المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم20  تشرين الثاني/2008

إنجيل القدّيس يوحنّا .45-41:8

أَنتُم تَعمَلونَ أَعمالَ أَبيكم». قالوا له: «نَحنُ لم نولَدْ لِزِنىً، ولَنا أَبٌ واحِدٌ هوَ الله». فقالَ لَهم يسوع: «لَو كانَ اللهُ أَباكم لأَحْبَبتُموني لأَنِّي مِنَ اللهِ خَرجتُ وأَتيت. وما أَتَيتُ مِن نَفْسي بل هوَ الَّذي أَرسَلَني. لِماذا لا تَفهَمونَ ما أَقول؟ لأَنَّكُم لا تُطيقونَ الاستِماعَ إِلى كَلامي.أَنتُم أَولادُ أَبيكُم إِبليس تُريدونَ إتمامَ شَهَواتِ أَبيكم. كانَ مُنذُ البَدءِ قَتَّالاً لِلنَّاس ولَم يَثبُتْ على الحَقّ لأَنَّه ليسَ فيه شَيءٌ مِنَ الحقّ. فَإِذا تكَلَّمَ بِالكَذِب تَكَلَّمَ بِما عِندَه لأَنَّه كذَّابٌ وأَبو الكَذِب. أَمَّا أَنا فلِأَنِّي أَقولُ الحَقّ لا تُؤمِنونَ بي.

  

القدّيس هيلاريوس البُواتيانيّ (حوالى 315-367)، أسقف بواتييه وملفان الكنيسة

عن الثالوث/"لو كانَ الله أباكم لأحبَبتُموني لأنّي من اللهِ خرجْتُ وأتَيت"

لم يَمنع ابن الله أن يَحملَ هذا الإسم الجليل أولئك الذين إدّعوا أنّهم أبناء الله، والذين اعترفوا بأنّ الله هو أبيهم؛ لكنّه لامَ اليهود على إدّعائهم الجسور بأنّ الله أبوهم، في حين أنّهم لم يبدوا تجاهه، أي تجاه الإبن، أيّ محبّة. لا يمكننا القول إنّ الخروج من الله والإتيان من الله هما تعبيران متشابهان؛ لكن كونه أعلنَ بأنّ أولئك الذين يعترفون بالله كأبيهم، يجب أن يحبّوه بدافع خروجه من الله، فإنّه أعطى إذًا دافعًا لهذا الحبّ وهو دافع ولادته، لأنّ الخروج من الله يعني الولادة غير الجسديّة منه. إذًا، نحن لا نكون جديرين بالديانة التي تعترف بالله كأب، إلاّ من خلال محبّة يسوع المسيح الذي وُلِدَ من الآب. كما لا يمكننا أن نؤمن بالآب بدون أن نحبّ الإبن، كون السبب الوحيد الذي جعلنا نحبّ الإبن هو خروجه من الله. لقد خرجَ الإبن من الآب، ليس من خلال المجيء، بل بالولادة. والدليل الأعظم على محبّتنا تجاه الآب سيكون دائمًا إيماننا بأنّ الإبن خرجَ منه.

 

حزب الله" عاجز عن منعها وتل أبيب وأنقرة تمهلتا بانتظار "وصول لبنان"

المفاوضات اللبنانية - الإسرائيلية على رأس جدول زيارة فيون لبيروت

باريس - كتب حميد غريافي:السياسة

كشفت مصادر سياسية رفيعة المستوى في وزارة الخارجية الفرنسية النقاب امس عن ان "تعديلا مهما طرأ خلال الشهرين الماضيين على أولويات السياسة الخارجية الفرنسية حيال لبنان, بعد دخوله مرحلة الهدوء والاستقرار بتضافر الجهود التي اطلقها سعد الدين الحريري زعيم "تيار المستقبل" باتجاه المصالحات وتبعه فيها الرئيس ميشال سليمان وقادة بارزون في قوى "14 اذار", اذ باتت مسألة دفع لبنان الى الانخراط في مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل على غرار المفاوضات السورية, النقطة المركزية في هذه المرحلة من الاسترخاء الداخلي اللبناني في سياسة الرئيس نيكولا ساركوزي ومعاونيه في قصر الاليزيه وفي وزارة الخارجية وعلى المستويات كافة".

وجاء كشف هذه المصادر الفرنسية ل¯ "السياسة" في اعقاب المعلومات التي نشرتها هذه الصحيفة في الحادي عشر من هذا الشهر نقلا عن اعضاء بارزين في الكونغرس الاميركي توقعوا "ان تقفل الجبهة اللبنانية - الاسرائيلية بشكل نهائي في النصف الاول من العام المقبل عبر مفاوضات غير مباشرة بواسطة ادارة باراك اوباما الجديدة تنتهي بانسحاب الجيش العبري من مزارع شبعا وتوقيع اتفاقية "عدم اعتداء" بين البلدين كمرحلة اولى هي جزء من المبادرة السعودية في قمة بيروت العام 2002 التي اطلقها خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز".

وأكد الامين العام للرئاسة الفرنسية كلودفيان عشية وصول رئيس حكومته فرنسوا فيون الى بيروت اليوم, هذا التعديل المثير للجدل في السياسة الفرنسية حيال لبنان, عندما اماط اللثام لوسائل الاعلام عن "انه يبدو مهما جدا لفرنسا ان يفكر لبنان بدوره في مفاوضات مع اسرائيل على غرار سورية لأنها وسيلة للتوصل الى تطبيع وضع "حزب الله" وخفض التوترات بين لبنان والدولة العبرية, وان الرئيس السوري بشار الاسد لدى وصوله باريس يوليو الماضي دعا علنا الى فتح سريع لهذه المفاوضات اللبنانية - الاسرائيلية وان اتصالاته (فيان) مع الحكومة السورية تصب كلها في هذا الاتجاه وان الرئيس ساركوزي اقترح ذلك على الرئيس اللبناني ميشال سليمان".

وذكرت مصادر الخارجية الفرنسية في باريس ان "حكومتنا ترى ان الوقت بات مناسبا جدا وربما هو الان مهيأ لان يطرح رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة بالاتفاق مع الرئيس سليمان موضوع انخراط لبنان في مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل لحل الخلافات بين البلدين واقفال ملف العداء المزمن بينهما, خصوصا وان معظم الدول العربية الفاعلة والمؤثرة تخلت عن نظرتها السابقة الى الدولة العبرية بدليل ما ورد في المبادرة السعودية في قمة بيروت على اساس صلح عربي شامل معها في حال تنازلها عن الاراضي العربية التي احتلتها العام 1967 وبالاخص بعدما دخل نظام بشار الاسد الاكثر تطلبا في العالم العربي حيال الاسرائيليين مفاوضات جديدة معهم عبر تركيا.

واعربت المصادر الفرنسية ل¯ "السياسة" عن اعتقادها ان الاميركيين "الذين نحن في تنسيق حميم معهم في مسألة المفاوضات اللبنانية - الاسرائيلية", قد يكونون "طلبوا من كل من انقرة وتل ابيب التمهل في عملية التفاوض مع سورية بانتظار انخراط لبنان في عملية موازية, لذلك فإن الرئيس الاسد لن يستطيع التراجع عن تصريحاته في باريس بأن مفاوضاته هذه "يجب ان تشجع اللبنانيين على الاحتذاء بها", لانه جاد في التوصل الى حلول مع الجانب الاسرائيلي تنهي مشاكله معه بتوقيع معاهدة سلام على غرار مصر والاردن وبالتالي فإن اتصالاتنا به حتى الان تؤكد انه لن يفعل ذلك (لن يتراجع عن اقتراحاته بشأن لبنان)".

وقالت المصادر ان "من اهم اولويات جدول اعمال رئيس الحكومة الفرنسية فرانسوا فيون مع رئيس الحكومة اللبنانية ورئيس الجمهورية وقادة البلاد لدى زيارته بيروت, سيكون موضوع فتح الحوار مع الجانب الاسرائيلي, وسينقل الى هؤلاء "اخبارا طيبة" من رئيس وزراء اسرائيل "ايهود اولمرت الذي يتجه منذ اسابيع الى القبول بالمبادرة السعودية بعد تلكؤ استمر نحو ست سنوات, مفادها ان تل ابيب مستعدة لاعادة مزارع شبعا ومرتفعات كفرشوبا مباشرة الى لبنان مقابل اتفاقية عدم اعتداء بين البلدين بضمانات اميركية واوروبية وعربية, ما يعني انه لا يفرض معاهدة سلام وتمثيلا ديبلوماسيا متبادلا وتطبيعا كاملا للعلاقات في هذه المرحلة التي وضعت فيها المبادرة السعودية على نار حامية للتوصل الى حل عربي - اسرائيلي شامل, آخذاً بعين الاعتبار الظروف السياسية والامنية والصراعين المذهبي والطائفي التي تعصف بلبنان حاليا حتى بلوغ مرحلة الهدوء الشامل بسيطرة الدولة اللبنانية على كل مقدراتها بعد نزع سلاح "حزب الله" والميليشيات الاخرى باتفاق بين الاطراف او حتى من دونه في نهاية المطاف".

واكدت المصادر الفرنسية ل¯ "السياسة" ان "حزب الله غير قادر على منع قيام مفاوضات لبنانية - اسرائيلية بوجود دعم سوري لها, وان ايران التي لم ترفض تشجيع الاسد للبنانيين على الانخراط فيها, ستحاول هي الاخرى في حال طرح الموضوع جديا على المستويات الدولية والعربية واللبنانية الداخلية, الحصول على قطعة من قالب حلوى المفاوضات لانها تدرك أن تأثيرها على بعض الجهات اللبنانية ليس من القوة بأن يمكنها من وضع العقبات في تحقيقها".

 

بو زيان : 8 جنود اسرائيليين عبروا الخط الازرق و"اليونيفيل" قدمت احتجاجا الى اسرئيل على الخرق

وطنية - 19/11/2008 (سياسة)اعلنت الناطقة الرسمية ل "اليونيفيل" ياسمين بو زيان انه "بتاريخ 18/11/2008 وحوالي الساعة 13,20 دقيقة وفي المنطقة التي تقع جنوب كفرشوبا شاهدت قوات "اليونيفيل" مجموعة من ثمانية جنود اسرائيليين يعبرون الخط الازرق, فتدخلت "اليونيفيل" الموجودة في المنطقة على الفور وعملت على سحب هؤلاء الجنود من الاراضي اللبنانية نحو جنوب الخط الازرق. كما ارسلت "اليونيفيل" فريقا الى المكان للتحقيق في وقائع الحادثة وظروفها, وقدمت احتجاجا الى القوات الاسرائيلية حول هذا الخرق وطالبت بالاحترام الكامل للخط الازرق وفقا للقرار 1701".

 

المكتب الاعلامي لتيار المردة رد على اتصال جعجع بالرئيس سليمان والوزير بارود:

الاشكال في البترون فردي بين مواطنيين بترونيين وناتج عن حادث منذ سنتين

من حقنا ان يكون لنا وجود في مختلف المناطق ووجودنا في الكورة والبترون تاريخي

وطنية 19/11/2008(سياسة) صدر عن المكتب الاعلامي في تيار المرده البيان التالي:

طالعتنا وسائل الاعلام بخبر اتصال السيد سمير جعحع بالرئيس ميشال سليمان والوزير زياد بارود، وردا على ما ورد فيه نعلن :

1-ان الاشكال حصل في البترون اشكال فردي بين مواطنين بترونيين والكل يعلم انه ناتج عن حادث منذ عامين وحينها اعتبر الحادث فردياً فلماذا اعتباره سياسياً اليوم؟ وعلى كل وبمعزل عن التبريرات فإننا ومنذ اللحظة الأولى احتكمنا الى الدولة والقضاء وقد جرت اتصالات مع اهل واقرباء غسان كنعان لتسليم نفسه الى السلطات المختصة ونتساءل لماذا عادت هذه الاحداث الى الظهور على الساحة المسيحية مع قوات سمير جعجع التي تعمد الى افتعال المشاكل لأن هذه هي على ما يبدو مهامها.

2-من حقنا ان يكون لنا وجود في مختلف المناطق اللبنانية علماً ان وجودنا في الكورة والبترون وجود تاريخي ومتجذر وهذا حقنا كما حق غيرنا من دون اذن او منّة من السيّد جعجع الذي يتكلم وكأنه مالك الدين والدنيا.

3-اما حديثه عن تكسير السيارات في شكا ليل أمس فان الموقوف لدى الاجهزة الامنية هو احد العناصر المسؤولة في القوات اللبنانية.

4-اما بخصوص الاغتيالات التي تحدث عنها السيد جعجع منذ يومين فإن الترويج لها قد يكون يبيت تحضيرا للتخلص من من بات يشكل عبئا عليهم كالنائب فريد حبيب فيتخلصون منه ويعمدون الى الباس التهمة الى غيرهم.

نحن نؤكد ثقتنا بالدولة وبالاجهزة الامنية كما نحن مطمئنون الى ان ابناء المنطقة يعرفوننا جيدا، واننا ندرك أن أي اشكال في نظرنا يضر بنا ويخدم غيرنا، لذا فإننا نطلب من الاجهزة الامنية ان تكون حاضرة وحريصة على أمن المواطن قطعا للطريق أمام من يستفيدون من أي فتنة أو أشكال.

 

اللواء أبو جمرة ترأس الاجتماع الاول للجنة الوزارية لدراسة ترتيب الاراضي

وطنية - 19/11/2008 (سياسة)عقدت اللجنة الوزارية المكلفة دراسة الخطة الشاملة لترتيب الاراضي، والمشكلة بموجب قرار مجلس الوزراء رقم 1 في 6 من الحالي، اجتماعها الأول اليوم برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء اللواء عصام أبو جمرة في مقر مجلس الإنماء والإعمار.

وخلال الاجتماع، وضعت اللجنة آلية عمل لتنفيذ المهمة الموكلة إليها، وباشرت بدراسة الآراء التي وردت إليها حول موضوع خطة ترتيب الأراضي.

 

رئيس وزراء فرنسا يصل لبنان غدا ويلتقي الرؤساء الثلاثة

 المركزية - يصل الى بيروت عند الساعة الثانية من بعد ظهر غد الخميس، رئيس الحكومة الفرنسية فرنسوا فيون، في زيارة عمل رسمية تستغرق يومين، وسيكون في استقباله على ارض المطار رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، حيث يجرى له استقبال رسمي، ثم يتوجه بعد ذلك رئيس الوزراء الفرنسي للقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في قصر بعبدا، يلي ذلك لقاء الجالية الفرنسية في قصر الصنوبر، ثم لقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري.

وعند السادسة والنصف يتوجه الضيف الفرنسي الى السراي الكبير للقاء الرئيس فؤاد السنيورة، على ان تعقد محادثات رسمية بين الوفدين، يلي ذلك توقيع لمجموعة من الاتفاقيات بين البلدين، ثم يعقد الرئيسان فيون والسنيورة مؤتمرا صحافيا مشتركا.

ويقيم الرئيس السنيورة اثر ذلك مأدبة عشاء على شرف الرئيس فيون في السراي الكبير.

وفي اليوم الثاني من الزيارة أي يوم الجمعة 21 الجاري يلتقي الرئيسان فيون والسنيورة عند التاسعة صباحا في السراي الكبير رجال الاعمال اللبنانيين والفرنسيين، وستكون هناك كلمات للرئيسين فيون والسنيورة وحوار مع الحضور. ثم يزور الرئيس فيون ورشة المركز التابعة لجامعة القديس يوسف، على ان يلي ذلك مأدبة غداء في قصر الصنوبر ثم زيارة الى الجنوب لتفقد قوات بلاده العاملة في اطار قوات الطوارىء الدولية.

 

 بري التقى امير قطر ورئيس مجلس الشورى وطلب دراسة مشاريـــــع تتعلق بالسدود

 المركزية - التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، صباح اليوم، أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في قصر الامير في الدوحة التي وصلها مساء أمس، بعد زيارته الى الكويت. وتم البحث في التطورات الراهنة في لبنان منذ اتفاق الدوحة والمستجدات على الساحة الاقليمية والدولية.

بعد اللقاء، قال الرئيس بري: "مرة أخرى نعود الى قطر ليس فقط في بداية الحل وإنما في خواتيمه. أتيت الى قطر وتشرفت هذا النهار بلقاء سمو الامير لأنقل اليه مرة أخرى تحيات لبنان وشكره على الجهود التي بذلت في سبيل التوصل الى اتفاق الدوحة. من المعلوم ان الاتفاق قد نفذ حرفيا وبكامله، فبعد أربعة أيام من حصوله تم انتخاب رئيس الجمهورية، بعد ذلك حكومة الوحدة الوطنية، وبعد ذلك إقرار قانون الانتخاب وفقا للتقسيمات التي اتفق عليها في الدوحة، بعد ذلك ايضا الحوار الوطني والمصالحات التي تسير على قدم وساق".

أضاف: "لذلك كان أقل الواجبات ان أتشرف بزيارة قطر مرة أخرى وان أنقل هذا الواقع المعلوم الى سمو الامير والى الاخوان جميعا في قطر. وفي المناسبة أقول كان لا بد من ان نتحدث بمشاريع أخرى نحو تطوير الاستثمارات والاعمار. قلت لسمو الامير ان مشروع "اليسار" في لبنان هو ايضا نعد الآن للسير به، وقد طلبت من الاخوة القطريين ان يصار الى التفكير ودراسة هذا الموضوع بالإضافة الى مواضيع تتعلق بسدود المياه التي سبق لفخامة رئيس الجمهورية عندما كان هنا ان طرح هذا الموضوع ايضا".

وتابع الرئيس بري "وفي المناسبة تشرفت ايضا بلقاء زميلي وصديقي دولة رئيس مجلس الشورى، حيث اتفقنا على اجراءات معينة بالنسبة للتعاون البرلماني بين مجلس الشورى القطري ومجلس النواب اللبناني، وكذلك اتفقنا على اللقاء في سلطنة عمان في آذار المقبل في اجتماع الاتحاد البرلماني العربي لدراسة الوضع بمجمل تطوره، بالاضافة الى الازمات المالية التي حصلت والتي كانت ايضا موضع تشاور مع نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الطاقة عبدالله العطية، وكان اللقاء اكثر من مفيد نظرا لخبرته وتجربته في شتى الميادين النفطية والاقتصادية". وكان الرئيس بري التقى العطية صباح اليوم، ودار الحديث حول التطورات المتعلقة بالازمة المالية والتعاون بين لبنان وقطر. ومساء أمس أقام رئيس مجلس الشورى القطري مأدبة عشاء تكريما للرئيس بري والوفد المرافق حضرها عدد من أعضاء المجلس. وتلقى الرئيس بري برقية شكر من رئيس مجلس النواب التونسي فؤاد المبزع وبرقية تهنئة بالاستقلال من رئيس مجلس الأمة الكويتي جاسم الخرافي.

 

 الملف الأمني يتقدم على السياسي وسط حركة ديبلوماسية لافتة

حزب الله يدعو جعجع الى ترتيب وضعه في الوسط المسيحي اولا

حركة موفدين بين دمشق والرابية تحضيرا لزيارة عون لسوريا

المركزية - لا يزال الملف الامني في البلاد طاغيا على ما عداه من ملفات سياسية ويستأثر باهتمام المراقبين والديبلوماسيين العرب والاجانب لما يحمله يوما بعد يوم من تطورات ومفاجآت على صعيد شبكات الارهاب وبدء فكفكتها والانجازات التي يسجلها الجيش اللبناني على هذا الصعيد.

وتوقفت الاوساط السياسية عند الحركة الديبلوماسية اللافتة التي يشهدها لبنان في هذه الفترة ورأت فيها دلالة بالغة الاهمية، فبيروت التي استقبلت اليوم وزير خارجية بريطانيا ديفيد ميليباند تتحضّر غدا لاستقبال وزير الخارجية الفرنسي فرنسوا فيون على رأس وفد كبير، اضافة الى ضيوف اجانب آخرين.

المستقبل - حزب الله: على خط آخر، بقيت قنوات التواصل مفتوحة بين تيار المستقبل وحزب الله وذلك منذ لقاء المصارحة الاخير الذي عقد بين رئيس كتلة المستقبل النياببة النائب سعد الحريري والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بهدف تهدئة الامور فيما لا يزال الطرفان يؤكدان ان لا طابع سياسيا ولا انتخابيا لهذه اللقاءات.

مصدر قيادي بارز في حزب الله اكد لـ"المركزية" ان لقاء واحدا سجّل حتى الآن بين النائب الحريري والمعاون السياسي للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله .اما بالنسبة الى الكلام الذي نقل عن لسان الامين العام حيال رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانيد الدكتور جعجع واشارته الى ان الخلاف لا يمنع لقاءه والدكتور جعجع في الوقت المناسب فهو غير صحيح، وقال المصدر: نحن نلتقي بجعجع على طاولة الحوار ونتحاور واياه ولكنّه الجهة الوحيدة تقريبا التي لا يزال رهانها على الاميركي واضحا وتوجّهاتها السلبية تجاه المقاومةايضا واضحة. فلذلك المصالحة معه ليست بهذه السهولة، هذا فضلا عن تاريخه الدموي. ودعا المصدر الدكتور جعجع الى ترتيب وضعه واموره داخل الوسط المسيحي اولا ثم البحث لاحقا في موضوع الاوساط الاخرى. فاذا كان الوسط المسيحي رافضا المصالحة معه فكيف سيكون الامر في الاوساط الاخرى. ولفت الى ان هناك فرقا بين النائب سعد الحريري والدكتور جعجع الذي لا تأثير فاعلا عليه غير التأثير الاميركي. واذ رفض المصدر التعليق على كلام النائب وليد جنبلاط في الولايات المتحدة الاميركية اكتفى بالقول ان النائب العماد ميشال عون بمواقفه يبقى الشخصية الوطنية الرمز والفخر والاعتزاز مهما قال هؤلاء في حقه.

القوات اللبنانية: من جهتها قالت مصادر القوات اللبنانية لـ"المركزية" ان لا مشكلة للدكتور جعجع مع أي طرف في لبنان وهو مستعدّ للاجتماع مع اي شخص، وقد سبق له ان دعا مرات عدة السيد نصرالله الى لقاء ثنائي بينهما كما طرح عقد مناظرة اعلامية اذا تعذّر اللقاء المباشر بسبب الظروف الامنية. وذكّرت بقرار القوات اللبنانية بطي صفحة الحرب واجراء مصالحات مع مختلف الاطراف، خصوصا ان لا خلاف دمويا مع حزب الله وتاليا ان الخلاف السياسي لا يمنع لقاء الطرفين. وأكدت ان سياسة جعجع هي التعاطي الاخلاقي على المستوى الشخصي مع كل القيادات اللبنانية. اما على صعيد المصالحة مع تيار المردة فأوضحت المصادر ان المشكلة تكمن عند آل فرنجية وهم طلبوا بعض الوقت ونحن في انتظار نقطة الصفر. واكدت التزام القوات بالهدنة الاعلامية مع القيادات المسيحية ونزولا عند رغبة الرابطة المارونية. وكررت التأكيد على جهوزية القوات اليوم قبل الغد للمصالحة.

التيار الوطني الحر: بدورها ردّت مصادر في التيار الوطني الحرعلى كلام النائب جنبلاط وقالت "للمركزية" ان العماد عون من أشرف وأهمّ ضباط الجيش اللبناني. ورأت ان النائب وليد جنبلاط يستخدم هذا الاسلوب من الشتائم عندما لا يجد ما يرد به بطريقة موضوعية وعلمية او عندما يجد نفسه "محشورا".

وتمنت المصادر على جنبلاط نظرا لكونه زعيما درزيا لبنانيا التعاطي بطريقة مغايرة من الشتائم والسباب في مقاربته للمواضيع الوطنية والاشخاص امثال العماد عون الذي لا ينتظر شهادة من احد. وادرج زيارة جنبلاط الى الولايات المتحدة الاميركية في اطار رسم السياسة التي سيعتمدها خصوصا ان الادارة الاميركية السابقة سترحل من دون ان تحقق له مبتغاه باسقاط النظام السوري ونزع سلاح حزب الله وغيرها من الامور وهو يحاول في زيارته جس نبض الادارة الاميركية الجديدة وما اذا كانت ستبقى على توجهاتها السابقة ام ستتبنّى توجهات مغايرة. وقالت ان تصريحات جنبلاط لا تعني ان الادارة الاميركية ستبلغه توجهاتها وقراراتها.ودعت جنبلاط الى عدم التعويل كثيرا على زيارته.

زيارة عون لسوريا: وشددت المصادر من ناحية اخرى ان زيارة العماد عون لسوريا مقررة نهاية الشهر الحالي وان التحضيرات التي تتم لها تدلّ على انها ستكون تاريخية وكشفت ان الوفد المرافق سيضم نوابا وقيادات في التيار الوطني الحر وقالت ان المعطيات المشتركة بين العماد عون والجانب السوري ستساعد على تقدم ملف المعتقلين والمفقودين وان تتويج هذا الحل سيكون على يد رئيس الجمهورية.

وعلمت "المركزية" من مصادر واسعة الاطلاع بأن حركة الموفدين بين دمشق والرابية زادت في الايام القليلة الماضية بغية إقرار بعض الترتيبات واللقاءات التي ستعقد في سوريا.

وقالت المصادر ان سوريا نصحت بعدم الاشارة لا من قريب ولا من بعيد الى - ما يسمّونه في لبنان - بملف المفقودين والمعتقلين في السجون السورية لعدم وجود اي جديد حول هذا الموضوع وانه من الأفضل على من يدعم العماد عون في هذه الزيارة وقف كل اشكال "التشاطر الاعلامي" ومردوده السيء على الزيارة.

ولفتت المصادر الى ان بعض من تحدث في هذا الملف وأشار الى إنجاز سيحققه العماد عون بشأن هؤلاء المفقودين - كما قال بعض المعارضين - قد تلقى عتبا شديدا واتهاما بسعي الى توريط العماد عون والقيادة السورية في ملف شائك لن يبحث فيه السوريون مع أحد في هذه الفترة لانه بالنسبة اليهم ملف مقفل بشدة.

على صعيد آخر، قالت المصادر عينها بأن عون ابلغ موفدا سوريا بأنه لا يرغب مناقشة المسؤولين السوريين بملف اللوائح الانتخابية في ضوء الخلافات القائمة مع اطراف على علاقة مباشرة مع حزب البعث وبعض القيادات السورية.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 19 تشرين الثاني 2008

النهار

تنشط الاستعدادات لإعلان لقاء سياسي واسع وتحديد برنامج توجهاته بما يشكل تطوراً سياسياً وانتخابياً على جانب من الاهمية.

يقول لبنانيون ناشطون في الخارج ان تصريحات بعض السياسيين من المستوى الهابط تترك اسوأ الانعكاسات على اللبنانيين جميعا ايا تكن انتماءاتهم السياسية.

يمتنع مرجع سياسي عن الرد على حملات متواصلة ضده من رئيس كتلة نيابية وتقول اوساطه انه لن يعطيه هذه "الخدمة".

السفير

وصف مسؤول كبير حالة الحكومة بمرحلة تصريف الاعمال في ظل الوضع الوزاري والاداري الذي تمر به البلاد.

يستعد بعض الوزراء لزيارة واشنطن قريباً للاجتماع بمستشاري الرئيس الاميركي المنتخب باراك أوباما واستطلاع السياسة الاميركية في المرحلة المقبلة.

تردد ان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليسا رايس ستزور لبنان في منتصف الشهر المقبل، تحت شعار "وداع الاصدقاء".

المستقبل

لفتت أوساط متابعة الى أن حزباً التزم بالتهدئة في وقت سابق أوكل إدارة التأزيم الى "تيار غبّ الطلب" ويرفع المسؤولية المباشرة عنه.

تؤكد مراجع قانونية أن مواظبة مسؤول أمني سابق قيد التوقيف على إصدار مواقف إعلامية يفترض أن تعرضه لمحاسبة قانونية.

تشير مصادر مطلعة الى أن التحقيق الدولي يتابع عن كثب ما جرى فضحه مؤخراً عن مجموعة على صلة بجرائم تقع ضمن نطاق التحقيق.

اللواء

يطرح دبلوماسيون اجانب على مسؤولين في عاصمة معنية أسئلة حول طبيعة التوقيفات الجارية بحق " منظمة ارهابية " ملاحقة .

بات بحكم المؤكد ان تضم لائحة كبرى في الشمال مرشح اسلامي في اطار ترجمة التعاون في المرحلتين الماضية والمقبلة

بدأت جهات ذات تأثير التركيز عما اذا كانت " سبحة الاضرابات " محض نقابية او تحمل ابعادا سياسية .

الشرق

مصادر كتلة نيابية اكدت وجود نية لدى قيادتها باحداث تغيير في ترشيحاتها في الانتخابات المقبلة تعميما للفائدة وتجنبا " لوحدانية التمثيل " كما هو سائد في احزاب وتكتلات سياسية اخرى .

مسؤول سابق استبعد بشكل قاطع امكان عودته الى " الحياة السياسية التقليدية " وقال لمراجعيه ان ما يقوم به حاليا يكفي للتعبير عن موقفه وخطه السياسي .

شخصية شمالية رأت ان ما هو متاح الآن لانجاز المصالحة المسيحية قد لا يون متوافرا في مرحلة ما بعد الانتخابات النيابية .

 

الرئيس سليمان استقبل وزير الخارجية البريطاني والوزير لحود وشخصيات: الثوابت اللبنانية معروفة في ما يتعلق بأوضاع المنطقة وكل الاراضي المحتلة

نتمسك بمرجعية مدريد والمبادرة العربية ولتنفذ اسرائيل القرارات الدولية

ميليباند: للبنان صوت مسموع يدعو دول الشرق الى تحمل مسؤولياتها حيال السلام

القرار 1701 يجب ان يطبق كاملا والمملكة البريطانية ملتزمة تنفيذ هذا الأمر

وطنية- 19/11/2008 (سياسة) استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في بعبدا صباح اليوم، وزير الخارجية البريطانية ديفيد ميليباند على رأس وفد، في حضور سفيرة بريطانيا فرنسيس غاي. وتناول اللقاء العلاقات الثنائية بين البلدين ودعم بريطانيا لبنان في شتى المجالات، اضافة الى جولة أفق تناولت التطورات في المنطقة ومصير مشاريع السلام المطروحة على أبواب سلسلة محطات أبرزها تسلم الادارة الاميركية الجديدة، والانتخابات الاسرائيلية والانتخابات الرئاسية في ايران، وكذلك الانتخابات النيابية في لبنان بالنسبة الى الشأن الداخلي اللبناني. وأكد الرئيس سليمان أمام الوزير البريطاني سلسلة الثوابت اللبنانية في ما يتعلق بالاوضاع في المنطقة، سواء بالنسبة الى مزارع شبعا وسائر الاراضي التي لا تزال اسرائيل تحتلها او بالنسبة الى مفاوضات مباشرة او غير مباشرة مع اسرائيل حيث يتمسك لبنان بمرجعية مدريد، وكذلك بالمبادرة العربية من دون أي تعديل، شرط التزام اسرائيل المسبق تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة.

تصريح ميليباند

وبعد اللقاء تحدث الوزير البريطاني الى الصحافيين فقال: "عقدت اجتماعا جيدا للغاية مع فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان. يوم زرت لبنان للمرة الاولى في شهر حزيران الماضي، كان فخامته قد تسلم مهماته منذ بعض الوقت، وها هو اليوم يقود عملية اصلاحية في لبنان، منذ نحو اربعة او خمسة اشهر. ولقد اجرينا محادثات جيدة للغاية تناولت العلاقات الثنائية، وان بريطانيا ولبنان يعملان جنبا الى جنب في قطاعات امنية، ونحن ندعم الحوار الوطني الذي يقوده فخامته بقوة، كما اننا نقف الى جانب لبنان في علاقاتنا الاقتصادية". وأضاف: "تطرقنا كذلك في محادثاتنا الى مجريات الامور في المنطقة. وقد ذكرت في زيارتي السابقة ان لبنان كان لمرات عدة عبر تاريخه، ضحية صراعات شعوب أخرى. ونحن نعلم انه لن تكون هناك فرصة ضائعة للسلام في منطقة الشرق الاوسط، عندما لا يبقى لبنان ضحية صراعات هذه الشعوب. هذا هو التحدي الذي يواجهه لبنان. وان كلام فخامة الرئيس في مقاربته للسلام في الشرق الاوسط هو في غاية الاهمية. فقد أصبح للبنان صوت مسموع يدعو جميع الدول في الشرق الاوسط الى تحمل مسؤولياتها حيال السلام. وعندما تكلم فخامته عن هذا الامر أمامي، هذا الصباح، ادركت ان هذا الكلام من طرف عربي مهم لدعم الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط".

وتابع: "لقد ناقشنا ايضا ضرورة الحفاظ على الاستقرار في لبنان في هذه المرحلة التي تسبق الانتخابات النيابية المقبلة. ان العالم بأسره سوف يتابع احترام جميع الاطراف للمسيرة الديموقراطية. ومن المؤكد ان السياسة، وليس العنف، هي التي يجب ان تشكل الاساس في أي قرار يتناول مستقبل لبنان. نحن نعلم ان القرار 1701 يجب ان يطبق كاملا، وانني اكرر التزام المملكة البريطانية التطبيق الكامل لهذا القرار. ان لبنان يجب ان يكون بلدا فخورا بذاته، مستقلا وسيد نفسه، وهو كذلك. ومن اجل دعم استقلال لبنان وديموقراطيته وسيادته، فان المملكة البريطانية تكرس ذاتها لهذه الغاية. هذه هي أهم النقاط التي عرضتها صباح هذا اليوم لفخامته".

حوار

ثم دار بين الوزير ميليباند والصحافيين حوار تناول نقاطا عدة.

وردا على سؤال حول الموقف البريطاني من مزارع شبعا وضرورة حل هذه المسألة بما يساهم في تأمين السلام، قال: "لقد ناقشت هذا الامر مع فخامة الرئيس، بشكل مباشر. وبخصوص هذه المسألة، وفي ما يتعلق بنا، اننا لا نعمل على تجميد أي امر، وليس من مهام المجتمع الدولي ان يجمد أي امر. بل عليه ان يشجع على اجراء محادثات ثنائية او متعددة. وفي الواقع، فان قضية مزارع شبعا ليست في حاجة الى حل خاص، اذا ما تم التوصل الى حل عادل. ولكن ليس من شأننا ان نعوق أي محادثات. ان المبعوث الجديد للامم المتحدة مايكل وليامز، معروف من المملكة البريطانية، وقد كان مبعوثا خاصا للشرق الاوسط من قبل رئيس الوزراء، وهو ديبلوماسي عريق، ورجل مستقل، وانا اتوقع ان يقوم بعمل جيد للغاية، بالنظر الى سعة اطلاعه، وهو سيدعم تطبيق قرارات مجلس الامن. وفي ما يتعلق بموقفنا، فإننا نرى انه كلما تقدم الحوار، كلما كان الاتجاه اكبر للتوصل الى حلول".

