الشعب كلّه وإبقائه على لياقة بدنية قتالية إستعداداً لأي طارئ هي فكرة غير مقنعة إذا كانت أطماع إسرائيل مرتبطة بمسألة «المياه» على ما يقوله عون، كما أنّه من المفارقة أنه يطرح نظرية توسيع إطار المقاومة بشكل غير مسبوق كلما كانت مساحة الأرض اللبنانية المحتلة تتضاءل. أما الحديث عن أن «نزع سلاح المقاومة» كمؤامرة «للسيطرة على القرار اللبناني» فيحمل مضموناً تخوينياً للفريق الآخر من اللبنانيين. الإفتراض هنا أن الفريق الآخر ما أن ينزع عنه ضغط السلاح حتى يطلق العنان للهوى الإسرائيلي. «إستراتيجية الشعب المقاوم» هي إذاً إستراتيجية شعب 8 آذار لمقاومة شعب 14 آذار، وجعل 7 أيّار ليس فقط حدثاً تأسيسياً بل أيضاً فلسفة حياة، فلسفة تعترض على قسمة الحداثة السياسية للسكان بين مدنيين وعسكريين، وتعترض على سيادة الدولة في تقرير حال الحرب من حال السلم مفوّضة هذا الحق إلى ما سمّاه عون «السوبر مقاتل»، أي ذاك الذي يبقى دائماً على أتمّ الجهوزية لإسقاط أي طوّافة تحوم فوقه وإرداء طائر يغرّد خارج السرب. وبعد، فقد تسرّ حركات الممانعة في العالم أجمع بـ«إستراتيجية الشعب المقاوم» وتقبل على دراستها، بوصفها محاكاة لإستراتيجية هيدالغو في فنزويلا، ولحرب الشعب الطويلة الأمد وحرب الأرياف على المدن ونظرية الشعب الشغيل المقاتل ونظرية الشعب الموزّع إلى لجان وكل ما كلف هدراً فظيعاً للدم والطاقات في تاريخ القرن العشرين. بيد أن المشكلة تكمن في أنّ عون يريد في نفس الوقت ربط هذه «الإستراتيجية» بتراث آخر كلّف دماً وأنجب فظاعات هو الآخر في القرن الماضي، وهو تراث قوات «العاصفة» في ألمانيا الثلاثينيات.. ألمانيا النازيّة. ليست المرة الأولى التي تتلاقح فيها حرب الغوار الشعبية على طريقة ماو وغيفارا والدعوات إلى التنظيم الفاشي للمجتمع. في نهاية السبعينات قامت «ثورة» شرق أوسطية تنهض على هذا الأساس. ثمّة من وكّل نفسه بـ«تصديرها». وثمّة من أنتهى إلى مزايدة الحدّ الأقصى لأجل «استيرادها».

 

الأمين: قيام الدولة المدنية على قاعدة المواطنية وتأليف لجنة لإلغاء الطائفية السياسية تطبيقاً للطائف

المصدر: المستقبل

دعا العلامة السيد علي الأمين الى «قيام الدولة المدنية التي تعتمد على قاعدة المواطنية بعيداً عن الصيغة الحالية القائمة على الانتماء الطائفي والمذهبي، لأن المواطنية يتساوى فيها كل المواطنين على اختلاف انتماءاتهم الدينية والسياسية». كلام الأمين جاء خلال ندوة أقيمت في بلدة كفرنبرخ ـ الشوف بدعوة من مجلسها البلدي ومنظمة «الشباب التقدمي» بحضور الشيخ سامي أبو المنى والشيخ نصوح حيدر وممثل رئيس «اللقاء الديموقراطي» رضوان نصر وقيادة الحزب التقدمي ورئيس المجلس البلدي لكفرنبرخ الشيخ خالد العماد وأعضاء المجلس البلدي ورؤساء بلديات القرى المجاورة. وقال: «إن العقلاء تمكنوا من لجم الأحداث الأليمة وإطلاق اللقاءات بالرغم من الجراح البليغة التي حصلت في أيار الماضي من دون أي مبرر لها على الإطلاق، وكانت مخالفة للشرائع كلها سماوية وأرضية ومنافية للمنطلقات الوطنية ومبادىء العيش المشترك».

ولفت الى أن «العقلاء كانوا بين أمرين بين الاستجابة لتلك المنطلقات الغرائزية ذات الارتباطات الخارجية التي تريد أن تجعل من وطننا ساحة لمشاريعها وهيمنتها من خلال أسر الوطن وبين إخراج البلاد من حالة الصراع المسلح الذي يخسر فيه الجميع الى حالة لا يكون فيها صراع ويكون الاحتكام الى الكلمة التي تفتح الطريق نحو الأمن والاستقرار ومعالجة تداعيات الأحداث، وهنا تكمن الحكمة التي تجلت في ما قام به الاستاذ وليد جنبلاط من مساعي التهدئة وفي ما قام به الشيخ سعد الحريري من لقاءات هادفة لتثبيت الهدوء والمصالحات».

واعتبر أن «هذه المساعي الحميمة ساهمت في تخفيف حالات الاحتقان التي تولدت بفعل الأحداث الماضية التي تركت الآثار السيئة»، مشيراً الى أن «المهم في تلك اللقاءات بعد حصول التهدئة ان نصل من خلالها الى تعزيز مشروع الدولة ونهوضها والعودة الى المؤسسات فيها ووضع السلاح جانباً تمهيداً لوضعه بيد الدولة صاحبة الحق والمرجعية الوحيدة في شؤون الأمن والدفاع وسائر الشؤون التي تحفظ وحدة البلاد والشعب».

اضاف: «إننا نضم صوتنا الى صوت الزعيم الوطني وليد جنبلاط في دعوته الى تشكيل لجنة لإلغاء الطائفية السياسية تطبيقاً لاتفاق الطائف. وهذا ما يتفق مع قيام الدولة المدنية التي يتساوى فيها كل المواطنين لعلنا بذلك نواكب العالم بتطور أنظمته السياسية وتقدمه الاجتماعي، ولسنا نبتعد بذلك عن جوهر الدين لأن من جوهر الدين الابتعاد عن العصبية والمذهبية والدعوة الى المساواة في الحقوق والواجبات».

ورأى أن المطلوب من رجال الدين «كسر القيود الطائفية ونبذ المذهبية والتعصب والابتعاد عن التطرف والعمل على نشر ثقافة التسامح والانفتاح، لأن جوهر الأديان واحد في الدعوة الى الله الواحد والعمل من أجل وحدة الانسان والسعي الى تحقيق العدالة له بالحكمة والموعظة الحسنة، ولا يجوز تحويل الدين غطاء لظلم الانسان والاعتداء عليه تحت أي عنوان، ولا يجوز إدخال الدين في الصراعات السياسية التي تؤدي الى النزاعات الداخلية وزعزعة النظام العام كما حصل في أيار الماضي حينما تدخلت بعض المؤسسات الدينية لمنع نقل مسؤول من موقع الى آخر بحجج طائفية، وتسكت عما جرى من مظالم في بيروت والجبل والشمال والجنوب والأعجب من ذلك انهم كانوا يصدرون الفتاوى بتحريم إحراق الدواليب والإطارات في الشوارع ولكنهم سكتوا عن سفك الدماء».

وأوضح أن «المدرسة التي أنشأها الإمام الصدر أرادها أن تكون وطنية جامعة حريصة على مشروع الدولة والعيش المشترك بعيدة عن الحروب الداخلية، ولا شك في أن ما جرى في بيروت والجبل وغيرهما قد آلم قلب الإمام الصدر الذي قال إبان الحرب الأهلية من يطلق النار على دير الأحمر فهو يطلق النار على قلبي وبيتي ومحرابي». وخاطب سماحته الشباب قائلاً: «عليكم ان تتعلموا وتتسلحوا بمزيد من العلم والمعرفة ولا تنسوا الأخذ بحكمة الشيوخ والاستفادة من تجاربهم لان الأوطان تبنى بالشباب المتمسك بالعلم والمعرفة وحكمة الشيوخ الذين يشكلون جميعاً أسس قيامة المجتمع والحفاظ على الوطن». وأقام المجلس البلدي لبلدة كفرنبرخ حفلاً تكريمياً للعلامة الأمين والقى رئيس المجلس البلدي كلمة ترحيبية بالمناسبة وقدم درعاً من المجلس البلدي تكريماً لصاحب السماحة.

 

الحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات يبدأ اليوم في نيويورك

نيويورك - وكالات : 12/11/2008

ينطلق مؤتمر حوار الأديان الذي تنظمه الأمم المتحدة اليوم الأربعاء في مقرها بنيويورك، بمشاركة وفود من 70 دولة بينهم 17 رئيس دولة وحكومة ويستمر لمدة يومين. ويشارك في اجتماع الحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات إضافة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس الأميركي جورج بوش، العديد من قادة دول العالم في مختلف القارات. وتأتي دعوة خادم الحرمين لهذا الاجتماع عالي المستوى وفقاً لإعلان مدريد الذي صدر في ختام المؤتمر العالمي للحوار الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي في العاصمة الإسبانية مدريد خلال يوليو الماضي وشارك فيه نخبة من الشخصيات العالمية من أتباع الرسالات الإلهية والثقافات والحضارات يمثلون 54 دولة. وتوقع المتحدث باسم رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة (أنريكي بيفز) أن يحضر ما لا يقل عن 20 إلى 30 ملكاً ورئيساً ورئيس حكومة الاجتماع الذي ترعاه الجمعية العامة للمنظمة الدولية. من جهة أخرى ، قال مصدر سعودي إن الاجتماع لا يهدف إلى حل الصراع العربي الإسرائيلي وإنما يتوجه إلى أهداف أكبر بتعزيز التعاون بين أتباع الأديان وجعل الأديان سببا للتعاون والاتفاق بعدما ظلت لمئات السنين سببا للصراعات.

وأضاف المصدر (لاحظنا الاهتمام اليهودي بدعوة الملك التاريخية، وهو اهتمام يساعد في تحقيق أهداف المصالحة التاريخية بين كل الأديان، ولكن المبادرة ليست سياسية). وركز المصدر على أن الصراع العربي الإسرائيلي (صراع على الأرض والحقوق وليس صراعا بين المسلمين واليهود، وأننا كنا سنتخذ نفس الموقف ضد من يحتل أرض فلسطين العربية بغض النظر عمن يكون).

وقال المصدر إن (هذه الرسالة نبلغها باستمرار إلى قيادات الجالية اليهودية في الولايات المتحدة والمهتمة بعملية السلام من أجل تفعيل تيار قوي في الولايات المتحدة يضغط على الحكومتين الإسرائيلية والأميركية للقبول بالمبادرة العربية للسلام والتي أعلنها الملك عبدالله عام 2002.

ومن المتوقع أن تحمل كلمة الملك عبد الله نفس مضامين الحوار والتعاون التي جاءت في كلمته بمدريد وقبلها في مكة المكرمة ولكنه في نيويورك سيدعو إلى إعلان تاريخي لنبذ الصراع على أساس الدين، فيما وصفه مستشار مطلع أنه سيكون (إعلانا تاريخيا لنهاية الحروب الدينية وصراع الحضارات يقوم مكانها تعاون بين الناس بغض النظر عن معتقداتهم، ويكون الدين عاملاً للاتفاق وليس للاختلاف). ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون جميع القادة المشاركين في المؤتمر إلى مأدبة عشاء، وأعرب عن ارتياحه للفرصة المتوفرة للتقريب بين الملك السعودي والرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز. وشدد مهتمون بمتابعة الحوار على أن مؤتمر نيويورك يمثل قفزة ديبلوماسية طموحة، ولا يمكن اعتباره نسخة ثانية من (مؤتمر مدريد)، وأكدوا أن التحرك السعودي بهذا الاتجاه يهدف إلى استعادة حيوية دور الدين الإسلامي، والمحافظة على عدم الانزلاق في متاهات لا علاقة لها بالدين، واستعادة الأسس الصحيحة للدعوة إلى الدين، فضلاً عن ترسيخ ثقافة الحوار وما تفضي إليه من مكاسب على صعيد التعاون بين الشعوب والدول.

