المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 30  تشرين الثاني/2008

إنجيل القدّيس لوقا .24-21:10

في تِلكَ السَّاعَةِ تَهَلَّلَ بِدافِعٍ مِنَ الرُّوحِ القُدُس فقال: «أَحمَدُكَ يا أَبَتِ، رَبَّ السَّماءِ والأَرض، على أَنَّكَ أَخفَيتَ هذِه الأَشياءَ على الحُكَماءِ والأَذكِياء، وَكَشَفْتَها لِلصِّغار. نَعَم، يا أَبَتِ، هذا ما كانَ رِضاكَ. قَد سَلَّمَني أَبي كُلَّ شَيء، فما مِن أَحَدٍ يَعرِفُ مَنِ الِابْنُ إِلاَّ الآب، ولا مَنِ الآبُ إِلاَّ الِابنُ ومَن شاءَ الِابنُ أَن يَكشِفَهُ لَه».

ثُمَّ التَفَتَ إِلى التَّلاميذ، فقالَ لَهم على حِدَة: «طوبى لِلعُيونِ الَّتي تُبصِرُ ما أَنتُم تُبصِرون. فإِنَّي أَقولُ لَكم إِنَّ كثيرًا مِنَ الأَنبِياءِ والمُلوكِ تَمنَّوا أَن يَرَوا ما أَنتُم تُبصِرونَ فلَم يَرَوا، وأَن يَسمَعوا ما أَنتُم تَسمَعونَ فلَم يَسمَعوا».

 

القدّيس بِرنَردُس (1091-1153)، راهب سيستِرسيانيّ وملفان الكنيسة

العظة الثانية عن نشيد الأناشيد/"كثيرٌ من الأنبياءِ والملوكِ تمنّوا أن يَروا ما أنتم تَرون"

إنّ رغبة الآباء الأوّلين الداعية إلى حضور المسيح بالجسد، هي بالنسبة إليّ موضوع تأمّلات متكرّرة. لا أستطيع أن أفكّر في هذا الموضوع بدون أن تدمع عيناي من الخجل. فهذا يجعلني أقدِّر فتور عصرنا البائس وخموله. لقد تلقّينا هذه النعمة، وأُظهِرَ لنا جسد المسيح على المذبح، لكنّ أحدًا منّا لا ينتابه الفرح نفسه الذي شعر به أجدادنا لمجرّد الوعد بالتجسّد. أصبح عيد الميلاد قريبًا ويستعدّ الكثيرون للإحتفال به؛ عساهم أن يفرحوا فعلاً بمولد يسوع المسيح، وليس بمظاهر الغرور! إنّ إنتظار الأقدمين وتوقهم الكبير يتجلّيان بشكل رائع في الكلمات الأولى نن نشيد الأناشيد: "ليُقبِّلَني بِقُبَلِ فمِه!" (نش1: 2). في تلك العصور، أيّ إنسان مُتمتّع بالحسّ الروحي كان يشعر بالنعمة الكبيرة المُنسكِبة على هذه الشفاه (مز45: 3)؛ ومن خلال هذه الكلمات المُثقَلة بالرغبات، كان يتمنّى بشغف ألاّ يُحرَم من هذه المودّة الكبيرة. كلّ نفسٍ مثاليّة كانت تقول: "ماذا تَنفعُني نصوص الأنبياء الغامضة؟ أنا أنتظر أن يأتي "أجمل بَني آدم" (مز45: 3)، ليُقبِّلَني بِقُبَلِ فمِه. كان لسان موسى ثقيلاً (خر4: 10)، وكانت شفتا أشعيا نَجستَين (أش6: 5)؛ كان الأنبياء كلّهم محرومين من موهبة اللغات. فذاك الذي تكلّموا عنه، هو مَن كان يجب أن يتكلّمَ ويقبِّلَني بِقُبَلِ فمِه؛ أنا لم أعد أريد أن يتكلّم فيهم ومن خلالهم، لأنّ المياه تبدو كثيفة طالما يقيَتْ في الغيوم. إنا أنتظر الحضور الإلهي، ينابيع العقيدة المتدفّقة التي ستصبح فيَّ "نبعًا يفيض بالحياة الأبديّة (يو4: 14).

 

إشكال في عائشة بكار بين عناصر من "أمل" وآخرين من "الجماعة الاسلامية"

السبت 29 تشرين الثاني 2008

لبنان الآن/أفادت الوكالة الوطنية للإعلام أن عنصرا حزبيا كان يمر مساء اليوم (السبت) أمام مركز لـ"الجماعة الإسلامية" في منطقة الزيدانية - عائشة بكار, وحصل تلاسن بينه وبين عناصر تابعين للمركز, عمد بعده إلى الإستعانة بعدد من محازبيه, قدر عددهم بين 3 و4 أشخاص, حضروا إلى المنطقة وحصل بينهم وبين عناصر الجماعة تدافع، وقد تدخلت القوى الأمنية وعملت على معالجة الأمر.

"الجماعة الاسلامية" اصدرت بيانا, ذكرت فيه أن مركزها في منطقة عائشة بكار تعرض لاعتداء من قبل مجموعات من حركة "أمل". وقالت ان "العشرات من عناصر الحركة احتشدوا ووجهوا الشتائم وحاولوا الاعتداء على حرس المركز, الأمر الذي دفع عناصر الجماعة الى الحشد لصد الاعتداء".

واستغربت "الجماعة" هذا السلوك المخالف لأجواء المصالحات والتهدئة, ودعت قيادة حركة "أمل" الى ضبط عناصرها والانسجام مع أجواء التهدئة التي تسود البلد.

 

إنتخابات نقابة موظفي المصارف في الشمال تقطع الشك باليقين: 14آذار هي الأكثرية

موقع تيار المستقبل/في مؤشر آخر على توجهات الرأي العام في لبنان عموماً وفي الجسم النقابي خصوصاً، إنضمت إنتخابات نقابة موظفي المصارف في الشمال إلى موجة "الإكتساحات" لقوى "14 آذار" للعديد من الإنتخابات النقابية والطالبية لتقطع شك فريق 8 آذار باليقين بأن الأكثرية هي "14 آذار" رغم كل ماقيل أو سيقال.

وسجلت قوى الرابع عشر من آذار فوزاً كاسحاً في ستة أعضاء لمجلس النقابة، حيث فازت لائحة "تطوير العمل النقابي"، على لائحة" الوفاء الوطني"، المدعومة من قوى 8 آذار بفارق ناهز المئتي صوت، وبلغ عدد المقترعين 697 من أصل 802 يحق لهم الاقتراع.

وجاءت نتائج لائحة تطوير العمل النقابي المدعومة من قوى "14آذار" على الشكل التالي: مها المقدم 411 صوتاً، رايا حتي411 صوتاً، سركيس المكاري410 أصوات، مازن المواس428 صوتاً، مصطفى جباخنجي400 صوت، راشد صابونة410 أصوات .  أما لائحة الوفاء الوطني المدعومة من "8آذار" فجاءت نتائج مرشحيها على الشكل التالي: ميلاد داوود247 صوتاً، عبد الناصر خلف254 صوتاً، جوزيف عكاري 264 صوتاً، عامر نعوشي 286 صوتاً، فادي ميسي264 صوتاً، عبدالله بركة252 صوتاً. يشار الى أن فوز لائحة قوى الرابع عشر من آذار في انتخابات النقابة اليوم يكسر احتكار الرئيس عمر كرامي وحلفائه لثلاثين عاماً للنقابة، حيث فشلت كل الضغوطات التي مورست من قبل الرئيس كرامي والوزير السابق سليمان فرنجية في ثني موظفي المصارف عن رغبتهم بالتغيير والاقتراع لصالح اللائحة المدعومة من قوى "ثورة الأرز". وبالتالي أسقطوا آخر قلاع كرامي وحلفائه في الشمال عموماً وطرابلس خصوصاً .

