المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم2  تشرين الثاني/2008

إنجيل القدّيس متّى .12-1:5

فلمَّا رأَى الجُموع، صَعِدَ الجَبَلَ وَجَلَسَ، فدَنا إِلَيه تَلاميذُه فشَرَعَ يُعَلِّمُهم قال: «طوبى لِفُقراءِ الرُّوح فإِنَّ لَهم مَلكوتَ السَّمَوات. طوبى لِلوُدَعاء فإِنَّهم يرِثونَ الأَرض.

طوبى لِلْمَحزُونين، فإِنَّهم يُعَزَّون. طوبى لِلْجياعِ والعِطاشِ إِلى البِرّ فإِنَّهم يُشبَعون. طوبى لِلرُّحَماء، فإِنَّهم يُرْحَمون. طوبى لأَطهارِ القُلوب فإِنَّهم يُشاهِدونَ الله.

طوبى لِلسَّاعينَ إِلى السَّلام فإِنَّهم أَبناءَ اللهِ يُدعَون. طوبى لِلمُضطَهَدينَ على البِرّ فإِنَّ لَهم مَلكوتَ السَّمَوات. طوبى لكم، إِذا شَتَموكم واضْطَهدوكم وافْتَرَوْا علَيكم كُلَّ كَذِبٍ مِن أَجلي، اِفَرحوا وابْتَهِجوا: إِنَّ أَجرَكم في السَّمَواتِ عظيم، فهكذا اضْطَهدوا الأَنبِياءَ مِن قَبْلِكم.

 

كروماس الأقيليّ (؟-407)، أسقف

العظة 39 /"لأنَّ الشريعَةَ أُعطِيَت عن يَدِ موسى وأمَّا النِّعمَةُ والحَقّ فقَد أتَيا عن يَدِ يسوعَ المسيح" (يو1: 17)

من الجيّد أنّ الشريعة الجديدة أُعلنت على الجبل لأنّ شريعة موسى أُعطيت على جبلٍ أيضًا. الشريعة الأولى (أي شريعة موسى) تتمثّل بعشر وصايا مُنِحَتْ من أجل تحضير لعيش الحياة الحاليّة، أما الشريعة الجديدة (أي شريعة الربّ يسوع المسيح)، فتقوم على ثماني تطويبات لأنّها تقود الذين يتبعونها إلى الحياة الأبديّة والوطن السماوي. "طُوبَى لِلوُدَعاءِ، لأنّهُمْ يَرِثُونَ الأرضَ". إذًا، يجب أن نكون ودعاء ومسالمين في الروح وأنقياء القلوب؛ الربّ يظهر بوضوح أنّ أجرهم ليس بقليل، حيث يقول: "لأنّهم يرثون الأرض". ممّا لا شك فيه أنّها نفس الأرض التي كُتب عنها، "آمَنتُ، سأُعايِنُ صَلاحَ الربِّ في أَرضِ الأحياء" (مز26: 13). إنّ إرث هذه الأرض هي خلود الجسد ومجد القيامة الأبديّة. لأنّ الوداعة تتجاهل الغرور وتفتقر إلى المفاخرة ولا تعرف الطموح. إنّ الربّ عندما يحثّ تلاميذه ويقول لهم "وتَتَلمَذوا لي فإِنِّي وَديعٌ مُتواضِعُ القَلْب، تَجِدوا الرَّاحَةَ لِنُفوسِكم" (متى11: 29). فهذه الدعوة ليست من دون أساس. "طوبى لِلْمَحزُونين، فإنَّهم يُعَزَّون". ليس المقصود بالحزانى من يبكون خسارة أحبائهم، بل المقصود مَن يبكون على خطاياهم ويغسلون أخطاءهم بدموعهم، وبدون أي شكّ مَن يبكون ظلم هذا العالم أو يتأسّفون لأخطاء الآخرين.

 

نائب فرنسي يدعو إلى حملة دولية لنزع سلاح "حزب الله" ويؤكد أن انحناءة النظام السوري لا تعني تغيير سلوكه

فشل الحوار اللبناني يستدعي "مؤتمر دوحة" جديداً قبل الانتخابات

 لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

ابدى نائب في "الجمعية الوطنية" الفرنسية (البرلمان) مخاوفه امس في باريس من "ألا يتمكن لبنان في وقت قريب من الخروج من غرفة العناية الفائقة التي وضعته فيها كل من ايران وسورية, بسبب ممارسات حلفائهما فيه التي تدعم سقوط الدولة بكل مقوماتها لتقيما على أنقاضها دويلتهما المتطرفة في وجه التوجهين الدولي والعربي لتثبيت دعائم الدولة الديمقراطية القائمة التي دفع اللبنانيون  وقادتهم نهرا من الدماء والدمار والخراب من اجل اقامتها على أطلال الانسحاب السوري من لبنان قبل نحو ثلاثة اعوام".

واعرب النائب الفرنسي ل¯ "السياسة" عن اعتقاده ان "تفشل طاولة او (طاولات) الحوار برئاسة ميشال سليمان بين قادة القوى المتصارعة على هوية لبنان المستقبل بحيث يستدعي ذلك عقد (مؤتمر دوحة) جديدا قبل الانتخابات البرلمانية في ابريل المقبل منعا لانفجار الاوضاع حول ما يطلقون عليها (الستراتيجية الدفاعية) التي هي في حقيقتها ليست سوى شكل من اشكال نزع سلاح (حزب الله) تطبيقا للقرارين الدوليين 1559 و1701 والتي لا يمكن لهذا الحزب الايراني بامتياز السماح بتمريرها خلال ذلك الحوار مهما امتدت اجتماعاته وتشعبت".

ودعا البرلماني الفرنسي الامم المتحدة والدول الغربية الحليفة للبنان والعربية الداعمة له بلا تحفظ الى "شن حملة دولية واسعة النطاق تترافق مع استئناف اجتماعات طاولة الحوار في القصر الرئاسي في بعبدا الاربعاء المقبل لتطبيق القرارين الداعيين لتجريد الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية من سلاحها تنفيذا لاتفاق الطائف, وذلك في محاولة للتأثير على تلك الاجتماعات وحصر نقاشاتها بالبنك المتعلق ب¯ (الستراتيجية الدفاعية) من دون التطرق الى مواضيع اخرى يحاول (حزب الله) الهروب اليها لتمييع الموضوع الجوهري الذي نص عليه مؤتمر الدوحة دون ما عداه من مواضيع اخرى يمكن حلها داخل مجلس الوزراء ولا تستدعي مؤتمرا خاصا بها". وقال النائب الفرنسي ان "القناعة الدولية توصلت الى نتيجة القول انه من العبث البحث بحل سلمي شامل للصراع اللبناني الداخلي ما لم يتنازل (حزب الله) عن سلاحه او يجري تجريده منه بعمل داخلي او خارجي, طالما ان ايران وسورية موجودتان بقوة على الساحة اللبنانية, ومن هنا بات على المجتمع الدولي وعلى رأسه مجلس الأمن والولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر, حصر جهوده وضغوطه كلها في كيفية التوصل الى تطبيق القرار 1559 لنزع هذا السلاح, والا فإن الامم المتحدة والدول الغربية عموما مقبلة على تمردات عليها وعلى قراراتها من دول اخرى في المنطقة قد لا تنتهي الا بحروب وبموجات ارهابية تقلب اوضاع الشرق الاوسط رأسا على عقب".

واستشهد البرلماني الفرنسي بأقوال مسؤول في "يونيفيل" في جنوب لبنان في نهاية الاسبوع الماضي "ان القوات الدولية هناك ليست الجواب لحل مشكلة أمن الجنوب ولبنان, وان حل مشكلة سلاح "حزب الله" هو في ايدي اللبنانيين", متسائلا "اذا, لن يكون هناك حل لان (حزب الله) اقوى من الدولة اللبنانية, واللبنانيون غير قادرين على نزع سلاحه, وبالتالي لم يتبق امام العالم سوى البحث جديا في منح قراراته انيابا تنفيذية اذا كان المقصود فعلا منع انهيار النظام الديمقراطي في لبنان الذي يمكن ان تبنى عليه اساسات قوية للديمقراطية في مختلف انحاء المنطقة".

وكشف النائب الفرنسي النقاب ل¯ "السياسة" عن "ان فرنسا ومعظم دول المحور الأوروبي لا تعلق على طاولة الحوار المقبلة اي آمال في اخراج لبنان من محنته الطويلة, كما انها ليست مقتنعة بأن (الحيادية) التي ينتهجها الرئيس ميشال سليمان وقائد جيشه لحل الأمور بإمكانها اجتراح معجزة الخروج من النفق المظلم, خصوصا في مثل حالة لبنان الذي تقوم فيه فعلا اليوم دولتان متنافستان على طرفي نقيض, لا يمكن للتعاطي معهما بحيادية ان يؤدي الى سيطرة الدولة الحقيقية وسقوط الدولة المصطنعة, وبالتالي فإن مبدأ الحياد لا يسري على هذه الحالة بأي شكل من الاشكال".

ونصح البرلماني الفرنسي ادارة الرئيس نيكولا ساركوزي ب¯ "عدم البناء على وعود وتعهدات بشار الاسد التي مازالت استمرارا حميما لوعوده وتعهداته التي أخل بها لسلفه الرئيس جاك شيراك وللرئيس الاميركي جورج وبوش ولجميع زعماء أوروبا والعالم العربي", مؤكدا "ان انحناءة النظام السوري أمام رياح التغيير المقبل في منطقة الشرق الاوسط عبر تسهيله بعض أمور الملف اللبناني, لا تعني انه غير سلوكه, او انه حذف لبنان من لائحة مطامعه, او انقلب على حليفه الستراتيجي ايران وربيبها في لبنان (حزب الله), او انه اوقف اكثر اغتيالاته الجهنمية في جاره الضعيف (لبنان) وعملياته الارهابية في العراق, وفي اعتقادنا ان النمط المتبع في سورية منذ اكثر من ثلاثة عقود بقيادة (حزب البعث), لن يتغير, وان استخدام العنف سيعود الى ذر قرنيه عندما يتأكد له ان تلك العاصفة قد مرت".

 

 بعد إخلال سورية بوعودها لواشنطن واستمرار تسيب الحدود مع العراق

 "البنتاغون": إنزال البوكمال ليس الأخير ومستعدون لتدمير الإرهابيين في دمشق

لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

اتهم مسؤول كبير في وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) في واشنطن امس النظام السوري في دمشق ب¯ "عدم التقيد بالالتزامات الجديدة التي قطعها وزير الخارجية السوري وليد المعلم في سبتمبر الماضي لنظيرته الاميركية كوندوليزا رايس كشرط مسبق لقبولها الاجتماع به بعد مرور اكثر من اربع سنوات على تجميد الاتصالات الاميركية بسورية, وبعد سحب السفيرة الاميركية من دمشق.

وفي طليعة الالتزامات وقف ارسال الارهابيين الى العراق من الحدود السورية الشرقية, وقفا كاملا واقفال الحدود السورية - اللبنانية في وجه تهريب السلاح والعناصر السلفية عبرها الى حزب الله والمجموعات الارهابية المدعومة من نظام الاسد الى المناطق اللبنانية لنشر الفوضى فيها كما حدث في الشمال والبقاع ومراكز تواجد القوات الدولية في جنوب لبنان".

ونقل ديبلوماسي خليجي عن المسؤول العسكري الاميركي قوله انه "من الطبيعي ان ترد قواتنا المنتشرة في العراق على الحدود السورية بعد خرق التزامات الوزير السوري على استمرار عمليات تسلل الارهابيين لزرع الموت في صفوفها وفي صفوف المدنيين والعسكريين العراقيين وان الغارة الجوية وعملية الانزال في مزرعة السكرية على عمق ثمانية كيلومترات داخل منطقة البوكمال السورية الحدودية لن تكون الاخيرة ضد قواعد تدريب الحكومة السورية تلك العناصر الارهابية المتجمعة هناك تمهيدا لنقلها الى اراضي العراق وان استخباراتنا التي ستتعقب كل معلومة عن وجود امثال هؤلاء الارهابيين ستحمل قيادتنا العسكرية هناك على استهدافهم مهما بلغت قواعد تدريبهم وتجمعهم اعماق الاراضي السورية".

وقال العسكري الاميركي انه "بعد انخفاض حاد ومهم في عمليات التسلل الارهابية من سورية الى العراق منذ بدء المفاوضات السورية - الاسرائيلية في تركيا واماكن اخرى في الشرق الاوسط ومنذ عودة التحسن البطيء للعلاقات الفرنسية - السورية المشروطة بوجوب حصول تغيير مزيد في سلوك النظام في دمشق فوجئنا منذ شهر اغسطس الماضي ولاسباب نجملها بارتفاع جديد في العمليات الارهابية في مناطق عراقية مختلفة تأكد لنا وللقوات العراقية دخول منفذيها من سورية مثل العملية الانتحارية التي نفذتها امرأة في سامراء أواخر ذلك الشهر وادت الى مصرع وجرح الكثير من المدنيين العراقيين, كما وضعنا يدنا على مستندات واعترافات معتقلين ارهابيين اكدت ضلوع سورية في شن الحملة الارهابية على مسيحيي الموصل الشهر الماضي التي ادت الى تهجير معظمهم الى محافظة نينوى وذلك بمشاركة ارهابيين قادمين من ايران".

ونسب الديبلوماسي الخليجي الى مسؤول اخر في مستشارية الامن القومي في البيت الابيض بواشنطن قوله اننا لن نتردد بعد الان للحظة واحدة في بلوغ العمق السوري حتى دمشق اذا اقتضى الامر للقضاء على مراكز تدريب وتجمع ارهابيين قادمين من مختلف دول الشرق الاوسط ومن اوروبا ودول اسيوية اخرى تمهيدا لتسللهم الى العراق في خضم المفاوضات مع حكومة بغداد لتقليص التواجد العسكري الاميركي هناك وتوقيع اتفاقات معها تحدد عدد القوات الاميركية المطلوب ابقاؤها وكيفية نقل القيادة العسكرية الى السلطات العراقية بعدما نجحنا في خفض العمليات الارهابية في العراق بمعدل 80 في المئة وقضينا على التسلل من الحدود الايرانية بصورة دراماتيكية".

واستغرب مسؤول الامن القومي الاميركي "عودة نظام بشار الاسد الى ما اسماها "هوايته الدموية" بارسال مخربين الى العراق في الوقت الذي يزعم فيه محاربة الارهابيين السلفيين القادمين من لبنان عبر نشر قواته على حدود لبنان, كما استغربنا عمليات الغش والنفاق التي يستمر فيها ذلك النظام بعدما فعل المستحيل من اجل ان نرفع حظرنا السياسي على التفاوض معه ما ادى الى لقاء المعلم - رايس قبل نحو شهرين بعد تقديم وعود سورية قبل اللقاء وفي اثنائه وبعده بكفه عن التدخل في الشؤون العراقية واللبنانية والفلسطينية واتباع تلك الوعود بخطوات سورية صورت لنا وكأن تلك الوعود قيد التنفيذ الا انه تبين لنا لاحقا انها محاولة من بشار الاسد وجماعته لرفع الفيتو الاميركي عن مفاوضاته مع اسرائيل ونحن نعتقد ان عودة ارسال الارهابيين الى العراق محاولة اخرى للتعبير عن الانزعاج السوري من تجميد تلك المفاوضات بسبب الازمة الحكومية الاسرائيلية".

وقال المسؤول العسكري في البنتاغون ان "خفض العمليات الارهابية الآتية من سورية الى العراق لم تترافق مع وعود المعلم بوقف عمليات شحن الاسلحة الى حزب الله من سورية اذ استمرت عمليات تهريب الصواريخ والاسلحة المضادة للطائرات والاليات ولم يشمل الانتشار السوري العسكري على الحدود اللبنانية حتى الان طرقات تهريب الاسلحة تلك الى حزب الله الممتدة على طول الحدود اللبنانية - السورية المشرفة على البقاع اللبناني وقسم من الجنوب الا ان السوريين ادعوا انهم بصدد توسيع انتشارهم هذا ليشمل تلك المناطق لكنهم حتى الان لم يفعلوا ما حمل الامم المتحدة على التفكير جديا باتخاذ خطوات في هذا الشأن عبر توسيع انتشار قواتها (يونيفيل) الى مرتفعات البقاع والجنوب جنبا الى جنب مع قوات من الجيش اللبناني لسد منافذ تهريب السلاح من ايران الى حزبها في لبنان".

"الا ان هذه الخطوة الدولية بحاجة الى طلب رسمي من الحكومة اللبنانية مازال رئيسها فؤاد السنيورة يتردد في تقديمه الى المنظمة الدولية اذ ان ارسال قوات من يونيفيل الى مرتفعات السلسلة الجبلية الشرقية اللبنانية يعتبر خرقا للقرار 1701 ما لم يتم بقرار جديد ملحق من مجلس الامن اذا لم يأت ذلك الطلب من قيادة الجيش اللبناني الذي وضعت القوات الدولية تحت قيادته".

 

مجلس الأمن يفضح حقيقة الموقف السوري بعد الغارة : لم يطلبوا منا شيئا محددا !

وكالات/الأمين العام للأمم المتحدة يرى في الغارة الأميركية عملا " غير مقصود " ! 

وصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي ـ مون الغارة العدوانية الأميركية على منطقة " البوكمال " السورية بأنها عمل " غير مقصود "! وهذا أول رد فعل يصدر عن المنظمة الدولية منذ وقوع الغارة . وقال كيمون في رد على سؤال من الصحفيين في العاصمة الهندية التي يزورها الآن إن الغارة الأميركية "غير مقصودة وغير مرغوبة وتعد عقبة" في طريق عملية السلام ، مضيفا ان الموقف في المنطقة "مهم للغاية". وبحسب وكالات الأنباء ، فقد بدا يان يكيمون " مترددا ومرتبكا ولا يعرف كيف ينتقي العبارات المناسبة " . وأضاف قائلا : "كانت هناك تطورات مشجعة طرأت على الموقف في المنطقة وعلينا الان ان نتعهد العملية السلمية الهشة بالرعاية الحقيقية وعلينا حقيقة مواصلة هذه التطورات المشجعة والمحافظة على الزخم" في اشارة للتطورات الاخيرة في العلاقات السورية اللبنانية.وحث بان كافة اطراف المنطقة على الوعي التام "بهشاشة العملية السلمية". وهذا هو اول رد من بان حول الغارة بعد ان بعثت سوريا رسالة متطابقة له وللصين الرئيس الحالي لمجلس الامن تطالبهما فيها بالارتقاء الى مسؤولياتهما لمنع تكرار مثل هذا الهجوم.

في سياق متصل، نقلت وكالات الأنباء عن المندوب الصيني لدى الأمم المتحدة إن سوريا "لم تطلب شيئا محددا" في رسالتها . وكانت الرسالة السورية إلى الأمم المتحدة مثار علامات استفهام كبيرة حول السبب الذي منع النظام السوري من تقديم شكوى رسمية للأمم المتحدة على انتهاك سيادتها؟ وهو ما فسر من قبل المراقبين بأن دمشق إما أن تكون " نسقت مسبقا مع واشنطن للقيام بالغارة "، وإما أنها لم تتجرأ على التقدم بشكوى رسمية لأنها تعرف أن موقفها ضعيف ، وأن واشنطن يمكن أن تقدم دليلا على سقوط إرهابيين في الغارة ، إلى جانب الضحايا الأبرياء!

 

البابا يؤكد التزام الكرسي الرسولي بلبنان وصفير يدعم رئيس الجمهورية في كل ما يقوم به

وكالات/ أكد الأب الأقدس البابا بنديكتس السادس عشر أثناء لقائه مع الرئيس ميشال سليمان اهتمام الكرسي الرسولي بلبنان واستمرار التزامه بغية الحفاظ على فرادة هذا البلد. وفي هذا السياق أشاد البابا بالجهد المبذول من قبل قادة هذا البلد بهدف إعادة الحياة فيه إلى مسارها الطبيعي، حيث يمكن لكل من فئاته أن تلعب دورها مساهمة منها في إحلال الخير العام. وتطرق البابا في حديثه إلى المساعي التي بذلها رؤساء بلدان المتوسط الرامية إلى عودة المؤسسات في لبنان إلى الحياة ضمن مقاييس طبيعية، كما تطرق إلى القضية الفلسطينية. وأعرب الجانبان عن الأمل في التوصل إلى حل عادل وسريع، وجرى البحث خلال اللقاء بالمشاكل التي يواجهها المسيحيون في الشرق الأوسط.

ثم انتقل الرئيس سليمان والوفد المرافق الى مقر المعهد الماروني في روما، حيث كان في استقباله البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير ولفيف من المطارنة والكهنة وطلاب المعهد، وسفير لبنان لدى حاضرة الفاتيكان العميد جورج خوري وسفير لبنان في إيطاليا ملحم مستو وأركان السفارتين.

واصطحب البطريرك صفير رئيس الجمهورية الى صالون المعهد، حيث عقد لقاء موسع حضره الى الرئيس سليمان، اللبنانية الاولى السيدة وفاء سليمان وأعضاء الوفد الرسمي المرافق. ثم عقدت خلوة بين البطريرك صفير والرئيس سليمان استمرت قرابة النصف س اعة وضعه الرئيس سليمان خلالها في أجواء محادثاته مع المسؤولين الايطاليين وفي الكرسي الرسولي، وعلى رأسهم البابا، كما أجريا جولة أفق تناولت مستجدات الوضع الداخلي في لبنان ولا سيما ما آلت اليه مساعي المصالحة بين الافرقاء اللبنانيين. وبعد اللقاء إنتقل البطريرك صفير والرئيس سليمان والوفد المرافق الى كنيسة المعهد حيث أديت صلاة الشكر.

واعتبر صفير انّ اللقاء بينه وبين الرئيس كان ممتاز، آملا ان تتم المصالحة بين كل اللبنانيين، وردا على سؤال إن كان أعطى فخامة الرئيس دعما لخطواته لإتمام هذه المصالحة، أجاب "نحن دائما ندعم فخامة الرئيس وهذا واجبنا". زردا على سؤال كيف هو رضى البطريرك صفير عن كل ما حصل في لبنان حتى الساعة من الحوار الى اجواء المصالحات، أجاب صفير "نأمل أن تتحسن الامور في لبنان وأن يقبل اللبنانيون بعضهم على بعض ليعرفوا ان هذا البلد بلدهم وانهم لا يمكن ان ينهضوا الا بتوافقهم". وختم البطريرك "نحن ندعم فخامة الرئيس في كل ما يقوم به". ثم انتقل البطريرك صفير والرئيس سليمان سيرا الى فندق "سبلنديدو" حيث أقام السفير خوري مأدبة غداء على شرف الرئيس سليمان واللبنانية الاولى والوفد الرسمي المرافق، في حضور البطريرك صفير وسفير ايطاليا في لبنان غبريال كيكيا وعقيلته وسفير لبنان في روما ملحم مستو ولفيف من المطارنة والكهنة.

 

اسرار الصحف الصادرة صباح اليوم السيت 1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2008

الشرق

شخصية سياسية بارزة كانت مرشحة لتولي منصب رفيع في لبنان منيت بخسارة مالية فادحة "جراء ازمة البورصات في العالم"!

سياسي معارض تلقى نصيحة مفادها ان الاصرار على طلب صلاحيات لنائب رئيس الحكومة من غير الحصول عليها سيظهره بلا فاعلية ومن دون قدرة على فعل شيء!