 

قاووق: لقضية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا أولوية على كل استحقاق انتخابي

لبنان الآن/الاربعاء 12 تشرين الثاني 2008

أكد مسؤول منطقة الجنوب في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق ان "قضية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا لها أولوية على كل استحقاق انتخابي داخلي، وأن أضمن وأقصر الطرق لاستعادة المزارع وكفرشوبا هي طريق المقاومة من دون أن نقدم للعدو أي مكاسب أو أثمان سياسية"، مشيراً الى "أن حزب الله أعطى الفرصة تلو الفرصة للخيارات السياسية ولم تنجح في استعادة المزارع، وبالتالي لم يبقَ أمام لبنان الا خيار استراتيجية المقاومة التي تشكل ركيزة لأي وسيلة عسكرية أو سياسية لاستعادة المزارع". قاووق، وخلال كلمة القاها في صور لمناسبة "يوم الشهيد" توجه إلى "الذين ساهموا في صنع القرار 1701 وما زالوا يراهنون عليه"، قائلاً: "إن القرار الدولي في فقرته التنفيذية العاشرة يطلب من الأمين العام للأمم المتحدة أن يقدم اقتراحاً يضمن حل مزارع شبعا خلال 30 يوماً، وقد مضى ما يقارب الـ 30 شهراً ولم يستطع مجلس الأمن والديبلوماسية أن يضمنا للبنان استعادة المزارع".  وتابع: "المقاومة استطاعت أن تستفيد من كل المتغيرات الداخلية والإقليمية والعالمية، وأن تعزز قدراتها السياسية والعسكرية والشعبية بعد حرب تموز"، مشيراً الى أن "الإنجاز الآخر بعد القرار 1701، تمثل في دفن عنوان نزع سلاح "حزب الله"، واليوم أصبح هذا من الماضي، وأضحت معادلة واستراتيجية المقاومة تتقدم وتعمم على كل اللبنانيين وشعوب المنطقة"، لافتاً الى أن المصالحات في لبنان انطلقت والمعادلة التي أرستها المعارضة الوطنية هي أقوى من أن تغيرها محاولات التشويش والتوتير الإعلامي والسياسي من قبل بعض الاطراف المتضررة.

 

11 نائباً يتقدمون باقتراح تعديل دستوري لمنع التوطين أو التنازل عن أي قسم من الأراضي

لبنان الآن/الاربعاء 12 تشرين الثاني 2008

تقدم النواب بطرس حرب، نائلة معوض، فريد مكاري، أنطوان زهرا، ميشال فرعون، صولانج الجميل، عاطف مجدلاني، غازي يوسف، سيرج طورسركيسيان، عمار الحوري وأكرم شهيب باقتراح قانون تعديل دستوري يحول عملياً دون حصول أي تعديل يسمح بالتوطين أو التنازل عن أي قسم من الأراضي، يتضمن مادة وحيدة لإضافة الفقرة الآتية إلى المادة 79 من الدستور. وجاء في نص اقتراح القانون: يضاف إلى المادة 79 من الدستور الفقرة الآتية: "أما في ما يتعلق بتعديل مضمون الفقرة (ط) من مقدمة الدستور، والمادة الثانية من الدستور، فيجب أن يكون التصويت عليه بإجماع الأعضاء الذين يتألف منهم المجلس قانونا".

وقال النواب في نص اقتراح القانون ان الاسباب الموجبة "هي الاخطار التي تهدد مستقبل لبنان ووحدته، ومنها خطر توطين الفلسطينيين"، مضيفين انه "لما كان الموقف اللبناني موحدا حول رفض أي مشروع للتوطين، أو التنازل عن أي قسم من الأراضي اللبنانية، ارتأى النواب الموقعون أدناه، العمل على حسم هذا الأمر وطنيا، وإخراجه من سوق المزايدات والاتهامات والخلافات السياسية"، و"وضع حد سريع لأي جدل يخدم مصالح العدو الإسرائيلي  الذي سيتذرع حتما به لتسهيل حصول التوطين". وختم النواب توضيحم بالقول انه "حسما لهذا الأمر قرر النواب الموقعون العمل على إقرار تعديل دستوري يمنع نهائياً لأي احتمال للتوطين، وذلك بإضافة فقرة جديدة على المادة 79 من الدستور تنص على أن الأكثرية المطلوبة لتعديل الفقرة ( ط ) من مقدمة الدستور، لجهة تجزئة لبنان أو تقسيمه أو القبول بالتوطين، أو لتعديل المادة الثانية من الدستور، هي إجماع أعضاء مجلس النواب عليها. وهو ما يحول عمليا دون حصول أي تعديل يسمح بتمرير التوطين أو التنازل عن أي قسم من الأراضي اللبنانية.

 

سليمان إلى نيويورك داعياً إلى جعل بيروت مركزاً لحوار الأديان والحضارات ...

لبنان: لا لجان أمنية مع سورية بل لجنة متابعة ونصرالله يتمسك بالتهدئة وبالانتخابات في موعدها

بيروت- الحياة- 12/11/08//

لم يحل تضارب الآراء والاجتهادات والمواقف التي تزداد حدة بين مختلف الأطراف السياسيين اللبنانيين دون استمرار تمسك هؤلاء الأطراف بقرار التهدئة وتنظيم الاشتباك السياسي استعداداً للانتخابات المقبلة، في وقت حَمَل فيه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى مؤتمر حوار الأديان والحضارات في نيويورك الذي تنظمه الأمم المتحدة، دعوة الى المجتمعين لجعل بيروت مركزاً للجنة حوار الأديان والحضارات.

وفي الموازاة وعلى خلفية جدل سياسي أثارته زيارة وزير الداخلية زياد بارود لدمشق، وسعي بارود الى وضع حد له عبر إيضاحات محددة، بدأ العماد ميشال عون الاستعداد لزيارة دمشق حيث ينتظره برنامج حافل يتوج على ما فهم من الوزير السابق سليمان فرنجية «بجواب نهائي» في شأن المعتقلين والمفقودين اللبنانيين في سورية. وأكد فرنجية الذي التقى عون أمس انه سيزور البطريرك الماروني نصرالله صفير قريباً، وتردد أن موعد هذه الزيارة حدد الاثنين المقبل، ولم ينف فرنجية احتمال عدم مصالحته مع «القوات اللبنانية» قبل الانتخابات النيابية إلا أنه لم يقفل الباب أمام إمكان حصول هذه المصالحة في أي وقت.

ومساء أمس أطل الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله ليعلن ترحيبه بتوضيح السفير السعودي في لبنان عبدالعزيز خوجة في شأن هوية الداعين الى مؤتمر نيويورك، داعياً الدول العربية والإسلامية، خصوصاً «السعودية وإيران وسورية الى العمل لمنع حضور القتلة العنصريين من حضور المؤتمر».

وتناول في كلمة ألقاها في احتفال «يوم الشهيد» الذي يخصصه الحزب سنوياً لتكريم شهدائه الذين سقطوا في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي، تأييده «مساعي المصالحة والمصارحة وكل أشكال العتاب الداخلي ولو كان مؤلماً» ودعمه «مد اليد بين اللبنانيين حتى لو بقي كل في موقعه».

وقال نصرالله: «إن التهدئة هي مصلحة وطنية على أبواب الانتخابات. هي ليست قراراً يمن به طرف على طرف فمصلحة الجميع أن تهدأ الأجواء، خصوصاً بعد انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية»، وأضاف: «التهدئة تساعد على إيجاد مناخات إيجابية وطبيعية نحتاجها لمواجهة الأزمات وأهم شروطها وقف التحريض والتحريض المقابل». وقال: «ليس ممنوعاً أن ينتقد أحدنا الموقف السياسي للآخر، لكن لو التزمنا الضوابط الأخلاقية فإن كل فريق يمكنه ممارسة نشاطه السياسي من دون توتير».

وأكد نصرالله إصرار «حزب الله» على «إجراء الانتخابات في موعدها»، وقال: «كنا نطالب بانتخابات مبكرة، ومن الطبيعي أن نصر على إجرائها في موعدها أياً تكن النتائج، لأن عدم إجرائها مسألة خطيرة مهما تكن الأسباب، ولا داعي لتراشق الاتهامات بالتأجيل أو التعطيل فمصلحة الجميع الذهاب الى الانتخابات في موعدها». وشدد في هذا الإطار على مطلب «خفض سن الاقتراع الى 18 سنة، وان يكون الشباب اللبناني شريكاً حقيقياً كما هو بالفعل شريك في مواجهة العدوان وتحرير البلد»، وطالب النواب بمواصلة العمل على إجراء التعديل الدستوري «وعلى الأقل فليعدل القانون من أجل الانتخابات المقبلة».

وكرر نصرالله التزام «حزب الله» بتحالفاته في إطار المعارضة «بشكل قاطع ونهائي، وأي مصالحة أو تواصل لا يمسّان هذا الموقف».

وفي الموضوع الأمني واستهداف الجيش والمدنيين في لبنان وسورية، قال: «نحن في مثل هذه القضايا نطالب بالتحقيقات الجدية ومن حق الرأي العام الاطلاع على الحقائق». وأعلن تأييد التنسيق بين لبنان وسورية «وندعو الى دعمه لأن فيه مصلحة البلدين». أضاف: «لا نريد أن نستبق أي تحقيق لكن نريد أن تأخذ العدالة مجراها مع مراعاة موازين العدالة في التوقيفات وتوجيه الاتهامات أو الإدانة».

وكانت زيارة وزير الداخلية زياد بارود الى دمشق قد أثارت ردود فعل تتصل، خصوصاً بموضوع التنسيق بين لبنان وسورية في المجال الأمني. وأوضح بارود أمس ان زيارته لم تخرج عن السياق المحدد لها في القمة الرئاسية اللبنانية - السورية، مؤكداً عدم تشكيل لجان أمنية أو مشتركة بل لجنة متابعة لها طابع استشاري لن تباشر عملها قبل موافقة مجلسي الوزراء في كلا البلدين.

واعتبر بارود ان «الزيارة ليست غاية في حد ذاتها بل هي محطة أولى في اتجاه إعادة التواصل، وكان الجو إيجابياً جداً من ناحية الاخوان السوريين ويجب أن يتابع في لبنان من خلال مجلس الوزراء، ونعرض اقتراح تشكيل لجنة المتابعة».

وذكرت مصادر مطلعة في بيروت ان محادثات الوزير بارود في دمشق تمحورت «حول إبداء الرغبة الأكيدة في التعاون الأمني لكن لا صيغة نهائية بهذا الخصوص إلا بعد موافقة الهيئات الدستورية في البلدين».

وقالت المصادر «إن الجانب السوري كان يتطلع من خلال المحادثات الى إحياء اللجان الأمنية المشتركة السابقة التي نصت عليها معاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق بين البلدين... لكن الوزير السوري بسام عبدالمجيد عدل عن طرحها في الاجتماع الموسع... فيما تمسك بارود بموقفه المعارض لإحياء اللجان المشتركة بذريعة أن هذا الأمر يحتاج الى موافقة مجلس الوزراء اللبناني».

