المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 25  تشرين الثاني/2008

إنجيل القدّيس لوقا .32-27:11

وبَينما هو يَقولُ ذلك، إِذا امَرأَةٌ رَفَعَت صَوتَها مِنَ الجَمعِ فقالَت لَه: «طوبى لِلبَطنِ الَّذي حَمَلَكَ، ولِلثَّدْيَيْنِ اللَّذَينِ رَضِعتَهما!»فقال: «بل طوبى لِمَن يَسمَعُ كَلِمَةَ اللهِ ويَحفَظُها!». واحتَشَدتِ الجُموعُ فأَخَذَ يقول: «إِنَّ هذا الجِيلَ جيلٌ فاسِدٌ يَطلُبُ آية، ولَن يُعْطى سِوى آيةِ يُونان. فكما كانَ يونانُ آيةً لأَهلِ نِينَوى، فكذلِكَ يَكونُ ابنُ الإِنسانِ آيَةً لِهذا الجيل. مَلِكَةُ التَّيمَنِ تَقومَ يَومَ الدَّينونَةِ مَعَ رِجالِ هذا الجيلِ وتَحكُمُ علَيهِم، لِأَنّها جاءَت مِن أَقاصي الأرضِ لِتَسمَعَ حِكمَةَ سُلَيمان، وههُنا أَعظَمُ مِن سُلَيمان. رِجالُ نِينَوى يَقومونَ يَومَ الدَّينونَةِ مَعَ هذا الجيلِ ويَحكُمونَ علَيه، لأَنَّهم تابوا بإِنذارِ يُونان، وههُنا أَعظمُ مِن يُونان.

 

القدّيس إيريناوس اللَّيوني (حوالى 130-208)، أسقف، ولاهوتي وشهيد

ضدّ الهرطقات 3/آية يونان

لقد أظهر الله الصبر أمام ضعف الإنسان، لأنّه رأى مُسبقًا النصر الذي كان سيعطيه إيّاه يومًا من خلال كلمته؛ لأنّه حين بلغَت "القُدرَة الكَمالَ في الضعف" (2قور12: 9)، أظهر الكلمة طيبة الله وقدرته العظيمة. والحقيقة أنّ ما حصل للإنسان يشابه ما جرى للنبيّ يونان. فقد سمح الله أن يبتلعَه الحوت، ليس لكي يختفي ويفنى كليًّا، بل لكي بعد أن يبصقَه الحوت، يصبح أكثر استسلامًا لله ويمجّده أكثر على منحه هذا الخلاص غير المرتقب. وكان ذلك أيضًا ليحثَّ أهل نينوى على التوبة الصادقة وليُهديهم إلى ذاك الذي سيخلّصهم من الموت، لأنّهم دُهشوا بالآية التي اكتملَت في يونان... وبالطريقة نفسها، سمح الله منذ البدء، أن يبتلعَ الوحشُ الكبير والمتمرِّد، الإنسانَ، لا ليَختفي ويَفنى كليًّا، بل لأنّ الله كان يعدّ مسبقًا الخلاص الذي كان سيُنجزه كلمتُه من خلال "آية يونان". أُعِدَّ هذا الخلاص للذين كانوا سيكنّون لله المشاعر نفسها كيونان، وللذين كانوا سيُعبّرون عنها بالكلام نفسه: "أنا عبرانيّ، وإنّي أتّقي الربّ، إله السموات، الذي صنعَ البحر واليَبس" (يون1: 9). لقد أرادَ الله من الإنسان، الذي تلقّى منه خلاصًا غير مرجو، أن يقوم من بين الأموات وأن يمجِّد الله قائلاً مع يونان: "إلى الربّ صرختُ في ضيقي فأجابَني من جوف مثوى الأموات" (يون2: 3). أرادَ الله أن يبقى الإنسان دائمًا مُلتزمًا بتسبيحه وبتمجيده بلا انقطاع على هذا الخلاص الذي تلقّاه منه.

 

قلق من توقيت زيارته إلى طهران وانعكاسات التوتر في ملفها النووي على أوضاع البلاد

تحذيرات عربية لسليمان من "إدخال" الإيرانيين رسميا الى لبنان

لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

حذر ديبلوماسي خليجي الرئيس اللبناني ميشال سليمان عشية زيارته أمس الى طهران من "أي خطأ قد يرتكبه لادخال الايرانيين الى لبنان رسميا من الباب الذي خرج منه السوريون في ابريل 2005 تحت غطاء التعاون الثنائي" الاقتصادي والتجاري والصناعي, عن طريق تفعيل عدد من البروتوكولات والاتفاقات السابقة الموقعة بين لبنان وايران وظلت حتى الآن حبرا على ورق, أو عقد اتفاقات جديدة " تأخذ في عين الاعتبار الخبرات الإيرانية" في مجال شق الطرقات ومشاريع البنى التحتية والسدود والانفاق, ومشاركة إيرانية في إزالة الألغام والقنابل العنقودية الاسرائيلية في جنوب البلاد".

 وأعرب الديبلوماسي في اتصال به من لندن, عن " قلق عواصم عربية من ان تلعب حيادية الرئيس اللبناني الجديد "المفرطة" بين قوى الرابع عشر من آذار من جهة وقوى "8 آذار" بقيادة " حزب الله" الإيراني بامتياز من جهة أخرى دورا خطيرا في فتح أبواب لبنان أمام المد الإيراني غير المعلن بشكل رسمي في الوقت الذي يحاول فيه العالم, وخصوصا الدول العربية, قطع دابر هذا التمدد وحصره وتطويقه ومنعه من الاجتياح الواسع, ما من شأنه ان يدخل هذا البلد العربي  الديمقراطي بوتقة الدول والجهات والمجموعات العاملة مع الإيرانيين , وكأن (الرئيس) سليمان عائد من الحرب, فيما كل المؤشرات تؤكد أن أميركا وأوروبا واسرائيل ذاهبة اليها ضد الدولة الفارسية للقضاء على برنامجها النووي الذي كشفت الاستخبارات العبرية الأحد الماضي النقاب عن أنه سينتج ثلاث قنابل قبل نهاية العام المقبل.

 وقال الديبلوماسي الخليجي ل¯"السياسة" ان "التحالفات في الشرق الاوسط لا تقبل التأويل أو الحيادية: فإما أنت مع العرب والعالم أو مع إيران وسورية , وليس هناك أي حل وسط, فالامور واضحة والجبهات محددة, لذلك هناك خشية حقيقية في خضم المساعي المريرة لنزع سلاح "حزب الله" الإيراني في لبنان لتجنيبه الكوارث والويلات مجددا , من ان يرضخ الرئيس سليمان في طهران لاستبدال "شركة قاسيون" السورية التي عملت على الأراضي اللبنانية طوال أكثر من خمسة عشر عاما, في شق  الطرق وعمليات البناء وشق المجاري وتوسيع الانهر, بشركة "جهاد البناء" الإيرانية العاملة تحت عباءة "حزب الله" منذ سنوات لاعادة ترميم بنى دويلته التي دمرتها الحروب مع اسرائيل, ولكن عبر اتفاقات حكومية لبنانية هذه المرة , تؤدي الى دخول آلاف العناصر من الحرس الثوري الإيراني كعمال وموظفين فيها على غرار آلاف عناصر الاستخبارات السورية في شركة " قاسيون" وتحت ستار الايدي العاملة على الاراضي اللبنانية".

وذكر الديبلوماسي أن بعض الدول الخليجية والعربية "نقلت قلقها من هذه الزيارة التي تأتي بعد زيارة مماثلة لدمشق في اغسطس الماضي, الى ديبلوماسيين وقادة لبنانيين في عواصمها وفي بيروت, مؤكدة أنها (الزيارة)" تأتي في الوقت غير المناسب والأكثر حرجا بسبب عدم امتثال ايران للقرارات الدولية وعلى رأسها قرارات لجنة الطاقة الذرية الدولية, ما قد يضع علامات استفهام كبيرة من المجتمع الدولي والعالم العربي على السلوك اللبناني الجديد الذي اهتز اصلا في نظر هؤلاء منذ احتضان النظام القائم برئاسة سليمان "مقاومة" " حزب الله" حتى في البيان الوزاري الاخير, اذ قد يفتح هذا الاحتضان ابواب الجحيم على لبنان ودولته ومؤسساته وشعبه في أي حرب عدوانية اسرائيلية جديدة عليه.

وتساءل الديبلوماسي "كيف يمكن تفسير زيارة سليمان الى طهران في الوقت الذي اعلن فيه رئيس اللجنة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي تمرد الإيرانيين على قرار لجنته وقف تخصيب اليورانيوم. بحيث باتوا الآن يمتلكون 650 كيلو غراما من المواد المشعة القادرة على صنع قنابل نووية, وفي الوقت الذي يجري فيه سلاح الجو الاسرائيلي تدريبات في صحراء النقب لتنفيذ ضربة جوية للمنشآت النووية الايرانية? ولماذا يدخل لبنان الآن هذه المعركة وكأنه طرف فيها مؤيد لإيران?".

 

قمة رئاسية لبنانية - إيرانية في طهران تداولت الوضع الدولي ومحادثات مع وزير الخارجية الإيراني ولقاء مع مسؤول الملف النووي

الرئيس سليمان: لتكن الزيارة محطة ومناسبة لتعزيز العلاقات ونشكر إيران شعبا وحكومة على ما قدموه إلينا في الأعوام الأخيرة

الرئيس نجاد: مستعدون لدعم لبنان ونتمنى أن تبقى رايته مرفوعة

النموذج اللبناني شجاع في وجه التحديات وكسرالعنجهية الصهيونية

لقاءات بين وزراء لبنانيين وإيرانيين عرضت تطوير وتعزيزالتعاون

الوزير بارود: وضعنا خطوطا للتوصل إلى مشروع تفاهم في امور مختلفة

الوزير زعيتر: هناك تطلعات لتعزيز العلاقات بما يخدم الصناعة في بلدينا

وطنية - 24/11/2008 (سياسة) استهل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لقاءاته في إيران، بقمة رئاسية جمعته مع نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد، بحثت في مختلف الملفات المتصلة بالعلاقات الثنائية والوضعين الاقليمي والدولي، وسط تطابق في وجهات النظر في مقاربة القضايا موضوع البحث والتداول. ويلتقي الرئيس سليمان غدا المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية السيد علي خامنئي وعددا من المسؤولين الايرانيين.

وكان الرئيس سليمان وصل الى مطار مهرباد الدولي في طهران، في الحادية عشرة بتوقيت بيروت، في زيارة رسمية تستمر ليومين يرافقه وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ, ووزير الداخلية المحامي زياد بارود, ووزير العمل محمد فنيش, ووزير الاقتصاد محمد الصفدي, ووزيرالصناعة غازي زعيتر، ووزيرالدولة لشؤون المهجرين ريمون عودة إضافة إلى وفد إداري وإعلامي.

وكان في استقبال الرئيس سليمان في مطار مهرباد الدولي وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي، وأركان الوزارة ووزير الاسكان الإيراني سعيدي كياه، والسفير اللبناني زين الموسوي، وسفراء الدول العربية المعتمدين في طهران.

وبعد استراحة قصيرة في قصر سعدأباد، مقر إقامة الرئيس سليمان، توجه رئيس الجمهورية اللبناني إلى قصر باستور، مقر إقامة الرئيس الإيراني، حيث أعد له استقبال رسمي. وبعد وصوله الى الباحة الخارجية للقصر، كان في استقباله الرئيس نجاد الذي صافحه مرحبا.

ثم اعتلى الرئيسان منصة الشرف، فعزف النشيدان اللبناني والايراني ليستعرضا ثلة من حرس الشرف، ويصافحا بعدها أعضاء الوفدين الرسميين الايراني واللبناني.

ثم عقد اجتماع موسع ضم الوفدين، شكر خلاله الرئيس سليمان للرئيس نجاد دعوته وحسن الاستقبال، مشيرا إلى "تطور الأوضاع في لبنان منذ اتفاق الدوحة حيث أعيد إحياء المؤسسات الدستورية بدءا بانتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية وعودة مجلس النواب إلى الاجتماع وممارسة دوره التشريعي في شكل منتظم". وتمنى الرئيس سليمان "أن تكون الزيارة محطة ومناسبة لتعزيز العلاقات الثنائية"، شاكرا الحكومة الايرانية والشعب الايراني على "ما قدموه إلى لبنان وشعبه خلال الأعوام الأخيرة".

الرئيس نجاد

من جهته، رحب الرئيس نجاد بالرئيس سليمان والوفد اللبناني، مبديا سروره باستقباله في طهران، مجددا التأكيد على "استمرار الدعم والوقوف بجانب لبنان"، مشيدا ب"النموذج اللبناني الشجاع في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي والصمود في وجه التحديات وكسر العنجهية الصهيونية".

وتمنى الرئيس نجاد "أن تبقى راية لبنان مرفوعة راية عز وكرامة"، مؤكدا "الاستعداد لدعم لبنان في كل المجالات".

قمة ثنائية

وبعد المحادثات الموسعة، عقدت قمة ثنائية بين الرئيسين اللبناني والإيراني تناولت العلاقات الثنائية والتطورات في المنطقة.

لقاءات

واستقبل الرئيس سليمان في جناحه في قصر باستور على التوالي وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي والأمين العام لمجلس الامن القومي الايراني ومسؤول الملف النووي الدكتور سعيد جليلي، وبحث مع كل منهما في العلاقات الثنائية وسبل تفعيلها وتعزيزها، كذلك تناول البحث الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط.

ومساء، أولم الرئيس الايراني على شرف الرئيس سليمان في حضور أعضاء الوفدين اللبناني والايراني.

لقاءات جانبية

وعلى هامش القمة، عقدت لقاءات جانبية بين عدد من الوزراء اللبنانيين ونظرائهم الايرانيين تم خلالها البحث في أوجه التعاون الثنائي ومجالات التطوير.

وفي هذا السياق، التقى الوزير صلوخ نظيره الايراني منوشهر متكي، وعقد الوزير بارود لقاء مع نظيره الايراني صادق محصولي.

كما التقى الوزير زعيتر نظيره الايراني أكبر محربيان. والتقى الوزير فنيش نظيره الايراني محمد جهدومي.

كما عقد لقاء بين الوزير الصفدي ووزير المال والاقتصاد الايراني محمود حسيني والوزير كياه.

الوزير بارود

وعن أجواء محادثاته، قال الوزير بارود في حديث إلى "الوكالة الوطنية للاعلام": "حصرنا موضوعنا بما يعني وزارة الداخلية. إني لا أتطرق الى المواضيع التي تخص وزارة الدفاع، بل إلى ما يخص وزارة الداخلية. وبحثنا في إمكانات النقاط المشتركة وبما قد يتم من تعاون بين البلدين. وهذا كله يحتاج الى بلورة ومتابعة واختصاصيين للبحث في المواضيع. وضعنا خطوطا عريضة لتعاون محتمل، وربما للتوصل لاحقا الى مشروع تفاهم في مواضيع مختلفة لن أدخل في تفاصيلها".

وعما إذا كان يشمل هذا التعاون تعزيز القدرات التقنية والأمنية، قال الوزير بارود: "هذا الموضوع يبحث لاحقا في أطر معينة".

الوزير زعيتر

من جهته، قال الوزير زعيتر: "التقينا وزير الصناعة الايراني. في الماضي، وقعت مذكرات تفاهم بين لبنان وايران تتعلق بتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية، ومن ضمنها العلاقات الصناعية بين القطاعين الصناعيين في كلا البلدين".

أضاف: "إن مستوى هذه العلاقة هو في حدود ضيقة جدا. هناك تطلع من لبنان على صعيد الحكومة ككل، وطبعا بتوجيه من الرئيس سليمان وايران، إلى تطوير هذه العلاقة وتعزيزها بحيث تخدم هذا القطاع".

وعما إذا كانا وضعا آلية لذلك، قال الوزير زعيتر: "ما بحثناه هو في بعض اوراق التفاهم السابقة، التي ستستكمل من الجانبين اللبناني والايراني في المستقبل. وجه إلي وزير الصناعة الايراني دعوة للحضور الى ايران لتعمل هذه اللجان وفق آلية، وتضع الخطوط العريضة والتفصيلية ايضا لهذه العلاقة بين لبنان وايران".

وعما اذا تم التطرق الى الجانب النفطي، قال: "هذا الموضوع يتحدث عنه الرئيس سليمان، وخصوصا المواضيع الاستراتيجية مثل النفط كإعطاء لبنان الأسعار التشجيعية أو المخفضة، هذا الأمر يطرحه الرئيس سليمان".

 

القزي: عون يختلق أمورا ليست موجودة

 أخبار المستقبل/رأى المستشار السياسي للرئيس أمين الجميل سجعان القزي أن الشروط التي يضعها السوريون لاستقبال ميشال عون تضطره لاتخاذ مواقف تصعيدية بما فيها المزايدة على الصعيد اللبناني وخصوصا المسيحي. وأسف أن يكون عون وصل إلى هذه الحالة كي يطلب من الرئيس أمين الجميل الاعتذار، مشيرا الى أن بعد استشهاد النائب بيار الجميل اجتمع ميشال عون الى الرئيس الجميل، وأيضاً كانت هناك لقاءات مشتركة بين التيار الوطني الحر وحزب الكتائب.

وأضاف القزي: "لا ندري ما يحصل مع النائب ميشال عون كي يختلق أمورا ليست موجودة". وعن الاستراتيجية الدفاعية، قال: "ان أي استراتيجية لا تشرع سلاح "حزب الله"، ولا تبقي عليه ولا تعطيه حرية التحرك على جميع الاراضي اللبنانية ستكون استراتيجية مرفوضة من قبل "حزب الله"، وسأل القزي: "لما تضييع الوقت في تلك الجلسات". وختم ان ما حققته قوى الرابع عشر من آذار هو إنجاز كبير في تاريخ لبنان لأن من كانوا يتقاتلون بالأمس أصبحوا اليوم حلفاء في خندق واحد دفاعاً عن لبنان السيد الحر المستقل.

 

غسان كنعان سلم نفسه الى مخابرات الجيش في الشمال

وطنية- 24/11/2008(أمن) أفادت مندوبة الوكالة الوطنية للاعلام في البترون لميا شديد أن المطلوب في حادثة محاولة إغتيال مرافق شقيق النائب بطرس حرب حنا ساسين حرب في البترون غسان كنعان، سلم نفسه الى مكتب رئيس فرع مخابرات منطقة الشمال في الجيش اللبناني.

 

اشكال في اليسوعية على خلفية احتفال للكتائب

وطنية - 24/11/2008 (سياسة) جاءنا من الدائرة الاعلامية في حزب الكتائب اللبنانية البيان الاتي:

"في مناسبة ذكرى استشهاد الوزير بيار الجميل احيا طلاب حزب الكتائب اللبنانية في جامعة اليسوعية بمشاركة من طلاب 14 اذار، الذكرى من خلال رفع صور للشهيد ووضع اكاليل من الورد تحتها، وقام رئيس مصلحة الطلاب ايلي معلوف بتوجيه كلمة في المناسبة اثارت غضب طلاب 8 اذار فعمدوا الى استفزاز الطلاب المشاركين في الاحتفال ما دفع القوى الامنية الى فصل الطلاب عن بعضهم البعض من خلال ابقاء المحتفلين خارج حرم الجامعة فيما طلاب 8 اذار داخل الحرم، واشار احد الطلاب الى انه ستجرى اليوم امتحانات وهم غير قادرين على الدخول الى الصفوف".

 

اليسوعية علقت الدروس ليوم واحد إثر توتر في حرم العلوم الاجتماعية

وطنية- 24/11/2008 (تربية) صدر عن رئاسة جامعة القديس يوسف البيان الآتي: "نظرا الى التوتر الذي حصل ظهر اليوم الإثنين الواقع في 24/11/2008، بين مجموعات من الطلاب في حرم العلوم الإجتماعية، قررت رئاسة الجامعة تعليق الدروس ليوم الإثنين في الحرم في هوفلين، على أن تستأنف الدراسة طبيعيا صباح الثلثاء الوقع في 25/11/2008".

 

لجنة الطلاب في "التيار الوطني الحر" اوضحت ملابسات اشكال اليسوعية

وطنية - 24/11/2008 (تربية) أصدرت لجنة الشباب والشؤون الطالبية في "التيار الوطني الحر" البيان الآتي: "بعد الحادث الدموي في كلية العلوم الفرع الثاني في الفنار، واحراق علم التيار في جامعة الروح القدس في الكسليك، وما تعرض له النائب عباس هاشم ومرافقيه في الضبية، وبعد سلسلة من التصرفات المليشيوية والاستفزازات، كان آخرها تمزيق صور رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون وشعارات التيار في بلدة عين ابل. نرى اليوم فريق 14 آذار ممثلا بحزبي القوات والكتائب اللبنانية، يعبر مجددا عن ثقافته العدائية، فيعتدي أنصاره على الجامعة اليسوعية متذرعين بواجبهم الوطني تجاه (الوزير) الشهيد بيار الجميل، منتهكين قوانين الجامعة وأنظمتها جميعا".

اضاف: "بعدما صدر قرار عن رؤساء الهيئات الطالبية في الجامعة اليسوعية بالتنسيق مع الادارة بمنع جميع النشاطات السياسية، لأي طرف كانت، داخل حرم الجامعة، قرر طلاب الكتائب والقوات اقامة نشاط في ذكرى استشهاد بيار الجميل، ولما لم يحصلوا على الاذن من رؤساء الهيئات والادارة، أقاموا نشاطهم خارج حرم الجامعة، مشكلين حاجزا يمنع الطلاب من العبور من الجامعة واليها، وعندما لم يلقوا ردا على استفزازهم هذا من طلاب التيار الوطني الحر، قرروا اكمال نشاطهم داخل الجامعة عبر ادخال اكليل للشهيد الجميل الى الكلية، ما أدى الى تصادم مع قوى الأمن الداخلي، فتحولت ذكرى الشهيد تظاهرة ضد المعارضة أبرز شعاراتها شتائم موجهة إلى العماد عون". وتابع: "تفاديا للمشاكل واستدراكا للموقف وبالتنسيق مع ادارة الجامعة، وافق طلاب التيار الوطني الحر على ادخال الاكليل الى حرم الجامعة. ويهمهم التذكير بأن جميع نشاطاتهم كانت تقام بطريقة سلمية خارج حرم الجامعة من دون مشاكل، ما يدفعهم للتساؤل لماذا الجامعات التي يكتسح مقاعدها التيار الوطني الحر تكون دائما عرضة للمشاكل دون سواها؟".

 

مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك افتتح اعمال مؤتمره ال 18 في بكركي

البطريرك صفير عرض لسيرة بولس الرسول واندفاعه في نشر رسالة المسيح

الكاردينال ساندري: الحوار بين الاديان مهم من اجل تطور العالم

وطنية - 24/11/2008(سياسة) افتتح مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك اعمال مؤتمره الثامن عشر في الصرح البطريركي في بكركي بضيافة البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير وبمشاركة البطاركة: انطونيوس نجيب بطريرك الاسكندرية الاقباط, غريغوريوس الثالث لحام, بطريرك انطاكيا وسائر المشرق والاسكندرية واورشليم للروم الملكيين, نرسيس بدروس التاسع عشر, كاثوليكوس كيليكيا الارمن الكاثوليك, فؤاد طوال, بطريرك اورشليم للاتين, وميشال صباح بطريرك اورشليم للاتين سابقا, اضافة الى المطران ميشال قصارجي ممثلا بطريرك بابل على الكلدان , ورئيس المجمع الشرقي في حاضرة الفاتيكان الكاردينال ليوناردو ساندي , ويشارك في الاجتماع ايضا عن الطائفة السريانية المطرانان جورج صليبا وانطوان بيلوني , وكذلك السفير البابوي في لبنان لويديجي غاتي, وسكرتير السفارة توماس حبيب , اضافة الى الامين العام لمجلس كنائس الشرق الاوسط القس جرجس صالح.

اما امناء السر المشاركون في المؤتمر الاب خليل علوان الامين العام للمجلس, المطران ميشال ابرص النائب البطريركي للروم الكاثوليك الخور اسقف فيليب نجم , المعتمد البطريركي الكلداني لدى الكرسي الرسولي والنائب البطريركي لجمعية كهنة بزمار البطريركية المونسنيور ميكايل موراديان.

البطريرك صفير

والقى البطريرك صفير كلمة جاء فيها: "انا نرحب بصاحب النيافة الكاردينال ليوناردو ساندري, رئيس المجمع الشرقي السامي الاحترام, الذي يزور لبنان لاول مرة, على ما اعتقد, وانا نتمنى لنيافته اقامة في ما بيننا مريحة, اما احوال كنائس الشرق الاوسط الكاثوليكية, فهو على اطلاع عليها, وان زيارته خلال هذا الاسبوع لبعض المناطق اللبنانية ستزيده اطلاعا على شؤونها ومعرفة بها وبتاريخها وحاضرها.

فأهلا وسهلا بكم, يا صاحب النيافة بين اهلكم ومعاونيكم في نشر رسالة المسيح على هذه الارض التي باركها السيد المسيح بقدومه اليها في صور وصيدا وانطلق منها الى العالم. ان موضوع اجتماعنا هذه السنة التأمل في سيرة حياة القديس بولس رسول الامم في مناسبة مرور الفي سنة على مولده, وقد قيل فيه انه كان ذا طبع ناري لشدة حماسه واندفاعه في سبيل نشر رسالة المسيح وهو القائل" فأن كنت ابشر فلا فخر لي, لان ذلك ضرورة مفروضة علي, والويل لي ان لم ابشر.

والحديث عن بولس الرسول يطول, لكننا نقتصر منه على ما يكفي للتعرف الى شخصيته وقصة ارتداده على طريق دمشق معروفة, وقد اوردها كتاب اعمال الرسل في الفصل التاسع بقوله:"اما شاول الذي صار بولس بعد اعتناقه المسيحية فكان لا يزال ينفث على تلاميذ الرب تهديدا وتقتيلا, فذهب الى عظيم الاحبار وطلب منه رسائل الى مجامع دمشق حتى اذا وجد اناسا على هذه الطريقة رجالا ونساء يسوقهم موثقين الى اروشيلم.

ويتابع كتاب اعمال الرسل قائلا :" وفيما هو ذاهب وقد اقترب من دمشق, اذا بنور ساطع من السماء يلفه بغته, فسقط الى الارض وسمع صوتا يقول له :" شاول لماذا تضطهدني؟ فقال من انت يا رب؟ قال:" انا يسوع الذي انت تضطهده وكان ما كان مما هو معروف دون اطالة شرح, وقد اورده كتاب اعمال الرسل بالتفصيل وانقلب بولس من مضطهد للمسيح واتباعه الى اكبر داعية له, ومروج لتعاليمه, ان نعمة الله لا بقف في وجهه عائق, فهي تخترق النخاع والعظام على ما يقول بولس الرسل عينه, " ان كلمة الله حية وفعالة, وامضى من كل سيف ذي حدين, تنفذ حتى مفرق النفس والروح, والاوصال والمخاخ, وهي قادرة ان تميز نيات القلب وافكاره وما من حليقة تخفى امامها ولها نؤدي الحساب.

ويكفينا ان نقرأ كتاب اعمال الرسل ورسائل القديس بولس لنتيقن من صحة قول هذا الرسول الذي كان يقول عن نفسه انه اشقى الناس , فأذا به يصبح مثال القداسة والغيرة الرسولية, وقد سبر اغوار النفس البشرية, مما حمله على اطلاق هذه الصرخة " الويل لي انا الانسان التعيس من ينقذني من جسد الموت هذا.

وبعد ان تعرف الى وجه المسيح, اصبح المسيح اعز عليه من حياته, ولذلك كان يقول : الحياة لي هي المسيح والموت ريح" وقد عدد بعضا مما لقيه من عذاب في سبيل قيامه برسالته, فقال:" ضربت بالعصى ثلاث مرات, رجمت مرة واحدة, انكسرت بي السفينة ثلاث مرات , قضيت في عرض البحر ليلة ونهار ,قمت بأسفار كثيرة كثيرة , وكنت في اخطار من الانهار, اخطار من اللصوص, اخطار من امتي, اخطار من الامم, اخطار في المدينة, اخطار في الصحراء, اخطار في البحر, اخطار بين الاخوة الكذبة , وقد عدد هنا ثمانية اخطار, واضاف اليها ما سام نفسه به من كد وسهر وجوع وما لقيه من برد وعرى , فضلا عن العطش والصوم , ونتساءل : هل باستطاعة بشري ان يتحمل ما تحمل القديس بولس وهل كان تحمله لو لم تكن نعمة الله في قلبه.

والى ذلك كان شديد الشعور بما يصيب الناس حوله من مصائب, فقال:" من يضعف ولا اضعفانا؟ من يقع في الخطيئة ولا احترق انا؟ . ان بولس الرسول قدوة لجمع المؤمنين وبخاصة للذين يدعوهم الله الى حمل رسالته الى غيرهم من الناس يتوقون الى سماعها وهم غرباء عنها.

ومن شواطئنا - ويقال من طبرجا, وغيرهم يقول من برجا, وكلاهما تقعان على الشاطىء اللبناني - ذهب بولس الرسول الى افتتاح العالم بالانجيل وهو اعزل الا من الارادة الحديدية , والغيرة المعقدة على نشر تعليم المسيح. انا, وقد رسمنا بعضا من ملامح وجه بولس الرسول, نسأل الله بشفاعته, ان يضرم في قلوبنا هذه الغيرة التي عرف بها لنكون على مثالة رسل محبة المسيح وسلامه.

الكاردينال ساندري

بعدها القى رئيس المجمع الشرقي في حاضرة الفاتيكان الكاردينال ليوناردو ساندري كلمة ابدى فيها سعادته لزيارته لبنان ولقاء البطاركة فيه, موجها التحية الى البطريرك صفير, ومقدرا للسفير البابوي الجهود التي تبذل, متمنيا ان تبقى كلمة الله منارة للمسيحيين وللرعاة وان يكون القديس بولس رفيق دربنا خصوصا في هذه السنة المكرسة له, لا سيما في هذا الجزء من العالم حيث السلام غير مستقر وغائب. واكد ان البابا معنا دائما كما هو اليوم في اجتماعنا, ويدعم نداءنا حول السلام ليعم العالم كله. واشار الى ان الكنيسة ليست سر الملكوت المنتظر ولكنها العلاقة والوساطة لوحدة البشر. وتطرق ساندري في كلمته الى مؤتمر حوار الاديان والثقافات الذي عقد في الولايات المتحدة الاميركية, مشيرا الى "ان الحوار بين الاديان الثلاثة مهم ليس فقط لمستقبل الشرق الاوسط, ولكن من اجل تطور العالم".

