المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم22  تشرين الثاني/2008

إنجيل القدّيس لوقا .32-27:11

وبَينما هو يَقولُ ذلك، إِذا امَرأَةٌ رَفَعَت صَوتَها مِنَ الجَمعِ فقالَت لَه: «طوبى لِلبَطنِ الَّذي حَمَلَكَ، ولِلثَّدْيَيْنِ اللَّذَينِ رَضِعتَهما!» فقال: «بل طوبى لِمَن يَسمَعُ كَلِمَةَ اللهِ ويَحفَظُها!». واحتَشَدتِ الجُموعُ فأَخَذَ يقول: «إِنَّ هذا الجِيلَ جيلٌ فاسِدٌ يَطلُبُ آية، ولَن يُعْطى سِوى آيةِ يُونان. فكما كانَ يونانُ آيةً لأَهلِ نِينَوى، فكذلِكَ يَكونُ ابنُ الإِنسانِ آيَةً لِهذا الجيل. مَلِكَةُ التَّيمَنِ تَقومَ يَومَ الدَّينونَةِ مَعَ رِجالِ هذا الجيلِ وتَحكُمُ علَيهِم، لِأَنّها جاءَت مِن أَقاصي الأرضِ لِتَسمَعَ حِكمَةَ سُلَيمان، وههُنا أَعظَمُ مِن سُلَيمان. رِجالُ نِينَوى يَقومونَ يَومَ الدَّينونَةِ مَعَ هذا الجيلِ ويَحكُمونَ علَيه، لأَنَّهم تابوا بإِنذارِ يُونان، وههُنا أَعظمُ مِن يُونان.

 

القدّيس بِرنَردُس (1091-1153)، راهب سيستِرسياني وملفان الكنيسة/"طوبى لِمَن يسمعُ كلمةَ الله ويَحفَظُها"

كانت مريم متحفّظة جدًّا؛ نجد الدليل على ذلك في الإنجيل. متى بدت لنا ثرثارة أو مدّعية؟ ذات يوم، وقفَتْ في خارج الدار لأنّها كانت ترغب في التحدّث إلى إبنها، لكنّها لم تستخدم نفوذها كأمّ لمقاطعة تبشيره أو للدخول إلى الدار حيث كان يبشّر (مر3: 31). إن كانت ذاكرتي قويّة، لم يذكر الإنجيليّون كلام مريم سوى أربع مرّات. المرّة الأولى حين توجّهَتْ إلى الملاك؛ كان كلامها مجرّد جواب. المرّة الثانية خلال زيارتها إلى إليصابات، حين أرادَتْ مريم أن تعظّمَ الربّ بعد أن عظّمَتها نسيبتها. المرّة الثالثة حين كانت تشكو لإبنها البالغ 12 سنة من أنّها ووالده كانا يبحثان عنه متلهّفين. المرّة الرابعة في عرس قانا الجليل حين استدعت ابنها والخدّام.

في المناسبات الأخرى كلّها، كانت مريم قليلة الكلام وكثيرة الإصغاء، لأنّها "كانت تحفظ جميع هذه الأمور وتتأمّلها في قلبها" (لو2: 19). لا، لن تجدوا أنّها تكلّمت في أيّ مكان آخر، حتّى عن سرّ التجسّد. الويل لنا، نحن الذين نكثر من الكلام! الويل لنا، نحن الذين نسكب نفوسنا، كما الوعاء المثقوب! كم مرّة سمعت مريم ابنها، لا يتحدّث إلى الجماهير بالأمثال فحسب، بل يكشف للتلاميذ على انفراد أسرار ملكوت السموات. لقد رأته مجترحًا المعجزات، ومعلّقًا على الصليب، ولافظًا أنفاسه الأخيرة، وقائمًا من الموت وصاعدًا إلى السماء. خلال هذه المناسبات كلّها، كم مرّة قيل لنا إنّه سُمع صوت العذراء؟ كلّما كانت مريم عظيمة، كلّما تواضعَتْ، ليس فقط في كلّ شيء، بل أكثر من الجميع.

 

الرئيس سليمان وجه رسالة الى اللبنانيين في ذكرى الاستقلال: فلتكن تضحيات اللبنانيين من اجل اعادة بناء الدولة الجامعة

ما تحقق ارسى مناخا عاما من التوافق والتوازن على مختلف المستويات

استقلال الوطن لا يكتمل الا باستقلال القضاء وقيام دولة الحق والمؤسسات الشفافة والعادلة التي تحارب الفساد وتسعى للاصلاح

وطنية-21/11/2008(سياسة) اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، أن "الوطن لا يبنى، والاستقلال لا ينجز، إلا بالتضحيات "، داعيا الى أن تكون تضحيات اللبنانيين اليوم " من أجل إعادة بناء الدولة الجامعة، القادرة والعادلة، بعيدا عن التجاذبات والمحسوبيات".

ولفت الى ان العمل خلال الأشهر الستة المنصرمة تركز "على تحديد الأولويات، ورسم رؤية تحمي الاستقلال، وعلى تغليب لغة الحوار والتوافق، وإحياء عمل المؤسسات"، مشيرا الى ان ما تحقق خلال هذه الفترة، "ارسى مناخا عاما من التوافق والتوازن على مختلف المستويات ".

واعتبر ان استقلال الوطن " لا يكتمل إلا باستقلال القضاء، وبقيام دولة الحق والمؤسسات الشفافة والعادلة التي تحارب الفساد وتسعى للإصلاح وتتيح تكافؤ الفرص، وتساهم تاليا بتعزيز الحرية الفردية والانتماء الوطني والإدراك الفعلي لمعاني الاستقلال ".

وشدد على واجب الدولة والقوى الحية في البلاد "إيلاء أهمية خاصة للمشاكل الاقتصاديّة والاجتماعيّة والمعيشيّة والتربوية والصحية التي تشغل يوميا حيّزا واسعا من وقت الشعب وجهده ومدخراته "

ودعا الشعب اللبناني، وعلى رأسه فريق الشباب الى مساءلة ومحاسبة المسؤولين، مشيرا الى اننا نعيش، لحسن الحظ، " في نظام ديموقراطي يسمح بإجراء مثل هذه المساءلة والمحاسبة. كما دعاه الى أن يوصل إلى المجلس النيابي من يأتمنه على أمنه وإنمائه وهناء عيشه ومصيره، ومن يمكنه أن يخدم بالصورة الفضلى مقاصد الاستقلال ومراميه.

وجه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ، لمناسبة الذكرى الخامسة والستين للاستقلال ، كلمة الى اللبنانيين ، هنا نصها :

" أيها اللبنانيون،

كلنا للوطن،

نعم كلنا للوطن؛ تعهد نكرر الالتزام به في كل حين، شيوخا وفتية ونساء ورجالا نلبي نداء الوطن كلما ساورته المحن.

منذ القدم كان الاستقلال حرية، فكلفنا تضحيات ودمارا وتهجيرا وشظف عيش واستشهادا.

وما زال الاستقلال حرية وسيادة وكرامة واستشهادا نبذل في سبيله، الغالي والنفيس.

من أجله تعرض رجال الاستقلال وأبطاله المعلومون والمجهولون للسجن والضرب والمهانة والاضطهاد.

ومن أجله، استشهد رؤساء جمهوريات وحكومات ورجال دين ودنيا واعلاميون وعسكريون ومقاومون طيلة المسيرة الإستقلالية، نخص منهم بالذكر من سقط في مثل هذا اليوم المجيد بالذات.

ولا يذكر الاستقلال منفصلا عن الجيش الذي رافقه وحماه منذ خمسة وستين عاما، فقدم التضحيات والشهداء بصمت الكبار وبطولاتهم، حفظا لشرف الوطن ولأمن المواطنين وكرامتهم.

وفي مواجهة الاحتلال تمكن لبنان بشعبه وجيشه ومقاومته من تحرير الأرض، ما عدا أجزاء ما زالت محتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم الشمالي من قرية الغجر، ومن استعادة جميع الأسرى والمعتقلين اللبنانيين في سجون العدوّ الإسرائيلي.

الوطن لا يبنى، والاستقلال لا ينجز، إلا بالتضحيات.

إلا أن التضحيات ليست تضحيات بالدم والفؤاد وحسب، بل بالانكباب على الواجب والانخراط في العمل في سبيل الخير العام، لأن الاستقلال قضية.

لقد احتفل اللبنانيون عام 1943 باستقلال الدولة، وسعوا في الستينيات إلى بناء دولة الاستقلال، وكادوا يقعون بعد عقد من الزمن، في شرك استقلال الدويلات. فإذا كان لا بد لنا من تقديم تضحيات جديدة اليوم، أفرادا وجماعات، فلتكن من أجل إعادة بناء الدولة الجامعة، القادرة والعادلة، بعيدا عن التجاذبات والمحسوبيات، وهو مشروع تدفعنا ذكرى الاستقلال اليوم، الى العمل من اجل إرساء قواعده وإعلاء بنيانه.

لقد عملنا خلال الأشهر الستة المنصرمة على تحديد الأولويات، ورسم رؤية تحمي الاستقلال، وعلى تغليب لغة الحوار والتوافق، وإحياء عمل المؤسسات. وتشكلت حكومة إرادة وطنية جامعة، وأقر بيان وزاري شامل. وتمت إعادة إرساء العلاقات اللبنانية - السورية على أسس ثابتة وواضحة أثمرت علاقات دبلوماسية كاملة وبيانا مشتركا يشكل مرجعية للعمل والمتابعة في مختلف المواضيع. وعادت الحيوية الى آليات التشريع الناظمة لمسيرة اعادة بناء الدولة. ومن أجل تعزيز المسيرة الوطنية انعقدت طاولة الحوار، إنطلاقا مما تم التوافق عليه في مؤتمر الحوار الوطني وما تم إقراره في اتفاق الدوحة، ومن ضمن اولوياتها وضع استراتيجية وطنية لحماية البلاد، ترتكز الى عناصر القدرة القومية المتمثلة بالقوة العسكرية والسياسية والإقتصادية والديبلوماسية على السواء.

وحصل تقدم في مجال التهدئة السياسية والإعلامية والمصالحات التي آمل في أن تستكمل في القريب العاجل، وتحققت نتائج ملموسة على صعيد المحافظة على الأمن والسهر عليه، وكشف شبكات تجسس إسرائيلية وخلايا إرهابية استهدفت الجيش وسلامة المواطنين، ما يستوجب منا المزيد من التضامن والوعي. وقد أرست هذه المقاربات والمعالجات كلها مناخا عاما من التوافق والتوازن على مختلف المستويات.

وكان لا بد من أجل تعويض غياب لبنان وتغييب مصالحه عن الساحة الدولية في السنوات الفائتة، من بذل جهد خاص في عواصم الدول الفاعلة وفي المحافل الدولية. فجاءت مواقف الدعم والتأييد من قادة العالم، لتؤكد استعادة لبنان موقعه ومكانته على الصعيدين الإقليمي والدولي، بما ينسجم مع رسالته ومع دوره المميز في هذا المجال.

كما أمكن خلق شبكة أمان ضرورية لصيانة مصالحنا القومية وقضية الأمن والاستقرار والتنمية في لبنان.

وفي هذا السياق ، سعينا الدائم لقيام سلام عادل وشامل في الشرق الاوسط على قاعدة قرارات الامم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية بكامل مندرجاتها ، كما أقرت في قمة بيروت عام 2002،والتي لا تسمح بأي شكل من أشكال التوطين.

وأبدينا حرصا خاصا في جولاتنا الخارجية على تعزيز التواصل مع اللبنانيين المنتشرين، كي يستعيدوا ثقتهم بدولتهم العائدة اليهم بوحدة الكلمة والموقف، وكي يبقوا فخورين بانتمائهم إلى وطنهم الأم، ولتحفيزهم على مزيد من الاستثمار في لبنان وتمتين أواصر الأخوّة وآليات التضامن مع أشقائهم المقيمين.

أيها اللبنانيون،

إذا كان للاستقلال بعد سياسي تمثل عام 1943 بارتقائنا إلى السيادة الدولية، وبنجاحنا لاحقا في تحرير معظم الأرض، وبعد أمني يترجم في سعينا الدؤوب لتعزيز قدراتنا العسكرية، فإن استقلال الوطن لا يكتمل إلا باستقلال القضاء، وبقيام دولة الحق والمؤسسات الشفافة والعادلة التي تحارب الفساد وتسعى للإصلاح وتتيح تكافؤ الفرص، وتساهم تاليا بتعزيز الحرية الفردية والانتماء الوطني والإدراك الفعلي لمعاني الاستقلال. ولا يترسخ استقلال الوطن الا بإستقلال المواطن فيه عن آفات الفقر والجهل والمرض، وما يتفرع عنها من ذل ومن قتل إبداع واعتلال إنتاج وتلوث بيئة وانهيار أخلاق. وهذا ما يستوجب من الدولة والقوى الحية في البلاد، إيلاء أهمية خاصة للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والتربوية والصحية التي تشغل يوميا حيزا واسعا من وقت الشعب وجهده ومدخراته، والتي تطغى على تفكيرنا الفردي والجماعي، وذلك على الرغم من نجاحنا في تحييد أنفسنا إلى حد بعيد عن تداعيات الأزمة المالية التي أربكت الأسواق العالمية والمجتمعات، وأظهرت صعوبة المحافظة على الاستقلال في عالم متداخل ومترابط على أكثر من صعيد، ما يتطلب منا دوما تثبيت عناصر التهدئة الداخلية والثقة المحفّزة للإستثمار.

الاستقلال، ليس مجرد استذكار ليوم مجيد من تاريخنا أو حالة ظرفية نستكين لها، ولا ثورة عابرة توضع مكاسبها في الجيوب، إنما هو فعل إيمان متجدد ونضال مستمر.

أيها اللبنانيون،

في وقت ما زال يقع على عاتق الدولة الكثير الكثير، والواجب الأساس في بناء الاستقلال والمحافظة عليه، فإن للمواطن في الداخل وللبنانيين المنتشرين في الخارج، دورا جوهريا داعما لتحصين هذا الاستقلال وترسيخه وتقوية منعته.

في هذا السياق، بإمكان الشعب، وفي طليعته فريق الشباب، أن يسائل ويحاسب، ونحن نعيش، ولحسن الحظ، في نظام ديموقراطي يسمح بإجراء مثل هذه المساءلة والمحاسبة، وأن يوصل تاليا إلى المجلس النيابي من يأتمنه على أمنه وإنمائه وهناء عيشه ومصيره، ومن يمكنه أن يخدم بالصورة الفضلى مقاصد الاستقلال ومراميه. ولا تنسوا يا طالبات وطلاب لبنان على وجه الخصوص، في سعيكم المشروع لتثبيت ذواتكم والاحلام، بأن الديموقراطية نمط حياة وممارسة، وبأن عليكم أن تبدأوا بتطبيقها على أنفسكم وفي صفوفكم قبل كل شيء، باحترام الرأي الآخر، بعيدا عن أي إساءة أو عنف.

ويتعزز الاستقلال من خلال احترام جميع المواطنين للقوانين وابتعادهم عن الفساد، والتزامهم القيم والأخلاق التي لا تقوم الأمم من دونها، وحرصهم على حماية البيئة، والتزامهم قواعد التربية المدنية السليمة، والانخراط في مختلف أنشطة المجتمع المدني الهادفة الى تعزيز الصمود والتضامن وتوسيع فسحات الأمل.

ويترسخ الاستقلال كذلك إذا التزم كل فرد من أفراد المجتمع في تفكيره وأدائه وتعامله مع الآخر مستلزمات الوفاق والوحدة الوطنيّة وروح الاعتدال، التي يجب أن تكون في المطلق، ميزة أي لبناني يعي جوهر انتمائه. إذ أن العمل على المحافظة على تمايز لبنان ورسالته وفرادته كبلد عيش مشترك وحوار وإخاء، شكل أساسي من أشكال الاستقلال. وثقوا ايها الشباب أن الحكمة والاعتدال هما وجه من وجوه البطولة.

وما دمنا توافقنا في مؤتمرات الحوار الوطني وفي خطاب القسم على نهائية الكيان وعلى المبادىء المرشدة للعمل الوطني، فلنبدأ فورا ومعا ورشة الإعمار، ولننتقل بسرعة من واقع السلطة الى واقع الدولة.

أيها اللبنانيون،

إذ نتعهد اليوم السعي لاعادة بناء الدولة المدنية الجامعة والقادرة والعادلة، على قاعدة الولاء المطلق للوطن والممارسة الديموقراطية الصحيحة والمواطنية الحقة، فلنشبك أيدينا ببعضنا، كمواطنين وكمجتمع وكدولة، ولنقرن القول بالعمل، بأمل وايمان ، بعزم جديد، وبثقة متجددة بالنفس.

عشتم وعاش لبنان "

 

مواجهة النفوذ الايراني في لبنان لم تـعد تشغـل الاوساط السنية فقط بل تعدته لتطال هيئات أخرى

صراع شيعي صامـت أبرز اركـانه السيستانـي

المركزية - تخفي المواجهة السنية الشيعية التي عاش لبنان أبرز فصولها في السابع من أيار الماضي حربا باردة حتى الساعة يدور رحاها على المستويين الاقليمي والدولي. وتعتبر أوساط شيعية مطلعة ان المحورين الايراني - السوري والسعودي - الاميركي يعكسان عبر امتداداتهما المتمثلة بحزب الله من جهة وتيار المستقبل من جهة ثانية ما يدور من صراع لا يزال باردا حتى الان على هذه الجبهة التي تشتعل نارها حينا كما تم في الهجوم بالمروحيات الذي نفذته قوة خاصة أميركية على احدى القرى السورية أخيرا، وتبرد أحيانا من خلال الحديث عن تبادل رسائل وموفدين بين المحورين.

وترى ان مواجهة النفوذ الايراني في لبنان في ضوء ما يجري من أحداث ومواجهات سياسية وأمنية تشمل غير منطقة من العاصمة بيروت ومن محافظتي الشمال والجنوب، لم تعد تشغل الاوساط السنية فقط اذ يتخوف العديد من الهيئات والتنظيمات الشيعية من تمدد هذا النفوذ ويعبر عن ذلك بالوسائل السياسية والاعلامية والتحرك اجتماعيا على الارض بافتتاح مركز صحي هنا وتجمع ديني هناك وما الى سواهما.

ولعل التحرك الابرز في هذا الاطار في رأي الاوساط ، يجسده المرجع الشيعي العراقي آية الله السيستاني الذي يعمل جاهدا على تعزيز نفوذه في الاوساط الشيعية في لبنان والمنطقة العربية ايضا. والشاهد الاكبر على ذلك تمثل اخيرا باكمال مكتب السيستاني في بيروت أعمال انشاء أكبر مجمع ديني واجتماعي وسياسي على طريق المطار في الضاحية الجنوبية لبيروت.

واللافت كان في افتتاح هذا المجمع الذي حمل اسم "الامام الصادق "الاجواء الاحتفالية التي هدفت الى تعزيز المكانة السياسية والاجتماعية لكل من رئيس المجلس النيابي رئيس حركة "امل" نبيه بري ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان، الذي كان اول من أدان "غزوة بيروت " وتوجيه السلاح المقاوم الى الداخل والذي دعا ولا يزال يدعو الى قيام الدولة اللبنانية.

اضافة فان مشاركة رئيس اللقاء الديموقراطي رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي في حفل افتتاح المجمع اعطت الدليل القاطع على التباعد الحاصل بين حزب الله وايران من جهة وبين الفئات الشيعية الاخرى التي يمثلها المرجع السيستاني في لبنان والداعية الى الحد من تمدد النفوذ الايراني في لبنان والمنطقة .

وتوضح الاوساط ان مسار العلاقات التي تتدهور بسرعة ما بين القوات الدولية في جنوب لبنان وعناصر المقاومة المتمثلة بحزب الله هو من المؤشرات اللافتة أيضا لهذه المواجهة الصامتة شيعيا ،فبينما يؤكد الفريق اللبناني المتمثل بالسيستاني مساندته لقوات الطوارئ العاملة في الجنوب ويدعو الى احتضانها من قبل اهالي المنطقة فان حزب الله يسعى الى تعزيز وجوده المخابراتي والعسكري في قرى المواجهة الامر الذي دفع القوات الدولية لتعزيز دورياتها المشتركة مع الجيش اللبناني في خطوة ترمي الى احكام السيطرة على جسور نهر الليطاني من منبعه الى مصبه لاعاقة تدفق الدعم اللوجستي لمقاتلي حزب الله ،علما ان القائد العسكري الجديد للحزب في قطاع الجنوب مصطفى شحادة يعتبر من قادة التيار المتشدد في التعامل مع القوات الدولية.

 

رئيس الوزراء الفرنسي غادر بيروت بعد خلوة في المطار مع الرئيس السنيورة

وطنية- 21/10/2008 (سياسة) اختتم رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون زيارته الرسمية للبنان التي استمرت يومين، بعد سلسلة لقاءات عقدها مع المسؤولين اللبنانيين تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين والأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة، ودور فرنسا في دعم لبنان في مختلف المجالات، ولا سيما منها السياسية والاقتصادية والعسكرية. وكان رئيس الوزراء الفرنسي وصل إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، آتيا من الجنوب في الخامسة إلا ربعا من عصر اليوم، على متن طوافة عسكرية تابعة لقوات الطوارىء الدولية بعدما تفقد قوة بلاده العاملة ضمن إطار هذه القوات في جنوب لبنان. وفي قاعة الشرف في مبنى كبار الزوار في المطار، عقد رئيس الوزراء الفرنسي خلوة مع نظيره اللبناني فؤاد السنيورة الذي كان في وداعه في المطار. وشارك في وداعه سفير فرنسا اندريه باران، وقائد جهاز أمن المطار العميد الركن وفيق شقير، وأركان سفارة فرنسا. كما اتخذ جهاز أمن المطار إجراءات أمنية مشددة خلال مغادرة رئيس الوزراء الفرنسي الذي عاد إلى فرنسا على متن طائرة فرنسية خاصة أقلعت من المطار في الخامسة والنصف عصرا. وفي المطار، لم يدل فيون بأي تصريح.

 

قتيل و6 جرحى بحادث امني في باب التبانة

الوطنية/ سقط قتيل مدني و6 جرحى نتيجة تبادل اطلاق النار بين الجيش ومدنيين في باب التبانة . وفي التفاصيل ان حادثا أمنيا حصل الساعة السادسة والنصف صباحا، في شارع سوريا في محلة التبانة -طرابلس، بينما كانت سيارة من نوع "رينو18" تعبر الشارع ولم تمتثل لأوامر عناصر حاجز للجيش بالتوقف، فأطلقوا عليها النار ما أدى إلى إصابة مواطن وتوقيف شخصين آخرين كانا بداخلها في حال السكر.  وقد تجمع عدد من المحتجين وأحرقوا سيارة الـ"رينو18" كما أشعلوا الاطارات وقطعوا الطريق الدولية التي تصل طرابلس بعكار. كما عمد عدد من الشبان إلى إطلاق النار على عناصر الحاجز، فرد الجيش على مصدر النيران ما أدى إلى مقتل أحمد الزعبي وإصابة عدد من الجرحى عُرف منهم محمد سليم الحلوة الملقب بـ"أبو دعاس" وهو في حال حرجة، وزكريا محمد الحلوة، وعواطف أفيوني.  و نقل إلى مستشفى سيدة زغرتا كل من: يوسف محمد العلي، محمد أحمد عكاري، وعمر عبد الفتاح اللهباوي.ولا تزال تُسمع بين الحين والآخر طلقات نارية متقطعة. ويسود الحذر الآن منطقة التبانة. وعلى الاثر قام الجيش بإعادة فتح الطريق وتسيير دوريات لضبط المخالفين والمخلين بالامن.

وصدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان التالي: فجر اليوم، وخلال قيام قوى الجيش بمهمة أمنية في أحد أحياء طرابلس، حاولت إحدى السيارات اجتياح أحد الحواجز العسكرية، من دون الامتثال لعناصره، وقد تم توقيف ثلاثة أشخاص كانوا في داخل السيارة بعد إصابة أحدهم بجراح. على الأثر أقدم بعض المخلين بالأمن على التجمهر، وإحراق السيارة المذكورة، إضافة إلى إحراق كمية من الدواليب، وإطلاق النار على أحد حواجز الجيش، الذي ردت عناصره بالمثل، مما أدى إلى إصابة المدعو أحمد الزعبي إصابة أدت إلى وفاته، كما أصيب آخرون بجراح مختلفة.تقوم القوى بتسيير الدوريات، وإقامة الحواجز، وقد أعادت الوضع إلى طبيعته.

إن قيادة الجيش، إذ تؤكد حرصها على أمن المواطنين، فإنها لن تتهاون مع العابثين بالأمن والاستقرار، وهي، من ناحية أخرى، تدعو وسائل الإعلام إلى استقاء المعلومات، خصوصاً الأمنية منها، من مصادرها المأذونة.