وأضافت المصادر ان الخطوة اللاحقة للقاء بارود - عبدالمجيد تنتظر ما ستقرره الحكومة اللبنانية في ضوء التقرير الذي سيرفعه اليها، علماً أن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان تلقى قبل مغادرته الى نيويورك أمس اتصالاً من الرئيس السوري بشار الأسد تناولا خلاله الزيارة «الناجحة» التي قام بها بارود، وهذا الاتصال هو الثاني بين الرئيسين في أقل من أسبوع، وكان الاتصال الأول تم بعد بث التلفزيون السوري «اعترافات» موقوفي «فتح الإسلام».

وتعليقاً على نتائج زيارة بارود نبّه منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد الى أن «تشكيل أي لجنة أمنية لبنانية - سورية لضبط الحدود خارج إطار القرار 1701 يؤدي الى عودة سورية أمنياً الى لبنان تمهيداً لعودتها سياسياً». وأضاف ان اقتراح تشكيل مثل هذه اللجنة «يجب أن يكون تحت إشراف الأمم المتحدة وبمشاركتها وتنفيذاً للقرار 1701

 

أفلام الاعترافات التلفزيونية.. من إيران إلى سوريا

محمد جواد أكبرين/موقع تيار المستقبل

أحيت الصحف الايرانية الإصلاحية في ظل تصاعد ضغوط النظام عليها، الذكرى السنوية العاشرة لسلسلة الاغتيالات التي بدأت في تشرين الثاني 1998 وكان ابرز ضحاياها زعيم "حزب الشعب الايراني" الوزير السابق داريوش فروهر وزوجته، وشملت اربعة كتاب وباحثين معارضين. وأكدت الصحف انها في نهاية المطاف كشفت الحقيقة على الرغم من الاعترافات الخاطئة التي بثت آنذاك. ففي كانون الثاني 1998 وبأمر من الرئيس الايراني الاصلاحي السابق محمد خاتمي اعترفت المخابرات الايرانية التي كان يهيمن عليها المحافظون بوقوع الاغتيالات بإشراف نائب وزير المخابرات السابق سعيد امامي الذي اعتقلته السلطة القضائية.

وبعد أيام قليلة أصدرت مؤسسة القضاء في القوات المسلحة الايرانية بياناً مضللاً عن سعيد إمامي واعترافاته، وأعلنت انتحاره المفاجئ في السجن.

وسعى البيان إلى أن يظهر إمامي "المنتحر" الذي شغل منصب نائب وزير الاستخبارات، في صورة المعارض للنظام وأنه كان يريد الإضرار به، ليبعد الشبهات عن رقاب المسؤولين الكبار. ويؤكد النائب حسينيان زميل إمامي في شهادته انه "كان رجلاً متديناً يؤمن بولاية الفقيه، وأنه كان يظن أن الاغتيالات التي حصلت هي في سبيل الله واستمرار لعمل الشهداء المجاهدين". واتهمت المنظمات الدولية الحكومة الإيرانية بمواصلة ممارسة الاغتيالات والتعذيب في سجونها، لكن ايران رفضت هذه الانتقادات واعتبرتها تدخلاً في شؤونها الداخلية. ولايزال الاعتراف بالخطأ امراً غير معهود داخل المؤسسات الايرانية.

وخلافاً لاستغراب رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة بث التلفزيون السوري اعترافات المتهمين بارتكاب الاعتداء الذي وقع في دمشق في 27 أيلول الماضي، يرى العديد من المحللين ان بث الاعترافات بالقوة او بالمال وبهدف اخفاء الحقيقة مسرحية تاريخية لا تثير الاستغراب في الحكومات الديكتاتورية، خصوصاً ان المحكمة الدولية اقتربت. ويظهر البحث في الصحف والمواقع الايرانية تشابهاً بين الأفلام الإيرانية والسورية.

ففي ايار 2007 بث التلفزيون الحكومي الايراني برنامجاً بعنوان "باسم الديمقراطية" تضمن مقابلات مع الباحثين هالة اصفندياري وكيان تاجبخش اللذين تتهمهما ايران بالتورط في مؤامرة مدعومة من الولايات المتحدة لتنفيذ "ثورة مخملية". ولاقى عرض البرنامج انتقادات من الداخل، اذ اكدت "جبهة المشاركة" التي تعتبر اكبر حزب اصلاحي في بيان آنذاك، ان "بث هذا النوع من البرامج قد يحول انتباه الرأي العام عن الاخطاء والهفوات الناجمة عن سياسة الحكومة".

وأضاف البيان أن "الثورات المخملية تقع عادة في الانظمة الديكتاتورية إذ يستحيل على الشعب التعبير بحرية عن خياراته، لذلك فإن افضل طريقة لضمان استمرارية النظام الاسلامي هي الديمقراطية". كذلك انتقدت صحيفة "همبستكي" الاصلاحية تلك الاعترافات وقالت: "علينا ان نسلم بأن زمن هذا النوع من الاعترافات المتلفزة قد ولى"، وتساءلت "اذا كان الشخصان جاسوسين فلماذا لم يعتقل من كانوا يزودونهما بالمعلومات السرية؟".

ونفت ايران آنذاك ان تكون انتزعت بالقوة التصريحات المتلفزة التي ادلى بها المعتقلون، وذلك بعد انتقادات حادة تعرض لها البرنامج من جهات ايرانية داخلية وخارجية. ودافع الناطق باسم حكومة الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد عن البرنامج في مؤتمره الصحافي الاسبوعي قائلا: "على من يقولون ان تلك التصريحات انتزعت بالقوة ان يمعنوا النظر فيهما (المعتقلين) للتأكد من ان تصريحاتهما كانت طبيعية". وبدا المعتقلان مرتاحين وكانا جالسين في غرفة على اريكة تحيط بهما نباتات وسجاد. وأضاف الناطق "ذلك يدل على اننا لا نستخدم العنف ضد أعدائنا ومعارضينا. ممارسة الضغوط ليست من سياستنا"، وقال ان "التصرف بإنسانية من دون عنف ازاء المتهمين يسمح بوقف الحرب النفسية التي تستهدف دولة ايران". غير ان اصفندياري وتاجبخش انتقدا بشدة بعد الإفراج عنهما، لجوء السلطات في ايران الى استخدام تغطية تلفزيونية مدبرة بهدف اخفاء الحقيقة، وأكدا تعرضهما لضغوط كبيرة اجبرتهما على قول ما يريده النظام في إيران.

وتكرّرت هذه المسرحية مع عدد كبير من الاصلاحيين والمعارضين الذين كانوا يؤكدون بعد اطلاق سراحهم ومغادرتهم الأراضي الإيرانية، أن ما أدلوا به كان مجرد مسرحية وأنهم تعرضوا لضغوط كبيرة.

 

أسعد هرموش: صعوبة تحول دون حل مسألة الإستراتيجية الدفاعية

أخبار المستقبل/أكد عضو المكتب السياسي لـ"الجماعة الإسلامية" النائب السابق أسعد هرموش ان" هناك صعوبة لحل موضوع الاستراتيجية الدفاعية من اليوم ولغاية الانتخابات النيابية". ورفض توسيع طاولة الحوار. وعن زيارة وزير الداخلية زياد بارود إلى سوريا قال: "نحن مع إقامة أفضل العلاقات بين لبنان وسوريا على الرغم من انّ العلاقات اللبنانية ـ السورية تشوبها ملاحظات عدّة وقضايا شائكة". وعن الحملة التي شنتها الصحف السورية على رئيس"تيار المستقبل" النائب سعد الحريري ومساندة رئيس"اللقاء الديموقراطي"النائب وليد جنبلاط له، قال:"هذه الأمور تعيق ترتيب العلاقات بين لبنان وسوريا". وعن الاعترافات التي ظهرت على التلفزيون السوري لفت إلى" أن هذه الاعترافات يعوزها الكثير من الشهود لتبيان صحتها". وشدد على انّ هناك إجماعاً عربياً ودولياً على استمرار المحكمة الدولية". وأعلن انّ "الجماعة الإسلامية" ستشارك في الانتخابات النيابية بالتحالف مع "تيار المستقبل". وعن اللقاء الذي جمع بالأمس الأمين العام لـ"الجماعة" مع وفد من"حزب الله" قال هرموشك:"في اجتماع الأمس لم يكن هناك أي كلام انتخابي". ورأى" من الضروري إقامة علاقة مع "حزب الله" لكي لا تكون هناك أي مشاكل مذهبية أو أي تكرار لـ7 أيار".

 

علوش : نريد لجنة تحقيق لكشف" قعر" مسألة " فتح الإسلام"

المصدر: NTV

أصرّ النائب في "كتلة المستقبل" الدكتور مصطفى علوش على "أن لا تترك مسألة ما بثه التلفزيون السوري من دون تحقيق حتى تبرز الحقيقة بشكل كامل". واكد ان" السلطات السورية هي في موقع الاتهام بمسألة "فتح الإسلام"، وهناك اتهامات سيقت ضدّ "تيار المستقبل" بشكل إعلامي ونحن نطالب بالتحقيق في هذه الاتهامات ولا نقبل أن تبقى المسألة في الاطار الإعلامي، ونريد لجنة تحقيق للوصول إلى قعر مسألة "فتح الإسلام" والوصول إلى نهاية المسألة.

عن رفع السرّية عن حسابات" بنك البحر المتوسط" ومدى إستعداد "تيار المستقبل" لتلبية هكذا طلب قال: "فقط للمعرفة هناك قوانين ترعى مسألة رفع السرية المصرفية بالنسبة إلى مسألة الإرهاب وتبييض الأموال، ولبنان ملتزم بها بوضوح، وهناك آلية إدارية وآلية قضائية لهذه المسألة ولتطلب الدولة اللبنانية هذا" . وقال إن "تيار المستقبل" ليس مسؤولاً عن البنك إنما عائلة الحريري وهم مستعدون لأن يكونوا تحت القانون بكل معنى الكلمة".

عن اللعبة الخطرة التي تحدث عنها النائب وليد جنبلاط وأن النائب سعد الحريري لعب لعبة خطرة مع "السلفيين" ومن الجيد انه تداركها، قال: "المسألة للحقيقة يلزمها توضيح من النائب جنبلاط". ورأى انّ كل سياق العرض التلفزيوني(السوري) كان ملتبساً وليست فيه أي اتهامات واضحة، وهذا العرض التلفزيوني لكي لا يكون فيلماً سورياً طويلاً نستطيع أن نحوّله إلى اتهامات موثقة تعرض باتجاه الدول أو المجموعات السياسية، وإلا بالنسبة لي فأنا أتطلع إلى جزء من المسرحية الطويلة لهذا النظام (السوري)منذ العام 1970 ". وشدد على ان" لا نيّة على الأقل عند أي طرف من قوى 14 آذار لتأجيل الانتخابات النيابية وليس لديه القدرة على تأجيلها".

وعن انتخابات نقابة المحامين وهل يمكن اعتبارها مؤشراً قال: "أيضاً نستطيع أن نعتبر انتخابات أطباء الأسنان كمؤشر للانتخابات النيابية ، وانّ تحالفات 14 آذار في الشمال وفي أي مكان في لبنان هي من ضمن توجّهات 14 آذار" . وعن زيارة ميشال عون إلى دمشق، قال النائب علوش: "هذا أمر يعود له، وبرأيه كما لو أن الوزير وئام وهاب زار سوريا، وهو اختار تحالفاته وموقعه".

 

خطة سوريا للعودة

موقع تيار المستقبل

تلقى رئيس الجمهورية ميشال سليمان اتصالاً هاتفياً أمس، من الرئيس السوري بشار الاسد، تناول زيارة وزير الداخلية زياد بارود إلى دمشق، التي ستكون على جدول أعمال مجلس الوزراء يوم الجمعة المقبل في قصر بعبدا بعد عودة سليمان من الولايات المتحدة وإلقائه كلمة لبنان امام مؤتمر حوار الاديان غداً الخميس.