واضاف:" امام هذا التحدي نحن مدعوون الى تركيز عملنا الرعوي والتزام كنائسنا بشهادة الحقيقة, معتبرا "انه عندما تدار المجتمعات فقط بعدالة وحرية دينية بطريقة سطحية تصبح غير انسانية". وابدى الكاردينال ساندري اسفه كيف انه في بعض الاحيان الخلافات السياسية والتطرف تكون مستوحاة ومشرعة من خلال الاديان مشددا "على ضرورة ان يكون التعاون قائما بين الاديان من اجل احلال السلام في عالمنا الممزق".

وتابع:" كم من الآلام تضرب شعوبنا في هذه المنطقة وفي العالم إذا لم تعرف الديانات مسؤولياتها تجاه السلام ومحبة القريب والى اللاعنف والمصالحة والغفران بدلا من تشجيع الصراعات. وشدد ساندري على أن لا سلام بين شعوب الأرض دون السلام بين أديان العالم ولا سلام بين الكنائس المسيحية فالسلام لا يعاني من المشاركة بل يبدأ من الداخل ليكون هناك مشاركة أكثر فعالية وتأكيدا. وقال:"هناك ثلاث نقاط طارئة يجب أن تكون حاضرة في اهتمامات بطاركة الشرق وهي مشكلة الهجرة وانعكاساتها على الداخل والخارج بكل نتائجها، فالمشاكل التي تضرب العائلات وانتقال الايمان الى لأجيال وتجديد العمل الرعوي للشبيبة والدعوات لكي يستمر الشرق الكاثوليكي في نقل الموهبة الضرورية للتقاليد والعادات الروحية للكنيسة الجامعة. وتمنى على البطاركة العمل لما فيه خير المؤمنين والكنيسة بانسجام واحترام. مشيرا الى أن التحديات التي ستواجهكم في المستقبل هي أخطر بكثير مما سبق. هذا وتستمر أعمال المجلس حتى ظهر الجمعة حيث يصدر بيان ختامي لأعماله يتناول فيها كافة المواضيع التي تمت مناقشتها في الاجتماع، واللقاء بين الكاثوليك والاورثوذكس الذي سيعقد يوم الاربعاء في السادس والعشرين من الجاري.

 

مسلمون يحاصرون مبنى تحول إلى كنيسة في القاهرة

الإثنين 24 نوفمبر/ رويترز

القاهرة: قال شهود عيان ان ألوف المسلمين حاصروا يوم أمس الاحد مبنى في شرق القاهرة بعد أن صلى فيه مسيحيون دون الحصول على تصريح من السلطات ببناء كنيسة وقالت مصادر في وزارة الداخلية ان الشرطة تسيطر على الموقف في منطقة عرب المطرية. وقال الشهود ان المسلمين الذين أغلقوا عددا من الشوارع في المنطقة رددوا هتافات تقول "هنهد (سنهدم) الكنيسة" و" بالروح بالدم نفديك يا اسلام".

وأضافوا أن حشدا من قوات مكافحة الشغب حاول ابعاد المحتجين لكن بعض الرجال والنساء ألقوا الحجارة والزجاجات الفارغة من الشرفات وأسطح المنازل على الجنود. وقالت مصادر أمنية ان ثمانية على الاقل من السكان أصيبوا بجراح وان ثلاث سيارات على الاقل اشتعلت فيها النار. وقال الشهود ان جنديين على الاقل أصيبا وان واجهات متاجر لحقت بها تلفيات كما نشب حريق محدود.

وأضافوا أن مجموعات من قوات مكافحة الشغب طاردت حتى وقت متأخر من المساء مجموعات من المسلمين في شوارع جانبية لكنهم كانوا يعاودون التجمع ويقذفون القوات بالحجارة. وقالت مصادر وزارة الداخلية ان المبنى منزل قديم يعاد انشاؤه وان حوالي 100 مسيحي صلوا فيه يوم الأحد قبل أن يحاصره المسلمون. وأضافت المصادر أن عضوا في جماعة الاخوان المسلمين حث مصلين في مسجد بعد صلاتي المغرب والعشاء على الاحتشاد لمنع اقامة الكنيسة.

وقال مصدر ان مسلمين توجهوا في جماعات الى المبنى بينما يرددون الهتافات. ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق جماعة الاخوان. ويسود الوئام علاقات المسلمين والاقلية المسيحية لكن نزاعات تنشب بسبب بناء الكنائس أو تجديدها والعلاقات النسائية وتغيير الديانة.

 

نقلاً عن موقع شباب ضد التمييز

الإعتداء الغاشم على الكنائس المصرية

القاهرة:أمس تجمع حوالى المئات من سكان منطقة عين شمس الغربية للإحتاج على تدشين كنيسة العذراء والأنبا إبرام بشارع التوفيقية والكنيسة الثانية هى كنيسة العذراء بشارع الفريد بعزبة النخل ففى الواقعة الأولى تجمهر العديد من الأشخاص ذو الليحة المتأسلمة وإعترضوا على قيام القداس الأول للكنيسة وأعتبروها أرضاً ملكاً للمسلمين فقط ولا يحق لغيرهم أن يمارسوا أى شعائر دينيه مخالفة للمسلمين(المتشددين منهم).

وبعدها تم إنزال قوات شرطية ضخمة أكد شهود عيان لموقع شباب ضد التمييز أنها قاربت من حوالى 50:80 سيارة أمن مركزى ولفيف من القيادات الأمنيه البارزة الداخلية ومكتب مكافحة النشاط الدينى بجهاز أمن الدولة وحدثت مشادات بين أهالى المنطقة والأمن تقهقر الأمن على أساسها عشرات الأمتار.

وأكد أحد مصادرنا القريبة منذ لحظات أنه تم مشادة كلامية بين محامين الجانبين وأمر وكيل النيابة بإخراج جميع المحامين من غرفة التحقيق.

أما عن واقعة كنيسة العذراء بشارع الفريدففى نفس اللحظة التى يتم فيها الإعتداء على تدشين كنيسة العذراء والأنبا  إبرام قام أحد الأشخاص وهو شخص فى الخامسة والثلاثين من عمره يرتدى جلبية بيضاء اللون وذو لحيه متطرفة(جماعات إسلامية)وقام هذا الشخص كما روى لنا شاهد العيان أنه قام بثب الناسوشتمهم بمتجاوز فى الألفاظ الجارحة والتهكم على المقدسات الخاصة بالأخوة المسحيين وهو ما أثار حفيظة الشباب المسيحى داخل الكنيسة فتدخل العقلاء من الكنيسة لإحتواء الموقف وإخراج هذا الشخص خارج الكنيسة ليكتشفوا فى لحظة واحدة أنه كان عبارة عن كمين مدبر ليلقوا شياءً غريباً وهو خروج العديد من الأشخاص ذواللحة من أحد المحلات المواجهه للكنيسة (العذراء بشارع الفريد بعزبة النخل).

هذا وتم القبض على العديد فى تلك الأحداث من بين الجانبين

أسماء المصابين فى الحادثين:

العذراء الفريد المصابين هم وليد اسحق عزيز

حنا عزيز حنا

طارق اسحق عزيز

 مينا حنا عزيز

 بيتر سمير اسحق

 سمير اسحقوهذا الشخص قد توجه لقسم شرطة المطرية لتحرير محضر بواقعة الإعتداء عليه لكن تفضل المقدم /أحمد سمير بطرده خارج ديوان القسم وتم إستدعائة منذ الصباح الباكر كشاهد عيان على أحداث الأمس

أسماء المقبوض عليهم الأن هم :

نسيم رمسيس يوسف - عماد عبد الله - جوزيف فؤاد.

وسجلت الواقعتين تحت المحضرين الأول محضر شغب رقم 30196 لسنة 2008 جنح المطرية

والواقعة الثانية تحت محضر ضرب جنح المطرية رقم 30195 لسنة 2008

وقد أوفد المركز المصرى لتنمية وحقوق الانسان وفد من المحاميين المتطوعين لإحتواء الموقف وهم:

اسامة ميخائيل - اشرف ادور - نبيل غبريال - سعيد فايز - سعيد عبد المسيح - جوزيف ابراهيم

هذا التقرير أعد بالتوافق بين كلاً من :

حركة شباب ضد التمييز

المنظمة المصرية لمناهضة التمييز

 

اسرار الصحف الصادرة صباح اليوم الاثنين 24 تشرين الثاني 2008

البلد

تجرى لقاءات غير معلنة بين اطراف سياسية قريبة من عاصمة اقليمية وجهات سياسية في الاكثرية لغايات انتخابية من دون ان تعكس هذه اللقا?ات التوصل الى تفاهمات انتخابية فضلا عن السياسية.

نائب حالي اتهم رئيس لقا? معارض بانه يقوم باستعراض سياسي عبر قيام انصاره باحراق سياراتهم واتهام خصومه بذلك.

يدور صراع خفي حول الحصص الانتخابية في لوائح قوى 8 آذار خصوصا ان دولة اقليمية تدعم وصول مجموعة من المرشحين المحسوبين عليها بشكل مباشر وهو ما يؤثر على الحصص الحالية.

الشرق

مرجعية روحية غير مسيحية لم تعد على تواصل مع شخصية سياسية- حزبية، بعكس ما هو حاصل مع مرجعية روحية من طائفتها؟!

شريك في مؤتمر الحوار أعاد التذكير بأنه غير متمسك بحضوره "لأنه بات على قناعة بأن الأمور سائرة الى طريق مسدود"!

اوساط ديبلوماسية لبنانية استبعدت اجراء تشكيلات في السلك في الوقت الحاضر بعدما تم التوافق على بعض المناقلات في مراكز حساسة!

السفير

لعب مرجع حكومي دوراً معرقلاً لإمكان قيام عاصمة إقليمية بتقديم مساعدة عسكرية في مجال نزع الألغام والقنابل العنقودية.

لوحظ غياب الوزير إبراهيم شمس الدين عن جميع المناسبات التي أقيمت على شرف رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون خلال زيارته إلى لبنان، وعُلم أنه يقاطع المناسبات الفرنسية الأخرى.

يدور حوار هادئ وبعيداً عن الإعلام بين شخصية موالية وإحدى الجهات الإقليمية التي تصنف عادة في خانة المعارضة.

النهار

ترتفع اسهم مرشحين مستقلين تطرح اسماؤهم لدى كل من الغالبية والمعارضة لدعمهم في مناطق مختلفة كبدلاء من مرشحين محازبين.

يعتقد قريبون من العهد ان التعاون مع قوى 14 آذار اذا ما فازت باكثرية نيابية في الانتخابات المقبلة، اسهل من التعاون مع قوى 8 آذار في حال فوزها بهذه الاكثرية.

يواجه كل من فريقي 8 آذار و14 آذار مشكلة مرشحين يعتبر بعضهم "قيمة مضافة" فيما يعتبر بعضهم الآخر "ضريبة مضافة".

المستقبل

تجرى مشاورات بين الدول الأعضاء في مجلس الأمن، لاستصدار بيان نتيجة النظر بتقريرالأمين العام للأمم المتحدة حول القرار 1701، في النصف الثاني من الشهر المقبل.

علم ان اتصالات أجريت عبر الأمم المتحدة لمعرفة موقف كل من لبنان وإسرائيل حول قضية الغجر، لكن الرد الاسرائيلي ساهم في تعطيل أي تطور كان يحتمل حصوله خلال اليومين الماضيين بالنسبة الى الانسحاب من هذه المنطقة.

تقول أوساط ديبلوماسية إن مؤتمر الدوحة الذي دعا اليه بان كي مون في 26 الجاري يهدف من خلاله الى حضّ الدول الغنية والمتطورة مجدداً على الوفاء بالتزاماتها تقديم مساعدات الى الدول الفقيرة كانت وعدت بها في السابق.

البيرق

عادت المياه الى مجاريها بين مسؤول كبير وجهة سياسية فاعلة بعدما توقفت كل اسباب الخلاف بينهما

اللواء

حرص ديبلوماسي عربي على تاكيد موقف بلاده المتوازن مع الجميع من خلال اجتماع اداري سياسي عقده في منزله الاسبوع وستظهر نتائجه تباعا الاسبوع المقبل

اجرى وزير بارز مناقلات في وزارته احاطت بها تفسيرات شخصية فاقعة

تمر العلاقة بين قطبين بارزين في مرحلة من التوتر الصامت يحرص الطرفان على عدم اظهاره الى العلن

 

البطريرك صفير التقى سفيري النروج ومصر ومجمع الكنائس الشرقية

النائب جنبلاط: عقدنا سويا أحلافا سياسية ونجحنا بريادته

فهمت رسالة أميركا منذ ال2006 والادارة الجديدة تريد فك الاشتباك مع سوريا وعلينا الحذر من ان يكون تنشيط المسار السوري - الاسرائيلي على حساب لبنان

وطنية - بكركي - 24/11/2008 (سياسة) التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، صباح اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط الذي وصل فجأة من دون موعد سابق، وبحث معه في التطورات والمستجدات، وقدم اليه ميدالية كمال جنبلاط وأطلعه على اجواء لقاءاته مع المسؤولين في الادارة الاميركية.

النائب جنبلاط

بعد اللقاء الذي استمر نصف ساعة، قال النائب جنبلاط: "مرت فترة زمنية لم تسمح لي الظروف بزيارة الصرح وغبطة البطريرك نتيجة الظروف ما قبل السابع من أيار. بعد السابع من أيار تحسنت الظروف نسبيا، وكنا على تواصل دائم، ولكن أتيت اليوم لأقول التالي، عقدنا - اذا صح التعبير - صفقات سياسية او أحلافا سياسية عدة مع البطريرك صفير ونجحنا من خلالها، لاقيته عام 2000 على نصف الطريق عندما كان آنذاك البيان الشهير للانسحاب السوري الكامل، وآنذاك تذكرون انني قلت لا بد من إعادة تموضع، وكانت الأزمة الكبرى في البلاد لكن كانت بداية التلاقي. ولاقيته لاحقا عام 2004 وعندما آنذاك قلت لغبطته لن أمدد لكن أطلب منك ان تعطيني فرصة سياسية وسترى انني على الوعد وكنت على الوعد، وقلت له هذا الكلام آنذاك في الديمان، ودخلنا آنذاك النواب ال29 الى المجلس ورفضنا التمديد".

أضاف: "أذكر ان رفيق الحريري، رحمة الله عليه، كان معنا قلبا وقالبا لكن كنت قد نصحته بأن يمدد، ربما كنت أظن انه ربما اؤخر القدر، ما من أحد يؤخر القدر. أتت الرسالة الاولى من خلال محاولة اغتيال مروان حماده، ثم أتى القدر وحصد رفيق، دخلوا على دم كمال جنبلاط وخرجوا على دم رفيق الحريري. دخل السوري على دم كمال جنبلاط وخرج السوري على دم رفيق الحريري. وفي هذه الاثناء أذكر فقط للتاريخ انه قبل اسبوعين من استشهاده قال لي رفيق الحريري سيخرجون، صحيح خرجوا، كان مطمئنا وكان في الوقت نفسه لديه حدس بأن القدر سيصطفيه، هكذا حدث خرجوا بعد استشهاده. وبالعودة الى عام 2001، كانت تلك الصلحة الكبيرة في الجبل عندما أتى البطريرك وبارك الجبل وبارك الصلحة. يبقى ملفان نتيجة التقصير او قصر النظر للبعض، ملفان أساسيان للمصالحات، مصالحة عبيه والجوار يعني الشحار، ومصالحة بريح. واذا كنا نريد ان ندخل في الترميم المنجز وغير المنجز، فهذا مضيعة للوقت وللمال، وهذا رأيي، أتمنى على الرئيس السنيورة ان يسرع وتسرع الحكومة في إتمام هذين الملفين كي نتمم ما تبقى من هذه الصلحة".

تابع "اليوم أقولها بكل وضوح بعد النجاحات التي حققناها سويا مع غبطته وبريادته وهو كان العلم الاول في ثورة الارز بعد ندائه الشهير عام 2000، نحن مقبلون على انتخابات مفصلية مصيرية، وأكثر من اي وقت مضى فإن الحركة السيادية والاستقلالية من اجل لبنان سيد مستقل ومن اجل تطبيق الطائف، وبالطائف من اجل تطبيق اتفاق الهدنة وحصرية السلاح بالدولة وعلاقات ودية مميزة مع سوريا، فأكثر من اي وقت مضى هذه الحركة بخطر. اذا سقطنا في الانتخابات فرستم غزالة او امثاله، ليس في حاجة الى ان يعود الى لبنان، يدير لبنان من مكتب الشام ومكتب ريف دمشق. اذا نجحنا في الانتخابات نستطيع ان نستمر في الحوار بكل هدوء من اجل الاستيعاب التدريجي لسلاح "حزب الله"، سلاح المقاومة، هذه هي فقط كانت رسالتي اليوم، وهي رسالتي اليوم لا أكثر ولا أقل".

وقال: "أخيرا أتوقع منكم الاسئلة، ولا يستطيع أحد منكم ان يتهمني بأنني عدت محرضا من أميركا لأنني بصراحة فهمت رسالة أميركا في اللحظة الاولى عندما زرتها عام 2006، آنذاك قالت لي الوزيرة رايس انه لا بد من تغيير سلوكية النظام السوري، وهذا كان رأيها، اليوم هم يتركون وعلى أبواب الرحيل، الادارة الجديدة تريد فك الاشتباك وتريد العودة الى العلاقات Engagement، لا بأس، لكن فقط أحذر ومن حقي ان أحذر بأنهم في النظام السوري اختصاصيون في مضيعة الوقت، وفي المحادثات من اجل المحادثات وفي الحوار من اجل الحوار، وعلينا ان نكون كثورة 14 آذار، كثورة الارز، وكل اللبنانيين الشرفاء، ان نكون حذرين الا يكون هناك في مكان ما اذا ما عاد وتنشط المسار السوري - الاسرائيلي الا يكون هذا المسار السوري - الاسرائيلي على حساب لبنان".

مجمع الكنائس الشرقية

وكان البطريرك صفير استقبل صباحا رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري، يرافقه سكرتيره المونسنيور موريسمو مالفستيني والسفير البابوي في لبنان المونسنيور لويجي غاتي وسكرتير السفارة المونسنيور توماس حبيب، في حضور المطارنة رولان ابو جودة، سمير مظلوم وشكر الله حرب، والأمين العام للبطريركية الخوري ريشار ابي صالح، والقيم البطريركي العام الخوري جوزف البواري وأمين سر البطريرك الاب ميشال عويط. وعقدت خلوة بين الكاردينالين تناولت شؤون المسيحيين وشجونهم في لبنان والشرق.

سفيران

والتقى البطريرك صفير سفيرة النروج أودليز نورهايم، وتم عرض للعلاقات الثنائية بين البلدين.

كذلك استقبل البطريرك صفير سفير جمهورية مصر العربية أحمد البديوي، وكان بحث في الأوضاع.

 

العماد عون ترأس الاجتماع الاسبوعي لتكتل التغيير والاصلاح في الرابية: سنطالب في جلسة مجلس النواب بدفع فروقات سلسلة الرتب والرواتب عن 1996

اتمنى الا تكون هناك معارضة لمشروع فصل النيابة عن الوزارة

يجب ان نعرف المواضيع التي تستوجب اعادة النظر في اتفاق الطائف

لن تصطلح الحالة بيننا وبين حزب الكتائب الا باعتذار علني عبر وسائل الاعلام على اتهامنا بقضية المرحوم بيار الجميل

لدي نسخ عن مراسلات قضائية بين المحققين والمحامين تقول ان لا شيء ضد الضباط الاربعة وتوقيفهم مسؤولية القضاء اللبناني

وطنيةـ24/11/2008(سياسة)

ترأس النائب العماد ميشال عون الاجتماع الاسبوعي ل "تكتل التغيير والإصلاح" في الرابية.بعد الاجتماع ادلى العماد عون بالتصريح الآتي:

اليوم كان جدول الأعمال يتعلق بالشؤون القانونية، بالجلسة الاشتراعية المقررة يوم الأربعاء، بالإضافة الى قوانين أخرى.

الموضوع الأول الذي بحثناه كان سلسلة الرتب والرواتب، فمنذ سنوات ونحن نطالب بدفع فروقات سلسلة الرواتب والرتب عن العام 1996، وكنا نصطدم بنص المادة 14 من القانون الذي يتعلق بموضوع دفع الفروقات والذي يقول: "عند توفر الإمكانات لدى الخزينة، تحيل الحكومة الى المجلس النيابي مشاريع قوانين ترمي الى فتح الاعتمادات اللازمة من أجل تأدية المفعول الرجعي المستحق اعتبارا من 1/1/1996 للمستفيدين من أحكام هذا القانون".

فإذا، الحكومة عندما تجد أن الإمكانات توفرت، ستقوم بمشاريع قوانين لإيجاد الاعتمادات.

وتبين أنه بعد مرور 10 سنوات، أن الحكومة يمكنها دفع أموال لكل الشركات، ودفع التعويضات... الأموال متوفرة لكل شيء إلا لمستحقي الرواتب.

لذلك اقترحنا لجلسة نهار الأربعاء، اقتراح قانون معجل مكرر بمادة وحيدة يرمي الى تعديل القانون رقم 717 تاريخ 98. بحيث تلغى أحكام المادة 14 من القانون 717/98 ويستعاض عنها بالنص التالي: "يلحظ في الموازنة الإعتمادات اللازمة من أجل تأدية المفعول الرجعي المستحق اعتبارا من 1/1/1996 للمستفيدين من أحكام هذا القانون".

فإذا هذه المادة تلزم الحكومة أن تلحظ في الموازنة الأموال لدفع هذه المستحقات المتأخرة.

نأمل من الزملاء النواب والذين يعدون الموظفين دائما بأنهم سيدفعون لهم وأنهم يساعدونهم ويطالبون بحقوقهم... أن يصوتوا في مجلس النواب مع هذه المادة حتى يوصلوا لأصحاب الحقوق حقوقهم.

الموضوع الثاني الذي بحثناه اليوم هو مشروع القانون الذي طرحناه بشأن فصل النيابة عن الوزراة، والذي بحثته لجنة الإدارة والعدل اليوم. في النقاش لا يوجد شيء فعلي ضد هذا القانون، ولكن لأسباب وهواجس لا أعرف كيف أصنفها، اعترض عليها كثيرون.

نتمنى ألا تكون هناك معارضة قوية لهذا المشروع لأنه إصلاحي بكل ما للكلمة من معنى. عندما نتحدث عن موضوع النائب الرديف، فلأننا لا نريد أن يشعر المواطنون أن النائب يصبح نائبا ووزيرا في آن ويحتكر كل شيء له. نحن نريد أن ننشئ جيلا يتمرس، عندما يكون المرء رديفا يتمرس في الأعمال النيابية، وعندما نتمكن من ايصاله الى النيابية يكون لديه نوع من التربية السياسية والتشريعية، بحيث يقدر أن يمارس من خلالها دوره التشريعي بشكل أفضل، بدل أن يصل من شركة أو من أي مكان ولا علم لديه بأي شيء، ودون أدنى تجربة وخبرة في العمل النيابي، ولأسباب جميعنا نعرفها ونعانيها، يصل ويصبح نائبا فورا.

طرح النائب الرديف فيها الثقافة السياسية، وفيها تمرس أيضا. فعندما يكون المرء رديفا لنائب فهو يتعاطى أيضا مع الجمهور والناس. وإذا أردنا أن نكون صالحين في ممارسة نيابتنا يجب أن نعرف أن هناك جمهورا له مطالب ومشاكل. القصة ليست سهلة، ليست قصة "نمرة زرقاء" على السيارة ولا راتب في آخر الشهر. هناك ملزمات كثيرة.

نتمنى أن يبت بهذا الموضوع بشكل إيجابي لأنه يريح النائب، وعندما يصبح النائب وزيرا يبقى يهتم أيضا بالدائرة الانتخابية وبالناخبين.

وهناك أيضا حالة الاستقالة أو الوفاة، لماذا الانتخابات الفرعية في هاتين الحالتين؟ هل تعرفون ما هي كلفتها وتجهيزاتها الأمنية والإدارية والمصاريف؟ النائب الرديف يمكنه أن يحل هذه المسألة بهدوء.

هذا الموضوع مهم كثيرا من الناحية الإصلاحية وأعتقد أنه يجب أن نتجرد قليلا من أنانيتنا عندما نريد أن نشترع شيئا بهدف الإصلاح. علينا أن لا نفكر بأنفسنا بما أننا الآن نواب، ومن الذي يضمن أن نبقى جميعنا نوابا؟ ولكن ما يبقى هو كل قانون إصلاحي يؤمن حقوق الناس.

فإذا نتمنى أن تنهي هذه اللجنة من دراسة مشروع القانون هذا وترفعه الى الجمعية العامة للتصويت.

أخيرا، استعرضنا قليلا الأوضاع الداخلية، وحروب الهجاء في وسائل الإعلام والصحف وفي المناسبات ومن دون مناسبات واختراع المناسبات، كل هذا صار مألوفا لدينا وفيه تكرار، وأحيانا مستواهم الكلامي غير موجود في قاموسنا فتحذفهم المراقبة، إذ لا يمكن أن نرد على شيء مرادفاته وأدبياته غير موجودة عندنا.

حوار

سئل: في الوقت الذي جو البلد يدعو الى التوافق، ما رأيك بخطاب الموالاة؟

اجاب: تعرفون أنه في أسطورة برج بابل عندما أتوا ليبنوا البرج ويصلوا الى السماء، قيل إن الله ضربهم بلغة غير مفهومة ولم يعد أحد منهم يفهم على الآخر. في الواقع هم ظلوا يتحدثون لغتهم ولكن أصبح كل واحد منهم يتكلم بموضوع مختلف لا علاقة له بما يهتم به الناس. لم يعودوا يفهمون على بعضهم أو يتفاهمون ".

سئل: أولا، بالأمس سمعنا خطاب الرئيس الجميل الذي دعا فيه الى تجاوز اتفاق الطائف، هل أنت مع هذا الأمر؟ وثانيا في ما يتعلق بخطاب النائب جنبلاط من بكركي اليوم والذي تحدث فيه عن الخطر على مشروع 14 آذار ويجب النجاح في الانتخابات المقبلة. برأيك هل اقتنعوا أن هناك انتخابات جدية ستحصل؟

اجاب: بحد ذاته اتفاق الطائف ليس كتابا مقدسا، خصوصا إذا استوجبت الحالة الوطنية أن يتم تخطي بعض مواضيعه.لا ان يكون الكلام عن تجاوز الطائف لدواعي الخطابة فقط.

الكتب المقدسة يجدون لها تفسيرا جديدا، فليرحمونا قليلا. لا نريد أن نصل الى حد العبادة.اتفاق الطائف مثله مثل كل الاتفاقات، له زمنه... وهذا لا يعني أننا الآن سنطرح تغييره، ولكن لا أحد ينظر اليه وكأنه آيات منزلة. كل اتفاق يتم، له موجباته، وإذا كانت موجبات الطائف قد زالت فليقل لنا الرئيس الجميل ما هو الموجب الذي زال وما هي النقطة التي يريد تعديلها، فلا يقول بالمطلق إعادة النظر في الطائف. عندها يصبح الموضوع جديا وللبحث لأن هناك فراغات في الطائف وتحتاج الى بحث.

رأينا الأزمة الحكومية التي لم نتمكن أن نحسمها بوسائلنا الدستورية واستمرت سنتين، هذه كيف تحل؟

عندنا يطرح موضوع كهذا وترى أن صلاحية الحل واجراءاته غير ملحوظة في الطائف، يصبح الأمر مختلفا، ونقول إنه قابل للنقاش. ولكن أن نقول إنه يجب أن نعيد النظر بالطائف بالمطلق، فلا يجوز. يجب أن نعرف ما هي المواضيع التي تستوجب إعادة نظر.

أما بالنسبة لكلام جنبلاط، فقبل كل شيء لكي يكون المشروع في خطر يجب أولا أن يكون هناك مشروع. ما هو مشروع 14 آذار؟

مشروع 14 آذار قاموا به تحت شعارنا، السيادة والحرية والاستقلال. سرقوا الشعار وبقي 14 آذار من دون شعار لأنهم باعوا الشعار الى دول اقليمية وغربية. وبدأوا يلعبون لعبة الأرقام 8 و14، تصنيفات بدائية دون أن نعرف لماذا. ظنوا أنهم يلعبون على الحالة الشعورية للناس، يجمعوا بين صورتنا وصورة 8 آذار، ومن ثم 8 آذار تصبح في سوريا، وتصبح 14 آذار تحت الأرزات.

لا وجود لمشروع اسمه مشروع 14 آذار حتى يخافوا من سقوطه، وما يخيفهم من سقوطهم في الانتخابات هو فتح ملفاتهم. ملفات الفساد التي يجسدونها على مدى سنين طويلة، "لديهم ملفات فساد مدروزة درزا متل قطب المكنة".

هذا ما يخيف... أي مشروع في خطر؟ لا يمكن لأحد أن يحصن لبنان مثل مشروعنا، مشروع شعب مقاوم لا يسمح للعدو أن يدخل الى أرضه. وبدل أن تكون روح العدائية موجهة ضد مواطنين يعيشون معنا وبيننا تتوجه باتجاه عدو أتى ليسيطر على أرض الوطن وقراره.

يريدون أن يبقى الشعب ميليشيات، يقولون إنهم يخافون أن يصبح الشعب اللبناني ميليشيات، ولكنه الآن ميليشيات، نحن نريد أن نحوله الى مقاومة من خلال تربية خاصة وتدريب خاص. الشعب المقاوم لا يعني الميليشيات التي ربوها على عدائية مع جيرانهم واخوتهم، نحن حددنا صفات المقاوم، عنده الكفاءة الجسدية والمعنوية، يحمل الضغط، يتحمل المشقات، وعنده روح مباردة يمكنه أن يقاتل ضمن خلايا. أن يقاتل وليس أن يقتل ويغتال ويصوب سكاكين في الجامعات أو يحرق صور الأرزة في جامعات أخرى. هذا هو ابن الميليشيا وليس المقاوم.