وردا على سؤال آخر عن تغيير الموقف البريطاني من سوريا وايران، وهل من رؤية جديدة للوضع في منطقة الشرق الاوسط، اجاب: "أعتقد أن العام 2009 سيكون عاما مهما للغاية، وسيكون عام التغيير بشكل عام لان هناك رئيسا جديدا للولايات المتحدة، وستكون هناك حكومة جديدة في اسرائيل، كما ستجري انتخابات في لبنان وايران ايضا. اذا، على كل دولة ان تبحث في ما يمكن ان تكون مساهمتها من اجل الحفاظ على الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط. ومن المعروف انه لن يكون هناك من استقرار في العالم اذا لم يكن هناك استقرار في الشرق الاوسط، كما انه لن يكون هناك استقرار في الشرق الاوسط اذا لم يكن لبنان مستقرا. اذا، الامور تجري بشكل مترابط. اما المملكة البريطانية فلقد توصلت الى خلاصة مفادها ان الطريق الامثل لبلوغ التقدم، هو السير على اسسس التفاهم. وهناك فرصة امامنا، بوجود مسار اسرائيلي - فلسطيني ومسار اسرائيلي- سوري، ومسار بين سوريا ولبنان. ومن المهم ان يكون هناك مسار لبناني-اسرائيلي ايضا، وقد سبق أن ذكرت ان مسألة مزارع شبعا تحل بجزء منها بواسطة التفاهم. ان التزام المملكة البريطانية نابع من كونها عضوا في مجلس الامن، وهو يقوم على تقديم الحجج الكافية لبلوغ مقاربة قائمة على التفاهم، من اجل التوصل الى حل في المنطقة. وفي نهاية الامر، ان القرارات يجب ان تؤخذ هنا، وليس من قبل اطراف خارجيين عن المنطقة. بمعنى آخر، ان التسويات والقرارات يجب ان تؤخذ من قبل قادة المنطقة، اما المجتمع الدولي فمن شأنه ان يدعم ما يتم التوصل اليه".

وردا على سؤال آخر عن قلق بعض الاطراف في لبنان من الانفتاح البريطاني على سوريا، خصوصا بعد تصريحه عن محادثاته الجيدة مع الرئيس السوري، أجاب: "لا أعتقد أن البعض يجب أن يخشى الحوار، خصوصا عندما يجري على أسس صريحة ومنفتحة وجادة. ما قلته علنا حول الخيارات الموجودة امام سوريا والدول الاخرى، وحول مسؤولية سوريا وهذه الدول حيالها، هو ما قلته خلال محادثاتي مع الرئيس الاسد، ولغيره من المسؤولين. لقد اتخذت سوريا قرارات ايجابية خلال الاشهر الاثني عشر الماضية، مثل قرار اقامة علاقات ديبلوماسية واجراء تبادل للسفراء بين بيروت ودمشق. وهو قرار ايجابي نحو الامام، يجب الاعتراف به على هذا الاساس. ولكن في المقابل، فإن من يعرف ابسط الامور عن المنطقة، يدرك ان تبادل السفراء هو خطوة، وهناك اوجه اخرى للعلاقات بين سوريا ولبنان يجب التنبه اليها والعمل على احداث تغيير بشأنها. وإنني أكرر ما قلته ان السياسة، وليس العنف، تشكل الاساس الذي من خلاله يتم التوصل الى حل للمشاكل في لبنان. هذه رسالة واضحة للغاية حيال مسؤولية الدول في المنطقة في كيفية التعامل مع لبنان. اذا، لا يجب على أحد الخوف من الحوار، لا بل علينا ان نكون واضحين تجاه الخيارات التي تواجهها الشعوب، كما علينا ان نكون واضحين تجاه المبادىء التي يتم العمل بموجبها للتوصل الى هذه الحلول. ان استقلال لبنان وسيادته وديموقراطيته هي من اعظم مصادر القوة له، ويجب ان يتم الدفاع عنها ليس فقط من قبل اللبنانيين، بل ايضا من قبل المجتمع الدولي".

وردا على سؤال آخر عن دعم الجيش اللبناني، أوضح ميليباند: "نحن مدركون للغاية ان دعم جيش لبناني قوي، هو من مقومات استقلال لبنان. كما اننا ندعم الإصلاحات المتعلقة بالأجهزة الأمنية، والتي تشكل جزءا أساسيا من برنامج الرئيس سليمان. واعتقد أن القرارت المتعلقة بقدرة القوى المسلحة وبتقوية الجيش اللبناني يجب ان تؤخذ داخل لبنان. ونحن كدولة صديقة، وعبر علاقاتنا العسكرية مع لبنان، ندعم كل ما من شأنه تقوية قدرات الجيش اللبناني".

الوزير لحود

واستقبل الرئيس سليمان وزير الدولة نسيب لحود وعرض معه التطورات من كل جوانبها.

النائبان حرب وزهرا

ثم استقبل رئيس الجمهورية النائبين بطرس حرب وانطوان زهرا مع وفد من بلديات ومخاتير بلدات وقرى قضاء البترون، راجعوا الرئيس سليمان في بعض المطالب الانمائية والاجتماعية والصحية الملحة. وقد وعد رئيس الجمهورية بإيلاء هذه المطالب اهتماما ومتابعة بما يساهم في رفع الحرمان عن المنطقة على هذا المستوى.

وزراء الوفد الى ايران

ورأس الرئيس سليمان بعد ذلك اجتماعا ضم الوزراء فوزي صلوخ، محمد الصفدي، غازي زعيتر، محمد فنيش وزياد بارود الذين سيرافقون رئيس الجمهورية في زيارته المرتقبة لايران الاثنين المقبل، وتم خلال الاجتماع البحث في الملفات التي سيناقشها الوزراء اللبنانيون مع نظرائهم الايرانيين خلال اللقاءات التي ستعقد بينهم على هامش الزيارة الرئاسية للعاصمة الايرانية.

 

الرئيس السنيورة استقبل وزير الخارجية البريطاني والوفد المرافق

ميليباند:تحدثنا عن حاجة حيوية للاستقرار تكون مؤمنة في الانتخابات

وطنية - 19/11/2008 (سياسة) استقبل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند في حضور السفيرة البريطانية فرنسيس غاي والوفد البريطاني المرافق.

وقال ميليباند بعد الاجتماع "لقد كانت لي محادثات طيبة مع الرئيس السنيورة، وقد ذكرته بأني التقيته في المرة الأخيرة في شهر حزيران الماضي حين كان ما يزال في طور تأليف الحكومة، والآن كانت لي فرصة تهنئته بتشكيل الحكومة، وهذه الحكومة تؤمن قيادة مستقرة للبلاد. وقد تحدثنا عن الاقتصاد اللبناني الذي لم يتأثر بالمشاكل الاقتصادية العالمية، وهذا أمر مهم. كما تحدثنا عن الحاجة الحيوية للاستقرار التي يجب أن تكون مؤمنة في الانتخابات النيابية المقبلة، وقد ركزنا في محادثاتنا حول ضرورة أن تكون ديموقراطية واستقلال وسيادة لبنان محمية خلال الانتخابات النيابية المقبلة. وقد أردنا على المستوى السياسي أن نكون شديدي الوضوح مع جميع من التقيناهم خلال الجولة الشرق أوسطية التي أجرينا، بأن استقلال وسيادة وديموقراطية لبنان تعتمد بشكل أساسي على قرار السياسيين اللبنانيين وبناء قدرات البلاد". اضاف "نحن نعلم أن الدول المجاورة لديها دور هام جدا للعبه في هذا الإطار للحفاظ على القيمة الأساسية للبنان. وبعد لقائي مع رئيس الجمهورية، أكدت أن لبنان كان ضحية صراعات الآخرين، ونحن نعلم أن هناك بالفعل فرصة حقيقية للسلام في الشرق الأوسط حين لا يعود لبنان ضحية قرارات الآخرين. كذلك تحدثنا عن أهمية مبادرة السلام العربية في تأطير الفرص والخيارات لدى الدول العربية، ولكن أيضا لدى إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، فأساس مفهوم المبادرة العربية هو بحل يقوم على إنشاء دولة فلسطينية وتطبيع العلاقات مع إسرائيل وتوفير الأمان للدولة الإسرائيلية، وهذا أمر مهم جدا، وهو يؤسس لمقاربة شاملة للمواضيع. ومشاكل الشرق الأوساط مترابطة بشكل عميق. وأعتقد أنه من الصعب أن تحل بشكل متقطع. هذه رسالتي الخاصة والعامة خلال هذه الزيارات التي قمت بها".

 

لقاء الوثيقة والدستور" تذكر في مؤتمر صحافي "رواد الاستقلال" وقدم تصوره للعودة للديموقراطية ونقل البلاد من مزرعة الى دولة

وطنية - 19/11/2008 (سياسة) عقد "لقاء الوثيقة والدستور"، قبل ظهر اليوم، مؤتمرا صحافيا في دار نقابة الصحافة اللبنانية، حضره اعضاؤه وجمع من الاعلاميين والمهتمين. بعد النشيد الوطني، استهل نقيب الصحافة محمد البعلبكي المؤتمر، منوها بدور اللقاء المستمر في المطالبة بتنفيذ وثيقة الوفاق الوطني، تأكيدا لوحدة لبنان. وقال: "ان اعضاء اللقاء وزملاءهم من أهل الطائف، هم رواد المصالحة، الأمناء على الرسالة، والأوفياء للقضية".

وتلا الوزير السابق ادمون رزق، البيان الذي وقعه مع اعضاء اللقاء وهم: عثمان الدنا، اوغست باخوس، محمود عمار، بيار دكاش، رفيق شاهين، الياس الخازن، انور الصباح، منيف الخطيب وخليل الخليل. وحمل البيان عنوان "العودة الى الديموقراطية" وتطرق الى عشرة مواضيع متداولة هي: الحوار، الاستراتيجية الدفاعية، الصلاحيات، اتفاق الدوحة وحكومة الاضداد، المجلس الدستوري والسلطة القضائية، حمى التسييس: الجامعات والنقابات، عجز المرافق وتدني الخدمات، الهم الاجتماعي: الشباب وفرص العمل، العلاقة مع سوريا وديموقراطية الانتخابات ومسؤولية الرئيس".

وقال الوزير السابق رزق: "نتذكر رواد الاستقلال ورفاق النضال،في العيد الخامس والستين لاستقلال لبنان، والذكرى التاسعة عشرة لاتفاق الطائف، واستشهاد رئيس المصالحة والوفاق رينه معوض، نجدنا في صميم معركة استقلال لا تنتهي، نبحث عن صوغ عقد ثابت، لتأسيس دولة موحدة، في وطن نهائي، بمواصفات حضارية وانسانية، تؤهله لدور ورسالة، فكأن لا ميثاق، ولا وثيقة، ولا دستور، ولا سقف يستظله الجميع، وينذر بالسقوط على الجميع... بل كأن قدر شعبنا ان يظل في بحث دائم عن ذاته، في صراع بقاء، مع العنف والارهاب، والردة الهمجية. وأشار الى "ثمة عناوين كثيرة متداولة، نتناول بعضها، من على منبر نقابة الصحافة اللبنانية، مرآة الحرية في الشرق: موضحا"لنا رأي ثابت في ما يسمى حوارا، أو تشاورا، هو ان اي رغبة جدية في الوصول الى نتيجة، يجب ان تبدأ بالعودة الفعلية الى اتفاق الطائف، حيث جرى حوار حقيقي، بين ممثلين حقيقيين للشعب، توصلوا الى اتفاق نال اجماعا عربيا ودوليا، لكنه لم يطبق". واعتبر ان "العلة الاساسية، والخطيئة الاصلية، التي يتناقلها اهل السلطة المستنسخة، هي نقض الوفاق، وخرق الدستور، والتنكر لابسط بديهيات النظام الديموقراطي. وأضاف: "ثماني عشرة سنة من حكم الكره والاكراه، وأدت اتفاق الطائف، وانتجت اسوأ وضع، واقبح مشهد، الف مرة قلنا، في العهدين الغابرين، لكل الذين تعاقبوا على الحكم، ونكرر اليوم: من العبث محاولة البدء من غير البداية. البداية هي، بكل بساطة، فعل لا كلام. هي التزام بنود وثيقة الوفاق الوطني، واحكام الدستور، بشرف وامانة، والكف عن تمديد العرض السمج". ورأى ان "اي حوار جدي ومخلص يجب ان يتضمن بندا وحيدا هو: وضع برنامج زمني لتطبيق وثيقة الوفاق. وكل ما عدا ذلك خروج عن الموضوع، تهرب وتمويه وتشويه".

الاستراتيجية الدفاعية

وعن الاستراتيجية الدفاعية قال: "في كل دول العالم التي تدعي الديموقراطية، وتتمتع بحد ادنى من احترام الذات، تعتبر المؤسسات المرجعيات الرسمية الصالحة لوضع السياسة العامة وتنفيذها. مجلس النواب، بهيئته العامة، مسؤول عن المراقبة والمحاسبة، منح الثقة وحجبها، عن التشريع والانتخاب، فهو المؤتمر الوطني الدائم، يختصر كل القاعات، ويغني عن سائر الطاولات. ان مجلس الوزراء، مجتمعا، هو السلطة الاجرائية، التي يعود اليها، وعليها، تسيير الشأن العام، وعندما يعجز، يستقيل، او يسقط ويؤتى ببديل منه، ضمن اصول محددة، ولكل وزير اختصاصه، يجيد ممارسته او ينزع منه ويقصى عنه . ورئيس الجمهورية هو الرئيس الوحيد للدولة، المؤتمن على الدستور، فلا ازدواجية، لا ثنائية ولا ثلاثية، بل تراتبية منهجية، ومهمات حصرية، وادوار منصوصة، وتعاون مرصوص.

واعتبر انه "في الدول التي تستحق التسمية، تتولى المؤسسات وضع السياسات على اختلافها: الداخلية والخارجية، الاجتماعية والاقتصادية، التربوية والعمرانية، المالية والضريبية، والبرامج التطبيقية، والاستراتيجيات الدفاعية، مستعينة بالاختصاصيين، من دون تشهير، ومن دون طاولات حوار، وموائد تشاور، تتجاوز المؤسسات وتلغيها".

الصلاحيات

وفي موضوع الصلاحيات، قال رزق: "ولا مرة أثيرت ضجة حول موضوع "الصلاحيات"، كما يحصل بالنسبة لمنصب نائب رئيس مجلس الوزراء. ومرد ذلك الى الطريقة الغريبة العجيبة التي شكلت فيها الحكومة الحاضرة. انها حكومة الاضداد، غير الممكن ان يؤلفوا فريق عمل واحدا، بسبب فقدان عناصر الوحدة بينهم، واولها المشروع المشترك.". واضاف: "من مراقبة الأداء العام، في المؤسستين الاشتراعية والاجرائية، يتبين ان ثمة فوضى صلاحيات، مردها الى الاشخاص الذين يتولون المناصب، لا الى نقص النصوص، وغياب الأعراف. المسألة تتعلق بثقافة الديموقراطية: اما ان تكون موفورة، فتمارس، او مفقودة، فلا تعود ثمة جدوى من البحث في التفاصيل.

اتفاق الدوحة

ورأى انه "من الخطأ الجسيم، اعتبار ان "اتفاق الدوحة" يصلح بديلا من اتفاق الطائف. ذاك ان اتفاق الطائف اسفر عن "وثيقة وفاق"، تتضمن الأسس العملية لاعادة بناء الجمهورية اللبنانية. اما "اتفاق الدوحة"، فقد كان عقد محاصصة وتقاسم، رمى الى وقف مواجهة ميدانية مفتعلة، فكان مجرد تسوية ظرفية، بتحديد نسب عددية وتوزيع حقائب، على هامش مفهوم الديموقراطية. إذ جمع "الموالاة والمعارضة" في تركيبة حكومية واحدة دون ان يوحد بينهما". واضاف: "ان حكومات الوحدة الوطنية، او الاتحاد الوطني، تقوم على اساس "مشروع موحد"، ولا يمكن ان يؤدي الجمع المفتعل بين "الاكثرية والاقلية"، إلا الى المزيد من التنافر، والمشاكسة، والتعطيل... بدليل ان المطالبة، في الاساس، تركزت على ما سمي "الثلث المعطل"، بدلا من "الثلث المكمل"، اي الذي به يكتمل الاتحاد، وتتحقق الوحدة.

المجلس الدستوري

ولفت الى ان "الفراغ المتمادي في المجلس الدستوري، دليل عجز مشترك، في المجلس النيابي ومجلس الوزراء كليهما، وعلى كل مستويات السلطة الراهنة، ولا يمكن التذرع باي سبب لتغطيته. كذلك، فان اللغط حول وضع السلطة القضائية، اصبح في حجم لا يجوز معه تأجيل التصدي له، بحكمة وشجاعة وتجرد. وفقا للاصول القانونية، فعلى المعنيين ان يعالجوا موضوع القضاء، المقلق والمشكك، في معزل عن التسييس والتطييف والمحسوبية".

الجامعات والنقابات

وتحدث عن الإنقسام السياسي الحاد، "غير المتورع، انعكس على الحال العامة في البلاد، داخل حرم الجامعات، فحولها الى ساحات مواجهة، وتصادم وعنف. كما تسرب الى النقابات المهنية، معاقل الحرية والديموقراطية، والمجال الرحب للاختلاف في الاجتهاد، والتنافس على الخدمة، ضمن وحدة الهدف الوطني والمهني، فبدل تقاليد التسامح والانفتاح".

عجز المرافق وتدني الخدمات

وشدد على ان "ابرز عنوان في مفكرة اللبناني اليومية، هو الكهرباء، اذ لعله بين سائر الشعوب، من يدفع أغلى فاتورة، مقابل حرمانه من حق مكتسب في الحصول على تيار كهربائي منتظم وغير مقنن. وانه لمن المحزن، ان يتحول البلد الاكثر توهجا وتألقا في المنطقة، الى بلد مظلم، نتيجة التمادي في الاهدار، والصفقات الكيفية والمزاجية، والتخلف عن التطور العلمي.

الشباب وفرص العمل

وانتقد عدم وجود برامج لايجاد فرص عمل للشباب،. وقال: "بدلا من التصعيد، والاثارة الاعلامية، ماذا لو أطلقت حملة وطنية داخل الجامعات والنقابات والروابط، لتحليل المشكلات الاجتماعية والمعيشية، واقتراح حلول لها، وحث المسؤولين لتبنيها، من اجل استعادة نمط عيش كريم.

العلاقة مع سوريا

وحول العلاقة مع سوريا، قال:"اتفاق الطائف حسم الموضوع: دولتان شقيقتان، جارتان، مستقلتان، حرتان، سيدتان، عضوان في جامعة الدول العربية، وفي منظمة الامم المتحدة. اذا: لنتبادل التمثيل الدبلوماسي الذي اتفق عليه ولنرسم الحدود ولنسترجع ارضنا المحتلة ولنحسم ملف المفقودين ولنحافظ على المصالح المشتركة، ولنطبق ميثاق جامعة الدول العربية، وميثاق الامم المتحدة، والمعاهدات والاتفاقات، وننظر في تعديلها عند الاقتضاء، بروح طيبة، ونية صافية، صدق وموضوعية ولتكن العلاقات واضحة وسليمة، والتعاون مخلصا بناء ولنتقبل جميعا نتائج التحقيق الدولي، في جرائم الاغتيال، وعمليات الارهاب".

ديموقراطية الانتخابات-

وتوقف اخيرا، عند ما نحن مقبلون عليه من فرصة منتظرة، نرجو ان تتم على خير، لانتاج سلطة لبنانية شرعية، بارادة الشعب الحرة. من البديهي اننا لسنا امام القانون الأمثل للانتخابات، فثمة مآخذ وثغرات، لا نخوض فيها، على أمل ان يتولى مجلس اكثر تمثيلا تطوير القانون.

وختم: "في انتظار ذلك نقول: ان القوانين تحتاج الى تطبيق. والتطبيق يحتاج الى رجال دولة. الانتخابات آتية، وهي امتحان للصدقية، والاستقامة، في الحرية والكرامة، وميزان لما يريده الشعب حقا، ويستطيعه فعلا. يجب ان يعود لبنان الى الديموقراطية، يجب ان يأخذ الشعب المبادرة، لبناء دولته الحرة السيدة المستقلة، فلا يسلمها مجددا الى الفساد والطغيان، ولا الى التخلف والرجعية، او الهيمنة والاستكبار. وعلى رئيس الجمهورية ان يمارس صلاحياته غير منقوصة، وان يتوجه الى الامة مستنهضا اياها ومستقويا بها. فهو مسؤول عن حماية حق الشعب في التعبير الحر، باختيار ممثليه الحقيقيين.

في هذه المرحلة الدقيقة، الصعبة، للرئيس دور اساسي، استثنائي وتاريخي: ان يكون القائد والاب، انطلاقا من ايمان وطيد بالوطن الرسالة، المتعدد الثقافة، الموحد الكيان، ومن استيعاب لمواصفات الدولة الحضارية، في انتمائها العربي الاصيل، وانفتاحها العالمي العريق، والتزامها قضايا الحق والعدالة.

على الرئيس ان يرعى المشروع الوطني الجامع، مشروع بناء الدولة الواحدة الموحدة، ويحسم الجدل الدائر خارج المؤسسات، وفي معزل عن الدستور، ويرفض الامر الواقع، المخالف لقواعد وجود الدول. تلك مهمة شاقة، لكنها ليست مستحيلة، على انسان مؤمن بقضية وملتزم واجبا.

الرئيس هو الرئيس، هو المرجع والملاذ، وهو المسؤول المؤتمن، ولا صحة لأي زعم حول قلة صلاحياته. فلديه ما يجب، وما يكفي، لاي قائد شجاع، وأب صالح، ورجل دولة حقيقي، نظيف ومتجرد، فلا حكم بالتراضي، ولا حلول بالترضيات.

ليس للرئيس حصة، لأنه ليس من اصحاب الحصص، والنسب المحفوظة، ولانه هو، كله، حصة لبنان، حصة الوطن والشعب، حصة الدولة، وهو مسؤول بمقدار ما هو مستأهل، لا تردد ولا تحفظ. الاهتمامات كثيرة، والمطلوب واحد: يجب العودة الى الديموقراطية، يجب نقل البلاد من الساحة الى الحمى، ومن المزرعة الى الدولة. ولا يكون ذلك بغير المواجهة، إلا بالقرار والموقف، نعم، لقد تعبنا، لكننا لم نيأس".

 

وزير الخارجية البريطاني حاضر في الجامعة الأميركية عن اوضاع الشرق الاوسط:

سنة 2009 حاسمة لوجود ادارة أميركية جديدة ولاجراء انتخابات في لبنان وايران

وطنية - 19/11/2008 (سياسة) حاضر وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند اليوم، في قاعة "سهيل بطحيش" في مبنى "وست هول" في الجامعة الأميركية في بيروت، بدعوة من "دائرة الدراسات العربية والشرق أوسطية"، في حضور السفيرة البريطانية السيدة فرانسيس غاي وحشد من الطلاب والاساتذة.

بداية عرف رئيس الجامعة بالوكالة عميد كلية الآداب والعلوم الدكتور خليل بيطار بالوزير البريطاني. الذي استهل حديثه مشيرا الى انه اختار الحضور إلى الجامعة الأميركية في بيروت والتحدث إلى طلابها وأساتذتها "لأن الديبلوماسية التقليدية لم تعد تفي بالأمر، وبات من المطلوب القيام باتصال شخصي وبدبلوماسية حضارية بالاضافة إلى الدبلوماسية التجارية". وقال ميليباند إن جولته في الشرق الأوسط "تشير إلى أن العام 2009 سيكون عاما حاسما، بسبب وجود ادارة أميركية جديدة وبسبب إجراء انتخابات في لبنان وايران". واضاف "إن أكثرية الناس تعتقد أن نافذة الحل لمسألة الشرق الأوسط ضيقة وتتضاءل شهرا بعد شهر"، مشيرا الى ان "هناك الكثير على المحك". ولفت ميليباند إلى أن "الاستقرار في لبنان مرتبط بشكل وثيق بالاستقرار في المنطقة، ولذا يجب الدفاع عن القيم التي تميز لبنان، وهي السيادة والاستقلال بالاضافة إلى القيم الديموقراطية". وأكد أن "تصنيف حكومته للجناح العسكري ل"حزب الله" بأنه منظمة ارهابية هو تأكيد لرأي حكومته بأن السياسة لا العنف هي طريقة التعبير عن الآراء". وقال: "إن هذا التصنيف يعني أن حكومته تفرق بشكل حازم بين الجناحين العسكري والسياسي ل"حزب الله".

وأكد الوزير ميليباند أن حكومته "لا تتبع السياسة الأميركية بل تقرر شكل سياستها بما يتلاءم مع الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي".

وفي مداخلات للحضور، انتقد البروفسور طريف الخالدي الحكومة البريطانية "لأنها اكتفت بوضع ملصقات على السلع المنتجة في المستوطنات الاسرائيلية غير الشرعية، عوضا عن مقاطعتها تماما، مما سيشكل رسالة قوية إلى العالم بأن هذه المستوطنات تخرق القانون الدولي ولا يجب القبول بها".

وقد رد الوزير بأن حكومته "ارتأت أن تترك للمستهلك البريطاني حرية الاختيار".

من جهته، اتهم البروفسور أحمد موصلي الحكومة البريطانية ب"الامتثال للولايات المتحدة في السياسة الخارجية وبعدم تأييد المؤمنين بالعملية السياسية إلا متى امتثلوا للغرب". وقال "نحن نؤمن حقا بالتغيير وندعمه ولكن هذا الدعم يبقى صعبا طالما ساند الغرب أنظمة قمعية في العالم العربي".

ثم تكلم البروفسور كريم المقدسي فقال إن "العداء الذي تواجه به السياسة البريطانية في المنطقة ينبع من تأييد الحكومة البريطانية لاسرائيل خلال حربها على لبنان في صيف العام 2006 ومن تأييدها للولايات المتحدة في غزوها للعراق".

واكد الوزير ميليباند "أن حكومته دعمت دائما الحل الذي يقضي بوجود دولتين، اسرائيلية وفلسطينية، بعكس الولايات المتحدة التي لم تدعم هذا الحل إلا مؤخرا".

 

النائب عمار رد على مواقف وزير خارجية بريطانيا: خيار المقاومة

انصع حق تمارسه الشعوب وأنجع السبل لتحقيق العدالة والاستقرار

وطنية- 19/11/2008(سياسة) رد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب الحاج علي عمار على وزير الخارجية البريطاني دايفيد ميليباند بالتصريح الآتي:

"طالعنا وزير الخارجية البريطاني من خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده في مطار بيروت الدولي بجملة من المواقف المريبة حيث انه مارس أعلى درجات تشويه الحقائق وذر الرماد في العيون من خلال ادعائه الحرص على الاستقرار والسلام في المنطقة ولبنان مما دفعنا إلى تذكيره والرأي العام بما يلي:

أولا: لا يستطيع هذا الوزير مهما اجتهد أن يمحو من الذاكرة العربية اللبنانية دور بريطانيا الخبيث الذي وفر كل الظروف لنشوء كيان العدو الإسرائيلي الغاصب , ورفد هذا الكيان بكل عناصر الدعم والتغطية والتأييد لممارسة عدوانه على شعوب المنطقة وخصوصا الشعبين اللبناني والفلسطيني, مما شجع هذا الكيان على الامعان بسياسة الارهاب والاحتلال والابادة ضاربا بعرض الحائط كل مؤسسات المجتمع الدولي وقراراتها الفارغة بفعل الارهاب الإسرائيلي وتغاضي المجتمع الدولي عنه. وما استخفاف العدو الإسرائيلي بالقرارات الدولية وتماديه في الارهاب اليومي تجاه الشعب الفلسطيني من خلال الحصار المتمادي في قطاع غزة والضفة الغربية واستمراره في الاستيطان وطرد المواطنيين الاصليين من دورهم اضافة إلى هدم الحجر والشجر والبشر, الا خير شاهد جلي وواضح على التواطؤ البريطاني الإسرائيلي.

ثانيا: كان حريا بالوزير البريطاني بدل التلطي وراء الشعارات والحرص على السلام, ان يعمل وأمثاله في المجتمع الدولي على إرغام العدو الإسرائيلي بالكف عن سياسة الإرهاب والاحتلال والقتل الذي يمارس منذ عشرات السنين وما زال حتى الآن على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي وبدعم من الولايات المتحدة وبريطانيا وامثالهما.

ثالثا: ان محاولات الوزير التعرض لإلصاق تهمة الإرهاب بالمقاومة يعبر عن الإدمان البريطاني القديم الحديث على دعم إرهاب الدولة وتغطيته لأفعاله.

أخيرا, لقد آن الأوان لبريطانيا وأمثالها أن يفهموا أن خيار المقاومة هو انصع حق تمارسه الشعوب وأنجع الطرق والسبل لتحقيق العدالة والاستقرار".

 

جعجع تشاور هاتفيا مع رئيس الجمهورية ووزيرالداخلية في الوضع شمالا

وطنية- 19/11/2008 (سياسة) صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس الهيئة التنفيذية ل "القوات اللبنانية" سمير جعجع البيان الآتي: "أجرى رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع اتصالا هاتفيا بفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ووضعه في أجواء منطقتي البترون والكوره حيث يعمد مسلحون تابعون لتيارالمرده بالاعتداء على مناصري 14آذار بأشكال وأساليب مختلفة، وكان آبرزها محاولة اغتيال مرافق النائب بطرس حرب، حنا ساسين حرب، من قبل غسان كنعان التابع لتيار المرده، وتكسير سيارات مناصري القوات اللبنانية ليل أمس وقبله بالاضافة الى مجموعة تعديات أخرى متفرقة. وناشد رئيس الهيئة التنفيذية فخامة الرئيس إصدار تعليماته كي تقوم المراجع الامنية والقضائية بالتعامل بجدية مع هذه الاحداث، إذ انه حتى الساعة لم يتم تسليم غسان كنعان الى الاجهزة الامنية. كما طالبه بإصدار قرار منع حمل السلاح، حتى المرخص منه في هاتين المنطقتين.

كذلك أجرى اتصالا بوزير الداخلية زياد بارود للغرض نفسه".

 

النائب فتوح:الاشاعات عن تراجع 14 آذار في البقاع تدل على خوف من تنامي التيارات والاحزاب الاستقلالية

وطنية - 19/11/2008 (سياسة) اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب احمد فتوح في تصريح اليوم، "ان قوى 14 آذار في البقاع الغربي وراشيا تتمتع بشعبية واسعة عبرت عن حجمها في الكثير من المحطات السياسية لا سيما إنتفاضة الإستقلال، وما تلاها من مفاصل لها علاقة بالدفاع عن مكتسبات هذه الإنتفاضة".

وأكد "ان الاشاعات المفبركة عبر شخصيات تابعة لأحزاب موالية للنظام السوري تقول بتراجع جماهيرية 14 آذار في المنطقة، هذه الاشاعات غير قادرة على النفاذ الى قلب الجسم الصلب للجماهير الإستقلالية في قرانا، وهي ان دلت على شيء، فهي تدل على خوف هذه الشخصيات من التنامي المتواصل للتيارات والأحزاب الإستقلالية وفي مقدمهم تيار "المستقبل" وقائده النائب سعد الحريري". وربط بين "الخطة المفبركة المكشوفة وواحدة مشابهة فبركتها مؤخرا اجهزة النظام السوري بهدف النيل من دور تيار "المستقبل" الذي يسجل له إحتضان الجيش وتعزيز السلم الأهلي، ومكافحة الإرهاب المنظم بما في ذلك تنظيم شاكر العبسي المصدر إلينا من سوريا". وأشار الى ان "هؤلاء يحاولون تبرير ضعفهم وتراجعهم شعبيا، من خلال بث الأكاذيب والاشاعات، ويبدو اننا أمام موسم حافل بمثل هذه الأمور الفاشلة، لأن ارادة اهلنا أقوى وأصلب فعلا لا قولا".

 

النائب العماد عون إلتقى سفيرة النمسا

وطنية - 19/11/2008 (سياسة) إلتقى النائب العماد ميشال عون صباح اليوم في دارته في الرابية سفيرة النمسا ايفا - ماريا زيغلير، في حضور المسؤولين في "التيار الوطني الحر" سيمون ابي رميا وميشال دو شادارفيان.

 

النائب موزايا: لم نفاجأ بتهجم وليد جنبلاط على المؤسسة العسكرية وجنرالات الجيش

وطنية -19/11/2008 (سياسة) قال النائب شامل موزايا في تصريح اليوم:"لم نفاجأ بتهجم وليد جنبلاط على المؤسسة العسكرية وعلى جنرالات الجيش اللبناني هؤلاء الذين سطروا بطولات وانتصارات، فهو من رفض بناء الدولة ومؤسساتها.إن ماضيك يشهد عليك، يوم كنت أنت وميليشياتك تحرق العلم اللبناني وتقتل وتهجر أبناء الجبل وتنهب أموال الشعب، كانوا هؤلاء الجنرالات يدافعون عن أرض الوطن وعن كرامة شعبه.فإن من تنقل من وصاية الى أخرى، يخرج اليوم ليتطاول على الزعيم الوطني دولة الرئيس العماد ميشال عون، الذي لم يرث النيابة والزعامة بل جاء انتخابه بعد خمسة عشر عاما انتصارا للحق على الباطل، فبايعه الشعب زعيما للبنان.وإنه لفخر لي أن أكون جنرالا في الجيش اللبناني ورفيق سلاح القائد الجنرال ميشال عون. فنقول لك يا وليد جنبلاط، إن الرقيب في الجيش اللبناني الذي يقدم دمه وروحه وقلبه لوطنه هو أشرف من زعيم يحلم بأن يكون زبالا في نيويورك عند دايفد ولش أو جنديا مأمورا من جنرالات لواء غولاني".

 

جنبلاط لرايس: سنذهب إلى الانتخابات بكل ثقة.. والوقت مناسب لتحرير شبعا 

واشنطن -  + وكالات : 19/11/2008 

اجتمعت وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس مع رئيس (اللقاء الديمقراطي) النائب وليد جنبلاط مساء أمس الثلاثاء وبحثت مع الاستعدادات للانتخابات اللبنانية وكررت دعمها لسيادة واستقلال لبنان. وأكد جنبلاط أن الولايات المتحدة لطالما وقفت إلى جانب لبنان وقد ظهر ذلك جلياً من خلال القرار 1701 ومن خلال المحكمة الدولية، مضيفاً أن الوقت مناسب لتحرير مزارع شبعا خصوصاً وان لبنان اتفق على علاقات دبلوماسية مع سورية. جنبلاط وبعد لقائه وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس في واشنطن، شدد على ضرورة أن يدرك الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما وأن يتعامل مع واقع أن الشعب اللبناني يريد استقلاله وسيادته. وقال جنبلاط : (سنذهب إلى الانتخابات بكل ثقة بأننا سننجح لأن مسيرة الحرية ومسيرة الاستقلال ومسيرة الخروج من الوصاية مستمرة، والتاريخ لا يعود إلى الوراء). من جانبها ، أكدت رايس استمرار بلادها في دعم لبنان ، معربة عن تطلع الإدارة الأميركية للانتخابات النيابية المقبلة.

وقال مصدر مطلع  أن جنبلاط يريد عقد اجتماع مع مستشاري الرئيس المنتخب باراك اوباما.

 

إعادة الاتصالات بين لندن ودمشق في مجال الاستخبارات 

لندن - وكالات : 19/11/2008 

ذكرت صحيفة (التايمز) البريطانية الأربعاء نقلا عن مصادر سورية أن بريطانيا أعادت الاتصال على مستوى عال مع السلطات السورية في مجال الاستخبارات خلال زيارة وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند لدمشق الاثنين والثلاثاء.

وقالت الصحيفة ان هذه الخطوة ستصب في مصلحة البريطانيين إلى حد كبير لان سورية تملك أحد افضل أنظمة جمع المعلومات الاستخباراتية في الشرق الأوسط خصوصا لمراقبة تنقل المتطرفين الإسلاميين في العراق. ونقلت الصحيفة عن مسؤول سوري قوله إن ميليباند سأل من نظيره السوري وليد المعلم خلال اجتماع في نيويورك هذه السنة عن (إمكانية إعادة الاتصالات في مجال الاستخبارات على مستوى عال) بعد اتصالات على مستوى أدنى.

