المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 29  تشرين الثاني/2008

إنجيل القدّيس يوحنّا .44-40:6

فمَشيئةُ أَبي هيَ أَنَّ كُلَّ مَن رأَى الِابنَ وآمَنَ بِه كانَت له الحياةُ الأَبَدِيَّة وأَنا أُقيمُه في اليَومِ الأَخير». فتَذَمَّرَ اليَهودُ علَيه لأَنَّه قال: «أَنا الخُبزُ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء»،

وقالوا: «أَليسَ هذا يسوعَ ابنَ يُوسُف، ونَحنُ نَعرِفُ أَباهُ وأُمَّه؟ فكَيفَ يَقولُ الآن: «إِنِّي نَزَلتُ مِنَ السَّماء؟» أَجابَهم يسوع: «لا تَتَذمَّروا فيما بَينَكم. ما مِن أَحَدٍ يَستَطيعُ أَن يُقبِلَ إِليَّ، إَِّلا إِذا اجتَذَبَه الآبُ الَّذي أرسَلَني. وأَنا أُقيمُهُ في اليَومِ الأَخير.

 

القدّيس بِرنَردُس (1091-1153)، راهب سيستِرسيانيّ وملفان الكنيسة

العظة الثانية عن نشيد الأناشيد/"كثيرٌ من الأنبياءِ والملوكِ تمنّوا أن يَروا ما أنتم تَرون"

إنّ رغبة الآباء الأوّلين الداعية إلى حضور المسيح بالجسد، هي بالنسبة إليّ موضوع تأمّلات متكرّرة. لا أستطيع أن أفكّر في هذا الموضوع بدون أن تدمع عيناي من الخجل. فهذا يجعلني أقدِّر فتور عصرنا البائس وخموله. لقد تلقّينا هذه النعمة، وأُظهِرَ لنا جسد المسيح على المذبح، لكنّ أحدًا منّا لا ينتابه الفرح نفسه الذي شعر به أجدادنا لمجرّد الوعد بالتجسّد. أصبح عيد الميلاد قريبًا ويستعدّ الكثيرون للإحتفال به؛ عساهم أن يفرحوا فعلاً بمولد يسوع المسيح، وليس بمظاهر الغرور! إنّ إنتظار الأقدمين وتوقهم الكبير يتجلّيان بشكل رائع في الكلمات الأولى نن نشيد الأناشيد: "ليُقبِّلَني بِقُبَلِ فمِه!" (نش1: 2). في تلك العصور، أيّ إنسان مُتمتّع بالحسّ الروحي كان يشعر بالنعمة الكبيرة المُنسكِبة على هذه الشفاه (مز45: 3)؛ ومن خلال هذه الكلمات المُثقَلة بالرغبات، كان يتمنّى بشغف ألاّ يُحرَم من هذه المودّة الكبيرة. كلّ نفسٍ مثاليّة كانت تقول: "ماذا تَنفعُني نصوص الأنبياء الغامضة؟ أنا أنتظر أن يأتي "أجمل بَني آدم" (مز45: 3)، ليُقبِّلَني بِقُبَلِ فمِه. كان لسان موسى ثقيلاً (خر4: 10)، وكانت شفتا أشعيا نَجستَين (أش6: 5)؛ كان الأنبياء كلّهم محرومين من موهبة اللغات. فذاك الذي تكلّموا عنه، هو مَن كان يجب أن يتكلّمَ ويقبِّلَني بِقُبَلِ فمِه؛ أنا لم أعد أريد أن يتكلّم فيهم ومن خلالهم، لأنّ المياه تبدو كثيفة طالما يقيَتْ في الغيوم. إنا أنتظر الحضور الإلهي، ينابيع العقيدة المتدفّقة التي ستصبح فيَّ "نبعًا يفيض بالحياة الأبديّة (يو4: 14).

 

الجسم الاعلامي وقف موحدا في وجـــه "المعتدين"

حديث عن زيارة فرنجية لبكركي الاحد المقبـــــل ومصادر قريبة تستبعد وتربطها بزيارة عون الى سوريا

المركزية - فرض حادث التعرض للجسم الاعلامي من خلال الاعتداء على الصحافي في تلفزيون "المستقبل" الزميل عمر حرقوص نفسه بقوة على الساحة اللبنانية التي شهدت اليوم وقفة اعلامية واحدة موحدة في وجه كل مَن يتعرض للسلطة الرابعة تحت اي ذريعة ومن يستسهل من الجهات السياسية الاعتداء على الاعلام عند كل مفترق سياسي او امني.

ولئن كان المستهدف في بيروت او في الشمال حيث تعرض امنيون لاعلاميين ينتمون ربما الى فكر سياسي واحد فلا مبرر يمكن أن يخفف من وطأة ما جرى بحيث يصبح "العذر اقبح من الذنب" والتبرير ابشع من الفعل نفسه. فعلى الرغم من التحرك على المستويين الرسمي والامني لمواجهة الحادث وتداعياته تحركت اليوم نقابتا الصحافة والمحررين وأهل الاعلام تضامنا مع الاعلام المستهدف ورفضا للمس به فوقفوا جميعا امام مبنى تلفزيون المستقبل وأطلقوا صرخة واحدة ترفض التعرض مجددا لأهل الرسالة ومحاسبة الفاعلين.

مصالحات مؤجلة: ووسط هذه الاجواء ومع عودة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من زيارته الى طهران واستعداده لزيارة ألمانيا الاسبوع المقبل عاد الحديث بقوة عن الزيارة المرتقبة لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى بكركي في اطار لقاء يعقد برعاية الرئيس سليمان يحضره البطريرك صفير وفرنجية. وفيما تحدثت معلومات عن امكان حصول الزيارة الاحد المقبل، أكدت مصادر مطلعة لـ"المركزية" ان تحديد موعد اللقاء ليس دقيقا وإن الاتصالات الجارية بهدوء لم تحسم الموعد بعد. وكشفت المصادر ان الاتصالات التي حسمت شكل اللقاء لم تستكمل بعد تحديد الموعد النهائي رغم حسم انعقاده في بكركي وليس في قصر بعبدا بناء لرغبة البطريرك صفير باعتبار ان "هذا الصرح هو لجميع اللبنانيين، فكيف بالنسبة للمسيحيين، والوزير السابق سليمان فرنجية مرحب به في اي وقت". وقالت المصادر ان بعض النواحي المتصلة بالموعد لم تحسم بعد، خصوصا ان هناك رغبة من جانب فرنجية لتأجيله بعض الوقت لأسباب لم تتوضح بعد.

وفيما امتنعت المصادر عن الكشف عن حقيقة هذه الظروف ومدى اهميتها، رفضت في الوقت نفسه التعليق على امكان عقده بعد زيارة العماد ميشال عون الى دمشق، والربط بين الحدثين، علما ان مصادر أخرى رجحت ذلك.

زيارات دمشق: على خط آخر، تترقب الاوساط السياسية الزيارات المرتقبة الى العاصمة السورية قريبا ومن بينها زيارة قائد الجيش العماد جان قهوجي في اطار التنسيق الامني وبحث سبل التعاون العسكري اضافة الى اخرى متوقعة لوزير الدفاع الياس المر لم يحدد موعدها بعد فيما تبدو زيارة النائب العماد ميشال عون الى دمشق الاقرب بعدما حدد جدول اعمالها واللقاءات التي سيجريها مع المسؤولين السوريين.

سفارة فلسطين: في غضون ذلك، وفي وقت اقر مجلس الوزراء في جلسته الماراتونية امس بند اعطاء مكتب ممثلية منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان صفة سفارة استغربت اوساط سياسية هذا الامر لما له من انعكاسات قد تنذر بالاسوأ على صعيد الوضع الداخلي اللبناني المكشوف. وقالت الاوساط نفسها لـ"المركزية" ان قرار مجلس الوزراء يلزم لبنان بتطبيق اتفاق فيينا المنظم للعلاقات الديبلوماسية مع ما تنص عليه من امتيازات خاصة وحصانة ديبلوماسية قد تعطى للطاقم الديبلوماسي. وتمنت الاوساط لو كان الجانب اللبناني تريث في بت هذا الموضوع في ظل الوضع الامني الراهن في المخيمات الفلسطينية وعدم اتفاق الفلسطينيين انفسهم على مَن يمثلهم.

اتهامات مردودة: في غضون ذلك، دحضت اوساط فريق الغالبية اتهامات بعض قوى المعارضة لنواب 14 اذار بتطيير الجلسة المسائية لمجلس النواب امس الاول بحجة ارجاء البت بالهموم المعيشية للمواطنين ومحاولة اظهار نواب المعارضة اكثر حرصا عليها، فأكدت ان تطيير النصاب لم يكن متعمدا الا ان النواب كان لديهم ارتباطات ومواعيد مسبقة ومهمة لا يمكن الغاؤها وبعضها يتعلق بسفر الى الخارج.

واوضحت ان مواضيع البحث الاساسية وفي مقدمها الاجور ارجئ بعد اعادته الى اللجان وما تبقى ليس على هذا المستوى من الاهمية لإلغاء ارتباطات النواب الذين لم يكونوا على علم مسبق بموعد جلسة المساء.

واعربت عن اعتقادها بأن جلسة للمناقشة العامة التي سيدعو اليها رئيس المجلس نبيه بري قد تحدد مباشرة بعد عيد الاضحى.

 

مؤسسها يؤكد وجود لبنانيين مسجونين بتهم سياسية

"جمعية للمعتقلين السابقين في السجون السورية" قريباً

المستقبل - السبت 29 تشرين الثاني 2008 - اعلن المعتقل السابق علي بو دهن نيته تشكيل "جمعية المعتقلين السابقين في السجون السورية" في مسعى لتحويل التجمع الراهن الذي ينتمي اليه المعتقلون السابقون الى جمعية هدفها الرئيسي المضي في طريق ثابتة وصحيحة لإخلاء سبيل رفاقهم اللبنانيين الذين لا يزالون تحت الاسر ومساعدتهم وإعادة تأهيلهم للدخول مجددا على المجتمع وذلك فور اطلاق سراحهم.

وكشف بو دهن في هذا الاطار عن لقاء جمعه ووزير الداخلية والبلديات زياد بارود طالب فيه السماح بإعطاء علم وخبر عن الجمعية ليصبح بمقدورها التحدث باسم المعتقلين السابقين والمطالبة بالافراج عن المعتقلين الحاليين. ووعد بارود بالمباشرة بالاجراءات الضرورية لذلك. واكد بو دهن ان التنسيق قائم مع لجنة اهالي اللبنانيين المعتقلين في السجون السورية ولجنة اهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان ولجنة دعم المعتقلين والمنفيين اللبنانيين - سوليد، وان الجمعية تسعى لانضمام 195 معتقلا سابقا اليها. واسف لطريقة تعامل الدولة مع المعتقلين في السجون السورية وعدم الاعتراف بهم، على الرغم من انها ابدت اهتماما متميزا بالمساجين الذين افرج عنهم من السجون الاسرائيلية فقدمت لهم الطبابة وراتبا شهريا قدره 400 الف ليرة وتساعدهم في كلفة التعليم.

وتساءل بو دهن كيف يمكن لأهالي المفقودين زيارة ابنائهم في السجون السورية واسماؤهم لم تظهر للعلن خصوصا الموقوفون في السجون العسكرية، لافتا الى ان المسجونين الذين اعلن عنهم موقوفون بتهم قضائية مثل التهريب او المخدرات. اما الموقوفون لأسباب سياسية، فلم يكشف عن مصيرهم بعد، ويؤكد لقاءه مع العديد من هؤلاء الذين ولحين الافراج عنهم كانوا لا يزالون على قيد الحياة. واشار في هذا الاطار الى ان لجنة المفقودين السابقة برئاسة الوزير السابق فؤاد السعد كشفت عن 97 اسما لموقوفين بتهم سياسية الا ان احدا منهم لم يعرف مصيره بعد.

 

استراحة المحارب قبل العودة

المستقبل - السبت 29 تشرين الثاني 2008 - أيمن شروف

يستريح عمر حرقوص على فراش مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت. غرفة 1018 ستبقى الى وقت طويل في ذهنه، لن تغيب عنه لسبب بسيط، لأنها هي التي احتضنته ورعته وشهدت على ما اقترفته أيدي الغادرين، عابري السبيل وسيبقون كذلك، لأن من يتعدى على قلم عمر وحرية عمر، لن يذكره التاريخ بل سيبقى وصمة عار على جبين جماعات لا تؤمن إلا بالقمع، ولم تستطع يوماً أن تخرج من سجن هواجسها الوحدوية الوهمية الى ربوع الوطن، ولا وطن إلا لبنان.

هذه هي الحقيقية التي يعرفها عمر جيداً، هو الذي يعاند الألم بابتسامة ينشرها في أنحاء الغرفة، لتنفرج أسارير محبيه وزائريه باعثاً في نفوسهم العزيمة على متابعة المسيرة التي بدأها منذ زمن، ولعل من المنصف أن نذكر هؤلاء الذين كانوا بالأمس "يصيحون" مع كل ضربة حقد يوجهونها لعمر، "هيدا يهودي"، أن عمر "اليساري"، المؤمن والمؤيد لكل حركات التحرر ورفض الظلم والاحتلال والذي انضوى في صفوف الحزب الشيوعي، مقاوماً ومناضلاً قبل حتى أن تولدوا، ولكن ما العمل إذا دخل الحقد قلوب بعضكم والى اليوم لا يجد سبيلاً للخروج والمغادرة، لأنكم قررتم أنكم لا تريدون ذلك؟ المثل يقول "في الضعف قوة" وأنتم مثال الضعيف الذي ليس لديه ما يقوله إلا بقوة السلاح.

من على فراشه يستعيد حرقوص أحداث التاسع من أيار، حين كنا نتابع الهجمة الوحشية على بيروت، وفق ما تقتضيه منا واجباتنا المهنية، يوم أخذوا القرار بقمع كل من يعارضهم ويخالفهم الرأي أو يختلف معهم. يسترجع عمر شريط الذكريات حين كان ينقل الاعتداء على جريدة "المستقبل" من قلب المبنى الذي كانت تمطره قوى الأمر الواقع بنيران حقدها. يدرك جيداً أن أصحاب هكذا تفكير إجرامي لا يمكن أن تتوقع منهم في يوم من الأيام أن يكونوا قادرين على مجاراة ما يسمى بالتهدئة في "زمن المصالحات". يسخر من كلام رئيس "القومي" ويعتذر من مسلحيه لأنه هاجمهم واعتدى عليهم بالضرب وأرسلهم واحداً تلو الآخر ليتوزعوا في غرف مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت.

في المستشفى تجمع الأحبة والأصدقاء والزملاء، يطمئنون الى حال عمر ويؤكدون له أن لا شيء يستطيع أن يوقف بحثهم عن الحرية والسيادة والاستقلال التي لا طالما آمن بها سبيلاً لقيامة وطن حكمه نظام بدد أحلام كل عروبي بقضية اسمها فلسطين، وجعل من لبنان ساحة مستباحة، يضرب فيه المثل ويقول للآخر المختلف: "انظروا ماذا نستطيع فعله والعبرة لمن اعتبر".

حال عمر الصحية مستقرة، لا يخف ألمه، ولكنه أقوى من الألم. اللكمات التي تعرض لها في أنحاء جسده لا تعد ولا تحصى وتنم عن مدى العدوانية والقسوة التي مارسها المعتدون عليه، فلم يجدوا سوى هاتفه النقال وسيلة للأذية. اللكمات تغطي وجهه، وخصوصاً حول عنقه الذي لا يقوى على تحريكه، يقولها بصوت خافت "تعبان"، ليس لأنه لا يريد الاعتراف بالألم، بل لأنه لا يريد أن يشعر من حوله بالحزن أو القلق على حالته الصحية، يريد لهم أن يروه كما عرفوه دائماً ضاحكاً وقوياً. والدة عمر الحاجة زينب، المفجوعة لما أصاب ابنها، تراقبه من على كرسيها وتتأهب كلما حرك ساكناً، تهب لترى ماذا يريد أو لتطمئن الى صحته. تستغرب "ابنة الجنوب" كيف يستطيع بعض الأطراف الاعتداء على عمر والتعرض له بهذه الطريقة الوحشية. تعود الى كرسيها بصمت وقلق تشكو همها للذين أتوا للوقوف الى جانب والدة مصدومة مما اقترفت "يدا ابن البلد".

الزميلة دارين، زوجة عمر، تقف بصمت الى جانب شريكها المستلقي في مكان لم يتعود عليه، تنظر اليه بصمت وأسى، تتماسك لأنها تعلم جيداً أن عليها أن تكون قوية في الظروف الصعبة، هي التي شاركت عمر الكثير من هذه اللحظات، لأن الإعلامي وبالتحديد إعلامي "المستقبل"، هو دائماً في خطر لأن كلمته "أقوى من رصاصهم". في المستشفى أيضاً "عجقة" مطمئنين الى صحة حرقوص، ومستنكرين للاعتداء "الهمجي" الذي تعرض له، فوزيرة التربية بهية الحريري بعد اطمئنانها الى حالته الصحية، استنكرت "أعمال العنف والاعتداء وخصوصاً على الإعلام والحرية في لبنان"، مشددة على "السعي الى الحد من هذه التعديات ووضع خطة لمنعها". ولفتت الى أن "الإرادة موجودة لدى رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء لاحتواء الحادث وتقريب وجهات النظر بين كل الأطراف".

وزير الإعلام طارق متري اطمئن الى صحة حرقوص في المستشفى، مؤكداً أن "ما حدث بالأمس ليس مقبولاً بكل المعايير الأخلاقية والوطنية والسياسية وملاحقة الفاعلين وإنزال العقوبات في حقهم لا يحتمل التأجيل ولا التردد"، مشيراً الى أن "ما حصل لا مبرر له وليس مقبولاً، ويخالف كل وسائل التعامل والتخاطب في المجتمع المتحضر، وليس مقبولاً أن يكون الإعلاميون والصحافيون الضحايا دائماً لهذا النوع من العنف أياً كانت الحجج".

واعتبر أن "القوى السياسية مسؤولة عن احترام تعهداتها والإقلاع عن توسل العنف لتحقيق أي غرض سياسي لتثبيت أو تأكيد موقفها السياسي، فهناك طرق عدة أخرى يمكنها أن تكتب وتتكلم وتتظاهر. والإقلاع عن العنف شرط من شروط عيشنا الواحد في بلد يؤمن بالديموقراطية ويتميز بالحريات فيه".

وبموقف لافت من بعض التصريحات المبررة للاعتداء بأسلوب أقرب الى الاستهزاء، قال وزير الإعلام: "لقد قرأت اليوم (امس) شبه رواية عما جرى يوم أمس (الاول)، وهناك شبه تبرير للاعتداء على عمر. أعتقد أن من حق عمر على الذين اعتدوا عليه أن يعتذروا منه من دون أي تبرير ويقولون إن ما حدث خطأ جسيم نعتذر عنه، هذا أقل ما يمكن أن نتوقعه منهم". أما المشهد الذي سيذكره كل إعلامي كان مع عمر في المستشفى، فهو زيارة رئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ، الذي استنكر الحادث، داعياً الى "الاقتصاص من المعتدين الثلاثة". في المستشفى أيضاً وفود إعلامية وحزبية وسياسية أكدت لحرقوص وقوفها الى جانب الإعلام مهما كانت الظروف، لأن الحرية الإعلامية كانت وستبقى الصفحة البيضاء التي جعلت من لبنان قبلة الأحرار في الوطن العربي وفي العالم أجمع.

الطبيب المشرف على عمر طمأن الأهل والأحبة الى استقرار حالته الصحية، وهو سيخرج اليوم من الإقامة الجبرية التي فرضتها عليه ميليشيا "القومي"، ليعود الى بيته وأسرته، قبل أن يعود المحارب من استراحته لايصال صوته وكلمته الى كل حر في هذا الوطن.

 

لأن الستراتيجية العبرية الجديدة تعتبر الدولة اللبنانية برمتها خط الدفاع الأول عن إيران 

المناورات الإسرائيلية في النقب شملت مجسمات لأهم مرافق لبنان!

لندن - كتب حميد غريافي:السياسة

كشف مسؤول أمني كبير في حلف شمال الاطلسي في العاصمة البلجيكية النقاب أمس عن ان ستراتيجية اسرائيل العسكرية الجديدة التي وضعها خبراء وزارة الدفاع في تل أبيب استنادا إلى نتائج حرب يوليو ,2006 باتت تعتبر الدولة اللبنانية بكل مؤسساتها العسكرية والاقتصادية والأمنية بمثابة خط الدفاع الأول لإيران في منطقة الشرق الأوسط, خصوصا منذ تضمين بيان الحكومة الجديدة (حكومة الوفاق الوطني المنبثقة عن اتفاق الدوحة) اعترافا صريحا معلنا بدور لحزب الله مواز لدور الجيش اللبناني (الجيش والشعب والمقاومة)في محاربة إسرائيل, واستنادا الى تصريحات على أعلى المستويات من كبار رجال الحكم والمؤسسة العسكرية تنم عن وجود تلاحم حقيقي بين الدولة وهذا الحزب الإيراني الذي يمتلك ترسانة هائلة من الصواريخ لمواجهة الدولة العبرية".

وقال المسؤول الأمني الاوروبي في اتصال به من لندن, ان " المناورات التي قام بها سلاح الجو الإسرائيلي الاسبوع الماضي, في صحراء النقب استعدادا لشن هجوم جوي مباغت على إيران لمنعها من امتلاك الاسلحة النووية, شملت - إلى جانب مجسمات تمثل مواقع نووية وصاروخية ونفطية وعسكرية وأمنية في إيران ستستهدف في ذلك الهجوم - مجسمات أخرى لمواقع لبنانية كمقر وزارة الدفاع والقصر الرئاسي الجمهوري والثكنات العسكرية في الجنوب والبقاع والشمال, كما شملت المرافق الاقتصادية الحيوية كمحطات الكهرباء والماء ومطار ومرفأ بيروت الدوليين, والجسور التي أعيد بناؤها بعد تدميرها العام ,2006 اضافة الى مواقع "حزب الله" والفصائل الفلسطينية المتواجدة في المناطق الجبلية في قوسايا والحلوة والناعمة في البقاع وجنوب العاصمة بيروت".

ونقل المسؤول الأمني الاطلسي عن مصدر في وزارة الدفاع الاسرائيلية في تل أبيب قوله إن " تصنيف القادة اللبنانيين السياسيين والعسكريين والأمنيين في خانة حلفاء إيران وسورية في الستراتيجية العبرية الجديدة, سيعرض لبنان لعمل عسكري اسرائيلي لا يقل إفراطا في القساوة عما هو وارد في تلك الستراتيجية حيال إيران",مميطاً اللثام عن " ان دولا أوروبية صديقة وداعمة للحكومة في بيروت ابلغت مسؤوليها بنوايا اسرائيل, ووضعتهم في أجواء استعداداتها لضرب لبنان بعنف على اعتبار أنه تحول - في نظر قادة جيشها - إلى خط الدفاع الاول عن ايران , رغم معارضة الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وايطاليا واسبانيا , ومعظمها ممثل في قوات الطوارئ الدولية التي يمكن ان تنسحب من الجنوب خلال أقل من أسبوع بطلب من الاسرائيليين قبيل بدء الهجوم المرتقب".

 وذكر المسؤول الأوروبي "أن المرافق الاقتصادية الأهم في لبنان مثل مطاره الدولي ومرافئه البحرية بيروت وصيدا وصور ومحطات الكهرباء والماء ومعامل الاسمنت (معمل شكا في الشمال) وشبكات الجسور والطرقات الدولية والمطارات الأخرى (رياق والقليعات) والمباني العسكرية والأمنية وثكنات الجيش والقصر الرئاسي والحكومي ومقر رئيس مجلس النواب ومبنى المجلس والشوارع  في العاصمة مثل شارع المصارف وتجمع الاسواق التجارية, ستكون من بين الأهداف الاولى للهجوم الاسرائيلي الجوي الواسع, الى جانب مواقع صواريخ " حزب الله" في الجنوب والبقاع وبعض المرتفعات الجبلية, حيث نصب خلال الاشهر العشرة الماضية شبكة صواريخ ارض - جو إيرانية حديثة روسية الصنع ممتدة الى شمال نهر الليطاني جنوبا حيث اسقط مقاتلو "حزب الله" المروحية العسكرية اللبنانية التي حلقت عرضا فوق بطاريات لتلك الصواريخ قبل اشهر عدة"

 

أوساط حكومية تحذر من محاولات للعودة إلى أجواء 7 مايو

تضامن إعلامي واسع مع حرقوص و"المستقبل" وتأكيد على حماية الحرية ومعاقبة المجرمين

بيروت - من عمر البردان: السياسة

حذرت أوساط حكومية في الغالبية في تصريحات لـ "السياسة" من مغبة التساهل مع جريمة الاعتداء التي حصلت على الصحافي في إخبارية "المستقبل" عمر حرقوص, داعية الأجهزة الأمنية إلى التصدي إلى مواجهة هذه الحملة التي تنذر بمضاعفات سلبية على البلد إذا لم يتم تطويقها, متسائلة "هل أن المطلوب زعزعة الاستقرار الداخلي الذي أرسى أسسه اتفاق الدوحة وطي صفحة 7 مايو التي وللأسف يحاول البعض تذكير اللبنانيين وتهديدهم بالعودة إليها"?

وأكدت الأوساط أن على الجيش اللبناني أن يضرب بيد من حديد على من تسول له نفسه الاعتداء على الإعلاميين والأبرياء, وأن يتصدى للوجود المسلح في بعض المناطق اللبنانية, لتعزيز الأمن وطمأنة المواطنين من مغبة تعرضهم لما تعرض له حرقوص.

وتضامناً مع الصحافي حرقوص نفذ الإعلاميون اعتصاماً ظهر أمس, أمام مبنى "إخبارية المستقبل", وقد تقدم وزير الإعلام طارق متري المعتصمين إلى جانب حشد كبير من وزراء ونواب قوى "14 آذار" وفاعليات نقابية وإعلامية. واستنكر رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في دردشة مع الإعلاميين عقب صلاة الجمعة في السرايا الكبير, أمس, ما تعرض له الزميل عمر حرقوص, مؤكداً أن أي اعتداء على صحافي هو اعتداء على الكلمة والحرية.

وتعليقاً على مناقشات الجلسة التشريعية الأخيرة لمجلس النواب, كرر السنيورة الحرص على إعطاء كل صاحب حق حقه, مشدداً في المقابل, على التوازن بين ما يمكن القيام به من خطوات للحفاظ على مصالح الناس. وأكد وزير الإعلام طارق متري في كلمة له في الاعتصام أن تبرير الحادث الذي تعرض له حرقوص يوازي الحادث بشاعة, واصفاً ما جرى بالخطير. وقال "إنني هنا للتضامن مع حرقوص ولإدانة أي شكل من أشكال العنف ضد الإعلاميين أكان مادياً أو معنوياً", وأكد أن من يحمي الإعلاميين هم رجال الأمن أولاً, لافتاً إلى أن الحماية تأتي أيضاً من احترام القوى السياسية لتعهداتها.

من ناحيته, شدد وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي على ضرورة قيام القوى الأمنية بواجباتها وعدم التسييس, فيما طالب النائب الياس عطا الله خلال مشاركته في الاعتصام بالاقتصاص من ميليشيات الحزب القومي السوري التي تنتهك الحريات والاستقلال, وقال "لا يجوز أن نضع رأسنا في الرمل".

وأكد نقيب الصحافة محمد بعلبكي تضامنه مع الزميل حرقوص الذي تعرض لاعتداء آثم, كما تضامن منذ أشهر مع تلفزيون "المستقبل", مشدداً على حرية الإعلام الذي لا يتجزأ, وعلى ضرورة معاقبة الذين ارتكبوا هذا الاعتداء كي لا تتكرر مثل هذه الأحداث التي لا تشرف بلدنا.

ورفض نديم المنلا رئيس مجلس إدارة تلفزيون "المستقبل" محاولات البعض تظهير الحادث وكأنه فردي, حيث أكد أن أكثر من 12 شخصاً تناوبوا على ضرب الزميل عمر حرقوص. أما الكاتب لقمان سليم, المعروف بمعارضته لنهج 8 آذار, فقد اعتصم على طريقته حيث وضع نجمة صفراء على صدره ترمز إلى الحقبة النازية, عندما كان يفرض على اليهود وضعها لتميزهم عن سائر الموطنين.

في سياق متصل, ذكرت قيادة الجيش اللبناني في بيان أصدرته أمس, أن قوى الجيش أوقفت ثلاثة من العناصر المشتبه بهم بالاعتداء على الصحافي عمر حرقوص في محلة الحمراء, وقد أحيل الموقوفون إلى القضاء المختص لإجراء التحقيق معهم.

واستنكر حزب الله الاعتداء الذي تعرض له الزميل في "إخبارية المستقبل" عمر حرقوص, داعياً إلى "إبقاء الأمر في عهدة القضاء والحفاظ على مناخ التهدئة", كما استنكر المنسق العام لجبهة الحرية فؤاد أبو ناضر الاعتداء على حرقوص, منتقداً مراجعة الجهات الأمنية الرسمية لجهات حزبية تلطّى خلفها المعتدون لتسليمهم, فيما كان الواجب يقتضي التفتيش عنهم والقبض عليهم وإنزال العقوبات الملائمة بحقهم من دون أخذ الإذن من أحد أو الوقوف على خاطر أحد.

 

إضافة إلى سحب قواتها من "يونيفيل" واحتمال تضامن 3 دول معها

ألمانيا تهدد بقطع علاقاتها الديبلوماسية إذا تبنّت حكومة السنيورة موقف "المنار"

 لندن - كتب حميد غريافي:السياسة

هدد ديبلوماسي في البعثة الألمانية في مجلس الأمن الدولي في نيويورك أمس الحكومة اللبنانية ب¯ "اضطرار حكومة بلاده في برلين الى سحب قواتها المنخرطة في "يونيفيل" في لبنان في حال اتخاذ حكومة فؤاد السنيورة هذه أي موقف مندد بقرار الحكومة الألمانية منع فضائية حزب الله "المنار" من البث في ألمانيا أو حتى متضامن مع البروباغندا الايرانية التي تبثها هذه الفضائية وتعرض من خلالها الأمن القومي الألماني للمخاطر".

ونقل ديبلوماسي لبناني في منظمة الأمم المتحدة عن زميله الألماني قوله ان برلين "قد تذهب ابعد من وقف مشاركتها في القوات الدولية الى تجميد علاقاتها الديبلوماسية بالدولة اللبنانية اذا لجأت حكومة السنيورة الى طرح موضوع منع الفضائية الايرانية في المانيا على بساط النقاش بداخلها واصدار بيان تنديد بالقرار الألماني الذي لم يتخذ عن عبث بل استنادا الى ما تبثه تلك الفضائية من اخبار وتعليقات ومعلومات موجهة من شأنها التأثير السلبي على الاوضاع الامنية الالمانية الداخلية عبر تأليب جاليات اسلامية على الدولة الالمانية وتحريضها على القيام بأعمال ارهابية تعرض الشعب الالماني للمخاطر".

وندد الديبلوماسي الالماني بالبيان الذي اصدره وزير الاعلام اللبناني طارق متري تضامنا مع "حزب الله" حيال عملية المنع الالمانية هذه, محاولا - خارج النطاق الحكومي نفسه - الدفاع عن "حرية الرأي" التي حاول بها الايحاء بأن الدولة الالمانية ضد تلك الحرية وهي دولة قمعية شبيهة بالدولتين اللتين يؤيدهما ويدعم توجهاتهما وهما ايران وسورية, وبأن بلده لبنان مركز للحريات الاعلامية التي تشهد يوميا تقريبا استباحة لها من هنا او هناك بالتعرض للمؤسسات الاعلامية وباغتيال اعلاميين لبنانيين بارزين.