أريد تذكير كل من يقول إننا إذا دربنا الشعب اللبناني كي يكون مقاوما يصبح ميليشيا، بأنه لن يدرب في الحي، بل على أيدي محترفين من قواتنا المسلحة. ولكن هل يمكنهم أن يقولوا لي بأحلك الظروف أين قتل عناصرالجيش اللبناني بعضهم؟ عندما كان هؤلاء الفرقاء الذين يعلموننا الدروس الوطنية، كانوا يخطفون على الهوية ويقتلون الناس ويطمرونهم او يرمونهم البحر...

كل شخص تاريخه يدل عليه. من يريد الحديث عن الميليشيا، فذلك لأن الميليشيا في رأسه. من يريد الحديث عن القتل فذلك لأن القتل من عاداته وتقاليده.

لا يمكن لإنسان أن يفهم الروح التي نربي عليها القوات المسلحة. في مجلس النواب في الجلسة عندما بدأوا يهاجمون قوى الدرك، ورغم كل المآخذ التي عندي وقفت وقلت لهم هذا عيب.

فهؤلاء لم يتعلموا في المدرسة العسكرية أن يغتالوا لا رؤساءهم ولا المعارضين ولا أي مواطن. غدا ستأتي المحاكمة وسنرى من قتل من؟

أنا، ومن دون أن يكون عندي أي معلومات، لم أقدر أن أتصور أن أربعة ضباط قادة تآمروا حتى يقتلوا رئيس حكومة، لا مباشرة ولا غير مباشرة. لا بالإهمال ولا بالتخطيط الفعلي.

يكفي افتراء. ودائما الإفتراء يأتي على القوات المسلحة وعلى الجيش.

أنا أعتبر أن هناك إهانة للجيش عندما يقال إن تدريبه لمواطنين على المقاومة هو لجعلهم ميليشيا، لأنه لا يمكن لقوات مسلحة نظامية مهما كان وضع البلد أن تنتج ميليشيا. مررنا بظروف صعبة، ولكن لم يمد أحد من الجيش يده على رفيقه. يمكن أن يواكب الانسان حادثا بشعور معين، يحزن يغضب...ولكنه لا يرتكب جريمة كما نرى كل يوم ولا يضع سيارات مفخخة ولا يقتل.

سئل: في وقت يزور فيه المسؤولون الأجانب لبنان ويشددون على علاقات جيدة مع سوريا، نرى حلفاءهم في لبنان أعضاء الأكثرية النيابية يهاجمون الزيارة التي ستقوم بها. كيف هذا التمايز بين الحلفاء. ولا أعرف إذا أمكننا القول السابقين؟

اجاب: اجمالا الانسان يخاف من تاريخه. وهم لهم تاريخهم مع سوريا، لا أنا كتبته ولا أنا محوته أو سوف أمحيه. هم يعرفون ماذا كتبوا فيه وهم يعرفون كيف تعاملوا معه بعد أن ذهبت سوريا.

يمكن أن يكون هناك خشية ان يخبرني أحد ما في سوريا ماذا فعلوا هم. أنا لا أستعمل الابتزاز ولا التشويش، أقاتل بوسائلي الخاصة وأستطيع أن أربح عليهم بدون الاستعانة بشيء.

سئل: كيف ترى زيارة الرئيس سليمان الى ايران من دون وزير الدفاع؟

اجاب: هي زيارة رئاسية، من قال إنه ذاهب بمحادثات عسكرية أو حلف عسكري.

سئل : وإذا جرى البحث بمساعدات عسكرية؟

اجاب: يحمل المساعدة رئيس الجمهورية ويبحثها في لبنان وهو ليس ملزما أن يجيب عنها فورا. يقبل المشروع ويطرحه للدرس مع السلطات المختصة عندما يعود.

سئل: هناك من يقول أنه على الجنرال عون على الأقل ان يأتي من سوريا بمعلومات عن العسكر الذي استشهد أو اختطف في معركة 13 تشرين وأنت كنت قائد هذه المعركة. هل هناك من معلومات في هذا الموضوع؟

اجاب: دائما الموضوع يطرح. أنا غادرت مركز مسؤوليتي في 13 تشرين الساعة التاسعة صباحا وسلمت القيادة الى الجنرال لحود وعلى مسمع من الجميع. منذ تلك اللحظة الجنرال لحود ومن بعده الجنرال سليمان استلما الجيش، وأعتقد أنهما قاما بالإحصاء على الأرض وعرفا من المفقود ومن غير المفقود. أعتقد ان هناك محاضر في هذا الموضوع. آمل من الذي عنده المستندات أن يراجع فيها، هم الذين استلموا القيادة بعدي، وكان بإمكانهم أن يقوموا بكشف حسي على الأرض مكان حصول المعركة، وكان الذاكرة لا تزال طرية وتعرف أين، لم يكن قد نسي أحد بعد.

آمل أن يكون هذا الشيء موضوعا في الأرشيف، ومن يقوم الآن بالمحادثات فليراجعه.

أنا لي مطلب، عرفت في ما بعد أنه فقد عسكر من دير القلعة وكان هناك عسكر غيرهم مقتولين في غير مراكز..

في المكان الذي أعرف أنه ممكن أن نلاقي رفات أو أشخاص موقوفين في سوريا وإذا كانت الظروف تسمح سأقوم بما يمكنني، ولكن أنا لا أذهب لكي أفتح تحقيقا هناك. اللجان تألفت وضمن هذه اللجان للجميع الحق بالاطلاع. لربما هذا الشيء سيبقى مكتوما الى حين إعلان النتائج نهائيا بدل أن يكون مفصلا.

طبعا هذا الموضوع له كل اهتمامي وكل ما يساعد فيه ويمكنني القيام به في سوريا سأقوم به، هناك لجنة مشتركة بين لبنان وسوريا ويمكن أن توضع المعلومات في تصرفها.

سئل: هناك بعض الصحف التي ذكرت أن حزب الكتائب له عتب عليك لأنك لم تشارك بالأمس. هل أخيرا اقتنع حزب الكتائب أو هل عنده معطيات ومعلومات ان فتح الإسلام هو من قتل الشيخ بيار، أم لا زالوا على قناعة أنك ساهمت بعملية اغتياله؟

اجاب: إذا أردنا أن نتعاطى مع بعضنا البعض فعلى الأقل علينا أن نحتفظ بآداب الكلام والسلوك. طالما أن آداب الكلام والسلوك لا يحافظ عليه بالخطابات والتصريحات، فلا لزوم أن نتبادل المجاملات إذا كنا سنشتم .

آداب السلوك تقضي بعد أن اتهمت بقضية المرحوم بيار الجميل، وتعرفون جميعكم كيف كانت مواقفي استيعابية. لم أكن أرد لا على التحدي ولا على الإفتراء شعورا مني أولا بالحزن على المرحوم بيار. وثانيا تفهما للوضع الذي كانت فيه العائلة.

بالرغم من كل ذلك لم يتغير شيء، فمع الوقت، وبعد أن يفك الإنسان الحداد وتذهب حالة الحزن القوية وانفعالها، يمكن أن يعود الانسان ليستدرك. يعود الى وعيه قليلا، ويعرف أنه قام بالخطأ. أيضا لم نطلب وقتها اعتذار.

ولكن الآن لن تصطلح الحالة بيننا الا باعتذار علني على وسائل الإعلام، لأن كرامتي الشخصية وكرامة من أمثل، وكرامة الفكر الذي أمثله في السلوك اللبناني والتعاطي بين المواطنين. الفكر الذي يحارب العنف ويدعو الى الاعتراف بالآخر وحق الاختلاف المطلق معه، ويحرم أي أسلوب بالتعاطي بالقوة مع الآخر، أصبح متهما بجوهر تفكيري وسلوكي؟؟ صعب كثيرا علي أن من يعتدي، يعتدي على هذا الجوهر وليس علي أنا، يعتدي هذا الجوهر في التفكير، يريد تلطيخه، وهو سيعود هو الى غسله باعتذار علني أمام كل الناس.

سئل: لنعود قليلا الى تصريح وليد جنبلاط من بكركي، الملاحظ بعد عودته من اميركا اليوم عاد وتحدث من مخاوف من صفقة أميركية سورية قد تكون على حساب 14 آذار. برأيك لماذا يعاود الكلام عن هذا الموضوع؟

اجاب: من لا يخاف على حساب لبنان، لا يحق له أن يخاف على 14 آذار. 14 آذار هم مجموعة أشخاص، كم شخصا يعدون وكم مصلحة؟ لو قال أخشى أن تكون على حساب لبنان لكنت قلت جيد، وليد بيك عاد ليفكر بلبنان، ولكن على حساب 14 آذار!!. ماذا يوجد في تاريخهم يشرف عملهم السياسي؟

يهاجمون سوريا، ولكن كيف دخلت سوريا الى هنا، على دم من؟ الا تذكرون الخطابات، "ساعدنا بسوق الغرب، وعملنا بسوق الغرب، وعملنا هون، وهاجمنا الجبل وساعدنا...".

سئل: هو يقولون إنها دخلت على دم كمال جنبلاط.

اجاب: لا، بل على دم أهل الجبل.

سئل: بملف الضباط الأربعة، هل خلال اللقاءات مع من زارك اكان من المحكمة الدولية أو غيرهم. هل أحد ما قدم لك ملفات تثبت تعاون هؤلاء في التفجير الذي ذهب ضحيته الرئيس الحريري؟

اجاب: لا، أنا عندي نسخ من مراسلات قضائية بين المحققين والمحامين يقولون ان لا شيء يملكونه ضدهم حتى يتم توقيفهم. وتوقيفهم هو مسؤولية القضاء اللبناني. والقضاء اللبناني يرفض أن يوجه اليهم أي تهمة.

هذه الوثائق التي بين ايدينا وهي نفسها موجودة بين أيدي الدفاع. هنا كان من الممكن أن يؤخذ مئة تدبير حتى لا تأخذ هذه القضية الطابع الإنساني الكبير، أن يخرجهم القاضي بكفالة ويمنعهم من السفر خارج البلاد. يلزمهم الإقامة داخل البلد، وأي ضابط يترك عندها لبنان ويرحل بدون إذن، يثبت على نفسه التهمة. لا أعتقد أن من خدم وطنه بالمؤسسات العسكرية أو الأمنية حتى هذا العمر وهذه الرتبة، لا أتخيل انه يرتكب جريمة.

سئل: يحكى في الإعلام عن مناورة اسرائيلية من جهة ومناورة لحزب الله من جهة أخرى. وباراك هدد بضربة أقوى من حرب تموز. لأي مدى يمكن أن يؤخذ هذا الكلام على محمل الجد؟

اجاب: يمكن أن يكون هذا نوعا من التهديد، ولكنه لم يعد ينفع ولم يعد يردع في لبنان. وهذا يلعب ضد اسرائيل اكثر مما يلعب لمصلحة اسرائيل.

التهديد عندما يكون مرفقا بالفعل بإمكانية التنفيذ، عندها يخيف. نحن حتى الآن وبالرغم من إعادة تدريب اسرائيل لجيشها، نعتبر أن عندهم نقطة ضعف دائمة لا يمكن أن يتخطوها وهي مشكلة العدد. الجيش الاسرائيلي يمكنه أن يحتل نقطة معينة ولكن لأمد قصير جدا وهذا لا يحسم الحرب.

فإذا لا يخيفنا أحد، عندما يأتي اختصاصيون مقابل اختصاصيين ليناقشوا هذه المسألة، عندها الكذبة لا تعود تمر.

سئل: بالأمس قلت إنك ذاهب الى سوريا لتسترد مفتاح بيروت.

اجاب: قلناها بمزحة، ارجو أن لا يأخذوا المسألة بجدية في دمشق ويعطوني المفتاح فعلا.

سئل: على أي أساس سيعطونك المفتاح؟

اجاب: لأرده لأصحابه، للبنانيين.

 

الوزير متري إتصل بعبدالله قصير مستغربا التدبير الالماني المتخذ في حق "تلفزيون المنار"

وطنية-24/11/2008 (سياسة) أجرى وزير الاعلام الدكتور طارق متري إتصالا برئيس مجلس الإدارة، المدير العام ل"تلفزيون المنار" الحاج عبدالله قصير أبدى فيه استغرابه للتدبير الالماني المتخذ في حق "تلفزيون المنار" والذي لا ينسجم مع الحق في الحرية الاعلامية في المجتمعات الديموقراطية، ووعده باستيضاح الامر من السلطات الالمانية والتأكيد على أهمية التمسك بحرية الرأي والتعبير أيا كان من أمر الخلاف في المواقف السياسية.

 

جرح شخصين في بلدة انصار جراء خلاف عائلي

وطنية - 24/11/2008 (متفرقات) افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" علي داوود عن وقوع خلاف عائلي في محلة هونين في بلدة انصار-النبطية، بين موسى ذيب بربيش (55 عاما) ونجله احمد (21 عاما) من جهة، وبين زهير يحيى مطر (21 عاما) وحيدر حسين مطر (22عاما) وحسين خليل مطر (45 عاما) من جهة ثانية، جرى خلاله التضارب بالايدي واستخدمت فيه السكاكين والالات الحادة وتخلله اطلاق نار. وعلى الاثر تدخلت قوة من الجيش اللبناني والامن الداخلي، وعملت على اعادة الامورالى طبيعتها. وفتح مخفر درك النبطية تحقيقا بالحادث لمعرفة الملابسات والتفاصيل. ونجم عن الخلاف اصابة موسى بربيش ونجله احمد بجروح جراء طعنات بالسكاكين ونقلا الى مستشفى النبطية الحكومي للمعالجة.

 

الرئيس الاسد قلد القنطار وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة

وطنية- دمشق- 24/11/2008 (سياسة) قلد الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد اليوم، الاسير المحرر سمير القنطار وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة، "تقديرا لتاريخه النضالي وصموده ومواقفه الوطنية والقومية". واعتبر الرئيس الاسد خلال استقباله القنطار وشقيقه بسام "أن الاسير المحرر القنطار لم يكن عميد الاسرى خلال فترة اعتقاله فحسب، بل كان أيضا عميد الشرفاء والاحرار، وان صموده وتمسكه بالحقوق العربية، بالرغم من كل ما تعرض له، جعلاه رمزا للنضال والحرية على امتداد الوطن العربى والعالم". بدوره، أعرب القنطار عن اعتزازه بالرئيس الاسد وبالوسام، معتبرا "أن مواقف سوريا ونهجها الداعم للمقاومة الشريفة هي التي تشكل المعين لصمود الاسرى فى محنتهم في سجون الاحتلال الاسرائيلي". وكان القنطار قد وصل الى دمشق يوم الجمعة الماضي في زيارة تستغرق أسبوعا، وتشمل مجموعة من الانشطة في محافظات سورية عدة من بينها ملتقى حق العودة الذي عقد يوم أمس في قصر المؤتمرات.

 

النائب سليم عون: زيارة العماد عون لسوريا ستنجح

اللمسات الاخيرة عليها وضعت ومنتقدوها "تجار سياسة"

وطنية- بعلبك- 24/11/2008 (سياسة) أكد عضو "الكتلة الشعبية" النائب سليم عون خلال لقاء إعلامي في بعلبك "أن اللمسات الاخيرة لدى الطرفين بالنسبة الى زيارة العماد ميشال عون لسوريا قد وضعت، في انتظار حصولها، ونتائجها ستكون ناجحة بالشكل والمضمون".

ورأى "أن التيار الوطني الحر سيكون عاملا مساعدا لبناء علاقات ممتازة بين الدولتين السورية واللبنانية"، مشددا على "أن هذه العلاقة ستكون مختلفة عن العلاقات السابقة التي كانت قائمة بين بعض اللبنانيين والسوريين وفي أثناء وجود القوات السورية في لبنان. فالعلاقة بين الجنرال وسوريا ستكون علاقات الرجال مع الرجال، وأشرف من الشرفاء، وحتى لو اختلفت مع انسان فهناك خصومة شريفة، فالسوري يحترم الجنرال ولا يحترم اولئك الذين استفادوا من السوريين وانقلبوا عليهم". وأكد "أن هناك ملفات سيبحثها الجنرال مع السوريين، منها ملف المعتقلين، وهو يسعى لعلاقات واقعية ولمصلحتنا ومصلحة الطرفين".

ووصف النائب عون الذين ينتقدون الزيارة بأنهم "تجار سياسة"، لافتا الى "مسؤوليتهم عن شهداء 13 ايلول الذين قضوا على يد الموجودين حاليا في السلطة، ويزايدون على العماد عون". وردا على سؤال، قال: "كانت لدى الجنرال استعدادات لتلبية دعوة سوريا منذ زمن، ولكن الآن جاء التوقيت الصحيح للقيام بها". وسأل: "لماذا لا تتم هذه الزيارة، والجميع قد طالب بعلاقات جيدة مع سوريا؟ حتى في عز الخلافات بين الجنرال وسوريا التي كانت تقصفه بأكبر الاسلحة والمدافع، كان يقول إن مشكلتنا معها تنتهي عندما يعود الجيش السوري الى سوريا، وعندها سنسعى الى إقامة أفضل العلاقات، وهذا ما حصل لأن الجنرال صادق، والآن يطبق ما كان يقوله في عز الخلافات مع السوري، بينما الذين ينتقدون قد غيروا بين أقوالهم وأفعالهم". وختم: "إذا كان الذين ينتقدون، لا يريدون علاقات مع سوريا، فعلى الحكومة أن تقطع هذه العلاقات وتتخذ قرارا بذلك، وليقولوا إننا لا نريد علاقات ديبلوماسية، أما إذا كانوا يطالبون بعلاقات ديبلوماسية وجيدة مع سوريا، فلماذا ينتقدون الزيارة إذا؟ فالجنرال يمثل فئة كبيرة من اللبنانيين وجزءا أساسيا، وكان على خصومة مع السوري، وكانت هناك علاقات قاسية وصعبة ومرت بظروف صعبة، واليوم يريد إقامة علاقات جيدة مع سوريا، وأن يطوي هذه الصفحة بما يساعد على اقامة علاقات جيدة بين لبنان وسوريا".

 

العلامة علي الامين: للاستفادة من دروس الاستقلال بالوقوف وراء مشروع دولة المؤسسات والقانون

وطنية - 24/11/2008 (سياسة) طالب العلامة السيد علي الأمين، في كلمة القاها خلال استقباله في مكتبه وفودا من مدينة صور وبرج الشمالي وقلاويه وعددا من الفعاليات من الجنوب والبقاع ورجال دين، ب"الوقوف وراء مشروع دولة المؤسسات والقانون"، ودعا الحكومة الى إيلاء المزيد من الاهتمام بشؤون البلاد الأمنية والمعيشية". وقال: "إن المرحلة التي تمر بها البلاد تحتاج الى مزيد من اجواء التهدئة لإيجاد المناخ المناسب للقاءات مثمرة بين مختلف القيادات السياسية ولانصراف الحكومة الى مزيد من الاهتمام بشؤون البلاد الأساسية، لا سيما الاحوال المعيشية للمواطنين وتوفير الامن والاستقرار في كل المناطق اللبنانية".

وختم :"يجب ان نستفيد من دروس الاستقلال الذي لم يحصل في تلك الفترة إلا بوحدة اللبنانيين ووقوفهم جميعا وراء مشروع الدولة الواحدة والمستقلة في إرادتها وسياستها. ولا يمكننا اليوم ان نصل الى هذه الغاية وأن نحفظ جهود الاباء والاجداد إلا بانضوائنا جميعا تحت راية دولة المؤسسات والقانون التي تشكل وحدها المرجعية والمظلة التي تحمي لبنان وجميع اللبنانيين".

 

العماد عون استقبل وفدا من اتحادات ونقابات قطاع النقل البري

طليس: نقوم بجولة على الكتل النيابية لتقديم مطالبنا المحقة

وطنية - 24/11/2008 (سياسة) التقى النائب العماد ميشال عون، ظهرا في دارته في الرابية، وفدا من إتحادات ونقابات قطاع النقل البري في لبنان برئاسة بسام طليس وعبد الامير نجدة، في حضور المسؤول عن النقابات في "التيار الوطني الحر" الياس حنا. بعد اللقاء تحدث طليس، فقال: نحن نقوم بجولة على الكتل النيابية المهمة في البلد. إلتقينا كتلة التنمية والتحرير وسنلتقي كتلة الوفاء للمقاومة بعد ظهر اليوم. وبحثنا مع العماد عون المطالب لا سيما موضوع الضمان الإجتماعي".

وأشار طليس الى مطالب قطاع النقل البري، مشددا على دور الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي كمؤسسة يتجسد بها الامان الاجتماعي، مشيرا الى "ان حقوق السائقين تكون بتنفيذ قانوني السير والضمان. ودعا الى المساواة في التعويضات العائلية، والاسراع في انجاز معاملات الضمان". ووجه طليس الشكر لرئيس مجلس النواب نبيه بري لإيقاف مشروع نظام التقاعد والحماية الإجتماعية، مناشدا الاتحاد العمالي العام وأطراف الحركة النقابية إعادته الى اللجان النيابية لإعادة مناقشته مع أطراف الإنتاج.

ودعا "الى حل مشكلة الأوتوبيسات ذات ال24 راكب، وإقرار سياسة نقل لتنظيم القطاع،وإصدار تشريع يتضمن الإعفاء الجمركي والرسوم للسيارات العمومية أسوة بالسيارات ذات اللوحات الخضراء". وتابع:"أما الموضوع الثاني الذي بحثناه مع العماد عون هو موضوع أسعار المحروقات، لماذا لا تراعي الحكومة ووزارة المالية ظروف وأضاع الناس، كان من المفترض ان تصل اليوم صحيفة البنزين الى حوالي 16 الف ليرة"، منتقدا القول بأن السائقين هم عبء دائم على الصندوق الوطني.

سئل: الضمان الإجتماعي اليوم في حالة إفلاس فبماذا وعدكم العماد عون؟

أجاب: "الضمان الإجتماعي ليس في حالة إفلاس بل تريد الحكومة ان تفلسه لأنها لا تدفع ما يتوجب عليها وأيضا هناك أصحاب عمل في شركات خاصة لا تدفع متوجباتها".

سئل: ماذا تستطيع ان تفعل كتلة التغيير والإصلاح؟

أجاب: "نريد صوت كتلة التغيير والإصلاح في كل ما يهم مشاكل المواطن، لا سيما موضوع السائقين العموميين ومشاكلهم. وعدنا دولة الرئيس كما نواب كتلة التنمية والتحرير أن يدعموا كل مطلب محق، وقد قدمنا مطالبنا التي نعتبرها محقة، محذرا من اضراب قطاع النقل الذي سيشل البلد بكامله".

 

النائب جنبلاط: الأخطار الاسرائيلية تحتم علينا إقرار خطة دفاعية وحركة التطبيع المتسارعة مع النظام السوري تقدم له هدايا مجانية

وطنية- 24/11/2008 (سياسة) أدلى رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط بموقفه الاسبوعي لجريدة "الأنباء" الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي، وقال:"يبدو أن حركة التطبيع المتسارعة مع النظام السوري تطرح العديد من التساؤلات على مستويات مختلفة، ولا سيما أن الخلاف الجوهري مع هذا النظام لا يزال قائما، أكان بالنسبة الى المحكمة الدولية أم الى كل مقررات الحوار التي تم الاتفاق عليها بالاجماع، وفي طليعتها مسألة تثبيت لبنانية مزارع شبعا، وتحديد، ثم ترسيم الحدود والسلاح المسمى فلسطيني خارج المخيمات والعلاقات الديبلوماسية التي يبدو أن هناك جهودا منظمة لإفراغها من مضمونها، بالاضافة إلى قضية في غاية الاهمية هي مسألة المعتقلين والمفقودين".

اضاف:"وهذا التطبيع، سواء أكان لبنانيا أم خارجيا، فهو من دون شك يقدم الهدايا المجانية للنظام السوري دون مقابل، وتبقى إشكاليات عديدة عالقة، منها إستمرار تهريب السلاح على الحدود وإعادة إنعاش المجلس الأعلى اللبناني-السوري الذي هو من مخلفات الحقبة الماضية، ويناقض بشكل كبير العلاقات الديبلوماسية ومفهومها وأعرافها لأنه يخلق قنوات موازية للقنوات الرسمية بين البلدين ويتيح إعادة التدخل بأشكال مختلفة".

واردف:" لطالما إمتهن هذا النظام لعبة كسب الوقت والتفاوض من أجل التفاوض، وذلك يخوله التلاعب مع الأنظمة الغربية وبيعها الكلام الذي تريد سماعه دون تقديم أي خطوات عملية على الارض. فها هو اليوم يتحدث عن التوطين وحق العودة وينظم المؤتمرات الاستعراضية في هذا المجال، رغم أنه دخل لبنان سنة 1976 بتفويض أميركي لتدمير منظمة التحرير الفلسطينية وأجهض كل المبادرات العربية للحل في لبنان وفلسطين، وآخرها كان اتفاق مكة واتفاق القاهرة، بينما يقوم هو بمفاوضات جانبية مع العدو الاسرائيلي في تركيا. إنه يريد الانقضاض مجددا على القرار الوطني الفلسطيني المستقل والقرار اللبناني المستقل كي يتاح له التفاوض بهاتين الورقتين لتحقيق مصالحه الخاصة".

وتابع :"وفي مجال آخر، لا بد من التذكير ببعض الثوابت، ومنها مقررات الحوار التي أقرت بالاجماع والتي لم يشر إليها في كلمة الاستقلال الرئاسية الأخيرة، رغم أنها صارت من المرتكزات الوطنية التي لا يجوز التراجع عنها. فالتشديد المتكرر على الأخطار العدوانية الاسرائيلية يحتم علينا الاسراع في مناقشة خطة دفاعية وإقرارها، ترتكز على حصرية السلاح بيد الدولة وملكيتها لقرار الحرب والسلم وإعادة الاعتبار الى اتفاقية الهدنة مع إسرائيل، مع الاستفادة ما أمكن من قدرات المقاومة ضمن إطار المؤسسة العسكرية والدولة اللبنانية، بعيدا عن المقترحات الغريبة التي تقول بتوزيع السلاح على اللبنانيين جميعا وتعميم فوضى السلاح، على أمل طبعا أن تجنب هذه الاستراتيجية لبنان من أن يكون مرة جديدة ساحة لتصفية الصراعات والحسابات، ولا سيما بعد الكلام الاسرائيلي عن ضربة منفردة ضد إيران أو عن مغامرة جديدة ضد لبنان. فوحدها الدولة القوية والشعب الموحد هما الضمان لحماية لبنان".

وختم :" لا شك في أن الحصار الظالم الذي يمارسه الاحتلال الاسرائيلي بحق غزة يطرح العديد من علامات الاستفهام الكبرى، ولا سيما أنه يضرب عرض الحائط كل المواثيق الدولية وحقوق الانسان، إذ كيف يجوز تجويع شعب بكامله تحت حجج واهية؟ وكيف يمكن القبول باستمرار هذه الحالة دون تحرك يذكر لرفع الغبن والظلم والجوع عن الشعب الفلسطيني المحاصر في هذا القطاع المنكوب؟ إن استمرار هذا الحصار الظالم يهدد حياة المئات من المدنيين الفلسطينيين الذين يدفعون أثمان خلافات لا ذنب لهم فيها".

 

الوزير خليفة: زيارة الرئيس سليمان لطهران مهمة جدا

علينا ملء الشواغر في الإدارة ولست متفائلا ببت التعيينات

وطنية - 24/11/2008(سياسة) اعتبر وزير الصحة العامة الدكتور محمد جواد خليفة، في حديث الى "صوت لبنان"، "ان زيارة الرئيس ميشال سليمان لطهران تأخذ طابعا مهما، نظرا الى الدور الذي تؤديه إيران إقليميا، وكذلك الإرتباط المباشر مع لبنان من خلال دعمه والوقوف الى جانبه في المحافل الدولية، ودعم المقاومة في لبنان كذلك عملية الإعمار".

ورأى "ان الزيارة مهمة جدا اليوم، خصوصا في ظل الهواجس التي يطرحها البعض، لا سيما عن العلاقة مع سوريا، ونتمنى ان يكون المستوى في العلاقة مع طهران على مستوى رئاسة الجمهورية وضمن أطر الدولة اللبنانية، فهذا أمر مفيد للبنان بالشكل، خصوصا ان لبنان في حاجة الى الدعم السياسي والدولي، وكذلك دعم المقاومة في ظل تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي باراك، ان لبنان لم يستبعد اليوم من الإستهداف واليوم سوف يتعرض لتدمير البنى التحتية، يعني اننا ما زلنا مكاننا في الموضوع الإسرائيلي، وبهذا الأمر يمكن ان يستعين لبنان بأي مصدر قوة أو أي مصدر توازن في هذا الأمر".

وبالنسبة الى زيارة الموفد الأميركي للبنان، أشار الوزير خليفة الى أن "السياسة الأميركية لم ترسم خطتها للمنطقة بعد، ولا أعتقد أن تكون للزيارة أي مفاعيل، إلا إذا كانت هناك بعض الرسائل لتجميد الوضع في إنتظار إنطلاق عجلة السياسة الأميركية، لأن الإدارة الجديدة ليست في صدد إتخاذ قرارات مهمة، ولم تضع يدها بعد على الملفات". وأضاف: "هناك أمور أخرى يبحث عنها مثل عمليات تسليح الجيش ودعمه، هذا الأمر لم يسجل في الشكل الجدي والمفيد الى آخر الحدود. وفي نهاية الأمر، لبنان ينفتح على جميع الدول ضمن العلاقات الطبيعية".

وعن أولويات مجلس الوزراء وحديث رئيس الحكومة في قصر بعبدا عن إعادة تحريك موضوع تعيينات الفئة الأولى، وامكان طرح الآلية مع التشكيلات القضائية في جلسة الخميس، أوضح "ان موضوع التعيينات وآلياتها طرحت في حكومات سابقة كنت فيها، كل يود إيصال صاحب الكفاءة وصاحب المعايير الى مقاليد الدولة، وخصوصا وظائف الفئة الأولى، ولكن عادة الإصطدامات المتكررة في لبنان تعود الى تركيبة النظام الطائفي، واليوم إذا تم إختيار أفضل الناس، هناك توزيع طائفي وتؤخذ في الإعتبار أمور كثيرة، لا شك سوف نعمل ونتعاون في مجلس الوزراء على إيجاد آلية مبسطة لا تتعارض مع القوانين المرعية، ولا تتعارض مع التوازنات المرسومة في الطائف بحصص العائلات اللبنانية المختلفة، ولا مشكلة في هذا المجال".

