المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم24  تشرين الثاني/2008

إنجيل القدّيس لوقا .38-26:1

وفي الشَّهرِ السَّادِس، أَرسَلَ اللهُ الـمَلاكَ جِبرائيلَ إِلى مَدينَةٍ في الجَليلِ اسْمُها النَّاصِرَة، إِلى عَذْراءَ مَخْطوبَةٍ لِرَجُلٍ مِن بَيتِ داودَ اسمُهُ يوسُف، وَاسمُ العَذْراءِ مَريَم. فدَخَلَ إلَيها فَقال: «إفَرحي، أَيَّتُها الـمُمتَلِئَةُ نِعْمَةً، الرَّبُّ مَعَكِ». فداخَلَها لِهذا الكَلامِ اضطرابٌ شَديدٌ وسأَلَت نَفسَها ما مَعنى هذا السَّلام. فقالَ لها الـمَلاك: «لا تخافي يا مَريَم، فقد نِلتِ حُظوَةً عِندَ الله. فَستحمِلينَ وتَلِدينَ ابناً فسَمِّيهِ يَسوع. سَيكونُ عَظيماً وَابنَ العَلِيِّ يُدعى، وَيُوليه الرَّبُّ الإِلهُ عَرشَ أَبيه داود، ويَملِكُ على بَيتِ يَعقوبَ أَبَدَ الدَّهر، وَلَن يَكونَ لِمُلكِه نِهاية» فَقالَت مَريَمُ لِلمَلاك: «كَيفَ يَكونُ هذا وَلا أَعرِفُ رَجُلاً؟» فأَجابَها الـمَلاك: «إِنَّ الرُّوحَ القُدُسَ سَينزِلُ عَليكِ وقُدرَةَ العَلِيِّ تُظَلِّلَكِ، لِذلِكَ يَكونُ الـمَولودُ قُدُّوساً وَابنَ اللهِ يُدعى. وها إِنَّ نَسيبَتَكِ أَليصابات قد حَبِلَت هي أَيضاً بِابنٍ في شَيخوخَتِها، وهذا هو الشَّهرُ السَّادِسُ لِتِلكَ الَّتي كانَت تُدعى عاقِراً. فما مِن شَيءٍ يُعجِزُ الله». فَقالَت مَريَم: «أَنا أَمَةُ الرَّبّ فَليَكُنْ لي بِحَسَبِ قَوْلِكَ». وَانصرَفَ الـمَلاكُ مِن عِندِها.

 

الكاردينال جوزيف راتزينغر (البابا بينيديكتوس السادس عشر)

"إنّ الروح القدس سيَنزلُ عليكِ وقدرة العليّ تظلّلُكِ"

في كلّ الولادات العجائبيّة في العهد القديم، حيث التحوّلات الحاسمة في تاريخ الخلاص، معنى الحدث هو نفسه في كلّ مرّة: إنّ خلاص العالم لا يأتي من الإنسان، ومن قوّته الخاصّة؛ بل يجب أن يسمح الإنسان بأن يُقدَّم له الخلاص، ولا يمكنه تلقّيه سوى كعطيّة مجّانية. إنّ ولادة المسيح البتوليّة هي قبل كلّ شيء رسالة بشأن كيفيّة وصول الخلاص إلينا. في بساطة الإستقبال، كعطيّة مجانيّة من الحبّ الذي يستعيد العالم. قالَ الربّ: "إهتفي أيّتها العاقر التي لم تلدْ، إندفعي بالهتاف واصرخي أيّتها التي لم تتمخّض فإنّ بَني المهجورة أكثر من بَني المتزوِّجة" (أش54: 1). من خلال يسوع، وضع الله، وسط الإنسانيّة العقيمة واليائسة، بداية جديدة، ليست نتاج تاريخنا بل هبة من العُلى. إذا كان كلّ إنسان هو حدثٌ جديد فائق الوصف، وإذا كان يمثِّل مخلوقًا فريدًا من خلائق الله، فإنّ يسوع، هو الحدث الجديد الحقيقي. فإنّه لم يأتِ من إرث الإنسانيّة الخاصّ، بل من روح الله. لذا، هو "آدم الجديد" (1قور15: 47)، ومعه تبدأ إنسانيّة جديدة... يعترف الإيمان المسيحيّ بأنّ الله ليس سجين أزليّته، وليس محدودًا بما هو محض روحي. على العكس من ذلك، إنّ الله يمكنه العمل هنا، اليوم، وسط عالمي؛ وقد عمل بالفعل، من خلال يسوع -آدم الجديد- المولود من العذراء مريم بقدرة الله الخالقة، الذي كان روحه في البدء يرفّ على وجه المياه (تك1: 2)، خالقًا الكائن من العدم.

 

تحدث في الذكرى الثانية لرحيل شقيقه بيار ..."حزبنا سيبقى مستهدفاً"

سامي الجميل لـ"السياسة": عندما كان حزب "الكتائب" قوياً لم يجرؤ أحد على النيل من لبنان

 "الكتائب" بقيت 20 عاماً مختطفة من المخابرات

بيروت - صبحي الدبيسي:السياسة

مرت ذكرى اغتيال الوزير النائب بيار الجميل الثانية في ظروف سياسية لبنانية متأرجحة, واذا كان حزب »الكتائب« اللبنانية الذي كان الراحل يمثله في الحكومة فان ذكرى رحيل الجميل الشاب ارخت بظلالها على القواعد الكتائبية عموماً, لاسيما انه اغتيل في ذكرى الاستقلال اللبناني, وكان حزب »الكتائب« اقام امس مهرجاناً خطابياً كبيراً, فان الاحاديث الكتائبية عما تركه بيار الجميل, الذي اخذ اسمه من جده لابيه مؤسس الحزب, لا تزال متداولة في الاوساط الحزبية.

ويتحدث منسق اللجنة المركزية في »الكتائب« سامي امين الجميل, عن شقيقه المغدور وعن الحالة السياسية اللبنانية الحالية, في الوقت الذي فضلت فيه باتريسيا ارملة الراحل الوزير الجميل, عدم الدخول في الأمور السياسية قبل جلاء التحقيقات ومعرفة الجهات المحرضة والمنفذة للجريمة, كشف شقيقه سامي "عن الخيوط التي قد تؤدي الى معرفة الجهة المنفذة من خلال البندقية الحربية التي استعملت في عملية الاغتيال, لافتاً الى "انه زار مدعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا, للاستفسار عن هذا الموضوع, وعما يملكه القاضي ميرزا من معطيات جديدة بشأن تطور التحقيق".

ولم يستبعد الجميل "أن يكون تنظيم »فتح الاسلام« وراء تنفيذ الجريمة", رابطاً بين "تفجير عين علق وجريمة اغتيال شقيقه بيار".

وعن رأيه في موضوع استهداف حزب »الكتائب« دون غيره من الأحزاب المسيحية, قال الجميل: "أن الفترة التي كان فيها حزب »الكتائب« قوياً وبكامل صحته, كان لبنان أيضاً قوياً, ولم يجرؤ أحد على الاستيلاء على الدولة والاعتداء على المسيحيين كما حصل في الآونة الأخيرة, لذلك عندما لمسوا قوة الحزب ودور شقيقي في جمع »الكتائب« ضربوه ببيار, وعندما تأكدوا من قوته واستمراره ضربوه بأنطوان غانم".

وأكد "أن حزب »الكتائب« سيبقى مستهدفاً لأنه لن يكون موضوع مساومة لأي كان, وأنه لا يخشى الموت, ومستعد للاستشهاد في سبيل القضية التي آمن بها, لأن هذه رسالتهم كعائلة الجميل من الشيخ بيار المؤسس حتى آخر عنصر كتائبي".

وهذا نص الحوار:

  في الذكرى الثانية لغياب شقيقك الوزير الشهيد بيار الجميل, هل من كلام محدد تقوله في هذه المناسبة?

  لا شيء, لأنني لا أريد استعادة الشعارات التي تعرفها الناس. تعرف كم كان غيابه مؤثراً, هذا الغياب غير معادلات كثيرة في لبنان. لقد كان له مستقبل واعد بتطوير الحياة السياسية. لكن القدر شاء أن يحرمنا منه, لقد ترك فراغاً كبيراً, وغيابه غير الكثير.

  هل كنتم طوال هذه المدة مرتاحين لسلامة التحقيق, والى أين وصلت التحقيقات في هذه الجريمة?

  في البداية, وبعد الجريمة كان التحقيق جيداً, لكن منذ عام لم نكن أبداً مطمئنين لمجريات التحقيق, وشعرنا بأنه وصل الى مكان ووقف عنده.

لكن, منذ مدة تغيرت الكثير من الأمور, وبعد الكشف عن البندقية الحربية التي تم العثور عليها منذ أيام. فاذا تبين أن هذه البندقية, هي نفسها التي استعملت في تنفيذ الجريمة, فان التحقيق سيؤكد أكثر وأكثر تورط "فتح الاسلام" في هذه الجريمة.

نحن ليس لدينا تمنٍ على أي شيء. ولسنا بصدد توجيه اتهامات لأحد. فأصابع الاتهام ليست موجهة ضد أحد. ما يهمنا الحقيقة, والحقيقة فقط. ومن نفذ هذه الجريمة يجب أن ينال قصاصه العادل.

  لقد زرت أخيراً مدعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا, ما هي المعطيات الجديدة التي أطلعك عليها?

  الزيارة كانت للاستفسار عن موضوع البندقية التي أشارت اليها وسائل الاعلام, وعما يملكه من معطيات جديدة بشأن تطور التحقيق. وما سمعته منه, أن بعض الشهود أقروا بأن هذه البندقية الحربية هي التي استعملت في تنفيذ الجريمة, ولذلك ارسلت الى المختبرات في لبنان وفي الخارج للتأكد من ان الرصاصات التي عثر عليها في الحادثة قد أطلقت من هذه البندقية, ونحن الآن بانتظار النتائج التي ستظهرها هذه المختبرات.

  هل يمكن معرفة نوع البندقية, وهل هي من صنع شرقي أم سلاح آخر?

  أفضل عدم الدخول في هذه التفاصيل, ولا أريد اعطاء أي معلومات عن نوع البندقية, لأن ذلك قد يؤثر على سلامة التحقيق بشكل أو بآخر.

  قبل عام تناقلت وسائل الاعلام معلومات قضائية عن تورط "فتح الاسلام" بجريمة "عين علق", وقيل بأنها قد تكشف عن جريمة اغتيال الوزير بيار الجميل. هل لمست أي رابط بين ما آلت اليه التحقيقات اليوم والمعلومات التي كشفت عنها في السابق?

  طبعاً هناك اقرار, بأن "فتح الاسلام" كان وراء جريمة التفجير التي حصلت في "عين علق". وبالتالي اذا تبين أن هذه البندقية هي التي استعملت في جريمة الاغتيال, فهذا تأكيد على تورط "فتح الاسلام" بالعمليتين. لذلك نستطيع أن نرى ترابطاً أكثر بالجريمتين, لناحية استهداف "الكتائب" في منطقة مسيحية مثل منطقة المتن. لأننا نعرف طبعاً أن الباصات التي جرى تفجيرها, في "عين علق" كان من الممكن أن يتم تفجيرها في بكفيا, وخصوصاً اذا كانت القنبلة التي جرى تفجيرها موقوتة, ما يعني أن الرسالة واضحة.

  هل تملك تفسيراً واضحاً بشأن استهداف حزب »الكتائب« بالتحديد?

  لدي قناعة, بأنه في الفترة التي كان فيها حزب »الكتائب« قوياً وبكامل صحته, كان لبنان بصحة جيدة, لأن طوال الفترة التي كان فيها حزب »الكتائب« موجوداً بكامل حضوره السياسي على الساحة اللبنانية, لم يجرؤ أحد على الاستيلاء على الدولة اللبنانية, وعلى المسيحيين كما حصل فيما بعد.

وبالتالي الكل يعرف أنه اذا عاد حزب »الكتائب« الى قوته السابقة, من الممكن أن يستعيد جمع اللبنانيين حوله, لأن حزب »الكتائب« عنصر جامع وليس عنصر تفرقة, ومن الممكن أن يكون نقطة التقاء بين الكثير من الفرقاء, وبامكانه أن يؤدي دوراً أساسياً بتوحيد الكلمة, من أجل لبنان, وبقائه كدولة تعددية حرة, مستقلة في هذا الشرق.

لذلك عندما لمسوا قوة هذا الحزب, ضربوه أولاً ببيار وعندما وجوده مستمراً, ضربوه بانطوان. وسيبقى حزب »الكتائب« مستهدفاً, لأنه لا يلعب لعبة أحد, ولا يمكن أن يكون في أي وقت من الأوقات, موضع مساومة في أي موضوع. لذلك, أرى أن حزب »الكتائب« كان مستهدفاً وسيبقى.

  انطلاقاً من استهداف "الكتائب", هل تخشى استهدافك, كما جرى استهداف غيرك?

  نحن نعيش هذا الهاجس, منذ صغرنا, فقد أصبح جزءاً من حياتنا اليومية. الموت لم يعد يخيفنا, ولن نخشاه لأننا نؤمن بقضية ومستعدين للاستشهاد في سبيلها, وعرف أننا في أي وقت قد نتعرض لمثل هذه المحاولات, وكل أنواع الاساءات. اننا نقوم بواجبنا ونأخذ الاحتياطات قدر المستطاع, وفي النهاية الحماية من عند الله.

  عندما كان "حزب »الكتائب" هو الأقوى على الساحة كما تقول, جرى استهدافه اليوم يوجد قوى مسيحية أخرى على الساحة لا تقل شأناً عن "الكتائب" ك¯"القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" و"قرنة شهوان", لماذا لم يجرِ استهدافها, كما استهدفت "الكتائب"?

  "الكتائب" لم تكن وحدها على الساحة. في مرحلة الاستقلال كان »الحزب الدستوري« و»حزب الكتلة الوطنية«. بعد ذلك كان تيار الرئيس شمعون (الشمعونية) التي تحولت الى "حزب الوطنيين الأحرار", ثم كان تيار الرئيس فرنجية.

لا توجد مرحلة من المراحل كانت فيها »الكتائب« وحدها على الساحة. انما كان الحزب بصحة جيدة كما قلت, وكان في وضع متقدم في الدفاع عن لبنان. لقد بدأ تغييب "الكتائب" منذ منتصف الثمانينات, من خلال العمل على تهميش دوره, فجرى استهدافه من الداخل والخارج, بالاضافة الى المشكلات الداخلية التي أدت لغيابه عن الساحة طوال 20 عاماً. حتى تمكن أخي, رحمه الله, من اعادة شمل "الكتائبيين". وبدأ العمل على توحيد الحزب, اليوم صحيح هناك "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" وغيرهما من القوى على الساحة, انما ما زال حزب »الكتائب« راسخاً بضمير اللبنانيين من حيث الخبرة والحكمة التي تتميز بها هذه المؤسسة المنتشرة في كل لبنان من أقصى الجنوب الى أقصى الشمال ومن بيروت الى البقاع. هناك شريحة كبيرة من المسيحيين مازالت تعتبر أن هذا الحزب مارس دوراً مهماً في السياسة طوال الفترة الماضية, ولديه موقعه الخاص بعقل كل المسيحيين. لذلك, نحن مقتنعون أن هذا الحزب عنصر جمع لكل المسيحيين, ولهذا السبب جرى استهدافه.

  من خلال مراجعتك لتاريخ الحزب, هل كانت لديك انتقادات لسلوك "حزب »الكتائب" في فترة الحرب الأهلية مروراً بالاجتياح الاسرائيلي حتى نهاية ولاية الرئيس الجميل?

  لا أريد الدخول في هذه المواضيع, لأنها تؤدي لتشعب التفاصيل, لذلك أفضل البقاء في موضوع الشهيد بيار. لأن كثيرين طلبوا مني مقابلات صحافية, اعتذرت منهم لأتجنب الدخول في السياسة, ولا أريد أن يُقال بأن لدي استثناءات.

  كان للوزير بيار الجميل جهد مكثف, لاعادة احياء المؤسسات "الكتائبية" التي كانت شبه منهارة كيف تصف لنا الحالة "الكتائبية" بعد سنتين على غيابه, وهل أنت تكمل رسالة شقيقك أم أنك تستعيد ارث العائلة من الجد المؤسس الى سامي الحفيد?

  برأيي, لا يوجد فرق, الرسالة واحدة, من الشيخ بيار الجد المؤسس حتى آخر عنصر "كتائبي" موجود اليوم في الحزب. هذه الرسالة, هي رسالة السيادة والاستقلال لهذا الوطن وحريته وحرية الانسان فيه, واحترام الديمقراطية والحفاظ على مؤسساته, وبالتأكيد المحافظة على بقاء المسيحيين في هذا الوطن. هذه ثوابتنا ولن تتغير.

  لو كان بيار حياً ماذا كنت ستفعل?

  انني موجود في العمل الوطني, منذ عودتي الى لبنان بعد الانتهاء من دراستي الجامعية في العام 1995. لقد ناضلت في الجامعات, وعلى المستويات كافة.

هذه المسألة تجري في دمنا, ولا أحد في العائلة يتعاطى السياسة شعوراً باللذة. نحن نتعاطى السياسية من منطلق وطني, للحفاظ على قضية نؤمن بها, ومستعدون للاستشهاد من أجلها, لن نتأخر عن مسؤولياتنا, وبالتالي فأنا لا أحب الفرضيات. والقدر ليس من اختيار أحد. فهو يجعلنا نتخذ المبادرات وننطلق بالخطوات.

  متى تشعر بشوق الى أخيك بيار, عندما تكون مع والديك أم عندما تلتقي "الكتائبيين"?

  أشتاق اليه كل يوم, وأتذكره في كل المناسبات.

  ماذا تقرأ في عيون أولاده?

  الأمل.

  ما المغزى من احياء مهرجان تأسيس "الكتائب" بالتزامن مع الذكرى الثانية لغياب الوزير بيار الجميل, وماذا تختلف هذه المناسبة عن المناسبات الأخرى?

  هذه المرة الأولى منذ عشرين سنة يحتفل الحزب بذكرى تأسيسه, وهذه نتيجة صراع طويل نحو اعادة بناء الحزب.

لا ننسى أنه كان في أيدي المخابرات لفترة طويلة, لقد تمكن بيار من الدخول الى البيت المركزي وتسلم القيادة, لكن القدر لم يسمح له باعادة تنظيمه, ولا باعادة جمع شمل "الكتائبيين", لم يكن لديه الوقت الكافي لتنظيم هذه الحالة.

نحن اليوم نكمل ما بدأه بيار. باستعادة الحالة "الكتائبية". على أمل أن تظهر جلية في عيد الحزب بعد أيام, (اجري الحديث قبل الاحتفال بذكرى تأسيس حزب »الكتائب« امس).

ما الذي فعلته من أجل استعادة بعض الكوادر والقيادات الذين انكفأوا عن متابعة النشاط الحزبي طوال عشرين عاما?

  اتصلت بالجميع من دون استثناء, وطلبت اليهم العودة الى الحزب, وهناك كثيرون استأنفوا نشاطهم, ويجري العمل على عودة الجميع.

  ما هي تطلعاتك المستقبلية, على مشارف الانتخابات النيابية, فهل أنت مرشح للانتخابات المقبلة?

  تطلعاتي, هي تقوية حزب »الكتائب« ونقطة على السطر. أما في ما يخص ترشحي للانتخابات, فهذا الموضوع لم يحسم بعد. المكتب السياسي هو الذي سيتخذ القرار بهذا الخصوص. وهذا القرار لم يتخذ بعد.

  تحمل لقب منسق عام اللجنة المركزية في حزب »الكتائب«, ما هو الدور المناط بك بالتحديد?

  أنا مسؤول عن عمل الماكينة التنظيمية ل¯حزب »الكتائب«, وتشمل الأقاليم والمصالح الادارية والتقنية.

  ماذا تريد أن تقول لشقيقك بيار في الذكرى الثانية لغيابه?