 

فيون آسف للبطريرك صفير لعدم تمكنه من لقائه "لضيق الوقت"

NNA /تلقى البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، اتصالا هاتفيا من رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون، جرى خلاله عرض التطورات والمستجدات. وقد أبدى الرئيس فيون أسفه لعدم تمكنه من لقاء البطريرك صفير "بسبب ضيق الوقت".

واستقبل صفير على التوالي: المونسنيور جوزف لحود، السيدة زينة العلي، وفداً من جمعية أصدقاء مستشفى البوار الحكومي أطلعه على التحضيرات لإقامة العشاء السنوي الأول للجمعية برعاية غبطته في 28 شباط 2009 في اوتيل " ريجنسي بالاس – ادما، العميد المتقاعد غابي لحود.

كما إستقبل عقيلة اللواء الشهيد فرنسوا الحاج السيدة لودي التي وجهت إليه دعوة للمشاركة في الذكرى السنوية لاستشهاده، الحادية عشرة قبل ظهر يوم الأحد 7 كانون الاول المقبل في رميش. واعتبر البطريرك صفير خلال اللقاء أن "المآسي تتوالى علينا يوما بعد يوم ولا يذهب إلا أفضل الناس ويبدو أن هذا هو قدرنا". 

 

محاكمة 3 ضباط و65 عسكرياً بأحداث الشياح

صحف لبنانية/ عقدت المحكمة العسكرية اليوم الخميس الجلسة الأولى لمحاكمة ثلاثة ضباط و65 عسكرياً في الجيش اللبناني بينهم ثمانية جنود موقوفين، بتهمة مخالفة التعليمات العسكرية والتسبب بوفاة ستة مدنيين وايذاء بعض المتظاهرين واطلاق النار على متظاهرين خلال الأحداث التي شهدتها منطقة الشياح-مار مخايل في 27 كانون الثاني الماضي. ومثل الضباط الثلاثة وسبعة وخمسون عسكرياً أمام هيئة المحكمة، في حضور وكلاء الدفاع عنهم، فيما لم يحضر الموقوفون الثمانية لعدم سوقهم، فتقرر إرجاء المحاكمة الى السادس من كانون الثاني المقبل. وكان المتهمون أحيلوا على المحكمة العسكرية بموجب قرار إتهامي أصدره قاضي التحقيق العسكري الأول رشيد مزهر، ولم يتوصل التحقيق الى كشف هوية مطلق النار على المسؤول في حركة "أمل" أحمد حمزة في بداية هذه الأحداث، فيما سطّر مذكرة تحرٍ دائم لمعرفة هوية الأشخاص الذين ألقوا قنبلة يدوية في عين الرمانة ما أدى إلى جرح أحد عشر مدنياً، ومن ألقوا قنابل على عناصر الجيش محاولين قتلهم وأضرموا النار بسيارات مدنية وآليات عسكرية في ذلك اليوم.

      

إشكال بين الطلاب خارج حرم " جامعة الكسليك " التاريخ: 21 تشرين الثاني

صحف لبنانية/وقع إشكال خارج حرم جامعة الروح القدس – الكسليك بين طلاب من "القوات اللبنانية" و"حزب الكتائب" وبين طلاب آخرين من "التيار الوطني الحر" على خلفية تعليق صور للوزير الشهيد بيار الجميل، جرى حله إثر تدخل إدارة الجامعة. 

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 21 تشرين الثاني 2008

النهار

تخشى أوساط سياسية حدوث "شيء ما" يسبق موعد صدور القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه اذا كان هذا القرار سيحدث "زلزالاً" كما توقع السفير جوني عبده.

رشح أن حزب الطاشناق قد يقوم مع بعض القيادات باتصالات ومساع من أجل تأليف لوائح ائتلافية في عدد من المناطق لتفادي معارك كسر عظم فيها.

لوحظ أن سوريا ترفض مشاركة أي دولة في التحقيقات القضائية والعسكرية التي تقوم بها حتى وإن تكن حليفة لها.

السفير

توقع مسؤول خليجي ان تستمر أسعار النفط بالتهاوي، معرباً عن خشيته من أن يصل سعر البرميل الى ستة دولارات.

غاب مسؤول كبير لأول مرة عن مناسبة سنوية كان يواظب على حضورها، من دون ان تعرف الأسباب.

سجل أكثر من مئة وعشرين شخصية لبنانية أسماءهم لحضور مناسبة تولي الرئيس الأميركي سلطاته في العشرين من كانون الثاني المقبل.

تجري تحقيقات دقيقة لمعرفة الجهة التي سربت الاتصالات بين الأجهزة الأمنية وأحد الموقوفين في الشبكات الإرهابية.

المستقبل

تؤكد مصادر ديبلوماسية مطلعة ان "المنطقة" ستشهد خلال الشهور القليلة المقبلة أحداثاً مفصلية من غير ان توضح طبيعة هذه الاحداث.

دعت اوساط متابعة ومعنية الى ملاحظة الارتفاع "التلقائي" في الوحدة السياسية داخل ائتلاف كبير مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي.

تدور "حرب سريّة" بين وزيرين سابقين، شمالي ومتني، تابعين لنظام مجاور بشأن موقع كل منهما لدى هذا النظام.

اللواء

يفكّر مرجع مسؤول بدعوة لجنة وزارية للاجتماع بعدما اعتذر الوزير الذي تقرّر ترئيسه اللجنة!·

يلجأ أقطاب في المعارضة إلى خبراء في <الإحصاء الانتخابي> لبناء استراتيجية التحالفات وخوض المعركة، لا سيما في الشمال والجبل·

هيئة عليا لا تزال موضع تجاذب على الرغم من البيانات التفصيلية التي تُصدرها عن تقديماتها، خاصة في الجنوب·

الشرق

سياسيون وحزبيون فشلوا في تأمين دعوات رسمية لهم لزيارة "دولة صديقة" على رغم ما بذلوه من مساع مع من هم في صفهم من قوى معارضة؟!

رجل اعمال رفض باصرار المشاركة في تنظيم سياسي مسيحي واكد لمن راجعه تكراراً بهذا الخصوص انه صاحب مبدأ وغير مستعد لأن يفعل كما تصرف سواه من المغضوب عليهم في احزابهم!

مرجع رسمي اكد ان قرار منع اجراء الانتخابات الطلابية في الجامعة اللبنانية ليس خطوة ادارية سليمة "طالما ان الجامعات الخاصة شهدت انتخابات ناجحة"!

 

الرئيس سليمان استقبل وفدين من "مؤتمر اصدقاء لبنان" ودار الايتام واطلع من اللواء جزيني على وضع المعابر البرية والبحرية والجوية:

انعقاد مؤتمر الاستثمار يدل على عودة الثقة وندعو لأنسنة الرأسمالية

استقرار اوضاع العرب نجاح للبنان ويجب الاستفادة من الظرف الاقليمي

وطنية- 21/11/2008 (سياسة) استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في بعبدا ظهر اليوم، وفد "مؤتمر اصدقاء لبنان للتمويل والاستثمار" الذي انعقد في بيروت وضم نحو 500 شخصية مالية واقتصادية من العالم العربي. وشكر الوفد الرئيس سليمان لرعاية المؤتمر، واطلعه على ابرز النتائج والتوصيات، و"ان المؤتمرين اجمعوا على ان صحة لبنان بخير"، مشددين على "وجوب تنفيذ الاصلاحات الادارية والمالية المطلوبة". من جهته، اشار الرئيس سليمان الى ان "انعقاد المؤتمر يدل مرة جديدة على عودة الثقة بلبنان"، داعيا الى "انسنة الرأسمالية"، لافتا الى "وجوب التنبه الى كيفية التعاطي مع العولمة بحيث نكون حذرين وهادئين ونأخذ ما يناسبنا منها"، مشيرا الى ان "استقرار الاوضاع ونجاحها عند الاخوان العرب نجاح للبنان، ويجب ان نستفيد من الظرف الاقليمي الملائم في هذه المرحلة".

دار الايتام الاسلامية

وكان الرئيس سليمان استقبل وفدا من مؤسسات دار الايتام الاسلامية ضم عددا كبيرا من اطفال هذه المؤسسات الذين زاروا بعبدا لتهنئة رئيس الجمهورية بعيد الاستقلال. وقدم الوفد الى رئيس الجمهورية هدية تذكارية تضمنت رسوما ومطالب لهؤلاء الاطفال. ونوه الرئيس سليمان بعمل دار الايتام الاسلامية، مشيرا الى "الدور المهم الذي تلعبه مؤسسات المجتمع المدني"، مشددا على انه "لا يمكن الحفاظ على الاستقلال الا بتأمين استقلال الافراد والعدالة".

اللواء جزيني

كذلك استقبل الرئيس سليمان المدير العام للامن العام اللواء وفيق جزيني واطلع منه على نشاطات المديرية في الداخل وعلى وضع المعابر البرية والبحرية والجوية.

 

الرئيس فيون تفقد ورشة القطب التكنولوجي التابع لجامعة القديس يوسف

الاب شاموسي: إستكملنا طريقنا رغم الهزات والمآسي التي شهدها الوطن

وطنية- 21/11/2008 (سياسة) تفقد رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون اليوم ورشة بناء القطب التكنولوجي الخاص بالصحة (PTS)، التابع لجامعة القديس يوسف. وكان في إستقباله رئيس الجامعة البروفسور رينيه شاموسي و نواب الرئيس الأب جوزف نصار، البروفسور أنطوان حكيم، البروفسور هنري عويط، الدكتور خليل كرم والبروفسور جورج عون، مدير عام القطب. كما كان حاضرا أعضاء الهيئة الإستراتجية للقطب السادة سليم غريب، غازي صراف مارون شماس و روجيه نسناس رئيس المجلس الإقتصادي الإجتماعي. وكان في الإستقبال أيضا الأنسة سينتيا ماريا غبريل مديرة دائرة المطبوعات و التواصل في الجامعة، وعدد كبير من العمداء أعضاء مجلس إدارة القطب. وترحيبا بالرئيس فيون، ألقى الاب شاموسي كلمة جاء فيها: "يسر جامعة القديس يوسف أن تستقبلكم. ولا يسعنا أن ننسى في الواقع أنه منذ العام 1883 أي منذ 125 سنة، قامت جامعتنا التي كانت لا تزال يافعة، بخطواتها الأولى إلى جانب فرنسا في الميدان الطبي. وها نحن نلتقي اليوم لزيارة مقر القطب التكنولوجي الخاص بالصحة الذي يرمز إلى عزم جامعتنا على التطوير ويشير الى حرصنا على الإنفتاح على منطقة الشرق الأوسط كما يشير الى عزم أكيد على السعي إلى التفوق في هذا الميدان. وها نحن نجد من جديد، فرنسا إلى جانبنا، من خلال الوكالة الفرنسية للتطوير وشركة "بروباركو" ونحن سعيدون بذلك". وتابع: "دولة رئيس مجلس الوزراء، كثر هم الأشخاص الذين جهدوا كي يبصر المشروع الذي سيتم عرضه عليكم النور، وهو مشروع برزت فكرته في مقر وزارة الخارجية الفرنسية في الكي دورساي في شهر كانون الأول 2004. وقد إستكملنا طريقنا بالرغم من الهزات والمآسي التي شهدها الوطن، وأشكركم لأنكم أردتم من خلال حضوركم التأكيد على خياراتنا وقراراتنا. إسمحوا لي أن أشكر في هذه المناسبة سعادة السفير أندره باران وسلفه سعادة السفير برناد إمييه اللذين لطالما قدما لنا الدعم في الخطوات كافة التي أقدمنا عليها".

كما ألقى البروفسور عون كلمة قال فيها "إن مفهوم القطب التكنولوجي الخاص بالصحة، ولد في خلال إجتماع عقده المجلس الاستراتيجي لجامعة القديس يوسف في 10 كانون الأول 2004 و أن هدف هذا القطب يكمن في أن يكون صلة وصل بين العالم الجامعي ومراكز البحث والقطاعات الثانوية والثالثة وأن يكون مكان تبادل وإبتكار وأن يجمع مختلف الفاعلين في قطاع الصحة اللبناني مع بعضهم البعض كي يعملوا معا على تطوير مشاريع مشتركة. كما يكمن هدفه في أن يصبح واجهة طبية للتفوق ومرجعا لمنطقة الشرق الأوسط بأكملها".

 

المردة" علق على كلام جعجع حول الانتشار المسلح: يحضِّر لافتعال مشكلات أمنية يمهد لها بكلام مماثل

وطنية - 21/11/2008 (سياسة) وزع "تيار المردة" بيانا علق فيه على كلام رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" حول "انتشار مسلح للمرده في الكورة والبترون"، وقال: "مرة جديدة، يكرر (رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية) السيد سمير جعجع كلامه حول انتشار مسلح للمرده في الكورة والبترون، مما يطرح احتمالين لا ثالث لهما، اما أن السيد جعجع بات يعاني هلوسة فعلية أو أنه يحضِّر لافتعال مشكلات أمنية يمهد لها بكلام مماثل. أما في ما يتعلق بقوى الأمن الداخلي وقوله انها اذا سيرت دوريات فإنها تكون بجانب دوريات للمرده، فإننا نترك الجواب لقوى الأمن الداخلي التي يفترض أن تقدم الاجابة الواضحة، وان تقوم والجيش اللبناني بدورها في معالجة اي وجود مسلح لاي كان. علما أن الجميع شاهد على أن من يتحدى القضاء، وعلى مرأى من القوى الامنية هو وجود مئتي عنصر مسلح من ميليشيا جعجع يحتلون المؤسسة اللبنانية للارسال، رغم صدور قرار قضائي في حقهم".

 

الرئيس السنيورة عرض هاتفيا أوضاع قرية الغجر مع كي مون

وطنية - 21/11/2008 (سياسة) تلقى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة اتصالا هاتفيا من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تركز البحث فيه على المعطيات المتعلقة بأوضاع قرية الغجر.

غرفة التجارة الفرنسية /وكان الرئيس السنيورة استقبل، بعد ظهر اليوم، في السرايا الكبيرة، رئيس غرفة التجارة والصناعة في باريس بيار سيمون.

بعد القاء، قال سيمون: "أطلعنا الرئيس السنيورة على عمل المعهد العالي للأعمال الذي تديره الغرفة والتطورات التي أدخلت عليه. ونؤكد له إرادتنا القوية لجعل هذا المعهد قادرا على جذب اهتمام أكبر عدد من الطلاب اللبنانيين".

 

القنطار وصل الى دمشق في زيارة الى سوريا لمدة اسبوع يلتقي خلالها الرئيس الاسد ويشارك في ملتقى حق العودة

وطنية 21/11/2008(سياسة)وصل مساء اليوم الى العاصمة السورية دمشق الاسير المحرر سمير القنطار في زيارة تستغرق اسبوعا وتشمل مجموعة من الانشطة في عدة محافظات سورية. وكان في استقبال القنطار في فندق شيراتون وزير الاعلام السوري محسن بلال. ورحب بلال بالقنطار قائلا له: "انت الآن بين اهلك وشعبك، ونحن نفتخر بك وبجميع المقاومين الأبطال". بدوره قال القنطار:أجمل ما في سوريا انني عندما اعتقلت قبل 30عاما كانت في موقع الصمود والممانعة وأزورها اليوم وهي لا تزال في موقع الصمود والممناعة". واضاف:احمل الى الشعب السوري والى سيادة الرئيس بشار الأسد تحية المجاهدين في المقاومة الإسلامية الباسلة، وتحية الشعب اللبناني المقاوم الذي يكن لسوريا كل مشاعر الوفاء والحب على مواقفها المشرفة وخصوصا في حرب تموز 2006".

هذا ومن المقرر أن يلتقي القنطار بالرئيس السوري بشار الاسد.كما يشارك في حفل افتتاح الملتقى العربي الدولي لحق العودة الذي يعقد يومي 23-24/11/2008 في دمشق. وفي اطار جولته يزور القنطار محافظة القنيطرة ومنها ينتقل الى خط عين التينة على الحدود مع الجولان السوري المحتل، حيث سيقام لقاء تضامني مع الاسرى في سجون الاحتلال على جانبي الحدود. كما يزور محافظة السويداء حيث من المقرر ان يقام لقاء ترحيبي وتتضمن الجولة زيارة الى ضريح قائد الثورة السورية الكبرى الراحل سلطان باشا الاطرش في بلدة القرية.كما يعد الشعب الفلسطيني المقيم في سوريا حفل استقبال ضخم للقنطار في مخيم اليرموك، قبل ان ينتقل الى محافظة اللاذقية وويضع اكليل زهر على ضريح الرئيس الراحل حافظ الأسد

 

القوات": لم نتبن بعد أيا من المرشحين للانتخابات في جزين

وطنية- 21/11/2008 (سياسة) صدر عن الدائرة الإعلامية في "القوات اللبنانية" البيان الآتي: "توضيحا لما يحصل بصورة بديهية، في إطار تحرك المرشحين للانتخابات النيابية عن مقاعد قضاء جزين، والإجتماعات التي يعقدها كادرات ومحازبو القوات معهم، إنفاذا لسياسة الإنفتاح التي يمارسها الحزب بغية إيصال الأفضل للبنان بصورة عامة ولمنطقة جزين بصورة خاصة، يعلن حزب القوات اللبنانية، أنه لم يسم ولم يتبنَّ لغاية اليوم، أيا من المرشحين، وأن أي قرار بهذا الشأن سيصدر عن الهيئة التنفيذية في الوقت المناسب".

 

افتتاح المؤتمرال 18 لمجلس بطاركة الشرق الكاثوليك الاثنين في بكركي

وطنية - 21/11/2008 (سياسة) يفتتح مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك مؤتمره الثامن عشر، بضيافة البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير، بعنوان "صرت للناس كلهم كل شيء لأخلص بعضهم مهما يكن الامر"، الخامسة والنصف مساء الاثنين المقبل في كنيسة الصرح في بكركي، ويستمر حتى مساء الجمعة في 28 من الحالي، ويعالج موضوع بولس رسول المسيح لعالم اليوم في الشرق. ويشارك في اعمال المؤتمر البطريرك صفير، بطريرك الاسكندرية للأقباط الكاثوليك انطونيوس نجيب، بطريرك انطاكية وسائر المشرق والاسكندرية واورشليم للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث، كاثوليكوس كيليكيا للارمن الكاثوليك البطريرك نرسيس بدروس التاسع عشر، بطريرك اورشليم للاتين فؤاد طوال، بطريرك اورشليم للاتين السابق ميشال الصباح، المطران ميشال قصارجي ممثلا بطريرك بابل على الكلدان. كما يشارك الامين العام للمجلس الاب خليل علوان، النائب البطريركي للروم الملكيين الكاثوليك المطران ميشال ابرص، المعتمد البطريركي الكلداني لدى الكرسي الرسولي الخوراسقف فيليب نجم والنائب البطريركي لجمعية كهنة بزمار البطريركية المونسنيور ميكايل موراديان.

ويحضر عن الامانة العامة للمجلس الامين العام الاب العام خليل علوان وسكرتيرة المجلس الآنسة يمنى الغريب. ويناقش المجتمعون، الى جانب موضوع المؤتمر، تقارير ومشاريع الهيئات التابعة للمجلس. كما يقعد آباء المؤتمر لقاء مسكونيا كاثوليكيا، ارثوذكسيا، التاسعة من قبل ظهر الاربعاء المقبل لتدارس شؤون راعوية مشتركة. ويصدر عن المؤتمر بيان ختامي عند الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر الجمعة في 28 الحالي.

 

حزب الاحرار" دعا اللبنانيين الى الالتفاف حول الدولة ومؤسساتها ووضع حد للتسريبات الهادفة الى تضليل التحقيق في جرائم "فتح الاسلام"

وطنية - 21/11/2008 (سياسة) عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه دوري شمعون وحضور الأعضاء.

وتوقف المجلس حسب بيان اصدره "بتهيب وتقدير فائقين في الذكرى الثانية لغياب الوزير والنائب الشيخ بيار الجميل، أمام معاني استشهاده في مطلع حياته عشية عيد الاستقلال وفي خضم معركة تثبيته، والتي كان من أبرز حاملي لوائها. ان الإقدام والشجاعة اللذين تحلى بهما، والحكمة وبعد النظر اللذين يشهدان على نضج قل نظيره، وروح الالتزام والتضحية اللذين تربى عليهما في البيت والحزب فطبعا مسيرته القصيرة زمنيا والمثقلة بالغلال وفق كل المعايير، كل ذلك يجعل منه مثالا للأجيال الصاعدة، ونموذجا يستلهمونه في نضالهم خدمة للوطن ـ الرسالة ودفاعا عن استقلاله وسيادته، ومصدر فخر لعائلته، وخصوصا لولديه، وحزبه واصدقائه وعارفيه. إننا، إذ نعبر في المناسبة عن أحر مشاعر التضامن مع أسرته الصغيرة والكبيرة، ندعو المحازبين والأصدقاء إلى المشاركة في الاحتفال الذي سيقام في المناسبة الأحد القادم في الفوروم دو بيروت، وفاء للشهيد الكبير وتخليدا لذكراه".

ورأى الحزب "في تقرير أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون عن تنفيذ القرار 1701 تأكيدا للوقائع الملموسة التي تثير هواجس اللبنانيين وتقض مضاجعهم ومن بينها: استمرار تدفق الأسلحة عبر الحدود السورية، وعمل من سماها الجماعات المسلحة خارج سيطرة الدولة والذي يشكل تهديدا خطيرا لأمن لبنان واستقراره، ومحافظة حزب الله على ترسانته وتعزيزها في خرق مباشر للقرارين 1559 و1701، والخطر المتمثل في السلاح الفلسطيني داخل المخيمات وخارجها. وقد ركز التقرير على الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة و" فتح الانتفاضة " اللتين لا تزالان تحتفظان ببنى تحتية شبه عسكرية وخصوصا على طول الحدود اللبنانية ـ السورية. وما لم يقله التقرير معروف من الجميع وهو انصياع هاتين المنظمتين للنظام السوري الذي يستعملهما لممارسة الضغوط على لبنان والتدخل في شؤونه وابتزازه كعنصر مضاف إلى تواطؤ حلفائه اللبنانيين".

اضاف "ولقد أحسن التقرير بفضح الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، علما أن إسرائيل أعلنت، بالتزامن مع صدوره، رفضها الانسحاب من الغجر مما يضاعف مسؤولية الشرعية الدولية لحملها على الإمتثال للقرار 1701 بكل مندرجاته. كما أصاب بدعوته كلا من سوريا ولبنان لمباشرة ترسيم الحدود لترسيخ الاعتراف السوري الشفهي حتى اليوم بلبنانية مزارع شبعا".

ودعا الحزب إلى "وضع حد لعربدة أصحاب التسريبات والمعلومات الهادفة إلى تضليل التحقيق القضائي في جرائم فتح الإسلام والذين يريدون من خلالها الانتقام من الفريق السيادي والتشويش على الحكومة اللبنانية. ولقد أصبح ثابتا أن هذه المنظمة الإرهابية هي منتج مخابراتي سوري، وأنها لا تعدو كونها إحدى وسائل الآلة الجهنمية المصممة على النيل من لبنان لإنهاكه أملا في تسليمه بعودة الهيمنة والقبول بالتبعية اللتين شاق نظام دمشق التخلي عنهما".

وطالب الحزب "بمعالجة سريعة عن طريق العدالة بمستوياتها الثلاث: اللبناني والعربي والدولي. من هنا دعوتنا الأجهزة القضائية اللبنانية وضع اليد على كل ما يعلن ويقال، وجامعة الدول العربية للمبادرة إلى تشكيل لجنة خاصة لما لهذا الملف من تداعيات علاقات بلدين عربيين تحتاج إلى جهود لتنقيتها لا إلى شوائب تضاعف تأزمها وتعمق التباعد بينهما، ناهيك عن الواجب الذي يقضي جلاء الحقيقة ومساندة الجهة المستهدفة توخيا للفاعلية والصدقية. ونناشد، على المستوى الدولي، الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن بذل قصاراهم لضم هذه المسألة إلى ملف التحقيقات التي تتولاها لجنة التحقيق الدولي في انتظار مباشرة المحكمة الدولية مهامها". وختم بيان الحزب "وفي مناسبة عيد الاستقلال ندعو كل اللبنانيين إلى الالتفاف حول الدولة ومؤسساتها. ونؤكد أنه لن يكون الاستقلال تاما وناجزا إلا بعد عودة آخر شبر من أرض الوطن وتحرير كل المعتقلين من السجون السورية وجلاء مصير المفقودين، وبعد تمتع الدولة بحصرية القرار والسلاح لتتمكن من بسط سلطتها على كل الاراضي اللبنانية والمقيمين عليها. ونتقدم بالتهاني من فخامة رئيس الجمهورية ومن رئيسي المجلس والحكومة ومن الجيش قيادة وعديدا وهو المعني الأول بحماية الاستقلال والدفاع عنه".