وعن توقعه امكان معالجة ازمة التعيينات في فترة قريبة، أشار الى أنه في موضوع التعيينات "لست متفائلا في هذه الفترة من الوقت، فالحكومة لن تكون حكومة تأسيسية، ومعظم الأمور يتم تمديدها سواء في مجلس الخدمة المدنية وبعض دوائر التعليم، ويصار الى التمديد، وكأن هناك رهانا على الإنتخابات وقد لمح اليه دولة الرئيس نبيه بري. ففي نهاية الأمر التوازنات في لبنان والنتائج لن تكون حاسمة في شكل لفريق او لآخر، وهذا يعني منطق الوفاق والتوافق في هذه الأمور، وأرى التوافق والسير في عمليات وآليات حديثة لتطوير التعيينات في الدولة فتحديث الإدارة عمل مهم جدا، ولن يكون الوضع مختلفا بعد الإنتخابات. وفي النهاية، لا أحد لديه النية لتأخير موضوع التعيينات، من أجل أن يكون وضعه أفضل في بعض الإنتخابات، هناك توازنات قائمة في البلد يفرضها الواقع الطائفي والمذهبي والجغرافي في بعض الأحيان، وكلما إستعجلنا في ملء الشواغر في الإدارات وتحديث إدارات الدولة، كلما كان مفيدا للبنانيين عموما".

 

مقتل زوجين وإصابة أطفالهما الثلاثة في حادث سير عند اوتوستراد االزهراني

وطنية - 24/11/2008 (متفرقات)افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في صور جمال خليل عن وقوع حادث سير مروع عند الاوتوستراد الذي يربط منطقة الزهراني بمنطقة الليطاني نتيجة تدهور سيارة من نوع "مازدا" تحمل الرقم 137390 يقودها قاسم سعيد الباي (43 عاما) والى جانبه زوجته ميرفت (29 عاما) واطفالهما الثلاثة سيلينا ثلاثة اشهر، عبير 9 سنوات وسعيد 11 عاما. ونتج عن الحادث مصرع الوالدين على الفور وجرح اولادهما الثلاثة. وقد نقلت جثتا الزوجين الى مستشفى جبل عامل في صور, فيما نقل الاطفال الثلاثة الى مستشفيات صيدا حيث وصفت حالة سعيد بالخطرة. وفي وقت لاحق تم تشييع الزوجين في بلدة يارين الحدودية ووريا الثرى.

 

اللواء السيد امتنع للمرة السادسة عن الحضور الى دائرة القاضي صقر

وطنية -24/11/2008 (قضاء) امتنع اللواء جميل السيد للمرة السادسة عن الحضور الى دائرة قاضي التحقيق العدلي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري القاضي صقر صقر لاجراء مقابلة بينه وبين احمد مرعي. وقد حضر وكيل الدفاع عنه أكرم عازوري ووكلاء الدفاع عن المدعين وأرجأ استدعاءه الى جلسة الاسبوع المقبل.

 

دمشق ـ عون.. وافق شنٌّ طبقة! 

الشرق الاوسط اللندنية/إياد أبو شقرا

من الغرابة أن يستغرب أحد «الحلف الدمشقي – العوني» الذي سيخترق، بعد زيارة النائب ميشال عون سورية، الحدود غير المرسّمة بين البلدين الشقيقين.

فالقواسم المشتركة بين الجانبين أكثر من ان تحصى.

عون، مثلاً، لا يريد داخل شارعه السياسي وبيئته المسيحية «حلفاء» يناقشونه.. بل «أدوات» يحرّكها كما يشاء وتصدّق منه الشيء وعكسه. ودمشق أيضاً، تعلّمت من نجاح تجربة «الجبهة الوطنية التقدمية» في سورية، ولذا لا تريد في لبنان «حلفاء» بل ترتاح لـ«الأدوات» التي تصنعها وتجعل منها نواباً ووزراء وأكثر...

وعون تجاوز المحاضرة بالعفاف إلى ادعاء القداسة، بدليل أنه و«تياره» بالكاد يمشون فوق الأرض، كما قال بالأمس. ودمشق أيضاً لا تكتفي بأنها أضحت مرجعية الثوار وقِبلة الممانعين في العالم، «فشر» سبارتاكوس و«العم» هو تشي مينه و«تشي» غيفارا.. بل تداني بنضال قيادتها ووحدويتها «الخلود» الذي نقرأ عنه في الكتب.

وعون عسكري فذّ خاض في حياته العسكرية «حرب إلغاء» كادت تدمّر المجتمع المسيحي، و«حرب تحرير» انتهت بلجوئه إلى السفارة الفرنسية، وتسلّم حلفائه «القدماء الجدد» في دمشق مقدّرات لبنان. ودمشق قيادة مقاتِلة تخاصم كل «أشباه الرجال» الذين لا يحاربون، مع أنها - وهي التي أرضها محتلة - لا تحارب إلا الأشقاء، ولا تحشد قواتها إلا على حدودهم، ولا ترسل المغاوير من «أصولييها» شرقاً وغرباً إلا لتنغيص عيشهم وخراب بيوتهم.

وعون صاحب موقف ملتبس من الطائفية، فهو معها عندما يمارسها بحقد وكراهية ومزايدات تصل إلى نبش القبور والمطالبة بإعادة أجراس الكنائس،.. لكنه ضدها عندما يمارسها الآخرون.. أللهم إلا إذا كانوا مثله «إلهيين». ودمشق، أيضاً موقفها ملتبس من الطائفية. فهي تقول إنها ضد الطائفية والطائفيين، لكنها تتحالف مع بعضهم وتدعمهم وتحرّضهم في العراق وفي لبنان ضد خصومهم، وخصومها، من الطوائف الأخرى. والدليل الأحدث تعامل دمشق الجديد الخطير مع مسيحييها ودروزها الذين تستجلب لهم اليوم «الفيروس» اللبناني الذي غذّته على امتداد سنوات. وهي حالياً تتوهّم أنها بدفعها مسيحييها إلى أحضان ميشال عون ستكرّس زعامته المطلقة لمسيحيي لبنان، تماماً كتوهّمها أنها بدعوتها وئام وهاب لإلقاء «المحاضرات» في السويداء.. تثبّت المقولة المنسوبة إلى الرئيس بشار الأسد عن أن له من ولاء الدروز أكثر مما لوليد جنبلاط!

وعون ـ بالإذن من المغني الشعبي المصري شعبان عبد الرحيم ـ «يكره» إسرائيل ويهيم بمقاوميها.. ومن لا يصدّق عليه بـ«وثيقة التفاهم» التي صارت أشهر من شرعة حمورابي، وبـ«ملحقها» الخطة الدفاعية المدهشة. لكنه مع ذلك لم يجد غضاضة إبان فترة إقامته الباريسية في زيارة واشنطن برعاية «اللوبي الإسرائيلي» وترحابه، ابتداء من ميراف وورمزر (الإسرائيلية أصلاً وفصلاً) مستضيفته في «معهد هدسون»، وانتهاء بنائب نيويورك الديمقراطي الليكودي إيليوت إنغل، الذي خاطب من أميركا جمهور عون في «مهرجان أنطلياس»، ثم يدّعي أبوة «قانون محاسبة سورية» وقرار مجلس الأمن 1559. ودمشق أيضاً، تعتبر نفسها العدو الألد لإسرائيل وللولايات المتحدة، وترمي بالخيانة كل من يستقبل مسؤولاً أميركياً، لكنها مع ذلك تردّد في كل مناسبة «أن السلام خيارها الاستراتيجي» (مع من؟)، وتجري المفاوضات غير المباشرة (؟) مع إسرائيل، وتستقبل غير مرة غلاة «اللوبي الإسرائيلي» في واشنطن كالنائب الراحل توم لانتوس، وتنتظر تغيّر اتجاه الريح فيها لخوض حوار ودّي مع دنيس روس.. ومن هم من مدرسته.

وعون يوهم نفسه وجمهوره المعبأ طائفياً بأنه الذكي الذي يستغلّ «حزب الله» لكي يصفّي له حساباته الطائفية والشخصية ضد «السنيّة السياسية»، مع أن «حزب الله» هو الذي يستخدم عون غطاءً رخيص التكلفة لفرض هيمنته على لبنان. ودمشق توهم نفسها بأنها تستطيع إلى ما لا نهاية اللعب على التناقضات لإضعاف «السنيّة السياسية» في المنطقة مستعينة بقوة إيران، في حين أنها في الحسابات الإيرانية الإقليمي ـ مثلها مثل «حماس» و«الجهاد الإسلامي» ـ مجرّد حلقة مكملة لمشروع هيمنة طهران الجيو بوليتيكية في منطقة الشرق الأوسط.

بعد كل هذا أيجوز أن تُطرح علامات استفهام أو تعجب؟

أعتقد أنه آن الأوان لتغيير أسلوب تعامل «قوى 14 آذار»، وكل حريص على مصلحة لبنان وشعبه، مع النائب عون. فالسكوت على أقواله وأفعاله ما عاد جائزاً ليس فقط لأن ما يقوله ويفعله مضرٌّ بحق الوطن، وهو كان دائماً كذلك، بل لأن جمهور عون ـ بصرف النظر عن نسبته بين المسيحيين ـ لا يريد أن يقتنع بأن مسيرته الحالية ستقود إلى إنهاء المسيحيين وإلغاء الحاجة للبنان كحالة تعايش وتجربة ديمقراطية عاقلة ومنفتحة ومعتدلة. وبالتالي، لا نفع يُرتجى من تحاشي استعداء هذا الجمهور خشية أن يكرّر عون طرح نفسه أمامه «شهيداً» لـ«عدوان» المسلمين السنّة. ثم أن السكوت بات مسيئاً وظالماً للمسيحيين من فريقين: الأول هو الذي اكتشف حقيقته منذ البداية، والثاني الذي تنبّه إليها في الفترة الأخيرة .. فابتعد عنه.

أما بالنسبة لدمشق، التي قرّرت عملياً إلغاء خصومها السياسيين في لبنان عبر سلاح الفتنة الطائفية، فلا بد من تذكيرها بأنه عام 1860، عندما عصفت المجازر الطائفية بجبل لبنان، امتدت ألسنة اللهب إلى دمشق.. فشهدت بدورها مجازر فظيعة بين المسلمين والمسيحيين. وكادت تلك المجازر أن تعرّض دمشق لاجتياح القوات الفرنسية التي احتلت الجبل بقيادة بوفور دوتبول بعدما تقدّمت باتجاهها، لولا مسارعة السلطنة العثمانية إلى إرسال داهية السياسة الخارجية فؤاد باشا على جناح السرعة، فاستبَق وصول القوات الفرنسية مجرياً محاكمات شكلية سريعة انتهت بإعدام والي دمشق أحمد باشا. وأدت هذه التدابير إلى تأجيل سقوط عاصمة الأمويين بيد الفرنسيين حتى 1920. في مثل الظروف الخطيرة التي تعيشها المنطقة اليوم، ومنها تنامي الأصولية، قد يكون من الحكمة أن يتعلم الحكم السوري الحالي من حَذَر سابقه، فلا يزّج بمسيحيي سورية ودروزها في معاركه ضد «السنيّة السياسية» المعتدلة، التي يجب أن يعلم أن بديلها الوحيد.. التكفيريون و«القاعديون». فهل يستحق تنصيب ميشال عون رئيساً ـ دمية في لبنان، كخلفاء فترة انحطاط الدولة العباسية المركزية.. ربما تحت مسمى «المستزلم لحزب الله»، تفجير سورية من الداخل؟

 

الرياض قاطعت اجتماع دمشق واشنطن: سوريا تؤوي الإرهابيين

(و ص ف، رويترز، أ ب)

كشف مشاركون في الدورة الثالثة للجنة التعاون والتنسيق الامني لدول جوار العراق التي بدأت اعمالها في العاصمة السورية أمس، أن الولايات المتحدة اتهمت سوريا بـ"توفير ملاذ آمن للارهابيين" الذين يهاجمون العراق وذلك بعد اسابيع من غارة أميركية على سوريا قالت واشنطن إنها كانت تستهدف قياديين في تنظيم" القاعدة". واوضحوا ان القائمة بالاعمال الأميركية في سوريا مورا كونيللي قالت في جلسة مغلقة انه يتعين على دمشق أن تتوقف عن السماح للشبكات الارهابية باستخدام سوريا قاعدة ضد العراق.

ويتناقض النقد الأميركي مع موقف حلفاء واشنطن الغربيين ومنهم بريطانيا التي اشادت بدمشق لمنعها المقاتلين الأجانب من التسلل إلى العراق.

ولاحظ أحد المندوبين المشاركين في الاجتماع ان "خطاب الديبلوماسية الأميركية كان حادا وموجزا. وكانت الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة في الاجتماع التي انتقدت سوريا صراحة"، مشيرا الى

 ان "غالبية الآخرين كرروا ما نسمعه منذ سنوات من ان استقرار المنطقة مرتبط بالعراق ومن الحاجة الى مزيد من التعاون". 

وتشارك دول غربية، إلى روسيا وايران والعراق وغالبية جيران العراق الآخرين، في الاجتماع الذي تستضيفه العاصمة السورية. ويهدف إلى اتخاذ التدابير الأمنية للمساعدة على انهاء العنف في العراق والهجمات على القوات الأميركية والعراقية.

ولم تشارك المملكة العربية السعودية التي لها خلافات رئيسية مع سوريا في ما يتعلق بلبنان وايران، في الاجتماع .

وضغطت الادارة الأميركية لانشاء اللجنة في 2006 لتشرك الدول العربية بصورة أكبر في الشأن العراقي. ووافقت دمشق التي عارضت الغزو الأميركي للعراق عام 2003 على استضافة الاجتماعات بانتظام في اطار سياسة جديدة لنزع فتيل التوتر مع بغداد.

ولوح مسؤولون سوريون بالغاء الاجتماع بعد غارة أميركية على سوريا من داخل الأراضي العراقية في 26 تشرين الأول والتي قالت دمشق انها أسفرت عن مقتل ثمانية مدنيين. ونقل مشاركون في الاجتماع عن نائب وزير الخارجية السوري أحمد عرنوس ان سوريا كانت ضحية للارهاب وانها  لا تسمح بالاعتداء على أي شخص يعيش على أراضيها. وقال مندوب مشارك آخر: "اختار عرنوس ألا يرد مباشرة على القائمة بالاعمال الأميركية، لكنه أكد ان استقرار العراق أمر يصب في مصلحة سوريا". 

وكان المسؤول السوري يشير إلى هجوم بسيارة مفخخة في ايلول استهدف مجمعا أمنيا في دمشق واسفر عن مقتل نحو 17 شخصا. والقت دمشق تبعة الهجوم على تنظيم " فتح الاسلام ". وبث التلفزيون الرسمي اعترافات اعضاء مزعومين في حركة "فتح الاسلام" قالوا إن السيارة جاءت من العراق.

وكان وزير الداخلية السوري بسام عبد المجيد افتتح اجتماع اللجنة بالتأكيد ان لدى بلاده  ما يكفي من القوات على الحدود مع العراق لوقف التسلل في الاتجاهين، نافيا "تقارير اعلامية بان الحراس السوريين انسحبوا بعيدا من الحدود بعد الغارة الأميركية.  وقال ان الاجتماع يهدف الى "مساعدة الشعب العراقي على تأمين امنه واستقراره من خلال فريق عمل التعاون والتنسيق الامني الذي انبثق من مؤتمر وزراء الخارجية لدول جوار العراق الموسع الذي عقد في شرم الشيخ في ايار 2007". واضاف ان "تعزيز التعاون والتنسيق الامني وتنفيذ الاتفاقات الثنائية بهدف ضبط الحدود المشتركة والتي هي مسؤولية مشتركة لدى الاطراف كلهم يتطلب منا جميعا تعزيز التعاون والتنسيق لتحقيق هذا الهدف ويأتي اجتماع دمشق في الوقت الذي تستعد الجمعية الوطنية العراقية للتصويت الاربعاء على الاتفاق الامني مع الولايات المتحدة والذي ينص على انسحاب القوات الاميركية من العراق قبل نهاية سنة 2011. ( العرب والعالم)

 

معلومات عن مناورات إسرائيلية في النقب استعداداً لضربة محتملة لـ«النووي» الإيراني

تقرير أمني في تل أبيب يوصي بتجاهل معارضة واشنطن لعملية عسكرية ضد طهران

لندن، الناصرة - الحياة - 24/11/08//

«باسيج» في دورة تدريب على الدفاع المدني نظمتها أمس السلطات الايرانية في حوالى 700 مدرسة. (رويترز) 

أفاد تقرير في بريطانيا أمس، أن وحدات من السلاح الجوي الإسرائيلي تجري تدريبات في صحراء النقب من اجل تنفيذ مهمة «سرية» ضد المنشآت النووية الإيرانية، فيما نقل تقرير في اسرائيل عن وثيقة رسمية ان على الدولة العبرية ان تستعد لمهاجمة ايران لمنعها من تطوير سلاح نووي ولو تسبب ذلك في خلاف بين تل ابيب وواشنطن. في المقابل، أعلن قائد البحرية الإيرانية العميد حبيب الله سياري أن قواته ستستخدم اسلحة جديدة في مناورات في مضيق هرمز وبحر عمان خلال الأسبوعين المقبلين. وأفاد مراسل صحيفة «ذي صنداي تايمز» في تل أبيب اوزي مخيامي المعروف بصلاته بالمؤسستين العسكرية والاستخباراتية في إسرائيل، أن تدريبات تجرى في النقب على الضربة الجوية التي «لا يعرف أحد هل ستتم ومتى»، مشيراً الى أنه «ينبغي اولاً الحصول على موافقة سياسية عليها».

وأشارت الصحيفة الى ان الطيارين الإسرائيليين الذين يتدربون على القيام بهذه الغارة الجوية، يقولون انها قد تكون الثالثة خلال ثلاثة عقود ضد منشآت نووية في بلد آخر، ولكنها ستكون الأخطر. وكان الطيران الإسرائيلي دمر مفاعل «تموز» العراقي قبل 27 عاما، كما شن أخيراً ضربة ضد منشأة سورية.

وأفاد مراسل الصحيفة البريطانية انه اقترب من مقاتلة من طراز «اف-16- اف كي» وهي تستعد للإقلاع خلال التدريبات، ونقل عن قائدها الذي يبلغ من العمر 25 عاما قوله: «أعرف أنني سأقود هذه الطائرة الخاصة» التي تحمل اشارة رمز نووي مرسومة على هيكلها. وقال ان « في وقت يستعد هذا السرب الجوي لشن ضربة محتملة، يعمل 80 فنياً اميركياً في قاعدة نيفاتيم الجوية الإسرائيلية في صحراء النقب، على استكمال بناء أكثر أنظمة الرادار تقدماً، ويبلغ مداه نحو 1250 ميلاً».

ولاحظ مراسل الصحيفة حالاً من الوجوم مسيطرة على الطيارين الذين يتدربون على الضربة ضد ايران. لكنه نقل عن احدهم قوله: «إننا نشعر ان مستقبل اسرائيل ليس آمناً، ولذا نريد ان نبذل كل ما في وسعنا للدفاع عنها».

تزامن نشر التقرير مع توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت الى واشنطن امس، للقاء الرئيس الأميركي جورج بوش وإبلاغه بمخاوف في تل ابيب من أن إدارته لن تفعل شيئاً لمنع ايران من الحصول على السلاح النووي وستحيل الأزمة الى ادارة الرئيس المنتخب باراك أوباما، «ما يهدد بضياع «الفرصة الأخيرة لتدمير البرنامج النووي الإيراني» كما نقلت «ذي صنداي تايمز».

ولفتت الصحيفة الى ان مصدراً في وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أبلغها في وقت سابق ان بوش أعطى إسرائيل «الضوء الأصفر» لتحضيرات عسكرية للهجوم على المواقع الإيرانية. في غضون ذلك، حذرت مصادر استخباراتية إسرائيلية من ان ايران «تمتلك مواد نووية كافية لتصنيع قنبلة ذرية، وهي سرعت إنتاج أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم وكذلك لتصنيع رأس حربية لتركيبها في صواريخ بلاستيكية وكذلك تحسين مدى هذه الصواريخ البلاستيكية ودقتها في التصويب». وأفادت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية ان «التقرير السنوي لمجلس الأمن الوطني» تضمن وثيقة أعدها جهاز امني اسرائيلي أخيراً، تحذر من ان اسرائيل تواجه عزلة امام ايران خلال 2009 نتيجة تقارب محتمل بين ادارة اوباما وطهران ما يسدد «طعنة» لتفوق اسرائيل العسكري، يجب استباقها بضرب المنشآت الايرانية، ولو عارضت واشنطن ذلك.

وورد في الوثيقة الأمنية التي ستعرض على واشنطن ان «اسرائيل وحيدة تقريباً في مواجهة خطر ايران الاستراتيجي والصواريخ البالستية ومختلف صواريخ دول المنطقة». وأكدت الوثيقة ان على اسرائيل ان تستعد للخيار العسكري لأنها لا تتمتع الا بـ»نافذة» محدودة للتحرك قبل ان تحصل ايران على السلاح النووي، اذا عدلت الدول الأخرى عن منعها من ذلك. وفي طهران (ا ف ب)، نقلت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية شبه الرسمية عن قائد البحرية قوله خلال مؤتمر صحافي امس، ان «مختلف أنواع البوارج والغواصات والوحدات البحرية» ستستخدم في مناورات في مضيق هرمز وبحر عمان خلال الأسبوعين المقبلين.

وشدد الجنرال سياري على أن هذه المناورات سيتخللها عرض الانجازات الجديدة وقدرات القوة البحرية واختبار المعدات التي انتجتها هذه القوة، مشيراً الى تدشين بارجتين لإطلاق الصواريخ وغواصة خفيفة الخميس المقبل، لمناسبة «يوم القوة البحرية

 

قراءة قوى 8 آذار لمواقف جنبلاط من واشنطن

موسى عاصي ، الاحد 23 تشرين الثاني 2008/لبنان الآن

لم تعط قوى الثامن من آذار تفسيرات استثنائية للتصريحات التي اطلقها رئيس "اللقاء الديمقارطي" النائب وليد جنبلاط من الولايات المتحدة، ولم تذهب الى حد تصوير هذه التصريحات على أنها تموقع جديد لجنبلاط، خلافاً للتموقع الذي رسمه لنفسه بعد احداث السابع من أيار واتفاق الدوحة، على الرغم من الهجوم العنيف الذي شنه على العماد عون، عندما وصفه بجنرال الصدفة.

وبحسب قراءة هذه القوى لمواقف جنبلاط، فإن "سيد المختارة لا يزال يسير على نفس الخطى التي اتخذها بعد محطة 7 ايار، والمواقف التي اتخذت لا تتعدى الاستخدام التحضيري للانتخابات النيابية المقبلة"، وتضيف مصادر قوى 8 آذار: "ان جنبلاط الذي لم يتمكن حتى الآن من اقناع حزب الله والتيار الوطني الحر بتفاهم ما على الانتخابات النيابية في الدوائر المشتركة، وتحديداً في دائرتي بعبدا – عاليه، قد صعّد الموقف من واشنطن، مستخدماً الاسلوب ذاته، حيث يلجأ الى التصعيد عندما يرى الابواب مقفلة".

وتقول هذه المصادر، ان "محاولة لايجاد التفاهم بشأن لائحتي بعبدا وعاليه، تقدم بها الوزير طلال ارسلان خلال اللقاءات المشتركة بين الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الله وارسلان، لكنها جوبهت برفض قاطع من قبل العماد عون، فيما لم يعط حزب الله، الذي يسير خلف عون في القرارات الانتخابية، أي جواب"، وتقول مصادر "حزب الله"، ان الحزب وعلى الرغم من كثرة التحليلات والتوقعات بشأن اللوائح واسماء المرشحين، لن يحسم موقفه قبل شهر شباط المقبل، أي قبل اسابيع قليلة من بدء عملية الترشح.

وفي معرض تأكيدها على "عدم تحوّل جنبلاط مجدداً"، تقول مصادر 8 آذار: "إنّ سبب ذلك لا يعود لقناعة ذاتية لدى جنبلاط نفسه المستعد دائماً لقلب المعادلة متى سنحت الظروف، لكن الامر اليوم، وفي ظل وصول فريق اوباما مع ما يمثله الى البيت الابيض، بات أكثر تعقيداً، وان امكانية الحوار المباشر مع ايران وسوريا اصبحت قائمة، بل هي في صلب الاستراتيجية المنتظرة للسياسة الخارجية الاميركية الجديدة في الشرق الاوسط، وأي مراهنة على تغيير كبير في المعادلة القائمة اليوم في هذه المنطقة، يبقى مستبعداً، اقله على المدى المنظور".

وتختم مصادر 8 آذار قراءتها هذه بالتأكيد، "أن لا مجال لأي تحول في موقع جنبلاط حالياً، خصوصاً عشية الانتخابات التي تتطلب منه تفاهمات ملحة، تحديداً مع حزب الله والتيار الوطني الحر، للحد من الخسائر التي باتت محسومة في كتلته، بعد الخسارة التي تكبدها في اساس قانون الانتخاب الذي سلخ دائرة بعبدا عن عاليه، ومع اتفاق الشراكة الجديدة بينه وبين الوزير ارسلان في دائرة عاليه".

 

قوّة ميشال عون المقلقة

حازم صاغيّة ، الاثنين 24 تشرين الثاني 2008

لبنان للآن 

 على رغم الغموض المتعلّق بالنسب والأرقام، يمكن الترجيح بأن ميشال عون وتيّاره قد ضعفا. وإذا ما عرفت 14 آذار كيف تتصرّف، في الفترة التي تفصلنا عن الانتخابات العامّة الموعودة، وكيف تخاطب الجمهور المسيحيّ، فقد يكون في الوسع إضعافه أكثر.

مع هذا، فالسؤال الحارق والكبير يبقى: لماذا قوي ميشال عون أصلاً؟ لماذا استطاع، على رأس كتلة مسيحيّة معتبرة (وأيضاً، بغضّ النظر عن النسب)، أن يغيّر سياسات وأمزجة تكمن في قلب الحساسيّة التاريخيّة للمسيحيّين اللبنانيّين؟

تقتضي مواجهة الحقيقة الإقرار بأن عون أنجز عملاً جبّاراً لجهة مدى الانقلاب على الحساسيّة المذكورة: فليس قليلاً أبداً أن يتوجّه الرجل إلى إيران وسوريّا فيما أكثر من نصف اللبنانيّين يعتبرون البلدين هذين العقبة الأكبر في وجه استقلالهم الثاني، وأن تلقى زيارتاه هاتان تأييداً مسيحيّاً (أيضاً، بغضّ النظر عن النسب). بل ليس بسيطاً أن يمضي عون في تحالفه مع طرف يريد تحويل لبنان "هانوي العرب" وإنشاء ازدواجيّة سلطة وجيش، من دون اكتراث بالأفق الخرابيّ الذي تمثّله المقاومة للبنانيّين، أو في تحالفه الموازي مع القوى والأحزاب الأكثر سوريّة إبّان سنوات الوصاية؟ وهذا من دون أن ننسى أن عون وتيّاره يهبّان في وجه البطريركيّة المارونيّة، والمراكز الإعلاميّة المحسوبة تقليديّاً على البيئة المسيحيّة، فضلاً عن تعارضه مع البيوت السياسيّة التقليديّة للمسيحيّين (شمعون، إدّه، الجميّل...). أضف إلى ذلك أنه وتيّاره، وللمرّة الأولى على هذا النطاق الشعبيّ، يأخذان جزءاً ملحوظاً من المسيحيّين في وجهة متعارضة مع السياسات الغربيّة، أميركيّة كانت أم فرنسيّة، ومتقاربة، في المقابل، مع سوريا وإيران.

هذا، بالفعل، ليس بسيطاً ولا قليلاً. إذ إن تلك الانقلابات النوعيّة التي أنزلتها عون بالتقليد السياسيّ المسيحيّ بقي هضمها على المسيحيّين ممكناً بسبب الاهتراء العميق الذي أصاب علاقتهم، أو علاقة بعضهم، بمعتنقي ديانات وطوائف واتّجاهات أخرى. ومصدر القلق الذي تثيره المفارقة تلك لا يتعلّق فقط بعون ولا حتّى بالانتخابات المقبلة، بل انه يتجاوز المسيحيّين اللبنانيّين ووعيهم السياسيّ الراهن... على أهميّة تلك الاعتبارات طبعاً.

القلق الأهمّ ينبع من سببين تمتدّ مفاعيلهما، ولو بتفاوت، إلى منطقة المشرق العربيّ بأكملها، أوّلهما يطاول علاقات الجماعات الأهليّة، والثاني يتّصل بمفهوم السياسة وبممارستها.

فنحن لا نفشي سرّاً إذا قلنا إن الغريزة الأفعل التي يحرّكها الجنرال، علناً وليس ضمناً، هي العداء للسنّة (دورهم كطائفة قياديّة "على حساب" الدور المسيحيّ) واستطراداً للدروز (حرب الجبل وذيولها). كذلك لا نأتي بجديد حين نقول إن العونيّة هي الردّ (الوهميّ والمزوّر طبعاً) على طبقة سياسيّة وعلى طريقة في العمل السياسيّ. وفي هذا، نراها تناهض البيوت التقليديّة في أزمنة السلم كما تناهض الميليشيا شبه العسكريّة في زمن الحرب ("القوّات اللبنانيّة" في هذه الحال). لكنّها، فوق ذلك كلّه، تخاطب إحساساً مسيحيّاً بالخوف والتهميش يتجسّدان، في نظر العونيّين، في عزل عون (استقباله يوم عودته من باريس، تسمية جنبلاط لعودته تلك بـ"تسونامي"، اتّهامه قادة 14 آذار بعدم أخذه في الاعتبار الخ...). وهذا العزف على وتر "الضحيّة" يتعاظم تأثيره في ظلّ التحوّلات الديموغرافيّة في لبنان، وعموم المنطقة، لغير صالح المسيحيّين، كما في ظلّ تضخّم الوعي الاصوليّ المرفق في عديد الحالات بممارسات عنفيّة حيال الأقليّات (والعراق آخر الأمثلة).