وتقدم منسق عام قطاع النقابات العمالية في تيار المستقبل في لبنان نجيب أبو مرعي بخالص التهاني لأعضاء اللائحة الفائزة، معتبراً الفوز "انجازاً تاريخياً لقوى 14 آذار، وهو نصر لكل من يؤمن بالديموقراطية . وهو نصر نهديه لأرواح شهداء ثورة الارز" . كما اعتبر مسؤول الماكينة الانتخابية للائحة "تطوير العمل النقابي" هاني ذوق أن "هذا الفوز هو لكل الشمال، ولطرابلس بالتحديد. هذه النقابة التي سيطر عليها الاقطاع السياسي في طرابلس منذ تأسيسها سنة 1974، عادت الى طرابلس والى قواعدها". ووعد ذوق "القطاع المصرفي بالعمل على تطويره كي يصبح من أهم القطاعات في الشمال" .وأشارت الفائزة بمنصب العضوية رايا حتي الى أن "هذا النجاح جاء رغم كل الضغوطات التي مورست على أعضاء اللائحة والناخبين". من جهتها أكدت زميلتها مهى المقدم أن "طرابلس عادت الى قواعدها، وهذا النجاح ما هو الا مقدمة لنجاحات أخرى". وفور اعلان النتائج عمت الفرحة أجواء أنصار لائحة تطوير العمل النقابي الذين احتفلوا بالفوز على وقع الأغاني الوطنية واطلاق الاسهم النارية التي زينت سماء مدينة طرابلس . وتم تحديد يوم الاثنين المقبل تاريخاً لانتخاب النقيب وتوزيع المناصب داخل مجلس النقابة .

عبدالله بارودي

 

عبدو: المحكمة ستحدث زلزالاً ومعطياتها جاهزة

المستقبل - الاحد 30 تشرين الثاني 2008 - كشف السفير السابق جوني عبدو عن معلومات تلقاها ومفادها كلام نقل عن السيد علي خامنئي لدى استقباله الوفد الرئاسي اللبناني ضمنه انتقادات لاذعة للموضوع السوري تحديداً في موضوع الجولان وشبهه بموضوع الذل والخيانة، وأن أحد المسؤولين السوريين الكبار توجه الى صحافي لبناني كبير بالقول "ما تتعبوا لديكم خيار واحد إما تكونوا مع سوريا أو تكونوا مع إيران" مما يدل على عدم رضا إيران على دولة الممانعة سوريا". واعتبر " أن المحكمة الدولية قائمة وصار لديها معطيات جاهزة، ولا يستطيع أحد إلغاؤها على الإطلاق".

وجدد التأكيد في حديث الى إذاعة "الشرق" أمس، "أن المحكمة ستحدث زلزالاً وهي لا تقوم إلا إذا كان صار عندها معطيات والمعطيات الأساسية أصبحت عندها وبالتالي لا لزوم لاعترافات المجرمين واللزوم الأساس هو قناعة المحكمة التي صارت جاهزة، والمحكمة قصة جدية قد تتأخر بعض الشيء بفضل ضغوط إقليمية ودولية لكن لا يستطيع أحد إلغاءها مطلقاً، والمحكمة لا تحمل على الإطلاق المناخات السياسية والعدالة هي العدالة، والمحكمة لا يمكن أن تسيّس ومجرياتها لا يمكن أن تسيّس أو تخضع لمناخات حساسة لبنانية وغيرها. إنما أحكام المحكمة والنتائج الصادرة مستقبلاً ستخضع الى بعض المساومات في التنفيذ".

وعن إمكانية دفع التقرير الظني الى ما بعد الانتخابات النيابية المقبلة قال: "الانتخابات ليست هي التي تقرر في موضوع التقرير الظني. التقرير الظني يصدر حين يصدر ولن يأخذ في الاعتبار الانتخابات ولا غيرها".

وربط التوترات والتشنجات الداخلية بالمحكمة "أن للنظام السوري وجهة نظره بموضوع المحكمة الدولية وهي إما أن تقوم حكومة خاضعة كلياً لإدارة النظام السوري وتكون آلية جديدة لمنع المحكمة أما عبر التمويل أو عدم الإجابة على أسئلة المحكمة. وبالتالي يجب بأي طريقة كسب الانتخابات بتوتر أمني أو ترهيب أو اغتيالات لا سمح الله، أي تجري الأمور لكسب الانتخابات وهكذا تخضع الأمور للنظام السوري".

ولفت الى أن "ما نشهده من حركات وآخرها ما حصل مع عمر حرقوص في "المستقبل" هو جزء من مؤشر وانطباع بأن هناك حالة قمعية عنفية ستتحرك قبل الانتخابات لكسر إرادة إعلامية أي كسر الإرادة الشعبية". أضاف: "الموضوع كله هو محاولة النظام السوري وأتباعه كسر إرادة الشعب والسلاح لدينا هو الكلمة، والمطلوب نزع هذا السلاح من أيدينا. ما يجري هو معادلة غريبة بدل أن يخضع السلاح مجدداً لإرادة الدولة وأقصد به السلاح خارج السلطة الشرعية وهو ما نطالب به، يمنع علينا أن يكون عندنا سلاح الكلمة التي تصنع إرادة الشعب والحرية معادلة قاسية".

ورأى أن "المواطن لا يستطيع أن ينزل الى صندوق الاقتراع وهو خائف، المطلوب كسر الخوف كما حصل رداً على الاغتيالات بدءاً من اغتيال الرئيس الحريري، ولن نخاف ولم نخف".

واعتبر "أن كلام النائب سعد الحريري في القاهرة هو المبدأ الأساس الى أن تجري الانتخابات النيابية في كل الأحوال والإصرار على ثقافة الانتخابات والمواجهة الديموقراطية، وإرادة الشعب لا يمكن لأحد أن يكسرها وكذلك لا يمكن لأحد كسر الكلمة. وهذه تعبئة أساسية للذهاب الى الانتخابات وأنا ألوم النائب سعد الحريري لأنه وضع نفسه في صلب الموضوع حتى ولو طالت الأمور شخصه العزيز لا سمح الله".

ووصف التصريحات التهويلية التي صدرت أخيراً، بأنها "مجرد تصريحات تهويلية ذلك أن النظام السوري في الوضع الحالي غير قادر على القيام باغتيالات كبيرة وهو في طريقه لفك عزلته عن المجتمع الدولي ومجرد القول بالتنسيق مع لبنان يثبت أموره بعض الشيء. هذا لا يعني أن هناك أمناً في لبنان، هناك مظاهر أمن فقط ويمكن تسميتها بالهدوء".

وانتقد تصريح قائد الجيش جان قهوجي من البقاع عن حماية الخاصرة السورية وقال: "نصحت سابقاً قيادة الجيش بأن تتوقف عن الكلام العلني كلياً وعن المراحل التي لا يمكن تنفيذها فليبدأ الأمن قبل البقاع في بيروت وفي شارع الحمرا، لا يجوز أن يكون في شارع الحمرا غير الجيش وقوى الأمن الداخلي، لا حزب قومي ولا غيره. الجيش له قدرة محدودة وفق السياسات المعتمدة لكن يجب أن يظهر أنه القائم بالأمن وحامي المواطن وبموضوع الصحافي عمر حرقوص الله يمده بالصحة تبين أن كل العالم لا علاقة بالموضوع باستثناء الجيش والأجهزة الأمنية وأنا سألت ماذا فعلت هذه الأجهزة، لم نسمع كلمة عن المسؤول عن الأمن في بيروت من هو الحزب القومي، المستقبل، حزب الله، الكل ما عدا الأجهزة الأمنية!؟".

وعن زيارة عون الى سوريا، اعتبر أنها لا "تحرز التعليق" وطبيعية بالمنحى الذي أخذه الجنرال بعد مجيئه الى لبنان، وكما قال العميد كارلوس إده جنرال عون فرنسا لم يتصالح مع الجنرال في الرابية، والمهم هل طلب الجنرال اعتذاراً من سوريا قبل ذهابه إليها عن كل الأحداث المؤلمة وعن دماء العسكريين الذي سقطوا تحت النيران السورية؟ هذا هو المنحى الطبيعي لاختيار عون المحور السوري ـ الإيراني".