  أريد أن أقول له, بأننا لن نتوقف عن العمل الا اذا عاد الحزب كما كان يريده, ويعود للقيام بالدور الأساسي, في الحياة السياسية اللبنانية. ليبقى الدرع الواقية للبنان, والدرع الحامية للمسيحيين.

  وماذا تقول لوالديك في هذه المناسبة?

  كل "كتائبي" موجود في بيت "الكتائب", وكل "كتائبي" موجود على الأراضي اللبنانية, يعتبر نفسه مكملاًً لمسيرة كل الشهداء, الذين سقطوا من صفوف "حزب »الكتائب". وأنا من بينهم.

 

سليمان إلى طهران وعون إلى دمشق... وفرنجية في بكركي الأسبوع الحالي 

بري: المخيمات الفلسطينية باتت منطلقاً للفتنة بعد أن كانت معجناً للمقاومة 

بيروت - "السياسة" والوكالات:

في اطار الجولات الخارجية التي يقوم بها, يبدأ رئيس الجمهورية ميشال سليمان يرافقه وفد وزاري رفيع المستوى, اليوم, زيارة الى ايران للقاء كبار المسؤولين والبحث معهم في جملة قضايا ثنائية يأتي في مقدمها موضوع تسليح الجيش اللبناني, حيث أبدت طهران استعدادها للمساعدة في هذا المجال.

وذكرت مصادر وزارية مرافقة لسليمان في زيارته ل¯"السياسة" ان زيارة ايران هامة في التوقيت وفي المضمون, حيث ستشكل مناسبة للبحث في تعميق الروابط بين البلدين وفي الحصول على مساعدات عسكرية للجيش اللبناني, سيما وان هناك استعداداً ايرانيا لمساعدة لبنان على هذا الصعيد في اطار تقوية قدرات الجيش ودعم امكاناته العسكرية ليستطيع بسط سيطرته على كامل الاراضي اللبنانية وحماية الاستقرار الأمني, في اطار تعزيز سيادة الدولة ومؤسساتها الدستورية بعيدا عن سياسة الرهانات على الخارج والانصياع لأوامره.

وتتزامن زيارة سليمان الى ايران مع زيارة لافتة يقوم بها رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون الى سورية للقاء كبار المسؤولين, حيث أعد له استقبال رسمي وشعبي حافل.

الى ذلك, ينتظر ان تشهد بكركي هذا الاسبوع حدثا سياسيا هاما, يتمثل في اللقاء الذي سيجمع البطريرك نصر الله صفير ورئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية, بحضور الرئيس سليمان في اطار تحقيق المصالحة المسيحية - المسيحية, تمهيدا للتعجيل في استكمالها بلقاء يجمع فرنجية ورئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع.

وامس, التقى الرئيس سليمان وفدا من "حزب الله" للتهنئة بعيد الاستقلال, حيث اكد رئيس الوفد النائب محمد رعد, ضرورة تضافر الجهود بين اللبنانيين للحفاظ على هذا الاستقلال وتعزيز قدرات لبنان وقوته لمواجهة المخاطر والاعتداءات المحتملة.

ولفت الى ان زيارة سليمان الى ايران ستكون مميزة في الشكل والمضمون, مشيرا الى ان ايران قوة اقليمية ولها دور مميز, وقد لعبت دورا ايجابيا في تعزيز السلم الأهلي في لبنان ودعم التوافقات اللبنانية, وكذلك في المساهمة في ما تم التوصل اليه في الدوحة, وهي تدعم حق الشعب اللبناني في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي.

من جانب آخر, قال رئيس مجلس النواب نبيه بري, امس, "ان المخيمات الفلسطينية بعد ان كانت معجنا للمقاومة اصبحت اليوم منطلقا للفتنة", واضاف "ان المخيمات الفلسطينية اصبحت اليوم هدفا للارهاب بعدما كانت هدفا لاسرائيل, وتحولت لتكون معجنا للارهاب بعد ان كانت معجنا للمقاومة".

ودعا خلال مؤتمر جمعية الكشافة الاسلامية, الى حوار مفتوح من دون شروط مسبقة, يرتكز على نقد ذاتي ومؤلم توصلا الى صياغة خطاب سياسي موحد, وترميم منظمة التحرير الفلسطينية لتستعيد دورها, مشيرا الى انه من بالغ الخطورة في مكان, ان يمر استعراض عضلات الفلسطينيين العسكرية في مخيم عين الحلوة في الثاني من الشهر الحالي, من دون ان يثار حوله اي جدل سياسي في لبنان.

واعتبر بري ان استمرار احتلال اسرائيل لمزارع شبعا في جنوب لبنان مرده ان هذه المنطقة غنية بالمياه كونها تضم 224 نبعا مائيا, ولفت الى ان لبنان قطع شوطا مهما في تنفيذ اتفاق الدوحة, مجددا التأكيد على ضرورة حفظ المقاومة وفي قلبها لبنان, وحفظ لبنان وفي قلبه الجنوب.

وحذر من ان "الإقطاع السياسي يعود ليطل رأسه في مواسم الانتخابات عبر المال السياسي المعروف المصدر", مشيرا الى ان "فصل النيابة عن الوزارة يمكن مجلس النواب من زيادة رقابته على الحكومة".

 

قوى "14 آذار" تكرر "انتصاراتها الساحقة" في نقابة أطباء الأسنان

فازت لائحة التوازن النقابي المدعومة من "قوى 14 آذار" في الانتخابات الفرعية لنقابة أطباء الأسنان بفارق كبير تجاوز المئة صوت.

وكان الأطباء قد بدأوا بالتوافد الى مقر النقابة لإختيار أربعة أعضاء جدد لمجلس النقابة منذ الساعة العاشرة قبل الظهر. وجرت المنافسة بين لائحتين، لائحة التوازن النقابي المدعومة من "قوى 14 آذار" وتضم: د. محمود الميس (تيار المستقبل) د. ياسر ملاعب (التقدمي الإشتراكي) د. وديع ناصيف ( القوات اللبنانية) و د. بيار مزوّق (الجامعة اليسوعية)، وبين لائحة الوفاق النقابي المدعومة من "قوى 8 آذار" وتضم كلاً من د. راتب بيضون (حركة أمل) و د. جمال عراجي (الإتحاد الإشتراكي) و د. فادي الحاج (التيار الوطني الحر) و د. كمال صليبي.

وصوّت 1461 طبيباً من أصل 2300 طبيب سددوا اشتراكاتهم. وبدأت عملية فرز الأصوات عند الساعة الأولى بعد الظهر، وأظهرت النتائج فوز لائحة "14 آذار" وحصول د. الميس على 761 صوتاً ود. ملاعب 740 ود. ناصيف 761 ود. مزوق 777 .

وفي المقابل نال د. صليبي 657 صوتاً ود. عراجي 608 ود. بيضون 601 ود. الحاج647.

 

أمير الأرز

موقع تيار المستقبل/سلام الى بيار الجميّل شهيداً وأميراً للأرز وثورته. إلى الذي زوّد يومياتنا وروحنا بأجمل وأرقى المعاني، وعلّمنا أنه لكي تستحق الحياة في وطنك عليك أن تموت من أجله. لم يتعرّف الى النضال الوطني مصادفة. فهو من بيت يحترف السياسة، وخاض أصعب وأشرس وأطول المعارك دفاعاً عن لبنان، ورفضاً لأيّ تدخّل أجنبي، كي لا يبقى سلاح خارج إطار الشرعية اللبنانية. لم يترك مناسبة إلا وتصدى لكل محاولات إبتلاع لبنان وتدجينه عبر الاغتيالات والتفجيرات والتهميش والإقصاء والنفي والسجون، ولم يتوقّف يوماً عن الترداد أنه لكي نستحقّ الأرز "علينا أن لا نتوقّف عن الدفاع عن 6 آلاف سنة من الحضارة".

كي نعرف لماذا قُتل بيار الجميّل، علينا أن نبحث عن الإجابة في ما يحاول البعض إلصاقه بالمسيحيين واستتباعهم للنظام الآحادي في دمشق.

انحصر همّ بيار الجميّل في إقرار المحكمة الدوليّة، ضماناً لإنهاء الاغتيال السياسي وحماية للإستقلال وأجياله القادمة. شغله الشاغل تركّز على سؤال: كيف يمكننا الحوار مع شركائنا في الوطن وإقناعهم بأننا ضمانتهم وليس من يتاجر بنا وبهم؟ في ذكراه لا يسعنا إلا أن نؤكّد أمانتنا على حلمه. حُلم انتفاضة الإستقلال، ووطن قويّ سيّد حرّ ومستقل. دولة يكون فيها الإختلاف عبر المؤسسات الدستورية والسياسية وليس عبر السيارات المفخّخة والاغتيالات. وطن يكون فيه الصوت أقوى من كاتم الصوت. وطن حدوده ثابتة لا تنتهكها إسرائيل ولا وسوريا. دولة تملك وحدها قرارها ولا يصنع خارج حدودها. بيار الجميّل هو حُلم تقاطعت فيه آمال الكثير من اللبنانيين. تحلّى بإقدام وشجاعة قلّ نظيرهما يوم كان البعض "يشكر" سوريا على دمنا المسفوح غيلةً وحقداً. اتّسم بحكمة وصبر لا يجتمعان إلا بقائد. كل هذا ليس غريباً على من تربّى في بيتٍ وحزبٍ طبعا تاريخ لبنان بأكثر معاني الحب والوفاء والوطنية.

 

سامي الجميل: ليست شطارة أن يستفيد التيار الوطني الحر من استشهاد بيار لربح مقعد نيابي

صحف لبنانية/اعتبر منسق اللجنة المركزية في حزب "الكتائب اللبنانية" سامي الجميّل أن "الامور تغيرت كثيراً داخل حزب الكتائب وداخل عائلتنا بعد استشهاد الوزير بيار الجميل"، وقال: "بيار هو الذي أعاد شمل الكتائب، وغيابه عن الحزب ضربة قوية للحزب ولنا أيضًا". سامي الجميل، وفي حديث لتلفزيون "ANB"، قال: "علينا مسؤولية كبيرة تجاه بيار، تتمثل بتقوية حزب "الكتائب"، لكي لا يكون استشهاد بيار ضاع سدىً". وتعليقًا على فوز النائب كميل خوري بمالمقعد النيابي مكان الشهيد بيار الجميل، قال الجميل: "أسفت كثيراً بشأن موضوع الانتخابات الفرعية التي أُجريت بعد استشهاد بيار، فالمفروض اننا مسيحيون وأن نحترم بعضنا ونحترم الشهداء، وليست "شطارة" ان يستفيد أحد من استشهاد وزير ونائب لكي يربح التيار الوطني الحر مقعدًا نيابيًا مكانه".

 

الرئيس سليمان استقبل وزير الطاقة وكتلة "الوفاء للمقاومة" هنأته بالاستقلال

النائب رعد: لتضافر الجهود للحفاظ على الاستقلال ومواجهة المخاطر والاعتداءات

وطنية - 23/11/2008 (سياسة) استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، قبل ظهر اليوم، في قصر بعبدا وفد كتلة "الوفاء للمقاومة" برئاسة النائب محمد رعد، يرافقه الوزير محمد فنيش والنواب: علي عمار، امين شري، ونوار الساحلي، امين سر الكتلة سليم رشيد، وقد هنأ الوفد الرئيس سليمان بذكرى الاستقلال، وكان عرض لاخر التطورات على الساحة المحلية.

واثر اللقاء، تحدث النائب رعد للصحافيين، فقال: "الزيارة كانت كالعادة موضوعية وودية وصريحة، وقد جاءت في اجواء يوم الاستقلال، حيث قدمنا التهاني لفخامته وعبره إلى جميع اللبنانيين بهذه المناسبة، واكدنا ضرورة تضافر جهود الجميع للحفاظ على هذا الاستقلال، وتعزيز قدرات لبنان وقوته لمواجهة المخاطر والاعتداءات المحتملة. كذلك ابدينا، عشية زيارة فخامته إلى الجمهورية الاسلامية الايرانية ارتياحنا للتحضيرات الجارية، ونعتقد ان هذه الزيارة ستكون مميزة في الشكل والمضمون".

سئل: "حصل بعض الاثارة من قبل بعض وسائل الاعلام عن غياب الكتلة عن استقبال الامس؟

اجاب النائب رعد: "ان هذه الاثارة تؤكد عمق العلاقة بيننا وبين الرئيس، فلينسجوا على غير تلك الاوهام التي ينسجون عليها".

سئل: كيف تنظرون إلى زيارة ايران في هذا التوقيت، حيث يقوم العماد عون ايضا بزيارة سوريا؟

اجاب: "ان ايران قوة اقليمية ولها دور مميز وناهض، وقد لعبت دورا ايجابيا جدا في تعزيز السلم الاهلي في لبنان وفي دعم التوافقات اللبنانية، وكذلك في المساهمة في انجاز ما تم التوصل اليه في الدوحة، وهي تدعم حق الشعب البناني في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي".

اضاف: "ان زيارتها لاستئناف العلاقات الطبيعية والمتينة بين الشعبين اللبناني والايراني هو امر اكثر من طبيعي، وموعدها يتحدد وفق ترتيبات تخص البلدين. اما في ما يخص زيارة العماد عون إلى سوريا، فلها حيثياتها، لان مطلب الشعبين اللبناني والسوري ان تكون هذه العلاقات طبيعية وان لا تكون هناك عدائية بين البلدين".

سئل: قد يكون هناك بعض الانتقادات للزيارات إلى كل من ايران وسوريا، فهل من مبررات لذلك، ولا سيما كما حصل بالنسبة الى زيارة وزير الداخلية؟

اجاب: "نعتقد ان لبنان معني بالانفتاح على كل الدول الشقيقة والصديقة لان العلاقات معها تفيد مصلحة الشعب اللبناني والوطن ككل".

وزير الطاقة والمياه

كما استقبل الرئيس سليمان وزير الطاقة والمياه الان طابوريان حيث كان عرض لاوضاع وزارته بالاضافة إلى جولة افق عامة تناولت التطورات على الساحة المحلية.

 

الجيش الإسرائيلي: خطة لضرب إيران وغض النظر عن تهريب السلاح إلى لبنان

موقع تيار المستقبل/كشفت صحيفة "هآرتس" اليوم الأحد أن الجيش الإسرائيلي أعدّ دراسة تتضمن اقتراحات لوضع خطط طارئة للهجوم على إيران، مطالباً بـ"عدم إظهار اكتراث كبير" حيال موضوع تهريب الأسلحة إلى "حزب الله" في لبنان.

كما طالبت الدراسة بالتوصل إلى اتفاقية سلام مع سوريا تتضمن إخلاء مرتفعات الجولان ومنع إجراء انتخابات جديدة في السلطة الفلسطينية حتى لو كان ذلك يعني المواجهة مع الولايات المتحدة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الدراسة ستقدّم الشهر المقبل إلى الحكومة الإسرائيلية في إطار اجتماع التقييم السنوي لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي.

وحذرت الدراسة من أن إسرائيل قد تجد نفسها في العام 2009 منفردة بمواجهة إيران نووية نظراً للتقارب الحاصل بين الولايات المتحدة وإيران والعالم العربي ما قد يؤدي إلى تقويض التفوق العسكري الذي تتمتع به إسرائيل.

وتحذر الدراسة أيضاً من احتمال انهيار السلطة الفلسطينية ما قد يؤدي فعلياً إلى سقوط حل الدولتين.

وذكرت الصحيفة أن "التهديد الإيراني على وجود إسرائيل" يأتي في مقدمة التهديدات التي تتضمنها الدراسة، يليها "التهديد الإستراتيجي" للصواريخ البعيدة المدى والصواريخ التي تمتلكها دول عديدة أخرى في المنطقة.

وتضيف الدراسة أن "إسرائيل تواجه هذه التهديدات بمفردها تقريباً، ومن الضروري تجنيد المجتمع الدولي والحصول على تعاون إقليمي. الإدارة الأميركية الجديدة تشكّل فرصة مناسبة للقيام بذلك".

وتشير الدراسة إلى أن أمام إسرائيل "نافذة" بسيطة للتصرف قبل أن تحصل إيران على أسلحة نووية وتفرض هيمنتها الإقليمية، وأن على إسرائيل بالتالي وضع خيار عسكري ضد إيران في حال تخلّت الدول الأخرى عن الصراع. وتنصح المؤسسة العسكرية الحكومة "للعمل سراً على وضع خطط طارئة لمواجهة إيران النووية"

كما تقترح الدراسة تعاوناً وثيقاً مع الولايات المتحدة لمنع حصول اتفاق بين واشنطن وطهران قد يقوّض مصالح إسرائيل.

وتحذر الدراسة من أنه بعد انتهاء ولاية رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في 9 كانون الثاني/ يناير 2009، قد "يختفي" الأخير عن الساحة السياسية. وهذا قد يؤدي إلى تفكك السلطة الفلسطينية الأمر الذي سيزيد من مخاطر سقوط حل الدولتين عن طاولة المفاوضات.

ونظراً لهذا الاحتمال ممزوجاً بالخوف من احتمال فوز "حماس" في الانتخابات، تقترح الدراسة "منع قيام انتخابات في السلطة الفلسطينية حتى لو كان ذلك على حساب مواجهة مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي".

وفي ما يتعلق بسوريا، تنص الدراسة على "الوصول إلى اتفاق مع سوريا على الرغم من الثمن المرتفع الذي ستضطر إسرائيل لدفعه. وتعتقد المؤسسة الدفاعية أن إزاحة سوريا من الصراع قد يؤدي إلى اتفاق مع لبنان أيضاً، ما يعني بالتالي إضعاف محور التطرف الإيراني ــ السوري ــ "حزب الله" بشكل كبير".

وتضيف الدراسة أن على إسرائيل تعزيز قدرات الردع بمواجهة "حزب الله" و"عدم إظهار اكتراث كبير" حيال موضوع تهريب الأسلحة إلى "حزب الله". وتناقش احتمالات الرد الإسرائيلي على استفزازات حركة "حماس" في غزة، أو استفزاز من "حزب الله" في الشمال خلال العام 2009.

وتشدّد على وجوب تجنّب الانخراط في حرب أو نزاع عسكري على جبهتين، وبالتالي على إسرائيل أولاً محاولة احتواء الاستفزاز بدل الانجرار إلى رد قد يزيد من تعقيد الوضع. وتضيف الدراسة أنه في حال استمر تصعيد الوضع، سيكون على إسرائيل "الدخول في مواجهة شاملة لضرب العدو بقوة وإنهاء الصراع في مهلة زمنية قصيرة وتحقيق نتائج واضحة إلى أقصى حد ممكن".

 

مستبعدًا قيام رجل دين بإزالة صورة لبيار الجميل من زحلة/ماروني: الآباء الذين تعاقبوا على أحد الأديرة في زحلة حوّلوه مركزًا للتيار الوطني الحر

مازن معوّض ، الاحد 23 تشرين الثاني 2008/لبنان الآن

تعليقًا على المعلومات التي تحدثت عن قيام رجل دين مسيحي في زحلة بإزالة صورة للشهيد بيار الجميل عشية إحياء الذكرى الثانية لاستشهاده، إستبعد وزير السياحة ايلي ماروني في حديث إلى موقع "nowlebanon.com" أن "يكون الشخص الذي قام بهذا العمل هو رجل دين"، مؤكداً أنه "حتى الآن لم يتم تحديد هوية من أزال الصورة، لكن على الرغم من ذلك فإن معظم الآباء الذين تعاقبوا على احد الأديرة في زحلة (دير مار الياس الطُوَق) أو الذين هم فيه حالياً يحولونه الى مركز للتيار الوطني الحر".وإذ جدد التأكيد على استبعاده فكرة "إقدام رجل دين على إزالة صورة الشهيد بيار لأن الشهيد في ديانتنا قريبٌ من القديس"، أكد ماروني أنه سيتابع الموضوع، وأضاف: "لا أحد يستطيع ازالة صورة بيار الجميّل من زحلة، لأن إرادة الزحلاويين ومحبتهم للشهيد بيار تجعلهم يعلقون له الصور في قلوبهم وفي كل مكان".