في هذا الوقت اجرى زعيم الغالبية النيابية النائب سعد الحريري اتصالاً هاتفياً بالامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى وطلب منه اطلاق الآلية العملية لتشكيل لجنة عربية لتقصي الحقائق عن فيلم الاعترافات السوري بشأن الارهاب في لبنان.

صحيفة "الحياة" نقلت عن مصادر مطلعة قولها إن الجانب السوري كان يتطلع من خلال محادثات الوزير بارود في دمشق الى إحياء اللجان الأمنية المشتركة السابقة التي نصت عليها معاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق، لكن الوزير السوري بسام عبدالمجيد عدل عن طرحها في الاجتماع الموسع، فيما تمسك بارود بموقفه المعارض لإحياء اللجان المشتركة بذريعة أن هذا الأمر يحتاج الى موافقة مجلس الوزراء اللبناني.

نصرالله يطالب ببراهين

من جانبه طالب الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بتحقيقات جدية تقدم فيها الادلة والبراهين بشأن الشبكات الارهابية في لبنان.

واعتبر أن التهدئة اليوم وعلى أبواب الانتخابات هي مصلحة الجميع لأن عدم اجراء الانتخابات النيابية في موعدها مسألة خطيرة جداً.

الأكثرية

صحيفة "النهار" نقلت عن أوساط بارزة في الاكثرية تساؤلها عن تحذير نصرالله من تأجيل الانتخابات النيابية، في حين ان الموضوع غير مطروح اطلاقاً.

رئيس حزب "الكتائب" الرئيس أمين الجميل شدد على ضرورة إلغاء المجلس الاعلى اللبناني ــ السوري ومركز الامانة العامة في أسرع وقت ممكن. وقال:" لدينا ملء الثقة بالوزير بارود بأنه لن يفرّط بالمصلحة الوطنية، وهذا الاتصال الاول مع سوريا ضروري خصوصا على الصعيد الامني لحل المشاكل المشتركة".

أما منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد فحذر من ان تشكيل اي لجنة امنية لبنانية - سورية لضبط الحدود خارج اطار القرار 1701 سوف يؤدي الى عودة سوريا أمنياً الى لبنان تمهيداً لعودتها سياسياً، ولفت الى ان الموضوع الاساس في العلاقات بين البلدين هو ضبط الحدود، معتبراً ان اقتراح انشاء لجنة امنية مشتركة يجب ان يكون تحت اشراف الامم المتحدة ومشاركتها وتنفيذاً للقرار 1701.

فرنجية يطوي المصالحة بعد لقاء عون

على صعيد آخر، طوى الوزير السابق سليمان فرنجية صفحة المصالحة المسيحية بإعلانه أمس، انه "من الافضل أن تتمّ هذه المصالحة بعد الانتخابات النيابية لكي لا تظهر أنها لغايات انتخابية، أما غداً فيمكن ان يطرأ جديد يغيّر الأمور"، مشيراً الى انه "عندما يحين الوقت المناسب ستحصل". وسئل خلال زيارته العماد ميشال عون عن زيارته بكركي فقال: "اليوم لا، ولكن الرابطة المارونية تقوم بمساع جيدة وخصوصاً مع البطريرك صفير. الأجواء إيجابية، وكان شادي سعد ويوسف سعادة اجتمعا مع سيدنا، وكان الجو إيجابياً جداً. أما الزيارة لبكركي فستكون في الجو المناسب والظرف المناسب".

فرنجية أكد أنه لا يريد أن يكون موجوداً على طاولة الحوار لأنها لم تعد تمثل الغرض الذي أنشئت من أجله.

أهداف الهجمة السورية

نقلت صحيفة "السياسة" الكويتية عن أحد حلفاء سوريا السابقين قوله ان الاستخبارات السورية أرادت من خلال ما بثه التلفزيون السوري بشأن المجموعات الارهابية تحقيق الآتي:

ـــ تأكيد نظريتها بوجود خلايا وتنظيم إرهابي في لبنان، وفي مدينة طرابلس ومنطقة الشمال خصوصاً، من أجل إعطاء شرعية لانتشار جنودها على الحدود.

ـــ الإيحاء بأنها مهددة من التنظيمات الإرهابية المتمركزة في شمال لبنان، وأنها ضحية هذا الإرهاب.

ـــ إعطاء انطباعات للرأي العام العالمي والقوى الدولية بأنهما وسوريا في حرب مشتركة ضد الإرهاب.

ـــ ابتزاز الولايات المتحدة بعرض مشروع صفقة عليها من أجل القضاء على تلك الخلايا والشبكات الإرهابية.

ـــ الترويج لفكرة أن المملكة العربية السعودية هي مصدر هذه الخلايا الإرهابية وأنها مصدر تمويلها.

ـــ اتهام "تيار المستقبل" بأنه المكان الذي تختبئ فيه الخلايا الإرهابية وأنه يحوي التنظيمات الإسلامية المتطرفة، ما يحوله إلى تيار متطرف وليس تيار اعتدال.

ـــ القول بأن كل العمليات الإرهابية والتفجيرات والاغتيالات مصدرها تلك الخلايا التابعة لـ"فتح الإسلام" و"تنظيم القاعدة" المرتبطين بتمويل من الخليج العربي (والمملكة العربية السعودية خصوصاً)، والمتسترين بغطاء "تيار المستقبل".

ـــ الضغط الأمني قبل أسابيع قليلة من صدور التقرير الدولي المتعلق بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ومحاولة ربط تلك التفجيرات بتلك الجريمة والإيحاء بأن منفذها واحد ومصادر تمويلها واحد أيضاً.

ـــ الحصول على تفويض دولي بمبرّرات أمنية من أجل تنفيذ عمليات أمنية في لبنان على قاعدة ملاحقة الإرهاب.

ـــ الضغط على اللبنانيين والذي يتوقع أن يتزايد لتغيير مواقف الرأي العام اللبناني المؤيدة في غالبيتها لقوى "14 آذار"، وذلك من أجل الحصول على أغلبية نيابية تريحها في الانتخابات المقبلة وتضمن عودة نفوذها المباشر إلى لبنان.

السيّد يتغيّب أيضاً وأيضاً

وأمس وللمرة الخامسة على التوالي، تغيب اللواء جميل السيد الموقوف في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري عن جلسة استجوابه أمام المحقق العدلي القاضي صقر صقر، حيث كان مقرراً أن تجري مقابلة بينه وبين أبرز موقوفي "فتح الإسلام" أحمد مرعي، من دون أن يكشف أسباب تغيبه بالرغم من حضور وكيله المحامي أكرم عازوري ووكيل جهة الادعاء الشخصي المحامي محمد مطر.

 

نواب لبنانيون ل almustaqbal.org عن "حوار الأديان": يكرّس الإعتدال ونبذ التطرف

أيمن شروف

التاريخ: 12 تشرين الثاني 2008 المصدر: موقع تيار المستقبل

يشكل "مؤتمر حوار الأديان والحضارات" الذي ينعقد في الأمم المتحدة، خطوة إيجابية تسجل للمجتمعين و"اصحاب الدعوة والرعاية"، في اتجاه الخروج من اطار الصراع الديني الذي ينعكس غالباً حروباً "عبثية" تقابلها عمليات "ارهابية"، الى منتدى للحوار والتواصل بين الاديان والحضارات، وترجمة هذا اللقاء لتثبيت ثقافة قبول الآخر ونبذ التطرف بكل اشكاله في زمن نحن في اشد الحاجة فيه الى السلام العالمي.

نواب لبنانيون تحدثوا الى موقع almustaqbal.org عن أهمية المؤتمر "في اعادة رسم الصورة الحضارية والانسانية للأديان واشاعة الاستقرار بين الشعوب"، مشددين على ضرورة "معالجة ظاهرة التطرف وأخذ لبنان كنموذج لتعايش الاديان وتكريس نهج الاعتدال ونبذ كل ما يزرع بذور العنف والخلاف المجاني".

في هذا الإطار، اعتبر النائب انطوان زهرا ان "المبادرة ايجابية وجيدة خصوصاً بعد تعاظم التشنج والاحتقان المذهبي الذي انتج منظمات متطرفة وظهور العمليات الارهابية"، مشيراً الى ان "الهدف منه اعادة رسم الصورة الحضارية للأديان وصورتها الإنسانية. فما من دين يدعو الى رفض الآخر ومحاربته في المطلق، اضافة الى تأمين الواصل الايجابي والخلاق لقبول الاخر والحوار معه".

ورأى ان على "المؤتمر ان يقوم بمعالجة تاريخية لكل الاشكالات التي أدت الى المغالات في التطرف"، معتبراً انه "سيؤدي الى استقرار في العلاقات بين الشعوب والأوطان من خلال الانفتاح بين الاديان".

ووصف زهرا مبادرة المملكة العربية السعودية إلى رعاية المؤتمر بأنها "تاريخية"، لافتاً الى انها "قد تستغرق وقتاً لتعطي نتائج ملموسة، ولكنها في النهاية ستصل الى مبتغاها". أما النائب نبيل دوفريج، فاعتبر أن "المؤتمر مهم جداً وعلينا ألا نبدأ من الصفر، فالنموذج اللبناني في هذا الاطار هو الأنجح على صعيد الحوار بين الحضارات، وذلك رغم الصراعات التي حصلت، وهي صراعات سياسية اعطيت الطابع الطائفي"، داعياً الى وضع السياسى على جنب ونعطي الاديان فرصة للتواصل والتحاور". واشار الى ان "كل المشاركين في المؤتمر اصرّوا على حضور رئيس الجمهورية اللبنانية لأن لبنان هو النموذج الاكبر لحوار الاديان وتعايشها منذ قيام دولة لبنان الكبير "، مشدداً على "اهمية ان يركز المؤتمر على سبل الخروج من التعصب الطائفي والانفتاح"، داعياً الى "قراءة ما كتب ميشال شيحا عن دور حوار الاديان الرئيسي في اقامة دولة حقيقية". من جهته، لفت النائب هادي حبيش الى انه "تحت شعار الأديان تشن الحروب، في حين ان الخلفيات تكون دائماً سياسية بامتياز وتستخدم الأديان لتغذية الصراعات"، واعتبر ان لبنان "هو المثل الابرز لاننا البلد الذي يحوي 18 مذهباً".

وطالب المؤتمرين بـ"التشديد على اهمية الاعتدال وتكريسه في التعاطي في ما بينها ودعوة المؤمنين الى نبذ أشكال التطرف"، مشيراً الى ان "كل انسان له مذهب معين وعليه ان يحافظ عليه ويحترمه ويتفهم الدين الآخر ويتقبله ويتعايش معه". ورحب النائب عمار حوري بالمؤتمر الذي ينعقد "في ظلال الأمم المتحدة والذي يجب ان يكون حالة دائمة لا تقتصر على المؤتمر"، مشيرا إلى أهمية "ان يبلور هذا المؤتمر ثقافة الحوار وقبول الآخر وتنظيم الخلاف". ودعا الى "الإفادة من اللقاء الذي يمثل أهمية قصوى نظراً لانعقاده برعاية المملكة العربية السعودية التي هي مهد الأماكن المقدسة لديانة رئيسية في العالم، وهو خطوة ايجابية تسجل للمملكة التي تتهم بتصدير الإرهاب في حين انها تسعى دائماً إلى الحوار ونبذ العنف والتطرف".