ومن دون أن نغرق في التفاصيل، لنا أن نستنتج أموراً ثلاثة:

الأوّل، ان عون، وما قد يشابهه من ظاهرات، لا يُكافَحون إلاّ بتراجع الوعي الدينيّ الأصوليّ عموماً، وما يستبطنه، أو يعلنه، من تخويف للأقليّات. فكلّما جنحت المنطقة، بما فيها لبنان طبعاً، إلى وعي أشدّ علمنة وحداثة وتسامحاً، تعاظم انكفاء ظاهرات كتلك.

والثاني، أن تجديد الطواقم السياسيّة وأساليب ممارسة السياسة هي مما يقطع الطريق على عون والظاهرات المشابهة له. فالزعامات المتوارثة التي تعجز عن تبرير وراثتها بغير البيولوجيا، وأشكال المحاصصة والتنفيع والاستزلام، تؤمّن لعون الذريعة كي يتقدّم بوصفه البديل الخلاصيّ والمخلّص.

أما الثالث، فمؤدّاه إرساء نصاب سياسيّ يستبعد العنف الذي يستفيد منه عون في وجهين: وجه الاستقواء بعنف الحلفاء (حزب الله...) ووجه التذمّر والشكوى الضحويّة من عنف الخصوم (القوّات اللبنانيّة إبّان الحرب والحزب الاشتراكيّ في حرب الجبل).

هذه التوجّهات العامّة يصعب الخروج منها بوصفة انتخابيّة. هذا صحيح بالتأكيد. لكنّ الأصحّ منه أن لا انتخابات ولا أكثريّات تنقذنا على المدى البعيد ما لم نملك مثل هذه التوجّهات العامّة.

 

في وطن..

بسـام النـونو ، الاحد 23 تشرين الثاني 2008

لبنان الآن

 بلاد لا سلطة فيها للدولة وأجهزتها ومؤسساتها إلا حين يتناسب ذلك مع رغبة-إذن اللاعبين السياسيين في لعبة المحاور الخارجية.. الاستقلال لا يحلّ فيها عيدًا وإنما ذكرى على قاعدة "ذكرى حبيب ومنزل". عذرًا من كل مبتهج بفعاليات الاستقلال هذه الأيام إلا أنّني لا أملك من نفسي شيئًا حين تنتابني نوبة نقدية لـ"والحال هذه" التي تجتاح صفحات التقارير والتحقيقات والتحاليل الصحفية في لبنان.

هي ذكرى، لا عيد استقلال نتنعّم بالعيش في ربوع يومياته حيث تجد العباد، في بلاد مستقلة، مستقلين وطنيين يمارسون فعل الاستقلال عن دول الخارج ويحترمونها في آن، لا عن طوائف الداخل ويتربصون بها في كل آن.

لبنان اليوم أفضل من الأمس. نعم، ولكن قد يكون هذا اليوم الأفضل من الأمس كذلك أفضل من الغد. وإذا ما عاد وتحسن الوضع بعد غد نفرح ونبتهج ونهلّل منظرّين لمقولة لبنان اليوم أفضل من الأمس!.. إنها الحلقة المفرغة التي ندور وندور فيها.

بعد نضالات وانتفاضات وبطولات قامت بها نفوس مستقلة كان سهلًا أن يحقق لبنان إستقلاله عن انتداب خارجي عام 1943. لكن "والحال هذه" عام 2008 يصعب على لبنان أن يخرج من سطوة انتداب الخارج ومحاوره لكون هذا الخارج بات لا ينتدب عسكره وإنما نفوسًا في الداخل لفرض مشيئته على الوطن، الأمر الذي يكاد يكون معه أمر جلاء هذا الطراز من الانتداب مستحيلًا لأنه هذه المرة ليس بالانتداب الخارجي الفرنسي وإنما هو انتداب داخلي نفسي.

أين الاستقلال؟ في وطن تتخبطه النزاعات الإقليمية – الدولية التي ينأى المتصارعون فيها بأراضيهم وشعوبهم عنها فيرسلون فاتورة خصومتهم لكي تدفع "غب الطلب" داخل هذا الوطن الصغير بالوكالة عنهم.

في وطن... "حجر بين شاقوفين" يضغطان عليه وعلى أعصاب مواطنيه فيُسحق أيام يشتد كباشهما ويستقرّ مُرمّمًا أشلاءه يوم يتناغمان. أين الاستقلال؟

في وطن... فيه أحزاب تحتل مكاتبها، "وبكل فخر"، صور رئيس دولة غير دولتهم. أين الاستقلال؟

في وطن... تخضع فيه مقاربة الاستقلال بين المحاور والأخصام للديمقراطية التوافقية حيث لا أكثرية يفرحون ولا أقلية يحزنون إنما الموالون والمعارضون على أرائك الحكومة نفسها يتّكئون. أين الاستقلال؟

في وطن... الطائفية فيه تغلب الوطنية وتُلصق تهمة الخيانة بكل هاتف للاستقلال عن المحاور الخارجية. أين الإستقلال؟

في وطن... فيه طائرتان حربيتان مُرمّمتان فقط والدولة لا سلاح لها في التصدي لعدوان الخارج و"تفرعن" الداخل إلا سلاح الموقف. أين الاستقلال؟

في وطن... فيه الحدود مُرسّمة بين مواطنيه ومناطقهم، وغير مُرسّمة مع الخارج. أين الاستقلال؟

في وطن... الولاءات الخارجية فيه نار على عَلَم. أين الاستقلال؟

في وطن... فيه يُهاجَم الحياد ويُعوَّل في حماية المواطنين من بطش بعضهم على التفاهمات الثنائية وليس الدولة. أين الإستقلال؟

في وطن... يسأل فيه سائل "ماذا كانت تفعل طائرة للجيش فوق أراضيه؟". أين الاستقلال؟

في وطن... ينافس فيه "أشْوَس" (مفرد أشاوس) أهل شهيد ويعمل بشراسة على أن ينتزع منهم مقعد إبنهم الشهيد الذي سقط في ذكرى الاستقلال. أين الاستقلال؟

في وطن... يقترح فيه قائد جيش سابق (الأشْوَس نفسه) تعميم التسلّح على كافة المواطنين في كافة المناطق. أين الاستقلال؟

في وطن... مواطنون فيه يشكون ويتذمّرون من زحمة سير ناتجة عن التحضير لمراسم إحياء ذكرى الاستقلال. أين الإستقلال؟

في وطن... ليس الكل فيه للوطن. أين الاستقلال؟

في وطن...

إنه الاستقلال.. لا أعاده الله مجرّد ذكرى.

 

في ذكرى "الأخ الصديق" بيار الجميل

المر: باستشهاده زدنا تمسكاً بوطن العنفوان

أصدر وزير الدفاع الوطني الياس المر بياناً، لمناسبة ذكرى استشهاد الوزير بيار الجميل، مما فيه: "يوم حزين في حياة الوطن ان يسقط علم من اعلام الشباب المؤمن بلبنان الحرية والسيادة والكرامة والاستقلال، انه يوم حزين اتذكر فيه اخاً شريفاً، وصديقاً وفياً، وزميلاً صادقاً، عرفته مناضلاً ومحباً، لا تهزه شدة ولا تهزمه محنة، صديقه صديق، لا يبادله الا الاخلاص والوفاء".وقال: "بيار كان الأخ والصديق ومعه كان الامل كبيراً كبر احلامه وانفتاحه وشجاعته، وباستشهاده زدنا تمسكاً بمسيرة الدفاع عن لبنان ومكافحة الارهاب وصون الحريات وكرامة اللبنانيين حتى لا تذهب دماء الشيخ بيار الجميل إهداراً وحتى لا تسقط احلام الشباب ببناء وطن تليق به الحياة والعزة والعنفوان. إني إذ اتقدم من الشعب اللبناني عموماً ومن فخامة الرئيس امين الجميل وعائلته الكريمة ومن المتنيين وحزب الكتائب واصدقاء الشهيد بيار بالتعازي الحارة، آمل في الا تحل الذكرى المقبلة الا ويكون القتلة المجرمون قد انكشفوا واعتقلوا وسلموا الى العدالة للمحاكمة. عزاؤنا جميعاً ان رفيقي بيار بانضمامه الى قافلة الشهداء روى بدمائه الزكية مسيرة الاستقلال حتى تبقى راية الارز عالية شامخة ويبقى لبنان وطن الرسالة والانسان واحدا موحدا مرفوع الراس بين الامم".

 

باسيل: العلاقات الجيدة مع سوريا لا تتعارض مع الاستقلال

لبنان الآن/ذكّر وزير الاتصالات جبران باسيل خلال ندوة بعنوان "استقلال لبنان بين المرتجى والواقع" نظمتها هيئة شكا في "التيار الوطني الحر" في الهري، "بأن السوري كان يسيطر على لبنان عندما كنا في التيار الوطني الحر نقول ان الاستقلال أهم من الوحدة الوطنية، لأن لا وحدة وطنية إذا لم يكن هناك بلد قائم، ولا بلد إذا لم يكن هناك استقلال".اضاف: "هذه المقولة تصبح معكوسة عندما يصير الاستقلال واقعا. ففي هذه الحال نقول إن الوحدة الوطنية هي الأساس للمحافظة على هذا الاستقلال. هكذا نؤمن مفهوما واحدا عن الاستقلال ويصير مكسبا لجميع اللبنانيين، وليس استخداما للحظة سياسية معينة تكون رافعة سياسية لفريق تجاه فريق آخر، وبدعم من جهة خارجية معينة لتحقيق مكاسب داخلية سلطوية".

وتابع: "إن من صنعوا 14 آذار هم شباب التيار الوطني الحر الذين رفضوا مغادرة الساحة منتصف ليل ذلك اليوم، وظلوا مسمرين وأمنوا حماية الساحة ومنعوا القوى الأمنية من السيطرة عليها، حتى تمكن الناس في اليوم التالي من النزول. لكن الخيبة والنكسة، كانا ما شهدناه بعد 14 آذار باستغلال الحالة الاستقلالية لأهداف سياسية وطائفية وسلطوية أصغر بكثير من معنى تلك اللحظة. لكن هذا الوضع أنتج وسينتج حالة ثورية أكبر، تدفعنا الى فهم معاني الاستقلال في شكل حقيقي وتجعلنا ندرك أن الاستقلال ليس مفهوما أحاديا، أي خلو الوطن من الجيوش الأجنبية، أو مناعة على الحدود تمنع الاختراقات الأمنية، بل قدرة الطبقة السياسية على الاستقلال عن القرارات الخارجية. إذ يمكن ان نعيش أكبر حالة تبعية رغم غياب أي وجود عسكري أجنبي على أرضنا".

وسأل: "هل ان الخليوي مستقل عن السياسة؟ هل ان الاقتصاد اذا كان خاضعا لمصالح خارجية تقيدنا وتفرض علينا سياسات غير مجدية، يعبر عن استقلالنا؟ ثم ان اخطر ما يضرب الاستقلال هو محاولة شراء رأي الناس او صوتها او لقمة عيشها. عندما نشتري رأي انسان، ماذا يبقى من الاستقلال؟ ان هذه الهجمة البغيضة تتناقض مع الاستقلال الحقيقي وتؤكد مقولة ان المحافظة على الاستقلال أصعب بكثير من الحصول عليه".

وسأل: "هل ان زيارة النائب العماد ميشال عون لسوريا هي طعنة للاستقلال ام تعزيز له؟ وهل يمكن احدا ان يتصور ان عون قد يقدم شيئا من حساب لبنان، او انه سيأخذ من سوريا لحساب لبنان في سبيل العلاقة الندية الاستقلالية التي لطالما حلمنا بها؟ ان زيارة عون لسوريا تأتي من ضمن صياغة مفهوم العلاقة الندية والاستقلالية معها. فعون بشخصيته الاستقلالية يقدر على صوغ علاقات داخلية وخارجية تؤمن المصالح الاستراتيجية للشعب".

وقال: "لا يمكن احدا ان يعتقد ان السلام في المنطقة يتناقض مع الاستقلال، او ان العلاقات الجيدة مع سوريا تتعارض مع الاستقلال. بل يمكننا صوغ علاقات مع أي بلد غير عدو من ضمن استقلالنا وحقوقنا ومصالحنا".

 

لقاء الأسد وتاريخ العلاقات الفرنسية الالمانية

كارلوس إده

منذ بضعة ايام صرّح العماد ميشال عون ان زيارته لدمشق ولقاءه مع الرئيس بشار الاسد هي كالزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الفرنسي شارل ديغول لالمانيا والتي تمّت عام 1962 واجتمع اثناءها مع المستشار الالماني في حينه كونراد أديناور. مع الأسف كنت اتنمى ان يقوم احد غيري ويشرح لرئيس التيار الوطني الحر ان هذه المقارنة غير صحيحة على الاطلاق، فالقواسم المشتركة بين الزيارتين قليلة ومحدودة. أول قاسم مشترك هو ان المانيا وفرنسا مثل سوريا ولبنان لهما حدود مشتركة وان سوريا احتلت لبنان عسكرياً. والنقطة المشتركة الثانية تتعلق بالاشخاص، ذلك ان كلاً من ديغول وعون كانا جنرالين في حياتهما المهنية وعرفا طريق المنفى، لكن المقارنة تنتهي هنا.

في المقابل، في تاريخ العلاقات الفرنسية – الالمانية لقاء آخر يشبه بشكل غريب الزيارة التي سيقوم بها العماد عون لدمشق، انه لقاء بيار لافال وأدولف هتلر يوم 22 تشرين الاول 1940، وهنا البرهان على ذلك.

عندما قابل ديغول المستشار أديناور كان رئيساً للجمهورية الفرنسية وكان يتكلم باسم فرنسا والفرنسيين. أما عندما التقى بيار لافال هتلر فلم يكن سوى نائب فرنسي وفي مصادفة غريبة، نائب لرئيس الحكومة. كذلك فان العماد هو اليوم نائب ورئيس لكتلة نيابية يصرخ ويتوعد أكثر بكثير مما يتكلم.

كذلك الامر، عندما زار ديغول المانيا عام 1962 فهو زارها بعد سقوط النظام النازي وانهزامه بزمن طويل وبعدما انخرط الشعب الالماني مجدداً في المسار الديموقراطي وقد التقى ديغول آنذاك كونراد اديناور احد أكبر رموز الديموقراطية والبناء الاوروبية ولم تعد المانيا تشكل في ذلك الوقت اي تهديد لفرنسا ولم تكن تتدخل في شؤونها الداخلية. أما لافال فقد التقى هتلر عندما كانت فرنسا تحت رحمة المانيا، العماد عون يزور سوريا اليوم ليجتمع بالنظام البعثي ذاته الذي تدخل في كل مراحل الحرب الاهلية وفي الفساد الذي شاهدناه بعد الحرب، وهو لا يزال يواصل تدخله في الشؤون الداخلية لهذا الوطن.

 

عام 1962 كانت المانيا وفرنسا تتمتّعان بنظاميين سياسيّين متقاربين وفعالين يؤمنان تفويضاً شعبياً حقيقياً لقادة البلدين المنتخبين ديموقراطياً وهذه ليست حال لبنان من سوريا عام 2008 اذ لا تزال السياسة تتربع على رأس السلطة منذ ما يقارب الاربعة عقود، بفعل العنف والانقلابات العسكرية. كما ان المانيا التي زارها ديغول لن تكن تحتجز بطريقة تعسفية معتقلين سياسيين فرنسيين ولا حتى ألماناً، وهي لم تعد تستعمل التعذيب ولا وسائل عنف أخرى من أجل انتزاع الاعترافات، كما انها لم تكن تتدخل في الشؤون الداخلية لفرنسا ولم تكن تحلم بالعودة اليها، ان هذه ليست حال سوريا البعث اليوم والتي لم تخرج من لبنان الا بفضل ثورة الارز والضغوط الدولية، وهي ما تزال تزرع الفوضى الداخلية وتضرب الاستقرار بجميع الوسائل. ان لقاء ديغول – اديناور كان من الند للند وكان هدفه بناء مستقبل افضل لبلديهما ولاوروبا، اما لافال، فقابل هتلر من اجل توطيد التعاون والتعامل الفرنسي – الهتلري المستقبلي، لكن العماد عون سوف يبحث مع الرئيس الاسد في مستقبل تعامله مع سوريا والاستراتيجية والوسائل الواجب اعتمادها من اجل الانتصار في الانتخابات المقبلة على القوى السيادية اللبنانية التي تعارض سياسة سوريا في لبنان.

ان ديغول كان قوة موحدة في فرنسا، بينما لافال كان رمزا للانقسام وللعمالة للنظام النازي، فهو دافع علانية عن سياسة هتلر وسلم الالمان مواطنين فرنسيين تم ترحيلهم او اعدامهم. منذ ان تحول الى احد منفذي السياسة السورية في لبنان اصبح العماد عون احد اكبر المدافعين علنا عنها، متنكرا لكل ما قاله طوال خمسة عشر عاما، زارعا بتصريحاته الحقد والكراهية بين اللبنانيين وبين المسيحيين. اما ما يخص المعتقلين اللبنانيين في سوريا والذين كانوا جزءا لا يتجزأ من خطابه في ما مضى، فقد اصبحوا مصدر احراج له اليوم او على الاكثر ورقة تستعمل في اطار معاركه الانتخابية. لم يحد الجنرال ديغول مطلقا عن سياسته المدافعة عن مصالح فرنسا ولا عن مواقفه السابقة، اما بيار لافال فقد كان انتهازيا وغيّر مرات عدة سياسته من اجل ارضاء طموحه، فهو بدأ اشتراكيا عام 1905 ثم تحول الى انصار السلم خلال الحرب العالمية الاولى، بعد ذلك جنح نحو اليمين من اجل ان يصل الى الحكم، وهذا لم يمنعه من ان يقابل ستالين وان يوقع معه معاهدة تعاون فرنسية – سوفياتية، وانتهى بعد ذلك يمينيا متطرفا متعاملا مع الاحتلال. ان ميشال عون يقول الشيء وعكسه، فهو يغير مواقفه من غير ان يأخذ في الاعتبار انعكاساتها على الوطن وعلى المواطنين او على الذين ناضلوا الى جانبه. ان الشيء الوحيد الذي يهمه هو ان يصل الى اهدافه الشخصية بأية وسيلة كانت.

وباختصار، عندما توجه ديغول، صاحب القرار والرؤيا والهالة الوطنية، الى العاصمة الالمانية بون من اجل لقاء اديناور رمز المانيا الديموقراطية والمعاد بناؤها بعد هزيمة النظام التوتاليتاري والفاشي، بنيّة الشركة بين الدولتين، فإن عون يسلك اليوم من اجل مصلحته الشخصية طريق دمشق كوكيل منفذ من اجل ان يقابل كمرؤوس رئيس بلاد لا تزال ترزح تحت نير الديكتاتورية.

واخيرا ان الغاية من هذا البيان ليست في اي حال من الاحوال انتقاد اي كان، بل الدفاع عن ذكرى رجلي دولة من اهم رجالات اوروبا في القرن العشرين امام الجيل اللبناني الجديد، ومن اجل قطع الطريق على المقارنات الملتبسة والتي بالتأكيد لا تشكل اطراء للرجلين ولا لشعبيتهما.

 

العماد ميشال عون في حوار خاص مع قناة القدس الفضائية

موقع التيار الوطني الحر/24 تشرين الثاني/08

- أنا مع إعطاء الحقوق المدنية للشعب الفلسطيني

- لدي تحفّظ على الدول العربية التي تجلب الأيدي العاملة الآسيوية بالملايين ولا تقبل أخذ الفلسطيني للعمل

- يجب أن تتمّ السيطرة الأمنية داخل المخيمات الفلسطينية

- لا يجب أن تتحوّل المخيمات لمكان آمن لاناس مطلوبين للعدالة

- الرئيس سليمان لا يريد تشكيل كتلة وسطية محسوبة على الرئيس

- هؤلاء الذين يريدون توريط الرئيس بها يبغون تبييض سجلهم

- نحن مصممون على إجراء الإنتخابات ومن يريد عرقلتها يجلب للبلد 7 ايار جديد

- أدعو الفلسطينيين الى التضامن، وقضيتهم عادلة

- لا يكم القبول بتشريد شعب وتركه بلا هوية

- حقوق الإنسان احرقت في 15 ايار 1948 عندما تخلّى العالمعن الشعب الفلسطيني

- لا يكف رفض التوطين بل يجب العمل لعودة الفلسطينيين الى وطنهم

- على الدول التي تدعم حق العودة أن تأخذ إجراءات

- حرب إسرائيلية على لبنان لن تغيّر شيء وستكون حماقة كبيرة

- لا يمكن أن نضع المال مكان الأمن، ولا يمكن شراء إستسلامنا

- الهجوم علينا ليس جديد، ونحن اشبه بقلعة محصنّة، ولن نردّ على احد

- شخصياً متصالح مع الجميع، وبعيد عودتي قابلت سمير جعجع وقلنا في حينها: التاريخ سينصفنا

- مقابلتي لجعجع في زنزانة لم أكن أنا مسؤول عنها

- أنا أدعم دعم مطلق للرئيس

- إيران لم تساعد لبناني ضدّ ىخر

- إيران ليست بحاجة للمقاومة في لبنان للدفاع عن نفسها

- الجنرال ذاهب الى سوريا لإسترداد مفتاح بيروت

- رفضنا إغلاق الحدود الدولية مع سوريا لأننا لا نريد أن يكون وطننا مكاناً لزعزعة الإستقرار في سوريا

- لن نرضى أن نكون الخاصرة الرخوة تجاه سوريا

- ولن نقبل ان يتهّم لبنان بأن يحاسب على نوايا افكار إستباقية

- الصدمة العسكرية في 7 ايار وضعت حدّ لبعض الأمور، وأعطت كلّ حجم حجمه

- إتفاق الدوحة لم تأخذ بمنطق الربح أو الخسارة التي جرت على الأرض

- الخطر الحقيقي حالياً هو من البترودولار، لأنّ الحاجة والفاقة تُسقط الناس

- معرفة الخصم إيجابية، ولا يمكن أن نرفض الآخر لأنّه آخر

- ما نحاول تجسيده مع سوريا هي بناء حالة صداقة

- زيارتي لسوريا ليس بهدف تجسيد حالى إنقلابية في الشرق الأوسط

- العماد عون يعيش لبنانيته ومسيحيته الشرق أوسطية وهو لا ينقل احد بالإكراه

- اللبنانيون سيختارون خيارهم في الإنتخابات النيابية

- نحن مع سياسة التفاهم ونعمل على ترسيخه وهذا ما جسدّناه في حرب تموز

- تفاهمي مع حزب الله لم يكن ضدّ أحد، بل هو تفاهم على قضايا محددّة

- لا اطلب شيء من سوريا، زيارتي هي تلبية لدعوة

- لديّ مصداقية يحترمها الجميع بمن فيهم الخصوم

- مواقفي الذي أعلنها أحترمها لأقصى الحدود

- لست في موقع المسؤولية حتى أعقد إتفاقات مع سوريا

- يجب تنسيق بين الدول العربية ومن ضمنها سوريا حتى نواجه الأزمة الإقتصادية مثلاً

- المرحلة الصدامية بين لبنان وسوريا كان يجب تخطيها

- زيارتي الى سوريا يجب أن تؤخذ ببساطة، ومن يأخذها بتعقيدات يخطئ بتفسيرها

- زيارتي الى سوريا يجب أن تتمّ، والأمور يجب أن تعود الى طبيعتها

- لا حرب الاّ وتنتهي، ونحن مع ابناء الحياة، وهناك ترتيبات يجب أن تحلّ

- هناك وجدان جماعي يجب أن تشمل الجميع، وهناك قضايا إنسانية يجب أن تحلّ

- لن نكشف عن زمن بدء الزيارة لترتيبات أمنية

 

من كلّف الشهال "مفاوضة" أبو هريرة؟ وما هي قصة الحكم الصادر في واشنطن ضد الأسد وشوكت لدعمهما "القاعدة"؟

الأسباب السبعة التي جعلت التضليل في ملف "فتح الإسلام" أقوى من الواقع

المستقبل - الاثنين 24 تشرين الثاني 2008 - فارس خشّان

منذ بدأت تتكشف الأبعاد الإرهابية لتنظيم "فتح الإسلام "،إنطلقت حملة تضليلية واسعة النطاق تهدف الى ربطه بتيار المستقبل.

وعلى الرغم من أن الوقائع والمعطيات، كانت تشي منذ اللحظة الأولى، بأن "فتح الإسلام" له أبعادا مخابراتية سورية واضحة ويتمتع بمنظومة دفاع سياسية وإعلامية لبنانية هائلة من حلفاء النظام السوري وأتباعه في لبنان، إلا أن الحملة التضليلية نجحت في تسجيل نقاطا في مرمى "المستقبل"، الذي التزم معايير التحفظ المفروضة من الحكومة، بناء على توصيات عسكرية وأمنية وقضائية لبنانية. وفي هذا السياق إستفادت الحملة التضليلية من تجاهل الإهتمام بوضع الرأي العام في صورة الحقائق الآتية:

أوّلاً، الإعترافات المبكرة التي قدمها كل من حسام محمد صيام ومحمد صالح سالم اللذين سلمتهما اللجنة الأمنية في البداوي الى الأجهزة الأمنية اللبنانية، على إثر إقدامهما على قتل أحد الفلسطينيين. في تلك الإعترافات التي تمّ ضبطها في السابع والعشرين من تشرين ثاني 2006، أفاد هذان الشخصان اللذان كانا يحملان جنسيتين سوريتين صحيحتين بأسماء مستعارة، أمام مديرية المخابرات في الجيش اللبناني أنهما تابعان لتنظيم فتح الإنتفاضة، ويأتمران مباشرة من العقيد شاكر يوسف العبسي الذي يحوز على ثقة أبو خالد العملة، وتحدثا عن خطة موضوعة لاغتيال ست وثلاثين شخصية لبنانية، لا يعرفان أسماءهم.

وقد مرّ هذا الحدث بسرعة في لبنان، ولم يتم التركيز عليه، على الرغم من أنه أصبح من الوثائق الرسمية في الأمانة العامة للأمم المتحدة ووضع أمام مجلس الأمن الدولي، ونشرت خبراً موثقاً في شأنه، في وقت لاحق، صحيفة "لوموند" الفرنسية.

ثانياً، إهمال التركيز اليومي الذي تمارسه المواقع الالكترونية المعتمدة من المخابرات السورية وحلفائها في لبنان، على الرغم من أن كل ما تنشره يعود مع الأيام ويتبلور إتهامات مباشرة على ألسنة السياسيين السوريين واللبنانيين، لا بل يمكن ان تعاد كتابته بطريقة شاملة في وسائل إعلام عالمية، فمن يدقق بتفاصيل المقال الذي نشره في "نيويوركر" الكاتب الأميركي سيمور هيرتش، يكتشف أن كل تفصيل وارد فيه سبق للمواقع الالكترونية الصفراء أن نشرته بالمفرق، وعنها نقلته وسائل إعلام سورية رسمية ووسائل إعلام لبنانية تابعة لقوى سياسية رئيسة، كما هي عليه وضعية "حزب الله" في لبنان.

ثالثاً، تغطية مقررات مجلس الوزراء المهمة بستار سميك من السرية، فعلى سبيل المثال، لا الحصر، وتجاوزا لتأكيدات متكررة لمدير المخابرات السابق في الجيش اللبناني العميد جورج خوري بأن "فتح الإسلام" مرتبط بأحد وجوهه بالمخابرات السورية، فإن ربط هذا التنظيم تفاوضياً بالشيخ داعي الإسلام الشهال، لا يزال حتى الساعة من أسرار الدولة العليا، على الرغم من أهمية تفاصيله.

وفي هذا السياق، تؤكد مصادر سياسية متطابقة، أنه في ضوء الكشف عن عمليات إرهابية قام بها تنظيم "فتح الإسلام "في لبنان، عقد مجلس الوزراء جلسة خاصة بهذه المسألة حضرها جميع المسؤولين الأمنيين. في تلك الجلسة كان البحث يتركز على الحلول المرتجاة، فقال المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي إن التعاطي مع تنظيمات مماثلة لا وسطية فيه، فهي إما قاتل وإما مقتول، (قبل أيام، وفي خلال لقاء النائب نائلة معوض باللواء ريفي، على هامش مناسبة رسمية، ذكرته بقوله هذا) ولكن كان للعميد خوري رأي آخر، حاز على موافقة مجلس الوزراء، يقضي بضرورة إعتماد التفاوض، على سبيل المحاولة، فتمّ تكليف اللواء ريفي بذلك، ولكنه اشترط للقيام بهذه المهمة الحصول على تفويض مثلث الأضلاع، واحد من مجلس الوزراء وثان من قيادة الجيش حتى تكون كلمة الأمن موحدة وثالث من النيابة العامة التمييزية، فحصل على هذا التفويض من مجلس الوزراء بقرار، ومن قيادة الجيش بشخص العماد ميشال سليمان ومن القضاء بشخص القاضي سعيد ميرزا.

وبناء عليه، تمّ تكليف الشيخ داعي الإسلام الشهال وعضو رابطة علماء فلسطين الشيخ محمد الحاج و"علماني" ثالث بهذه المهمة، الذين اقترحوا مد جسور مع شهاب القدور المكنَّى بأبي هريرة، على اعتبار انه لبناني ويستطيع التفاعل مع المطالب اللبنانية وتاليا يستطيع أقله تحييد مجموعة كبيرة من المتأثرين به عن هذا التنظيم الإرهابي، لكن هذه المساعي مُنيت بالفشل، فأبي هريرة تعاطى بسلبية مع كل المساعي، وتبين لاحقا أنه كان موعودا، مع إعلان الإمارة الإسلامية في الشمال بأمارة باب التبانة التي وللمفارقة، رفضت بعد مقتله في أواخر تموز 2007 في اشتباك مع دورية لقوى الأمن الداخلي،على إثر تمكنه من الخروج من مخيم نهر البارد المحاصر، أن تدفن جثته فيها.