 

 أبو جمرة الطائر

عماد موسى ، الخميس 20 تشرين الثاني 2008

لبنان الآن/كالصبية القرعاء المتباهية بشعر خالتها، يتباهى بعض قادة "التيار الوطني الحر" بانقلاب 7 أيار الذي وضع الحل على السكة الصحيحة وأرغم الأكثرية على التراجع القهقري والتعثّر بأذيال الخيبة والذل، وفي طليعة القادة المتباهين دولة الرئيس اللواء عصام  أبو جمرة (71 عاماً) حامي حمى طائفة الروم الأورثوذكس في إنطاكيا ولبنان وسائر المشرق، وقد شوهد يسير على علو مخفوض فوق سطح الأرض في مدينة النبطية لأنه مثل سائر أعضاء الفريق البرتقالي (ولا أقصد فريق أجاكس أمستردام) نقي ورِع طاهر وطائر وسوبرمان ما تقاضى بتاريخه عمولة ولا تعامل مع عميل ولا مدّ يده وهو صغير على جاط معمول ولم يعمل إلا أعمال خير وإحسان ولم  يلوث كفّيه وهو كبير لا بدولار حرام ولا بدينار حلال، وأبو جمرة ـ للتاريخ ـ من الشهود على كرم القيادة العراقية ودعمها المباشر لحكومة الجنرالات الثلاثة.

يتباهى الساعد الأيمن للفوهرر بخالته وشعرها وبقدرته على الطيران والقيام بإنزال جوي لاقتحام السراي وتحريرها مدعوماً بسرايا المقاومة الشعبية ومهمته الأساسية: مصادرة مكتب ملاصق لمكتب رئيس الحكومة بأي ثمن، بما يعزز مكانته في هرمية السلطة التنفيذية، وأبو جمرة يعلم بحدسه أنه  لن يذوق طعم العز إن نُفي إلى المقر الموقت لمجلس الوزراء الكائن قرب المتحف. عين أبو جمرة على السراي. لهذا السبب "ينقّ.. وينق" و"الجدي النقيق كتير الرضاعة".

على مشارف العقد الثامن من عمره يتألم اللواء أبو جمرة في الصميم لعدم تبوّئه الموقع الذي يليق بمقامه كواحد من جنرالات الصدفة - بحسب تعبير النائب وليد جنبلاط  ـ ولعدم قدرته على تتويج سيرة نضال شرس في مواجهة الإحتلالات والميليشيات وحكومة الرئيس الحص الشرعية والحليفة لسورية. والمعروف أن سيادة العميد عيّن نائباً لدولة الرئيس العماد عون لا لكفاءة إستثنائية بل لكونه شغل المنصب الأورثوذكسي في مجلس عسكري أشبه بمجلس ملّي كان مقسوماً بين "غربية" و"شرقية" وبين مسلمين وبين مسيحيين وكان أبو جمرة من حصة "الشرقية" والروم... ونيّال قلبنا.

في حكومة 22 أيلول 1988 وهي الثالثة في عهد الرئيس أمين الجميل، وحاملة الرقم 57 في تاريخ حكومات لبنان، تولى العميد أبو جمرة 6 حقائب وهي وزارة الزراعة ووزارة التعاونيات، وزارة الإقتصاد والتجارة، وزارة  البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية ووزارة الموارد المائية والكهربائية ووزارة العدل إلى نيابة رئاسة الحكومة الثلاثية،  وفي تلك الحكومة رُقي إلى رتبة لواء، وفي تلك الحكومة خاض الجنرال حربين إلى جانب عون ولم تتلوث يداه بأي دم. كانت حرباً بلا دم!في 25 تشرين الثاني 1989 وبعد انتخاب الرئيس الهراوي  أُقيلت حكومة العماد عون وبقي رئيسها "معربط" بالكرسي ومعه نائبه الذي يتولى إدارة 6 وزارات.

وفي 13 تشرين الأول 1990 أطيح بالعماد عون فلجأ إلى السفارة الفرنسية فلاقاه نائبه والوزير الثالث وكان ما كان مما لستُ أذكرُه...

الواضح أن سيادة اللواء ذاق قبل إنهاء عهده طعم المجد والقيادة وأدهش الناس بعبارته الشهيرة الموجّهة لموظفي معمل الذوق الحراري بعدما أنبّهم وهزّ عظامهم: "...ونقطة عالسطر." فتحوّلت النقطة مع وسيم طبّارة إلى مسرحية عنوانها "جمرة عالسطر."

والواضح أن سيادة اللواء يبحث من خلال صلاحياته  المُفترضة عن مجد ضائع لاستكمال التحليق مجدداً في الأعالي، فوق أي شبهات وغبار، وإن غط دولته قليلاً، فسيغط  حتماً كالنسر فوق إمرأة القيصر أو فوق السطر.

 

الإنتخابات الطالبية :الصوت الشيعي في خدمة تفوّق عون مسيحيا     

يقال نت/في قراءة  أجراها إبراهيم  الرز في "الشرق الأوسط" للإنتخابات الطالبية في الجامعات اللبنانية ،أظهر أن كفة "التيار الوطني الحر"مالت في جامعة القديس يوسف بفضل "الصوت الشيعي".وقال المسؤول عن طلاب حركة أمل عباس بدر الدين أن هدفنا من المشاركة في انتخابات الجامعات ذات الغالبية المسيحية "هو تسهيل عمل التيار الوطني الحر ومساعدته للفوز في الشارع المسيحي».وأوردت قراة "الشرق الأوسط"الوقائع الآتية : في الجامعة اليسوعية جاءت النتائج متقاربة بين فريقي «14 آذار» و «8 آذار»، مع أفضلية مقاعد لـ«التيار الوطني الحر»، الذي فاز في كلية إدارة الأعمال بفضل أصوات «حركة أمل» و«حزب الله»، في حين تفوقت «القوات اللبنانية» في الكلية ذاتها بمائة صوت مسيحي على «التيار الوطني الحر»، الذي كانت غالبية أصواته شيعية الانتماء. أما في الجامعة اللبنانية الأميركية، بفرعيها في جبيل وبيروت، فقد فازت اللائحة المدعومة من قوى «14 آذار» بغالبية مقاعد الفرعين. أيضا كانت الأصوات التي صبت لمصلحة «التيار الوطني الحر» وإن لم تضمن له الفوز، تعود إلى غير المسيحيين.

الجامعة اللبنانية تجنبت هذه السنة تفجير الصراع السياسي من منطلق طالبي، فقد أخرجها رئيسها الدكتور زهير شكر من اللعبة وحرم طلابها من الانتخابات، وتحديدا بعد حوادث فرع الجامعة في الفنار (شمال بيروت) الذي انتهى بسقوط جرحى محسوبين على «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية». الطلاب غالبيتهم اعتبروا قرار شكر غير منصف. وعبروا عن استيائهم منه، ذلك لأن الانتخابات حق طبيعي في كافة الجامعات، كما يقول عباس بدر الدين المسؤول عن طلاب «حركة أمل» في جامعة القديس يوسف. ويضيف «لبنان يشهد احتقانا سياسيا مزمناً. وهذا الواقع لا يصح أن يشكل ذريعة لأي رئيس جامعة في لبنان لإلغاء الانتخابات فيها. ونحن في حركة أمل أكبر المتضررين من هذا القرار، فقد حصدنا العام الماضي 66% من مقاعد الجامعة اللبنانية. وبالتالي نحن نشكل القوة الأكبر هناك. ونحن نتمسك بإجرائها لأنها تعكس بشكل أو بآخر النتائج التي يمكن أن تكون عليها الانتخابات النيابية المقبلة». ويعتبر عباس أن هدف حركة «أمل» من الوصول إلى التمثيل الطالبي في جامعة ذات أكثرية مسيحية «هو إثبات الوجود والاندماج مع المجتمع المسيحي الذي لم يكن يتقبلنا في الماضي. أما هدفنا الثاني فكان دعم التيار الوطني الحر، لأننا لم نكن نريد مقعدا إضافيا من هنا وهناك. هدفنا هو تسهيل عمل التيار ومساعدته للفوز في الشارع المسيحي».

 

(التحول الجنبلاطي): صراخ انهيار أم استجداء؟     

الوطن السورية

لم يعد مستهجناً أو مستغرباً التحول السريع الذي يتقنه وليد جنبلاط، من التهدئة و«الاستكانة» إلى الصراخ والتجييش والتحريض، ثم مجدداً إلى التهدئة، فالتحريض من جديد، حسبما تقتضي مصلحته. ويبدو أن جنبلاط بعدما استشعر صفحة جديدة بين لبنان وسورية ونفوذا سورياً متناميا اعترفت به دول أوروبا وواشنطن نفسها، في مقابل إخفاق أميركي ذريع في المنطقة توج برحيل جورج بوش، أصابته نوبة «عقلانية» فبدأ بعملية إعادة تموضع وتقرب من المعارضة. غير أن شيئاً ما حدث للرجل، هو أنه تم إفهامه من قبل المعارضة أن لا عودة إلى أحضانها حتى يتبرأ تماما من المشروع الأميركي ويخرج منه. وكان أن أتى مال «الاعتدال» وضغوط حلفاء واشنطن «المعتدلين»، فوضب جنبلاط حقيبته وتوجه إلى واشنطن ليسمع من هناك صراخه الخارج عن «طبعه» (بحسب الأشهر الأخيرة)، وتصريحاته التي أعطى فيها أهمية قصوى لفوز فريق 14 شباط بالانتخابات النيابية المقبلة، وقال فيها بصراحة في رسالة «استجداء» لأوباما، إن مصالح الغرب رهن من يفوز في الانتخابات. في ذلك تقول مصادر في المعارضة إن كلام جنبلاط أقفل الباب منذ الآن أمام احتمال حصول اتفاقات ولو جزئية في دوائر قليلة بين جنبلاط نفسه وكل من الوزير طلال أرسلان في عاليه والرئيس نبيه بري في البقاع الغربي. وفي اعتقاد المصادر أن هذا التشديد للنائب جنبلاط على أهمية فوز قوى الأكثرية من جهة وإطلاق النار السياسي على العماد ميشال عون من جهة ثانية، الهدف منه توجيه أكثر من رسالة وفي أكثر من اتجاه:

- أولاً: على المستوى السياسي أراد من هذه المواقف طمأنة حلفائه في الموالاة بأنه لا يزال في موقعه السياسي بعد أن استشرف تفككاً وتشتتاً شباطياً.

- ثانياً: توجيه رسالة غير مباشرة لبعض قوى المعارضة بأن الرهان على حصول تغيير في مواقفه في الانتخابات النيابية ليس واردا إذا لم يسبقه استعداد هذه الأطراف لفتح الباب واسعاً على المستوى السياسي لحفظ موقعه ودوره في المرحلة المقبلة.

- ثالثاً: نتيجة خوفه وعدم اطمئنانه إلى ثبات قواعده الشعبية، يرسل جنبلاط رسائل حول استحالة حلول تحالف ولو غير مباشر مع العماد عون في بعض الدوائر الانتخابية (بعبدا في الدرجة الأولى)،

وخصوصاً أن جنبلاط يدرك كما تقول المصادر أن عون ليس لديه النية للانفتاح عليه في الانتخابات، وخصوصاً في بعض الدوائر التي يوجد فيها حضور قوي للتيار الوطني الحر.

ومن الواضح بحسب المصادر أن آلام جنبلاط عن الانتخابات يعني استبعاد حصول توافق بينه والوزير طلال أرسلان في عاليه، وهو ما تشير إليه أيضاً مصادر قريبة من أرسلان التي تتحدث عن تحضيرات للأخير لمعركة كبيرة في دائرة عاليه في مواجهة اللائحة التي سيدعمها جنبلاط. وتشير المصادر إلى أن رئيس الحزب الديمقراطي بات أكثر ميلاً لخوض معركة انتخابية في عاليه مهما تكن النتائج، وهو من ثم عدل عن فكرة الترشح في دائرة مرجعيون- حاصبيا مكان النائب أنور الخليل، كما أن حصول تحالف مع جنبلاط أمر مستبعد على اعتبار أن الأخير يريد انضمام أرسلان بمفرده إلى اللائحة على حين يريد أرسلان مرشحاً آخر معه في الحد الأدنى.

ويرى مصدر معارض بارز أن جنبلاط في كلامه بدا أقرب إلى ما كان عليه في ربيع العام الماضي، أي ما هو أقل بدرجة من توتره عشية 7 أيار، وما هو أبعد من هدوئه الذي تعرف إليه اللبنانيون خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وان كان جنبلاط يجمع ماءه في قربة مثقوبة، حيث يصرخ في أذن مَنْ هم في طريق الخروج من دائرة القرار، ويسمع كلاماً أكثر واقعية من فريق ينسب إلى نفسه صفة العضوية في فريق الرئيس الجديد. لكن المهم في الأمر أن كلام جنبلاط لا يطابق نهائيا المناخ الذي يسود لبنان والذي أشاع مناخات توافقية وهادئة.

بل إن كلام جنبلاط وعودة رهان البعض على حرب إسرائيلية في المنطقة، يندرجان في سياق واحد ينطلق من أن نتائج المعارك على أنواعها التي جرت في السنوات الثلاث الماضية باتت تتطلب عملاً كبيراً جداً لإحداث تغيير نوعي في نتائجها.

ولا يبدو الوضع مبشراً لجنبلاط، ففي أول تعليق له على مرحلة أوباما والسياسة الأميركية حيال لبنان، وفي أول انطباع خرج به في ختام زيارته الأميركية، ها هو بنفسه يعترف بأن المرحلة المقبلة قد تكون أصعب لناحية التواصل مع الإدارة الأميركية الجديدة مع رحيل إدارة بوش التي كانت الرافعة الأساسية لـ14 شباط، وقدوم باراك أوباما الذي يسير في طريق الاعتدال وتحقيق مصالح بلاده بالحوار مع الجميع بما فيهم سورية وإيران، وليس بالتهديد والوعيد كما سلفه. فهل يكون صراخ جنبلاط صراخ استجداء للمعارضة؟ أم صراخ خوف من رحيل بوش وبداية انهيار «ثورته الأرزية»، ومحاولة لـ«شد عصب» 14 شباط قبل أن «يفرط» كلياً؟

 

الوزير نجار: لانتظار القرار الظني في اغتيال الوزير الجميل

زيارة فيون هي دليل على مواقف فرنسا الثابتة تجاه لبنان

وطنية- 23/11/2008 (سياسة) دعا وزير العدل ابراهيم نجار عبر حديث لإذاعة "صوت لبنان" الى "انتظار نتائج القرار الظني في جريمة اغتيال الوزير الشهيد بيار الجميل"، لافتا الى "وجود تقدم في ظل التحقيقات الأخيرة التي أجريت". وأكد ان "التحقيقات تسير بجدية وهناك تعاون من اللجان الأمنية في المخيمات مع السلطات اللبنانية في ملف فتح الاسلام، والتعاون الفلسطيني جدي وأمر جديد". ورأى ان "التحقيقات المتلفزة شارفت على بلوغ خواتيمها اليوم، ومن غير الطبيعي ان تكون هناك تحقيقات عبر التلفزيون وتحقيقات مضادة، والتلفزيون ليس بسلاح سياسي أو سلاح في التحقيق". اعتقد اننا مررنا بمرحلة سياسية متأزمة والصفحة طويت اليوم وكذلك الاتهامات السياسية غير التحقيقات المتلفزة، وهذا لمصلحة لبنان".

وأكد ان "لا وجود لأي صفقة في المنطقة على حساب لبنان على الرغم من وجود آراء تؤكد عكس ذلك، وأنا مقتنع ان المحكمة الدولية او الاغتيالات لا يمكن ان نجمدهما أو ان نعيد الساعة الى الوراء في هذا الموضوع الجدي الذي خرج نهائيا من القبضة اللبنانية ومن قبضة الانظمة في المنطقة وأصبح بيد الأمم المتحدة، وكل الأمور تسير على قدم وساق ولا علاقة لأي موضوع بالتأجيل او التجميد". وأشار الوزير نجار إلى أن "اللاعبين الكبار يقدمون صفقات على حساب المحاكم التي لا يسيطرون عليها، ومن الناحية التنظيمية والمالية والادارية والعملية لا يمكن ان تعود الساعة الى الوراء"، وأعلن ان "زيارة رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون الى لبنان تشكل الدليل على ان مواقف فرنسا ثابتة تجاه لبنان وخلاصتها انهم يهتمون بلبنان، وسيصار قريبا الى إعلان زيارة رسمية للرئيس اللبناني الى فرنسا".

وفي موضوع المفقوين في سوريا قال الوزير نجار: "هناك جدية بالتعامل ويمكن ان يستعمل لبنان السبل القانونية في هذا الملف. ان موضوع المفقودين لا يقتصر فقط على المحكومين في سوريا والذين ينفذون عقويتهم، وهناك المئات من الذين لم ترد اسماؤهم في شكل رسمي وهذا الأمر يتطلب آلية تختلف عن الآلية القانونية. واسم بطرس خوند ليس واردا في اللوائح". وعن التشكيلات القضائية أوضح وزير العدل "العمل ليتمكن مجلس القضاء الأعلى من التوصل الى مشروع مناقلات وشكليات قضائية لأن مجلس القضاء هو المسؤول عن الموضوع".

 

النائب الأحدب خلال مؤتمر صحافي عن حادثة باب التبانة: لي ثقة تامة بقيادة الجيش ولكن ما حصل مغاير لبيانها

وطنية- 23/11/2008 (سياسة) عقد النائب مصباح الاحدب مؤتمرا صحافيا في منزله في طرابلس، تحدث فيه عن حادثة باب التبانة الاخيرة وقال: "بعد الحادث الذي جرى في منطقة باب التبانة بين الجيش اللبناني والسكان، اطلعت على مجريات هذه الحادثة من شهود عدة كانوا متواجدين اثناء الحادث، من مخاتير وسكان المنطقة، فتبين لي ان الذي حصل حينها مغاير تماما للبيان الذي أصدرته رسميا قيادة الجيش، لذلك اريد ان اؤكد ان لدي ثقة تامة بقيادة الجيش وبقائدها العماد جان قهوجي الذي يضع اسسا مهمة لتطبيق ما طرح في خطاب القسم للرئيس ميشال سليمان ولا سيما اعادة الهيبة لمؤسسة الجيش التي هي خيارنا الوحيد، فنحن الفئة التي ليس لديها ميليشيات وبكل صراحة نريد دولة قوية تحكم من خلال مؤسساتها الشرعية، لذا نسعى بكل جهدنا لنكون داعمين لمسار بناء هذه الدولة".

اضاف: "اذا كان المطلوب اليوم توقيف بعض المطلوبين والمرتكبين فهذا امر جيد ونريده، ولقد تم التعبير عنه في مناسبات عدة من كل الاطراف المتواجدين في التبانة، فاهالي هذه المنطقة هم الذين يعانون من المطلوبين وكذلك القاطنين في مدينة طرابلس، لذلك المطلوب توقيف كل المطلوبين وتسليمهم للعدالة، وبكل صراحة لااطالب باجراء تحقيق في الذي حصل في منطقة التبانة اسوة بما حصل في حادثة مار مخائيل، لان الامور مختلفة في مار مخائيل حيث كان الاعتداء واضحا على الجيش الذي كان يدافع عن نفسه وعن مراكزه، واليوم الجميع يعلم ان بعض الضباط تم حبسهم في هذه الحادثة، وهذا امر لا نريده، نحن نريد تقوية الجيش اللبناني، ولكن الذي حصل في باب التبانة مختلف تماما عن حادثة مار مخائيل، ويمكننا القول ان الذي حصل في التبانة اقل ما يقال فيه انه ينقصه احتراف ومهنية من عناصر الجيش الذين كانوا في الحادثة، إذ من ابسط القواعد العسكرية المتعارف عليها انه لا يمكن لاي عنصر من عناصر الجيش ان يطلق النار بطريقة عشوائية كما حصل في التبانة، ولا يقولوا لنا انهم لم يطلقوا النار عشوائيا فهناك سيدة اصيبت على شرفة منزلها كما اصيبت المنازل برصاص الجيش الذي اخترق النوافذ والجدران واستقر داخل الغرف حتى ان مواطنين أصيبوا في مناطق بعيدة عن المكان وهذا يدل على ان عناصر الجيش اطلقت النيران بطريقة عشوائية".