 

مدة الصلاحية؟

المستقبل - الاربعاء 12 تشرين الثاني 2008 - «أبو رامز»

يعجبني جنرال الرابية يا إخوان, فهو يكاد يكون الوحيد من بين كل من ادعى وصلاً بالسياسة والمنطق، الذي لا يترك مناسبة تمر من دون تأكيد صوابية الحكم عليه: حالة عصبية أنانية موتورة، شعارها الشتم، وبرنامجها الفتنة, ووسيلتها الرعونة، وسلاحها الكيد والابتذال، ومثالها نيرون, وعادتها المفضلة ادعاء الحكمة والغرف من كتب الفضائل... والبراءة من الحمق. وليس هيناً جنرال الردح. فهو وان بدا شديد الحرص على التراث الثوري العالمي المقاوم للامبريالية الاميركية وربيبتها اسرائيل والصهيونية العالمية، ومنذ ايام طفولته، صعودا حتى شبابه الغض، وصولاً الى خريف العمر وما يحمله معه (تخيلوا)، فانه في الوقت نفسه يتلهى بمسائل لا تليق بفكره الاسبارطي الاستراتيجي الفالح، من نوع انتخابات اللجان الطلابية في بعض الجامعات الخاصة، والمطالبة بتنحية قائد الدرك، وشتم مجموعات من البشر بصفتهم «جمهور الفساد الأكبر من جمهور الاصلاح»... ثم قبل ذلك، وبعد ان «خلّص» على كل الطقم السياسي والطلابي والامني والقضائي والنيابي والحكومي، يقفز مرة واحدة ومجدداً الى رجال الدين ويخترع مصطلحاً لم يسبقه اليه احد «رجل الدين الفاسد».

افترض، ولله في خلقه شؤون وشجون يا إخوان، ان النوبات المتتالية تدل الى خلل في مكان ما، وان الدكتور نبيل نقولا غير معني بالموضوع وإلا لكان استعان ببعض اصدقائه من الاطباء الاختصاصيين... لا يوجد تفسير آخر، والباقي تخمينات لا يُعتدّ بقوة حُجّتَها!.

لكن الامر بالفعل والواقع اسوأ من كل ذلك، ويكاد يصير عبئاً خطيراً ومؤذياً ومدمراً، خصوصاً وان اجيالاً تنمو على افتراض ان الشتيمة حقٌ من حقوق أهل السياسة، وان التطاول على كل مرجع بالطريقة المبتذلة والرخيصة الحاصلة، هو شهادة تربوية علمية توازي شهادة الماجستير في علوم الفيزياء او القانون الدولي، وان الفتك بكرامات ممثلي وقادة الطوائف والمذاهب الاخرى هو اسلوب سلس وطبيعي معتمد في كل انحاء الدنيا، وليس حكراً على بعض قاطني المصحات العقلية وعيادات علم النفوس.. المريضة.

بمعنى ما يا إخوان، تصبح مخاطبة من «يمون» على تلك الحالة، اكثر من واجب وطني كبير، لدعوته الى المساعدة في العلاج والتفتيش عن وسيلة فضلى لمنع السفاهة من الانتشار والوقاحة من الانتشاء، والكف عن اعتبار عادة رش الملح على الجروح إنجازاً طبياً مشهوراً، وان الانتهازية والوصولية والتزوير اعمدة تحمل خيمة الاخلاق الحميدة، وان عمودها الرابع هو الاسفاف والكذب. تتضخم «الأنا» في مكانها المعهود، المعزول حيث يٌقدَّم العلاج المناسب تبعاً للحالة المعروضة. والامر ليس جديداً في العلوم الطبية. لكن الجديد ان يبقى صاحب تلك الحالة فالتاً بين الناس... ام ان صلاحية الاستخدام لم تنتهِ بعد؟ الله أعلم.

 

رئيسه يترشح في الشوف والتحالف الاستقلالي ضمانته

«الأحرار» يخوض الانتخابات في أكثر من منطقة وعينه على «مصلحة 14 آذار»

المستقبل - الاربعاء 12 تشرين الثاني 2008 - فاطمة حوحو

كان مؤسس حزب «الوطنيين الاحرار» الرئيس كميل شمعون، سياسياً طموحاً وعرف شعبية واسعة، على الرغم من المعارضة التي أسقطت حكمه وقادته قوى سياسية معروفة في العام 1958 اثر الانتخابات النيابية التي جرت في العام 1957 وكانت سمتها عمليات التزوير، إذ سعى الرئيس شمعون الذي انتخب رئيساً للجمهورية في العام 1952 متغلباً على منافسه المرشح حميد فرنجية، اثر استقالة الرئيس بشارة الخوري، الى ايجاد كتلة نيابية برلمانية ملائمة لتوجهاته تعمل على التجديد لرئاسته في ولاية ثانية، وكان الهدف واضحاً، اقصاء المعارضة عن البرلمان للوصول الى تمديد ولايته. في تلك السنة فشل كمال جنبلاط منافسه الاساسي في الوصول الى البرلمان مما دفع جنبلاط الى تأييد الرئيس شهاب في بداية عهده كرئيس للجمهورية.

لم يخسر كميل شمعون سوى معركة واحدة من معاركه الانتخابية البرلمانية وكان ذلك في العهد الشهابي، فهو فاز في الانتخابات منذ العام 1934 ونجح في الدورات المتتالية للانتخابات 1937، 1943، 1947، 1951، 1960، 1968 و1972. وغاب عن البرلمان أربع سنوات متتالية فقط عندما خسر معركته في العام 1964.

أطلق كميل شمعون حزب «الوطنيين الاحرار» في ظروف أحداث العام 1958، وخاض في العام 1968معركة «الحلف الثلاثي» حليفاً أساسياً مع حزبي «الكتائب» و«الكتلة الوطنية»، ضد «الحلف» الشهابي المدعوم من المكتب الثاني.

كانت الرؤى السياسية لـ«الوطنيين الاحرار» تتلاقى مع حزب «الكتائب» على وجه الخصوص، لا سيما بالنسبة الى النظرة الى واقع الوجود الفلسطيني في لبنان، درب كغيره من القوى السياسية المؤيدة أو المناهضة للفلسطينيين ميليشيات مسلحة، إلا أنه لم يستطع الصمود أمام تصاعد قوة «القوات اللبنانية» في المناطق الشرقية، وتراجع نفوذه السياسي بعد الضربة التي تلقاها في العام 1980 ممن يفترض ان يكونوا حلفاءه.

عشية الحرب الاهلية في العام 1975 كان لحزب «الوطنيين الاحرار» في برلمان 1972، 11 نائباً من أصل 99، فيما كان حليفه «الكتائب» ممثلاً بسبعة نواب فقط وهذا ما كان يعزز موقعه في التشكيلات الوزارية.

ويقول الامين العام لحزب «الاحرار» الياس أبو عاصي في هذا المجال، «كان للحزب كتلة نيابية كبيرة في البرلمان في العام 1972، بحيث تجاوز مرحلة الصعوبات التي أحاطت بتمثيل الحالة الشمعونية ما بين سنوات 1958 و1968 خلال المرحلة الشهابية وصعود نفوذ المكتب الثاني، حين تمت محاربة الحزب، وأنا أشبّه هذه المرحلة التي عاشها الحزب بمرحلة اجتياز الصحراء، حيث خضنا معركة 1968 عبر التحالف الثلاثي مع حزبي »الكتائب« بقيادة بيار الجميل و»الكتلة الوطنية« بقيادة العميد ريمون اده، وحصلنا على كتلة كبيرة، وكذلك في العام 1972، بحيث حصلنا على أكبر كتلة نيابية، ولم يكن وجودنا محصوراً في منطقة لبنانية، كان لدينا ممثلون في الجبل، وفي بعلبك عبر النائب حبيب مطران وكاظم الخليل في صور ومحمود عمار في بعبدا، وفي الشوف كان هناك عصام الحجار وجوزف مغبغب الى جانب الرئيس شمعون، كنا نتقاسم المقاعد مع اللائحة المنافسة في الشوف والتي كان يرأسها المرحوم كمال بك جنبلاط، وفي بيروت كنا ممثلين بالنائبين نصري المعلوف وميشال ساسين، وكان في البترون جان حرب عم النائب بطرس حرب، وفي زغرتا الاب سمعان الدويهي، وكان هناك نواب غير منضوين في كتلة »الاحرار« ولكن متحالفين معها، مثل المرحوم النائب سليمان العلي في عكار، والد المرشحة زينة العلي».

عانى الحزب من ضعف في بنيته التنظيمية والعسكرية أدى الى تراجع شعبيته، بعد احداث الصفرا، وسلم الرئيس شمعون مقاليد الحزب في العام 1985 الى داني شمعون الذي عمل على دمج «النمور» في بنية الحزب، وهذا ما تسبب بخلاف مع دوري الذي فضل الابتعاد عن العمل الحزبي المباشر، ووقف داني الى جانب قائد الجيش آنذاك ميشال عون، الذي كان يخوض حربه الشرسة ضد «القوات». وهذا الانقسام في الساحة المسيحية، سهل دخول السوريين على الخط، وفي لعبة مخابراتية لم تكشف فصولها حتى الآن اغتيل داني شمعون مع زوجته وولديه في جريمة هزت اللبنانيين الباحثين عن سلم اهلي دفعوا ثمنه الكثير من التضحيات.

ومع عودة دوري من الخارج إثر اغتيال شقيقه تسلم رئاسة الحزب في العام 1990. وكان للحزب موقف واضح من عهد الرئيس الياس الهراوي إذ أعلن مقاطعته أول انتخابات نيابية بعد توقف الحرب الأهلية في العام 1992 وكذلك قاطعها خلال دورتي 1996 و2000.

ويشير أبو عاصي الى «أن موقف الحزب كان المقاطعة كتعبير عن رفض حكم الوصاية السورية، كما كان ترشحنا في العام 2005 ترشيحاً رمزياً ومبدئياً».

رشح حزب «الوطنيين الأحرار» في انتخابات العام 2005 فريد الخازن عن دائرة كسروان ـ الفتوح ـ جبيل، فيليب المعلوف عن المتن الشمالي، الياس أبو عاصي عن دائرة بعبدا ـ عاليه، كميل دوري شمعون وسيمون القزي عن دائرة الشوف، وجاء ترشيحهم منفرداً.

أدت ضراوة معركة الانتخابات في العام 2005 الى إقصاء حزب «الوطنيين الأحرار» الشريك في معركة الحرية والسيادة والاستقلال عن لوائح المعارضة الاستقلالية. ولم تؤد المفاوضات الى قبول ترشيح كميل شمعون في الشوف بدلاً من بعبدا ـ عاليه، كما كان اقتراح الحلفاء.

واعتبر رئيس الحزب دوري شمعون أن الأمر يعود الى رفض رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط عودة معادلة كميل وكمال في الشوف في إشارة الى الصراع الانتخابي القديم ما بين الطرفين.

على الرغم من الخلاف الانتخابي لم يخرج حزب «الوطنيين الأحرار» عن تحالفاته مع أفرقاء 14 آذار، لاسيما بعدما تبيّن سلوك العماد ميشال عون العائد من المنفى من تلك الانتخابات وسعيه الى الهيمنة.