وحذر الديبلوماسي الالماني من ان سلطات بلاده قد تضطر الى "كشف علاقات الوزير متري السرية بكل من سورية وايران", وهي علاقات قال انها "ليست جديدة وهي موثقة في كل مراحلها لدى الامن الالماني خصوصا والاوروبي بشكل عام", وان "استمرار هذا الوزير اللبناني في دعم مواقف الدولتين الارهابيتين سورية وايران وحلفائهما المدرجتين على لوائح الارهاب الدولية, من شأنه دفع دول اوروبية اخرى مثل فرنسا وايطاليا واسبانيا الى التضامن مع الدولة الالمانية في سحب قواتها من جنوب لبنان لأنها ليست مستعدة لتعريض ابنائها للمخاطر من اجل تطبيق قرار دولي (1701) يحمي لبنان من انتهاكات "حزب الله" ثم تأتي حكومته للوقوف الى جانبه دعما لتلك الانتهاكات".

وقال الديبلوماسي ان "انسحاب نصف القوات الدولية من لبنان المكون من الالمان (1500 عنصر من القوات البحرية لمراقبة عمليات تهريب الاسلحة الى "حزب الله" في المياه الاقليمية), والفرنسيين (2000 عنصر من مشاة الدعم اللوجستي), والايطاليين (2500 عنصر مشاة للدعم اللوجستي) والاسبان (ما بين 700 والف جندي مشاة), سيفرط قوات "يونيفيل" بشكل مأساوي بحيث لن تتمكن الامم المتحدة بعد ذلك من تأمين بديل لها للوقوف بين اسرائيل ولبنان, ما سيعرض الوضع الهش هناك الى الانفجار العسكري مجددا".

ونقل الديبلوماسي اللبناني ل¯ "السياسة" في اتصال به من لندن امس عن نظيره الالماني قوله ايضا, "ان اي خطوة ناقصة من الحكومة اللبنانية لتبني وجهة نظر "حزب الله" حيال مسألة منع فضائيته في المانيا, بعد منعها من دول عدة داخل الاتحاد الاوروبي وفي الولايات المتحدة ودول غربية وحتى عربية أخرى, قد تحمل الحكومة الالمانية على مقاضاتها (حكومة السنيورة) امام المحكمة الاوروبية الدولية بثلاث تهم:

1 - عدم وقوف هذه الحكومة الى جانب المجتمع الدولي والدول الحرة ومساندتها في مواقفها ضد الارهاب ومنظماته التي يعتبر "حزب الله" من بينها, ما يعني دعمها للارهاب.

2 - ان وقوف الحكومة اللبنانية الى جانب قناة "المنار" في هذه المسألة يعتبر تدخلا لا مبرر له في الأمن القومي الالماني الذي هو جزء لا يتجزأ من الامنين القومي الاوروبي والدولي, فيما حكومة برلين لا تسمح لنفسها بالتدخل في أي شأن لبناني داخلي".

3 - في حال دعم الحكومة اللبنانية موقف "حزب الله" في هذه القضية ضد ألمانيا مع وقوع عمل ارهابي فيها على يده أو أيدي مجموعات أخرى تنسق معه, فإن لبنان الرسمي حينئذ سيكون مسؤولا بشكل مباشر عن ذلك لانه يشجع الارهاب".

 

تحالف 8 آذار بنى حساباته على "درس 7 أيار" ففوجئ بـ "عودة" جنبلاط إلى دوره الاستنهاضي وبالتوازن الداخلي المتجدّد

14 آذار "تقبّ" من جديد وهذا ما يوتّر"هم"

المستقبل - السبت 29 تشرين الثاني 2008 - نصير الأسعد

كيف يمكن تفسير المنسوب العالي من التوتر لدى فريق 8 آذار، والذي بلغ ذروته في الأيام الماضية بالتلويح بعدم حصول الانتخابات النيابية المقبلة ولو من باب إتهام 14 آذار بالتحضير لنسف الإستحقاق الانتخابي؟

العوامل الخارجية للتوتّر

في الجواب عن هذا السؤال، جرى التطرق بما يكفي في الفترة الأخيرة الى مجموعة عوامل خارجية تجعل فريق 8 آذار متوتراً على إيقاع توتر المحور الإقليمي الحليف، أي محور دمشق ـ طهران. ثمة توتر سوري "مفهوم" سببه الإنتهاء الفعلي للتحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وتحديد موعد بدء المحكمة الدولية في الأول من آذار المقبل "بناء على ما تم إحرازه من نتائج" على صعيد التحقيقات.

وثمة توتر إيراني من إنتقال المجتمع الدولي الى مرحلة جديدة من "المواجهة" لملف إيران النووي، وهو ما "تستغله" إسرائيل للتهديد بضربة الى إيران. كما ثمة توتر إيراني ـ وسوري ـ من إبرام الإتفاقية الأمنية العراقية ـ الأميركية.

بيد أن تفسير المنسوب العالي من التوتر لدى 8 آذار بالعوامل الخارجية وحدها، يبقى قاصراً عن الإحاطة بالجوانب كافة ما لم يتسع للعوامل الداخلية. فماذا في هذه العوامل؟

حسبوا 7 أيار هزيمة ودرساً

قدّر "حزب الله" على رأس تحالف 8 آذار أن حركة 14 آذار هزمت في 7 أيار والأيام التي تلته. وأن مساراً تراجعياً لهذه الحركة بدأ وسيتوج في انتخابات2009. وأن "إتفاق الدوحة" كان عاكساً لهذا المسار التراجعي الإنحداري. وأن 7 أيار في حده الأدنى كان درساً لـ14 آذار لن تنساه، وإن هي تناسته يمكن تذكيرها به في أي لحظة يبدو معها انها عادت لـ"تقبّ" من جديد.

وقدّر تحالف 8 آذار وعلى رأسه "حزب الله" أن 7 أيار أفقد 14 آذار توازنها، بل إن 7 أيار بما هو تاريخ هزيمة لـ14 آذار ومشروعها، هو تاريخ تفكك وحدتها وسقوط هذه الوحدة الى ما لا نهاية.

كيف أدار "حزب الله" سياسته بعد أيار؟

وإذ بنى سياسته على هذه التقديرات، أدار "حزب الله" جدول علاقاته بالإجتماع السياسي اللبناني على نحوٍ لا يخفي تخطيطه لجعل كل شيء مؤجلاً الى أمد غير منظور أو معلّقاً حتى الإستحقاق الانتخابي ونتائجه على الأقل.

"بدا" في ما يتصل بما سمّي "المصالحة" مع "تيار المستقبل" أن "حزب الله" مهتم بـ"الصورة"، أي صورة اللقاء بين السيد حسن نصرالله ورئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري. بدا كذلك، لأنه في ما يتجاوز "الصورة" لم يُعلم أن قضايا رئيسية عديدة ممّا جرى الاتفاق عليه تمت معالجتها. وفي موازاة ذلك، وفيما نأى الحزب عن المهاجمة المباشرة لـ"تيار المستقبل"، فإنه سخّر إعلامه، لا سيما شاشته لحملات نفّذها "آخرون" سواء تعلق الأمر بـ"تقارير" إعلامية عن "الإرهاب" أو تعلق بالتحقيق والمحكمة الدوليين على لسان "المقاوم الأول" إميل لحود!

"المصالحة" مع "تيار المستقبل" ترجمت حملات وهجمات بـ"الواسطة" وإستبقاء لـ"الإشكاليات" على أنواعها.. بأفق الإستحقاق الانتخابي. و"المصالحة" مع "الحزب التقدمي الاشتراكي" لم تتجاوز "لقاء خلدة" الوحيد ولم "يجرؤ" على تحديد لقاء بين وفد قيادي منه وبين رئيس "التقدمي" وليد جنبلاط، على الأرجح لإعتبارات سورية راعاها "حزب الله". أما على صعيد "المصالحة المسيحية" فموقف سلبي منها. وفي كل الحالات "تفليت" لعون وإستخدام له، بحيث كلف الجنرال بأن يكون في "الواجهة". وتزامناً، لم يكن ليخفى لحظة واحدة أن مؤتمر الحوار في القصر الجمهوري في بعبدا مرشح لـ"إطالة الأمد" لأن النية منعقدة على تغيير موازين القوى السياسية، وميزان الحوار تالياً.

الى ما قبل شهر

الى ما قبل شهر تقريباً من الآن، كان واضحاً أن تحالف 8 آذار وعلى رأسه "حزب الله" يبني تقديره على أن 14 آذار مهزومة وفهمت درس أيار الماضي، وعلى أن المشروع الخارجي الذي ينسب الى 14 آذار الإنتماء إليه مهزوم هو الآخر.. والمسألة مسألة وقت و"تهرّ" 14 آذار في الانتخابات.

الى ما قبل شهر من الآن، كان تحالف 8 آذار وعلى رأسه "حزب الله" يبدو هادئاً أو "قليل العصبية"، فيما كانت حركة 14 آذار تُبدي "علائم" ضعف في ظل عدم وجود قراءة موحدة لما حصل في أيار وفي غياب تقدير موحد بأن ثمة فارقاً بين أن تكون 14 آذار تعرضت لـ"ضربة" بواسطة القوة العسكرية وبين أن تكون هزمت سياسياً.

هذا كله الى ما قبل شهر تقريباً من الآن. غير ان أموراً تعدّلت جوهرياً في الشهر المنصرم.

إعادة إكتشاف التوازن الداخلي

كان الشهر الماضي فرصة مهمة لأن تُعيد 14 آذار إكتشاف حقيقة توازن القوى الداخليّ، المائل بوضوح لصالحها. وهذا ما أعاد الفريق الآخر إكتشافه أيضاً في الوقت نفسه. وذلك ما تجلّى في الإنتخابات القطاعيّة ضمن المهن الحرّة كما في الإنتخابات الطالبيّة. وكان الشهر الماضي كذلك فرصة لأن تتعرّف 14 آذار الى ما يطلبه تيّارها الشعبيّ العريض منها، أي التوحّد واللوائح الموحدة في الإنتخابات، وأن تبدأ خطوات جدّية في هذا الاتجاه.

"عودة" جنبلاط دينامو الإستنهاض

وفي هذا الشهر الذي شهد إستنهاضاً متجدداً لـ14 آذار يضعها على طريق المبادرة السياسيّة من جديد، "عاد" رئيس "اللقاء الديموقراطي" وليد جنبلاط الى لعب الدور الذي يجيد، دور "الدينامو" الإستنهاضي داخل 14 آذار.

كان وليد جنبلاط، في تصريحه بعد لقائه البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير الإثنين الماضي، واضحاً في الإعلان عن مصيريّة فوز 14 آذار في إنتخابات الربيع المقبل، وفي التشديد على أولويّة فوز الحركة الإستقلاليّة في هذا الإستحقاق. قال إنّ أحداً لا يمكنه إتهامه بأنّه آت من زيارته الى أميركا محرََضاً منها وهو الذي كشف انّ السياسة الأميركيّة ستمرّ مع الإدارة الجديدة في مرحلة يمكن للنظام السوريّ المعادي للحركة الإستقلالية أن يستفيد منها. وقال "إذا سقطنا في الإنتخابات، لن يكون رستم غزالي وأمثاله بحاجة للعودة الى لبنان، فيديروا لبنان من الشام، لكن إذا نجحنا نستطيع أن نستمر في الحوار بكل هدوء".

على الرغم من الإشكالية العميقة التي يعبّر عنها جنبلاط: تخسر 14 آذار الإنتخابات فتسقط ويسقط لبنان، تنجح في الإنتخابات فتحاور، فإن مواقفه توتّر الفريق الآخر. لم يقل جنبلاط "إذا نجحنا نحكم"، بل اكتفى بالقول "إذا نجحنا نواصل الحوار"... ومع ذلك، فإنّ تحالف 8 آذار وعلى رأسه "حزب الله" يعتبر ان مجرّد عودة رئيس "التقدمي" الى دوره الإستنهاضي مدعاة للتوتّر. فبنظر التحالف المذكور، إنّ ما عبّر عنه جنبلاط في الشهور الماضية يعني خروجه من 14 آذار أو التمهيد للخروج منها أو التهيؤ لفرطها. فماذا عدا ممّا بدا إذاً حتى يطل جنبلاط من بكركي معيداً الإعتبار لدور الكنيسة في معركة إستكمال الإستقلال؟

لكل ركن من أركان 14 آذار دوره، ولكل "طابق" فيها دوره ومكانه. لأحزابها وقياداتها وتيّاراتها السياسيّة دور. ولـ "رأيها العام" دور. ودور وليد جنبلاط انّه "الداعية" وهذا ما يوتر"هم".

14 آذار "تقبّ" مجدداً

إذاً، إضافة الى توازن القوى الخارجيّ، الغربيّ والدوليّ الموتِّر، ثمة توازن داخليّ يفيد أنّ 14 آذار تنتفض على درس أيّار. محكمة دولية + ضغوط عربيّة ودوليّة على النظام السوريّ + توازن داخلي "كمان"؟ ولذلك ليس مستغرباً أن يكون منسوب التوتر لدى 8 آذار عالياً، ولذلك ليس مستغرباً أن يفكر هذا الفريق بالعنف وبإستخدامه. هو فريق "قويّ" عنفياً نعم، لكن هل يظنّ ان هناك من سيستسلم لميزان العنف والقوّة؟

 

ساركوزي يعيد حساباته في الرياض بعد تأكده بأن الأسد أخذ منه الكثير ولن يعطي إلا لواشنطن

أوباما: الأفعال وليس النوايا

المستقبل - السبت 29 تشرين الثاني 2008 - أسعد حيدر

زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى الرياض، هي "زيارة استرضاء"، بجميع المقاييس السياسية والديبلوماسية. "استرضاء" فرنسي للمملكة العربية السعودية، ومحاولة عرض وشرح وفتح صفحة جديدة في العلاقات مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. لم تفلح جهود ساركوزي السابقة في شرح هذه الاندفاعة غير المسبوقة لرئيس فرنسي في سياسته مع العالم العربي، بعيداً عن الفهم والتفاهم مع السعودية ومصر.

ساركوزي قد لا يجد صعوبة في مراضاة الرئيس المصري حسني مبارك، مع بقاء كل التحفظات المصرية المعروفة من سياسة دمشق والتعاون معها. لكن مع العاهل السعودي فإن الأمر مختلف جداً خصوصاً وأن كل التطورات زادت من قناعة السعودية بصواب مواقفها، وأنّ سياسة القفز فوق المراحل وحتى إحراقها لا تجدي مع دمشق.

السعادة المنقوصة

سعادة ساركوزي بتغيير دمشق سلوكها السياسي ووضع كل "بيضه" في "سلة" هذه المراهنة، على قاعدة أنّ التفاوض بين دمشق وتل أبيب تحت رعاية تركيا، يعني أن انقلاباً سياسياً استراتيجياً في السياسة السورية قد حصل وأنه يمكن البناء عليه، للدخول من خلاله الى طاولة المفاوضات السياسية المباشرة التي ستنتج حلاّ للنزاع السوري ـ الإسرائيلي، يستكمل في انسلاخ دمشق عن طهران، قد تراجعت كثيراً.

هذا التراجع لا يعود لتغيير دمشق في مسار تفاوضها مع إسرائيل، وإنما لأن دمشق قررت أن رهانها على فوز باراك أوباما قد نجح، وأنه بالتالي يمكنها طرق باب واشنطن، وأنّ الرد على طرقاتها سيكون إيجابياً "وبالاحضان". دمشق "ملكة" المقايضات، تعرف أيضاً مع مَن تقايض ومع مَن تتبادل "الهدايا" والأثمان. بذلك لم يكن الحوار والانفتاح والحرارة مع باريس ـ ساركوزي الذي استمر بنجاح منقطع النظير، سوى المدخل الطبيعي والمدروس لملاقاة "الباب العالي" أي واشنطن باكراً.

حالياً، وكما ترى أوساط فرنسية عديدة فإنّ ساركوزي يشعر بأنه استنفد أوراقه مع دمشق وأن حصيلته كانت محدودة، ذلك أن "نتاج البيدر لم يأتِ متوافقاً مع حسابات الحقل". ساركوزي الرئيس المستعجل دائماً يشعر أنّ دمشق قد استفادت كثيراً منه ومن انفتاحه فحققت نجاحات قياسية في تطوير علاقاتها مع أوروبا، وفي أخذ شهادة حسن سلوك بدرجة مرتفعة جداً، على قاعدة ما قدمته في لبنان، وهو بسيط جداً ولو بدا ضخماً بالنسبة للبنان، وهو الدفع باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية أخرج لبنان من حالة الفراغ الدستوري، وتشكيل حكومة وفاق وطني لتسهيل إجراء انتخابات تشريعية في ربيع 2009. بدلاً من مساءلة دمشق على دورها السلبي في إحداث الفراغ والدليل نجاحها في إزالته فإنه جرى مكافأتها على رفع الحواجز التي كانت تضعها.

المشكلة الآن ليست عند دمشق، فقد لعبت ونجحت، وهذا من حقها الطبيعي. المشكلة عند ساركوزي الذي راهن كثيراً وها هو يقتنع بأن رهانه خاسر حكماً. لأن دمشق تزيّنت وغازلت بأقصى ما لديها، على قاعدة "التكلم مع الجارة لتسمع الكنّة"، والكنّة معروفة وهي واشنطن. لذلك فإن ساركوزي يريد أن يلعب أيضاً في الوقت الضائع لعله يسجل لنفسه نقاطاً في خانته، تبقيه لاعباً ولو مهماً في اللعبة الكبيرة على مساحة الشرق الأوسط، وذلك عندما يتسلم باراك أوباما الرئاسة في العشرين من كانون الثاني 2009.

أمام هذا المأزق، فإن ساركوزي الرئيس الباحث عن دور، سيحاول إعادة ترتيب أوراقه أمام الملك عبدالله، لعل نجاحه في ذلك يبعد العلاقات عن "خط زلازل" تقترب منه. ما يشجع ساركوزي على هذا الاندفاع، لعب دور في اقناع العاهل السعودي في المشاركة المالية لانقاذ الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا من هذه الأزمة المالية الضخمة، علماً أن العاهل السعودي ليس بحاجة لتشجيع ولا لوكلاء في هذه المهمة فالعلاقات السعودية مع واشنطن راسخة ومتفتحة ومباشرة بعيداً عن "هوية" المقيم في البيت الأبيض.

أما زيارة قطر وإقامة ساركوزي فيها لليلة أو أكثر فإنها أيضاً عملية بحث عن دور، فهو بلقائه مع الرئيس السوداني عمر البشير في قطر يريد التزام صياغة حل لملف دارفور، يبعد عن الرئيس السوداني والسودان مرارة مواجهة المحكمة الدولية حول دارفور، ما يمكنه أيضاً من "تسويقه" لدى أوباما باعتبار أنه إنجاز يريحه من مواجهة إضافية مع العالم الإسلامي.

الشروط السورية

دمشق تنتظر الحوار مع الرئيس باراك أوباما وإدارته بفارغ الصبر. وهي ليست بحاجة لساركوزي لهذا الحوار، لأنها تريده بدون وسطاء ووجهاً لوجه. دمشق تعرف أن من صلب سياسة أوباما الحوار معها ومع طهران، حول كل الملفات الشائكة في المنطقة. لذلك اعتمد فاروق الشرع نائب الرئيس السوري التصعيد في دقّ باب واشنطن، حتى يتم التفاوض تحت سقف المطالب السورية. يريد الشرع رفع واشنطن اسم سوريا من: قائمة الإرهاب وإلغاء "قانون محاسبة سوريا". شرعية هذا الطلب السوري طبيعية بالنسبة لدمشق. لكن واشنطن لن تدخل إلى المفاوضات وهي خالية الوفاض. لم يسبق لمفاوض أميركي أن أخلى ساحة من يفاوضه من أثقال المرحلة الماضية، وبدأ من صفحة بيضاء. إزالة النقاط السوداء يتم نقطة نقطة. ما حصل في المفاوضات النووية مع كوريا الشمالية ومع ليبيا يؤكد ذلك. فن التفاوض من صلب السياسة الأميركية، تكفي قراءة كتاب دنيس روس بعنوان "فن التفاوض" للتأكد من ذلك. دمشق تعرف جيداً روس الذي سيكون إلى جانب هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الجديدة الاستثنائية. أمام ذلك فإن تصعيد الشرع في الشروط لن يكون أكثر من قرع الطبول لإعلان استعداد دمش للحوار.

واشنطن ـ الأوبامية، بدأت بتسريب نهجها في المفاوضات وفي تصورها لنتائجها. هذه الإدارة تريد معرفة استعدادات دمشق للتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل ينهي النزاع معها من جهة وقبولها إلى جانب هذا التحوّل الاستراتيجي في "الانفصال" عن طهران. من جهة أخرى لا حوار بلا دراسة واشنطن للنوايا السورية الفعلية ومدى تحوّلها إلى أفعال، لأن النوايا الطيبة لم تعد تكفي. المطلوب أفعال إيجابية وحقيقية مسبقاً.

مرة أخرى يثبت أن الجميع من دول كبرى وصغرى تلعب حالياً في الوقت الضائع لكن حسب التوقيت الأميركي بانتظار باراك أوباما.

 

إرهاب وفوقه قرصنة "كمان"

المستقبل - السبت 29 تشرين الثاني 2008 - أديب طالب()

وكأن تهمة الإرهاب، لم تكف غداة ألصقت بالإسلام والمسلمين، وما كان ينقصه وينقصهم إلا أن يحمل ويحملوا فوقها تهمة القرصنة. والأطرف ان البعض من فطاحل الرؤيويين الاستراتيجيين يرى ان القراصنة إسرائيليون سود وزرق أو بيض صبغوا سوداً وزرقاً فالمكر في طبع يهود اصيل... هزلت وهزل العقل العربي الشعبي وعقل محلليه، صناع هزائمه ومبرروها توارثاً عبر ستين عاماً من البكاء على مجد حربي لم يكن أكثر من خيبة غبية.

والأكثر طرافة وسريالية ان "حزب البعث" قام بمضايقة ناقلة النفط السعودية المخطوفة واجبر الخاطفين على تحريكها الى "قرية" قرعت "وكشف السفير السعودي لدى كينيا نبيل عاشور "ان وضع الناقلة محرج من القراصنة والمتفاوضين، وذلك بسبب مضايقات من حزب البعث الذي يوجد في المنطقة"، مما أدى الى تحرك السفينة الى قرية "قرعت".ونقلاً عن ال سي أن أن: قال خمسة هنود، كانوا ضمن طاقم سفينة يابانية اختطفها قراصنة منذ شهرين في خليج عدن قبالة الساحل الصومالي، ثم أطلقوها مقابل فدية "انهم كانوا في حالة يائسة". وقال أحد البحارة في مؤتمر صحفي عقد في مومباي الاثنين عقب وصوله مع زملائه "آمل أن لا يمرّ أحد بمثل هذا، فلقد كان القراصنة حيوانات أكثر منهم آدميين". هل ظلم البحار الهندي المخطوف القراصنة؟ لا أعتقد!

والملاحظ ان المنطقة التي يسيطر عليها القراصنة آخذة بالاتساع وممتدة من كينيا حتى المملكة السعودية فقد خلص الباحث جيني هيل في ورقة بحث أصدرها مركز دراسات تشاتم هاوس في لندن الى ان "الاضطرابات المحتملة في اليمن قد توسع نطاق المنطقة غير المحكومة بالقانون من شمال كينيا عبر الصومال وخليج عدن حتى السعودية". وهذا ما دعا الشركات البحرية الى التحذير من انعكاسات خطيرة للقرصنة على التجارة الدولية التي تعتمد بنسبة 90 في المئة على النقل البحري.

وقال ديبلوماسي في صنعاء "تظهر أحدث بيانات أن البحرية اليمنية تملك 15 سفينة تسع منها فقط عاملة واثنتان قادرتان على الابحار في المياه العميقة". وأضاف "اليمن يفتقر للقدرة الفعلية على مراقبة المياه العميقة في منطقة خليج عدن".

يقول مايكل وينشتاين الخبير في شؤون الصومال واستاذ العلوم السياسية في جامعة بوردو في الولايات المتحدة ان مثل هذه الشبكات تعمل من الإمارات العربية وليس من اليمن. وقال أيضاً ان: "مصالح الأعمال الكبرى التي تحرض القراصنة وتسيطر عليهم تتمركز بدرجة كبيرة في الإمارات" ووصفهم بأنهم رجال أعمال صوماليون مهاجرون دون صلات معروفة بأي جماعات سياسية أو تيارات إسلامية متشددة.

كيف تمكن أفراد من الصوماليين المرتزقة من الاستيلاء على سفينة أرامكو العملاقة، فالناقلة تبلغ ثلاثة أضعاف حجم أضخم حاملة طائرات أميركية، وخطفها بهذه السهولة؟؟، وكيف تسير شحنة ضخمة بهذه التكلفة بدون حماية؟ هل نلجأ الى عقل "المؤامرة" البغيض لنصل الى تفسير أقرب الى التصديق؟؟

هل يقوم القراصنة وبالوكالة بإنجازات لاشرعية عجزت عن القيام بها "قوى عظمى" نظراً لأنها مجبرة بالالتزام بما هو شرعي إقليمياً ودولياً؟؟

هل القرصنة حجة لتشريع الوجود العسكري الدولي الموقت الى وجود شرعي ثابت؟ في مناطق يرى ذلك الوجود بقاءه فيها أمراً استراتيجياً.

قالت الولايات المتحدة ان ليس لديها ما يثبت ان ثمة علاقة بين القراصنة و"القاعدة" وهذا ما يرفع ولو موقتاً كتفا عن الإسلام والمسلمين وحتى المتطرفين منهم، تذكرت هنا قول النبي محمد: لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها. لا يعني هذا الاقتباس اننا مع قطع اليد ولكننا بالتأكيد مع قطع أعناق القراصنة وكلاء كانوا أم اصلاء.

القراصنة الصوماليون تعساء ولعلهم اغبياء، فهم لا يستطيعون استخدام النفط الخام، لانه ليس لديهم مصافي تكرير للبترول، لا أحد سوف يشتري نفطاً مسروقاً، ولو تمت محاربتهم فثمة كارثة بيئية في بحر العرب واقعة، وسيؤدي بدون شك الى تلوث يحتاج الى عشرات السنوات لتنظيفه.

هل يدرك القراصنة ان قرصنتهم ان استمرت ستؤدي الى خسارة 4 مليارات دولار للدولة والشعب المصري ـ الفقير المسلم في غالبيته ـ بسبب انتقال الملاحة من قناة السويس الى رأس الرجاء الصالح. مؤكداً ان القراصنة الصوماليون لا يعرفون!

أو ليس معقولاً ان نقول ان تقليص فرص الارهاب والقرصنة ممكن عن طريق سد الفجوة بين الأغنياء والفقراء؟

أوليس من حق البراغماتيين والواقعيين ان يصفونا بالطوباوية والوعظية السمجة؟ وان ثمة قوانين يسنها الأقوياء الأذكياء الأغنياء وعلينا ان نتعلمها حتى نأمن شرهم وقد تحصل المعجزة فننجز قريبا مما ينجزون؟

والسؤال المهم: الامبراطورية الاميركية العظمى، هل هي عاجزة عن مواجهة القراصنة وانهائهم ام ان الفصاحة الاميركية ستقول: ان الحرب على القراصنة طويلة طويلة كالحرب على الارهاب؟ أم لعله الاخفاق المتعمد؟

صرح الناطق باسم الأسطول الاميركي الخامس الملازم ناثان كريستنسن تعليقاً على خطف مزيد من السفن وناقلات النفط في بحر العرب وسائر انحاء المحيط الهندي: "اننا نقوم بدوريات في منطقة مساحتها 6,5 ملايين كيلومتر مربع، وهي منطقة شاسعة جداً لأنها تمتد من باكستان الى كينيا، وليس في وسعنا ان نكون في كل مكان في وقت واحد". الا تستطيع الولايات المتحدة؛ اذا خصصت مئة مليون دولار او مئتين لإنشاء قوة دولية؛ تنهي فشل الدولة في الصومال وتعيده الى المجتمع الدولي؟ هذا اذا لم نكترث ـ ونحن نكترث ـ بالآلاف الذين قتلتهم الحرب الأهلية او غرقوا في البحر والنصف مليون الذين هربوا الى خارج الصومال.

قد يقال ثانية انه سؤال طوباوي وعظي سمج! وهو لا يقل في سماجته عن ربط الارهاب والقرصنة بالاسلام والمسلمين عموماً وبشكل اعتباطي تعسفي ديماغوجي. الارهاب لا دين له والقرصنة كذلك؟

() معارض سوري

 

اسرار الصحف الصادرة صباح اليوم الجمعة 28 تشرين الثاني 2008

السفير

سأل قطب سياسي وفداً مطلبياً زاره مؤخراً عن الفرق بين المتقاعدين والمتعاقدين.

رفض مرجع حكومي تمنيات لقيادات عدة بإيجاد "حل ودي" لقضية صلاحيات أحد المسؤولين يقوم على تأمين مكتب له في مقر رسمي.

حدد وير معني موعداً نهائياً لمعالجة ملف مؤسسة تقع تحـت وصايته في منتصف شهر كانـون الثـاني المقبل.

النهار

تساءلت أوساط سياسية عما اذا كانت سوريا تريد من خلال استقبالها المميز للعماد عون وضعه في مواجهة الرئيس سليمان عندما تدعو الحاجة.

يقول وزير سابق ان سفراء عربا واجانب باتوا مقتنعين بان قوى 8 آذار اذا فازت باكثرية المقاعد النيابية في الانتخابات المقبلة، فان لبنان سيحكم عندئذ من سوريا، اما اذا فازت قوى 14 آذار بالاكثرية فان لبنان سيحكم من لبنان.

يعتقد ديبلوماسي اوروبي ان السنة المقبلة هي سنة الانتخابات في اسرائيل وايران وفلسطين ولبنان وعلى نتائجها يتوقف قرار الحرب والسلم في المنطقة.

الشرق

وزير من خارج الطاقم السياسي ابلغ مرجعاً رسمياً انه مستعد لتقبل اي انتقاد يوجه اليه لكنه سيرد على المتطاولين مهما كانوا!

رئيس جامعة خاصة ابلغ سياسياً بارزاً زاره منتقداً تكرار حصول المواجهات داخل حرم الجامعة انه في حال اراد التهدئة عليه ان يخفف من لهجة تصريحاته؟

ديبلوماسيون اجانب لم ينقطعوا عن زيارة قطب سياسي على رغم حملاته المتواصلة على دولهم؟!

البلد

اوضحت مرجعية سياسية كبرى الى من يعنيهم الأمر بأنها لم تلتزم بطرح موضوع طلبه أحد الوزراء بعد عيد الاستقلال وهي تنوي القيام بذلك "بعد نضوج الفكرة سياسياً".

ذكرت مصادر مطلعة ان اي "رد لم يصل بعد من دولة اقليمية فاعلة حيال اعطاء موعد لزيارة احد الوزراء السياديين وتردد ان الاسباب الاساسية تتعلق بسلوك والده السياسي الملتبس".

جرى سجال بين سفيرين في دولتين اوروبيتين بحضور وزير لبناني بين من اعتبر ان كلام الرئيس امين الجميل الاخير تبنى الفيدرالية فيما الآخر نفى ان يكون ذلك ورد في خطابه.

البيرق

يتوقع ان يزور مسؤول عربي عاصمة فاعلة لانجاز خطوة مقررة واستكشاف الجديد في موقفها من خصومها

اللواء

همس تذهب قيادات حزبية رفيعة في دولة مجاورة إلى استبعاد لجوء إمارة بوش إلى مغامرات عسكرية جديدة في الشهر الأخير من ولايتها··

غمز طالب قطب في الأكثرية بالتعامل بجدّية مع تصريحات وزير دفاع دولة معادية، وإنعكاسات أية مواجهة إقليمية على لبنان·

لغز تسود حملات منظمة ضد نائب في كتلة كبيرة مقرب من رئيسها على خلفية إدارة ظهره للناخبين في منطقته طيلة السنوات الأربع··

المستقبل

خلاف كبير يدور في أروقة تيار معارض عشية زيارة مرتقبة لزعيمه الى دولة مجاورة، بسبب الإحراج الذي يلاقيه مسؤولو التيار أمام أنصارهم وفي بيئتهم نتيجة تلك الزيارة.