وتابع النائب الأحدب: "لدينا ملاحظات عديدة ولن اتحدث عنها عبر وسائل الاعلام بل سأطرحها امام المعنيين في الدولة وذلك حرصا مني على هيبة قيادة الجيش ودعما مني للخطوط العريضة التي تعمل من اجلها، ولكي لا يكون هناك سوء فهم من تصريحنا سنطرح ملاحظاتنا امام مواقع القرار. لقد سمعت البيان الرسمي الصادر عن قيادة الجيش وهو يتضمن معلومات مغلوطة عما جرى في الحادثة فالامور مختلفة كليا وانا اثق بالتحقيق الذي يجريه القاضي احمد عويدات وانا على قناعة بانه سيجري تحقيقا جديا في الموضوع لان حق المواطنين العزل الذين اصيبوا بالحادثة لن يذهب سدى".

وقال: "جميع الاطراف في مدينة طرابلس يؤمنون بالدولة ومؤسساتها، والتصاريح التي تصدر عن المسؤولين فيها تطالب بأن تمسك الدولة وحدها بزمام الامور ونحن ليس لدينا امبراطورية "نوح زعيتر" في طرابلس مثلما هو الامر في بعض المناطق، لذا نتمنى على الجيش وقوى الامن الداخلي وفرع المعلومات ان يأخذوا في الاعتبار هذه الامور، واذا قالوا لنا ان هناك اسلحة بأيدي المواطنين في محلة باب التبانة نريد سحبها. يجب ان يعلموا ان هناك اسلحة ايضا في مدينة الميناء داخل مربعات محمية، وفي شارع الجميزات ايضا كما في ابي سمراء، وانا هنا لا اتكلم من زاوية طائفية وقد ذكرت بعض المناطق التي يتواجد فيها السلاح وهي مناطق تابعة لطائفتنا، ولكن القصة ان هناك فريقا كان مسيطرا على البلد بادوات باتت معلومة. عندما كان الجيش السوري في لبنان واليوم اصبح خارج الحدود ولا يستطيع الدخول وحزب الله لم يستطيع ان يسيطر على الشمال لذا على الجميع ان يعلم ان الامور مختلفة في طرابلس، ولن يتمكن احد من تحريض المواطن الطرابلسي على مؤسسات الدولة كما لن يتمكن احد من ان يحرض الدولة على مواطنيها في هذه المدينة".

وردا على سؤال ختم النائب الأحدب: "اتمنى اليوم ان تتوضح الامور بطريقة صحيحة ولنا ثقة عارمة بقيادة الجيش وبوزير الداخلية، ولكن قد يكون بعض الضباط يعملون لصالح جهات معينة لا اعلم من هي ولا لمصلحة من، ولكن الذي اعرفه ان هذا الامر يحصل ضد مصلحة مؤسسات الدولة الشرعية ولن نقبل بهذه الممارسات بتاتا".

 

هيئة مدينة جبيل في "التيار الوطني الحر" اقامت عشاءها السنوي : النائب موزايا حمل على النائب جنبلاط: كل من يتطاول علينا سنعدمه سياسيا

زيارة عون الى سوريا لتكريس المصالحة ومعادلة سوريا في سوريا ولبنان في لبنان

وطنية- جبيل 23/11/2008 (سياسة) رعى رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون ممثلا بالنائب شامل موزايا حفل العشاء السنوي الذي اقامته هيئة مدينة جبيل في التيار الوطني الحر، في بيبلوس بالاس - مستيتا، وحضره النائب وليد الخوري، منسق هيئة قضاء جبيل في التيار المهندس طوني ابي عقل ، رؤساء بلديات وكوادر التيار وحشد من المدعوين .

بعد النشيد الوطني ، القى منسق هيئة مدينة جبيل سامر موسى كلمة اشار فيها الى ان " التيار الوطني الحر اثبت انه في جميع المراحل لا يفرط في شبر ولا يتنازل عن حق ويخوض في هذا الظرف معركة تحرير لبنان من الفساد والفاسدين ومن العمالة والعمولة والمتعاملين ، وهي معركة تحرير وتحرر " ، واعتبر ان " لبنان الذي نحلم به هو لبنان المحبة ، لبنان الوطن والمواطن ، لبنان العيش المشترك ، لبنان الـ 10452 كلم 2" .

والقى النائب موزايا كلمة حيا في مستهلها باسم العماد عون وتكتل التغيير والاصلاح " ارواح شهداء الجيش اللبناني الذين سقطوا معنا على جبهات القتال وعلى كل الاراضي اللبنانية لنستحق هذا الاستقلال " ، وانتقد " المحاولات المنظمة والمبرمجة والممولة لاسكات الصوت الحر واسقاط المشروع الوطني الذي يقوده التيار الوطني الحر لبناء لبنان ". وشن النائب موزايا حملة على رئيس اللقاء الوطني النائب وليد جنبلاط قائلا : " منعناك يا وليد جنبلاط من احراق لبنان وتدميره كما احرقت العلم اللبناني اثناء الحرب ، فيوم كنا نحن نقاتل بشراسة دفاعا عن لبنان ، كنت انت تقتل وتهجر الناس لتصادر بيوتهم وتسرق ارزاقهم وتمنعهم من العودة الى ديارهم . وبعدها ، اصدرتم وفرضتم قوانين العفو لتمنعوا الشعب من محاسبتكم ، ولتزيلوا من ذاكرة اللبنانيين ماضيكم الاجرامي الاسود . لولا قوانين العفو هذه يا وليد جنبلاط ، لكان مكانك اليوم انت وامثالك وراء القضبان لا في القصور والسرايات.

لن نوفر احدا بعد اليوم ، فكل من سيتطاول علينا وعلى زعيمنا الوطني القائد العماد ميشال عون سنعدمه سياسيا.

وتطرق الى الزيارة المرتقبة للعماد عون الى سوريا ، وخاطب المعترضين على هذا النهج قائلا :" يوم زحفتم الى عنجر لتسليم لبنان الى غازي كنعان ، كنا نحن موقوفين في عنجر بتهمة الدفاع عن لبنان . ويوم كانت عنجر لكم مصدرا لكسب النفوذ وتحقيق المغانم وتسليم اللبنانيين ، كانت عنجر لنا نحن الجنرالات طريقا نحو سجن المزة . انتم من ادخل الاحتلال لتتربعوا وتحافظوا على كراسيكم ، اما الجنرال فقد رفض رئاسة الجمهورية في ظل الاحتلال ورفض الدخول الى سوريا ولبنان تحت الوصاية " . واضاف : انتم دخلتم الى سوريا برؤوس منحنية ، للوشاية والاستقواء على الشعب اللبناني ، اما الجنرال سيدخل الى سوريا مرفوع الرأس وزعيما وطنيا لكل لبنان ليكرس المصالحة بين الشعب اللبناني والشعب السوري . فهذا هو الرجل الذي قيل عنه انه الخصم الشريف . انتم تحلمون اليوم بالعودة الى عهد الوصاية ، اما الجنرال يريد تكريس معادلة سوريا في سوريا ولبنان في لبنان .

وختم مشيرا الى ان " كتلة التغيير والاصلاح في جبيل مستهدفة ، وتتعرض لحملة اعلامية ممولة من الحريري وعملائه في جبيل ، لبث الاشاعات وتزوير الحقائق وفبركة لوائح انتخابية بهدف تشويه صورتنا ، فليعلم القاصي والداني ، بانه وحده الجنرال عون هو من سيختار وسيعلن اللوائح الانتخابية ، وان كل هذه الحملة تهدف الى الغائنا وتهديد امننا ومنعنا من استكمال مشروعنا وما حصل مع الحاج عباس هاشم في الضبيه جاء نتيجة هذه الحملات .

 

المفتي الجوزو أيد النائب عون في تعميم ثقافة المقاومة: ليوزع السلاح ونصبح على مستوى واحد أمام قوى الجيش والأمن

وطنية- 23/11/2008 (سياسة) أيد مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو في بيان اليوم "موقف النائب العماد ميشال عون بتعميم ثقافة المقاومة على الشعب اللبناني كله وخصوصا الطائفة المسيحية لأن كلمة مقاومة كانت مرفوضة رفضا تاما في الماضي وتشبه الكفر أو الخيانة في الأوساط المسيحية"، ورأى أن "حمل السلاح لمقاومة إسرائيل ومشاركة المسيحيين والمسلمين في أشرف معركة ضد العدو الصهيوني الغاصب وبالتنسيق مع الجيش هو إنجاز كبير وحدث تاريخي".

وقال: "أنا على استعداد للذهاب أبعد من ذلك وأطالب بالبدء فورا في تطبيق هذه الاستراتيجية الدفاعية العظيمة والمباشرة بتدريب كل الشباب على استخدام السلاح وإنشاء المعسكرات المختلطة للمسلمين والمسيحيين وتوزيع السلاح على كل الأهالي للانضواء تحت لواء الجيش لنصبح الجيش الرديف له".

أضاف: "لذلك أطالب بتوزيع السلاح على المدربين من الشباب من الآن وإعطاء الرخص لعدم التعرض للذين يحملون سلاح المقاومة كما هو جار عليه الحال الآن فلا يقبض على ابن الشمال أو بيروت أو البقاع لأنه يحمل السلاح بينما يسمح لأبناء الجنوب والضاحية والرمل العالي بحمل السلاح والتنقل به في كل مكان دون أن يعترض معترض. لذلك مطلب الجنرال عون عادل ومنصف لأننا سنصبح على مستوى واحد أمام قوى الجيش والأمن، فلا يلقى شبابنا في السجون إذا وجد عندهم قطعة مرخصة أو غير مرخصة بينما يصول غيرنا ويجول بالسلاح بكل حرية لأنه سلاح المقاومة". ورأى أن "العدالة في بلادنا ترى بعين واحدة لأن جميع المتهمين بالإرهاب هم شباب سنة"، ودعا فريق 14 آذار إلى "الموافقة على اقتراح النائب عون عن استراتيجية الدفاع التي تحول الشعب اللبناني إلى شعب مقاوم وهكذا يصبح سلاحنا سلاح مقاومة كما هو سلاح حزب الله".

 

النائب هاشم: الرد الطبيعي على الاتهامات السورية تدحضه الفبركات السورية نفسها

النظام السوري مدعو لاعطاء القضاء اللبناني اجوبة واضحة عن مكان تواجد العبسي

وطنية- 23/11/2008(سياسة) "الرد الطبيعي على الاتهامات السورية تدحضه الفبركات السورية نفسها"، كان عنوان المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم عضو كتلة المستقبل النيابية النائب مصطفى هاشم في دارته في ببنين. وقال النائب هاشم: "كنا قد أكدنا وتأكدنا أنه ومع اقتراب المحكمة الدولية التي ربما يعرف المتهمون أنها ستكشف أدوارهم في فعلتهم الشنيعة وسترتد عليهم وعلى من يحميهم، كنا على يقين بأن النظام السوري لن يألو جهداً في استساخ أساليب وأساليب لرد التهم عنه، وقد بات معلوماً وواضحاً من خلال توتره وابتداعاته أنه له دور وشأن يبدأ من التخطيط إلى التمويل فالتنفيذ.. حتى بدأ بفبركاته وكان آخرها ما سمي بالاعترافات المزعومة". اضاف :"الأخطر من ذلك مسلسل شاكر العبسي الطويل والطويل جداً، وهنا لا نريد اعادة ما تكرر في التحقيقات مع من قاتل وتعامل مع عصابة العبسي الذي ظهر فجأة في الشمال، متنقلاً من البداوي إلى البارد ، ليهزم على يد الجيش اللبناني البطل ، وعلى أيدي أبناء عكار الأشاوس ، وأهالي عكار الذين كانوا لهم بالمرصاد، ولن ننسى صواريخ الكاتيوشا التي انهالت على قرى عكار أثناء الحرب وفي سياقها، وكل كان يعلم من يملك مخازن للكاتيوشا والـ 107 ملم ، والأخصائيين والخبراء ، ولأي تنظيم كانوا ينتمون ، حتى تحولت بعمية نظرهم قرى عكار إلى كريات شمونة والقرى الفلسطينية المحتلة، فلم يعودوا يفرقون بين هذا وذاك نتيجة عماهم السياسي ، وتبعيتهم الاستخباراتية، حتى أننا لم نسمع ردة فعل رسمية سورية على القصف االذي كان ينهال على قرانا، بل أقفلت الحدود تحت حجة الخوف من تسلل المقاتلين..أما الأمر الأهم هو أن قسماً ممن كان يفاوض لوقف النار ويتدخل هو بعض الفصائل المرتبطة والتي هي على ثقة وثيقة بالنظام السوري، ومعسكراتهم في حلوى وقوسايا، ومواقعهم كانت الأقوى في مخيم البارد وكذلك مخازنهم، وتم تسليمها لا السيطرة عليها من قبل شاكر العبسي المفرج عنه بعفو رئاسي سوري ..ولماذا وبعد مضي عشرة أيام (8 كانول الأول) كان أن أعلنت السلطات السورية عن اعتقالها لأبي خالد العملة .. ولماذا أفرج عنه اليوم معلناً عن انشاء ما يسمى التيار الديموقراطي الفلسطيني أو ما شابه من تسميات؟".

تابع قائلا:" كان الحري بالنظام السوري أن يسمح للجيش اللبناني بدخول حلوى وقوسايا المعسكرين اللذان يأتمران بأمرته، واللذان منهما خرج شاكر العبسي إلى الوجود.. كان عليه أن يسهل موضوع ضبط السلاح الفلسطيني خارج المخيمات.. كان عليه أيضاً أن يلقي القبض على قيادات الشبكات المتهمة التي كانت تدخل عبر الأراضي السورية إلى العراق".

وختم "ان النظام السوري مدعو اليوم إلى اعطاء أجوبة واضحة للقضاء اللبناني عن مكان العبسي وتواجده ، وبات واضحاً من التحقيقات أنه دخل الأراضي السورية، وأن يقدمه للقضاء اللبناني دون مماطلة أو مواربة ، وان يقدم كل المعلومات للجنة تحقيق عربية طالبه بها الشيخ سعد الحريري، ,والا يجب اعتباره متورطا وبشكل جدي بكل الجرائم التي تلت حرب المخيم وحتى اليوم ، وتحويل القضية وكامل الملف إلى المحكمة الدولية لتضيفه إلى سجله الحافل بالتعديات والاغتيالات .. هكذا فإنه بات من الواضح أن النظام يريد عبر استمراره بمسلسله رأس الأجهزة الأمنية بما فيها شعبة الأمن والمعلومات في قوى الأمن الداخلي، وقطع كل علاقة بين الأجهزة الأمنية اللبنانية و"تيار المستقبل" وإخضاع علاقة التعاون السياسي الأمني بين لبنان والمملكة العربية السعودية للمصفاة السورية والدخول الأمني اللبناني على خط الإنتخابات النيابية المقبلة ليحول دون أن تجديد قوى الرابع عشر من آذار أكثريتها، عبر ضرب مفاتيح "تيار المستقبل" في الشمال والبقاع، لمصلحة القوى الخاضعة للسيطرة السورية".

 

النائب زهرا مثل جعجع في عشاء للقوات في مشمش- جبيل لمناسبة عيد الاستقلال: لا يمكننا القول بسيادة اذا كان للدولة شريك في السيادة وفي حمل السلاح

وطنية - 23/11/2008 (سياسة) اقام حزب "القوات اللبنانية" عشاء في مطعم الوديع في مشمش لمناسبة عيد الاستقلال، في حضور النائب انطوان زهرا ممثلا رئيس الهيئة التنفيذية في الحزب الدكتور سمير جعجع، وبمشاركة منسق الامانة العامة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد، قائمقام جبيل حبيب كيروز، رئيس اقليم جبيل الكتائبي المهندس طنوس قرداحي، رئيس واعضاء المجلس البلدي والاختياري في البلدة، مسؤول القوات في قضاء جبيل شربل ابي عقل وحشد من المدعوين وفاعليات. بداية، النشيد الوطني فدقيقة صمت حدادا على ارواح الشهداء، ثم القى رئيس مكتب القوات في البلدة بول حنا كلمة اكد فيها "ان الاستقلال الحقيقي لا يبنى الا بالتضحيات"، مشيرا الى "انه لاول مرة منذ سنوات عديدة نحتفل بالعيد وعلى رأس السلطة الدستورية رئيس توافقي هو العماد ميشال سليمان".

بعد ذلك، القى النائب زهرا كلمة نقل فيها تحيات الدكتور جعجع للحاضرين، وقال: "نحتفل اليوم بذكرى الاستقلال، وهناك انتقاص من السيادة وتحققت بلحظة من اللحظات وسميت استقلال في العام 1943، من واجبنا بعدما حصلنا على الاستقلال في تلك المرحلة ان نحصنه ببناء الدولة ومؤسساتها، وقد قمنا بمحاولات من اجل ذلك، ولكن فلنعترف انه لولا لم نقصر ببناء الدولة الحاضنة لهذا الوطن والضامنة لشعبها لما كنا اضطررنا اليوم الى استذكار الشهداء الذين استشهدوا في سبيل الوطن، نستذكر شهداء جدد، لاننا مضطرون لقيام استقلال جديد ولانه لم يترك لنا الخيار لبناء دولة تحفظ الوطن، فتم الاعتداء من جديد على استقلالنا وسيادتنا واضطررنا الى خوض نضالات جديدة على مدى عشرات السنين واخرها انتفاضة الاستقلال التي حققت انجازات لانها ضمت اطرافا طائفية غير المسيحيين في لبنان، فنحن لم نتلكأ يوما عن طرح مبادىء خطنا السياسي السيادي، استمرينا في هذا النمط منذ اعلان دولة لبنان الكبير، وربما منذ ايام الامارة في لبنان، ولكن بقينا قاصرين وغير قادرين على تحقيق طموحنا الا عندما انضم الينا شركاؤنا في الوطن من طوائف اخرى، وخصوصا من السنة والدروز، وقمنا بانتفاضة الاستقلال، عندها بدأنا نعيش الاستقلال الجديد، المطلوب منا تحصينه ليصير ناجزا، وليتحقق ذلك، هناك حاجة لدولة تمارس سيادة لا شريك فيها على ارض الوطن".

واضاف: "من اهم مؤشرات السيادة ان يكون لها حدود نهائية، لان ذلك يؤكد الحد بين سيادتك وسيادة الاخرين، وهذه ليست عملية متر زائد او ناقص في لبنان او في سوريا، بل هي عنوان ورمز لسيادة كل دولة، سيادة تمنع الاخرين من التطاول عليها، لذا فإن موضوع ترسيم الحدود ليس موضوعا سياسيا، بل سيادي بامتياز، وهو من علامات وجود الاستقلال، وانجازه ويجب ان ينجز في اسرع وقت ممكن".

وقال: "لا يمكن ان يبقى لبنان خاضعا لسلطة اخرى، سواء أكان مختطفا ام اسيرا، ونتكلم على سيادة لبنانية ناجزة واستقلال كامل، لذا فإن موضوع المعتقلين والمفقودين والاسرى في سوريا موضوع اساسي يجب ان ينتهي بسرعة، كما يجب ان يتم التبادل الدبلوماسي فعلا لا قولا، وان يتم تبادل الزيارت ايضا بين الوزراء المختصين انما ليس في اتجاه واحد، فالتبادل يكتنز معناه في قلبه، لذا يجب ان يكون التبادل بالزيارات وبالدبلوماسيين وباحترام السيادة وبالامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للوطن الاخر، وهذه كلها مشاكل لم تحل بعد وما زالت عالقة مع سوريا، والاستقلال لن يكون ناجزا الا بحلها. استقلينا عن الانتداب الفرنسي العام 1943 واليوم بانسحاب الجيش السوري اخذنا الاستقلال، لكن الاستقلال الكامل يقتضي منع ايا كان من التدخل في شؤوننا الداخلية، خصوصا ممن يشكل الخطر المباشر علينا لان جيراننا هما سوريا واسرائيل".