يتهيأ الحزب حالياً لخوض الانتخابات في العام 2009، بحيث يبدو حسب تسريبات الصحافة أن دوري شمعون سيكون على لائحة جنبلاط في الشوف، على الرغم من أن هذا الأمر لن يحسم قبل التشاور مع «القوات» حول مصير مرشحها النائب جورج عدوان، وربما يكون في دائرة الشوف متسع لشمعون وعدوان معاً ولعله الحل الأنسب. وهناك تفكير بإعادة ترشيح النائب السابق فريد هيكل الخازن أو مارون حلو في كسروان، كما سيكون لـ«الأحرار» مرشح في المتن الشمالي والمتن الجنوبي. الا أن أبو عاصي يتحفظ عن هذه الاحتمالات، لافتاً الى أن «الحزب يتحضر للمعركة الانتخابية عبر تحضير الماكينة الانتخابية وعبر التفاعل مع الحلفاء في 14 آذار، وكانت ترشيحاته في العام 2005 رمزية كعنوان لعودة الحزب الى الحياة السياسية وعبور مرحلة المقاطعة».

وبصراحة معهودة لدى قيادات «الأحرار» يقول أبو عاصي «مع حرصنا على أن يكون حق الترشح محفوظاً لكل مجموعة من 14 آذار، ونضع مصلحة 14 آذار قبل مصلحتنا والأيام ستثبت ما نقوله، نظراً الى مفهومنا وقراءتنا للرهانات والمشكلات التي نواجهها، سوف نكون واقعيين في ترشيحاتنا، فبعد غياب سنوات طويلة عن الساحة السياسية، ليس لدينا لا الإمكانات المالية ولا الشعبية ولا التنظيمية مثل الماضي، لا نريد أن نكون »نوستالجيين« المهم اليوم عودتنا الى الحياة السياسية من خلال الحفاظ على مبادئنا. صار هناك تكتل واسع يلتقي حول هذه المبادئ وهذا بالنسبة الينا مصدر سعادة وفرح وفخر في الوقت نفسه. نحن نعمل من أجل هدفين أن يكون للحزب كصاحب نضال وتاريخ تمثيل ومرشحون ضمن لوائح 14 آذار شرط أن يكون هناك تنازلات حتى نحقق أفضل نتيجة».

ويجزم بأنه «لم يتم التداول رسمياً في موضوع اسماء المرشحين»، مشيراً الى «وجود اكثر من مرشح في منطقة جبل لبنان، حيث هناك امكانيات وطموح مشروع وواقعي في ظل الظروف التي نواجهها لوصول مرشحين من الاحرار». ويعتبر ابو عاصي ان « ليس لدى 14 آذار خيار سوى الحفاظ على »ثورة الأرز« والا نكون كمن يوقع صك استسلام ورجوع عن الثوابت وعودة عن مصداقيتها تجاه نفسها وتجاه اصدقائها وحلفائها».

في العام 2005 تمت الانتخابات وسط جو شعبي عاطفي مؤثر اثر اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وعدد من قياديي 14 آذار «ولكن لا بد اليوم من أن تكون الغلبة للعقل» يقول ابوعاصي، مشدداً على «ضرورة العمل على ان يكون المواطن مسؤولاً فلا يتفاعل مع عاطفته فحسب، بل ان يعمل لتحقيق الأهداف التي عمل من أجلها الرئيس الحريري وهي لا تزال موجودة، وفي مقدمها بناء دولة مدنية عادلة، دولة قانون ومؤسسات ودولة ضامنة لحقوق الافراد والجماعات. وهذه مواضيع لا تتحقق بسنة وسنتين».

ويركز ابو عاصي على ان القاعدة التي يعتمدها الحزب في ترشيحاته هي «اللقاء مع حلفاء 14 آذار ومن باب اولى اللقاء في موضوع انتخابي، وليس لدينا اي خصومة مع من سيترشح من »القوات« او غيرها في الجبل، ولكن عندما تصل ساعة الحق الكبرى، سنرى اين مصلحة 14 آذار ومن هم المرشحون الذين يمثلونها اي لديهم حظوظ بالانتخاب». وعن صحة ما تردد بأن جنبلاط طلب من «الأحرار» و«القوات» الاتفاق على مرشح بعد اعلان دوري شمعون ترشحه في الشوف واعلان «القوات» عدم تخليها عن ترشيح عدوان، اكد ان «كل هذا الكلام اعلامي»، معتبراً ان «الأمور لا تحصل هكذا، لا يصلح وضع الترشيحات في منطقة بعيداً عن منطقة أخرى». ومع ذلك فانه يشدد على انه «من غير الوارد ان يترشح رئيس الحزب في غير قضاء الشوف وهو يترشح ليس لأنه »طالع على باله يعمل نائب«، بل لأن هناك ارثا ووفاء للقاعدة التي كانت وفية مع الاحرار».

وأخيراً يعتبر ابو عاصي «ان الحزب خسر بالمفهوم السياسي نتيجة مقاطعته الانتخابات لكنه ربح اذا ما أخذنا بالقول المأثور بأن السياسة هي فن الممكن»، ويقول: «لقد قلنا لا للاحتلال ولا للهيمنة بعدم المشاركة لتثبيت امر اصبح واقعا».

الأسباب التي منعت حزب «الأحرار» من استنهاض قاعدته وحشد قواه لم تعد قائمة حالياً، هذا ما يراهن عليه الحزب وهو يستعد لخوض المعركة، لكن ابو عاصي يلفت الى ان «وجود الثوابت لا يمنعنا من رؤية المتغيرات والتي لا نملك اجوبة عليها، لأن الامر سيتضح اكثر مع الوقت عفويا ابان الحملات الانتخابية ونبدأ بشرح البرنامج الانتخابي والتحالفات، وعندها يمكن ان نواكب معيار تصاعد او انخفاض شعبية الحزب ونبني على الشيء مقتضاه».

على قاعدة «اعمل لدنياك كأنك تعيش ابداً»، يضع «الأحرار» ماكينته الانتخابية في حالة تأهب ويحشد قواه ضمن امكانياته الواقعية. العمل انطلق في مفوضيات الحزب في الاقضية اللبنانية المختلفة، فيما يواكب المكتب المركزي عمل الأعضاء على الأرض، لكن حتى الآن لم يحصل اي تنسيق او لقاء انتخابي مع قوى 14 آذار. يقول ابو عاصي «لا نزال في مرحلة توحيد الرؤية والبرنامج وتحديد الأهداف مع 14 آذار وتبني معايير يجب اعتمادها وحتى لا يحصل اي تضارب بين المرشحين ونتوصل الى لوائح مشتركة بأقل ضرر ممكن، وسيكون هناك اضرار، ومصدومون، وهذا حق كل فريق ولكن يجب تغليب المصلحة العامة على المصالح الخاصة». هذه المرة يخوض «الاحرار» معركة على امل الا يتم تجاهل موقعه كما حصل سابقا، ويبدو ان اسهم اعطائه مقعدا نيابيا في ارتفاع ان لم يحدث ما يعكر صفو الاحتمالات

 

جعجع يستغرب التناقض في عبارات عون: أكبر الفاسدين هم حلفاؤه المحليون والاقليميون

المستقبل - الاربعاء 12 تشرين الثاني 2008 - رأى رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن «أكبر الفاسدين في البلد هم حلفاء (رئيس تكتل »التغيير والإصلاح« النائب ميشال) عون المحليون والاقليميون، ومن بينهم تحديدا جماعة السوريين في لبنان»، مطالباً بـ«إنشاء لجنة نيابية أو قضائية للتحقيق بالفساد الحاصل في السنوات الماضية». وأسف «للاتهام الذي وجهه عون الى جامعة سيدة اللويزة لجهة حصول مخالفات أثناء الإنتخابات الطلابية»، معتبراً أن «البعض لا يستطيع الاعتراف بأي هزيمة تلحق به فكيف الحري بالهزائم التي ستلحق به في كل مكان؟». ودعا الى «وجوب عدم إقحام الجيش وقوى الامن الداخلي في السجالات السياسية الضيقة». ونوه جعجع خلال استقباله في معراب امس، وفداً من طلاب جامعة سيدة اللويزة بعد فوزهم في الانتخابات، في حضور رئيس مصلحة الطلاب في الحزب شربل عيد، بجهود طلاب «القوات اللبنانية» للفوز في الانتخابات الطالبية في جامعة اللويزة، مهنئاً إياهم على «النجاح الباهر». واستعاد معهم «المراحل التي عاشتها »القوات«، منها ما هو صعب وشاق ومنها ما هو حافل بلحظات من الفرح والانتصار، أبرزها انتخاب الشيخ بشير الجميل القائد الاول لـ»القوات اللبنانية« رئيسا للجمهورية»، واصفاً «القوات» بأنها «حركة تمثل عنفوان شعب ووجدانه، وليست مجرد حزب بالمعنى التقليدي للكلمة».

وأكد أنه من «الشجاعة الاعتراف بالخسارة لكن أخصامنا للأسف لا يتسمون بها، إذ إنهم يطبلون الدنيا حين يربحون وينددون بالقانون الجائر ومنطق الزعبرة أو المال السياسي البترودولار حين يخسرون»، منتقداً «المقاربة غير الصحيحة والتي ستؤدي بأصحابها إلى المزيد من الخسائر والهزائم».

وعلق على ما قاله عون لجهة نتائج الانتخابات الطالبية، مستغربا «التناقض في عباراته، فتارة يدعي حصول مخالفات في جامعة اللويزة وهي التي قلبت النتائج أو يتهم إدارة الجامعة بتزويرها، وطورا يقول إن الهزيمة في جامعة اللويزة تبرر بالانتصار الساحق في الجامعة اليسوعية». وسأل: «ألم يكن لـ»التيار الوطني الحر« مندوبون رافقوا كل العملية الانتخابية بما فيها عملية الفرز؟، ألم يذيل هؤلاء تواقيعهم على محضر نتائج الانتخابات؟».

ورأى أنه «لو كان صحيحا أن هناك مخالفات أو أي تزوير، لكنا شهدنا اعتراضاً من مندوبي التيار وبالتالي كانوا رفضوا التوقيع على محضر النتائج». وأعرب عن أسفه «للاتهام الذي وجهه عون الى جامعة اللويزة»، معتبرا أن «البعض لا يستطيع الاعتراف بأي هزيمة تلحق به فكيف الحري بالهزائم التي ستلحق به في كل مكان؟». وتطرق إلى نتائج انتخابات الجامعة اليسوعية، مذكراً عون بأن «القوات اللبنانية وقوى 14 آذار حققت انتصاراً ساحقا في فرع البقاع، والحال مشابه في الجامعة اليسوعية في الشمال، أما في الجامعة اليسوعية في بيروت فقد أتت النتائج متعادلة».

وعن مسألة الفساد التي يتطرق اليها عون في كل خطاباته متهما بصورة مستمرة أخصامه السياسيين، قال: «أكبر الفاسدين في البلد هم حلفاؤه المحليون والاقليميون ومن بينهم تحديدا جماعة السوريين في لبنان. فالجميع يعي تماما من تسلم زمام الامور طيلة الـ15 سنة الماضية وكيف كان يمارس الفساد الشامل على يد النظام المخابراتي السابق وجماعاته».

أضاف: «كنت أتمنى لو طرح العماد عون ولو مرة أي خطوة عملية كتشكيل لجنة نيابية أو قضائية للتحقيق في الفساد في المرحلة الماضية». وأشار الى أن «هدف الجنرال لا يكمن في الانقضاض على الفساد لأنه يعرف تماما أن هذا الأمر سيقضي على حلفائه، بل يسعى من خلال إثارة هذا الموضوع الى المتاجرة السياسية والاعلامية ليس أكثر». وطالب بإنشاء لجنة نيابية أو قضائية للتحقيق بالفساد الحاصل في السنوات الماضية «لبلورة الامور وجلاء الحقائق وتحديد المسؤوليات والتصرف وفق هذا الأساس»، مشدداً على أن «الفساد الأكبر هو حين نغطي الفساد الفعلي الموجود، من خلال اتهام الاخصام السياسيين بشكل أعمى به».