وأشار الى أن زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى المملكة العربية السعودية "قد تكون محاولة لكسر الجليد، ومعروف أن العلاقة بين البلدين مرت بأزمات قاسية جداً وجلالة الملك عبد الله لديه أسلوب قد يبتعد كثيراً عن الديبلوماسية وهو رجل صادق وصريح للغاية، ونقل الى السلطات الفرنسية كل ما لديه من انتقادات للتصرف الفرنسي تجاه سوريا وإيران أو تجاه لبنان. وعلى ما يبدو هناك محاولة اقتراب فرنسي من المملكة أو محاولة استرضاء لها".

 

قل لي من تهاجم أقلْ لك من أنت

المستقبل - الاحد 30 تشرين الثاني 2008 - سعد الدين حسن خالد

بين الفينة والأخرى، يقوم بعض المتعاطين بأمور السياسة في لبنان، برشق المملكة العربية السعودية ببعض أنواع السهام في شكل معيب لا ينم عن عادات اللبنانيين وطبيعة تعاملهم مع بعض الدول العربية الشقيقة، التي ما تقاعست يوماً عن تقديم العون لهم، وأداء الدور الايجابي الهام، الذي كانوا دائماً ينتظرونه في بحثهم عما يخفف آلام الأزمات في أوقات الشدة، ويؤمن متطلبات البناء والسلم والأمان، في أوقات النهوض من الكبوات، بعد انتهاء المصائب والحروب والويلات.

من المعيب والخطير في آن، أن تتعرض المملكة العربية السعودية بشخص قائد أو مسؤول فيها أو سفير لها في بيروت، لهذا النوع والكم المتفرق من الإساءات، التي هي في الواقع تصيب اللبنانيين أولاً وأخيراً قبل أن تصيب أحداً غيرهم من الدول والشعوب.

من المعيب والخطير، أن تصبح مصالح اللبنانيين، التي صنعتها الطبيعة وشد أسسها التاريخ، موضع مقامرات ومغامرات من بعض من لا يمكنه النظر الى الأمور من داخل المصلحة الوطنية العليا، التي تحمي الوطن وتحفظ الجميل والروابط والإنجازات، ولا تعرضه للمشاكل والويلات، فمقاربة موضوع هام واستراتيجي كموضوع العلاقات اللبنانية السعودية، لا يمكن أن تتم إلا من خلال المنظار اللبناني الصرف لهذه العلاقات من دون أي مناظير خارجية أخرى، وإن أي شذوذ عن هذا الأمر لا يمكن أن يليق بحاضر اللبنانيين وبتاريخهم، الذي يحمل في ذاكرته للمملكة العربية السعودية أسمى أنواع المواقف والكلمات وأطيب الأقوال والأفعال.

إن أمر مقاربة موضوع العلاقات اللبنانية ـ السعودية يجب أن لا يتناسى كل هذا الكم والنوع من الدعم المادي والمعنوي والأخلاقي، الذي كانت المملكة العربية السعودية تقدمه، وما تزال، بتجرد ومن دون أهداف خارجة عن إطار دعم مصلحة الوطن اللبناني بكل ما فيه من أطياف ونسيج وتيارات...

كما أنه لا يمكن أن يتناسى أو يتجاهل مصالح عشرات الآلاف ـ وربما أكثر ـ من اللبنانيين المنتشرين في أرجاء المملكة العربية السعودية، التي كانت شرعت لهم، وما تزال، مختلف أبواب الارتزاق الشريف والعمل، واحتضنتهم بشكل صادق ومتين لم نرَ له مثيلاً في أي دولة من الدول الأخرى خارج إطار الخليج العربي.

وإذا كنا نذكر بمصالح اللبنانيين بهذا الشكل، فإننا نذكر أيضاً بما يجنيه الاقتصاد الوطني من هؤلاء اللبنانيين، ومن غيرهم من أصحاب الاستثمارات، التي كانت تأتي من المملكة العربية السعودية وتغذي شرايينه التي كادت أن تتلفها المشاكل والهموم.

لن نتكلم عن دعم المملكة العربية السعودية للبنان في مؤتمرات باريس1 وباريس2 وباريس3 لن نتكلم عن ما قبل وعن ما بعد. لن نتكلم عن الروابط الدينية والقومية والاجتماعية والاقتصادية والتاريخية والإيمانية. لن نتكلم عن مئات الآلاف من المواطنين السعوديين والخليجيين الذين يصطافون سنوياً في لبنان، فيشدون بمكوثهم أشهراً فيه، أواصر العلاقات الاجتماعية مع اللبنانيين، ويغذون في الوقت ذاته موارد السياحة اللبنانية بهذا الكم الكبير من الخيرات المالية والعطاءات التي تجهد الكثير من الدول في العالم من أجل الحصول على مثيلاتها.

لن نتكلم عن دعم المملكة العربية السعودية للبنان الدولة والشعب في شتى المؤتمرات والاجتماعات الدولية، التي كثيراً ما كانت تعقد في الأوقات الأكثر صعوبة من تاريخ اللبنانيين، والأكثر دقة من تاريخ لبنان.

لن نتكلم عن الكثير الكثير مما قامت وتقوم به المملكة العربية السعودية من أجل لبنان واللبنانيين ومن دون تفرقة بين طوائفهم ومناطقهم وانتماءاتهم ومواقفهم تجاهها... لن نتكلم عن الدعم السياسي والمالي والتربوي والإنمائي والعمراني والصحي والإيماني... لن نتكلم عن الدعم من أجل العدالة والأمن والاستقرار.

لن نتكلم عن كل هذه الأمور وغيرها، لأننا نعرف أن ذاكرة اللبنانيين ما تزال حية الى درجة تستطيع معها أن تنبه المخطئ الى خطئه وتضع النقاط على الحروف.

لن نتكلم عن كل هذه الأمور وغيرها، لأننا نعرف أن إرادة اللبنانيين ما تزال نضرة الى درجة تستطيع معها حضارياً أن تحاسب المتجنين وتنقي مع حسابها لهم جمال الصورة من رواسب التضليل ورواسب التشويه والذنوب.

لن نتكلم عن هذه الأمور وغيرها لأننا نعرف أن شجاعة اللبنانيين ما تزال مشعة الى درجة تستطيع معها أن تعتذر من صاحب القول الماثور وتقول بعدها لكل من هو مفترٍ على مصالح اللبنانيين ولبنان: قل لي من تهاجم لكي أقول لك حقاً من أنت. فأنت تغامر بمصالح اللبنانيين، أنت تغامر بمصالح وطن كئيب يصارع الموت ويبحث بين جنبات اليأس عن أمل واعد في الطمأنينة والحياة... نذكر أخيراً رحم الله امرأ عرف حده فوقف عنده.

فلعل التذكرة تنفع المتذكرين.

 

من العين بالعين..إلى خدك الأيسر

المستقبل - الاحد 30 تشرين الثاني 2008 - خالد العلي

منذ وصول المنطق التخويني مع بدايات حرب تموز الى ذروته ووصول أصحاب هذا المنطق الى محاولة فرض أمر واقع شاهدنا تجلياته في السابع من أيار الماضي.. منذ ذلك التاريخ وُضع المرء في حيرة بين أن يتخلى عن قناعاته بقيم نشأ وترعرع على أساس أنها قيم مشتركة بين كل من يحمل لواء الأفكار والمفاهيم الديموقراطية وبين أن يكون ملزماً بالخضوع الى وضع يتخلى فيه عن تلك القناعات والقيم إما لمصلحة الانخراط في ايديولوجية السابع من أيار أو مواجهة هذه الايديولوجية بأدوات تشببها، وفي الحالتين سيتخلى الديموقراطي منا عن قناعاته بحيث بدأت ترتسم معالم عجز المواجهة بالأساليب الديموقراطية في ظل غياب السلطة وعجزها عن فرض القانون باعتباره القاسم المشترك المفترض بين الناس وبين هؤلاء والدولة.