وختم النائب زهرا: "ببناء الدولة وباستكمال انتفاضة الاستقلال نتجنب سقوط المزيد من الشهداء ونكون ذهبنا نحو الوطن النهائي المستقر والامن الذي يوفر الكرامة لشعبه، في ظل سيادة دولته وجيشه وقواه الامنية وسلطاته الدستورية من دون اي مشاركة من احد، لان المشاركة في السيادة مثل الاشراك في الدين والولاء، ولا يمكننا القول بسيادة او استقلال اذا كان للدولة شريك في السيادة على ارضها وفي حمل السلاح على ارضها وبأخذ القرارات فيها".

البطريرك صفير ترأس قداس الاحد والتقى وفودا ديبلوماسية ونقابية:

للدولة بعض صفات الأبوة ولكنها عاجزة عن القيام بموجباتها

 

مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك يفتتح مؤتمره غدا في بكركي

وطنية- بكركي- 23/11/2008 (سياسة) ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في بكركي قداس الأحد بمعاونة المطران شكرالله حرب والقيم البطريركي الخوري جوزف البواري ورئيس اكليريكية غزير المارونية الاب جورج عنتابي وحضور حشد من المؤمنين.

والقى عظة بعنوان "من رآني رأى الأب" قال فيها: "نقتطف ما نقوله اليوم من كتاب البابا بنديكتوس السادس عشر المعنون: يسوع المسيح. وهو يشرح الفقرة الأولى من الأبانا، أي "أبانا الذي في السماوات". عندما يعلم الرب أنه يجب اكتشاف طبيعة الله الآب، انطلاقا من محبة الأعداء، وانه يجب ان يجد المؤمن في ذلك " كماله"، لكي يصبح هو ذاته "الابن" ، اذذاك تكون العلاقة بين الآب والابن واضحة. وواضح عندئذ أنه، في انعكاس صورة يسوع، نكتشف من هو الله وكيف هو: بواسطة الابن، نجد الآب."من رآني، رأى الآب"، قال يسوع في العشاء لفيليبوس الذي سأل: أرنا الآب . يا رب، أرنا الآب، لانفتأ نردد على مسامع يسوع، والجواب هو أيضا ودائما الابن. به ، وفقط به، نتعلم أن نعرف الآب. وهكذا ينكشف مدى الأبوة الحقيقية ومثالها. ولا تعكس الأبانا صورة بشرية على السماء، ولكنها تظهر لنا انطلاقا من السماء- انطلاقا من يسوع- كيف علينا وكيف بمقدورنا أن نصبح رجالا".

أضاف: "باستطاعتنا الآن، مع ذلك، عندما ننظر عن كثب، ان نتأكد أن أبوة الله، انطلاقا من رسالة يسوع، تحتوي على بعدين. اولا، ان الله هو أبونا بما أنه خالقنا. ولأنه خلقنا، فنحن خاصته. فالكيان بوصفه كيانا، يأتي منه. فهو اذن حسن، وهو مشاركة في الله. وهذا يصح خاصة على الانسان. ان الفقرة 15 من مزمور 33 ( 32) تقول في ترجمتها اللاتينية: " هو جابل قلوبهم جميعا، وعالم بأعمالهم كلها". ان الفكرة التي تقول بأن الله خلق كل فرد، هي جزء من صورة الانسان التي نجدها في التوراة. كل انسان بمفرده وكما هو، قد أراده الله. وهو يعرف كلا شخصيا. والكائن البشري، بهذا المعنى، وبقوة الخلق، ان الكائن البشر بصورة خاصة، هو "ابن" الله، والله هو أبوه الحقيقي. والقول ان الانسان هوعلى صورة الله انما هي طريقة أخرى للتعبير عن هذه الفكرة".

وتابع: "نصل هكذا الى البعد الثاني من أبوة الله. ان المسيح، بطريقة فريدة، هو "صورة الله" .وانطلاقا من هنا، قال آباء الكنيسة ان الله ، بخلقه الانسان " على صورته" نظر فورا الى يسوع، وخلق الانسان على صورة "آدم الجديد"، الرجل الذي هو مثال البشرية. ولكن على الأخص،ان يسوع بالمعنى الخاص هو " الابن" ، من جوهر الآب .وهو يريد أن يدخلنا في "كيانه الانساني"، وبذلك في "كيانه البنوي" في كمال ملكية الله. وهكذا أصبحت البنوة مفهوما ناشطا: لسنا بعد بطريقة كاملة أبناء الله، لكنه يجب أن نصبح أبناءه، وأن نكون أبناءه أكثر فأكثر عبر مشاركتنا المتنامية في العمق مع يسوع.أن نكون أبناء، أي أن نتبع يسوع. ان الكلمة التي تصف الله كآب تصبح بالنسبة الينا نداء: اي أن نحيا "كأبن" و "بنت". "كل ما هو لي هو لك"، قال يسوع للآب في الصلاة الكهنوتية. ويقول الأب الشيء عينه للابن الأكبر الضال. ان كلمة "أب" تدعونا الى أن نعيش انطلاقا من هذا الوعي. واذذاك نتخطى جنون التحرر الكاذب التي نجده في مستهل تاريخ خطيئة البشرية. ذلك ان آدم لدى سماعه كلمة الحية، أراد ان يكون هو الله، وان يستغني عنه تعالى. ونرى أن" كينونة الابن" لا تعني أن تكون متعلقا، خاضعا، بل أن تكون في علاقة محبة تحمل الكيان الانساني باعطائه ما له من عظمة ومعنى".

وقال البطريرك صفير: "يبقى، قبل النهاية، سؤال: وهو أفليس الله أيضا أما؟. ان محبة الله تشابه محبة الأم: " كمن تعزيه أمه، كذلك أنا أعزيكم". أتنسى الأم مرضعها، فلا ترحم ابن بطنها، ولكن لو أن هؤلاء نسين، لا أنساك أنا" .ان سر محبة الله الأمومية تعود بطريقة مذهلة الى اللفظة العبرية رحاميم التي تعني ثدي الأم، ولكنها تنتهي بالدلالة على عطف الله تجاه الانسان، ورأفته به. في العهد القديم، غالبا ما تدل أعضاء جسم الانسان على مواقف انسانية عميقة، وأيضا على استعدادات الله ، كما أن القلب أو الدماغ يدلان اليوم أيضا على ما هو من كياننا. وهكذا ان العهد القديم لا يعرض مواقف الوجود الأساسية بألفاظ مجردة، بل في لغة الجسد المجازية. وثدي الأم هو تعبير حسي يعني العلاقة الحميمة بين وجودين، وما تحظى به الخليقة الأضعف من انتباه لحظوتها بجسدها ونفسها بحماية ثدي أمها. ان لغة الجسد المجازية تسمح لنا بأن نفهم فهما عميقا استعدادات الله تجاه الناس أكثر من أية لغة تصورية أيا تكن".

أضاف: "اذا كان في اللغة المتكونة انطلاقا من صفة الانسان الجسدية، تبدو محبة الأم كأنها مطبوعة في صورة الله، ولكن الله لا يوصف بأم، ولا يدعى على الاطلاق اما، سواء أكان في العهد القديم أم في العهد الجديد. في التوراة، ان كلمة " أم" ليست لقبا لله. لماذا؟ لا يمكننا الا أن نتلمس تلمسا في محاولتنا أن نفهم. لا شك في أن الله ليس رجلا ولا امرأة، بما أنه خالق الرجل والمرأة. ان الألهة الأمهات، التي تحيط بالشعب الأسرائيلي ككنيسة العهد الجديد، تظهر صورة عن العلاقة بين الله والعالم، تخالف صورة الله التي تعطيها التوراة عن الله. وهي تحتوي دائما، من باب الضرورة دونما شك، مفاهيم حلولية ( أي تقول بأن يحل الله في كل شيء في الطبيعة) تخفي الفرق بين الخالق والخليقة. ووجود الأشياء والناس تبدو حتما، انطلاقا من هذه النظرة، كأنها امتداد من ثدي الكائن الأم الذي بعد دخوله في الزمن، أصبح مجسدا في مختلف الوقائع الموجودة. وخلافا لذلك، ان صورة الأب كانت وتبقى دائما بامكانها أن تعبر عن غيرية الخالق والخليقة، وعن سيادة فعله الخالق. وان العهد القديم، برفضه الآلهة الآمهات، استطاع ان ينضج صورة الله التي هي متسامية كل التسامي. ولو كنا لا نستطيع أن نقدم تبريرا مقنعا، فالقاعدة يجب أن تبقى بالنسبة الينا لغة صلاة التوراة بأجمعها، وقد تحققنا من ذلك، على الرغم من صور المحبة الوالدية الكبيرة".

وتابع: "ان لفظة "أم" لا تظهر بين ألقاب الله، وليس هي اسما باستطاعتنا أن نتوجه به الى الله. وهكذا اننا نصلي مثلما علمنا يسوع على أساس الكتاب المقدس، وليس على أساس ما يأتينا من الهام أو على هوانا. وهذه هي الطريقة التي نصلي معها كما يجب. وفي النهاية، يجب أن نفكر بكلمة " نحن". ان يسوع وحده كان باستطاعته أن يقول بحق" أبي" لأنه هو حقا ابن الله الوحيد.، ومن جوهر الآب عينه. ونحن جميعا، خلافا لذلك، ، يجب أن نقول " أبانا" . ان كلمة " نحن" وحدها، الخاصة بالتلاميذ تجيز لنا أن نسمـي الله الآب ، لأنا فقط عبر اشتراكنا مع يسوع المسيح ، نصبح "أبناء الله".وهكذا فان هذه كلمة "نحن" تستجوبنا: فهي تقضي علينا بأن نخرج من سياج " الأنا" وتقضي علينا بأن ندخل في مجموعة سائر أبناء الله، وتقضي علينا بأن نتخلى عن كل ما هو خاص بنا، ويفصلنا عن سوانا. وتقضي علينا بأن نقبل سوانا، الآخرين، وأن نفتح لهم أذننا وقلبنا. ومع لفظة نا من الأبانا، نعلن انضمامنا الى الكنيسة الحية، التي أراد الرب أن يجمع فيها عائلته الجديدة. وهكذا، ان الأبانا هي معا صلاة شخصية وكنسية. وعندما نقول الأبانا، يصلي كل منا من كل قلبه ، ولكننا نصلي في الوقت عينه بالاشتراك مع عائلة الله، مع الأحياء والأموات، مع الرجل في الحالات الاجتماعية والثقافات ، وجميع الأجناس والأعراق. ان الأبانا تجعل منا عائلة فوق جميع الحدود".

وتابع: "انطلاقا من "نا" في الأبانا نفهم أيضا الأضافة الثانية التي هي " الذي في السماوات". بهذه الكلمات، لا نضع الله الأب على كوكب بعيد، ولكننا نعلن أننا، ولو كان لنا آباء أرضيون مختلفون، نتحدر من أب واحد هو مقياس كل أبوة وأصلها. " أيها الأخوة، أجثو على ركبتي للآب ، الذي منه تسمى كل أبوة في السماوات وعلى الأرض." يقول بولس الرسول. وفي النهاية نسمع كلمة الرب :" لا تدعوا لكم على الأرض أبا، لأن أباكم واحد، وهو الذي في السماوات. ان أبوة الله هي حقيقية أكثر من الأبوة البشرية، لأننا في آخر المطاف، نستمد منها كياننا،لأنه منذ الأزل قد فكر بنا، وارادنا. ولأنه يهبنا البيت الأبوي الحقيقي، الذي هو أبدي. واذا كانت الأبوة الأرضية تفصل، فان الأبوة السماوية تجمع. وكلمة سماء تعني اذن هذا الحجم الأخر، حجم عظمة الله الذي منه أتينا جميعا، واليه يجب أن نعود جميعا. ان "الأبوة" في السماء تحيلنا على هذا " النحن" الأكبر الذي يتخطى كل الحدود، والذي ينقض كل الحواجز، ويهدم كل الأسوار، والذي يخلق السلام".

وختم البطريرك صفير: "أبوة الله تفوق كل أبوة، غير أن لهذه الأبوة حدودا، عندما يخرج الانسان عليها، ويتجاهلها، والدولة لها بعض صفات الأبوة، ولكنها تعجز عن القيام بموجباتها، لذلك تكاثرت شكاوى المطالبين في هذه الأيام الأخيرة بما لهم من حق فيه من مساعدة بدءا بالمدارس المجانية، والمياتم، الى ما سوى ذلك من مؤسسات ترعاها الدولة بالعطف والعناية. فعسى أن تسعف الأيام على تلبية كل المطالب المحقة".

استقبالات

بعد القداس، استقبل البطريرك صفير وفدا من طلاب المعهد الإكليريكي الماروني في غزير، والتقى قنصل مولدوفيا إيلي نصار ووفودا شعبية ونقابية من مختلف المناطق جاءت تشكو له الظلامة التي يواجهونها معيشيا واقتصاديا في المؤسسات الخاصة والرسمية التي يعملون فيها.

من جهة أخرى، يفتتح مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك أعمال مؤتمره الثامن عشر في بكركي غدا الاثنين ويستمر حتى الجمعة المقبل.

 

واشنطن: أسلحتنا الثقيلة إلى لبنان للاستخدام الداخلي فقط

 لندن - كتب حميد غريافي:السياسة

اكد احد مستشاري نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني امس ان الدبابات الاميركية من نوع "ام 60" الحديثة التي تقرر تسليمها الى الجيش اللبناني و"معدات اخرى متطورة للرقابة والتشويش على الاتصالات مع بدء البحث الجدي بتزويده ايضا بعدد من اسراب المروحيات القتالية وناقلات الجنود والمعدات الثقيلة, لا يمكن ان يتم استخدامها ضد اي دولة اخرى في المنطقة وخصوصا ضد اسرائيل, لانه من السخف مثل هذا الاستخدام في وجه آلة حربية تدميرية من شأنها القضاء عليها في مواجهة واحدة".

ونقل احد قادة اللوبي اللبناني في واشنطن عن معاون تشيني قوله "على الرغم من إفراجنا عن هذه الاسلحة الثقيلة من مدافع ميدان ودبابات ومروحيات واجهزة اتصال وتشويش الى المؤسسة العسكرية اللبنانية من اجل بسط سيادتها على كامل اراضيها حسب القرارين الدوليين 1559 و1701 خصوصا, وعدم وضع ادارة الرئيس جورج بوش ووزارة دفاعها (البنتاغون) اي شروط على وجهة استعمالها, الا انه من البديهي الا تستخدم الا داخل لبنان لقمع الارهاب ومحاربة الدويلات الغريبة, اذ ان هذه الاسلحة محدودة العدد والقدرة على خوض حروب مع الخارج, يمكن ان يتم القضاء عليها بسرعة من دولة من اسرائيل مثلا, ولن يكون من المنطقي اعادة التعويض عنها الى الجيش اللبناني اذا وجهها الى غير اهدافها".

وقال مستشار تشيني ان "جميع موفدينا السياسيين والعسكريين الى لبنان خلال العامين الماضيين الذين بحثوا مع المسؤولين الحكوميين اللبنانيين وقادة الجيش في قضايا تزويد الدولة اللبنانية بالاسلحة, سألوا هؤلاء عن موقفهم من "حزب الله" وسلاحه وتطبيق القرارين 1559 الداعي الى تجريده من سلاحه و1701 الداعم لبسط سيادة الدولة على اراضيها, وعلى اساس الاجوبة التي تلقوها, قررت الحكومة الاميركية ارسال الدبابات والمدفعية والمروحيات وخصوصا اجهزة التشويش الالكترونية المتطورة لابطال مفاعيل شبكات الاتصال التي اقامها "حزب الله" بالقوة في معظم أرجاء البلاد".

ونفى معاون نائب الرئيس الاميركي ان يكون لقرار تسليم هذه الاسلحة الاميركية الى الجيش اللبناني "اي علاقة بموافقة روسيا على تزويده بمعدات مماثلة اثر زيارة زعيم "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري الى موسكو ولقائه رئيسها ديمتري ميدفديف وحاكمها الفعلي فلاديمير بوتين, لان قرار الادارة الاميركية اتخذ قبل تلك الزيارة, وتحديدا بعد زيارة نائب وزير الدفاع الاميركي الى بيروت قبل نحو شهرين, وحصولنا من الحكومة اللبنانية على ضمانات بأن تكون اسلحتنا المرسلة اليها للاستخدام الداخلي فقط, ولكن من دون ان تكون تلك الضمانات تجاوبا مع اي شروط من قبلنا في هذا الصدد".

وتساءل مستشار تشيني: "ماذا لو قرر "حزب الله" والفئات التابعة لسورية في لبنان مجددا تفجير نهر بارد جديد, او القيام باعتداءات على الجيش اللبناني كاعتداءات مارميخائيل في الضاحية الجنوبية من بيروت او جبل محسن في الشمال, او التعرض لمروحيات الجيش كما فعل شمال نهر الليطاني في الجنوب وفي مناطق اخرى من البقاع والساحل, فهل سيبقى المجتمع الدولي متفرجا حتى اسقاط النظام الديمقراطي الذي يدعمه في لبنان, واستبداله بنظام ايراني - سوري اخر"?

وكشف النقاب عن ان الادارة الاميركية "لم تكتف بالضمانات اللبنانية لتزويد الجيش اللبناني بأسلحة ثقيلة ومروحيات, وانما حصلت على ضمانات دول عربية داعمة للحكم القائم في بيروت التي اعربت عن استعدادها ايضا للمساهمة في شراء انواع اخرى من الاسلحة للبنانيين خارج نطاق المساعدات الاميركية المقررة".

 

"حزب الله" يجري مناورات شمال وجنوب الليطاني

السياسة/كشفت مصادر اعلامية, أن "حزب الله" يجري مناورات سرية صامتة شمال وجنوب نهر الليطاني وجنوب منذ صباح امس, فيما رأت مصادر موثوقة ان تعيين الحزب مصطفى شحادة قائدا عسكريا لمنطقة الجنوب يحمل رسالة ذات مغزى سياسي وأمني للقوات الدولية "يونيفيل".

وذكر مراسل قناة "العربية" الاخبارية ان "حزب الله لا يستخدم أسلحة في المناورة, بل يتدرب عناصره على الانتشار بين الجبال, وما إلى ذلك من الأمور العسكرية", مشيرا الى أن هذه المناورات تناقض قرار الأمم المتحدة رقم 1701 الذي يحظر تجاوز عناصر الحزب غير المدنيين نهر الليطاني في اتجاه الجنوب.

واتصل موقع "إيلاف" الالكتروني بوحدة الإعلام المركزي في "حزب الله" لاستيضاح الخبر, وكان الجواب أن لا معلومات في هذا الشأن حتى الآن, علماً أن الحزب يتكتم غالبًا على مناوراته وقدراته العسكرية, ولا يعلن عنها إلا بعد حين.

ورجح بعض المعلقين أن تكون مناورة الحزب رداً على مناورات "الأذرعة المتشابكة" الإسرائيلية, التي لوحت قيادات إسرائيلية بعدها بضرب كل لبنان وبناه التحتية إذا عاود "حزب الله" مهاجمة إسرائيل, ورأوا أن لا مشكلة لدى الحزب في تزامن مناوراته مع عرض عسكري أقامه الجيش اللبناني, امس, في قلب بيروت لمناسبة الذكرى الخامسة والستين للاستقلال, وقالوا إن الحزب يعتبر وحدات "المقاومة الإسلامية" جزءاً من وسائل الدفاع عن لبنان, تتشارك في هذه المهمة مع الجيش اللبناني. من جانب آخر, كشفت مصادر موثوق بها, أن المناقلات والتعيينات التنظيمية, المدنية والعسكرية, التي يجريها "حزب الله" في إطار استحقاقات المؤتمر الثامن للحزب, أسفرت عن تعيين مصطفى شحادة قائدا عسكريا لمنطقة جنوب لبنان العسكرية, وهو ما يوازي تعبير "خط الدفاع الأول" أو "الجبهة" في المصطلحات العسكرية التقليدية.