توقفت أوساط سياسية مطلعة عند بيان لأحد الضباط دعا فيه مرجعاً سابقاً للكف عن الكلام في قضية مصيرية مطروحة حالياً وتوقعت "ترجمة" قضائية قانونية لتلك الدعوة أمام هيئة دولية معنية.

مرجع نيابي أكد لسائليه عن إمكانية تنازله في بعض المناطق لصالح أحد تيارات المعارضة في الانتخابات النيابية المقبلة، أن الأمر غير وارد عنده مهما حصل.

 

الرئيس سليمان استقبل وفد مجلس وزراء العدل العرب والنائب يوسف خليل: المطلوب احترام الحريات والتصرف مع الاعلاميين بشفافية ومحاسبة المخطئين

القضاء يفصل بقضايا الناس لكن وزارات العدل مهمتها إرساء مناخ العدالة

وطنية- 28/11/2008 (سياسة) لاحظ رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان "أن القاضي يفصل بالقضايا، لكن وزارات العدل هي التي ترسي مناخ العدالة، وهذا صعب وجوده في المؤسسات غير العريقة والتي لا تطور لديها في مفهوم الحريات". وإذ شدد على "وجوب احترام الحريات كلها وفي طليعتها الاعلامية"، تمنى "على الجميع أن يكون التصرف مع الاعلاميين دليلا إلى الشفافية في هذا التصرف"، مستنكرا ما حصل امس وداعيا القضاء إلى القيام بواجبه ومحاسبة المخطئين.

وزراء العدل العرب

كلام الرئيس سليمان جاء خلال استقباله وفد مجلس وزراء العدل العرب الذي عقد مؤتمره الرابع والعشرين في بيروت في حضور وزير العدل الدكتور ابراهيم نجار الذي اشار في بداية اللقاء إلى ان المؤتمر المقبل سيكون في بيروت أيضا، ناقلا شكر المؤتمر للرئيس سليمان وللبنان على حسن الاستقبال والاهتمام والرعاية.

رد الرئيس سليمان

ورد الرئيس سليمان بكلمة رحب فيها بأعضاء الوفد، مشيرا إلى التطلع إلى التضامن العربي في مجالات عدة ايضا، ولافتا إلى أهمية تفعيل مثل هذه المؤتمرات لانها عامل تمتين للتضامن والوحدة العربية. وانطلق رئيس الجمهورية من شعار "العدل اساس الملك" ليشير إلى المسؤولية المهمة لهذا القطاع، لافتا إلى ان القضاء يفصل بقضايا الناس ولكن وزارات العدل مهمتها ارساء مناخ العدالة، وهذا أمر صعب الوجود في المؤسسات غير العريقة والتي لا تطور لديها في مفهوم الحرية".

وأكد الرئيس سليمان "أن المناخ الذي يرسيه مثل هذا المؤتمر يرتكز أولا على الحرية والحق، وثانيا تسهيل الوصول إلى العدالة، خصوصا لمن حقوقهم مهدورة".

ورأى "أن المواضيع التي يدرسها وزراء العدل ترتدي طابعا كبيرا من الاهمية، خصوصا في مسألة مكافحة الارهاب لانه بدأ يمس الطابع الاسلامي والعربي الذي هو بعيد كليا عن الارهاب". وردا على سؤال عن مدى أهمية الاعلام وتأكيد الدساتير ضرورة حماية الحريات، وعن الاشكال الذي حصل أمس، أكد الرئيس سليمان وجوب احترام الحريات كلها وفي طليعتها حرية الاعلام. وشجب أي تعرض للاعلام، واستنكر ما حصل داعيا إلى وجوب وضع تشريعات تتعلق بالاعلام من ضمن التشريعات التي أشار وزراء العدل العرب إلى وضعها في مجالات مختلفة كالفساد والارهاب وغيرها". وإذ دعا رئيس الجمهورية إلى عدم تشويه صورة لبنان جراء الاعتداء على الاعلام، طالب بأن يقوم القضاء بواجبه ويحاسب المخطئين.

النائب يوسف خليل

وفي نشاطه، استقبل الرئيس سليمان عضو "تكتل التغيير والاصلاح" النائب يوسف خليل وعرض معه التطورات الراهنة.

النائب السابق الداود

ثم استقبل النائب السابق فيصل الداود وبحث معه في الاوضاع وشؤون تهم منطقة البقاع.

رابطة قدامى القوات المسلحة

واستقبل الرئيس سليمان وفد رابطة قدامى القوات المسلحة برئاسة العماد ابراهيم طنوس الذي القى كلمة اشار فيها إلى تهنئة رئيس الجمهورية بثقة جميع اللبنانيين ولتجديد ولاء قدامى القوات المسلحة له، لكونه القائد الاعلى للقوى المسلحة ومسؤوليته عنها ترافقه مدى الحياة. وأشار العماد طنوس إلى سلسلة اقتراحات من أجل تعزيز وضع العسكريين والرابطة وقدامى العسكريين من جهة ثانية.

رد رئيس الجمهورية

من جهته، رد رئيس الجمهورية بكلمة شكر فيها لوفد الرابطة حضوره، مشيرا إلى "ان الانسان يذكر دائما السنين التي امضاها وهي مجبولة بالعرق والتعب والحاجة احيانا، ومفعمة بالروح الوطنية الخالصة البعيدة عن الطائفية والسياسية"، ولافتا إلى انه سيسعى لتحقيق كل ما من شأنه تعزيز أوضاعهم، ومشيرا إلى اهمية ابقاء التواصل قائما". ووضع الرئيس سليمان أعضاء الرابطة في الاجواء العامة في البلاد، والعمل المتواصل لترسيخ الاستقرار واعادة صورة الدولة الموحدة في الخارج، اضافة إلى المحطات التي تنتظر اللبنانيين في المستقبل.

نصري خوري

والتقى الرئيس سليمان الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني-السوري نصري خوري وعرض معه سلسلة مواضيع تندرج تحت عنوان العلاقات بين البلدين، ولا سيما منها الخطوات الجارية في اتجاه تبادل السفارات.

جمعية "براءة في خطر"

وكان الرئيس سليمان استقبل صباحا رئيسة مؤسسة الجمعية العالمية "براءة في خطر" السيدة جميرة سيلييه مع وفد أطلع رئيس الجمهورية على النشاطات التي تقوم بها من أجل حماية الاطفال من العنف الجسدي أو بواسطة الإنترنت بالتعاون مع الحكومات ومع منظمات دولية غير حكومية.

الاتحاد الدولي للملاحة الجوية-البحرية

ثم استقبل رئيس الجمهورية نائب رئيس الاتحاد الدولي للملاحة الجوية-البحرية الدكتور أسعد عساكر مع وفد أطلع الرئيس سليمان على التحضيرات لبطولة العالم في الملاحة الجوية-البحرية التي ستجري للمرة الأولى في لبنان وفي منطقة الشرق الاوسط، وكيفية إنجاز هذه البطولة.

إتصال من عباس

من ناحية ثانية، تلقى الرئيس سليمان إتصالا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس شكر له خلاله الإقرار المبدئي للعلاقات الديبلوماسية بين لبنان وفلسطين.

 

الأحرار" رحب بزيارات رئيس الجمهورية وبالمساعدات والهبات: إعادة اطلاق المحكمة الدولية انتصار للبنان على أصحاب الخطط

وطنية-28/11/2008 (سياسة)عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه دوري شمعون وحضور الأعضاء. وأصدر بيانا أكد فيه "ان أكثر ما يهمنا في الزيارات الرسمية لرئيس الجمهورية، والتي طالما انتظرناها، إعادة الحضور اللبناني الفاعل على الساحة الدولية عبر المؤسسات الرسمية بعد غياب كاد ينسي العالم وجود الدولة اللبنانية ودورها". وأشار الى "أن هذه الزيارات تندرج، في صلب انفتاح لبنان على الخارج وإقامته أفضل العلاقات مع كل الدول على أساس مبادىء القانون الدولي، وبما يتوافق مع مفهوم العلاقات الدولية وفي مقدمها احترام السيادة والاستقلال بالامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية وبمراعاة مبدأ التوازن في تأمين المصالح. من هنا ترحيبنا بكل المساعدات والهبات وغيرها ما دامت لا تؤدي إلى تكبيل إرادة لبنان أو التأثير في خياراته. ومن هنا أيضا دعوتنا القوى السياسية إلى التنافس عبر صداقاتها في توفير الدعم الأوفر والأفضل للدولة اللبنانية بعيدا من سياسة المحاور، ودفعا في اتجاه النأي بها عن الصراعات والكف عن تسهيل استغلال أرضها ساحة يستبيحها، بتواطؤ بعض الأطراف اللبنانية، أصحاب مشاريع الهيمنة على حساب الوطن وأهله".

ودعا البيان "اللبنانيين إلى الإفادة من هذا المناخ، وذلك بتغليب المصلحة اللبنانية، من استمرار الاهتمام العالمي سواء بالزيارات التي يقوم بها مسؤولون رفيعو المستوى إلى بيروت أو باحتضان منظمة الأمم المتحدة قضاياه المحقة. وإذا كانت زيارة الوفد الفرنسي برئاسة رئيس الوزراء فرنسوا فيون تميزت لجهة منهجية تطبيق الخطة المرسومة منذ عهد الرئيس جاك شيراك والمتجسدة بمكاسب ومساعدات عملية ملموسة، وهذا موضع شكر وتقدير من قبلنا، فإن مواظبة المنظمة الأممية على الإحاطة بالملفات اللبنانية تكمل صورة الأهمية التي يوليها المجتمع الدولي للبنان. ومن اللافت تزامن مناقشة مجلس الأمن التقرير الثامن عن تنفيذ القرار 1701 مع إصدار الأمين العام للمنظمة الدولية التقرير الثالث عن انطلاق "المحكمة الدولية للبنان"، بناء على القرار 1757، معلنا مباشرتها باعمالها في مطلع آذار المقبل. إن هذه الرعاية الدولية تشكل في حد ذاتها انتصارا للبنان على أصحاب الخطط الذين بذلوا قصاراهم لاحتكار قراره والتحكم بمصيره وإبقائه رهينة استراتيجياتهم. إلا أن ذلك يرتب مسؤولية مضاعفة على اللبنانيين ليثبتوا أنهم جديرون بوطن أجمع العالم على وصفه بوطن الخصوصية والرسالة".

اضاف:"نتذكر، في مناسبة إحياء الذكرى التاسعة عشرة لاستشهاد الرئيس رينه معوض الذي قضى شهيدا للشرعية والاستقلال. ونرى أن الوطن كان المستهدف أساسا إذا تم اغتيال الفرصة التي عمل أشقاؤه وأصدقاؤه على تأمينها لإنقاذه من الفوضى ولإعادة بناء مؤسساته مما يسمح له الخروج من الوصاية والتبعية. وأكثر ما يقلقنا تكرار محاولات اغتيال الفرص التي تشبهها، وآخرها ما نشهده من مناورات وحراك سياسي، بما فيه بعض الزيارات غير المبررة إلا من زاوية الحسابات السياسية الضيقة والخاطئة، وكلها تسعى إلى الالتفاف على القرارات الدولية وعلى رأسها القرار 1701 الذي ينص صراحة على سيادة الدولة وعلى حصرية قرارها وسلاحها، وضرورة تجاوب سوريا مع طلب ترسيم الحدود وجلاء ملكية لبنان مزارع شبعا بوثائق رسمية مما يعزز موقف الأمم المتحدة من احتلال إسرائيل لها ودعوتها إلى الانسحاب مما تبقى من أرض لبنانية محتلة".

وتابع:"هذه المطالب كان مقررا تحقيقها مع انتخاب الرئيس الشهيد رينه معوض وفي عهده، وهي لا تزال حتى الساعة ورغم الدعم الدولي موضوع مساومة بفعل انجراف أطراف لبنانيين في تيارات ومحاور إقليمية وانقيادهم لعقائدهم ومصالحهم على حساب الثوابت الوطنية. فلتكن ذكرى الرئيس رينه معوض ورفاقه هذه السنة مناسبة لرفع الصوت في وجه المتواطئين مقدمة لمواجهة مشروعهم في الانتخابات الآتية، ولنثبت قولا وفعلا ان " التاريخ لا يلغى بقرار "، وان من يدعي كتابة التاريخ وفق أهوائه أو يتخيل أن التاريخ يبدأ معه هو حالم وواهم وسيكون يوما خارج التاريخ". ودان الحزب في ختام بيانه "الاعتداء على الصحافي عمر حرقوص أثناء قيامه بواجبه المهني، ونعتبر استهداف أي صحافي استهدافا لحرية الإعلام وللحرية في المطلق، أي استهداف لبنان من خلال مقوماته وثوابته ومن بينها الحرية. ونلفت إلى مسلسل الاعتداءات المتنقل وأبطاله قوى 8 آذار لترهيب المواطنين مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي، وفي وقت تزعم هذه القوى إلتزامها اتفاق الطائف".

 

النائب فتفت: اليوم تاريخي مع إعلان بان كي-مون موعدا دقيقا لبدء المحكمة

وطنية - المنية - 28/11/2008 (سياسة) قال النائب أحمد فتفت، خلال لقاء في بلدة بحنين ـ قضاء المنية، شارك فيه النائبان هاشم علم الدين وقاسم عبد العزيز، ومنسق "تيار المستقبل" في المنية عامر علم الدين، ورؤساء بلديات ومخاتير وشخصيات سياسية واجتماعية وحشد من أبناء المنطقة: "لا بد من الاشارة الى ان هذا اليوم، هو يوم تاريخي لأنه اليوم الذي أعلن فيه الأمين العام للامم المتحدة عن تاريخ دقيق لبدء عمل المحكمة ذات الطابع الدولي في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. كما أوجه تحية الى بلدة المنية وأهاليها الذين قدموا الابطال والشهداء في قضية العرب الاولى قضية فلسطين المحتلة وفي الدفاع عن قضية رفيق الحريري في ما جرى خلال غزوة بيروت ، والتحية الاكبر لآل سكاف".

وأضاف: "في هذا اليوم، ومع اعلان بدء عمل المحكمة ذات الطابع الدولي، نفهم في شكل أفضل ما كان يجري على الصعيد السياسي خلال الاسابيع الماضية، اذ كنا بدأنا نسمع توتيرا متصاعدا وصل الى حد التهديد بالاغتيالات، فسمعنا الوزير السابق سليمان فرنجيه يقول وبكل بساطة "قد يحدث اغتيال مثيل لاغتيال رفيق الحريري". هذا كلام خطير جدا. لماذا اغتالوا رفيق الحريري؟ حاولوا خلال العام 2004 تشويه صورة رفيق الحريري، البعض ممن يدعون اليوم الدفاع عن رفيق الحريري والحديث عنه بمنطق الشهادة والبطولة كانوا يخونونه، وتصريحاتهم موجودة في كل الصحف، كانوا يدعونه الى مغادرة الحكم وعندما فشلوا في إضعافه شعبيا اغتالوه سياسيا، وعندما فشلوا ايضا في اغتياله سياسيا اغتالوه جسديا، على أمل ان ينتهي العزاء بثلاثة ايام، كما قالوا حينها. عزاؤنا لن ينتهي قبل ان تعلن الحقيقة ويعلن من قرر، من خطط ومن نفذ اغتيال أهم رجل شهده لبنان في القرن العشرين وبداية هذا القرن هو الرئيس الشهيد رفيق الحريري. اليوم يكررون محاولات الاغتيال السياسي والتهم الكاذبة وتلفيق الاخبار. أنتم يا أهل المنية من خاض الى جانب "تيار المستقبل" معركة الدفاع عن الجيش ومساندته في وجه الارهاب الذي سمي حينها "فتح الاسلام" التي لا يمت لا الى الاسلام ولا الى القضية الفلسطينية بصلة. الجميع يعلم ان التهم التي نسمعها، وحتى الذين يوجهونها يعرفون انها باطلة، يوجهونها لأنهم يريدون اغتيال هذا التيار سياسيا، وان فشلوا، وهم يفشلون يوميا، بدأوا يخططون لاغتيالات جديدة. نحن لم نسكت في السابق ولن نسكت الآن ولن يسكتوننا بأي ارهاب كان. نحن ندرك اننا عندما ندافع عن قضية 14 آذار ومشروع الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وعن حرية هذا البلد وسيادته واستقلاله وديموقراطيته، نحن ندافع عن شرف كل شابة وامرأة ورجل وعجوز في هذا البلد. هذا هو مشروعنا السياسي ولن نعود عنه مهما حاولوا. نحن نحمل مشروعا سياسيا سمي "ثورة الارز"، والفضل يعود في حماية مبادئ هذه الثورة الى الشعب اللبناني والى ارادته الصلبة".

وتابع: "نواجه الآن معركة سياسية حامية الوطيس لأسباب عدة، احدها هي المحكمة الدولية، اذ ظهر هذا الغليان وهذا التوتير السياسي في الأسابيع الاخيرة. فجأة، بدأت حملة الدفاع عن الضباط الاربعة، أبرياء أم لا، هذا شأن القضاء والمحكمة الدولية. البعض يريد ان يذكرنا بمآثره السيئة. أنا آسف لأن "تلفزيون المنار" لم يجد شيئا أفضل في عيد الاستقلال من أن يتحفنا بصورة وصوت إميل لحود الذي يتحمل على الأقل مسؤولية التقصير في حماية الرئيس الشهيد رفيق الحريري حتى لا أقول أكثر.

قال لحود كلاما لا يمت الى الحقيقة بصلة، ادعى ان الرئيس الشهيد مدد له وهو منشرح الصدر. أعرف تماما كيف مدد الرئيس الشهيد لإميل لحود تحت اي ضغط وتحت اي تهديد بتدمير البلد، فأذكر تماما كلاما مؤلما جدا قاله لي قبيل الجلسة. ان يكذب مجددا إميل لحود ليس بالامر الغريب ولكن ان ينسى البعض تصريحاته فهذا أغرب ما يكون. فالجنرال عون ومن باريس كان أول من اتهم النظام الامني السوري باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري واليوم أصبح قاضيا يقرر من على منبره ان يبرئ الجنرالات الاربعة والنظام السوري، فهذا هو الغريب في عينه. فإن كان الجنرال عون قد نسي ما صرح به وربما "للعمر حق" فإن ذاكرتنا أقوى من ذلك بكثير، وان اراد منا ان نرسل له ما كان يصرح به من باريس على اثر اغتيال الرئيس الشهيد فنحن على أتم الجهوزية لذلك".

وقال: "ان ما يجري حملة منظمة تستهدف كل القوى السياسية التي تؤمن ب"ثورة الارز". نحن لسنا أعداء سوريا بل على العكس نريد ان نكون أفضل الاصدقاء لسوريا وان نقف معا في وجه اسرائيل التي طالما اعتبرناها عدونا الوحيد. نحن مع سوريا على اساس احترام حريتنا وسيادتنا واستقلالنا وعدم التدخل في شأننا الداخلي، نريد ان يكون لنا مع سوريا أفضل العلاقات وأسلمها لتستمر وليس لتتآكل مع الزمن، والمصالح الشخصية ان كانت مصالح ضباط او سياسيين، فهذا هو المشروع السياسي امامكم في الانتخابات المقبلة في مقابل تحالف ما يسمى ب"8 آذار" والذي يحاول اليوم الجنرال عون التبرؤ منه وهو الذي أصبح في كل مواقفه السياسية عمودا اساسيا في تركيبة هذا الطرف السياسي. لن نوجه اي اتهامات بالتخوين والعمالة، كما فعلوا. يريدون ان يبقى لبنان ساحة صراع مستمرة الى أجل غير مسمى، فيما تبقى كل الساحات الاخرى مقفلة. كان لبنان قبل عام 1967 يعتبر في الجامعة العربية بلد المساندة، وبقية البلاد المحيطة بدولة فلسطين المحتلة بلاد المواجهة، فتحولنا الى بلد المواجهة الوحيد ونام الجميع. نعرف تماما ان اسرائيل عدو لنا ويجب ان نواجهها، ولكن هذا لا يعني ان يجري تدمير لبنان تدميرا كاملا. فمنذ عام 1968 حتى اليوم تعرضنا لسبعة اجتياحات مدمرة. وأقول لكم ان كل الوعود التي سمعتموها للتعويض عن الدمار كانت وعودا في الهواء باستثناء البعض وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية التي يقول البعض الآن ان مالها يذهب انتخابيا وهو يعرف تماما انها خصصت مئات الملايين من الدولارات لإعادة اعمار الجنوب والضاحية الجنوبية ولدعم الدولة اللبنانية في وجه العدوان. المغرضون الذين يتعرضون يوميا للمملكة انما يعرفون تماما انهم يتعرضون لضمائرهم التي انكشفت على الناس. المملكة ربما هي البلد الوحيد الذي لم يميز بين جنوب وشمال وجبل وبقاع وبيروت بالتأكيد في مساعداته. وربما لأن هذه المساعدات السعودية تمتد من أقصى الجنوب الى أقصى الشمال، هذا بالتحديد ما أرعبهم وأزعجهم. أنتم أصحاب ضمير حي ولستم في حاجة الى مال سعودي او لأي مال آخر ليكون لديكم موقف سياسي. فلا بد من توجيه تحية خاصة الى المملكة العربية السعودية في كل مواقفها المساندة للدولة اللبنانية، بالاضافة الى دولة الامارات ودولة الكويت وقطر والعراق الذي بالرغم من امكاناته قدم مساعدة قيمة لإعادة الاعمار والبناء في لبنان".

وأضاف: "الجميع يتحدث عن وجود حكومة وحدة وطنية، هذه كذبة كبيرة. هناك حكومة شرذمة وطنية الآن في لبنان، حكومة طعن للوحدة الوطنية وتعطيل لهذه الوحدة كي لا تتمكن هذه الحكومة من اتخاذ اي قرار جدي وفاعل في مشروع اعادة بناء هذا البلد. وهذه التجربة قد تكون مفيدة حتى ندرك هذه الكذبة الكبيرة التي أسمعونا اياها أن الحل في حكومات الوحدة الوطنية والثلث المعطل، فتبين ان الدولة تعطلت ولم يعط البعض اي هم الا للمزايدات السياسية. فإن لم تكن اتهامات كاذبة في حق رئيس الحكومة فهو يحاول ان يبحث عن صلاحيات لا أدري من أين جاء بها لأنها غير مذكورة في الدستور. وان أراد البعض، وهذا حقه، ان يبحث في الصلاحيات، فلنبحث في جميع الصلاحيات من دون استثناء. الطائف هو الذي أوقف الحرب التي كلفت مئتي ألف قتيل ومئات آلاف الجرحى في البلد ودمارا يقدر بأكثر من مئة مليار دولار. من يحاول ان يلغي الطائف انما يحاول ان يلغي السلم الاهلي، ومن يحاول ان يبحث عن صلاحيات خارج اتفاق الطائف فهو يبحث عن الفتنة. انما انتم تدركون الحقيقة وتعرفون ما يجري وان المرحلة المقبلة هي مرحلة قرارات وخيارات سياسية. هل نريد لبنان الديموقراطية، لبنان المعترف بحدوده، لبنان الذي يبني مستقبل أولاده، او لبنان ساحة الصراعات بديلا عن الجولان او عن معركة ما في الخليج".

وفي الختام، جرى حوار بين نواب المنطقة والحضور حول المواضيع السياسية والانمائية والخدماتية كافة في المنطقة.

 

لقاء الهوية والسيادة": رهن التعيينات بالانتخابات النيابية يرتب مسؤولية جسيمة على القوى السياسية ويزج البلاد في المجهول

وطنية -28/11/2008 (سياسة) عقد "لقاء الهوية والسيادة" اجتماعه الدوري في مقره في عين الريحاني، في حضور النائب البطريركي العام على نيابة صربا المارونية المطران غي بولس نجيم ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير والأعضاء.

بعد الاجتماع أذاع الوزير السابق يوسف سلامه البيان الاتي: "على الرغم من الانطباع الإيجابي والمريح الذي خلفته لدى اللبنانيين تحركات فخامة رئيس الجمهورية في الخارج والتي بدأت تعيد لبنان الدولة إلى الخريطة الإقليمية والدولية، والتي تستعيد من خلالها رئاسة الجمهورية دورها الوطني والتمثيلي المعهود، فإننا نشاطر اللبنانيين في المقابل الانطباع السلبي والمؤسف الذي يولده عجز السلطة التنفيذية عن ممارسة أولى واجبات الحكم. ومن تجليات هذا العجز:

أولا: عدم إصدار التشكيلات القضائية ابتداء من مجلس القضاء الأعلى رأس السلطة الثالثة في البلاد، وصولا إلى التشكيلات القضائية المجمدة منذ العهد الماضي حتى بتنا في حيرة من أمرنا، عما إذا كانت عوامل الضغط على مسار الدولة لا تزال هي نفسها قائمة على الرغم من تداول السلطة وتبدل الظروف.

ثانيا: عدم إجراء التعيينات الإدارية في الفئة الأولى، في ظل ضرورة مواجهة الأزمة المالية العالمية وارتداداتها المحلية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي". وتابع البيان":إن رهن كل هذه التعيينات بإجراء الانتخابات النيابية، أو بالاتفاق المرحلي على نوع من المحاصصة بين القوى السياسية يرتب مسؤولية جسيمة على القوى السياسية المكونة للحكومة مجتمعة تجاه الرأي العام، ويزج البلد في المجهول، بلا مبالاة يشارك الجميع في تحمل العواقب الوخيمة التي قد تنجم عنها". وختم البيان:"في هذا الاطار يؤكد اللقاء أن مسيرة خلاص لبنان لا يمكن أن تنطلق إلا من خلال دولة ترتكز على مؤسسات سليمة وإدارة شفافة، فتية، تواكب الحداثة وتعكس رقي السلطة السياسية التي إن بقيت مخطوفة من تجار الهيكل فستتعرض الساحة الوطنية في لبنان لتداعيات واهية، وسيسقط الهيكل على رؤوس الجميع".

 

اعتصام لوسائل الاعلام امام "تلفزيون المستقبل" تضامنا مع الزميل حرقوص

الوزير متري: ادانتي لما جرى ليست اخلاقية فقط بل ايضا سياسية وحماية الاعلاميين تأتي من القوى الامنية واحترام "تعهدات الدوحة"

الوزير العريضي: كأننا نعود الى مسلسل 7 ايار رغم تعهد الفرقاء وليعاقب كل عنصر يرتكب مخالفة في مؤسسته اولا كما من قبل الدولة

المنلا: جريمة في حق الجسم الاعلامي وعار اكبر على المسؤولين والسياسيين

وطنية - 28/11/2008 (سياسة) نظمت المنظمات الشبابية في قوى 14 اذار والجسم الاعلامي في وسائل الاعلام اللبنانية والعربية والاجنبية، عند الساعة الثانية عشرة ظهر اليوم، اعتصاما تضامنيا امام مبنى "أخبار المستقبل" في بيروت، استنكارا لما تعرض له الزميل الصحافي عمر حرقوص امس من اعتداء بالضرب من قبل عناصر حزبية في شارع الحمراء. شارك في الاعتصام كل من: وزير الاعلام طارق متري، وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي، وزير السياحة ايلي ماروني، النواب: انطوان زهرا، الياس عطا الله وعمار حوري، نقيب الصحافة محمد بعلبكي، الشيخ نديم بشير الجميل، الى جانب حشد من الزملاء الاعلاميين والوجوه الفكرية والاجتماعية والسياسية.

وتحدث الوزير متري فقال: "أنا موجود للتضامن معكم، وانا واحد منكم لان ما حصل البارحة ليس اعتداء على شخص، واعتبار ان ما جرى بالامس بأنه مجرد حادث هو تقليل له". اضاف:" ما حصل خطير، يجب ان تتضافر جهودنا جميعا، الدولة واجهزتها، من اجل وضع حد نهائي لكل اشكال العنف بحق الاعلاميين، العنف المادي الفعلي كما حصل البارحة مع عمر حرقوص الذي بلغ حدا كبيرا، لكن ايضا العنف المعنوي الذي يهيء للعنف المادي ويبرره في ما بعد. وتبرير الحادث كاد يوازي الحادث نفسه بشاعة". وتابع: "ادانتي لما جرى ليست فقط ادانة اخلاقية بل ايضا ادانة سياسية". وقال: "نحن في بلد التزمنا جميعا الاقلاع عن توسل العنف لتحقيق اي غرض سياسي والتزمته القوى السياسية جميعا، الاقلاع عن استخدام هذه اللغة بين الناس، فكم بالاحرى استخدام هذه اللغة في التعامل مع الاعلاميين"؟ واردف الوزير متري:"هناك مسؤولية سياسية يجب على اصحابها ان يتحملوها وان يجدوا تعهدهم بان العنف ضد بعضنا البعض وخصوصا ضد الاعلاميين واصحاب الرأي واصحاب الفكر هو منطق لا يقبله اللبنانيون". وقال ردا على سؤال عمن يحمي الاعلاميين من الاعتداءات: "ليست هذه المرة الاولى التي يتعرض لها "المستقبل" للاعتداء، وليست المرة الاولى التي يتعرض بها الاعلاميون للاعتداء، اما من يحميهم فهم رجال الامن. اولا، يجب عليهم القيام بمسؤولياتهم، وبالامس اوقفوا ثلاثة من المعتدين ويمكن ان يكون هناك اكثر لكن يجب ان يتم توقيفهم والتحقيق معهم حتى النهاية".

وختم:"والحماية ايضا تأتي من احترام التعهدات التي جرى الاتفاق عليها في الدوحة. اما في ما يخص العنف ضد الاعلاميين فهذا يتطلب ايضا تعهدا خاصا وليس من مصلحة احد ان يهبط التخاطب بين اللبنانيين الى هذا الدرك، لان ذلك يضر بالبلد وبمصالح الجميع. واذا كان يشفي ميل البعض للانتقام ويفجر كوامن العنف فهذه لعبة خطرة ليس احد بمنأى عنها واللبنانيون دفعوا ثمنا غاليا".

ثم تحدث الوزير العريضي، فأعرب عن "رفضه للاعتداءات التي يتعرض لها الاعلاميون والصحافيون"، معتبرا "اننا جميعا توافقنا في اتفاق الدوحة واتفقنا على وقف مسلسل الاهانة والضرب والاعتداء، وكأننا اليوم نعود الى مسلسل 7 ايار رغم ان كل الفرقاء السياسيين تعهدوا بعدم العودة الى هذا الامر".

ورأى الوزيرالعريضي "ان المسؤولية هي مسؤولية الدولة للقيام بواجبها عبر عدة خطوات: اولها، الا تتهاون المؤسسات الامنية مع من يقوم بهذه الاعتداءات ثم ان تضبط بعض الاجهزة الامنية عناصرها الذين يقومون في بعض الاحيان بتعديات كما كان يحصل في زمن الوصاية". واعتبر "ان كل عنصر يرتكب مخالفة من هذا النوع يجب ان يعاقب في مؤسسته اولا كما يجب ان يعاقب من قبل الدولة"، متمنيا "ان تحضر كل وسائل الاعلام عندما يتم التعرض لاي اعلامي، ملاحظا غياب بعض الاعلاميين او المسؤولين في مواكبة هذه الاحداث". واكد الوزير العريضي "تضامنه مع حرقوص، متمنيا ان تكون هذه الحادثة خاتمة الاحزان في الاعتداء على الصحافيين والاعلاميين".

والقى رئيس مجلس ادارة "تلفزيون المستقبل" الدكتور نديم المنلا كلمة توجه خلالها بالتحية "لكل من تضامن مع حرقوص والمستقبل"، وطمأن الى "ان صحة الزميل حرقوص مستقرة لكن فترة علاجه ستستمر عدة اسابيع"، مؤكدا "انه سيعود بروح قوية واصرار بأن الكلمة الحرة لن يستطيع احد منعها".