فما العمل حيال ما جرى مع الزميل عمر حرقوص وما سيجري غداً مع غيره ممن يحمل لواء الديموقراطية؟

أولاً: لو كنا على يقين بأن الدولة أو السلطة قادرة على حماية الجميع وتحصين المناخات الديموقراطية لما ترددنا في التمسك بأقلامنا سلاحاً نواجه به "منطق" الميليشيات المقاومة وغير المقاومة، أما وأننا نرقب ونلمس حجم سيطرة هذا "المنطق" على كل ثنايا الدولة والسلطة فإننا مضطرون للاعتراف بعدم قدرة هذا السلاح على حماية ذواتنا ومواجهة ذلك المنطق حتى يثبت بالملموس قيام الدولة بحيث سنكون أول من يعوّل على قيامها.

ثانياً: في ظل غياب القانون هل سنقع فريسة الاستسلام وإخضاع أقلامنا خوفاً من هيمنة الميليشيات المقاومة وسيطرتها، ونتحول الى جنباء يتسولون الكلمة على أوراق صفراء؟؟ أم أننا سنجبر على الصمت والوقوع فريسة الصدأ في عقول تلك الميليشيات؟! أم أننا سنلزم على التحول الى أبواق تردد لازمة أمرك سيدي باللكنة المعروفة؟؟

ثالثاً: هذا هو التحدي الكبير وحتى إشعار قيام الدولة علينا التفكير سريعاً بإمكانية مواجهة الميليشيات المقاومة وفق قواعد "العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم" والأمر لا يتطلب جهداً كبيراً، فعناصر هذه الميليشيات منتشرة ويجمعها خط ميليشياوي واحد، فعندما يعتدى ظلماً وعدواناً على أحد بخلفية السياسة أو الفكر أو في معرض قمع الحرية أو الرأي يجب أن يرد على الأمر بمثله، فمن المستحيل أن نواجه الأمر الواقع القائم المدجج بكل مقومات اللاعقل واللافكر بالأقلام والأفكار وبالكلمة، وإلا سنجد أنفسنا يومياً عرضة للاعتداء والاغتيال حيث لا ينفع الاستنكار أو الإدانة. ومثال زميلنا عمر حرقوص لا يزال قائماً.

وأخيراً وبانتظار أن يقنعنا أحد بملائمة فكرة السيد المسيح حول "من ضربك على خدك الأيمن أدر له الأيسر" مع ما هو سائد وواقع في أوساط الميليشيات المقاومة.. علينا أن لا نسمح تحت كل الظروف بأن نتعرض مجدداً الى أي اعتداء.. "وخلي... صاحي..." وإلا وقعنا فريسة الخوف والرعب والتردد فالسقوط.

 

 

الرجل رقم 2 في البرنامج النووي الكوري قتل في الغارة الإسرائلية على الكبر

واشنطن فضلت تدمير موقع دير الزور وترك الموقعين الآخرين للوكالة الدولية

"النووي السوري - الإيراني" وراء اغتيال مغنية واللواء سليمان

لندن - كتب حميد غريافي:السياسة

كشف نائب يمثل حلف شمال الاطلسي في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ النقاب امس عن ان "اكتشاف استخبارات دولية وشرق - اوسطية منذ اوائل هذا العام ان المسؤول العسكري والأمني في (حزب الله) عماد مغنية ومستشار الرئيس السوري بشار الاسد اللواء محمد سليمان باتا مسؤولين عن التنسيق النووي الثلاثي بين ايران وكوريا الشمالية وسورية, هو الذي ادى الى اغتيالهما على ايدي عملاء مشتركين لتلك الاستخبارات, كما ادت الغارة الاسرائيلية على الموقع النووي السوري في دير الزور (الكبر) في سبتمبر 2007 الى مصرع المسؤول الكوري الشمالي في هذا المثلث تحت انقاض الموقع".

وقال النائب الاطلسي في اتصال به من لندن "انه رغم مطاردة الاستخبارات الاميركية والاسرائيلية وربما الفرنسية ايضا عماد مغنية المستمرة منذ مطلع الثمانينات من القرن الفائت لدوره في تفجيرات مقر المارينز الاميركي وقيادة القوة الفرنسية قرب مطار بيروت ومن ثم السفارة الاميركية, ولقيادته عملية اختطاف الرهائن الغربيين بعد ذلك, لتصفيته او اعتقاله وجلبه امام المحكمة, الا ان دوره من الجانب الايراني في النشاطات النووية بين طهران وسورية هو الذي ادنى اجله بصورة حاسمة, كما ان اللواء محمد سليمان ما كان ليلقى هذا المصير لولا تسلمه ملف التنسيق النووي مع الدولة الفارسية عبر مغنية".

واكد النائب بلجيكي الجنسية ان "مغنية لم يقتل بسبب دوره القوي في عمليات الارهاب ضد الاميركيين والاسرائيليين, او بسبب اضطلاعه بتخطيط وتنفيذ بعض كبرى عمليات الاغتيال في لبنان لصالح النظام السوري خلال السنوات الاربع الماضية, وانما تقاطعت خطط الاستخبارات الدولية وشرق الأوسطية على اغتياله لدى اقترابه من الملف النووي الايراني ومحاولة توسيعه ليشمل سورية نفسها".

ونقل النائب الاطلسي ل¯ "السياسة" عن مسؤول أمني كبير في الحلف قوله "ان المنسق الكوري الشمالي مع مغنية وسليمان لبناء مواقع نووية في سورية, يعتبر بمثابة الرجل الثاني او الثالث في هرمية البرنامج النووي الكوري, وقد ارسل الى دمشق شخصيا مع اثنين من اقرب مساعديه من العلماء لانجاز موقع الكبر النووي في دير الزور بوقت ماراثوني, لان الايرانيين ألحوا على الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ ايل اعتماد السرعة القصوى في هذا الانجاز كي تكون لمواقع تخصيبهم النووية بدائل في دولة حليفهم بشار الاسد اذ كانوا يتوقعون هجوما اميركيا او اسرائيليا على مواقع تخصيبهم في ايران".

وقال المسؤول الأمني الاطلسي ان "واحدا من معاوني المنسق الكوري نجا من الموت, وهو مازال يعالج من حروق خطيرة في احد المستشفيات العسكرية السورية في دمشق وسط سرية شديدة".

وأماط النائب الاوروبي اللثام عن ان "الاستخبارات الاسرائيلية وأقمار التجسس الصناعية الاميركية والاوروبية, اكتشفت وجود موقع الكبر السوري شمال - شرق البلاد قبل خمسة أو ستة أشهر من تدميره, كما اكتشفت وجود موقعين آخرين أحدهما في شمال سورية يجري بناؤهما على نفس طراز الموقع الاول, اي على غرار المواقع النووية الكورية الشمالية من دون ادخال اي تغييرات تذكر على اشكال ووسائل عمليات البناء, وهنا كان الخطأ الفادح الذي ارتكبه المثلث النووي الايراني - الكوري - الشمالي بعد مقارنة هذه المواقع بالصور الاميركية والاوروبية للمواقع الكورية المتشابهة".

ونقل النائب عن ديبلوماسي اميركي في بروكسل تأكيده ان "سلاح الجو الاميركي ألغى في اللحظة الاخيرة مشاركته في الغارة الجوية الاسرائيلية على موقع الكبر السوري, بعدما اقترح عدد من قادة البنتاغون (وزارة الدفاع الاميركية) عدم مهاجمة المواقع النووية السورية الثلاثة مرة واحدة, واقتصاد الحملة على تدمير مفاعل واحد في دير الزور لمعرفة ردود الفعل عليها, وترك الامور في ما بعد للجنة الطاقة الذرية الدولية كي تقوم بدخول الموقعين الآخرين لتعرية السوريين والايرانيين والكوريين امام العالم قبل القضاء عليهما سلما أو حربا".

وقال النائب البلجيكي ل¯ "السياسة" ان اعلان ممثل الولايات المتحدة في وكالة الطاقة الذرية غريغوري شولته اول من امس في اجتماع حكام الوكالة في العاصمة النمساوية فيينا عن "وجود ادلة دامغة على تنفيذ سورية تدابير لتنظيف المواقع النووية الثلاثة التي طلبت الوكالة الدولية الدخول اليها", يؤكد ان "لدى السوريين مواقع عدة قد يتجاوز عددها الرقم المعروف الآن, ويزيد تصميم المجتمع الدولي على تفتيشها كلها رغم الرفض السوري حتى الآن".