 

فيلتمان يستغرب "الذرائع السورية" لتبرير تلكئها في ترسيم الحدود عند مزارع شبعا

الشرق الأوسط/استغرب مساعد نائب وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان "الذرائع السورية" في موضوع عدم ترسيم الحدود مع لبنان في منطقة مزارع شبعا، متسائلاً "لماذا تتلكأ سوريا في تحديد الحدود الدولية؟". وأوضح أنه "في أيار من العام 2000، عندما حدد مبعوث الأمين العام الخط الأزرق وصادق مجلس الأمن على تقرير الأمين العام بشأن مكان هذا الخط، حصل توضيح لنقاشات مجلس الأمن والأمين العام في هذا الشأن. وأعطيت ملاحظة مفادها أن الخط الأزرق لا يمس بتحديد الحدود الدولية بين سوريا ولبنان". واعتبر فيلتمان أن "السوريين يلجأون غالباً إلى ذريعة مفادها انهم لا يستطيعون الوصول جسديا الى الحدود لترسيمها. ولكن كما تعلمون فإن التكنولوجيا تتيح اليوم للسوريين العمل مع اللبنانيين على ترسيم الحدود بكل سهولة"، لافتاً الى أن سوريا "تتلكأ في ذلك حتى الآن، وكأن السوريين يريدون إبقاء هذا الملف مفتوحاً بغية إعطاء "حزب الله" ذريعة للتمسك بسلاحه".

 

حردان: متحالفون مع "التيار الوطني الحر" ورؤيتنا مشتركة

موقع تيار المستقبل/اكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي اسعد حردان في حديث خاص الى مجلة "البناء-صباح الخير" في مناسبة الذكرى 67 لتأسيس حزبه متانة التحالف بين السوريين القوميين و"التيار العوني"، واعلن صراحة ان "التيار العوني" كان متحالفاً مع الحزب السوري القومي في انتخابات 2005، الامر الذي يؤكد كل المعلومات والتقارير التي تحدثت عن التحالف غير المعلن الذي كان قائماً بين ميشال عون والسوريين منذ ما قبل عودته من فرنسا.

وقال حردان حرفياً رداً على سؤال عن تحالفات حزبه: "نحن والتيار الوطني الحر وقوى المعارضة سنتحالف، وقد تحالفنا اصلاً في ال 2005. كما دعمنا هذا الاتجاه من القوى السياسية ونرى ان يكون هناك تبلور في الرؤية وفي المواقف المشتركة، الآن دواعي التحالف موجودة بقوة لأن هناك بلورة كبيرة جداً في الرؤية، اضافة الى وجود قواسم مشتركة والى التقاطع في الخطوط العريضة للتطورات حول لبنان المستقبل وتعريف ثوابته (...)". اضاف :"نحن مرشحون او داعمون، وهذه التجربة قمنا بها في الانتخابات الفرعية في المتن الشمالي لأن قرارنا السياسي هو دعم حليفنا السياسي في المعارضة وقد ساهم هذا الدعم في تحقيق ذلك الانجاز". يبقى سؤال إلى "العونيين" عن الرؤية المشتركة هذه: هل هي في ضم لبنان الى سوريا التي يعمل لها القوميون ؟ ام في قتل الرئيس رياض الصلح وقتل الرئيس بشير الجميل وغيرهما؟ 

 

بوحبيب : الإنتخابات النيابية ليست مصيرية ولا أيديولوجية 

المنار/رأى نائب رئيس" الرابطة المارونية" السفير عبد الله بو حبيب ان" الانتخابات النيابية ليست مصيرية ولا ايديولوجية لانها لن تحصل الا في المناطق والدوائر ذات الصوت المسيحي. ولو حصلت المعارضة على الاكثرية ، لكن من المستحيل ان تحصل على الثلثين، وسينتهي الامر بتشكيل حكومة وحدة وطنية شبيهة بحكومة الدوحة. وقال:" الولايات المتحدة تعتبر انه من الممكن ان تحصل المعارضة على الاكثرية، وبالتالي يقل عدد وزراء الاكثرية، ولكن سيبقى الرئيس فؤاد السنيورة رئيساً للوزراء". أضاف:" كل من يحاول تعطيل الانتخابات سيعاقب من قبل الشعب، لانه لا عودة الى فوضى الحرب. وأي ادارة اميركية لا يمكن ان تسعى الى تعطيل الانتخابات واكد أن" مسار المصالحة المسيحية-المسيحية يعالج على نار خفيفة، لان اي مصالحة شاملة يجب ان يرعاها البطريرك صفير".

وتوقع ألا" يكون هناك اهتمام اميركي بلبنان من قبل ادارة باراك اوباما. الاهتمام في معظم الاحيان قد يكون سلبياً ولا يوصلنا الى النتيجة المبتغاة. كما ان ادارة اوباما ستسعى إلى التعجيل بالانسحاب من العراق". وعن زيارة ميشال عون الى سوريا قال:" قد تضر" التيار الوطني الحر" انتخابياً، ولكنني ارحب بها في حال ساهمت في بناء علاقات اقوى واسلم بين البلدين". واعلن بوحبيب:" هناك امكاني اذا كان هناك مجال ان اترشح وسأكون في اللائحة التي يؤلفها التيار الوطني الحر في المتن اي في الدائرة الاصعب انتخابياً".

 

النائب عمار:هدف فريق 14 آذار الوحيد نزع سلاح المقاومة وافقاد لبنان ورقة القوة الوحيدة التي جعلته سيدا على الشرق

وطنيةـ21/11/2008(سياسة)أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الحاج علي عمار خلال لقاء سياسي في حسينية الامام علي في منطقة الليلكي "أن ما يسمى بمؤتمر حوار الأديان الذي انعقد في نيويورك يهدف الى تغطية التطبيع مع العدو الإسرائيلي ومحاولة التعويض له عن هزائمه في لبنان"، ورأى "أن هذا المؤتمر يشبه كل شيء ما عدا حوار الأديان لأنه يحتاج الى علماء دين يتحاورون في ما بينهم، وهو لن يصل الى نتيجة ومحكوم بالفشل منذ الآن ولن يكون بوابة للتطبيع مع العدو لدخوله الى المنطقة". وحول الإستراتيجية الدفاعية رأى عمار "أن الكليات والأكاديميات العسكرية في مشارق الأرض ومغاربها تؤكد أن رجال حزب الله في لبنان صنعوا استراتيجية عسكرية جديدة لم يسبق لهم ان اطلعوا على مثيلها على الاطلاق، وشدد على حرص حزب الله على اقامة إستراتيجية دفاعية تحمي البلد وأن يكون للبنان جيشا قويا ذا عقيدة وطنية راسخة، واستغرب قيام فريق 14 آذار بالحملة على العماد عون بمجرد أن طرح رؤيته ومخططه للاستراتيجية الدفاعية بناء على طلبهم هم كونه قائد سابق للجيش، وهذا يؤكد مجددا أن هدفهم الوحيد هو نزع سلاح المقاومة وافقاد لبنان ورقة القوة الوحيدة التي جعلته سيدا على الشرق.

 

العماد عون التقى ناظم الخوري وعضو "التحالف العربي حول تحول المناخ"

بقرادوني: نؤيد الدولة المدنية والجنرال هو الزعيم المسيحي العربي الاول

التزوير في الانتخابات المقبلة لن يكون عبر الصناديق بل المال السياسي

وطنية- 21/11/2008 (متفرقات) التقى رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، صباحا في دارته في الرابية، المدير التنفيذي للIndiact وعضو التحالف العربي حول تحول المناخ وائل حميدان، ترافقه رئيسة لجنة البيئة في "التيار الوطني الحر" جورجيت حداد.

بعد اللقاء، تحدث حميدان عن "أولوية مواجهة تغير المناخ"، فقال: "إن الوقت لم يعد كافيا لتفادي النتائج الكارثية، وإن المعاهدة العالمية للامم المتحدة هي الفرصة الاخيرة. والموقف العربي ضعيف تجاه هذا الموضوع".

سئل: لماذا لا تعطي الدول العربية البيئة الاهتمام الكافي؟

أجاب: "لأن دول البترول تعرف ان مصالحها تتهدد ومواجهة هذه الكارثة تكون باستبدال النفط بالطاقة المتجددة، وهذا يهدر المصالح النفطية".

من جهتها، قالت الدكتورة جورجيت حداد: "لا يمكن التوصل إلى المستوى الاخلاقي للحفاظ على البيئة، إلا بتوعية المواطن حول حقوقه وواجبته".

ونقلت عن العماد عون "تشديده على ضرورة دعم الأبحاث العلمية، وخصوصا البيئة منها".

ثم استقبل العماد عون النائب السابق ناظم الخوري الذي لم يدل بأي تصريح.

كما التقى العماد عون الوزير السابق كريم بقرادوني. وعلى الأثر، قال بقرادوني: "ركز هذا الاجتماع على موضوع اللقاء الوطني وبرمجة اللقاءات المتوقعة في كل المناطق اللبنانية. وفي اعتقادي إن الكلمات الثلاث، اللقاء اللبناني والمسيحي أي لقاء المسيحيين مع الآخر داخل لبنان وخارجه، واللقاء الوطني أي كل المسيحيين في الوطن، هو اليوم المشروع السياسي الذي يحمله الجنرال العماد عون، وهو يمثل في الواقع الزعيم المسيحي اللبناني العربي الاول. ومن هذا المنطلق، فإننا نعتبر أن زعامته المسيحية لا تتعارض أبدا مع زعامته اللبنانية، لا بل مسيحيته تقوي لبنانيته وزعامته في العالم العربي، وخصوصا عند مسيحيي العالم العربي تقوي لبنانيتنا". أضاف: "إن مسيحيتنا بتصرف لبنانيتنا، وعروبتنا ووطنيتنا بتصرف ايضا لبنانيتنا. والعماد عون تحدث عن هذه المسألة بتفكير استراتيجي. إن لمسيحي لبنان دورا في لبنان ولمسيحي العالم العربي دورا في العالم العربي".

سئل: أين أصبح اللقاء الوطني في لبنان؟

أجاب: "بعد لقاء الجبل، نحن ندرس خطوتين إحداها في كسروان والأخرى في البترون".

سئل: كيف هو التجاوب؟

أجاب: "لم نر فسحة لقاء أوسع من هذا اللقاء. فهذا اللقاء لا يجمع حزبا واحدا ولا فئة واحدة، فالأهمية في التنوع. وكل من دعوناهم لبوا الدعوة، ولم نؤمن أحادية في هذا الفكر، بل على العكس، إننا نعتبر أن مستقبل المسيحيين ولبنان هو بتأمين وحدته وتنوعه. وبقدر ما نحافظ على التنوع والخصوصيات نحافظ على لبنان".

سئل: يتساءل البعض كيف أن الشخص نفسه الذي ينادي بالعلمانية وبالتحالف مع الآخر هو نفسه يؤسس لقاء وطنيا مسيحيا؟

أجاب: "نريد أن نحمل المسيحيين من حال البقاء في طوائفهم الى الافق الوطني. في الورقة الاولى من مشروعنا ونهاية مشروعنا نحن مع الدولة المدنية. وفي نهاية المطاف، نتمنى أن نحقق كمسيحيين ومسلمين هذه النقلة لأن نظام الطائفة بات يتآكل، ولا حل من خلاله، بل عبر نظام طائفي مدني".

سئل: أين المشروع هذا من الانتخابات؟

أجاب: "لم نتحدث عن انتخابات خلال لقائنا مع العماد عون، فالانتخابات هي نتيجة لموقف ورؤية. وفي كل الاحوال، نحن في هذه الانتخابات نحترم كل نتائجها، ولكن نحذر من المال السياسي الذي هو آفة الانتخابات، ولا نقبل بأن يتم التزوير من خلال المال. نعرف انه لن يحدث تزويرا في الانتخابات من خلال الصناديق والاصوات، ولكن التزوير سيكون مسبقا من خلال المال السياسي".

 

قيادة الجيش في ذكرى الاستقلال: الجيش سيستمر في أداء الرسالة الوطنية

الجيش سيستمر في قبول المساعدات العسكرية بهدف تعزيز قدراته لكن هذه المساعدات لا يمكن ان ترسم سياسة الجيش او تتدخل في أدائه

وطنية- 22/11/2008 (سياسة) أكدت قيادة الجيش - مديرية التوجيه عشية العيد ال65 للاستقلال، ان "الجيش سيستمر في أداء رسالته الوطنية، فخورا بإرث أجياله، منيعا بدماء شهدائه، قويا بثقة شعبه وإيمان رجاله، معاهدا الله والوطن، بأن "للاستقلال عيون ترعاه وسواعد تحميه". ووجهت الرسالة الاتي نصها:

"في عيد الاستقلال، تعود بنا الذاكرة إلى حقبة مجيدة من تاريخ الوطن، حين وقف اللبنانيون صفا واحدا في وجه الانتداب الأجنبي، يتحدون القهر والطغيان، ويبذلون الدماء في ساحات الحرية والكرامة. وأمام روح التضحية والصمود والثبات التي ترسخت في نفوسهم يوما بعد يوم، لم يكن للانتداب بد سوى الانصياع لهدفهم المقدس في تحقيق الاستقلال، الذي طالما شكل حلم أبناء الوطن، والأمل النابض في عروق أجياله على امتداد الأزمنة والعصور.

وبعد أن أصبح هذا الحلم واقعا وحقيقة، ابتدأت مسيرة الحفاظ على الاستقلال والتي واجهت بدورها تجارب قاسية، كادت ترسم أكثر من علامة الاستفهام حول سلامة الكيان ومصيره، لكن أمانة الاستقلال كانت دائما في أيد أمينة، يحملها جيش راسخ الإيمان برسالته، مدرك لمسؤولياته، متفان في أداء واجباته حتى الشهادة.

ويطل عيد الاستقلال على اللبنانيين هذا العام مزهوا ببزوغ فجر عهد جديد، عهد فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، الآتي من المؤسسة العسكرية إلى رحاب الوطن الواسع، ليحيي شعلة الأمل في النفوس، ويحقق في فترة زمنية قياسية إنجازات مشرقة، على طريق إنقاذ لبنان وخلاصه. ويطل العيد أيضا على وقع تجديد المؤسسة العسكرية انطلاقتها، بتولي العماد جان قهوجي سدة قيادتها، وهو القائد الذي تمرس على تحمل الصعاب ومواجهة المخاطر، وخبر ميدان التضحية والعطاء طويلا، حتى بات يعرف كل شبر من تراب الوطن، ويدرك إلى أدق التفاصيل قدرات الجيش وحاجاته، إنه القائد الذي تحتاجه المؤسسة ليشد ساعدها ويمضي بها إلى غد واعد بحصاد وفير.

1ـ فجر الرئاسة

بعد نحو ستة أشهر من الفراغ الرئاسي الذي عاشته البلاد نتيجة التجاذبات السياسية الحادة، انبلج فجر الرئاسة في الخامس والعشرين من شهر أيار بانتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، في ظل إجماع رسمي وشعبي وترحيب إقليمي ودولي، لم يسبق لهما مثيل، فأطل عهد جديد على الوطن، تلقفه اللبنانيون بمظاهر الفرح والابتهاج التي عمت لبنان من أقصاه إلى أقصاه، واستعادوا من خلاله نبض الأمل على وقع كلام فخامة الرئيس في خطاب القسم، والذي بدأه بتوجيه تحية إلى أرواح الشهداء قائلا: "كان أحب إلى قلبنا أن يبدأ هذا الاستحقاق بدقائق فرح، لكني واثق بأن صمتنا ستهلل له أرواح شهدائنا وهم في جوار ربهم، كونه يؤسس لمرحلة واعدة لأبناء الوطن الذي ينهض من كبوته، بفعل وعي المواطنين ورفضهم الوقوع في عملية قتل الذات، وعمل المخلصين والأشقاء للتخفيف من السيئات، ومحو التداعيات". وأضاف:"إن لبنان، وطن الرسالة، والذي يحمل تلاقي الحضارات، وتعددية فذة، يدفعنا للانطلاق معا، في ورشة عمل، فنصلح أوضاعنا السياسية والإدارية، والاقتصادية والأمنية، ونعيد الوطن إلى الخارطة الدولية في دور نموذجي يعكس فرادته، واشراقته المعهودة".

2ـ العماد قهوجي إلى سدة القيادة

بعد انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية اللبنانية، تسلم رئيس الأركان اللواء الركن شوقي المصري قيادة الجيش بالنيابة لفترة امتدت نحو ثلاثة أشهر. وبتاريخ 29/8/2008 اجتمع مجلس الوزراء في القصر الجمهوري برئاسة فخامة الرئيس، حيث تقرر ترقية قائد اللواء الثاني العميد الركن جان قهوجي إلى رتبة عماد وتعيينه قائدا للجيش اعتبارا من تاريخه، فجاء هذا التعيين تأكيدا على ثقة فخامة الرئيس، ومجلس الوزراء مجتمعا، بشخص القائد الجديد، وتقديرا لمسيرته المشرقة في خدمة المؤسسة، التي احتضنته منذ ربيع الشباب، فاحتضنها بالقلب والعقل، ووهبها أغلى سنوات عمره.

أ ـ احتفال تسليم وتسلم قيادة الجيش ـ أمر اليوم الأول.

الأول من أيلول شكل نقطة انطلاق المؤسسة العسكرية إلى مرحلة جديدة، فبحضور أمين عام المجلس الأعلى للدفاع وأعضاء المجلس العسكري، وأركان القيادة ورؤساء الأجهزة التابعة لوزارة الدفاع الوطني وقادة الوحدات الكبرى، أقيم في اليرزة حفل تسليم وتسلم قيادة الجيش، بين اللواء الركن شوقي المصري مسلما والعماد جان قهوجي متسلما. وبعد أداء مراسم الاحتفال اللازمة، وفقا للقوانين والتقاليد العسكرية، ألقى العماد قائد الجيش كلمة أمام الحاضرين، شكر فيها اللواء الركن المصري على حفظه الأمانة بكل جدارة ومسؤولية، ثم عرض بعضا من توجهاته للمرحلة المقبلة قائلا:"لم أصل إلى سدة القيادة من أجل تغيير المفاهيم والمبادئ الأساسية التي قامت عليها المؤسسة، فأنا من المدرسة نفسها، وابن النهج والثوابت عينها، ومن الفريق الذي رافق القيادة وعمل معها. ما أطمح إليه هو تطوير آلية العمل ورفع قدرة الجيش عدة وعديدا، والاستفادة القصوى من التطور العلمي والتقني الذي يشهده عالمنا المعاصر، وكذلك الاستفادة من تجارب الجيوش المتقدمة وخبراتها، مع التمسك الدائم باستقلالية أداء المؤسسة الذي ينبع من مصلحة الوطن العليا من دون سواها، والى جانب ذلك، سأسعى دائما للحفاظ على حقوق العسكريين، ورفع مستوى التقديمات المادية والاجتماعية لهم". وأضاف:"إن ولاءنا الواحد والنهائي، يجب أن يكون للبنان، وعلينا أن ندرك ونؤمن بأن وحدة الجيش هي صمام أمان وحدة الوطن، وفي حرصنا على هذه الوحدة، نعبر أسمى تعبير عن وفائنا للقسم، ووفائنا لدماء الشهداء وآلام الجرحى والمعوقين، الذين بذلوا الغالي والنفيس إيمانا بالرسالة والتزاما بالواجب، فلا تفريط بتضحيات هؤلاء الرجال الأبطال تحت أي ظرف كان".

وفور تسلمه قيادة الجيش وجه العماد قهوجي إلى العسكريين أمر اليوم الأول، معبرا في خطوطه العريضة عن رؤيته لتفعيل أداء المؤسسة العسكرية وترسيخ دورها الوطني، ومما جاء فيه:"إن أنظار اللبنانيين شاخصة إليكم في هذه المرحلة المثقلة بالتحديات، فهناك عدو على الحدود ما انفك يستهدف الوطن بأسره، وهناك إرهاب في أكثر من منطقة يزرع الرعب والخوف في النفوس، لذا يجب ألا نسمح بأن تمتد أيادي الغدر والعمالة إلى جسم الوطن الذي لا يزال ينزف، وعلينا مضاعفة الجهود لوقف هذا النزف". وأضاف:"أراني اليوم أجدد القسم الذي آمنا به جميعا والتزمناه منذ بداية الطريق، وفي يقيني أن الوفاء لهذا القسم وتجسيده إلى حقائق وأفعال مثمرة، يكون بالحفاظ على إرث المؤسسة الذي صنع بفضل دماء رفاقكم الشهداء وتضحياتكم الجسام، كما بالإخلاص للنهج القويم الذي أرسى دعائمه وحدد معالمه فخامة الرئيس، لذا علينا مواصلة البناء على ما تحقق من إنجازات، متطلعين نحو المستقبل بكثير من الأمل والتصميم على دفع مسيرة تطوير المؤسسة قدما نحو الأمام، لكي تبقى هذه المؤسسة مثالا رائدا يحتذى به. ومن موقعي، أعاهدكم اليوم، بألا أدخر جهدا في سبيل تعزيز قدرات الجيش عديدا وعتادا وتدريبا، إضافة إلى استثمار مكامن القوة لدى الشعب اللبناني، وصولا إلى المستوى المنشود الذي يلبي طموحاتكم، ويؤهلكم للقيام بواجباتكم الدفاعية والأمنية على أكمل وجه". وتابع مخاطبا العسكريين:"أنتم ذراع الشرعية وحماة مؤسساتها، وفي التفاف المواطنين حولكم أبلغ تعبير عن الثقة بدوركم المستمد من الإرادة الوطنية الجامعة، فلا تنحنوا أمام الصعاب مهما اشتد وزرها، ولا تجعلوا أي انقسام سياسي ينعكس على مؤسستكم. تشبثوا بوحدتكم التي تعمدت بدماء الشهداء، شهداء الجيش ولبنان".

ب ـ خطوات واعدة

تولى العماد قهوجي قيادة الجيش في الوقت الذي كانت فيه البلاد تشهد تطورات سياسية كبيرة، وأحداثا أمنية متنقلة بين منطقة وأخرى، إضافة إلى تسارع وتيرة التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان. فكان الهم الطاغي لديه هو معالجة الوضع الأمني بأقصى سرعة ممكنة، وتعزيز مقومات صمود الجيش على الحدود الجنوبية. وانطلاقا من ذلك، عقد سلسلة اجتماعات مع أركان القيادة وقام بعدة جولات ميدانية على الوحدات العسكرية، حيث أعطى أوامره وتوجيهاته بوجوب تشديد التدابير الأمنية وتعزيز قوى الجيش لا سيما في منطقتي الشمال والبقاع، والتصدي بكل قوة للعابثين بأمن المواطن، الأمر الذي أسهم بصورة فعالة في ترسيخ أجواء المصالحات بين الفرقاء السياسيين، وإعادة الهدوء والاستقرار إلى أماكن التوتر. ومن الإنجازات النوعية التي تحققت في هذا الإطار أيضا، تمكن الجيش بجهد مشترك مع قوى الأمن الداخلي من توقيف عدد من أفراد الشبكة الإرهابية الضالعة بتنفيذ الانفجار الذي استهدف الحافلة العسكرية في محلة البحصاص ـ طرابلس بتاريخ 29/9/2008 وما سبقها من تفجيرات. وكذلك تمكنت مديرية المخابرات في منطقة البقاع من توقيف عناصر ينتمون إلى شبكة تجسس وإرهاب متورطة بالتعامل مع العدو الإسرائيلي.

أما على الصعيد الداخلي للمؤسسة فقد بادر العماد قهوجي إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات الإدارية، أبرزها إصدار تشكيلات الضباط التي شملت عددا كبيرا من المراكز القيادية، والغاية من ذلك، هو بعث روح الحيوية والنشاط في جسم المؤسسة وإطلاق دينامية جديدة في عملها.

ج ـ جولات ولقاءات

لم تكد تمضي أيام قليلة على تعيينه قائدا للجيش، حتى انطلق العماد قهوجي مجددا إلى الميدان الذي أتى منه، يجول على الوحدات العسكرية المنتشرة، ليطلع عن كثب على مهماتها وحاجاتها، ويشد من عزائم العسكريين، ويغرس في نفوسهم روح الصمود والتضحية.

في جولته الأولى على الحدود الجنوبية خاطبهم قائلا:"إن الهدف الأساسي للجيش كان وسيبقى حماية الوطن وتحرير ما تبقى من أرضه المحتلة، واعلموا أن خطر العدو الإسرائيلي يدعونا للحذر الدائم، نظرا لأطماع هذا العدو التاريخية في ترابنا ومياهنا، ولطبيعته العنصرية التي تشكل النقيض الواضح للكيان اللبناني، ولصيغة العيش المشترك بين أبنائه".