ديبلوماسي عربي لم يجد ما يبرر تفسير تخطيه في مهامات من صلب عمله كسفير في لبنان انيطت بموظف غير مدني؟!

السفير

تبلغت مراجع عليا وصول شخصية أميركية إلى بيروت الأسبوع المقبل، من دون تحديد الموعد واسم الشخصية.

انعكس الخلاف حول صلاحيات نائب رئيس الحكومة على علاقات رجال الدين الارثوذكس بين مؤيد للواء أبــو جمـرا ومعارض له.

استفسر بعض النواب من قياداتهــم عــما اذا كان في إمكــانهم العــودة الى مـنازلهم، او الانتــظار بعـض الوقت في الفــندق الذي يقيمون فيه.

المستقبل

لفتت مصادر حكوميّة إلى انّ "إحياء" اللجنة المشتركة اللبنانيّة ـ المصريّة من ناحية وتوقيع إتفاقيات جديدة من ناحية ثانية يهدفان إلى تقديم نموذج مرغوب في العلاقات اللبنانيّة ـ العربيّة.

نُقل عن قطب نيابيّ أنّه متمسّك بحلفائه النوّاب من طائفة معيّنة في منطقته ولن يتخلّى عنهم إطلاقاً.

أكّد المرجع الأوّل لتيّار مسيحيّ في الأكثريّــة أنّ تذكيره بخلوة مسيحيّة عقدت نهاية سبعينيّات القرن الماضي لم يكن لإستعادة ما صدر عنها لأنّ إيرادها كان في سياق إستعادة محطات عدّة.

البلد

كشفت مصادر مقرّبة من الجهات المانحة لإعادة اعمار مخيم البارد انها تلاقي ضغوطاً من فصائل فلسطينية معارضة لتسليمها تنفيذ الأشغال في محاولة للالتفاف على الخرائط المرسومة ودفتر الشروط.

أبدى سكان جسر الواطي والنبعة وبرج حمود وشرق الأشرفية والتحويطة امتعاضاً من الروائح الكريهة المنبعثة من مجرى نهر بيروت بعد تحوله الى مكب للنفايات وبقايا حيوانية والمياه الآسنة.

تتحضر مدينة عريقة لاستضافة مؤتمر الأديان بعدما مهّدت لذلك باتصالات مع مرجعية كبرى وبعد تكوين قناعة بأنها المدينة النموذجية لأعرق الحضارات.

البيرق

سمع قطب سياسي من مسؤول اقليمي كبير اشادة عالية المستوى ولافتة بقيادي بارز

النهار

يسخر مسؤولون سوريون من المراهنين على احتمال انفكاك سوريا عن ايران ويقولون ان هذا لن يحصل الا اذا انفكت الولايات المتحدة عن اسرائيل

اشتبه مواطنون بسيارتين متشابهتين دون لوحات قرب احدى الوزارات في شارع بدارو فتبين انهما لاحد الوزراء

سئل مصدر قريب من لقاء مهم عقد اخيرا عن مكان اللقاء بعد كثرة الاجتاهادات فاجاب: "في الاشرفية "

اللواء

لا يبدي مرجع كبير حماسة لتوسيع طاولة الحوار او تحويل الموقف ازاءها الى نقطة تجاذب جديدة

يواجه رئيس تكتل معارض مأزقا لجهة عرض طلب ان يستجيب له ويقضي بادراج اسم مرشح حزبي على لائحته في المتن

كشف خبير استراتيجي ان الاستهداف الاميركي للاراضي السورية يرتبط برسالة توجب على اطراف مكافحة الارهاب اقليميا

 

الرئيس سليمان استقبل الرئيس بري ووفدا شبابيا دوليا وبحث مع الوزيرين الحريري وبارود شؤونا وزارية وامنية

وطنية - 1/11/2008 (سياسة) استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في بعبدا ظهر اليوم، رئيس المجلس النيابي نبيه بري وعرض معه للتطورات الراهنة من جوانبها كافة. واستبقى الرئيس سليمان الرئيس بري الى مائدة الغداء.

الوزيرة الحريري

وكان رئيس الجمهورية استقبل قبل ذلك، وزيرة التربية والتعليم العالي السيدة بهية الحريري التي اطلعته على شؤون وزارتها.

الوزير بارود

كما استقبل الرئيس سليمان وزير الداخلية والبلديات المحامي زياد بارود الذي وضعه في اجواء الوضع الامني في البلاد.

وفد شبابي دولي

واستقبل الرئيس سليمان وفد الاتحاد الدولي للشباب الاشتراكي ضم مسؤولين في القطاعات الشبابية في الاحزاب الاشتراكية لبلدان اوروبية واسيوية.

وشكر الوفد لرئيس الجمهورية استقباله واطلعه على برنامج زيارته للبنان واللقاءات التي سيجريها مع المسؤولين بهدف مساعدة لبنان في إرساء الأمن والاستقرار والديمقراطية وتعزيز الحوار بين اللبنانيين.

ونوه الرئيس سليمان بجهود الوفد، لافتا الى ان المبادىء التي يعملون من اجلها هي افكار صالحة للعالم وهو بحاجة ماسة اليها، خصوصا اذا كانت مجتمعات متنوعة كالمجتمع اللبناني، لافتا الى ان تطبيق مثل هذه القيم يتيح المجال امام الشباب للتعبير عن رأيه بعيدا عن الاصطفافات الموجود فيها.

 

سبعة موقوفين في قضية تفجير طرابلس

وطنية - 1/11/2008(قضاء) تابع قاضي التحقيق العدلي في جريمة التفجير التي استهدفت شارع المصارف في طرابلس في 13 آب 2008 القاضي نبيل صاري، تحقيقاته فاستجوب سبعة موقوفين وأصدر سبع مذكرات وجاهية بتوقيفهم سندا الى مواد الادعاء، وبذلك يصبح عدد المذكرات الوجاهية الصادرة حتى تاريخه 13 مذكرة والغيابية ثماني.

 

توقيع اتفاق تعاون بلدي لبناني - فرنسي في حضور السفير باران

وطنية - 1/11/2008 (متفرقات) وقع اتحاد بلديات قضاء صور ومنطقة البروفانس -الب - كوت دازور جنوب فرنسا اتفاق تعاون بينهما خلال احتفال تخلله حفل غداء في استراحة صور السياحية. حضر الاحتفال السفير الفرنسي اندريه باران، رئيس منطقة البروفانس ميشيل فوزيل، ممثل محافظ الجنوب مالك عبد الخالق، قائمقام صور حسين قبلان، رئيس اتحاد بلديات قضاء صور عبد المحسن الحسيني، رئيس جمعية انماء القدرات في الريف الدكتور يوسف الخليل، قائد سرية درك صور الاقليمية المقدم جورج الياس وحشد من رؤساء بلديات قضاء صور وشخصيات وفاعليات سياسية وروحية. بعد النشيدين الوطنيين اللبناني والفرنسي وتقديم من مرتضى مهنا، ألقى الحسيني كلمة لفت فيها الى ان هذه المناسبات وهذه الاتفاقات ليست مصادفة بل تأتي بعد جهد وثمرة عمل متواصل منذ العام 2000، مؤكدا أهمية تطوير علاقة الصداقة والمصالح الاقتصادية التي توحد فرنسا ولبنان. وقال:" في قلوبنا كل المحبة لفرنسا التي نعتبرها أم الدولة اللبنانية".

والقى القائمقام قبلان كلمة رحب فيها بالحضور وأثنى على الاعمال التي تقوم بها فرنسا ثقافيا واجتماعيا. بدوره، هنأ السفير باران المنطقتين على هذه المبادرة. وقال:" انتهز الفرصة في هذه المناسبة لتوجيه التحية للوحدة الفرنسية العاملة ضمن قوات الطوارىء الدولية في الجنوب ولسكان الجنوب، وعلى الاخص منطقة صور لحسن استقبالهم واستضافتنا". ووصف ميشيل فوزيل العلاقة اللبنانية - الفرنسية بالعلاقة التاريخية المبنية على أسس سليمة وصحيحة، مشيرا الى ان الاتحاد الاوروبي بحاجة الى بلاد البحر المتوسط للاتحاد الاوروبي، داعيا الاتحاد الاوروبي وبلاد البحر المتوسط في ظل الازمة المالية التي يشهدها العالم العمل سوية وايجاد حلول متطورة لها، لافتا الى ان المناسبة هي فرصة نستطيع من خلالها توطيد العلاقة اكثر فأكثر. وختم فوزيل:" أشعر انني اكثر قربا من لبنان وخصوصا صور من شمال وشرق اوروبا. وبعد ان وقع الحسيني وفوزيل الاتفاقية تبادلا الهدايا التذكارية.

بعدها، زار السفير الفرنسي وفوزيل والحضور مركز المطالعة والتنشيط الثقافي في المدينة والتي ساهمت منطقة البروفانس - الب - كوت دازور في دعم انشائها وتجهيز مكتبتها العامة.

 

شهاب رد على شكر ووصفه بالمخبر لدى المخابرات السورية

وطنية- 1/11/2008 (سياسة) رد منسق عام تيار المستقبل في بيروت المهندس خالد شهاب، على الامين القطري لحزب البعث فايز شكر، فقال: "لم نستغرب أن يسارع أحد المخبرين المعتمدين لدى المخابرات السورية في لبنان، للرد على مقابلة رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري لقناة "روسيا اليوم الإخبارية" بسيل من الشتائم تعود اللبنانيون أن يستمعوا اليها من أمثاله". أضاف : "يبدو ان الرئيس السوري بشار الأسد قد هاله ما أدلى به النائب الحريري من حقائق بشأن المحكمة الدولية وإرهاب الدولة الذي يمارسه النظام السوري، فتم الإيعاز الى أحد أدوات النظام السوري في لبنان للرد بهذا الإسلوب المعهود".

وقال: "أما في شأن إدعاءاته المزيفة بإحتكار الممانعة والمقاومة التي ينتهجها الأسد، فإن اللبنانيين والعرب عموما، تواقون للاستفسار عن المبدأ الإستراتيجي الجديد، الذي أرساه النظام السوري، فيواجه الغارة الإسرائيلية، بفتح مفاوضات مع العدو الصهيوني، ويواجه العدوان على حدوده مع العراق، بسحب جميع قواته من هذه الحدود، من دون أن يطلق طلقة تحذيرية واحدة ولو من باب رفع العتب".

 

جريح باطلاق نار في جبيل اثر خلاف على افضلية مرور

وطنية - جبيل 1/11/2008 (امن) ادى خلاف على افضلية مرور في جبيل الى اطلاق نار واصابة المدعو غي ناصيف ناصيف بجروح في يده اليمنى .

وفي التفاصيل ان برنار ناصيف ناصيف الذي كان يقود سيارة مازدا رقمها 115300/ج وبجانبه غي ناصيف ناصيف تلاسنا بوصولهما الى مستديرة هواتشيكن في جبيل على افضلية المرور مع مجهول كان يقود جيب رباعي الدفع ، ثم اكملا سيرهما على المسلك الشرقي باتجاه عمشيت ، فتعقبهما الشخص المجهول وعمد الى اطلاق النار من مسدس حربي باتجاه غي ناصيف واصابه بطلقة في يده اليمنى وفر الى جهة مجهولة . ونقل الجريح الى مستشفى سيدة مارتين للمعالجة .

 

جمعية حقوق الانسان دعت الى اجتماع تضامني مع المغربي: لصدور التشكيلات القضائية بمنأى عن التدخلات السياسية

وطنية-1/11/2008(متفرقات) اعتبرت الجمعية اللبنانية لحقوق الانسان في بيان ان "استقالة القاضي الدكتور رالف رياشي جاءت لتدل على عمق الازمة المؤسساتية التي يعاني منها الجسم القضائي في لبنان، وهذه الاستقالة وما سبقها او سيتلوها من استقالات جديدة لقضاة امتازوا بنزاهتهم وعدالتهم ونظافة كفهم، انما تؤشر الى النية المبيته لدى اصحاب الشان بتطيير التشكيلات القضائية الى امد غير محدد ، مما يسهم بمزيد من تعطيل مرفق العدالة وافقاده ثقة المجتمع به". وطالبت الجمعية "باعادة الحيوية والحياة لقصور العدل والمحاكم ، ومعالجة الملفات المتراكمة واحقاق الحق تأمينا وضمانا لمصالح المواطنين ومصلحة هذا البلد المستباح" مشددة على "ضرورة صدور التشكيلات القضائية ، بمنأى عن اي تدخلات سياسية واعتماد معيار الكفاءة فيها" ودعت الجمعية "القضاة الشرفاء الى الترفع فوق الانتماءات الطائفية والمذهبية ، محافظة منهم على القسم الذي ادوه لتأمين حسن سير مرفق العدالة كسلطة مستقلة". من جهة ثانية، دعت الجمعية إلى اجتماع عام لجمعيات وهيئات حقوق الانسان والحقوقيين للاستماع إلى شرح المحامي الدكتور محمد مغربي عن اوضاعه وعن الملاحقات التي يتعرض لها بسبب دفاعه عن ضحايا انتهاكات حقوق الانسان واتخاذ القرارات المناسبة بشأنها،الثالثة من بعد ظهر الجمعة في 14 الحالي في مقر الجمعية.

 

تثمين التحرُّك شرقًا

صدر البيان الآتي من اللجنة المشرقيّة: إنّ اللجنة المشرقيّة تُثَمِّن موقف الحكومة السوريّة من متابعة الانتشار شرقاً لمنع التهريب. وهي ترى أنّ الانفجارات التي حصلت قرب طريق المطار والتي قد يكون مصدرها جهات متضرّرة من خطوات منع التهريب، هذه الانفجارات لم تصل إلى مبتغاها، ولم تتمكّن من التّأثير على التحرّك الطبيعي في وقف كلّ أنواع التهريب على كامل الحدود اللبنانيّة-السُّوريّة.

 

رواية "ركيكة"ل"السفير"عن شبكة تجسس إسرائيلية     

الجيش اللبناني يعلن عن شبكة تجسس من شخصين

يقال نت/ذكرت صحيفة "السفير"الصادرة صباح اليوم أن الجيش اللبناني وضع يده على شبكة إسرائيلية" خطيرة ومحترفة وذات تاريخ حافل في العمل الأمني لمصلحة الموساد الإسرائيلي منذ عقود طويلة." إلا أن التدقيق بالخبر المنشور يُظهر أن الصحيفة تحاول أن تُخفي مصادر معلوماتها الحقيقية ،فهي تارة تنسب معلوماتها الى مصادر قضائية ،وتارة الى شهود عيان ،قبل أن تتكلم على مصادر التحقيق. وفي معلومات "يقال.نت"أن الخبر مصدره المجهود الإعلامي في "حزب الله" ويقول محللو "يقال,نت"إن رواية "السفير"تشوبها ركاكة كبيرة ،مما يرجح ان تكون مدرجة في إطار حرب دعائية تضليلية  مفتوحة . جدير ذكره أن "السفير"سبق لها ونشرت أخبار شبكات مماثلة ،قوبلت لاحقا إما بالنفي وإما "بالتقزيم" وفي التفاصيل، التي حصلت عليها "السفير" استنادا إلى مصادر قضائية وأمنية بارزة، أنه بعد "حرب تموز" ،٢٠٠٦ تم وضع خريطة بعدد من الأشخاص المشتبه بتورطهم بالعمل لمصلحة الاستخبارات الإسرائيلية في جميع المناطق اللبنانية، وقد استرعى انتباه المتابعين للملاحقات احتمال وجود شبكة إسرائيلية تعمل في نقطة بقاعية دقيقة وحساسة جدا، ولذلك تم إحكام أعمال المراقبة، وصولا إلى توقيف أحد المشتبه بهم في الآونة الأخيرة ويدعى (ع. ج.) من إحدى بلدات البقاع الغربي، خاصة أنه يوفر لنفسه غطاء سياسيا وأمنيا عنوانه الانتماء إلى احد التنظيمات السياسية منذ أكثر من عقدين من الزمن. وبعد جمع معطيات وأعمال مراقبة لمنزله وتنقلاته داخل لبنان وبين لبنان وسوريا، تم تحديد ساعة الصفر لإلقاء القبض عليه، بالتزامن مع بعض التطورات الأمنية التي كان يشهدها البقاع، وهو الأمر الذي أثار التباسا في حينه لجهة احتمال أن يكون قد وقع ضحية خطف على أحد الحواجز العشوائية، ولكن مع الوقت وبعد مراجعات سياسية وأمنية، تبين أنه موقوف بعهدة مخابرات الجيش اللبناني وأنه قدم اعترافات حول علاقته بـ»الموساد«.

وفيما رفضت المصادر الأمنية والقضائية الخوض في تفاصيل الموضوع، قال مواطنون ينتمون إلى البلدة البقاعية نفسها، إن القوى الأمنية داهمت منزل (ع. ج.) وتمكنت من حجز سيارته (باجيرو) وتبين أنها مزودة بكاميرا فائقة الدقة، بحيث يمكن أن يوقفها في أي مكان يريد وتكون كفيلة بالتقاط أدق الصور بما في ذلك أرقام السيارات والوجوه الخ...

وأضاف شهود العيان أنفسهم أن (ع. ج.) وهو رأس الشبكة الإسرائيلية لا يعمل في وظيفة محددة، وكان يبادر أحيانا إلى توقيف سيارته على الطريق الدولية بين شتورة والمصنع، وإذا صحت الاستنتاجات التي تم تعميمها في قريته بأنه متورط بالعمل مع »الموساد«، فهذا يعني أنه كان مكلفا بأعمال مراقبة.

وقالت مصادر متابعة للتحقيق لـ»السفير« إن التحقيق مع (ع. ج.) قاد إلى إلقاء القبض على قريبه (ي. ج.) الذي اعترف أيضا بتجنيده بالعمل لمصلحة »الموساد« الإسرائيلي، وأنه كان يكلف بمهام محددة تتعلق بالاستطلاع والمراقبة التي شملت شخصيات ومراكز ومواكب وأماكن حساسة خاصة في منطقة البقاع الأوسط، فيما أظهر التحقيق مع (ع. ج.) انه تم تجنيده خلال فترة عمله في الثمانينيات مع أحد التنظيمات الفلسطينية في منطقة البقاع، وأنه قام بتجنيد عدد من الأشخاص، وتمت مصادرة وثائق من منزله وسيارته أثبتت بالملموس تورطه واستخدامه لتقنيات متطورة جدا سواء في أعمال المراقبة أو الاتصال مع الإسرائيليين.

وتبين أن الشبكة كلفت أكثر من مرة بين الثمانينيسات والعام ٢٠٠٨ (أكثر من عشرين سنة)، بمسح أكثر من بقعة أمنية، بما فيها بعض النقاط التي كانت تشمل مراكز للجيش والأمن السوري وكذلك مراكز فلسطينية في البقاع، قبل أن يتركز عملها في السنوات الأخيرة على »حزب الله« وبعض مراكزه وشخصياته بالإضافة إلى مواكبه.

ويبدو استنادا إلى التحقيقات أن عمل الشبكة لم يقتصر على لبنان بل شمل الأراضي السورية، حيث كلفت الشبكة نفسها بمسح بعض المناطق الأمنية الحساسة في دمشق، بما في ذلك منطقة كفرسوسة التي استهدف فيها القيادي المقاوم الشهيد عماد مغنية (الحاج رضوان) في الثاني عشر من شباط .٢٠٠٨

ويحاول المحققون إيجاد رابط بين هذه الشبكة وعملية اغتيال مغنية وشخصيات أخرى سواء في لبنان أو في سوريا (اغتيال الضابط السوري العميد محمد سليمان)، كما يجري التركيز على الدور الذي لعبته هذه الشبكة الإسرائيلية خلال »حرب تموز« ٢٠٠٦ سواء بتوفير القاعدة المعلوماتية أو بتحديد الأهداف وتقديم المعونة اللوجستية للعدو في بعض الحالات.

الجيش اللبناني،وفي بيان له ،أعلن إماطة اللثام عن شبكة مؤلفة من شخصين تتجسس لمصلحة العدو الصهيوني ومزودة بتقنيات محترفة،من دون تقديم تفصيلات عن مسرح نشاطاتها خارج منطقة البقاع الغربي.وصدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه، البيان التالي: تمكنت مديرية المخابرات في الجيش بعد سلسلة تحريات ومتابعة في منطقة البقاع، من توقيف شخصين ينتميان إلى شبكة تجسس وإرهاب متورطة بالتعامل مع العدو الإسرائيلي، وقد ضبط بحوزتهما أجهزة اتصال وكاميرات تصوير متطورة، كما اعترف الموقوفان بإقدامهما على جمع معلومات حول مراكز حزبية ورصد تحركات مسؤولين حزبيين لصالح هذا العدو.

لا يزال التحقيق جارٍ مع الموقوفين بالتنسيق مع القضاء المختص لكشف كامل تفاصيل الموضوع.

 

الانتشار السوري يمتد 335 كلم على طول الحدود الشرقية ...

البابا يؤكد لسليمان الحرص على «الهوية المميزة» للبنان ومصر مستعدة لتزويد الجيش بالأعتدة وتدريب جنوده

بيروت، القاهرة - محمد شقير - الحياة - 01/11/08//

جدد الفاتيكان وإيطاليا ومصر دعمها لبنان والجهود الرامية الى تهدئة الوضع فيه ومواصلة الحوار بين الأطراف اللبنانيين. واكد البابا بنديكتوس السادس عشر، خلال استقباله أمس الرئيس اللبناني ميشال سليمان في اختتام زيارته إيطاليا، ان «للبنان مكانة خاصة في قلبه وهو يذكره دوماً في صلواته كما هو حاضر في أفكاره تماماً كما كان الأمر أيام أسلافه»، مؤكداً أن «الحضور اللبناني يجب أن يفعّل ويقوّى كي يبقى لبنان وطن الرسالة وبمثابة العقل والقلب لعالم اليوم».

وجاء في بيان للفاتيكان ان البابا اكد مجددا «الالتزام المستمر للكرسي الرسولي لمصلحة لبنان»، البلد المتعدد الطوائف، والحرص على «حماية هويته المميزة». واوضح البيان ان الجانبين بحثا في «الوضع الاقليمي الحرج معربين عن الامل في التوصل الى حل عادل وسريع للمشكلة الفلسطينية». كما بحثا في ظروف حياة الطوائف المسيحية ومشكلاتها فى الشرق الاوسط.

ورد سليمان شاكراً للكرسي الرسولي «محبته المستمرة للبنان وشعبه بمختلف طوائفه والتي تجلّت باعتبار لبنان وطن رسالة للشرق والغرب». وعرض للبابا الخطوات التي يقوم بها في سبيل إنجاز المصالحة والوفاق بين اللبنانيين بعد تجاوز المرحلة الصعبة السابقة.

وعاد سليمان ليل أمس الى بيروت التي سبقه إليها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، في اختتام زيارة للقاهرة استمرت أربعة أيام لم يتمكن خلالها من لقاء الرئيس المصري حسني مبارك نظراً لتعرضه الى وعكة صحية بسيطة إثر عودته من باريس. وأوفد إليه بالنيابة عنه رئيس الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان الذي نقل اليه دعم القيادة المصرية للحوار اللبناني واستعدادها للقيام بكل ما يطلب منها لتثبيت الوفاق الداخلي والحفاظ على الاستقرار العام في لبنان.