وعزا مطلب عون بتغيير قائد منطقة جبل لبنان في قوى الامن الداخلي إلى أن «هذا الاخير لا ينتمي الى تياره ولا ينفذ أوامره»، داعيا الى «وجوب عدم إقحام الجيش وقوى الامن الداخلي في السجالات السياسية الضيقة». ولفت إلى أن «إثارة مسألة الفساد إعلامياً بهدف الاقتصاص من خصم سياسي، هو أمر لن نقبل به بعد اليوم». وعلق على «نظرية العماد عون المتعلقة بالشعب المقاوم والتي لم يعترف بها يوما قبل الآن»، موضحاً أن «القوات اللبنانية» هي «أول من عرف هذا المفهوم وعاشه ومارسه واستشهد من أجله، لكن الشعب المقاوم ينتفي عند قيام الدولة». وأعرب عن اعتقاده أن «الدولة في لبنان بدأت تقوم فعلا منذ العام 2005، أما في ما يتعلق بسؤال العماد عون عن كيفية الدفاع عن لبنان في حال جردنا »حزب الله« من سلاحه، فجوابنا بسيط، بقيام دولة لبنانية فعلية قوية وقادرة».

 

رئيسه يترشح في الشوف والتحالف الاستقلالي ضمانته

«الأحرار» يخوض الانتخابات في أكثر من منطقة وعينه على «مصلحة 14 آذار»

المستقبل - الاربعاء 12 تشرين الثاني 2008 - فاطمة حوحو

كان مؤسس حزب «الوطنيين الاحرار» الرئيس كميل شمعون، سياسياً طموحاً وعرف شعبية واسعة، على الرغم من المعارضة التي أسقطت حكمه وقادته قوى سياسية معروفة في العام 1958 اثر الانتخابات النيابية التي جرت في العام 1957 وكانت سمتها عمليات التزوير، إذ سعى الرئيس شمعون الذي انتخب رئيساً للجمهورية في العام 1952 متغلباً على منافسه المرشح حميد فرنجية، اثر استقالة الرئيس بشارة الخوري، الى ايجاد كتلة نيابية برلمانية ملائمة لتوجهاته تعمل على التجديد لرئاسته في ولاية ثانية، وكان الهدف واضحاً، اقصاء المعارضة عن البرلمان للوصول الى تمديد ولايته. في تلك السنة فشل كمال جنبلاط منافسه الاساسي في الوصول الى البرلمان مما دفع جنبلاط الى تأييد الرئيس شهاب في بداية عهده كرئيس للجمهورية.

لم يخسر كميل شمعون سوى معركة واحدة من معاركه الانتخابية البرلمانية وكان ذلك في العهد الشهابي، فهو فاز في الانتخابات منذ العام 1934 ونجح في الدورات المتتالية للانتخابات 1937، 1943، 1947، 1951، 1960، 1968 و1972. وغاب عن البرلمان أربع سنوات متتالية فقط عندما خسر معركته في العام 1964.

أطلق كميل شمعون حزب «الوطنيين الاحرار» في ظروف أحداث العام 1958، وخاض في العام 1968معركة «الحلف الثلاثي» حليفاً أساسياً مع حزبي «الكتائب» و«الكتلة الوطنية»، ضد «الحلف» الشهابي المدعوم من المكتب الثاني.

كانت الرؤى السياسية لـ«الوطنيين الاحرار» تتلاقى مع حزب «الكتائب» على وجه الخصوص، لا سيما بالنسبة الى النظرة الى واقع الوجود الفلسطيني في لبنان، درب كغيره من القوى السياسية المؤيدة أو المناهضة للفلسطينيين ميليشيات مسلحة، إلا أنه لم يستطع الصمود أمام تصاعد قوة «القوات اللبنانية» في المناطق الشرقية، وتراجع نفوذه السياسي بعد الضربة التي تلقاها في العام 1980 ممن يفترض ان يكونوا حلفاءه.

عشية الحرب الاهلية في العام 1975 كان لحزب «الوطنيين الاحرار» في برلمان 1972، 11 نائباً من أصل 99، فيما كان حليفه «الكتائب» ممثلاً بسبعة نواب فقط وهذا ما كان يعزز موقعه في التشكيلات الوزارية.

ويقول الامين العام لحزب «الاحرار» الياس أبو عاصي في هذا المجال، «كان للحزب كتلة نيابية كبيرة في البرلمان في العام 1972، بحيث تجاوز مرحلة الصعوبات التي أحاطت بتمثيل الحالة الشمعونية ما بين سنوات 1958 و1968 خلال المرحلة الشهابية وصعود نفوذ المكتب الثاني، حين تمت محاربة الحزب، وأنا أشبّه هذه المرحلة التي عاشها الحزب بمرحلة اجتياز الصحراء، حيث خضنا معركة 1968 عبر التحالف الثلاثي مع حزبي »الكتائب« بقيادة بيار الجميل و»الكتلة الوطنية« بقيادة العميد ريمون اده، وحصلنا على كتلة كبيرة، وكذلك في العام 1972، بحيث حصلنا على أكبر كتلة نيابية، ولم يكن وجودنا محصوراً في منطقة لبنانية، كان لدينا ممثلون في الجبل، وفي بعلبك عبر النائب حبيب مطران وكاظم الخليل في صور ومحمود عمار في بعبدا، وفي الشوف كان هناك عصام الحجار وجوزف مغبغب الى جانب الرئيس شمعون، كنا نتقاسم المقاعد مع اللائحة المنافسة في الشوف والتي كان يرأسها المرحوم كمال بك جنبلاط، وفي بيروت كنا ممثلين بالنائبين نصري المعلوف وميشال ساسين، وكان في البترون جان حرب عم النائب بطرس حرب، وفي زغرتا الاب سمعان الدويهي، وكان هناك نواب غير منضوين في كتلة »الاحرار« ولكن متحالفين معها، مثل المرحوم النائب سليمان العلي في عكار، والد المرشحة زينة العلي».

عانى الحزب من ضعف في بنيته التنظيمية والعسكرية أدى الى تراجع شعبيته، بعد احداث الصفرا، وسلم الرئيس شمعون مقاليد الحزب في العام 1985 الى داني شمعون الذي عمل على دمج «النمور» في بنية الحزب، وهذا ما تسبب بخلاف مع دوري الذي فضل الابتعاد عن العمل الحزبي المباشر، ووقف داني الى جانب قائد الجيش آنذاك ميشال عون، الذي كان يخوض حربه الشرسة ضد «القوات». وهذا الانقسام في الساحة المسيحية، سهل دخول السوريين على الخط، وفي لعبة مخابراتية لم تكشف فصولها حتى الآن اغتيل داني شمعون مع زوجته وولديه في جريمة هزت اللبنانيين الباحثين عن سلم اهلي دفعوا ثمنه الكثير من التضحيات.

ومع عودة دوري من الخارج إثر اغتيال شقيقه تسلم رئاسة الحزب في العام 1990. وكان للحزب موقف واضح من عهد الرئيس الياس الهراوي إذ أعلن مقاطعته أول انتخابات نيابية بعد توقف الحرب الأهلية في العام 1992 وكذلك قاطعها خلال دورتي 1996 و2000.

ويشير أبو عاصي الى «أن موقف الحزب كان المقاطعة كتعبير عن رفض حكم الوصاية السورية، كما كان ترشحنا في العام 2005 ترشيحاً رمزياً ومبدئياً».

رشح حزب «الوطنيين الأحرار» في انتخابات العام 2005 فريد الخازن عن دائرة كسروان ـ الفتوح ـ جبيل، فيليب المعلوف عن المتن الشمالي، الياس أبو عاصي عن دائرة بعبدا ـ عاليه، كميل دوري شمعون وسيمون القزي عن دائرة الشوف، وجاء ترشيحهم منفرداً.

أدت ضراوة معركة الانتخابات في العام 2005 الى إقصاء حزب «الوطنيين الأحرار» الشريك في معركة الحرية والسيادة والاستقلال عن لوائح المعارضة الاستقلالية. ولم تؤد المفاوضات الى قبول ترشيح كميل شمعون في الشوف بدلاً من بعبدا ـ عاليه، كما كان اقتراح الحلفاء.

واعتبر رئيس الحزب دوري شمعون أن الأمر يعود الى رفض رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط عودة معادلة كميل وكمال في الشوف في إشارة الى الصراع الانتخابي القديم ما بين الطرفين.

على الرغم من الخلاف الانتخابي لم يخرج حزب «الوطنيين الأحرار» عن تحالفاته مع أفرقاء 14 آذار، لاسيما بعدما تبيّن سلوك العماد ميشال عون العائد من المنفى من تلك الانتخابات وسعيه الى الهيمنة.

يتهيأ الحزب حالياً لخوض الانتخابات في العام 2009، بحيث يبدو حسب تسريبات الصحافة أن دوري شمعون سيكون على لائحة جنبلاط في الشوف، على الرغم من أن هذا الأمر لن يحسم قبل التشاور مع «القوات» حول مصير مرشحها النائب جورج عدوان، وربما يكون في دائرة الشوف متسع لشمعون وعدوان معاً ولعله الحل الأنسب. وهناك تفكير بإعادة ترشيح النائب السابق فريد هيكل الخازن أو مارون حلو في كسروان، كما سيكون لـ«الأحرار» مرشح في المتن الشمالي والمتن الجنوبي. الا أن أبو عاصي يتحفظ عن هذه الاحتمالات، لافتاً الى أن «الحزب يتحضر للمعركة الانتخابية عبر تحضير الماكينة الانتخابية وعبر التفاعل مع الحلفاء في 14 آذار، وكانت ترشيحاته في العام 2005 رمزية كعنوان لعودة الحزب الى الحياة السياسية وعبور مرحلة المقاطعة».

وبصراحة معهودة لدى قيادات «الأحرار» يقول أبو عاصي «مع حرصنا على أن يكون حق الترشح محفوظاً لكل مجموعة من 14 آذار، ونضع مصلحة 14 آذار قبل مصلحتنا والأيام ستثبت ما نقوله، نظراً الى مفهومنا وقراءتنا للرهانات والمشكلات التي نواجهها، سوف نكون واقعيين في ترشيحاتنا، فبعد غياب سنوات طويلة عن الساحة السياسية، ليس لدينا لا الإمكانات المالية ولا الشعبية ولا التنظيمية مثل الماضي، لا نريد أن نكون »نوستالجيين« المهم اليوم عودتنا الى الحياة السياسية من خلال الحفاظ على مبادئنا. صار هناك تكتل واسع يلتقي حول هذه المبادئ وهذا بالنسبة الينا مصدر سعادة وفرح وفخر في الوقت نفسه. نحن نعمل من أجل هدفين أن يكون للحزب كصاحب نضال وتاريخ تمثيل ومرشحون ضمن لوائح 14 آذار شرط أن يكون هناك تنازلات حتى نحقق أفضل نتيجة».

ويجزم بأنه «لم يتم التداول رسمياً في موضوع اسماء المرشحين»، مشيراً الى «وجود اكثر من مرشح في منطقة جبل لبنان، حيث هناك امكانيات وطموح مشروع وواقعي في ظل الظروف التي نواجهها لوصول مرشحين من الاحرار».

ويعتبر ابو عاصي ان « ليس لدى 14 آذار خيار سوى الحفاظ على »ثورة الأرز« والا نكون كمن يوقع صك استسلام ورجوع عن الثوابت وعودة عن مصداقيتها تجاه نفسها وتجاه اصدقائها وحلفائها».