وأضافت أن المعلم دعا ميليباند إلى اصطحاب مسؤولين في الاستخبارات في زيارته إلى دمشق التي كانت الأولى لسورية التي يقوم بها مسؤول بريطاني رفيع المستوى في الشؤون الخارجية منذ 2001. وكان وزير الخارجية البريطاني أكد بعد لقائه الرئيس السوري بشار الأسد أن لسورية (دورا أساسيا) تلعبه من اجل الاستقرار في الشرق الأوسط. وقال ميليباند لهيئة الإذاعة البريطانية الاثنين إن سورية (يمكن أن تكون قوة للاستقرار ويمكن أن تكون قوة لزعزعة الاستقرار).

 

لا حاجة لا إلى متابعة ولا إلى تنسيق..

لبنان الان/لله ، الاربعاء 19 تشرين الثاني 2008

تقضي مصلحة لبنان بإقامة أفضل العلاقات مع سوريا. وليس سرا أن من مصلحة سوريا إقامة أفضل العلاقات مع لبنان نظرا إلى وجود مصالح مشتركة كبيرة بين البلدين. لبنان يحتاج إلى علاقات جيدة وثابتة مع سوريا نظرا إلى أن لا حدود برية مع بلد آخر سوى حدوده معها. لكن سوريا تحتاج أيضا إلى لبنان، على الرغم من أن لديها حدودا مع دول عدة هي الأردن والعراق وتركيا لسبب في غاية البساطة. يمكن السبب في أن السوريين مستفيدون من كل ما يوفره لهم لبنان، بدءا بفرص العمل لمئات آلاف العمال وانتهاء بالتعليم العالي لطلاب سوريين في جامعات راقية، مرورا بسلسلة من الخدمات المصرفية والمالية التي لا يحصل عليها السوري إلاّ في لبنان... بفضل مصارف معينة نجحت بفضل سوريين هاربين من بلدهم ونظامه.

متى بدأ النظام السوري يستوعب هذه المعادلة القائمة على المصالح المشتركة وليس على العلاقة الفوقية، يصير في الإمكان التعاطي بين بيروت ودمشق من دون عقد وبعيدا عن الخزعبلات من نوع ذلك الشريط الذي بثه التلفزيون السوري أخيرا وتضمن إعترافات لإرهابيين ينتمون إلى عصابة "فتح الإسلام" التي ليست في النهاية سوى من إختراع الأجهزة السورية. بكلام أوضح، يفترض في النظام السوري التوقف عن سياسة إصلاح الخطأ بخطأ أكبر منه. متى صار ذلك ممكنا، تصبح هناك فائدة من لجان تنسيق، أو لجان متابعة، لبنانية- سورية في كل الميادين ولا تعود حتى حاجة إلى مثل هذه اللجان، لا للتنسيق ولا للمتابعة، ما دام هناك تعامل طبيعي بين المؤسسات الرسمية في البلدين، من دون طغيان لأي مؤسسة سورية على مؤسسة لبنانية. لبنان لا يريد إلاّ الخير والإزدهار لسوريا وللشعب السوري ويرى أن طبيعة النظام القائم في سوريا مسألة مرتبطة بالسوريين أنفسهم. ما ذنب اللبناني إذا كان السوري يريد معاقبة نفسه والعيش في ظل نظام ليس لديه ما يصدره إلى جيرانه سوى الأمن؟ إنه يصدر الأمن بعد إفتعال الحرائق طبعا، وهي حرائق يتبرع لأطفائها لاحقا بغية الظهور في مظهر من يستطيع لعب دور "الإطفائي"، على حد تعبير النائب ميشال عون في المرحلة التي كان يتظاهر فيها بأنه في مواجهة مع النظام السوري. وقتذاك، وكان بين اللبنانيين من لا يزال يصدّق أنه ليس أداة سورية لا أكثر ولا أقل، بل ضابطا لبنانيا حرّا بالفعل، من نوعية الضباط الذين لا يفرون من المعركة، بل يكونون آخر من يغادر السفينة وهي تغرق!

يفترض في تجربة "فتح الإسلام" أن تشكل مناسبة كي يعيد النظام السوري حساباته، اللهمّ إلاّ إذا كان يعتبر أن تشكيله لهذه العصابة أدى الغرض المطلوب وأن محطة مخيّم نهر البارد كانت مهمة في الطريق إلى تحقيق الإنقلاب الكبير الذي يستهدف العودة بطريقة أو بأخرى إلى لبنان بعد توفير الغطاء السياسي اللازم للعودة في ضوء نتائج الإنتخابات النيابية المقبلة المتوقعة منتصف السنة المقبلة. يفترض به أن يعيد حساباته لسبب يعود إلى أن تجربة اللعب بالإرهاب وتوظيفه في خدمة نظام معين، لا يمكن إلا أن ترتد على هذا النظام أو ذاك عاجلا أم آجلا... أميركا نفسها مارست هذه اللعبة في الثمانينات فكانت النتيجة أن حصدت في الحادي عشر من سبتمبر- أيلول 2001 ما كانت زرعته في أفغانستان قبل عقدين من الزمن. على من يصنع إرهابيين من نوع أسامة بن لادن ومن يرعى إرهابيين من نوع شاكر العبسي ويصدرهم إلى لبنان أن لا يتوقع من أمثال هؤلاء عرفانا بالجميل. على من يقدم على مثل هذه الإرتكابات توقع الأسوأ من جهة وأن لا يعتقد أن إلقاء المسؤولية على الآخرين يعفيه من الإثم الذي ولّدته يداه من جهة أخرى.

يمكن أن يكون إرتداد شاكر العبسي وأفراد عصابته على النظام السوري صحيحا، كما يمكن أن يكون مجرد تمثيلية فبركها النظام في محاولة للنيل من اللبنانيين الشرفاء حقا، على رأسهم سعد الحريري زعيم تيار "المستقبل"، التيار الذي يضم لبنانيين من كل الطوائف والمناطق والمشارب والطبقات يجمع بينهم الإيمان بثقافة الحياة والحرية والإنتماء إلى كل ما هو حضاري في هذا العالم... بديلا من ثقافة الموت والعبودية التي يؤمن بها المنظرون لتحويل لبنان هانوي العرب. هؤلاء المتاجرون بالعروبة والمقاومة، يتناسون أن لا طلقة تطلق من الجولان المحتل منذ العام 1974 من القرن الماضي وأن كل هدف النظام الإيراني وتابعه السوري التوصل إلى صفقة مع الأميركيين والإسرائيليين على حساب لبنان واللبنانيين وكل ما هو عربي في المنطقة.

ما قد يكون أهم  بكثير من خزعبلات النظام السوري واللجان الأمنية  ولجان التنسيق مع لبنان، تخلي النظام عن وهم العودة إلى الوطن الصغير. هل تخلى عن هذا الوهم، أم يظن أنه في طريقه إلى تنفيذ الإنقلاب الكبير وأن نهر البارد، و"فتح الإسلام" لم يكونا سوى محطة على الطريق نحو إستكمال الإنقلاب، كذلك الإغتيالات والتفجيرات وغزوة بيروت وقبل ذلك إفتعال حرب صيف العام 2006 ثم الإعتصام في وسط بيروت بغية الإنتقام من العاصمة وأهلها ومن اللبنانيين عموما؟ هل يعتقد النظام أن الآوان آن لتنسيق جدي مع لبنان، تنسيق يرتكز على الندّية ولا شيء غير الندية أم يبقى أسير أوهامه، على رأسها أن أكثرية اللبنانيين تتعاطف معه وأن في الإمكان معالجة الخطأ بخطأ أكبر منه والجريمة بجريمة أكبر منها وأنه بات في الإمكان الإنتقال إلى مرحلة لعب ورقة المخيمات الفلسطينية؟

في النهاية، لا بدّ للنظام السوري من العودة إلى خلف قليلا وطرح سؤال في غاية البساطة على نفسه. السؤال هو الآتي: من نصحه بعدم إرتكاب جريمة التمديد لإميل لحود ومن شجعه عليها؟ ألم يكن اللبنانيون الصادقون الذين يريدون الخير لسوريا ولبنان هم من حاولوا إقناع الرئيس بشّار الأسد بعدم التمديد لإميل لحود؟ إلى أين قاد رفض الإستماع إلى النصيحة... ألم يأخذ ذلك النظام السوري إلى المحكمة الدولية؟ وحدهم اللبنانيون الصادقون مع سوريا ومع العروبة الحقيقية وليس عروبة الشعارات الفارغة نصحوا الرئيس السوري بالإمتناع عن الإقدام على خطوة التمديد. هل يتذكر الرئيس بشّار هؤلاء؟.

 

سليم عون معجب بالثورة الإيرانية منذ أقامها الخميني!     

يقال نت

نوه النائب سليم عون "بالمواقف المبدئيه للجمهوريه الاسلاميه الايرانيه ووقوفها الي جانب لبنان منذ اليوم الاول لانتصار الثوره الاسلاميه المباركه، بقياده الامام الخميني ". وتحدّث عون  ل"وكاله الجمهوريه الاسلاميه للانباء" عن الدور الايراني الايجابي والداعم للبنان على اكثر من صعيد. وراى "ان الظروف متاحه اليوم امام اللبنانيين والايرانيين لتعزيز العلاقات الثنائيه بين البلدين خصوصا ان المشروع الاميركي الذي استهدف لبنان والمنطقه عموم قد فشل." واعتبر عون ان" على الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان الذي سيقوم الاسبوع المقبل بزياره رسمية  لايران ان يستفيد من هذه المناسبه ومن هذه الاجواء ويقوم بفتح كل الملفات التي تعزز هذه العلاقات وتدعم سياده لبنان واستقلاله وديمقراطيته وحريته، لان ايران كما لبنان عانت كثيرا من الذين استهدفوا سيادتها واستقلالها، واصبحت اليوم دوله اقليميه مستقله ذات سياده واستقلال وديمقراطيه فريدة". وقال: " علي الرئيس ميشال سليمان خلال زيارته لايران وعلى كل حريص ادرك هذه الحقائق ان يعمل من اجل تصويب الامور لمصلحه بلدنا لبنان." ودعا عون الرئيس سليمان الى العمل خلال زيارته لايران ومحادثاته مع المسوء‌ولين الايرانيين، على رفع مستوي العلاقات اللبنانيه الايرانية الرسمية الي مستوي العلاقات الممتازه والقويه والثابته بين الشعبين، لان ايران هي امتداد للبنان ودولة من دول المشرق." وطالب بتعزيز العلاقات اللبنانيه مع "كل جهة ودولة وقفت وتقف الي جانب الشعب اللبناني وتطلعاته الوطنيه وعدم مساواة هذه الدول بالدول الاخرى التي اساء‌ت واضرت بالوطن والمصلحه والثوابت الوطنيه." واشار ردا علي سوء‌ال الى ان احترامه للجمهوريه الاسلاميه الايرانيه ينبع من كونها "مدت يد العون للبنان وللشعب اللبناني، ووقفت منذ اليوم الاول لانتصار ثورتها الاسلاميه مع المصلحه الوطنيه اللبنانيه في مواجهه ما تعرض له لبنان من اعتداء‌ات واجتياحات وتهديدات اسرائيلية." وردا علي سوء‌ال اكد النائب عون ان العماد عون عندما زار ايران كان مقتنعا بضروره تعزيز العلاقات بين البلدين وعلي كافه المستويات الرسميه والشعبيه ولذلك كان حجم الاستهداف للجنرال عون كبيرا ومتواصلا . وقال: "ان الذين استهدفوا زياره الجنرال عون لايران راهنوا على سياسه الولايات المتحده الاميركيه الداعمه للعدو الاسرائيلي في كل اعتداء‌اته علي لبنان وهم متورطون بعلاقات زعزعت استقرار وامن الوطن." اضاف: "هناك من أدرك اليوم خطا مراهناته علي سياسه جورج بوش التدميريه ويستعد لنقل مقر رهاناته الي مكان آخر ويبدي استعداده للقيام بزياره الجمهوريه الاسلاميه الايرانيه بعضهم بالخفاء لكنه مع ذلك لا يزال يوجه سهامه الي الجنرال عون لان خياراته وطنيه وصائبه، ولان خياراتهم ومراهناتهم وسياساتهم قد فشلت مع فشل وانهيار مشروع بوش في لبنان والمنطقه والعالم ايضا."

 

العروبة المطلوبة

التاريخ: 18 تشرين الثاني 2008 المصدر: موقع تيار المستقبل

ليس أمام لبنان خيارات إلا العودة الى العروبة المتحضرة . فلا خيارات أخرى جيّدة بالمعنى السياسي، لا على صعيد الخلاص من آثار الهيمنة السورية وممارسة السيادة الكاملة من دون ألم ودم، ولا على صعيد التخلّص من الولاءات المابعد عربيّة.

ما طغى على العروبة حتى الآن بتجاربها المتحقّقة هو الرثاثة والسوء: السياسة بالاستخبارات والنظام السوري وقبله العراقي خير مثال. الرئاسة بالوراثة وبنسبة 99 في المئة. القهر. قمع الأقليات. تهميش المرأة وإخضاعها. رداءة في التعليم. ارتفاع نسبة الرقابة على المواد الثقافية. ازدياد أعداد المهاجرين.

ما قدّمه النظام السوري من نموذج استخباري في هذا السياق، يقول ان له "أيادٍ بيض" كثيرة على العروبة والداعين إليها: رجعية، غباء، إجرام، اغتيالات، اعتقالات، مفقودين، جنرالات، شوفينية، تخلف، وتردٍ اجتماعي. التعامل السياسي تركز على همجية قبلية لا ترى إلا بعين واحدة وتجيز لنفسها ما لا يمكن تجويزه .وتنفي عن الخصم كل حق أو فضيلة أو اختلاف. ليست العروبة زعيماً أو حزباً أو ايديولوجيا، بقدر ما هي فعل سياسي وهوية ثقافية تقوم على التفاعل بين الأفراد والجماعات، وعلى قاعدة التنوّع الفكري. بهذا المعنى، فإنّ العروبة المطلوبة، هي تلك التي تؤمن بالعملية السياسية سبيلاً لدفع النظم الدستورية والسياسية والقانونية. وهي تلك التي أطلق فكرتها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مؤتمر القمّة العربية في الرياض، عندما دعا إلى توسّل العقلانية في حلّ الملفات الخلافية الفلسطينية ـ الفلسطينية،وفي لبنان، ودارفور. العروبة المطلوبة ليست بدوية تراثية، خائبة ورجعية، بل حداثوية ليبرالية أفقها التنوّع والإقرار بحق الغير بأن يكون مختلفاً. وتقبل اقتصادات السوق من دون أن تُسلم بانطلاق العولمة من عقالها، وتؤمن بالديموقراطية وحقوق الإنسان.

وينبغي أن تقوم على التفاعل لا على الديكتاتوريات العسكرية، ولا تنتمي إلى فكر مأزوم، وتؤمن بحق ان الإسلام والمسيحية خرجا من رحمها، وانّ الاثنين مكوّنان أساسيان من مكوناتها المتراكمة عبر التاريخ.

 

عاماً على استشهاد الرئيس معوض ... هكذا تقاطعت المصالح بين الأسد وعون

التاريخ: 19 تشرين الثاني 2008 المصدر:  موقع تيار المستقبل

تصادف بعد ثلاثة أيام الذكرى التاسعة عشر لاستشهاد الرئيس رينه معوض على الدرب التي سلكها الرئيس الشهيد رفيق الحريري من أجل لبنان. والقاسم المشترك بين الشهادتين أنّ القضية واحدة : حرية لبنان وسيادته واستقلاله وعزة شعبه، الى قواسم مشتركة كثيرة هي العمل بإخلاص من أجل الوطن وبذل الغالي والنفيس من أجله. لكن القاسم المشترك بين الشهادتين كما كل الشهادات التي سبقت بدءاً من كمال بك جنبلاط الى الرئيس المنتخب بشير الجميل والمفتي حسن خالد وغيرهم كثر أنّ القاتل يكاد أن يكون واحداً وهو الذي أراد دائماً إخضاع شعب هذا البلد وابتلاعه وتسخير مقدراته.

جهد النظام السوري لطمس جريمة اغتيال الرئيس معوض وسرقة الأدلة وإخفائها وإخفاء كل إثبات يمكن أن يؤدي الى كشف طرف خيط في هذه العملية، ومن المهم التذكير بأن سيارة "المرسيدس" المصفحة التي استشهد فيها الرئيس معوض كانت تقدمة من الرئيس الحريري. حاول النظام السوري لاحقاً استنساخ هذه العملية القذرة في جريمة اغتيال الرئيس الحريري لكن اللبنانيين كانوا له بالمرصاد هذه المرة. كي لا تضيع الأدلة وكي لا ينسى اللبنانيون جريمة اغتيال الرئيس معوض نعود الى كتاب "18 يوماً من عمر لبنان" بقلم العميد في الاحتياط طنوس معوض الذي كان قريباً جداً من الرئيس الشهيد وعرف معظم أسرار عهده القصير. فماذا يقول؟

"يوم 7 تشرين الثاني زار وفد سوري قصر الرئيس معوض في إهدن لتقديم التهنئة ووجه دعوة رسمية اليه لزيارة سوريا، وأبلغ عبد الحليم خدام معوض أنّ الجيش السوري في تصرفه من أجل وضع حد بأسرع ما يمكن لحالة التمرد من جانب عون. وعلى ذلك ردّ الرئيس بالكثير من اللياقة والتقدير بأنه يشكر الرئيس السوري وأنّه لا يرى في الوقت الحالي أنّه بحاجة الى استخدام القوة بل سيعتمد جميع الوسائل السياسية الممكنة من أجل الحوار والمصالحة".

ويقول ايضاً في الصفحة 76 :"أكثر ما كان يشغل بالنا هو "حزب الله" بشبابه الإنتحاريين الخبراء في هذا المجال، و"حزب الله" كان قد عارض إتفاق الطائف على غرار إيران الداعمة الأساسية له. كما فكرنا في الاسرائيليين ووضعنا احتمال عملية من العماد عون الذي كان يؤيده ياسر عرفات وصدام حسين (...). وفي الصباح الباكر أوفد الينا العقيد علي حمود رائداً من المخابرات السورية يدعى جامع جامع للمشاركة في مواكبة الرئيس في كل تنقلاته (أليست مصادفة غريبة ايضاً؟). وفي هذا اليوم ايضاً وقع حدث إعلامي سبب بعض الإرباك فقد نشرت صحيفة "الثورة" السورية حديثاً نسبته الى السيدة الاولى نائلة معوض يتعلق بالوضع الداخلي اللبناني وفي الحقيقة كان هذا الحديث مختلقاً(...).

الجمعة 10 تشرين الثاني زار العميد غازي كنعان يرافقه العقيد علي حمود الرئيس معوض، وقال كنعان :"سنتولى حماية الرئيس رينه معوض تماماً كما نحمي الرئيس حافظ الاسد". ثم غادر متمنياً التوفيق. وفي الأولى والنصف وصل الى المقر الرئاسي المؤقت الوزير السابق ميشال المر طالباً مقابلة الرئيس لأبلاغه رسالة طارئة بضرورة الانتقال الى الطوابق السفلى لأن لديه معلومات تشير الى احتمال قصف الطابقين العلويين من الجهة الجنوبية الشرقية .

الثلاثاء 14 تشرين الثاني كانت رسالة الرئيس الى عون أن يعترف بوثيقة الطائف لوقف حمام الدم على أن يكون مكانه محفوظاً في الحكم.

الثلاثاء 21 تشرين الثاني رأى الرئيس معوض مستشاره الإعلامي متعباً "فربّت على كتفه" وسأله عن السبب فأجابه "أنّ تعبه ليس بفعل ضغط العمل بل وليد الهواجس الضاغطة، فهل من الضروري أن نبقى في تنقل دائم بين المقر الرئاسي المؤقت والقصر الحكومي؟ "

فانتفض الرئيس حانقاً وقال:"لماذا تريدون كلكم تخويفي ؟ هل ترون يدي ملطختين بالدم ليقتلوني ؟ لا أريد أن أسمع هذه الكلمة ثانية . كبر عقلك وقل الله ولا تخف، على كلٍ يمكن غداً تكون آخر مرة ننزل فيها الى القصر الحكومي". وبالفعل كانت المرة الاخيرة.

الاربعاء 22 تشرين الثاني 1989 عند الساعة الثانية عشر وعشر دقائق غادر موكب الرئيس السرايا الحكومية (الصنائع) وبعد دقيقة من انطلاقه دوى إنفجار كبير في محاذاة ثانوية رمل الظريف لدى مرور الموكب بالقرب منها فاستشهد الرئيس وسبعة من مرافقيه. وكان الرئيس قد أكمل الثلاثة والستين. هو الرئيس الأول الذي يغتال في عيد إستقلال بلاده. وما يزال ملف التحقيق خالياً من كل المعطيات ، وسرق محرك سيارة المرسيدس الملغومة من ثكنة الحلو ومعها سيارة الرانج روفر المستهدفة أيضاً والكل يتهرب من الكلام في هذا الموضوع".

موفد سوري الى عون

يقول العميد طنوس معوض في حديث صحافي أنّ السوريين أرادوا تعيين 20 وزيراً من جماعتهم الخلص والأحزاب الموالية لهم، لكن الرئيس رفض توزيرهم، وقال لهم:"كل وزرائي ضد إسرائيل، ولكن أنا أعيّنهم مع الرئيس سليم الحص وليس أنتم". فأخذت الخشية المسؤولين السوريين وأيقنوا أنهم أمام الياس سركيس آخر يرفض التنازل والمساومة وقادر على الرفض وذي باع طويل وحنكة في العمل السياسي، إضافة الى أنّه يحظى بدعم منطقة كبيرة ومؤثرة هي زغرتا - الزاوية وما تمثله على المستوى المسيحي والوطني في لبنان". ويؤكد العميد معوض أنّ "الخلاف مع السوريين كان حقيقياً، فقد أراد الرئيس الشهيد إنهاء الحرب وتطبيق اتفاق الطائف فعلاً لا قولاً، والوصول الى مصالحة حقيقية بين اللبنانيين".

ويعتبر العميد أنّ متولّي النظام السوري "أذكياء في تركيب الشائعات، وقد تقاطعت مصلحتهم مصلحة العماد ميشال عون الذي كان يصرّ على البقاء في قصر بعبدا". ويؤكد أنّ الرئيس الشهيد "أحس بالقهر عندما فوجئ بصورته على "تلفزيون لبنان" التابع لعون مذيلة بعبارة "عميل سوري". ولكن على رغم كل ذلك رفض استخدام القوة وأصر على الخيارات السلمية لحل الأمور العالقة وإنقاذ لبنان. وبعد مرور 18 عاماً على اغتياله يؤكد معوض أنّ أحد رفاقه الضباط اتصل به من المنطقة الشرقية الى إهدن ليعلمه غداة انتخاب معوض، أنّ أحد وزراء حكومة العسكريين ( اللواء عصام ابو جمرة) أبلغ اليه أنّ العماد ميشال عون "يضبّ أغراضه" استعداداً لمغادرة قصر بعبدا وتسليمه الى الرئيس معوض وأنّ إتفاق الطائف "ماشي".

ويضيف: "نقلت ذلك الى الرئيس الشهيد ففرح للخبر، معتبراً أنّ الأمور تسير في منحاها الطبيعي. وعندما وصلنا الى بيروت إتصل بي الضابط نفسه واجتمعت به عند نقطة المتحف، حيث أعلمني مرة جديدة أنّ الوزير العسكري زاره مجدداً وقال له أنّ "الرئيس السوري حافظ الاسد أرسل موفداً خاصاً الى العماد عون في بعبدا طالباً منه البقاء في القصر الجمهوري وعدم تسليم اي شيء الى الرئيس معوض "لأن سوريا لا تريد الطائف أيضا".

أورد العميد معوض في كتابه "18 يوماً من عمر لبنان" تفاصيل الأيام القليلة التي أمضاها معوض رئيساً قبل استشهاده، وسكت عن الكثير من الكلام الذي كان ممنوعاً قوله، وخصوصاً من حيث تورط السوريين في الجريمة، لكنه اليوم يقول أنّ النظام السوري، من خلال اغتيال الرئيس معوض، استطاع تحويل إتفاق الطائف الى طائف سوري. وينقل عن لسان المبعوث العربي آنذاك الأخضر الابرهيمي في لقاء جمعهما في واشنطن حيث كان الراوي ملحقاً عسكرياً، "أنّ الرئيس الياس الهراوي طرد اللجنة العربية المكلفة متابعة تنفيذ إتفاق الطائف، وقال شخصياً للإبرهيمي أنا متزوج من حافظ الاسد زواجاً مارونياً ولا أريد لجاناً عربية ولا غيره وتفضلوا حلّوا عني (...)".

تقاطعت المعلومات التي جمعها العميد طنوس معوض وأصدقاء الرئيس الشهيد، أنّ جريمة إغتيال الرئيس معوض نفذتها مجموعة مشتركة من القوميين السوريين والإشتراكيين وحزبيين آخرين خرجوا عن إرادة أحزابهم وجندتهم المخابرات السورية. ويضيف:"لدينا أسماء مشبوهين متورطين، لكننا لن نسلمها إلاّ عندما يفتح الملف جدياً". وفي معرض توضيح كلامه يضيف قرينة أخرى: "الغريب أنّ القيادة السورية أرسلت الرائد جامع جامع للمشاركة في مواكبة الرئيس. والمفارقة أنّ جامع جامع كان يسير دائما في طليعة الموكب متقدما إياه نحو 200 متر وأكثر. وعندما وقع الإنفجار مستهدفاً موكب الرئيس معوض قرب ثانوية رمل الظريف كان جامع قد وصل الى محاذاة منزل الرئيس سليم الحص، فتابع سيره كأن شيئا لم يكن، على رغم ضخامة الإنفجار، الى أن وصل الى المقر الرئاسي. وعندما سئل عن مصير الرئيس معوض أجاب: "ما بعرف". حاولت لاحقاً الإتصال بهذا الضابط والتحدث معه لكنه كان يرفض دائماً ويتهرب من الكلام. وسرعان ما تولى مسؤولية المخابرات السورية في الضاحية الجنوبية وأصبح عميداً خلال عشر سنين، ثم أصبح لاحقاً مسؤولاً عن المنطقة التي قُتل فيها الرئيس رفيق الحريري، أليست مفارقة غريبة؟!".

 

نقاشٌ غير سياسي مع العماد عون

الهام فريحة

شغل السجال بين وزير الاتصالات جبران باسيل وبين وزراء ونواب من الاكثرية، على خلفية محاولة تمرير (صفقة التراضي) لتشغيل احدى شركتي الخليوي، حيزا من مناقشات الاجتماع الاسبوعي لتكتل التغيير والاصلاح، وانتهى النقاش الى وجوب الدفاع عن الوزير تجاه (الحملة الشرسة) التي يتعرض لها.

خرج العماد عون ليدلي بتصريحه المعتاد بعد كل اجتماع فأعلن ان التيار (فوق امرأة قيصر ولا احد يُغبِّر عليه، وان لا عمالة ولا عمولة على ايدينا ولا دماء على ضميرنا).

يستدعي الامر نقاشاً هادئاً مع العماد عون:

نبدأ من الأخير فمسألة (الدماء على الضمير) نتركها للتاريخ، فالعماد عون خاض حربين، والدماء التي سالت في هاتين الحربين يتحمَّل جزءا من مسؤوليتها من شارك فيها، عمداً أو إكراهاً.

قضية العمالة تستلزم تحديد معايير، فمن هو العميل؟

ومن هو غير العميل؟

واستطراداً تستلزم طرح جملة من الاسئلة، ومنها:

هل التحالف مع عميل يجوز؟

وهل يمكن استنتاج ان التعامل مع عميل هو وجه من وجوه العمالة؟

ان التحالفات السياسية في لبنان، لدى كل الاطراف وليس لدى طرف واحد تُظهر تداخل الحابل بالنابل في موضوع التحالفات، وبالتالي بات صعباً ان يتهم احدٌ احداً بالعمالة من دون ان يصبه شيءٌ من هذه التهمة.

اما مسألة العمولة فالموضوع اوسع من ذلك بكثير، العماد عون كان يقول دائماً:

يجب ألا نستبق التحقيق، لكن في المقابل فإن ما ادلى به هو استباق للتحقيق، فمن يستطيع الجزم ان كل عناصر التيار (فوق الشبهات)؟

كما من يستطيع ان يوجِّه تهمة؟

ان التيار تيار وليس دولة تملك اجهزة تفتيش وتحقيق وملفات لتعرف الفاسد من الطاهر، وعليه فإن حسم الموضوع بثلاث كلمات فيه تجاوز للقضاء ولأجهزة التفتيش، ولأن العماد عون ابن مؤسسة لها قوانينها وانضباطها، فلا يجوز له ان يُصدر الأحكام من دون تعليل.

نسوق هذا الكلام لنصل يوماً ما في هذا البلد الى الفصل الكامل بين الكلام السياسي الذي يحتمل التأويل والنفي والتوضيح والاجتهاد، وبين الأحكام القضائية التي ليست من اختصاص السياسيين بل من اختصاص اهل القضاء.

اما إذا اراد السياسيون تغطية احد لديهم فلينتظروا القضاء لأنه وحده الذي يحمي ووحده الذي يُغطي أو يُعرّي.

 

قوى "14 آذار" تجدد دعوتها الجامعة العربية لإنشاء لجنة تحقيق بشأن "فتح الإسلام"

صحف لبنانية/أعلنت الأمانة العامة لقوى "١٤ آذار" أن هذا الأسبوع يصادف ذكرى سنتين على استشهاد علم من أعلام انتفاضة الاستقلال وبطل من أبطال ثورة الأرز، الوزير والنائب الشيخ بيار أمين الجميل، الذي سقط عشية ذكرى الاستقلال برصاص الإرهاب دفاعاً عن سيادة واستقلال لبنان. وقال بيان صادر عنها: "تقف قوى "14 آذار" بخشوع أمام هذه المناسبة الجلل، الى جانب أسرة الشهيد وحزب الكتائب، وتدعو أحرار لبنان، رفاق الشهيد ومحبيه، الى المشاركة الكثيفة وفاءً لذكرى شهيد الشباب وسائر شهداء انتفاضة الاستقلال، في الإحتفال الذي سيقام يوم الأحد الموافق 23 تشرين الثاني في "فوروم دو بيروت".

وثمنت قوى "١٤ آذار" نتائج مؤتمر "حوار الثقافات والأديان" الذي انعقد في الأمم المتحدة، مستهجنة الحملة التي شنتها بعض القوى المحلية والاقليمية على هذا المؤتمر، كما اثنت على المبادرة التي أطلقها رئيس الجمهورية خلاله والهادفة إلى جعل لبنان مركزاً دولياً لإدارة حوار الحضارات والثقافات وتحويله إلى مختبر عالمي لهذا الحوار، ورأت أنّ أهمية هذه المبادرة تكمن في أنها جاءت في لحظة تحول يشهدها العالم العربي والعالم أجمع، وتفسح في المجال لتجاوز الإنقسام القائم في لبنان الذي يتجسّد بنظرتين مختلفتين إلى العالم: نظرة تقوم على ثقافة السلام والعيش معاً والوصل مع الآخر المختلف، وأخرى تقوم على ثقافة العنف والفصل، وترى أن توكيد الذات لا يتم إلا باستبعاد الآخر المختلف وصولاً إلى إلغائه أو إستتباعه.

وجددت قوى "١٤ آذار" دعوة الجامعة العربية، عشية زيارة أمينها العام للبنان، للمباشرة الى تشكيل لجنة تقصّي حقائق في ملف عصابة "فتح الإسلام"، وذلك بالتزامن مع التحقيق الدولي، من اجل اظهار الحقائق وجلائها والحؤول دون استخدامه في تازيم العلاقات بين الدول العربية فضلاً عن إلحاقه الأذى بلبنان جرّاء تمادي النظام السوري في المتاجرة بهذا الملف، بعد أن اخترعها وصدَّر إرهابها الى لبنان.

وأعربت من جهة أخرى عن ارتياحها للصيغة التي اعتمدها مجلس الوزراء في جلسته الاخيرة حول زيارة وزير الداخلية لدمشق والتي اخذت في الاعتبار الضوابط التي وضعتها حول العلاقات اللبنانية- السورية التي لا تجوز مقاربتها خارج إطار مجلس الوزراء واستنادا الى إتفاق الطائف وقرارات الشرعية الدولية 1559 و 1680 و 1701 والاتفاق الثنائي على اقامة العلاقات الديبلوماسية وفقا لاتفاقية فيينا، وبالتالي فان أي عملية تنسيق بين الدولتين يجب أن تأخذ في الإعتبار هذه المرجعيات بعيداً عن آليات وأدبيات الوصاية السورية من معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق إلى المجلس الأعلى اللبناني – السوري، خصوصاً بعد البيان المشترك إثر زيارة الرئيس سليمان لدمشق والذي يؤكد على ضرورة مراجعة تلك الاتفاقيات والنصوص، وفي ضوء القرار 1701 الذي أعيد التأكيد على إلتزام تنفيذه في البيان الحكومي الحالي، وهو ينص بشكل واضح أن لا سلاح غير سلاح الشرعية اللبنانية، ويدعو سوريا إلى ترسيم وضبط حدودها مع لبنان، ويحذرها من إستمرار تهريب الأسلحة والإرهابيين. وفي هذا المجال تذكر قوى "14 آذار" ان حل مسألة المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية ترتدي اهمية قصوى نظرا لابعادها الانسانية والمأسوية على مئات العائلات اللبنانية، وبالتالي فهي من اولى واجبات الدولة ولا يجب اخضاعها لمنطق التلزيم والمتاجرة.

وأعربت الأمانة العامة لقوى "١٤ آذار" أخيراً عن ارتياحها للنتائج المميزة التي يحصدها جمهور الحرية والسيادة والاستقلال في الاستحقاقات الانتخابية في الجامعات والنقابات، في العاصمة وفي المناطق، وآخرها نقابة محامي بيروت، وهي تتقدم بالشكر والتحية الى كل من ساهم في صنع هذه الانجازات. وهي اذ تثمن هذه الانتصارات القيمة التي تعبّر عن تعلق اللبنانيين بمشروع بناء الدولة وثقافة السلام في مواجهة مشروع لبنان الساحة المفتوحة على ثقافة العنف، تعاهدهم على حماية الاستحقاق النيابي القادم وخوضه بلوائح موحدة تحقق الفوز الذي يحمي لبنان.

 

 علوش : للتأكد من هدف الانتشار السوري عبر القنوات الرسمية

أنتقد محاضرة مسؤول العلاقات الدولية في "حزب الله" نواف الموسوي في احدى الجامعات السورية

صحف لبنانية/دعا عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب مصطفى علوش "الحكومة والقيادات المعنية للتاكد من نيات النظام السوري تجاه لبنان بشأن ضبط الحدود التي تندرج ضمن القرار الدولي 1701 وان يتم ذلك عبر القنوات الرسمية".ولفت الى "عدم وجود اي مؤشر للسماح لسوريا بالتدخل في مناطق لبنانية"، لافتا الى ان "القضية هي ارادتنا للتعاون من اجل وقف العمليات الارهابية". واكد في حديث الى "المؤسسة اللبنانية للإرسال" ان "مسألة التهدئة تحتاج الى متابعات يومية"، منتقدا "محاضرة مسؤول العلاقات الدولية في "حزب الله" نواف الموسوي في احدى الجامعات السورية"، مشددا على انها "بعيدة كل البعد من روح ومنطق التهدئة والمصالحة". واعتبر ان الخلاف مع "حزب الله" هو سياسي، ونحن في "المستقبل" نحافظ على مناخات التهدئة التي اتفقنا عليها بعد "بلطجة 7 ايار".