وفيما السنيورة تبلغ من الرئيس المصري في اتصال هاتفي بينهما الموقف الداعم للرئيس سليمان الذي يزور القاهرة في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، أبدى اللواء سليمان استعداد مصر لتزويد الجيش اللبناني بالسلاح وتدريب جنوده، إضافة الى سعيها لدى سورية الى ترسيم حدودها المشتركة مع لبنان لما لهذه الخطوة من دفع للجهود الدولية باتجاه استرجاع لبنان مزارع شبعا التي تحتلها إسرائيل، تنفيذاً للقرار 1701.

ويفترض أن يطلع سليمان والسنيورة مجلس الوزراء في جلسته الأسبوعية صباح بعد غد الاثنين على نتائج محادثاتهما في روما والفاتيكان والقاهرة، على أن يتوجه رئيس الحكومة الى تركيا فور انتهاء الجلسة في زيارة تستمر حتى ليل الثلثاء المقبل يلتقي خلالها الرئيس التركي عبدالله غل ونظيره رجب طيب أردوغان.

وبالنسبة الى محادثات السنيورة في القاهرة، ذكرت مصادر وزارية لـ «الحياة» ان من إنجازات الزيارة موافقة البلدين على إعادة إحياء اللجنة العليا اللبنانية - المصرية المشتركة برئاسة رئيسي حكومتي البلدين والتي كانت أنشئت في عهد رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري.

ولفتت المصادر نفسها الى أن اجتماع اللجنة المشتركة برئاسة السنيورة ونظيره المصري أحمد نظيف وفي حضور عدد من الوزراء، توصلت الى توقيع اتفاقات للتعاون في المجالات الاقتصادية والتربوية والطاقة.

الى ذلك، يرأس سليمان الجلسة الثانية من مؤتمر الحوار الوطني التي تعقد الأربعاء المقبل في بعبدا وسط أجواء تشير الى أن بعض الأقطاب المشاركين فيها من الأقلية في البرلمان سيعاودون طرح مسألة توسيع طاولة الحوار لضمان انضمام قيادات جديدة اليها، في مقابل إصرار القيادات في الأكثرية على موقفهم الرافض توسيعها انطلاقاً من تمسكهم باتفاق الدوحة الذي أعاد تشكيل المدعوين للحوار على أساس الدعوة التي كان وجهها رئيس المجلس النيابي نبيه بري في آذار (مارس) 2006 وحصر الحضور فيها بالمدعوين الـ14 الذين شاركوا في أول جلسة حوارية برعاية رئيس الجمهورية.

وذكرت مصادر مواكبة للاتصالات الجارية في شأن توسيع طاولة الحوار أن سليمان يقف في منتصف الطريق بين مطالبة الأقلية في البرلمان بتوسيعها وتمسك الأكثرية بموقفها الرافض. وأضافت: «الرئيس سليمان سيعرض في جلسة الحوار موقف الأقلية من دون أن يتبناه وسينقل اليها موقف الأكثرية، وأي تعديل على لائحة المدعوين مرهون بموافقة الأخيرة التي يبدو انها ليست في وارد تغيير موقفها».

وفي هذا السياق، أكد رئيس كتلة «المستقبل» النيابية سعد الحريري الذي يعقد محادثات في موسكو يومي الخميس والجمعة المقبلين مع كبار المسؤولين الروس، أن لا مجال لتوسيع طاولة الحوار، وقال في مقابلة أجرتها معه قناة «روسيا اليوم»: «لا أعتقد أن هناك جدوى من هذا الأمر، لأن اتفاق الدوحة واضح وصريح وهناك قوى سياسية موجودة ومنتخبة في البرلمان اللبناني ومن الممكن أن تعدّل طاولة الحوار بعد الانتخابات النيابية في الربيع المقبل إذا انبثقت منها أمور جديدة».

وعلى صعيد انتشار الجيش السوري في داخل الأراضي السورية على تخوم حدودها مع لبنان، قالت مصادر أمنية لبنانية لـ «الحياة» إن عملية الانتشار على وشك أن تنتهي في الساعات المقبلة عند الحدود الشرقية مع لبنان.

وكشفت المصادر أن العملية تغطي المنطقة الحدودية في داخل سورية قبالة الحدود الشرقية الممتدة من الهرمل حتى راشيا، وقالت إنها تأتي استكمالاً لعملية مماثلة كان نفذها الجيش السوري في منطقة الحدود الشمالية قبالة عكار في شمال لبنان. وأكدت أن عملية الانتشار تمتد على طول 335 كيلومتراً التي تمثل كامل الحدود اللبنانية - السورية من منطقة الشمال الى منطقة البقاع، وقالت إنها تتوزع على 90 كيلومتراً قبالة عكار و245 كيلومتراً قبالة البقاع.

وعلمت «الحياة» أن دمشق كانت أبلغت بواسطة وزارة الخارجية السورية جهات دولية نيتها توسيع رقعة انتشار جيشها من عكار باتجاه الحدود الشرقية وان هذا التدبير يأتي في سياق التزامها تطبيق القرار 1701. وبحسب المعلومات، فإن السفير الروسي في بيروت سيرغي بوكين نقل الموقف السوري الى قيادات ومسؤولين لبنانيين التقاهم أخيراً، إضافة الى تأكيده لهم أن هذه التدابير تهدف الى ضبط الحدود ومنع التهريب وعمليات التسلل عبر المعابر غير الشرعية بين البلدين.

يذكر أن السنيورة ترأس مساء أمس فور عودته اجتماعاً خصص لمناقشة الإجراءات الممكن اتخاذها على الحدود الشرقية للبنان في ضوء الانتهاء من المشروع التجريبي لمراقبة الحدود الشمالية، وذلك في حضور الوزراء غازي العريضي ومحمد شطح وزياد بارود وقادة الأجهزة الأمنية وممثلين عن الدول المانحة التي قدمت مساعدات للبنان في هذا المشروع (ألمانيا، كندا، الدنمارك وفرنسا

 

صدر عن حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القومية اللبنانية، البيان التالي:

ان مسلسل المصالحات التي جرت وتجري بين الاطراف اللبنانية المتخاصمة تركت، ولاشك، ارتياحاً لدى اللبنانيين وقلّصت منسوب اليأس عندهم. انما ما يخشاه اللبنانيون ان تكون هذه المصالحات مجرد مهادنات تنتهي عند اول عثرة، وما اكثر العثرات المتوقعة على طريق الحوار الوطني المرتقب انعقاده في الخامس من الشهر المقبل، سيما وان مصالحات عديدة حصلت في السابق بين الاطراف عينها وانتهت جميعها الى الفشل، لا بل الى صراعات دموية ما زالت جراحها تنزف حتى الساعة.  ان اي لقاء بين جماعات متخاصمة هو جيد وضروري من اجل تبريد الاجواء وتنفيس الاحتقان في ما بينها، ولكنه غير كافٍ لبناء مصالحة حقيقية تستمر وتدوم الا اذا توافرت فيه جملة شروط:  اولها، ان تكون عند المتخاصمين رغبة حقيقية بألمصالحة نابعة من قناعة راسخة بوجوب طي صفحة الخلافات وفتح صفحة جديدة من العلاقات الودية القائمة على الاحترام المتبادل والقبول بالآخر مهما تنوعت الآراء واختلفت المواقف.  وثانيها، ان تحكمه الاعتبارات الوطنية والمصلحة اللبنانية العليا لا الاعتبارات الخاصة والحسابات الضيقة، وان يبقى بعيداً عن اي تأثير خارجي، اذ لا قيمة لأي مصالحة اذا لم يتحرر اصحابها من ارتباطاتهم الخارجية.  وثالثها، ان يخيم عليه اجواء المكاشفة والمصارحة المطلقة بعيداً من كل المجاملات وعبارات التودد والرغبة في التقاط الصور التذكارية امام عدسات الصحافيين.  والاهم من هذا كله ان يقتنع المتخاصمون بضرورة دعم الدولة ومؤسساتها الشرعية من خلال تقل اللبنانيين من المربعات الطائفية والمذهبية الى المربع الوطني الواحد، وإلا عبثاً يبني البناؤون.  كما وان مسلسل المصالحات يجب ان يشمل الجميع بيما فيهم عناصر "جيش لبنان الجنوبي" الذين يشكلون جزءاً اساسياً من المصالحة الوطنية الشاملة، وبدونهم تبقى المصالحات ناقصة او مبتورة، سيما وان رئيس الجمهورية تعهد باعادتهم الى ربوع الوطن "... لأن حضن الوطن يتسع للجميع." بحسب ما جاء في خطاب القسم.  لبَّـيك لبـنان/ أبـو أرز/في ۳۱ تشرين الأول ۲۰۰۸

 

الجيش يمسك شبكة إسرائيلية تعمل منذ الثمانينيات

السفير/ وضع الجيش اللبناني يده على شبكة إسرائيلية خطيرة ومحترفة ذات تاريخ حافل في العمل الأمني لمصلحة الموساد الإسرائيلي منذ عقود طويلة.

ويأتي الإمساك بالشبكة، في خطوة هي الثانية خلال أكثر من عامين تقريبا، بعد أن تم الإمساك بـ”شبكة محمود رافع” في مطلع حزيران 2006 ليؤكد بالملموس ثبات الجيش اللبناني، ولو أن العنوان الإرهابي الأصولي تقدم في السنتين الأخيرتين خصوصا بعد معركة نهر البارد. وفي التفاصيل، استنادا إلى مصادر قضائية وأمنية بارزة، أنه بعد حرب تموز 2006 تم وضع خريطة بعدد من الأشخاص المشتبه بتورطهم بالعمل لمصلحة الاستخبارات الإسرائيلية في جميع المناطق اللبنانية، وقد استرعى انتباه المتابعين للملاحقات احتمال وجود شبكة إسرائيلية تعمل في نقطة بقاعية دقيقة وحساسة جدا، ولذلك تم إحكام أعمال المراقبة، وصولا إلى توقيف أحد المشتبه بهم في الآونة الأخيرة ويدعى (ع. ج.) من إحدى بلدات البقاع الغربي، خاصة أنه يوفر لنفسه غطاء سياسيا وأمنيا عنوانه الانتماء إلى احد التنظيمات السياسية منذ أكثر من عقدين من الزمن. وبعد جمع معطيات وأعمال مراقبة لمنزله وتنقلاته داخل لبنان وبين لبنان وسوريا، تم تحديد ساعة الصفر لإلقاء القبض عليه بالتزامن مع بعض التطورات الأمنية التي كان يشهدها البقاع، وهو الأمر الذي أثار التباسا في حينه لجهة احتمال أن يكون قد وقع ضحية خطف على أحد الحواجز العشوائية، ولكن مع الوقت وبعد مراجعات سياسية وأمنية، تبين أنه موقوف بعهدة مخابرات الجيش اللبناني وأنه قدم اعترافات حول علاقته بـالموساد.

وفيما رفضت المصادر الأمنية والقضائية الخوض في تفاصيل الموضوع، قال مواطنون ينتمون إلى البلدة البقاعية نفسها، إن القوى الأمنية داهمت منزل (ع. ج.) وتمكنت من حجز سيارته (باجيرو) وتبين أنها مزودة بكاميرا فائقة الدقة، بحيث يمكن أن يوقفها في أي مكان يريد وتكون كفيلة بالتقاط أدق الصور بما في ذلك أرقام السيارات والوجوه. من جهته، دعا قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي، إلى المزيد من التمسك بالقيم العسكرية والأخلاقية والاستمرار في رفع الكفاءات المهنية والجسدية تحسبا لأي أخطار تتهدد الوطن، أكانت من جهة العدو الإسرائيلي أو الإرهاب اللذين يشكلان وجهين لعملة واحدة.

كما دعا خلال جولة شملت قيادات الوحدات العسكرية القتالية الخاصة إلى متابعة تعزيز قوى الجيش على امتداد الحدود البرية والبحرية، والى التواصل الجاري في هذا الشأن مع الجيش العربي السوري الشقيق لمنع أعمال التهريب على أنواعها ووقف تسلل الأفراد على جانبي الحدود.

 

يَللّي عَم بطالب بضباط الأرهاب الأربعة, لازم ينحط معهم

موقع 14 آذار/سليمان فرنجية: الضباط الأربعة مظلومون وعيب على الدولة والقضاء احتجازهم أعتباطياً و كيف يرسلونهم الى المحكمة الدولية وهي لم تطلبهم ولا تريدهم؟  استقبل الرئيس عمر كرامي، في دارته في طرابلس، رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية يرافقه زياد تيودور مكاري، وعقد اجتماع دام نحو ساعة بحضور فيصل عمر كرامي والدكتور خلدون الشريف، وتناول البحث التطورات السياسية والأمنية على الساحة اللبنانية لا سيما ما يتعلق منها بمدينة طرابلس ومحافظة الشمال، كما تطرق الحديث إلى الأوضاع في المنطقة عربيا ودوليا.

بعد الاجتماع مع الرئيس كرامي، قال فرنجية:"انها زيارة عادية لهذا البيت الكريم للتشاور مع دولة الرئيس كرامي، خصوصا في هذه الظروف التي نمر بها، ويمكن القول أننا ودولته نواصل التشاور والحوار بين أب وأخوة، وهذا الحلف السياسي الاستراتيجي التاريخي دائم ومستمر مع الرئيس كرامي ومع هذا البيت الكريم، ولا بد في هذه المرحلة أن نتداول في كل القضايا، بالرغم من أن الزيارة عادية وهي إلى بيتنا وإلى بيت أخ كبير، نأتي دائما نتشاور وإياه ونستنير من كلامه، وكانت وجهات النظر متطابقة، وقد وضعنا الأمور في نصابها في ما يتعلق بالتطورات على الساحة اللبنانية".

وردا على سؤال حول امكان وضع استراتيجية معينة للمرحلة المقبلة، قال فرنجية: "لا يوجد هناك من يضع لنا مشروعا، بل مشروعنا هو (منا وفينا) وتاريخنا يشهد على مشروعنا المشترك، وسياستنا التاريخية تؤكد مشروعنا، وأتصور، خصوصا في لبنان، أن هناك يوميا مشروع جديد، ولذلك نحن نتعاطى مع الأمور بواقعية لا سيما فيما يحدث في البلد".

وعن امكان نقل الضباط الأربعة إلى لاهاي قال فرنجية: "كنا نتداول مع الرئيس كرامي في هذا الأمر أيضا، وهذا الموضوع من وجهة نظري الشخصية، هو أن الضباط الأربعة مظلومون، وأصبح عيبا على القضاء اللبناني، وعيب على الدولة اللبنانية أن يبقوا محتجزين بهذه الطريقة لأنه احتجاز اعتباطي، وإذا كان الاحتجاز قانونيا فليعطونا بأي قانون تم ايقافهم حتى نكون جميعا مع هذا الطرح. إضافة إلى أن الحديث عن أخذهم إلى لاهاي أو إلى المحكمة الدولية يجب أن تكون المطالبة بذلك من المحكمة الدولية لجلبهم وعندها تبحث امكانية ارسالهم، وكما فهمت أن قاضي التحقيق الدولي ولجنة التحقيق الدولية قالت مرات عدة انه ليس لها عليهم (الضباط الأربعة) شيئا وهذا في رسائل خطية، والسؤال كيف يرسلونهم إلى المحكمة الدولية وهي لم تطلبهم ولا تريدهم؟ أنا أرى أن هذا الطرح من وجهة النظر القانونية والقضائية أنه لا امكانية لارسال أحد بدون طلب من المحكمة، واذا كان هناك طلب فلتقل المحكمة الدولية ذلك. وإذا كانت المحكمة طلبتهم أم لا فأنا أرى أن السبب الذي أوقفوا من أجله قد زال ويجب إخلاء سبيلهم". وردا على سؤال عن طرح البعض الذهاب إلى انتخابات مبكرة، أجاب فرنجية: "لم نتداول مع الرئيس كرامي في هذا الأمر، لكن حول الانتخابات عندما يريدون فليشرفوا، ونحن حاضرون". وعن القول بأن المصالحات جميعها ذاهبة نحو التنفيذ باستثناء مصالحة "المردة" و"القوات" قال فرنجية: "كله على الله، وعلى مهل، وكل شيء (يصير) بوقته".

     

إنذار إلى "حزب الله":الإستمرار ببذاءتك نقابله بحقيقتك

موقع فيلكا أسرائيل يشرف عليه و يديره أعلام و أمن حزب لله

يقال نت/تخطى العهر كل حدود.هو عهر برعاية "حزب الله"،للأسف. لو كان الموبوء بالعمالة ميشال سماحة وربة عمله بثينة شعبان والنائب السابق ناصر قنديل لوحدهم، وراء التلفيقات المقززة للنفوس التي تنشرها مدوّنة فيلكا اسرائيل، لصمتنا، لأن هذا الثلاثي، إن لم ينطق بالعيب فيخالف طبيعته، ولكن إدراكا منا أن "حزب الله"هو شريك كامل بالجرائم التي ترتكبها فيلكا إسرائيل، فعليه أن يتخذ قرارا بإيقاف هذه اللعبة الممجوجة، أو أن يعلن ببيان صريح عدم علاقته بهذه المدونة وسحب إسم دار الهادي عن كتب نشرها للعميل السوري الموصوف بالتنصيب والأمراض النفسانية والشذوذ الأخلاقي، الهارب من لبنان، المدعو خضر عواركة، لأنه إن لم يفعل، فهو فعلا، يريدها حربا دعائية مفتوحة، وحينها فليتحمل نشر حقائق - وليس تلفيقات -عن رموزه، منذ نعومة أظافرهم حتى الساعة.

آخر التلفيقات تتصل بالزميل الصحافي وسام سعادة، فمدونة فيلكا إسرائيل التي ننصح بتصفحها يوميا لسبر غور البذاءة اللا متناهية، فبركت على عادتها اليومية خبرا مفاده ان سعادة نقل الى مستشفى الجامعة الأميركية بعد محاولته الإنتحار بعدما اصيب بنوبة من الغضب والهستيريا.

وزادت فيلكا إسرائيل تفاصيل تثير الغثيان نابعة من الفكر المريض للمخابرات السورية التي تتقاطع مع أمن "حزب الله". وقبل الزميل سعادة ومعه مجموعة صحافيين تتعرض لفبركات إغتيالية وبلغة سوقية وبتهم لا يمكن ان يؤلف مثلها سوى المصابين بأعتى الأمراض النفسية. لسنا في وارد تكذيب الكذاب والقول أن مندوب "يقال.نت"، قرأ "تلفيقة "فيلكا إسرائيل وهو جالس جنبا الى جنب مع وسام سعادة، ولكننا في طور التحذير، فإن ثابر "حزب الله"على تبني هذه المدونة ومن يقف وراءها ،فعليه أن يعذرنا ... لما سنبدأ بنشره في القريب العاجل .فعلا ،لقد أعذر من أنذر. وغدا لناظره قريب.

 

 سهم O.T V بـ 10 دولارات

 الشرق /إعلان يكرر عرضه تلفزيون O.T.V يقول "استثمر في الـ O.T.V والسهم بعشرة دولارات، وغداً سترتفع قيمته.

.. غريب عجيب هذا الإعلان، خصوصاً في الظروف الاقتصادية المتأزمة والصعبة، والتي تجتاح العالم، وتحديداً الخسائر الكبيرة التي يتكبدها سوق الاسهم وبالمليارات وبنسب تقريبية، مثلاً: اوروبا 2400 مليار - روسيا 300 مليار - اميركا 1200 مليار. والحبل على الجرار.. والسؤال: من يضمن ارتفاع سهم الـ O.T.V، وبناء على أية قاعدة اقتصادية؟ ... من يعش.. ير.. 

 

حرب: المزاج المسيحي اختلف عما كان عليه في انتخابات العام 2005

 السياسة/وصف النائب بطرس حرب لقاء رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري والأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله بالجيد كونه يساعد على نزع فتيل التوتر والتشنج في البلد ويخلق جواً أكثر تفاؤلاً بتفادي أسلوب المواجهة الذي ظهر بعد أحداث أيار الماضي. ورأى أن "خطورة ما حصل في هذا التاريخ رفع الغطاء عن سلاح "حزب الله وعطل القبول الضمني لهذا السلاح الذي واجه إسرائيل، وأدى إلى خلق حالة رعب في الداخل ساهمت بتغيير كبير في المزاج الشعبي لدى الناس الذين ليسوا مع "حزب الله".

من جهة ثانية اعتبر حرب في حديث الى صحيفة "السياسة" الكويتية أن الوضع على الساحة المسيحية معقّد لأن هناك مسائل قديمة يجب معالجتها، وتتطلب جهداً ومراعاة والتغاضي عن الكثير من الانفعالات والترفع عن الجراح، مطالباً رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع والوزير السابق سليمان فرنجية أن يمتلكا الشجاعة الكافية لإجراء المصالحة بينهما. وحذر حرب من "استخدام السلاح مادة انتخابية"، متمنياً أن تكون الانتخابات النيابية المقبلة عنصراً ضاغطاً للتوصل إلى الاتفاق الوطني المطلوب. واكد حرب انه يملك أدلة على توزيع المال السياسي في الشمال، وأنه لن يسكت على عملية شراء الضمائر والنفوس الرخيصة، متسائلاً: "كيف ظهر المحسنون فجأة بمناسبة الانتخابات؟" واعداً بالإفصاح عن أسماء الذين يوزعون المال والهدايا في الوقت المناسب.

ووصف حرب المزاج المسيحي بأنه مختلف عما كان عليه في انتخابات العام 2005 عندما وقف إلى جانب النائب ميشال عون من خلال الشعارات التي طرحها ثم عاد اليوم لينقلب عليها، وهذا المزاج تغيّر وأصبح في موقع آخر، لأنه يريد أن تكون الدولة هي صاحبة القرار وهو لا يقبل بالمربعات الأمنية، كما لا يقبل أن يبقى سلاح "حزب الله" حتى انتهاء الصراع العربي- الإسرائيلي. وأضاف أن الانتخابات النيابية آتية، وأنه سيعود نائباً ليؤكد بأن الرأي العام المسيحي رأي محاسب ولا تنطلي عليه تبدل المواقف. وأوضح حرب "أنه لا يملك جواباً عن سؤال كيف يدّعي العماد عون الدفاع عن المسيحيين وفي الوقت نفسه يتخذ مواقف معاكسة لطروحات بكركي"، مؤيداً ما طرحه رئيس الجمهورية عن ضرورة قيام كتلة وسطية ما بين "8 و14 آذار" تعمل لمصلحة الجمهورية، لأن في ذلك قوة لموقع الرئاسة وقدرة للرئيس لقيادة البلاد بشكل مريح".

 

ما لم يقله رياشي عن أسباب استقالته: »التركة القضائية« الثقيلة لـ ٨ آذار

المستقبل/ أحدثت استقالة القاضي رالف رياشي المفاجئة من عضوية مجلس القضاء الأعلى هزّة قوية في الجسم القضائي ستبقى لها ارتداداتها على مدى الأسابيع المقبلة، خصوصاً أن رياشي يتمسك بهذه الاستقالة، ويقول »إن استقالتي من مجلس القضاء نهائية وسأترك العدلية يوماً ما، إذ يكفي 35 سنة قضيتها وأنا أحارب لوضع القضاء على الخط الصحيح ولكن دون جدوى«.

ومن المؤكد فإن القنبلة التي فجّرها رياشي لن تصيب شظاياها السلطة القضائية (التي لم تصبح سلطة حقيقية بعد) فحسب، إنما ستطاول بعض رموز السلطة السياسية الذين لا ينفكون عن التدخّل في القضاء ليس على مستوى التشكيلات القضائية فقط، إنما في صلب عمله.