وقال: "مثلما حاولوا في 7 ايار اغلاق هذه المؤسسة وفشلوا فانهم فشلوا ايضا هذه المرة لان الزملاء في القطاع الاعلامي مصرون على تأدية مهتمهم".

وختم :"هذه جريمة في حق الجسم الاعلامي، وعار اكبر على المسؤولين والسياسيين الذين اعطوا هذه العملية صفة الحادث الفردي". ورفض المنلا وضع هذا الاعتداء في اطار الحادث الفردي"، مشيدا "بأخلاق ومناقبية الزميل حرقوص، كاشفا انه اتصل بمكتب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ووزير الداخلية زياد بارود، طالبا اتخاذ الاجراءات الضرورية بهذا الخصوص".

 

الحزب العلماني الديموقراطي" انتخب جو حبيقة رئيسا له بالتزكية: نحن أصحاب مشروع وطني وسنفعل حضورنا السياسي وننخرط بالاستحقاقات

جينا حبيقة: حافظنا على مشروعنا السياسي ولم ننقلب على ثوابتنا

وطنية - 28/11/2008 (سياسة) انتخب الحزب الوطني العلماني الديمقراطي "وعد" جو ايلي حبيقة رئيسا له بالتزكية لغياب أي مرشح منافس. وأعلنت الأمانة العامة للحزب فوزه في المؤتمر العام الاستثنائي الذي انعقد عند السادسة من مساء اليوم. وتلت الأمينة العامة للحزب ريما فرح في مستهل الجلسة النظام الداخلي، ثم توجهت بكلمة مقتضبة الى رئيسة الحزب السابقة جينا حبيقة وفيها: "قبل ما يقارب سبعة أعوام مسحت دموعنا وشدت عزائمنا يوم كانت أحرى من الجميع بالبكاء والشعور المر بالفاجعة. لكنها قهرت مشاعرها وألزمت عزيمتها المسحوقة على الوقوف حتى لا تسحقنا الفاجعة أو يفرقنا الشعور بالانكسار والهزيمة. فجأة وبسرعة خيالية، صارت الشابة عملاقة. سيرتها الصدمة قائدة، سيرها الحزن حكيمة. استنبتت من جراحها العميقة العميقة جناحيين بحجم المحبة والحكمة والقوة، فجمعت شملنا واحتضنتنا والوعد والقضية، حتى تسليم الأمانة. جينا حبيقة لولا وقفتك لكنا نسينا وجوهنا ونسينا أسامينا، فشكرا لك".

ثم تحدث الرئيس الجديد فقال: "أشكركم على الثقة التي منحتموني إياها، إنها مسؤولية كبيرة وتحد كبير علينا ان ننجح به وسننجح بفضل تضامننا.

أشكر الرئيسة التي قبلت قبل 7 سنوات حمل الحمل الكبير، فتلقت كل الصعاب بمسؤولية عالية وحافظت على الخط والمشروع. في الفترة السابقة مر لبنان بتحولات كبيرة واستطعنا الصمود والاستمرارية. أولينا عناية كبيرة للم الشمل بعد الضربة الموجعة التي تلقيناها باستشهاد رئيسنا، لكننا نهضنا، حافظنا على موقعنا السياسي فنحن أصحاب مشروع وطني كان رائدا وسباقا وصائبا والدليل أن الكل التحق به متأخرا".

اضاف: "قد يقول البعض اليوم يتسلم من والدته حزب أبيه لهؤلاء أقول لا، الباب كان دائما مفتوحا للجميع للترشح والوصول، وإننا اليوم ونحن في مرحلة بناء مؤسستنا الحزبية بعقل مؤسساتي نأمل أن يكون لنا بعد أربع سنوات أكثر من مرشح نختار من بينهم رئيسا جديدا. أما اليوم ماذا سنفعل دائما كما كنا نتطلع الى الأمام، سنفعل حضورنا السياسي وهذا حق لنا، سننخرط بالاستحقاقات من باب حجمنا وكياننا الذي يخطىء من يستخف به، ومن ينكر علينا حقوقنا بالمشاركة سيكون لنا منه موقف صارم. شكرا لرئيستنا على ما قدمت وتحملت، شكرا لكم جميعنا وأعدكم أني سأكون على مستوى الثقة".

بعده تحدثت الرئيسة السابقة للحزب جينا حبيقة فقالت: "حان لي الوقت اليوم لأجيب على سؤالين لاحقانني منذ تولي رئاسة الحزب قبل 7 سنوات، الأول: ماذا تفعلون أنتم في حزب الوعد، لهؤلاء كنت أجيب وأكرر ليس بمقدوري وحدي أن أقوم بالأعباء، أنا وإياكم قادرون على فعل الكثير ولقد حققنا باعتقادي ما لم يستطع غيرنا القيام به، لقد حافظنا على كرامتنا وعلى مشروعنا السياسي ولم ننقلب على ثوابتنا ولم نبع مبادئنا لم نتاجر بشهدائنا ولم نحول ذكراهم الى مناسبة إستغلالية لمصالح شخصية. حافظنا على إستمراريتنا ووحدتنا وتماسكنا. في العام 2002 راهن كثيرون على انتهائنا وعدم قدرتنا على الاستمرار، اليوم أقول لهؤلاء إنهم خسروا الرهان".

اضافت: "كل ما سقط شهيد نسمع: لن ننساك هذه من أجمل وأنبل ما يقال لشهيد أو لفقيد عزيز، نحن لم نقف عندها وحسب نحن لم ندع أحدا ينساه وما نشهده اليوم لهو أكبر دليل وايلي حبيقة ليس باق في قلبنا فقط، إنما في عقلنا لأننا أناس يؤمنون كثيرا بالعقل. أما بالنسبة للسؤال الثاني ماذا فعلتم بالملف القضائي لجريمة الاغتيال، وكأني أنا من يحرك الملف انما من يحركه هو القضاء، فالملف هو لدى القضاء وفي المجلس العدلي، ومنذ حصول الجريمة وأنا أطالب بتحريكه، ومنذ حوالي الثلاثة أسابيع زرت وزير العدل لهذه الغاية، لكن قرار تحريك الملف للأسف ليس أنا من أقرره. صحيح ايلي حبيقة لم يعط حقه، لكن حقه أخذناه نحن بوقوفنا وصمودنا بوجه كل العواصف والبرهان الأكبر كما ذكرت هو ما نقوم به اليوم، فبعد 7 سنوات ننتخب اليوم رئيسا جديدا للحزب، لم نحد عن المشروع ولم نتلاعب بالأسس والثوابت مستمرون على الساحة السياسية وموجودون بالقوة نفسها فبذلك نرد الحق لإيلي حبيقة والمستقبل سيتكلم أكثر".

وتابعت: "في العام 2002 طلبتم مني حمل المشعل الذي أضاءه ايلي حبيقة في الاتفاق الثلاثي الذي رأى فيه سلامة للوحدة الوطنية والمصالحة الوطنية والمصالحة المسيحية، والمضحك المبكي اليوم أن الكل يطالب بما عمل له ايلي حبيقة قبل أكثر من 20 عاما. واليوم أنا واثقة أن المشعل مع الرئيس الجديد سيضاء أكثر فأكثر. ظنوا في العام 2002 أنهم سيحرموننا رئيسنا واليوم ننتخب رئيسا جديدا بفرح وأمل كبيرين. وعدي سأبقى الى جانبكم ملتزمة قرارات الحزب ومشاركة بكل أنشطته وتحركاته وقراراته. شكرا على كل التعاون الذي لقيتهم منكم في الفترة السابقة وآمل لنا جميعا التوفيق". وختاما كان كلمتان لرئيس السن لويس أبو خليل، والسيد لويس كرم.

جو حبيقة من مواليد العام 1983 حائز على شهادة تخصص جامعي في الادارة العامة من الجامعة الأميركية في بيروت، حائز أيضا على شهادة اختصاص جامعية في العلوم السياسية. ويتقن الى العربية، الفرنسية والانكليزية والايطالية. انتسب الى الحزب بعد استشهاد والده الوزير والنائب السابق ايلي حبيقة عام 2002 وانتخب في العام 2006 في خلال المؤتمر العام الانتخابي عضوا في المجلس السياسي، وكلف من قبل الرئاسة والمجلس السياسي بمتابعة شؤون التنظيم الحزبي، وهو عضو في لجنة المتابعة للقاء الوطني المسيحي.

 

النائب العماد عون التقى في الرابية وفدا من نقابة "أوجيرو"

النائب سكرية:العماد عون يقوم بمصالحة الكيان المسيحي مع واقعه

النائب السابق الصمد: متمسكون بالطائف ومشاريع الفيدرالية ستسقط

وطنية - 28/11/2008 (سياسة) التقى النائب العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم، في دارته في الرابية، وفدا من نقابة "اوجيرو". كما التقى العماد عون النائب اسماعيل سكرية الذي قال على الاثر: "الزيارة كانت ودية للعماد ميشال عون وتحية لخياره السياسي التاريخي والاستراتيجي وتأييدا لنهجه الاصلاحي الذي نستطيع ان نبي عليه مستقبلا لتكريس نهج اصلاحي باتجاه بناء دولة وطن ومواطن وليس دولة مزارع".

سئل: هل اصبح العماد عون حقيقة في المحور الايراني - السوري؟

اجاب: "هذه العناوين التي تطرح بهذا الشكل هي دائما هروب من الواقع والحقيقة الخيار في عمق الواقع الجغرافي والتاريخي في لبنان والمشرق لان العماد عون يترجم توجيهات البابا في الارشاد الرسولي، وهو يقوم بمصالحة الكيان المسيحي مع واقعه بشكل عام. والوجود المسيحي اساسي وهو اكبر بكثير من الكلام، هو مع ايران او سوريا اذا كان التعاطي الاساسي مع ايران وسوريا يؤدي الى مصلحة لبنان فمرحبا به، لان التعاطي مع العالم بآلاف الاميال, رأينا ما كانت نتيجته".

كذلك، التقى العماد عون النائب السابق جهاد الصمد الذي صرح على الاثر: "زيارتنا اليوم لدولة الرئيس تندرج في اطار التشاور في مختلف العناوين السياسية على الساحة اللبنانية, وطبعا هناك توافق في النظرة الى الواقع اللبناني الذي يشهد اليوم عودة غير مفهومة للتوتر السياسي المفتعل من اجل محاولة خلق واقع معين يفيد البعض في الانتخابات النيابية المقبلة. وهذا يؤكد لنا وللرأي العام اللبناني ان منطق الدولة لا يزال بعيدا عن ايمان اولئك الذين يريدون ان تكون الدولة مزرعة لهم وفي خدمة مصالحهم. ولذلك نحن بدأنا نقرأ في كتابهم وقناعاتهم تفسيرات جديدة لمفاهيم الحرية والسيادة والاستقلال، فالحرية تعني لهؤلاء العبث بالسلم الاهلي، والسيادة التي يسعى اليها هؤلاء هي من خلال مشاريع التدويل والاستقواء بالخارج".

اضاف: "كل مفاهيمهم التي اطلقوها بشعارات براقة بدأ يظهر زيفها وتنكشف حقيقتها، فالوطن بالنسبة اليهم لا يقوم الا على قياسهم، ولهذا سقط القناع وقالوا اخيرا بصراحة ما يطمحون اليه واعلنوا بكل وضوح ان مشروعهم وهدفهم هو الانقلاب على اتفاق الطائف من اجل تقسيم لبنان واقامة الفيدرالية التي يتحول فيها لبنان من وطن لجميع ابنائه الى امارات على قياسهم. منهم من قال بإلغاء الطائف، ومنهم من قال بالفيدرالية، ومنهم من قال بأنه لا يزال مؤمنا ومتمسكا بمشروعه الذي يحمله منذ ثلاثين سنة، ذلك المشروع الذي اقام حواجز القتل والذبح على الهوية وحاصر مجتمعه في كيانات انعزالية تسببت بشلالات الدم التي دفعت ثمن احلامهم ورهاناتهم التي تنقلت وتبدلت بحسب المرحلة والحاجة".

وتابع: "نحن اليوم امام صراحة وقحة في اعلان رفضهم لوحدة لبنان بعد ان كذبوا على اللبنانيين طيلة ثلاث سنوات ونيف. ومن هنا نقول لهم، ان لبنان سيبقى موحدا وان مشاريع الفيدرالية ستسقط كما سقطت في الماضي واننا متمسكون بصيغة الطائف ونقول لهم ان الفتنة سقطت ويجب ان يسقط من افتعلها وسيسقط".

 

البيان الختامي للمؤتمر الثامن عشر لمجلس بطاركة الشرق الكاثوليك

وطنية - 28/11/2008 (سياسة) سأل مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك الله أن "يضع الوحدة في قلوب المسيحيين ليكونوا صوتا واحدا وليكون موقفهم واحدا". ودعاه "من أجل جميع اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين ودروزا، ان يمنحهم نعمة الوحدة والتعاون والاحترام المتبادل، فيبنوا لبنان واحدا سيدا وحرا ووطنا يطمئن فيه جميع أبنائه". وناشد المسؤولين المحليين والدوليين "التوصل الى السلام العادل والنهائي في الشرق الاوسط"، كذلك ناشد الفلسطينيين "العودة الى الوحدة ليجنبوا اهلهم استمرار الحصار الجائر والمذل المفروض على غزة".

البيان الختامي

أذاع البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير البيان الختامي للمؤتمر الثامن عشر لمجلس بطاركة الشرق الكاثوليك، هذا نصه:

"مقدمة

1-عقد مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك مؤتمره الثامن عشر من 24 تشرين الثاني/نوفمبر الى 28 منه في الكرسي البطريركي الماروني - بكركي، باستضافة صاحب الغبطة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، وشارك فيه أصحاب الغبطة: البطريرك أنطونيوس نجيب بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، البطريرك غريغوريوس الثالث بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك، الكاثوليكوس البطريرك نرسيس بدروس التاسع عشر بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك، البطريرك فؤاد الطوال بطريرك القدس للاتين، البطريرك ميشيل صباح بطريرك القدس للاتين سابقا. كما شارك في أعماله صاحب السيادة المطران ميشال قصارجي ممثلا عن غبطة البطريرك الكاردينال مار عمانوئيل الثالث دلي بطريرك بابل للكلدان، سيادة المطران الياس طبي ممثلا بطريركية السريان الكاثوليك، وأمناء سر البطاركة، الأمين العام للمجلس قدس الأب خليل علوان، وسيادة المطران ميشيل أبرص النائب البطريركي للروم الكاثوليك، والمونسنيور ميكايل موراديان النائب البطريركي لجمعية كهنة بزمار البطريركية.

صلاة الافتتاح وجدول الأعمال

2-استهل المؤتمر أعماله بصلاة احتفالية في كنيسة الكرسي البطريركي في بكركي حضرها نيافة الكاردينال ليوناردو ساندري رئيس مجمع الكنائس الشرقية، وسيادة السفير البابوي في لبنان المونسنيور لويجي غاتي، وعدد كبير من المطارنة الكاثوليك والأرثوذكس، والمونسنيور توماس حبيب مستشار السفارة البابوية في لبنان، والرؤساء العامون والرئيسات العامات، والدكتور جرجس صالح الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط.

وقد ألقى نيافة الكاردينال ليوناردو ساندري كلمة هنأ فيها أصحاب الغبطة لرعايتهم كنائسهم وللاجتماع السنوي الذي يعقدونه لينسقوا عمل الرعاية ما بين كنائسهم.

وركز، في نهاية خطابه، على ثلاث نقاط تهم مستقبل المسيحيين وهي: الهجرة وقضايا الأسرة ولا سيما تناقص الولادات فيها، وتسليم الإيمان للأجيال الجديدة.

ثم ألقى صاحب الغبطة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير رئيس المجلس كلمة الافتتاح قدم فيها موضوع المؤتمر وهو "بولس رسول المسيح لعالم اليوم في الشرق". وقال في كلمته: إن موضوع اجتماعنا في هذه السنة هو التأمل في سيرة القديس بولس رسول الأمم، في مناسبة مرور ألفي عام على مولده. وذكر قصة اهتدائه على أبواب دمشق وتحوله من مضطهد للمسيح إلى مبشر به في الشرق والغرب، حتى بذل حياته في سبيله. وذكر التقليد الذي يقول إن رحلته الرسولية بدأت من الشواطئ اللبنانية من طبرجا. وقال إن شخصيته وقوة إيمانه تصلحان مثالا لنا في الظروف الصعبة التي نعيشها اليوم.

3- في الجلسة الأولى، وجه الآباء البطاركة برقية إلى قداسة البابا بينيديكتوس السادس عشر أشاروا فيها إلى موضوع المؤتمر وأهميته وأبعاده، وشكروا له مساعيه لمصلحة السلام في هذه المنطقة المتألمة، ولتأييده للنداء من أجل الشرق الأوسط الذي أطلقه أصحاب الغبطة بطاركة الشرق الكاثوليك في أثناء سينودس الأساقفة العام الذي انعقد في روما من 5 إلى 26 من شهر تشرين الأول/ أوكتوبر الماضي. والتمسوا بركته وصلاته من أجل كنائسهم ومن أجل السلام في الشرق الأوسط.

ثم عالج الآباء المواضيع المدرجة على جدول الأعمال، فاستمعوا إلى سلسلة محاضرات عن شخصية القديس بولس رسول الأمم والشاهد ليسوع المسيح في أيامنا الحاضرة. وكان أول المحاضرين الأب جان ميشيل بوفي(Boffet) من الآباء الدومينيكانيين ورئيس سابق لمدرسة الكتاب المقدس الشهيرة في القدس (Ecole Biblique). ثم استمعوا إلى الأخت ياره متى المتخصصة في تعاليم القديس بولس والتي تدرس في المعهد الكاثوليكي في باريس.

كما استمع الآباء في القسم الثاني من المؤتمر إلى تقارير اللجان الشرق أوسطية العاملة تحت كنف المجلس وبإرشاده، ومنها: تقرير عن نورسات وتطوره وأثره الكبير في العالم المسيحي العربي والعالم أجمع، وتقرير عن إنشاء مرصد مسيحي لحقوق الإنسان في الشرق الأوسط، وتقرير الأمانة العامة للشباب الكاثوليكي، وتقرير عن مرشدية السجون في الشرق الأوسط، وتقرير هيئة التنسيق بين لجان العائلة، وتقرير الهيئة الكاثوليكية للتعليم المسيحي، وتقرير المكتب الكاثوليكي الدولي للتعليم الكاثوليكي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

اللقاء المسكوني

4- وفي اليوم الثالث من المؤتمر، خصص مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك، كما جرت العادة، لقاء مسكونيا خاصا لمناقشة الأمور الراعوية المشتركة. فانضم إلى الجلسة ممثلون للكنائس الأرثوذكسية والإنجيلية وهم أصحاب السيادة المطارنة: ثاوفيلوس جورج صليبا مطران جبل لبنان للسريان الأرثوذكس، اقليميس دانيال كورية متروبوليت بيروت للسريان الأرثوذكس، نرساي دي باز مطران لبنان وسوريا وأوروبا للكنيسة الأشورية، كوميداس أوهانيان من بطريركية الأرمن الارثوذكس، الإيكونوموس جورج ديماس ممثل كنيسة الروم الأرثوذكس، القس جورج مراد راعي الكنيسة الإنجيلية المشيخية الوطنية. كما انضم إلى الجلسة: سيادة المطران رولان أبو جوده النائب البطريركي العام للموارنة، سيادة المطران الياس طبي ممثلا بطريركية السريان الكاثوليك، والأعضاء الكاثوليك في اللجنة المشتركة: سيادة المطران بشارة الراعي، وحضرة الأبوين مارون نصر ومخول فرحا في اللجنة. وفي الجلسة التالية من اللقاء، انضم إلى الجلسة الخوري دومينيك لبكي والخوري بولس وهبه.

وقد عالجوا في جلسة أولى موضوع إبدال المذهب أو الطائفة للحصول على الطلاق، فناقشوا الأمور التالية:

أولا، مسألة إبدال الدين أو المذهب من أجل انحلال الزواج.

ثانيا، مسألة ممارسة المحاكم الشرعية الإسلامية في شأن الأزواج المسيحيين المعتنقين الإسلام.

ثالثا، أوضاع القاصرين: اتباع مذهب أبيهم الذي يعتنق مذهبا آخر، وصلاحية المحكمة التي تنظر في حضانتهم وحراستهم والوصاية عليهم، ومصيرهم عندما يشهر أحد الزوجين إسلامه.

رابعا، مصير الإرث وحق الإرث عندما يعتنق أحد الزوجين الدين الإسلامي.

خامسا، كيفية تعاطي الكنيسة الكاثوليكية مع أحكام المحاكم الأرثوذكسية التي تفسخ الزواج أو تعلن بطلانه.

سابعا، إعفاء الطوائف اللبنانية والأشخاص المعنويين التابعين لها من الضرائب والرسوم والعلاوات.

وفي الجلسة الثانية، استمع الآباء إلى تقرير عن "كتاب التعليم المسيحي المشترك" قدمه حضرة الخوري بولس وهبه وعقب عليه الخوري دومينيك لبكي. وهذا الكتاب جرى اعتماده في الكثير من المدارس في لبنان وقد صدرت منه، حتى الآن، كتب للصفوف الأساسية السبعة الأولى، ويتألف كل كتاب من جزأين: كتاب تلميذ وكتاب المعلم. وقد ترجمت هذه الكتب إلى اللغات الأجنبية. وقد ثمن الآباء هذا العمل المشترك بين جميع الكنائس في الشرق، واعتبروه ثمرة حقيقية جلية للحوار المسكوني، وقرروا اعتماده في المدارس الرسمية وأوصوا بتبنيه في المدارس الخاصة. وطالبوا اللجنة بتحديث المنهج.

وفي ختام الجلسة، قرر الآباء البطاركة الكاثوليك وممثلو الكنائس الأرثوذكسية والإنجيلية رفع كتاب إلى السلطات المعنية لأخذ التدابير الحاسمة لمنع وقوع مخالفات لقانون الأحوال الشخصية المضرة بالمسيحيين ولمعالجة الأمور الراعوية والقانونية التي تعني الطوائف الأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية على السواء وبالأخص مشاكل الزواجات المختلطة.

الجلسة الختامية

5- وفي الجلسة الختامية صباح الجمعة 28 تشرين الثاني/نوفمبر، نظر الآباء البطاركة في التوصيات والقرارات. وحددوا مكان المؤتمر المقبل في القاهرة (مصر) بضيافة صاحب الغبطة البطريرك انطونيوس نجيب بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، بين 5 و9 تشرين الأول/اكتوبر، وموضوعه "دور العلمانيين في الكنيسة".

نداء

6 - في ختام مؤتمرنا، نوجه هذا النداء إلى أبنائنا وبناتنا في البلدان العربية وبلاد الانتشار. إن هذه السنة توافق ذكرى ألفي سنة لميلاد القديس بولس رسول الأمم وهي لتسترعي انتباه المسيحيين وتدعوهم إلى العودة إلى الينابيع الصافية لإيمانهم المسيحي. وإننا، في مواجهتنا للظروف الصعبة في كل بلداننا، نرى في شخصية القديس بولس مثالا لنا، وهو المؤمن الذي لا يهاب والذي حمل بشرى الخلاص إلى العالم الروماني كله وقاسى في سبيل ذلك أشد المحن والشدائد حتى السجن وأخيرا الاستشهاد وبذل الحياة. انه مثال نقتدي بإيمانه وبقوته في الثبات عليه وإعلانه في وسط الصعاب والتحديات الكبيرة التي نعيشها اليوم. ومن ميزات إيمانه وضوح الهدف والبشارة، وهو يسوع المسيح: "لا أريد أن أعرف بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوبا"، مع أنه كان مدركا وواعيا كل الوعي أن موضوع بشارته كان "معثرة وشكا لليهود وحماقة لليونانيين". ومع ذلك، فقد أسس الكنائس وأكثر من توصياته إليها ودعا الى التزام الوحدة والمحبة في ما بينها، وأوضح أن الإيمان شركة بين المؤمنين الأفراد كما بين الكنائس، ولا أحد يدعي لنفسه حق البشارة ما لم يكن مرسلا من الله؛ وعلامة الرسالة الصحيحة هي الشركة والمحبة. وهذا ما تحتاج إليه كنائسنا اليوم لنكون علامة أمل لمؤمنينا ولبلداننا بمحبتنا ووحدتنا، فنسهم في توحيد القلوب والوصول إلى الاستقرار المنشود.

7-واننا نوصي اخوتنا الاساقفة في ابرشياتهم وكهنة الرعايا بان ينشروا بين ابنائنا النداء المليء بالرجاء الذي وجهه آباء السينودس الاساقفة الذي انعقد في روما في شهر تشرين الاول / اكتوبر 2008 بعنوان "كلمة الله في حياة الكنيسة ورسالتها". لأن كلمة الله ، كما قال قداسة البابا بينيديكتوس السادس عشر، "هي ينبوع حياة روحية قادرة على تجديد المؤمنين من خلالهم تجديد المجتمعات التي يعيشون فيها".

ونتوجه بنظرنا إلى مأساة العراق، حيث العراقيون كلهم يعانون الفوضى الأمنية ويتعرضون للموت والتشريد في كل يوم. كلهم في المأساة سواء، المسلمون والمسيحيون. وتوقفنا عند مأساة أبنائنا المسيحيين خصوصا لما يصيبهم من تهجير وقتل وتشريد من بعض الفئات المتطرفة وللصمت الذي يحيط بهذه المأساة. ولهذا، فإننا نناشد السلطات في العراق لتعمل ما في وسعها لحماية جميع مواطنيها، ونناشد الأسرة الدولية لتتحمل مسؤوليتها ولوضع حد لمأساة تسببت فيها يوم قررت غزو العراق.

كلمتنا إلى العراق هي كلمة رجاء ومصالحة لجميع أهل العراق. ولمؤمنينا نقول: إننا نعود بإيماننا إلى القرون المسيحية الأولى حيث بذل المؤمنون دمهم وحياتهم من أجل يسوع المسيح. واليوم، في ظروف خاصة حيث يُقتل المسيحي أو يُضطهد لأنه مسيحي، نقول لهم أمرين: أولا إن العراق كله يخوض اليوم معركة مصيرية. وإن الكثيرين من العراقيين الأبرياء من كل ديانة يذهبون ضحية الظلم أو الفوضى العارمة التي استولت عليه. وثانيا، إذا استُهدف بعضنا لأننا مسيحيون مؤمنون بيسوع المسيح له المجد، فإن وصيتنا هي أن نثبت على إيماننا، وأن نبذل حياتنا لا خوفا ولا ضعفا بل حبا ليسوع المسيح وشهادة له. وندعوهم الى البقاء والصمود في العراق، وإذا اضطر بعض أبنائنا إلى الرحيل، فلا ينسوا بلدا يتركونه، بل هم مدعوون حيثما كانوا إلى الإسهام في العمل لشفائه مما هو فيه. وليذكروا أنهم يتركون وطنا هو في حاجة إليهم أينما كانوا، ويتركون أهلا يتابعون حمل الرسالة ويستعدون حتى لبذل الحياة. لا يكن الرحيل انقطاعا عن الوطن ولا عن الأهل.

ونتوجه إلى أبنائنا وإلى جميع المواطنين في الاراضي المقدسة، في ظل الأوضاع المتردية في فلسطين، ولا سيما الحصار الجائر المضروب على غزة وعلى مئات الألوف من الأبرياء فيها. وفي ما نشكر ونقدر الجهود التي يبذلها جميع ذوي الإرادة الحسنة لكسر هذا الحصار، إنما نناشد المسؤولين المحليين والدوليين للتوصل أخيرا إلى السلام العادل والنهائي في الأرض المقدسة لتعود فتكون مصدر فداء ومصالحة وعدل ومغفرة لأهلها وللعالم. وإننا نناشد الفلسطينيين أنفسهم ليعودوا إلى الوحدة في ما بينهم في إطار الشرعية الفلسطينية المعترف بها وليجنبوا أهلهم استمرار الحصار والمذلة.

وأما لبنان، فإننا نتوجه إلى جميع أبنائنا فيه مذكرين إياهم بوصية السيد المسيح، الوصية الكبرى والأولى والصعبة، وهي وصية المحبة. "أحبوا بعضكم بعضا"، "وكونوا على رأي واحد وقلب واحد". إننا نسأل الله أن يضع الوحدة في قلوب المسيحيين ليكونوا صوتا واحدا وليكون موقفهم واحدا. وإننا وندعوه من أجل جميع اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين ودروزا، ان يمنحهم نعمة الوحدة والتعاون والاحترام المتبادل، فيبنوا لبنان واحدا سيدا وحرا ووطنا يطمئن فيه جميع أبنائه.

كما نسأل الله أن يمنح سائر بلداننا، سوريا والأردن ومصر، وجميع البلدان العربية، الاستقرار الذي يتيح لها أن تنمو نموا طبيعيا وأن تزدهر بإيمان جميع أهلها وبمحبتهم بعضهم لبعض، وبتعاونهم لتعزيز أوطانهم فتتوافر فيها لجميع المواطنين حياة كريمة ومطمئنة، وبخاصة الشباب مستقبل اوطانهم.

نسأله تعالى أن يمنحنا النعمة لنقتدي بالقديس بولس في هذه السنة التي نحيي فيها ذكرى ألفي عام لمولده. لنقتدي بإيمانه وقوته وبالأمل الذي شدده في جميع الأخطار التي تعرض لها، ظل يحمله بالرغم من جميع الشدائد التي تعرض لها. ولنثبت مثله على إيماننا، ولنحمل مثله، بفرح المسيح، البشرى السارة في أوطاننا".

 

مرشحا الاحرار في المتن زارا الرئيس الجميل

وطنية -28/11/2008 (سياسة) أفاد بيان للحزب الوطنيين الاحرار انه وفي "نطاق النشاط الحزبي و الانتخابي زار مفوض المتن في الحزب ريبال زوين ومرشح الحزب في المتن الشمالي فيليب معلوف رئيس حزب الكتائب الرئيس امين الجميل الذي وضع في اجواء العمل الانتخابي في منطقة المتن. و تخلل اللقاء مناقشة عدة مواضيع من أهمها التأكيد على توحيد جهود قوى الرابع عشر من آذار سياسيا وانتخابيا في لبنان و خاصة في المتن، كما تم مناقشة قانون الانتخاب وانعكاساته على العملية الانتخابية وخاصة المادة التي تتناول اقفال باب الترشيح قبل شهرين من موعد الانتخابات، اضافة الى عرض خطورة الوضع الامني الراهن الذي يمكن ان يتفاقم ليطال مرشحي ثورة الارز الاقوياء."

 

القاضي مزيحم استدعى مدير الاخبار في "تلفزيون لبنان" في دعوى "الأخبار"

دياب: نحن مع القوانين لكننا في الوقت نفسه مع الحرية في القول

وطنية - 28/11/2008 (قضاء) استدعى قاضي التحقيق في بيروت ماجد مزيحم مدير الاخبار والبرامج السياسية في "تلفزيون لبنان" صائب دياب، لاستجوابه يوم الثلاثاء المقبل في الدعوى المقامة من جريدة "الاخبار" لبث التلفزيون مقابلة مع رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، تضمنت "قدحا وذما واتهاما للجريدة"، وفق ما ورد في الدعوى. وقد اوضح دياب "ان الكلام في الاساس هو للنائب جنبلاط وليس ل "تلفزيون لبنان " الذي اقتطع من المقابلة ما يتعلق بجريدة "الاخبار" ولم يبثه، لكن تناقل وكالات الانباء للحديث كاملا جعل العبارة التي وردت على لسان النائب جنبلاط بارزة".