 

لجنة الادارة والعدل وافقت على مبدأ منح الجنسية للمهاجرين اللبنانيين

صحف لبنانية/عقدت لجنة الادارة والعدل النيابية جلسة في المجلس النيابي، برئاسة النائب روبير غانم، وبحضور وزير الداخلية زياد بارود ووزير العدل ابراهيم نجار. وقد وافقت اللجنة على مبدأ منح الجنسية للمهاجرين اللبنانيين وتم تكليف لجنة برئاسة الرئيس شكري صادر وممثل عن وزارة الداخلية بوضع صيغة جديدة تأخذ بعين الاعتبار توجه اللجنة على ان يعرض هذا الموضوع خلال ثلاثة اسابيع على اللجنة مجددا من اجل اتخاذ القرار المناسب.

بعد الجلسة، قال النائب غانم: "اجتمعت لجنة الادارة والعدل اليوم، في حضور وزيري العدل والداخلية والاستاذ شكري صادر عن هيئة التشريع والاستشارات، وكان على جدول الاعمال اقتراح القانون الذي تقدم به الاستاذ نعمة الله ابي نصر والمتعلق باستعادة الجنسية اللبنانية لمن يحق له استعادتها من اللبنانيين الذين هاجروا وتركوا لبنان في السابق. وتم بحث مطول في هذا الموضوع نظرا لاهميته، ونظرا لوجود قوانين سابقة، لا سيما المرسوم الصادر عام 1997 وهو المرسوم 68/67 الذي اعطى لوزارة الداخلية الحق في اعادة كل من تقدم قبل عام 1958 بطلب لان يكون لبنانيا، وسجلت هذه المعاملة لدى مديرية الاحوال الشخصية".

أضاف: "وتبين من تصريح وزير الداخلية ان تطبيق هذا المرسوم الذي صدر استنادا للقانون 398 قد تمت المباشرة به، وهناك حوالى 7 الاف طلب، لم تنظر وزارة الداخلية بها حتى الان. فهو بدأ باعادة النظر في هذه الطلبات، لاعطاء كل ذي حق حقه".

وأشار النائب غانم الى "ان آراء النواب كانت مجتمعة ومتوافقة على ان من له الحق وهو من اصل لبناني ومثبت انه من اصل لبناني ومن جذور لبنانية له الحق في ان يعطى الجنسية اللبنانية بناء على طلبه وليس حكما. وبالتالي بالنظر لهذا الاقتراح المقدم، وفي ضوء الملاحظات التي قدمها وزير العدل وبعض الزملاء النواب ، تقرر الموافقة على المبدأ من اجل منح كل من له الحق من اصل لبناني باستعادة جنسيته، ولكن يجب اعادة صياغة هذا الاقتراح، وتم تكليف الرئيس شكري صادر وممثل عن وزارة الداخلية بوضع صيغة جديدة تأخذ بعين الاعتبار توجه اللجنة وتكون متلائمة وغير مناقضة لما صدر في السابق، ولما هو معمول من قوانين ومراسيم تتعلق بالجنسية اللبنانية، على ان يعرض هذا الموضوع خلال ثلاثة اسابيع على اللجنة مجددا من اجل اتخاذ القرار المناسب".

 

جميل السيّد يحضر جلسة الإستجواب المقبلة

الجديد /أبلغ اللواء جميل السيّد، المحقق العدلي صقر صقر، بواسطة وكيله المحامي أكرم عازوري، حضوره جلسة الاستجواب المقبلة، على أن لا تتم عرقلتها بتدابير أسماها بـ"المزاجية" على انتقاله. ودعا السيّد، القاضيين سعيد ميرزا وصقر صقر لقراءة الخبر المنشور في صحيفة "المستقبل" قبل 5 أيام، تحتج فيه القاضية هيلانة اسكندر، رئيسة محكمة جنايات بيروت على عدم إحضار الموقوف أحمد مرعي، لمرات متتالية من دون عذر، لمحاكمته في تزوير وسرقة سيارات، في حين يُبدي القاضيان حماسة استثنائية لاستجوابه في جريمة اغتيال الرئيس الحريري، متسائلاً عن هذا التناقض، وعن وعود للمقايضة أعطيت لمرعي.

 

اعتبر اعتداءات "حزب الله" انعكاساً لثقافة التخوين لديه

أحمد الأسعد: مصلحة اللبنانيين والشيعة لا تتحقق بربطهم بإيران

المستقبل - الاربعاء 19 تشرين الثاني 2008 - نانسي فاخوري

رد مؤسس "لقاء الانتماء اللبناني" أحمد الأسعد على "ثقافة التخوين" والممارسات الارهابية التي يقوم بها عناصر "حزب الله" في المناطق، بالتأكيد "ان هذه الممارسات لن ترهبنا بل ستزيدنا قوة وصلابة وايمانا بالخط الذي اخترناه والذي سيقود لبنان الى بر الامان ويوفر للشعب ما يطمح اليه من امن واستقرار".

واذ دعا "حزب الله" وخصوصا أمينه العام السيد حسن نصرالله الى "ضبط عناصره على الارض بكل حزم حتى لا تفلت الامور ولكي يبقى صراعنا صراعا فكريا وحضاريا وديموقراطيا"، استبعد ان يكون الاعتداء الذي تعرض له احد مسؤولي "الانتماء" في بلدة الخيام الجنوبية "حصل بناء على امر مباشر من قيادة الحزب"، لافتا الى ان "هذه الاعتداءات ما هي الا انعكاس لثقافة التخوين السائدة لدى "حزب الله" والتي تناقض مفهوم التراث الشيعي". وشدد على "ان مصلحة اللبنانيين والشيعة لا تتحقق بربطهم عضويا بإيران بل عبر الدولة اللبنانية كما أرادها السيد موسى الصدر والشيخ محمد مهدي شمس الدين".

وتوجه في مؤتمر صحافي عقده في منزله في الحازمية أمس، "بالتحية والاحترام الى مناصري "الانتماء" واعضائه، الذين يتحملون ضغوطا كبيرة، منها ما هو معنوي، ومنها ما هو مادي"، مشيدا "بصبرهم ووقفتهم الكبيرة التي ما كانوا ليقدموها لو لم يكونوا مؤمنين بأن ما يعملون له هو الخيار الاصح للشيعة والافضل للبنان".

وقال: "ان هذا الاعتداء الجديد وهو من ضمن سلسلة الاستهدافات المستمرة التي زادت وتيرتها في المدة الأخيرة، لم يحصل بناء على أمر مباشر من قيادة "حزب الله" انما هو ترجمة وانعكاس لثقافة يعممها "حزب الله" وهي ثقافة تخوين الرأي الآخر".

ولفت الى "ان هذه الثقافة تخون يا للأسف، كل من لا يتطابق رأيه مع رأي "حزب الله" فيتم تصنيفه على أنه عميل، وينعت بأنه أميركي واسرائيلي، ويقال حتى إنه ليس مسلما ولا شيعيا"، مشيرا الى "ان هذه الثقافة تحقن عناصر "حزب الله" وتجعلهم يشعرون بأن من المسموح لهم، لا بل من المطلوب منهم، أن يتصرفوا بهذه الطريقة، وأن يقدموا على اعتداءات من نوع ما حصل في الخيام وقبلها جنوبا في تبنين وعيترون وبقاعا في سرعين التحتا حيث تم اطلاق النار على منزل مسؤول "الانتماء" في تلك البلدة".

وشدد على أن "هذه الثقافة السائدة لدى "حزب الله" تناقض في الأساس مفهوم التراث الشيعي. فهذا التراث قائم على الاجتهاد، والاجتهاد مرادف للتنوع واحترام الرأي الآخر مهما اختلف هذا الرأي، وتاليا فإن من يدعي اليوم تمثيل الشيعة ينتهج تماما نقيض مفهوم هذا التراث العظيم". واكد ان الرد على مثل هذه الاعتداءات "لن يكون باستعمال السلاح ونحن لن نلجأ يوما الى هذا الاسلوب، فسقفنا هو الدولة اللبنانية وهذا امر محسوم".

ورأى "أن مصلحة اللبنانيين عموما والشيعة خصوصا لا تتحقق بربطهم عضويا بالنظام الايراني بل إن مصلحتنا كلبنانيين وكشيعة هي من خلال الدولة اللبنانية". وقال: "إن بناء الدولة اللبنانية بكل ما للكلمة من معنى يفترض أن ينحصر قرار الحرب والسلم في يد الدولة وحدها، بحيث تصبح فعليا لا نظريا فحسب، دولة قانون ودولة استقرار تمسك بزمام الأمور، فتستعيد ثقة العالم، ما ينعكس تدفقا للاستثمارات على لبنان، وتاليا فرص عمل وتحريكا للعجلة الاقتصادية في كل المناطق اللبنانية، وهذا ما يحد من البطالة ومن هجرة شبابنا ويوفر أفقا لمستقبلهم".

أضاف: "نحن نرى أن مصلحتنا كلبنانيين وشيعة تكمن في مشروعنا هذا الذي كان مشروع السيد موسى الصدر، فهو كان يسعى دائما الى أن يكون الشيعة أساسا في بناء الدولة اللبنانية، كما كان هذا الطرح أيضا طرح الشيخ محمد مهدي شمس الدين".

وتوجه الى "حزب الله" بالقول: "نحن نختلف معكم تماما في الرأي، ومن حقنا التعبير عن مبادئنا واقتناعاتنا، فلبنان ليس ايران ولن يصير ايران، اذ ان حرية الرأي متجذرة فيه، وعلى الجميع، بمن فيهم انتم، احترام الرأي الآخر".

ورأى انه "عندما نتعاطى مع ذهنية لا تتقبل ان يكون هناك رأي آخر، فبالتأكيد سوف نشهد انعكاسات لهذه الثقافة"، مشددا على "ضرورة حصول قفزة نوعية في الذهنية التي تمارس من "حزب الله" وغيره، وان يتعلموا الديموقراطية وحرية الرأي التي يجب تطبيقها اكثر من الكلام عنها والتغني بها".

وأوضح "اننا مشروع سياسي بامتياز ونحضر كي ننقذ لبنان ليصبح دولة حديثة بكل معنى الكلمة، والانتخابات هي محطة في مشروعنا"، معلناً "اننا سنتحالف مع مبادئ حركة "امل" التي انشأها السيد موسى الصدر وعندما نرى ترجمة لهذه المبادئ فلا مشكلة لدينا مع احد". واسف لأن "ما يمارس باسم "امل" بعيد عن حقيقة الحركة والمبادئ التي تأسست لأجلها وهي مبادئ السيد موسى الصدر"، مؤكداً "اننا مع المنافسة الشفافة والنزيهة التي تخلق الابداع وهكذا نتغلب على اسرائيل".

 

 اده لـ "المستقبل": لا فكر سياسياً لعون بل تجييش لزيادة الحقد

وسوريا تعتبره مثل غيره يزورها للحصول على بركتها

المستقبل - الاربعاء 19 تشرين الثاني 2008 - فاطمة حوحو

يرفض عميد حزب "الكتلة الوطنية" كارلوس اده الحديث عن الانتخابات النيابية، إذ لا يزال مبكراً الخوض في هذا الموضوع، إلا ان ذلك لا يعني ان الحزب لا يتحضر للمعركة المقبلة ويشحذ الهمم من أجل احداث تغيير ما في الساحة المسيحية، التي استطاع رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون ان يسيطر عليها باحتراف الوعود وبادعائه انه بطل انهاء عصر الوصاية السورية، وسلوكه اليومي واضح لا سيما زيارته الى ايران والاعلان عن زيارة الى سوريا بعدما وقع تفاهمه مع "حزب الله" وطرح خطته للاستراتيجية الدفاعية التي تعيد لبنان ساحة للميليشيات.

لا يريد العميد اده الكلام عن الانتخابات، لكن عندما يكون هناك موقف محدد سنعلنه وربما لن يكون ذلك قريباً، وعلى ما يبدو فان الحزب لا يزال في طور مراقبة هذا الموضوع لاتخاذ القرار المناسب، لا سيما وان لديه ملاحظات عديدة على قوى 14 آذار، اذ ابتعد مسافة لتمييز حضوره السياسي، إلا انه لم يخرج عن مبادئ "ثورة الارز". وهو يمضي بشفافية في كشف "التزوير" السياسي الذي يمارسه صاحب اكبر كتلة مسيحية في البرلمان محاولاً تكبيل المسيحيين بأغلال السياسة "الايرانية" و"السورية".

وكان لعون أول من أمس "همروجة" من المواقف التي تؤكد المسيرة التي اختارها بالتخلي عن شعاراته السيادية. إذ اعلن جملة من المواقف حول زيارته الى سوريا وروايته للعلاقات معها، متراجعاً عن مواقفه السابقة حول قضية المعتقلين في السجون السورية.

ويفسر العميد في حديث الى "المستقبل" ظروف زيارة عون الى سوريا في هذا الوقت بالذات، قائلاً: "هناك الدعم الذي قدمته سوريا الى الجنرال منذ ان سمحت له بالعودة الى لبنان، وفتحت له أبواباً جديدة، عبر ربح الانتخابات عن طريق الاجهزة المخابراتية، اليوم المطلوب دولياً من سوريا البحث في استراتيجية مستقبلية بالعلاقات مع لبنان، وهنا تريد ان تناقش أدوار مؤيديها في الساحة اللبنانية وعون من بينهم، ربما في الماضي كانت هناك مشكلات بين عون وسوريا، كان من الضروري خلال الفترة الجديدة المقبلة ان تقوم سوريا سياستها الشرق الاوسطية لا سيما في لبنان، وقد يحدث الا يعود التنسيق السوري ـ الايراني كما كان في السابق، لا سيما بالنسبة الى الساحة اللبنانية، ولذلك فهي تريد التفاهم وجهاً لوجه مع عون في ظل التوجهات الجديدة، وفي الوقت نفسه تريد ان تظهر للرأي العام ان عون مثل غيره، يذهب الى سوريا ليأخذ البركة منها".

وحول اعتبار عون انه لولا سوريا لما استطاع لبنان كشف الشبكة الارهابية، ذكر اده بأن "عون قال منذ أربع سنوات وأمام الكونغرس الاميركي ان سوريا وراء كل الشبكات الارهابية في لبنان وحتى لو خرجت من لبنان، ستبقي سيطرتها على هذه الشبكات التي ستتركها وراءها. بعدما أقسم اليمين، وهو دائماً يتحدث عن نفسه كخبير استراتيجي ومخابراتي، أسأله أين هي الحقيقة في أقواله، هل هي التي أعلنها بالامس ام ما قاله امام الكونغرس؟، ويبدو ان مصلحة عون السياسية و"غير" السياسية تجعله يغير مواقفه كلياً، فمتى يقول عون الحقيقة؟ عنده لا شيء اسمه حقيقة، بل مصالح شخصية، والمواقف تبنى حسب مصالحه الضيقة".

وحول تأييد الوسط المسيحي لأفكار عون حالياً، تساءل اده "هل هناك فكر سياسي لعون؟"، معتبراً أن "أفكار عون الحالية المعلنة ناتجة عن مواقف ظرفية، متناقضة كلياً مع أفكار الامس، وهو يغيرها حسب مصالحه الشخصية، من دون ان يأخذ في الاعتبار مصالح القضية اللبنانية او المسيحية. انه لا يرى سوى جمهور يسير وراءه "عالعمياني" من أجل قضية الجنرال عون، لأنه تخلى عن القضية الوطنية اللبنانية وعن قضية المسيحيين، وهو لا يفيد القضية اللبنانية بشيء، بل على العكس من ذلك، فالسلوك الذي يقوم به يضر بالقضية اللبنانية وبالمسيحيين على وجه الخصوص، فخطابه مجرد خطاب كراهية وتجييش "عالفاضي"".

ويرى اده "ان هناك عدداً كبيراً من الناس يفضلون السير في سياسة "النكايات" بدل ان يبنوا البلد ومن ثم يتعجبون بأن حال البلد في تراجع، وهنا لا يمكن أن يتحمل عون المسؤولية كاملة ولكنه النموذج الواضح لهذه السياسة، ولو لم يكن هناك الكثير من السياسيين اللبنانيين الذين يشبهونه لما كان هناك "الجنرال" عون".

ويلفت إده الى "أن "شعبية الجنرال" تراجعت إلا أن هذه الشعبية لا تبنى فقط من وراء شخصية عون، بل هناك تنظيم ووسائل إعلام ووراء كل ذلك هناك مصالح وخدمات، هناك أموال تدفع وخدمات تقدم للتجييش، كما يقوم بإرسال أشخاص الى الخارج من أجل الحصول على أموال، وهذه أمور لا تحصل مجاناً، بل المطلوب في المقابل مواقف".

وعن المفاجأة التي وعد بها عون جمهوره بعد 6 أشهر إثر زيارته الى إيران، يقول اده: "قد تكون فرضها لباس الشادور"، موضحاً أن "العقل الفاشي ومن يحبون هذا النوع من الأنظمة يرغبون في التقرب من بعضهم البعض".

وعما إذا كان إعلان عون بأن قضية المعتقلين في السجون السورية لا تعالج عددياً وأن هذا الملف بيد رئيس الجمهورية تراجع عن وعوده السابقة بإعادة المعتقلين، يعتبر إده أنه "إذا كان باستطاعة عون أن يحضر المعتقلين اللبنانيين من سوريا، معناه أن سوريا و8 آذار يتاجرون بقضية المعتقلين، وإذا لم يستطع معناه أنه ضحى بالمعتقلين وباع قضيتهم ليحافظ على علاقة جيدة مع حلفائه في دمشق".

ويصف إده كلام عون عن أن صلاحيات رئيس الجمهورية في السرايا بأنها "ليست إضعافاً لموقع رئاسة الجمهورية فحسب، وإنما محاولة لزيادة الحقد بين اللبنانيين".

ويقول: "صلاحيات رئيس الجمهورية ليست في السرايا ولا في أي مكان آخر، صلاحيات رئيس الجمهورية موجودة في الدستور، ومثل العادة يريد من خلال كلامه أن يظهر حقده بعد فشله في الوصول الى رئاسة الجمهورية ولإضعاف الرئيس ميشال سليمان".

وعن سعي القوى السياسية في الساحة المسيحية الى اكتساب الجمهور الذي ارتد عن الظاهرة العونية، يشير إده الى أن حزبه يعمل على "إظهار تناقضات خطاب الجنرال عون والإضاءة على كلامه غير الصحيح والمعبر عن خطورة مواقفه الظاهرة والكامنة من خلال الندوات والبيانات والمقالات المختلقة، ولكن للأسف نجد في أوقات كثيرة أن لدى بعض الناس كراهية لا تسمح له بالرؤية الصحيحة".

لا يجد العميد اده في عون سوى محام وحليف لسوريا في لبنان "ومقابل خدماته لهذا النظام، يتلقى الدعم الانتخابي وهذا واضح من خلال الدعم المالي الذي قدم اليه خلال السنوات الاربع الماضية والذي سيستمر ويتزايد خلال الانتخابات". وختاما، يؤكد اده ان "مشروع عون الاصلاحي وصل الى نهايته وهو كان مجرد وسيلة "بروباغندا"، يضعه في خدمة خطابه السياسي وهو في ذلك مثل غيره

 

العنف ضد المدنيين هو التعريف الوحيد للظاهرة

"فتح الإسلام" إرهابية.. ماذا عن النظام الذي أوجدها؟

المستقبل - الخميس 20 تشرين الثاني 2008 - أيمن شروف

يختلف العالم في تحديد مفهوم الارهاب، وكل يصنفه وفق معايير معينة تنطلق من نظرته السياسية والاجتماعية وتعتمد في إلصاق الارهاب بدولة أو منظمة على تراكمات تساهم التقاليد والعادات، اضافة الى الدور الذي تلعبه الأديان في هذا الاطار، فهل هناك اختلاف بين اللبنانيين حول هذا المفهوم؟ وهل هناك تعريف مشترك لمسألة الارهاب لبنانياً، أم أن هذا الموضوع يجب أن تتم مناقشته على طاولة الحوار أو في مجلس النواب؟.

وفي وقت تصنف الدول الكبرى كالولايات المتحدة الأميركية مثلاً، سوريا وإيران كدول تدعم الارهاب وتعتبر "حزب الله" ومنظمات أخرى كحركات ارهابية، نجد أن هناك رفضاً لبنانياً وعربياً لهذا المعيار، وبالتالي ما هي المعايير المعتمدة في توصيف الارهاب وهل هي واضحة لدى جميع اللبنانيين؟

ومما لا شك فيه ان هناك إجماعاً لدى اللبنانيين، كل اللبنانيين، على أن منظمة "فتح الاسلام" نموذجاً للارهاب، في ظل وجهة نظر تقول بأنها نشأت في حضن المخابرات السورية، قبل أن يقوم الجيش اللبناني باستئصالها بدعم من قوى "14 آذار" وبعيداً عن الخطوط الحمر، كما ان هناك وجهة نظر أخرى تقول ان هذا التنظيم خرج عن طوع النظام السوري عبر الترويج بأن الحركة التي نشأت وتدربت على يد المخابرات انقلبت على النظام قبل دخولها لبنان وتطعمت بمكونات أخرى.

فهل "فتح الاسلام" هي النموذج الذي على أساسه اكتشف لبنان أهمية مكافحة الارهاب، فدعا رئيس الجمهورية في زيارته الى المملكة العربية السعودية بأن يكون لبنان مرصداً لمكافحة الارهاب في الشرق الأوسط، ليدعو بعد ذلك خلال مشاركته في مؤتمر حوار الأديان في نيويورك الى أن يكون لبنان مركزاً لحوار الأديان.

وانطلاقاً من هذا النموذج، أي تنظيم "فتح الاسلام"، هل أصبحنا نملك تعريفاً واضحاً وحاسماً للارهاب؟ وكيف يعرف القانون الدولي الارهاب؟ وكيف يمكن أن نقطع الطريق على النظام السوري في أن تكون "فتح الاسلام" النموذج الارهابي، وسيلة لاتهام طائفة معينة بالارهاب؟.

شمس الدين: متفقون على مفهوم الارهاب

يعتبر وزير الدولة للتنمية الادارية ابراهيم شمس الدين ان "أي عمل فيه قتل ويتصدى لفرد آمن أو جماعة أو دولة بحد ذاتها قتلاً أو أذية باستعمال العنف تحقيقاً لمكاسب معينة أو قضية قابلة للنقاش، أما الغير محق هو الارهاب بحد ذاته".

وحول اذا كان اللبنانيون متفقين على تعريف الارهاب أو بالأحرى مفهوم الارهاب، يقول "اللبنانيون ليسوا بحاجة الى وثيقة أو قانون كي يدركوا معنى الارهاب أو حتى يتفقوا على تحديد مفهوم الارهاب لأنهم عانوا منه كثيراً خاصة بوجود دولة هي مثال للارهاب الدولي هي اسرائيل".

ويصنف شمس الدين تنظيم "فتح الاسلام" في خانة "ارهاب الجماعة التي تتعرض للدولة والشعب ويتصدون لمؤسساتها الأمنية والعسكرية واسمهم لا ينطبق بتاتاً مع تصرفاتهم وأهدافهم، وهم يقومون بأعمال العنف من دون أي مبرر أو غاية".

ويؤكد ان "كل نظام يعِين ويساعد هكذا أعمال ارهابية ويساهم في الاعتداء وهز استقرار دولة معينة هو أمر غير صحيح ولا يجوز وهو اباحة بالقتل ويصنف في خانة الارهاب".

الجسر: من حرّض "فتح الاسلام" ارهابي

يعتبر النائب سمير الجسر ان أي محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار عبر اعتماد وسائل اجرامية وقمعية، أي استخدام العنف هو عمل ارهابي، فأعمال العنف غير المبررة لا يمكن وصفها الا في خانة الاجرام وبالتالي الارهاب".

ويشير الى أن "المجتمع اللبناني متفق على اعطاء تعريف موحد للارهاب وليس هناك خلاف على هذا الموضوع، عكس ما هو حاصل مع المجتمع الغربي الذي بجزء منه يوصف العمل المقاوم في بعض الدول وخاصة في منطقتنا بالارهاب وهذا لا يجوز اذ أن هناك نصوص موثقة في الأمم المتحدة تشرع مقاومة الاحتلال في أي مكان وزمان".

وعما اذا كانت "فتح الاسلام" نموذجاً للارهاب، يؤكد الجسر ان "الذي يحاول قتل مسؤولين سياسيين والتعرض للقوى الأمنية اضافة الى القيام بأعمال عنف ضد مدنيين وأبرياء من دون مبرر هو عنوان للارهاب"، لافتاً الى أن "المحرض والمخطط مثل الفاعل يخضع قانونياً لنفس التوصيف الجرمي وبالتالي فإن من أرسل إلينا هذه المنظمة التي حاولت زعزعة الاستقرار وزرع الخوف، هو ارهابي بكل ما للكلمة من معنى".

الشيخ عمار: قتل الأبرياء.. ارهاب

رئيس المكتب السياسي في "الجماعة الاسلامية" على الشيخ عمار يصف "الارهاب بأنه أي عمل اجرامي يستهدف الناس الأبرياء، أكان هذا العمل من جهة رسمية أو منظمات أو حتى أفراد، وأي جريمة ترتكب بحق الأبرياء تحت أي عنوان سياسياً كان أم طائفياً، لا يمكن أن يوضع الا في خانة الارهاب".

بنظر الشيخ عمار انه "أحياناً يكون هناك فئات مستهدفة ومهددة بالقتل وبالتالي هي لا تمانع توصيف الأمور كما هي وأن تسمي الأشياء باسمها، في حين أن هناك فئة أخرى لا تكون مستهدفة وتفضل الصمت".

ويقول: "ما قامت به "فتح الاسلام" من مواجهة مع الجيش اللبناني والقوى الأمنية وما نسب اليها في جريمة عين علق فضلاً عن تحضيرها لعمليات عنف وأعمال مخلة بالأمن، هو عمل اجرامي بكل المعايير وارهاب بكل معنى الكلمة بغض النظر عن التعمية التي مارستها قيادة هذا التنظيم على بعض العناصر التي كانت تقاتل معها".

ويعتبر ان "من يرعى القتلى والمجرمين من ضمن مشروع يستهدف الأمن والاستقرار في المجتمع اللبناني هو المسؤول الأول عن كل هذه الارتكابات أياً كان هذا الطرف، ومن هنا يجب على السلطات اللبنانية أن تقدم ما لديها من معلومات للرأي العام كي لا يبقى هذا الموضوع للمزايدة والاتهامات والتحريض الذي في غير مكانه".

وتجدر الاشارة الى أننا حاولنا تدعيم الموضوع بوجهة نظر دستورية أو قانونية نظرا لان مفهوم الارهاب يتصدر اولويات كل الدول غربية كانت او شرقية ولكن لم نحصل على اي تعاون يذكر بهذا الشأن على الرغم من محاولتنا مع اكثر من جهة قانونية.

 

إذا فاز حزب ليكود فلن يحاور دمشق قبل وقف دعمها لـ"حزب الله" وقطع علاقتها بإيران

النهار/ رندى حيدر     

في اطار المتابعة الإسرائيلية لسياسة مواقف حزب ليكود الاسرائيلي أجرى المراسل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" رون بن يشاي أمس حواراً مع د. يوفال شتاينتس رئيس وفد الكنيست للحوار الاستراتيجي مع الكونغرس الأميركي، وهو من الشخصيات المقربة من رئيس حزب ليكود بنيامين نتنياهو ومن المرشحين لمنصب وزارة الدفاع في حال فوز ليكود. يتوقع شتاينتس بعد سلسلة لقاءات عقدها مع أعضاء الكونغرس والسناتورات من الديموقراطيين ان تسارع ادراة اوباما الى معالجة الملف الايراني، وان يكون الحوار الذي سيجريه اوباما مع ايران شبيهاً بالحوار الذي أجرته الولايات المتحدة مع الرئيس الليبي عام 2003 والذي دفع القذافي الى وقف مشروعه النووي والتصالح مع الغرب. في المقابل، أبدى شتاينتس قلقه من السياسة الشرق الأوسطية التي ستنتهجها الادراة الجديدة. وأكثر ما يقلقه اعلان أوباما نيته اخراج القوات الأميركية خلال 16 شهراً من الولايات المتحدة الأميركية. ففي رأيه، انه في حال حدوث ذلك سنشهد قيام جبهة شرقية جديدة وستنتشر قوات ايرانية كبيرة في سوريا ولبنان. فالحكومة العراقية من دون القوات الأميركية ستكون غير قادرة على منع انتقال القوات الايرانية عبر أراضيها في اتجاه اسرائيل. ومثل هذا التطور سيدفعنا الى اعادة النظر في العقيدة الأمنية لإسرائيل.

 يعتقد شتانيتس أن على اسرائيل المبادرة الى القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق في غزة، وعلى اسرائيل أن تتدرب على احتلال غزة او اجزاء منها خلال وقت قصير وتدمير البنية التحتية العسكرية لحماس ووضع حد لعمليات التهريب، ثم الخروج من هناك والمحافظة على الانجازات التي تحققت عبر العمليات المحدودة. وفي رأيه ان أهمية العملية ليست فقط في وقف سقوط صورايخ القسام وانما منع ايران من تحويل حماس حزب الله ثانياً وجعل غزة صورة عن جنوب لبنان. أما في ما يتعلق بالجبهة الشمالية، فيدعو شتاينتس اسرائيل الى عدم المبادرة الى حرب وقائية ضد لبنان وسوريا، وانما عليها الرد بعنف على اي اشتباك. ولكن في حال نشر حزب الله نظاماً مضاداً للطائرات فإن ذلك يستدعي رداً اسرائيلياً.

وفي مسألة المفاوضات السياسية، يكرر شتاينتس مواقف سابقة لليكود مثل: لا مجال للتفاوض على الحل الدائم مع الفلسطينيين ما دامت حماس تهدّد بالسيطرة على الضفة الغربية ولا يجري تجريد التنظيمات الارهابية من سلاحها. ويقترح التفاوض مع السلطة الفلسطينية على سلام اقتصادي وعلى تحسين الوضع الأمني في اراضيها. بالنسبة الى المفاوضات مع سوريا، يجب الا تجري قبل أن تتوقف دمشق عن دعمها لحزب الله والمنظمات الارهابية الفلسطينية وتقطع علاقتها بإيران. وفي رأيه ان السلام مع الدول المجاورة يجب أن ينتظر حتى القضاء على الخطر النووي الايراني، حينئذ سيفقد المتطرّفون وسط الفلسطينيين وسوريا وحزب الله الأمل، ويصبحون مستعدين للتسوية الحقيقية".

 

"عصبة الأنصار" تحمي مطلوبين في عين الحلوة ومحمد عوض موجود في منطقة الصفصاف ؟

النهار/أكد مصدر أمني رسمي لـ"النهار" ان الاجهزة الامنية تواصل البحث عن خلايا أصولية موزعة في عدد من المناطق اللبنانية، والمخيمات الفلسطينية، وان الاجهزة باتت تملك معلومات مفصلة ودقيقة عن تحركات هذه الخلايا وتشعباتها العنقودية، وهي تضم عناصر لبنانية وأخرى من جنسيات عربية مختلفة.

وأشار المصدر الامني الى انه خلال تقاطع المعلومات التي تجمعت حول هذه الخلايا تبين أن معظم عناصرها سبق ان شاركوا في عمليات ومهمات عسكرية في العراق خصوصا في منطقة الانبار، ودخلوا سوريا من خلال منطقة دوار الصاخور في حلب، ومنها الى لبنان عبر معابر التهريب غير الشرعية على الحدود بين الدولتين، وبمساعدة لبنانيين من تنظيمات أصولية، ومسؤولين في تنظيم فلسطيني موال لسوريا. ودخول هؤلاء الى لبنان، كان بعدما تلقى تنظيم "القاعدة" ضربات من القوات العراقية والاميركية ساهمت في تفكك قواعده في مناطق ديالى والانبار والموصل العراقية، اضافة الى سعي قيادة "القاعدة" لتحويل لبنان من "ساحة نصرة" الى "ساحة جهاد" واعتباره ساحة أخرى لمنازلة الاميركيين و"الكفار". وكان المؤتمر الـ31 لقادة الشرطة والامن العرب الذي عقد في بيروت العام الماضي ركز على ضرورة مكافحة الارهاب بالتعاون بين الاجهزة الامنية العربية وباتباع الطرق الامنية الحديثة والمتطورة.

ويقول المصدر الامني ان التعاون القائم بين الاجهزة الامنية الفلسطينية، والاجهزة الامنية اللبنانية مرده الى سعي كل من الطرفين الى وأد حرب داخلية فلسطينية – فلسطينية محتملة داخل المخيمات، والعمل على عدم تحويل مخيم عين الحلوة بصورة خاصة الى "نهر بارد آخر". وحسب المصدر الامني فان مسؤولين في تنظيم "عصبة الانصار الاسلامية" في مخيم عين الحلوة يضطلعون بدور في حماية بعض المطلوبين من القضاء اللبناني من المسؤولين الاصوليين، ومن بين هؤلاء المطلوبين الشيخ أسامة أمين الشهابي (أبو دجانة)، وهو فلسطيني (من مواليد 1971 – رقم الملف 628/ رقم البيان الاحصائي 10091) ويعتبر المرشد الروحي لتنظيم "فتح الاسلام" في مخيم عين الحلوة، اضافة الى موقعه كمسؤول عن تنظيم "جند الشام". والشيخ أسامة الشهابي مطلوب بموجب مذكرات توقيف عدة بسبب اتهامه بالمشاركة في عمليات ارهابية من بينها الاعداد لتفجير مطاعم "ماكدونالدز" في منطقة الدورة في بيروت في نيسان 2003، بالتنسيق مع اليمني معمر العوامي "ابن الشهيد" اضافة الى دوره الفاعل بدعم تنظيم "فتح الاسلام" خلال معارك نهر البارد في صيف 2007.

وأشارت أوساط أمنية من جهة أخرى الى ان المسؤول عن "فتح الاسلام" في مخيم عين الحلوة عبد الرحمن محمد عوض والمعروف بألقاب عدة منها "عبد شحرور" و"أبو محمد" ما زال داخل منطقة الصفصاف في المخيم، وكان يمارس نشاطاته بصورة علنية في الفترة الماضية، وتربطه علاقة قوية بعدد من مسؤولي المنظمات الاسلامية الاصولية في عين الحلوة، لذا فانه من الصعب ان يقوم هؤلاء بتسليمه، او تسهيل عملية القبض عليه، ولعل ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي أدرك هذه الصعوبة، فسارع الى التأكيد بأن عوض غير موجود داخل المخيم، ومكان اقامته مجهول وغير معروف.

وفي معلومات لـ"النهار" ان الاعتقالات الاخيرة التي قامت بها الاجهزة الامنية لعناصر أصولية في عدد من المناطق، شملت عنصرين يرتبطان بمؤسستين غير مدنيتين بتهمة انتمائهما الى شبكة عبد الغني جوهر وتبين خلال التحقيقات مع أحدهما انه كان مكلفا وضع عبوة ناسفة وتفجيرها قرب احدى ثكن الجيش في البقاع. كما ان الاجهزة الامنية تواصل البحث عن شخص لبناني من اصل سوري يدعى خالد ب. يعتبر من ممولي تنظيم "فتح الاسلام" وصلة الوصل بين خلايا التنظيم في لبنان، وكان مقيما في بلدة في البقاع الغربي، ويعمل في البناء ونحت الحجر، وأدى دورا مهما في السابق في تأمين انتقال عناصر فلسطينية من مخيم اليرموك في سوريا الى مخيم نهر البارد للانضمام الى "فتح الاسلام"، اضافة الى أنه خلال معارك البارد أمّن شقة سكنية في منطقة بر الياس في البقاع الاوسط للخلية الاصولية التي ترأسها السعودي فهد عبد العزيز المغامس "أبو جعفر الطيار" التي ألقي القبض عليها، بعدما عثر في حوزة عناصرها على أسلحة وذخائر وقنابل، وخرائط لمناطق لبنانية، ومناظير وهويات مزورة وأدوات ومعدات للتزوير، ومجموعة من السيارات التي عملوا على تفخيخها وركنها في مستودع استأجروه لهذه الغاية.