واعرب النائب الاطلسي عن اعتقاده ان تكون "المعضلة النووية السورية الجديدة التي برزت اخيرا, بمثابة فك الكماشة الآخر الى جانب فك المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الرئيس رفيق الحريري اللذين سيطبقان شيئا فشيئا خلال الاشهر المقبلة على عنق نظام الاسد بشكل خانق اذا لم ينفصل عن الايرانيين, ويغير سلوكه الراهن 180 درجة باتجاه وقف أعماله الارهابية في العراق ولبنان وفلسطين".

 

سليمان: العلاقات مع سورية على السكة الصحيحة وتبادل السفراء قبل نهاية العام الجاري 

الغالبية تحمل على زيارة عون لدمشق: السوريون أوفياء لمن خدمهم

بيروت - "السياسة":

في إطار تفعيل الحضور السياسي اللبناني عربياً ودولياً بعد إقرار اتفاق الدوحة, ينتظر أن يتوجه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة إلى قطر اليوم الأحد لترؤس وفد لبنان إلى مؤتمر المتابعة الدولي لتمويل التنمية, حيث سيلتقي كبار المسؤولين القطريين والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ويبحث معه في موضوع المحكمة الدولية ومراقبة الحدود بين لبنان وسورية وقضية التهديدات الإسرائيلية للبنان, على أن يزور رئيس الجمهورية ميشال سليمان بعد غد الثلاثاء ألمانيا ويجري محادثات مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل تتناول العلاقات الثنائية والوضع في لبنان والشرق الأوسط.

وخلال استقباله امس, رئيس الوزراء البلجيكي ايف لوتارم, شكر الرئيس سليمان لبلجيكا مساعداتها السياسية والاقتصادية وحضورها الداعم في شتى المجالات خصوصاً في قوات "يونيفيل" وعلى مستوى المساعدة في نزع الألغام, منوهاً بالخدمات الصحية والاجتماعية والإنسانية التي تقدمها الوحدة البلجيكية في منطقة عملها في الجنوب. ووضع سليمان رئيس وزراء بلجيكا في صورة الأوضاع الراهنة على الصعيد الداخلي اللبناني وعلى المستويات الأمنية والاقتصادية والسياسية والتحسن الحاصل, إضافة إلى بدء الاستعداد للاستحقاق الانتخابي النيابي, كذلك العلاقات اللبنانية مع الخارج بدءاً من إعادة وضع العلاقات مع سوريو على السكة الصحيحة, لافتا إلى أن أول ثمار هذه العلاقات فتح السفارات وتبادل السفراء قبل نهاية العام الجاري.

ورداً على سؤال طرحه رئيس وزراء بلجيكا عن مزارع شبعا, أكد سليمان "ان البيان المشترك الصادر عن القمة اللبنانية-السورية التي جمعته مع الرئيس السوري بشار الأسد أشار صراحة إلى لبنانية المزارع, وهذا موقف سوري واضح".

أما بالنسبة إلى مسألة ترسيم الحدود , فأشار رئيس الجمهورية إلى "إن الموقف السوري الراهن المعلن هو ان هذا الترسيم مرتبط بزوال الاحتلال عن مزارع شبعا".

من جهة اخرى, جزم عضو كتلة "المستقبل" النائب نبيل دو فريج ب¯"أن قوى الرابع عشر من آذار ستخوض الانتخابات النيابية موحدة", محذرا من "أنه في حال لم تسر بها موحدة فلن تربحها".

وأمل في "أن تأخذ الغالبية العبرة من تأليف حكومة الوحدة الوطنية, لكي لا تقع في المشكلة نفسها مع تشكيل لوائح الانتخابات", ودعا إلى "إعطاء الأقليات حقوقها ليس فقط من خلال مقعد انتخابي هنا أو هناك, وإنما من خلال وظائف الفئة الأولى وفي السلكين الديبلوماسي والعسكري".

وعن زيارة النائب ميشال عون إلى سورية, اعتبر دو فريج "أن الاستقبال السوري لعون سيكون أهم من الاستقبال الإيراني له", وقال "إن السوريين أوفياء لمن يخدمهم, وعون من حيث يدري أو لا يدري خدم السوريين خصوصاً بعد عودته من منفاه وأيضاً في خلال حرب التحرير", معتبراً "ان هذه الزيارة ستكرسه بطلاً مسيحياً في الشرق أو أقله في سورية".

وحذر دو فريج من "أن المحكمة الدولية ستكون في خطر أقله بالنسبة لتسليم بعض المطلوبين في حال فوز "8 آذار" في الانتخابات النيابية أو بالنسبة لتمويل المحكمة الدولية". من جانبه, رأى المنسق العام لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد أن "هناك شخصيات بحجم العماد عون حاولت إقامة علاقات مع سورية في الماضي, ثم فوجئت أنه تم استخدامها من قبل السوريين من دون أ مقابل", مشيراً إلى أن "العماد عون ليس مسلوب الإرادة وهو بدأ مرحلة تسديد فواتير العودة إلى لبنان".

ولفت إلى أن "المعادلة مع سورية هي: أقصى درجات التعاون والتنسيق مقابل أوضح صور السيادة والاستقلال", مشيراً إلى أنه "من المبكر القول أن سورية قادرة على فك الارتباط مع لبنان وبدء مرحلة جديدة من التعاطي معه ككيان مستقل".

وعلى خط المصالحة المسيحية, اعتبر عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا, أن "القوات" مستعدة لها في أي لحظة, وقال "قد تنجح مبادرة الرابطة المارونية في جمع القطبين قبل الانتخابات, وهذا ما نأمله, خصوصاً في ظل الوعي الذي يتمتع به الطرف الوسيط, من هنا قد تجري المصالحة قبل الانتخابات, وقد لا تتم حتى بعد الانتخابات".

وتمنى "أن تتم المصالحة قبل موعد الانتخابات النيابية حتى تطمئن نفوس المواطنين ويتوجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع بسلام ذاتي".

من جهته, أكد عضو الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار ميشال رينيه معوض, في ذكرى اغتيال والده, "أن ثمة ثورة مضادة لانتفاضة "14 آذار" تحاول من جديد أن تغتال المشروع الذي من أجله استشهد الرئيس رينيه معوض", مشيراً إلى "أنها تواجهنا بالسلاح وبالاغتيالات ولكننا سنواجهها بوحدتنا وبإرادتنا الحرة".

 

طالب بانهاء الجزر الأمنية سريعاً حتى لا يبقى حبل الأمن على غارب الفلتان

المطران بشارة الراعي لـ "السياسة": مشكلة لبنان في "8 و 14 آذار" وإدخاله في سياسة المحاور

  الكنيسة المارونية على مسافة واحدة من كل القوى

 صفير دعم المصالحة المسيحية ولن ييأس من إتمامها

بيروت - "السياسة":

 يحاذر المطران الماروني بشارة الراعي في مقابلته مع "السياسة" من أن يثير أي غبار سياسي قد يعكر صفو الجو العام في لبنان, والذي يعتبره كثيرون انه جو ايجابي على قاعدة أنه "أفضل الممكن". وعندما تلامس أسئلتنا مواضع حساسة, مثل تعثر المصالحة المسيحية, يصل الحذر الحكيم عن الراعي إلى حده الأقصى, "فالكنيسة والبطريرك نصرالله صفير لم ولن ييأسا من إنجاح المصالحة". وإذ يرفض الخوض في تحديد اسم من أفشلها, ولماذا, يلاحظ أن "الوزير السابق سليمان فرنجية على تنسيق تام مع العماد ميشال عون في هذا الموضوع".