في العام 2005 تمت الانتخابات وسط جو شعبي عاطفي مؤثر اثر اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وعدد من قياديي 14 آذار «ولكن لا بد اليوم من أن تكون الغلبة للعقل» يقول ابوعاصي، مشدداً على «ضرورة العمل على ان يكون المواطن مسؤولاً فلا يتفاعل مع عاطفته فحسب، بل ان يعمل لتحقيق الأهداف التي عمل من أجلها الرئيس الحريري وهي لا تزال موجودة، وفي مقدمها بناء دولة مدنية عادلة، دولة قانون ومؤسسات ودولة ضامنة لحقوق الافراد والجماعات. وهذه مواضيع لا تتحقق بسنة وسنتين».

ويركز ابو عاصي على ان القاعدة التي يعتمدها الحزب في ترشيحاته هي «اللقاء مع حلفاء 14 آذار ومن باب اولى اللقاء في موضوع انتخابي، وليس لدينا اي خصومة مع من سيترشح من »القوات« او غيرها في الجبل، ولكن عندما تصل ساعة الحق الكبرى، سنرى اين مصلحة 14 آذار ومن هم المرشحون الذين يمثلونها اي لديهم حظوظ بالانتخاب».

وعن صحة ما تردد بأن جنبلاط طلب من «الأحرار» و«القوات» الاتفاق على مرشح بعد اعلان دوري شمعون ترشحه في الشوف واعلان «القوات» عدم تخليها عن ترشيح عدوان، اكد ان «كل هذا الكلام اعلامي»، معتبراً ان «الأمور لا تحصل هكذا، لا يصلح وضع الترشيحات في منطقة بعيداً عن منطقة أخرى». ومع ذلك فانه يشدد على انه «من غير الوارد ان يترشح رئيس الحزب في غير قضاء الشوف وهو يترشح ليس لأنه »طالع على باله يعمل نائب«، بل لأن هناك ارثا ووفاء للقاعدة التي كانت وفية مع الاحرار».

وأخيراً يعتبر ابو عاصي «ان الحزب خسر بالمفهوم السياسي نتيجة مقاطعته الانتخابات لكنه ربح اذا ما أخذنا بالقول المأثور بأن السياسة هي فن الممكن»، ويقول: «لقد قلنا لا للاحتلال ولا للهيمنة بعدم المشاركة لتثبيت امر اصبح واقعا».

الأسباب التي منعت حزب «الأحرار» من استنهاض قاعدته وحشد قواه لم تعد قائمة حالياً، هذا ما يراهن عليه الحزب وهو يستعد لخوض المعركة، لكن ابو عاصي يلفت الى ان «وجود الثوابت لا يمنعنا من رؤية المتغيرات والتي لا نملك اجوبة عليها، لأن الامر سيتضح اكثر مع الوقت عفويا ابان الحملات الانتخابية ونبدأ بشرح البرنامج الانتخابي والتحالفات، وعندها يمكن ان نواكب معيار تصاعد او انخفاض شعبية الحزب ونبني على الشيء مقتضاه».

على قاعدة «اعمل لدنياك كأنك تعيش ابداً»، يضع «الأحرار» ماكينته الانتخابية في حالة تأهب ويحشد قواه ضمن امكانياته الواقعية. العمل انطلق في مفوضيات الحزب في الاقضية اللبنانية المختلفة، فيما يواكب المكتب المركزي عمل الأعضاء على الأرض، لكن حتى الآن لم يحصل اي تنسيق او لقاء انتخابي مع قوى 14 آذار.يقول ابو عاصي «لا نزال في مرحلة توحيد الرؤية والبرنامج وتحديد الأهداف مع 14 آذار وتبني معايير يجب اعتمادها وحتى لا يحصل اي تضارب بين المرشحين ونتوصل الى لوائح مشتركة بأقل ضرر ممكن، وسيكون هناك اضرار، ومصدومون، وهذا حق كل فريق ولكن يجب تغليب المصلحة العامة على المصالح الخاصة». هذه المرة يخوض «الاحرار» معركة على امل الا يتم تجاهل موقعه كما حصل سابقا، ويبدو ان اسهم اعطائه مقعدا نيابيا في ارتفاع ان لم يحدث ما يعكر صفو الاحتمالات.

 

مخاوف التنسيق الأمني مشروعة بحكم «تجربة» 30 عاماً

المستقبل - الاربعاء 12 تشرين الثاني 2008 - عبد السلام موسى

لم يأتِ إعلان وزيري الداخلية اللبناني زياد بارود والسوري بسام عبد المجيد، عن تشكيل لجنة للمتابعة والتنسيق، على «خاطر» بعض الأوساط السياسية في الداخل اللبناني، سيما أن الزيارة أصابتها سهام «المستضيف» في «فيلم الاعترافات»، قل افتراءات من قدمهم النظام السوري على أنهم ينتمون الى عصابة «فتح الإسلام»، طالما أن «العنوان العريض» للزيارة، يدخل في إطار «نوايا» يقال إنها «صادقة» لإقامة علاقات ندية بين الجارين، استكمالاً لنتائج القمة اللبنانية ـ السورية، التي عقدها الرئيس ميشال سليمان مع نظيره بشار الأسد في آب الماضي.

فـ«عِشرة» 30 عاماً من الوصاية السورية القائمة على «حكم الاستخبارات الأمني»، عبر لجان واتفاقات «أخوية» مشتركة، عملاً بـ«تلازم المسار والمصير»، كالمجلس الأعلى اللبناني ـ السوري، لن تكون زيارة أو زيارتان كفيلتين بمحو آثار «التجربة المريرة»، أو بتبديد هواجس ومخاوف الفريق السيادي الذي خاض معركة شرسة، منذ استشهاد الرئيس رفيق الحريري، لتحرير لبنان من قبضة النظام الأسدي، من أن تكون اللجنة الجديدة التى اتفق الجانبان اللبناني والسوري على تشكيلها، والتي تحتاج أولاً الى موافقة مجلس الوزراء، نافذة جديدة لـ«هيمنة» أمنية سورية في لبنان، تحت شعار مكافحة الإرهاب وضبط الحدود، التي يشرعها الجانب السوري لحلفائه، ويصدر من خلالها الإرهاب الذي يريد مكافحته، في وقت لا تزال مدلولات تصريح رأس النظام السوري عن خطر الإرهاب القادم من لبنان الى سوريا «تفعل فعلها». والمفارقة هنا، أن الإرهاب الذي «يخافه» الأسد، ضرب في لبنان على نطاق واسع، منذ محاولة اغتيال الشهيد الحي النائب مروان حمادة، واستمر بـ«زخم» بعد انسحاب القوات العسكرية السورية، وبقاء «أعشاش» مخابراتها هنا وهناك، وهذا ما لم يكن يحصل حين كان الأمر لحاكم عنجر..

ولو لم تكن هواجس الفريق الأكثري الحريص على تثبيت سيادة لبنان واستقلاله، تعبّر أصدق تعبير عما يريده الشارع اللبناني من «وضوح» في «انفتاح» على نظام «متهم» بمعمودية الدم، التي شهدها لبنان في السنوات الماضية، ونظام يسعى بشتى الطرق الى إبعاد سيف المحكمة الدولية الذي اقترب من رقبته، لما كان وزير الداخلية زياد بارود مضطراً للتوضيح، في حديث إذاعي أمس، بأن «اللجنة التي شكلت هي لجنة متابعة وليست أمنية أو مشتركة، ولا يمكنها أن تبدأ عملها إلا بموافقة مجلس الوزراء وستطرح آلية عملها على مجلس الوزراء».

في هذا السياق يجمع عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب انطوان اندراوس، وعضو كتلة «المستقبل» النائب مصطفى علوش، في حديثهما الى «المستقبل»، على أن «المخاوف »مشروعة« من مسألة إثارة التنسيق الأمني اللبناني ـ السوري المشترك، بحكم التجربة مع النظام الأمني اللبناني ـ السوري الذي كان قائماً طوال 30 عاماً من الوصاية».

ويرى اندراوس أنه «كان هناك استعجال بالنسبة الى إثارة المسألة، في ظل وجود ملفات عالقة مع النظام السوري تتعلق بالمحكمة الدولية، وهذه قضية كبيرة لا يمكن تجاوزها، نظراً الى ما أكدته تقارير لجان التحقيق الدولية عن دور النظام السوري عبر مخابراته في اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، وعمليات الاغتيال اللاحقة».

ويسأل «كيف يمكن العبور الى مسألة التنسيق الأمني، والنظام السوري لا يزال يتهم فريقاً كبيراً من اللبنانيين، مثل »تيار المستقبل« و»14 آذار«، بدعم الإرهاب، وآخرها فيلم الأكاذيب والافتراءات، معطوفاً على الحملة التي يشنها وكيل المخابرات السورية في لبنان النائب ميشال عون على الأكثرية؟».

ويؤكد اندراوس أن «لا وجود لنوايا سورية صادقة تجاه لبنان، ويتجلى ذلك في مواقف حلفائها في لبنان، فالثقة تنعدم، ولا مؤشرات تدل على أن نظام الأسد في وارد تغيير طريقة تعاطيه مع لبنان».

من جهته، يشدد علوش على «أن التنسيق الأمني يجب أن يكون ضمن الأطر الرسمية، من وزير الى وزير، ومجلس وزراء الى مجلس وزراء، لا عبر لجان أمنية، لأن أي أمور خارج الأطر الرسمية، من شأنها ان تعيد تغلغل المخابرات السورية في الأجهزة الأمنية اللبنانية التي لم تتعافَ بعد من رواسب الوصاية السورية».

ويعرب عن تخوفه «من أن تكون أي خطوة من هذا النوع، مقدمة لتجسس سوري على الداخل اللبناني، وبالتالي لا بد للسلطات الأمنية أن تكون حذرة في مسألة التنسيق الأمني المشترك، لأن أحداً لا يثق بالنوايا السورية تجاه لبنان».

 

منظمة "مجاهدي خلق" تنتقل إلى كندا بعد منحها اللجوء السياسي

لبنان الآن/الاربعاء 12 تشرين الثاني 2008

كشفت مصادر مطلعة في كندا، متقاطعة مع مصادر مسؤولة عراقية، أنّ منظمة "مجاهدي خلق" التي تضم في صفوفها 3800 عضوًا في العراق سيتم نقلها إلى كندا بعدما قبلت السلطات الكندية طلب لجوئها السياسي، وأضافت هذه المصادر أن "هذه المسألة ستساهم في حل قضية هذه المنظمة التي ينتابها القلق حول مصير أعضائها في ظل الأوضاع الراهنة في العراق، والتي استقر الرأي مؤخرًا على قبول لجوئها إلى كندا حيث ستمارس نشاطها السياسي من هناك".

 

كلمة الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز في افتتاح مؤتمر حوار الأديان في نيويورك

الاربعاء 12 تشرين الثاني 2008/لبنان لبنان

الملك عبدالله: الانسان نظير أخيه الانسان، فإما أن يعيش معه بسلام أو بحقد كراهية.

الملك عبدالله: التمييز بين أتباع الأديان السماوية قاد إلى حروب دامية.

الملك عبدالله: كل مأساة يشهدها العالم اليوم ناتجة عن التخلي عن مبدأ عظيم هو مبدأ العدالة.

الملك عبدالله: الاديان التي اراد بها الله إسعاد البشرية لا يجب ان تكون سبب شقائهم.

الملك عبد الله: الارهاب والإجرام هم اعداء الله واعداء كل دين وهما نتيجة لغياب التسامح.

الملك عبدالله: بالحوار يمكننا احياء القيم الانسانية.

الملك عبدالله يدعو المتحاورين الى تشكيل لجنة لمتابعة مقررات مؤتمر مدريد لحوار الأديان.