كتب صبحي منذر ياغي     

 

 في عشاء لمؤسسة  تحمل أسمه في لوس أنجلس

جنبلاط: الفوز في الانتخابات لحماية لبنان من جنرالات صدفة بالكاد يستحقون رتبة رقيب

النهار/في بيان للحزب التقدمي الاشتراكي أن رئيسه النائب وليد جنبلاط  شارك في عشاء اقامته "مؤسسة وليد جنبلاط للدراسات الجامعية" في مدينة لوس انجلس، وشارك فيه ابناء الجالية اللبنانية. والقى النائب جنبلاط كلمة توجه فيها الى الحضور، قال: "حضوركم المتميز في هذه الامسية، ومساهمتكم الكريمة في مؤسسة وليد جنبلاط للدراسات الجامعية، سيعززان قدرة شباب لبنان على تحصيل المعرفة في المجالات المختلفة ليتمكنوا من مواجهة التحديات المتنوعة للحياة من دون خوف، وأن ينجحوا في لبنان أو الخارج، ويحطموا قيود الجهل والتحجر". وأضاف: "أنشئت هذه المؤسسة قبل 25 عاماً، في أوج الحرب الأهلية، لتؤكد وتثبت أن إرادة الحياة كانت وستبقى أقوى من عبثية العنف والاقتتال الداخلي، إننا فخورون، بعد مرور 25 عاماً، أن نكون قد ساهمنا في تأمين منح جزئية أو كاملة لنحو 6 الآف طالب، وهذه الليلة، بدعمكم، سينال مزيد من الشباب اللبناني فرصة الانضمام الى زملاء لهم في تحصيل التعليم العالي.

تنتظرنا في الربيع المقبل محطة مهمة ومفصلية في حياتنا السياسية، وفي مصير لبنان السياسي وتاريخ "ثورة الارز"،

تنتظرنا الانتخابات النيابية في أيار 2009. إن الفوز في الانتخابات يعني الوفاء لذكرى شهدائنا الاعزاء السياسيين، النواب، الكتّاب، الصحافيين، العسكريين والضباط والابرياء الذين مهدوا الطريق بدمائهم للبنان حر، سيد ومستقل. فلنكن واضحين، لئلا ينسى أحد، أنه لن تكون هناك هوادة، أو تسوية، أو حل مع المجرم أو المجرمين، مع الأفراد أو الأنظمة، الذين يتحملون مسؤولية أعمال القتل ضد اللبنانيين الأحرار الذين تجرأوا على رفض السيطرة السورية في أواخر صيف العام 2004 وتحدوا الطغيان في 14 آذار 2005.

العدالة يجب أن تتحقق، وستتحقق.  إن الفوز في الانتخابات يعني تمكين الدولة، والدولة وحدها، من بناء الاستراتيجية الدفاعية المناسبة في حال حصول اعتداءات اسرائيلية، ومن مراقبة فعالة للحدود اللبنانية لضبط تهريب السلاح أو تسلل الارهابيين، إن الفوز في الانتخابات هو لتأكيد أن الدولة اللبنانية وحدها، من خلال قواتها المسلحة، يفترض أن تكون مسؤولة حصريا عن تطبيق القانون في كل المناطق اللبنانية وأن تمتلك القرار النهائي في حال الحرب والسلم.

ان الهدف من الحوار الحالي هو إعتماد مقاربة بناءة تؤمن الانخراط التدريجي والمنتظم للجهاز العسكري التابع لـ"حزب الله" في سلطة الدولة اللبنانية والجيش اللبناني، مع تأكيد الأهمية القصوى لحماية الوحدة الوطنية، كما أن الهدف من الحوار الحالي هو إنهاء أي غموض أو إزدواجية بين سلطة الدولة والسلاح الفلسطيني خارج المخيمات في المرحلة الاولى.

لهذه الأسباب، الفوز في الانتخابات هو لحماية لبنان من عسكريين فاشلين، جنرالات الصدفة، الذين بالكاد يستحقون رتبة رقيب ويقترحون على طاولة الحوار أفكارا مجنونة إذا ما طبقت فستؤدي إلى توزيع شامل للسلاح مما يقضي على كل الجهود لقيام دولة مركزية قوية وجيش وطني قوي. فهذه الافكار، إذا ما اعتمدت أو نفذت، ستقودنا إلى وضع مماثل للصومال مع قراصنة في الداخل وعلى الشواطئ، إلا إذا كان الهدف من هذه الافكار أو المقترحات هو تعطيل الحوار والحؤول دون تحقيقه أي تقدم فعلي لجعل لبنان يظهر كأنه دولة مارقة أو فاشلة في حاجة للسيطرة أو الهيمنة السورية مجدداً، ما ينهي دوره كمجتمع حر ومتنوع في العالم العربي والاسلامي. أخيراً الفوز في الانتخابات سيدعم موقف لبنان للمطالبة بمزارع شبعا بعيداً عن بازار المتاجرة بين النظام السوري وإسرائيل على حساب سيادة وإستقلال لبنان. لأننا نكافح ونناضل من أجل الحرية والاستقلال والعدالة، دعونا لا ننسى حق الفلسطينيين في الحرية والاستقلال والعدالة في فلسطين، والتزامنا الاخلاقي والسياسي تجاه اللاجئين الفلسطينيين في لبنان لتحسين مستويات حياتهم المعيشية بما يتلاءم مع شرعة حقوق الانسان.

قبل أن أختم، لا نستطيع سوى أن نعبر عن إعجابنا بإرادة الشعب الأميركي والامة الأميركية ورغبتها في التغيير على أمل في أن تهب رياح تغيير مماثلة، يوماً ما لتقضي على نظامنا الطائفي والمذهبي السحيق". 

شكراً  لحضوركم هذه الليلة، لأجل أجيال لبنان المستقبلية، وشكراً للجميع،  لكايسي قاسم والقاضي جيم كعدو، وللدكتور راي إيراني خصوصاً الذي أعرفه منذ وقت طويل، وشكرا لصديق كبير للبنان وثورة الارز وصديقي الشخصي، الذي نقدر جدا حضوره معنا هذه الأمسية، جيفري فيلتمان.

عندما تجرأنا على الاعتراض والرفض، لم نخف إلا من خشية الخوف ذاته، وسرنا في رحلة الحرية والعدالة التي تستحق كل التضحيات. لقد دفنا شهداءنا من دون أن نبكيهم، لا تبكوا أو تنتحبوا على شهيد أبداً. لذلك، فلنذهب إلى الانتخابات موحدين، مصممين، أقوياء كالعادة، وأقوى من كل المرات السابقة، لنفوز في الانتخابات، لنربح الحرية، لنربح العدالة، لنربح لبنان".

 

أوساط  أوروبية: لا مفاوضات لبنانية - إسرائيلية سنة 2009

المهار/"لا مجال لمعاودة المفاوضات على المسار اللبناني – الاسرائيلي خلال السنة المقبلة، وهناك تفهم دولي لموقف الحكومة اللبنانية المتريث في خوضها قبل ترسيخ الاستقرار السياسي والامني في الداخل وتحضير المناخ المؤاتي لها وتجاوب اسرائيل في تنفيذ قرارات مجلس الامن ذات الصلة مثل الـ 1559 والـ 1701". هذا ما اكدته مصادر ديبلوماسية اوروبية في بيروت، افادت ان دول الاتحاد الاوروبي مجتمعة "لا تؤيد جلوس لبنان وراء طاولة المفاوضات مع  الاسرائيليين، وقد دعا لبنان اسرائيل الى تنفيذ القرارات الدولية حول ما تبقى من احتلال اسرائيلي لاراض لبنانية". ولفتت الى "ان ملفات عديدة اخرى متصلة بلبنان كملفي اللاجئين والمياه وقواعد التسوية الشاملة، مع ما يكتنفها من غموض وشروط اسرائيلية غير قابلة للتنفيذ في المستقبل القريب".

واشارت الى ان المعطيات المتوافرة لديها في الوقت الحاضر "لا تؤشر الى معاودة التفاوض على المسار السوري – الاسرائيلي، ليس فقط بسبب انتظار الرئيس الاميركي الجديد باراك اوباما ليتسلم مهماته رسميا في 22 كانون الثاني المقبل، وليس بفعل الانتخابات النيابية الاسرائيلية المبكرة في شباط المقبل، بل ايضا بفعل الشروط والشروط المضادة بين المتفاوضين، والتي برزت الى العلن بعد اربع جولات من المفاوضات غير المباشرة في انقره وبرعاية تركية".

وعددت بعض نماذج الموقفين المتعارضين، لافتة الى مطالبة اسرائيل سوريا بتحقيق السلام معها، ومعرفة مدى استعدادها للتخلي عما تسميه قواعدها، واذا لم تتجاوب مع هذا المطلب فلن تنسحب اسرائيل من هضبة الجولان التي تحتلها منذ 41 عاما. واوضحت ان المقصود بقواعد دمشق في لبنان هو الوجود الايراني على حدودها المتمثل بـ"حزب الله"، وتطالب بدور سوري لجمع سلاحه. وترد سوريا بانه لا يمكنها تغيير علاقاتها بالحزب الا بعد التوصل الى حل عادل وشامل وانهاء الاحتلال الاسرائيلي لاراضي عربية محتلة"، وفقا لما ابلغته دمشق امس الى وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند. كما انها "تريد ايضا رعاية لمعاودة المفاوضات المباشرة مع اسرائيل برعاية الولايات المتحدة الاميركية وعدم الاكتفاء بالرعاية التركية المجمدة حاليا". وتشدد على "نزاهة الادارة الاميركية الجديدة وجدية اسرائيل وعدم الاكتفاء بالاحادية الاميركية"، بل تعول على دور للاتحاد الاوروبي "الذي يسعى الى ذلك ويتحضر وفق استراتيجية هي قيد التداول على مستوى وزراء الخارجية للدول الاعضاء".

واستبعدت في ظل هذا التناقض بين الموقفين السوري والاسرائيلي "معاودة التفاوض بينهما قبل منتصف الربيع المقبل اذا قبل الراعي الاميركي الجديد بالتدخل وسهل الطرفان شروطهما". ونصحت للبنان بالاخذ في  الاعتبار، خلال مناقشة السياسة الدفاعية حول طاولة الحوار الوطني، "عامل التأخير المتوقع لمعاودة المفاوضات بين الطرفين، نظرا الى الارتباط العضوي بينها وبين اي سياسة دفاعية يمكن الاتفاق عليها".

وشددت على أهمية التحصين الامني في الداخل والتحذير من لجوء اي متضرر عربي او اقليمي الى استعماله لنسف الاستقرار الامني الذي ترتفع وتيرته مع تزايد تفكيك شبكة "فتح الاسلام" وتوقيف عناصر تابعة له، لبنانية وفلسطينية. ورحبت بالتعاون الامني بين الاجهزة اللبنانية والفلسطينية من جهة، واللبنانية والسورية من جهة اخرى. ولفتت الى ان استئصال الخلايا الارهابية الموزعة في الاراضي اللبنانية ليس بالعملية السهلة، وتتضاعف الصعوبة اذا لم يحصل اجماع لبناني على الدخول في التفاوض مع اسرائيل مجددا، او اذا ارادت فئة تحمل السلاح استخدام الساحة الداخلية لتعطيل التفاوض على اي مسار من المسارات اللبناني والسوري والفلسطيني مع الاسرائيلي. واشارت الى "ان لبنان لا يحسد على الوضع الذي يعيشه. صحيح ان الهدوء الامني مسيطر، ولكن ليس على قواعد صلبة. وقد حذرت دولة عربية بارزة زارها كبار المسؤولين في الفترة الاخيرة من عودة الاغتيالات السياسية، وفي حال صحت المعلومات فان تقيد الاطراف المتخاصمين بـ"اتفاق الدوحة" لن يبقى ذا جدوى ويتحول الاستقرار الذي تشهده البلاد شحنا وتوترا وجرائم".

خليل فليحان      

 

انتخابات "سياسية حكماً" إن فازت فيها "ونقابية صرف" لو خسرتها

المكابرة سلاح 8 آذار لتأوّل النتائج أم لإلغائها؟

المستقبل - الاربعاء 19 تشرين الثاني 2008 - وسام سعادة

عندما تخسر "قوى 8 آذار" أي جولة إنتخابية في كلّية أو في نقابة تندفع ماكنتها الدعائية بشكل سريع إلى حيث أقرب مكابرة. لا يهمّ الذريعة. المهمّ المكابرة. يمكن تهميش النتائج أو تجاهلها إذا استدعى الأمر. ويمكن أيضاً الهزء بها وإعتبارها غير ذي قيمة. ويمكن التشكيك في هويّة الذين فازوا ونسبهم بطريقة أو بأخرى للطرف الذي خسر. يقول الفائز أنا من 14 آذار، فيجيبه الخاسر: لا، لا، أنت منّي، أو في أقلّ تقدير أنت من المستقلّين.

أخيراً صار يمكن لـ 8 آذار الإعتراف بمستقلّين. كانت الحملة عاتية قبل أسابيع قليلة على مفهوم "الإستقلالية" في العمل السياسيّ. ثمة من شبّه المستقلّ بالمستقيل من الواجب الوطنيّ. الآن سحبت هذه المقولة من التداول.

التوجيه الدعائيّ هو نفسه في الجامعات أو في النقابات: تأويل الخسارة بما أوتي من أشكال حالما تحدث، بحيث تقدّم على أنّها كل شيء إلا خسارة. فالمعركة تكون "سياسية حكماً" إذا ما فاز المدعومون من "معارضة الثلث الضامن" لكنها تصير "نقابية صرف" إذا ما خسر هؤلاء. ليس هناك في دعاية 8 آذار من مجال حتى للقول بأننا خسرنا في كلية وسنربح في أخرى، أو خسرنا في نقابة وسنربح في أخرى. الخطابية قادرة على نفي أي خسارة.

واضح هنا أن التوجيه الدعائي خاضع للنموذج الكلاسيكي للحرب النفسية: ممنوع الإقرار بأي خسارة. كل خسارة يجري الإعتراف بها ولو بشكل مخفّف ستسهم في خلخلة المعنويات وتعريض صلابة الجبهة للإمتحان. النقد الذاتيّ محرّم في هذا المجال. إن كان من "نقد ذاتيّ" مسموح به داخل 8 آذار فهو دائماً على شكل مزايدات من نوع "لماذا لا نقتحم السرايا؟" أو "لماذا لم نعلّق المشانق؟" أو "لماذا نسمح لطلاب 14 آذار بالتعليم العالي"؟

صحيح أن الإنتخابات، أي انتخابات، تكسب أيضاً بالحملات الدعائية المتبارزة. لكن شرط ديموقراطية العملية الإنتخابية أن تختلف عمليات التأثير على الرأي العام خلالها عن الأشكال التي تمارس "الحرب النفسية" من خلالها. ليس من الديموقراطية عدم الإعتراف بالنتائج، وليس من الديموقراطية أيضاً عدم الإعتراف بالأبعاد السياسية للنتائج حتى لو كانت تعني كلية جامعية أو نقابة مهنيّة. وليس من الديموقراطية كذلك الأمر الحديث عن "مال سياسيّ" و"مال انتخابيّ" على مدار الساعة، في الوقت نفسه الذي يجري التباهي بصرف أنواع أخرى من المال. لكن يبدو أن ثمة من ينظر إلى تجربة "تلفزيون لبنان" في إنتخابات 2000 على أنها التجربة المثلى وأن 8 آذار قادرة اليوم على تكرار هذه التجربة بحجم أكبر بكثير وبإندفاع لا يضاهى.

وكان هان الأمر لو انحصرت المشكلة بنموذج "الحرب النفسية" المتبع لدى 8 آذار. الطامة الكبرى لدى 8 آذار بمجموعها، وليس فقط الطرف الأصولي الأكبر فيها، قد طوّرت نظرة لاهوتية إلى الفارق بين حظّها السعيد دوماً وحظ 14 آذار المفترض أنه تعيس على الدوام. ففي عرف 8 آذار أن الفريق الآخر هو صاحب المراهنات الخاسرة دوماً، وأنّ كل حدث يحصل في العالم إنما يعني نكسة أو نكبة لهذا الفريق. فإن نشبت حرب في القوقاز تجري المسارعة إلى توعّد هذا الفريق بمصير رفاقه في جورجيا، وإن انهارت أسواق المال يجري توعّد هذا الفريق بديكتاتورية البروليتاريا نسخة 7 أيّار، وإن فاز باراك أوباما في الإنتخابات الأميركيّة تتوجّه ماكنة 8 آذار بالسؤال المندهش لأخصامها السياسيين: أما انهارت أعصابكم بعد؟ العالم كلّه صار بين أيدينا وأنتم ما زلتم تراهنون؟

بخلاف 8 آذار، لا يمكن أن تنتهج 14 آذار السياسة الدعائية نفسها. في انتخابات المتن الفرعية في آب 2007 كان عليها الإعتراف بالنتائج رغم ضآلة الفارق ورغم التبدّل الواضح للأمزجة كما دلّت الأرقام. وحتى انتخابات نقابة محامي الشمال لم تتردّد 14 آذار في النظر إليه كدرس لا بدّ من العمل على تشرّبه والتعلّم منه. وجاءت الإنتصارات الإنتخابية النقابية أو الجامعية لتؤكّد أن النقد الذاتي يمكن أن يعطي دفعاً طالما أنّه حريص على المزيد من التوحيد السياسي للفريق الإستقلالي، ومزيد من الفاعلية السياسية بنتيجة هذا التوحيد.

بيد أن المكابرة صنفان. الصنف الأوّل ينفع في الإنتخابات الجامعية أو النقابية: انكار 8 آذار للتبعات السياسية للنتائج عندما تجيء مخيّبة لها. مثل هذا الصنف لا ينفع في الإنتخابات النيابية، مثلما لا ينفع سيناريو 2005، يوم ساند فرقاء من 8 آذار القوى الإستقلالية في بعض الدوائر واعتبروا أنفسهم بعد ذلك شركاء في أكثريتها يستطيعون أن ينكروها ساعة يشاءون.

لأجل ذلك فإن الخشية الكبرى من الصنف الثاني للمكابرة: الإطاحة بنتائج العملية الإنتخابية وليس فقط بالفحوى السياسية لهذه النتائج. هنا لن يواجه المرشّحون المنافسون بأنّهم ليسوا "أخصاماً" بل "مستقلّين"، إنما سيواجهون كما في كل مرة بوابل من التخوين، ودائماً بحسب الخبث إياه الذي يوزّع الأدوار على الماكنة: لهذا دائرة التخوين، ولذاك دائرة ترويج التخوين على قاعدة أن ناقل الكفر ليس بكافر.

 

أمين الجميل لـ "الصياد": لبنان لم يخرج من دائرة الخطر ورقة عون للاستراتيجية الدفاعية تطرح "لامركزية أمنيّة"

حين عيّنت العماد عون رئيسا للحكومة الانتقالية كانت الاحتمالات محدودة جدا

الكتائب حزب الشهداء وليس حزب العائلة

حوار ­ منير نجار- الصياد

الأربعاء 19 نوفمبر/صحافة عربية

دافع الرئيس اللبنانى الأسبق أمين الجميّل في حوار مع مجلّة "الصيّاد" الأسبوعيَّة ينشر يوم غد الخميس عن زيارة وزير الداخلية زياد بارود الى دمشق، مؤكدا ان المصلحة الوطنية تقتضي ان نعطي هذه الزيارة كل الدعم وكل الزخم لان الفرصة متاحة من اجل فتح صفحة جديدة في العلاقات بين لبنان وسوريا وهذا من مصلحة البلدين، سيما وان الزيارة تمت بتكليف من مجلس الوزراء مجتمعا وهي تأتي بعد زيارة الرئيس سليمان لسوريا. وعن مشروع "الاستراتيجية" الدفاعية عن لبنان التي رفعها العماد عون الى طاولة الحوار، قال الرئيس الجميّل إن العماد عون يطرح الامر وكأنه يريد ان يوزع السلاح جزافا على كل المواطنين شرقا وغربا، في حين ان مصلحة البلد في الوقت الحاضر جمع السلاح من الجميع وحصره بالاجهزة الشرعية.

ورأى الرئيس الجميّل ان جلسات الحوار الوطني في هذه المرحلة بالذات هي نوع من جلسات تمهيدية، جلسات "تزييت الماكينة"... جلسات حلحلة الامزجة والعصبيات والتعجيزات... وطبعا ليست جلسات تقريرية. واعتبر الجميّل انه من المبكر ان تتوضح الصورة نهائيا بما يتعلق بالانتخابات وباللوائح الانتخابية، وشدد على ان الاولوية للوائح "ثورة الارز" على الاراضي اللبنانية كافة.

واكد الرئيس الجميّل انه لم يندم في حياته على اي شيء اقدم عليه: "إني فخور بكل ما اقدمت عليه. وفي عهدي لم أحقق الا ما كان في نظري في تلك الحقبة، يخدم مصلحة البلد ويحفظ الكيان".

وحول قول البعض ان حزب الكتائب هو حزب العائلة، رد الرئيس الجميّل بالقول: "ويمكن ان يقال حزب الشهداء ونخبة هؤلاء الشهداء من آل الجميّل". ولفت الرئيس الجميّل الى ان الدعم الاميركي والفرنسي والدولي والعربي للبنان في السنوات الاخيرة كان نوعا من "معجزة" حملت انجازات شكلت نقلة نوعية في السياسة اللبنانية. لكنه اعتبر ان لبنان لم يخرج بعد من "دائرة الخطر" لان هناك بعض القضايا المصيرية والوجودية لم تزل قائمة كمثل دولة في قلب الدولة.

وفي ما يلي، نصّ الحوار:

*فخامة الرئيس، قيل الكثير عن زيارة وزير الداخلية زياد بارود الى دمشق، ماذا تتوقع من نتائج لهذه الزيارة، وهل هناك نية لابطال نتائجها كما نسمع من بعض قيادات قوى 14 آذار؟

­ المصلحة الوطنية تقتضي ان نعطي لهذه الزيارة كل الدعم، وكل الزخم لان هذه فرصة من اجل فتح صفحة جديدة في العلاقات بين لبنان وسوريا وهذا من مصلحة البلدين، على ان تكون هذه العلاقة، علاقة ندية وان تحترم سيادة كل دولة لا سيما خصوصية نظام كل دولة.

هذه الزيارة تمت بتكليف من مجلس الوزراء مجتمعا وتم التوافق عليها باجماع اعضاء مجلس الوزراء، فلا افهم لماذا هذا التشكيك طالما ان الكل توافق على مبدأ الزيارة.

ثم من الواضح ان كل خطوة تطبيقية لاعمال الوفد الحكومي والامني اللبناني الى دمشق اقترن كذلك بموافقة مجلس الوزراء بعد التداول في العمق حول كل تفاصيل هذه الزيارة.

 مطلوب قراءة جديدة للعلاقة مع سوريا

انطلاقا من هذا الواقع، اعتبر انه آن الاوان لقراءة جديدة لنوعية العلاقة التي يقتضي ان تتوفر بين لبنان وسوريا. نريد ان نبتدئ من مكان ما بعد زيارة الرئيس ميشال سليمان، فالزيارة التي قام بها الوزير بارود مع الوفد المرافق هي استكمال لزيارة رئيس الجمهورية، ولا بد من ان تضع زيارة رئيس الجمهورية العلاقات اللبنانية ­ السورية على سكة ايجابية وسليمة.

لا يمنع ان تبقى الامور الاخرى عالقة كالتحقيق الدولي ونتائجه التي لا بد ان تظهر في الاشهر المقبلة.كما ان هناك مجموعة من الملفات التي لم تزل عالقة كملف المفقودين اللبنانيين الذي من المحتمل ان يكون بعضهم في السجون السورية. كما موضوع ترسيم الحدود، وبت السيادة على مزارع شبعا على ضوء القوانين الدولية التي تستلزم اوراقا ثبوتية رسمية من قبل سوريا لكي يكون اعترافها بالسيادة اللبنانية على تلك المزارع اعترافا عمليا ورسميا وان يتم هذا الامر حسب الاصول الديبلوماسية المعمول بها في الامم المتحدة.

نعتبر هذه الزيارة خطوة اولى ولربما تفتح الباب لمعالجة المواضيع الاخرى التي ذكرت.

 *يفهم من كلامك انكم تؤيدون قيام وزراء في الحكومة اللبنانية بزيارة دمشق في اطار تصحيح العلاقات التي تطالبون بها منذ زمن بعيد؟

-حتما...

 معالجة موضوع السجناء في سوريا يعيد الثقة بين البلدين

 *يجري التحضير لزيارة وزير الدفاع الياس المر الى دمشق كما تشير وسائل الاعلام، كما يجري الحديث عن زيارة لفريق أمني لبناني مكلف بملف المفقودين في السجون السورية، فهل تتوقعون الافراج عن سجناء في القريب العاجل؟

­ معالجة وتوضيح هذا الملف من شأنه ان يعيد الثقة بين البلدين وبين الشعبين. ان قضية المفقودين هي قضية حساسة جدا وذات بعد انساني وبعد سياسي وبعد قانوني وبالتالي فان بت هذه المسألة ضروري اذا اردنا اعادة المياه الى مجراها الطبيعي بين البلدين وبين الشعبين.

 *الى اي مدى تربطون بين تبادل السفراء وتطوير وتصحيح العلاقات بين لبنان وسوريا، وهل تؤيدون فتح الملفات قبل تبادل السفارات؟

­ فتح السفارات وتبادل السفراء بمثابة قضية شكلية وهي من الامور العالقة بين البلدين ولا شيء يمنع ان نبدأ بمعالجة كل الامور بمحاذاة بعضها البعض، واي انجاز على صعيد معين يساعد في معالجة ملفات اخرى.

 دور طاولة الحوار الوطني

 *كيف تقيّمون اعمال طاولة الحوار الوطني برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان؟

­ جلسات الحوار الوطني في هذه المرحلة بالذات هي نوع من جلسات تمهيدية، جلسات "تزييت الماكينة" جلسات حلحلة الامزجة والعصبيات والتعجيزات، وهذا ما كان منتظرا، اي ان تكون جلسات الحوار الاولى جلسات تمهيدية وليس جلسات تقريرية وجلسات حاسمة.

من المبكر ان نتكلم عن انجازات في الايام والاسابيع القادمة، فلا بد من تحضير الاجواء وتوفير الحد الادنى من الثقة بين الاطراف قبل المباشرة بدرس لب المشكلات المطروحة.

 "استراتيجية" عون

 *فخامة الرئيس، هل عندكم تعليق على مضمون مشروع الاستراتيجية الدفاعية الذي قدمه العماد ميشال عون على طاولة الحوار في الجلسة الماضية؟

لا اريد الان ان ادخل في تفاصيل هذه الورقة التي هي ورقة مختصرة جدا.

بصورة عامة، نعتبر انه من مصلحة البلد في الوقت الحاضر جمع السلاح من الجميع وحصره بالاجهزة الرسمية الشرعية، بينما العماد عون يطرح الامر وكأنه يريد ان يوزع السلاح جزافا على كل المواطنين من الشرق الى الغرب ومن الساحل الى الجرد، وهذا شيء مستهجن بنظري.

اما الامر الآخر فهو ما ورد في الورقة "استراتيجية عون" عن لا مركزية امنية في التنفيذ. في الواقع لم افهم ما معنى هذه اللامركزية لانه حتى في الدول الفيديرالية والكونفيديرالية تبقى الامور الديبلوماسية والامنية والدفاعية من صلاحيات السلطة المركزية.. يبقى ان يوضح العماد عون مفهومه لهذه اللامركزية الامنية.

 جوانب جلسات الحوار

 *قبل بدء جلسات الحوار الوطني كان البعض يطالب بتوسيع هذه الطاولة، وبالامس القريب سمعنا الرئيس عمر كرامي يطالب بتأجيل الحوار الى ما بعد الانتخابات النيابية، ماذا تقولون في ذلك؟

كل هذه الملاحظات منطقية ولكل انسان رأيه في اطار اجراء هذا الحوار أكان لجهة توسيع طاولة الحوار او لجهة التأجيل.. كلها افكار مطروحة.

في نظري لا موضوع التأجيل يخدم مصلحة البلد لانه لمجرد اللقاء حول طاولة الحوار يخلق الحد الادنى من التواصل والحوار تمهيدا لخلق الثقة.. وابقاء الطاولة على شكلها الراهن يوفر علينا نقاشات جانبية من شأنها ان تؤجل او تعرقل او لربما تنسف طاولة الحوار، لان اصعب ما في الامر هو التفاهم على اسماء اضافية او غير ذلك، لان ذلك يفتح النقاش على مصراعيه.. من يمثل او من لا يمثل وندخل في جدل حول الاحجام والاوزان وهذا ليس وقته الان بنظري.

*ما هي المعلومات التي تكونت لديكم حول جريمة اغتيال نجلكم الوزير بيار الجميّل والنائب انطوان غانم.. وهل صحيح ان هناك معطيات في حوزتكم لكنكم تنتظرون المحكمة الدولية.. ولقد قيل ان البندقية التي استعملت في اغتيال الوزير بيار وجدت مع موقوفي الشبكة الارهابية التي تم اعتقالها من الاجهزة الامنية في الشمال؟

­ لم يرد انه عثر على البندقية التي تم استخدامها في اغتيال بيار، والكلام الذي وردنا يقول هناك احتمال، ويبقى ان تستكمل لجنة التحقيق التحاليل المخبرية.. ويبدو ان النيابة العامة ارسلت "المعدات" المصادرة الى بلجيكا حيث تتوفر الخبرات المخبرية المتقدمة والمتطورة التي يمكن ان تفيد التحقيق، انما حتى الان ليس عندنا اية معلومات اضافية اكثر من ذلك.

في الماضي ظن التحقيق انه تم اكتشاف السيارة التي استعملت من قبل المجرمين لتنفيذ جريمتهم، ولكن تبين في ما بعد ان لا علاقة لتلك السيارة بالجريمة.. ولا شيء يضمن ان الكلام عن موضوع البندقية هو حقيقة ومن شأنه ان يفيد التحقيق بشكل جدي وجذري..

 *الاجهزة الامنية اللبنانية القت في الاسابيع الماضية القبض على اكثر من شبكة ارهابية في مناطق لبنانية، وقيل ان ذلك جاء نتيجة التنسيق الامني بين لبنان وسوريا؟

ليس عندي معلومات حول هذا الموضوع الا ما ورد في الصحف.

 الانتخابات النيابية المقبلة

 *بالنسبة للانتخابات النيابية، هل قوى 14 آذار بدأت تعد العدة لخوضها بلوائح مشتركة في كل الدوائر الانتخابية؟

نأمل ان نتمكن في ما بيننا من ان نتوافق على لوائح مشتركة على كل الاراضي اللبنانية، واننا نعمل جاهدين في هذا الاتجاه. يبقى ان ننتظر الاسابيع القادمة، ولربما الى آخر السنة الحالية، حتى تتبلور المعطيات اكثر.

 *هل صحيح ان المتن الشمالي سيشهد "ام المعارك" الانتخابية سيما واننا نسمع الكثير عن تحالفات كالتحالف بين الكتائب وميشال المر او التحالف بين الكتائب وميشال عون، مع حفظ الالقاب؟

موسم الانتخابات هو موسم "الاشاعات" ومن المبكر ان تتوضح الصورة نهائيا في ما يتعلق بالانتخابات واللوائح، مع العلم ان التفضيل عندنا والاولوية هما للوائح تحالف ثورة الارز على كافة الاراضي اللبنانية، هذا هو التفضيل.

 العماد عون رئيسا للحكومة

 *فخامة الرئيس، برأيك هل آن الاوان لتكشف حقيقة الليلة الاخيرة من عهدك يوم كلفتم العماد عون رئيسا للحكومة الانتقالية؟ وهل صحيح انكم تلقيتم رسالة في 22 ايلول 1988 تقول "بوضع اليد" على قصر بعبدا ما لم يتم تعيين العماد عون؟

­كله من خيال الناس.. الان لسنا في معرض العودة الى التاريخ، فلننظر الى المستقبل وبعد ذلك عندما تستقر الامور يكون عندنا متسع من الوقت لسرد التاريخ والعودة الى هذه المحطات.

 *بعد التطورات السياسية التي تشهدها البلاد يتساءل الناس هل الرئيس الجميّل نادم على توقيعه مرسوم تعيين العماد عون رئيسا للحكومة الانتقالية؟

­لم اندم في حياتي على اي شيء اقدمت عليه لانه للحكم على الموقف يقتضي ان تعود الى تلك الحقبة مع كل تعقيداتها وظروفها، وعندها يتبين ان الاحتمالات كانت محدودة جدا... ولذلك، بعد مرة، لا اريد ان اغوص في هذا الموضوع.. انني فخور بكل ما اقدمت عليه.

لا اعتقد بأن احدا حافظ على مصلحة البلد وعلى الكيان وعلى النظام بقدر ما حققت في تلك الحقبة، ولذلك لا اريد ان افتح الان هذه الصفحة واكتفي بالقول انني لم احقق الا ما كان في نظري، في تلك الحقبة، يخدم مصلحة البلد ويحفظ الكيان.

 كتاب كشف الحقائق

 *هل في نية الرئيس الجميّل التحضير لوضع كتاب يكشف فيه حقائق مطوية لا سيما في سنوات عهده؟

­كل شيء ممكن.. كل شيء ممكن.

 *هل "الماكينة" الانتخابية التي كنا نعرفها في السابق وتشرف على الانتخابات "زيتت" وباتت متأهبة للاشراف على الانتخابات المقبلة؟

لم "تزيت" انما "مكننت" والان الكتائب تواكب الحداثة، طورنا "الماكينة الانتخابية" حيث اصبحت جاهزة لمواجهة الاستحقاق الانتخابي بقدر كبير جدا من الجهوزية استنادا الى التكنولوجيا الحديثة في مضمار الانتخابات.

 *بعض الجهات تقول ان حزب الكتائب هو حزب العائلة اولا.

-الرئيس الجميّل مقاطعا: ويمكن ان يقال ايضا حزب الشهداء، ونخبة هؤلاء الشهداء هم من آل الجميّل.

 تحرك الرئيس سليمان

 *كيف تقيّم تحرك رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وزياراته الى الخارج التي اعادت لبنان الى الخريطة الاقليمية والدولية؟

من باب الصدف انه منذ تولي الرئيس مسؤولياته حصلت مجموعة من المؤتمرات، ومعروف ان شهر ايلول وشهر تشرين موسم المؤتمرات الدولية، من الامم المتحدة الى الفرنكوفونية الى المتوسطية وغيرها وغيرها من المؤتمرات، واخيرا مؤتمر حوار الاديان في نيويورك، انه موسم المؤتمرات واللقاءات الدولية وكان من الضروري ان يكون لبنان حاضرا في هذه المناسبات المهمة جدا.

كما انه كان من الطبيعي ان يزور الرئيس سليمان بعض العواصم العربية والدولية التي دعمت لبنان وساهمت في حل مشكلة الانتخاب الرئاسي، وكذلك للتشاور مع بعض القيادات المعنية بالشأن اللبناني حول المستقبل.

انني اعتبر ان هذه الزيارات كانت طبيعية وضرورية خاصة ان هذا لم يمنع الرئيس من الاهتمام بالشأن الداخلي ولم تصرفه الزيارات الى الخارج عن الهم الوطني، والدليل على ذلك انه يوم مغادرته الى نيويورك التقيت به كما التقى به العديد من المسؤولين، مما يدل أنه، وحتى آخر لحظة قبل سفره، كان الرئيس يعالج بعض القضايا الداخلية، وفور عودته كذلك الامر، كانت له سلسلة اجتماعات فورية في مكتبه في قصر بعبدا.

كل هذه الحركة، أكانت الدبلوماسية او السياسية او الادارية او الى الخارج، متكاملة وضرورية في هذه المرحلة بالذات.