كما يلاحظ المطران الراعي بأسى أن "الانقسام في لبنان لا يقتصر فقط على المسيحيين, بل أنه أصاب كل الذين اصطفوا في "8 آذار" و"14 آذار", مؤكداً أن "الكنيسة لا تتلون بأي لون سياسي, وتبقى على مسافة واحدة من جميع التيارات", ولكن "السؤال الذي يجب أن يطرح على الجميع: من مع الكنيسة?". وغمز الراعي من قناة العماد عون من دون أن يسميه قائلاً عن تغير المزاج المسيحي: "قلت لأحد السياسيين, ان مواقفكم إذا استمرت ستؤدي إلى خسارتكم في الانتخابات", فأجابني بالقول: "في آخر لحظة اعرف كيف استميل الشعب".

وأكد أن نجاح الانفتاح الرسمي على سورية يكون "باحترام سلامة الأراضي والسيادة والاستقلال, وترسيم حدود واضحة تفصل بين الدولتين, وإقامة علاقات ديبلوماسية. أما ما يختص بالتنسيق على الصعيد الأمني فأمر متروك لقرار الحكومة اللبنانية ومعرفتها وخبرتها وستراتيجيتها".

وشدد على أن سلاح "حزب الله", تحت مسمى "الستراتيجية الدفاعية" هو" مسألة خلافية ولا مجال لحلها إلا على أسس المعايير الوطنية العامة", مؤكداً أنه "ما لم يكن السلاح مقتصراً على القوى الأمنية الشرعية, وفي أمرة السلطة السياسية, يبقى الباب مفتوحاً على مصراعيه للمعتدين بقوة السلاح على أموال المواطنين وسلامتهم الشخصية وعلى ممتلكاتهم وأراضيهم.

"السياسة" حاورت الراعي, وفي ما يأتي نص الحوار:

  ما تقويمكم لما آلت إليه جهود المصالحة بين "القوات اللبنانية" و»المردة«? وما برأيكم أسباب عدم انجاز هذه المصالحة? وهل توافقون على القول ان الوزير سليمان فرنجية نسفها بناء على نصيحة سورية?

  لست على اطلاع دقيق بشأن المراحل التي قطعتها جهود المصالحة بين »القوات اللبنانية« و»المردة«. لكنني اسمع مثل غيري أن الجهود متواصلة لكن المصالحة لم تنضج بعد لتحصل.

الأسباب مرتبطة بالخلاف المزمن, المرتبط بمآسي ماضية لا يجهلها أحد. لكن الخلاف السياسي الحاصل حالياً بين كتلتي »14 آذار« و»8 آذار« من جهة, والسجال الإعلامي الدائر بين »القوات« و»المردة«, وبعض الأحداث بينهما على المستوى الأمني تعرقل مساعي المصالحة.شخصيا أنا لم افهم من تصريحات الوزير سليمان فرنجية انه نسف المصالحة.

  ما دور العماد ميشال عون في هذا الإطار? والى أي مدى دعمت الكنيسة المارونية جهود الرابطة المارونية?

  العماد ميشال عون على تفاهم تام مع الوزير سليمان فرنجية. والتنسيق قائم بينهما على مستوى المصالحة.أما السيد البطريرك مار نصر الله بطرس صفير فقد أعلن رسمياً في إحدى عظات الأحد انه يدعم ويبارك جهود ووساطة الرابطة المارونية. والكل في الكنيسة المارونية يدعمها.

  لماذا لم تتول البطريركية هذا المسعى? وهل أدى امتعاض البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير من تصريحات ومواقف فرنجية إلى اليأس من إنجاح مساعي المصالحة?

  أن تعلن البطريركية المارونية دعمها لمساعي الرابطة, هذا يعني أنها تتولى مسعى المصالحة بواسطة الرابطة المارونية التي هي نوعاً ما "ذراعها" المدني والوطني. البطريرك صفير قد تمرس في حياته كلها على الصبر والاحتمال, هو الذي اختار شعاراً لبطريركيته في عظة الاحتفال بتنصيبه في أبريل العام 1986 "وحملوه الصليب وراء يسوع", كما جاء في الإنجيل عن سمعان القيرواني الذي "جعلوا عليه الصليب ليحمله خلف يسوع" (لوقا23/26) ولذلك لم ولن ييأس من إنجاح المصالحة.

  أين تقف الكنيسة اليوم من مختلف القوى على الساحة المسيحية?

  الكنيسة في كل زمن وظرف تظل أمينة لمواقفها: تعلن المبادئ, تقرب وجهات النظر, تبارك المبادرات الحسنة, تشجع الضعفاء, تقوي الخائفين, تعطي وجهة نظرها في الأمور الوطنية, وتصدر حكمها الأدبي في الأفعال البشرية, في ضوء الشريعة الأخلاقية, بشأن ما هو صالح وما هو قبيح.

الكنيسة لا تتلون بأي لون سياسي, ولذلك تبقى على مسافة واحدة من جميع الأحزاب والتيارات, من دون أن تكون موالية أو معادية لأحد منها. ولكن هذا لا يعني أنها تقبل أو تتبنى طروحات كل الأحزاب والتيارات كيفما أتت, بل تقبل بما يتلاءم مع خير الإنسان وكرامته وحقوقه ومصيره وعيشه الكريم, وبما يتلاءم مع العدالة الطبيعية والاجتماعية, والتآخي والتفاهم الحوار والتضامن والتنمية على مستوى المجتمع, وبما يتلاءم مع سيادة الوطن واستقلاله وسلامة أراضيه, وبالتالي مع الخير العام وكرامة الوطن اللبناني ودعوته التاريخية.

وبالتالي لا يحق لأحد أن يعتبر الكنيسة داعمة لمواقفه بالمطلق. ولا يحق لأحد أن يسأل: الكنيسة مع من? بل بالأخرى يجب أن يطرح السؤال على الجميع: من مع الكنيسة?

  هل لاحظتم تغيرا في المزاج المسيحي بشكل قد يغير التمثيل النيابي الذي أفرزته انتخابات العام 2005?

  لا يمكنني التنبؤ بنتائج الانتخابات النيابية المقبلة. وخصوصاً أن أحد السياسيين, الذي كنت أقول له ان مواقفكم إذا استمرت ستؤدي إلى خسارتكم في الانتخابات, أجابني بالقول: "في آخر لحظة اعرف كيف استميل الشعب". هذا القول يحزنني. أتمنى أن يكون للناخبين رأياً حراً وواعياً في اختيار ممثليهم في الندوة البرلمانية. كما أتمنى أن يكون الخيار الانتخابي على أساس مقاييس هي إخلاص من يمثلهم للبنان وشعبه, وتفانيه في سبيل الخير العام, وأخلاقيته الوطنية, وروح الخدمة المقرونة بالكفاءة. من المؤسف أن تُشترى أصوات الناخبين بالزهيد من المال, أو بالوعود الفارغة أو الوعيد.  إن ما يجري على الساحة اللبنانية يستدعي وعياً عند المواطنين ليحسنوا اختيار من هم جديرون بالنهوض بلبنان وشعبه على كل المستويات.

  طالما أن العماد عون يعتبر نفسه وتياره خارج تأثير بكركي, هل من تفكير لدى الكنيسة, لتجيير التأثير على من هم في صف بكركي لمصلحة قوى »14 آذار«?

  بكركي فوق كل الأحزاب والتيارات, ولا تدخل في لعبة التحالفات السياسية, ولا تتلون بأحد. لست افهم القسم الأول من هذا السؤال: أن العماد عون يعتبر نفسه وتياره خارج تأثير بكركي. الأحزاب لها غاياتها ووسائلها ونهجها وتصورها, ولكن من اجل هدف واحد يجمع هو خير لبنان وشعبه, خير الإنسان والخير العام. أما ما يُرجى من تأثير لبكركي فهو فقط على مستوى هذا الهدف الواحد. إن قيمة لبنان هي التنوع في الوحدة: اعني تنوع الأحزاب والرؤى ووجهات النظر والمناهج والسبل, والوحدة في الهدف الجامع.

  كيف تفسر زيارات رجال دين موارنة إلى الرابية مكان إقامة النائب اللبناني العماد ميشال عون? هل تعبر عن دعم لسياسة العماد عون?