ونقل موقع "الحقيقة" السوري على شبكة الانترنت, امس, عن المصادر قولها ان تعيين شحادة هو "نهائي" على الأرجح, وبالتالي لن يكون قائدا عسكريا للحزب خلفا لعماد مغنية كما كان متوقعا, موضحا ان تعيين شحادة "يحمل رسالة أمنية سياسية قوية لكل من يعنيه الأمر, سيما قوات الطوارئ الدولية", فمن المعروف عن مصطفى شحادة, أنه من "المتشددين جدا في التعامل مع قوات الطوارئ الدولية لجهة تقييد تحركاتها ومنعها من مراقبة تحركات الحزب", ويعرف عنه أنه يرى في هذه القوات "مجموعة جواسيس للولايات المتحدة وإسرائيل والحلف الأطلسي", كما أنه "كان الدينمو الخفي لتحركات الأهالي في أكثر من قرية جنوبية العام الماضي ضد قوات الطوارئ, لاسيما منها الوحدات الاسبانية التي تصرفت بعجرفة وفظاظة بالغة إزاء السكان وانتهكت حرماتهم حين قامت بمداهمة الكثير من المنازل بحثا عن السلاح من دون تنسيق مع الجيش كما يقضي القرار الأممي 1701".

 

مصادر عسكرية لـ "السياسة": القرار اتخذ باعتقال عوض وإنهاء بقايا "فتح الإسلام" 

 بيروت - "السياسة":

أكدت مصادر عسكرية لبنانية ل¯"السياسة", امس, أن الجيش اللبناني اتخذ قراره بإنهاء كل ما تبقى من ذيول "فتح الإسلام" في لبنان, وأبلغ القيادات الفلسطينية في مخيم "عين الحلوة" في جنوب لبنان, بضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتسليم المدعو عبد الرحمن عوض, مسؤول هذا التنظيم في لبنان بعد هروب شاكر العبسي, وبقية المطلوبين للعدالة في أسرع وقت ممكن, لأن أي تأخر في ذلك سيترك مضاعفات خطيرة ويعقد الأمور أكثر فأكثر, خاصة وأن المعلومات المتوافرة تشير إلى أن عوض ومساعديه لا يزالون داخل المخيم ويتمتعون بحماية القوى الأصولية.

وإذ استبعدت المصادر اللجوء إلى القوة العسكرية من جانب الجيش لإلقاء القبض على عوض راهناً, فإنها اعتبرت أن هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق القوى السياسية الموجودة في المخيم, بضرورة حسم الأمر وإرغام عوض وسائر المطلوبين على تسليم أنفسهم إلى الجيش اللبناني, لأنه لا يمكن القبول ببقاء أي عنصر من عناصر "فتح الإسلام" خارج يد العدالة, بما يشكل خطراً على "عين الحلوة".

في غضون ذلك, لا يزال الحذر مخيماً على أجواء المخيم, وذكرت معلومات أن قوة أمنية إسلامية, على رأسها أمير "عصبة الأنصار", بادرت خلال الساعات الماضية بتنفيذ سلسلة مداهمات في بعض الأماكن التي يشتبه أن يكون عوض قد لجأ إليها, في وقت تواصلت الاجتماعات التنسيقية في المخيم بين القوى الإسلامية وحركة "فتح", بهدف عقد مؤتمر شعبي عام لرفع الغطاء عن المخلين بالأمن, ومن المتوقع أن تعلن عشيرة عوض في بيان براءتها منه.

من جهتها, أكدت وزيرة التربية بهية الحريري "أهمية ممانعة كل محاولة للعب بورقة المخيمات الفلسطينية, وكل المتربصين للانقضاض على الاستقرار في لبنان", فيما نبسه النائب أسامة سعد إلى خطورة الوضع في "عين الحلوة", ومسلسل الشائعات الكارثية التي يجري الترويج لها.

 

 لقاء "البط الأعرج".. هل يتمخض عنه قرار بضرب إيران؟

المصدر: CNN « يتوجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، إلى واشنطن هذا الأسبوع، لعقد لقاء قد يكون الأخير له مع الرئيس الأمريكي، جورج بوش، في خطوة وصفها مراقبون بأنها "اجتماع البط الأعرج"، مع قرب نهاية ولاية بوش وانتظار أولمرت الانتخابات النيابية لترك منصبه.

وقال داني آيالون، سفير تل أبيب السابق في واشنطن، إن الاجتماع هو "وداع مزدوج"، معتبراً أن الهدف منه هو وضع خلاصة للتفاهمات والاتفاقات التي توصل إليها الجانبان خلال السنوات الأخيرة، في حين رأى خبراء أن الاجتماع قد يشهد اتخاذ قرارات إستراتيجية تتعلق بمسار التفاوض مع الفلسطينيين، أو حتى توجيه ضربة عسكرية إلى إيران. وكان بوش قد دعا أولمرت إلى واشنطن في إطار جولة الاتصالات الأخيرة التي يجريها مع قادة دول العالم قبل مغادرته منصبه، في حين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي كان قد أعلن عزمه الاستقالة في سبتمبر/ أيلول المقبل، سيترك موقعه بعد الانتخابات البرلمانية المقررة في العاشر من فبراير/ شباط المقبل. وسبق لأولمرت ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، أن تعهدا قبل عام بالعمل للتوصل إلى اتفاق سلام بنهاية 2008، قبل أن يقرّا بأن ذلك "بات صعباً للغاية"، رغم الزيارات المتكررة لوزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس، إلى المنطقة.

وأعرب أولمرت، في آخر أيام ولايته، عن ثقته بأن السلام مع الفلسطينيين لن يتحقق إلا بالانسحاب من الضفة الغريبة وأجزاء من القدس الشرقية، التي احتلها إسرائيل خلال حرب عام 1967، غير أن تقدم زعيم حزب الليكود اليميني، بنيامين نتانياهو، في استطلاعات الرأي أرخت ظلالاً من الشك على إمكانية حصول ذلك، باعتبار أن الأخير يرفض بشكل قاطع الانسحاب من تلك المناطق.

من جهته، لم يستبعد أبرام ديسكين، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية بالقدس، أن يشهد اجتماع أولمرت وبوش اتخاذ خطوات استراتيجية، رغم قرب انتهاء ولايتهما، بما في ذلك وضع مسودة اتفاق مبدئي مع الفلسطينيين، أو توجيه ضربة عسكرية جوية لإيران على خلفية برنامجها النووي.

ولفت ديكسين إلى سوابق تاريخية إسرائيلية في هذا السياق، على رأسها قيام مناحيم بيغن بضرب مفاعل "تموز" العراقي النووي خلال الحملة الانتخابية عام 1981، وعرض رئيس الوزراء الأسبق، إيهود باراك، اتفاق سلام مع الفلسطينيين في آخر ولايته عام 2001.

وختم بالقول: "هناك دافع كبير لدى بوش وأولمرت يتمثل برغبة كل منهما في ترك بصمته على التاريخ،" وفقاً لأسوشيتد برس.

وقد يكون الملف الإيراني نقطة خلاف محتملة بين إسرائيل وخليفة بوش في البيت الأبيض، باراك أوباما، الذي سبق له أن عبّر عن رغبته في مقاربة الملف الإيراني عبر مفاوضات مباشرة، وهو أمر انتقده عدد كبير من قادة إسرائيل، رغم ما صدر مؤخراً من تصريحات بلهجة مخففة حول هذا الموضوع.

إسرائيل قد تفرج عن فلسطينيين بمناسبة عيد الأضحى

من ناحية أخرى، قال رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية إن إسرائيل ستفرج عن 250 فلسطينياً لديها في بادرة حسن نية قبل عيد الأضحى.

وجاء إعلان عباس، في مؤتمر تستضيفه مدينة نابلس في الضفة الغربية، علماً أن أولمرت كان قد أشار الأسبوع المنصرم إلى نيته الإفراج عن سجناء فلسطينيين دون تحديد موعد لذلك. وقالت الناطقة باسم أولمرت إن تحديد الموعد سيتم بعد لقاء مرتقب مع عباس قريباً، علماً أن عيد الأضحى قد يحل هذا العامة في الثامن من ديسمبر/كانون الأول المقبل.

  

جهود تسليم مطلوبي عين الحلوة تتم بعيداً من الأضواء وتحتاج الى وقت «وآخر الدواء الكيّ» ...

احتفال الاستقلال اللبناني يرمز إلى تطبيع الوضع و«حزب الله» يعتبر زيارة سليمان لإيران ترجمة لانفتاحه

بيروت - الحياة- 23/11/08//

الرؤساء سليمان وبري والسنيورة خلال العرض العسكري امس. (علي سلطان)

اكتسب احتفال لبنان بالذكرى الـ65 للاستقلال بعداً يرمز الى عودة الحياة السياسية الى طبيعتها فيه، إذ نظم الجيش اللبناني العرض العسكري التقليدي الذي يقيمه للمناسبة في وسط بيروت التجاري، بعدما كان الوضع الأمني واضطرار الجيش الى الانتشار في مناطق عدة حال دون ذلك العام 2006، بفعل التأزم السياسي في البلاد، وبسبب اعتصام المعارضة في وسط بيروت خلال العام 2007. وحضر العرض هذا العام رؤساء الجمهورية العماد ميشال سليمان والمجلس النيابي نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة، الى الوزراء والنواب من المعارضة والموالاة، إضافة الى السلك الديبلوماسي، فضلاً عن أنهم تقبلوا معاً التهاني بالذكرى في حفلة الاستقبال السنوي الذي يقيمه رئيس الجمهورية في القصر الجمهوري.

ونفذت وحدات الجيش وقوى الأمن الداخلي عرضاً عسكرياً رمزياً، ظهرت خلاله أسلحة ومعدات القوات المسلحة المتواضعة، قياساً الى المهمات المطلوبة منها في ظل التحديات الأمنية في مواجهة المجموعات الإرهابية، وفي وقت يناقش مؤتمر الحوار الوطني الذي يعود الى الالتئام في 3 كانون الأول (ديسمبر) المقبل الاستراتيجية الوطنية لحماية لبنان، من إسرائيل ودور المقاومة فيها، وعلاقتها بالدولة اللبنانية.

وإذ استذكر عدد من وسائل الإعلام والقوى السياسية الشهداء الذين سقطوا بالاغتيال خلال السنوات الأخيرة، وزار عدد من الوفود التي حضرت العرض العسكري في وسط بيروت ضريح الرئيس رفيق الحريري، كان بارزاً إحياء ذكرى أولئك الذين سقطوا في تاريخ ذكرى الاستقلال نفسه مثل الرئيس الراحل رينيه معوض (العام 1989 بتفجير سيارته) والوزير والنائب بيار الجميل الذي سقط قبل يوم من الذكرى العام 2006 ويقام له احتفال تكريمي من قبل حزب الكتائب اليوم.

ولم يحجب الاحتفال بالاستقلال الاهتمام بملاحقة من تبقى من قادة وعناصر تنظيم «فتح الإسلام» إذ تواصلت الاتصالات بعيداً من الأضواء داخل مخيم عين الحلوة بين عدد من الرموز الإسلامية من أجل تسليم المطلوبين الذين سلّم الجيش اللبناني أسماءهم الى قادة فصائل المخيم ووجهائه. وذكرت مصادر معنية بالبحث عن هؤلاء المطلوبين وفي طليعتهم الأمير الجديد لتنظيم «فتح الإسلام» عبدالرحمن عوض (أبو محمد) لـ «الحياة» أن الفصائل الفلسطينية والقوى الإسلامية المقتنعة بأن عوض وغيره ما زالوا مختبئين في المخيم، مصرة على تجنيب عين الحلوة أي صدام شبيه بالذي حصل في مخيم نهر البارد وأن الاجتماع على العمل من أجل تسليم المطلوبين مستمر وسط ضغوط كثيرة لتحقيق هذا الهدف.

وأوضحت المصادر المعنية في مخيم عين الحلوة لـ «الحياة» ان الأمر قد يأخذ بعض الوقت، وأن جهود بعض القادة بمن فيهم إمام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمود، تتم بعيداً من وسائل الإعلام وأن الشيخ حمود أصدر قبل 3 أيام فتوى في تصريح تلفزيوني تجيز تسليم المطلوبين الى السلطات القضائية «من أجل مصلحة الجماعة ولتجنيبها الخطر الذي قد ينجم عن عدم تسليم المطلوبين». واعتبرت هذه المصادر أن هذه الفتوى هدفها التمهيد لإقناع عوض، ومن معه، بالجانب الفقهي من ضرورة تسليم أنفسهم الى القضاء اللبناني، تمهيداً للتفاوض معهم على هذا الأمر. وذكرت المصادر أن قادة الفصائل في المخيم «سيواصلون ممارسة الضغوط عبر وسائل عدة لتحقيق هذا الهدف وهناك رصد للأماكن التي يحتمل أن يكون اختبأ فيها المطلوبون... وإلا سيدرسون كيفية تحقيق ذلك على طريقة آخر الدواء الكي»، إذا تعذر إقناع هؤلاء بأن يسلموا أنفسهم الى الجيش اللبناني، لكن المصادر إياها شددت على أن هناك جهوداً لتحقيق تفاهمات تؤدي الى نهاية مقبولة لتسليم المطلوبين.

على صعيد آخر لفت صدور بيان عن كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية، أمس، تناولت فيه الزيارة المرتقبة غداً للرئيس العماد سليمان لإيران. وأكدت الكتلة في بيانها ان الزيارة تُترجم انفتاح العهد وتوقه الى تعزيز العلاقات المفيدة للبنان والداعمة لصموده ونهوضه». وشددت كتلة «حزب الله» النيابية على الدور الإيراني «الإيجابي في دعم حق الشعب ومقاومته وجيشه في التصدي للاحتلال الصهيوني». كما شددت على دور إيران في «إنجاز ما تم التفاهم عليه في اتفاق الدوحة»، وعلى أن إيران «قوة إقليمية ناهضة... ونعوّل على أن تسهم الزيارة في تجاوز العوائق المفتعلة التي تربك المصالح المشتركة».

وقالت مصادر مطلعة على جوانب من زيارة الرئيس سليمان لطهران أن الأخيرة ستعرض تقديم مساعدات عسكرية الى الجيش اللبناني، كما سبق لديبلوماسييها في بيروت ولعدد من مسؤوليها أن صرحوا به، هذا فضلاً عن استعداد الجانب الإيراني للقيام باستثمارات ومشاريع مشتركة في مجالات عدة.

وتأتي زيارة سليمان لطهران واستعداد الأخيرة الى تزويد لبنان أسلحة ثقيلة وربما صاروخية، في إطار تزايد الدول التي تعرض المساهمة في تسليح الجيش اللبناني. فرئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون الذي زار بيروت قبل يومين، رافقه وزير الدفاع هيرفيه موران الذي بحث مع نظيره اللبناني إلياس المر، في حاجات القوات المسلحة، فيما أعلن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ديفيد ولش قبل يومين أن بلاده قررت تزويد لبنان دبابات من نوع «إم 60»، في تطور نوعي في المساعدات للبنان، فيما نقل زعيم تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري عن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين تأكيده أن موسكو مستعدة لتلبية طلبات الجيش اللبناني من أسلحة. وقد نقل الحريري هذا الاستعداد الى المر وسائر كبار المسؤولين. وهذا يعني أن زيارة سليمان لطهران تتم في ظل شبه تنافس على تقديم المساعدات العسكرية الى الجيش، في وقت أعلنت قيادته أول من أمس في موقف لافت أن المساعدات «لا يمكن أن ترسم سياسة الجيش

 

سليمان والنيوشهابية

عبدالله اسكندر-الحياة 

بدا الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان، من خلال خطابه لمناسبة الذكرى الـ65 للاستقلال، انه حسم خياره في اتجاه احد سلفيه في قيادة الجيش ورأس الدولة. لقد اختار نموذج الرئيس الراحل اللواء فؤاد شهاب والمدرسة الشهابية ومفهومها للدولة الحاضنة لجميع اللبنانيين، واستعاد التطابق مع الإجماع العربي في قضايا المنطقة. وقطع مع الرئيس السابق العماد اميل لحود وانحيازه الى فئة في الداخل وانخراطه في محور عربي معين في الخارج.

فقد لاحظ سليمان اللبنانيين الذين «سعوا في الستينات (الحقبة الشهابية) الى بناء دولة الاستقلال». لكنهم كادوا ان يقعوا بعدها في «شرك استقلال الدويلات». وطالبهم بالعمل اليوم جميعا، «افراداً وجماعات... من اجل اعادة بناء الدولة الجامعة» التي يلتزم «كل فرد من افراد المجتمع... مستلزمات الوفاق الوطني».

هذه النظرة النيوشهابية ظهرت على نحو غير مباشر في خطاب القسم، وفي مداخلات اخرى، في مناسبات عدة. لكن تجربة الشهور الاولى من الحكم، والمكتسبات، حتى لو كانت متواضعة للحكومة الحالية، حملت سليمان على الدعوة من اجل الاسراع للانتقال «من واقع السلطة الى واقع الدولة».

لا أوهام حول حجم العقبات والتحديات التي تعترض هذا المسعى الذي وحده يضمن الاستقلال والحريات والتنمية و «نهائية» الكيان. اذ ان «الدويلات» السياسية والعسكرية والطائفية في لبنان، والتي نمت منذ انهيار التجربة الشهابية مطلع سبعينات القرن الماضي وتعززت خلال الحرب الأهلية وما تلاها، باتت تشكل انماطاً ايديولوجية واقتصادية متوازية مع بعضها البعض ومع الدولة الهشة. وتغذت قوى هذه «الدويلات» من خصوماتها الداخلية باسم الدفاع عن المصير الذي تخلت عنه الدولة، أو افترض انها تخلت عنه. واذا كان الحديث يتناول اليوم «حزب الله» وسلاحه ومؤسساته كشبكة مغلقة وموازية للدولة، فلأنه النموذج الاكثر قوة وبروزا بين «الدويلات» الاخرى، بعدما استفاد استفادة قصوى من ظروف تفكك الدولة وفقدانها لدورها الداخلي والخارجي، و «غياب لبنان وتغييب مصالحه في الساحة الدولية في السنوات الفائتة»، على ما جاء في خطاب الاستقلال.

ومع هذه «الدويلات» والشبكات المغلقة من المصالح، ينتشر الفساد ويصعب الاصلاح وتنعدم الشفافية ويحيّد القضاء. وهذا ما كانت عليه الحال في السنوات الماضية، في ظل غياب المساءلة والمحاسبة، خصوصا في الانتخابات البرلمانية التي كانت نتائجها تُعلب قبل ان تفتح صناديق الاقتراع. ومن هنا الرهان على الاستحقاق الانتخابي المقرر في الربيع المقبل، من اجل تجديد الحياة السياسية، وتغليب خيارات الالتفاف حول الدولة.

في موازاة ذلك، ذكر سليمان أن طبيعة العلاقة مع سورية حددها البيان الصادر عن القمة التي جمعته بالرئيس بشار الاسد، في صدى واضح للاجتماع الشهير بين الرئيس شهاب والرئيس الراحل جمال عبدالناصر في الخيمة الحدودية، إبان الوحدة السورية - المصرية، والذي ارسى سياسة لبنان العربية وحصنه ضد مضاعفات الانقسام العربي آنذاك. في حين ان الرئيس اللبناني الحالي سعى، عبر حركته الخارجية، ان يوازن هذه العلاقة مع سورية بعلاقات عربية واقليمية تخرج لبنان من الانحياز الى طرف عربي معين في ظل الانقسام الحالي. وهذا ما يوفر حصانة لحرية القرار من جهة، ويخفف اعباء التدخل والانحياز من جهة اخرى.

وعبّر سليمان جليا عن هذا التوازن في تشديده على التمسك بمبادرة السلام العربية وبالقرارات الدولية المتعلقة بقضية السلام في المنطقة، رغم ان هذه المبادرة ترفضها اطراف لبنانية قوية بتحالفاتها مع دول اقليمية ترفض علنا المبادرة او تتحفظ عن نهج الخيار السلمي المطروح. مع ما يمكن ان ينعكس ذلك على طبيعة الوفاق الداخلي وعلى مسعى اعادة بناء الدولة. وبذلك يتقدم هاجس الدولة الجامعة والطامحة لاحتضان الجميع على ضرورات تلفيقية وتكتيكية.