 الارتياح لاعمال الاجهزة الامنية

 *فخامة الرئيس، هل انتم مرتاحون لعمل الاجهزة الامنية التي نشطت في الاسابيع القليلة الماضية فتم القاء القبض على شبكات ارهابية نفذت او كانت تعد لاعمال تخل بالامن العام في البلاد؟

ما من شك ان الاجهزة الامنية استعادت جزءا من فعاليتها وجهوزيتها، ونأمل ان يتطور ذلك من اجل المزيد من الانجازات، ولبنان في امس الحاجة الى ذلك.

 *البعض يقول ان ادارة الرئيس بوش كانت تدعم لبنان بالقول اكثر من الفعل، اذا كان هذا صحيحا هل تتوقع دعما اكبر من الادارة الجديدة في عهد الرئيس الجديد اوباما؟­

من الظلم الاعتبار ان الديبلوماسية الدولية كانت تدعم لبنان نظريا او رمزيا، فهل بعمل الروح القدس تم التصويت على القرار 1559 وخروج الجيش السوري من لبنان واقرار المحكمة الدولية وانتشار الجيش اللبناني في الجنوب، وكلها امور لم نكن نحلم بها قبل ان تصبح واقعا ملموسا.

الدعم الاميركي والفرنسي والدولي والعربي للبنان، في السنوات الاخيرة، كان نوعا من معجزة تحققت والانجازات التي نتجت عنها كانت انجازات شكلت نقلة نوعية في السياسة اللبنانية ولولا هذه الانجازات على الصعيد الديبلوماسي والدولي، لكان لبنان لم يزل يرزح تحت مجموعة من المعوقات.

والفضل في ذلك يعود لاصدقاء لبنان كما بالطبع الفضل لانتفاضة الشعب اللبناني التي تجسدت بشكل رائع في 14 آذار 2005. كل ذلك جعلنا نتفاءل اكثر بمستقبل لبنان ونأمل لو ان هذه الانجازات تستكمل بمزيد من الدعم للبنان، اكان على الصعيد السياسي ام على الصعيد الاقتصادي، وعلينا ان لا ننسى "باريس واحد" و "باريس 2" و "باريس 3" ونأمل بأن تستكمل المبادرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والانمائية من اجل تمكين لبنان من تجاوز منطقة الخطر على الكيان وعلى النظام وعلى مستقبله.

 الخروج من دائرة الخطر

 *هل افهم من كلامكم فخامة الرئيس ان لبنان بدأ يخرج من دائرة الخطر؟

­لبنان لم يخرج بعد من دائرة الخطر لان هناك بعض القضايا المصيرية والوجودية لم تزل قائمة كمثل دولة في قلب الدولة والسلاح غير الشرعي المنتشر بايدي مجموعة من الفئات أكانت لبنانية او غير لبنانية انما خارجة عن القانون وعن الشرعية اللبنانية وقد اسست لنفسها سيادة ذاتية على حساب السيادة اللبنانية وسلطة ذاتية على حساب السلطة اللبنانية وحتى بنية تحتية ذاتية على حساب البنية التحتية الشرعية. ولذلك، المصاعب لم تزل كبيرة، لذلك تطرقت الى ضرورة ان تستكمل المبادرات الدولية من سياسية وديبلوماسية لمعالجة ما تبقى من مشكلات على الساحة اللبنانية التي هي بأهمية الامور التي تحققت في المرحلة السابقة.

 

رئيس بلدية الطيبة: نشكر للسعودية اعمار ما هدمه العدو في تموز 2006

التعويض الباقي حق للاهالي وهو من مسؤولية الحكومة اللبنانية حصرا

وطنية - النبطية - 19/11/2008 (متفرقات) قال رئيس بلدية الطيبة - مرجعيون عباس علي دياب في مؤتمر صحافي عقده في مقر البلدية لعرض ملف التعويضات والاضرار التي لحقت بالبلدة جراء حرب تموز 2006، "كنا نتمنى ان يكون مؤتمرنا الصحافي هذا للاعلان عن استكمال اعمار ما هدمه العدو الصهيوني خلال حرب تموز 2006 في بلدة الطيبة، وان يكون هذا المؤتمر لشكر الدولة المانحة وهو المملكة العربية السعودية التي تبنت اعمار 163 وحدة سكنية مدمرة بشكل كامل فضلا عن 30 وحدة سكنية مهدمة جزئيا وترميم 124 وحدة سكنية، وقد استبشر الاهالي حينها خيرا لأنهم يعرفون المملكة عند التزامها".

أضاف: "لقد وضعت المساعدات بعهدة الحكومة اللبنانية وجرت الكشوفات وفق الآلية التي حددتها الحكومة، وقد جرى بالفعل صرف الدفعة الاولى من التعويضات منذ حوالى السنتين على مستحقيها من الاهالي الذين باشروا فورا بعملية الاعمار متوقعين ان يتم صرف الدفعة الثانية وفق الآلية ذاتها، خصوصا بعدما قامت شركة "خطيب وعلمي" بالاجراءات التقنية المعهودة للتثبت من اعادة الاعمار وأنجزت الكشوفات المطلوبة وحولتها الى "الهيئة العليا للاغاثة" التي راجعناها مرارا وتكرارا من دون جدوى وفي ظل الاقاويل الكثيرة والاشاعات تارة عن نفاذ الاموال وتارة بأن الاموال المقررة لإعمار بلدتنا حولت وجهة صرفها الى اماكن اخرى".

وتابع : "بناء على ما تقدم، نؤكد انه في الوقت الذي نشكر الدولة المتبنية فإننا نشدد على ان تكون على بينة من ان مساهمتها في اعادة الاعمار لم تستكمل بعد ولم تصل الى مستحقيها، ونحن نرى وتيرة الاعمار الجيدة في عدد من القرى الجنوبية التي تبنتها دول عربية واسلامية شقيقة, فإن بلدتنا تعاني من حجز اموالها لدى الحكومة اللبنانية، وهنا نسأل اذا ما كان مشروع التبني من قبل المملكة العربية السعودية لا يزال قائما، ونعتبر ان التعويض الباقي والذي هو حق الاهالي هو من مسؤولية الحكومة اللبنانية حصرا". وختم :" نكتفي بإطلاق هذه الصرخة الآن لعلها تصل الى آذان المسؤولين من اجل معالجة هذا الملف، الا اننا سنضطر لاحقا الى القيام بخطوات تصعيدية اخرى نتمنى الا نصل اليها حفاظا على حقوق الاهالي".

 

بيار الضاهر يشكو احتلال مناصري "القوات " لمباني "أل.بي.سي"     

وجه رئيس مجلس الادارة المدير العام لشركة "أل.بي.سي.آي"وباك لمتد"  بيار الضاهر كتابا مفتوحا الى كل من وزير العدل ابراهيم نجار ووزير الداخلية والبلديات المحامي زياد بارود ووزير الاعلام طارق متري عارضا لهم "التجاوزات التي ترتكبها القوات اللبنانية في حق الشركة بواسطة بعض المستخدمين السابقين فيها، وطالبا منهم التدخل فورا لوضع حد لهذه التجاوزات والممارسات، بعد فشل المراجعات والدعاوى القضائية في ذلك، تلافيا من ان يؤدي ذلك الى عواقب قد لا تحمد عقباها". وتنشر "المركزية" في ما يلي نص الكتاب:

الموضوع:

الاحتلال والتعدي المستمرّين لمباني الشركة من قبل المسؤول السابق عن جهاز الحماية السيد شربل أبي عقل وبعض مناصري القوات اللبنانية الآخرين.

تحية وبعد، بالإشارة الى الموضوع أعلاه، أعرض على معاليكم ما يلي:

تداولت وسائل الاعلام في خلال اليومين السابقين كما تعلمون، ما صدر من بيانات عن "القوات اللبنانية" وشركة LBCI إنطلاقاً ممّا نسبته الاولى للشركة من "سياسة تعتيم وإبعاد بحقها". وقد أصدرتُ بتاريخ 12-11-2008 بياناً تضمّن رداً مقتضباً على القوات اللبنانية، إضافةً الى عرض لما ترتكبه هذه الاخيرة من ممارسات ميليشياوية في حق الشركة بواسطة بعض المستخدمين السابقين في الشركة، ووضعت هذه الممارسات بين أيدي المراجع المختصة ومنها معاليكم إضافة الى معالي وزيري الاعلام والداخلية.

وسوف أوجز مجدداً أدناه، تفاصيل التجاوزات التي ترتكبها القوات اللبنانية في حق الشركة:

1- إن شركة "باك ليمتد - فرع لبنان" هي فرع لشركة "باك ليمتد " المسجلة في جزر الكايمان بتاريخ 24-6-1997، موضوعها تملّك وإعداد وإنتاج وبيع وتوزيع البرامج التلفزيونية وأفلام السينما والفيديو وجميع النشاطات التابعة لها كما هو ثابت من العلم والخبر الصادر عن وزارة الإقتصاد والتجارة بتاريخ 25-2-1999 تحت الرقم 2056/99 والمرفقة نسخته ربطاً.

2- تملك الشركة عدداً من العقارات في منطقة أدما - كسروان بموجب ترخيص صادر عن مجلس الوزراء، حيث يقع مركزها الرئيسي ويُعرف بمبنى "باك ليمتد"، ويتألف من مجمّع إعلامي كبير يضم الى جانب إدارة الشركة عدداً من المكاتب والاستديوهات بينها استديوهات " الفضائية اللبنانية"  حيث يتم تسجيل وانتاج العديد من البرامج، إضافةً الى مبنى وإستديوهات برنامج " الواقع" . ويعمل في المجمّع المذكور أكثر من 300 مستخدم من إعلاميين وتقنيين وفنيين...

3- نظراً الى ما تعرّضت له الشركة أعلاه والموظفون فيها، من إعتداءات وتهديدات ومحاولات إغتيال منذ حوالي الثلاث سنوات، أنشأت الشركة جهازاً خاصاً لحمايتها وحماية أموالها والمدراء والأشخاص العاملين فيها يضمّ عدداً من العناصر وعلى رأسهم مسؤول عن الجهاز المذكور يُدعى السيد شربل طنوس أبي عقل وهو مسؤول في القوات اللبنانية عن منطقة جبيل، بدأ العمل في الشركة بتاريخ 1-7-2004.

4- في سياق تأديته لمهمته المذكورة أعلاه، وتحديداً إبتداءً من النصف الثاني لسنة 2007 ، ظهرت في آداء السيد أبي عقل من خلال الإجراءات والتدابير الأمنية التي كان يتخذّها في جهاز الحماية التابع للشركة، أمور عدة أوحت بشكلٍ لا يرقى اليه أي شك أنه بات غير قادر على القيام بمهمته المذكورة بتجرّد وحيادية ومن دون ميل، بعيداً عن التأثيرات الخارجية والإنقسامات السياسية والحزبية التي تسعى الشركة الى تجنبّها.

5- أمام هذا الواقع، وبعدما ثبت أن السيد أبي عقل لم يعد قادراً على تحمّل المسؤوليات الأمنية الموكلة اليه بتجرّدٍ وإخلاص تأمين لإدارة الشركة، وبعد أن بات عمله في هذه الأخيرة مفتقداً لأحد أهم أركانه الأساسية المكرّسة قانوناً وهو عنصر التبعية الكاملة للشركة بصفتها رب عمله، قرّرت إدارة الشركة وضع حدٍّ لعمل السيد شربل أبي عقل وفسخ عقد عمله وإنهاء خدماته لديها إعتباراً من 1-1-2008، وأبلغتهُ أنا شخصياً القرار المذكور بتاريخ 27-12-2007، من دون أن يبدي أي تجاوب أو يرضخ لقرار الشركة.

6- بعد توجيه الشركة العديد من الإنذارات والكتب الخطية للسيد أبي عقل، آخرها أُبلغ منه بتاريخ 11-1-2008 بواسطة الكاتب العدل،

رفض السيد أبي عقل ترك مركز عمله السابق في الشركة، بحيث ما زال لغاية تاريخه موجوداً بالقوة داخله ويحضر يومياً ويعطي "تعليماته وأوامره" الى جهاز الحماية خلافاً لإرادة الشركة ورغماً عن مشيئتها.

أمام هذا الواقع، وإنطلاقاً من حقها المكرّس قانوناً بالدفاع عن حقوقها ومصالحها، تقدمت الشركة بشكاوى ومراجعات عدة أمام القضاء المختص في حق السيد أبي عقل، منها شكوى جزائية أمام النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان بتاريخ 23-1-2008، أحيلت بتاريخ 7-3-2008 على القاضي المنفرد الجزائي في جونيه، إضافة الى طلب أمر على عريضة قُدّم بتاريخ 13-2-2008 أمام قاضي الامور المستعجلة في جونيه.

وسوف أوجز أدناه المراحل التي وصلت اليها كل من الدعويين، إضافة الى الواقع الشاذ داخل الشركة:

أولا ً : الشكوى الجزائية أمام النيابة العامة الإستئنافية في جبل لبنان والمحالة على القاضي المنفرد الجزائي في جونية:

1- بتاريخ 23-1-2008 تقدمت الشركة بشكوى أمام النيابة العامة الإستئنافية في جبل لبنان سجلت تحت الرقم 2100/ش، إتخذت بموجبها صفة الإدعاء الشخصي في حق السيد شربل أبي عقل في الجرائم التالية:

- "الدخول والمكوث في أماكن تخص الغير" (572/عقوبات)

- "إستعمال أشياء الغير من دون حق" (651/عقوبات)

- "الإستيلاء على عقار" (738/عقوبات)

طالبةً إلزامه بإخلاء مركز عمله في الشركة فوراً وتوقيفه وإحالته أمام القضاء المختص للمحاكمة.

2- بتاريخ 23-1-2008 أحيلت الشكوى أعلاه من النيابة العامة الإستئنافية في جبل لبنان على مفرزة جونيه القضائية للتحقيق وإجراء المقتضى وبوشرت التحقيقات فيها بموجب المحضر الرقم 171/302 تاريخ 24-1-2008.

3- بعد دعوة السيد أبي عقل أصولاً لأكثر من مرة للحضور الى المفرزة القضائية في جونيه للتحقيق معه لم يحضر، ممّا إستدعى تسطير مذكرة بحث وتحرٍ في حقه بتاريخ 30-1-2008 بناءً لإشارة النائب العام الإستئنافي في جبل لبنان لمدة عشرة أيام وبالإستمرار في ملاحقته لحين توقيفه أينما وجد.

4- بعدها، إستمرّ عناصر الشرطة القضائية في جونيه بالبحث والتحري عن المدعى عليه أبي عقل وبالسؤال عنه في منزله في غزير وفي مركز الشركة المدعية "باك ليمتد" من دون جدوى، بحيث أُبلغوا في كل مرة من قبل عناصر الحماية في الشركة، نتيجةً الإكراه الممارس في حقهم من قبل السيد أبي عقل، بأن هذا الأخير غير موجود رغم وجوده في مكتبه داخل الشركة!!!

5- بتاريخ 4-1-2008 ، تمّ إستجواب السيد أبي عقل والتحقيق معه في مفرزة جونيه القضائية بحيث أقرّ صراحةً بأنه "ينتمي الى القوات اللبنانية، وبأن بقاءه في الشركة مرتبط بمصير الشكوى الجزائية المقدمة من القوات في حق الشركة وآخرين أمام قاضي التحقيق في بيروت بتاريخ 12-11-2007 بموضوع ملكية الشركة"، بما حرفيته:

"(...)أنني منذ خمس سنوات أعمل بصفة مسؤول الحماية عن مؤسسة الـ بي.سي. LBC وأنه يوجد خلاف داخلي بين شركة الـ ال.بي.سي وأشخاص أتحفظ عن ذكر أسمائهم أي حزب القوات اللبنانية الذي أنتمي اليه حول ملكية المؤسسة المذكورة والشركة المدعية من ضمن الشركات المدعى عليها بدعوى عالقة حسب علمي امام قاضي التحقيق الاول في بيروت أما لجهة ما ورد بالشكوى بالجرم المنسوب اليّ الدخول والمكوث في أماكن تخص الغير فهذا عار عن الصحة وأنا أقوم بعملي كما بدأت به منذ خمس سنوات ولم أستعمل اي شيء يخص الغير من دون حق أو بصورة غير قانونية أمّا لجهة الاستيلاء على عقار فإنني استغرب هذا الادعاء كون مبنى المؤسسة المذكورة قائم على هذا العقار المقصود بالشكوى وأنا من ضمن الاشخاص الذين ينتظرون حكم القضاء ومستعد للرضوخ لما يصدر عن القضاء بهذا الشأن واضع نفسي بتصرف القضاء.(...)

أنا شخصياً حالياً أتابع عملي ولست على استعداد لمبارحة مبنى المؤسسة اللبنانية للإرسال والشركات التابعة لها إلا بعد إبلاغي أصولاً ...منتظراً صدور حكم قضائي بملكية المؤسسة لامتثل له أيضاً وذلك بين الاطراف المتخاصمين المتداعين".

6- الاّ أنه رغم إقرار المدعى عليه أبي عقل بإنتمائه للقوات اللبنانية ورفضه الواضح والصريح ترك مركز عمله السابق في الشركة من دون أدنى مبرر قانوني، أشار النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان بترك السيد أبي عقل بسند إقامة وبرفع بلاغ البحث والتحري عنه وختم التحقيق وإحالة الأوراق عليه من دون إلزامه بمغادرة مركز عمله فوراً وأخذ تعهّد منه بعدم التعرض أو الإقتراب من مركز الشركة، بالرغم من فداحة وخطورة ما إرتكبه ولم يزل من جرائم ومخالفات بحق الشركة التي باتت بمثابة الغير بالنسبة اليه ولم تعد تربطها به أي رابطة عمل أو إستخدام أو سواها،

بحيث عاد السيد أبي عقل الى مركز عمله السابق داخل الشركة وهو ما زال موجوداً فيه بالقوة لغاية تاريخه ويتابع "مهامه" عبر إعطاء التوجيهات والتعليمات لجهاز الحماية خلافاً لإرادة الشركة ورغماً عن مشيئتها، غير آبه بالملاحقة الجزائية التي حركتها الشركة بوجهه.

7- بتاريخ 7-2-2008 أعيد ملف الشكوى من مفرزة جونية القضائية الى النيابة العامة الإستئنافية في جبل لبنان وتأسس تحت الرقم 5051/2008، بحيث تقدّمنا بتاريخ 12-2-2008 بطلب توسّع بالتحقيق وإدعاء إضافي في حق السيد أبي عقل بجرم "إساءة الإئتمان" المشدّد نتيجة رفضه رغم إنذاره أصولاً، إعادة مبلغ /20،000/د.أ إضافة الى سيارة ومفتاح "passe-partout" لجميع مكاتب الشركة.

ولا يُخفى ما لحيازة السيد أبي عقل لمفتاح "passe-partout" لجميع مكاتب الشركة من خطورة على أمن وسلامة الشركة والمدراء والعاملين فيها، تبعاً لما يخوله ذلك للسيد أبي عقل من حرية في الدخول والتفتيش في جميع مكاتب الشركة وأوراقها ومستنداتها، وما يتيح له ذلك من إمكانية للقيام بما يشاء أو يريد ربما بهدف الإضرار بالشركة ومصالحها وبالمدراء والعاملين فيها.

8- بعد التوسع بالتحقيق مجدداً في مفرزة جونيه القضائية أعيد الملف الى النيابة العامة الإستئنافية في جبل لبنان، بحيث إدّعى النائب العام الإسئنافي في جبل لبنان بتاريخ 7-3-2008 بحق السيد أبي عقل بجرم "إساءة الإئتمان المشدّد" دون سائر الجرائم التي إرتكبها ولم يزل، لجهة "الدخول والمكوث عنوة في أماكن تخص الغير، وإستعمال أشياء الغير دون حق، والإستيلاء على عقار"، وأحيل الملف أمام القاضي المنفرد الجزائي في جونية للمحاكمة فقط بجرم "إساءة الإئتمان المشدّد" وتأسسّ تحت الرقم 2008/412 والجلسة المقبلة فيه مرجأة الى 27-11-2008.

وتاليا أصبح السيد أبي عقل بمنأى عن أية ملاحقة جزائية لجهة بقائه عنوةً داخل الشركة وإستيلائه على بعض مكاتبها وإستعماله أشياءها رغماً عن مشيئتها ومن دون وجه حق!!!

ثانياً : قرار قاضي الأمور المستعجلة في جونية تاريخ 19-2-2008 "بمنع السيد شربل أبي عقل من دخول حرم الشركة":

1- بموازاة الشكوى الجزائية المذكورة أعلاه، تقدّمنا بتاريخ 13-2-2008 بطلب أمر على عريضة أمام قاضي الأمور المستعجلة في جونية تأسس تحت 208/2008، طلبنا بموجبه إتخاذ القرار بإلزام السيد شربل أبي عقل بترك مركز عمله السابق ومنعه من الدخول الى الشركة لما يشكّله بقاؤه فيها من تعدٍّ واضح على حقوقها وخطر على سلامة المدراء والعاملين فيها.

2- بتاريخ 19-2-2008 أصدر قاضي الأمور المستعجلة في جونية قراراً تحت الرقم 23/2008 قضى بموجبه بما حرفيته:

"نظراً لطبيعة عمل المستدعى بوجهه في الشركة المستدعية ولقرار هذه الأخيرة القاضي بإنهاء عمله ولما يشكّله بقاؤه في الشركة من تعدٍّ على حقوقها،

نقرر:

1- منع دخول شربل أبي عقل حرم الشركة من دون موافقتها وإبلاغ من يلزم".

3- بتاريخ 19-2-2008 أحيل القرار لإبلاغ السيد أبي عقل في الشركة بواسطة فصيلة درك غزير ، كما عمّمت الشركة مذكرة داخلية مرفقة بنسخة عن القرار المذكور على جميع المستخدمين وعناصر جهاز الحماية لديها، دعتهم بموجبها "للتقيّد بالتعليمات والتوجيهات الصادرة عنها وحدها حصراً وعدم الرضوخ لأية أوامر أو تعليمات قد يوجّهها لهم السيد شربل طنوس أبي عقل، تحت طائلة الصرف من العمل والملاحقة القانونية أمام المراجع المختصة."

4- بعد توجّه عناصر الدرك في فصيلة غزير مرّات عدّة الى مركز الشركة والسؤال عن السيد أبي عقل لإبلاغه، أُفيدوا في كل مرّة من قبل عناصر جهاز الحماية في الشركة جرّاء الضغط والترهيب الممارس في حقهم من السيد أبي عقل، أن الأخير غير موجود، ممّا جعل إبلاغه في الشركة متعذراً.

5- في سياق ذلك، ورغم علمه بصدور القرار "بمنعه من دخول حرم الشركة" وبالملاحقة الجزائية الجارية بحقه، إستمر السيد أبي عقل بالدخول الى مركز الشركة غير آبه بما يشكّله فعله من جرائم إضافية.

6- ولعل النموذج الأبرز لمخالفة السيد أبي عقل للقرار الصادر عن قاضي الأمور المستعجلة، دخوله بتاريخ 21-2-2008 الى الشركة بعدما سمح له بذلك أحد عناصر جهاز الحماية في خلال فترة تسلّمّه مسؤولية المجموعة المناوبة على الحراسة ويُدعى السيد جان بطرس سعد، الذي رفض بدوره الإلتزام بقرار الشركة وتعليماتها وأوامرها، رغم إعلامه بالقرار الصادر عن قاضي الأمور المستعجلة في جونية.

7- بتاريخ 3-3-2008 قرّرت الشركة صرف السيد جان بطرس سعد من العمل نتيجة مخالفته تعليماتها والقرار الصادر عن قاضي الأمور المستعجلة في جونية، وأبلغته قانوناً هذا الصرف بتاريخ 4-3-2008 بموجب كتاب أرسل له بواسطة الكاتب العدل بعدما أبلغت وزارة العمل بذلك قانوناً بتاريخ 22-2-2008.

إلاّ أن السيد جان سعد رفض ترك مركز عمله بحيث ما زال موجوداً بالقوة لغاية تاريخه داخل الشركة، أسوةً بالمسوؤل عنه السيد شربل أبي عقل.

8- بتاريخ 6-3-2008، وبعد تعذّر إبلاغ السيد شربل أبي عقل القرار الصادر بتاريخ 19-2-2008 عن قاضي الأمور المستعجلة في جونية، أصدر الأخير بناءً على طلبنا قراراً بما يلي:

"1- تنفيذ القرار الصادر عن هذه المحكمة بتاريخ 19-2-2008 وفقاً لمضمونه.

2- تكليف رئيس القلم بيار دكاش بالإنتقال الى مركز الشركة المستدعية والتحقيق من وجود شربل أبي عقل في هذا المركز

أ- في حال الإيجاب، إفهامه مضمون القرار المذكور أعلاه.

ب- في حال النفي، لصق صورة عن هذا القرار على مداخل الشركة كافة للعمل بمضمونه".

(نسخة عن القرار الصادر عن قاضي الأمور المستعجلة بتاريخ 6-3-2008 مرفقة ربطاً)

9- بتاريخ 6-3-2008، توجّه موظفان من قلم قاضي الامور المستعجلة في جونيه الى مركز الشركة لإبلاغ القرار من السيد أبي عقل، فأفادهما السيد جان بطرس سعد المصروف بدوره من العمل والموجود بالقوة لغاية تاريخه داخل الشركة، أن السيد أبي عقل غير موجود رافضاً السماح لهما بدخول مركز الشركة.

10- بعد إفهام السيد سعد مآل القرار الصادر عن قاضي الامور المستعجلة وبأن رفضه السماح للموظفين بالدخول يستوجب الاستعانة بالقوى الامنية، عاد السيد سعد وسمح للموظفين بالدخول الى مركز الشركة، بحيث قام رئيس قلم قاضي الامور المستعجلة في جونيه والموظف الذي يرافقه بإلصاق نسخ عن القرار الصادر عن قاضي الامور المستعجلة في جونيه بتاريخ 19-2-2008 على مداخل الشركة وعلى مدخل المكتب السابق للسيد أبي عقل داخل الشركة وذلك بموجب محضر تنفيذ منظم أصولاً بتاريخ 6-3-2008.

11- إلاّ أنه رغم كل ذلك، ورغم الملاحقة الجزائية وقرار قاضي الامور المستعجلة في جونيه، ما زال السيد شربل أبي عقل أسوةً بغيره من العناصر المصروفين من العمل والخاضعين لإمرته وتوجيهاته، موجوداً بالقوة داخل الشركة لغاية تاريخ الكتاب الحاضر غير آبه بما يجري، لا بل يقوم بإعطاء تعليماته وتوجيهاته الى عناصر جهاز الحماية داخل الشركة.

12- فضلاً عن ذلك، ورغم فداحة المخالفات والتجاوزات التي ترتكبها القوات اللبنانية بواسطة المسؤول فيها السيد أبي عقل، أصدر وكيل الاخير، الاستاذ سليمان لبّوس بتاريخ 13-11-2008 بياناً زعم فيه " أن موكله لم يتبلّغ في اي يوم من الايام قراراً صادراً عن حضرة قاضي الامور المستعجلة يمنعه من دخول شركة الـ" LBC".

13- إلا أن ما يجدر التوقف عنده وترتيب النتائج القانونية عليه، هو إقرار السيد أبي عقل في بيانه المذكور أعلاه "أنه لن يبارح الشركة...وبأنه سيترك الشركة عندما يطلب اليه الدكتور سمير جعجع تركها، بما حرفيته: "إنطلاقاً من وفائه (السيد شربل أبي عقل) للقضية وللشخص (الدكتور سمير جعجع) الذي عينّه في الشركة فإنه سيتركها عندما يطلب اليه ذلك الشخص تركها، خصوصاً أن من عينه في شركة الـ LBC هو نفسه من عين بيار الضاهر فيها وأن الاثنين معاً خضعا لنفس آلية التعيين ولا أفضلية لأحدهما على الآخر إلا بمقدار أمانة كل منهما".

أمام هذا الواقع،وأمام هول الأخطار المحدقة بي شخصياً وبالشركة والمدراء والمعاملين فيها نتيجة الوضع الشاذ الذي أوجدته القوات اللبنانية بواسطة المسؤول لديها السيد شربل أبي عقل داخل الشركة، وأمام الواقع الأمني الهش الذي تعيشه الشركة في ظل التجاوزات والممارسات التي يرتكبها مناصرو القوات اللبنانية المصروفون من الشركة، وتحديداً السيد شربل أبي عقل، غير آبهين بما يرتبه عليهم ذلك من مسؤوليات جزائية ومدنية، أضع بين أيدي معاليكم الواقع المفصّل أعلاه للتدخل فوراً إنطلاقاً من مسؤولياتكم كسلطة تنفيذية لوضع حدّ لهذه التجاوزات والممارسات، بعد فشل المراجعات والدعاوى القضائية في ذلك تلافياً من أن يؤدي ذلك الى عواقب قد لا تُحمد عقباها.

 

"الجنون الدعائي" يُدخل لبنان في واحدة من أخطر حقباته ودور لجنة التحقيق

لا يعوّض المطلوب من لجنة تقصي الحقائق

مرعي "فاوض" ريفي بأحد أرقام آصف شوكت الهاتفية

المستقبل - الخميس 20 تشرين الثاني 2008 - فارس خشّان

بات محسوما أن الرئيس السوري بشار الأسد يرفض كليا تشكيل لجنة عربية لتقصي حقائق منظمة "فتح الإسلام "الإرهابية.

موقف الأسد معروفة خلفياته، فهو يُدرك "باطن" هذا الملف، لأن انطلاقة فتح الإسلام بدأت أصلا في القصر الجمهوري السوري، بتوقيعه شخصيا على مراسيم عفو لمجموعة إرهابية على رأسها شاكر العبسي، بعدما اقتنع بالعمل وفق توجهات فرع فلسطين في المخابرات العسكرية السورية.

والأسد يدرك قبل غيره بأن ما دُسّ على لسان "اسراه المرفهين" عن تمويل "تيار المستقبل" لهذا التنظيم الإرهابي ساقط حتما، وهو يشبه الى حد كبير تلك الدعاية السوداء التي عمت لبنان في أيار 2007 ومفادها أن هجوم مجموعة من "فتح الإسلام" على فرع مصرف البحر المتوسط، لم يكن هدفه السرقة إنما الإستحصال على "حق مهضوم"، في ظل تجاهل عارم لحقيقة مفادها ان مصرف البحر المتوسط لم يكن سوى حلقة من سلسلة ضمت خمسة مصارف أخرى ومركزا ماليا.

كما أن الرئيس السوري الذي يشغل الفضاء السياسي العربي بالشتائم (من خلال الألسنة المستعارة في لبنان وسوريا)، لن يرضى بأن تضع الدول العربية يدها على ملف يُظهر أساليب نظامه في تصدير الإرهاب الى الدول العربية وغير العربية، أيضا. وثمة من يعتقد بأن جامعة الدول العربية لا تملك آلية لإلزام النظام السوري بالخضوع للجنة تنشئها، لأنها أساسا لا تملك قدرة معاقبة الدول التي تمتنع عن التعاون معها.

وعلى هذا الاساس، ماذا يفترض بلبنان أن يقوم به؟

هل عليه أن يرضى بما قرره الأسد؟ وهل يمكن أن يسمح لنظام معروفة تطلعاته المعادية بأن يؤسس على "خرافات" هجومات على مكوناته الوطنية؟ وهل المطلوب من لبنان الصمت على حقه، لأن النظام السوري قادر على زعزعة استقراره، وبالتالي عليه أن يصمت على الإجرام الذي استهدفه علّه يُنقذ نفسه من المزيد من الإجرام؟ أم ينقل لبنان الملف الى الأمم المتحدة، ويطلب منها أن تشكل لجنة تقصي الحقائق، خصوصا وأن مكافحة الإرهاب، رعاية وتمويلا، هي مسألة أممية مقيدة بأحكام القرار 1737 و1466، وتاليا هناك فرصة للمجتمع الدولي أن يكتشف بالدليل أسرار واحدة من المنظمات الإرهابية الفتّاكة وكل من يقف وراءها؟ وهل يمكن أن تقود فرنسا هذه المطالبة، خصوصا وأنها كانت تستمع الى الأسد كيف ينظر للخطر الكامن في شمال لبنان، وكيفية انتقاله الى شواطئ أوروبا؟

وهذه المسألة لا بد من إثارتها، اليوم مع رئيس الحكومة الفرنسية فرانسوا فيون الذي يبدأ زيارة عمل للبنان تشمل بما تشمل تمويل تجهيزات للجيش اللبناني حتى يقوى عضده في مكافحة الإرهاب، على الرغم من إدراك الجميع أن أفعل وسيلة لمكافحة الإرهاب تكون بالوقاية من خلال ضرب رعاته ومموليه.

والإصرار على لجنة تقصي الحقائق لا يتضارب مع المهام المسندة الى لجنة التحقيق الدولية. تقصي الحقائق هو لكشف راعي الإرهاب أمام المجتمع السياسي وتاليا إرساء علاقة معه وفق قواعد مكافحة الإرهاب الأممية، في حين أن عمل لجنة التحقيق الدولية يقتصر على غايات جنائية، بحيث يتم كشف الجهة المتورطة بالإغتيالات وإحالة أفرادها على المحاكمة.

وفي هذا السياق، فإن المعلومات تؤكد أن لجنة التحقيق الدولية وضعت يدها على فيلم "إعترافات" السورية كما استفسرت عن تفاصيل تتعلق بالتسجيلات الصوتية التي جرى بثها للمفاوضات التي أدارها المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي مع أحمد مرعي، وباتت تملك وثائق تُثبت أن رقم الهاتف السوري الذي اتصل منه مرعي هو من الخطوط الموضوعة بعهدة المخابرات العسكرية السورية، وأن رئيس المخابرات العسكرية السورية اللواء آصف شوكت كان يتابع اتصالات مرعي، بعدما أُصيب بنوبة غضب وهو يرى أهم مجموعاته التخريبية في لبنان محاصرة في شارع المئتين، بعدما تمكن قبل شهر واحد، من فك طوق ضربته مديرية المخابرات في الجيش اللبناني عليها، مما مكنه من إخراج "أمير تفجير لبنان" المدعو أبو أحمد الى سوريا، وهو الذي كان في إحدى البنايات المحاصرة.

ومعروف أن لجنة التحقيق الدولية سبق لها وحققت، مراراً وتكراراً، مع أهم كوادر "فتح الإسلام" وحصلت منهم على المعلومات التي تحتاجها، وتاليا فهي باتت تملك "بنك معلومات" يعينها على التمييز بين المدسوس والحقيقي، وبين المزوّر والأصلي.

وتدرك لجنة التحقيق، على الرغم من كل الدعاية السياسية أن أحمد مرعي كان على صلة بجهات مخابراتية سورية عدة، باستثناء قوى الأمن الداخلي، وتاليا فإن ما قاله أمامها، لا ينال منه شريط تلفزيوني أو تفسير لتسجيل هاتفي، بل إن ما يحصل على هذا المستوى الدعائي يرتد جنائيا ضد من يقدم على بثه، على اعتبار أن الروح التي أسست لجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري والوزير بيار الجميل وغيرهما، لا تزال تحوم في مسرح جرائمها.

وعلى هذا الأساس، يبدو أن المطلوب سوريا في هذه المرحلة، ليس تعمية لجنة التحقيق الدولية بل تهيئة الرأي العام لإمكان خوض معركة مع ما يمكن أن يصدر لاحقا من قرارات عن لجنة التحقيق الدولية وعن النيابة العامة التابعة للمحكمة الدولية المتوقع ان تبدأ أعمالها في شباط أو آذار المقبلين.