وقال:" اننا في الاساس مع القوانين ونتقيد بها، لكننا في الوقت نفسه مع الحرية في القول خصوصا اذا جاء القول على لسان زعيم كبير مثل النائب جنبلاط وفي ظروف سياسية قاسية كما كانت عليه الحال في شهر شباط الماضي، ونحن بدورنا نسأل الزملاء في جريدة "الاخبار": ماذا لو كان اي زعيم قد تحدث لها بما تحدث به الى "تلفزيون لبنان" واتى على ذكر التلفزيون او غيره ببضع كلمات؟ ماذا لو كانت وسيلة اعلامية تعرضت لهذا قد ادعت على مدير تحرير جريدة الاخبار"؟

 

النائب دكاش: سأكون على لائحة توافقية في انتخابات 2009

وطنية - 28/11/2008 (سياسة) قال النائب بيار دكاش، في حديث إلى إذاعة "صوت الحرية"، "لا أعتقد أن فخامة رئيس الجمهورية يسعى إلى تأليف كتلة خاصة به، فهو فوق الكتل النيابية ورئيس لكل اللبنانيين أكانوا في المعارضة أم في الموالاة أو على الحياد". ولفت الى "وجوب أن يكون هناك كتل صغيرة تعطي الطمأنينة إلى الشعب اللبناني والأمل في الديموقراطية بدل التباعد والتنافر." وأكد "ترشحه في انتخابات 2009 على لائحة توافقية تجمع بين اللبنانيين وتوفق في ما بينهم".

وأشار الى أنه "مع الانتخابات في موعدها"، معتبرا أن "الانتخابات ستتم في مواعيدها مهما حصل وبمن حضر". وأثنى على "مقررات نتائج جلسة مجلس الوزراء وخصوصا في ما جاء في ملف الخلوي الذي كان من الضروري أن نجد له حلا". ودعا الى ان "تلتفت كل السلطة أكانوا موالاة أو معارضة الى مصلحة هذا الشعب".

 

عرقجي استنكر الحملة على العماد عون على خلفية زيارته لسوريا

وطنية-28/11/2008(سياسة) استنكر النائب السابق عدنان عرقجي في بيان اصدره "ما يتعرض له رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون على خلفية الزيارات التي يقوم بها الى بعض الدول الصديقة وخصوصا سوريا"، داعيا "الرأي العام اللبناني والمسيحي الى رفض هذا الاسلوب الرخيص للنيل من وطنية العماد عون ودوره التوحيدي، فيما يسعى منظمو هذه الحملة الى احياء مشاريع الفدرلة والادارات المدنية".

 

بري – عون: عدائية تتفاقم وخلافات في كثير من الملفات

المصدر: الشراع/لم يعد سراً ما يعتري العلاقة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب ميشال عون من خلافات مستحكمة وصلت الى حد العدائية التي تستزيد يومياً بوقود جديد يزيد الخلافات تسعيراً. واللافت في هذا المجال هو ان مجرد ذكر بري في اوساط عون وتياره، يثير الاستياء والنقمة كما ان مجرد ذكر عون في اوساط رئيس مجلس النواب وحركته الامر نفسه، فيتكهرب الجو في كل منهما وتبدأ احاديث تطول عن الخلافات وأسبابها.

ولمن لا يعرف فإن لا كيمياء ايجابية بين شخصيتي الرجلين، أي بري وعون والكل يتذكر ان بري طالما كان يردد ان "عون ضد عون" عندما كان يسأل قبل عودة رئيس تكتل الاصلاح والتغيير من فرنسا للتعبير عن نظرته الى شخصية عون واساءته حتى الى نفسه. كما ان الكل يتذكر ان بري بالنسبة لعون هو رمز الفساد في الدولة اللبنانية، وكان يضعه في رأس قائمة الفاسدين، واذ امتنع اليوم عن ذلك وبدأ التركيز على "تيار المستقبل" في الاعلام فمرد ذلك الى لزوميات تحالفه مع حزب الله المتمسك ببري وبقائه في سدة الرئاسة الثانية حتى اشعار آخر.

واضافة الى ذلك فإن الخلافات الابرز اليوم تدور حول الانتخابات النيابية وترشيحاتها.

والقصة بدأت عندما طالب عون بالمقاعد المسيحية الخمسة في الجنوب او حصة منها، واشترط للتعاون مع بري في الانتخابات جنوباً بأن يكون له مقعدان على الاقل، بعدما ايقن ان هناك استحالة سورياً للمس بمقعد اسعد حردان في مرجعيون – حاصبيا الذي كان نائب رئيس الحكومة عصام ابو جمرا يسعى للحصول عليه اعتباراً من كونه ابن تلك المنطقة. وعندما جوبه عون بأن اصوات الشيعة في جزين حاسمة في تأمين فوز المرشحين المتنافسين في اية معركة تحصل في هذا القضاء، رد بأن الامر نفسه حاصل في قضاء بنت جبيل لأن اصوات المسيحيين المرجحين لفوز اية لائحة في تلك الدائرة تتجاوز الثمانية آلاف صوت ومثلما لا يوجد في جزين أي مقعد شيعي يمثل الناخبين الشيعة فإنه لا يوجد ايضاً في بنت جبيل أي مقعد ماروني أو ارثوذكسي او كاثوليكي يمثل الناخبين المسيحيين.

وطبقاً لما يقوله مطلعون فإن بري يحاول إجراء مقايضة بين المقعدين اللذين يسلم بإسنادهما لعون الاول في جزين والثاني في الزهراني فطالب بمقعدين شيعيين الاول في قضاء بعبدا "هناك مرشحان شيعيان والاول محسوم حتى الآن لنائب حزب الله علي عمار" والثاني في قضاء جبيل ويشغله حالياً النائب عباس هاشم.

الا ان عون رفض رفضاً قاطعاً البحث في مثل هذه المقايضة، خاصة وانه متمسك بعباس هاشم وينوي ترشيح فوزي كنج للمقعد الشيعي الثاني في بعبدا.

واذا كان حزب الله يتجنب حتى الآن البحث في موضوع الترشيحات النيابية مع حلفائه ويعتبر ان الوقت ما زال مبكراً لذلك، فإن هناك اعتقاداً سائداً بأنه لن يترك الامور تفلت من يديه وسيقوم في الوقت الذي يراه مناسباً بقول كلمته الفاصلة في هذا الترشيح او ذاك وفي حصة هذا الطرف او ذاك.

 

نادر: زيارة عون لسوريا ليست في صالح المسيحيين

المصدر: المؤسسة اللبنانية للإرسال

تمنى الاستاذ الجامعي سامي نادر "عدم زيارة النائب ميشال عون سوريا، لانها ليست في صالح المسيحيين حاليا، وهي ستضعف موقع الرئيس ميشال سليمان".

وقال ان "السوريين لم يغيروا سياساتهم ونمطهم اتجاه لبنان، وهم كعادتهم يوظفون مثل هذه الزيارات للعب على الزعامات والتوازنات المسيحية على مبدأ نظرية فرق تسد". وانتقد نادر قانون الانتخابات الحالي، ووصفه "بالرجعي". وتخوف في الوقت نفسه من "عدم حدوث الانتخابات النيابية خصوصاً اذا رأت سوريا ان النتائج لن تكون لصالح فريقها". واضاف أن " الانتخابات وسط صراع اقليمي، وامام ملفات صعبة كملف المحكمة الدولية وملف ايران النووي"، مشيراً إلى أن "الناخب المسيحي سيعيد رسم خارطة البلد من خلال الانتخابات، لأن هناك شريحة شعبية كبيرة ليست داخلة في اي محور تستطيع ان تحسم هوية لبنان المستقبلية ".

وعن المحكمة الدولية، أكد نادر أنها "دخلت مسار الاقرار، لكن لا أتوقع مع بدء عملها صدور قرارات اتهامية". وعن الاستراتيجية الدفاعية، قال "لا أعلم كيف سيحسم هذا الملف في ظل استمرار تدخل سوريا وايران لتعزيز دور "حزب الله"، و بقاء سلاح الحزب على مدى المتوسط يكرس التقسيم".أما في ما يتعلق بالمصالحات المسيحية - المسيحية، رأى انها "تتم حاليا وكأنها بين زعماء ميليشيات، فالمصالحة الحقيقية يجب ان تتم من خلال المؤسسات الدستورية وليس كما نراه في الجامعات". وعن العلاقات السورية - الاميركية بعد وصول اوباما الى السلطة، اوضح ان "المطلوب من سوريا حاليا من قبل الاميركيين والاوروبيين هو فك ارتباطها مع ايران وهذا امر صعب لأنه اصبح هناك تداخل بين البلدين، كما ان هذا الامر سيكون على حساب "حزب الله" الذي بدوره سينقلب على دمشق".

 

التقدمي": قيام المحكمة الدولية خالف كل توقعات اميل لحود

المصدر: NNA /صدر عن الحزب التقدمي الاشتراكي البيان الآتي : "يبدو ان حالة الهلع والخوف قد وصلت الى ذروتها عند (الرئيس) اميل لحود مع اقتراب انطلاق اعمال المحكمة الدولية في الفصل الاول من العام المقبل، وهذا ما يبرر دفاعه اليومي المستميت عن الضباط الاربعة الذين كانوا يشكلون فريق عمله المباشر . وهذه الحالة تستدعي دعوته الى التحقيق مجددا والاستماع الى ما عنده من معطيات حول جريمة العصر التي تمثلت باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. لا شك بان قيام هذه المحكمة خالف كل توقعات (الرئيس) لحود ومن يقف خلفه وما يحصل اليوم من رفع لراية الضباط الاربعة ليس سوى توترات ما قبل الحقيقة التي ستأتي لا محالة".

 

7 أيار راجع.. 7 أيار رجع

موقع تيار المستقبل/بعد هزيمة 8 آذار في انتخابات الجامعة الاميركية في بيروت ردّد أنصارها: "7 أيار راجع ...7 أيار راجع". وها هو يرجع بالاعتداء على الاعلام الذي لا يحتملون صورته التي تنقل حقيقة وجههم القبيح. القيادي في "التيار الوطني الحر" زياد عبس كان واضحا في تبريره الاعتداء على الزميل عمر حرقوص بما أسماه "حساسية استخدام الكاميرات بالنسبة لبعض القوى السياسية، باعتبار ان الكاميرا وسيلة لنقل المعلومات". صحيح، فالجماعات نفسها التي ارتكبت الموبقات في 7 ايار ونقلت كل وسائل الاعلام صورتها وهي تحرق تلفزيون "المستقبل"، اعتدت على حرقوص لتذكّر كل من تسوّل له نفسه نقل حقيقة استمرار انتشار المليشيات في بيروت، بأن هذه المليشيات هي التي تفرض قوانينها وليس الدولة التي يطالب بها الجميع.

مجلس الوزراء

ست ساعات تجاوز نصف احداها منتصف الليل في اجتماع مجلس الوزراء في القصر الجمهوري في بعبدا، ملأتها ملفات الخليوي وإنشاء سفارة فلسطين في بيروت وتأليف اللجنة اللبنانية ــ السورية المشتركة للحدود.

رئيس الجمهورية ميشال سليمان شدد على ضرورة انجاز التعيينات في مجلس القضاء الأعلى والتشكيلات القضائية وتعيين اعضاء المجلس الدستوري.

مجلس الوزراء قرر اسناد رئاسة اللجنة الوزارية المكلفة النظر في آلية التعيينات الى وزير الدفاع الياس المر بعد رفض نائب رئيس مجلس الوزراء عصام ابو جمرا ترؤس هذه اللجنة مكررا مطالبته بصلاحيات نائب رئيس الحكومة، لكن مجلس الوزراء ردّ بضرورة وضع هذا الموضوع في عهدة رئيس الجمهورية، وعندما سئل أبو جمرا عن الموضوع لدى مغادرته قال إن الصلاحيات في عهدة رئيس الجمهورية.

كما عيّن مجلس الوزراء القضاة نعمة لحود وسمير عالية وسامي منصور اعضاء في المجلس العدلي.

صحيفة "النهار" ذكرت ان رئيس مجلس النواب نبيه بري سيدعو المجلس الى عقد جلسة مناقشة عامة خلال شهر كانون الأول المقبل وهو تسلّم اسماء المرشحين لعضوية المجلس الدستوري وتجاوز عددهم الـ70، وغالبيتهم من المسيحيين. وسيدعو بري في وقت قريب مكتب مجلس النواب الى عرض اسماء المرشحين تحضيراً لانتخاب الهيئة العامة للمجلس الاعضاء الخمسة الذين يتعين على المجلس اختيارهم، فيما يختار مجلس الوزراء الخمسة الآخرين.

الخلوي

وناقش مجلس الوزراء مطولاً الآلية التي طرحها وزير الاتصالات جبران باسيل، وذكرت صحيفة "اللواء" ان وزير الصحة محمد جواد خليفة أثار موضوع التسهيلات والحوافز التي تقدم للمستهلك في دول العالم، وطالب بحدة لافتة الوزير باسيل بخطة اصلاحية، وعاضده في هذا الموقف وزير الاشغال غازي العريضي.

وبنتيحة هذا النقاش، اجتمع الوزراء خليفة وباسيل ومحمد شطح في قاعة جانبية وصاغوا قراراً نص على مطالب تقرر اضافتها على عقود التشغيل وشروط المناقصة، تضمنت الاجراءات الآتية:

اولاً: البدء بتوسيع شبكتي القطاع الخليوي وتحسين الخدمة فيها ابتداء من 21/12/2008، وصرف الاموال اللازمة لخطة التوسيع التي تنتهي مرحلتها الاولى في نهاية نيسان 2009.

ثانياً: تخفيض اسعار الدقيقة على الخطوط المسبقة الدفع والخطوط اللاحقة الدفع وعلى الاشتراك الثابت بنسبة لا تقل عن 10% في المرحلة الاولى.

ثالثاً تخفيض اسعار الخدمات وتقديم وتنويع خدمات اضافية تطال شرائح اجتماعية مختلفة.

رابعاً: تمديد مدة الخط المسبق الدفع حتى ثلاثة اشهر.

خامساً: التوجه نحو الفوترة على اساس اجزاء الدقيقة وصولاً الى الثانية الواحدة، على ان تنفذ هذه الاصلاحات تدريجياً بعد شهرين وحتى سنة واحدة، مع الاخذ في الاعتبار اهمية الحفاظ على مداخيل الخزينة ووتيرة توسيع الشبكات وزيادة عدد المشتركين.

الحريري في القاهرة

في هذه الاثناء، شكلت زيارة رئيس تيّار "المستقبل" النائب سعد الحريري الى القاهرة حدثاً لما بحثه والرئيس المصري حسني مبارك. وقال الحريري ان الرئيس مبارك كان كعادته داعماً للبنان واستقلاله وسيادته ولضرورة احترام هذا البلد كدولة مستقلة، وكان متشجعاً جداً لأن المحكمة الدولية ستبدأ عملها قريباً في شهر آذار المقبل، وهو اعتبر ان امن لبنان من امن مصر.

وشدّد الحريري على ضرورة اجراء الانتخابات النيابية في موعدها ومن دون تأخير، بالرغم من التهويل بإمكان حدوث تفجيرات او اغتيالات، لافتاً الى ان الانتخابات اجريت بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري كما جرت في العراق في احلك الظروف، وقال: "يجب ان تجري الانتخابات مهما حصل ويحصل، حتى لو تم استهدافي انا شخصياً". ولاحظ ان جزءاً من التهويل الذي يحصل من بعض اصدقاء سوريا وحلفائها في لبنان قد يصبح واقعاً، لأنهم يعدون بالشيء ويعمدون الى تنفيذه، مذكّراً بإرسال "فتح الاسلام" الى لبنان، لكن الحريري أكد ان هذا الامر لن يخيف اللبنانيين، وإن قوى 14 آذار ستخوض المعركة في كل لبنان من اقصى جنوبه الى اقصى شماله كقوى متحالفة.

وأوضح ان المحكمة الدولية هي لتحقيق العدالة وليس للانتقام، مكرراً قوله انه سيقبل بأي نتيجة تصدر عن المحكمة. وأضاف: "يقولون ان اسرائيل هي من اغتالت رفيق الحريري. فلنحاكم اسرائيل إذاً. انا لا اعرف لماذا يعتبرون المحكمة ضدهم ولا يريدونها ان تنشأ".

عون والمخطوفون في سوريا

ومع استعداد العماد ميشال عون للتوجه الى سوريا، أكد أهالي المخطوفين والمعتقلين في سوريا انه لا يمكن اقفال ملف ابنائهم الانساني بهدية أو بجوائز ترضية، وأعلنوا انهم أبلغوا عون حرصهم على ان يبقى ملف ابنائهم خارج الاستغلال السياسي. وفي السياق عينه، اعتبر حزب الاتحاد السرياني اثر اجتماع استثنائي لمكتبه السياسي ان "الزيارة المرتقبة للنائب ميشال عون الى سوريا خيانة عظمى بحق شهداء 13 تشرين وشهداء ثورة الارز وخاصة انها ستأتي قبل جلاء الحقيقة والمحكمة الدولية

 

لا سوريا انسحبت ولا عون أخلى القصر...فكانت الجريمة 

المصدر: النهار/اميل خوري

من اغتال الرئيس رينه معوض، ولماذا لم يكشف التحقيق الحقيقة المعروفة، هذا اذا كان قد جرى تحقيق؟

هذا السؤال يطرح كل سنة عند احياء ذكرى اغتيال معوض وهي الذكرى 19 التي تصادف غدا السبت.

قال عضو الامانة العامة لقوى14 آذار ميشال معوض نجل الرئيس الشهيد في مؤتمر صحافي عقده الشهر الفائت في اهدن: "ان من قتل رينه معوض هو النظام السوري، وهذا اقتناع راسخ لدينا وعند جميع اللبنانيين، لكن بقدر ما نحن مقتنعون بأن النظام السوري هو الذي قتل رينه معوض، من الواضح ان العماد ميشال عون يتحمل مسؤولية اكيدة في هذا الاغتيال" وتساءل: "هل من داع لتذكير عون بأنه اتهم شخصيا الرئيس معوض بالعمالة وهو الذي قال: "غدا ستنتخبون رئيسا عميلا، واتهمه بالخيانة ونظم تظاهرات بشعار "يا رينه يا عكروت عالشرقية ما بتفوت"... وهل من لزوم لتذكيره بأنه لو فتحت لرينه معوض ابواب قصر بعبدا لما كان اغتيل بهذه السهولة في وقت كان موجودا في مقر موقت وغير محمي فيه. فشكل ذلك غطاء معنويا لهذا الاغتيال وسهله لوجستيا، وهل من لزوم لتذكيره بأني تعرضت شخصيا للتهديد المباشر بالقتل في باريس من عونيين مما اجبر الدولة الفرنسية على حمايتي وان ضباطه فتحوا قنينة شمبانيا بعد الاغتيال في اوتيل كومفورت حينها!".

اما زوجة الرئيس الشهيد النائبة نايلة معوض، فلم تتهم العماد ميشال عون بالاغتيال، بل حمّلته مسؤولية الاغتيال بالقول: ان رينه معوض هو شهيد الطائف ومن حاول عرقلة مسيرة اتفاق الطائف يتحمل مسؤولية كبيرة في هذا الاغتيال، ولا فارق اذا كانت هذه المسؤولية مسؤولية جنائية او مسؤولية سياسية". وأضافت: "ان رينه معوض هو ضحية محاولة تطبيق لبناني لاتفاق الطائف وعدم تحويله الى طائف سوري اي "سورنة الطائف" اضافة الى مواجهة الجبهة الرافضة للطائف آنذاك اي ايران وحليفها "حزب الله" وكذلك المحور العراقي – الفلسطيني".

وبحسب النائبة نائلة معوض ان زوجها "دفع ثمن مزايدات ميشال عون وحملات التشهير والتحريض والتخوين والاتهامات بالعمالة التي كان يطلقها، فلو بقي الرئيس معوض حيا لكنا وفرنا على المسيحيين الانقسامات والدماء والدمار ولما كان ضعف موقع رئاسة الجمهورية في المعادلة السياسية الوطنية اضافة الى "حرب الالغاء" التي دمرت المنطقة المسيحية بحجة "توحيد البندقية تحت سقف الشرعية" وهي انقسامات ما زال المسيحيون يدفعون ثمنها الى اليوم. فلماذا لم يوقع العماد عون يومئذ ورقة تفاهم مع "القوات اللبنانية" كما فعل مع "حزب الله" واعتبر بندقية "القوات" شرعية كما اعتبر بندقية "حزب الله" شرعية لتجنيب المسيحيين ويلات تلك الحرب؟

الواقع، ان حملة التحريض والتخوين ضد الرئيس الشهيد رينه معوض تمت في وقت كان يخوض فيها محادثات دقيقة ومعقدة مع النظام السوري من اجل تطبيق لبناني لاتفاق الطائف وقد عقد لهذه الغاية اجتماعا مطولا في اهدن مع ممثل النظام السوري حينذاك عبد الحليم خدام، وقد طلب الرئيس معوض في ذاك الاجتماع انسحاب القوات السورية من الاقضية المسيحية في الشمال كخطوة اولى في تنفيذ اتفاق الطائف وكمبادرة حسن نية من هذا النظام ولتأكيد التزامه الطائف بحيث يؤدي استجابة طلب الانسحاب الى تسهيل المحادثات مع العماد عون والتي كانت قد بدأت عبر سعاة خير من اجل ان يفتح ابواب قصر بعبدا للرئيس معوض بعد وعد بتنفيذ هذه الخطوة، وجعل العماد عون يلتحق بالشرعية وبالتالي تجنيب لبنان والمناطق المسيحية تحديدا التداعيات المدمرة لانهاء التمرد بالطرق العسكرية على غرار ما حصل لاحقا في 13 تشرين اذ اطيح حكم العماد عون بالقوة العسكرية السورية وهي الطريقة التي رفض الرئيس معوض اللجوء اليها لقمع تمرد عون بل اصر على حل الملفات الخلافية بالحوار والتفاوض، وقد يكون هذا من اسباب اغتياله. كما رفض محاولة النظام السوري فرض اسماء وزراء قريبين من هذا النظام في اول حكومة يتم تشكيلها، وأصر على ان يتولى تشكيل هذه الحكومة رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وفقا لأحكام دستور الطائف.

لقد اعتذر رئيس هيئة "القوات اللبنانية" سمير جعجع بالاصالة وبالوكالة عن كل "القواتيين" الى الشعب اللبناني عن اخطاء ارتكبت فلماذا لا يعتذر العماد عون من اللبنانيين عموما ومن المسيحيين خصوصا على الخسائر المادية والبشرية التي لحقت بهم نتيجة حروبه العبثية ورهاناته على عراق صدام حسين في الماضي، وعلى المحور السوري – الايراني حاليا، وعلى ما لحق من اضرار وخسائر مادية جسيمة بالمؤسسات التجارية والمقاهي والمطاعم وسط بيروت نتيجة الاعتصام الطويل في الخيم. وما تعرضت له بكركي وسيدها من اهانات، وكذلك من شهداء الجيش الذين تركوا لمصيرهم في المعركة عند استسلامه وتسليمه بشرعية الرئيس الهراوي وبالعماد اميل لحود قائدا للجيش، والاعتذار ايضا من جميع اللبنانيين الذين رفعوا شعاراته الاستقلالية والسيادية وايدوها بحماسة منقطعة النظير، ثم انقلب عليها.

لقد تطايرت اشلاء الرئيس الشهيد رينه معوض مع الاستقلال في 22 تشرين الثاني 1989 لأنه كان يشكل فرصة لتنفيذ اتفاق الطائف تنفيذا دقيقا كاملا واقامة دولة الحق والمؤسسات ولأنه كان من قماشة الرجال الكبار الذين صنعوا لبنان وجعلوه سيدا حرا مستقلا. وكان من الرجال الذين يعرفون قصة لبنان ومبررات وجوده واستمراره. فكان العقل الهادئ والرصين والمتزن الذي يحفر الجبل بابرة الذي لم يكن سيف طائفته، بل يسعى الى تجنيبها ظلم سيوف الآخرين، فأبى زمن الحرب ان يكون حارسا لخطوط التماس ولا لإشعالها، بل كان اللبناني العتيق المؤمن الذي كان يجازف بعبورها والاحتجاج عليها، فكانت عينه على بيروت الشرقية وعلى بيروت الغربية لأنه الشمالي الذي هو ابن خريطة لبنان بحدوده الكاملة.

وفي خطاب القسم قال الرئيس الشهيد رينه معوض: "لا وطن، ولا دولة، ولا كيان بدون وحدة الشعب، ولا وحدة بدون وفاق ولا وفاق بدون مصالحة ولا مصالحة بدون تسامح وتضحية ولا شيء من كل هذا بدون ايمان ومحبة. لذلك فان دعوتي الاولى هي الى المصالحة لتعميم الوفاق. لم يعد احد منا يطيق صبرا على المحنة – المأساة ولم يعد احد منا يقبل العيش وكأننا في القرون الوسطى، بدون ماء وكهرباء، وبدون مسكن تهجرنا منه او تهدم. لم يعد احد منا يطيق الوقوف صفوفا طويلة للحصول على رغيف يقتات به اولادنا او الانتظار امام ابواب السفارات للحصول على تأشيرة دخول الى بلد آمن. كفانا قهر وكفانا عذاب. كفانا ذل وكفانا دم، كفانا تقهقر وكفانا افقار، كفانا تهجير وكفانا تهجر، كفانا رهانات وكفانا مغامرات. لقد آن لنا جميعا ان نعود سويا الى شاطئ الامان. الى هذا الوطن الذي كان موضع اعتزازنا بما يمثله في التاريخ وفي العالم من عيش مشترك وانجازات حضارية والذي يجب ان يعود، بسعينا جميعا، الى دوره الرائد والمميز".

لقد اعتبر الكثيرون ان الرئيس معوض هو رجل التوازنات في كل امر وشعاره المصالحة التي تتسع للجميع، وهو الميزان اللبناني الذي بانكساره يختل توازن الوطن. يقول المحامي كريم بقرادوني رئيس حزب الكتائب السابق في حديث له عام 1991: "كان رينه معوض واقعيا الى اقصى الحدود يعرف الى اين يذهب ومتى يتحرك. لم يكن موافقا على تعيين عون رئيسا للحكومة ونصح الرئيس الجميل ان يوسع حكومة الحص ويسلمها مهمة الاشراف على المرحلة الانتقالية. وعندما اعلن الجنرال عون "حرب التحرير" قال لي معوض: "مشكلة عون اصبحت كبيرة وستوصلنا الى مشاكل كبيرة، انه يحرك امورا غير طبيعية بصورة غير طبيعية وسيترتب عليها عواقب غير طبيعية، يدفع ثمنها لبنان والمسيحيون. انه يلعب بعواطف الناس.

وفي حديث للمحامي بقرادوني عام 1990 قال فيه: "كان رينه معوض يعيش هاجس الاغتيال بدون ان يترك هذا الهاجس يتحكم بعقله وتصرفاته، فقبل ان يغادر باريس الى مطار القليعات التقى ابنه ميشال وقال له: "يمكن بكرا ينتخبوني ويمكن بعدها يغتالوني" انت مسؤول يا ميشال عن امك واختك" وكان هذا هو اللقاء الاخير بين الاب والابن". ويضيف بقرادوني: "كان يردد على مسمع الكل" "اريد ان اعيد للرئاسة الصورة التي كانت تتحلى بها قبل الحرب. لن اقبل ان ابقى لاجئا في الرملة البيضاء، مكاني في قصر بعبدا"، لم يكن يرى اي اسباب تخفيفية تبرر تصرف عون تجاهه وان شعبية عون الكبيرة لا تبرر تعطيل الشرعية. كان يعرف ان ركوب الموكب الرسمي خطير، لكنه كان يصر عليه ويرفض استعمال سيارة جانبية مؤكدا: "علينا الحفاظ على مظاهر الشرعية بانتظار بسط سلطة الشرعية. كان يرفض ان يلبس السترة الواقية من الرصاص مع يقينه ان محاولات اغتياله على قدم وساق، فيتظاهر انه مرتاح وواثق من ان الشرعية العادلة والمعتدلة لا خوف منها ولا عليها. وكان يقول للمقربين: "انا لم اؤذ نملة في حياتي، فلماذا يريدون قتلي"...

 

هل بدأ الخلاف بين سليمان وحزب الله؟

المصدر: الشراع /لا يخفى على أحد ان العلاقة بين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وحزب الله تمر هذه الأيام بنوع من الفتور ظهر في غير مناسبة وموقف.

وإذا كانت التوقعات متفاوتة بشأن ما يمكن أن يتطور إليه هذا النوع من الفتور بين قائل ان ما جرى هو مجرد سحابة صيف عابرة وان أي خلاف سرعان ما سيجد طريقه إلى المعالجة، وبين قائل ان ما يحدث من توترات طبيعي لتعارض منطق الدولة المجسد في موقع رئيس الجمهورية مع منطق الدولة ضمن الدولة المجسد في طروحات وسلوك حزب الله، فإن انفجار الخلاف يبدو غير مطروح أو مؤجل في هذه الظروف.

ولكن قبل الاسترسال في الاحتمالات الممكنة لمآل العلاقة بين سليمان وحزب الله، ماذا حدث وكيف بدأ الخلاف؟

الخلاف ظهر في عيد الاستقلال عندما قاطع نواب ووزراء حزب الله الاحتفالات الرسمية ولم يشارك أحد منهم في حفل الاستقبال الذي أقيم في القصر الجمهوري ولم يقدم أي تفسير لهذه المقاطعة الأمر الذي أطلق التكهنات والتقديرات لما بين الرئاسة وحزب الله.

وترافق ذلك مع الاعلان عن مناورات عسكرية وأمنية أجراها حزب الله في الجنوب وبمناسبة عيد الاستقلال في الوقت الذي كان فيه الجيش اللبناني يقدم عرضاً رمزياً لسائر قطعه في ساحة الشهداء، الامر الذي دل بوضوح على وجود خطين متوازيين في هذا الاتجاه.. دولة تحتفل مع جيشها بالاستقلال ودولة ضمن الدولة توجه الرسائل الاقليمية عبر مناوراتها توكيداً لإمرتها وتحكمها بواقع البلاد حاضراً ومستقبلاً.

وزاد الطين بلة في هذا السياق هو تعمد مرئية "المنار" الناطقة باسم حزب الله استضافة الرئيس السابق اميل لحود صباح اليوم التالي للاستقلال "الاحد الماضي" وإعادة بث المقابلة معه نفسها في مساء اليوم ذاته، بكل ما تضمنته من هجوم وانتقادات مباشرة لفريق الاكثرية وضمنية للرئيس ميشال سليمان وقائد الجيش العماد جان قهوجي وبدا من خلال بث المقابلة نهاراً وليلاً ان "المنار" ومن خلال كلام لحود عن نفسه وإدارته للجيش والرئاسة لنحو 18 عاماً تضع دفتر شروط لكيفية تصرف رئيس الجمهورية وقائد الجيش وإدارتهما الاول للجمهورية والثاني للجيش.

هذه المظاهر الخلافية، او اوجه التباين الظاهرة بشكل نافر رغم عمليات التجميل والتزيين التي تجري لاخفاء عورات التناقض، مردها الى ثلاثة اسباب:

الاول موضوعي ويتصل بالتناقض الحتمي الذي لا بد ان ينشأ بين قوتين عسكريتين على ارض واحدة وظهرت معالمه في اكثر من مناسبة ليس آخرها حادث اسقاط الطوافة العسكرية التابعة للجيش في اجواء منطقة اقليم التفاح قبل اشهر قليلة.

اما السببان الآخران فمباشران وهما:

-استياء حزب الله من مشاركة الرئيس سليمان في مؤتمر "حوار الاديان" في نيويورك ومطالبة الحزب عبر اتصالات و"نصائح" وجهت لرئيس الجمهورية من اجل عدم المشاركة بحجة معلنة هي مشاركة الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس فيه وأخرى غير معلنة وتتعلق بالموقف من صاحب الدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، وقيل يومها ان حزب الله ابلغ سليمان بأنك كرئيس توافقي تكرس من خلال مشاركتك في المؤتمر ابقاء لبنان في المحور الذي كان الرئيس فؤاد السنيورة ربط لبنان به.