لقد اعاد الرئيس سليمان الاعتبار الى التجربة الشهابية، لكنه في الوقت نفسه أخذ في الاعتبار التغيرات التي حصلت في لبنان والمنطقة، خلال نصف القرن الماضي، من اجل «الحفاظ على تمايز لبنان ورسالته وفرادته كبلد عيش مشترك وحوار وإخاء

 

الرئيس الجميل: الدولة لا تتحمل وجود سلاح غير شرعي على اراضيها لا السلاح الفلسطيني ولا سلاح "حزب الله" ولا سلاح الاصوليين

اكد الرئيس امين الجميل في ذكرى استشهاد الوزير والنائب بيار الجميل وذكرى تأسيس الكتائب "ان الولاء للوطن ليس عاطفة فقط بل موقف وترجمته بفك الارتباط بالخارج، باحترام سلطة الدولة، التخلي عن السلاح غير الشرعي، رفض التوطين، نبذ التطرف والتعصب واحترام بعضنا للبعض الآخر".

واكد "ان الدولة لا تتحمل وجود سلاح غير شرعي على اراضيها، لا سلاح المنظمات الفلسطينية وحان موعد لملمتها ولا سلاح "حزب الله" وحان وقت عودته الى الدولة، ولا سلاح التنظيمات الاصولية".

وقال:"نريد دولة تحمي لبنان دولة وشعبا بجيشها وقوى امنها كي لا يستنجد اللبنانيون بحمايات خارجية".

وبدأ الإحتفال بالذكرى الثانية للوزير الشهيد بيار أمين الجميّل والذكرى الثانية والسبعين تأسيس حزب الكتائب عند الثانية عشرة والثلث في "فوروم دو بيروت" في الكرنتينا في حضور حشود كتائبية من كل المناطق، وكان في مقدم الحضور إلى جانب الرئيس أمين الجميّل وأفراد العائلة والمسؤولين الكتائبيين نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، ورئيس الهيئة التنفيذية لحزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وممثل رئيس "تيار المستقبل" السيد نادر الحريري ورئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون وبطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس لحام وعدد كبير من النواب والوزراء والسياسيين والشخصيات . وامتلأ المجمع بحضور حزبي وشعبي كثيف ملأ المكان والطرق المؤدية إليه وفق تنظيم لافت . ورفعت في محيط المجمع صور عملاقة لكل من مؤسس حزب الكتائب الشيخ بيار الجميل و الرئيس بشير الجميل والوزير بيار الجميل .

بدأ الإحتفال بتحية أرشيفية من الوزير الشهيد بيار الجميل الى الحضور والنشيد الوطني ، مستشار الرئيس امين الجميل جوزف ابو خليل يلقي كلمة الحقبة الاولى من تاريخ لبنان عام 1943 ، فقال إن هذه الذكرى هي ذكرى الاستقلال الذي من اجله كانت الكتائب وكان استشهاد بيار امين الجميل وهذه شهادة ان لبنان ليس طارئًا على هذه المنطقة او هو وليدة ارادة خارجية كما قال الطامحون به، انه البلد العريق على الاقل من حيث اتصال تاريخي من اتصال التاريخ في الشرق وخصوصًا حرية الضمير والمعتقد وصولاً الى حرية اشخاص، وهذا كله لا يتلائم مع اي وصاية ولا مع اي حماية، حماية لا بد ان تكون منتقصة من هذه الحريات.

ووصاية متسامحة وهي امر حاسم في قضية الشخص والكرامة. ان بيار الجميل مؤسس الكتائب يقول:"اضحي بكل شيء باستثناء كرامته. ولم نقصر في الكتائب في الدفاع عنه كلما تعرض لإعتداء او خطر ولم تكن شهادة بيار عشية ذكرى الاستقلال مصادفة ولكن كانت شهادة لم تذهب هدرًا".

وعاهدت شابة كتائبية أبو خليل باسم جيل الكتائب الشاب على الإستمرار في المسيرة، ثم عرض فيلم عن الحقبة الاولى من عمر الحزب في عام 1943 . وتحدث النائب الاول للحزب شاكر عون عن حقبة احداث عام 1958، وقال : "لم يكن قد انقضى على دولة الاستقلال سوى سنوات قليلة حتى عادت الرباح تعصف بها من كل جانب تأثرًا بقيام دولة اسرائيل وما تسبب فيه من اضطرابات وانقلابات، ولكن بدلاً من أن يقف اللبنانيون صفًا واحدًا في وجه هذه العواصف بحسب الميثاق الوطني، وبحسب ما تقضي به سيادة لبنان انقسموا الى فريقين بل ذهب احدهما الى حد الثورة المسلحة وصولاً الى وجدان الالتحاق بالوحدة بين مصر وسوريا، اي الجمهورية العربية المتحدة التي لم تدم سوى 3 سنوات لكن الثورة قبلت بثورة مضادة قادها الشيخ بيار الجميل بجدارة عالية حتى اعادة الامور الى نصابها على قاعدة لا غالب ولا مغلوب". ثم عرض فيلم عن حقبة 1958.

وألقى الرئيس أمين الجميل كلمته، وجاء فيها : : "ما بالُـنـا بدأنا الاحتفالَ والكلام، وبيار لم يَصِلْ بعد؟ أغـيّرَ عادتَـه أم تَـناسَـيْـنا استشهادَه؟ في أيِّ ملكوتٍ سماويٍّ أنت، أيها الأبن الحبيب الذي به سررت، ثم نُكِـبْت؟

عامان على استشهادِه، واثنانِ وسبعونَ عاماً على تأسيسِ الكتائب. لا الأولُ غاب، ولا الثاني شاخ.

بيار في القلب، والكتائبُ في الوطن.

أَضَـفتُ العامين على عمرِه وكأن بيار نجا من اغتيالٍ عَـبَر. آمنت بأنـه حيٌّ فأنا مسيحي. وصَدَّقتُ أنه مات فهو إنسان.

سبَـقَ أنْ مَـرَّ الموتُ في بيـتِنا، فشيخُنا والفتى كانا دائماً عندَ صوتِ الوطن. وإن كان الموتُ غالباً صُـنوَ الشيخوخة، ففي عائلتِنا كان صنوَ الشبابِ والطفولة.

يا ربُّ كفى، أَبعِدْ عنا وعنِ الجميعِ هذه الكأس. ميثاقُـنا ليس مع الموتِ، بل مع الحياة.

إن ما تَـرَوْنَه اليوم: هذي الحشودُ، هذي الجماهيرْ، هذي الهتافاتْ، هذي الحماسةْ، هذي الوثبةْ، هذي النهضةْ، هذي الانتساباتُ الجديدة، هذي الكتائبُ المعافاة، هي قيامةُ بيار وانتصارُه على الموت.

جَمع شَملَ الشباب، قاد معارضةَ الكتائبيّين، انتصرَ منفرِداً في إنتخابات المتن، وَحّد الحزبَ، أبـهَجَ ثورةَ الأرز.

وزيراً، جَـدَّد في وزارةِ الصناعة، فصارت خُطَّـتُه الخَمسيَّـةُ مرجَعَ التطويرِ الصناعي.

نَسجَ بيار علاقاتٍ حميمةً مع الشعبِ، كَـرّسَ فُـتُـوَّتَه وشبابَه للنضال الشاقّ، ونَسِيَ عمرَه من أجلِ الوطن

لدى انطلاقِه، وحيداً، في العملِ الوطني، تَـَسلَّق جلجلةً وحمل أشواكاً، ولدى مغادرتِه سلَّمَ منجَزاتٍ كثيرة.

ولدى انطلاقه، بحث عن الوَزَنات فوجدها مصادرَةً، ولما استشهدَ ترك وَزَنـاتٍ محرَّرة.

كان بيار َبرقـاً وبركاناً. كان يخافُ الفشلَ ولا يهابُ الموتَ، فنجح، ثم ... رحل.

أبدى شجاعةً في كلِّ ما فَـعَل. وكان يَـتحمّلُ مسؤوليةَ ما يَـفعل. حين يَنجح كان يقول للشباب: هذا بفضلِكم. وحين يَـفشَل كان يقول لهم: هذا بسببي.

كلُّ ما فَعله قام به بفرحٍ، فما كانت السياسةُ بالنسبةِ إليه فِعلاً وطنياً فحسب، بل فعلَ محبة. لم يعرف الحقد أو البغض. كان كِتلةَ محبةٍ تدورُ كالكواكبِ حولَ كواكبَ أخرى.

هذه ذِكراكَ يا ولدي. هذا مِهرجانُـك، بل هذا عرضٌ لإنجازاتِك. اشْـتَـقنا إليك يا بيار. اشْـتَـقنا إلى سمير الشرتوني رفيقِ استشهادِك. واشْـتَـقنا إلى أنطوان غانم الأعز، وإلى سائرِ الشهداء.

حزبُ الشهداء، يَفتح أبوابه العاليةَ وصدره الرحب أمامَ الأجيالِ الجديدة لـيَـنشَأوا في بيئةٍ وطنيةٍ صافية، ومحيطٍ أخلاقيٍّ يحترمُ سُلَّمَ القيمِ الروحية والمدنية. فأهلاً بكم أيها الرفاق الجُدُد في الحزب.

فخامةَ رئيسِ الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان ممثلاً بمعالي الوزير إبراهيم شمس الدين أيها الأصدقاءُ والرفاق، يا أهلَ الشهداء الأعزاء،

سنةَ 1936، بعد ستةِ عشرَ عاماً على إعلان دولة لبنان، وُلد حزب الكتائب اللبنانية. بدا ظاهرةً نوعيةً تتخطّى الصراعاتِ المحليةَ وغداة الاستقلال والميثاق، وطّد مسيرته باقتناعين ومشروعين.

الإقتناعان هما: الانتماءُ إلى المحيط العربي عَـبرَ تأييدِ انضمامِ لبنان، كدولةٍ مؤسِّسَةٍ إلى جامعةِ الدولِ العربية، تعزيزُ روابطِ لبنان الثقافيةِ والحضاريةِ مع العالمِ الحر، والتزام مبادئ الأمم المتحدة وقراراتها.

أما المشروعان فهما: تحييدُ لبنان عن مختلَفِ الصراعات وإيلاءُ الأهميةِ القصوى لقضايا العدالةِ الاجتماعيةِ وحقوقِ الانسانّ.

عدا إيمانِـه العميق بهذه المبادئ ـ الثوابت، انتهجَ حزبُ الكتائب هذا الخطَّ الوطنيَ والاجتماعي، علّـه يُـرسِّخ انتماءَ اللبنانيين إلى وطنِهم ودولتِهم ومجتمعِهم .

انتهج حزبُ الكتائب هذا الخط، علّـه يُـبرهِن للعالم أنَّ المُسلمَ والمسيحيَّ يستطيعان العيشَ معاً متساويَـيْن في ظلِّ دولةٍ واحدة ونظامٍ سياسيٍّ واحد. فلا المسلم يلجأُ إلى الفتوحاتِ ولا المسيحيُّ يَشعُر بالذِمّـيَـة. انتهج حزبُ الكتائبِ هذا الخطَ، علّـه يُـثبِت للعالم أنَّ الشرقَ أيضاً أرضٌ تَـنـبُت فيها الديمقراطية.

انتهجَ حزبُ الكتائب هذا الخط، علّـه يُـؤكد للعالم أنَّ التعدّديةَ الحضاريةَ حالـةٌ تكاملـيّـةٌ وكَماليةٌ، ومصدرُ فخرٍ وتَباهٍ.

إنه الرهانُ على المواطنِ والدولةِ والميثاق. حين نَـعرُض، أمامَكم أيها الأصدقاء، وأمامَ الرفاق الجُدد، مسيرةَ الحزبِ منذ تأسيسِه، نستعيدُ ذكرى مؤسِّسِه.

إنه الرهانُ على المواطنِ والدولةِ والميثاق. حين نَـعرُض، أمامَكم أيها الأصدقاء، وأمامَ الرفاق الجُدد، مسيرةَ الحزبِ منذ تأسيسِه، نستعيدُ ذكرى مؤسِّسِه.

هناك أسماءٌ في تواريخِ الشعوب والأممِ تَتمرَّد على الزمنِ فتجتازُ الأجيالَ والعصور. من بين هذه الأسماء: مؤسسُ الكتائب اللبنانية، بيار الجميل.

لن يُفلح أحد، لا اليومَ ولا غداً، وغداً أكثرَ من اليوم، في تهميش بيار الجميل.

إسمُـه، طلّـتُـه، قِـيَمُه، نضالُه، مَهابـتُه، كلّها ملتصِقةٌ بالحزبِ، بلبنانْ، بالميثاقِ، بالوِجدانِ المسيحي، بالاستقلالِ، بالثورةِ، بالانفتاحِ والحوار.

ما بناه بيار الجميل لا يمحوه أحد. كان قائدَ مقاومةٍ لبنانية، وعُـرّابَ مواثيقَ وطنيّـة. حتى الأمس القريب، آلينا على أنفسنا تجديد الرهان بعد كل محنة. قبلنا أن نُلدَغَ من الجُحْرِ مرات لا مرتين. صدّقنا مقولة اللاغالب واللامغلوب. رفضنا نظرية الحرب الأهلية. وضعنا أسباب الحروب على الآخرين فقط. أردنا أن يكون حبنا لهويتنا أقوى من القتل.

تجاهلنا مرحلياً قتلة أبنائنا واشقائنا وأطفالنا وشيوخنا وكل شهدائنا حتى تبقى مساحة الــ 10452 كلم² دولة واحدة. فإذ ببعضنا يجعل كل رقم من هذه الأرقام الخمسة دولة، ويا ليتها دولة له، بل للغرباء.

كانت النظريات في لبنان تقسيمية والواقع وحدوي. اليوم صارت النظريات وحدوية والواقع تقسيمي.

أيها اللبنانيون، يا أبناء وطني، في ضوء هذه التجارب والوقائع المريرة، وغداة عيد الاستقلال، يبدو النظام مُعطّلاً والميثاق مطعوناً، ولا أحد يتلو فعل الاعتراف أو فعل الندامة. إن ا ستمرار هذا الواقع مرفوض، فلنقرر معاً ماذا نريد.

 

"ستراتيجية ميشال عون الدفاعية هدفها الفوضى وتدمير لبنان"

النائب اللبنانية نائلة معوض لـ"السياسة": كل الاغتيالات منذ استشهاد الرئيس معوض إلى اليوم كانت بأوامر سورية

 قد تكون "فتح الإسلام" نفذت جرائم الاغتيال والتفجير

استرجعت صورة اغتيال الرئيس معوض عندما استشهد رفيق الحريري

اتهام سورية لـ »تيار المستقبل«  بدعم الإرهابيين هدفه تخويف اللبنانيين من السنة

بيروت - صبحي الدبيسي:السياسة

 في ذكرى اغتيال زوجها رئيس الجمهورية اللبناني الراحل رينيه معوض التي اعتبرته شهيد »الطائف« والشهيد الأول ل¯"14 آذار", رأت النائب نائلة معوض "أن قرار الاغتيالات التي حصلت في لبنان منذ اغتيال الرئيس معوض إلى اليوم أتى بأوامر سورية وبأداة تنفيذ عصابة "فتح الإسلام", لأنه لا يمكن لأي فئة على الأرض اللبنانية, أن تستخدم كل هذه اللوجيستية بمعزل عن الدولة التي كانت ممسكة بالأمن في هذا البلد".

معوض, وفي حوار مع "السياسة", أكدت "ضرورة تحقيق المصالحة المسيحية-المسيحية لما سيكون لها من انعكاسات إيجابية على الساحة المسيحية عموماً, والمارونية بالتحديد". ورأت "أن الخلاف السياسي أمر مشروع, لكن الاحتكام إلى السلاح أمر مرفوض وغير مقبول".

وذكرت بالقرار التاريخي الذي اتخذته الحكومة الأولى للرئيس فؤاد السنيورة بتكليف الجيش الدخول إلى مخيم فلسطيني للقضاء على عصابة "فتح الإسلام" الإرهابية, واصفة الغاية من اتهام "تيار المستقبل" بدعم "فتح الإسلام" ب¯"أنها معروفة الأهداف التي تتمثل بتخويف اللبنانيين من الإرهاب السني, وتحويل الأنظار عما فعله »حزب الله« بعد السابع من مايو الماضي, واعتباره المقاوم الوحيد ضد إسرائيل".

معوض رأت "أن مسلسل الاغتيالات يذكرها بالأيام الستالينية في عهد الاتحاد السوفياتي, لأنها عندما شاهدت ما حصل بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري, استرجعت صورة اغتيال الرئيس معوض وكيف تم تنظيف مسرح الجريمة, وإلغاء كل الأدلة. وكيف تمت سرقة حطام السيارة التي استشهد فيها الرئيس معوض, والسيارة التي كانت ترافقه من حرم »سيار الدرك«, لكنها على قناعة بأن التحقيق الدولي قد يحقق مع ضباط سوريين وقادة فصائل على علاقة بهذه الجريمة".

واعتبرت معوض أن »ستراتيجية العماد ميشال عون بتعميم السلاح بين أيدي الجميع تهديم للبنان وضياع للوطن". وأكدت عدم خوضها الانتخابات النيابية, وأن لائحة زغرتا ستضم نجلها ميشال وجواد بولس ويوسف الدويهي, في مواجهة لائحة الوزير السابق سليمان فرنجية. وهي مطمئنة للنتيجة, »لأن الشعب الزغرتاوي وفي ويعرف كيف يختار ممثليه".

أما في موضوع الكتلة الحيادية التي دعا إليها رئيس الجمهورية ميشال سليمان, أيدت معوض الفكرة, لكنها تحفظت "على موضوع الحيادية, لأنها ترفض أن يكون رئيس الجمهورية مجرد صورة, بداعي هذه الحيادية, لأنه المؤتمن الأول على الدستور وعلى الدولة والمؤسسات".

معوض طالبت ب¯"علاقات ندية مع سورية تقوم على تبادل السفراء بين البلدين", رافضة "وجود المجلس الأعلى اللبناني-السوري", ومؤكدة "ضرورة اعتراف سورية بلبنان كدولة ذات سيادة". وهذا نص الحوار:

 

 

  بداية ما تعليقك على ما جرى في البترون عندما أطلق أنصار الوزير السابق سليمان فرنجية النار على ابن شقيق النائب بطرس حرب?

   عندما كنا نتحدث عن ضرورة قيام مصالحة مسيحية-مسيحية, كنا نعي ما نقول, انطلاقاً من خطورة الأوضاع على الأرض, لأن البعض مازال يتصرف بطريقة »شريعة الغاب والفلتان الأمني«, وهذا مخالف للتقاليد اللبنانية العربية وللأصالة التي تربى عليها الشعب اللبناني, لكنهم مع الأسف عطلوا هذه المصالحة لأسباب خاصة تتعلق بهم.

ليس لدي المعطيات الكافية للتحدث عن الحادثة التي حصلت أخيراً, لكن الاحتكام إلى السلاح أمر مؤسف ومرفوض. ونحن من دعاة تحقيق المصالحة للتوصل إلى الحد الأدنى من التفاهم بين القوى السياسية وهذا الأمر أكثر من ضروري.

  برأيك من يعطل هذه المصالحة, ولماذا يعتبرها الوزير فرنجية غير واردة قبل الانتخابات النيابية?

  الجهة المعطلة معروفة, ووفد الرابطة المارونية الذي يجري الاتصالات لديه كل المعطيات ويعرف من عطل ويعطل التفاهم المسيحي-المسيحي, أو الماروني-الماروني. ولكن نعود ونؤكد على ضرورة قيام هذه المصالحة, التي من شأنها أن تعكس بوادر إيجابية على الأرض, وتخفف من حدة الاحتقان السياسي, الذي يحد من الفوضى المستشرية ومن انتشار السلاح بين الناس. وهذا ما شجع عليه تصرف بعض القوى السياسية بعد أحداث مايو الماضي, عندما حاولت أن تؤثر بشكل أو بآخر على الرأي العام اللبناني بقوة السلاح, بعدها تم استخدام هذا السلاح على غير الطريقة والأهداف المعلن عنها.