ومن هنا تأتي الهجمة السياسية على التشكيلات، فيحاول هذا المرجع أو ذاك زرع المحسوبين عليه في المراكز القضائية البارزة، لتوسيع سطوته ونفوذه داخل القضاء أولاً، وللحصول على خدمات وتسويات للمحازبين والمناصرين والمؤيدين ثانياً، وتثبيتاً لهذه الحقيقة فإن معظم أحزاب 8 آذار التي جاهرت باعتراضها وعرقلتها للتشكيلات القضائية بات لها »مندوبون« في قصور العدل والمحاكم لمراجعة القضاة ونقل توصيات مرجعياتهم بخصوص ملفات عائدة للأنصار والمحازبين. ثمة إجماع على أن الأسباب الموجبة التي علل فيها رياشي استقالته هي واقعية وتستأهل مثل هذا القرار الجريء الذي لم يقدم عليه أحد سواه، خصوصاً عندما يقول »لقد تعبت من العدلية ودخلت في معارك من أجل حماية القضاء لم يساندني أحد فيها.. والأجواء التي دفعتني إلى الاستقالة لن تتغير.. لأنني جرّبت أن أصلح ولم أستطع، وأنا وحدي لن أستطيع أن أجلّس هذا الاعوجاج«.  وإذا كانت هذه هي الأسباب المعلنة للاستقالة فإنّ الأسباب الحقيقية غير المعلنة بحسب مصادر متابعة تتلخص بالآتي:

أولاً: إنّ القوى السياسية المؤثرة داخل ما كان يُعرف بالمعارضة، أي قوى الثامن من آذار، تعتبر أن لديها مكاسب كبرى في القضاء ما زالت ترثها منذ كانت ممسكة في السلطة عبر تعيين قضاة تابعين لها سياسياً في المراكز القضائية الأساسية منذ عهد حكومة الرئيس عمر كرامي عندما أجرى وزير العدل السابق والنائب العام التمييزي السابق القاضي عدنان عضوم تشكيلات قضائية واسعة نصّب فيها المحسوبين على جماعة سوريا في المواقع القضائية الحسّاسة، وهي (أي 8 آذار) لا تزال متمسّكة بهذه المواقع والأشخاص الذين يشغلونها.

ثانياً: إنّ قوى الثامن من آذار تبلّغ مَنْ يعنيهم الأمر عبر ممثليها الفاعلين اليوم في القضاء أنها غير مستعدة للتنازل عن مكتسباتها الموروثة، وتعتبر أن أي تغيير في أي موقع محسوب عليها حالياً سينعكس عليها في الانتخابات النيابية في الربيع المقبل.

ثالثاً: تبدي القوى المذكورة اعتراضات قوية على بعض الأسماء المطروحة لمناصب أساسية في مشروع التشكيلات القضائية مثل تعيين القاضي صقر صقر مفوّضاً للحكومة لدى المحكمة العسكرية بدلاً من القاضي جان فهد، وهي ترفض أن »تكافئ« صقر الذي يتولى الآن مهمة التحقيق في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، على رفض صقر إطلاق سراح الضباط الأربعة الموقوفين كمشتبه بهم في الجريمة ويتمسّك بإبقائهم موقوفين.

رابعاً: تشترط المعارضة السابقة موافقتها على التشكيلات بالإبقاء على مكاسبها الحالية داخل القضاء.. مقابل سلّة تعيينات متكاملة في المؤسسات الإدارية والأمنية يكون لها فيها »حصة الأسد« وكأنها هي الأكثرية المطلقة تريد أن تمسك بالبلد كله.

خامساً: تتحدث معلومات عن أن النقطة التي طفح فيها الكيل عند رياشي ما تناهى إلى مجلس القضاء بأن »حزب الله« وحركة »أمل« و«التيار الوطني الحر« اتخذوا قراراً وأبلغوه إلى الأكثرية بضرورة تأجيل التشكيلات القضائية والتعيينات الإدارية والأمنية إلى ما بعد الاستحقاق الانتخابي، وقولهم »بعد الانتخابات إما نصبح أكثرية ونأخذ كل شيء، وإما تحتفظون بالأكثرية ونتقاسم معكم كل شيء«، ما يعني أن الأزمة مرشحة للامتداد حتى ما بعد الاتنخابات النيابية.

ووفق مصادر متابعة فإن رياشي الذي كان ينتظر من زملائه في مجلس القضاء في الجلسة التي كانت مقررة أول من أمس الخميس اتخاذ موقف حاسم ونهائي فوجئ بتغيّب كامل أعضاء المجلس وحضوره هو ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي انطوان خير، رغم أن عدداً منهم كانوا في قصر العدل في بيروت ولم يحضروا الجلسة، الأمر الذي جعله متيقناً أنه يخوض المعركة منفرداً، ما يجعله عاجزاً عن تقويم الاعوجاج المستمر منذ عقود. مصدر قضائي أبدى قلقه الشديد لما يحصل وقال لـ«المستقبل« إن ما يحصل يجعل القضاء كمبنى متداعٍ، كل يوم ينهار جدار منه، لكن مع استقالة رياشي بدأت أعمدته تتداعى وهذا ما ينذر بسقوط هيكل العدالة إن لم تكن مسارعة إلى إصلاح ما يمكن إصلاحه.

 

أبو فاعور: عون يسير عكس السير والقرار بعدم اتمام المصالحة المسيحية سوري

الرأي/اعتبر وزير الدولة اللبناني وائل ابو فاعور أن مسيحيو "8 آذار" لا يريدون ان يعطوا الدكتور جعجع صفة رجل المصالحة، وأكثر ما يريحهم هو توصيف الدكتور جعجع بأنه رجل حرب ومجازر. واعتقد ان القرار في هذا الامر ليس محلياً، بل هو قرار سوري. ابو فاعور علق في حديث الى "الراي" عن إمكانية تمدد المناخ التصالحي الحالي في اتجاه عون، اي بين "التقدمي" و"التيار الوطني الحر"، وأكد "أن لا مانع في المبدأ، ولكن العماد عون يسير عكس السير، اذ فيما الناس تعود الى التفاهمات والمصالحات الداخلية، نجده يذهب في اتجاه ايجاد المزيد من الشروخ الوطنية".

ورد على قول الرئيس السوري بشار الأسد ان الانتشار على الحدود مع لبنان هو انسجاماً مع القرار 1701 مشيراً إلى انه "يريد ان يبيع وعوداً في اكثر من اتجاه. الـ 1071 للقول بأنه جاهز لبيع رأس "حزب الله"، ومكافحة الارهاب للقول انه جاهز لبيع رأس "التشدد السني"، وهو يريد مناداة من يشتري هذه الاثمان مقابل فك العزلة واعادة تكليفه بالوضع في لبنان". أما عن اللقاءات التي حصلت بين "الحزب التقدمي الاشتراكي" و"حزب الله"، اعلن ابو فاعور انه "لم يتم طرح أمر أي اجتماع على مستوى النائب وليد جنبلاط والسيد حسن نصر الله لا من قبلنا ولا من جانبهم"، مشيراً الى انه "ليس هناك ما يعوق حصول اللقاء بين النائب جنبلاط والسيد نصر الله لا اعتبارات لوجستية ولا اعتبارات سياسية على الاطلاق، ومن جهتنا نرى ان الطريق مفتوحة لحصول مثل هذا اللقاء".

واعتقد ان المصالحات لا تجرّد قوى "14 آذار" من خياراتها ولا من لغتها السياسية، والشعار الاساسي الذي سيكون محور التنافس في الانتخابات النيابية المقبلة هو مشروع الدولة وكيفية تقويته على حساب اي مشاريع اخرى خاصة.

 

لا سمح الله!!!!!!

تريز عساف

 يروج حلفاء سوريا بقيادة الامين العام الوكيل لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، والامين العام الوكيل الثاني الشيخ نبيل قاووق، منذ الان بان فوز المعارضة في الانتخابات في الجيبة. الفوز في الجيبة بفضل الجيبة، والمال كثير ومن خير الحزب الالهي ولكن هذا موضوع اخر وله حديث اخر في وقت لاحق....

اما لماذا الترويج ان النتائج لصالح ما يسمى معارضة

الاغتيالات فشلت في تحقيق الهدف وجعل الاكثرية الحالية اقلية وبقي عدد نواب الاكثرية حصرمة في عيون المجرمين ولم يستطعوا كمشهم بسهولة وبالتالي بقيت الاكثرية الحالية اكثرية...ولان الوضع هكذا حتى الان ونأمل ان يبقى من الان وحتى شهر ايار الموعد المبدئي للانتخابات، بدأ حلفاء الشام ووكل القطر العربي السوري وحمص وحلب والحميدية وقصر المهاجرين الترويج المعنوي للفوز بهدف التأثير العاطفي والنفسي على اللبنانيين او من يؤيدنوهم منهم.

كل هذه الثقة يردها حزب الله على رأس المعارضة الى احداث 7 ايار وما فرضه الحزب بقوة السلاح وما اخذه بالسيف والقوة، فكانت بروفة ناجحة في الترهيب….اما ناخذ ما نريد والا هناك 7 ايار جديدة بانتظاركم او تذكروا 7 ايار، اذا وبناء على ما تقدم من معطيات في الواقع الراهن، ولا سمح الله الف مرة الف مرة... وفازت المعارضة واصبحت هي الاكثرية في مجلس النواب وهذا هو الهدف والسعي السوريين معطوفا على الارادة الايرانية الجامحة...ماذا يمكن ان يحدث في لبنان؟اية الله العماد عون يحقق حلمه الابدي ويصبح رئيسا للجمهورية ولا يكون على الحياد لانه لا يحب الحياد ابدا، ويصبح هو وحزب الله جسما واحدا وروحا واحدة وما جمعه اله الحزب لا يفرقه اي انسان. الوزير جبران باسيل يصبح المستشار الرئاسي السياسي والاعلامي والديبلوماسي، وقائد الحرس الجمهوري وقائد الجيش والالوية والمغاوير والشرطة العسكرية والبحرية والجوية ولا يسمح لطائرة تابعة للجيش اللبناني بالتحليق فوق سجد او اي منطقة فيها نفوذ لحزب الله.

وقد يصبح باسيل ايضا مدير عام الامن العام اذا لم يأت الشيخ نبيل قاووق او نواف الموسوي او محمد رعد وقد يختصر باسيل كل الوظائف في القصر الرئاسي.او انه" وحفاظا على ماء وجه الديمقراطية" قد يترك مكتبا او مركزا او منصب شرف لمحصّل حقوق الارثوذوكس عصام ابو جمرا...

حزب الله يشرع دولته رسميا بتسهيلات وقوانين من امضاء الرئيس "المقاوم" الاول....كل هذا يحدث طبعا بعد نسف اتفاق الطائف والدوحة وكل ما له علاقة بالتوافق مع 14 اذار.... تعدل مناهج التعليم في المدارس وتصبح ولاية الفقيه مادة اساسية للتعليم الابتدائي والثانوي وفي كل مراحل التعليم العالي في الجامعات اللبنانية. السوريون يعودون "بشرف" لمحو الذل الذي خرجوا به من لبنان، وهم الاصدقاء الشرفاء الاخوة الذين وقفوا الى جانب لبنان وساعدوه وساندوه ولم يطمعوا به ولا بامواله وخيراته. السوريون الاحباء الذين لم يمسوا احدا في لبنان وكانت اياديهم بيضاء طوال سنوات الاحتلال.

السنيورة يذهب ويرتاح عون منه نهائيا ويعود عمر كرامي رئيسا للحكومة، ويعود سليمان فرنجية الى وزارتي الصحة والداخلية (كنت كتبت اكثر ولكن التزاما بالتهدئة الاعلامية حذفته في اخر دقيقة). اما عن آل المر فاذا بقي للصلح والعاطفة مطرح مع عون وبقي الحب في قلب ميشال المر..... بصراحة لم اتخيل ما هو مستقبلهم. اما عن الدروز فلا نعرف اذا كان هناك رضى على المير طلال وبيطلعلو شي، اما الحصة الاكبر فتكون لوئام وهاب المدافع الشرس عن الزعيم المسيحي الاول ميشال عون... وماذا عن حركة امل ورئيسها نبيه بري هل تبقى ملحقا لحزب الله وتوافقه في كل قرارته ومغامراته.....وفي القلب غصة وبحصة....

وماذا عن ناصر قنديل غزير الكلام والمعلومات والوثائق المسحوبة عن الانترنت.....بالطبع قد يكون وزير الاعلام اذا لم يكن قد تعين سفيرا للبنان في سوريا.

اذا فاز حلفاء سوريا في لبنان لا سمح الله الف مرة الف مرة في الانتخابات واصبحوا هم الاكثرية....هل من الضروري ان يبقى من تبقى في لبنان التعددي والديموقراطي والعيش الفوقي المشترك. لا سمح الله سبعين الف مرة .

 

جدير بالاحترام

»أبو رامز« المستقبل

شعارٌ جديد دخل بهدوء ولكن بإصرار، على المشهد اللبناني يا إخوان. هو تنظيم الخلاف السياسي. وهو بالطبع وبالتأكيد شعار يستأهل التمحيص والتدقيق والضرب بالرمل لمعرفة ماذا يعني، خصوصاً إذا قُبضَ عن جد.

إذ يُفترض من حيث المبدأ، اننا نعيش في بلد لديه مؤسسات متخصصة ترعى كل شأن من شؤونه التشريعية والتنفيذية والأمنية والعسكرية والقضائية والإعلامية والاجتماعية، وغير ذلك من النواحي التي تشكل عروة وثقى تؤسس لكيان الدولة كما يعرفها جميع بني البشر في هذا العصر.

ويفترض من حيث المبدأ والمؤخر، وفي الشكل والجوهر والاصل والاساس، ان الخلاف السياسي جزءٌ لا يتجزأ من أي نظام مهما كانت طبيعته: في دول الحزب الحاكم، يُنظَّم الخلاف السياسي بالاحتكام الى الامين العام، وفي دول النظم البرلمانية يُنظَّم الخلاف بالاحتكام الى السلطة التشريعية ويُنفس في وعائها كل جدل ونقاش ونتف شعر، وتتولى السلطة التنفيذية، أي الحكومة ورئيسها الاعلان عن قرار يكون ترجمة لتوافق المختلفين والمتناقشين ونقطة على السطر... وفي الأنظمة الرئاسية لا يختلف الحال كثيراً سوى ان للرئيس سلطة تقريرية أرفع من باقي السلطات. أما باقي أجزاء القصيدة فتفيد ان الخلاف جزء من طبيعة البشر. كل واحد عنده رأيه، وكل واحد يعتقد بصوابية ذلك الرأي.

طبعاً يا إخوان، نحن نتحدث هنا عن جمهورية قريبة بعض الشيء من تلك التي حَلِمَ بها أفلاطون وربعه. ونتحدث عن دول في العالم الآخر لا صلة لها بتركيبة دولنا ولا بتراثها وموروثاتها، ولا بتكويناتها وتفاصيلها الدينية والقبلية والعشائرية والعائلية. دول فعلية، حقيقية قائمة أمامنا ونحاول تقليدها في الكثير من آليات عملها. أما في حالتنا، فإن الباب يُقفل دون الولوج الى الاساسيات. إذ اننا، وقبل الناحية النظرية المخطوطة على الورق، نبحث في شأن عملي لا علاقة له بأي توصيف سبق ذكره. نحن بمعنى ما شبه دولة، فيها حالات تشبه الاحزاب، معارضة تشبه الموالاة، وموالاة تشبه المعارضة، وطوائف ومذاهب تعيش في كتب تاريخها، وتمارس عملها اليومي وفقاً لكتب أخرى وضعها بشر افترضوا يوماً انهم يكتبون شيئاً يسمى »الدستور« ولكل الناس.

ولأن تلك الجماعات، شبه الحزبية، وشبه الطائفية وشبه المذهبية وشبه المعارضة وشبه الموالية، تعيش في شبه دولة وفي ظل ذلك الالتباس والابهام، فهي دائمة الخلاف ودائمة الخوف ودائمة التسليح وتعيش دائماً في ما يشبه الحرب... تارة تكون باردة وطوراً تكون ساخنة، لكنها (الحرب) دائماً موجودة وتحتاج بالتالي الى تنظيم، أي تحتاج الى ذلك الشعار الطنَّان الفخم الآتي حديثاً لينضم الى كتاب الاحاجي اللبنانية إياه.

لكنه مع ذلك، وبرغم كل تلك الفذلكة المسوّرة بهناء الاستقرار الامني، شعارٌ جدير بالاحترام والتقدير. وأعتقد وأفترض انه شعار آتٍ من نية حسنة رغم توسله الاحتيال على اللغة... تنظيم الخلاف السياسي يعني إبقاء »الحرب« في دورتها الباردة الى أطول فترة ممكنة. وهذا لعمري ووجداني وضميري، شعارٌ يستحق التحية والعمل بموجبه حتى قيام الساعة.

 

 

زمن المصالحات

الياس حرفوش- الحياة - 01/11/08//

لا يملك اللبناني إلا أن يشعر بالفرح في زمن المصالحات. حشود من كل اتجاه وميل تلتقي وتتعانق. شعارات الوحدة الوطنية تحلّق في الاجواء. كأن المجلس لم يقفل، ولا الخيم نصبت، ولا 14 ولا 8 آذار، ولا حتى 7 أيار، ولا مقاطعة، ولا اتهامات بالعمالة والتخوين من هنا وهناك. كأن شيئاً لم يكن. حب جارف مفاجئ يدب في اوصال الوطن، حتى تكاد تحسب أن «الآخرين» اياهم، الذين افتعلوا الحرب الاهلية السابقة، هم الذين كادوا يدفعونه الى حرب جديدة، قبل اشهر قليلة، من غير ان يكون له يد فيها او سبيل الى ردها!

كي لا يساء الفهم، لسنا ضد هذا الحب. فهو يساعد على دفع الدفء في الشرايين في هذا الزمن البارد. كل همنا هو ان ندرك ما الذي تغير في عتمة ليل مر بنا من دون ان نلحظه، فحصل هذا الانقلاب في العواطف. فصار فلان يحل ضيفاً كريماً في الضاحية الجنوبية، وفلان الآخر يحل زائراً في المقلب الآخر من ساحة الشهداء. صار البلد مفتوحاً على بعضه، وكأن هاجس الاغتيالات المتنقلة اختفى من الذاكرة ومن الهم السياسي. ما الذي تغير حتى صارت الخلافات السياسية عوارض صحية، لا تستدعي قتل من يخالفك الرأي او لا يأتمر بصورة زعيمك؟ مثل العوارض التي تصيب دولاً اخرى، حيث يختلف الناس في آرائهم ومواقفهم، ثم يذهبون الى علبة يسمونها صندوق الاقتراع، فيفرغون فيها اختيارهم ويذهبون الى بيوتهم.

هل بات وضعنا هكذا؟ «نختلف سياسياً لكننا لن نصبح اعداء»، كما يقول نائب الامين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم. واذا كان الامر كذلك، فمن الذي سيحدد بعد اليوم معيار الوطنية، ومقياس المدى الذي «يُسمح» فيه لهذا الخلاف السياسي ان يصل؟ ومن الذي سيقرر اين ينتهي الموقف السياسي واين تبدأ «الخيانة»؟ واذا كان الامر كذلك، فلماذا لا يزال بعض الخيارات الاستراتيجية (مثل سلاح المقاومة)، ممنوعاً على النقاش، باعتبار ان النقاش فيه لا يخدم «المصلحة الوطنية»؟

مرت بلبنان من قبل فترات من الحروب الأهلية، تخللتها لفحات مودة وتقارب. لم تكن الانتكاسات تحصل في غفلة ومن دون سبب، كما يشاع في الزعم العام. كانت الانتكاسات تحصل لأن التكاذب كان سيد المصالحات. كان كل فريق يتحين الفرصة المناسبة للانقضاض من جديد، لأنه يشعر بأن الفرصة الحالية ليست مناسبة إلا... للمصالحة.

لا يوفر المناخ الحالي في لبنان فرصاً كبيرة للتفاؤل. لا التباعد في المواقف من قضايا الخلاف الاساسية تقلص، ولا الانعكاسات الاقليمية على المشهد الداخلي تراجعت. واذا كان من نقطة امل في زمن المصالحات هذا، فهو انها قد تكون فترة من الهدنة تحضيراً للانتخابات النيابية في الربيع المقبل، والاستعدادات التي يقوم بها كل فريق قبل ذلك، خصوصاً في ظل الشعور العارم بأن ما يلي الانتخابات سيشكل نقطة انتقال مهمة بالبلد من خيار استراتيجي الى خيار آخر.

رغم ذلك، من المؤسف ان يكون النائب ميشال عون في غفلة عن زمن المصالحات هذا. لا الحياد مقبول في قاموسه ولا الخلاف في الرأي مسموح. حبذا لو تنتقل عدوى المصالحات اليه، على الاقل اسوة بـ «حليفه الاستراتيجي». حبذا لو يستطيع «تفاهمه» أن يشمل خصومه السياسيين على الساحة المسيحية، اقتداء بشريكه «حزب الله»، الذي لم يعد يمانع، فيما يبدو، في «ان لا يستأثر فريق على حساب الآخرين». هل يستطيع عون ان يقتنع اخيراً بأن الساحة المسيحية تتسع للجميع، وان مواقفه قد تحتمل الصواب حيناً، لكنها يمكن ان تحتمل الخطأ أحياناً أخرى؟

 

الوليد بن طلال وبيار الضاهر يخرجان الشويري من LBCI 

ايلاف/إيلي الحاج من بيروت:  أنهى الأمير الوليد بن طلال بصفته المالك الرئيسي لقناة "المؤسسة اللبنانية للإرسال إنترناسيونال" الفضائية وشريكه رئيس مجلس الإدارة مديرها العام بيار الضاهر، عقد الإعلان الحصري بين المؤسسة وإمبراطور الإعلانات في العالم العربي أنطوان شويري بدءاً من أول السنة المقبلة. وذلك بعد مناقشات للعرض الذي قدمه الشويري للسنة المقبلة وإبلاغه مالكيها إنه لا يستطيع رفع المبلغ الذي يقارب ال 100 مليون دولار سنوياً. في نهاية المطاف تبلغ الرجل أن المحطة ستتعاقد مع شركة روتانا للتسويق والخدمات (R.M.S) التي يملكها الوليد بن طلال أيضاً لتتولى هي مسؤولية الإعلانات في المحطة التي تحولت خليجية، وإن كانت تلوّن برامجها بمنوعات لبنانية باتت من مستلزمات السوق الخليجي.

ويبلغ حجم المبلغ الإعلاني الذي يديره الشويري سنوياً نحو 948 مليون دولار على ما قال قريبون من الرجل لـ"إيلاف"، وأوضحوا أن نحو 85 في المئة من المبلغ من المملكة العربية، أما الباقي فمن الإمارات العربية المتحدة، وتتولى شركة الشويري قطاع الإعلانات وفق عقود في حلقة أو "سلة" متكاملة من محطات التلفزة الفضائية والأرضية والإذاعات والصحف والمجلات. أما وسيلة الإعلام الأقوى والأبرز والأوسع إنتشاراً فهي محطة ال " إم بي سي " بقنواتها الأربع، والتي يصعب أن ينازعه عليها أحد لاعتبارات كثيرة متشابكة.