ورغم الكلمة الهامة والنوعية التي ألقاها سليمان في مؤتمر نيويورك وعبرت عن الثوابت والمبادرة اللبنانية والعربية الاساسية فان الموقف منه لم يتغير، واطلقت الحملات السياسية والاعلامية على المؤتمر ومشاركته فيه عبر مسؤولين في الحزب او عبر الابواق المعتمدة لمثل هذه الحالات من آل قنديل الى وئام وهاب وآخرين.

اما السبب المباشر الآخر فنابع من قلق حزب الله المتزايد من امكان قرار قد يصدر عن سليمان في أي وقت من الآن وحتى ما قبل شهرين من موعد الانتخابات النيابية لخوض الانتخابات بمرشحين مستقلين او دعم مرشحين مستقلين للانتخابات ليشكلوا بعد الانتخابات في حال فوزهم كتلة ثالثة أو تجمع مستقلين تعبر عن ارادة الرئيس سليمان التوافقية وتخلق مساحات مشتركة بين الفريقين الرئيسيين في البلاد وهما 8 و14 آذار/مارس.

ويتعاطى حزب الله مع هذه المسألة انطلاقاً من قاعدة قوامها: سليمان الرئيس وميشال عون الزعيم. ويعتبر ان انتخاب سليمان ومشاركة حزب الله في هذا الانتخاب نتيجة اتفاق الدوحة جاء على اساس هذه القاعدة، وليس على قاعدة انخراط سليمان مع بكركي وباقي اطراف 14 آذار/مارس في محاولات اضعاف عون الحليف الابرز لحزب الله مسيحياً وكذلك لسوريا التي يعد عون العدة لزيارتها في القريب العاجل، خصوصاً في ضوء ما ينسب الى سليمان في هذا المجال حول عون وعلاقته به والموقف منه. وإذا كانت هناك "ايد خفية" تدخلت في آخر لحظة من خلال اتصالات كثيفة جرت بعد انتهاء احتفالات الاستقلال وعشية زيارة سليمان الى طهران وأمنت زيارة "مستجدة" لكتلة حزب الله الى قصر بعبدا للقاء رئيس الجمهورية والتهنئة بالعيد، فإن ما لفت غير مراقب هو عدم استقبال الرئيس الايراني احمدي نجاد نظيره اللبناني على المطار في غياب مظاهر الحفاوة والتكريم المعتادة في مثل هذه الحالة رغم طابع الزيارة وكثافة اللقاءات التي اجراها سليمان خلالها مع كبار المسؤولين في ايران. فهل تستمر هذه "الأيدي الخفية" في منع انفجار الخلاف في محطات مقبلة أم ان صبر الرئيس التوافقي سينفد ولو بعد حين؟

 

صحافيون بلا حدود: لمحاكمة المسؤولين عن الاعتداء على حرقوص

وكالات/ استنكرت منظمة "مراسلون بلا حدود" المدافعة عن الحريات الصحافية في العالم، الاعتداء الذي تعرض له الزميل عمر حرقوص على يد ميليشيا السوري القومي ودعت الى محاكمة المسؤولين عن الاعتداء على الاعلاميين. واعتبرت المنظمة العالمية التي تتخذ من فرنسا مقراً لها :"إن هذا الاعتداء الجبان وقع بعد مرور بضعة أشهر على الهجوم الذي استهدف مقرات مؤسسات إعلامية عدة تابعة لتيار المستقبل، ومن بينها أخبار المستقبل. فباتت حرية الصحافة مهددة في لبنان بهذه الاعتداءات المتزايدة ضد المحترفين الإعلاميين. لذا، يتوجب على السلطات فتح تحقيق في أسرع وقت ممكن لتحديد المعتدين على عمر حرقوص ومحاكمتهم".

وبعدما روت المنظمة ظروف الاعتداء الذي تعرض له الزميل حرقوص على يد ميليشيا السوري القومي. اعادت التذكير بما تعرض له الاعلام اللبناني خلال "غزوة بيروت" في أيار/مايو 2008، عندما توقفت القناتان الأرضية والفضائية لتلفزيون المستقبل، ومحطة الأخبار الفضائية أخبار المستقبل، وجريدة المستقل، وإذاعة الشرق، عن البث لمدة خمسة أيام تحت تهديد ميليشياويين من حزب الله. 

 

غرفة عمليات سورية لإدارة الانتخابات اللبنانية

حسن صبرا

المصدر: الشراع /لم يعد أحد في لبنان يشك في أنّ هدف سوريا لإستعادة الوصاية على وطنه، تتقدم بأشواط هدف نظام الاسد الابن استعادة الجولان الذي فرّط به الاسد الاب وسلمه لاسرائيل خلال عدوان حزيران/يونيو 1967، فكيف هدف استعادة الاسكندرون الذي فرّط به الاسد الابن لتركيا.

واذا كانت دمشق وضعت سياسة الحوافز لتحسين علاقاتها مع الجارة تركيا وقدمت لها ما لم تحصل عليه تركيا في تاريخها الحديث من احد وهو الاعتراف لها بإغتصابها لواء سورياً اسمه الاسكندرون وتخليصها من ألد اعدائها زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله اوج آلان.

واذا كان نظام الاسد اعتمد سياسة المفاوضة مع العدو الصهيوني بعد 34 سنة من الهدنة الاطول في تاريخ الصراع العربي – الصهيوني، لم تحصل خلالها ضربة كف على الجبهة السورية – الاسرائيلية، وقدمت لاسرائيل خدمات لم تحصل عليها او على مثيل لها الا من الولايات المتحدة الاميركية.

فإن نظام الاسد الابن رسم للشقيق )لبنان( سياسة تقوم على عمل أي شيء ضد أي كان وبأي اسلوب ممكن لاخضاعه للوصاية التي "كم كانت كريهة طيلة 30 سنة".

شكل نظام الاسد الابن لجان مفاوضة مع العدو اسرائيل سراً وعلانية وشكل نظام الاسد الابن لجان تحسين للعلاقات مع الجارة تركيا سياسياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً وأمنياً وعسكرياً ومائياً وتنازل لها عن كل ما تريد. اما بالنسبة للبنان فقد شكل نظام الاسد الابن غرفة عمليات لبحث كيفية العودة ((المظفرة)) الى هذا الوطن المنكوب بالعدو الصهيوني جنوباً، وبالشقيق الخاضع لسيطرة نظام قمعي ارهابي ضده شمالاً وشرقاً.

غرفة عمليات نظام الاسد الابن تجاه لبنان مشكلة من ضباط اجهزة استخبارات من وفي جميع الاجهزة، تعتمد الضباط جميعاً الذين عملوا في لبنان وأساؤوا وتجاوزوا وارتكبوا كل المحرمات وأقلها نهب وكنـز المال الحرام من اهله وناسه، حتى ذبحوا من الوريد الى الوريد كل فرصة وئام بين دولتين جارتين وشعبين شقيقين.. ولأجيال عديدة. حددت غرفة عمليات نظام الاسد تجاه لبنان هدف استراتيجي وهو العودة الى لبنان، وقد مرّ هذا الهدف بمجموعة مراحل كان اولها استيعاب صدمة الهرب من لبنان تنفيذاً للقرار 1559، وقد تولى تغطية مرحلة الهرب حزب الله عبر تظاهرة الوفاء لبشار الاسد التي نظمها الحزب الفارسي في 8 آذار/مارس 2005.. فكانت هذه اول خدمة سياسية تقدمها طهران لنظام الاسد، بعد ان اعتاد نظام الاسد الاب والابن الحصول من طهران على الخدمات المادية والعسكرية طيلة ربع قرن مضى (1980 – 2005).. مقابل الخدمات السياسية والامنية والادارية التي قدمها نظام الاسد الاب والابن لايران ضد العراق ولبنان طيلة المدة المذكورة.

ثاني مراحل هدف نظام دمشق الاستراتيجي بالعودة الى وصايته على لبنان كان الانتقام من كل من عمل على طرده من لبنان، من ابطال انتفاضة الاستقلال التي انفجرت بعد قتل نظام الاسد للرئيس الشهيد رفيق الحريري يوم 14/2/2005، فتم اغتيال الشهيد سمير قصير مطلع حزيران/يونيو 2005 أي بعد اقل من اربعة اشهر على اغتيال الحريري وأقل من شهرين على خروجه الرسمي من لبنان في 26/4/2005، وتم اغتيال الشهيد جورج حاوي بعد اسبوعين من اغتيال قصير، ثم محاولة اغتيال الياس المر بعد شهر من اغتيال حاوي، ثم محاولة اغتيال مي شدياق بعد شهرين من محاولة قتل المر، ثم اغتيال الشهيد جبران تويني بعد اقل من شهرين على محاولة اغتيال شدياق..

ارتفعت معنويات غرفة عمليات نظام الاسد تجاه لبنان بعد المزيد من الاغتيالات التي طالت الشهداء النائبين وليد عيدو وانطوان غانم ((واللواء فرانسوا الحاج والمقدم وسام عيد بعد محاولة اغتيال المقدم سمير شحادة)) فانتقل من مرحلة الانتقام الفردي الى الانتقام الجماعي، وكان الابشع فيها استهداف مؤسسة الجيش كله عبر عصابة فتح الاجرام بقيادة عميلها شاكر العبسي، بعد ان راقب بدء قيام مؤسسات امنية لبنانية غير خاضعة لتوجيه النظام الامني المنهار في لبنان الذي كان تابعاً لدمشق وأجهزتها الاستخباراتية.

ثالث مراحل غرفة عمليات نظام الاسد الابن تجاه لبنان برزت بعد حرب صيف 2006 بين اسرائيل و"حزب الله"، التي اعتبرها هذا النظام نصراً سياسياً له على المنتج الاسرائيلي الذي اسمه حكومة فؤاد السنيورة وأركان قوى 14 آذار/مارس فعمل على اسقاط الحكومة مباشرة، ثم بالحصار والاعتصام اللذين نفذهما "حزب الله" الفارسي في وسط بيروت، ومنع من خلالهما الحكومة من تأدية عملها وكان اخطر نتائج هذه السياسة على لبنان وطناً وشعباً ومجتمعاً واقتصاداً هو اجهاض كل محاولات نهوض لبنان عبر مؤتمرات باريس 2 و باريس3 وتسعير الازمة الاجتماعية والمعيشية تمهيداً لاخضاع لبنان للمال العفيف والنظيف والشريف المنهوب من نفط فقراء العراق لصرفه على عصابات النظامين الفارسي والسوري في لبنان.. وشراء ذمم الناس وسط ازمتهم المعيشية.

تباين طهران – دمشق

غرفة عمليات نظام الاسد الابن تجاه لبنان رسمت لجماعاتها في لبنان بقيادة "حزب الله" وتوابعه الهجوم على السرايا الحكومي واعتقال وقتل فؤاد السنيورة وعدد من الوزراء، واقتحام دار الحريري في قريطم لاغتيال سعد الحريري واقتحام دار كليمنصو لاغتيال وليد جنبلاط، ووضع الحزب الفارسي خططاً عدة لهذه العمليات وعمل تجارب عديدة ومناورات سلمية ليلاً للاقتحام حتى تم له ما اراد يوم 7/5/2008، واحتل بيروت وحاصر مراكز القيادات الوطنية لكنه لم ينفذ ما يريده نظام الاسد الابن فلم يقتل السنيورة والحريري وجنبلاط، فظهر تباين بين طهران ودمشق في لبنان نتج عنه تقدم القرار الايراني على السوري في لبنان، وظهر ان "حزب الله" بات فارسياً حتى العظم في الشأن اللبناني، وانه بات يحمي نظام الاسد في لبنان كما أدواته من يتامى الاستخبارات السورية.

جاءت نتائج اتفاق الدوحة على غير ما يأمل نظام دمشق لكن بما يناسب النظام الفارسي الذي تكرس في هذا الاتفاق مرجعاً لكل الذين كانوا أدوات دمشق خلال 30 سنة وعلى مراحل..

لم يعجب غرفة عمليات الاسد تجاه لبنان انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية ولا مجيء حكومة لبنانية جديدة برئاسة فؤاد السنيورة بعد اتفاق الدوحة، لكنها رضخت لها لأن طهران اعتبرت نفسها منتصرة لأنها باتت هي الممسكة بقرارات هذه الحكومة لتعطيل ما تريده منها عبر "حزب الله" ووجدت دمشق نفسها قابلة لهذه النتيجة عبر دمج جماعتها في الحكومة (حركة امل وممثل الحزب السوري القومي) في جماعة الحزب لاعطائه القدرة على التعطيل.

الانتخابات تلغي التباين

غرفة عمليات نظام الاسد تجاه لبنان تركز منذ عدة اشهر على كيفية ادارة انتخابات لبنان في ربيع 2009 تمهيداً للفوز بها.. وبالقوة استناداً الى العناصر التالية:

1- سلاح "حزب الله" هو الأداة الاشد قوة في يد دمشق لكسب الانتخابات النيابية بالقوة، وهذا السلاح واستخدامه يلغي أي تباين سابق بين طهران ودمشق في لبنان، لأنه يعيد سلاح الحزب أداة في يد نظام دمشق لتحقيق ما تريد في لبنان وهو امر يتقاطع مع مصلحة ايرانية مباشرة ينفذها حزبها في لبنان خاصة مع تشكيل الحرس الثوري الايراني غرفة عمليات لمتابعة انتخابات لبنان برئاسة قائد فيلق القدس الذي يتبع له "حزب الله" قاسم سليماني.

2- الترويع الامني للمواطنين خاصة لأنصار قوى الاستقلال والسيادة بواسطة سلاح "حزب الله"، وعصابات سرايا المقاومة، ومباشرة عبر الاغتيالات السياسية التي وضعت لها اجهزة استخبارات الاسد خططاً متعددة.

3- اشغال القوة الاساسية في الشارع الاستقلالي وهي "تيار المستقبل" بزعامة سعد الحريري من خلال مجموعة خطط :

أ – اتهامه بدعم الارهاب الاصولي في الشمال والبقاع عبر ارسال ادوات استخباراتية سورية للقيام بعمليات ارهابية ضد الجيش اللبناني لخلق عدة اشكالات سياسية بين المستقبل والجيش، وبين المستقبل والمسيحيين، وبين المستقبل والاخوة العرب والاصدقاء الدوليين، واستمرار الاشتباك السياسي والحساسية المذهبية بين السنة وبين الشيعة.

ب – التركيز على منطقة الشمال التي اعطت "تيار المستقبل" وقوى 14 آذار/مارس الاغلبية المطلقة في مجلس النواب في انتخابات ربيع 2005 عبر إنجاحها مرشحيه ومرشحيها الـ 28 جميعهم.

والهجوم على الشمال مستمر على عدة جبهات امنية وعسكرية وحزبية ومالية وسياسية.

ففي حين يحشد نظام الاسد جيوشه المسحوبة من جبهات الجولان والعراق وتركيا لنشرها على حدود شمالي لبنان تهديداً وإرعاباً، يعمد حزب الله الى حشد المال لشراء الذمم وبعض العمائم فضلاً عن توزيع السلاح على اصوليين يسهل التلاعب بعواطفهم وغرائزهم من خلال زعم التوجه الى العراق لمقاتلة الامريكان او لقتال قوات ((اليونيفيل)) في جنوبي لبنان.. حتى اذا تعذر ذلك وبسبب الاستخدام السوري لهؤلاء يتم توجيههم الى لبنان لعمليات ارهابية تبرر الحشود العسكرية السورية.

وفي حين يبادر سعد الحريري لوأد الفتنة في طرابلس والشمال بين السنة والعلويين، وينجح حتى الآن سياسياً وميدانياً فإن نظام الاسد ومعه "حزب الله" لا يتوقفان عن التحريض المذهبي في الشمال كله تحت زعم العداء السلفي للعلويين والشيعة ومن خلال ادوات سلفية مرتشية من الحزب الفارسي.

وفي حين يدعم ((تيار المستقبل)) الجيش اللبناني بكل الوسائل وفي كل لبنان خاصة في الشمال، ولولا الغطاء السياسي الذي وفّره التيار وحكومته للجيش لإنهاء عصابات ((فتح الاسلام)) التي حماها "حزب الله" حين اعلن زعيمه حسن نصرالله ان انهاء هذه العصابة هو خط احمر، لما أمكن التخلص من إرهابها كمخلب قط في يد استخبارات الاسد.. فإن الخطة التي اعدتها غرفة عمليات نظام الاسد تجاه لبنان ما زالت مصممة على محاصرة تيار ((المستقبل)) بالإرهاب لاضعافه داخلياً وإحراجه عربياً ودولياً.. لمنعه من تحقيق انتصار تاريخي جديد في انتخابات 2009.

إرهاب الناخبين والمرشحين

تعتمد غرفة عمليات نظام الاسد تجاه لبنان سياسة الارهاب ضد الناخبين اللبنانيين المؤيدين بأغلبيتهم الساحقة لقوى الاستقلال والسيادة، وكذلك سياسة ارهاب المرشحين، ولن تنجو منطقة في لبنان من هذا الارهاب بما فيها محافظتا الجنوب والنبطية حيث الغلبة لتحالف سوري – ايراني عبر حلف حركة "امل" و"حزب الله" حتى الآن.

صحيح ان الحملة الانتخابية من خلال المهرجانات والزيارات بدأت خجولة ومتواضعة حتى الآن وستتصاعد يوماً بعد يوم اعتباراً من مطلع 2009 الا انّ العقبات بدأت تتصاعد وستصل الى ذرى متعددة مع بروز التحرك الشعبي والسياسي العامل على خرق اللوائح المعلبة المصغرة، والتي اتاح لها قانون 1960 الانتخابي المعتمد على القضاء كدائرة انتخابية امكانية خرقها في اكثر من منطقة، بما يهدد جسدياً حياة مرشحين وناخبين.

سلاح "حزب الله" وعصابات سرايا المقاومة واستخبارات دمشق ويتامى استخباراتها جاهزون جميعاً لتنفيذ اوامر غرفة عمليات نظام الاسد تجاه لبنان، قبل الانتخابات وخلالها ضد مرشحين مستقلين تتوافر لهم امكانية نجاح في الجنوب والبقاع على حساب تحالف ايران – سوريا، وضد ناخبين معينين وتحديداً انصار تيار ((المستقبل)) في بيروت والشمال.

اما المسيحيون

فإن غرفة عمليات نظام الاسد أعدت برنامجاً شاملاً لميشال عون للمحافظة على ما تبقى له من نواب في كتلته المتهاوية استناداً الى ما يلي:

1- تأمين قوة ميليشيوية في مواقع انتخابية مسيحية لإرعاب المرشحين المستقلين الذين يعتبر عون انهم سيكونون مقربين من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان.

2- تأمين قدرات مادية ضخمة من ايران مباشرة وعبر "حزب الله" الذي يقدم ما بين 30 الى 50 الف دولار لنواب في كتلة عون الآن وستتضاعف خلال المرحلة الانتخابية.

3- كل مصاريف حملة عون الانتخابية التي بدأت غزيرة وغنية في مناطق مختلفة من لبنان تأتي من استخبارات طهران مباشرة وعبر "حزب الله".

4- توفير فرص النجاح لمرشحي عون في لوائح "حزب الله" و"أمل" في الجنوب والبقاع على حساب المرشحين المسيحيين المستقلين الذين يتخوف عون من ولائهم للرئيس ميشال سليمان، وإذا حاول قياديو "حزب الله" وحركة ((امل)) التمسك بمرشحين مسيحيين لا يرضى عنهم عون فإن استخبارات دمشق متكفلة بـ((اقناع)) هؤلاء بالرضوخ والقبول بما يريده عون.

5- تعطيل كل محاولة وطنية ومسيحية خاصة للمصالحة بين الاطراف المسيحية لتهدئة المشاعر وإزالة المخاوف تمهيداً لاجراء انتخابات نيابية في اجواء هادئة وحتى يمكن حضور اكبر عدد ممكن من الناخبين الى اقلام الاقتراع وبهذا يضمن المرشحون الاستقلاليون النجاح.

تعطيل محاولات المصالحة المسيحية هو سياسة سورية مرسومة في غرفة عمليات نظام الاسد تجاه لبنان، لأنها تدرك ان ارهاب الناخبين المسيحيين هو العنصر الاساسي في المحافظة على ما تبقى من كتلة عون الانتخابية في حين ان جماعات عون الانتخابية ستكون حاضرة محمية في ظل تهديد الناخبين المستقلين وهم اغلبية المسيحيين.

سيحصل مرشحو عون كما مرشحي جماعة 8 آذار/مارس على كل حماية للتحرك في كل مكان، وسيحصلون على كل دعم مادي ايراني وقطري، وسيتاح لهم التحرك الاعلامي وسط وسائل الاعلام اللبنانية التي تخضع بأغلبيتها للمال الايراني، اما الوسائل المستقلة القليلة فستعمد للتوازن بين المرشحين كلهم ولا يبقى لمرشحي 14 آذار/مارس الا وسائل قليلة جداً.

الهدف السياسي

اما ما تريده غرفة عمليات نظام الاسد تجاه لبنان فهو اغلبية نيابية تأتي بحكومة خاضعة لمحور دمشق – طهران، تعطل كل دور لرئيس الجمهورية وتعمد بكل الوسائل لإحراجه تمهيداً لإخراجه (وهل تتورع استخبارات هذا المحور عن القتل امام أي عقبة) والمجيء بميشال عون رئيساً للجمهورية فيحقق المعادلة التالية:

1- المثالثة بين السنة والشيعة والمسيحيين، فتهبط حصة المسيحيين في الحكم والمؤسسات من النصف الى الثلث.

2- صلاحيات اضافية لرئيس الجمهورية ولمرة واحدة (ميشال عون)، فيقوى موقع الرئاسة لمرة واحدة لتعود الغلبة الى مؤسستي التشريع والتنفيذ بعد ذلك، وليعود الصراع سنياً – شيعياً محكوماً بمعادلات الوضع الاقليمي والاسلامي.

اما نظام دمشق فيحقق جملة مكاسب تبدأ بفرض أمر واقع جديد معطل للمحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري من قيادات نظام دمشق، ولا تنتهي بإعادة الحاق لبنان بالنظام واستعادة نهب الوطن بمليارات الدولارات والتحكم بسياسته الخارجية وقطع صلاته العربية والدولية، ورهن لبنان كله لمصلحة الهدنة الأبدية مع اسرائيل في الجولان.

 

مواقف تشجب الإعتداء على الزميل عمر حرقوص وتدين هذا العمل الإرهابي الجبان

موقع 14 آذار/تغير شارع الحمرا كثيراً، فشارع الصحافة والأدب والثقافة تحول منذ السابع من أيار إلى مقر ومرتع لاحدى ميليشيات فريق 8 آذار. الشارع الذى إرتاده معظم الصحافيين العرب، وكان العنوان الأبرز لكل الصحف والوكالات العربية والأجنبية، تحول الى مكان الإعتداء على الصحافة والكلمة والرأي والفكر.

الإعتداء بدأ بعدما قرر ارهابيون من "الحزب السوري القومي الإجتماعي" مواصلة الإعتداءات الوحشية على الاعلاميين كأنه لم يكفهم ما أنزلوه بأهل بيروت وبمؤسسة "المستقبل" يوم السابع من أيارالماضي، فتعرضوا للزميل عمر حرقوص الذي كان يؤدي مهمته الإعلامية في نقل الخبر.

وجاء ذلك في سياق ما عبرت عنه بعض قوى 8 آذار وتوعدت به مراراً بتكرار 7 أيار جديد في بيروت وألمحت جهاراً الى عمليات إغتيال متوقعة.

أكثر من خمسة عشر عنصراً من الحزب السوري إنهالوا بالضرب على الزميل حرقوص ولم يتركوه الا بعدما أغمي عليه فنقل الى المستشفى.

ومن غرفة الطوارئ في مستشفى الجامعة الأميركية التى نقل اليها بعد الإعتداء، قال حرقوص لموقع المستقبل، وهو يعاني من وجع في الرأس والوجه والرقبة: "ذهبنا كي ننقل ما يقولون (اعتصام للحزب القومي)، وحين كنت أنتظر كي نركن السيارة هجم علينا افراد من القومي السوري، وقالوا لي: أنت عمر حرقوص، ونحن نرصدك، فأجبتهم: أنا صحافي جئت للعمل".

لم يرق لهم جواب حرقوص، فردوا عليه: "أنت يساري ديموقراطي في تلفزيون المستقبل. وبدأوا بالشتائم ثم ضربوني وقالوا لي: أرحل، وبعدما أدرت ظهري بدأت الضربات تنهال عليّ مرددين أمام المارة "أنت يهودي"، إلى أن جاء الزميل جهاد بزي من "جريدة السفير" وانتشلني منهم وبدأ بالصراخ، وأخذني الى المستشفى".

وناشد وزراء الداخلية والدفاع والإعلام أخذ القرار و"ضب" كل "الزعران" من الشوارعّ كي يكون اللبناني محمياً أينما كان".

وأضاف "نحن كمؤسسة نغطي كل أحداث العالم، واظن أنهم يحاولون إيصال رسالة ما قبل الانتخابات النيابية، لكن البلد أقوى منهم والشعب أيضا. لأنهم غرباء عن الشعب ومبادئه".

وأكد انه "لا يعرف المعتدين شخصياً، لكنهم معروفون وهم حراس النائب اسعد حردان، ويا ليتنا رأيناهم يوم الاجتياح الاسرائيلي لبيروت، وأعتقد أن لإسرائيل وجوه عدة وهم أحداها، وانهم يكرهون ظلهم لأنه ليس معهم ".

اما عن مستقبل الصحافيين، فقال: "يحق لهم الخوف إذا لم يتحرك مجلس الوزراء بسرعة لأننا لا نحمل السلاح، وموقفنا واضح، نحن ضد الزعران، هناك شعب في بلد يريد العيش شاءوا أم أبوا".

هذا وقد صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الاتي:

أوقفت قوى الجيش ثلاثة من العناصر المشتبه بهم بالاعتداء على الصحافي عمر حرقوص يوم أمس في محلة الحمرا، وقد أحيل الموقوفون الى القضاء المختص لاجراء التحقيق معهم.

سلسلة مواقف شاجبة ومنددة بهذا العمل الإرهابي الجبان

نقابة المحررين

استنكرت نقابة المحررين في بيان التعرض للأستاذ عمر حرقوص الزميل في صحيفة "المستقبل" ومحطة "أخبار المستقبل"، عندما كان يقوم بممارسة عمله في شارع الحمرا، أثناء قيام عمال بلدية بيروت بنزع بعض الشعارات".

وقال البيان: "أفاد حرقوص أن عناصر مسلحة من الحزب السوري القومي الإجتماعي تعرضت له وطلبت منه مغادرة المكان، وأصرت على ذلك. وعندما هم بالمغادرة انهالت عليه بالضرب وانتزعت منه هاتفه الخلوي وراحت تلكمه به على رأسه وفي كل أنحاء جسده، وإذا بأحد الزملاء من صحيفة "السفير" يصل الى المكان ويتدخل مصطحبا مندوب "المستقبل" الى مستشفى الجامعة الأميركية".واشار البيان الى ان " حرقوص اكد ان الذين اعتدوا عليه يعرفونه بالاسم لأنهم قالوا له عندما وصل والتقاهم: نحن نعرفك وراحوا يسددون اليه الضربات ويقولون للمارة: "هذا واحد يهودي ونحن نقوم بضربه".

ودان البيان "هذا التصرف والممارسات التي لا تتلاءم مع مفاهيم هذا العصر"، مطالبة ب"العقوبة القصوى للمعتدين".

نادي الصحافة

استنكر رئيس نادي الصحافة يوسف الحويك باسم النادي ما تعرض له الزميل عمر حرقوص اليوم من اعتداء مستهجن خلال أدائه واجبه الإعلامي في بيروت من قبل عناصر غير منضبطة.

ورفض الحويك في بيان أن يبقى الإعلاميون مكسر عصا تمتد إليهم الأيادي المجرمة في غير مناسبة، وهم عزل، إلا من الكرامة وعزة النفس.

ودعا وزارة الداخلية، وعلى رأسها الوزير زياد بارود إلى التحرك الفوري وإلقاء القبض على الجناة الذين تسببوا بإيذاء الزميل حرقوص وجرحه وسوقهم أمام العدالة لنيل جزائهم من العقوبة، كانوا من كانوا، لأن اليد التي تمتد إلى الصحافة وإلى الصحافيين هي يد مجرمة وحاقدة.

اخبار المستقبل

صدر عن اخبار المستقبل البيان الآتي: كأنما كتب على وسائل الإعلام أن تدفع دائماً ثمن مواقفها وإلتزامها بحرية الرأي والتعبير وأن يدفع الصحافيون من دمائهم ثمناً لإنتمائهم الى مهنة شريفة. بعد ظهر اليوم إمتدت أيدي الارهابيين من الحزب السوري القومي الإجتماعي لتواصل إعتداءاتها الوحشية على الاعلاميين كأنما لم يكفها ما أنزلته بأهل بيروت وبمؤسسة "المستقبل" يوم السابع من أيارالماضي، فإستكملت عدوانها ضد الزميل عمر حرقوص الذي كان في مهمة صحفية في منطقة الحمرا. جاء ذلك في سياق عبرت عنه بعض قوى الثامن من آذار وتوعدت مراراً بتكرار 7 أيار جديد في بيروت وألمحت جهاراً الى عمليات إغتيال متوقعة.

اضاف البيان: أكثر من خمسة عشر إرهابياً من الحزب السوري إنهالوا بالضرب على الزميل حرقوص ولم يتركوه الا بعد أن أغمي عليه فنقله بعض المارة الى المستشفى. إنتصر الارهابيون السوريون القوميون على جسد الزميل حرقوص ولكنهم لم يرفعوا علمهم فوق عظامه التي تكسر بعضها، كما فعلوا حين أقدموا على حرق مبنى المستقبل في الروشة غير أنهم لم ينتصروا على صوت الحق والحقيقة والمعرفة الذي هو شعار تلفزيون المستقبل وقناعات الزميل حرقوص.

إن مؤسسة أخبار المستقبل التي نقلت خبر الاعتداء الى رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ووزير الاعلام طارق متري ووزير الداخلية زياد بارود، تطالب بإتخاذ أقصى العقوبات بحق المعتدين وهذا هو الحد الأدنى المتوقع محتفظة بحقوقها الاخرى وفي ما تراه مناسباً لوقف الاعتداءات على موظفيها ومنشآتها وبالوسائل المناسبة.

رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري

دان رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها مدينة مومباي الهندية ليل أمس، معتبرا أن مثل هذه الجرائم في حق المدنيين الآمنين ترفضها كل الشرائع والاديان السماوية. وقال الحريري: إن النفس البشرية هي أغلى ما أوصانا به الله سبحانه وتعالى، ومن واجبنا جميعا أن نتكاتف في مواجهة مثل هذه الجرائم، وأن نسعى لاستئصال الإرهاب الذي لا دين له سوى القتل والدمار.وأضاف: إنني، باسمي الشخصي وباسم تيار المستقبل في لبنان، وكتلته النيابية، أتقدم من الشعب الهندي الصديق وحكومته بأحر التعازي معربا عن تضامننا الكامل معهم في هذه الأوقات العصيبة، متمنيا لهم أن ينجحوا في تعزيز وحدتهم في مواجهة هذه الموجة الإرهابية البشعة.

وزير الاعلام

استنكر وزير الاعلام الدكتور طارق متري الاعتداء الذي تعرض له الاعلامي عمر حرقوص أثناء قيامه بعمله المهني، ورأى فيه اعتداء على حرية الاعلام وكرامة الاعلاميين. ودعا الى إتخاذ الاجراءات الفورية لملاحقة الفاعلين، مشددا على ضرورة التزام كل الاطراف السياسية بوضع حد نهائي لاعمال العنف ضد الاعلاميين وهي غير مقبولة في كل الحالات وأيا كانت المبررات.