وأمام حفلة الجنون المخابراتية السورية المتجددة تجاه لبنان، لا بد من أخذ الحيطة والحذر، لأن الزمن اللبناني دخل في حقبة خطرة جديدة من حقباته الخطرة، فالصورة اللبنانية الحالية هي خليط من حقبتين قاتلتين، الأولى شبيهة بتلك التي عرفتها البلاد عشية اغتيال الرئيس رفيق الحريري على خلفية الإنتخابات النيابية "المصيرية "والثانية شبيهة بحقبة تشويه الحقائق التي بدأت باختراع ملف إسمه لؤي السقا المسجون في تركيا ومرت على نسب مواقف للشاهد محمد زهير الصديق لم يقل مثيلا لها على الإطلاق ووصلت الى "استرداد" المخبر هسام هسام.

حفلة الجنون هذه تضع قيادات كبيرة في قوى الرابع عشر من آذار على شفا الخطر كما أنها تضع مجموعة من الناشطين أمام مسؤولية الحيطة والحذر، خصوصا أن مرحلة ما بعد هسام هسام شهدت اغتيالات نوعية طالت أول من طالت النائب الشهيد جبران تويني.

 

 

التقرير الثامن للأمين العام للأمم المتحدة حول القرار 1701

قلق من الخروق الإسرائيلية واستمرار انتهاكات حظر السلاح

المستقبل - الخميس 20 تشرين الثاني 2008 -

 

أبدى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون قلقه من مواصلة اسرائيل خرقها السيادة اللبنانية ومن استمرار انتهاكات قرار حظر السلاح وفق القرار 1701. واثنى على فتح الحوار الوطني على القضايا الخلافية، مشددا على ضرورة حل الخلافات الداخلية بما يضمن ايضا تحسن الوضع الامني في الجنوب وبالتالي ضمان امن قوات اليونيفيل العاملة في الجنوب. جاء ذلك في التقرير الثامن المقدم من الامين العام لمجلس الامن، وهنا ترجمة غير رسمية للتقرير:

1 ـ مقدمة

1 ـ التقرير الحالي هو الثامن للأمين العام حول تطبيق قرار مجلس الأمن 1701 (2006). ويوفر تقويماً شاملاً للخطوات المتخذة لتطبيق القرار 1701 في أعقاب التقرير السابق للأمين العام الصادر في 27 حزيران 2008. ويقترح التقرير أيضاً مقاييس قد تتخذ من قبل الأطراف للاقتراب حثيثاً من وقف دائم لإطلاق النار وحل طويل الأمد بين إسرائيل ولبنان.

2 ـ يسرني أن أورد في هذا التقرير بأن كل الأطراف تستمر في التعبير عن دعمها للقرار 1701 والتزامها به. ومع ذلك، فإن تقدماً إضافياً في تطبيق القرار أصبح متأخراً على نحو متزايد.

يتوجب على الأطراف بذل جهود أكبر لحل المسائل المعلقة المذكورة في هذا التقرير والتي من شأنها أن تعوق حصول وقف دائم لإطلاق النار بين لبنان وإسرائيل. إن تحقيق ذلك يتطلب تأكيد الإرادة السياسية لكل أطراف الصراع، إضافة الى دعم دولي قوي ومستمر.

3 ـ طرأ تحسن على المناخ السياسي في لبنان خلال الأشهر الماضية بفضل تطبيق بنود الاتفاق الذي توصل إليه زعماء لبنانيون في الدوحة في أيار الماضي. وقد أدى انتخاب الرئيس سليمان في 25 أيار الماضي، ومن ثم تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وإطلاق الحوار الوطني الى درجة أكبر من الاستقرار في البلاد.

4 ـ على الرغم من هذه التطورات الإيجابية، استمر حصول عدد من الحوادث الأمنية التي تهدد استقرار لبنان. وبينما لوحظ أن الزعماء والمؤسسات اللبنانية تحركوا بسرعة لاستيعاب العنف ومباشرة التحقيق في هذه الأحداث، فإنها لا تزال تشكل تحذيراً قوياً حيال هشاشة المكتسبات التي تحققت بفعل الاتفاقات السياسية.

5 ـ خلال فترة إعداد هذا التقرير، تميّزت الأوضاع السياسية في إسرائيل بدرجة من عدم اليقين. ففي 28 تشرين الأول، وافق الكنيست على حل نفسه، ودعا الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز الى انتخابات جديدة ستجرى في 10 شباط 2009.

6 ـ إن وقف الأعمال العدائية بين إسرائيل ولبنان استمر صامداً، وبقي الوضع الأمني في منطقة عمليات قوات الأمم المتحدة العاملة في لبنان هادئاً بشكل عام. واستمرت الأطراف على احترامها للخط الأزرق بشكل عام. وحافظت اليونيفيل على اتصال مباشر وتنسيق مع سائر الأطراف، من خلال الآلية الثلاثية والاتصالات الثنائية. وتعمل اليونيفيل وقوات الجيش اللبناني معاً على نحو وثيق لضمان عدم استخدام منطقة العمليات للنشاطات العدائية من أي نوع كانت، وللتأكد من خلوها من أي مسلحين، وموارد وأسلحة غير شرعية.

7 ـ تسجل فترة إعداد هذا التقرير تقدماً ملحوظاً حول علاقات لبنان بجيرانه الذين لديهم تأثير مباشر على تطبيق القرار 1701. في 16 تموز، حصل تبادل للأسرى وبقايا المقاتلين الذين قضوا في المعركة بين حزب الله وإسرائيل، واضعاً حداً لمفاوضات طويلة وشاقة جرى تسهيلها بواسطة الأمم المتحدة. في 15 تشرين الأول، اتفق لبنان وسوريا على إقامة علاقات ديبلوماسية فورية بينهما والعمل معاً حول عدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك بما في ذلك ترسيم الحدود وضمان أمن الحدود.

2 ـ تطبيق قرار مجلس الأمن 1701 (2006)

أ احترام الخط الأزرق

8 ـ حافظ الأطراف بشكل عام على احترامهم للخط الأزرق باستثناء منطقة الغجر حيث لا تزال القوات الإسرائيلية تحتل قسماً منها، إضافة الى منطقة محاذية شمال الخط الأزرق، في انتهاك للقرار 1701. يستمر اختراق الأجواء اللبنانية بالطيران الإسرائيلي وطائرات من دون طيار بطلعات كثيرة، وذلك في انتهاك للسيادة اللبنانية وللقرار 1701، وكانت اليونيفيل قد احتجت عليه. وتستمر الحكومة اللبنانية في رفع احتجاجها على هذه الخروق الجوية. وقالت الحكومة الإسرائيلية إن هذه الطلعات ضرورية لأسباب أمنية متذرعة بنقص في الحد من تهريب السلاح.

9 ـ وتستمر السيطرة الإسرائيلية على شمالي منطقة الغجر الأمر الذي يشكل مصدراً للتوتر. في 22 آب، أطلعت الحكومة اللبنانية قائد اليونيفيل بجاهزيتها على قبول اقتراح اليونيفيل لتسهيل انسحاب الجيش الإسرائيلي من الغجر شريطة أن توافق الحكومة الإسرائيلية على هذا الاقتراح في غضون ثلاثة أشهر، وهو نفسه موعد إنجاز الانسحاب الإسرائيلي النهائي. وكانت اليونيفيل قد استثمرت جهوداً ملحوظة في التوسط حيال هذا الاقتراح بين الأطراف. وآمل أن توافق عليه حكومة إسرائيل.

10 ـ في مناسبتين منفصلتين، بدا أن مدنيين إسرائيليين ولبنانيين قد تورطوا في تهريب مواد غير قانونية عبر الخط الأزرق. في 6 أيلول، اعتقلت القوات الإسرائيلية ثلاثة مدنيين إسرائيليين وصادرت 55 كلغ من مادة الهيرويين في منطقة الخط الأزرق مقابل منطقة رميش في القطاع الغربي. كما اعتقلوا مدنياً لبنانياً وفي حوزته مسدس ومخدرات و650 ألف دولار جنوبي الخط الأزرق. وفي 8 أيلول، اعترضت دورية لليونيفيل ثلاثة مدنيين لبنانيين وهم يفتشون في الأرض بالقرب من مكان الحادث، وقد اعتقلتهم القوات اللبنانية للتحقيق معهم بتهمة التآمر. وفي الحادثة الثانية في 5 تشرين الأول، احتجزت القوات الإسرائيلية مدنياً لبنانياً وفي حوزته رزمات من الحشيش جنوبي الخط الأزرق بالقرب من الغجر. واستجابة لهذه الانتهاكات التي تعرض لها الخط الأزرق، زادت اليونيفيل من دورياتها في المناطق التي شهدت هذه الوقائع.

11 ـ وحصل أيضاً عدد محدود من الانتهاكات البرية من قبل رعاة محليين خصوصاً في مزارع شبعا. في 2 تموز، احتجزت القوات الاسرائيلية راعياً لبنانياً في منطقة مزارع شبعا بزعم انه اجتاز الخط الازرق. وسلم في اليوم نفسه الى اليونيفيل التي سلمته بدورها الى القوات الأمنية اللبنانية، ولم تسفر تحقيقات اليونيفيل عن تأكيد أو دحض الزعم بأنه اجتاز الخط الازرق.

12 ـ حيال مشروع وضع علامات ظاهرة لـ6 كيلومترات من الخط الأزرق، بدا ان التقدم الحاصل بطيء. فبعد عمل ميداني مكثف على المستوى الثنائي والآلية الثلاثية، توصلت الاطراف الى اتفاق حول سبع نقاط إضافية ينبغي تحديدها. وهذا يرفع العدد الاجمالي للنقاط المتفق عليها الى 16، من بينها تسع تم تحديدها بواسطة براميل الخط الازرق. كما اتفقت الاطراف على مد اضافي يبلغ 4 كيلومترات لمصلحة مشروع الارشاد. وكانت اليونيفيل قد اقترحت اخيراً خطة جديدة لتسريع المشروع قبلت من كلا الفريقين.

13 ـ لم تؤد التحقيقات في الهجومين بالصواريخ ضد اسرائيل في 17 حزيران 2007 و8 كانون الثاني 2008 الى أي معلومات جديدة. ومن المهم القول ان السلطات اللبنانية تستمر في جهودها لكشف الفاعلين وجلبهم أمام العدالة.

 

ب ـ ترتيبات امنية وارتباط

14 ـ ان اللقاءات الثلاثية التي عقدها قائد اليونيفيل مع الممثلين الرئيسيين للجيش اللبناني والقوات الاسرائيلية، تبقى أمراً حيوياً لمعالجة المسائل الرئيسية على المستويين الامني والعسكري، بما في ذلك الانتهاكات الحاصلة للقرار 1701 ومكتشفات اليونيفيل حيال التحقيق بهذه الحوادث. ويعتبر هذا الأمر ضرورياً في بناء آلية للثقة بين الاطراف، وعاملاً مركزياً للتنسيق والارتباط. واستمر الطرفان في اظهار التزامهما بهذا الامر.

15 ـ واظبت اليونيفيل والقيادة العليا للجيش اللبناني على عقد جلساتهما المتعلقة بالمتابعة الاستراتيجية حول المهمات العسكرية المنوطة بالطرفين لتطبيق القرار 1701، الهدف من هذه المتابعة تكثيف التعاون في الانشطة العملانية اضافة الى توسيع اجراءات التنسيق والارتباط. خلال الاجتماع الاخير الذي عقد في 12 تشرين الاول، وترأسه قائد الجيش اللبناني المعين حديثاً جان قهوجي وقائد اليونيفيل، جرى تقويم التعاون الحاصل حتى اللحظة، وأيضاً بذل الجهود لتخفيف المؤثرات المحتملة الناتجة عن تقليص وجود الجيش اللبناني، وقد اتفق على الخطوات الآتية: إجراء مراجعة مشتركة لتحسين فاعلية نقاط التفتيش، زيادة التفتيش الاعتيادي للآليات من قبل الجيش اللبناني، خصوصاً الآليات الثقيلة لدى عبورها الى منطقة العمليات، تكثيف الجهود لتقليص أعداد الصيادين، بما في ذلك، شن حملة دعائية لزيادة الوعي العام بأن الصيد وحمل السلاح في منطقة العمليات أمر ممنوع، توسيع اتفاقات الارتباط على كل المستويات، ومراجعة الاجراءات العملانية بين القوة البحرية التابعة لقوات اليونيفيل والبحرية اللبنانية.

16 ـ استمرار حصول المناورات العسكرية المشتركة، بقصد تحسين القدرة العملانية لليونيفيل وقوات الجيش اللبناني. كما واصلت اليونيفيل وقوات البحرية اللبنانية برامج التدريب المشترك. كما يستمر دمج تنظيم عمل رادار الشواطئ في برنامج الاستطلاع ورفع التقارير المتعلقة بقوة المهمات البحرية والقوات البحرية اللبنانية. وستساعد قوة المهمات البحرية في مزيد من مأسسة برامج التدريب البحرية لدى الأكاديمية اللبنانية للتدريب البحري. وتحظى بأولوية عالية عمليات تزويد البحرية اللبنانية بالمساعدة التقنية والمادية لتمكينها من القيام بمسؤولياتها بالتدريج المتعلقة بقوة المهمات البحرية.

17 ـ بقي التنسيق والارتباط مع الجيش الإسرائيلي جيداً وفاعلاً. وقد حافظ قائد اليونيفيل على علاقات مثمرة ووثيقة مع الضباط الإسرائيليين، إضافة الى سلطات إسرائيلية أخرى رفيعة المستوى. وقد التقى أخيراً مع وزير الدفاع ورئيس الأركان الإسرائيليين لمناقشة مسائل حول تفويض اليونيفيل. ولدى اليونيفيل فريق ارتباط مع ضابطين اثنين لدى القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي في زيفات. وقد وافقت الحكومة الإسرائيلية على تأسيس هذا المكتب لليونيفيل في تل أبيب في شباط 2007. وفي تقريري الأخير أوردت أن المناقشات تمحورت حول الأمور الشكلية والملامح التقنية النهائية العائدة لهذا المكتب، ويتوقع أن تستكمل في القريب العاجل. وقد جرت مناقشة أخرى في مطلع تشرين الثاني تم خلالها مراجعة إسرائيلية لبعض المفاهيم المتعلقة بالمكتب. وبشكل عام، لم يحصل تقدم هام خلال فترة إعداد هذا التقرير.

ت ـ الوضع في منطقة عمليات اليونيفيل

18 ـ في آب الماضي، ونظراً الى تدهور الوضع الأمني في مناطق أخرى في لبنان، أطلعت السلطات اللبنانية قائد اليونيفيل على حاجتها لإعادة انتشار موقت لقواتها العسكرية خارج جنوب لبنان لتعزيز وجود قوات الجيش اللبناني في شمالي البلاد. ولضمان عدم تأثير هذا النقص في عديد الجيش اللبناني سلباً على تطبيق القرار 1701، أكدت السلطات السياسية اللبنانية والضباط الكبار للجيش اللبناني، لقائد اليونيفيل أن إعادة الانتشار ستكون في نطاق محدود ولفترة قصيرة، وبالتوازن مع تعزيزات أخرى للأنشطة المشتركة. في بداية أيلول، نفذ الجيش اللبناني إعادة انتشار لفريق من المشاة من الجنوب الى الشمال. ونتيجة لإعادة تنظيمه داخلياً، أقدم الجيش اللبناني، في الوقت الراهن، على إعادة انتشار لثلاثة من ألويته بدلاً من اربعة، يبلغ عديدها قرابة الـ4500 جندي جنوبي نهر الليطاني. وإضافة الى الإجراءات المتفق عليها بين اليونيفيل وقوات الجيش اللبناني، أقدمت اليونيفيل، بشكل مستقل، على إقامة دوريات إضافية لتعويض النقص الموقت لقوات الجيش اللبناني. وفي المدى الأبعد، فإن قدرة الجيش اللبناني في جنوب لبنان ستحتاج الى تعزيز، بما في ذلك زيادة في عديد الجيش. وعبرت السلطات اللبنانية عن أملها في أن يزداد عديد الجيش اللبناني في الجنوب في نهاية العام الحالي.

19 ـ حافظت "اليونيفيل" على 63 موقعاً دائماً وأدارت حوالي 150 نقطة مراقبة بشكل يومي. كما قامت قوات "اليونيفيل" بتسيير دوريات راجلة ومسيّرة وجوية وصل عددها الى 400، ليلاً ونهاراً، على مدار الساعة، في منطقة العمليات، وفي المناطق الزراعية والمأهولة. هذا بالإضافة الى 100 نقطة مراقبة وحاجز تقوم القوات المسلحة اللبنانية بإدارتها، فضلاً عن قيامها بـ50 دورية يومياً. وتقوم قوات اليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية بإدارة 6 حواجز تفتيش مشتركة عند نهر الليطاني، بالإضافة الى حاجزي تفتيش آخرين في منطقة العمليات، وأربع دوريات راجلة (بالتنسيق المشترك) على طول الخط الأزرق. وقامت القوات التابعة لليونيفيل والجيش اللبناني بسبع عمليات مضادة لإطلاق الصواريخ على مدار الساعة، ليلاً ونهاراً، وذلك أثناء قيام القوات بدوريات راجلة وسيارة في منطقة محددة وإنشاء مراكز مراقبة موقتة وحواجز تفتيش لتوقيف وتفتيش السيارات والأشخاص الذين يتحركون في تلك المنطقة.

وتم زيادة عدد عمليات تفتيش السيارات في منطقة العمليات بناء على الاتفاق الذي تم بين قوات اليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية في نيسان (أبريل). وبهذه الطريقة، أمن الوجود المشترك لليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية سيطرة فعالة على منطقة العمليات.

20 ـ في جهودهم لضمان خلو المنطقة بين نهر الليطاني والخط الأزرق من المسلحين والأسلحة غير المسموح بها، استمر اكتشاف منشآت عسكرية، أسلحة وذخائر، تعود الى حرب الـ2006 وحتى قبلها، من قبل القوات المسلحة اللبنانية واليونيفيل. قامت اليونيفيل دورياً بتفتيش المنشآت المسلحة السابقة في منطقة العمليات، بما في ذلك الملاجئ والكهوف، إلا أنها لم تجد إشارة تدل على أن أيا من هذه المنشآت تم إعادة تفعيلها. وأشارت القوات المسلحة اللبنانية الى نيتها لاستخدام بعض هذه المنشآت لأغراض دفاعية. قامت القوات المسلحة اللبنانية بتدمير ومصادرة كافة الأسلحة والذخائر التي وجدت جنوب نهر الليطاني.

21 ـ في 2 آب، راقبت اليونيفيل 12 مدنياً عن بعد من محاذاة منطقة حاريص (القطاع الشرقي) من داخل منزل خاص قيد البناء وهم يقومون بإطلاق النار نحو الأرض بسلاحين على الأقل. وتم تبليغ الجيش اللبناني. وقد اعترضت اليونيفيل عددا من المركبات كانت قد تركت مسرح العملية، وتم تفتيشها من قبل الجيش اللبناني. فقام الجيش اللبناني بتحقيق في المنزل حيث تم مراقبة المدنيين يستعملون الأسلحة، من غير التوصل إلى أي نتيجة. في 20 آب، لحظت دورية من اليونيفيل خمسة مدنيين داخل مركبة بجوار وادٍ غربي بيت ليف (القطاع الغربي). بعد سماع طلقات نار من اتجاه الوادي، توزعت الدورية إلى الساحة حيث وجدوا بعض رصاصات البندقية الفارغة إلا أنهم لم يرصدوا أي شخص يحمل سلاحاً بالجوار. فضلاً عن ذلك، واجهت اليونيفيل عددا متزايداً من الأفراد المسلحين ببواريد صيد في منطقة العمليات، بما في ذلك بمحاذاة الخط الأزرق. عند رؤيتهم، تم إرسال دوريات لليونيفيل وللجيش اللبناني، وقام الجيش اللبناني بمصادرة الأسلحة غير المسجلة. وقد أصدرت قيادة الجيش اللبناني بياناً عاماً في 25 تشرين الأول يتوجه إلى كل المواطنين للالتزام بمنع الصيد وحمل السلاح في منطقة جنوب نهر الليطاني ويحذر بأنه سيتم توقيف من يخالف هذا القرار وتسليمه للسلطات القضائية.

وبالتالي، أوقف الجيش اللبناني عدداً من الصيادين.

22 ـ تتابع اليونيفيل ممارسة حرية التحرك على امتداد منطقة عملياتها، على الرغم من عدد صغير من حالات رماية الحجارة ضد دوريات اليونيفيل، فضلاً عن حالات قام المدنيون أو حواجز في الطريق بالحد من حرية تحرك دوريات اليونيفيل. وعلى الرغم من أن الانتباه اللازم مكرّس للحد من إزعاج المدنيين والوقع الاقتصادي في منطقة العمليات، تركزت هذه الحالات على شكاوى من السكان المحليين من جراء تعطيل اليونيفيل لحياتهم اليومية. وكانت هذه الحوادث دائماً موجزة، وتعاون الجيش اللبناني في حلها. وفي بعض الحالات، منع السكان المحليون اليونيفيل من أخذ الصور وفي حالتين، في 10 و26 أيلول، انتزعوا الكاميرا، التي تم استعادتها في المرتين. وفي الحالة الثانية، التي حدثت على الطريق المؤدية من المنصوري إلى ميدل زوم، (القطاع الغربي) لحظت اليونيفيل أعمال حفر على جانب الطريق. وفيما كانت بخضم تحديد المكان على الخريطة، قام المدنيون بقطع الطريق. وتم حل الحادثة سريعاً بمساعدة الجيش اللبناني الذي قام بتوقيف مدنييّن. بالإضافة على ذلك، تم متابعة مراقبة نشاطات اليونيفيل أحياناً من قبل مدنيين غير مسلحين، في مناطق مختلفة.

23 ـ ظل موقف السكان العام تجاه اليونيفيل إيجابياً بشكل إجمالي خلال الفترة المشمولة بالتقرير. وبقيت مهمة بناء الثقة عند السكان من الاهتمامات الأساسية للنشاطات التي تولاها قسما الشؤون المدنية والتعاون المدني والعسكري. وظل هذان القسمان ينفذان مشاريع سريعة التأثير بتمويل من القوات، فضلاً عن غيرها من المشاريع من دول مساهمة بقواتها. كما تابعت أقسام اليونيفيل للشؤون المدنية، والإعلام، والتنسيق المدني والعسكري والعسكري الخارجي، بالعمل على إعلام السكان المحليين حول تفويض اليونيفيل. فضلاً عن ذلك، تابعت اليونيفيل نشاطات المساعدات الإنسانية، ومشاركتها في عدد من النشاطات الاجتماعية التي تشمل الفنون والرياضة والبيئة.

24 ـ وكما قد أشرت سابقاً، تصرّ الحكومة الإسرائيلية في التأكيد أن حزب الله يتابع بناء حضوره العسكري وقدراته، بشكل كبير شمال نهر الليطاني لكن أيضاً ضمن منطقة عمليات اليونيفيل، مستعملاً بيوتاً خاصة في مناطق مدنية. وقد أعلن المحاورون الإسرائيليون على أعلى مستوى، مراراً، أن هذا الموضوع من الأمور المقلقة جداً لحكومتهم. وكما يصف هذا التقرير في مكان آخر، تقام دوريات اليونيفيل على امتداد منطقة عملياتها، بما في ذلك المناطق المدنية، ونشاطات المراقبة والمتابعة، لا سيما عند معابر الدخول والمناطق المشبوهة. وبالتنسيق مع الجيش اللبناني، تقوم اليونيفيل بالتحقيق بأي مطالبة متعلقة بوجود غير قانوني لعناصر مسلحة أو أسلحة ضمن منطقة عملياتها في حال وصلت معلومات محددة.

25 ـ هذا مثال على عزم اليونيفيل العمل بكل الوسائل المتاحة ضمن فترة تفويضها. وبشكل مماثل، أكدت قيادة الجيش اللبناني أنها سوف تتصرف على الفور عند وجود أدلة عن عناصر مسلحة أو أسلحة غير مأذون لها. إلا أن اليونيفيل لا يمكنها خلال فترة تفويضها أن تقوم بتفتيش المنازل والممتلكات الخاصة، إلا في حال وجود دليل موثوق لمخالفة القرار 1701 (2006) بما في ذلك تهديد وشيك بنشاطات معادية نابع من هذا المكان المحدد.

26 ـ حتى هذا التاريخ، لم تحصل اليونيفيل ولم تجد أي دليل لبنية تحتية عسكرية جديدة، أو لتهريب أسلحة إلى داخل منطقة عملياتها. في الظروف الراهنة، إن اليونيفيل واثقة من أنها تستطيع أن تقوم بمهمتها المفوضة التي تكمن في أن تؤمن ضمن قدراتها، ألا تُستعمل منطقة عملياتها لنشاطات معادية. إلا أنه لا يمكن الجزم كلياً بأن المنطقة الواقعة جنوب الليطاني خالية من العناصر المسلحة والأعتدة والأسلحة. إن التوصل إلى هذا الوضع هو جهد طويل الأمد. وتقوم اليونيفيل بمساعدة الجيش اللبناني لبلوغ هذا الهدف وتتابع تشجيع الجيش على البحث في طرق لتحسين المتابعة والمراقبة على امتداد نهر الليطاني وفي أنحاء منطقة العمليات.

27 ـ تابعت قوى اليونيفيل البحرية قيامها بمهامها المحددة على امتداد الساحل اللبناني لمنع دخول أسلحة غير مأذون بها وعتاد ذي صلة. تضمن عمليات المنع البحرية وقدرات هامة لقوى اليونيفيل البحرية رقابة فعالة على عمليات التهريب وتفادي الدخول غير المسجل إلى المرافئ اللبنانيةٍ. ومنذ مباشرتها بتفويضها في تشرين الأول عام 2006، وجهت القوى نداءً وطلبت ما يزيد عن 19700 سفينة في منطقة العمليات البحرية. تقوم البحرية اللبنانية والجمارك حالياً بتفتيش السفن المشبوهة للتحقق أنه لا توجد أسلحة غير مسموحة أو أي عتاد على متنها. منذ تشرين الأول 2006، تم تفتيش جميع السفن الـ185 التي وجدت أنها مشبوهة وسمحت بمرورها.

28 ـ وبتواتر متزايد في الفترة المشمولة بالتقرير، رمت سفن دوريات الجيش الاسرائيلي جنوب خط العوامات عبوات ناسفة أو أطلقت النار إنذاراً للسابحين أو لقوارب الصيد المقتربة من الخط. وليس لليونيفيل أي تفويض لمراقبة خط العوامات. إلا أن حوادث كهذه قد تتسبب عموماً بتوتر بين الأطراف.

 

د ـ نزع السلاح من المجموعات المسلحة

29 ـ كما تمت الإشارة الموجهة إلى مجلس الأمن في تقريري النصف سنوي الثامن حول تطبيق القرار 1559 بتاريخ 16 تشرين الأول 2008 (654/2008/س) وخلال التقارير الشهرية حول الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك الموضوع الفلسطيني، لقد وقعت سلسلة من الحوادث الأمنية الخطيرة في لبنان في الفترة المشمولة بالتقرير. وتبين هذه الحوادث كيف أن مجموعات مسلحة ما زالت عاملة داخل لبنان لكن خارج سيطرة الدولة، تشكل تهديداً كبيراً على استقرار البلد. وقد أبدى لي الرئيس سليمان قلقه في ما يتعلق بوجود ونشاطات لمجموعات متطرفة في لبنان.

30 ـ كما سبق وأشرت في تقاريري السابقة، يتابع حزب الله محافظته على قدرة عسكرية كبيرة مستقلة عن تلك التي تملكها الدولة اللبنانية، ما يخالف بشكل مباشر القرارات 1559 (2004) و1701 (2006). وأنا قلق أن يكون حزب الله قد سعى أن يطور أكثر هذه القدرات.

31 ـ تبين الخطر المستمر الذي يشكله انفصال قدرة حزب الله العسكرية على سيادة الدولة اللبنانية بشكل جلي في 28 آب، عندما أطلقت عناصر مسلحة النار على مروحية للجيش اللبناني في دورية لها شمال نهر الليطاني. توفى الطيار، النقيب سامر حنا في الهجوم الذي تبناه حزب الله لاحقاً. تم توقيف شخص له صلة بهذا الهجوم.

32 ـ كما سبق ذكره، ما زلت مقتنعاً بأن نزع سلاح حزب الله وغيره من الميليشيات ينبغي أن يتمّ من خلال عملية سياسية بقيادة لبنانيّة. وكان سلاح حزب الله نقطة رئيسة من المناقشة عند تحضير البيان الوزاري اللبناني. وفي صيغته النهائية التي تم اعتمادها في 12 آب، يؤكد أن "من حق لبنان، من خلال شعبه، جيشه ومقاومته تحرير واستعادة مزارع شبعا وهضبات كفرشوبا والقسم اللبناني من الغجر أو استرجاعها والدفاع عن لبنان ومياهه الإقليمية في وجه أي عدو وبكل الوسائل الشرعية". كما يؤكد البيان الوزاري التزام الحكومة بقرار مجلس الأمن 1701 (2006)، وبغيره من القرارات لمجلس الأمن المتعلقة بلبنان، مشدداً، بالكلام وبالروح، على نزع سلاح كافة المجموعات المسلحة في لبنان، واحتكار الحكومة اللبنانية استعمال القوة من أراضيها.

33 ـ لقد رحبت مباشرة بالحوار الوطني في 16 أيلول (سبتمبر)، برعاية الرئيس سليمان سعياً إلى تعزيز سلطة الدولة اللبنانية ومناقشة استراتيجيا الدفاع الوطني. كما عقدت جلسة ثانية برئاسة الرئيس أيضاً في 5 تشرين الثاني. وفي بيان تم تعميمه بعد الاجتماع، اتفقت الأطراف، من جملة مواضيع أخرى، على متابعة مناقشة استراتيجيا الدفاع الوطني وإعادة إطلاق الحوار في 22 كانون الأول.

34 ـ كما سلّطت الضوء في تقريري حول تطبيق القرار 1559 (2004) (654/2008/س)، تبقى الأسلحة الفلسطينية داخل وخارج مخيمات اللاجئين الـ12 تشكل تهديداً كبيراً على استقرار وسيادة لبنان. وتبقى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة وفتح الانتفاضة تحافظان على بنى تحتية شبه عسكرية على الأراضي اللبنانية، وبشكل خاص على الحدود اللبنانية ـ السورية. وفيما يقلقني تواتر الحوادث الأمنية داخل المخيمات، يطمئنني التنسيق الأمني المتزايد بين السلطات اللبنانية والمجموعات الفلسطينية بالإضافة إلى جهود منظمة التحرير الفلسطينية للسيطرة على الوضع الأمني داخل المخيمات. في هذا السياق، أرحب بمبادرات الحكومة اللبنانية والسلطات الفلسطينية المعنية لتحمل المسؤولية المشتركة داخل مخيم نهر البارد المزمع إعادة بناؤه، والذي تم تصميمه على أن يكون نموذجاً لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين الـ12 المتبقية في لبنان.

 

هـ ـ حظر الأسلحة

35 ـ تعتبر مسألة حظر بيع الاسلحة او العتاد العسكري وتوفيرها للبنان باستثناء الاسلحة التي سمحت بها الدولة، عنصرا لا يتجزأ من القرار 1701 (الصادر عام 2006) وعاملا اساسيا لاستقرار لبنان والمنطقة. وحدد القرار انه يتعين على الدول كافة اتخاذ التدابير اللازمة للحؤول دون عمليات البيع او التزويد تلك عن طريق رعاياها او عبر اراضيها او بواسطة سفنها او طائراتها.

36 ـ لا ازال قلقا من الطبيعة غير المستقرة للحدود اللبنانية ـ السورية واستمرار الانتهاكات المحتمل لقرار حظر السلاح عن لبنان. ولهذا السبب، وبعد مشاورات حثيثة مع الحكومة اللبنانية، ارسلت في 16 تموز (يوليو) 2008 للمرة الثانية الى لبنان فريقا من خبراء امن الحدود المستقلين. واوكلت لهذا الفريق مهمة التقويم بدقة تامة لمدى تطبيق الحكومة اللبنانية توصيات اللجنة المستقلة لتقويم الوضع على الحدود اللبنانية (ليبات 1) الصادرة في 22 حزيران (يونيو) 2007 وتحديد مدى اثر التقدم الحاصل على مستوى هذه التدابير ميدانيا على مجمل قدرة لبنان على ادارة حدوده.

37 ـ في 26 آب (اغسطس)، رفعت التقرير الذي وضعه فريق الخبراء، المعروف باسم (ليبات 2)، الى رئيس مجلس الامن وابديت دعمي المطلق لخلاصاته وتوصياته. وفي هذا الاطار، لا ازال قلقا من خلاصات الفريق بانه على الرغم من بعض التدابير الايجابية التي اتخذتها الحكومة، الا ان اي اثر فاعل ومصيري بالنسبة لمجمل امن حدود لبنان لم يظهر مما يجعل "حدود لبنان معرضة للتسلل كما كانت عليه الحال قبل عام". وكرر الفريق توصياته كاملة التي اوردها في تقرير (ليبات 1) واقترح على الحكومة اللبنانية وضع خطة استراتيجية لأمن الحدود. وطلبت ايضا من الدول المانحة تعزيز التنسيق والتعاون بالنسبة لاعمالها كافة بالتوافق مع المستلزمات اللبنانية حتى تلقى النتيجة الامثل لجهودها.

38 ـ بالاستناد الى نتيجة مشاوراتي مع المنسق الخاص الذي عينته في الشؤون اللبنانية وفريق عمله، تم توزيع تقرير (ليبات 2) على كافة المسؤولين اللبنانيين والدوليين وحصد تجاوبا كبيرا من جانب الجهات المعنية اساسا كافة. ويسعدني ان اشير الى انه بنتيجة التوصيات الواردة في تقرير (ليبات 2)، قامت الحكومة اللبنانية بتشكيل لجنة توجيه وادارة لمباشرة اعداد استراتيجية خاصة بالحدود اللبنانية. ويهدف هذا الاجراء الى الاخذ بآراء وخبرات الاجهزة الامنية الاربع والوزارات الحكومية الرئيسية في هذا الصدد. لذا، تم استدعاء فريق من الدول المانحة العاملة على ادارة الحدود لتقديم المساعدة في هذه العملية منذ مراحلها الاولى. وعقدت لجنة الادارة والتوجيه اجتماعها الاول في 31 تشرين الاول (اكتوبر) برئاسة رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة. واعادت اللجنة تأكيد التزام تعزيز ادارة الحدود اللبنانية الشمالية والشرقية ووافقت على اعتماد الية وجدول زمني لوضع استراتيجية الحدود.

39 ـ وتتضمن القوة الامنية اللبنانية الحدودية المشتركة ضباطا وجنودا من كافة الاجهزة الامنية اللبنانية. ولم يحصل اي تغييرات مهمة في عمليات القوة المؤلفة من 800 عنصر منذ اعددت تقريري الاخير. وخلال هذه الفترة، سعت القوة الى تحسين عملياتها وتعزيز ادائها، غير انها تعثرت، كما ورد في تقرير (ليبات 2)، بسبب الصعوبات التي حالت دون تحقيق تنفيذ المشروع بكامله.

40 ـ وواصلت الحكومة اللبنانية، بدعم من الدول المانحة، مساعيها الحثيثة لتحقيق تقدم اكبر في نقاط اخرى ضمن برنامج ادارة الحدود. فقد تم تزويد ادارة الجمارك بعديد 250 مجنداً جديداً اتموا خدمتهم العسكرية وقد تم نشرهم على المعابر الحدودية كما انهم يخدمون القوة الامنية اللبنانية الحدودية المشتركة. وتمت اعادة تهيئة نقطة المصنع الحدودية وبدأ العمل على اقامة منطقة عازلة عند المعبر. ويتوقع المسؤولون اللبنانيون ان تنتهي اعمال البناء في معبر البقيعة عند نهاية العام الحالي، ما سيتيح اعادة فتح المعبر. كذلك، بدأ العمل بالمشروع الشامل الذي سيستغرق انجازه ثلاث سنوات في مطار بيروت الدولي والذي ذكرته في تقريري السابق حول تطبيق القرار 1701، وينبغي ان يؤدي بالنتيجة الى تحسين قدرات المطار ومرافقه ومعايير الامن فيه. وعلى الرغم من اكتمال عملية اعادة تشغيل معبر العبودية عند ضفاف النهر الكبير، الا ان اعادة فتحه لم تتم بعد بسبب نقص الكهرباء.