كان الشويري يقدم إلى المعلن باقة متكاملة إذاً وسائل الإعلام، وقد بات من المتعارف عليه مع ازدهار الإعلام الفضائي أن الباقة يجب أن تضم منتجاً لبنانياً يعرض للمشاهد العربي مشاهد منوعات  أو فنون وتسليات مختلفة عن السائد لديه، تشبه ما يقدمه الإعلام الأوروبي ولكن بالعربية وبنجوم ونجمات ومشاركين لبنانيين وعرب ، مثل برامج "ستار أكاديمي" و"الوادي" وبرامج عروض الأزياء وتصميم الأزياء ومسابقات ملكات الجمال والرقص والمسلسلات الجريئة وما شابه . كانت "المؤسسة اللبنانية للإرسال " تؤمن هذه الإنتاجات لباقة الشويري وعندما اشترى الوليد بن طلال الحصة الأكبر من lbci همس بعضهم في أذن الشويري أنه سيفقد عقده الإعلاني الحصري معها لأن الأمير الوليد سيفضل حتماً أن تكون دورة أمواله من ضمن شركاته وما الذي يستطيع تقديمه الشويري وتعجز عنه شركة "روتانا" بإمكاناتها الضخمة؟ من تلك الأيام شعر أن البساط قد يسحب من تحت قدميه لأسباب محض تجارية.

ولكن تضاف إلى هذه الأسباب التجارية أسباب أخرى سياسية، فالشويري قريب من رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الذي ينازع بيار الضاهر قضائياً على ملكية شركة "أل بي سي" بكل مؤسساتها ومتفرعاتها أرضاً وفضائياً وإنتاجياً،  ولكن على الخصوص أرضياً، في مرحلة شديدة الحرج سياسياً بدليل أن انحياز المحطة "القواتية " سابقاً إلى الجنرال ميشال عون في الأيام الأخيرة التي سبقت إنتخابات 2005 النيابية ومن خلال أسلوب الحملات الطائفية التحريضية في تلك الحقبة أدى مع عوامل أخرى بالطبع إلى اكتساح للوائح عون في المناطق ذات الغالبية المسيحية.

ولتحاشي تكرار هذا الإحتمال القاتل هذه المرة لقوى الغالبية 14 آذار/مارس فكر جعجع والشويري وآخرون في المساهمة بإطلاق محطة "أم تي في" التي تملكها عائلة غبريال المر، النائب الذي أبطلت نيابته بقرار مفروض من المجلس الدستوري سابقاً على عهد الرئيس السابق إميل لحود، والذي تصالح مع شقيقه – خصمه في تلك الحقبة نائب رئيس مجلس الوزراء السابق، النائب ميشال المر.

علم الضاهر بما سعى إليه الشويري مع جعجع ، وغبريال المر وشخصيات ومتمولون يؤيدون خط قوى الغالبية فلوّح للشويري بأن عقد أل بي سي " لا يسمح له في أي شكل بالمساهمة أو التمويل في مؤسسة منافسة، فتراجع الشويري. ولكن المهم أن عاملاً سياسياً دخل على الموضوع التجاري وعجّل في حسم موضوع التعامل معه فضائياً، أما العقد مع "أل بي سي " الأرضية فلم يتحدد مصيره بعد ، ويحتمل أن يتجدد.

 وسيكون على الشويري البحث في إعادة إطلاق "أم تي في" مع آل المرّ بعد وقف عقده مع فضائية "اللبنانية للإرسال" لتبقى باقته الإعلامية متكاملة، لكن تجهيز المحطة تقنيا وبشرياً يحتاج إلى أشهر وموعد الانتخابات النيابية في أيار/ مايو المقبل يَدهم الجميع . وإذا جاءت الإنتخابات ولم تكن ال "إم تي في" تبث على الهواء فسيكون مسيحيو "قوى 14 آذار" مرة أخرى تحت رحمة بيار الضاهر ومحطته الشديدة التأثير في الرأي العام، وكذلك  الجنرال عون الذي أطلق محطة فضائية سماها "أورانج تي في" وتشير كل الدلائل غلى أنها ستظل تجريبية لا يشاهدها إلا قسم من أنصاره.

 

الموسوي: الصهيونية تشنّ حملة تستهدف اللبنانيين في المغتربات

النهار/قال المسؤول عن العلاقات الدولية في "حزب الله" السيد نواف الموسوي ان "الاوساط الصهيونية تشن منذ مدة حملة مكثفة تستهدف سمعة اللبنانيين ودورهم في المغتربات، خصوصا في اميركا اللاتينية، وان هذه الحملة، وان ركزت على صورة المقاومة وحزب الله، فانها ترمي الى فرض هيمنة الامتدادات الصهيونية على الجاليات اللبنانية والعربية والاسلامية في بلاد الاغتراب ووضعها في دائرة الاتهام او المساءلة، مما يضطرها الى الانكفاء والتراجع، ومواجهتها لا تكون بالخضوع لابتزازها او الفرار امام زحفها. لقد آن الآوان ان يواجه الانتشار اللبناني الراسخ الجذور تسلط الجاليات الصهيونية على المجتمعات السياسية والاهلية".

جاء كلامه بعد لقائه سفير الاوروغواي خورخي ارنوليتي امس، واضاف: "ان استهداف حزب الله ليس استهدافاً لحزب او فئة لبنانية او عربية، بل هو استهداف للمجتمع اللبناني والعربي بأسره، فأيا يكن شكل التعبير عن الارادة اللبنانية او العربية الحرة، فانه سيكون موضع الاستهداف الصهيوني. كما ان النيل من فئة اليوم هو مقدمة للنيل من فئة ثم فئة تحت عناوين تختلف بين حال واخرى. لذا رأينا من الواجب ان نقوم بتحرك مضاد وان نشرح لسفراء دول اميركية اللاتينية ابعاد الحملة الصهيونية ونفند الاتهامات الكاذبة التي توجه الى حزب الله".

ورأى ان "المقاومة في لبنان او فلسطين هي الموقف الطبيعي الذي يترتب على الحق المكرس للشعوب الساعية الى التحرر من الاحتلال الاجنبي، والاحتلال الصهيوني هو أسوأ الاحتلالات قاطبة. فهو احتلال استعماري استيطاني اجلائي يقوم على فكرة العنصرية العدوانية التوسعية. ولهذا فان مقاومة هذا الاحتلال وسام يعلق على الصدور، ونحن في حزب الله، نفتخر بأننا كنا ولا نزال وسنبقى مقاومين للاحتلال والعدوان الصهيوني. واننا في الدفاع عن صورة المقاومة وسمعتها ندافع عن الحق الانساني العام، كما عن الحق القومي والوطني. ولذلك فاننا نستنهض قوى التحرر جميعا لكي نخوض معا هذه الحركة الاعلامية والسياسية".

 

اأسئلة "المصالحات" وطاولة الحوار..."

بقلم بول شاوول 

المستقبل /قلنا في مناسبات عدة ان المصالحات لا تقوم فعلاً، وإن بمستويات نسبية أو محدودة، إلا إذا اكتسبت معاني سياسية، أو على الأقل، إذا كانت محاولة لتحوير طبيعة التعامل بين المتصارعين. هذا التحوير لا يمكن ان يتخذ مسلكاً ذا جدوى (وإن موقتاً) إلا إذا وضع الصراع في جغرافيته الأصلية، أي الصراع السياسي بين جماعتي 8 آذار و14 آذار، أو بين الأقلية الانتخابية والشعبية والبرلمانية وبين الأكثرية. وعندما نحاول تحديد أُطر الصراع بالسياسة، فيعني أن تتم المواجهات »الطائفية« أو »المذهبية« أو الفكرية ضمن سقوف الديموقراطية، وأدواتها، وتعابيرها، وضمن وسائل المجتمع المدني ومتطلباته، وكذلك ضمن تحويل التوترات المختلفة، من اجتماعية وسواها، الى »توترات« تنفرد مساحاتها على سلم اجتماعي أو أهلي. بحيث يكون للأطراف أن تعزز هذا السلم بممارساتها، لا أن تهدده، وأن ترسخ حضور الدولة لا أن تخرّب بنيانها، وأن تثمر تعدداً وتنوعاً، لا أحادية بسِحَنٍ مُلَوَّنة. والأهم من ذلك، ألا تكون المصالحات بمظاهرها البرّاقة، وبنيّاتها المعلنة، مجرّد فصل من فصول استيعاب الديموقراطية، أو استلاب الحرية، أو تمويه القضايا الأساسية التي تنبثق عنهما، باعتبارهما الفضاءين اللذين يتحرّك فيهما كل نشاط أو ممارسة أو تفكير... أو صراع!

ونظن ان المصالحات الراهنة قد تكون ممهدات لطاولة الحوار، المزمع عقدها (إذا صدقت الوعود والمواعيد)، ونزع الألغام والكمائن عن طرقها، لتسلك مرنةً، وسلسةً وآمنة. هذا ما يحكى. وهذا ما سوف ننتظره إلا، إذا كان كل ما يجري، خصوصاً بعد تداعيات 7 أيار وسوابقه المعروفة، ومقدماته الانقلابية، وملاحقه الطغيانية، وظواهره "الاستعلائية"، مجرّد حلقة من حلقات سبق أن شاهدنا وخبرنا وذقنا على امتداد العقود الثلاثة الفائتة وأكثر (أي منذ 1969)، حيث كانت الوصايات المتعاقبة تركز حضورها وسطوتها وسطوها على تحويل الصراعات كلها الى طرق مسدودة، والى نزاعات "إلهية"، والى انقطاعات "وطنية" بين الأطراف، والى منصات مركبة جديدة من العنف والحروب والقطيعة، مما غيب ما يُسمى "الحياة السياسية"... مديداً ومديداً. وهكذا كان لكل مصالحة، في تلك المراحل المتعاقبة بتعاقب الوصايات وتناقضاتها وتداخلها لبنانياً وعربياً ودولياً... واسرائيلياً، ان تكون "مناسبة" لقطع الوشائج، تحت شعار ان الصراع في لبنان هو لبناني، وان اللبنانيين بطبيعتهم "الطائفية" و"بربريتهم" وشغفهم بالحروب، وبالانتقام، وبالقسمة، لا يمكن أن يقيموا وحدهم حواراً، ولو في حده السياسي الأدنى. إذاً، فلتكن كلُّ مصالحة مستحيلة إلا ضمن ما يخدم "العداء" وتالياً ما يخدم ترسخ هذه الوصاية أو تلك. حتى المؤتمرات التي تمت قبل الطائف، بين "المتصارعين" كانت مناسبات لفسخ ما قد يكون تواصَلّ بين اللبنانيين. وكلنا يعرف ان ما من احتلال يبقى، أو وصاية تتجذََّر، أو نفوذ خارجي يمتد إلا عبر تعميق التناقضات بين الشعب الواحد: وعندنا الطائفية مكمن الضعف، إذن فليكن التعميق طائفياً (هذا ما فعله الاستعمار العثماني والفرنسي ومن ثم اسرائيل وبعض الأنظمة العربية التي جربت ألا تختلف عن الاستعمار بنظرته وكانت بحمد "العروبة" و"الصمود والتصدي" أسوأ).

إذاً فليكن الصراع طائفياً (هكذا تقول الوصايات)، لا سياسياً ولا فكرياً ولا ثقافياً ولا حتى ايديولوجياً. فلتحلَّ الطائفة محل الفكرة، وليحلَّ تعددها (الأحادي) محل التعدد السياسي، وليكن ثمة "آلهة" وأحزاب... توزع بالتراضي أو بالتناوب من جيل الى جيل بين الطوائف، بحيث تُنجب كل طائفة قائدها الأوحد و"إلهها" الصغير المنفوخ، مما جعل كل الفترة الممتدة من السبعينات وحتى اليوم، وبشكل متواتر، فترة صراع بين "أحزاب الالهة" وصولاً الى حزب الله... اليوم، وبحيث تكرّس كل حرب تعلنها طائفة زعيَمها المُفَدَّى كمنقذ لها... أوحد بلا نظير، ولا مثيل... كأنه كان زمن "تقديس" الصغار في موضع "الآلهة". واللافت ان كل حزب من "أحزاب الله" على امتداد الطوائف والمذاهب والحروب: كان يبني قدسيته إما بحروب يورّط بها "مجتمعه" أو بالمجازر، أو بالتهجير... أو بالقتل أو بالترهيب تنفيذاً لإرادة خارجية في وجه إرادة خارجية أخرى: يعني ان كل قائد "إلهي" (في أحد أحزاب الله السابقة حتى اليوم) لم يكن أكثر من وكيل صغير عند هذا النظام او ذاك: تأمل زعماء بحجم "الآلهة" (!) والأبطال عند طوائفهم هم مجرّد خدام صغار عند المخابرات. فيا للمفارقة!

كل هذا يعني ان استنبات الوصايات العربية (خصوصاً الثورية لا الثوروية: انتبهوا الى اللغة جيداً والتنسيب) وغير العربية، لكتل تاريخية، مستقلة عن بعضها (على أرض واحدة)، وعلى بنى طائفية أو مذهبية موحدة وعن بعضها، أو لشبه كانتونية غير معلنة... إضافة الى ظواهر القمع والترهيب والاغتيال والتهجير والمجازر التي ارتكبتها الميليشيات أو ارتكبتها الوصايات عبر هذه الميليشيات، لتكون الوصمة لبنانية، أدت الى إلغاء أي مصالحة تقوم على أرضية سياسية، والى إعدام أي حوار حرّ بين الأطراف، والى نسف الحياة السياسية برمتها في لبنان في تعابيرها المدنية، والدستورية، والقانونية، والسياسية، والشعبية، أي إلغاء الدولة كلها لمصلحة الدويلات (بقيت عندنا دويلة رعاها الله بقدرته وان "الله" على كل شيء قدير!)، وصار للوصايات وحدها ان تحل محل السلطات الدستورية: صارت الوصاية هي البرلمان كله: وكل نشاط برلماني هي تحدده!. وصارت الوصاية هي الحكومة تعيّنها وتؤلفها أو تقيلها أو تستخدمها أو تسخرها لمصالحها. وصارت هي الاقتصاد. والثقافة. والمصارف. والبنوك. والمشاريع. صارت الوصاية هي دولة اللادولة، فكان يمكن إطلاق تسمية جديدة على لبنان آنئذ "جمهورية الوصاية العربية" أو "جمهورية الوصاية الأعجمية": الجمهورية هي الوصاية، والوصاية هي الجمهورية، يعني ان رئيس الجمهورية يجب أن يكون أيضاً ممثلاً لرئيس جمهورية الوصاية. أو ظلاً له. أو أداة في يده (وهذا ما جسّده "بطل المقاومة" و"بطل التحرير"... إميل لحود).

اليوم، نعود الى المصالحات. وقد تمَّ بعضها "بأرواح" إيجابية عالية جداً. وكذلك طاولة الحوار بنيّات بيضٍ كثلوج كلمنجارو وصنين والألب. عال! ولكن المصالحة لكي تكون فاعلة، والحوار ليكون حواراً، واللقاءات لكي تكون لقاءات، يجب أن تقوم على أقانيم ثابتة: الديموقراطية (كما سبق أن قلنا)، والسيادة، والاستقلال... وتحديد كل ما يمت الى السيادة والاستقلال، من حرية، وحدود مرسومة, ودولة ممسكة بالبلد، فوق المتحاورين، والمصالحين والمصافحين والمتباوسين والمتعانقين. على هذا الأساس قد يساور بعض اللبنانيين برغم اطمئنانهم الآني الى ما تم من مصالحات. نوعٌ من القلق من أن تكون الجهة الخلفية لهذه المصالحات هي الجهة الخلفية ذاتها التي ظهرت بعد طاولة الحوار الأول: حرب تموز وما تلاها من حروب وانتهاكات وجنون، وتعطيل البرلمان ومحاصرة الحكومة وتخوين اكثرية الشعب اللبناني...

واذا كانت الحروب الكبرى كحرب تموز "مستبعدة" ربما حالياً لظروف معروفة، فإن الجهة المعتمة من المصالحات (ومن ثم الحوار) يخشى ان تكون على حساب مقومات البلد. او على حساب الحياة السياسية نفسها، ونحن على ابواب الانتخابات الجديدة، او بروفه جديدة لمحاولة فرض اساليب عنيفة لترويع الناخب الأكثري للسيطرة على البلد سيطرة شرعية باسلوب غير شرعي، فتحقق الانقلابية التي سعوا اليها عبثاً على امتداد السنوات الثلاث الفائتة. او ان تكون على حساب التعددية نفسها التي تتسم بها الأكثرية، بحيث تؤلف تحالفات استنسابية هنا وهناك (بين بعض الأكثرية والأقلية) هدفها تحقيق سياسة عزل ضد بعض الأطراف لا سيما القوات اللبنانية، لمصلحة وكيل الوصايتين ميشال عون، الذي يحاول وبكل الطرق الديماغوجية والشعبوية ان ينفذ عبر حليفيه (السوري – الايراني وخصوصاً الأخير) قسمة بين "خصومه" اي القوات اللبنانية ليذكر بحرب الالغاء التي يستعيدها هذه المرة من خلال الدعم الايراني وغير الايراني، تماماً كما فعل في نهاية الثمانينات عندما استعان بسلاح ومال ودعم صدام حسين لمحاربة السوريين في معركة التحرير المزعومة واستعان بسلاح ودعم السوريين لمحاربة القوات اللبنانية في حرب الالغاء وتماماً كما كان في عداد الذين انخرظوا في الاستعانة باسرائيل لتسهيل غزوها لبنان.. والسيطرة على السلطة! فالتاريخ عن هذا الرجل كأنه واحد وانما بظلال متعددة!

واذا كان الأمر كذلك، فلا يستبعد ان تقتصر هذه المصالحات على "الأمن" اليومي، لتعوض وبطرق تمويهية (او سافرة)، عن الضغوط الأمنية بتعزيز الاسلحة خارج سلطة الدولة، والبؤر "الامنية" خارج المخيمات، وفي بعض الضواحي "الكانتونية" الصافية بمعنى آخر ان تكون المصالحات، ومن ثم لقاءات الحوار طبخة بحص تتبلبل فيها الآراء وتتمازج فيها التمويهات وتنصب عبرها الكمائن وتتمازج لادامة انتقاص سيادة الدولة، اما باستبقاء قرارات الحرب والسلم في ايدٍ حزبية مرتهنة للخارج، او باستمرار فتح الحدود الشمالية لتدفق السلاح وتوزيعها او عبر "تصدير" ارهاب سلفي شقيق مستعار، ليوهم لبنان بالارهاب ويبرر هذا الانتشار العميم للجيش الشقيق على الحدود الشمالية والشرقية (لا في الجولان فهناك منطقة محرمة فيها الحروب والصراعات) ويشرع الى الابد سلاح حزب الله "من الأبد الى الأبد" بعد "نهاية التاريخ الحديث وبداية تاريخ آخر"تيمناً بمأثورات المفكر السياسي الكبير "سارتر لبنان" اقصد الجنرال ميشال سارتر عون الذي نطق بأن سلاح حزب الله سيبقى حتى انتهاء الصراع العربي – الاسرائيلي او ربما حتى "انتهاء صراع الحضارات" كما صرح بعضهم الآخر من ذوي "الأفكار" "التنويرية".

ونظن، في هذا المجال، وكما علمتنا تجارب الوصايات المتعاقبة والمتدفقة لانقاذ لبنان"، ان لا هذه المصالحات ولا طاولة الحوار، ولا مآدب التلاقي ولا كرنفالات المعانقة، قد تغير شيئاً ملموساً يذكر لما يجري، وما سبق ان جرى اذا كانت هذه المحاولة شبيهة بم حصل امس. قد يطفو شيء من الهدوء على السطوح، او شيء من الاطمئنان او شيء من تأجيل "الانقلابات التي ارتكبتها الأقلية.. لكن ستستمر الوصايتان بتحفير اركان الدولة، ونبشها وقضمها ومحاولة استيعابها. وتستمر سياسة المصالحات الاستنسابية تحت شعار استعادة "عزل" بعض الفئات كالقوات اللبنانية لصالح جنرال الخراب ميشال عون، وستستمر الضغوط السورية على الحدود وعرقلة الشاحنات ورفعها لتطويق الاقتصاد اللبناني وتستمر الحشود السوريةعلى الحدود اللبنانية وكأنها "ترسيم" من نوع آخر للحدود او كأنها "تقديم اوراق اعتماد ديبلوماسية" (حدودية عسكرية) بينها وبين لبنان او كأنها تهيئ صناديق الاقتراع ليقترع "الجيش" الاخوي بدلاً من اللبنانيين في الانتخابات المقبلة! والطريف ان بعد كل عدوان على سوريا من قبل اسرائيل او اميركا.. يعزز النظام السوري انتشاره عن الحدود اللبنانية وكأنها الحدود الأميركية او الاسرائيلية كتعويض عن الرد على الاعتداءات الاميركية او الاسرائيلية (وان التبست مقاصد بعضها).

ضمن هذه الأطر وفوق المصالحات او عبرها او تحتها وفوق طاولة الحوار او عبرها او تحتها، قد تكون المسافة الزمنية التي تفصلنا عن الانتخابات مزدهرة من حيث "تنظيم" مخططات الانقلاب "الشرعي" هذه المرة او من حيث تفكيك 14 آذار او من حيث عزل بعض القوى المسيحية او من حيث تعطيل الفعل المسيحي من خلال منع التلاقي (هذا ما كان يتم ايام الوصاية وبالواجهات المحلية نفسها: فرنجية او عمر كرامي.. او سواهما! فيا لبهجة هذه الوجوه الوطنية العامرة!) او من حيث التهويل "بمعارك" تواكب الانتخابات لتهريب الناخبين، او من حيث اللجوء الى بعض اشكال "العنف الموضعي" الخاص ببعض المناطق... لتجديد صورة "الارهاب" السلفي (الآتي من لدن الشقيقتين!) ونسبة كل ما يرتكبه الى "الارهاب" الطالع من الشمال اليوم، ومن يدري من اين غداً! (انتظروا المخيمات ربما).

على هذا الاساس وعملاً بمبدأ قبول الممكن، لا يمكن الا ان نوافي وننتظر هذه "المصالحات" وصولاً الى طاولة حوار (وان بابلية!) فلعل، وعسى وخيراً... ان تجترح "معجزات "بشرية او حتى الهية.. تحول كل هذه المخاوف.. والوساوس والهواجس الى اطمئنان وانتظارات لمرحلة جديدة!

وقولوا انشاء الله!

 

الرئيس الجميل: سنخوض الانتخابات في كل لبنان بلوائح مشتركة

حاوره أيمن جزيني وجهاد عون: www.almustaqbal.org

شدد الرئيس الأعلى لحزب الكتائب الرئيس أمين الجميل ان قوى 14 اذار ستخوض الانتخابات على قاعدة لوائح مشتركة، وذكر بتجربة الإنتخابات التي خاضها "الحلف الثلاثي" على كل الأراضي اللبنانية، وحض بإلحاح على وضع خريطة طريق للمصالحات بين مختلف الافرقاء في لبنان لمناقشة جميع المسائل المتنازع عليها والاتفاق على اسس واضحة. ووصف الكلام على "تحالف الأقليات" بأنه "لعب بالنار"، داعياً المسيحيين في لبنان إلى ممارسة دورهم التوفيقي والوطني الجامع وعدم الإنخراط في سياسة المحاور.