حركة اليسار الديمقراطي

استنكرت حركة اليسار الديمقراطي الاعتداء الذي تعرض له الصحافي عمر حرقوص وقالت في بيان اليوم: ان الاعتداء المجرم من قبل ميليشيلت الحزب القومي والتي تربت على المخابرات السورية وادمنت العنف والغاء الاخر كما تعودوا عدم احترام لا الحريات الصحافية ولا الحريات الاعلامية ولا السياسية . انهم يحاولون ان يضعوا الملح مجددا في جرح بيروت 7 ايار ولا يبدو ان هذا العمل يأتي صدفة فنحن لطالما نبهنا وطالبنا بجعل بيروت منزوعة السلاح وما تم كان مجرد الاكتفاء بعمليات مكياج شكلية ابقت هؤلاء المتلطين زورا براية المقاومة ليعيثوا ارهابا واعتداء في شوارع بيروت بعد ان نقلوا اسلحتهم من الاكتاف الى مدخل الابنية وصناديق السيارات. اضاف البيان:"واليوم انقضوا على الرفيق عضو قيادة اليسار الديمقراطي والصحفي الحر في مؤسسات المستقبل عمر حرقوص مستعيدين بذلك مشهد حريق المؤسسات الاعلامية في 7 ايار على يد الجهات نفسها".

وتابع البيان :"ان حركة اليسار الديمقراطي التي امنت دائما ان لاحماية للمواطن والمجتمع الا من خلال الدولة ومؤسساتها القضائية والامنية تطالب بأصرار بالقاء القبض على هذه الزمرة المجرمة وايقاع العقاب المناسب بهحقها خاصة وان احد قيادتها هو عضو في الحومة ويترك لحزبه ممارسة العنف على غاربه .واذا كانوا يتلطون بالمقاومة فلتذكروا اننا نحن من اطلقنا الرصاصة الاولى, ونحن من حرر بيروت وكل ذلك من اجل لبنان حر سيد مستقل, وليس كما يفعلون بالتحول الى اجهزة ارهاب في الزواريب".

قطاع الشباب في حركة التجدد الديمقراطي

استنكر قطاع الشباب في حركة التجدد الديمقراطي الاعتداء الذي استهدف الاعلامي عمر حرقوص" لا لسبب الا لأنه كان يقوم بواجبه المهني ويغطي حدثا اخباريا. مرة اخرى يشعر المواطن اللبناني انه متروك لقدره في مواجهة سلاح الميليشيات القادر في كل لحظة ان يكون جاهزا في كل شوراع بيروت يستهدف المواطنين بأمنهم وكرامتهم وحريتهم". واعرب في بيان عن" كامل تضامنه مع عمر حرقوص رمز الصحافة الحرة الأبية التي قاومت كل اشكال الاستبداد، ورمز الشباب الوطني المناضل في كل الساحات والاستحقاقات". وطالب باصرار القوى الامنية والاجهزة القضائية بانزال اشد العقوبات بمرتكبي هذا الاعتداء البغيض" ومحملا المسؤولية السياسية الكاملة عنه للجهة الآثمة المعروفة وكافة حلفائها في 8 آذار. وطالب وزير الداخلية ان يتخذ كافة الاجراءات لوضع ميليشيات 8 آذار عند حدها، وهو الصديق الذي عرفه عمر مدافعا عن حرية القلم والرأي والتعبير. متمنيا الشفاء العاجل لحرقوص وعاهده الاستمرار الى جانبه في مسيرة الحرية وتحقيق حلم انتفاضة الاستقلال.

رؤساء ووزراء ونواب وإعلاميين وشخصيات

أمين الجميل

أسف رئيس حزب الكتائب أمين الجميل للاعتداء، معتبراً هذا الامر "رزالة"، وعمل بذيء من بعض الأشخاص الذين بنظرهم يعتقدون أن حرقوص يستحق أكثر مما حصل له". ورأى الجميل أن "الحزب القومي السوري له تاريخ حافل بهذا النوع من الاعتداءات، وأضاف: "الحزب القومي السوري لا يعرف مخاطبة الناس إلا بهذه الطريقة، وأنا آسف أنه هناك شعب في هذا البلد يعتبر الحرية والقلم الحر شيء خطير، ويحاول فرض رأيه على الآخرين".

مروان حمادة

وطالب النائب مروان حمادة وزير الداخلية ومخابرات الجيش تحمل مسؤولية حماية الصحافيين، وأضاف: "إذا سكتنا عن هذه العملية، فإننا نترك المجال لأعمال أخطر وأشنع، ونحن لا نقبل أن يتكرر 7 أيار ولو على الصحافيين". ورأى أن "على الدولة والأجهزة الأمنية ملاحقة هؤلاء المسؤولين عن الاعتداء "أولئك المعتدين من حزب نعرف نزعته الفاشية، وإذا مُدّ له الحبل، سيصل إلى أكثر ما كان عليه اليوم في شارع الحمرا". وأضاف "أنا كنائب أطلب من الوزراء الموجودين في الحكومة، من ممثلي 14 و8 آذار، من نقابتي الصحافة والمحررين، أن يتحركوا فوراً". وتابع "أطلب من الرئيس ميشال سليمان أن لا يقبل في عهده، بهكذا اعتداء في شوارع بيروت". ورأى حمادة أن "بيروت ما زالت مستباحة وهذا أمر لا يقبله لا البيروتين ولا اي لبناني".

النائب زهرا

استنكر عضو كتلة القوّات اللبنانيّة النائب انطوان زهرا الاعتداء الوحشي الذي تعرّض له الإعلامي "عمر حرقوص" والذي استوجب نقله الى مستشفى الجامعة الأميركيّة للمعالجة.. ورأى زهرا أنّ ضيق صدر الحزب القومي السوري وعدم قدرته على استيعاب الخسارة في الانتخابات الطلاّبية والنقابيّة مؤشّر غير حسن ولا يدعو للاطمئنان الى سلامة الممارسات الديموقراطية من اليوم وحتّى موعد الانتخابات النيابيّة، كما أنّه يوحي بما ستفعله سوريا والحلفاء في مواجهة انطلاقة عمل المحكمة الدولية في مطلع آذار المقبل.. واعتبر زهرا أنّ هذا الأسلوب الممجوج والمدان والعاجز عن مقارعة الكلمة بالكلمة، والذي يسعى الى محاولة إرهاب الإعلاميين وإخافتهم بالاعتداء عليهم جسدياً، كان سلاح البعض زمن الوصاية والاحتلال، وهم ما يزالون يؤمنون بأنّهم قادرين اليوم على اللجوءإليه رغم كلّ المتغيّرات التي شهدها لبنان خلال السنوات الثلاث المنصرمة.. ودعا زهرا الأجهزة الأمنية والقضائية للتصدي بحزم لهذه الجماعات التي تتوسّل إرهاب الآخرين، وذلك عبر تطبيق القوانين بحقّهم وتوقيفهم وسوقهم مخفورين ليدفعوا ثمن أفعالهم الشنيعة والمرفوضة جملة وتفصيلا.ً. وختم زهرا بالتمنّي للإعلاميّ الصديق (حرقوص) الشفاء العاجل وعودته الى ممارسة عمله في أسرع وقت، بما يؤكّد للجميع أنّ الكلمة الحرّة تعلو ولا يُعلى عليها، وأنّ يد الغدر لا تقدر على إسكات أصوات الأحرار، وأنّ الاعتداءات الجبانة لن تمنعهم من الإجهار بالحقائق والسعي الى تظهيرها وتقديمها كجزء لا يتجزّأ من الواجب المهني والوطني على حد سواء..

فارس سعيد

رأى منسق الأمانة العامة في 14 آذار النائب السابق فارس سعيد الحادث في حديث الى "المستقبل" أن الاعتداء يأتي في اطار "استمرار غزوة 7 أيار لبيروت"، مؤكداً "أننا سنتعامل مع الحادث على المستوى القانوني بالطلب من الدولة اتخاذ الإجراءات اللازمة، وعلى المستوى السياسي، باعتبار أننا في مدينة غير آمنة". وقال: "المطلوب بيروت مدينة منزوعة السلاح". أضاف: "اننا نستطيع حماية الصحافة في لبنان من خلال السياسة، فإذا لم يكن هناك جو سياسي وإعلامي وجو مجتمع مدني وحرص على الحريات العامة، وتفاعل مع الذي يحصل وإدانته، فلا إمكانية لحماية الصحافة".

انطوان حداد

وضع أمين سر حركة "التجدد الديموقراطي" انطوان حداد الاعتداء ضمن إطار "الممارسات الميليشياوية والاعتداءات المستمرة التي لم تتوقف منذ 7 أيار والتي تأخذ أحياناً طابعاً ظاهراً وطابعاً مستتراً في أحيان أخرى". وشدد على ضرورة "ان يتوقف هذا الإرهاب واللجوء الى العنف"، مؤكداً "أن الصحافة الحرة لن تسكت ومن غير المسموح المس بها". وقال: "ان حرقوص من أبرز الصحافيين والإعلاميين الشباب الذي سيستمر في أداء رسالته المهنية ولن يخضع للإرهاب. ولن نتوقف عن التحرك حتى إلقاء القبض على المعتدين وإحالتهم على القضاء". ورأى أن "الرأي العام الحر وكذلك القانون لن يرضى بهذه الممارسات، وهذا التحدي مطروح أمام كل وسائل الإعلام والإعلاميين كي يثبتوا مصداقيتهم في هذا الأمر".

عاطف مجدلاني

اما النائب عاطف مجدلاني فقال "الحادث إرهابي ونستنكره وندينه، ويدل على مدى اغتياظ السوري القومي من الرأي الحر وحرية التعبير"، مضيفاً " إنه عمل فاشستي مشهورون فيه وتاريخهم حافل به". واضاف "هذا الموضوع سيفتح موضوعي السلاح والميليشيات ولا بد من إدراجه على جدول أعمال طاولة الحوار في بعبدا في الجلسة المقبلة".

محمد الأمين عيتاني

ووصف النائب محمد الأمين عيتاني الإعتداء "بالعمل الجبان والمدان، خصوصاً عندما تعتدي على صحافي يحمل قلما بقوة السلاح، وهذا يعني أن هناك فريقاً متضرراً لا يريد الخير للبنان ولا لبيروت".

محمد قباني

وقال النائب محمد قباني إن الإعتداء "خرق لقيم لبنان ولم يستهدف صحافياً في المستقبل فحسب. وهو عمل جبان ومدان ومستنكر، لأنه تعرض لحرية الرأي والتعبير الذي يعمل من أجلها أهل الاعلام والصحافة، وأي اعتداء على الصحافة اعتداء على دعائم الوطن".

غنوة جلول

وإعتبرت النائب غنوة جلول أن "الحادث مخل بالأمن وباتفاق الدوحة، وأمان بيروت ولبنان، ويضعه على ابواب جديدة من التشنجات التي نحن بغنى عنها، ويجب بذل جهود كبيرة لايقافها وإعادة الأمن للناس"، مضيفة ان الإعتداء له "مدلولات خطيرة أمنية إذا لم نأخذ الاحتياطات اللازمة، خصوصاُ أننا مقبلون على انتخابات، ويجب أن يكون الأمن محفوظاُ". ودعت "رئيس الجمهورية، ومجلس الوزراء ووزير الداخلية، والقييمين الى عدم تناول الموضوع ببساطة وأخذ التدابير لحفظ الأمن في بيروت وكل لبنان". وأضافت "بعد رؤيتنا حرقوص، لاحظنا أن الامر غير عشوائي، بل هناك افتعال بالضرب. وكلمة استنكار قليلة جدا على وصف ما حدث".

وأوضحت أن "حرقوص اعلامي، ومن خلاله تم الاعتداء على الاعلام الذي نعتز بحريته، من هنا لا يكفي تحرك وزير الداخلية أمنياً، بل نطالب بتحرك وزير الاعلام والمجلس الوطني للاعلام، وأن يكون هناك حرصاً على الكلمة الحرة والاعلاميين لانهم في النهاية يؤدون مهمتهم لايصال صوت الناس".

عمار حوري

واعتبر النائب عمار حوري ان ما حصل مع حرقوص "لغة كما يبدو، والبعض مصرّ على أن يستخدمها، وهي لغة محاولة إلغاء الآخر، لغة العنف، البعيدة كل البعد عن أي حضارة، عن أي احترام للآخر في الوطن". وأكد أنه "وبرغم هذا الاسلوب، على الفريق الآخر أن يقتنع ان هذا الاسلوب لا يوصله إلى حل"، مضيفاً "في المقابل نحن لن نغير قناعاتنا بهذا البلد، قناعاتنا في لبنان وبتعدديته وهذا قدرنا".

وتوجه حوري لكل الشركاء في الوطن قائلا لهم "كفى هذا الأسلوب، كفى محاولة إلغاء الآخر،كفى محاولة عجزهم عن إقناع الآخر، وبالتالي لجوؤهم إلى هكذا أساليب"، مؤكداً أنه "علينا أن نعود جميعا إلى حالة الاستقرار التي أردناها في إتفاق الدوحة". وطالب "بمعاقبة مرتكبي هذه الأعمال، ويجب أن نصل إلى نهاية واضحة خدمة لاستقرار البلد". من جهتها استنكرت حركة اليسار الديمقراطي ما وصفته بالاعتداء المجرم على عضو قيادة الحركة والصحافي الحر في مؤسسات المستقبل عمر حرقوص من قبل "ميلشيات الحزب القومي التي ترّبت على يد المخابرات السورية". واعتبرت أنها "محاولة لوضع الملح مجدداً في جرح بيروت".

الياس عطا الله

وقال النائب الياس عطا الله "عمر حرقوص كان يقوم بمهمة صحافية، وهو زميلنا في اليسار الديموقراطي، وهم يعرفون ذلك، وهذه العصابات متبقية من 7 أيار لأن التدابير الفعلية الحقيقية لم تتخذ في بيروت التي طالما نادينا أنه لا أمان إلا بإخلائها نهائياً من السلاح ومن الميليشيات وكل أدوات العنف. هم محترفون في تربية أجهزة تقوم على الفتن، من هذا المنطلق نتذكر 7 أيار".

وأضاف "نخشى إعادة العنف إلى بيروت، وأي صحافي لا يجب أن يقول اليوم ما هويتي، والمفروض حماية حرية الإعلام ".

زياد عبس

وزعم القيادي في التيار الوطني الحر زياد عبس أنه "لا يجب استغلال حادثة الاعتداء على عمر حرقوص لمحاسبة فريق سياسي كامل واطلاق التهم جزافا"، معتبراً ان "الاعتداءات تتم في مختلف المناطق وتطال المدنيين العزل والصحافيين على حد سواء"، مبررا الاعتداء الإرهابي بما سماه "حساسية استخدام الكاميرات بالنسبة لبعض القوى السياسية، باعتبار ان الكاميرا هي وسيلة لنقل المعلومات".

نصير الأسعد

وحمّل الكاتب والصحافي نصير الأسعد مسؤولية هذا الاعتداء أولاً "لتحالف 8 آذار برمته وعلى رأسه حزب الله، وطالبه بأن يضب هذه الميليشيات من الشارع"، وحمّل المسؤولية أيضاً للحكومة "المسماة وحدة وطنية". وطالبها بأن "تردع هذه الميليشيات وأن تطلب من رئيس الميلشيات الموجود في جلسة مجلس الوزراء اليوم أن يحترم القوانين ويحترم لبنان الذي لا يعترف به اصلاً".

جورج بكاسيني

واعتبر مدير التحرير في جريدة المستقبل جورج بكاسيني، أن "الاعتداء لا يعني عمر حرقوص وحسب، إنما يعني جميع إعلاميي وأحرار لبنان"، مضيفاً "شهدنا مثيلاً لهذا الإعتداء في 7 أيار، ضد تلفزيون المستقبل وجريدة المستقبل، كما شهدنا أمثلة أخرى عديدة في أيام الوصاية السورية في لبنان ضد محطات تلفزيونية أخرى، مثل MTV وغيرها، هذا مسلسل الاعتداءات مستمر من ذلك الحين حتى الآن".

جهاد الزين

ووصف الكاتب والصحافي من جريدة الحياة في لندن جهاد الزين الاعتداء "بالإرهابي لأن الاعتداء على الصحافيين هو اعتداء على الكلمة، ولو أن اللذين اغتالوا أو اعتدوا على صحافيين كسمير قصير وجبران تويني، وسواهم حوسبوا لما وصلنا إلى هذا اليوم".

يوسف بزي

وحمّل الصحافي في جريدة المستقبل يوسف بزي "حزب الله الذي كان سيد معركة 7 أيار وفرض معادلاتها، مسؤولية إعادة زرع حالات ميليشياوية في إحياء بيروت"، مطالباً إياه "بإزالة آثار عار 7 أيار المتمثلة في اتباع استراتيجية العنف السياسي والشارعي"، منتقدا "السلطة التي لا تقدم على عمل يزعج الحزب الذي لم يسمح بتاسيس الدولة اللبنانية حتى الآن".

الياس الخوري

وأعلن رئيس تحرير ملحق النهار الياس الخوري "انشاء مركز للدفاع عن الحريات الصحافية في لبنان والمشرق العربي (سكايز)، وهو مشروع يحضر له مع جمعية صحافيين بلا حدود، ورفع الى وزير الاعلام طارق متري، وهدفه خلق مناخ يتضامن فيه جميع الصحافيين لوقف التعديات على مهنتهم الحرة ".

ولفت الى ان "مهنة الصحافة في خطر ناتج عن القمع وعدم احترام القوى السياسية للاعلام الذي هو مرآة المجتمع، واعتبار الصحافي إعلانيا وليس إعلامياً، وعدم تطبيق القانون الذي يدين القدح والذم بطريقة يحاسب عليها، فكيف هو الحال بالضرب والتعدي الجسدي".

باتريسيا خضر

واستهجنت الصحافية في جريدة "لوريون لوجور" باتريسيا خضر حادثة الاعتداء على حرقوص، لافتة الى "مسؤولية السياسيين الذين يصعدون على المنابر للتشهير بالوسائل الاعلامية والصحافيين، متهمين إياهم بكونهم سلعاً تُباع وتُشترى، وهم بذلك يهدرون دم الاعلاميين ويحدون من قدرتهم على العمل بحرية".

محمد نمر و محمد فؤاد شبارو

نادر النقيب

دان منسق قطاع الاغتراب في "تيار المستقبل" نادر النقيب "الاعتداء على الكلمة الحرة وعلى كل شخص صوته عالٍ حتى لو كان بحق"، مؤكداً "أن الكلمة يجب أن تقابلها كلمة وليس تكسير و"خبيط"، وهذا البلد إما أن يحترم ديموقراطيته وحريته وإما فمصيره أسود".

ولفت الى "أن هذه الحادثة هي ضمن حوادث كثيرة حصلت مع 14 آذار، فالاعتداء بالضرب أو بالرصاص أو بالحريق هو نفسه"، متمنياً على الجميع "أن يكون على مستوى السياسة بالخطاب". ورفض "هذا الأسلوب في التعامل، فهذا لا يحصل إلا في الدول المتخلفة"، معتباً أن "القلم والدولة هما اللذان يحميان الصحافة في لبنان، فإذا كانت الدولة لا تحمي فأقلام كل الصحافيين سوف يحمونها ويحمون عمر".

حزب الوطنيين الأحرار

ودان حزب الوطنيين الأحرار في بيان "الاعتداء على الصحافي عمر حرقوص أثناء قيامه بواجبه المهني، واعتبر استهداف أي صحافي استهدافا لحرية الإعلام وللحرية في المطلق، أي استهداف لبنان من خلال مقوماته وثوابته ومن بينها الحرية. ولفت إلى مسلسل الاعتداءات المتنقل وأبطاله قوى 8 آذار لترهيب المواطنين مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي، وفي وقت تزعم هذه القوى إلتزامها اتفاق الطائف".

حزب الله

استنكر حزب الله الاعتداء الذي تعرض له الزميل في "إخبارية المستقبل" عمر حرقوص، وأصدرت العلاقات الإعلامية في حزب الله البيان التالي: "إننا إذ نستنكر التعرض لأي إعلامي يقوم بواجباته المهنية، ندعو إلى إبقاء الأمر في عهدة القضاء والحفاظ على مناخ التهدئة".

جمعية "مهارات"

استنكرت جمعية "مهارات" الاعتداء على الصحافي في "اخبارية "المستقبل" عمر حرقوص، ورأت فيه "اعتداء صارخا على حرية الصحافة وحق الصحافي في التنقل وتغطية الحوادث ونقلها الى الجمهور والتعليق عليها من دون أي مساس بكرامته أو بسلامته الشخصية".

ودعت الجمعية الأجهزة الأمنية والقضائية الى "التحرك بسرعة لمعاقبة الفاعلين"، محذرة من "التراخي في احقاق العدالة لأي اعتبارات سياسية وأمنية، مما قد يؤدي الى ازدياد ظاهرة الاعتداء على الصحافيين وتكريس سياسة اللاعقاب التي ترخي بظلالها على حرية الصحافة في لبنان منذ خمسينات القرن الماضي".

ولفتت الجمعية إلى أن "حوادث الاعتداء على اعلاميين بسبب انتمائهم الى وسائل اعلامية معينة قد تنامت في الأعوام الأخيرة نتيجة الانقسام السياسي الحاد بين فريقي 8 و14 آذار".

بهيج حاوي

إستنكر المهندس بهيج حاوي ما تعرض له الصحافي عمر حرقوص في شارع الحمراء، ورأى "أن ذلك يعبر عن استمرار البعض في نفس النهج الذي تعامل معه بشأن اعلام المستقبل في السابع من أيار حيث أنه يضيق ذرعا بالتعددية الاعلامية وبالديمقراطية".وقال:"نطالب باوسع إدانة وأوسع تحرك كي لا تتكرر مثل هذه الاعمال، ونتمنى الشفاء العاجل للصديق حرقوص ليمارس دوره النضالي، ونشد على أيدي جميع الصحافيين والعاملين في المجال الاعلامي، داعين إياهم الى عدم الخضوع لمحاولات شل قدراتهم ومنع وصول صوت الحقيقة الى الرأي العام".

فؤاد ابو ناضر

استنكر المنسق العام لجبهة الحرية الدكتور فؤاد ابو ناضر الاعتداء على الصحافي عمر حرقوص، منتقدا "مراجعة الجهات الامنية الرسمية لجهات حزبية تلطى خلفها المعتدون لتسليمهم، فيما كان الواجب يقتضي التفتيش عنهم والقبض عليهم وانزال العقوبات الملائمة في حقهم من دون أخذ الاذن من أحد او الوقوف على خاطر أحد". واستفسر ابو ناضر عن "أسباب استسهال اقدام بعض الناس على التعرض والاعتداء بالضرب على أناس آخرين لو لم يكونوا مدعومين من قبل جهات سياسية نافذة، ولو لم يكن هناك هذا التراخي الأمني الرسمي بالتعاطي مع الخارجين عن القانون".

وقال: "ان هذا التصرف يذكرنا بوقوف القوى الامنية متفرجة على الاشتباكات العنيفة والمسلحة التي كانت تقع بين مناصري الموالاة والمعارضة، وكذلك فان الأمر مشابه في الجامعات حيث تقع الاشكالات ويحدث التضارب بالأيدي والعصي بين الطلاب ولا وجود للقوى الامنية الا لتفريق المتدافعين. وتنسحب هذه الصورة على معالجة قضية المطلوبين من المخيمات الفلسطينية حيث تنتظر الدولة اللبنانية ان تتوافق الفصائل على تسليم المجرمين، من دون نسيان التطاول الكلامي من قبل النواب والفاعليات على دور القوى الامنية في مهمات محددة". وأكد ابو ناضر "ان الاستقرار ينجم عن سلطة تملك قرارها ويكون القانون مرجعيتها وتعمل على تنفيذه من دون ابطاء. هذا ما نحتاج اليه للقضاء على شريعة الغاب وتفشي التصرف الميليشياوي واعادة ترسيخ ثقة الناس الشرفاء في الدولة ومؤسساتها".

الحركة اليسارية

استنكر رئيس "الحركة اليسارية اللبنانية" منير بركات في تصريح، الاعتداء الذي تعرض له الزميل في "أخبار المستقبل" عمر حرقوص، وأكد ان "المحاولات الدؤوبة لتكريس نهج 7 أيار وتوظيف نتائجه السلبية من خلال ممارسة الإرهاب بأساليب فاشية، وإخضاع الوسائل الإعلامية للقمع والتنكيل، ينم عن ثقافة أصولية متكاملة مع المشهد العام الذي يسيطر على الساحة اللبنانية". وأوضح ان "الاعتداء على حرقوص عينة من تظهير لقرار سياسي بتطويع شعبنا وترهيبه والتأثير على الناخب ورأيه الحر".

رابطة خريجي الاعلام

استنكرت رابطة خريجي كلية الاعلام في الجامعة اللبنانية في بيان اليوم "الاعتداء الاثم الذي تعرض له الزميل عمر حرقوص، على ايدي عناصر حزبية لا تقيم اي وزن للحرية الاعلامية وللعمل الاعلامي الملتزم بقضايا الوطن ونقل الحقيقة". ودعت الرابطة وزير الداخلية وكافة المسؤولين الى "الاقتصاص من المعتدين". كما دعت الى "المشاركة الكثيفة في اعتصام الاعلاميين امام مبنى "اخباريةالمستقبل" استنكارا لهذا الاعتداء السافر على الجسم الاعلامي".

ميشال فرعون

رأى عضو تكتل "تيار المستقبل" النائب ميشال فرعون ان "بعض الأحداث الأمنية المتنقلة والمستنكرة ومنها الاعتداء على الإعلامي عمر حرقوص، تأتي وكأنها تهدد بالتراجع عن الالتزام باتفاق الدوحة اذا تفعلت المحكمة، وهذا طبعا أمر مرفوض ويدعو الى محاسبة المرتكبين بحسم وبحزم".

وتابع: "ومن هنا ضرورة تطبيق وتحصين اتفاق الدوحة وقرارات الحوار والقرارات الدولية، وتفعيل الحوار حول الإستراتيجية الدفاعية لتحييد لبنان من ان يكون ساحة الرسائل والصراعات والتفاوض حول ملفات إقليمية، بتأمين الاستقرار للانتقال والعودة الى تفعيل دور لبنان الرسالة والحوار، وتطوير الدولة المدنية الحديثة الديمقراطية الضامنة للحريات التي تتراجع كلما تزايدت التدخلات الخارجية".

الصحافي غسان جواد

لام الصحافي في جريدة " اللواء" غسان جواد القوى الأمنية "على عدم القيام بواجباتها حيال المعتدين على الجسم الصحافي ". وقال:" هذا ما كنا نشعر به منذ أحداث السابع من أيار وحتى قبلها ، فمن واجب القوى الأمنية أن تحمي الصحفيين العزل الموجودين في مناطق تحت سيطرة القوى الأمنية وليس ضمن مربعات أمنية ممنوع عليها الدخول". وحذر من أن تكرار مثل هذه الأحداث" ربما يدفع الناس إلى خيارات أخرى قد يذهب معها المواطن إلى الحماية الذاتية، فكلما خفت هيبة الدولة ستكون هناك خيارات أخرى للمواطنين".

رامي الريس

إستنكر مفوض الإعلام في" الحزب التقدمي الإشتراكي" رامي الريس الإعتداء الذي تعرض له الصحافي في صحيفة المستقبل عمرحرقوص. وقال "أي محاولة جديدة من قبل فريق 8 آذار للعودة إلى الممارسات الميليشاوية الترهيبية ستفتح البلد مجددا على حال من التأزم، وهذا ما يشكل نقضاً لما توصلنا إليه في إتفاق الدوحة ".

وإذ حمل المسؤولية لبعض قوى 8آذار (حركة" أمل"، "حزب الله" و"التيار الوطني الحر") قال:" هي مدعوة لتفسير ما يجري ولتقديم تأكيدات عن عدم تكرار مثل هذه الإعتداءات". ودعا "إعلام 8 آذار للتعبير عن رفضه لمثل هذه الإعتداءات التي يتعرض لها الجسم الصحافي".

 

رئيس مصلحة الطلاب في "الكتائب" : هل يريد "حزب الله" التسلل الى داخل الأشرفية من خلال اليسوعية؟

وكالات/عقد رئيس مصلحة الطلاب في حزب الكتائب اللبنانية ايلي معلوف، مؤتمرا صحافيا في قاعة الشهيد بيار الجميل في بيت الكتائب المركزي في الصيفي، شرح فيه ملابسات الاحداث الطلابية التي وقعت في الجامعات هذا الاسبوع. استهل معلوف الكلام بالقول: "بعد الاحداث التي عصفت في الجامعات في الاسبوع الماضي والتي انعكست سلبا على الحياة الاكاديمية وتعرضت لحق التعليم والتعبير السلمي والحضاري، كان لا بد من طلاب الكتائب ان يصوبوا الوقائع ويوضحوا ما يلي: اولا بالنسبة الى الجامعة اليسوعية، بعد احجام رئيس الهيئة الطلابية في كلية ادارة الاعمال التابع للتيار عن اعطاء الموافقة على تنظيم يوم الوفاء لبيار الجميل، اضطر الكتائبيون لتنظيم هذا الاحتفال خارج حرم الجامعة. وعند انتهائهم اراد الكتائبيون والحلفاء الدخول الى كنيسة الجامعة لوضع اكليل من نفس الشهيد فتجمع عناصر من حزب الله داخل الجامعة مراشقين الطلاب بالحجارة شاتمين مهددين، واحضروا سيارات "مفيمة" تجوب محيط الجامعة ما استدعى ادارة اليسوعية بدل من ضبطهم الى اقفال الباب امام الكتائبيين وحلفائهم، وتدخلت القوى الامنية لتفرقة الطلاب".

اضاف: "أما في المعهد الانطوني، فقام عناصر من حزب الله بتمزيق صور للشهيد بيار الجميل وتوزيع شعار الرهبنة الانطونية مشوها وعليه بندقية حزب الله ولم يتوان هؤلاء عن تهديد الطلاب وشتمهم ووعيدهم".

تابع: "وبالنسبة الى الجامعة اللبنانية، حضر امام كلية الحقوق في جل الديب مجموعة مسلحة نأبى ان نصدق انهم عونيون، فحاولوا بث الزعر في صفوف الطلاب. وقد ادى ذلك الى تشنج الاجواء كان لا بد من ان ينتهي بصدام كما حدث اليوم. ولولا تواجد القوى الامنية لكانوا اقتحموا حرم الجامعة".

اضاف: "في كلية ادارة الاعمال- الاشرفية قام الطلاب العونيون ومن دون اي سبب مسوغ بتوزيع بيان يتهمنا بالعمالة لاسرائيل وتشويه الوقائع التاريخية وذلك بهدف استفزازنا". وسأل معلوف: "هل من المخطط أن تؤدي هذه الاستفزازات الى مواجهات تجتاح كافة جامعات لبنان؟ هل هذه الأحداث مبرمجة ومن هو المبرمج؟ هل يريد "حزب الله" التسلل الى داخل منطقة الأشرفية من خلال الجامعة اليسوعية محاولا وضع اليد عليها؟".

أما بالنسبة للتيار الوطني الحر، فقال: "نحن من دعاة التهدئة ولم نقم يوما بأي استفزاز من شأنه تشنيج الأجواء والدفع نحو المواجهة، فلماذا تقومون بهذه الاستفزازات وما هي الغاية منها ولماذا تحاولون دفعنا من خلال المس بكرامتنا الى ردة فعل لا نبتغي الوصول اليها".

وتابع: "سكتنا وسكتنا، لكننا لن نتمكن من ضبط أنفسنا طويلا فمن باب المسؤولية ووفاء لحقبة النضال المشترك نطلب منكم الكف عن هذه الممارسات حفاظا على الفروع الثانية وعلى جميع الطلاب الموجودين فيها".