وفي جولته على منطقة الشمال قال: "إن الحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة الشمال، والمساهمة الفعالة في عملية نهوضها وإنمائها، يمثلان جزءا من الوفاء لهذه المنطقة التي شكلت منذ تأسيس الجيش ولا تزال، خزانه البشري والدم النابض في عروقه، مقدمة خيرة رجالها قرابين طاهرة على مذبح السيادة والكرامة الوطنية، ولا يمكن أن ننسى على الإطلاق وقوف أبنائها صفا واحدا إلى جانبه في مواجهة الإرهاب، وتعاليهم على كل الاعتبارات الفئوية والسياسية الضيقة، وهذا الموقف هو صفحة مشرقة في تاريخها، وهو دين في أعناقنا جميعا، نقابله بالوفاء والبذل من دون حساب".

من جهة أخرى، وفي إطار التواصل والتعاون بين الجيش والمجتمع اللبناني، كان للعماد قهوجي سلسلة من اللقاءات مع هيئات مدنية، أبرزها، لقاؤه مع الجسم الإعلامي اللبناني، الذي جرى في اليرزة بحضور ممثلين عن مختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، حيث ألقى كلمة قال فيها: "إذا كان دور الجيش هو الضمانة المباشرة والسريعة للحفاظ على الاستقرار العام في البلاد، فإن هذا الاستقرار يبقى عرضة للمخاطر إن لم يرتكز على قاعدة صلبة يوفرها إجماع اللبنانيين على القضايا الوطنية الرئيسية، وتوافقهم على معايير شفافة وعادلة لإدارة شؤونهم وتحقيق تطلعاتهم، وإذا لم يرتكز كذلك على دعم قوي من المجتمع المدني وفي طليعته قطاع الإعلام، نظرا لما له من دور فاعل في التأثير على الرأي العام وتوجيهه". وأضاف:"إن أكثر ما نحتاج إليه لحماية لبنان من العواصف التي تتهدده باستمرار، هو تنشئة الأجيال على مبدأ الولاء الوطني، وترسيخ القناعة في نفوس اللبنانيين، بأن لا مكان لهذا الوطن تحت وجه الشمس بمعزل عن وحدة أبنائه وتمسكهم بصيغة العيش المشترك، المستندة بدورها إلى قاعدة الحقوق والواجبات وفكرة قبول الآخر، واحترام قيمه ومعتقداته وحرياته التي كفلها الدستور والقانون".

3ـ مسيرة الاستقلال

إن سعي الشعوب إلى التحرر والاستقلال، هو ظاهرة قديمة تعود إلى بدء تشكل الجماعات البشرية ضمن أقاليم معينة، والدافع إلى ذلك هو ميل الأفراد والجماعات إلى رفض حالة التبعية والسيطرة بأدواتها العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية، وقد شهد عالمنا المعاصر حركة استقلالية واسعة في ظل عوامل مساعدة أبرزها: التعديل الطارئ في ميزان القوى، وتصاعد الوعي القومي والوطني، ووجود الظروف المشجعة.

وقد تأثر اللبنانيون بشكل خاص بأحداث أواسط القرن التاسع عشر، واختبروا معاني وأبعاد الحكم الأجنبي، وما يستتبعه من صراعات يستخدمون من خلالها كأدوات لتحقيق غايات ومصالح الآخرين. كل ذلك أسهم في وعيهم واتجاههم نحو نيل الاستقلال وحرية تقرير المصير، فقاموا بتشكيل نواة فكرية بعثت روح المقاومة ضد كل سلطة أجنبية في المنطقة العربية.

مع اندلاع الحرب العالمية الأولى، وفي ظل المتغيرات الدولية، بدأت الظروف تتهيأ أكثر فأكثر للحرية وحق تقرير المصير، وقد هب اللبنانيون للمطالبة باستقلالهم وإنشاء دولتهم المستقلة، ولم يتأخروا في ترجمة إرادتهم عمليا، إذ تطوعت مجموعات من الشبان اللبنانيين في "فرقة الشرق" التي أنشأها الحلفاء في المنطقة العربية العام 1916، كأحد وجوه النضال الوطني. وقد تضمنت عقود تطوعهم بناء لإرادتهم شرطين أساسيين: الشرط الأول، ينص على أن لا يقاتلوا سوى العثمانيين، والثاني، أنهم انخرطوا في القوات الحليفة في سبيل تحرير لبنان. وما لبثوا لاحقا أن شكلوا في داخل تلك الفرقة حالة لبنانية مميزة، ففي العام 1918 أصبحت الفرقة تضم في صفوفها أول سرية من سرايا الجيش اللبناني وهي السرية 23، التي رافق تأليفها الكثير من التعاطف والحماس، ثم توالى إنشاء السرايا، وفي أيلول من العام 1920 حصل تطور إيجابي يتعلق بمطالب اللبنانيين، تمثل بإعلان الجنرال غورو دولة لبنان الكبير.

منذ العام 1921 أخذت سرايا القناصة اللبنانية تنشر العمران في أرجاء الوطن، حيث قامت بأعمال التعمير وشق الطرقات وإنشاء الجسور ومراكز الهاتف والتلغراف والتفتيش عن الآثار ومكافحة الجراد والإغاثة والتشجير، فكان عهد من المحبة والود والتقدير بين اللبنانيين وجيشهم.

في الأول من أيلول العام 1939 اندلعت الحرب العالمية الثانية، وبعد سقوط فرنسا بيد الألمان وانقسام قواتها بين مؤيد لحكومة فيشي ومؤيد لقوات فرنسا الحرة، جرت محاولات عدة لزج الوحدات العسكرية اللبنانية في الصراع الفرنسي - الفرنسي من دون أن تحقق أي نجاح يذكر، لأن هذه الوحدات تطوعت أصلا في جيوش الحلفاء بهدف تحرير لبنان، ولم تكن راغبة في التخلي عن هدفها الأصلي، وفي تعبير صارخ عن نزعتهم الوطنية، تداعى 40 ضابطا للاجتماع في زوق مكايل بتاريخ 26 تموز 1941، ووقعوا وثيقة شرف، شكلت محطة بارزة في مسيرة الاستقلال، وتعهدوا فيها بعدم قبول الخدمة إلا في سبيل لبنان وتحت رايته. وأن لا تكون لهم علاقة إلا مع حكومته الوطنية، رابطين استئناف مهماتهم العسكرية بالحصول على وعد قاطع من السلطات الفرنسية باستقلال لبنان، وفي اليوم نفسه ألقى الجنرال ديغول، الذي كان موجودا في بيروت، خطابا وعد فيه بتحقيق الاستقلال.

في 29 آب و 5 أيلول من العام 1943، جرت انتخابات نيابية تم على أثرها انتخاب الشيخ بشارة الخوري رئيسا للجمهورية، الذي بدوره قام بتكليف رياض الصلح تشكيل الحكومة، ومع الرجلين بدأت معركة الاستقلال تعيش لحظاتها الحاسمة من خلال البيان الوزاري الشهير الذي تضمن سياسة الحكومة الاستقلالية، تلاه قيام مجلس النواب بتعديل مواد الدستور المتعلقة بالانتداب وتوقيع رئيس الجمهورية على هذا التعديل، وقد ردت السلطات الفرنسية باعتقال رئيسي الجمهورية والحكومة وعدد من الوزراء وأحد النواب، وأودعتهم سجن قلعة راشيا.

وفور شيوع نبأ الاعتقال، شهد لبنان حالة من الغليان الشعبي في مختلف المناطق، واشتعلت شوارع وساحات المدن بالتظاهرات الاحتجاجية، وبدعم من الضباط اللبنانيين شكلت حكومة مؤقتة، سرعان ما انضمت إليها وحدات الجيش، وقد أطلق عليها اسم حكومة الثورة، حيث اتخذت من بلدة بشامون مركزا لها، وضمت الوزيرين حبيب أبو شهلا ومجيد أرسلان اللذين توجها برفقة رئيس مجلس النواب صبري حمادة إلى البلدة المذكورة، وهناك انضمت إلى الحكومة مجموعة من الشباب شكلت ما يشبه الحرس الوطني، فما كان من قيادة قوات الانتداب إلا أن أصدرت أوامرها إلى المقدم جميل لحود قائد فوج القناصة الأول آنذاك، بمهاجمة حكومة الثورة، فرفض الأمر معلنا انضمامه للحكومة، وقام برفع العلم اللبناني في موقع فرقته العسكرية المتمركزة في عين الصحة ـ فالوغا.

أمام هذا الواقع، وأمام استمرار التظاهرات الشعبية، اضطرت السلطات المنتدبة إلى التراجع عن تشددها مذعنة لمشيئة اللبنانيين في إطلاق سراح رجالات الدولة في 22 تشرين الثاني من العام 1943، وهكذا نال لبنان استقلاله السياسي الذي استكمل لاحقا بتسلم المصالح الإدارية والاقتصادية والجيش، وبجلاء قوى الانتداب عن أرضه نهائيا في العام 1946.

4 ـ الجيش والوطن

أـ المهمات الدفاعية

واجب الجيش الأول، الدفاع عن الوطن والشعب ضد أي اعتداء خارجي. وهو بذلك يوفر سلامة المجتمع، ضامنا له سبل الاستقرار والتطور في مختلف الميادين.

منذ ولادته رسميا في الأول من آب العام 1945، اندفع الجيش غير متوان ولا متهاون، يقوم بواجبه الدفاعي منفذا قسمه، ومرتكزا على تنشئة وطنية سليمة، عمادها جملة من القيم الوطنية والإنسانية والعسكرية. ومع سنواته الأولى واجه تحديات جمة، أبرزها إعلان دولة إسرائيل، ونشوب حرب العام 1948، حيث خاض أولى معاركه البطولية في المالكية التي حررها من العدو الإسرائيلي في الخامس من حزيران من العام نفسه. ومن ثم توالت المحطات البطولية المشرقة في مسيرته، لا سيما منها مواجهة هذا العدو في منطقة سوق الخان العام 1970، وعلى محوري بيت ياحون - تبنين وكفرا - ياطر العام 1972، وفي صور العام 1975، وغيرها من الاعتداءات على القرى والبلدات اللبنانية المتاخمة للأراضي الفلسطينية المحتلة، مقدما في هذه المواجهات مئات الشهداء والجرحى قرابين طاهرة على مذبح الوطن.

العام 1975، أطلت الفتنة برأسها، لتشعل لبنان بحرب استمرت حتى العام 1990، وتعطل دور الجيش بمفهومه الوطني الشامل بسبب غياب القرار السياسي الموحد للدولة.

ومع توقيع وثيقة الوفاق الوطني وانتهاء الأحداث، كان قرار القيادة سريعا في نشر نحو نصف عديد الجيش على خطوط المواجهة مع العدو الإسرائيلي في الجنوب والبقاع الغربي، والتصدي له بكل الإمكانات والوسائل المتوافرة. وعلى الرغم من عدم التكافؤ في ميزان القوى، لم تستطع قوى الاحتلال الإسرائيلي المزودة أحدث أنواع الأسلحة والتكنولوجيا المتطورة والمعقدة، إبعاد الجيش عن ساحة المواجهة، أو النيل من عزيمته، لا بل زادته ثقة واستبسالا، فهو صاحب الأرض والقضية، وما قوافل الشهداء والجرحى الذين سقطوا على دروب رفعة لبنان ومنعته واستقلاله، لا سيما في عمليتي تصفية الحساب العام 1993، وعناقيد الغضب العام 1996، وعربصاليم والأنصارية العام 1997، إلا مثال واضح على ذلك.

وبنتيجة وحدة الموقف الوطني، وصمود الجيش، وتسارع ضربات المقاومة في حرب استنزاف قل نظيرها، اضطر الجيش الإسرائيلي مكرها إلى الاندحار عن القسم الأكبر من الجنوب والبقاع الغربي، فكان إنجاز التحرير في 25 أيار العام 2000، وبقي الاحتلال جاثما على أرض مزارع شبعا وتلال كفرشوبا التي لا تزال تنتظر فك أسرها.

o- عدوان تموز 2006

مرة جديدة دفع العدو الإسرائيلي بأسلحته المدمرة باتجاه لبنان في حرب مفتوحة بدأت من الجنوب في 12 تموز، وما لبثت أن امتدت إلى المناطق اللبنانية كافة، فلفت لبنان من البر والبحر والجو بزنار من الحمم في عملية تدمير منهجي لبناه التحتية ومنشآته، واستهداف متعمد للمواطنين الأبرياء في بيوتهم وأماكن عملهم، وأثناء تنقلاتهم، كما استهدف العدوان مواقع الجيش على كامل رقعة الوطن، مرتكبا مجازر بشعة لا سيما في فوج الأشغال المستقل في الجمهور، وفي مركزي وجه الحجر والعبدة التابعين للقوات البحرية في منطقة الشمال، حاصدا 49 شهيدا وعددا كبيرا من الجرحى، لتمتزج بذلك دماء الشهداء من الأطفال والنساء والشيوخ والمقاومين الأبطال والعسكريين الشجعان في ساحات الصمود والكرامة، مشكلة المداميك الصلبة التي سيبنى عليها مستقبل الوطن. وخلال هذه الحرب كان الجيش في ساحة المواجهة يعكس صورة الوطن المقاوم، إذ قامت وحداته في أماكن انتشارها بأداء دورها الدفاعي بكل القدرات المتاحة لديها، من خلال التصدي للطائرات المعادية وإحباط العديد من محاولات الإنزال والتسلل، كما استمرت بأداء مهماتها الأمنية والإنمائية على مساحة البلاد، متأهبة لوأد أي فتنة داخلية، والتعامل بحزم مع كل من يحاول العبث بالأمن والاستقرار في ظل حالات النزوح الكبيرة، والظروف والمتغيرات المستجدة.

وبعد مرور أكثر من شهر كارثي ومأساوي على الأصعدة كافة، على الحجر كما على البشر، مترافق مع صمود لبناني قل نظيره، تبنى مجلس الأمن فجر 11 آب، وبالإجماع، القرار 1701 الذي دعا إلى وقف كامل لجميع الأعمال الحربية على أمل التوصل إلى اتفاق على وقف دائم لإطلاق النار.

عند الثامنة من صباح 14 آب توقف العدوان الإسرائيلي، لتنطلق رحلة عودة النازحين إلى أرضهم وبيوتهم، ويسارع الجيش اللبناني للتوجه إلى حدوده الجنوبية، بعد غياب جاوز الثلاثة عقود، استجابة للارادة الوطنية الجامعة، وتنفيذا لقرار الحكومة اللبنانية القاضي بتكليفه الانتشار في منطقة جنوب لبنان وصولا إلى الخط الأزرق، وبسط سلطة الدولة في تلك المنطقة أسوة بباقي المناطق اللبنانية، ودعم صمود المواطنين ومواكبة إعادة إعمار قراهم وتسهيل إقامتهم وحفظ أمنهم وسلامتهم. وقد تزامنت هذه المهمة مع مهمة انتشار وحدات من الجيش على امتداد الحدود البرية والبحرية اللبنانية لضبط المعابر، ومنع أعمال التهريب على أنواعها.

ب ـ في مجال حفظ الأمن

بناء على تكليف مجلس الوزراء، بتاريخ 15/1/1991، باشر الجيش تنفيذ مهمات حفظ الأمن في مختلف المناطق اللبنانية ولا يزال، مستندا في ذلك إلى جملة من المبادئ أبرزها:

- الجيش مؤسسة وطنية تلتزم القوانين والأنظمة النافذة، وعقيدته في تحديد العدو والصديق واضحة راسخة، فالأعداء هم إسرائيل أولا والإرهاب ثانيا وكل من يحاول الإخلال بالأمن وزعزعة الاستقرار ثالثا، أما الأشقاء والأصدقاء فهم الدول العربية، والدول التي تعمل على مساعدة لبنان وتنشد له الخير والاستقرار والازدهار.

- الابتعاد عن الطائفية التي تتلاشى في التنشئة الوطنية والعسكرية التي يتلقاها كل عسكري.

- الابتعاد عن التجاذبات السياسية، فالجيش ينفذ قرارات السلطة الإجرائية في إطار المصلحة الوطنية العليا.

- التجرد المطلق في معاملة المواطنين وتطبيق مبادئ العدالة والمساواة في أثناء أداء المهمات، حفاظا على الديموقراطية والحريات العامة وحقوق الإنسان.

- تأمين استمرارية تنفيذ الإجراءات والتدابير الأمنية من خلال الشفافية في القيادة والإدارة والموقف، وتخصيص الوقت اللازم، وبذل الجهد الأقصى، والسهر على متابعة الأوضاع، والحزم والسرعة في تنفيذ المهمات وعدم التهاون مع أي إخلال بالأمن.

وقد وفر الجيش مناخا من الأمن والاستقرار، مما سمح بإقامة التجمعات على اختلافها والمؤتمرات الدولية والإقليمية، وكفل لجميع المواطنين القيام بأعمالهم، وممارسة حقوقهم وواجباتهم في المناسبات الوطنية والاجتماعية والثقافية والرياضية شتى.

وكان لدوره الأمني الفاعل خلال السنوات السابقة التي شهدت تطورات سياسية وأمنية خطيرة، بالغ الأثر في الحفاظ على وحدة الوطن ومنع انزلاق الأوضاع نحو المجهول، بدءا من التظاهرات الشعبية الحاشدة التي أعقبت جريمة العصر التي أودت بحياة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه بتاريخ 14/2/2005، مرورا بملء الفراغ العسكري الناتج عن انسحاب القوات العربية السورية من لبنان في 26/4/2005، خصوصا في منطقتي طرابلس وبعلبك، إلى الاعتصام الشعبي في وسط بيروت الذي بدأ في الواحد من كانون الأول 2006 واستمر لأكثر من عام، ثم أحداث 23 و25 كانون الثاني 2007 وصولا إلى أحداث السابع من أيار من العام الحالي وامتداداتها اللاحقة، إذ كرس الجيش خلال هذه المحطات المصيرية، كل جهوده وطاقاته في سبيل وأد نار الفتنة ومنع التقاتل بين أبناء الوطن الواحد، وإتاحة الفرصة تلو الأخرى لعودة الجميع إلى طريق الحوار والتلاقي، وهذا ما حصل بالفعل في مؤتمر الدوحة الذي أفضى إلى توافق القادة السياسيين على حلول لمعظم المشاكل القائمة، وإطلاق مرحلة جديدة في البلاد واعدة بالاستقرار والازدهار.

6- مواجهة الإرهاب

فجر العشرين من أيار 2007، فوجئت مراكز الجيش في محيط نهر البارد وضواحي مدينة طرابلس، بهجوم غادر نفذه إرهابيو تنظيم "فتح الإسلام"، الذين طاولوا بإجرامهم الوحشي عددا من العسكريين العزل المنتقلين إلى منازلهم أو إلى مراكز خدمتهم، في محاولة تهدف إلى النيل من هيبة الدولة ومؤسساتها، وإرهاب الجيش في ظل التجاذبات السياسية الحادة التي كانت تشهدها البلاد، وبالتالي إخضاع مدينة طرابلس ومخيمي البداوي ونهر البارد لنفوذهم.

لكن حساباتهم جاءت خاطئة، حيث استعادت قوى الجيش زمام المبادرة فورا، وقامت بردة فعل سريعة، تمكنت خلالها من استرجاع مراكزها والقضاء على بعض الإرهابيين وتوقيف بعضهم الآخر، كما أحكمت الطوق على مخيم نهر البارد.

ونتيجة لتعنت هذا التنظيم، وعدم استجابته لكل المبادرات والمساعي التي قامت بها جهات عديدة بهدف تسليم القتلة إلى العدالة، وتجنيب سكان المخيم مآسي استمرار القتال، اتخذت قيادة الجيش القرار الجريء والتاريخي بالحسم العسكري التدريجي آخذة في عين الاعتبار الأمور التالية:

- الحفاظ على أرواح المدنيين، وإعطاءهم الوقت الكافي لمغادرة المخيم.

- الاستمرار في دعوة المسلحين لتسليم أنفسهم إلى الجيش، مع التشديد على إجراء محاكمة عادلة أمام القضاء.

- الحد من الخسائر البشرية في صفوف العسكريين نظرا للكمية الهائلة من الألغام والأفخاخ التي زرعها المسلحون في كل أرجاء المخيم، والحد قدر الإمكان من الأضرار في ممتلكات المدنيين.

في الثاني من أيلول تحقق الوعد الذي قطعه الجيش للشعب اللبناني، بإكمال سيطرته الميدانية على آخر معقل من معاقل الإرهابيين في مخيم نهر البارد، مقدما 171 شهيدا ومئات الجرحى، بذلوا أرواحهم فداء عن شعبهم، واختصارا لمعاناته.

غير أن يد الإرهاب عادت مجددا لتستهدف الجيش، في ثلاثة انفجارات غادرة، طاول أحدها مركزا عسكريا في محلة العبدة بتاريخ 31/5/2008، وآخران طاولا عسكريين عزلا أثناء تجمعهم استعدادا للانتقال إلى مراكز عملهم في محلتي التل والبحصاص في مدينة طرابلس بتاريخي 13/8/2008 و 29/9/2008.

ولقد كان رد الجيش حازما وسريعا على مستوى هذه الأحداث الخطيرة، حيث باشرت مديرية المخابرات بالتعاون مع فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي بحملة تقص ورصد وتعقب للمجرمين، أفضت بتاريخ 12/10/2008، وفي أوقات لاحقة، إلى توقيف معظم أفراد الخلية الإرهابية الضالعة في التفجيرات المذكورة، ليتحقق بذلك الوعد الذي أطلقه القائد وهو يتفقد مكان انفجار البحصاص، حين أكد بأن الجناة لن يفلتوا من يد العدالة، وأن أي تطاول على الجيش أو اعتداء على المواطنين لن يمر من دون ردع وعقاب.

ج ـ المهمات الإنمائية

ارتبط الجيش اللبناني منذ نشأته ارتباطا وثيقا بالمجتمع، ليس من خلال المهمات الدفاعية والأمنية المنوطة به وما يترتب على ذلك من علاقات مع المواطنين فحسب، إنما أيضا من خلال اهتمامه بالمجالات الاجتماعية والخدمات التي يؤديها حيث تدعو الحاجة، إدراكا منه بأن الأمن والنهوض الإنمائي والاقتصادي في البلاد توأمان لا ينفصلان.

فبعد انتهاء الأحداث الدامية التي شهدها لبنان، كان قرار القيادة المشاركة في عملية النهوض وإعادة إعمار ما تهدم، فتشابكت سواعد العسكريين مع سواعد المواطنين في ورشة البناء، وشملت نشاطات الجيش في هذا الإطار: الإسهام في تأهيل البنى التحتية من شبكات ماء وكهرباء وشق طرقات في مناطق عودة المهجرين، تأهيل المرافق السياحية والمواقع الأثرية، القيام بحملات تنظيف للشواطئ، وبأعمال تشجير وإخماد حرائق، رفد بعض الإدارات الرسمية بالخبرات والوسائل والطاقات البشرية، تقديم المساعدات اللازمة لمؤسسات المجتمع المدني والهيئات الفنية والثقافية والاجتماعية، عمليات إخلاء وإنقاذ وتشكيل لجان لتخمين الأضرار الناجمة عن الكوارث الطبيعية والحوادث الطارئة.

من ناحية ثانية، أولى الجيش اهتماما خاصا بمشكلة الألغام المتصلة بالأمن والإنماء معا، نظرا لما لها من تأثير مباشر على حياة المواطنين وأعمالهم اليومية واستثمارهم لأرزاقهم وممتلكاتهم. وقد بدأت هذه المشكلة مع انتهاء الأحداث العام 1990، وتفاقمت على أثر اندحار العدو الإسرائيلي في شهر أيار من العام 2000، إذ استفاق اللبنانيون على احتلال من نوع آخر، تمثل بوجود نحو 550 ألف لغم خلفها هذا العدو وراءه في مناطق الجنوب والبقاع الغربي، ثم بلغت المشكلة ذروتها مع عدوان تموز، حيث أسقط العدو الإسرائيلي أكثر من مليون قنبلة عنقودية فوق أرض الجنوب، ولا يزال لغاية تاريخه يتمنع عن إعطاء المعلومات اللازمة حول أماكن وجود هذه القنابل، التي أدت إلى استشهاد وجرح المئات من المدنيين والعسكريين. وقد تمكن الجيش بالاشتراك مع فرق مختصة من دول شقيقة وصديقة، ومنظمات دولية غير حكومية، حتى تاريخ 1/10/2008 من إنجاز ما يلي:

- نزع وتفجير 125000 لغم مضاد للأشخاص والآليات، و 35000 قذيفة وقنبلة غير منفجرة، و147000 قنبلة عنقودية، و500 قنبلة وصاروخ طيران، و67000 جسم مشبوه.

- تنظيف مساحة 91 كلم2 من أصل 150 كلم2 من الألغام والقذائف غير المنفجرة.

- تنظيف مساحة 38 كلم2 من أصل 48 كلم2 من القنابل العنقودية.

من جهة أخرى يستمر المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بنزع الألغام، بالتعاون مع اللجنة الوطنية للتوعية من مخاطر الألغام، بتنفيذ حملات الإرشاد والتوعية في جميع المناطق اللبنانية، حيث أدت الجهود المبذولة إلى انخفاض كبير في معدل الضحايا سنويا.