رابعاً، يجزم جميع المطلعين على التحقيق، بأن ليرة واحدة لم تدفعها الأجهزة الأمنية، لا من صندوق أسود ولا من صندوق أبيض، ولا من مال عام ولا من مال خاص، لشهاب القدور ومجموعته.

خامساً، إهمال الإفادات الواضحة التي تؤكد ارتباط تنظيم فتح الإسلام بالمخابرات السورية التي حركت قلم الرئيس السوري بشار الأسد لمنح شاكر العبسي ومجموعته العفو من المحكومية، وعادت وقدمت لهذه المجموعة ما تحتاجه من حرية الحركة بآليات تحمل لوحات عسكرية سورية كانت تتنقل بحرية، بعد الخروج السوري من لبنان، ضمن الأراضي اللبنانية، وهذا كان مستمرا، أقله حتى شهر مضى، حين ضبطت عدسة صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية آلية عسكرية سورية داخل الأراضي اللبنانية وهي في طريقها الى قواعد القيادة العامة بزعامة أحمد جبريل وفتح الإنتفاضة بزعامة أبو موسى، في منطقة حلوة الحدودية .

سادساً، إهمال الحكم الصادر قبيل وقوع تفجير حي القزاز في منطقة السيدة زينب في دمشق، عن محكمة فدرالية في واشنطن، وفيه تمّ تجريم الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس المخابرات العسكرية السورية آصف شوكت في ملف قتل مهندسين أميركيين في بغداد، وفرض عليهما غرامة مالية مقدارها يفوق 750 مليون دولار أميركي.الأدلة التي اعتمدتها المحكمة لإصدار قرارها، تتعلق بما اعتبرته تقديم النظام السوري المساعدة لأبو مصعب الزرقاوي، من خلال تمرير المقاتلين وتدريبهم ومدهم بالأسلحة .كانت الأدلة كناية عن إفادات قدمها مقاتلون تمّ اعتقالهم في بغداد.

سابعاً، وعلى الرغم من مصادفة حصول الإنزال الأميركي، على منطقة البوكمال الحدودية بعد شهر على صدور هذا الحكم، الذي يغطي مرحلة ما قبل العام 2005، فإنه لم يكن طبيعيا تجاوز ما حصل في البوكمال، لأنه مرتبط بطريقة أو بأخرى بتنظيم فتح الإسلام، ذلك ان "أبو غادية" الذي تحدثت عنه مصادر أميركية رسمية هو خليفة أبو القعقاع الذي كان المرشد الروحي لفتح الإسلام وللمقاتلين الذين يمررهم النظام السوري الى العراق.

وثمة في لبنان، وبالإستناد الى معلومات مخابراتية موثقة، من يجزم بأن قرار النظام السوري إنهاء "مأمورية" فتح الإسلام تعود الى أن الأميركيين في الغارة، لم يقتلوا أبو غادية، إنما ألقوا القبض عليه (وسائل الإعلام السورية تحدثت عن ثمانية ضحايا مدنيين وقعوا في الإنزال الأميركي ولكنها لم تستعرض سوى سبعة نعوش في المأتمين المنفصلين اللذين أقيما في المنطقة الحدودية)، وبذلك أصبحت أسرار هذا التنظيم التأسيسية تشكل خطرا على النظام السوري، لأن ما يمكن أن ينطق به أبو غادية ستتم مقاطعته مع أقوال المجموعة الموقوفة في لبنان وأهمها على الإطلاق أحمد سليمان مرعي.

تأسيساً عليه، فإن النظام السوري المثقل بهموم ملفاته المتراكمة بدءاً بالتحقيق المتقدم في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، مروراً بالإغتيالات النوعية المشبوهة التي حصلت على أرضه، وصولاً الى الشبهة بملف نووي، إرتأى أن يضرب ضربة جديدة من ضروبه التضليلية، فكان أن أعاد الى الواجهة شائعة تمويل تنظيم "فتح الإسلام "بالتعاون مع عملائه وحلفائه والمستفيدين منه في لبنان.

ولأن الملف واضح الى مستوى يفوق التوصيف، فإن ما أعلنته، يوم أمس وزيرة التربية بهية الحريري، عن قرار بعدم الصمت بعد اليوم على الإغتيال السياسي الذي يمكن أن يكون مقدمة للإغتيال الجسدي، وفق السيناريو الذي حصل سابقاً في مواجهة الرئيس الحريري، وقد مات صامتاً، هو عين العقل.

 

أسنان

المستقبل - الاثنين 24 تشرين الثاني 2008 - 

ثم جاءت الانتخابات النقابية الفرعية بالأمس لتدخل في السياق ذاته، الذي كان قائماً قبل 7 أيار، واستمر بعدها وإن بتقطع. والذي يؤشر في مجمله ومؤداه الى أن المجتمع المدني اللبناني بخير، وأن مؤسساته قائمة ومستمرة، وأن عمليات التزوير المتعدّدة والكثيرة لم تشوّه توجهاته وخياراته وقراراته، وأن تلك تغنّي على وقع نغمات ثورة الأرز، وترنيمات السيادة بمعناها المضاد للتبعية والوصاية، والحرية بمعناها المضاد للاستعباد والاستغشام، والاستقلال بمعناه المضاد للاحتلال وأذنابه...

وهي وإن كانت انتخابات فرعية في نقابة الأسنان، بعد تلك التي جرت في نقابة المحامين، فإنها في واقع الأمر والنهي، والحال والأحوال، بالغة الدلالات وكثيفة الاشارات. ولم تأتِ من خارج مسار الناس، ولا سقطت فجأة في خضم سياسي آخر، بل هي من جديد، تقول بالصوت الملآن والرنّان، وبوقع يشبه وقع الجلاّب على الحلق، في عز شهر آب اللهّاب، ان استطلاعات الرأي العام، وحملات قياس توجهاته وخياراته، ليست سوى ممارسة متواضعة، منفوخة إعلامياً، ومزوّرة إذا ادعت التعميم، أمام سلسلة امتحانات صغيرة فعلية، كالانتخابات النقابية تُظهر وتلخّص نتائجها من الآن، نتيجة الامتحان الانتخابي التشريعي الأكبر الآتي بعد شهور.

كثيرون يعرفون ذلك، ومن ضمن هؤلاء، "الأخوة" في قوى الممانعة عموماً، والاختصاصيون المركزيون في فنون التزوير والتمويه والتورية والتشبيه والتشويه خصوصاً... ولذلك يصبح الهرب من أي استحقاق انتخابي نقابي مماثل، أمراً مفهوماً، لكنه بالتأكيد ليس مبرراً. وإذا صدقنا (وهذه هواية إجبارية)، ان الانتخابات هي الاداء المميز الأكثر تعبيراً عن أصول النظم الديموقراطية، والطريق الوحيد للإمساك برقابها وعنانها، فإننا ننسى (وهذه بدورها هواية إجبارية شائعة)، ان الأمر بالنسبة الى الطرف الآخر وسيلة متأرجحة، ترتفع وتصير مقبولة إذا أدت الى سيادة رأيه وتوجهاته وسياساته، وتهبط وتتعطل إذا أفضت الحسابات والأرقام الى عكس ذلك أي الى خدمة قوى الرابع عشر من آذار وسياساتها وتوجهاتها.

...ثم تصطك الأسنان يا إخوان، عند الذي يرى ان هذه الكأس المرّة والباردة المسماة انتخابات، لا بد من شربها، وان التزوير لم ينفع سابقاً، ولا ينفع راهناً، ولن ينفع في المستقبل، وأن الأمر ليس في اليد وحدها كي تكسره بالسلاح والاعلام والشارع، وان لبنان هذا عصيّ فعلاً على الكسر والبلع والهضم، وان أهله قطعوا مرحلة الفطام وصاروا يعرفون ان الصوت والصورة والصندوق الانتخابي أقوى حقاً وفعلاً من التزوير وآلياته وتحالفاته داخل الحدود وخارجها.

"أبو رامز"

 

جلسة عامة لمجلس النواب الاربعاء لدرس واقرار20 مشروعا واقتراح قانون : الاجازة للحكومة رفع الحد الادنى للرواتب والاجور في الادارات العامة والبلديات

تعديل بعض احكام قانون الضمان الاجتماعي وانشاء نظام التقاعد والحماية الاجتماعية

وطنية-24/11/2008 (سياسة) يعقد مجلس النواب، جلسة في تمام الساعة العاشرة والنصف من قبل ظهر يوم الاربعاء المقبل، لدرس واقرار مشاريع واقتراحات القوانين المدرجة على جدول الاعمال. وهي:

1- مشروع القانون الوارد بالمرسوم رقم 157.

الاجازة للحكومة الانضمام الى الاتفاقية الدولية للبحث والانقاذ البحريين لعام 1979.

2- مشروع القانون الوارد بالمرسوم رقم 340.

الاجازة للحكومة ابرام الاتفاقية المعدلة لانشاء مكتب دائم للوكالة الفرنسية للتنمية في بيروت بين الجمهورية اللبنانية والوكالة الفرنسية للتنمية.

3- مشروع القانون الوارد بالمرسوم رقم 426.

الاجازة للحكومة ابرام المعاهدة الجمركية حول الحاويات 1972.

4- مشروع القانون الوارد بالمرسوم رقم 18140.

الاجازة للحكومة ابرام اتفاقية قرض بين حكومة الجمهورية اللبنانية والصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي للمساهمة في تمويل وتطوير مرافق المياه والصرف الصحي في بعض المناطق اللبنانية.

5- مشروع القانون الوارد بالمرسوم رقم 539

الاجازة باجراء ترقيات في قوى الامن الداخلي والامن العام وامن الدولة والضابطة الجمركية.

6- مشروع القانون الوراد بالمرسوم رقم 541 .

الاجازة للحكومة رفع الحد الادنى للرواتب والاجور في الادارات العامة وفي الجامعة اللبنانية والبلديات والمؤسسات العامة غير الخاضعة لقانون العمل واعطاء زيادة غلاء معيشة وتعديل بعض القوانين الضريبية ومعالجة موقتة لمخالفات على الاملاك البحرية.

7- مشروع القانون الوارد بالمرسوم رقم 4332

تعديل الفقرة 2 من البند ثانيا من المادة 65 من قانون الضمان الاجتماعي الموضوع موضع التنفيذ بالمرسوم رقم 13955 تاريخ 26/9/1963 المعدلة بموجب القانون رقم 24/82 تاريخ 3/8/ 1982 .

8- مشروع القانون الوارد بالمرسوم رقم 4610 .

تعديل القانون رقم 183 تاريخ 24/5/2000 المتعلق بالاجازة للحكومة الانضمام الى اتفاقيات العمل العربية 1-9-13-15 -17-18.

9- مشروع القانون الوارد بالمرسوم رقم 13760.

تعديل بعض احكام قانون الضمان الاجتماعي وانشاء نظام التقاعد والحماية الاجتماعية.

10- مشروع القانون الوراد بالمرسوم رقم 14860.

تنظيم تسويق منتجات تغذية الرضيع والوليد ووسائلها (وادواتها).

11-مشروع القانون الوارد بالرسوم رقم 18001 .

تعديل بعض مواد قانون تنظيم هيئات الضمان.

12- مشروع القانون الوارد بالمرسوم رقم 18053.

تسوية اوضاع المستفيدين من خدمات الكهرباء والمياه.

13- اقتراح القانون المتعلق بالمجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء عملا باحكام المادة (80) من الدستور.

14- اقتراح القانون المعجل المكرر المتعلق بالاشخاص المتطوعين في جمعية الصليب الاحمر اللبناني والجمعيات المرخصة ذات الاهداف نفسها الذين استشهدوا اثناء قيامهم بواجبهم الانساني.

15- اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي الى الاجازة للمديرية العامة للاحوال الشخصية قيد الولادات الحاصلة خلال الفترة الممتدة من تاريخ 1/1/2005 لغاية تاريخ 30/6/2008.

16- اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي الى فصل قرية دبعل - قرحيا قضاء المنية - الضنية محافظة الشمال ليصبحا قرية دبعل وقرية قرحيا.

17- اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي الى تسوية اوضاع ضباط الضابطة الجمركية.

18 - اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي الى اعفاء مادة المازوت من الضريبة على القيمة المضافة.

19- اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي الى تعديل احكام المادتين 23 و24 من القرار التشريعي رقم 186 تاريخ 15/3/1926 وتعديلاته (تحديد وتحرير الاملاك العقارية).

20 - اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي الى انشاء هيئة عليا لتنفيذ حكم مجلس شورى الدولة المتعلق بالجنسية اللبنانية.

 

تهريب الأسلحة والمقاتلين يمارس أمام مرأى الدولـة والحدود المشتركة مكشوفة للسوريين.. وليس العكس

 سناء الجاك

الشرق الأوسط /2008 ,Nov 24

حملت بيانات مجلس الأمن الدولي في أكثر من مناسبة هواجس تعبر عن «قلقه العميق بشأن البلاغات المتكررة عن عمليات تهريب للأسلحة وإعادة تسليح للمقاتلين في لبنان». وتحدثت تقارير عديدة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والبعثات الدولية التي زارت لبنان، لتقويم وضع الحدود، عن استمرار تدفق السلاح عبر الحدود السورية الى لبنان من البقاع.

إلا ان السلطة السورية كانت ترفض أي إشارة لضبط حدودها مع لبنان وتحديدا بعد حرب يوليو (تموز) وصدور القرار 1701. وكانت الأطراف الموالية لها في لبنان تساندها في رفضها هذا، وتتهم من يطالب بمراقبة الحدود بالعمالة والعمل على التفرقة بين الشعبين اللبناني والسوري.

لكن سورية قررت بعد جملة حوادث أن تطبق القرار 1701 ولكن على الحدود اللبنانية الشمالية حيث حشدت جيشها على رغم وجود حرس الحدود السوري او «الهجانة» عند كل نقاط العبور بين البلدين، رسمية كانت أم طبيعية، وذلك تحت عنوان حماية نفسها من الارهاب الذي يهددها. فانقلبت الآية، ونسي المجتمع الدولي ما ردده عن الحاجة الى ضبط الحدود في لبنان خلال السنتين الماضيتين، وعن استخدام المعابر غير القانونية «ذات العدد الهائل» لتهريب الاسلحة والمسلحين من سورية الى لبنان. وتدفق الاسلحة الى «حزب الله» ليس سراً، ذلك ان قادة الحزب يؤكدون أنهم تمكنوا من تعويض ما فقدوه من أسلحة في حرب يوليو (تموز) مع إسرائيل، بل وحصلوا على المزيد من الأسلحة. والمنطق يقضي بأن الممر الأكثر أمانا والأسلم لعبور الأسلحة الجديدة هو الحدود السورية، وتحديدا في المناطق التي يسيطر عليها الحزب في مناطق البقاع. والمفارقة أن الحدود اللبنانية مكشوفة للسوريين وليس العكس، إذ أن بعض المصادر تشير الى وجود حوالي ثمانية آلاف جندي من الجيش اللبناني فقط على امتداد هذه الحدود التي يبلغ طولها 359 كيلومترا (198 ميلا). وهؤلاء الجنود يفتقرون إلى المعدات والتدريب والتسليح، كما يفترض ان تكون المواصفات المطلوبة لضبط أمن الحدود التي تمكنهم من إحباط عمليات تهريب الأسلحة، علاوة على أن المراقبين الدوليين اعتبروا في أكثر من موقف أن الجيش اللبناني يفتقر إلى الإرادة اللازمة لمنع عمليات تهريب الأسلحة إلى حزب الله. التجارب التي تعرض لها الجيش في المرحلة السابقة تدل على ان أي قوة أمنية من الجانب اللبناني، تكلف بالعمل لضبط الحدود، ستجد نفسها مضطرة إلى التعامل ليس مع المهربين فقط، وانما مع مقاتلي حزب الله الذين تعج بهم معسكرات التدريب التابعة للحزب في المنطقة. كما ان مثل هذه القوة ستصطدم بالقواعد العسكرية للمنظمات الفلسطينية التي تدين بالولاء لسورية مثل «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة» و«فتح الانتفاضة» وهي متمركزة في قواعد تتصل بالأراضي السورية بواسطة دروب ترابية غير محروسة تستخدم عادة في تهريب الأسلحة والمقاتلين إلى لبنان. وتشير تقارير الامم المتحدة الى ان ما يفاقم من حجم المشكلة أن الحدود الطويلة بين سورية ولبنان لم يتم أبداً ترسيمها بشكل رسمي. ولا تزال حتى الآن تعتمد على الخرائط التي رسمها جغرافيون عسكريون فرنسيون عام 1920. ويذكر أن بعض الدراسات تشير الى ان سورية استولت على نسبة من الأراضي اللبنانية الواقعة على امتداد الحدود بين البلدين، تقدر بـ 4.5 في المائة من المساحة الإجمالية للبنان. كما أن النزاعات على الحدود بين لبنان وسورية كثيراً ما تؤدي إلى نشوب معارك بالسلاح بين سكان القرى الواقعة على الحدود، خصوصاً عندما يختلف المهربون من الجهتين او يمنع المزارعون اللبنانيون من الوصول الى اراضيهم الواقعة تحت النفوذ السوري. ولا يمكن تجاهل الحدود المفتوحة في كثير من المناطق. وهي تبدأ من مزارع شبعا عند اطراف جبل الشيخ في الجنوب الشرقي للبنان مرورا بكل السلسلة الشرقية وسهول بلدتي القاع والهرمل في الشمال الشرقي، وقرى وادي خالد وبلدات سهل عكار عند النهر الكبير الجنوبي في اقصى الشمال اللبناني.

هذا الواقع يعكس الاختلال الكبير على جانبي الحدود. ويّولد هواجس لدى المراقبين جراء الحديث السوري المتكرر عن مجموعات تكفيرية من جنسيات لبنانية وسورية وخليجية تتخذ لبنان مقراً لها، وتتحرك نحو سورية لاستهداف أمنها بدعم من جهات عربية ودولية. وردا على ما يتردد عن ان الاستخبارات السورية تملك معلومات موثقة عن تحركات لمجموعات أصولية متشددة منتشرة في مناطق بقاعية مختلفة، ولا سيما في عدد من القرى القريبة من الحدود مع سورية في البقاعين الأوسط والغربي، يقول خبير متابع لملف الحدود لـ«الشرق الاوسط»: «بالطبع هي ارسلتهم او سهلت دخولهم عندما كانت هنا. وتعرف اين هم. وبالتالي فإن ما تروجه عن وجودهم فيه نسبة من الحقيقة. ولكن ليس كل الحقيقة».

كل الحقيقة يصعب الحصول عليها. إلا ان الجولة الميدانية على قرى وبلدات حدودية بقاعية تعطي صورة واضحة عن الاختلال في التوازن المثير للقلق، لا سيما في المناطق التي يسيطر عليها حزب الله حيث لا يمكن الوصول الى المعلومات إلا بصعوبة بالغة. المحطة الاولى من الجولة كانت في منطقة الهرمل. وقد بينت مدى الصعوبة التي تواجه الاعلام للعمل من دون مراقبة او توجيه. هنا لا وجود للقوة المشتركة كما هي عند الحدود الشمالية. هنا لا أمل بتنفيذ القرار 1701. والحجة التي تستخدمها سورية لتبرير وجود جيشها قبالة الحدود الشمالية لا تنفع على الحدود البقاعية. والاسباب كثيرة ومتنوعة حسب تنوع خصوصية هذه المنطقة الحدودية وتقاطع المصالح فيها.

ترسيم الحدود بين لبنان وسورية

* اتفق لبنان وسورية على استئناف العمل لترسيم الحدود بين بلديهما بصورة رسمية خلال زيارة الرئيس اللبناني ميشال سليمان نظيره السوري بشار الاسد في 12/8/2008. وجاء في البيان الصادر عن اللقاء انه «اتفق الرئيسان على استئناف أعمال اللجنة المشتركة لتحديد وترسيم الحدود اللبنانية ـ السورية وفق آلية وسلم أولويات يتفق عليهما بين الجانبين وبما يخدم الغاية المرجوة من قبلهما على أن يصار إلى اتخاذ الإجراءات الإدارية والتقنية اللازمة للمباشرة بذلك».

لكن السلطة السورية ربطت دائما هذه العملية بتحرير مزارع شبعا بعد انسحاب إسرائيل منها. وكانت الأمم المتحدة قد طالبت سورية بترسيم الحدود وخاصة في المناطق التي لا يكون خط الحدود فيها مؤكدا.

لكن مراجعة ملف الحدود اللبنانية السورية تظهر مدى صعوبة الترسيم. فالمواقف السورية غداة خروج جيشها من لبنان كانت تعتبر ان مطلب الترسيم هو مطلب ‏إسرائيلي، كما صرح الاسد في احدى المناسبات، وأضاف: «من زاوية أن هذا ‏المطلب يتركز وظيفياً على الفصم التام النهائي بين طرفيْ المسار السوري ـ اللبناني الذي انبنت الاستراتيجية ‏السورية عليه». واعتبر في مناسبة أخرى ان «المشكلة ليست بين سورية ولبنان بل بين لبنان واسرائيل، حيث ان هناك احتلالا لاراض لبنانية. وعندما تحل هذه المشكلة نحن جاهزون لترسيم الحدود مع لبنان». حلفاء سورية في لبنان كانوا قد اعلنوا الاستنفار على مسألة ترسيم الحدود. وفي هذا الاطار يقول العميد المتقاعد أمين حطيط في محاضرة له: «ترسيم الحدود مع سورية مسار فتنة وترسيخ شقاق ونزاع..‏ إنه قرار لا فعالية قانونية له سوى أنه يعقد العلاقات اللبنانية السورية حتى يفسح المجال لتدخل لاحق يحضر له فيكون قراراً تمهيدياً لقرارات ضغط لاحقة ضد سورية».‏ وصعوبة هذه العملية أشار اليها وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، عندما قال خلال زيارته مصر قبل فترة وجيزة عن ترسيم الحدود بين سورية ولبنان: «في الحقيقة لم تكن هناك حدود بين البلدين. ويتعين رسمها ونحن على استعداد لمساعدتهما إذا طلبا ذلك». ويحكي أحد كبار السن في بلدة مجدل عنجر عن تداخل البلدات الحدودية بين البلدين. فقد عايشها عندما كان لا يزال فتى وعمل مع فرقة فرنسية كانت تهتم بالبلدات اللبنانية عند الحدود وتستخدم خرائط وصكوكا ومستندات ومراسيم. قال «الفرقة وضعت فواصل حديدية عملاقة منذ عشرينات القرن الماضي، أيام الانتداب، لتحديد الخط الفاصل بين البلدين. لكن السوريين انتزعوا تلك الفواصل وبنو ساتراً على ذوقهم».

وكان أحد أهالي بلدة عرسال البقاعية قد أقام دعوى لاسترجاع أرضه الحدودية من نافذين سوريين وضعوا اليد عليها وخربوها لأنه رفض دفع خوات تحت حجة ان الارض هي داخل الحدود السورية، وذلك في ثمانينات القرن الماضي. لم يحفل الرجل السبعيني بالتهديدات التي وجهت اليه ولا بتخريب الارض واقتلاع الاشجار وانما وطوال ثلاثين عاما بقي يتقدم بالشكاوى. وقضيته تستمر أمام محكمة الجزاء في بعلبك. وتتوفر بعض الخرائط التي تبين الخط الفاصل بين الدولتين، وتدل أن السوريين يستولون على مساحات كبيرة من الاراضي على طول الحدود.

ويؤكد الخبراء انه ليس صحيحاً أن لا مسح لعدد المنافذ بين لبنان وسورية. فالخرائط والصكوك المتوفرة في وزارة الدفاع التي حصلت عليها بعض البلديات البقاعية، تحدد «جغرافياً» البداية والنهاية، وهناك مراسيم أصدرتها فرنسا في عشرينات القرن الماضي تحدد الخط الفاصل بين لبنان وسورية في عدد كبير من المناطق. ففي عرسال مثلا تم تحديد «مقلب المياه»، أي الخط المار في أعلى قمم الجبال، بين بلدة قبو عند الجهة الشمالية الغربية من القاع، و«بئر جباب» عند الجهة الشمالية الشرقية في بعلبك.

ويقول أحد أهالي عرسال إن الجانب السوري لم يبال بالخرائط والمستندات ولا بالصكوك والمراسيم، وبنى ساتراً في قلب عرسال بعمق يتراوح بين ستة كيلومترات وثمانية كيلومترات، على طول خمسين كيلومتراً.

بلدية عرسال تستند في اتهامها الجانب السوري بقضم ارضها، الى معطيات أجهزة «جي بي إس» المرتبطة بالأقمار الصناعية التي تحدد بالضبط امتداد الحدود والمساحات المستولى عليها. الهرمل: معلومات مشفرة

* تقع الهرمل في شمال البقاع في سفح الجبل الغربي للبنان، تحاذي أرضها شرقا (رأس بعلبك). ولها أراض متداخلة مع الأراضي السورية شمالا ترتفع عن سطح البحر 750 مترا وتبعد عن بيروت 143 كيلومترا وعن زحلة 93 كلم وعن بعلبك 60 كلم.

المواقع العسكرية السورية هنا لم تشهد منذ ما بعد حرب يوليو (تموز) 2006 وحرب نهر البارد تبدلات أو استحداثات عسكرية جديدة تُذكر، وفق المشاهدات. كذلك لم تتلقّ غرف عمليات الجيش تقارير من مخبرين أو فرق الاستطلاع الثابتة والمتحركة معلومات تتحدث عن انتشار عسكري سوري «غير اعتيادي» على طول خط الحدود اللبنانية الشرقية، من حدود المنطقة الواقعة ما بين بلدة القاع وجوسية العمار السورية، وصولاً إلى المرتفعات الجردية شرقاً وغرباً. وكما هي الحال على امتداد المناطق الحدودية تغيب الاجراءات الجدية والروادع الرسمية لقطع دابر عمليات التهريب. ولا يزال المهربون يتمتعون بحرية الحركة كما تبين الزيارات الميدانية.

تهريب المواد الغذائية والحاجات المعيشية يضر باقتصاد تلك المناطق النائية من جهة، ويسمح للأهالي بالحصول على السلع السورية بأسعار رخيصة من جهة ثانية، معروفة ايجابياته وسلبياته. وعمليات التهريب هذه تؤكدها الادارات الرسمية اللبنانية من خلال البيانات عن حجم الاستهلاك المحلي وحجم الاستيراد. وتستفيد من استمرار العملية مجموعة اطراف. ففي تهريب المازوت على سبيل المثال الاطراف المستفيدة هي:

ـ الجهات السورية الداعمة والراعية لعملية التهريب والتي تنال حصة الاسد حيث ان عمولتها عن كل صفيحة مازوت لقاء غض الطرف والتسهيلات المقدمة تقدر بسبعين ليرة سورية، اي ما يساوي 2100 ليرة لبنانية.

ـ اصحاب الصهاريج السورية الذين يتقاضون بدل أتعاب نقل عن الصفيحة ما يقارب الدولار اي 1500 ليرة لبنانية. ـ اصحاب الصهاريج اللبنانية، فاضافة الى الاتاوات التي تدفع للاجهزة الغاضة الطرف تبلغ حصتهم اكثر من دولار ونصف الدولار عن الصفيحة الواحدة اي ما معدله 2150 ليرة لبنانية.

ـ اصحاب محطات المحروقات اللبنانية حيث تبلغ عمولتهم عن كل صفيحة الف وأربعمائة وخمسين ليرة لبنانية (حوالي دولار) اي ما يعادل ثلاثة اضعاف عمولتهم التي يتقاضونها من الدولة اللبنانية.

ـ المواطن والمزارع اللبناني له مصلحة في الأمر لأنه يوفر على نفسه ستة آلاف ليرة لبنانية.

لكن المشكلة الحقيقية تكمن في عمليات تهريب الأسلحة وانتقال المقاتلين بين البلدين. هذا ما يشير اليه أصحاب الجرأة في المنطقة، وهم قلة، يكتفون بالاشارة من دون تفصيل. ذلك ان كل كلمة لها حسابها في منطقة الهرمل الحدودية. المعلومات تصل «مشفرة» أشبه بالألغاز او الكلمات المتقاطعة. التحفظ عن ذكر الاسماء طبيعي، لا سيما عندما نتعرف الى الواقع الذي يعيش ضمنه الاهالي. الصور ممنوعة. وسرقتها قد تؤدي الى احراج غير محمود النتائج. في الشكل الظاهر التهريب يقتصر على تبادل السلع والمازوت والحطب. يقول مرافقي ان «مفاتيح التهريب من الجهة اللبنانية يتولاها مدعومون من الحزب تحت راية المصلحة. وهؤلاء كانوا في ما مضى مع فتح ومن ثم مع الصاعقة وبعدها مع أمل واليوم مع الحزب. لا قضية لهم إلا جيبهم». الناس لا إنتاج لديها ولا دخل ثابت. هنا لا حركة توظيف في ادارات الدولة ولا في الجيش بنسب كبيرة. لذا تنسج العلاقة سريعا بين من يتطوع ليصبح مخبرا للحزب او للهجانة. يعرفونهم بالاسم في القرى. الرقابة الوحيدة من الدولة كما يعرفها الاهالي تتم على متن طائرة هليكوبتر تابعة للجيش اللبناني تحلق فوق منطقة القصر وتقوم بالاستطلاع بشكل دوري. لكنها لم تضبط شيئا حتى تاريخه. ويشير مرافقي الى ان «تهريب المخدرات الى سورية يتم بصعوبة، اما تهريب البشر فلديه سوق ناشط».

 

وقائع الحوار الذي أجراه الرئيس سليمان مع 167 شاباً وشابة في بعبدا عشية الإستقلال 

وكالات/24/11/08

اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، "اننا في لبنان نشكل مثالا كبيرا، علما ان أي ديموقرطية عندما تكون فيها تعددية كبيرة فمن الصعب تطبيقها"، مشددا على انه يريد ان "يثبت موقف لبنان الذي يدحض التجربة الاسرائيلية التي تنادي منذ زمن بعدم امكان عيش الطوائف مع بعضها البعض".

واعتبر الرئيس سليمان "ان المستقبل هو للشباب اللبناني، الذي يجب ان يصنع هذا المستقبل"، ملاحظا "ان خفض سن الاقتراع الى الثامنة عشرة يجب ان يترافق مع نضج يعرف الشباب الواعي من خلاله كيف تكون لديه حرية رأي، ويتخلص من الاصطفافات الموجودة"، داعيا الشباب اللبناني الى"التضحية بالعمل والاخلاص والتجرد والابتعاد عن الطائفية لاكمال الاستقلال".