وختم معلوف: "أيها الرفاق، أيها الطلاب والزملاء لا بد لنا بعد تصويب الحقائق أن ندعو كل الطلاب للعودة الى الحياة الأكاديمية السلمية والحضارية التي تعكس الصورة الثقافية والحضارية لمجتمعنا اللبناني عموما والمسيحي خصوصا.اعلموا أيها الطلاب أن كل تشابك بين الأخوة تنعكس يأسا على المجتمع وتدفع مزيدا من الشباب الى الهجرة، وعلى امل أن نعود كما في السابق يدا واحدة تدافع عن لبنان وكرامته".

وردا عن سؤال عن الاشكال الذي وقع اليوم في الجامعة اللبنانية بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، أكد معلوف ان "الحادث شخصي وهو نتيجة التشنجات التي حصلت في الأيام الأخيرة". وعن الاعتصام الذي حصل في الجامعة اللبنانية اليوم وعن عدم مشاركة الكتائب اللبنانية فيه، أكد معلوف "التزام طلاب الكتائب بقوانين الجامعة اللبنانية بعدم القيام بالنشاطات السياسية في حرم الجامعة".

 

طلاب "القوات" في "اللبنانية" استنكروا إستمرار التعرض لهم وطالبوا إدارات الكليات تحمل مسؤولياتها والاسراع في التحقيق

وكالات/صدر عن مصلحة طلاب القوات اللبنانية - دائرة الجامعة اللبنانية، البيان الاتي:

"بعد سلسلة الاعتداءات التي يمارسها فريق 8 آذار على كافة المستويات في لبنان لضرب الاستقرار والسلم الاهلي، والتي لم يكن آخرها التعرض للصحافي في تلفزيون المستقبل الزميل عمر حرقوص، اقدم رئيس الهيئة الطالبية في كلية الاداب - الفرع الثاني جولي معلولي على الاعتداء على الرفيق شربل مسعود بالضرب على مرأى الطلاب الذين شاهدوا الهمجية العونية غير المبررة". أضاف البيان:"وفي حادثة متطابقة في كلية الحقوق - الفرع الثاني، قدم المدعو جورج غره على ضرب الطالب الرفيق ربال قزيلي والفرار الى جهة مجهولة.وافادت المعلومات الاولية ان قوى الامنية استمعت الى افادة الرفيق قزيلي وهي في طور البحث عن جورج غره الذي لا يزال متواريا عن الانظار". وختم::"إن دائرة الجامعة اللبنانية في القوات اللبنانية تطالب ادارات الكليات بتحمل مسؤولياتها كاملة وفورا، علما اننا قد حذرنا مرارا خلال هذا الاسبوع من ممارسات مشبوهة وتحركات مسلحة للتيار العوني داخل حرم الكليات. كما نناشد القوى الامنية الاسراع في التحقيقات وانزال العقوبات بحق من يفترض ان يكونوا طلابا لا عناصر ميليشيوية قبلية ديكتاتورية لا تتقبل الاخرين".

 

المسيحيون العراقيون الهاربون من العنف يتدفقون إلى لبنان 

الجمعة 28 نوفمبر/أ. ف. ب.

بيروت: تطالب المنظمات غير الحكومية في لبنان بمساعدات عاجلة تمكنها من مساندة مئات العائلات المسيحية العراقية التي تتدفق على لبنان هربا من اعمال العنف في بلادها. وتقول المسؤولة في منظمة كاريتاس ايزابيل سعادة فغالي "ارتفع عدد المسيحيين العراقيين الذين يطلبون مساعدتنا بشكل كبير جدا خلال الاشهر الاخيرة".

وتؤكد المسؤولة في المؤسسة الانسانية انه "منذ حزيران/يونيو تصل خمس عائلات كل اسبوع الى هنا طلبا للمساعدة" مضيفة "المشكلة خطيرة جدا وليس لدينا مساعدات كافية". وقد ارتفع عدد اللاجئين العراقيين الى لبنان بسرعة كبيرة منذ تشرين الاول/اكتوبر عندما هربت اكثر من الفي عائلة مسيحية من مدينة الموصل في شمال العراق بعد موجة اعتداءات واغتيالات واحراق منازل استهدفت هذه الطائفة.

في احد كنائس الطائفة المسيحية الكلدانية في ضواحي بيروت تنهمك رانية شهاب في توزيع الاغطية والادوية ومواد اساسية اخرى وتقول "منذ مطلع تشرين الاول/اكتوبر اقدم المساعدات ل 20 عائلة جديدة على الاقل كل اسبوع". واقامت كاريتاس ستة مراكز لتقديم المساعدات الى اللاجئين العراقيين في لبنان من بينها هذه الكنيسة. وتضيف شهاب "الكثير من العائلات تصل حاليا بدون رجالها. الرجال اما قتلوا او جرى اختطافهم". وتضيف "بعض اللاجئين يصلون بثياب تكاد تغطي جسدهم. كل واحد منهم يحمل معه قصة حزينة. خساراتهم كبيرة وهذا باد عليهم بوضوح".

وتقدر المنظمات غير الحكومية بان عدد اللاجئين العراقيين في لبنان، من مسلمين ومسيحيين، بات يتراوح بين 40 و50 الف لاجىء. ولا تنوي غالبيتهم الاستقرار في لبنان وانما تصل اليه كبلد عبور في الطريق للاقامة في موطن اخر خصوصا الولايات المتحدة.

وتشرح الناطقة باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة لورا شدراوي الوضع بقولها "ان السلطات اللبنانية تعتبر وجود هوءلاء على اراضيها غير شرعي رغم اننا نزودهم بشهادات لجوء". ويتطلب تامين اقامة اللاجئين العراقيين في بلد اخر مدة تتراوح بين سبعة اشهر وعاما واحدا.

امل جرجس بطرس سيدة في الثمانية والاربعين من عمرها وهي من بين الذين يرغبون بان يكون موطنهم الجديد الولايات المتحدة او استراليا.

وصلت امل الى لبنان مطلع تشرين الثاني/نوفمبر قادمة من الموصل مع اولادها الثلاثة، وتقول "في اذار/مارس الماضي قام مسلحون بقتل زوجي خلال عمله في متجره". وتضيف بصوت متهدج "حاليا ننام على فراش على الارض في منزل من غرفتين نقيم فيه مع افراد سبع عائلات اخرى".

وتشير الى يديها وتقول "وضعي سيء ويداي ترتجفان طوال الوقت".

في احد المقاهي الصغيرة في ضاحية بيروت الشرقية توزع نحو 20 مسيحيا عراقيا على الطاولات يلعبون الورق ويحتسون الشاي وهم يناقشون المستجدات.

ويقول سعد يوسف عزيز، 45 عاما، وهو يحمل مسبحة بيده "وصلت منذ اربعة ايام مع زوجتي وولدي الاثنين وانا على استعداد للاقامة في اي بلد يستقبلني".

ويضيف "اريد فقط ان اقيم في مكان امن حيث بامكاني ان اعيد بناء حياتي".

لكن سعد، كما العديد غيره، لا يتوصل سعد للعثور على منزل لائق في لبنان حيث يسعى بعض المالكين للاستفادة من الظروف فيرفعون الاسعار.

اما كمال حمو، 50 عاما، فقد وصل الى لبنان منذ ثمانية اشهر ويامل بالانتقال الى الولايات المتحدة حيث يقيم اشقاؤه الاربعة. ويقول "لا يقبل احد هنا باستخدامي وامضي اوقاتي بالانتظار".

ويضيف "لا احد منا يريد العودة الى العراق. نحن نفضل ان نبقى في الشارع على ان نعود الى مكان تنتظرنا فيه الدماء".

يذكر بان دول الاتحاد الاوروبي اعربت الخميس عن استعدادها لاستقبال نحو مئة الف لاجىء.

 

أيّار ثانٍ!

ملحم الرياشي ، الخميس 27 تشرين الثاني 2008

موقع لبنان الآن/

تزوّج أحد القرويين فتاة جميلة، وليلة "الدُّخلة"، تبيّن أن الفتاة كانت فاقدة العذرية، فهاج الزوج المخدوع سلفاً، وماجَ وفضح أمرها أمام أهل القرية، وردّها إلى ذويها... بعد عشرة أيام عاد واستردها إلى بيت الزوجية، فذهب إليه القوم يلومونه فعلته قائلين:"ما دمت تريد أن تبقيها فلماذا فضحتها؟" ردّ الزوج المخدوع سلفاً:" حتى لا يقال إنـّي غبي!" وهكذا، ومن دون رادع، وبعدما جاهد "حزب الله" الجهاد الحسن لإلغاء مفاعيل 7 أيار الاول، عاد العماد عون ليجدّد ويمدّد مفاعيل ما يجب نسيانه، فيهدّد باسمهم، من يعنيهم الامر، من استيلاد 7 أيّـار الثاني، على غرار توالد الأمراء المعنيين (انو اذا ما عجبك فخر الدين المعني الاول، اليك فخر الدين المعني الثاني وسلطان البرّ كمان).

ماذا تخفي الرواية؟

تخفي بعض ملامح "المواجهة الخفية" - حتى الآن- على القوة الوسطية التي تنمو فكرتها في أرحام بعض قادة اللوائح والمرشحين، فلا يقال إن المطالبة بلوائح مقفلة (بالغال بس مش انكليزي) هي محض استراتيجيا انتخابية، إنـما لضرورات المواجهة السياسية مع الوسطيين ومنعهم من المشاركة في اللوائح إلا وفقاً لبرنامج واضح تضعه القوى الآذارية صاحبة الشأن.

- رفضنا الطائف علناً ورددناه ومن ثمّ استرددناه منهكاً من علاقاته خارج الزواج، وبعد سنـيييييييين على ذلك!

- رفضنا السنيورة علناً ورددناه ومن ثمّ استرددناه منهكين البلد شرّ إنهاك، ملغين مفاعيل المؤتمرات الباريسية من "واحد الى تلاتي" والرابع عالطريق.

- رفضنا نشاط وزارة الاتصالات وأساليب التشغيل علناً ورددناها ومن ثمّ استرددناها بأدنى خدمة لأعلى فاتورة... ولا إصلاح ولكن مع "شـويّة" تغيير!

- رفضنا نيابة رئاسة الحكومة من دون صلاحيات رئاسة الحكومة ومن ثم رددناها واسترددناها مع فنجان قهوة في ساحة النجمة.

- نريد اليوم ونتحدّى أن ينضوي الجميع ضمن برنامجنا الانتخابي الموحّد ويوم الوصول إلى إعلانه وفق الضغط الساري المفعول؛ سوف يدخلون عليه ما لا يرضيك أو ما... لا يشبهك! "وشو همّ طالما الشمس طالعة والناس...مش قاشعة شي!!!"

والحبل على الجرّار والصرّة، والأفكار تعارض وتفضح وتأتي متكررة ممجوجة...ونفسها ولو بعد حين... كلّ شيء تدمّر في العام 1990، وكل شيء مهدد، وهناك تهديدات مدفوعة سلفاً نكررها بقوة غيرنا... وحين يذهب إليه القوم يلومون فعلته قائلين:"ما دمت تريد أن تبقيها فلماذا فضحتها؟" ردّ الزوج المخدوع سلفاً: حتى لا يقال إنـّي غبي!"   

 

زوابع أيار التشرينية

موقع لبنان الآن/محمد سلام ،

الجمعة 28 تشرين الثاني 2008

قد لا يكون الكلام مفيدا في مواجهة زوابع الحردان، لذلك فإن الكلام ليس موجها إليها كونها متخصصة بلغات أخرى لا تمت إلى التخاطب بصلة.

المضمون السياسي لما قامت به الزوابع في منطقة الحمراء يوم الخميس يتجاوز، في بعديه السياسي والأخلاقي الاعتداء بالضرب على صحافي يمارس مهمته تحت سقف القانون، ليصل إلى حدود الاعتداء على القانون بذاته، الذي يمثل سلطة فرضه، حاليا، وزير الداخلية زياد بارود، المكلف، من ضمن مهام أخرى، تطبيق الشق الأمني من اتفاق الدوحة الذي يفترض أنه أنهى اجتياح أيار. فهل سقط الشق الأمني من اتفاق الدوحة؟ أم أن الوزير بارود ما زال غير قادر على تطبيقه؟

هذا هو السؤال المستخلص من اجتياح أيار المستمر والذي أكدت الزوابع بالواقع "الميداني" استمراره يوم الخميس، مع فارق وحيد بين بدايته وما وصل إليه. زوابع الأربعاء كانت عارية من أقنعتها السوداء التي تعكس حقد قلوبها على الأحرار في بيروت، وغير بيروت.

للسذج الذين اعتقدوا للحظة أن اجتياح أيار قد انتهى، قدمت الزوابع "جرعة تذكيرية" مساء الخميس، مستخدمة الزميل عمر حرقوص ميدانا لنشاطها "المقاوم" لكل ما هو حر. أما العذر الذي هو أقبح من ذنب فقد صدر في بيان ما يسمى بعمدة الإذاعة والإعلام في حزب الزوابع الحردانية الذي اعتبر أن "الإشكال الذي حصل ناتج عن مشادة شخصية افتعلها الصحافي حرقوص مع أحد القوميين، وذلك على خلفية محاولته تصوير القومي ضد رغبته في انتهاك للحرية الشخصية التي يتمتع بها أي فرد في المجتمع"، وفق حرفية ما جاء في ذلك البيان.

أصبح الضحية حرقوص الذي نقل إلى المستشفى جانيا في قاموس الزوابع. وتهمته أنه انتهك الحرية الشخصية للزوبعي لأنه أراد تصويره ضد رغبته.

هل يصدق هؤلاء الناس ما يكتبون، وما يقولون؟ الزميل حرقوص كان في مهمة لتغطية منع الزوابع عمال بلدية بيروت من ممارسة واجبهم في إزالة الصور من شوارع بيروت. ولم تكن غاية الزميل أن يلتقط صورة شخصية للزوبعي الذي لم يكن "يتمشى" في الشارع أو ... يتبول على الحائط ... مثلا.

المشكلة هي أن الزوابع كانت عارية من أقنعتها التي ارتدتها يوم اقتحمت وسرقت مكاتب المستقبل الإعلامية والثقافية والصحية والاجتماعية في أيار الماضي، والتقاط صور لها وهي عارية يكشفها أمام القانون، لذلك "انتفضت" زوابع الأقنعة السوداء وانقضت على الزميل حرقوص... خوفا من تسليط الضوء على عريها. هؤلاء يحبون الظلام، ويكرهون الضوء.

أما المسخرة الثانية في بيان عمدة إذاعة حزب الزوابع فهي الإعلان بأنه "يؤكد احترامه للإعلام والإعلاميين، وهو حريص على أن يأخذ التحقيق مجراه، بعد أن سلم الشخص المعني بالإشكال نفسه إلى القوى الأمنية". الزوابع أكدت، بما لا يقبل الشك والتشكيك، إحترامها للإعلام والإعلاميين في اجتياح أيار لمكاتب مؤسسات المستقبل وسرقة محتوياتها، وإحراق بعضها. لا يوجد ما هو أكبر من ذلك "الاحترام" المختبئ وراء الأقنعة السوداء. لم نسمع يوما عن محترم يخفي وجهه! المحترم يفاخر بشخصيته. أما من يخفي وجهه، فهو نقيض المحترم... وأفعاله تناقض الاحترام. أما مسألة تسليم "الشخص المعني بالإشكال نفسه" فهذه أكثر عهرا من ذلك "الاحترام!". شخص واحد فقط معني بـ"إشكال" وليس أكثر من 15 زوبعيا مارسوا الاعتداء على شخص واحد؟

هذا هو فن قلب الحقائق كما تفهمه زوابع الحردان التي تتربص شرا بالمواطنين على زوايا الطرق.

المهم في الموضوع أن مسألة وحدانية "المعني" هي ثقافة معتمدة من قبل كل قوى الثامن من آذار عندما تضبط متلبسة في اعتداء.

أليس المعني بإسقاط مروحية الجيش في سجد وقتل النقيب الشهيد سامر حنا واحدا فقط؟ وقد سلم إلى الجيش أيضا مع "الحرص على أن يأخذ التحقيق مجراه" ... أيضا. الاعتداء المقبل الذي ستنفذه قوى المرتزقة سيكون فقط شخص واحد "معني" به وسيسلم نفسه أيضا للقوى الأمنية، "مع الحرص على أن يأخذ التحقيق مجراه".

سيقتلون كل الشعب اللبناني بمرتزقة خوارق، ولن يكون معنيا بهذا القتل أكثر من شخص واحد، وسيكون هذا المعتدي هو "الضحية" مع إبداء الحرص على أن يأخذ التحقيق مجراه!!!!!!!!! فيتم اعتقال الضحية وإطلاق الجاني حرّا!!!!!!!!!!!! هذه هي ثقافة قوى الظلام. يجب أن يفهما السذج الذين صدقوا أن اجتياح أيار قد انتهى.  هذه ثقافة قوى الظلام المبنية على الإفلات من العقوبة، وهو المبدأ الإجرامي الذي ستعمل المحكمة الدولية الناظرة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والجرائم المتصلة بها على إنهائه ... ودفنه إلى الأبد.  هل فهم السذج الآن لماذا لم يتوقف اجتياح أيار، ولماذا هو مستمر ومستعر، وقابل للمزيد من التسعير على ما بشر به الوزير السابق سليمان فرنجية؟؟ ألم يحن الوقت لبذل جهد جدي... لتطبيق الشق الأمني من اتفاق الدوحة وطرد المرتزقة من الأحياء والشوارع؟ أم ترى أن الشق الأمني من اتفاق الدوحة قد سقط ... ولا سلام!!!!!!!!!! هذه أيضا مقارعة ... في علم الزوابع.

 

أميركا الجديدة: وصاية دمشق خطر على اللبنانيين     

عبد الكريم أبو النصر/النهار

"أكد عدد من مستشاري باراك اوباما المعنيين بملف الشرق الاوسط خلال اتصالات اجروها اخيرا مع جهات رسمية عربية واوروبية، ان الرئيس المنتخب يريد نزع عوامل التفجير في هذه المنطقة الاستراتيجية والحيوية البالغة الاهمية، والانتقال بها تدريجا من مرحلة المواجهة المستمرة والصراعات الدامية الى مرحلة السلام والتعاون البناء بين سائر الدول، وذلك عبر تركيز جهوده منذ بداية ولايته على محاولة تسوية النزاع العربي – الاسرائيلي بجوانبه المختلفة الفلسطينية والسورية واللبنانية ومعالجة الاوضاع في العراق، وحل المشكلة النووية الايرانية، واعتماد اسلوب الحوار المباشر الصريح مع مختلف الاطراف المعنيين بالامر على اساس متطلبات الشرعية الدولية وقراراتها بحيث يشمل ذلك التحاور مع اعداء الولايات المتحدة وخصومها كإيران وسوريا. وأوضح هؤلاء المستشارون ان اوباما يرغب ضمن هذا الاطار في ان يكون لبنان عامل سلام واستقرار وليس عامل تفجير لإشعال حرب جديدة مع اسرائيل، كما يرى ان اعتماد الحوار مع خصوم اميركا ليس معناه تقديم التنازلات لهم، وان التعامل ديبلوماسيا مع سوريا وايران لن يؤدي اطلاقا الى الرضوخ لمطالبهما والى تقبل سياساتهما الحالية المتعارضة مع المصالح الحيوية للبنانيين والفلسطينيين والعراقيين، ومع متطلبات الامن والاستقرار والسلام في المنطقة، ومع توجهات اميركا ومصالحها الحيوية".

هذا ما كشفته لنا مصادر ديبلوماسية اوروبية وثيقة الاطلاع في باريس، واوضحت ان اوباما سيستند في تعاطيه مع منطقة الشرق الاوسط وقضاياها، بما فيها القضية اللبنانية، على المبدأ الاساسي الذي حدده في اول خطاب ألقاه بعد اعلان فوزه في انتخابات الرئاسة الاميركية حيث اكد: "اقول للذين يريدون تدمير هذا العالم: سنلحق بكم الهزيمة، واقول للذين يريدون السلام والامن: سندعمكم".

وذكرت المصادر الاوروبية المطلعة ان "ثمة مخاوف لدى بعض اللبنانيين من ان يؤدي الحوار الاميركي الجديد مع سوريا وايران الى التضحية بالمصالح اللبنانية المشروعة والى عقد صفقة مع هذين البلدين على حساب لبنان السيد المستقل وعلى حساب المحكمة الدولية المكلفة النظر في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وفي جرائم سياسية اخرى.

لكن الواقع هو نقيض ذلك تماما، اذ ان الحوار الاميركي مع سوريا وايران سيهدف، بين امور عدة، الى حماية استقلال لبنان وسيادته وامنه واستقراره والى تطبيق قرارات مجلس الامن ذات الصلة، والى مطالبة السوريين والايرانيين بوقف تدخلاتهم السلبية والخطرة في شؤون هذا البلد. كما ان اوباما ملتزم كليا دعم المحكمة الدولية من اجل تحقيق العدالة في الجرائم السياسية الكبرى التي هزت لبنان، ومن اجل وضع حد لاعتماد منهج الاغتيالات في التعاطي مع شؤون هذا البلد، وهذا ما اكده بعض مستشاري الرئيس الاميركي الجديد لجهات عربية واوروبية معنية بمسار الاوضاع اللبنانية".

ووفقا لما أكده لنا ديبلوماسي اوروبي زار واشنطن اخيرا والتقى بعض مستشاري اوباما الذين سيهتمون بملف الشرق الاوسط في البيت الابيض وفي وزارة الخارجية: "ان اوباما لن يقوم بأي مجازفة تعرض لبنان المستقل للخطر، ولن يساوم مع نظام الرئيس بشار الاسد على صفقة تجعل لبنان خاضعا مجددا للهيمنة السورية لانه يدرك ان المشاكل الجوهرية التي يعانيها هذا البلد مصدرها سوري – ايراني في الدرجة الاولى ومرتبطة كذلك بالنزاع مع اسرائيل وليس مصدرها لبناني داخلي".

ثلاث مشكلات تواجه لبنان

وكشفت هذه المصادر الاوروبية المطلعة، وللمرة الاولى، حقيقة نظرة مستشاري اوباما المعنيين بقضايا الشرق الاوسط الى لبنان وتقويمهم لطبيعة مشاكله ولأوضاعه الحالية، وهو ما يساعد على فهم السياسة التي سيعتمدها الرئيس الاميركي الجديد حيال هذا البلد.

وتتضمن نظرة مستشاري اوباما الى لبنان النقاط والامور الاساسية الآتية:

اولا، ان التزام الدفاع عن استقلال لبنان وسيادته هو احد ثوابت السياسة الاميركية في الشرق الاوسط وليس واردا التخلي عنه.

ثانيا، ليست ثمة "مشكلة" لبنانية اليوم بالمعنى الحقيقي والدقيق للكلمة كما كانت الحال في الفترة بين 1975 و1989 مما يستدعي وضع هذا البلد تحت وصاية خارجية ما. لكن لبنان يواجه حاليا ثلاث مشكلات اساسية مرتبطة بعوامل اقليمية وتدخلات خارجية وهي:

1 – مشكلة سلاح "حزب الله" واخطار استخدام هذا السلاح داخليا وفي التعاطي مع اسرائيل.

2 – مشكلة رغبة نظام الرئيس بشار الاسد المستمرة وغير المعلنة رسميا في الهيمنة مجددا على لبنان وانهاء استقلاله وسيادته.

3 – مشكلة عدم تطبيق قرار مجلس الامن 1701 بالكامل بما يؤدي الى انهاء حال الحرب بين لبنان واسرائيل ومنع اندلاع مواجهة جديدة بين البلدين.

ثالثا، كان لبنان "مشكلة حقيقية" في الفترة ما بين 1975 و1989، اذ شهد آنذاك حربا اهلية قامت بتغذيتها جهات اقليمية ودولية وخرجت عن سيطرة ابنائه، فانهارت الدولة ومؤسساتها الى حد كبير او تعرضت للشلل ولم يعد ثمة جيش موحد وقوى امنية وطنية تدافع عن لبنان وتحميه، وتمزقت الوحدة الوطنية فافترق اللبنانيون بعضهم عن بعض واصبحوا بالتالي عاجزين عن ادارة شؤونهم بأنفسهم. وهذه العوامل كلها ادت الى تقليص استقلال لبنان وسيادته، والى حدوث تدخل دولي وعربي لوقف الحرب الاهلية، والى منح النظام السوري آنذاك بعد توقيع اتفاق الطائف عام 1989 تفويضا دوليا – عربيا لضبط الاوضاع الامنية في هذه البلد ولمساعدة اللبنانيين على التلاقي مجددا ولإعادة بناء دولتهم ومؤسساتهم الشرعية. لكن النظام السوري استغل هذا التفويض واوضاع لبنان المأسوية لتحقيق حلمه ولفرض هيمنته الكاملة على هذا البلد واقامة وحدة امر واقع بينه وبين سوريا.

رابعا، الوضع مختلف كليا وجذريا اليوم عن هذه المرحلة السابقة. فلبنان استعاد استقلاله وسيادته وتحرر من الهيمنة السورية بإرادة الغالبية العظمى من ابنائه وبدعم دولي وعربي واسع ليس له مثيل. وليست ثمة حرب اهلية في هذا البلد، بل ان اللبنانيين مصممون في غالبيتهم العظمى على عدم السقوط مجددا في فخ الاقتتال الداخلي الواسع والمدمر. وثمة دولة ومؤسسات لبنانية شرعية تعمل وان تكن تواجه بعض المصاعب والعقبات. وثمة جيش حقيقي موحد يستحق المزيد من الدعم الاميركي والدولي والعربي اذ اثبت قدرته مع القوى الامنية، على ضبط الاوضاع الى حد كبير وعلى مواجهة الارهاب والارهابيين بفاعلية. وشهد لبنان انتخابات نيابية حرة عام 2005 ادت الى فوز الاستقلاليين بالغالبية الكبرى من الاصوات، وهو يستعد لانتخابات نيابية جديدة ربيع 2009 في ظل وجود رئيس وطني توافقي مستقل عن سوريا هو العماد ميشال سليمان، وحكومة وحدة وطنية ليست تابعة لدمشق بل تعمل تحت رعاية دولية وعربية.

خامسا، ينتج عن ذلك كله ان لبنان اليوم يمارس حقه المشروع في السيادة والاستقلال وهو قادر على ادارة شؤونه بنفسه على رغم التدخلات الاقليمية وخصوصا السورية – الايرانية. وهو ليس في حاجة إلى وصي إقليمي أو دولي، بل ان اي هيمنة سورية عليه ستهدد امنه واستقراره وتمزق وحدته الوطنية مجددا. فاللبنانيون وفي غالبيتهم الساحقة يرفضون الهيمنة السورية التي تشكل انتهاكا فاضحا لقرارات مجلس الامن وتتعارض كليا مع ما يريده المجتمع الدولي وسائر الدول العربية باستثناء سوريا.

سادسا، ليست ثمة "مشكلة حقيقية" لبنانية، اذن، تهدد مصير هذا البلد وامن المنطقة كما كانت الحال في الفترة ما بين 1975 و1989. لكن ثمة ثلاث مشكلات رئيسية يجب ايجاد حلول لها هي:

1 – اصرار "حزب الله" على الاحتفاظ بسلاحه وبقرار الحرب مع اسرائيل بما يشكل انتهاكا لقرارات مجلس الامن وتحديا لسلطة الدولة ولارادة الغالبية العظمى من اللبنانيين. ويلقى الحزب دعما سوريا وايرانيا في توجههه هذا.

2 – طموح نظام الاسد المستمر الى اعادة ربط لبنان بسوريا والتحرر من المحكمة الدولية.

3 – بقاء لبنان ساحة مواجهة مفتوحة مع اسرائيل نتيجة عدم التطبيق الكامل للقرار 1701 والتدخلات السورية والايرانية في شؤونه.

حوار اميركي صريح مع الاسد

واكدت المصادر الاوروبية المطلعة ان مستشاري اوباما يرون ان معالجة هذه المشكلات الثلاث لن تتحقق بإخضاع لبنان مجددا لسيطرة نظام الاسد، او بدفع "ثمن لبناني" لسوريا، لان النظام السوري هو مع حليفه الايراني، مصدر هذه المشكلات. بل يرى مستشارو اوباما انه تجب معالجة هذه المشكلات الثلاث التي هي مصدر تهديد محتمل للامن والاستقرار في المنطقة، من خلال تحرك الادارة الاميركية على خطين متوازيين:

الخط الاول: التمسك باستقلال لبنان وسيادته وتطبيق قرارات مجلس الامن ذات الصلة بما يشمل دعم عمل المحكمة الدولية ومساندة الدولة اللبنانية ومؤسساتها الشرعية وعلى رأسها الجيش.

الخط الثاني: فتح حوار مباشر مع نظام الاسد يتناول مختلف القضايا العالقة وتقديم حوافز واغراءات لهذا النظام لدفعه الى التخلي عن سياساته المتشددة واعتماد سياسات جديدة ايجابية وبناءة تساعد على دعم الامن والاستقرار في لبنان وعلى تحقيق السلام في المنطقة.

ووفقا لمستشاري اوباما فان الحوافز والاغراءات التي تنوي ادارة الرئيس الاميركي الجديد تقديمها الى نظام الاسد تتضمن الآتي:

- تأكيد التزام الادارة الاميركية العمل على تأمين انطلاق عملية تفاوض جديدة بين سوريا واسرائيل وبمشاركة اميركية فاعلة بعد الانتخابات الاسرائيلية وبحيث يرافق ذلك دعم المفاوضات الفلسطينية – الاسرائيلية وايجاد الظروف الملائمة لإطلاق عملية تفاوض بين لبنان واسرائيل.

- تأكيد استعداد الادارة الاميركية الجديدة لتحسين العلاقات مع سوريا بشروط وفي مقابل إقدام نظام الاسد على الاحترام الفعلي لاستقلال لبنان وسيادته، والتوقف عن التدخل سلبا في شؤونه، ووقف ارسال الاسلحة الى "حزب الله"، والتوقف عن دعم "حماس" وسائر التنظيمات الفلسطينية المعارضة للسلام ووضع حد لنشاطات الجهاديين المتسللين عبر سوريا الى العراق، والمساعدة على تطبيق القرار 1701 من اجل تثبيت وقف القتال بين لبنان واسرائيل، والتعاون مع المحكمة الدولية، والمشاركة في الجهود الاميركية والدولية لمحاربة الارهاب.

ووفقا لما قاله لنا ديبلوماسي اوروبي التقى بعض مستشاري اوباما: "ان انفتاح ادارة اوباما على سوريا ليس هدية لنظام الاسد وليس مكافأة له على اعماله وممارساته المرفوضة، بل ان هذا الانفتاح الاميركي سيشكل اختبارا جديا وحقيقيا لنيات هذا النظام، ولمدى استعداده لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة ولإحداث تغيير جوهري في سياساته وتوجهاته وتحالفاته، فاذا كان نظام الاسد يريد فعلا السلام مع اسرائيل وتحسين علاقاته مع اميركا والخروج من عزلته العربية والدولية، فان المطلوب منه ان يثبت ذلك فعلا باعماله وقراراته وان يدعم السلام والاستقرار في لبنان والعراق وفلسطين وفي المنطقة عموما".

واضاف: "ان مستشاري اوباما يدركون تماما ان نظام الاسد في موقف ضعف وانه هو الذي يحتاج الى اميركا والى استعادة الجولان وتسوية مشاكله سلميا مع اسرائيل، وهو الذي يحتاج الى تحسين علاقاته مع اميركا والغرب ومع الدول العربية البارزة والمؤثرة من اجل معالجة اوضاع بلاده البالغة الصعوبة. وهذا يعني ان النظام السوري هو الذي يجب ان يدفع ثمن الانفتاح الاميركي الجديد عليه وليس العكس، فيتوقف عن دعم القوى المتشددة اللبنانية والفلسطينية والعراقية والعربية ويعتمد بدلا من ذلك سياسة جديدة واقعية وحكيمة وبناءة تنسجم مع متطلبات الشرعيتين الدولية والعربية وتساعد على تحقيق الامن والاستقرار والسلام في المنطقة. وهذا ما يريده باراك اوباما اساسا من سوريا".