5 ـ متابعة تطوير المؤسسة العسكرية

إن عملية تطوير المؤسسة العسكرية، هي عملية دائمة ومستمرة لا يمكن لعجلتها أن تتوقف على الإطلاق، كونها تهدف إلى إبقاء المؤسسة على المستوى المطلوب الذي يمكنها من الاضطلاع بدورها الوطني كاملا.

أولت القيادة مواضيع العديد والتدريب والتجهيز الاهتمام الأقصى، فعمدت إلى تمديد الخدمات لبعض المجندين السابقين وتطويع الراغبين منهم بصورة تدريجية، كما عمدت إلى تكثيف الدورات التدريبية في الداخل والخارج وعلى مختلف المستويات، إلى جانب تفعيل علاقاتها مع جيوش شقيقة وصديقة، والسعي الحثيث لديها لتأمين التجهيزات الضرورية للجيش من الأعتدة والمعدات.

وفي هذا الإطار، تؤكد القيادة اعتزازها بهذه العلاقات، النابعة من الصداقة مع الدول، والرغبة في التعاون مع جيوشها، والاستفادة المتبادلة من تجاربها وخبراتها، والتي طالما ميزت الجيش اللبناني بقدرته على التفاعل والتواصل مع سواه، وهو سيستمر في قبول المساعدات العسكرية مستقبلا، كما قبلها في الماضي، بهدف تعزيز قدراته العسكرية، لكن هذه المساعدات لا يمكن في مطلق الأحوال أن ترسم سياسة الجيش أو تتدخل في أدائه، أو تعدل من دوره الوطني الذي ينبع فقط من الإرادة الوطنية الجامعة، ومن القرار السياسي للسلطة الإجرائية.

خاتمة

بين الذكرى المجيدة والأمل الواعد، يشمخ العلم أكثر فأكثر، مزهوا بألوان الشهادة والخلود والسلام، وعلى درب التضحية الطويل، يستمر الجيش في أداء رسالته الوطنية، فخورا بإرث أجياله، منيعا بدماء شهدائه، قويا بثقة شعبه وإيمان رجاله، معاهدا الله والوطن، بأن للاستقلال عيونا ترعاه وسواعد تحميه...

 

المحامي كميل حرب رد بوكالته عن حنا ساسين حرب على "الوطني الحر":

روايات تتنافى مع الحقائق وتحقيقات القوى الأمنية والمراجع القضائية

وطنية - 21/11/2008 (سياسة) رد المحامي كميل حرب بوكالته عن حنا ساسين حرب في بيان أصدره اليوم على "البيانات التي يطلقها التيار الوطني الحر حول جريمة إطلاق النار ومحاولة قتل حنا ساسين حرب وعائلته"، وقال: "يؤسفنا أن يتدخل التيار الوطني الحر سلبا في عمل القضاء وتضليل القوى الأمنية في قضية محاولة اغتيال الموكل حنا ساسين حرب. كما يؤسفنا أن لا يتضمن أي من بياناته أي كلمة تدعو بالشفاء إلى المعتدى عليه الذي كاد أن يفارق الحياة لولا العناية الإلهية، كأنما التيار غير معني بحياة المواطنين اللبنانيين وسلامتهم". وسأل: "لماذا يقحم التيار نفسه في جريمة نكراء، ويطلق الأضاليل حول محاولة قتل مكشوفة لرب عائلة مسالمة، وهو أعزل من السلاح، يتنقل برفقة زوجته وطفلته التي لا يتجاوز عمرها العشر سنوات". أضاف: "إن التفاصيل التي وردت في بيانات التيار حول محاولة قتل الموكل والحادثة التي وقعت معه منذ أكثر من سنتين، هي روايات كاذبة تتنافى مع الحقائق والوقائع والتحقيقات التي قامت بها القوى الأمنية والمراجع القضائية". وتابع: "إن محاولة الغمز وإتهام النائب بطرس حرب بالتدخل في سير القضاء، محاولة كاذبة، تشكل إهانة للقضاء المستقل والنزيه، بينما الصحيح هو أن النائب بطرس حرب لم يتدخل في تلك التحقيقات في حين كنت انا شخصيا أتابع هذا الملف بصفتي وكيلا عن السيد حنا ساسين حرب، والتي أظهرت عدم مسؤولية الموكل عن الإشكال الذي حصل وانتهى في حينه. وقد جرت المصالحات، وتم توقيع إسقاط حق متبادل منذ فنرة طويلة". ورأى "أن المستنكر والمستغرب هو أن التيار يحاول الإساءة الى النائب حرب الذي اشتهر طوال حياته السياسية بسعيه المتواصل للتوفيق بين الناس وبنشر ثقافة الديموقراطية التي تقبل بالرأي المخالف، ويتهمه بإستغلال محاولة قتل حنا ساسين حرب سياسيا، علما أنه بالرجوع إلى كل مواقف النائب حرب وتصاريحه، وهي منشورة إعلاميا، تؤكد الجهد الكبير الذي يبذله لإبعاد هذه الجريمة عن السياسة، ومن دون إتهامه لأي جهة أو فئة أو شخص، وحتى من دون تسمية المجرم أو المجرمين لمرة واحدة، وهو حال دون نشر المعلومات المتوافرة لدينا حول وجود المجرم برفقة مسؤولين أمنيين ينتمون الى التيار الوطني الحر، وذلك لأنه رفض، ولا يزال يرفض استباق التحقيق وتسييس الجريمة". وختم: "إن التيار اليوم ولأسباب باتت معروفة، يستبق التحقيقات، ويصدر الأحكام، ويدين ويتهم، وهذا ما يدعونا الى التأكيد أن الإصلاح والتغيير يبدأ بالصدق، والثبات على المواقف، والجدية، والحرص على سلامة المجتمع، والإبتعاد عن تحدي مشاعر الناس واستغبائهم، وعدم النزول بالنقاش السياسي الى مستوى متدن من التفاهة والسطحية، وإننا نترك للرأي العام الحكم على محاولات سخيفة كهذه".

 

الجنرال والسنّة... وأهل دمشق

حازم الأمين/ لبنان الآن

مرة جديدة تستيقظ الرغبات في إنتاج بديل سني لتيار "المستقبل". يقود هذه الرغبة النظام في سورية، ويستجيب معها على نحو ساذج "التيار الوطني الحر"، فيما "حزب الله" الذي "ضرب ضربته" في السابع من أيار (مايو) الفائت يبدو أكثر حذراً هذه المرة.

لكن لنناقش في خلفية هذه الرغبات لجهة الأساليب ولجهة النتائج. فالسوريون ماضون في محاولات الدفع باتجاه حصار "المستقبل" من دون ان يتوافر لهم بديل. وهذا دأبهم على كل حال، فهم سبق ان أقدموا على فعلة مشابهة في بداية التسعينات من القرن الماضي عبر "إلغائهم" قوى مسيحية من دون ان يكترثوا للبدائل، فكان أن نجح نواب مسيحيون في دورة انتخابات العام 1992 في كسروان وغيرها بعدما حازوا عشرات قليلة من الأصوات، تماماً مثلما اجلسوا نائباً قومياً سورياً في مقعد نيابي ماروني في بيروت لطالما تعاقب على إشغاله كل من بيار الجميل وكميل شمعون.

السوريون غير مكترثين لبدائل "المستقبل" في حال تمكنوا منه، وهم لن يتورعوا عن ترئيس عبدالرحيم مراد أو أسامة سعد، في حال لم تسمح كرامة الرئيس عمر كرامي في تولي رئاسة حكومة لا تتمتع بشرعية "سنية". والسوريون ماضون في خيارهم هذا مهما كانت النتائج، فالاعترافات التي بثها التلفزيون السوري في سابقة تلفزيونية غريبة تؤشر الى مدى إصرارهم. ثم ان تسريبهم تسجيلاً لمكالمة هاتفية لإحدى محطات التلفزة الحليفة، بين اللواء أشرف ريفي وأحمد مرعي الذي كان في سورية في حينه، يشي بمقدار الإصرار أيضاً. فالتسريب يعتبر ضرباً بعرض الحائط لشروط أمنية وتقاليد إعلامية، وعلى رغم ذلك قام النظام في سورية بما قام به. انها أسلحة غير تقليدية لا تُستعمل عادة إلا في ظروف استثنائية!

لكن لندع النظام في سورية جانباً، ولنسأل أنفسنا عن سر الاستجابة اللبنانية لهذه الرغبات، والمتمثلة في الطموحات العقيمة لإيجاد ترجمة لبنانية داخلية لهذه النوازع المدمرة. فميشال عون التقط الإشارة السورية على نحو مختلف، إذ انه هنا ليس في صدد استهداف "المستقبل" فحسب، إنما دفع أيضاً بهذا الاستهداف ليشمل موقع السنّة في التركيبة اللبنانية، فاخترع قضية خاسرة تتمثل في صلاحيات نائب رئيس الحكومة، وكان سبق ذلك إشارات سلبية كثيرة أرسلها الجنرال باتجاه تلك الطائفة وتحفظات على دورها وموقعها وأحياناً على تاريخها.

قد يكون مغرياً في أحيان كثيرة استهداف الطوائف في مواقعها ووظائفها وحصصها، لكن ذلك لا يستقيم بالطبع في حال جاء الاستهداف مفعماً بنيات طائفية أيضاً، لا بل ان نتائج هذا الاستهداف ستكون معاكسة. ففي لبنان لن تضعف الطائفة إلا من خلال استهداف غير طائفي. وهذا نقاش آخر. فنحن هنا في صدد تقويم معنى نجاح استهداف "المستقبل" إذا نجح من يتولونه. هزيمة "المستقبل" ممكنة ولكن هزيمة السنّة غير ممكنة. تماماً مثلما هي هزيمة "حزب الله" ممكنة، لكن هزيمة الشيعة غير ممكنة. وإذا بنينا على احتمال هزيمة "المستقبل" فعلى ماذا سنحصل؟ من هي القوى السنية المرشحة للوراثة؟ سليم الحص مثلاً! عمر كرامي! الجماعة الإسلامية! لا اعتقد ان عاقلاً يمكنه الموافقة على إجابة من هذه الإجابات. ونحن هنا نتحدث عن واحدة من اكبر الطوائف في لبنان، وعن أكبرها على الإطلاق في المنطقة.

"القاعدة" ورثت "حزب البعث" في العراق، وإسرائيل نفسها متوجسة من البدائل السنية للنظام في سورية، وهذه حقيقة لا مجال لدحضها. وفي لبنان نصاب سياسي أوصل الى سدة التمثيل نخبة سنية أقرب الى الخيار اللبناني من أي نخبة سياسية طائفية أخرى، سواء كانت شيعية أم مارونية وطبعاً سنية.

اللعب مع السوريين في ملف "فتح الإسلام" يبدو ضرباً من الحماقة لن يفضي إلا الى إيقاظ نوازع لا قِبل للعماد ميشال عون فيها. فهل يعرف الجنرال شيئاً عن قناعة القوى السياسية الشيعية في العراق هذه الأيام والمتمثلة في إعطاء السنّة في ذلك البلد مزيداً من المواقع (هم الذين يمثلون اقل من 20 في المئة من السكان، فيما الشيعة يمثلون نحو 60 في المئة) بهدف حصار البديل السني المتمثل في "القاعدة" و"البعث"؟

المنطقة يا جنرال تعج بالبدائل وما عليك سوى التأمل قليلاً.

لا أمل في إيصال هذا الصوت الى الرابية، إذ ان الآذان هناك صماء ولم تعد تسمع إلا صوتاً واحداً قادماً من خلف الحدود التي سيجتازها الجنرال في وقت قريب متوجهاً الى سورية. وهنا يحضر سؤال آخر يتمثل في: ماذا سيكون انطباع الجنرال بعد زيارته دمشق؟ فهو عاد من إيران بانطباع واحد تقريباً هو ان طهران مدينة نظيفة!  على أهل دمشق أن يضعوا أيديهم على قلوبهم.

 

حين ترفع دمشق الغطاء

وليد شقير- الحياة

من الإيجابيات التي نجمت عن كشف سورية عن جانب من تحقيقات السلطات الأمنية فيها مع عناصر ينتمون الى «فتح الإسلام» اعترفوا فيها بأنهم وراء تفجير القزاز في ضاحية دمشق أواخر شهر أيلول (سبتمبر) الماضي، واتهامها هذا التنظيم بالتفجير الإجرامي، ان المصلحة السورية في ملاحقة فلول هذا التنظيم، سواء على الأراضي السورية أو على الأراضي اللبنانية، تجيز للتنظيمات الفلسطينية الحليفة لدمشق في لبنان ان تساعد في هذه الملاحقة.

هذا الأمر جعل فصائل فلسطينية تلعب دوراً مهماً، إما بتسليم المطلوبين لانتمائهم الى هذا التنظيم، وإما للاشتباه بعلاقتهم به، في مخيمات فلسطينية في الشمال وغيره. فالمشكلة التي عانى منها الأمن اللبناني منذ بدأت معركته مع تنظيم «فتح الإسلام» عقب ارتكابه مجزرة ضد جنود الجيش في شهر أيار (مايو) من عام 2007، هي ان عناصر في هذا التنظيم استفادوا من التغطية التي يؤمنها لهم وجودهم في بعض هذه المخيمات، واستطراداً من امتناع بعض الفصائل عن المشاركة في ملاحقتهم. لقد حصل تطور جديد خلال الأسبوعين الماضيين، إذ كثر الكلام الإعلامي، وفي بعض البيانات الصادرة عن فصائل فلسطينية، عن دور الجبهة «الشعبية - القيادة العامة»، ومنظمة «الصاعقة» الحليفتين لدمشق، مع تنظيمات أخرى، في الكشف عن بعض فلول «فتح الإسلام» وتسليمهم الى الجيش. وكثر الحديث ايضاً عن دلالة ذلك لجهة إيجابية دمشق في مساعدة لبنان وسلطاته الأمنية على إنهاء خلايا هذا التنظيم الإرهابي. بل ان بعض الإعلام الحليف لسورية في لبنان اعتبر أنه لولا مساعدة سورية، عبر حلفائها، لكان تعذّر على الأجهزة اللبنانية إلقاء القبض على عناصر «فتح الإسلام» الذين قاموا بتفجيري دمشق وشارع المصارف في طرابلس.

والواقع ان الموقف السوري أدى الى رفع غطاء فئات فلسطينية محددة عن هؤلاء، كانت اتهمت أثناء معارك نهر البارد بأنها سمحت لـ «فتح الإسلام» باستخدام مخازن أسلحة تابعة لها في قتالها مع الجيش، أو أنها (هذه الفئات) قدمت تسهيلات لوجستية لعناصر هذا التنظيم من أجل الصمود في وجه الجيش، ثم من اجل هرب بعض هذه العناصر لاحقاً.

وسواء صح اتهام القوى السياسية المناوئة لسورية وسياستها في لبنان، بأن أجهزة الاستخبارات التابعة لها هي التي فبركت «فتح الإسلام» الذي عاد فأفلت من أيدي هذه الأجهزة بعد هزيمته أمام الجيش في نهر البارد، أم لم يصح، فإن دور الفصائل الفلسطينية الحليفة لدمشق في ملاحقة عناصر التنظيم يعني ان دمشق رفعت الغطاء الفلسطيني (الجزئي) عن هؤلاء، للتضييق عليهم، ما مكّن الأجهزة الأمنية اللبنانية من محاصرتهم.

يأخذ المناوئون لدمشق عليها انها لم ترفع الغطاء قبل الآن، وأثناء معركة نهر البارد تحديداً (قبل أكثر من سنة). بل ان إجازة دمشق للفصائل الحليفة لها ان تساعد أجهزة الأمن اللبنانية ضد «فتح الإسلام» تكشف مدى نفوذها في توحيد الموقف الفلسطيني في لبنان الى جانب سلطاته السياسية والأمنية، في وقت كان الانقسام الفلسطيني هائلاً من دون معالجة الكثير من الأمور بين الجانبين ومنها تنفيذ قرارات مؤتمر الحوار الوطني لجهة إزالة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات.

إن تطورات الأسبوعين الأخيرين تدل على أن دور دمشق أساسي وحاسم في معالجة موضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، إذا أرادت، بعدما تأكد مدى تأثيرها في الفصائل، الحليفة في ملاحقة «فتح الإسلام»، عندما أرادت. وعليه، فإن زيارات قادة فصائل حليفة لدمشق، بيروت وآخرهم رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل، والتي تهدف الى ربط السلاح الفلسطيني بالحقوق المدنية، على أهميتها، ليست هي العنصر الحاسم في إنهاء الوجود المسلح خارج المخيمات، بل ان ما تجيزه دمشق في هذا المجال هو العنصر الحاسم. ولعل هذا ما لا يريد الجانب السوري لفت الانتباه إليه في دور حلفائه في ملاحقة «فتح الإسلام». والسجال الذي دار حول اتهام «تيار المستقبل» بتمويل بعض «فتح الإسلام»، ربما كان من أهدافه حرف الانتباه عن القدرة الحاسمة لدمشق على «إقناع» فصائل فلسطينية بخطوات عملية محددة

 

سامي الجميل: الكتائب عادت حزباً قوياً كما أرادها أخي الشهيد

موقع تيار المستقبل/جهاد عون

 أكد منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب سامي الجميل ان الحزب الذي أراده شقيقه الوزير والنائب الشهيد بيار الجميل عاد الى الساحة "قوياً منظماً يحمل هموم اللبنانيين عموماً ويتطلع قدماً الى المستقبل بكل ثقة وصلابة". وفي حديث إلى موقع almustaqbal.org في الذكرى الثانية لاستشهاد شقيقه، قال ان "الحزب تجاوز مرحلة اغتيال الشيخ بيار الصعبة، التي اريد لها ان تكون ضربة قاصمة للكتائب تمنع قيامها من جديد وتحول دون نهضتها للإضطلاع من جديد بالدور التاريخي الذي قامت به منذ تأسيسها في الدفاع عن لبنان". وأوضح ان الحشد الجماهيري والحزبي نهار الأحد المقبل في الـ"فوروم دو بيروت" في ذكرى تأسيس الحزب واستشهاد بيار هو تأكيد على عودة النبض الى العصب الكتائبي الذي اطلق شرارته الوزير الشهيد منذ ما قبل ثورة الارز، واستمر خلالها مع "القاعدة الكتائبية" ونهض بعدها انتفاضة عارمة أعادت الحزب الى اصالته التاريخية وجمهوره".

وأضاف سامي الجميل ان الكتائب شهدت مع شقيقه الشهيد مرحلة اعادة تأسيس ثانية، "فعندما تسلم بيار امين الجميل المؤسسات الحزبية كانت في وضع صعب وأخذ يعيد بنائها تدريجاً، حجراً وراء حجر كي يتمكن من تعويض الكتائب ما فاتها من سنين وما تعرضت له من قهر وتزوير لهويتها الوطنية وتاريخها السياسي العريق، حين اجبرت او اكرهت على التخلي عن مشروعها السياسي التاريخي في الدفاع عن الكيان والجمهورية والحرية ".

ووصف الجميّل حضور الكتائب "على الساحة وفي اوساط الرأي العام" بأنه "أكثر من جيد، والدليل على ذلك النتائج المهمة التي تحققت في انتخابات الجامعات وخصوصاً الواقعة في عمق المناطق المسيحية، ويمكن الركون إلى تلك النتائج لتبيان ملامح اتجاهات الرأي العام". وذكّر بفوز قوى 14 اذار في الانتخابات الطالبية في جامعة سيدة اللويزة حيث تمكن الكتائبيون من ايصال 11 عضواً في مختلف الهيئات، اضافة الى فوزهم برئاسة الهيئة الطالبية. واشار الى نتائج مهمة تحققت في سائر الجامعات "حيث يمكن ملاحظة الفارق الكبير بين وضع الكتائب سابقا" وحالياً ومقارنة النتائج لتقييم الفاعلية والحضور والتأثير". وخلص سامي الجميل الى ان "رفاق بيار امين الجميل والكتائبيين لن يسمحوا بانكسار الحلم الذي اراده الشهيد بيار الجميل او انهياره". وقال:"سنعمل على تحقيق الحلم وريادة الكتائب في الحياة السياسية والعامة، وستعود الكتائب كما كانت دائماً حزب الدفاع عن لبنان".

 

جعجع يلتقي وفداً كتائبياً: أهدافنا واحدة وطريقة تفكيرنا متقاربة

لبنان الحر/التقى رئيس الهيئة التنفيذية في" القوات اللبنانية" سمير جعجع، وفداً كتائبياً ضم مستشار رئيس الحزب جوزيف أبو خليل ونائب الأمين العام وليد فارس وعضو المكتب السياسي الكتائبي ميشال خوري، وتم التطرق الى مواضيع عدة أبرزها ما يتعرض له مناصرو" 14 آذار" في مناطق شكا والبترون والكورة من تعديات من قبل عناصر"تيار المردة" . كما تم التطرق الى المواضيع الانتخابية ومجمل الأوضاع في البلاد.

وأكد جعجع، بعد اللقاء، أن" لـ"لقوات اللبنانية" ولـ"حزب الكتائب" أهدافاً واحدة وطريقة تفكير متقاربة جداً على الرغممن انهما تنظيمين مختلفين". وأوضح ان" اللقاءات ستتابع للوصول الى تصور كامل مشترك، خصوصاً بما له علاقة بالانتخابات النيابية المقبلة".

وسأل عن" الداعي لوجود دوريات مسلّحة في شكا من قبل عناصر تنظيم من المفترض انه أصبح تنظيماً سياسياَ حزبياً ، وعن الداعي من وجوده في شكا أو في البترون أو في بصرما أو أميون". وطالب وزيريالدفاع والداخلية زياد بارود" بمنع حمل السلاح، خصوصاً في منطقة الكورة والبترون وشكا". وتمنى" تحميل وزارة الداخلية المسؤولية لحملة الأسلحة في هذه المناطق للحفاظ على السلم الأهلي والأجواء الديموقراطية تحضيراً للانتخابات النيابية المقبلة".

ورأى ان" ما يحصل هو لإلقاء جوّ من الرعب ولتحضير الأجواء لانتخاب الناس لصالح "تيار المردة" أو "8 آذار" بشكل عام، واذا كانت هذه طريقة الانتخابات في الخمسينات والستينات فمن المؤكد أنها ليست الطريقة التي ستؤدي الى نتيجة في العام 2009 ".

ومن جهته قال أبو خليل: "نتمنى أن تطول مرحلة التهدئة التي يمر بها لبنان، وما يجمعنا نحن و"القوات اللبنانية" هو وحدة المصير المشترك، ومن الطبيعي أن تراهن المعارضة على خلاف بيننا". وأكد أن" اللوائح الانتخابية ستشكل ضمن تحالف متين وتاريخي بين" القوات" و"الكتائب" و"14 

 

من يحكم لبنان؟

موقع تيار المستقبل/ لا يستوي الحديث عن تهدئة سياسية داخلية في ظل ما يفعله "حزب الله". تلفزيونه لا يترك فرصة تمر من دون خرق هذه التهدئة. يسخّر كل إمكاناته وبرامجه للنيل من خصومه السياسيين بشتى أنواع التهم. التنافس لا يعني التصعيد، لأنه لو كان كذلك لأمكن طرح السؤال الآتي: ماذا لو بادر الآخرون إلى الأمر عينه، فأين يصبح البلد؟ غيره ليس قاصراً ولا عاجزاً عن كيل التهم وإطلاق الإشاعات واستخدام البروباغندا، لكن المسؤولية الأخلاقية ومواجهة الأزمات التي تضرب المنطقة تستدعي من القوى السياسية دورين أساسيين: التهدئة ضبطاً للوضع في البلد، وتوفير الأجواء تمهيداً لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها طالما أن الجميع اتفق على أنها القادرة على حسم الخيارات السياسية والشعبية في صناديق الاقتراع.

الطريق الوحيد لتثبيت التهدئة والانطلاق نحو الاستقرار يكمن في التزام الأطراف بما تم الاتفاق عليه حرفياً، وليس توفير الأرضية لتحامل وافتراء تحت عنوان "المهنيّة الإعلاميّة" التي توجب تناول الحدث. وإذا كان الأمر كذلك، فلتناقش الوثائق التي نشرتها صحيفة "المستقبل"، وليحلل الجهابذة أسباب امتناع النظام السوري من الرد على خبر اعتقال شاكر العبسي لديه.

كما أن الموضوعية تفترض أن تتم مناقشة الأخبار التي تم تداولها عن أنّ التفجير الذي وقع في جنوب دمشق استهدف عميداً في الاستخبارات العسكرية السورية ويملك معلومات مهمّة عن اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وللعلم، فإن أحداً لم يطلب "حرباً مفتوحة" من أجل معرفة الحقيقة وإقامة المحكمة الدولية. فكل المسعى هو لوقف الاغتيال وكشف القاتل. لكن يبدو أن محللي "حزب الله" الذين يعملون غب الطلب، لا تتسع رؤاهم إلا لتبرئة دمشق التي يخال المرء أحياناً أن حاكمها قدّيس أو وليّ لا تصدر منه إلا المكرمات.