في حوار مع فريق موقع www.almustaqbal.org في البيت المركزي لحزب الكتائب اللبنانية في وسط بيروت اعتبر الرئيس الجميّل ان اللقاء بين رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري والأمين العام ل "حزب الله" السيد حسن نصرالله كان متوقعاً منذ مدة، وانه يعول على هذا اللقاء لمعالجة ذيول حوادث 7 ايار في بيروت "التي كان لها اثر جلل وكبير على مستوى العاصمة وعلى الصعيد الاسلامي واللبناني عموماً". وقال:"يقتضي البناء على هذا اللقاء لخلق دينامية جديدة وشاملة للمصالحات لئلا تبقى اللقاءات مجرد هدنة عابرة حتى لا نقول وقفاً للنار". وحض على الإنطلاق من هذا اللقاء "نحو ارساء حوار جدي وحقيقي يضع اسساً واضحة للعبة السياسية في لبنان تحميه مستقبلاً من امور مشابهة لما جرى في 7 ايار. وإذا لم نستثمر هذه الهدنة لإطلاق الحوار المشار اليه فسنكون أمام احتمال تجدد الصراع في شكل اكثر حدة مما كان، وعند ذلك سيصبح الوضع في دائرة الخطر الشديد".

خريطة طريق للمصالحة

وعن تصوره لطبيعة المصالحة الحقيقية المطلوبة، قال الرئيس الجميل إنها "المصالحات التي تتجاوز تبويس اللحى وتكب على معالجة لب المشكلة الاساسي، وعلينا الإقرار بوجود خلافات اساسية، لذلك فمن الضروري جدا ان تكون المصالحات على قاعدة خريطة طريق واضحة تتضمن معالجة بعض الأمور الساخنة والتي تثير مناقشات بين اللبنانيين، مثل المفهوم الوطني للسلطة ومدى سيطرتها على الأراضي اللبنانية لئلا تقوم سلطتان على أرض واحدة. ولا بد أيضاً من مناقشة مسألة علاقات لبنان الخارجية بإيران وسوريا وأي دولة اخرى، نظراً إلى انطباع ان بعضهم يعطي أولوية للمصالح الخارجية على حساب المصلحة الوطنية ويربط الوطن بسياسة المحاور".

وحض على مناقشة الوضع الاقتصادي "لأن القيادات نسيت هموم المواطنين والوضع المعيشي الصعب الذي يرزحون تحته. وأخشى أن تكون لتطورات الأزمة الإقتصادية العالمية ارتدادات على لبنان في غفلة عن الجميع الذين لا يولونها الأهمية المطلوبة". وشدد على خطورة الانطباع السائد لدى الرأي العام ان لبنان "سفينة تتنازع على قيادتها مجموعة من الاطراف وكل يود الإبحار بها في اتجاه ويرفض التفاهم على وجهة إبحار واحدة".

ورداً على سؤال عن طبيعة ما جرى في 7 ايار وهل كشف مفهوماً اخر للبنان؟ قال الجميل :"الأمور كانت واضحة منذ البداية، ومقولة ان سلاح المقاومة لن يستخدم في الداخل كانت دائماً موضع شك لدى الكتائب الى ان حصل ما حصل".

اضاف :"عشنا مراحل مماثلة في السبعينيات ودفع لبنان اثماناً باهظة بسبب المقامرات بمصيره ادت في نهاية المطاف الى اجتياحات وتدخلات عسكرية من مختلف القوى وكل ذلك نتيجة التساهل في مسألة السيادة وتلكوء اللبنانيين عن القيام بواجباتهم الى ان وصلنا الى ما وصلنا اليه".

وعن المصالحة بين المسيحيين، قال ان "الموضوع ليس مطروحاً بالنسبة الى حزب الكتائب الذي تصالح مع الجميع". وذكّر باللقاءات المتعددة التي جمعته بالرئيس الراحل سليمان فرنجية في مؤتمري جنيف ولوزان في سويسرا وفي إهدن وسمار جبيل، وبأن الكتائب على اتصال بتيار النائب الجنرال ميشال عون، لكنه اعتبر ان "المصالحة أمر والعمل السياسي وتقويم المصلحة الوطنية أمر آخر"، مكرراً الدعوة إلى وضع خريطة طريق للمصالحات تحدد مفهوم المصلحة الوطنية".

الحوار ومتاهات السلاح

اما عن توسيع طاولة الحوار فرأى ان المشكلة تقنية اكثر منها سياسية، وقال:"اذا فتح موضوع توسيع عدد المشاركين فسيصبح من الصعب جداً تحديد عدد المشاركين. لقد بذل الرئيس نبيه بري جهداً كبيراً "لتركيب" هذه الطاولة الحوارية، واذا كبر العدد فقد تحصل مفاجآت في تحديد معيار المشاركة، خصوصاً ان كثراً قد يدعون لأنفسهم الحق في ذلك ويثيرون جدلاً حول هذه المسألة قد يكون على حساب جوهر الموضوع". واعرب عن خشيته "أن يتحول الحوار برج بابل، لأن الافساح في المجال أمام انضمام حلفاء "حزب الله" الى الحوار يعني الإفساح في المجال أمام انضمام حلفاء قوى 14 آذار ايضاً".

وعلق على قول ل"حزب الله" من خلال المسؤول عن العلاقات العربية فيه حسن عز الدين فحواه ان لا حوار حول سلاح الحزب، فقال إن "لا خلاص للبنان الا اذا تمت مناقشة قضية هذا السلاح". اما عن اعلان "الجبهة الشعبية – القيادة العامة" وضع سلاحها في لبنان بتصرف الجيش السوري فقال:" هذا ما كنا قد حذرنا منه تكراراً لأن هناك مصالح تتجاوز المصلحة اللبنانية، وبعضهم يقول انها تصب في خانة الاستراتيجية الايرانية او الاستراتيجية السورية. واذا استمر هذا السجال فسيؤدي الى انهيار لبنان".

وهل يشكل موقف "القيادة العامة" دعوة الى مشاركة السوريين في طاولة الحوار؟ أجاب :"شاركت سوريا سابقاً في مؤتمر لوزان وغيره لكننا اليوم امام وضع مختلف، واذا ارادت سوريا المشاركة فلماذا لا ندعو مصر ايضاً على سبيل المثال؟ المسألة قد تبدأ بسوريا ولا تنتهي بغيرها".

الإنتخابات وقوى 14 اذار

وعن الإنتخابات والموقف منها قال ان "حركة 14 اذار هي مسلمات وثوابت ومقومات للسيادة الوطنية والاستقلال، وليست تحالفات انتخابية فحسب. والتنوع كبير في مواقف هذه الحركة الاستقلالية التي لا تشكل حزباً واحداً بل تتحرك جميعاً في اطار الحرية والاستقلالية".

وبعدما أكد ان "الكتائب ترفض ان يفرض عليها نهج سياسي ورؤية معينة" ، شدد على ان قوى 14 آذار ستخوض الانتخابات على قاعدة لوائح مشتركة، وذكر بتجربة "الحلف الثلاثي" على كل الأراضي اللبنانية عندما ظهرت استحالة في تشكيل لوائح موحدة في بعض المناطق، فلم يتفق الحلف عليها، لكنه لم يتأثر بذلك". وقال :" شخصياً افضل التفاهم، اما اذا كانت هناك استحالة في إنجاز لوائح موحدة فلا يعقل ان ننسف كل التفاهمات بسبب دائرة انتخابية واحدة، وهذا ما نراه في العلاقة بين وليد بك (جنبلاط) والأمير طلال ارسلان في اتفاقهما على خوض الانتخابات معاً". لكنه كرر الدعوة الى ترك الامور الى أوقاتها، مشددا في الوقت نفسه على أن حزب الكتائب سيعمل على تعزيز التحالف ومنع نسفه.

وفي ما يتعلق بمشاركة الكتائب في الانتخابات، أشار الى مرشحين للحزب: "في كسروان سجعان قزي، وبيروت نديم الجميل، وزحلة إيلي ماروني، والمتن الشمالي سامي الجميل وجزين إدمون رزق وغيرهم" . وأضاف ان "حزبنا قادر على الاستقطاب والحشد، وهناك اعتبارات عدة في هذا المجال يجب أخذها في الحسبان".

"الدور المسيحي التاريخي"

وعن المزاج المسيحي العام قال :"بكل ألم أقول إن هناك شريحة اضاعت البوصلة، وهي راضية عما يجري". واشار الى "حالة مرضية بين المسيحيين ولدى كل الطوائف ، لكنها تبدو نافرة لدى المسيحيين بسبب التنافس الشديد". وعرض لبعض التصرفات وردود الفعل عليها واصفاً اياها بأنها "أكثر من غريزية، بل اصبحت حالات مرضية". وفضل الرئيس الجميل عدم التطرق بإسهاب الى مواقف النائب الجنرال ميشال عون، واختصر الوضع بأن "الرجل أخذ خياراته منذ مدة والتزم المحور السوري- الايراني ويجهر به مهاجماً الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر"، وأضاف : "هذا مضر جداً للبنان وللمسيحيين لأنه يناقض دورهم التاريخي، وهم يجب أن يكونوا همزة وصل بين الجميع، وان يعملوا للدفع في اتجاه خطوات تحفظ الوطن بعيداً عن سياسة المحاور التي اختبرنا نتائجها المدمرة صراعاً داخلياً او صراعاً للآخرين على ارض لبنان".

ورفض كلياً منطق الحديث عن "تحالف الأقليات"، مؤكداً أن "لبنان هو موزاييك طائفي لا يستقيم وضعه إلا اذا تناغمت جميع قطعه في ما بينها، وأي خلل في قطعة منها يؤدي حكماً الى انفراط هذا العقد". واعتبر ان "انتصار اي محور لن يكون الا على حساب جميع الاطراف". وعن موقفه من الحديث عن امكان عودة سورية الى لبنان قال: "سوريا لم تخرج كي تعود، والحديث عن عودة الجيش السوري مقاربة خاطئة، والاجدى الإنطلاق في حوار صريح وبناء بين البلدين لمصلحة سوريا ومصلحة كل اللبنانيين . على سوريا السعي إلى فتح صفحة مشرقة مع جميع اللبنانيين، أما اللعب بالنار فسيحرق أصابع الجميع".

 

النائب فرنجية: تناقض في مواقف سوريا وحزب الله

الاساس هو القرار 1701 وامرة الدولة على السلاح

وطنية- 1/11/2008(سياسة) رأى النائب سمير فرنجية أن الصراع دائر على سوريا من ثلاثة اتجاهات: الاتجاه الفرنسي والاتجاه الأميركي والاتجاه الإيراني. وهذا ما ينعكس على الداخل السوري ارتباكاً بكل الاتجاهات وهذا ما يتبدى بحشد التظاهرات السورية الداخلية وبطريقة الانسحاب من الحدود العراقية والحشد المضخم على الحدود اللبنانية. اضاف في حديث الى اذاعة الشرق: هذا الإرباك تجلى في تصريح المندوب السوري في الأمم المتحدة أخيراً بأن المعسكرات الفلسطينية التابعة لأحمد جبريل في لبنان يرعاها اتفاق القاهرة وهذا اتفاق ألغي باكراً منذ عشرين سنة وألغي رسمياً من المجلس النيابي أيام الرئيس الحسيني والفلسطينيون أنفسهم ذهبوا بالاتجاه المعاكس تماماً للطلب السوري عبر إعلان فلسطيني- لبناني وتم التوافق عليه على طاولة الحوار الأولى بالإجماع.

موقف المندوب السوري غريب جداً وكأن الأمر لم يصله الى الآن، يضاف الى ذلك إشارات الإرباك الأخرى بتنظيم المظاهرات الداخلية. والخوف الحالي أن تذهب الأمور بكل الاتجاهات والخشية من قراءة سورية خاطئة كما حصل في العام 2004، تفرض واقعاً جديداً بوقت تسعى فيه سوريا الى الهروب الى الأمام. ذلك أن الإشارات التي تعطيها سوريا متناقضة جداً ولكن الواضح جداً أن مشكلة سوريا مع العالم مرتبطة اكثر بطريقة تعاطيها مع الملف اللبناني وليس مع مسألة مفاوضاتها مع إسرائيل المكلف بها الجانب التركي، ذلك أن مشكلة سياسة النظام السوري أنه فتح قنوات تتعارض مع بعضها البعض كمؤشرات متناقضة والمشكلة في الخيار السوري إزاء كل هذه الضغوطات والاتجاهات. سوريا وعدت فرنسا بعلاقات ديبلوماسية مع لبنان وأعلنت قيام هذه العلاقات، وبقيت متمسكة بالمجلس الأعلى بشكل غير مفهوم تماماً وبالتنسيق عبر اللجان الأمنية التي علقت بالانسحاب السوري من لبنان عسكرياً.

سوريا تعلن أن تطبيق القرار 1701، وبالوقت نفسه تريد ترسيم الحدود من الشمال أولاً، ما يعني عرقلة إيجاد حل لمزارع شبعا وعودتها الى لبنان.

سوريا أعلنت أنها ضبطت حدودها مع العراق، وتبين للمجتمع الدولي مع الغارة الأميركية عكس ذلك تماماً لا بل سوريا سحبت عسكرها عن الحدود العراقية ونشرتها على الحدود الشرقية مع لبنان.

بالموضوع الفلسطيني تارة تعطي إشارة بتخليها عن حماس والفصائل المعارضة وطوراً تعود لتمسك بالورقة الفلسطينية، والحجة أنها تمارس سياسة إقليمية ذاتها وتلعب على كل المستويات. والنتيجة حالة ضياع على الأرجح في سوريا. والمدخل لسوريا الى المجتمع الدولي ليست إسرائيل كما يتضح يومياً بل المدخل الى العالم وإلى المجتمع الدولي هو لبنان والدليل أن الملف الأساس العالق لسوريا مع هذا المجتمع الدولي هو ملف العلاقات اللبنانية- السورية وليس ملف العلاقات السورية- الإسرائيلية الذي يحظى برعاية تركية. ورأى أن الأساس من هذه المرحلة لبنانياً هو تطبيق القرار 1701، ويعني هذا حسم موضوع الأمرة على السلاح باتجاه لمن هذه الأمرة، للدولة أم لحزب الله أو بمشاركة مع الدولة كطرف مشارك للدولة في هذا السلاح. حزب الله وافق على القرار 1701 ووقع عليه وهو مشارك في الحكومة وموافق على بيانها الوزاري والسؤال عن الكلام الذي سيقوله على طاولة الحوار بهذا الشأن.

واعتبر أن حزب الله يقدم الى الآن مواقفً سياسية متناقضة، ولم يحصل ذلك التقدم من مسألة حل جوهر الخلاف السياسي، مع العلم أن المصالحات هي بغاية الأهمية لمنع الفتنة ولضبضبة الأمور بعد ما جرى في 7 أيار، وهي أمور ما زالت عالقة.

الإقرار بالأمرة للدولة على السلاح هو الأساس، وكل الأمور الأخرى قابلة لإيجاد حلول. الموضوع الأساس هو تنفيذ القرار 1701 أو عدم تنفيذه وإلا ماذا تعني فلسفة الاستراتيجية الدفاعية؟

والقرار 1701، هو قرار بغاية الأهمية وضمانة لحماية لبنان تجاه اسرائيل وتجاه ما قد يجري في المنطقة وحماية لبنان امر مهم لكل اللبنانيين.

لذلك جاء كلام الرئيس سليمان في غاية الأهمية، وانظار العرب والعالم ستكون منصبه الاربعاء المقبل على طاولة الحوار لا سيما انها تأتي في مرحلة انتقالية بعد الانتخابات الاميركية ويحب على لبنان ان يحمي نفسه بأن يكون خارج دائرة الخطر، وليس لدينا متسع من الوقت لمواجهة التحديات المقبلة.

واعتبر ان المصالحة المسيحية - المسيحية هي التوافق على الخيارات السياسية والصورة ذاهبة باتجاهين: اتجاه يذهب مذهب اهل الذمة واصطفاف المسيحي على قاعدة الفتنة السنية - الشيعية والجنرال عون اختار الجهة الايرانية لحماية المسيحي واتجاه ثاني عبر عنه النائب البطريركي العام وهو اتجاه البطريرك الماروني من مسجد محمد الأمين اي الذهاب نحو الاعتدال سنياً او شيعياً او اياً كان. وهذا الاتجاه ظهر في الفاتيكان في كلام البابا للرئيس سليمان عن لبنان النموذج.

هذا الكلام من أرقى الكلام وهو وجهة الكنيسة في لبنان والمنطقة الى الدعم والمساهمة في الاعتدال العربي- الإسلامي ما يتعارض مع منطق الجنرال تماماً الذي يذهب بخيارات تتعارض مع خيارات الكنيسة ومصلحة المسيحيين.

ودعا النائب فرنجية الرابطة المارونية الى التوجه نحو الناس والمجتمع المدني بعلاقة مباشرة مع الضحايا وردم الهوة مع الناس، اما جانب المصالحة بين القيادات المسيحية فهناك أمور حسمت أصلاً بين حزب الكتائب والمردة والرئيس فرنجية الاب نفسه قال "عفى الله عما مضى". هنا المشكلة بالسياسة والرابطة المارونية لا تملك أدوات حلها وهي جزء من مصالح عامة في البلد اي الاتفاق على خيارات سياسية لكن الجانب الاهم هو الناس وعلى الرابطة المارونية التوجه اليهم ومعرفة قصصهم وملاقاة حلول لها.

وحدد أطر المصالحات الجارية بتخفيف التوتر لإعادة الأمور الى فرز سياسي وليس فرزاً مذهبياً وهذا وضع إطاراً له كلام النائب سعد الحريري وهو كلام واضح لا خلاف عليه لا بل هناك إجماع عليه من قوى 14 آذار وعلى سياقه العام.

وحذر من فهم الأمور بطريقة خاطئة في ذلك الاتخاذ قرار بشرعنة حزب الله عسكرياً يعني تعريض لبنان لمخاطر خارجية كبيرة ومعنى ذلك دفع كل فريق الى بناء أمنه الخاص. معتبراً بالمقابل ان لا خوف من عودة التحالف الرباعي فالمسيحيون الذين صوتوا للجنرال عون عام 2005 صوتوا له لانه على يسار قوى 14 آذار وأكثر راديكالية وهو الذي كان يريد تجريد سلاح حزب الله وتطبيق القرارات الدولية فرنجية تحدث عن صعوبات داخل بيت 8 آذار ومخاوف من عدم إجراء الانتخابات ولماذا تريد 8 آذار خوض هذه الانتخابات ونتائجها معروفة لصالح 14 آذار والبارز كان فتح النار من قبل كتلة الجنرال عون وبشكل قوي على مسألة كتلة نيابية للرئيس ميشال سليمان ذلك ان منطقة جبل لبنان شمال خط الشام، أي المتن وجبيل وكسروان مرشحة لتكون في عهدة كتلة خياراتها ستكون خيارات الرئيس سليمان إما للرئيس سليمان أو لقوى 14 آذار وخياراتها هي بناء الدولة، ما يعني ان الانتخابات المقبلة ستكرس الطابع الاقوى للمعارضة وهي لا تستطيع أمام الرأي العام العربي والدولي إلا ان تقبل بنتائجها هذه المرة لذلك بدأنا نسمع خلافات داخل صف المعارضة ونسمع ان الجنرال لن يستطيع الترشح في كسروان.

ودعا قوى 14 آذار الى خطاب واضح وسلوك انتخابي من نمط جديد هو الاقرب الى جو الناس والأوضح من سلوكيات قيادات 14 آذار نفسها، والناس تريد تغييراً وان تكون قيادات 14 آذار على مستوى الرأي العام الذي انبرى الى جانبها منذ لحظة اغتيال الرئيس الحريري وعلى مستوى الرأي العام اللبناني والخارج وحيويته الاستثنائية إذ ليس مطلوبا تطوير الاستثنائية اللبنانية بل المطلوب عدم قمعها وبعناوين ما.

 

خامنئي يغري الأميركيين ويستبـدل نـجـاد بخـاتمـي 

نيقوسيا -القناة  : 1/11/2008 

لم ينتظر ملالى طهران، كما كان متوقعاً انتهاء الانتخابات الرئاسية الأميركية ومعرفة اسم الحاكم الجديد فى البيت الأبيض وسياسة الإدارة الجديدة تجاههم للكشف عن أوراقهم واستراتيجيتهم تجاه العلاقات المستقبلية بين البلدين، ويبدو أن القيادة الإيرانية قد قررت تكثيف مبادرات حسن النيات تجاه واشنطن حتى قبل رحيل جورج بوش عن البيت الأبيض، واختارت بدورها أن تمهد الطريق لصفحة جديدة بين البلدين على أعلى المستويات ومن خلال الإعلان عن استعداد الملالى لتغيير سلوك النظام بإعادة الإصلاحيين إلى السلطة عبر أبرز رموزهم وأكثرها قبولاً لدى الغرب: الرئيس السابق محمد خاتمى، حتى الأسبوع الماضى كان خاتمى يعتبر متقاعداً سياسياً بعد تجربته الإصلاحية الفاشلة بين 1997 و2005 ويكتفى بنشاطات خجولة فى مجال الحوار بين الثقافات والديانات، لكنه عاد فجأة إلى الواجهة السياسية من خلال مؤتمر حوار الأديان الذى نظمه فى طهران، ودعا إليه شريحة واسعة من كبار المسؤولين الغربيين السابقين: الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفى أنان، الرئيس السويسرى السابق جوزف ديس، رئيسة أيرلندا السابقة مارى روبنسون ورؤساء وزراء سابقون من فرنسا وإيطاليا والبرتغال والنرويج ليونيل جوسبان ورومانو برودى وجورج سامبايو وكيل بونزميك .

وبسرعة اتخذت زيارة هؤلاء الزعماء الغربيين لطهران ولخاتمى أهمية فاقت زيارات مسؤولى مجموعة الدول الست التى تفاوض حول البرنامج النووى وبدت وكأنها تحمل عرضاً غربياً جديداً هو دعم حملة إعادة الإصلاحيين إلى الرئاسة واستبدال نجاد بخاتمى فى انتخابات يونية -حزيران- المقبل.

من حوار أديان إلى حرب رئاسة!

وهكذا تحول -مؤتمر حوار الأديان- إلى فرصة لإطلاق حملة خاتمى للانتخابات الرئاسية لكن العارفين بتركيبة السلطة والقرار فى إيران يؤكدون أن -اليقظة- المفاجئة للإصلاحيين الإيرانيين ودخول أبرز رموزهم وأشهرها انفتاحاً على الغرب، الحملة تعكس رسالة إيرانية حصلت على الضوء الأخضر من المرشد على خامنئى وأصحاب القرار الحقيقى فى إيران، وهى تحمل أولاً استعداداً لفتح صفحة جديدة مع الرئيس الأميركى الجديد ووضع حد لمرحلة أحمدى نجاد علماً بأن الرئيس الإيرانى كان قد حصل قبل أسابيع على تلميح من المرشد لترشيحه لولاية ثانية.

ولفت المراقبون أن الانتقال المفاجئ إلى تسويق عودة خاتمى إلى الرئاسة يشكل تطوراً هاماً فى الرسائل الإيرانية الإيجابية التى تكثفت مؤخراً فى اتجاه الغرب عموماً والولايات المتحدة خصوصاً، ويعتبر تسويق ترشيح خاتمى الذى لم يكن منتظراً بسبب عداء الحرس الثورى والملالى المتشددين بقيادة خامنئى له رسالة إيرانية ذات أبعاد هامة بالنسبة للتنازلات التى يمكن أن تقدم للنظام للتوصل إلى تسوية مع المجموعة الدولية والخروج من عزلته وفك الحصار عنه، فقد جاء تسويق ترشيح خاتمى فى وقت لم يكن أي مرشح إيرانى قد أعلن ترشيحه باستثناء مهدى كروبى رئيس البرلمان السابق.