واذ دعا الشبان والشابات ايضا الى "ان يرسلوا اقتراحاتهم على عنوان البريد الالكتروني لرئاسة الجمهورية"، اكد انه سيقرأها ويحيلها على الاختصاصيين، وشدد على انه "سيعمل جاهدا لكي يصل صاحب الكفاءة الى المركز الذي يستحقه بعيدا عن منطق المحاصصة".

وتعهد رئيس الجمهورية "العمل من اجل متابعة الاجراءات لربط الشاب المغترب خصوصا بالمناسبات الوطنية والدينية، وليشارك المغتربون عموما في الانتخابات النيابية ابتداء من العام 2013" ، مشددا على "اننا سنستغرق وقتا لحل مشاكلنا، ولكننا لن نيأس، والمهم ان يبقى لدينا ايمان بالديموقراطية التي علمناها لمحيطنا".

واكد الرئيس سليمان انه "لن يدخل في الانتخابات ولن يتعاطى بها، وان ما قيل عن الكتلة المستقلة هو غير دقيق"، مؤكدا انه "لن يخوض المنافسة الانتخابية لاجل ذلك".

واعتبر "ان لبنان اليوم هو على الطريق الصحيح وعليه ان يعرف كيف يبني دولة سيدة ومستقلة على ارضها"، مشددا على "ان هناك شيئا ما يجب ان يعمل على مستوى الرئاسة للتمكن من الفصل بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وبالتالي لتعزيز الديموقراطية".

واذ اكد ان المقاومة دفعت الكثير، وكذلك الجيش، رأى "ان طاولة الحوار تبحث في ايجاد حل تتكامل فيه عناصر قوة لبنان".

كلام الرئيس سليمان جاء خلال لقاء جمعه مع نحو 167 شابا وشابة من مختلف الكليات في الجامعات اللبنانية حضروا الى قصر بعبدا وحاوروا رئيس الجمهورية لمناسبة الذكرى الخامسة والستين للاستقلال في مختلف شوؤن الساعة، كما في المسائل التي تهمهم.

وفي ما يلي وقائع الحوار:

حوار الاديان

سئل: فخامة الرئيس، جامعتنا عضو مؤسس وفاعل في تنشيط حوار الاديان وهذا امر ضروري في بلدنا، نتمنى على فخامتكم تعزيز هذه الحوارات والسعي الى متابعتها؟

اجاب: "كما تعلمون، اقترحت في الامم المتحدة عندما شاركت في الجمعية العمومية، اعتماد لبنان مركزا لحوار الاديان، ثم جاءت الدعوة من الامم المتحدة، مرة اخرى، للبحث في هذا الموضوع بالذات ضمن ثقافة السلام. وكان لا بد ان اذهب حتى اثبت موقف لبنان الرسمي ولادحض التجربة الاسرائيلية التي تنادي منذ زمن بعدم امكان عيش الطوائف مع بعضها البعض، لذلك هي لم تقبل بالدولة الفلسطينية في السابق واذا قبلت الآن فانها ستمنع الفلسطينيين من العودة، وكذلك ستحاول تهجيرهم من اسرائيل. لذلك نحن شاركنا وقلنا اننا ما زلنا على موقفنا من حوار الاديان، انما اسرائيل هي التي تحتل الاراضي المقدسة".

مجلس الطلاب

سئل: لماذا نلحظ غياب المجلس الوطني للطلاب الذي يسمح لهم بالمساهمة في قرارات الجامعة اللبنانية؟

اجاب: "هناك اعتماد كلي على الشباب. ومنذ البداية اقول ان مستقبل لبنان ليس بالجيل القديم، انما المستقبل هو للشباب. انتم من يجب ان يصنع المستقبل وتكون لكم صفة تمثيلية وتواصل بينكم وبين الجامعات. وخلال استقبالي للجامعات الذين حضروا الى القصر الجمهوري مع مجالس الجامعات اشجعهم دائما على الحوار مع الطلاب وان يأخذوا رأيهم. ولكن على الطلاب ان يبدوا نضوجا كافيا بالحوار والا تكون حواراتنا ومطالبنا نابعة من اصطفاف سياسي لا يعطي نتيجة في الحياة الجامعية. عليكم ان تبرهنوا عن مستوى راق، وهم يجب ان يتحاوروا معكم، لا بل يجب ان يحصل حوار بين طلاب الجامعات المتعددة. وهذا ما قلته لمديري الجامعات ومجالس الادارة الذين التقيتهم: دعوا الطلاب ينجزوا اعمالا ويضعوها امامكم ويقولوا هذا ما نريده، هذا افضل سبيل لتقدم الجامعات وارتقاء المواطن اللبناني وتحقيق طموحات الشباب وآمالم. سأعود واشدد خلال لقاءاتي مع اصدقائي عمداء الجامعات على هذا الموضوع".

الكنيسة وبناء الوطن

سئل: بما ان المجتمع اللبناني لا يزال يتأثر بالسلطة الكنسية، ما هو دور الكنيسة اليوم في بناء الوطن؟

اجاب: "نحن لا نريد ان نناقض بعضنا البعض، كنا نتحدث عن حوار الاديان، ونحن في الحقيقة مثال كبير جدا، حتى لو حصلت خلافات في لبنان. ولكن هذه الديموقراطية عندما تكون فيها تعددية كبيرة فمن الصعب تطبيقها والامر ليس بالسهل، لذلك تحصل اشكالات معينة. وعلى كل الاحوال نحن نخرج من كل المحن التي تمر علينا ونثبت اننا اصحاب ديموقراطية والكنيسة لها دور في التربية، ودار الفتوى لها دور بالتربية، والمؤسسات الدينية لها دور في تربية الانسان وتنشئته. ولكن لا تنسوا ان كل الاديان تدعو الى الخير وتنبذ الشر، واذا جمعتم الاديان مع بعضها البعض وتعمقتم في دراستها، بخاصة من يدرسون العلوم السياسية او الحقوق او الآداب. تعرفون انه، في النهاية، جوهر الاديان واحد. هناك دور للكنيسة كما هناك دور للعائلة وللجامعات".

فرص عمل الشباب

سئل: لقد تحملتم امانة قيادة الجيش بكل شفافية ومسؤولية، ونجحتم في قيادتكم، وتحملون اليوم امانة الوطن، فما هو برنامجكم لتأمين فرص العمل للشباب والحد من الهجرة؟

اجاب: "انا اريد ان اطلب منكم امرا انتم الشباب الا تخافوا من الهجرة. ان كلمة "هجرة" يجب ان نلغيها اليوم، فالعالم اصبح قرية صغيرة. لم يعد هناك شيء اسمه هجرة. وقد تحدثنا في خطاب القسم وشددنا على استعادة الجنسية للشباب الذين يستحقونها وتسهيل قانون الجنسية، وبدأت الاجراءات، ولدينا سبعة الآف طلب مهمل منذ نحو خمسة وخمسين عاما لسبعة الاف عائلة في الخارج. انجزنا فرز زهاء ثلاثة الآف وخمسمئة ملف منذ تولى وزير الداخلية الحالي مهماته. وان من له حق سيأخذ حقه ومن يحتاج الى اكمال ملفه نطلب منه ذلك، ونحن سنكمل هذا العمل لكن لا نريد فقط ذلك. اننا نريد ان نقول لجيل الشباب عودوا الى وطنكم بشرط تأمين فرص عمل. ويهمنا، في البداية، ربطهم بالارض وحقهم في الانتخاب الذي تم اقراره، ولا نستطيع تطبيقه في الانتخابات المقبلة، وربط الشاب المغترب بالمناسبات الوطنية وربما الدينية فيرتبط بوطنه. والثقة التي نستعيدها تؤدي الى تحسين الاقتصاد. لقد مرت الازمة المالية واستطعنا تجاوزها، وكما سمعتم اليوم فان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يطالب بأنسنة الرأسمالية. في لبنان الرأسمالية انسانية وليست بالامر الجديد لذلك استطعنا تجاوز الصعوبات. وسيتم تعزيز فرص الاستثمار، ما سيدفع اللبناني الذي يعيش في الخارج ان يتحفز للعودة الى لبنان ويستثمر فيه. وعندما يرى الاجنبي ان اللبناني يستثمر في بلده، يتشجع على الاستثمار. وهكذا تتحقق فرص العمل للشباب اللبناني الذي يبني في الخارج دول العالم ويشارك في ايجاد حلول اقتصادية وسياسية واجتماعية لاكبر الدول. ويمكننا ان نستفيد اذا استطعنا استعادة هذه الطاقات الشبابية اللبنانية".

تعليم الاطفال

سئل: في الالفية الثالثة ما زلنا نرى اطفالا خارج المدارس على الطرقات والحالة مزرية فهل سيكون لقضيتهم حل في عهدكم الكريم؟

اجاب: "أنا تحدثت منذ فترة قصيرة وقلت ان التعليم يجب ان يكون الزاميا، والاهل الذين يقصرون في تعليم اودلاهم فيدفعونهم الى الشارع للعمل في اعمال مضنية على الدولة محاسبتهم. وهذا يحتاج الى توعية واموال للتعليم الالزامي. ان شاء الله نستطيع انجاز هذا الامر الذي له تكاليف واجراءات دستورية وقانونية. لكن هذا الامر يبقى اساسيا في التنمية المستدامة في جميع الدول وفي لبنان خصوصا".

كتلة نيابية محايدة

سئل: يشاع انكم تحبذون قيام كتلة نيابية محايدة أي مؤيدة لفخامتكم هل هذا صحيح؟ وفي حال الايجاب فهل تظن فخامتكم ان هذه الكتلة لا تفقدكم دوركم كرئيس توافقي وكحكم، وتجعل من فخامتكم طرفا بين اطراف متصارعين؟

اجاب: "في الحقيقة، عليكم ان تشطبوا من بعض التحليلات نحو ثمانين في المئة من الكلام. لقد سئلت هل ستدخل الانتخاب فقلت لا، ولا يبدأ الشخص من فوق ليعود الى تحت، يبدأ نائبا ثم وزيرا فرئيس وزراء او رئيس مجلس نيابي او رئيس جمهورية. انا انتخبت رئيس جمهورية ولن ادخل في الانتخابات بالتأكيد ولن اتعاطى انتخابات. ولكن حتى لا يظل البلد مقسوما بين اقلية واكثرية تتجاذبانه قلت لا مانع من وجود مستقلين. قالوا للرئيس؟ قلت كلا. قالوا اصدقاء للرئيس؟ قلت لا. فقالوا لمن؟ قلت للوطن، فسموها الكتلة الوطنية "ومشي الحال".

خفض سن الاقتراع

سئل: ما رأيكم في خفض سن الاقتراع الى الثامنة عشرة؟

اجاب: "كله مرتبط بالنضج والوعي السياسي. في بعض المرات نلاحظ، وانتم شباب، وسأقولها ولو ان في الامر احراجا، هناك من في الثلاثين والاربعين والخمسين لا نضج سياسيا لديهم. الاصطفاف السياسي الى حد الاصطفاف الطائفي والمذهبي هذا ليس ديموقراطية، وعدم قبول النتائج بعد صدور الانتخابات هذا ليس ديموقراطية كذلك. انا اتمنى ان يعبر الشباب عن رأيهم وبخاصة اذا كانوا شبابا واعدا وواعيا ويعرف فعلا كيف يمارس حرية الرأي ويتخلص من كل الاصطفافات الموجودة. والقرار عائد الى المجلس النيابي".

ايصال الصوت الشبابي

سئل: كيف استطيع انا كعضو شبابي ايصال صوتي واقتراحاتي، لماذا لا تكون هناك وسيلة يستطيع الشاب والشابة ايصال صوتهما بواسطتها، خصوصا ان هذا الشاب يحب العمل للتغيير ولديه طاقة هائلة؟

اجاب: "انا لدي بريد الكتروني في مكتبي وبريد آخر عند مدير مكتبي، واطلب من المديرية العامة تزويد الشباب العناوين في آخر اللقاء. أرسلوا اقتراحاتكم على العنوانين ونحن نقرأها، ونأخذ بالجيد منها. واذا كان هناك امر ليس في وقته نتركه جانبا ولكن لا يصل أي اقتراح الا ويدرسه اختصاصيون في المديرية العامة بعدما اكون قد قرأته. حتى انني تحدثت مع بعض الوزراء في شأن عرض المشاريع قبل إقرارها، على الانترنت لطلب آراء الشباب في صددها، لانه في بعض الاحيان تكون للناس آراء مفيدة".

الاستقلال

سئل: هل تعتقد ان استقلال 1943 واستقلال 2005 يكملان بعضهما؟

اجاب: "تحدثت في خطابي عما يتطلب الاستقلال.ان الاستقلال يحتاج الى المزيد. كل هذه مراحل مهمة وهناك مراحل اهم تنتظركم انتم الشباب. وانتم ستحافظون على الاستقلال بعمل يومي. لقد ضحينا كثيرا بالدم ولكن علينا ان نضحي ايضا بالعمل والاخلاص والتجرد والابتعاد عن الطائفية وعدم الاصطفاف السياسي والمذهبي. هذه الامور هي من مهامكم انتم وعليكم ان تكونوا روادا في هذا الامر".

السفر الى الخارج

سئل: ما هي ضرورات السفر الى الخارج، فيما ضرورات العمل كبيرة لمعالجة المشاكل الملحة في الداخل؟

اجاب: "ان لبنان، للاسف، غاب فترة طويلة عن الساحة الدولية، وقوته تكمن في الاقتصاد والثقافة والمعرفة والمغتربين. انا لا اريد الحديث عن الفترة التي كان يقال فيها ان السلطة اللبنانية عليها ضغط ولا تستطيع قول الحقيقة، وكانوا يعتبروننا نتكلم ونحن مضغوط على امرنا.انني اريد الحديث عن السنوات الاربع الاخيرة حيث كان الوجه اللبناني مشلولا. كان رئيس البلاد يذهب الى ندوة فيعارضه رئيس الحكومة، ويذهب رئيس الحكومة الى ندوة فيعارضه رئيس الجمهورية، او يدخل كل منهما من باب مختلف، وكان العالم ينشغل بنا ليحل مشاكلنا. وكم كان المغتربون خجولين بوطنهم لانه لم يكن عندهم مثل بقية الشعوب دولة فيها رئيس وحكومة ومجلس نيابي، ولان وطنهم كان مفككا. نحن اعدنا القول اننا موجودون هنا بتوافق السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية ورضى الشعب اللبناني. والمواقف التي نقولها تحوز هذا التوافق والرضى.وهذا ما يجب ان نظهره للعالم وان يرتد على الداخل. وبالنسبة الي، كيف اوفق بين الداخل والخارج، اقول انها فترة صعبة كثيرا علي ضمن خطة تمتد حتى رأس السنة، ولاحقا يصبح الامر عاديا. ولكن ايام الاحاد كلها مستهلكة بالسفر ونحن نعوض بذلك، فلا يوم سبت او احد عندي. وهذا سينتهي قريبا فنعود الى الانتظام الطبيعي ولم نقصر في حق العمل السياسي الداخلي الذي نقوم به".

الغاء الطائفية السياسية

سئل: القادة السياسيون، وفي جميع خطاباتهم، يتكلمون عن الغاء الطائفية السياسية في لبنان. وهذا الامر يبدأ بان يكون لبنان دائرة انتخابية واحدة مع النسبية. لم لا يتم طرح هذا الموضوع على طاولة الحوار؟

اجاب: "لقد تم الكلام عن هذا الموضوع على طاولة الحوار، ويجب ان تتوازى جميع الملفات المطروحة مع بعضها. طاولة الحوار اليوم، هي صورة حقيقية عن هيئة الغاء الطائفية السياسية، لان المادة 95 من الدستور تنص على ان تتألف هذه الهيئة من رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة، ورئيس مجلس النواب، ورجال فكر وسياسة واجتماع. وهذا الامر مؤمن من خلال طاولة الحوار، وبالامكان طبعا اضافة بعض رجال الفكر والاجتماع، والشباب. الهدف هو الغاء الطائفية السياسية، لكن الحوار سيأخذ وقته، لان طاولة الحوار ليست سلطة دستورية، او تنفيذية.ان مجلس الوزراء هو الذي يقرر، ومجلس النواب هو الذي يسن القوانين. وصولنا الى اهداف محددة من خلال طاولة الحوار يمهد لنقل العمل الزاما الى المؤسسات الدستورية عبر رؤساء الجمهورية، ومجلس النواب، ومجلس الوزراء، والمشاركين من رؤساء الكتل السياسية او ممثليها. والدستور ينص على الغاء الطائفية السياسية، وهذا ما سيتحقق عندما تصبح الامور جاهزة لذلك. اما النظام الانتخابي فانا اتمنى تطويره الى النظام النسبي".

العمل بنظام LMD في كلية الاعلام

سئل: منذ اكثر من 4 سنوات بدأ العمل بنظام الLMD في كلية الاعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية، وحتى اليوم لا مراسيم تنظيمية موقعة من مجلس الوزراء لهذا النظام، والنتيجة هي ان اكثر من 4 اجيال من الاعلاميين في الجامعة اللبنانية، لا شهادات رسمية لديها، هل يستحق الطلاب هذا الاهمال؟ وهل هذه هي الصورة التي نريدها للجامعة اللبنانية؟

اجاب: "الجامعة اللبنانية هي مثل الجيش، وهما مؤسستان يرتكز عليهما الوطن. يجب تأمين كل ما يلزم للجامعة الوطنية اللبنانية. انا لست على اطلاع على هذا الموضوع، ولكن سأبذل كل جهدي، من خلال الدائرة التي تهتم بالتربية في المديرية العامة لرئاسة الجمهورية، لمعرفة ما هي المشكلة حول هذا الامر، ولماذا هو عالق. الجامعة الوطنية يجب ان تكون الاولى في لبنان".

الحد من الهجرة

سئل: قال الرئيس الاميركي الراحل جون كنيدي: لا تسأل ماذا يجب ان يقدم الوطن اليك، بل ما يجب ان تقدم انت الى الوطن. نحن الشباب نريد تقديم كل طاقاتنا للوطن، ولكن فرص العمل قليلة جدا. ما الذي يمكن فعله للحد من الهجرة؟

اجاب: "اشكر الذي استشهد بهذا القول، لانه بالفعل يجب ان نسأل انفسنا ماذا يجب ان نقدم نحن الى الوطن، وليس ماذا يجب ان نأخذ منه. هناك فرق بين ان نأخذ من الوطن، وما يجب ان يقدمه الوطن الينا. وعلى الدولة ان تؤمن تقديمات لاهل الوطن".

استكمال الاستقلال

سئل: اليوم نحتفل بعيد الاستقلال، ولكن هل اكملنا كلبنانيين هذا المشروع في ظل وجود بؤر امنية وخلايا ارهابية وحدود مستباحة وسلاح عشوائي خارج اطار الشرعية اللبنانية؟

اجاب: "هذا الموضوع هو المشكلة الاساسية في الحقيقة. نحن حصدنا نتائج الظلم والارهاب الاسرائيلي، وتعرفون طبعا واقع وجود اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، والذين نكن لهم كل محبة. ولكن لدينا تجربة في هذا الامر خلقت لنا حالة من اللاستقرار الامني لفترات طويلة، بسبب مطالبتهم بحقهم بطريقة كانت تضر مرات بالبلد، وتؤدي الى وضع غير سليم بالنسبة الى الدولة، بالاضافة الى احتلال اسرائيلي لاجزاء من الجنوب. ولكن اعتقد اننا اليوم على الطريق الصحيح وسأؤكد امامكم امرا، وهو ان البلد الذي عرف كيف يقاوم العدو الاسرائيلي، يجب ان يعرف كيف يبني دولة صحيحة، سيدة، ومستقلة على ارضها".

انعاش المناطق الاخرى

سئل: هل هناك امل بانعاش المناطق خارج العاصمة بيروت، مثل مدينة صيدا وغيرها؟

اجاب: "ان هذا الامر يجب تحقيقه بالتأكيد، ولكن الحالة الاقتصادية في لبنان كانت معطلة بالكامل في الفترة الماضية. واتمنى ان نتمكن من الافادة من ظرف التغيير الحاصل في العالم لتحسين اوضاعنا. لا تستهينوا بالتغيير الذي حصل في الولايات المتحدة، لانه حصل تغيير ايضا في فرنسا، وسيحصل في اسرائيل، وفي دول اخرى ستشهد انتخابات جديدة. اتمنى ان نتمكن من الافادة من هذا المناخ الجديد لنحصن استقلالنا وامننا، ونحسن اقتصادنا. لبنان يعرف كيف يعالج مشاكله بسرعة، ولكنه بحاجة الى فترة استقرار تدوم على الاقل سنة متواصلة".

مستشفى جامعي

سئل: اسمحوا لنا بلفت عينكم الساهرة على تطبيق القوانين وحسن سير الاعمال، بالايعاز الى الجهات المعنية بانشاء مستشفى جامعي لكلية الطب في الجامعة اللبنانية؟.

اجاب: "هذا الموضوع طرح بالفعل علي، ونحن ننتظر اول فرصة تتوافر فيها الامكانات والتشريعات التي تسمح بانشاء مستشفى جامعي للجامعة اللبنانية، لتحقيق هذا الامر. وقد جرى التواصل معي في هذا الخصوص حول مستشفى بعبدا الحكومي بعد اصلاحه ليصبح لائقا ومناسبا للمرضى".

اعادة صلاحيات الى موقع الرئاسة

سئل: نحن كمسيحيين، لدينا خوف على مستقبلنا، ونشعر باننا مغبونون، فهل في نيتكم المطالبة باعادة بعض الصلاحيات الى موقع الرئاسة، لتحقيق توازن في الحكم يضمن حقنا بالعيش المشترك والكريم كغيرنا من بقية الطوائف؟

اجاب: "كان احد القديسين ملكا على روما يوم كانت وثنية، ولديه جيش وثني في غالبيته، وقسم صغير من ضباطه كان مسيحيا. تقول الروايات انه اعتنق الدين المسيحي نتيجة إعجابه بولاء الضباط المسيحيين لوطنهم. فالولاء للوطن والعمل الوطني كفيلان ازالة الخوف على المصير. هذا هو العمل الوطني الصحيح، وانا ادعوكم الى موقف كهذا. بالنسبة الى موضوع الصلاحيات، ذكرت الامر في خطاب القسم، ورددته في مناسبة اخرى، وهو انني لا اريد شخصيا صلاحيات اضافية، او ان رئيس الجمهورية يجب ان يحصل عليها، ولكن هناك شيء ما يجب ان يعمل على مستوى الرئاسة للتمكن من الموازنة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، ولمصلحة هاتين السلطتين. هناك صلاحيتان او ثلاث فقط تنقص لموقع الرئاسة، والباقي تحققه مسلكية الرئيس وتصرفاته، التي تكبر دور الرئيس وصلاحياته في عيون الشباب والشعب معا".

دعم الشباب الجامعي

سئل: هل هناك أي خطة عمل لدعم الشباب الجامعي، كالارشاد وتوفير فرص عمل بعيدا عن المحسوبيات السياسية، بخاصة اننا نأسف لغياب أي دعم للمتفوقين في لبنان، خلافا لجميع البلدان؟

اجاب: "اذا بحثنا في المستندات، نجد ان كل وزارة لديها ملف كبير عن الارشاد، ولكن المهم هو الممارسة، الممارسة الجيدة لمرة واحدة، اهم من مئة ملف وموعظة. يجب ان يصل صاحب الكفاءة الى المركز الذي يستحقه. لقد تألمت في الماضي بسبب ترسيبي في امتحان نجحت فيه وكنت من الاوائل، ولم يتم تصحيح الامر الا بعد ارتفاع الصوت. انا مجروح من هذا الموضوع، لذلك لا اقبل ابدا الا بوصول صاحب الكفاءة الى حيث يستحق. ولكن طبعا لدى الرئيس صلاحيات معينة، وكذلك للوزراء صلاحياتهم، ولمجلس الوزراء صلاحياته. يجب اعتماد مبدأ الكفاءة، ووضع آلية للتعيين. تعرفون ان الدستور ينص على انه من اجل تعيين موظف في الفئة الاولى يجب ان يحظى بموافقة ثلثي مجلس الوزراء وهذا امر من الصعب جدا ان يتحقق. فاذا لم تكن هناك موافقة سياسية على الامر، يفشل التعيين، او يتم كذلك طرح مسألة المحاصصة.الحل هو في ايجاد آلية للتعيين، حتى ولو تأخرت التعيينات. انا لن اوافق على التعيين الا وفقا لمبدأ الكفاءة".

الامن والسيادة

سئل: هل سيشهد لبنان يوما يتمتع فيه الشعب اللبناني باستقرار وامن وسيادة مطلقة، وتكون جميع القرارات التي ستتخذ مصدرها لبناني بحت؟

اجاب: "البداية جيدة، وآمل ان تكون فاتحة خير للبنان مستقر وسيد قراره".

تأمين مواصلات للطلاب

سئل: هل من مشروع يعني الطالب لجهة تأمين مواصلات بخاصة له بين المحافظات، مع الارتفاع المتواصل لاجور النقل؟

اجاب: "هذا ضروري. هناك مشروع في هذا الخصوص، ولكننا حقيقة، ننتظر الهبات لتنفيذه. انتم تعرفون انه بغياب الامكانات لا يمكننا تحقيق شيء. هناك الكثير من الدراسات والمشاريع في هذا الخصوص، ولكن هناك نقص في التمويل. الفترة الصعبة الطويلة التي مررنا بها لا تجعلنا نستعيد ثقتنا بسهولة، لذلك احببنا ان نقول للعالم ان الدولة اليوم باتت موحدة، وهذا هو رئيسها، وانا اتكلم، واذهب الى الدول التي ارسلت جيوشها الى لبنان لتطبيق القرار 1701، حتى تستعيد ثقتها بلبنان، وتلمس وجود الدولة. سنستغرق وقتا لحل مشاكلنا، ولكننا لن نيأس، والمهم ان يبقى لدينا ايمان بالديموقراطية التي علمناها لمحيطنا".

"سلاحان"

سئل: كعسكري " سابق"، كيف تقبل بوجود سلاحين في لبنان: واحد للجيش، وآخر

ل"حزب الله"؟ وما هي الخطة لنزع سلاحه؟

اجاب: "لقد غابت الدولة عن الجنوب لثلاثين عاما، ما هو رأيكم بذلك؟ انا كنت في الجنوب عام 1971، ورفعت العلم بعد حرب تموز. كنت ملازما تخرج حديثا يوم ذهبت الى الشريط الحدودي، وبعد سنوات قليلة لم يعد هناك جيش في الجنوب، واستمر الامر على هذه الحال لثلاثين عاما، حتى العام 2006، حين ذهب الجيش الى هناك بعد حرب تموز. فمن دافع في تلك الفترة عن الجنوب؟ للاسف بعض الذين ارادوا الدفاع عن الارض وقتها كالفلسطينيين، قد اخطأ، ولم ينجح في ردع اسرائيل من احتلال ارضنا، حتى نشأت مقاومة بالتدرج في لبنان. وهي مقاومة دفعت الكثير وكذلك الجيش ايضا دفع فاتورة الدفاع، وكانت المقاومة سندا كبيرا للبنان. نحن نجلس حول طاولة الحوار لنجد حلا تتكامل فيه عناصر قوة لبنان. فيجب الا نتكلم بمسألة "نزع السلاح" وكأن الامر متعلق بنزع سلاح عصابة. ولكن لدينا عصابات اخرى يجب نزع سلاحها".

 

التحدي الأكبر

علي حماده     

ما طرحه النائب وليد جنبلاط من مخاوف، وهو خارج من لقائه والبطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير حول شكل لبنان الذي سيكون إذا ما انتصرت قوى 8 آذار في الانتخابات، يعكس تماما مخاوف القاعدة الاستقلالية التي رأت في انقلاب 7 ايار نموذجا حيا لخيار الفريق الآخر في السياسة الداخلية، ولا سيما في ما يتعلق بالتعامل مع التيار الاستقلالي الذي يمثل غالبية موصوفة من الشعب اللبناني بتنوعها، وحيويتها، وانتشارها في الداخل والخارج على حد سواء. ومخاوف القاعدة الاستقلالية مصدرها عاملان، الاول ضعف التماسك الحقيقي والعملي على مستوى القيادة في ما يتعلق بتنظيم الانتخابات النيابية المقبلة. فعلى رغم التواصل الدائم بين القادة، لا تزال الفئات المعنية بعيدة عن التفاهم على موضوع توزيع المقاعد على قاعدة واضحة، في ظل تضخيم كل جهة من حجمها الحقيقي، وعدم اتضاح قواعد التعامل مع الشخصيات المستقلة التي تعبّر عن روحية التيار الاستقلالي، وغناه، وانفتاحه، وتنوّعه من خارج الاطر الحزبية. وهذا العامل ينبغي وضع اسس لحله بسرعة، وواقعية، وتواضع. اما العامل الآخر الذي يقلق القاعدة الاستقلالية فيتعلق بالمرحلة التي تلت غزوات 7 ايار عندما بدت المصالحات (وهي مطلوبة في المبدأ) اشبه بعملية تسليم بالامر الواقع لغلبة السلاح الميليشيوي على مشروعي الاستقلال والدولة، وقبول بقواعد لعبة جديدة يفرضها "حزب الله" على بقية مكوّنات الشعب اللبناني، وعلى الشرعية كذلك بحيث اعتبر كثيرون ولا يزالون   ان الانتصار في الانتخابات المقبلة لن يبدل في الامور بناء على سابقة الاكثرية الراهنة التي عجزت عن ممارسة حقوقها السياسية، ولم تحكم بما يتوافق وكونها اكثرية. فضلا عن انها برهانها الحصري على قوى الشرعية من جيش وقوى امن خلال اكثر من ثلاثة اعوام، في وقت كان "حزب الله" يرعى ويسلح ويدرب شتى انواع الميليشيات الهامشية، ويتغلغل في المناطق، ويخطط للغزاوت - تركت القاعدة الاستقلالية مكشوفة في امنها وحياتها فجاءت الغزوات كأنها نزهة !