ولماذا لا تفرض الموضوعية المهنية عينها نقاشاً علنياً عن معاني اغتيال القيادي في "حزب الله" عماد مغنية في دمشق، ولا عن المفاوضات السورية ــ الإسرائيلية، خصوصاً في ظل احتكار هذا الحزب للصراع العربي ــ الإسرائيلي؟.

ما يثار ويُفتعل أشبه بـ"فوضى الأفكار التي لا تطاق"، والوقت حان للتوقف عن التشكيك والأحقاد، والانصراف إلى بناء الدولة المدنية الحاضنة لجميع بنيها، لأن الاستمرار على ما هو قائم حالياً يفرض سؤالاً من نوع آخر: من يحكم لبنان؟.

ومن هذا السؤال تتناسل أسئلة عدّة: هل نحن محكومون للطموحات الاقليمية الما بعد عربية؟، هل سيبقى لبنان ساحة وأبناؤه يصطفون خلف بعضهم أمام أبواب السفارات؟، كيف يمكن أن نكون شركاء وتهم التخوين متوفرة كما الهواء؟. إذا كانت الأجوبة بالإيجاب، فهذا يعني أن لبنان سيبقى ضحيّة صراعات الآخرين طالما أن بعض من فيه يعملون وفقاً لعقل انتقائي يبعث على الملل منهم.

 

جبيل بين دوشكا "أبو أياد" و"التيار العوني"

موقع تيار المستقبل/جهاد عون

منتصف السبعينيات، قبيل اندلاع حرب لبنان، نظمت مجموعة من المثقفين اليساريي الهوى في مدينة جبيل محاضرة للمسؤول في منظمة التحرير الفلسطينية صلاح خلف الملقب "ابو أياد". ويتذكر بعض هؤلاء ان المسؤول الفلسطيني وصل الى المدينة في موكب ضخم من المسلحين الفلسطينيين ضم سيارات "جيب" تحمل رشاشات "دوشكا" الشهيرة. وكانت المرة الأولى والاخيرة تصل فيها مركبات فلسطينية مسلحة الى جبيل.

تعود هذه الذكريات الى البال مع الضجة التي يثيرها انصار "التيار العوني" والملحقون بهم من بقايا "زعران" الحرب الأهلية وابطال مجزرة "السبت الأسود" والشبيحة احتجاجا على الغاء مطران بلاد جبيل للموارنة بشارة الراعي "اللقاء الشعبي" الذي كان يزمع "التيار العوني" تنظيمه في كنيسة نهر ابراهيم تحت عنوان "المقاومة"، حيث كان يفترض ان يتحدث السيد جوزف الزايك، المسؤول الميليشيوي الكتائبي السابق عن مآثره في الحرب الأهلية، والسيد زياد عبس عما يقول انه تعرض له على يد الاجهزة الامنية اللبنانية ابان الوصاية السورية، إضافة الى ممثل "حزب الله" السيد غالب أبو زينب، مسؤول الإتصال مع قوى 8 اذار المسيحية وفي مقدمها تيار ميشال عون. قد تكون المشكلة في عنوان المحاضرة، أي "المقاومة"، لكن ذلك بحث اخر يقتضي سؤال السيد الزايك عن مآثره في ما يسميه المقاومة، ذلك ان سجل الممارسات الميليشيوية لدى كل الطوائف خلال الحرب الاهلية اللبنانية ليس مدعاة للفخر واطلاع الراي العام عليه، بل الأصح القول ان ما جرى من ممارسات مشينة يجب ان يكون موضوع خجل واعتذار، خصوصاً ما ارتكبته ميليشيات السيد الزايك في حق مواطنيها مسيحيين ومسلمين، ممارسات عاد ليتنصل من تبعاتها اليوم (للتذكير: السبت الأسود، مجزرة الكرنتينا، تل الزعتر).

المخجل في الامر ان يتخذ "التيار العوني" من كنيسة نهر ابرهيم مقراً للترويج لسياسته الإيرانية –السورية، ومن المعروف ان الكنائس هي اماكن للصلاة والعبادة واقامة المناسبات الدينية، ولكنها لم تكن يوماً مكاناً للترويج للسياسات والافكار والمشاريع، وخصوصاً متى كانت على شاكلة مشاريع "المقاومة" التي يبشرنا بها جنرال الرابية الذي يريد تحويل لبنان برمته غابة سلاح ميليشيوي اين منها هانوي او مقديشو؟

المسألة ليست ان قوى 14 اذار من أنصار حزبي "القوات اللبنانية" والكتائب وغيرهما لا تريد تنظيم هذا الاحتفال في قاعة كنيسة نهر ابرهيم، المشكلة هي بين "التيار العوني" و"حزب الله" من جهة واهالي جبيل ساحلا وجبلاً الذين ضاقوا ذرعاً بادعاءات عون ومشاريعه الانتحارية التي لم تؤد الى تزفيت طريق فرعية واحدة في قضاء جبيل ولا أنتجت مشروعاً انمائياً بسيطاً. كما أن أهالي جبيل ضاقوا ذرعاً بتعالي "حزب الله" والسياسة الفوقية التي يمارسها على اهالي المنطقة مستعيناً عليهم بتهديد السلاح المسَلط من اعالي جبيل وبعلبك واليمونة في اتجاه كل بقية أهالي جبيل ومحيطها، الى درجة اصبح معها غالب ابو زينب يتبجح بأنه قادر على اختيار نواب جبيل بمفرده وتعيين من يشاء منهم.

يريد العونيون تسخير الكنيسة المارونية لمآربهم واذا ما تصدت لهم دفاعاً عن حرمة الكنائس، تناوبوا على كيل الشتائم والسباب لها، وهم ينسون دائماً ان هذه الكنائس صمدت في وجه العثمانيين والمماليك وستصمد.

 

مشروع عون و"حزب الله": الحرب للبنان والسلم لسوريا

بقلم عبد الكريم أبو النصر     

اقتراح عربي: استفتاء لبناني حول الاستراتيجية الدفاعية

"اقترح مسؤول عربي كبير خلال اتصالات اجراها مع جهات دولية العمل على اقناع القيادات اللبنانية باجراء استفتاء شعبي عام باشراف الامم المتحدة او مراقبين دوليين محايدين يقرر فيه الشعب اللبناني بحرية تامة مضمون وجوهر الاستراتيجية الدفاعية الجديدة التي يريد اعتمادها في التعاطي مع اسرائيل. واعترف المسؤول العربي بانه اصيب مع مسؤولين عرب آخرين بالدهشة لدى اطلاعهم على تصور العماد ميشال عون للاستراتيجية الدفاعية المدعوم من "حزب الله" والداعي الى تحويل لبنان مجتمعا مقاوما من خلال تشكيل قوى مقاومة في كل الاراضي اللبنانية مما يتطلب توزيع السلاح على مختلف المناطق لمواجهة اسرائيل. واكد المسؤول العربي في اتصالاته الدولية هذه انه انطلاقا من مشروع عون و"حزب الله" ومن رفض الغالبية النيابية له فمن الضروري اجراء استفتاء شعبي في اشراف دولي ملائم يتناول السؤال الآتي:

هل يؤيد الشعب اللبناني اقتراح توزيع السلاح على المواطنين في مختلف المناطق لمواجهة اسرائيل، ام انه يريد الاعتماد على الدولة والجيش والقوى الامنية وعلى علاقات لبنان الدولية والعربية الواسعة لاستعادة ما تبقى من الاراضي اللبنانية المحتلة ولتأمين الحماية من اي تهديدات اسرائيلية محتملة؟".

هذا ما كشفته لنا مصادر ديبلوماسية اوروبية دقيقة الاطلاع في باريس، اوضحت ان ثمة تفاهما دوليا – عربيا غير معلن على ان اي استراتيجية دفاعية جديدة للبنان يجب ان تقوم على الركائز الاساسية الآتية:

اولا، يجب ان تكون هذه الاستراتيجية الدفاعية في حجم الخطر الاسرائيلي الذي يهدد لبنان، فلبنان ليس خاضعا للاحتلال الاسرائيلي لكي يتم اعلان التعبئة الشعبية العامة ضد اسرائيل، بل ان ثمة قطعة ارض صغيرة هي منطقة شبعا لا تزال محتلة مع جزء من قرية الغجر ويمكن استعادتها بالوسائل الديبلوماسية.

ثانيا، يجب ان تكون الاستراتيجية الدفاعية منسجمة تماما مع قرارات مجلس الامن ذات الصلة ومن ضمنها القرار 1701 لكي يلقى لبنان دعما دوليا واسعا لمواقفه ومطالبه المشروعة.

ثالثا، يجب ان تكون الاستراتيجية الدفاعية منسجمة تماما مع التوجهات العامة في المنطقة. والواقع ان كل الدول العربية، بما فيها سوريا تريد تسوية نزاعاتها مع اسرائيل عبر الوسائل الديبلوماسية والسلمية وليس عبر المقاومة المسلحة او عبر الحرب. وليس ممكنا او طبيعيا ان يكون لبنان دولة المواجهة الوحيدة في المنطقة.

رابعا، يجب ان تكون الاستراتيجية الدفاعية منسجمة ومتلائمة تماما مع تطلعات اللبنانيين وطموحاتهم وآمالهم. فهل يريد اللبنانيون فعلا اسقاط دور الدولة والجيش والتخلي عن الدعم الدولي والعربي الواسع لبلدهم من اجل اعتماد استراتيجية المقاومة الشعبية والمواجهة الشاملة مع اسرائيل، مما يحول لبنان بأسره هدفا للهجمات الاسرائيلية في الوقت الذي يدور النزاع حول مسائل يمكن حلها بالوسائل الديبلوماسية؟

الحرب للبنان والسلم لسوريا

وضمن هذا الاطار كشفت لنا المصادر الديبلوماسية الاوروبية المطلعة ان جهات رسمية عربية ودولية معنية بمصير لبنان طرحت خلال مشاورات أجرتها اخيرا عشرة تساؤلات واضحة وصريحة تحدد جوهر واساس هذه القضية المهمة والمعقدة. وهي ترى ان "من الضروري والمفيد ان تجري في ضوء هذه التساؤلات او استنادا اليها، مناقشات صريحة مع "حزب الله" سواء خلال جلسات مؤتمر الحوار الوطني، او على الصعيد العلني، لان القضية تهم جميع اللبنانيين".

وهذه التساؤلات هي الآتية:

1 – ان "حزب الله" هو، رسميا، جزء من الدولة لانه يشارك مع حلفائه في الحكومة، ولان حليفه الاساسي نبيه بري يرئس مجلس النواب. فهل يحق للحزب، او لأي تنظيم آخر، ان يكون في وقت واحد داخل الدولة وخارجها، فيأخذ من الدولة ما يريده ويلائمه ثم يحتفظ لنفسه وفي معزل عن هذه الدولة بأخطر قرارين هما التمسك بالسلاح والتصرف به كما يريد في معزل عن الجيش، وقرار تفجير الحرب مع اسرائيل من دون التشاور مسبقا مع السلطة الشرعية؟ هذان القراران يهددان السلم الاهلي والوحدة الوطنية في حال تم استخدام السلاح في الداخل ضد افرقاء لبنانيين كما حدث في الفترة الاخيرة، ويعرّضان لبنان لأضرار وخسائر هائلة في حال انفجرت مواجهة جديدة مع اسرائيل لاي سبب من الاسباب.

2 – لماذا يريد "حزب الله" ان يفرض على لبنان وحده دون سائر الدول العربية، اعتماد استراتيجية المقاومة المسلحة والمواجهة المستمرة مع اسرائيل لتسوية المشاكل العالقة معها بدلا من اعتماد الاستراتيجية التي تلائمه وتتمثل بالتمسك باتفاق الهدنة وتطبيق القرار 1701 والتركيز على حماية ارضه من اي تهديدات اسرائيلية، والدفاع عن مصالحه وحقوقه بالوسائل والامكانات التي تحددها الدولة، وخصوصا ان اللبنانيين حرروا عام 2000، بفضل المقاومة ودعمهم الواسع لها، ارضهم ولم تبق تحت الاحتلال سوى قطعة ارض صغيرة يمكن استعادتها بالوسائل الديبلوماسية؟

وعلى اساس اي منطق يريد "حزب الله" ان يبقى لبنان في حال مواجهة مستمرة مع اسرائيل في الوقت الذي ترفض سوريا منذ 1974، اعتماد المواجهة المسلحة لاستعادة الجولان بل تفضل اعتماد الخيار الديبلوماسي التفاوضي وهي التي تملك مئات الطائرات الحربية وآلاف الدبابات والمدرعات والصواريخ وجيشا قتاليا كبيرا، وفي وقت تخلى العالم العربي كله عن استراتيجية الحرب واعتمد استراتيجية التفاوض السلمي مع اسرائيل؟

3 – لماذا يريد "حزب الله" ان ينفرد لبنان وحده بالبقاء، في حال مواجهة مسلحة مستمرة مع اسرائيل قد تتحول في اي وقت حربا مدمرة، في الوقت الذي يعلم الحزب، وإن لم يعترف بذلك صراحة، ان سلاحه ليس قادرا اطلاقا على حماية لبنان واللبنانيين من الهجمات الاسرائيلية او على ردع اسرائيل عن مهاجمة لبنان، كما شهدنا خلال حرب صيف 2006، التي الحقت دمارا هائلا بمناطق عدة وخلفت خسائر بشرية ومادية كبيرة؟

4 – اذا كان "حزب الله" يؤمن فعلا وجديا بأن المقاومة المسلحة هي السبيل الوحيد للتعاطي مع اسرائيل واخطارها، فلماذا يريد تطبيق اقتناعه هذا على لبنان ذي الامكانات العسكرية المحدودة، على رغم من وجود سلاح الحزب، ويرفض مطالبة حليفه النظام السوري باعتماد المقاومة المسلحة والشعبية لاستعادة الجولان ومعالجة المشاكل العالقة مع اسرائيل بدلا من الاعتماد على المفاوضات السلمية وذلك منذ اكثر من 34 عاما؟

ام ان تمسك "حزب الله" بمنطق المقاومة المسلحة، هو للتغطية عن اهداف اخرى يريد الحزب تحقيقها عبر سلاحه؟

5 – لماذا يتبنى "حزب الله" وجهة النظر السورية في ما يتعلق بمصير منطقة مزارع شبعا والقائمة على اساس رفض تكريس لبنانيتها خطيا ورسميا قبل استعادة الجولان؟ ولماذا يرفض الحزب تبني وجهة النظر اللبنانية، لانه حزب لبناني في النهاية، التي تدعو الى تكريس لبنانية شبعا في اسرع وقت من اجل استعادتها بالوسائل الديبلوماسية وبمساعدة الامم المتحدة وفرنسا ودول اخرى، بدلا من ابقاء هذه المنطقة تحت الاحتلال فترة زمنية اخرى؟ ولماذا يجب ان ينتظر اللبنانيون ان يستعيد السوريون الجولان لكي يستعيدوا هم شبعا؟ اليس الهدف من ابقاء قضية شبعا عالقة اعطاء ذريعة للحزب لكي يحتفظ بسلاحه؟

6 – لماذا يتصرف "حزب الله" كأنه يعمل ضد مصلحة وطنه، اذ انه يعتمد ازدواجية المعايير في التعاطي مع قضية الحرب والسلم، فيطلب من لبنان ان يقدم تضحيات حقيقية ويتعرض للدمار والخراب من خلال محاولة استعادة شبعا ومعالجة المشاكل العالقة مع اسرائيل عبر المقاومة المسلحة، بينما يقبل ان تعتمد سوريا القوية عسكريا الخيار الديبلوماسي مع اسرائيل من اجل تسوية المشاكل العالقة معها واستعادة الجولان، مع العلم ان منطقة الجولان تشكل موقعا استراتيجيا مهما ومصدرا كبيرا للمياه، وفيها اراض زراعية شاسعة وخصبة وتزيد مساحتها  على 1300 كيلومتر مربع، بينما تقل مساحة منطقة شبعا عن 30 كيلومترا مربعا وليست فيها مميزات الجولان وتمكن استعادتها بالوسائل الديبلوماسية بسهولة اكبر من استعادة الارض السورية المحتلة خصوصا اذا ما وافق نظام الاسد على تكريس لبنانيتها خطيا ورسميا؟

"حزب الله" والتضحية بمصالح اللبنانيين

7 – بات معروفا لدى الدول المعنية بمصير لبنان ان "حزب الله" سيقصف اسرائيل بالصواريخ والقذائف في حال تعرضت ايران لهجوم اسرائيلي او اميركي يستهدف منشآتها النووية. فلماذا يريد الحزب ان يكون لبنان طرفا وشريكا في معركة ايران مع الدول الكبرى، وخصوصا ان هذه المعركة ناتجة من سعي النظام الايراني الجدي، وفقا لاقتناع الكثير من دول العالم، الى انتاج السلاح النووي وامتلاكه؟

واذا كان "حزب الله" يجد نفسه ملزما الوقوف الى جانب ايران لانها تمده بالسلاح وبالدعم المالي الكبير، فلماذا يجب ان يدفع لبنان الصغير ثمن هذه العلاقة، اذ ان الحرب في حال نشوبها ستشمل كل الاراضي اللبنانية، وليس منطقة محددة تابعة للحزب؟

8 – لماذا يرفض "حزب الله" فعلا ان يعتمد لبنان على الدعم الدولي والعربي الكبير له من اجل تسوية مشاكله العالقة مع اسرائيل واستعادة ارضه وحقوقه بالوسائل السلمية ومن دون التفاوض مع الدولة العبرية، في الوقت الذي يبدو واضحا ان هذه هي مصلحة دولة صغيرة محدودة القدرات والامكانات الحربية؟ ولماذا يتصرف "حزب الله" كأنه يريد التضحية بمصالح لبنان واللبنانيين من اجل خوض حرب استنزاف مع اسرائيل وتحويل هذا البلد ساحة مواجهة مفتوحة مع الدولة العبرية وكذلك مع اميركا ودول اخرى بهدف محاولة تعزيز مواقع سوريا وايران التفاوضية وتقويتها، وبقطع النظر عن الثمن الباهظ الذي سيدفعه اللبنانيون نتيجة ذلك؟

9 – أليس من حق اللبنانيين ان يشعروا بالقلق الشديد من "حزب الله" نتيجة مواقفه واعماله وممارساته هذه، وان يبدو لهم ان الحزب يريد الاحتفاظ بسلاحه وبقرار الحرب ليس من اجل حماية لبنان، لان تجربة حرب 2006 اثبتت عدم قدرته على ذلك، بل من اجل استخدام هذا السلاح لمحاولة تعزيز موقعه ومواقع حلفائه في الداخل، ولمساعدة السوريين والايرانيين على تنفيذ اهدافهم في لبنان والمنطقة؟

أليس من حق اللبنانيين ان يطالبوا "حزب الله" بالتخلي عن مواقفه وسياساته هذه والاندماج في الدولة ومؤسساتها لتحقيق مصالح لبنان واللبنانيين؟

10 – لماذا يتصرف "حزب الله" كأنه هو وحده على حق على رغم اعتماده استراتيجية تخدم مصالحه الداخلية وطموحاته الاقليمية ومصالح السوريين والايرانيين اكثر مما تخدم مصالح اللبنانيين الحقيقية؟ ولماذا يتهم "حزب الله" القيادات اللبنانية التي ترفض وتعارض توجهاته هذه بانها مخطئة وغير وطنية في الوقت الذي تعمل هذه القيادات على تعزيز الدولة ومؤسساتها، وعلى تحقيق الامن والاستقرار، وترفض جر البلد الى معارك اكبر منه يدفع ثمنها ابناؤه وتستغلها جهات اقليمية لتحقيق اهدافها ومخططاتها؟

واكد ديبلوماسي اوروبي مطلع "ان المصلحة الوطنية تقضي باجراء نقاش صريح مع "حزب الله" في ضوء هذه التساؤلات العربية والدولية. ولن تصبح الدولة اللبنانية قوية من تلقاء ذاتها بل نتيجة تضافر جهود كل الافرقاء فيها وبعد التخلي عن كل السياسات والتوجهات التي تهدد السلم الاهلي والوحدة الوطنية وتضع البلد امام خيار واحد فقط هو خيار المواجهة المستمرة مع اسرائيل ومع دول اخرى. ففي النهاية لن يسلم "حزب الله" سلاحه الى خصومه السياسيين بل سيضعه في تصرف الدولة، وسيتخلى عن قرار الحرب للسلطة الشرعية. ومثل هذا التوجه يساعد على قيام الدولة القوية. اما اصرار "حزب الله" على التمسك بكل مواقفه وتوجهاته هذه فانه يشكل تهديدا كبيرا للدولة وللبنان. وهذا الواقع يلقي مسؤولية هائلة على الحزب".

 

 

الرئيس بري بحث مع رئيس الوزراء الفرنسي التطورات السياسية والامنية وحاور 128 طالبا في قاعة مجلس النواب في اطار جلسة "برلمان الشباب":

التغيير يبدأ عندما يصبح ارتباط المواطن مباشرة بوطنه لا عبر الطائفة

نريد قانون انتخاب يجمع ولا يفرق ولنقبل بالمعقول لننتقل الى التغيير

وطنية - 21/11/2008 (سياسة) استقبل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري في الحادية عشرة والنصف من قبل ظهر اليوم في مجلس النواب، رئيس وزراء فرنسا فرانسوا فيون والوفد المرافق، في حضور السفير الفرنسي اندريه باران والدكتور محمود بري. وجرى خلال اللقاء عرض للعلاقات الثنائية بين البلدين واخر التطورات السياسية والامنية. وقد أدت ثلة من شرطة مجلس النواب التحية للرئيس فيون وفرش له السجاد الاحمر، واستقبله الرئيس بري في بهو المجلس. وودعه بعد اللقاء عند باب المجلس. وجال الوفد الضيف في ارجاء المجلس والقاعة العامة، واستقبل طلاب برلمان الشباب الذين كانوا في المجلس، حفاوة وبتصفيق حار الرئيس بري والرئيس فيون، حيث احتلوا المقاعد النيابية ال 128 لمحاورة رئيس المجلس وهم يمثلون مختلف المدارس اللبنانية. في حين احتلت الهيئة التعليمية مقاعد الوزراء، وبقي مقعد رئيس الحكومة وحده فارغا.

وبعد ان ودع الرئيس بري الرئيس فيون بنفس الحفاوة التي استقبل بها، قرع الجرس ايذانا ببدء جلسة برلمان الشباب وكانت الساعة تشير الى الثانية عشرة والربع، فاستهل الرئيس بري الجلسة بالترحيب بالشباب معلنا افتتاح الجلسة من دون تلاوة اسماء النواب الذين تغيبوا بعذر، لانه بحسب تعبير الرئيس بري "لانكم كلكم".

واعطيت الكلمة الاولى للطالبة غريس الحاج التي تحدثت عن اهداف تحرك الشباب وسألت عن مساحة الحرية، والمسموح وغير المسموح.

حضر الجلسة أعضاء من الهيئة الإدارية والتعليمية لست مدارس و128 طالبا يمثلون مدارس: شوف ناشونال كولدج، الكوثر للبنات، كلية علي بن ابي طالب، زهرة الإحسان، الإنجيلية ومدرسة يسوع ومريم.

افتتح الرئيس بري الجلسة بكلمة مقتضبة قال فيها: "يسرني للمرة الثانية أن أرحب بانعقاد مثل هذا البرلمان الطالبي الشبابي تحت قبة البرلمان اللبناني، في إطار ما نعتبره عملية التربية على الديموقراطية، وهي عملية يجب أن تتم في صميم المنهاج التربوي والنظام التربوي، ويجب ان تتكامل مع البيت (أي التربية الأسرية) ومع المجتمع أي في سياق بناء الشخصية القيادية لمنظمات المجتمع المدني والأحزاب والنقابات وصولا الى مجلس النواب. وبهذا المعنى تتحول الديموقراطية من عملية إنتخابية أو من عملية تتم في سياق نظامي عبر الترشح والإنتخاب الى نهج حياة وممارسة. فأهلا بكم أيها الأبناء الأعزاء في المجلس النيابي اليوم، خصوصا وإن وجودكم يفتح الباب على عيد إستقلال لبنان غدا، وهو العيد الذي يغمر لبنان بالفرحة وقد تحررنا من واقع الأزمة السياسية التي عصفت ببلدنا وكادت أن تجعله ينقسم عاموديا، وهو أمر لن يتكرس رغم محاولات البعض جعل هذا الإنقسام واقعا مؤسسيا".

اضاف: "الأعزاء الطلاب النواب، في هذه الجلسة لن ولم أطلب أسماء النواب المتغيبين بعذر أو بدون عذر، فكلكم والحمد لله حضور، لذا أعلن إفتتاح الجلسة والبدء بالناقشة، فأهلا وسهلا بكم".