وقد لوحظ أن كروبى كان قد أعلن ترشيحه قبل يومين من انطلاق حملة تسويق خاتمى وهو مصنف فى خانة المعتدلين، ولكن بتحفظ شديد ولا يعتبر مرشحاً جدياًعلماً بأنه كان من كبار المساهمين فى فضيحة إيران - جيت والاتصالات السرية بين الأميركيين والإيرانيين فى الثمانينيات، وقبل ترشيح كروبى كانت الأسماء المتداولة لخلافة نجاد تتمحور بين هاشمى رفسنجانى رئيس مجلس الخبراء الذى يمتلك صلاحية إقالة المرشد(!) والمعروف ببراغماتيته وعلى لاريجانى رئيس البرلمان والمفاوض الإيرانى فى الأزمة النووية قبل أن ينجح نجاد فى إبعاده لصالح سعيد جليلى، وبالتالى فى تحويله إلى أبرز منافسى نجاد على الرئاسة نظراً لموقعه السابق فى قيادة الحرس الثورى ولقربه من المرشد .

أما المنافس الآخر فكان ولايزال محمد باقر فاليباف عمدة طهران وقائد الشرطة السابق، وقبل دخول خاتمى على خط الترشيحات كان الانطباع السائد أن هيمنة الحرس الثورى على السلطة والقرار مازالت قادرة على قطع الطريق على عودة الإصلاحيين إلى الحكم، وبالتالى على أى أمل لخاتمى الذى كان يعرف هذا الواقع جيداً واختار اعتزال العمل السياسى، وبالتالى فإن أكثر المراقبين تفاؤلاً بانفتاح النظام الإيرانى لم يكونوا يتوقعون سوى منافسة بين نجاد ولاريجانى يحسمها المرشد فى اللحظة الأخيرة على ضوء اسم الرئيس الأميركى الجديد وتطور المفاوضات السرية والعلنية بين طهران من جهة وواشنطن من جهة أخرى نحو المواجهة والحرب أم نحو الحوار والتسوية.

من الحرب إلى الصفقة

وفى معلومات مصادر مطلعة على ما يدور فى الكواليس أن وراء تسويق ترشيح خاتمى مفاجآت حصلت فى الأسابيع الماضية، ساهمت فى نقل العلاقات الأميركية - الإيرانية من المواجهة إلى المهادنة وحملت نسبة عالية من التفاؤل بالتوصل إلى -الصفقة الكبرى-، ويبدو واضحاً من آخر التطورات أن طهران لم تعد تتوقع الحرب الأميركية ضدها فى العام 2008 ولا حتى تصعيد العقوبات الدولية وتشديدها، فاستعدادات الحرس الثورى العسكرى مستمرة بالطبع رغم التوقف الملحوظ لتبادل التهديدات، وقد وصلت مؤخراً إلى حد تنظيم مناورة جوية تنفذها أكثر من مائة طائرة حربية أميركية من أيام الشاه وأخرى محلية الصنع فوق الأجواء الإيرانية على مسافة توازى المسافة بين إيران وإسرائيل للإيحاء بقدرة طهران على شن غارات جوية على تل أبيب رداً على مناورات مماثلة نفذها الطيران الإسرائيلى فوق بحر إيجة اليونانى مؤخرًا.

لكن التقارير الأمنية والدبلوماسية التى أعدت فى الأسابيع الماضية لم تعد تلحظ سيناريو الضربة العسكرية ضد إيران، بما فيها الضربة الإسرائيلية. وعلى الرغم من التصريح الأخير الذى أطلقه وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير من تل أبيب وحذر فيه من خطة عسكرية إسرائيلية لضرب إيران ودخول الرئيس الإسرائيلى -المعتدل- شيمون بيريز على خط التهديد بحرب إسرائيلية مباغتة تتقاطع التقارير عند الإشارة إلى أن هذه الضربة الإسرائيلية مستبعدة بنسبة تفوق الثمانين فى المائة، وأن التسويق لحصولها ما بين نوفمبر -تشرين الثانى- وخروج بوش من البيت الأبيض، وبشكل خاص فى حال فوز أوباما لم يعد يلقى أى صدى داخل الإدارة الأميركية حيث يجرى الحديث عن إعادة تقويم للاستراتيجية وللخيارات مع إيران. وضمن إعادة التقويم هذه تجد واشنطن صعوبة فى تفعيل العقوبات وليس تشديدها وهى تسعى حاليًا لإعداد ما يسمى -تحالف الراغبين- لفرض عقوبات من خارج مجلس الأمن بسبب الفيتو الروسى لكن العارفين يقولون إن مساعى واشنطن هذه هى من قبيل حفظ ماء الوجه وتحسين أوراق التفاوض وليس أكثر.

ويضيف أحد الخبراء المطلعين أن مشروع -التجميد مقابل التجميد- - أى العقوبات مقابل التخصيب - قد توقف عمليًا ليفسح المجال أمام ما يسميه البعض حملة حوار انفتاح غير معلن تمهد الطريق والأجواء أمام الرئيس الأميركى الجديد لفتح صفحة جديدة مع إيران. ورسالة ترشيح خاتمى لخلافة نجاد لم تكن حسب العارفين سوى مؤشر إضافى على -تبادل النيات الحسنة بين الطرفين-. ويكشف هؤلاء أن أبرز المؤشرات الإيرانية قد ظهرت فى العراق عبر الدور الذى لعبته طهران فى رفع الفيتو على الاتفاقية الأمنية، وعلى خطة بيع نصف النفط العراقى للشركات الغربية وبينها الأميركية إضافة إلى عدم لجوء طهران إلى توتير الأوضاع الأمنية بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية الأميركية. وتتحدث آخر المعلومات عن توافق إيرانى - أميركى لفتح مكتب رعاية مصالح أميركية فى إيران، ولكن بعد الانتخابات الأميركية ويقال إن سبب التأخير لم يكن بسبب مخاوف واشنطن من لجوء طهران إلى أخذ هؤلاء الدبلوماسيين كرهائن للتأثير على الانتخابات بل لرغبة بوش فى عدم إحراج حليفه ماكين فى معركته الانتخابية.

فيتو الحرس الثورى

وتجمع التقارير المعدة فى عواصم القرار الكبرى أن إيران التى خرجت المستفيد الأكبر من الحرب الأميركية ضد أفغانستان والعراق تجد نفسها اليوم أمام فرصة جديدة لتكريس هذه الإنجازات والاستفادة مجددًا من تداعيات أزمة الاجتياح الروسى لجورجيا والأزمة المالية الدولية. وإذا كانت الأولى قد شلت قدرة مجلس الأمن على اتخاذ عقوبات جديدة فإن الثانية بتهديدها الخطير للاقتصاد الأميركى والعالمى وللنظام الرأسمالى قد جعلت -القنبلة النووية- الإيرانية مسألة هامشية وثانوية بالنسبة لقنابل الأسواق والبورصات كما أخرجت السياسة الخارجية من أولويات اهتمامات الرئيس بوش فى آخر أيامه.

ويبدو أن طهران اختارت تأكيد دورها من خلال تقديم عروض إغراء موازية تتجاوز الملف النووى إلى مستقبل العلاقات الأميركية - الإيرانية بمجملها فاختارت الإيحاء باستعدادها لاتخاذ مواقف معتدلة ومنفتحة فى كل الملفات بما فيها ملف الانتخابات الرئاسية الإيرانية بما يوحى استعدادها -لتغيير النظام من الداخل- .

والجدير بالذكر أن بعض المصادر اعتبرت أن تسويق خاتمى لخلافة نجاد ليس سوى عملية ذر رماد فى عيون واشنطن والغرب، وهو يظل رهين تأكيد مباركة خامنئى له وهى ليست مضمونة حتى قبل يوم واحد من الانتخابات.

وفى هذا الوقت تكون طهران قد ضربت أكثر من عصفور بحجر واحد. فهى أولاً تمتص النقمة الشعبية العارمة والمتصاعدة ضد نجاد وسياسته التى تزيد يوميًا من نسبة البطالة والتضخم -أكثر من 26% ربما- ووصلت إلى حد تهديد النظام بدعامته الأساسية أى البازار حيث أضرب التجار لمدة يومين احتجاجًا على -ضريبة المبيعات- .

وآخر المعلومات تشير إلى أن الأزمة الاقتصادية والمعيشية مرشحة للتفاقم أكثر مع استمرار انخفاض أسعار النفط التى قد تصل إلى خمسين دولارًا للبرميل وتحرم حكومة نجاد من مليارات الدولارات وبالتالى تزيد النقمة على الرئيس والنظام.

ولهذا يلتقى المراقبون عند اعتبار عملية تسويق ترشيح خاتمى كبالون اختبار مزدوج برسم الداخل والخارج وثمة من يعتبره مرحليًا أيضًا. لكن العارفين يتوقفون عند تزامن المهادنة والعروض السلمية الإيرانية مع مهادنة أميركية وغربية وصلت فى بعض مراكز الأبحاث الأميركية إلى حد إحياء بورصة المضاربات السياسية والرهانات على أن العام 2009 سيكون عام -الصفقة الكبرى- مع إيران، وعودة نشاط خبراء ومجموعات أبحاث تسوق لفوائد الحوار الأميركى - الإيرانى والمصالحة التاريخية بين الشيطان الأكبر والرمز الأبرز لمحور الشر، وتدعو بوش إلى تمهيد الطريق لتسهيل مهمة الرئيس الأميركى الجديد فى هذا الاتجاه، وهو ما بدأت تمهد له إيران بدورها بدون أن تنتظر معرفة اسم الرئيس الجديد لتقدم عرضًا أكثر تطورًا من عروضها السابقة ويشمل بوضوح استبدال نجاد بخاتمى. لكن المشكلة فى هذا العرض كما فى عروض سابقة أن أحدًا لا يستطيع الجزم بمدى مصداقيته. فخاتمى لم يعلن قرار ترشيح نفسه بعد والحرس الثورى لم يقل كلمته بعد فى قرار يعتبر تهديدًا لمكتسباته ولسلطته على مواقع القرار الحساسة فى إيران وهو يعارض بشدة عودة الإصلاحيين إلى الحكم.

أما المرشد على خامنئى صاحب القرار النهائى، فكل ما فعله حتى الآن أنه فتح أبواب طهران أمام -أصدقاء- وأنصار خاتمى من الزعماء الغربيين وسمح لتلامذة صغار فى مدارس يزد بالصراخ -يعيش خاتمى، رئيسنا المقبل- لإيصال رسالة إلى الداخل والخارج مفادها أنه مستعد للتخلى عن نجاد وإعادة خاتمى إلى الرئاسة.. ولكن بأى ثمن وأى مقابل؟!

 

مصالحة بين عشائر المقالدة في سوريا وعشيرة ناصر الدين في الهرمل

برعاية السيد نصر الله وحضور نواب لبنانيين وسوريين في بلدة القصر

الشيخ يزبك: إهراق أي نقطة دم من أبنائنا لا تخدم إلا العدو الصهيوني

وطنية - الهرمل - 1/11/2008 (متفرقات) رعى الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله، في بلدة القصر الحدودية، مصالحة واسعة بين عشائر المقالدة في سوريا وعشيرة آل ناصر الدين في الهرمل، بعد سلسلة من حوادث الثأر امتدت على مدى سنوات.

واقيم للمناسبة احتفال حاشد في حسينية البلدة، في حضور عضو شورى "حزب الله" الشيخ محمد يزبك، الامين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي الوزير السابق فايز شكر، النواب: نوار الساحلي، اسماعيل سكرية، حسين الحاج حسن، مروان فارس وعلي المقداد، النواب السابقين: علي جعفر، سعود روفايل ووجيه البعريني، اعضاء مجلس الشعب السوري: محمود الفدعوس، حسين رحمة ومحمد صفوف، واعضاء لجنة المصالحة في سوريا الشيخ مصطفى ضاهر، ووفد من تجمع الاصلاح العلمائي في حمص، رئيس فرع مخابرات الجيش في البقاع العقيد حسين خليفة، ممثلين عن سائر الاجهزة الامنية العسكرية، رئيس مجلس قيادة حركة التوحيد الشيخ هاشم منقارة، وفد من اتحاد جمعيات وفاعليات شمالية وفود من عدد من القرى الشمالية والقرى السورية الحدودية، ممثلين عن الاحزاب الوطنية والاسلامية، رؤساء بلديات ومخاتير القضاء، فاعليات سياسية وعشائرية وعلماء ورجال دين.

ووفقا للعادات العشائرية اصطحب اعضاء لجنة المصالحة، وفد عشائر المقالدة الى حسينية بلدة القصر، حيث توالى على الكلام كل من نافذ جعفر، مؤكدا ان هذه المناسبة "جاءت لتؤكد مدى الترابط والتلاحم بين الشعبين في سوريا ولبنان".

ثم تحدث عبد الاله المحاميد باسم عرب المقالدة، فشكر الرئيس الرئيس السوري بشار الاسد وراعي المصالحة السيد نصر الله، معلنا الوقوف خلف قيادته "على درب المقاومة والتحرير".

وألقى كلمة "جبهة العمل الاسلامي" طلال الاسعد، فذكر بكلام السيد نصر الله في ساحة رياض الصلح حين قال: "جئنا نشكر سوريا على مساعدتها لبنان"، مردفا بالقول: "ونحن في هذه المناسبة نردد ما قاله السيد نصر الله في هذا الخصوص".

وألقى عضو مجلس الشعب السوري حسين رحمة كلمة مما قاله فيها: "جئنا من سوريا والصمود نحمل غصن زيتون، ناقلين محبة قائدنا وشعبنا الى اهلنا في لبنان".

ثم تحدث النائب السابق وجيه البعريني فشكر "الاخوة في القيادة العربية السورية وفي حزب الله وكل الفاعليات التي ساهمت في جمع الشمل ووأد الفتنة"، وقال: "امتنا العربية في هذه الظروف تمر في مرحلة بالغة الدقة تستوجب منا جميعا التضامن والوحدة وتعزيز الممانعة والمقاومة". واستنكر "الارهاب الاميركي ضد مواطنين ابرياء في البوكمال في سوريا"، معتبرا "ان هذا الارهاب يدل على افلاس الادارة الاميركية وضعفها".

كلمة عشائر سوريا، ألقاها النائب محمود الفدعوس، وشكر فيها "اهلنا في سوريا ولبنان لتعاليهم عن الجراح وترسيخ العلاقات الاخوية بين الشعبين الشقيقين". كذلك شكر السيد نصر الله على رعايته وإتمام هذه المصالحة.

وبعد كلمتين لعلي اسبر باسم جبل أكروم، ومحمد علي محمد ناصر الدين باسم آل ناصر الدين، ألقى الشيخ يزبك كلمة قال فيها: "اتحدث اليكم نيابة عن السيد حسن نصر الله، لانه في الحقيقة هو راعي الصلح، وكان منذ اللحظة الاولى لوقوع هذه الحادثة الاليمة يتابع آلية الخروج منها لانه يرى ان اهراق كل قطرة دم من ابنائنا لا تخدم سوى العدو الصهيوني".

وأضاف الشيخ يزبك: "ان عدونا يحزن من هذا الذي يجمع شعبينا في سوريا ولبنان، ويفرح بتشتتنا، لانكم انتم مفخرة الامة التى احتضنت المقاومة ولا تزال، وتشكل صخرة الممانعة في مواجهة المحتل واعوانه". وتطرق الى لقاء المصالحة الذي جمع السيد نصر الله والنائب سعد الحريري، معتبرا أن هذا اللقاء "كان من اجل غسل كل الادران، وإسقاط كل الحواجز التي سعى اليها اعداؤنا ليبقى المسلم الى جانب اخيه المسلم". وختم بالقول: "ستبقى المقاومة الى جانب الجيش وشعبها، وعندما يكون لبنان قويا تكون سوريا قوية ولبنان منبع الخير".

 

المؤتمر العام لـ «حزب الله» جدد لنصرالله

الرأي

 كان يتعين ان يكون العام الماضي هو موعد انعقاد المؤتمر العام لـ «حزب الله»، (ينعقد مرة كل اربعة اعوام) لكن المستجدات السياسية الحادة التي فرضت نفسها بقوة في ذلك التاريخ على الساحة السياسية اللبنانية، لا سيما لجهة الانقسام السياسي واحتدام النزاع بين فريقي المعارضة والموالاة اكره الحزب على ارجاء المؤتمر الى السنة الحالية، حيث انعقد قبل اسابيع، ويفترض انه صار قاب قوسين او ادنى من الفراغ من اعماله لتظهر لاحقاً نتائجه سواء على مستوى الوثيقة السياسية التي يتعين ان تحمل في طياتها رؤى جديدة او على صعيد التغييرات في القيادة السياسية والعسكرية على حد سواء.

ورغم ان ثمة حصاراً اعلامياً محكماً حول مسار اعمال هذا المؤتمر، على جاري عادة الحزب حيال محطة اساسية من محطات عمله، فان ثمة بوادر اولية بدأت تظهر تباعاً حول نتائج هذا المؤتمر، يمكن الارتكاز عليها واعتبارها مؤشرات لما يمكن ان تتمخض عنها هذه الورشة التنظيمية التي تواكب عادة مؤتمر الحزب العام.

ربما صار معلوماً ان دوائر القرار في «حزب الله» قد ابدت عدم ارتياح يصل الى حدود الغيظ من معلومات نشرتها صحيفة ايرانية (محدودة الانتشار) لجهة تسمية الخليفة المنتظر للامين العام لـلحزب والرجل التاريخي فيه السيد حسن نصرالله. فالمعلوم ان هذه الصحيفة اوردت اسم رئيس شورى القرار في الحزب السيد هاشم صفي الدين، كمرشح اوحد ومؤكد لخلافة نصرالله . ولكن الاكيد، وحسب اوساط الحزب، ان هذه الشخصية (وهو ابن خالة السيد نصرالله) التي تبتعد كثيراً عن الوجاهة والمقدرة الاعلامية، وتنصرف لادارة «حكومة» الحزب التنفيذية المتشعبة والواسعة، يتم التعاطي معها داخل الحزب ومنذ زمن ليس بالقصير على انها الخليفة المهيئة كي تحل محل السيد نصرالله اذا طرأ طارئ.

والواضح ان الحزب لم يعرب عن استيائه من ذكر هذا الرجل، الذي يشابه السيد نصرالله خُلقاً وخَلقاً وحتى في اللكنة كخليفة محتمل لقريبه في رأس الهرم القيادي للحزب، الا ان ثمة جهات معادية، اغتنمت ورود هذا الامر على هذا النحو، لتبني عليه «الرواية» التي شغلت اوساط الحزب طويلاً، حول ان صحة السيد نصرالله ليست على ما يرام وانه ربما اصيب بتسمم، الامر الذي استدعى ظهور السيد نصرالله على شاشة محطة «المنار» ليدحض الامر بلسانه ويطمئن جمهور الحزب العريض.

وفي كل الاحوال وكما كانت قواعد الحزب وقيادته في السابق تعامل السيد نصرالله ليكون يوماً اميناً عاماً، قبل ان يصل الى هذا المنصب عام 1992 بعد اغتيال سلفه السيد عباس الموسوي، فان في الحزب من يشير في لبنان الى السيد صفي الدين كخليفة للسيد نصرالله، لدرجة ان الامر يبدو وكأنه في حكم المحسوم.

ولعل اول المؤشرات الصادرة عن المؤتمر العام للحزب، هو ان المؤتمر حسم امراً كان مثار جدل وبحث في السابق وهو ابقاء نصرالله في منصبه الحالي، والتمديد له بفتوى جديدة جاءت من مرجعية السيد علي خامنئي، ما اسقط اقتراحاً كان وارداً يقول باطلاق تسمية المرشد العام للحزب او اصطلاحاً قريباً من هذه التسمية على السيد نصرالله، ليطوي ذلك ونهائياً إشكالية تتجدد مع كل مؤتمر للحزب بحيث يكون الحزب مضطراً الى اجتراح تدبير تنظيمي للتمديد للسيد نصرالله لولاية جديدة، ولتجاوز النظام الداخلي للحزب الذي نص اصلاً على انه لا يحق لامينه العام التجديد لاكثر من ولايتين متواليتين.

وفي كل الاحوال، وان كانت هذه المسألة لم تعد تنطوي على اهمية كبرى، بعدما صار السيد نصرالله في نظر مريديه وخصومه قائداً استثنائياً حقق للحزب انتصارات كبرى مدوية، فان المؤشرات التي رشحت عن المؤتمر تشير الى انه استطاع ايضاً وهو الاهم، ملء الفراغ المدوي الذي نجم عن غياب قائده العسكري التاريخي عماد مغنية (الحاج رضوان) الذي سقط في فبراير الماضي في دمشق في عملية اغتيال دقيقة بقيت تفاصيلها حتى الان طي الكتمان.

ولم يعد خافياً ان هذه العملية اوجعت الحزب، وطرحت عليه تحدياً كبيراً وهو البحث جدياً عن خليفة لمغنية يضطلع بالادوار الكبرى الباهرة التي قام بها هذا القائد الذي انخرط في عملية تأسيس الجناح العسكري للحزب وفي نقله من حالة الى حالة ارقى، مستخدماً الرصيد المعرفي في العسكر الذي اكتسبه ابان رحلته الطويلة في حركة «فتح» وبالتحديد منذ ان انخرط في ما كان يعرف بـ «الكتيبة الطالبية» فيها.

وبالطبع اوجد «حزب الله» خلال رحلته الطويلة في مجال مقارعة الاسرائيليين ومواجهتهم عسكرياً اطاراً قيادياً محترفاً في امكانه سد الفراغ المدوي الى حد ما، ولكن الامر يبقى منقوصاً او مبتوراً على الاقل ما لم تنجح قيادة الحزب في تقديم قيادي بارع يكون على الاقل موحياً بالثقة، ومؤتمناً على اكمال المسيرة الجهادية، خصوصاً انه ما زال للذراع العسكرية في الحزب الوزن الاكبر، والكلمة الفصل في دورة قيادة الحزب صاحب المنشأة العسكرية والذي جعل ثقافة حماية المقاومة وإدامة عملها ودورها تعلو على كل ما عداها من ثقافات ورؤى اخرى. وعليه فان قيادة الحزب ارجأت تسمية خليفة لمغنية الى المؤتمر العام. وبحسب المعلومات الاولية فان ثمة اتجاهاً قوياً لتسمية القيادي «المخضرم» والتاريخي مصطفى شحادة، وذلك لاعتبارات عدة ابرزها:

ان شحادة هو من الرعيل الاول في قيادة العمل العسكري وعين المقاومة في الحزب، اذ شارك في مرحلة التأسيس ورافق مراحل ما بعد ذلك الى اليوم الحاضر لذا فهو من الكادر الذي لا يرقى الشك الى احترافه.

ان شحادة شخص مهاب في كل الجناح العسكري للمقاومة والحزب وموثوق من قيادة الحزب.

ان الرجل محاط بما كان محاطا به سلفه مغنية من غموض ومن مهابة وتقدير، وبعيد عن الاضواء الاعلامية، وهي من مستلزمات القيادة العسكرية في الحزب ومقاومته.

ان هذا القائد نما في كنف الحزب وتحت عبائته، وهو يعي تالياً كل طموحات الحزب ويعرف جيداً كيف ينفذ توجهاته ورؤاه المتوسطة والبعيدة المدى.