  زيارات رجال الدين إلى الرابية, مكان إقامة النائب اللبناني العماد ميشال عون أو إلى أي مرجعية سياسية إنما تنخرط في ما هو خط الكنيسة في عملها, كما ذكرت في جوابي عن سؤال سابق. هذه الزيارات لا تعبر حتماً عن دعم لسياسة الشخص الذي يُزار. بل تنطوي على عدد من الأهداف: المجاملة, التهنئة, العتاب, التشاور, الاستيضاح, طلب خدمة... إن رجال الدين يتجنبون الإعراب عن علاقاتهم مع رجال السياسة من خلال وسائل الإعلام. فيفضلون الإعراب عما لديهم بالتلاقي والحوار المتبادل, لان هذا الأسلوب يأتي عادة بالثمار المرجوة, وفي كل حال يضع لبنة في مدماك التعاون والتفاهم بين الكنيسة والدولة.

  هل توافقون على أن الانتخابات النيابية المقبلة ستحسم في المناطق المسيحية, ولماذا?

  الانتخابات النيابية عمل ديمقراطي يتنافس فيه المرشحون على برامج واضحة تتمحور حول خير المواطن اللبناني وخير البلاد. نرجو أن يُحسم الانتخاب الديمقراطي في كل المناطق اللبنانية وليس فقط في المناطق المسيحية, بعيداً من توظيف المال السياسي لشراء أصوات الناخبين, وعن الوعد الفارغ والوعيد المهدد. ونأمل أن يقبل الجميع بنتائج الانتخابات, بروح ديمقراطية سليمة, وان يبادروا إلى تهنئة الفائزين, وأن يحاسبوهم في ما بعد كما يقتضي النظام الديمقراطي الصحيح.

  لماذا تنجح المصالحات بين القوى في الساحة الإسلامية وتفشل على الصعيد المسيحي, وهل الأسباب محلية أم خارجية?

  كل مصالحة تنجح جديرة بالمديح وبالاقتداء بها. وكل مصالحة تُعطل أو تُرفض هي مدعاة للوم. عندما نتكلم عن المصالحة, ينبغي أن نتجاوز الأسباب التي هي في أساس النزاع والخلاف. أنا لا يعنيني إذا كانت الأسباب محلية أم خارجية. فالمصالحة تقوم على الإقرار بالحقيقة التي تجمع وبالعدالة التي تعطي كل ذي حق حقه. لا مجال للمصالحة من دون الإقرار بالحقيقة واحترام العدالة. المصالحة موقف روحي وخلقي في الأساس, وهي تعبير عن الكبر في النفس والقلب وعن صفاء في الضمير. إذا تحلى الشخص بهذه القيم بادر إلى المصالحة متجاوزاً كل الأسباب, من أي جهة أتت أو كانت.

  مصادر قوى »8 آذار« تؤكد أن التأثير الأميركي على المجريات العامة في لبنان قد تراجع. هل يدل ذلك على ارتفاع التأثير الإيراني وعودة التأثير السوري?

  كل المشكلة اللبنانية الحاصلة على يد قوى »8 آذار« و »14 آذار« تكمن في إدخال لبنان في سياسة المحاور الإقليمية والدولية, وفي أحلاف خارجية تخوض صراع مصالح ونفوذ على ارض لبنان, وعلى حسابه. بينما المطلوب هو الحرص على الانفتاح والتفاعل اللبناني مع المحيط والعالم. والمطلوب بنوع خاص, لكي يلتقي جميع اللبنانيين وبخاصة قوى »8 آذار« و »14 آذار« التي تسببت بهذا الشرخ الكبير في لبنان, هو "تحييد لبنان مع تعزيز قدراته الدفاعية, بحيث يكون بلداً نموذجياً للحوار الديني والثقافي العالمي, ومنفتحاً على جميع الدول بروح الصداقة والتعاون والاحترام المتبادل, ويلتزم قضايا المنطقة والعالم في كل ما يختص بالسلام والعدالة والحقوق وترقي الشعوب" (مشروع شرعة العمل السياسي في ضوء تعليم الكنيسة وخصوصية لبنان, فقرة 24/ب).

  ثمة حركة رسمية باتجاه سورية. كيف ترون مستقبل العلاقات مع سورية, وهل ترحبون بعودة التنسيق بين البلدين وخصوصاً على الصعيد الأمني?

  كنا نرغب دائماً في أن تكون بين لبنان وسورية "حركة رسمية", بمعنى التعامل من دولة إلى دولة بالندية واحترام المصالح المشتركة والتكافؤ, لا حركة على مستوى أشخاص وأحزاب للإفادة الشخصية والفئوية السياسية أو المادية, على حساب الدولة والخير العام. نأمل أن تكون العلاقات بين البلدين وفقاً لقاعدة التعامل والتعاطي بين الدول, وهي المصالح المشتركة القائمة على العدل والإنصاف والتفاهم, واحترام المقومات الثلاثة لكل دولة: سلامة الأراضي والسيادة والاستقلال, وترسيم حدود واضحة تفصل بين الدولتين, وإقامة علاقات ديبلوماسية. أما ما يختص بالتنسيق على الصعيد الأمني فأمر متروك لقرار الحكومة اللبنانية ومعرفتها وخبرتها واستراتيجيتها.

  يبدو أن المسيحيين في لبنان انقسموا إلى قسمين سلم كل منهما أمره إلى طائفة إسلامية معينة بامتداداتها الخارجية. هل تقبلون هذا التوصيف? وما حقيقة الواقع السياسي المسيحي في هذا البلد?

  هذا الانقسام أصاب كل الذين اصطفوا في القسمين المعروفين ب¯ »8 آذار« و »14 آذار«. ويطلق عليهم التوصيف الذي جاء في سؤالك. لكن عدداً كبيراً من اللبنانيين المسيحيين والمسلمين أيضاً, يرفضون هذا الاصطفاف وبالتالي هذا التوصيف. والكل يشتهي أن يُلغى هذا الشرخ السياسي القائم, وأن تنشأ أحزاب تقيم تحالفاتها على مقياس لبنان وشعبه وأرضه, في كل ما يختص بالخير العام والسلام والاستقرار والترقي.

  تناقش طاولة الحوار الوطني مصير سلاح "حزب الله", تحت مسمى "الستراتيجية الدفاعية". ما موقفكم من هذه المسألة?

  إنها مسألة تعود إلى المتحاورين. إنها مسألة خلافية ولذلك لا مجال لحلها إلا من خلال طاولة الحوار الوطني, على أسس المعايير الوطنية العامة.

  هل تعتقدون أن المتحاورين سيتوصلون إلى نتيجة معينة?

  كل حوار قائم على الرغبة في البحث عن الحقيقة الموضوعية, وعلى الحاجة إلى سماع رأي الآخر ووجهة نظره من اجل الوصول إلى الحقيقة, يُكتب له النجاح. أما الحوار الذي يهدف إلى فرض الرأي أو إلى رفض الرأي المخالف, والحوار الذي يعتبر فيه المحاور انه يملك كل الحقيقة وان من يخالفه, الرأي عدواً له, فمصيره الفشل.

  بعد استخدام السلاح في الداخل في مايو الماضي, هل يمكن أن تعود الحياة السياسية إلى طبيعتها من دون عنف أو تهويل باستخدام السلاح ولبنان على أبواب انتخابات نيابية مصيرية?

  طالما السلاح متروك بين أيدي المواطنين, يبقى استخدام السلاح في الداخل وارداً في كل ظرف, وحامل السلاح يشكل دائماً تهديداً وتهويلاً باستخدامه. وكيف يمكن أن يعيش مواطن مسلح ومواطن أعزل? لا يمكن أن يعيش بلد وشعب في سلام وطمأنينة واستقرار ما لم يكن السلاح مقتصراً على القوى الأمنية الشرعية, وفي امرة السلطة السياسية. إنها مسألة تستدعي حلاً سريعاً, يضع حداً للجزر الأمنية ولفلتان حبل الأمن الذي يترك الباب مفتوحاً على مصراعيه للمعتدين بقوة السلاح على أموال المواطنين وسلامتهم الشخصية وعلى ممتلكاتهم وأراضيهم.