الحوار مع الطلاب

وتكلمت الطالبة غريس الحاج باسم الطلاب، فشكرت الرئيس بري على اللقاء، مشيرة الى "ان أعضاء الوفد الإداري والأساتذة قد أخذوا محل الحكومة، وأخذ الطلاب محل النواب"، وسألت: "كيف نستطيع التغيير، وما هي الخطوط الحمر التي يجب ألا نتخطاها؟

أجاب الرئيس بري: "مجددا أهلا وسهلا، بالحقيقة، وبالعودة الى عامية انطلياس، نجد أكثر الأجوبة لأسئلتك. هذه العامية التي لم تعط حقها في التاريخ اللبناني كما أمور كثيرة كانت لها أهمية قصوى في لبنان ولم نعطها حقها في التاريخ. الذين قاوموا الإحتلالات في لبنان سموا رجال عصابات بالتاريخ اللبناني. طانيوس شاهين الذي قضى لمصلحة الفلاحين والمستضعفين لم يذكره التاريخ اللبناني. أما كيف يمكن ان تغيروا؟ نعم يمكنكم أن تغيروا وأمامكم مثال حديث جدا، بغض النظر عن النتائج".

اضاف: "من كان يقول منا ان باراك اوباما سيصل الى الرئاسة الأميركية؟ فقط منذ عشرات السنين وليس من قديم الزمان كان العرق الأسود ممنوعا أن يدخل مناطق في الولايات المتحدة، والآن هذا الرجل قد وصل الى الرئاسة، أكانت الناس تحبه أو تكرهه أو تحب أو تكره أميركا، بغض النظر عن موضوع السياسات، فإن العملية الديموقراطية استطاعت أن تغير. ولا أعتقد اننا نحن في لبنان عندنا هذه المشكلة بالنسبة للعنصرية فهي غير موجودة. نحن في لبنان لسنا قوميات مختلفة ولسنا أعراقا مختلفة، من ال128 نائبا الموجوين هنا الآن أتحدى أن تعطوني عائلة هي وقف على طائفة واحدة أو على مذهب واحد. نحن عائلات متعددة ولكننا من عرق واحد وأساس واحد وقومية واحدة. والتغيير بالنسبة الينا أمر سهل وصعب في آن معا. فلنعترف ان الطائفية والمذهبية التي ترسخت فينا والتي تركتها الإنتدابات والإحتلالات للبنان كانت سببا لتدميره. عندما يصبح إرتباط المواطن اللبناني مباشرة بوطنه لا يمر عبر الطائفة أو المذهب أو القبيلة أو عبر المنطقة، عندئذ نكون قد بدأنا نشعر فعلا بعيد العلم وعيد الإستقلال. لقد مر جيلنا بفترات صعبة كثيرة إن كان في فترة التأسيس أو في فترة الإحتلال الإسرائيلي أو في فترة الإنتداب قبل ذلك".

وتابع: "أنا أتمنى من الله أن يكون في المستقبل عهد أفضل وبأفكار أفضل وأن تبنوا المواطنية الصحيحة. في لبنان كان هناك إختلاف على المواطنية ولا يزال حتى الآن، وأتمنى ان نبدأ من الان وضع أسس ومداميك هذا الموضوع. مثلا قانون الإنتخابات، الجميع شتموا هذا القانون، ولكنهم جميعا اتفقوا عليه، إنها حزورة، لماذا؟ هي أيضا مفهومة في الوقت نفسه. نريد قانون إنتخاب يجمع ولا يفرق، وقانون إنتخاب يكون فيه كل مسيحي بحاجة للمسلم والعكس بالعكس، ولكن إذا كان هناك تخوف من أمر معين، فإن هذا القانون يمكن تغييره بعد أربع سنوات، ولكن ليس في إمكاننا أن نغير لبنان بأربعة ألاف سنة. لذلك فلنقبل بالشيء المعقول حتى نستيطع أن ننتقل بعد ذلك الى التغيير. ديموقراطيتنا حتى الآن هي ديموقراطية توافقية، نستطيع من خلال تفاهمنا على المواطن والمواطنية والعاصمة والحدود، وهذا أمر متيسر، أن نعود الى الديموقراطية الأم، عنيت بذلك الديموقراطية التوافقية. نعم بإمكانكم أن تغيروا، ولكن إنطلاقا مما تفضلنا وتشرفت وفتحت الجلسة به، أن تكون الديموقراطية تربية حقيقية ليس فقط في التاريخ وفي المدارس، ولكن ايضا في الأسر المنزلية لكي نستطيع أن نغير".

وتكلم الطالب محمد كيالي شاكرا الرئيس بري ومشيدا بدوره، وسأل عن المال الإنتخابي، فأجابه الرئيس بري: "شكرا أولا لتذكيرك لي بجزء عزيز جدا من حياتي، جزء أثر حتى على مساري لفترة طويلة، لا شيء يدوم مثل صداقة المدرسة والجامعة، ولا شيء يحمل من ذكريات طيبة للانسان أكثر من تلك الذكريات. تربينا في المقاصد الإسلامية، في الصفوف الثانوية، لأنني درست قبل ذلك في الحكمة، تربينا على التربية الوطنية، كان مديرنا في ثانوية علي بن ابي طالب في الأشرفية الدكتور زكي النقاش، شتمني مرة وزملاء لي، لأن جميلة بوحريد مناضلة جزائرية أوقفها المحتل الفرنسي آنذاك، كيف نداوم في الصف، وهذه المناضلة قيد الإعتقال. لبنان كان يحمل دائما هموم وآمال وآلام العرب. ذكرت هذه القصة الآن، لأنني تذكرت إنه عندما حوصرت بيروت، ودكت ل72 يوما، ولم تحصل مظاهرة عربية واحدة تنديدا لما يحصل للبنانيين، وهذا ما أقصده تماما عندما قلت بالتربية الوطنية والديموقراطية".

اضاف: "أما حول المال الإنتخابي فأنا آسف كثيرا أن أوافق معك، المال الانتخابي يعد الآن ويدفع، هذه الأمور تحصل وطبعا كانت هذه عادة موجودة، ولكنها كانت قليلة جدا، وبرأيي ان أهم شيء يمكن ان يحول دونها هو وجود بطاقة إنتخابية ممغنطة. مع الأسف لبنان حتى الآن لم يصل الى هذه البطاقة، تصوروا ان مئة وأربعين مليون أميركي و43 مليونا في إيران، وكذلك في فرنسا وتصدر نتائج الإنتخابات في اليوم نفسه، وفي لبنان نحتاج الى سبعة أو عشرة أيام. إذا كنت أريد أن أنتخب في تبنين علي أن أذهب من بيروت الى هناك، وهذا يحتاج الى نقل والى بنزين بالإضافة الى الطعام وغير ذلك، وهذا يؤثر على الإنتخابات، فمن يعطي النقل والطعام وغيره بإمكانه أن يؤثر على الصوت، إضافة الى ذلك ان الناس تعتقد ان الإنتخابات هي حرب بسوس وحرب داحس والغبراء بين 8 و14 آذار".

اضاف: "من الآن أستطيع أن أقول لكم ان الذي يأمل انه سيحصل إكتساح، أي ان طرفا سيكتسح الآخر، فلبنان الذي يقوم على التوافق كل فريق من الفريقين، كل واحد من 8 أو من 14 آذار يعتقد انه سينجح بموجب هذا القانون، لو كان يعتقد ان هذا القانون ضده لم يكن قد سار به. هذا القانون جمعنا، لقد جمعتنا المصيبة ان صح التعبير. وبالتأكيد فإن النتائج لن تكون بفارق كبير لصالح هذا الفريق أو لذاك، على الأكثر سيكون الفرق صوتا أو صوتين أو ثلاثة (مقعد أو مقعدان أو ثلاثة) كحد أقصى، كفرق بين الفريقين، وبالتالي فإن اللبنانيين ملزمون مجددا بأن يعودوا للتوافق بين بعضهم البعض. لذلك مع الأسف نعم إنني أوافقك الرأي فإن الدفع على قدم وساق ولكن النتيجة لن تكون بهذا الفارق".

 

رئيسا الحكومتين اللبنانية والفرنسية بحثا تعزيز التعاون الاقتصادي وشاركا في حوار مع رجال أعمال في السرايا الحكومية في حضور شخصيات

وطنية - 21/11/2008 (سياسة) أكد رئيس مجلس الوزراء الأستاذ فؤاد السنيورة أن "لبنان مر منذ أوائل العام 2005 بما يصعب تصوره من مخاطر وأحداث متلاحقة، لكنه على الرغم من كل ما واجهه فقد استطاع أن يحقق تقدما على أكثر من مسار، وان يثبت مناعة وصمودا ومرونة وتلاؤما إزاء تلك التحديات الهائلة". وقال: "إننا نعمل بجد ومثابرة على صعد سياسية عدة من خلال تفعيل عمل المؤسسات، والعودة إلى طاولة الحوار، والتحضير للانتخابات النيابية في الربيع المقبل، وأيضا على الصعيد الأمني على تجهيز الجيش والقوى الأمنية وتحديث قدراتها بالتعاون مع فرنسا والدول الشقيقة والصديقة، وكذلك على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي من خلال تطبيق التزامات مؤتمر باريس 3".

من ناحيته، قال رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون "ان بلاده ستقوم بكل الجهود والدعم لإعادة تعزيز دور لبنان"، مشيرا إلى أن "فرنسا تقف إلى جانب لبنان"، مشددا على أن "التحديات التي واجهت لبنان كثيرة وهو عليه أن يواجه لكي يكون موقعا استراتيجيا في الشرق الأوسط". ولفت إلى أن "من أولويات لبنان استعادة الأمن والسيادة وهذا مفتاح لبنان". كلام الرئيسين السنيورة وفيون جاء خلال لقاء وحوار مع رجال الأعمال اللبنانيين والفرنسيين قبل ظهر اليوم في السرايا الحكومية، في حضور وزراء: الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي، والمال محمد شطح، والاتصالات جبران باسيل، ووزيرة الدولة الفرنسية لشؤون التجارة الخارجية آن ماري إيدراك وجمع من الشخصيات ورؤساء القطاعات الاقتصادية والمهنية.

وكان الرئيسان السنيورة وفيون قد عقدا اجتماعا ثنائيا جرى خلاله استعراض سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، قبل أن يشاركا في الحوار المفتوح.

كلمة الرئيس السنيورة

استهل اللقاء بعزف للنشيدين اللبناني والفرنسي، ثم كانت كلمة للرئيس السنيورة جاء فيها: "أرحب بكم في لبنان، هذا البلد الذي تربطه بفرنسا علاقات متجذرة في الماضي، مزدهرة في الحاضر، ومنفتحة على توطيد الصداقة والتعاون في المستقبل.

أرحب بكم في بيروت، التي طالما اعتزت بأن تحاكي مدينة باريس في تألقها وتوهجها وانفتاحها الثقافي والحضاري على العالم. هذه المدينة التي أعيد بناؤها على أسس عصرية تضعها في قلب القرن الحادي والعشرين مع المحافظة على أصالة شخصيتها وتراثها العربي المميز.

ويحضرني، أيها السيدات والسادة، وأنا أتحدث عن بيروت وإعادة إعمارها وعن باريس وحيويتها وانفتاحها صورة إنسان كبير ورجل دولة، شغلت بيروت ومعها باريس قلبه وعقله ووجدانه، وبادلته بيروت كما باريس حبا وتقديرا ووفاء، عنيت رئيسنا الشهيد رفيق الحريري الذي اغتالته يد الغدر قبل أن ينجز بالكامل المهمة التي نذر نفسه لها: أن ينفض عن لبنان آثار الحروب المدمرة، وأن ينهض بالوطن الذي أحبَّ في مجالات العمران والاقتصاد والتنمية والثقافة، وأن يعيد بيروت كما كانت مدينة للتواصل وتلاقي الحضارات ومنتدى للتفاعل الثقافي ومنبرا للرأي الحر.

ولعلنا نفتقد الرئيس الشهيد اليوم، أكثر من أي وقت آخر، ونحن نستقبل في السرايا الكبيرة، نخبة من سيدات وسادة السياسة والاقتصاد والأعمال في فرنسا، في حلقة جديدة وغنية من سلسلة التواصل وتبادل الرأي والتنسيق المستمرة والثابتة بين البلدين الصديقين في كل العهود والأزمنة.

لقد حظي لبنان دائما بعلاقة خاصة مع فرنسا بدءا بالمجال الثقافي باعتبار لبنان أحد بلدان الفرنكوفونية الأساسيين في هذا الشرق حيث لا تزال الفرنسية اللغة الثانية بعد العربية في المدارس والتدريب التقني، وفي الأدب شعرا ونثرا وفي الإعلام والفنون، بل إن عددا من الكتاب اللبنانيين أصبحوا اليوم جزءا رئيسيا من البيئة الأدبية والثقافية الفرنسية وفي طليعة حاملي نهضتها.

وقد وقفت فرنسا دائما إلى جانب لبنان مدافعة عنه ومضمدة لجروحه، ومعززة لقواه الأمنية، وداعمة لاقتصاده. وهي لا تمل المراهنة على إمكانات شعبه ومؤسساته وقدرته على تخطي الصعوبات والنهوض مجددا لاستئناف مسيرة التطور والنمو. وليست بعيدة عنا مناسبات مضيئة وضعت فيها فرنسا إمكاناتها وعلاقاتها وثقلها لمساعدة لبنان في مؤتمرات باريس 1 و2 و3 متقدمة ودائما بالنصيب الأوفر من الدعم في المجالات المالية والتنموية والأمنية والسياسية والديبلوماسية والثقافية وغيرها.

إننا نتطلع إلى توثيق وزيادة حجم التعاون بين مؤسسات القطاع الخاص في البلدين لترقى إلى مستوى العلاقات التاريخية بين البلدين وبين المسؤولين فيهما فتكون انعكاسا لعمقها وتجذرها في جميع المجالات الأخرى.

من المؤكد، أنكم بحكم مسؤولياتكم في قيادة شركات ومؤسسات عالمية رائدة في مجالاتها، تهتمون بالمخاطر السياسية والأمنية والاقتصادية وتقلقكم بعض الأحداث والإجراءات الأمنية. وهي جميعها مخاوف محقة نفهمها ونتفهمها. ذلك أن لبنان ليس بالبلد الذي تمر أخباره بهدوء في وسائل الإعلام. فعلى الرغم من صغر حجمه ما فتئ يشغل الناس ويملأ الدنيا خصوصا في السنوات الأربع الأخيرة وما تعرض له خلالها من أحداث ومآس. إلا أن لبنان ما يزال يتمتع بمميزات وقدرات تجعله قادرا على التغلب على الكثير من المصاعب التي تعرض لها وذلك مما يعطيه قدرا عاليا من المرونة والتلاؤم مع الأوضاع المستجدة. وسأغتنم فرصة وجودكم معنا في هذه الزيارة المهمة وغير المسبوقة كي أخاطبكم بصراحة ووضوح وأرسم لكم صورة دقيقة عن الظروف القاسية التي عملنا خلالها والنتائج المهمة التي تحققت رغم ذلك والتي تعكس صلابة لبنان وقدرته على تخطي الصعوبات مهما بلغ حجمها.

لقد مر لبنان، منذ أوائل عام 2005، أي على مدى نحو أربع سنوات بما يصعب تصوره من مخاطر وأحداث متلاحقة. فقد تتالت الحروب والنكبات والمآسي. ونذكر اليوم أحد شهدائنا الذين سقطوا غدرا في سبيل سيادة واستقلال لبنان معالي الوزير والنائب الشهيد الشيخ بيار الجميل. لقد تحمل هذا الوطن الصغير المنفتح على العالم من خلال تنوعه وتعدديته ما لا تستطيعه أوطان أكبر منه حجما وأوفر إمكانيات وصمد بفضل إيمان أبنائه بالعيش المشترك وبالحرية والديموقراطية والانفتاح والاعتدال وبفضل حيويتهم ومبادراتهم التي لا تنتهي.

نحن أيها السيدات والسادة نريد أن ننطلق من موقف الصمود الذي حققناه بنضالات كبيرة ومسؤولة، إلى أفق أكثر استقرارا ونموا ووعدا بالمستقبل، مستعينين إلى ذلك بثباتنا وإيماننا بدولتنا ونظامنا، كذلك وبدعم أشقائنا وأصدقائنا وحرصهم على هذا النموذج وهذا الدور.

انه وعلى الرغم من كل ما واجهه لبنان من مصاعب ونكبات فقد استطاع أن يحقق تقدما على أكثر من مسار وأن يثبت عن مناعة وصمود ومرونة وتلاؤم إزاء تلك التحديات الهائلة.

مقابل ذلك، أيها السيدات والسادة، شهد لبنان نموا متراكما في الاقتصاد الحقيقي بنسبة 15 في المئة على مدى أربع سنوات وان كان بمقدوره أن يكون نموه التراكمي في تلك الفترة بحدود 35 في المئة. لقد نمت الصادرات أيضا بنسبة 100 في المئة على مدى أربع سنوات. وتضاعف احتياطي مصرف لبنان من العملات الأجنبية منذ نهاية العام 2004 حتى اليوم. وارتفعت تسليفات القطاع الخاص بنسبة 50 في المئة خلال أربع سنوات، كما ارتفعت ودائع القطاع المصرفي بنسبة 50 في المئة خلال ذات الفترة وهي تساوي اليوم حوالى ثلاثة أضعاف الناتج المحلي الإجمالي، أحد أعلى المعدلات في العالم".

أضاف: "تأتي الأزمة المالية العالمية والتي نعلم جميعا تداعياتها على مستوى البلدان المتقدمة والنامية على السواء، لتبين مزايا لبنان الذي استطاع من خلال الالتزام بالمعايير الصارمة والرصينة في الممارسات المالية والمصرفية ومن خلال الرقابة المصرفية والفعالة، كذلك نجح لبنان من خلال العمل المشترك والوثيق على صعيدي الحكومة والمصرف المركزي ومع المسؤولين الماليين والنقديين والمصارف في أن ينأى بنفسه ونظامه المصرفي والمالي عن مفاعيل هذه الأزمة محافظا بذلك على القواعد التي لطالما التزم بها في ما خص اقتصاده الحر ونظامه المالي والمصرفي.

لقد أثبتت هذه المحن السياسية والاقتصادية الداخلية والخارجية أن لبنان، برغم الصعوبات، بقي عصيا على الشلل أو الانغلاق أو القنوط، وهو كان وما يزال في قلب العالم وفي ضميره، ويمثل رسالة العيش المشترك، ومنارة للحرية والانفتاح والديموقراطية. ولبنان بكل تلك الميزات الناجمة عن تنوعه وانفتاحه، يريد أن يبقى أمينا على رسالته، وحاجة، بل ضرورة للشرق والعالم العربي، بوصفه بوابته التجارية والثقافية والإعلامية على العالم. وكذلك يريده أشقاؤه وأصدقاؤه أن يبقى بنموذجه الفريد كمثال يحتذى في المنطقة وفي العالمين العربي والإسلامي.

نحن ندرك أنكم قد جعلتم من بيروت، عن تبصر وبعد نظر، منطلقا لأعمالكم التي تغطي الشرق والعالم العربي ونحن نعلق أهمية كبيرة على هذا الدور ونقدره ونسعى جاهدين إلى تفعيله وتطويره.

لقد أثبت لبنان، مرة أخرى، أيها السيدات والسادة، شعبا ومؤسسات، أنه قادر على التقدم والنمو وليس الصمود فحسب، في أصعب الظروف وأقسى الأزمات، وأنه أكثر أمنا وأهلا لاستقطاب الاستثمار من بلدان كثيرة.

ونحن لا نعتبر أن ما تحقق هو كل ما نستطيعه ونصبو إليه وندرك أن الطريق ما يزال طويلا وأن الصعاب السياسية والأمنية والاقتصادية الداخلية والخارجية هي قدر البلدان الصغيرة في مناطق التوتر.

لكننا نعمل بجد ومثابرة على صعد عدة: سياسية من خلال تفعيل عمل المؤسسات، والعودة إلى طاولة الحوار، والتحضير للانتخابات النيابية المتوقَّعة في الربيع المقبل والتي نعمل من أجل توفير كل الشروط التي تسمح لها أن تكون انتخابات حرة ونزيهة ومعبرة عن إرادة اللبنانيين بعيدا عن العنف والضغوط. كما نعمل أيضا على الصعيد الأمني على تجهيز الجيش والقوى الأمنية وتحديث قدراتها بالتعاون مع فرنسا والدول الشقيقة والصديقة وكذلك التعاون مع الجهات الدولية وقوات ال"يونيفيل" التي ساهمت فرنسا فيها مشكورة. ونعمل أيضا على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، من خلال تطبيق التزامات مؤتمر باريس-3 التي أكدت عليها حكومة الوحدة الوطنية في بيانها الوزاري، من حيث الخطة الإصلاحية الشاملة التي تغطي شؤونا مالية واقتصادية وإدارية وبنيوية واجتماعية مهمة كالتربية والاستشفاء والضمان الاجتماعي. كما نعمل على تفعيل المشاريع التي تقوم بها الحكومة بقروض ميسرة في مجالات البنى التحتية والمواصلات والطاقة والمياه".

تابع "ونحن أيضا في صدد إعداد رؤية اقتصادية تقوم على إشراك القطاع الخاص اللبناني والعربي والدولي في تفعيل الاقتصاد المناطقي من خلال مشاريع استقطابية مهمة توفر شروط الإنماء المتوازن والنمو المستدام، وتنتج فوائد مهمة لسكان المناطق كافة من خلال تحريك اقتصاديات تلك المناطق وخلق فرص العمل الجديدة لأبنائها، وتكون في آن معا، مجدية للمستثمرين المشاركين في هذه المشاريع.

نحن ندرك حجم التحديات التي نواجهها، وندرك بأن لبنان ليس بعد حيث نريده أن يكون وبأن طاقتنا الفعلية لم توظف بعد بكاملها ولكننا لن نتهاون ولن نتعب ولن نيأس. فلبنان يستحق أن يعطى فرصة حقيقية لإثبات أنه قادر على أن ينهض بدوره بوصفه صاحب رسالة في هذا الشرق وفي هذا العالم كما سماه الحبر الأعظم البابا الراحل يوحنا بولس الثاني. ونحن نعتبر أن النموذج الذي يستطيع هذا البلد تقديمه لا يقتصر على الانفتاح الثقافي والديني والفكري وإنما يشمل تقديم نموذج لتجربة اقتصادية رائدة في بيئتها، تجربة تقوم على الاقتصاد الحر، والمبادرة الفردية والقيمة المضافة العالية دون أن تهمل حق المواطن في العيش الكريم وتأمين أفضل الخدمات الاجتماعية.

دولة الرئيس، بدعمكم ومشاركتكم وإيمانكم بالنموذج اللبناني نستطيع أن نحقق الكثير مما نصبو إليه. أهلا بكم أيها الأخ والصديق الكبير في لبنان. أهلا بكم في بيروت. أهلا بكم أصدقاء عريقين وثابتين. وشكرا لفرنسا على صداقتها ودعمها ووفائها. عاشت فرنسا. عاش لبنان. عاشت العلاقات اللبنانية - الفرنسية التاريخية والمستقبلية".

فيون

وكانت لرئيس الوزراء الفرنسي كلمة جاء فيها: "هناك أماكن لا نلتقي بها إلا ونحن نشعر بشعور عميق وتأثر كبير، ولبنان أبرز هذه المناطق، لأنه يتميز بقدرة التبادل والمقاومة، مما شكل ثقافة خاصة به، وهو بلد عاش وعرف التجارب العديدة وهو مصر على التعايش والبناء وهو وفي لروابط الماضي. إن تاريخ لبنان هو تاريخ ثقافة متعلقة بثروته وغناه وتعدده وانفتاحه على العالم، وهو تاريخ إرادة وهوية صامدة ضد صعوبات الحرب، وهو تاريخ وفاء. فلبنان واجه أكثر من ثلاثين عاما من العنف وبقي فخورا لا ينكر تعدديته وديموقراطيته وطموحه، وهو لا ينكر موقعه في المنطقة ولا صداقته وروابطه مع فرنسا، وفرنسا اليوم تستجيب للبنان ونود أن نشكر بقوة الرئيس السنيورة على حرارة استقباله وروحه البناءة للعلاقات بين البلدين، خصوصا عبر توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية البارحة، وقد سمح لنا هذا اللقاء بإعادة التأكيد على هذه الروابط، وهذا اللقاء الثالث لنا خلال أقل من 18 شهرا، حيث أكدنا على إرادتنا المشتركة والعميقة للعمل سويا لتعزيز التعاون بين الدولتين. لقد كررت للرئيس السنيورة أن فرنسا تقف إلى جانب لبنان وهي تؤمن بكل ما قدم التطور الأخير لهذا البلد، وأن التحديات التي واجهت لبنان كثيرة وهو عليه أن يواجه لكي يكون موقعا استراتيجيا في الشرق الأوسط وتنمو قطاعاته بقوة ويبدي مقاومة قوية للأزمة وإرادة قوية جدا، وفي أول أولويات لبنان استعادة الأمن والسيادة، وهذا مفتاح لبنان. والأمل الذي ظهر بعد انسحاب القوات الأجنبية، وما واجهه لبنان بسبب الأزمة السياسية قد شل كل هذه الأمور، ورغم هذه الصعوبات، فتح اتفاق الدوحة أفقا جديدا وابعد تهديدات الأزمات، وأعاد الديناميكية والمبادرة. والرئيس ميشال سليمان يعلم أنه يتمتع بدعم كامل من فرنسا ورئيسها في هذا السعي، وقد كررت له هذا الدعم البارحة. وإن إعادة استقرار وبناء هذا البلد تتابعه الأسرة الدولية عن كثب. وفي الربيع المقبل ستسمح الانتخابات الديموقراطية الحرة الشفافة في لبنان باختيار المسار الذي سيتخذه هذا البلد في السنوات الأربع المقبلة. وأكرر مجددا أن فرنسا مستعدة، في حال أرادت الحكومة اللبنانية، تقديم المساعدة التقنية في هذه العملية".