  الحديث عن السلاح يقود إلى السؤال عن التظاهرة المسلحة التي جرت في "عين الحلوة" بمناسبة ذكرى غياب ياسر عرفات. هل أقنعتك التطمينات التي نقلها السفير عباس زكي?

  السفير عباس ممثل الدولة الفلسطينية في لبنان, نقل إلينا تطمينات بأن هذا السلاح غير موجه ضد الدولة اللبنانية, ونحن على طاولة الحوار الماضي, توصلنا إلى اتفاق بشأن ضبط السلاح الفلسطيني داخل هذه المخيمات, أما السلاح الفلسطيني خارج المخيمات, فيجب إنهاء دوره فوراً. كما نرفض أن تبقى المخيمات الفلسطينية خارج إطار الأمن اللبناني, وتتحول بغياب الدولة لكل الفارين من القضاء اللبناني, وتشكل أيضاً دولة ضمن الدولة, وهذه من الدويلات التي نرفض وجودها ضمن الدولة اللبنانية.

  لماذا جرى التركيز خلال الفيلم الذي عرضه التلفزيون السوري في موضوع التحقيق مع عناصر "فتح الإسلام" على إلصاق تهمة دعم "تيار المستقبل" هذا التنظيم, في وقت كان "تيار المستقبل" من أكبر الداعمين للجيش اللبناني في مواجهة الإرهاب في مخيم »نهر البارد«?

  ليس فقط "تيار المستقبل" الذي وقف مع الجيش في حربه ضد الإرهاب في مخيم نهر البارد, يجب ألا ننسى القرار التاريخي الذي يجب أن يستفيد منه كل اللبنانيين الذي اتخذته أول حكومة بعد انسحاب الجيش السوري برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة بالاتفاق مع الجيش اللبناني, بأن يدخل الجيش للمرة الاولى في تاريخ لبنان إلى مخيم فلسطيني, ليس لاستفزاز الأخوة الفلسطينيين, بل لاجتثاث عصابة إرهابية, لأننا لا نريد مستقبلاً أن تستخدم المخيمات الفلسطينية قاعدة لأي تنظيم إرهابي. عندما نسمع بالمشكلات المتنقلة في المخيمات الفلسطينية في "عين الحلوة" و"البداوي" وبعض القواعد العسكرية الفلسطينية التي يسيطر عليه النظام السوري.

وعلى طاولة الحوار جرى الحديث عن السلاح الفلسطيني خارج المخيمات الموجود بحوزة فصائل فلسطينية تنتمي للمخابرات السورية تمهيداً لوجود الدولة في هذه المخيمات.

وبالتأكيد أصبح معروفاً ماذا وراء توجيه الاتهام ل¯"تيار المستقبل" بدعم "فتح الإسلام", ويتمثل بتخويف الشعب اللبناني من الإرهاب السني, وبكل وضوح, القول إن "حزب الله" هو المقاوم الوحيد ضد العدو الإسرائيلي, كي ينسى الشعب اللبناني ما فعله "حزب الله" في السابع من مايو الماضي وما بعده. بعد أن تحول سلاح المقاومة رغم كل التأكيدات بعدم استخدامه في الداخل, إلى سلاح ميليشياوي بكل معنى الكلمة.

  إثارة موضوع "فتح الإسلام" بهذه الطريقة, هل يخفي وراءه التصاق كل جرائم الاغتيالات التي حصلت منذ اغتيال الرئيس الحريري بهذا التنظيم وحصرها بجماعات إسلامية متطرفة لإبعاد التهمة من النظام السوري?

  هذا مؤكد بكل وضوح, في جريمة اغتيال الرئيس الحريري, هناك من قرر الاغتيال, ومن نفذه. القرار بوضوح أتى من سورية, ولا يمكن لأي فئة على الأرض اللبنانية أن تستعمل كل هذه اللوجيستية في عملية الاغتيال. أما الجهة المنفذة فكلنا نعلم أن تنظيم "فتح الإسلام" مرتبط بالمخابرات السورية, وهو تنظيم مخترق بالإضافة لعدد من الميليشيات الموجودة على الأرض, وربما يكون "حزب الله" مخترقاً أيضاً, ولا أريد استباق التحقيق.

أما القول إن تنظيم "فتح الإسلام" قادر وحده على ارتكاب كل هذه الجرائم, أشك بذلك, لكنه منظمة إرهابية, وقياداته موجودة في سورية, كما قيادات "حماس" وقيادات بقية التنظيمات المتطرفة, وبالتأكيد يجري استعمال هذه التنظيمات لتنفيذ هكذا جرائم. فالتحقيقات الجارية ستكشف ماذا كان عناصر "فتح الإسلام" يريدون عندما جرى تسهيل دخولهم إلى لبنان.

ومن الواضح أن هذه الحركات المتطرفة, الإرهابية, التي تسمى أحياناً "قاعدة", وأحياناً »سلفية«, هذه التنظيمات تعمل على طريقة الاتحاد السوفياتي القديم, عندما كانوا يغسلون أدمغة بعض السجناء, وإخراجهم لتنفيذ بعض الجرائم بعد تحضير العملية بشكل إعلامي ومخابراتي لإبعاد الشبهات عنهم.

هذا المسلسل يذكرني بالأيام الستالينية, واغتيال الرئيس رينيه معوض, أمن للسوريين آنذاك السيطرة الأمنية على كل لبنان, وجعلهم قادرين على ارتكاب كل هذه الجرائم.

  هل تجدين رابطاً بين هذه الجرائم التي حصلت منذ اغتيال الرئيس الحريري بجريمة اغتيال الرئيس معوض, أين أصبح التحقيق في هذه القضية, وهل يمكن أن تتوصل المحكمة الدولية إلى خيوط  تؤكد ارتباط كل الجرائم التي حصلت في عهد الوصاية ببعضها بعضاً?

  أستطيع أن أصف اغتيال الرئيس معوض, بأنه شهيد »الطائف« الحقيقي, وهو أول شهيد ل¯"14 آذار", لأن الرئيس معوض كان يحمل القيم التي تحملها "14 آذار", مؤكداً على سيادة لبنان وعلى بناء الدولة في لبنان, وعلى طبيعة لبنان الديمقراطي العربي ولبنان الموحد.

الرئيس معوض آمن بالمصالحة في لبنان, ولكن للأسف فإن التحقيق لم يستكمل للكشف عن ملابسات جريمة اغتيالاته, رغم تكليف أكبر وأفضل القضاة للتحقيق في هذه الجريمة, لكن لم يتم تزويدهم بالمعلومات الكافية عن هذا الملف.

وعندما شاهدت ما تلا اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري, استرجعت صورة اغتيال الرئيس معوض, كيف تم تنظيف مسرح الجريمة, وإلغاء كل الأدلة, ولم يكلف أحد خاطره بالتفتيش عن أداة التنفيذ, لا, بل بالعكس بقايا حطام السيارتين التي استشهد فيها الرئيس معوض, والسيارة الثانية التي كانت تواكبه سرقت من »سيار الدرك« مباشرة بعد وقوع الجريمة. ولم يكن عندي الإرادة في ذلك الحين, لأن المواد التي استعملت في الجريمة كانت مواد جديدة وغير معروفة وكانت نوعاً من »الليزر« وتتطلب خبراء من الخارج لتحليلها والكشف عليها.

ولذلك طالبت باستقدام خبراء من الخارج للمساعدة في التحقيق وعلى نفقتي الخاصة, ولكن لم ألقَ آذاناً صاغية, ولم يجرِ تحقيق جدي في جريمة بهذا الحجم.

  هذا يعني أن هناك استحالة لتحريك هذا الملف بعد كل هذه السنوات, وبعد خلوه من الأدلة الكافية للكشف عن خيوط الجريمة?

  لا... لأنني على قناعة تامة, أن المحكمة الدولية ستحقق مع أشخاص كانوا موجودين أيام اغتيال الرئيس معوض, من ضباط سوريين, وقادة فصائل متحالفة معهم, وما زالوا أحياءً. أملي كبير جداً أن يستطيع التحقيق الدولي الكشف عن الكثير من الخيوط بالنسبة لاغتيال الرئيس بالذات.

  ماذا تريدين أن تقولي للرئيس معوض بعد ثلاث سنوات على انطلاقة "ثورة الأرز"?

  أولاً: أستطيع تطمينه بأن الله أعطانا القوة لنرفع راية قضيته, ولم نزل رغم كل الضغوط والتهديدات والمخاطر دفاعاً عن القيم التي استشهد من أجلها, فقد كان يرفض الهيمنة السورية المباشرة التي فتح اغتياله الباب للسيطرة على لبنان. والعملية العسكرية التي  حصلت في اكتوبر العام 1990, والتي كان يرفضها كلياً, واعتبرها من أهم أسباب اغتياله بعد أن رفض بإصرار اقتحام قصر بعبدا عندما كان يتحصن فيه العماد ميشال عون. والتي فتحت الأوتستراد للدخول السوري, وخصوصاً إلى المناطق المسيحية. كما رفض أن يؤازر الجيش اللبناني جيشاً آخر لعملية تمرد العماد عون, وكان يخطط لإعادة اللحمة للجيش اللبناني عن طريق الحوار والقناعة.

أطمئنه في الوقت الحاضر إلى خروج الجيش السوري من لبنان والجيش اللبناني بأكثريته أصبح يعي ما حصل, ولماذا اغتيل رينيه معوض. لأنه كان يريد بناء الدولة, وتأمين السيادة, والتأكيد على وجود الجيش اللبناني والقوى الأمنية في كل شبر من الأراضي اللبنانية. وهذه تعيدنا لترسيم الحدود, الذي كان أول ما طرحه الرئيس معوض, إضافة إلى سيطرة الدولة على المخيمات الفلسطينية.

  في موضوع الحوار, يبدو أن الستراتيجية الدفاعية لسلاح المقاومة لن يجري الاتفاق عليها قبل الانتخابات النيابية, ما يعني أن هذه الانتخابات ستجري في ظل السلاح, كيف يمكن ضبط هذا السلاح وعدم استخدامه كأداة ضغط على الانتخابات?

  ليت الأمر يقتصر على سلاح "حزب الله" فقط, لا بل طلب من العماد عون أن يتقدم باقتراح أن يكون السلاح في متناول كل الشعب اللبناني, الذي تحول إلى مقاومة, ماذا يعني هذا الكلام, يعني انتشار السلاح ليس فقط السلاح الموجود بين أيدي "حزب الله", ليصبح لبنان مجموعة دويلات طائفية, مسلحة, مدربة, لا نعرف ضد أو مع من!

  لماذا اعترضتم على هذه الستراتيجية الجديدة, رغم أنها تجعلكم تمتلكون السلاح مثل "حزب الله"?

  نمتلك السلاح صحيح, لكنها تجعلنا نهدم بلدنا بأيدينا.

  في موضوع الانتخابات النيابية, يقولون أن الانتخاب على أساس القضاء وتحديداً في زغرتا يشكل خطراً على شعبية آل معوض خصوصا, وعلى 14 آذار عموما لمصلحة خصمكم الوزير السابق سليمان فرنجية, فماذا تقولين?

  لست أنا من يطمئن الناس. أولاً: عليهم الإطلاع على تاريخ آل معوض في زغرتا بالنسبة لكل الانتخابات ونتائجها غير انتخابات العام 2005 التي نعرف أجواءها. النتائج ستبرهن, وكل من يعيش في قضاء زغرتا مطمئن سلفاً للنتيجة, لأن ابن زغرتا, وابن قضاء زغرتا متمسك بتاريخه, ومتمسك بقيمه, ومتمسك برموز الجمهورية اللبنانية, وبرموز المسيحية, ومتمسك بوجود رئاسة جمهورية, ومتمسك ببكركي وسيدها. مهما كان اسمه, لأنه صرح تاريخي وطني, ومن ثم ماروني, متمسك بالعيش بسلام ومحبة مع محيطه. زغرتا كانت دائماً العاصمة المارونية المنفتحة في شمال لبنان, حدودها تلتقي مع محيطها الإسلامي في طرابلس والضنية والمنية, والمسيحي في بشري والكورة, وتشكل رمزاً للعيش المشترك المريح, بالتنسيق مع كل القيادات, وزغرتا من أيام يوسف بك كرم حتى اليوم, لها تاريخ ومسلمات لا تستطيع الخروج منها, والشعب الزغرتاوي متمسك بهذه المسلمات.

  هل حسم خيار اللائحة الانتخابية التي تطلبون ثقة الشعب الزغرتاوي على أساسها, ومن سيمثل بيت معوض, أنت أم نجلك ميشال?

  الخيار أعلن منذ أربعة أشهر, ميشال معوض هو المرشح, أنا سأكمل حياتي السياسية خارج الندوة النيابية, لأنني أعتبر ان العمل السياسي ليس بالضرورة أن يكون من داخل المجلس النيابي, لا بل له أفق واسع سمح لي كل هذه السنوات أن أحملها بأمانة.

نائلة معوض عليها مسؤوليات داخل وخارج لبنان, من خلال »مؤسسة رينيه معوض« في الشأنين السياسي والاجتماعي. اللائحة التي شكلها ميشال معوض أصبحت محسومة وتضم إليه, كلاً من جواد بولس ويوسف الدويهي.

  هل تؤيدين إقامة كتلة نيابية كما اقترح الرئيس سليمان?

  أنا مع كتلة موالية لرئيس الجمهورية, وهذا عرف جرى اعتماده في كل تاريخ لبنان بالعلن منذ أيام الرؤساء: بشارة الخوري وفؤاد شهاب وكميل شمعون وسليمان فرنجية, لا أعرف ما هي نظرة رئيس الجمهورية لهذه الكتلة, لكن القول بأنها كتلة محايدة, فأنا أعترض على كلمة محايدة.

الرئيس سليمان ليس محايداً, إنه على مسافة واحدة من الجميع ضمن إطار رسالته ومسؤوليته في الحفاظ على الدستور اللبناني. لبنان وطن نهائي لكل أبنائه, لبنان بكل قواه الأمنية, ولا يحق لأحد أن يمنع الجيش والقوى الأمنية اللبنانية الدخول لأي مكان على عكس ما جرى للطوافة التي أطلقت عليها النيران في تلة سجد.

نشعر بالفخر لأن حكومتنا هي التي اتخذت قرار إرسال الجيش إلى الجنوب بعد 26 عاماً, منع خلالها من الدخول إلى الجنوب, وطالما أن الدستور اللبناني ينص على المحافظة على السيادة اللبنانية, ولا يجوز لأي فريق أن يحتكر قرار السلم والحرب بمعزل عن الدولة, فالدستور أيضاً واضح بشأن هوية لبنان العربية, وبانفتاحه على المجتمع الدولي وبالتزامه بقرارات الأمم المتحدة, وواضح بنظامه الديمقراطي, فهو لم يلحظ إقفال مجلس النواب مدة سنتين.

رئيس الجمهورية مؤتمن بالحفاظ على الدستور, وعليه أن يكون على مسافة واحدة من كل القوى, شرط تطبيق الدستور, أما الكلام عن حيادية, ليكون رئيس الجمهورية »صورة« فنحن نرفض ذلك, وجود رئيس الجمهورية ضروري جداً في المشاركة الوطنية وضروري جداً لتفعيل المشاركة المسيحية في الدولة. وسبب وجوده هو الحفاظ على الدستور, فلا يجوز الكلام عن الحيادية بكتلة نيابية أو من دون كتلة نيابية. في خطاب القسم, أعلن الرئيس سليمان ستراتيجية تطبيق الدستور, وإعادة بناء الجيش وبناء المؤسسات وبناء لبنان الدولة, وليس لبنان الدويلات, لبنان الوطن وليس لبنان القمعي, لبنان الساحة, يعيدنا مرة جديدة لإعادة طرح العلاقة مع سورية. نحن لا نريد إلا علاقات طبيعية وندية مع الدولة السورية, وبالمقابل نريد اعترافاً من النظام السوري بوجود دولة اسمها لبنان, وليست قطراً آخر لسورية. هذا الاعتراف الرسمي يتطلب ترسيم الحدود, وبإقامة العلاقات الديبلوماسية والتعاطي من دولة لدولة, في قضية المفقودين والمعتقلين في السجون السورية, وإعادة النظر بدور المجلس الأعلى السوري - اللبناني وبكل الاتفاقيات التي أبرمت في عهد الوصاية.

  هل أخافك وزير الشؤون الاجتماعية عندما هدد بفتح ملفات وزارة الشؤون عندما كانت بعهدتك?

  وزير الشؤون الاجتماعية خدمني بعد ثلاثة أيام من وجوده في الوزارة, عندما فتح ملف »بيت المحترف«, سمح لي أن أبرهن لكل الشعب اللبناني ما فعلت في هذا الملف بالذات, وأنا على استعداد لفتح أي ملف, وستكون فرصة لي للتعبير عن المشاريع التي ابتكرتها, وعملت عليها لأشهر, وهي مكننة الوزارة, ومشروع دراسة الأسر الفقيرة على صعيد الوطن, وعلى الأقل عندما يلحظ البيان الوزاري تأمين شبكات أمان عن مشكلات المجتمع اللبناني, وخصوصاً في موضوع المفقودين والأطفال والأسر الفقيرة والمسنين. والمرأة التي يقارن اسمها بالفقر لسوء الحظ, بالتعاون مع البنك الدولي, ومع دول نجحت فيها مثل هذه الدراسات, وبنوع خاص التعاون مع فريق عمل من جورجيا, كان لي الشرف وضع الأسس لهذا المشروع, وأتمنى أن يستكمل بالطريقة التي بدأناها, وأتمنى على الدولة أن تقدم الدعم لكل الشعب اللبناني.

هذا المشروع استطعت تأمين الدعم له من »اليو آند بي« وهبة من السفارة الإيطالية والبنك الدولي, والمشروع الثالث بالتعاون مع المشروع الإيطالي لدمج الأطفال في المدارس الرسمية, لتجاوز صعوبات تعليمهم.

هذه المواضيع جديدة في وزارة الشؤون, وأنا فخورة بوضع الأسس لها, وأشكر الوزير ماريو عون الذي أتاح لي فرصة التحدث عن هذه المشاريع بعد محاولة البعض تضليله لإثارة هذا الملف, ولا أريد الدخول بالتفاصيل أكثر, لأن الشأن الاجتماعي أصبح مهماً في العالم.

وأنا فخورة بإنشاء الحكومة اللبنانية لجنة وزارية تعنى بالشأن الاجتماعي, وهي من مسؤولية معظم وزارات الخدمات, للتنسيق الدائم ومنع الازدواجية الموجودة بطريقة عشوائية, وتأسيس ستراتيجية اجتماعية لقيت الصدى من الدول المانحة التي أصرت على وجود سياسة اجتماعية للمرة الاولى في مؤتمر "باريس - 3", أتمنى على الوزير عون أن يستكمل هذه المشاريع, بدل التفتيش عن فضيحة لم يجدها حتى اليوم, لأن هذا الأسلوب ليس من عمل الوزراء.

  هل من كلمة أخيرة في نهاية هذا الحوار?

  من دون شك أخواننا العرب برهنوا رغم الدمار الفظيع الذي تعرض له لبنان في حرب يوليو, عن وقوفهم إلى جانب لبنان ومشاركتهم بإعادة البناء, ولغاية الآن يوجد بعض المشاريع التي لم يستكمل إنجازها, وأقصد مشاريع دولة الكويت التي تحقق الاستفادة أكثر من منطقة لبنانية.

كما أن »حرب البارد« دمرت وأفقرت منطقة الشمال, لكن أبناء الشمال ستبقى رأسهم مرفوعة وشامخة, لأنهم دعموا بكل قواهم الجيش اللبناني, كما قدموا عشرات الشهداء, وهذا من عناصر نجاح الجيش اللبناني.