 إن هذا الشعور متجذر في اعماق القاعدة الاستقلالية، ويحتاج الى معالجة جدية. من هنا اهمية ان تثبت قيادات 14 آذار لقواعدها ان الانتخابات ستكون مناسبة للتغيير، لا للمراوحة. ثم ان القول أن المطروح هو المفاضلة بين "لبنان الاستقلال ولبنان رستم غزالي" جيد لكنه لا يكفي. فالمهم ابراز وحدة الحلفاء من جهة، واتخاذ مواقف اكثر وضوحا من قضية سلاح "حزب الله"، لا بل اكثر جذرية. فالسلاح المشار اليه ليس مقدّساً ولن يكون كذلك في نظر غالبية لبنانية واضحة، بل ان تلك الغالبية الشعبية تنظر اليه نظرة عدائية لانها تعتبره سلاحا عدوانيا مُهددا للكيان، والنظام، والاستقلال، والحرية، واعتدى على مواطنين لبنانيين آمنين في احيائهم وقراهم.

 المطلوب اليوم التذكير بما تحقق مع انتفاضة الاستقلال، وثورة الارز، والانتقال من مرحلة الاستكانة التي اعقبت غزوات 7 ايار الى مرحلة الإعداد لانتصار انتخابي واضح، يقوم على الاعتزاز بمشروع  الاستقلال والدولة، والثبات على رفض الخضوع للامر الواقع الميليشيوي، أياً تكن التضحيات. فإذا كان خطر حكم لبنان من "ريف دمشق" ماثلا إذا ما انتصرت قوى 8 آذار، فإن ما هو اخطر باشواط من "ريف دمشق" يكمن في احتمال سقوط لبنان بين براثن قوة فئوية منافية للكيان نفسه، وتقود لبنان من حرب الى حرب الى ان يتحول اللبنانيون - اذا نجحت - معتقلين في سجن قروسطي تحرسه "روبوتات" لا يرف لها جفن حتى وإن احترق لبنان بكل اهله !

 ذلك هو التحدي الحقيقي. 

 

الحركة الخارجية "الشاملة" لرئيس الجمهورية شبكة أمان للبنان.. أما زيارة عون إلى دمشق فـ "تصعيد سوري"

المحطّة الأبرز لسليمان في نيويورك: هنا بادر و"تموضع"

المستقبل - الثلاثاء 25 تشرين الثاني 2008 - نصير الأسعد

كيف ينظر المجتمع الدولي، أي دول رئيسية "عالمية" وعربية فيه، إلى زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى إيران من جهة وزيارة رئيس التكتّل العوني ميشال عون إلى سوريا من جهة أخرى؟

سليمان في طهران: زيارة دولة إلى دولة

بالنسبة إلى زيارة الرئيس سليمان إلى طهران التي بدأت أمس وتنتهي اليوم، يعتبر المجتمع الدولي أنها لا تنطوي على "معنى خاص". ذلك أن القائم بها رئيس للجمهورية وهي زيارة من دولة إلى دولة. وإلى ذلك تضاف حقيقة أنها تتم في إطار جدول زيارات خارجية قام بها سليمان شملت دولاً على علاقة "مختلفة" بلبنان وقضيّته مما لا يجعل وجوده في إيران ذا "ميزة" قائمة في ذاتها. بل لعلّ "وراء" هذه الزيارة سبباً يتعلّق برغبة رأس الدولة في لبنان في عدم جعل حركته الخارجية مادةً لخلاف داخلي، في وقت يهدف منها إلى تأكيد حضور لبنان على الخارطة الإقليمية ـ الدولية وإلى استعادة دور رئاسة الجمهورية الذي ضاع في ظل ولايتَي إميل لحود "الأصلية" والممدّدة سورياً على حدّ سواء.

مؤتمر نيويورك: الدلالات والمؤشرات

ومن وجهة نظر المجتمع الدولي، فإن المحطة الأبرز في التحرّك الخارجي الذي قام به الرئيس سليمان حتى الآن، تمثلت في مشاركته في مؤتمر حوار الأديان الذي إنعقد في نيويورك قبل أسابيع قليلة بمبادرة من المملكة العربية السعودية وبدعوة من منظمة الأمم المتحدة. وهي المحطة الأبرز من زاوية المظلة ـ الإطار كما من زاوية المواقف التي أكد عليها الرئيس اللبناني. أي أنها الزيارة التي تُعطي إشارات "كافية" إلى التموضع اللبناني بعد تحرير الرئاسة في لبنان من الوصاية السورية.

في نيويورك، كان ما يمكن تسميته "الهجوم" السعودي بـ"المبادرة العربية للسلام". وذلك على تقاطع مع حدث إنتخاب رئيس أميركي جديد يُعلن نيّته الانتقال فوراً من تسلّم البيت الأبيض إلى إدارة عملية السلام في الشرق الأوسط. وعلى تقاطع مع مواقف دولية عدة، بريطانية وفرنسية.. وروسية تعلن نيّة جعل العام 2009 عاماً للسلام والتغيير في الشرق الأوسط والعالم. أي أن المملكة بهجومها بمبادرة السلام العربية إنما تضع جدول أعمال مرحلة الشهور القليلة المقبلة. وفي نيويورك كان خطاب الرئيس سليمان الذي أكّد التزامه ولبنان بمبادرة السلام العربية، بمرجعيات هذه المبادرة في قرارات الشرعية الدولية، وبمرجعيات "سلام لبنان" في القرارات الدولية أيضاً، محتفظاً للبنان بحقّه السيادي في أن يدور حوارٌ داخلي ينتج "مصالحة" بين البلد والشرعية الدولية "في وقت من الأوقات". وفي نيويورك، كانت مبادرةُ سليمان المجسَّدة في دعوته إلى جعل لبنان مركزاً للحوار بين الأديان والحضارات، إنطلاقاً من الصيغة اللبنانية وتعزيزاً لها.

إذاً، في تحرّكه الخارجي عربياً ودولياً، يُعطي الرئيس سليمان ملامح المرحلة اللبنانية المقبلة، مرحلة الالتزام بـ"نظام المصلحة العربية" وبالشرعية الدولية، ومرحلة الانتقال بلبنان من "الساحة" إلى الوطن ومِن الصراع المفتوح إلى الدولة. وهي مبادئ أكد عليها في خطبه ومواقفه، وآخرها خطابه في عيد الاستقلال الخامس والستين.

الجنرال في دمشق: إشارة تصعيد سوري

فماذا عن زيارة عون إلى سوريا في المقابل؟

في هذا المجال، لا يُخفي المجتمع الدولي، أي دولٌ رئيسية فيه، عدم اكتراثه بالجنرال في حد ذاته، ما يجعله يقارب الزيارة من زاوية سوريا وما تقصده منها. وذلك على قاعدة أن زيارة سوريا ليست مفصلاً في المسار السياسي العوني أو منعطفاً جديداً، على اعتبار أن مسار إرتباط عون بسوريا بدأ قبل عودته من باريس في العام 2005 واستمرّ بعدها حتى اليوم، وعزّز ارتباطه بسوريا بارتباط آخر بإيران، وهو يلعب دوراً تنفيذياً تقرّره له دمشق وطهران.

في هذا الإطار، يعتبر المجتمع الدولي أن النظام السوري بدعوته عون وإستقباله، إنما يُعطي إشارةً تصعيدية، أي أن زيارة عون إلى دمشق تصعيد سوري.

لماذا؟

تصعيد سوري من زاويتَين رئيسيتَين. الأولى إذ يُعلن نظام الأسد عزمَه على مواصلة التدخّل في الشأن اللبناني بما في ذلك الشأن الانتخابي. والثانية إذ يُشهرُ هذا النظام نزاعاً مستمراً مع الشرعية اللبنانية، أي مع المؤسسات اللبنانية، ليقيم مع عون علاقةً هدفها "الأخذ" من الدولة.

والحال إن إشارة التصعيد السوري هذه، تأتي لتنقض التعهدات التي أعطاها النظام السوري للمجتمع الدولي بوقف التدخلّ في لبنان، وبالامتثال لقواعد السلوك المحدّدة دولياً لهذا النظام تجاه لبنان والعراق وفلسطين.. وفي المنطقة بمجملها.

الضغوط الدولية على دمشق مجدداً

على أن الأهم، هو لفت النظر إلى أن إشارة التصعيد السوري تأتي في ظلّ تصاعد الضغوط الدولية والعربية مجدداً على النظام في سوريا من ناحية ولتزيد من وطأة تلك الضغوط عليه من ناحية ثانية.

لا يخفى أن الضغوط "عادت" على إيقاع "مرتفع". فمنذ أيام، يبدو واضحاً أن الملف النووي السوري فُتح على مصراعيه بتأكيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية وجود يورانيوم في الموقع السوري الذي قصفته إسرائيل في أيلول 2007 وزاره مفتّشو الوكالة، وبطلبها التفتيش مجدداً في سوريا. وقبل ذلك بفترة، وتزامناً مع الإنزال الأميركي على الحدود السورية مع العراق، فتح ملف علاقة النظام بالإرهاب وصولاً إلى تأكيد المندوبة الأميركية في الاجتماع الذي عقد في دمشق أول من أمس أن سوريا تؤوي إرهابيين. وفي الأسبوع الماضي، كان تشديدٌ بريطاني وفرنسي على أن نظام الأسد يخضع لامتحان مستمرّ لقدرته على الوفاء بشروط اكتساب الأهلية لعضوية الأسرة الدولية مجدداً، بل أكثر من ذلك أفيد أن وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند أفهم ذلك النظام أن لا وقت ضائعاً في الأجندة الأميركية ـ الدولية وأن عليه تسريع خطى الإذعان لدفتر الشروط.

إن المقدّمات الآنفة إذ تركّز الأنظار على عودة النظام السوري في الأسابيع الماضية إلى دائرة الضغوط والعزلة الدولية ـ العربية، تشير في الوقت نفسه إلى أن زيارة عون إلى سوريا المعتبرة تصعيداً سورياً، لا ترقى مع ذلك إلى مستوى أن تكون وسيلة فعّالة في مواجهة سوريا للضغوط والعزلة، لأنها أشبه بـ"فتّيْشة" في "حقل رماية"، فضلاً عن كونها سبباً لمزيد من الضغوط.

سليمان و"شبكة الأمان"

بطبيعة الحال لم تكن المقدّمات الآنفة في وارد المقارنة بين مجمل التحرّك الخارجي للرئيس سليمان والتحرّك المحدود لعون على خط طهران ـ دمشق فقط، ولا تجوز المقارنة أصلاً بين الرجلَين والموقعَين والسياستَين. غير أن تلك المقدّمات تهدفُ إلى تسليط الضوء على ما تمثّله حركة سليمان الخارجية من مؤشّرات تتعلق بمستقبل لبنان في الإطار العربي والدولي، فضلاً عن كونها شبكة أمان حقيقية للبنان في وسعه أن يستظلّ بها "من" التطوّرات الإقليمية التي تبدو "صاخبة" وأن يركّب عليها سلامه من الخارج وسلامه الداخلي في آن.

 

النظام السوري بين العصا والجزرة ـالعصا لمن عصى.. والجزرة للمطيع!!

المستقبل - الثلاثاء 25 تشرين الثاني 2008 - أديب طالب ()

العصا

قال الامين العام للامم المتحدة بان كي ـ مون، في تقريره الثامن عن تنفيذ القرار 1701: ان عمل الجماعات المسلحة في لبنان يواصل الاحتاظ بقدرة عسكرية رئيسية متميزة عن الدولة اللبنانية، في خرق مباشر للقرارين 1559 و1701".

ولا يزال يشكل تهديداً خطيراً لاستقرار لبنان. عبر استمرار تدفق السلاح عبر الحدود.

وحذر من ان السلاح الفلسطيني داخل المخيمات الـ12 للاجئين وخارجها "لا يزال يمثل تهديداً خطيراً لاستقرار لبنان وسيادته"، موضحاً ان "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة" و"فتح الانتفاضة" لا تزالان تحتفظان ببنى تحتية شبه عسكرية، وخصوصاً على طول الحدود اللبنانية ـ السورية.

لم يشر الامين العام صراحة الى النظام السوري؛ إلا انه من الواضح مدى مسؤوليته عن خرق قراري مجلس الامن 1701 و1559، وفضائحه على شاشاته حول "فتح الاسلام" واعترافات عناصر الفتح الاسود أمام القضاء اللبناني يثبتان تلك المسؤولية عليه، وهذه نقطة أولى.

قالت الولايات المتحدة ان اول تقرير مستقل بشأن موقع نووي سوري مشتبه به دعم الشكوك في ان سوريا كانت تبني مفاعلاً نووياً سرياً وسيزيد الضغوط عليها كي تكشف عن التفاصيل.

وقال التقرير الذي اصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان المجمع السوري الذي قصفته اسرائيل في عام 2007 يحمل عدة ملامح تماثل ملامح مفاعل نووي وان مفتشي الامم المتحدة عثروا على عدد ملموس من آثار اليورانيوم في الموقع.

وأضافت ان سوريا لم تستجب لطلبات الوكالة بتقديم وثائق تدعم نفيها لوجود نشاط نووي سري او لطلبات الوكالة المتكررة لزيارة ثلاثة مواقع اخرى يعتقد انها تضم ادلة محتملة مرتبطة بما استهدفته اسرائيل.

وانه جرى تغيير معالم المواقع الاربعة جميعها لتغيير مظهرها وجرى نقل المعدات كما أزيل كل المعالم من الموقع الذي قصف بعد ان طلبت الوكالة الدولية من سوريا زيارته.

وقال جريجوري شولت سفير الولايات المتحدة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة "التقرير يعزز تقييم حكومتي بأن سوريا كانت تبني سراً مفاعلاً نووياً في صحرائها الشرقية وتنتهك بذلك التزاماتها بمنع الانتشار النووي.

نأمل ألا تتبع سوريا أساليب الاعاقة وعدم المساعدة التي اتقنتها طهران.

الاشارة الاميركية والدولية لعدم التزام النظام السوري بتعهداته منع الانتشار النووي، اشارة شديدة الوضوح رغم لغتها الديبلوماسية، وهذه نقطة ثانية، رغم العنتريات الفارغة التي تفوه بها رئيس هيئة الطاقة النووية السورية ابراهيم عثمان "لن نسمح بزيارة اخرى".

وزير الخارجية البريطاني خلال زيارته الى وسط بيروت أشار الى ان على اللبنانيين الا يخشوا من "انخراطنا في حوار مع سوريا وان الاميركيين يعرفون ما نفعل". ومن المهم ان يكون هناك مسار لبناني ـ اسرائيلي. وهذا يعني ان فك العزلة عن النظام السوري وان المفاوضات الاسرائيلية السورية، امران لن يجريا او يتما على حساب استقلال لبنان، وان ومن المهم ان يكون هنالك مسار لبناني ـ اسرائيلي. فثمة تماثل في المسار التفاوضي مع اسرائيل بحيث ان لبنان سيحصل على ميزات قريبة مما حصل وسيحصل عليه النظام السوري "الممانع" وان ثمة قرار دولي بالاجماع "حول احترام السيرة الديموقراطية في لبنان" وان لبنان هو امتحان جدي يكرم فيه المرء أو يهان وان لبنان "مفتاح السلام الاقليمي والدولي" وان من يعبث به لا يحرق اصاببعه فقط وانما قد يحترق كاملاً، وان الاعلان عن تزويد الجيش اللبناني دبابات "أم60" الثقيلة دعم لاستقلال لبنان وسيادته، وقد تزامن مع احتفال لبنان بذكرى استقلاله، وهذه المؤشرات كلها تشكل نقطة ثالثة.

اما بالنسبة للمحكمة الدولية ووفق البند السابع فهي رأس العصا وعقدتها الكبيرة ودم الشهيد الرئيس ورفاقه لن يذهب هدراً ولن تقيد الجريمة ضد مجهول وهذه النقطة الرابعة وهي أخطر النقاط.

ان النقاط الاربع والتي أشرنا اليها فيما سبق من الكلام مكون رئيس من مكونات العصا المرفوعة في وجه النظام السوري.

الجزرة

ان قبول اسرائيل لدعوة الرئيس السوري بشار الاسد، وبوساطة تركية، لاحياء المفاوضات مع الدولة العبرية، والتي لم تنقطع سراولو لفترة قصيرة، هذا القبول اعتراف يهودي بحماية بقائه وبقاء نظامه، وهذا مكون رئيس من مكونات الجزرة المعلقة على بعد قريب من عيني النظام المفتوحتين جيداً. ان وصول المفاوضات الى صلح دائم هو بمثابة وثيقة تأمين طويلة الامد ومدفوعة الرسوم على ان العائلة الاسدية ستحكم سوريا حتى حافظ السادس عشر بعد ان اثبتت هذه العائلة احترامها لوعودها بحدود سورية اسرائيلية آمنة ومن غير اعباء عسكرية مكلفة ومن غير قلق مدني اسرائيلي. هذه الامور التي افتقدتهما اسرائيل على الحدود اللبنانية والاردنية والفلسطينية والمصرية المشتركة معها وبنسب متفاوتة. ومنن معززات الجرزة كدليل اول، ان مؤسس العائلة الرئيس حافظ الاسد قد استجاب وببراعة للقيام بتدمير الثورة الفلسطينية وطردها خارج لبنان فضلاً عن انهاء الدور المقاوم لاسرائيل من قبل المقاومة الوطنية اللبنانية العربية. وكدليل ثان استجابة الاب المؤسس للطلب الاميركي الاسرائيلي بالتحالف لاخراج صدام من الكويت. وهذان الدليلان اساس الثقة الواثقة بالعائلة المستبدة. بأنها ستكون عند حسن الظن فيما لو طلب منها ان تحد أو تتصدى لحزب او حركة تقلق اسرائيل او تعطل تنفيذ المشروع الاميركي في المنطقة. وقد يتصور بعض المحللين السياسيين ان ابتعاد العائلة عن اييران شديد الصعوبة، إلا انه في رأينا سيكون شديد السهولة بمجرد ان يتبنى السيد اوباما، الرئيس المنتخب لأميركا، رعاية المفاوضات الاسرائيلية السورية المباشرة وقد اعتبرت واشنطن بوست ان عملية السلام العربية الاسرائيلية والسورية على وجه الخصوص احدى الاولويات لدى أوباما "وبجهد ديبلوماسي من النظام السوري" بعيداً عن اية تعقيدات فلسطينية أو لبنانية أو عربية. وبعيداً عن رأي السوريين قبولاً أو رفضاً فالامر سيان، والامر دائماً في كل الانظمة الديكتاتورية لصاحب الامر، وعلى الناس السمع والطاعة والترحيب ان طلب منهم ذلك!!!

قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الاسرائيلية ان موسكو قررت "بعد اشهر على عرض الرئيس السوري بشار الاسد على روسيا ان تنشر صواريخ باليستية طويلة المدى في بلاده، قد ابلغ هذا الاسبوع بان موسكو لن تبيع صواريخ "اسكندر" الى دول اجنبية بسبب تأخيرات في الانتاج.

ان النظام السوري لن يحارب بصواريخ "اسكندر" او بدونها ما دام يستجدي الصلح التام مع العبري ويستجدي البركة الاميركية حتى تغمر صلحه المشرف، وأقوال موسكو لا اكثر من دعم معنوي مجاني لفظي لليهود الروس الاسرائيليين، في الانتخابات المقبلة.

وطالما ان النظام السوري لم ولن يحارب منذ فقد الجولان ـ هذا ان احسنا النية تجاه فقده الجولان ـ فاننا نرى ان لاسرائيل دور مهم في حجم وشكل حتى ولون الجزرة القريبة من عينيه وهي تعرف انه سيبتعد جدياً عن ايران وفي الوقت المناسب لكليهما، وليس كما ادعى وزير الاعلام السوري الطبيب الجراح السيد محسن بلال المقرب من العائلة المالكة في تصريحه الى صحيفة "الشرق الاوسط"، استبعد ان تفك سوريا ارتباطها مع ايران و"حزب الله" مقابل السلام مع اسرائيل. وقال: "لم يطلب احد من الولايات المتحدة الاميركية فك ارتباكها مع اسرائيل".

ان السيد الوزير يظن انه يذر الرماد في العيون الغبية وقد نسي معاليه ان التذاكي على الاذكياء صنف رديء من الغباء.

ومن الآن وخلال الاشهر الست المقبلة، ثمة سؤال هل سيلتقط النظام الجزرة وينقذ العائلة المالكة من الانهيار السياسي والاقتصادي او انه سيقع تحت ضربة عصا ثقيلة قد لا يقوم بعدها؟؟ ليس جواب هذا السؤال ذا علاقة بالرغبات الذاتية للنظام او لمعارضيه. ما نراه اكثر احتمالاً هو انه سيلتقط الجزرة والحامي والراعي سيتكفل بالعون في الوقت المناسب.

() معارض سوري

 

كله "كلام انتخابي" بحت.. ولو بعناوين كبيرة!

المستقبل - الثلاثاء 25 تشرين الثاني 2008 - محمد مشموشي

يدرك اللبناني، بحسه الغريزي، أن ما تتبادله الطبقة السياسية حالياً من مساجلات (فضلاً عن الاتهامات) ليس سوى كلام انتخابي تتوجه به الى الناس من أجل غاية واحدة لا غير: تبييض صورة القائل من ناحية، وتشويه صورة الخصم من ناحية ثانية. ليس ذلك فقط، بل ان كثيرا مما يطرح من بنود في هذا السجال لا يخرج بدوره عن اطار الكلام الانتخابي، وينطبق عليه ما يقوله اللبنانيون دائماً عن مثل هذا "الموسم" ليعود كل شيء بعد انتهائه الى ما كان عليه قبله.

ويدرك اللبناني كذلك، أن حسه الغريزي هذا ـ وان في وجهه الآخر ـ هو ما تحاول الطبقة السياسية التلاعب به في هذه المرحلة، ان على مستوى استثارة ما فيه أصلاً (بجهد دائم من الطبقة السياسية اياها) من غرائز طائفية أو مذهبية أو عائلية أو جهوية تحولت مع الزمن، وفي الأعوام القليلة الماضية تحديداً، الى نوع من "الانعزالية" الضيقة، أو على مستوى اثارة تهويمات جديدة يطلق عليها تارة نعت "حقوق" مغتصبة، وتارة نعت "مخاوف" من طغيان أكثرية، ودائما تحت شعار حاجة الأقليات الى "قيادة" واحدة للوقوف في مواجهة أكثريات اقليمية لا تفعل الا أنها تتكاثر يوما بعد يوم!

مع ذلك، فاللعبة مستمرة كما هي العادة التاريخية في لبنان: طبقة سياسية تتلطى وراء كلام انتخابي ضيق تخاطب به الغرائز، ومواطنون يدركون بغريزتهم اياها طبيعة ما يقال لهم في مثل هذا "الموسم".

مناسبة الحديث ما يتفق الجميع على قوله، وان بأساليب وعبارات متنوعة، من أن الانتخابات النيابية المقبلة هي انتخابات مفصلية في تاريخ لبنان يتقرر فيها أي مسار يتخذه البلد عمليا في سياق خيار واحد من اثنين لا ثالث لهما: اما الدولة الحرة السيدة المستقلة، أو البقاء "ساحة" مفتوحة أمام كل أنواع الصراعات الاقليمية والدولية. وعندما يكون الأمر كذلك، وهو كذلك فعلا، يصبح كل كلام انتخابي، خصوصا اذا كان دعائياً رخيصاً من النوع الذي يتردد على ألسنة المرشحين، والقوى السياسية التي تدعمهم وتقف وراءهم، أشبه بنكات انتهت صلاحيتها وباتت "بايخة" من كثرة ما جرى تداولها.

ولنقف للحظات أمام بعض هذه "النكات":

في موضوع "الاستراتيجية الدفاعية"، جاءت الخطة التي قدمها العماد ميشال عون الى هيئة الحوار الوطني تقول شيئين معاً وفي وقت واحد: من أجل استيعاب سلاح "حزب الله "، جعل اللبنانيين كلهم مسلحين اما تابعين الى الحزب اياه أو الى مجموعة أحزاب أخرى لا يهم الاسم ولا الشعار الذي يرفعه كل منها. ومن أجل بت مسألة "قرار الحرب والسلم"، تقسيم العمل بين الجهة التي يفترض أن تتخذ القرار ـ وهي في الخطة المشار اليها الدولة ـ والجهة التي يفترض أن تنفذ هذا القرارـ وهي فيها عائمة ومفتوحة أمام من يريد وكيف يريد ـ تحت عنوان مركزية القرار ولا مركزية التنفيذ. منتهى "الديموقراطية" الشعبية، ليس في ما يتعلق باقتناء السلاح فقط، ولدى اللبنانيين الكثير منه في كل حال، بل في ما يتعلق كذلك بأنواعه وكيفية وتوقيت استعماله ... اتخذ القرار بصورة رسمية، أو لم يتخذ!

ولكي تكتمل القصة ـ النكتة، لا بد أن تشمل الخطة (ربما في ملحق سري، لدواع استراتيجية كما يفترض في مواجهة العدو) اخضاع الشعب اللبناني، نساء ورجالاً وشباباً وشيباً، الى دورات تدريبية مكثفة على أحدث أساليب حروب العصابات.

في موضوع كرسي نائب رئيس الحكومة، يمكن (بل لا بد !!) من التوفيق بين الحاجة الدستورية الى تعديل الدستور وعدم تعديله في الوقت ذاته. مجرد عرض مسألة الصلاحيات الخاصة بالكرسي على مجلس الوزراء تكفي، لأن متولي هذا المنصب حاليا، اللواء عصام أبو جمرة، يقبل بما يقرره مجلس الوزراء في هذه المسألة، أو وضع نظام داخلي لمجلس الوزراء يلحظ الموقع، ان لجهة أن هذا النظام غير موجود أصلاً أو لأنه لم يلحظ هذا الموقع أو يحدد صلاحياته منذ البداية.

لماذا ؟!، لأن هذا الكرسي هو من "حقوق" نائب رئيس الحكومة التي يغتصبها عامداً متعمداً رئيس الحكومة، أو هو طائفياً من "حقوق" الروم الارثوذكس التي يغتصبها المسلمون السنة، وينبغي تالياً العمل على استعادتها مهما كان الحال، وبأي ثمن .. خصوصاً عشية الانتخابات النيابية "المفصلية" لمستقبل البلد.

أكثر من ذلك، فالذين شغلوا هذا الكرسي سابقاً اما فرطوا بـ "حقوق" الطائفة أو لم يبالوا بها، ولا بد اذاً من معاقبتهم انتخابياً، أو أنهم "تواطأوا" مع الرؤساء السابقين على طائفتهم، بما في ذلك في فترة ما قبل "اتفاق الطائف" عندما كانت السلطة الاجرائية كاملة في يد رئيس الجمهورية. و"العقاب"، في هذه الحالة الأخيرة، لا يجوز تالياً أن يقف عند حدود السياسيين من المسلمين السنة أو من الروم الأرثوذكس وحدهم بل يتعداهم الى الموارنة أيضاً.

في موضوع "حجم" طاولة الحوار، يمكن (بل لا بد !!) من توسيعها ومد قوائمها طولاً وعرضاً لكي تضم أشخاصاً ذوي أوزان سياسية لم يسعفهم الحظ العاثر، أو "الثلث المعطل" المفقود يومها، في أن تكون لهم كلمتهم في هذا الحوار، فضلاً عن توسيع "حجم" الحوار اياه ليغطي بنودا لم يتطرق اليها المتحاورون في المرحلتين السابقتين.

لا يهم ان كانت قرارات الحوار تفترض الاجماع، كما هي الدعوة اليه أصلاً، ولا حاجة تالياً لزيادة عدد المشاركين أو اعادة النظر فيه. ولا يهم كذلك أن هؤلاء يمثلون التيارات السياسية والطائفية كلها، وأنهم راعوا مبدأ الاجماع بشكل كامل في السباق فقرروا نقاطاً وتوقفوا عند نقاط أخرى لم يمكن التقرير بشأنها. ولا يهم كذلك أن لا اجماع بين المشاركين منذ البداية على توسيع "حجم" الطاولة أو توسيع نقاط البحث المطروحة أمامها. المهم فقط، وللأسباب المعروفة اياها (يطلق عليها نعت الوفاء للحلفاء)، تقديم هدايا لأصحاب الغرائز السياسية يمكنهم أن يجيروها بدورهم "أوزاناً" وأرصدة وجاهة لأصحاب الغرائز الطائفية والمذهبية والجهوية والعائلية في دوائرهم الانتخابية.

ومثيلاتها من المواضيع الأخرى: تقسيم الدوائر الانتخابية في "اتفاق الدوحة" الذي يتبرأ منه الجميع الآن، وتخفيض سن الاقتراع الى 18 سنة الذي استفاقوا عليه مؤخرا فقط، وتعبيد طرقات المناطق وفلشها بالزفت، من دون نسيان موضوع الهاتف الخلوي الذي يتم بشأنه عقد مؤتمر صحافي شبه يومي الخ ..

غني عن القول إن هذه الأمثلة، وغيرها الكثير، على الكلام الانتخابي البحت الذي تردده أطراف الطبقة السياسية في هذه الفترة، ليس خافياً الآن، ولن يكون خافياً في المستقبل أيضاً، على اللبناني الذي بات "خبيراً" بساسته ونوابه وقادة أحزابه وتياراته وطوائفه ومناطقه، تماماً كما بات "خبيراً" بأساليب الشحن الطائفي والمذهبي والعائلي والجهوي (الغرائزي أولاً وأخيراً) التي يعتمدها هؤلاء عشية كل معركة انتخابية .. ليعود كل قطيع الى قطيعه بعد اقفال صناديق الاقتراع: الطبقة السياسية الى قطيعها الباحث عن مصالحه ومنافعه الخاصة، والمواطن الى قطيعه الباحث عن لقمة العيش وتأشيرة الخروج الى بلاد الله الواسعة أملاً في العثور على مثل هذه اللقمة.

لا يعني ذلك انكار واقع البلد الطائفي، والمستقطب مذهبياً وجهوياً كما لم يحدث من قبل على هذا الأساس، الا أن "خبرة" اللبناني بأشخاص طبقته السياسية وتقاليدهم في التلاعب بالغرائز والعصبيات والكيديات تبقى المفصل الفعلي في هذه المرحلة المفصلية فعلاً من تاريخه وتاريخ وطنه.