أضاف: "إن مصداقية وشرعية هذه الحكومة الديموقراطية ستسمح للبنان بالعودة إلى مساره الصحيح. إن تطبيع العلاقات بين لبنان وسوريا وفتح السفارات بين البلدين قد أعلن، لكننا نرى أنه يجب أن يرافق ذلك اعتراف واضح وصريح باستقلال لبنان وسيادته ونأمل أن يحصل ذلك قبل نهاية العام وفقا للالتزامات التي أعطيت. وهناك إجراءات أخرى يجب أن ترافق هذا المسار منها ترسيم الحدود وتعزيز مراقبتها ومعالجة ملف المفقودين الصعب جدا، لبنان سيعود دولة ذات سيادة يرفض أيضا مبدأ اللاعقاب، وهذا أمر مهم جدا وفرنسا تدعم بقوة ماليا وسياسيا إنشاء المحكمة الدولية. والوعد الآخر الذي نقدمه للبنان هو التطور والنمو في وضعه الاقتصادي، فنحن نواجه اليوم في العالم أزمة مالية واقتصادية خطيرة نتجت بسبب نظام مصرفي لم يكن منظما وبسبب التبادل المالي، وهذه الأزمة كبيرة وقوية في الدول المتطورة وتظهر أيضا في دول أخرى في العالم، وخلال هذه الأزمة العالمية يجب أن نقول أن لبنان أظهر استثناء قويا كونه أظهر نموا كبيرا فاق ال10 في المئة خلال العام 2008، واستقرار الليرة والمصارف في لبنان هو أمر مهم جدا بالنسبة للنجاحات المصرفية. والتحدي الموجود اليوم هو الصمود خلال الأشهر المقبلة لمواجهة البطء في الاقتصاد العالمي. ونحن نحاول أن نعد ردا عالميا لهذه الأزمة وانعقاد قمة الأسبوع الماضي في واشنطن يأتي في إطار هذا السعي، وفرنسا تسعى مع شركائها في العالم للقيام بذلك، وقد أرسلنا رسالة واضحة إلى العالم عن توافقنا لدعم الاقتصاد العالمي، وسنرى في الأسابيع المقبلة وخصوصا في ما يتعلق بالدول الأوروبية، لوضع وتنفيذ الأمور اللازمة لهذا الدعم وأيضا مساعدة الدول التي تواجه مشاكل مالية خاصة من خلال البنك الدولي بالإضافة إلى المساعدات الطارئة. ويجب أن نحافظ على النمو ونضع قاعدة أكثر تنظيما للأسواق التجارية والمالية لتجنب حصول هذه العواقب وتجنب تكرار ما سبب هذه الأزمة بما يشكل خطرا على الاقتصاد العالمي. ويجب العمل على دعم كل العوامل الاقتصادية وتنظيمها ومراقبتها مجددا ومكافحة الخلل المالي في العالم، ويجب ألا تكون هذه الردود علنية فقط ولكن أيضا حلولا داخلية".

تابع "نحن في داخل فرنسا اخترنا أن ندافع ونواجه من خلال تسريع الإصلاحات، فسنقوم بإصلاح سوق العمل والمؤسسات الدولية وبرنامجنا في الأبحاث والابتكار، وأيضا من المهم أن يظهر ذلك من خلال إرادة الحكومة اللبنانية، من هنا أود أن أحيي برنامج حكومة الرئيس السنيورة لمواجهة هذه الأزمة المالية والدفع نحو إصلاحات في البنى التحتية وقطاع الكهرباء والقطاع المالي. وعندما يتم تطبيق كل هذه الإصلاحات فإنها ستعزز الاقتصاد اللبناني وستضمن نوعية بقائه في الاقتصاد الدولي، وهذه الإجراءات قررها لبنان وتعهد بها بنفسه في إطار مؤتمر باريس- 3، وفرنسا ومعها المجتمع الدولي والمؤسسات المالية الدولية تدعم هذه الإجراءات والقرارات لأنها تشكل الوعد الثالث للبنان وأسس الدعم المستقبلي من فرنسا للبنان لأننا نعرف دور لبنان الإقليمي في المنطقة ونريد أن ندعم تطور هذه القطاعات، وهذه القطاعات تشمل البنى التحتية والمياه والكهرباء والنقل وأيضا قطاع المصارف والبناء والسياحة، وكذلك قطاعات تتعلق بالابتكارات الجديدة من خلال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وبما أن فرنسا تؤمن بالتوجه المميز لبلدكم نحو التبادل فهي ستدعم هذه القطاعات، وأنا هنا أحيي شركة CMA-CMG وهي ثالث شركة عالمية للنقل البحري، وقد لاقت نجاحات كبيرة في آسيا وفي دول أخرى، وهي اختارت مقرها الإقليمي في لبنان لأنها تؤمن بدور قطاعات الأبحاث في الاقتصاد، وفرنسا ستدعم الجهود اللبنانية لإعادة الترابط، حيث تلتقي في لبنان اللغات والثقافات المختلفة، الفرنكوفونية والإنكليزية والعربية، وأنا سأعلن عن برنامج تموله فرنسا في جامعة القديس يوسف والمجهزة للأبحاث في مجال الصحة العامة، ونود أن يؤكد ذلك التزام فرنسا في إطار مخطط صحيح لنمو لبنان وتطوره الاجتماعي والاقتصادي".

وقال: "إن فرنسا ستقدم كل جهدها ودعمها لإعادة تعزيز دور لبنان وهذا ما ظهر من خلال توقيع الاتفاقات البارحة وهي تهدف إلى الإسراع في تطبيق القرارات التي اتخذت في إطار مؤتمر باريس- 3 وقد وقعنا سلسلة من الاتفاقات والمعاهدات التي ستشكل البنى التحتية لهذه الاتفاقات، ومن بين ما تم توقيعه البارحة وثيقة شراكة تضع الأولويات الإستراتيجية بين فرنسا ولبنان لفترة ما بين العامين 2008 و2012، وتغطي دعم قطاع الإنتاج والتعليم العالي والبيئة، وأيضا تعزيز الفرنكوفونية. فالفرنسية لغة دولية وتشكل أيضا هامشا مهما لوجود لبنان ودوره العالمي، وستكرس فرنسا مبلغ 14 مليون يورو في هذه الفترة لدعم الفرنكوفونية. وهذا الاتساع الكبير بالنسبة للدعم الذي نقدمه هو رسالة ثقة وإيمان للمضي قدما. وهذا الاتفاق يستكمل في الاقتصاد ومراقبة قطاع التأمين والدفاع والتعاون القضائي. فلبنان كان دائما بلدا يظهر التناقض والتلاقي الثقافي والتعددية، وهويته تكمن في تعدد اللغات وتعايش الثقافات والطوائف المختلفة، وهذا دور مهم له بين الشرق والغرب، ومستقبله يظهر من خلال دخول المؤسسات الاقتصادية الدولية إليه، وإنني أذكر ايضا الاتحاد الأوروبي الذي يفتح للبنان أوجها يجب أن يستفيد منها وإن تحرر التبادل من خلال سياسة الجوار الأوروبية التي تؤكد أيضا على ذلك وقد توجهت هذه السياسة باتجاه لبنان، وكون فرنسا رئيسة الاتحاد الأوروبي حتى شهر كانون الثاني فإنها تود ألا يضعف هذا الالتزام. وكذلك بالنسبة للاتحاد من أجل المتوسط، فإنه بدوره مؤسسة دولية تشكل الإطار الصحيح لكي يضع لبنان نفسه فيه، وهو يواجه ثقافة الشمال والجنوب، وهذا الاتحاد لاقى دعما من كل الدول والدعم من خلال اللقاء الوزاري في مدينة مارسي الفرنسية، وهذا التقرب نحن في حاجة إليه لتعزيز العلاقات بين البلدين ولتعزيز التبادل العلمي في المستقبل. ولذلك ظهرت فكرة مركز أبحاث متوسطية في لبنان، والرئيس سليمان أطلق هذه الفكرة ونحن ندعمها بقوة لأننا نعلم جيدا النوعية الممتازة للجامعات في لبنان. ونحن نواجه المصير المشترك بالنسبة لمسائل البيئة، وابتداء من اليوم أدعو لبنان الى أخذ دوره في هذا المجال، مستندا إلى تقاليده في الانفتاح وازدهار قطاعه التجاري. وأنا أفكر أيضا في وصول لبنان إلى المؤسسة الدولية للتجارة وأدعوه الى استعادة ترشيحه لهذه المنظمة ونحن سندعم هذه المبادرة، وفرنسا والاتحاد الأوروبي مستعدان لتقديم المساعدة التقنية الضرورية للبنان للوصول إلى هذه المنظمة. إن البعثة المهمة التي ترافقني من أصحاب ورؤساء شركات تمثل قطاعات مختلفة في الاقتصاد الفرنسي تؤكد الحاجة للتنوع في كل الملتزمين بهذه العلاقة اللبنانية - الفرنسية. وأردت من خلال مجيئي إلى هنا المشاركة مع كل اللاعبين معنا في خطنا وإيماننا بالمستقبل. إن فرنسا اليوم هي ثاني المصدرين إلى لبنان وهي لديها عدد كبير من المؤسسات التي توظف أكثر من خمسة آلاف شخص، وثقة المؤسسات الفرنسية لم تضعف خلال السنوات الصعبة، ومنذ العام 2007 عادت فرنسا لتكون أكبر مستثمر في لبنان في المجال الاقتصادي، وسنذهب أبعد من ذلك لكي يكون هذا الاستثمار أكثر قوة وفاعلية ونود أن تظهر كل أشكال المشاركة الفرنسية من خلال المشاريع المختلفة على صعيد الإدارة والمساعدة للقطاعات العامة في لبنان لكي تظهر أكثر فأكثر الروابط التي تربط البلدين. واليوم تتقدم القطاعات الأكثر أهمية سواء في مجال العقارات أو الاتصالات أو القطاع المالي أو الغذائي ايضا. وأود أن أشجع المستثمرين الفرنسيين لتعزيز هذا النمو وتشجيع خيار لبنان، وكذلك الأمر بالنسبة لقطاع التأمين الذي سيفتح مجددا التغطية لعقود مهمة. وهذا الالتزام الفرنسي سيظهر في تقديمها أكثر من 200 مليون يورو لهذا النوع من الصفقات، وسنشدد على التعاون مع المؤسسات الفرنسية وعلى حجم عملها واستثماراتها مع لبنان، والبعثة الاقتصادية في سفارتنا في لبنان ستقدم أيضا مجالات لفرنسا للاستثمار في لبنان من خلال خلق مؤسسات أخرى في لبنان، تهدف الى توجيه العلاقات بين مكاتب التمثيل الفرنسية الموجودة في لبنان بهدف إنشاء حوار مهم في قطاعات العمل وتطوير المصالح الفرنسية اللبنانية الاقتصادية، وهي يجب أن تعمل بقوة ونتمنى لها التوفيق والنجاح".

أضاف: "إن الثقة التي توليها الحكومة الفرنسية ووراءها الشعب الفرنسي بمستقبل لبنان، تلتقي مع إرادة الحكومة اللبنانية في البناء، وفرنسا تحافظ وستظل تحافظ على حضور فعال في لبنان جدير بهذه الروابط التاريخية التي تربط البلدين. ونحن نلتزم بلبنان حر سيد ديموقراطي. ونؤمن بأن فرنسا ترتبط بعلاقة مميزة بلبنان بلد الأرز، ونود أن تقوي هذه الصداقة القديمة أواصر العمل في المستقبل بين البلدين".

الرئيس السنيورة

ورد الرئيس السنيورة: "أود أن أعبر لكم عن جزيل شكرنا وتقديرنا لهذه الكلمة القيمة التي أدليتم بها والتي تعبر أصدق تعبير عن دعم فرنسا للبنان، ليس فقط على الأصعدة السياسية والديبلوماسية والأمنية، بل وفي الجانب الاقتصادي الذي اتخذ أشكالا متعددة، وكلمتكم اليوم تبين مدى الأهمية التي تعلقونها، إلى جانب ما نعلقه نحن أيضا على مسيرتنا الإصلاحية وعلى خلق الأجواء والمناخات المحفزة على عمل القطاع الخاص في فرنسا مع مؤسسات القطاع الخاص في لبنان. اعتقد أن هذه رسالة من اجل استنهاض قدراتنا جميعا في فرنسا ولبنان من اجل دفع مجالات الاستثمار في البلدين خطوات إلى الأمام. ان ما جرى من خلال الأحداث التي مررنا بها وما زلنا يجب أن يزيدنا قدرة على بذل جهد في عملية الإصلاح في لبنان. لقد ذكرتم أنكم في فرنسا ستستولدون من رحم المشاكل المالية الدولية فرصة جديدة من اجل السير في عمليات الإصلاح المالي والاقتصادي والإداري، وأعتقد أن هذه رسالة واضحة لنا أيضا في لبنان من اجل إعادة النظر في كثير من الأمور التي درجنا على قبولها والتي يفترض بنا من اجل مصلحة اقتصادنا ومن اجل خلق فرص عمل جديدة ومن اجل تعزيز النمو، ان نعيد النظر بها من اجل ان نكون قادرين على ان نتلاءم مع ما يحتاجه وطننا واقتصادنا وأبناؤنا خصوصا خلق فرص عمل جديدة والحفاظ على مسيرة النمو والتنمية. أشكركم يا دولة الرئيس على هذه الكلمات المشجعة والمحفزة ان كانت بالنسبة للدولة اللبنانية أو بالنسبة للبنانيين وايضا بالنسبة للمستثمرين. شكرا لكم يا دولة الرئيس".

حوار

وسئل الرئيس السنيورة: بالنسبة إلى تسهيل إنشاء المؤسسات الفرنسية في لبنان، فقد لاحظنا تسهيلا لهذه العملية ولكن تلك الإجراءات تبقى معقدة وصعبة للأجانب، فهل سيكون هناك وضع خاص ومميز للشركات الأجنبية وللمستثمرين ولعائلاتهم الذين يودون التواجد في لبنان؟

أجاب الوزير الصفدي: "إن إجراءات تسجيل الشركات الأجنبية أصبحت الآن سهلة وغير معقدة وتبدأ بزيارة إلى مركز البريد حيث توجد أوراق الطلبات التي تملأ من طالب التسجيل ومن ثم ترسل هذه الأوراق من مركز البريد إلى وزارة الاقتصاد التي تقوم بجميع الإجراءات الداخلية وتتصل بهؤلاء الأشخاص وتدعوهم إلى الوزارة لتسجيل الشركة مع جميع الأوراق التي تطلبها، هذه العملية تأخذ 11 يوما تقريبا وهذه الاجراءات سهلت التوقيت والمعاملة وكلفتها بشكل ملحوظ".

سئل فيون: كيف يمكن تسهيل زيارة رجال الأعمال اللبنانيين إلى فرنسا وأوروبا من خلال تسهيل الحصول على التأشيرات؟ وماذا بالنسبة إلى قطاع الأدوية الذي يمكن ان يستخدم لبنان كمنطلق له إلى المنطقة، خصوصا وأن فرنسا تصدر إلى لبنان أكثر من الدول الأخرى؟

أجاب فيون: "من المؤكد أنه للحصول على تأشيرات الشينغن لا بد من أمور عدة، وبحصولكم على هذه التأشيرة لا تعودوا في حاجة إلى تأشيرات إلى بقية الدول الأوروبية، وهذا يشكل تطورا عما كان في الماضي ونلاحظ أن هناك إقبالا على الحصول عليها في أكثر من 80 في المئة من الحالات. أعرف ان هناك أوضاعا صعبة وعددا كبيرا من الطلبات ونعمل مع السفير الفرنسي في لبنان لتسهيل أوضاع رجال الأعمال وإيجاد طريقة أسرع وأكثر فاعلية، وسنعمل ما في وسعنا لتحسين هذا النظام ولكن أظن أن نظام الشينغن يؤمن ويسمح لكم بتقديم طلب وسمة دخول لزيارة كل الدول الأوروبية".

وهنا قالت وزيرة الزراعة وصيد الأسماك الفرنسية آن-ماري إيدراك: "كون رئيس الوزراء اختار زيارة المركز الصحي هذا يظهر الأهمية التي يعطيها لهذا القطاع وسنقوم بالعمل أكثر على هذا المجال ويبدو لي اننا سنعسى ما في وسعنا سويا في ما يتعلق بقطاعات الصيدلة والصحة وسيكون ذلك في المسار الصحيح وانتم على حق لكونكم قلتم اننا نستطيع أن نركز على هذا القطاع في اللقاءات المقبلة".

سئل الرئيس السنيورة: متى سيتم تصديق الاتفاق الذي وقع سابقا من قبل البرلمان اللبناني والمتعلق بالنقل الجوي؟

أجاب الرئيس السنيورة: "لقد أقر مجلس الوزراء هذا الاتفاق الذي تم توقيعه من قبل معالي الوزير قبل أشهر عدة، وأعتقد أن هذا الموضوع سيصار إلى حسمه نهائيا ان شاء الله خلال الشهرين المقبلين بحيث يتم إقرار مشروع القانون هذا وغيره من القوانين الذي يجري الآن التداول بها في المجلس النيابي، أريد ان أطمئنكم في هذا الخصوص".

سئل فيون: نلاحظ أن تصدير المواد الزراعية اللبنانية إلى أوروبا وخصوصا إلى فرنسا ليس بالمستوى المطلوب، خصوصا بالنسبة للاجراءات الصحية التي تشكل حاجزا لدخول إنتاجنا إلى الأسواق الأوروبية وفرنسا، فما هي المساعدة التي يمكن أن تقدمها فرنسا لدخول إنتاجنا إلى الأسواق الأوروبية؟

أجاب فيون: "صحيح أن هناك قواعد صحية تراعي الأسواق الزراعية الأوروبية، وهي أنظمة نفسها لكل الدول، وأقول أنها اقل صرامة بالنسبة للأنظمة المطبقة مع للأسواق الأميركية وهذا ما يقوله لي العاملون في هذا القطاع، نحن لن نخفف من هذه القواعد التي تتعلق بالصحة ولكن فرنسا ستقوم بكل ما باستطاعتها لمساعدة لبنان لكي يصبح اقرب من المستوى المطلوب، ولكي يفتح السوق الأوروبي المجال لكل المناطق في العالم، وهذا احد أهداف توقيع الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في العام 2006، والاتحاد الأوروبي يكرس لذلك ملايين من اليورو وذلك هو احد نواحي التعاون التقني الزراعي بين لبنان وفرنسا. وقعنا البارحة اتفاقا في هذا الخصوص وهو يؤدي الى تحسين نوعية المواد الحيوانية المستوردة ايضا والمصدرة الى السوق الأوروبية، وذلك سيكون من ضمن أعمال اللقاء الفرنسي والاتحاد من اجل المتوسط، وهو يظهر هذا المجال من التعاون بين أوروبا لأسباب إضافية ايضا لتطبيق الأسس والقرارات ليتمكن الاتحاد من اجل المتوسط العمل خصوصا في هذه المجالات، وقد انتقدنا ذلك سابقا في مسار برشلونة وعدم الاستجابة للطلبات الظاهرة من الدول المتوسطية بل الى أولويات كانت تقررها الدول الأوروبية، إذا الاتحاد من اجل المتوسط يريد ان يتكيف مع متطلبات الدول المتوسطية وجعل من هذا التعاون مساحة تعاون حقا وهذا ما ذكرته سابقا ونسعى الى التعاون ايضا في أسرع وقت ممكن خصوصا في إطار الاتحاد من اجل المتوسط".

سئل الرئيس السنيورة: كيف يمكن للبنان برأيكم ان يطور قطاع الاتصالات الضروري بالنسبة للشركات الموجودة في لبنان والتي لها علاقات دولية؟

فأجاب الوزير جبران باسيل: "أظن ان لبنان يعبر حاليا مرحلة لإعادة تأهيل قطاع الاتصالات وأفضل طريقة للقيام بذلك بسرعة هي من خلال تحرير السوق وتخصيص القطاع الخلوي. حاليا هذه العملية واجهت بعض البطء بسبب عاملين أساسيين، أولهما أوضاع الأزمة المالية العالمية، وثانيا الحاجة الى بعض الوقت للوصول الى إجماع سياسي واقتصادي لطلب المناقصات والعروض ويجب ان يحصل ذلك عندما يتم إقرار هذا القانون في البرلمان، وخلال هذا الوقت فإن وزارة الاتصالات والحكومة اللبنانية تهدف جميعا لتخصيص وتحرير أسواق الاتصالات، وان مشاريع الانترنت والبريد السريع ايضا هي في طريقها الى التحسين السريع وسيظهر تطور واضح وبسرعة، وأطلقنا مؤخرا مشروع (كول-سنتر) وهو مركز يتلقى الاتصالات الهاتفية وقد جذب هذا المشروع انتباه كل الشركات الدولية، وقامت شركة فرنسية لديها أكثر من خمسين ألف موظف بتقديم طلب لهذا المشروع المهتمة به، وأعطينا التوجيهات للتسهيل لكي يقبل الطلب خلال 15 يوما وهذا سيشكل سابقة في لبنان حيث يتم منح عروض مماثلة لشركات دولية، ونحن على الطريق الصحيح، وربما نحن متأخرون قليلا عن الدول العربية ولكن سيستعيد لبنان بسرعة كبيرة موقعه المتقدم في العالم العربي".

سئل فيون: نود أن نعلمكم أننا في غرفة التجارة في بيروت قد طلبنا مرات عدة دعم فرنسا لإنشاء مكتبة اقتصادية موصولة مباشرة بفرنسا، وهل نأمل أن تساعدنا فرنسا في هذا الطلب؟

أجاب فيون: "إن فرنسا ستدعم بالتأكيد هذا المشروع لكن غرفة التجارة في حال أفضل من الدولة الفرنسية وهي باستطاعتها أن تمول هذا المشروع. ومهما يكون الوضع الاقتصادي العالمي أو شدة الأزمة المالية الاقتصادية، فإني أود، وبالتوافق مع الرئيس الفرنسي نيكولا سركوزي، وضع الخطوط المالية لدعم لبنان، وبالتالي لن تؤثر الأزمة المالية على دعمنا للبنان والالتزامات التي تم تقديمها خصوصا خلال مؤتمر باريس- 3. وأود أن يعي كل شخص هنا أن ذلك يشكل عملا مهما جدا من فرنسا تجاه لبنان. فكما تعلمون هناك أهداف لتخفيض المصاريف العامة لكن ذلك لن يؤثر على المساعدات الفرنسية للبنان، وبالرغم من تجميد بعض المصاريف داخل فرنسا لمواجهة الأزمة المالية وعلى مدى السنوات الخمس المقبلة لكي نتمكن من استعادة وضعا مقبولا، وهذا ما يحدث للمرة الأولى في فرنسا، فإن هناك قطاعات بقيت بمنأى من هذا التجميد خصوصا في مجالات الأبحاث ومساعدة لبنان. وأود أن يشكل ذلك عربون تأكيد لثقة فرنسا بلبنان".

وختم الرئيس السنيورة متوجها إلى نظيره الفرنسي بالقول: "أود أن أتوجه إليكم بالشكر الجزيل على هذه الزيارة الناجحة والمثمرة والواعدة على أكثر من صعيد وأشكر الوفد المرافق لكم من رجال الأعمال والوزراء والنواب، ونأمل أن يكون ما يعده لبنان للمستقبل حافزا أساسيا لتنمية العلاقات الاقتصادية بين هذين البلدين الصديقين اللذين تربطهما علاقات تاريخية وثيقة وإمكانات كبرى واعدة في المستقبل. ونعدكم بأننا سنعمل بجد من أجل السير قدما في مواضيع الإصلاح التي هي البوابة الحقيقية لتشجيع الاستثمار في لبنان ونحن ملتزمون بذلك على الخطى التي درجنا فيها في الماضي وتعهدنا بها في مؤتمر باريس- 3. نحن نشكركم على وجودكم معنا وعلى جهدكم والتزامكم من أجل التعاون لرفع مستوى العلاقات الاقتصادية بين بلدينا إلى المستوى الذي يرغب به الشعبان الصديقان".