وفي مقابل هذه المعلومات فان ثمة في اوساط الحزب من بات يجنح الى القول ان الحزب نجح خلال رحلته الجهادية الطويلة والشاقة في انشاء جهاز عسكري متطور له هيئة اركان، قادرة على ادارة الاطار العسكري للحزب، بحيث لم يعد الشخص كـ«رمز» مهما، اذ تم تحضير «تداولية» القيادة على النحو الذي يجعل استشهاد قائد، او اغتيال كادر محدود السلبية على مسيرة الحزب العسكرية.

وفي كل الاحوال، واذا كان الحزب نجح في المؤتمر الحالي في ملء الفراغ الناجم عن غياب عقله العسكري الضخم، فانه ما زال امام تحدٍ آخر يتمثل في تطوير رؤيته السياسية وعلاقته بالاخرين، حلفاء واصدقاء من جهة، وخصوم واعداء من جهة اخرى. فبعد الانسحاب العسكري السوري من لبنان في ربيع عام 2005 ، وجد الحزب نفسه امام مهمة جديدة ضخمة، وهي ملء الفراغ الكبير الناجم عن غياب عنصر «الضبط» السوري من لبنان.

وبعد حرب يوليو عام 2006 عليه وتصدُّر الحزب مهمة زيادة حلفائه، صار امام مهمة اخرى اكثر صعوبة في مواجهة الاحداث وتحوّل رأس حربة مشروع المعارضة ومحورها الاساسي، لذا لم يعد سهلاً على الحزب ان يعود الى الحقبة التي كان فيها «متعهداً» اوحد للمقاومة ضد اسرائيل فيما الآخرون متعهدون لادوار اخرى. كان الحزب في تلك المرحلة، متخففاً من كثير من الاعباء ومتحللاً من المهمات الجسام ذات البعد الداخلي ومحافظاً على صورة الزاهد بالسلطة والمنزه عن الصراعات الداخلية المباشرة التي تجعله على تماس مع الحلفاء وفي حالة «احتراب» مع دائرة لا يستهان بها من الخصوم.

الاوضاع اختلفت رأساً على عقب، صار الحزب الذي كان متوارياً الى حد ما في السابق عن واجهة الصراعات السياسية، في قلب الحدث وفي رأس المواجهة مع الآخرين يتلقى سهامهم، ويضطر الى الهجوم عليهم. لذا فان الحزب مضطر في مؤتمره المتوالي فصولاً حالياً ان يواجه مهمته الجديدة الملقاة على كاهله المثقل بالاعباء، بأمور عدة، ابرزها:

اولاً: صوغ وثيقة سياسية جديدة تأخذ في الاعتبار ان الحزب محور مروحة واسعة من التحالفات في عدادها شرائح من مختلف الطوائف ومن اقصى اليمين الى اقصى اليسار. ثانياً: ان الحزب لا يمكنه بعد اليوم الانكفاء الى قواعده الاصلية في الضاحية الجنوبية او على تخوم الجنوب مطمئناً مستقراً الى اللعبة التي برع فيها وأجاد وهي مواجهة اسرائيل.

ثالثاً: ان الحزب لم يعد قوة محلية بل صار رقماً صعباً للغاية في المعادلة الاقليمية، الممتدة من لبنان الى حدود الصين وهو يملك قوة غير عادية لها محل من الاعراب في كل الحسابات الدولية والاقليمية، الامر الذي يجعله دائماً تحت المجهر الدولي. وعليه فان مؤتمر الحزب امام مهمات كبرى. وتؤكد مصادره انه يأخذ في الاعتبار ويدرك ابعادها تمام الادراك وابرزها:

- ان الوثيقة السياسية التي يعدها مؤتمره والتي صارت شبه منجزة، تقارب كل التطورات والمستجدات التي طرأت على الساحة السياسية اللبنانية وعلى ساحة الحزب الداخلية وفيها. فهو يدرك اهمية توسيع قيادته السياسية والاجتماعية كي تتناسب مع التضخم الذي طرأ على جسم الحزب وجعله اشبه بدولة ضمن دولة وجعله يبلغ مدى لم تبلغه كبريات الاحزاب اللبنانية منذ خمسينات القرن الماضي.

لذا فإن الحزب عاكف في مؤتمره على أمرين:

الاول: اجتراح المزيد من المراكز القيادية التي ستتولى ملفات محددة لملف العلاقات الدولية الذي اعلنه الحزب اخيراً، وشرع مسؤوله الشيخ حسن عز الدين بتحريكه. وبالنسبة للحزب الامر ليس مستجداً وغريباً فالكثير من الملفات والمسؤوليات استحدثت تباعاً خلال مسيرة الحزب وتطوير ادائه وعمله وتوسع مهماته.

الثاني: ان على الحزب ان يرفد قيادته دائماً بدماء جديدة وشخصيات جديدة، لا سيما في المؤسسات والواحدات الحزبية التي هي على تماس مباشر مع الآخرين. والحزب، بحسب مصادره، كان دائماً الاكثر جرأة على التغيير والتبديل خلافاً لمعظم الاحزاب والقوى اللبنانية، فمع مؤتمره هناك المزيد من الشخصيات والوجوه الجديدة التي تتقدم الى صدارة العمل الحزبي السياسي العام. ومهما يكن من امر، فالمؤكد ان هذا المؤتمر العام لـ «حزب الله» هو استثنائي بكل المقاييس وعليه ان يجيب على اسئلة استثنائية تجعله قادراً على مواجهة المرحلة المقبلة.

 

ممانعة.

المستقبل - الاحد 2 تشرين الثاني 2008 - »أبو رامز«

يستمر الانتشار العسكري السوري يا اخوان، على تخوم الحدود الشرقية اللبنانية استكمالاً لذلك الذي حصل عند الحدود الشمالية لمنع التهريب والالتزام بالقرار الدولي الرقم 1701... ويستمر في الوقت نفسه الانسحاب من الحدود مع العراق تنفيذاً لقرار »الردّ» على الغارة الأميركية على منطقة البوكمال.

طبعاً الرد السوري »الفعليّ» على تلك الغارة محفوظ للمرة الآتية على ما أكد وزير الخارجية وليد المعلم من لندن »اذا أعادوها سنرد«، وحينها ربما سنشهد تغييراً جوهرياً في خريطة الانتشار العسكري على الحدود... مع تركيا. طبعاً الوزير السوري يتحدث عن المعنى العسكري الصرف، باعتبار ان الردود الأخرى تتوالى فصلاً بعد فصل من اقفال المدرسة والمركز الثقافي الأميركيين في دمشق الى التظاهر على بعد كيلومترات عدة من مبنى سفارة واشنطن، الى وقف الاتصالات السياسية مع بغداد... وصولاً الى فتح الهاتف مع الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد. كلّ ذلك، يا اخوان، يجري تحت سقف عدم القطع مع الولايات المتحدة، حتى إن نائب وزير الخارجية فيصل المقداد »حذرها» من ارتكاب حماقة أخرى من خلال... إقفال سفارتها والرحيل!.

بطبيعة الحال، نحن إزاء مفهوم جديد ـــ قديم لمعنى الرد على الاعتداءات العسكرية وانتهاك حُرمة السيادة الوطنية، مرة بعد مرة... مفهوم يسري على الحدود الدولية لسوريا، وليس خارج تلك الحدود، أي أن الأمر كان اتخذ منحى آخر (والله أعلم) لو أن الضربة العسكرية طاولت لبنان مثلاً، حينها كنا سمعنا محاضرات مطوّلة عن الممانعة والمقاومة والتصدي، وإشادة عرمرمية بصمود المقاومين وردّهم على النار بالنار والقصف بالقصف والصاروخ بالصاروخ، وكلّ ذلك يكون مصحوباً بخطاب رئاسي يدّعي الفضل لنفسه ويطوّبها شريكاً وحيداً لا مُنازع له... في الانتصار وضرورة الترجمة السياسية لذلك الانتصار على الأرض وفوراً إذا أمكن. الرواية نفسها، كنا حفظناها في سياق مقاومة اللبنانيين الطويلة للاحتلال الاسرائيلي وصولاً الى قهره وإجباره على الانكفاء والانسحاب من دون أيّ ثمن سياسي ومن دون أيّ تفاوض لا في تركيا ولا في غيرها... لكن ذلك كان عندنا نحن، وليس في الجولان... ولا في »السكرية« القريبة من البوكمال. رواية قديمة محفوظة صفحة صفحة ومقروءة سطراً سطراً: نتغنى بالمقاومة ولكن خارج حدودنا، ونتحدّث عن الممانعة ولكن خارج وزارة خارجيتنا، ونشتم القرارات الدولية ولكن خارج نطاق صلاحية مندوبنا الى الأمم المتحدة، وننتقد ونخوّن دعاة التواصل مع الأميركيين والغربيين ولكن خارج نطاق موفدينا السريين والعلنيين الباحثين عن سبل تمتين وتدعيم أواصر التواصل والتحاور مع هؤلاء، ونقيم الدنيا ولا نقعدها في وجه المتصالحين مع اسرائيل ولكن خارج نطاق الصلاحية المعطاة لكبير المفاوضين السوريين مع الاسرائيليين في اسطنبول وعلى ضوء جسورها المعلّقة...

رواية قديمة، لكنها تتمظهر راهناً بطريقة سريعة وعلى »الحامي« بما يشي في الظاهر وكأننا بالفعل أمام سياق جديد في سياسة النظام في دمشق... الذي يبدو أنه يعرف تماماً وبالفعل، كيف يخاطب أعداءه بالواسطة وكيف يردّ عليهم من خلال الأبواق المفخوتة... في لبنان ليس إلاّ!.

 

من معزوفة »١٤آذار لا يسعها الفوز« إلى معزوفة »١٤آذار لن يسعفها الفوز«

مــعركة سياسية.. وأخرى أخـلاقية

المستقبل - الاحد 2 تشرين الثاني 2008 - وسام سعادة

مهمّتان أمام 14 آذار: تكريس »الأكثرية السياسية« في الإنتخابات التشريعية القادمة، وصياغة »الإجماع الأخلاقي« على مستوى البلد ككّل.

المهمّة الأولى ميسّرة أمام الفريق الإستقلاليّ. لمسات إضافية ويصبح كل شيء جاهز لإنتصار إنتخابي لا لبس فيه. والمعارضة تستشعر بذلك منذ فترة. حجّتها الأخيرة لتبرير حقّها في تحصيل الأكثرية النيابية هذه المرة أن الطرف الآخر لن يكون بإستطاعته صرف نصره إذا ما أنتزعه مرة أخرى. بالتالي من الأفضل لو يسلّم هذا الطرف أمره لها، لأنها قادرة على تغيير النظام السياسي ككّل إذا ما حقّقت فوزها المنشود، في حين أنّ الطرف الآخر غير قادر على نقل موظّف من مكان إلى مكان، أو على تأمين سيادة الدولة على قطاع الإتصالات، وهذا لن يتبدّل بموجب الإنتخابات.

طبعاً، الرغبة في تغيير النظام السياسي والإنقلاب على الدستور والصيغة هي سبب إضافي لإيضاح ضرورة إحتفاظ قوى 14 آذار بالأكثرية مرة أخرى، تماماً مثلما أنّ الإتفاق على مرجعية الدستور وصيغة الطائف هو عنصر رئيسي في الدفع قدماً بمسار المصالحات قبل طاولة الحوار والإنتخابات.

تتهافت من تلقائها معزوفة أن قوى 14 آذار ستكبّل بالأغلال نفسها بعد الإنتخابات كما كان الحال قبلها. أولاً لأن هذه المعزوفة ليست تتسلّل إلى النقاش الداخلي لـ 14 آذار وإنما هي ركن أساسي من الدعاية المناوئة لـ 14 آذار، والغريب أن من يتظاهر بـ«اقتناعه« بأن 14 آذار ليس بمقدورها الإفادة من أكثرية نيابية تحققها مرة أخرى هو نفسه من يتعامل مع هذا الفوز الإستقلالي كـ«كابوس« ينبغي تفاديه بأي وسيلة كانت. لماذا؟ لأن 14 آذار إذا حسمت الأمر لصالحها في الإنتخابات مرة أخرى فسيطلق ذلك إندفاعة جديدة بإتجاه تكريس حق لبنان كدولة في تقرير حال الحرب من حال السلم، تماماً مثلما شكّلت إنتخابات 2000 إندفاعة قوية بإتجاه ترجمة حق لبنان في التخلّص من الوصاية والتبعية لسوريا وفي تفكيك شبكة »النظام الأمني« التي يتحضّر رموزها الآن للسفر إلى بلاد اسبينوزا وفان غوغ.

وإذا كان كل شيء يمكن أن يخطر على بال »المعارضة« من المراهنة على التهدئة لتقليل الخسارة المعنوية في الإنتخابات إلى المراهنة على تعطيل الإنتخابات نفسها، فإنّ الأكثر وضوحاً هو أن هذه المعارضة، وهي معارضة بثلث حكومي »ضامن« أو »معطّل« (بدعة في العلم السياسي)، تجاهر بحفظ »حقّها« منذ الآن بهذا »الثلث المعطّل« إذا لم يحالفها الحظّ في الإنتخابات التشريعية.

طبعاً هذه »المعارضة« تؤكّد أنه سيكون هناك حكومة وحدة وطنية في جميع الحالات. لكن النظرية المستحدثة في الديموقراطية التوافقية ترسي على التالي: إذا فازت المعارضة بالأكثرية في الإنتخابات ستنال 14 آذار حصة حكومية ما دون الثلث المعطّل، أما إذا فازت 14 آذار في الإنتخابات فسيبقى الحال على ما هو عليه حالياً، أي الإحتفاظ بالثلث المعطّل. المعادلة إذاً: حكومة وحدة وطنية في الحالتين، وإنما ثلث معطّل بإتجاه واحد، وتجري محاولة فرضه كـ«عرف«.

والمشكلة تكبر إذا ما استرجعنا طبيعة التوزّع الطائفي لرئاسات المؤسسات الدستورية. هذا التوزع يقضي برئيس شيعي لمجلس النواب له حيثية تمثيلية ضمن مذهبه، ورئيس للوزراء له مثل هذه الحيثية في مذهبه السنّي. إذا ما فازت قوى 14 آذار فالحل واضح: يبقى رئيس مجلس النواب من »حصّة« 8 آذار ما دامت أكثرية الشيعة معها وما دامت 8 آذار شيعية بمعظمها. أما إذا فازت قوى 8 آذار في الإنتخابات فالمعيار يختلّ: ستطالب بكل من رئيسي البرلمان والحكومة من حصّتها. هنا أيضاً تبتدع قراءة غير متوازنة للديموقراطية التوافقية.

أما المهمّة الثانية فتبقى الأصعب. المسألة الوطنية اليوم، أي مسألة بقاء الكيان اللبناني، والإرتقاء به إلى مصاف الدولة – الأمّة التي قوّتها في إعتدالها، هي مسألة ما عادت محصورة بمثلّث »السياسة والأمن والإعلام«. إنها قبل كل شيء آخر، ومن جميع الجوانب، قضية أخلاق. ثمة من لا يريد للأخلاق أن توفّر مرجعية مشتركة لجميع اللبنانيين. ثمة من يواصل حربه على القيم اللبنانية في إحترام الذات والآخر وترسيخ رابطة الحوار. المعركة الإنتخابية ينبغي أن تخاض ضد هذا الإسفاف والإنحطاط، ولأجل نبذ ثقافة الإفتراء على الأحياء، والشماتة بالشهداء، ونظم المدائح للسفّاحين »المركونين« منهم والمنتظر ترحيلهم وغير المركونين منهم والمنتظر توقيفهم، ما لم ينتحروا برصاصات من الخلف أو بطلق آت من زرقة البحر.

وإذا كانت المصالحات هي فعلاً عملية تأهيل للوضع اللبناني العام ليتعافى عشية الإنتخابات فلا بدّ أن يحتل هذا البعد الأخلاقي عناية خاصة من جميع الفرقاء: لا يمكن السير قدماً بالمصالحات، أو حتى تثبيت ما تحقق منها، إذا ما استمرّت الغوغاء على حالها، وإذا لم يوضع حدّ فاصل ما بين المتعقّلين الذي يستقيم بينهم الحوار وتساق الحجة عندهم في مقابل الحجة وما بين المجاذيب والمعتوهين الذي مكانهم ليس بين الناس، وعلى صفحات الجرائد، ولا في الفضاء الإلكتـــــــروني، وإنما في المصحّات العقلية.

بخلاف المعركة السياسية، لا تحسم المعركة الأخلاقية بنيل الأكثرية مرة أخرى. في الإنتخابات ثمة حاجة إلى معرفة من الأكثرية ومن الأقلية. أما في الأخلاق فثمة حاجة إلى بلورة إجماع تشترك فيه كل الأطراف.

ومسار المعركة الأخلاقية أكثر تعقيداً. تخاض هذه المعركة من جهة على صعيد المصالحات وطاولة الحوار، لكنها تخاض أيضاً على صعيد إنتظار انطلاقة المحكمة الدولية، ولا شك أن المناخ المتوتر للغاية، والمنافي لروح المصارحة والمراجعة حالياً، عند بعض الرموز والظواهر الموالية لسوريا في لبنان، إن هو إلا جزء من قلق سيتعاظم يوماً بعد يوم كلما تسارع العد التنازلي لإذاعة تقرير بيلمار.

 

في انتظار نتائج التنسيق بين بيروت ودمشق حيال مكافحة التهريب والضبط الأمني

التقرير عن الـ1559 والغارة الأميركية قوضا صدقية الاجراءات السورية على الحدود

روزانا بومنصف/النهار 

لم تنجح دمشق عبر نشر قوات لها على الحدود مع لبنان في منطقة الشمال قبيل مناقشة تقرير الامين العام للامم المتحدة بان - كي مون حول القرار 1559، ثم بالتزامن مع هذه المناقشة على الحدود الاخرى الشرقية، في الحؤول دون اعتبار الامم المتحدة ان شيئا جديا لم يتحقق فعلا على صعيد ضبط الحدود بين لبنان وسوريا.

 وصادف ان الولايات المتحدة الاميركية، او هي تقصدت ذلك على الارجح في هذا التوقيت تحديداً، وجهت ضربة الى ما اعتبرته قوى ارهابية في منطقة البو كمال السورية على الحدود مع العراق في المدة الفاصلة ايضا بين تقديم التقرير ومناقشته قبل أيام في مجلس الأمن. مما ساهم في إعطاء الانطباع دوليا بأن سوريا لا تحترم القرارات الدولية في شأن ضبط تهريب السلاح والمسلحين بينها وبين لبنان، وان ما تعتبره جهودا بذلتها على هذا الصعيد ورغبت في اظهارها للمجتمع الدولي على انها كذلك لا تزال غير مجدية وتحتاج الى صدقية، فضلا عن انها لا تزال تواصل سياسة غض النظر عن عبور مسلحين او متسللين الى العراق. ولم يتوان السفير السوري لدى الامم المتحدة عن  الاعلان معترضا ان تقارير الامم المتحدة لا تزال مجحفة في حق بلاده، اذ ان واقع الامر بدا كأن كل التحركات التي قامت بها سوريا او ما سوّقته حول مغزى نشر قواتها انطلاقا من القمة الرباعية التي عقدت في دمشق إبان زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للعاصمة السورية مطلع ايلول الماضي، لم تلب الغاية منها. وهذا ما يمكن ترجمته بان المجتمع الدولي لم يأخذ على محمل الجد كليا الاجراءات السورية التي اثارت حين اتخاذها في الشمال وربطها من المسؤولين السوريين بالوضع في شمال لبنان قلقا من تهديد جديد للبنان على ما تخوف الكثيرون .

ويقلل بعضهم أهمية التقرير حول القرار 1559 باعتبار  انه من اعداد موفد الامين العام للامم المتحدة الى المنطقة لمتابعة تنفيذ القرار تيري رود - لارسن الذي تفتقر علاقته مع المسؤولين السوريين الى الود، بل هي على النقيض، من ذلك كلياً، لذلك تختلط المشاعر الشخصية بالمعلومات الموضوعية على ما يعتبر هؤلاء. لكن تبني التقرير الذي اتسم بصيغة قاسية وصريحة غير مواربة إن بالنسبة الى سوريا او الى "حزب الله" من بان كي - مون يجعل وقعه أشد وطأة بالنسبة الى سوريا، وخصوصا انه سبق للأمين العام للمنظمة أن فاتح المسؤولين السوريين، وفي مقدمهم الرئيس بشار الاسد،  مراراً في موضوع ضبط الحدود مع لبنان ومنع تهريب السلاح عبرها اليه. وهذا الأمر ازعج السوريين جدا باعتبار ان الجهود التي تبذلها دمشق من اجل اعادة العلاقات الى طبيعتها بينها وبين الدول الغربية تستند الى ما تعتبره مساعدة للبنان،  وصولا الى فتح سفارتين بين البلدين. في حين ان تقرير بان كي - مون والضربة الاميركية يقوضان بعض الشيء الانعكاسات الايجابية التي تود سوريا تركها لدى هذه الدول، لا بل توفر لهذه الاخيرة ، كل من موقعها ووفق مصالحها، الوسائل والادوات من اجل زيادة الضغط على سوريا لإعطاء صدقية فعلية للإجراءات المتخذة على الحدود مع لبنان من جهة، ومن اجل بذل مجهود اضافي لضبط الحدود مع العراق.

وعلى رغم ان سوريا بثت تقارير عن سحب قواتها عن الحدود مع العراق ردا على الغارة الاميركية ، فان مطلعين يعتقدون ان الغارة على البوكمال ستساعد لا بل تشجع السوريين على تشديد المراقبة. ولاحظ هؤلاء ان الغارة لم تترك مفاعيل سلبية مثلا على المفاوضات غير المباشرة بين سوريا واسرائيل، بل على النقيض، إذ اعلنت اسرائيل ان سوريا ترغب في دفع موضوع المفاوضات قدما الى الامام، وهو الامر الذي يعتقد ان سوريا لن تفرط فيه قبل ظهور نتائج الانتخابات الاميركية، إذ انها تخشى وصول المرشح الجمهوري جون ماكين الى الرئاسة الاميركية واحتمال الا يشجع المفاوضات، في مقابل ارتياحها الى احتمال وصول المرشح الديموقراطي باراك اوباما.

في اي حال، يقول المطلعون انفسهم ان الاجراءات الجديدة على الحدود بين سوريا ولبنان والتي بدت منسقة اكثر في الايام الاخيرة من حيث ضمان التغطية الامنية اللبنانية لما يحصل من انتشار لمنع التهريب وضبط الحدود، هي رهن بالنتائج التي يمكن ان تؤدي اليها. وهذا امر يفترض تلمسه في لبنان كما في سوريا باعتبار انها تعرضت في المدة الاخيرة لمجموعة حوادث امنية ربطت بكل من لبنان والعراق. وبعد ذلك يمكن الحكم على جدية هذه الاجراءات وصدقيتها او عدم الجدية، ليس من جهة ارتباط الحوادث الامنية بما حصل في المدة الاخيرة، بل ايضا بتطور النشاط الفلسطيني خارج المخيمات. وهذه الامور يتقصى الجميع عنها بدقة وبالتفصيل ولاسيما رؤساء البعثات الديبلوماسية المعتمدة في لبنان، ولا يتوقفون كثيرا عند المواقف العلنية  للقيادات الامنية المحكومة غالبا بمراعاة مجموعة كبيرة من الاعتبارات.