41 ـ انا ممتن للدول المانحة التي تعمل مع الحكومة اللبنانية على ادارة حدود البلاد. وبهدف تفعيل جهودها تبلغ اقصاها، طالب تقرير (ليبات 2) بتعزيز التنسيق والتعاون في اعمالها كافة بما يتوافق مع المستلزمات اللبنانية.

42 ـ منذ التقرير الاخير الذي قمت بوضعه عن تطبيق القرار 1701 (2006)، لم تقم السلطات اللبنانية بالابلاغ عن اي حوادث متعلقة بتهريب السلاح. وكما ذكرت في تقريري الاخير حول تطبيق القرار 1559 (2004)، استمرت سوريا بنفي اي دور لها في ما يتعلق بانتهاكات قرار حظر السلاح، فيما استمرت حكومة اسرائيل بإعلان امتلاكها معلومات مفصلة حول الانتهاكات البارزة لقرار حظر السلاح عن طريق الحدود اللبنانية ـ السورية، بما في ذلك الكتاب الذي رفعه الممثل الدائم لاسرائيل لدى الامم المتحدة في 6 تشرين الثاني (نوفمبر) 2008. لقد تلقيت هذه الاتهامات بواسطة وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني على اثر لقائنا في 12 تشرين الثاني (نوفمبر)، كما ابلغني بها ايضا منسقي الخاص للشؤون اللبنانية اثر زيارته لاسرائيل في 2 و3 تشرين الثاني (نوفمبر). وبالتالي، فإن الامم المتحدة تأخذ هذه الشكاوى على محمل الجدية الكاملة، غير انها ليست في موقع تأكيد هذه المعلومات بصورة مستقلة.

43 ـ على غرار ما ذكرت في تقريري الاخير حول تطبيق القرار 1559 (2004)، لا تزال المواقع العسكرية المسلحة بكثافة التابعة للجبهة السعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة وفتح الانتفاضة على الحدود اللبنانية ـ السورية تشكل مصدرا رئيسيا للقلق. ونظرا لهذه الصعوبات، انني ارحب بالتزام كل من الرئيسين ميشال سليمان وبشار الاسد القيام بعمليات مشتركة بهدف تحسين الاجراءات الامنية على الحدود بين البلدين. وقد قمت بتشجيع كل من لبنان وسوريا لترجمة هذا الالتزام الى عمل ملموس في اسرع وقت ممكن.

44 ـ بدأ الانتشار العسكري السوري على طول الحدود الشمالية مع لبنان في نهاية شهر ايلول (سبتمبر) ولا يزال قائما حتى الساعة. وقد قالت السلطات السورية في كتاب ارسلته الي في 29 تشرين الاول (اكتوبر) 2008 ان هذا الانتشار يهدف الى "الحد ومنع التهريب والتخريب" وانه يدخل ضمن "نتائج القمة اللبنانية ـ السورية وقد وافق عليه الرئيسان". لذا، وبنتيجة للاتصالات التي قام بها الممثلون التابعون لي مع السلطات اللبنانية، استخلصت انه كان بالامكان ان يتم تنسيق عملية الانتشار هذه بشكل افضل مع الحكومة اللبنانية بهدف توضيح الهدف منذ البداية وعدم ترك المجال لأي مفاهيم خاطئة في هذا الصدد. وفي هذا الاطار، اكد مسؤولون امنيون بارزون لبنانيون وسوريون للمنسق الخاص للشؤون اللبنانية التابع لي ان عملية توسيع دائرة الانتشار السوري الى الحدود الشرقية التي تمت في نهاية شهر تشرين الاول (اكتوبر) تمت، حينها، بالتعاون الوثيق بين الجانبين.

 

و ـ حقول الالغام والقنابل العنقودية

45 ـ منذ التقرير الاخير الذي قمت برفعه الى مجلس الامن، باشر مركز تنسيق عمليات نزع الالغام التابع للامم المتحدة في جنوب لبنان بعملية اعادة تقويم تنفيذية لمراجعة المعلومات المتوفرة والمعلومات الجديدة المتعلقة بالمواقع المشبوهة في جنوب لبنان. وبحسب المراجعة، ان بعض الضربات العسكرية التي تم تحديدها سابقا وتلك المسجلة قد تكون اكبر بكثير مما اشارت اليه التوقعات الاساسية. بالاضافة الى ذلك، تم تحديد 74 موقعا للقنابل العنقودية جراء الضربات العسكرية، مما يرفع عدد المواقع الى 1058 حتى الان. وبالنتيجة، ارتفعت مساحة المنطقة المشبوهة الى 48.1 مليون متر مكعب، فيما كانت تقتصر على 32 مليون متر مربع بحسب الارقام الاساسية والتي استخدمت للتخطيط التنفيذي فور انتهاء الحرب. وحتى الساعة، قام المركز بتنسيق عملية المسح وخفض مساحة المنطقة المشبوهة الى 40.2 مليون متر مكعب بفضل الجهود المشتركة للجيش اللبناني، وقوات اليونيفيل، والامم المتحدة ومنظمات المسح ذات التمويل الثنائي الجانب. فمنذ انتهاء حرب 2006، تم تحديد موقع 150.255 قنبلة عنقودية وتدميرها.

46 ـ خلال فترة اعداد التقرير، ادت الحوادث الناجمة عن المواد غير المنفجرة بما فيها القنابل العنقودية، الى جرح اربعة مدنيين، فارتفع بذلك عدد الضحايا المدنيين، منذ نهاية الحرب الى 27 قتيلا و234 اصابة. وفي 3 ايلول (سبتمبر)، قتل خبير بلجيكي تابع لفريق نزع المتفجرات في اليونيفيل، بالاضافة الى اصابة ثلاثة اشخاص من فريق مسح الالغام في حوادث متفرقة خلال فترة اعداد التقرير، ما يرفع عدد الضحايا من العاملين ضمن القوات الدولية الى 14 قتيلا و41 جريحا.

47 ـ ونفذ المركز التابع للامم المتحدة مشروع مسح للالغام في منطقة العديسة (القطاع الشرقي)، حيث تم مسح 70 الف متر مربع من الاراضي وتحديد موقع 4569 لغم وتدميرها في المناطق المحاذية للخط الازرق. وقد كان مشروع المسح هذا اول مشروع ينجزه المركز في المناطق الحساسة المحاذية للخط الازرق.

48 ـ لا تزال عملية الانتقال قائمة لتحويل المسؤولية الأساسية لإدارة عمليات المسح الإنسانية الى الجيش اللبناني فتصبح مركز العمل اللبناني لنزع الألغام بحلول 1 كانون الثاني (يناير) 2009. بموجب هذا الانتقال، ستنقسم الهيكلية المشتركة للجيش اللبنانية والأمم المتحدة التي يتشكل منها مركز الأمم المتحدة لنزع الألغام من جنوب لبنان بالتعاون مع ضباط الجيش اللبناني العاملين مع المركز الدولي المذكور والذين يعملون في الوقت نفسه ضمن المركز اللبناني المناطقي لنزع الألغام ومقره النبطية، وسائر فريق عمل مركز نزع الألغام التابع للأمم المتحدة في جنوب لبنان الذي سيعمل فقط على دعم عمليات المسح التي تقوم بها قوات اليونيفيل وفريق نزع المتفجرات.

49 ـ منذ التقرير الأخير الذي قمت بإعداده ورفعه الى مجلس الأمن، لم يسجل أي تقدم من جانب إسرائيل لجهة تزويدنا بالمعطيات التقنية الدقيقة لضرباتها العسكرية، إن من ناحية العدد، أو النوع، أو المواقع التي سقطت فيها القنابل العنقودية خلال حرب 2006. وبالتالي، مع غياب المعطيات التقنية لهذه الضربات، لا يمكن تحديد حجم الألغام في المنطقة المعنية. من هنا، تسعى الامم المتحدة، في مقرها وفي عملها الميداني، جهدها للحصول على المعلومات التقنية حول القنابل العنقودية. وقد تطرقت الى المسألة في اجتماعي مع وزير الدفاع الإسرائيلي، تماماً كما فعل المنسق الخاص للمنظمة للشؤون اللبنانية

خلال المحادثات الثنائية. بالإضافة الى ذلك، تم التطرق الى هذه المسألة بشكل مستمر في المؤتمر الثلاثي، وفي اللقاء الثنائي لقيادة قوات اليونيفيل. ففي رسالته التي وجهها الي بتاريخ 17 تشرين الأول (اكتوبر) 2008، ركز رئيس الحكومة فؤاد السنيورة على أن غياب المعلومات التقنية حول الضربات العسكرية الإسرائيلية قلل من فاعلية عملية إزالة الألغام وعرض حياة المدنيين اللبنانيين الى مزيد من الخطر.

 

ز ـ الجنديان المخطوفان والاسرى

50 ـ شدد قرار مجلس الأمن 1701 على "الحاجة الى التطرق بشكل طارئ الى القضايا التي فاقمت الأزمة الراهنة، بما فيها إطلاق سراح الجنديين الإسرائيليين غير المشروط" (ايهود غولدواسر وايلداد ريغيف). بالإضافة الى ذلك، شجع القرار "الجهود الرامية الى حل مسألة الأسرى اللبنانيين في إسرائيل بشكل طارئ". يذكر من بين الأسرى اللبنانيين سمير القنطار ونسيم نصر بالإضافة الى مقاتلين من حزب الله أسرهم الجنود الإسرائيليون في حرب 2006. وقد كان معلوماً من الجميع أن الجانبين يحتفظان أيضاً برفات المقاتلين الذي قضوا في الميدان في الحرب ذاتها.

51 ـ لقد قمت بتعيين وسيط في أيلول (سبتمبر) 2006 للقيام بالمفاوضات بالانابة عني. وقد بدأت المفاوضات فور انتهاء النزاع، بدءاً بالاتصالات الاستكشافية. فقد طالب حزب الله بإطلاق سراح جميع الأسرى اللبنانيين المحتجزين في إسرائيل، بالإضافة الى المعتقلين الفلسطينيين والعرب. ومن جانبها، شددت إسرائيل على ضرورة الالتزام بالقرار 1701 (2006) والحصول على دليل يفيد أن الجنديين لا يزالان على قيد الحياة قبل الدخول في أي مناقشات أخرى.

52 ـ تباحث الوسيط مع حزب الله حول عدد من الخطوات الواجب اتخاذها لتحديد مصير الجنديين في مقابل الحصول على مبادرات إنسانية من جانب إسرائيل. وتواصلت المفاوضات مع الجانبين خلال العام 2007، حيث واصل الوسيط تقديم اقتراحات إضافية.

53 ـ وبمناسبة عيد الفطر (13 تشرين الاول/ اكتوبر) 2007، حصل تبادل إنساني محدود أعده الوسيط الذي عينته، عندما أطلقت إسرائيل سراح أحد مناصري حزب الله وسلمت رفات مقاتلين قتلا في الميدان مقابل إعادة الحزب رفات المواطن الإسرائيلي المفقود غبريال داويت.

54 ـ واستؤنفت المفاوضات جدياً في شهر آذار (مارس) 2008 عندما أعاد الجانبان تأكيد التزامهما تطبيق البنود المتعلقة بالشق الإنساني في القرار 1701. وقد رفع الوسيط في نهاية شهر نيسان (أبريل) 2008 مشروع اتفاق معدلاً الى الجانبين، لوضع اتفاق إنساني. غير أن الأحداث التي وقعت في لبنان في شهر أيار (مايو) 2008 أدت الى تأجيل إضافي للمفاوضات، والتي لم تستأنف إلا بعد انتخاب الرئيس ميشال سليمان في 25 أيار (مايو) 2008. وفي 1 حزيران (يونيو) 2008، تم اطلاق أحد الأسرى اللبنانيين نسيم نصر بعد أن أمضى عقوبة السجن لست سنوات وعاد من بعدها الى لبنان. في الوقت ذاته اعاد "حزب الله" رفات بعض الجنود الاسرائيليين الذين قتلوا في العمليات العسكرية. وقد أعقبت المفاوضات الإضافية بين الوسيط والجانبين إبرام الاتفاق الإنساني بين حزب الله وإسرائيل في اليوم التالي أي 2 تموز (يوليو).

55 ـ أدى الاتفاق الإنساني أولاً الى تبادل التقارير المعلقة بالحالات الإنسانية الدقيقة، بما فيها قضية الطيار الإسرائيلي رون اراد الذي فقد في لبنان في العام 1986، ومصير الإيرانيين الأربعة الذين اختطفوا في لبنان في العام 1982. ودعا الاتفاق في جزئه الثاني الى إعادة الجنديين الإسرائيليين المخطوفين الى إسرائيل مقابل عودة السجناء اللبنانيين الخمسة المحتجزين في إسرائيل ورفات اللبنانيين الثمانية الذين قتلوا في المعارك خلال حرب 2006، بالإضافة الى تبادل معلومات عن المواطنين اللبنانيين (يحيى سكاف ومحمد فران)، ورفات 4 عناصر من مجموعة دلال المغربي ونحو 199 لبنانياً آخرين من أصول فلسطينية.

56 ـ وفي الجزء الأخير، يتعين على إسرائيل إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين "بفضل الوساطة الناجحة التي قامت بها الأمم المتحدة واستباقاً للمساعي الإضافية التي ستوظفها المنظمة الدولية لتحديد مصير رون اراد وغيره من المفقودين الاسرائيليين".

57 ـ بدأ تطبيق الاتفاق بعد إبرامه بفترة قصيرة عندما جرى تبادل للأسرى عند نقطة الناقورة الحدودية في 16 تموز (يوليو) 2008، وفقاً لجدول زمني مفصل حدده الوسيط الذي عينته والذي دعمته المنظمة الدولية للصليب الأحمر وقوات اليونيفيل. وفي خطاب ألقاه في 16 تموز (يوليو)، أعلن الأمين العام لحزب الله اكتمال عملية إطلاق الأسرى عن طريق المفاوضات. فبعد 18 شهراً من الجهود المكثفة، تم تطبيق الشق الإنساني من القرار 1701.

58 ـ كذلك، أعرب الأمين العام للحزب في خطابه في اليوم نفسه عن سروره لنجاح عملية التبادل في حين قدم تعازيه للعائلات المفجوعة. وأمل أيضاً إنجاز خطوات ايجابية إضافية بنتيجة عملية التبادل هذه. وفي 6 آب (اغسطس)، أطلقت إسرائيل سراح خمسة سجناء فلسطينيين في خطوة مباشرة لاتفاقها مع حزب الله. وفي اليوم ذاته، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت عن نيته إطلاق سراح عدد كبير من السجناء الفلسطينيين في وقت لاحق من الشهر في خطوة تهدف الى دعم عملية السلام التي أقرها مؤتمر انابوليس. وفي 25 آب (أغسطس)، أطلقت إسرائيل سراح 198 معتقلاً فلسطينياً.

 

ح ـ ترسيم الحدود

59 ـ اني أبدي سروري لأن الرئيسين اللبناني والسوري أعلنا إعادة تفعيل عمل اللجنة اللبنانية ـ السورية، عقب القمة التي عقداها في دمشق في 13 و14 آب (أغسطس)، والتي أوكلت اليها مهمة ترسيم الحدود المشتركة بين البلدين. وأود الترحيب أيضاً بهذه الانطلاقة الجديدة للتطرق الى المسألة وتشجيع الجانبين على اتخاذ تدابير ملموسة عملاً بهذا الالتزام. وأكد المسؤولون السوريون للمنسق الخاص للشؤون اللبنانية الذي قمت بتعيينه، أنهم على أتم الاستعداد لتنفيذ هذا الالتزام في أقرب وقت. من هنا، من شأن هذه المسألة ان تشكل إنجازاً بارزاً نحو التطبيق الكامل للقرارات 1680 (2006) و1701 (2006).

60 ـ في التقرير الأخير الذي قمت بإعداده عن تطبيق القرار 1701 (2006)، أعربت عن نيتي تقوية العملية الديبلوماسية الهادفة الى حل قضية مزارع شبعا وفقاً لما نصت عليه الفقرة 10 من القرار 1701 (2006)، ومواصلة مشاوراتي المتعلقة بهذه المسألة الرئيسية مع كافة الأطراف المعنية. وقد كرر وزير الخارجية السوري بشكل قاطع للمنسق الخاص للشؤون اللبنانية الذي قمت بتعيينه خلال اجتماع عقد في دمشق في 6 تشرين الثاني (نوفمبر) أن مزارع شبعا تخضع للسيادة اللبنانية. ووفقاً للتحديد الجغرافي لمزارع شبعا، لم استلم حتى الآن أي رد رسمي للتحديد الموقت إن من جانب إسرائيل أو من جانب سوريا. إضافة الى ذلك، أبلغ وزير الخارجية السوري المنسق الخاص للشؤون اللبنانية الذي قمت بتعيينه أن الجمهورية العربية السورية لا تمتلك الخرائط التي طلبتها في وقت سابق والتي من شأنها أن تساعد في تحديد التخطيط الخاص بالإحداثيات الجغرافية للخطوط الجغرافية ذات الصلة.

3 ـ أمن وسلامة قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان

61 ـ تظل سلامة وأمن قوات اليونيفيل أولوية. الفترة التي يغطيها التقرير شهدت هدوءاً نسبياً في منطقة العلميات، بالرغم من تهديدات محددة، بعض هذه التهديدات جاء من مجموعات مسلحة ومتشددة، بما فيها القاعدة. الجهود المشتركة والتعاون مع السلطات اللبنانية والقوات المسلحة اللبنانية ضمنت التصرف مع التهديدات ضد اليونيفيل بالطرق المناسبة. وعلى الرغم من التزام كافة الأطراف ضمان سلامة وأمن اليونيفيل ومسؤولية الحكومة اللبنانية عن القانون والنظام، تراجع اليونيفيل بشكل منتظم كافة إجراءاتها وتركز على تحقيق قياس الخطورة على عامليها، مواردها، ومنشآتها أثناء ضمان تنفيذ تكليفها. في هذا الخصوص، وبالإضافة الى الإجراءات الإلكترونية لتعطيل الأجهزة المتفجرة، تستطيع اليونيفيل الاعتماد على آليات صغيرة جوية غير مأهولة، وهي أداة مهمة في التحقق من المخاطر، تستخدم بطريقة سرية من قبل قائد القوة لتحسين حماية القوة وسلامة الموظفين المدنيين.

62 ـ تم تحقيق تقدم في التحقيقات المتعلقة بالهجوم على اليونيفيل بتاريخ 24 حزيران 2007. زار فريق تحقيق اسباني لبنان في الفترة بين 5 و11 تموز للقيام بمزيد من التحقيقات المشتركة مع السلطات اللبنانية، بما في ذلك فحص مشترك للأدلة من قبل خبراء جنائيين. أشارت تحقيقات جنائية في منطقة الاعتداء الى وجود أدلة إضافية محتملة. سلّم فريق التحقيق الاسباني بقايا الآلية، التي استخدمت للتفجير، الى السلطات اللبنانية، إضافة الى رقم اللوحة ليقوم بتحليلها. بعد الموافقة الرسمية للسلطات اللبنانية، أخذ الفريق الاسباني الأدلة التي احتفظت بها الفرقة العسكرية الاسبانية في اليونيفيل، للمزيد من التحليلات في اسبانيا.

63 ـ بدأت في الـ29 من ت1 محاكمة عدد من المهتمين بسلسلة من الاعتداءات الإرهابية، من بينهم مشتبه به بهجوم الـ16 من تموز ضد اليونيفيل على جسر القاسمية. كما تم إصدار مذكرة توقيف بحق شريك مزعوم. على صعيد آخر، يستمر احتجاز شخصين مشتبه بهما، وتم إصدار 3 مذكرات توقيف في ما يتعلق بالهجوم الذي حصل ضد اليونيفيل في صيدا بتاريخ 8 ك2 2008، وتم تحديد يوم 23 ك2 2009 كموعد لبدء المحاكمة. تم منح اليونيفيل صفة مراقب خلال هذه الجلسات.

4 ـ نشر قوى الأمم المتحدة الموقتة في لبنان

64 ـ ابتداء من 11 ت2 2008، أصبح عديد قوة اليونيفيل العسكرية في لبنان 12770 شخصاً، مع قوة مدنية من 318 شخصاً من جنسيات مختلفة و656 عاملاً محلياً. وتحظى اليونيفيل بدعم 51 مراقباً تابعين لمنظمة الإشراف على الهدنة التابعة للأمم المتحدة، مجموعة لبنان. وقوة مشاة من ماليزيا يصل عددها الى 230 جندياً تم نشرها في اليونيفيل خلال نهاية شهر ت1، تعمل مع الكتيبة الفرنسية في القطاع الغربي. كما قامت إندونيسا بتزويد اليونيفيل بـ150 شخصاً يشكلون فصيلة تعمل على حفظ أمن مجمع القيادة الموسع في الناقورة، بالإضافة الى 50 شخصاً إضافياً ضمن فصيلة الدعم في مقر القيادة، و75 شرطياً دولياً اندونيسياً، يتوقع نشرهم نهاية ت2. كما وصل أفراد، من الوحدة العسكرية، الى البعثة، مع أن البعثة لم تصل الى العدد الكامل، إلا أنها بدأت مهامها منذ آب الماضي. كما أن الأعمال الهندسية في مقر القيادة في الناقوةر جارية. ويتوقع أن تنتهي المرحلة الأولى من المشروع بحلول نيسان 2009، كما تقوم البعثة بتحسين وسائلها للمراقبة الجوية.

65 ـ تستمر القوة البحرية الأوروبية بقيادة القوة البحرية، وذلك منذ أوائل شهر آب، حيث كانت بقيادة فرنسية جاءت خلفاً للقيادة الايطالية. تضم القوة البحرية حالياً 4 فرقاطات، 5 مراكب دوريات، وسفينتين للقيادة والدعم. التشكيل الحالي للقوة كافٍ للقيام بالمهمة.

5 ـ المراقبة

66 ـ أنا سعيد أنه لم يكن هناك خرق لوقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل وأن هدوءاً نسبياً استمر مسيطراً، علماً بأن تحقيق تقدم أكبر كان يجب أن ينجز منذ تبني القرار في آب (أغسطس) 2006.

67 ـ إن التحسن العام في الوضع في لبنان، مترافق مع الاستقرار في منطقة العمليات ومؤشرات التقدم المشجعة في المنطقة، كل ذلك ينبغي أن يوفر دافعاً لدى إسرائيل ولبنان للعمل على التوصل الى وقف دائم لإطلاق النار وحل طويل الأجل وفق ما جاء في القرار 1701 (2006).

68 ـ كما يتبين من تقريري الحالي حول تنفيذ القرار 1595 (2004) (س/2008/654)، أنا منزعج من تبادل التهديدات المتكرر بين إسرائيل و"حزب الله"، خصوصاً عندما يكون موجهاً خصوصاً الى المدنيين. في هذا السياق، لفت رئيس الحكومة اللبنانية، في رسالتيه الأخيرتين في 22 آب (أغسطس) و16 تشرين الأول (أكتوبر)، انتباهي الى التهديدات التي يطلقها مسؤولون إسرائيليون ضد لبنان. أنا أكرر دعوتي لكل الفرقاء بالابتعاد عن التصريحات والأعمال التي قد تؤدي إلى تصعيد التوتر.

69 ـ فيما أنا راضٍ عن مستوى وطبيعة التعاون بين اليونيفيل والجيش اللبناني في منطقة عمل اليونيفيل، أحض الحكومة اللبنانية على مواصلة ضمان أن يستمر انتشار القوات المسلحة اللبنانية في الجنوب بشكل يتناسب مع المهمة الموكلة اليها هناك، وفق ما يوجبه القرار 1701 على لبنان. إن مساعدة اليونيفيل للقوات المسلحة اللبنانية لا يمكنها ويجب أن لا تكون بديلاً عن مهمة الجيش اللبناني.

70 ـ كما ورد في التقرير السابق، فإن المسؤولية الأمنية المزدوجة للجيش اللبناني، ونقص العتاد العسكري، يترك تأثيراً على عمليات الجيش اللبناني في جنوب لبنان. أنا لذلك، ممتن للدول التي تقدم تجهيزات وتدريبا ودعما لوجستيا للقوات المسلحة اللبنانية. إن استمرار هذه المساعدات أمر ضروري لتلبية حاجة الجيش اللبناني الكبيرة للتجهيزات وتطوير قدراته اللوجستية والعملياتية لجعله في موقع يمكنه من تحمل المسؤوليات الملقاة على عاتقه بموجب القرار 1701 (2006)، وكذلك المسؤوليات الأمنية الأخرى في باقي أرجاء البلاد.

71 ـ ان عمليات مراقبة اليونيفيل، مترافقة مع حوادث الحد من حرية تحركها هو مصدر قلق. ان ذلك يزيد من التوتر ويرفع علامات الشك في دوافع المتورطين. وانا اشدد على ضرورة ضمان ان تكون المنطقة بين الخط الازرق ونهر الليطاني خالية من المسلحين ومن العتاد والسلاح غير المصرح له. واحض الحكومة اللبنانية على ضمان الحرية التامة لحركة القوات (اليونيفيل) في منطقة عملياتها واكرر دعوتي لكل الاطراف لاحترام التزاماتها كما ينص عليها القرار 1701 (2006).

72 ـ أود تذكير الفرقاء بالتزاماتهم ازاء الخط الازرق كما حددته الامم المتحدة في العام 2000. انا قلق من الوقت والنقاش اللذين تطلبهما لتحقيق تقدم في وضع علامات منظورة لتحديد الخط الأزرق. امل ان زخما جديدا سوف يتولد بعد التوصل الى اتفاق حول الاستراتيجية الجديدة، واحض الاطراف على مضاعفة تعاونها مع اليونيفيل والتركيز على هذه الاهداف العملية بغية خفض عدد الانتهاكات غير المتعمدة وبناء الثقة.

73 ـ لقد اخذت علما بافتتاح مكتب لليونيفيل في تل ابيب واحض السلطات الاسرائيلية على تقديم كل الدعم المطلوب لليونيفيل لتمكين البعثة من مواصلة انشاء المكتب.

74 ـ ان توقيع اتفاق التبادل الديبلوماسي بين لبنان والجمهورية العربية السورية يفترض حصول تقدم مستقبلا في عدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك والتي يتضمنها القرار 1701 (2006) كمتوجبات، بما في ذلك تحديد الحدود بينهما وزيادة التعاون بشأن أمن الحدود. انا احض حكومتي لبنان والجمهورية العربية السورية للقيام بخطوات عملية وملموسة في المستقبل القريب لتحديد حدودهما المشتركة. في الوقت ذاته، سأواصل جهودي الديبلوماسية الهادفة الى حل قضية منطقة مزارع شبعا وفق الفقرة 10 من القرار 1701 (2006). سوف ابقي المجلس على اطلاع.

75 ـ انا اشجع الفرقاء على البدء على اساس مقترح اليونيفيل (الفقرة ذات الصلة 14 س/2008/425) لتسهيل انسحاب الجيش الاسرائيلي من الجزء (االبناني) من قرية الغجر ومنطقة اخرى موازية شمال الخط الازرق، التي من دونها لن تكون اسرائيل قد اتمت الانسحاب من جنوب لبنان وفقا لموجبات القرار 1701 (2006). ان اتفاقا على اساس اقتراح اليونيفيل وتنفيذه سوف لن يساهم فقط في تعزيز الامن والاستقرار على الارض، انما ايضا سوف يساعد الاطراف على الوفاء بالتزاماتها في التنفيذ الكامل للقرار 1701 (2006).

76 ـ اجدد تأكيدي الحاجة الى الاحترام الفوري وغير المشروط لحظر تهريب السلاح الى لبنان الذي يمثل جانبا اساسيا في التقرير 1701 (2006). يجب ان يتم التقيد به شكل تام ومن دون استثناءات. ان الاطراف الاقليمية، خصوصا تلك التي ترتبط بعلاقات مع "حزب الله" ومجموعات اخرى في لبنان، مجبرة على القبول من دون اعتراض على حظر السلاح. ان اي تقصير في هذا يعد انتهاكا للسيادة اللبنانية وتهديدا لاستقرار البلاد والمنطقة برمتها.

77 ـ ان هدف مساعدة لبنان على تطوير قدرته على ادارة الحدود مسألة اساسية، وأحد الاشياء التي سيبقى منسقي الخاص ملتزماً بها. أعتقد ان الاقتراحات التي قدمتها "ليبات2" (اللجنة المستقلة لتقويم عملية مراقبة الحدود اللبنانية ـ السورية) في تقريرها الثاني يقدم اسسا لعمل مستقبلي للحكومة اللبنانية بدعم من المجتمع الدولي. ويشير ذلك التقرير الى عدد من التوصيات التي يمكن لها ان تسهل الانتشار من دون تعقيدات سياسية وبنيوية ومالية. انا ارحب بالخطوات التي قامت بها الحكومة اللبنانية منذ نشر تقرير "ليبات 2"، خصوصا اشراك وكالات امنية لبنانية ومانحين للبدء بعملية تهدف الى وضع استراتيجية حدودية شاملة ومتقنة. عملية التخطيط الاستراتيجية هذه تحتاج الى وجود جهة مسؤولة مشكلة من كل السلطات اللبنانية ذات الصلة اذا اريد لها السير قدما. احض الجهات المانحة ان تدعم الجهود وعلى تحديد المناطق التي تحتاج السلطات اللبنانية فيها للمساعدة.

78 ـ ارحب بقرار لبنان والجمهورية العربية السورية لتحسين الامن المشترك على طول حدودهما المشتركة وفق الاتفاق الذي تم التوصل اليه بين الرئيسين (اللبناني ميشال) سليمان و(السوري بشار) الاسد والقرار 1680 (2006) و1701 (2006). وفي هذا المجال، ارحب بالخطوات التي اتخذتها السلطات السورية لوضع نظيرتها اللبنانية في صورة نشر وحدات عسكرية سورية قبالة الحدود الشرقية للبنان، بما يبدد اي سوء فهم كما حدث عند القيام بمناورات في السابق.

79 ـ انا قلق من وجود المجموعات المسلحة التي تعمل داخل لبنان وخارج سيطرة الدولة. ان وجود هذه المجموعات يمثل تحدياً للاستقرار والسيادة في لبنان. ان الوجود المستمر لهذه المجموعات ونشاطاتها، يعرقل التطبيق التام للقرار 1701 (2006). لقد سجلت ان البيان الوزاري الذي اقره البرلمان اللبناني في 21 اب (اغسطس) يؤكد التزام الحكومة بالقرار 1701 (2006) بكل محتوياته. وفي هذا السياق، اعتقد جازما ان قضايا اساسية يجب ان تحل عبر الوسائل الديبلوماسية وانا اتوقع من كل الاطراف احترام تعهداتهم والسير قدما بجهودهم في هذا المجال وفق مقتضيات القرار 1701 (2006).

80 ـ إن الحوار الوطني يمثل عملية معقدة وأساسية تمس قضايا متعلقة بوجود وشكل الدولة اللبنانية. آمل أن ينظر قادة الحوار الوطني الى هذه القضايا الأساسية في جلستهم المقبلة، وأن يبقوا ملتزمين هذه العملية.

81 ـ أحض مجدداً إسرائيل على الوقف الفوري لكل طلعاتها فوق الأراضي اللبنانية لكونها تنتهك السيادة اللبنانية والقرار 1701 (2006) وتسبب توتراً وسط السكان المحليين، بالإضافة الى أنها تقوض مصداقية اليونيفيل والجيش اللبناني.

82 ـ أجدد التأكيد على دعوتي العاجلة للحكومة الإسرائيلية لتقديم بيانات تقنية عن ضرباتها وكميات وإحداثيات انتشار القنابل العنقودية التي تمت في خلال صراع العام 2006. إن المعلومات هذه ضرورية لجعل عمليات التنظيف تتم بوتائر أسرع في جنوب لبنان وخفض عدد الحوادث التي تصيب كلاً من المدنيين وخبراء إزالة الألغام. إن كل يوم يمر من دون وجود هذه المعلومات، يجعل قائمة المصابين بسبب حرب 2006 تنمو أكثر.

83 ـ يسعدني التوصل أخيراً الى حل مسألة الجنود الإسرائيليين المخطوفين، والأسرى اللبنانيين المحتجزين في إسرائيل. وأقدم تعازي الحارة لعائلات الجنود القتلى وأتأسف لأن حل مشكلتهم ومصيرهم استغرق وقتاً طويلاً. ومع أن تبادل الرسائل حول الطيار الإسرائيلي المفقود رون أراد والمواطنين الإيرانيين الأربعة الذين اختفوا في بيروت عام 1982، كان مفيداً، إلا أنني أظل مقتنعاً بأنه يمكن القيام بالمزيد لحل هاتين المسألتين اللتين مضى عليهما أكثر من 20 عاماً. إن الأمم المتحدة مستعدة للمساعدة بأي طريقة تستطيعها.

84 ـ أمتدح الحكومة اللبنانية لالتزامها تحسين الظروف المعيشية للاجئين الفلسطينيين داخل وخارج المخيمات، كما جاءني بيانها الوزاري الأخير، من دون أي تحيّز لمسألة توطين الفلسطينيين في إطار اتفاق سلام عربي ـ إسرائيلي نهائي. قامت الكثير من الدول المانحة بالتجاوب المباشر للنداءات التي أصدرتها الدولة اللبنانية والأونروا لإعادة إعمار مخيم نهر البارد والمناطق اللبنانية المجاورة له. هذا مع العلم أنه يجب تأمين المزيد من المنح إذا كان لهذا المشروع الضخم أن ينجح.

85 ـ أعبر عن امتناني لكافة الدول المشاركة في قوات اليونيفيل لالتزامها بمهمة هذه القوات وتطبيق القرار 1701 (2006). وأؤكد مرة أخرى على الحاجة لهذا الدعم المستمر لليونيفيل، بما في ذلك الالتزام بالمشاركة بمزيد من الجنود والإمكانيات لتمكين القوة من تنفيذ نشاطاتها المنصوص عليها براً وبحراً بشكل حازم وفعال. أنوي أن أطري قائد قوات اليونيفيل والقوات العسكرية والمحافظين على السلام المدنيين، الذين يستمرون بلعب دور حساس بالترويج للسلام والاستقرار في جنوب لبنان، بالإضافة الى المنسق الخاص للبنان وطاقم عمله. في الوقت نفسه، أظل مهتماً بسلامة وأمن العاملين في إطار الأمم المتحدة وأحث كافة الأطراف الالتزام بواجباتها لضمان أمانهم وأمنهم.

86 ـ سيحظى لبنان وإسرائيل، خلال الأشهر المقبلة، بفرصه للابتعاد عن المواجهة، من خلال تحقيق تقدم على صعيد تطبيق القرار 1701 (2006). كما أدعو قادتهم لاغتنام الفرصة المتاحة لهم، لمصلحة شعوبهم ولاستقرار المنطقة.

87 أريد الإشارة بإيجابية الى استمرار جيران لبنان، سوريا وإسرائيل، بالمحادثات غير المباشرة عبر وساطة تركيا. إن هذا الجهد المرحب به يعزز فرص السلام والاستقرار في المنطقة وبخاصة في لبنان. وأنا شاكر للجهود الديبلوماسية التركية في هذا الخصوص. وأبقى مقتنعاً بوجوب تسخير كافة الجهود المتاحة لتحقيق سلام عادل ودائم وشامل في الشرق الأوسط.