 

قائد الجيش زار الأسد و"سانا"تقول إنه وجّه شكرا لسوريا     

وكالات/استقبل الرئيس السوري بشار الأسد ظهر اليوم قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي. ووفق "سانا"دار الحديث خلال اللقاء حول علاقات التعاون بين الجيشين السوري واللبناني وسبل زيادة التنسيق بينهما لما فيه خير ومصلحة البلدين والشعبين الشقيقين. وأشاد الرئيس الأسد بدور الجيش اللبنانى فى تحصين أمن واستقرار لبنان رغم كل ما تعرض له من استهداف ومحاولات للنيل من هذه المؤسسة التي تشكل الضامن الأقوى لوحدة اللبنانيين وتماسكهم. وقالت "سانا "إن  العماد قهوجي شكر ،بدوره،الرئيس الأسد لوقوف سورية الدائم والصادق إلى جانب الجيش اللبنانى ودعمها له مؤكداً أن الجيش اللبنانى سيظل عنصر القوة الأساس في مواجهة المخططات المشبوهة التي تستهدف وحدة لبنان واستقراره.

وفي هذا الإطار ،التقى العماد حسن توركماني، نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة وزير الدفاع بالعماد قهوجي والوفد العسكرى المرافق له وبحث معه العلاقات بين جيشي البلدين الشقيقين وسبل تطويرها حيث أكد العماد توركماني على توجهات القيادة السورية في استمرار دعم الجيش اللبناني للقيام بمهامه باعتباره المؤسسة الضامنة لأمن ووحدة لبنان. كما التقى العماد علي حبيب، رئيس هيئة أركان الجيش والقوات المسلحة بالعماد قهوجي والوفد المرافق له وجرى بحث افاق التعاون والتنسيق بين جيشي البلدين في المجالات كافة إذ أكد العماد حبيب استعداد سورية لتقديم كل ما من شأنه تعزيز استقرار لبنان وتوطيد دعائم الأمن فيه.

وكان العماد قهوجي وصل الى دمشق صباح اليوم على رأس وفد عسكري تلبية لدعوة من العماد حبيب واستقبل وودع بالمراسم المعتادة.

 

انتخاب مجلس طلاب اللبنانية الأميركية

موقع تيار المستقبل/انتخب مجلسا طلاب فرعي بيروت وجبيل في الجامعة اللبنانية- الاميركية اعضاء المجلس المشترك بينهما في فندق "لو روايال" في ضبية اليوم (السبت) ، فأصبح ممثل "تيار المستقبل" سمير ارفلي نائباً لرئيسة المجلس الدكتورة اليز سالم، نائبة رئيس الجامعة، وجسيكا مارون ("قوات لبنانية") امينة للسر ومصطفى صالح ("المستقبل") اميناً للصندوق، الى عدد من اللجان التي توزعت على الطلاب الفائزين. حضر الاجتماع عن فرع بيروت عميد الطلاب الدكتور طارق نعواس ومديرة التوجيه الدكتورة جنين زكا، وعن فرع جبيل عميد الطلاب الدكتور مارس سمعان ومدير التوجيه الدكتور ايلي ساميا. تخلل الاجتماع ورشة عمل لتوعية الطلاب على اهمية ضبط النفس وتفادي الانزلاق إلى المشاكل، واقيمت بعده مأدبة غداء للمشاركين.

 

ساركوزي : الاسرة الدولية ستراقب الانتخابات النيابية المقبلة 

المصدر: جريدة الشرق الاوسط

اشاد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالدور الحاسم للمملكة العربية السعودية وقطر في إيجاد حل للأزمة اللبنانية، مؤكداً ان الاسرة الدولية ستراقب بكثير من الاهتمام ما سيحصل خلال الانتخابات النيابية المقبلة. وجدد التأكيد بأن "لا أحد يقبل المساس باستقلال لبنان وبسيادة الشعب اللبناني بأي شكل من الاشكال"، معتبرا ان هذه الانتخابات مرحلة حاسمة في عملية المصالحة في لبنان وموعد هام في الديمقراطية اللبنانية الحرة والمستقلة، داعيا الى إجرائها في منتهى الشفافية والإنصاف". ولفت الى دعوة الشركاء في الاتحاد الأوروبي السلطات اللبنانية"استعدادنا لتلبية أي طلب خاص بالدعم الفني أو بالمراقبة". وابدى تفاؤله للطريقة التي تطور فيها الوضع في لبنان "بعد ان كان غارقا في محنة سياسية عميقة جدا وكان طيف الحرب الأهلية عاد يخيم على اللبنانيين"، مذكراً بالانجازات التي تحققت من انتخاب الرئيس وتشكيل حكومة وحدة وطنية وتحسن الوضع. واوضح ان هناك تحسنا واضحا على صعيد العلاقات اللبنانية ـ السورية، "إذ تم تشكيل أربع لجان مشتركة تعمل على عدد من المسائل الحساسة، من مسألة المفقودين الى مسألة المعتقلين مرورا بمسألة الحدود"، متمنياً ان يعين سفراء للبلدين. ويزور ساركوزي السعودية اليوم بعد حضوره صباحا مؤتمر تمويل التنمية في الدوحة

 

نجاد: النظام الصهيوني يقترب من نهايته

المصدر: AFP

أعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان النظام الصهيوني يقترب من نهايته، وان ارتكاب المزيد من الجرائم لن ينقذه.

وقال نجاد في مؤتمر حول تمويل التنمية في الدوحة، في خطاب نقله التلفزيون الايراني، "مع التعبير عن تعاطفي مع الفلسطينيين ومع تحذيري من المجرمين الصهاينة المحترفين، اعلن ان النظام الصهيوني يقترب من نهايته، وإرتكابه المزيد من الجرائم لن ينقذه". واضاف "ان تعبيري العدوان والصهيونية سيشطبان عن الخارطة في مستقبل قريب". ولا تعترف طهران باسرائيل. وتصاعد التوتر بين البلدين منذ انتخاب نجاد رئيسا للجمهورية الاسلامية الايرانية في 2005. وكرر نجاد مرارا ان اسرائيل ستشطب عن الخارطة كما وصف المحرقة اليهودية بانها "خرافة". 

 

اسرار الصحف الصادرة صباح اليوم السبت 29 تشرين الثاني 2008

النهار

يقول سياسيون على معرفة بمن ستتشكل منهم الإدارة الاميركية الجديدة انهم لا يستبعدون ان يترحم البعض على ادارة الرئيس بوش.

بدأ بعض رؤساء اللوائح يطرحون اسعار الترشيح على لوائحهم!

نقل عن مرجع ديني قوله انه يخشى ان تنقل دعوة البعض الى التغيير لبنان من وضع سيئ الى وضع أسوأ.

السفير

علّق أحد الوزراء على انتقاد مرجع نيابي للإقطاع السياسي واستخدام المال العام فقال: "هل هذا نوع من النقد الذاتي"؟

لعب وزير في الموالاة دوراً بارزاً في إقناع وزير معارض بحساسية قضية متصلة بالحريات... "تفادياً لتكبيرها في مجلس الوزراء وخارجه".

تردد أن نائباً بقاعياً موالياً زار دمشق أكثر من مرة في الشهور الأخيرة.

البيرق

عتب قطب سيلسي كبير على حليف له اتخذ مواقف اعتبرها خروجا على التحالف بينهما

البلد

بينت استطلاعات الرأي أن عدداً لا يستهان به من النواب الحاليين في فريقي 8 و14 آذار لن يكون على لائحة المرشحين في الانتخابات مع تغير ظروف معركة 2005.

بعد المعارك الانتخابية النقابية القاسية يتجه المعنيون الى طلب اعادة النظر في المنتسبين اليها فعلياً وقد بدأت عملياً نقابة المعلمين بهذا الأمر.

تعد مؤسسة عريقة لتنظيم ذكرى شهيد حملة اعلامية واسعة ومنسقة وستكون باباً لاعلان ترشيح وجه جديد لدخوله المعترك السياسي.

الشرق

أحزاب اشتكت من تراجع المساعدات الانسانية والعينية التي كانت تصلها من دول اوروبية وعلم انها لم تتلق اشعارا مسبقا بخفض المساعدات المشار اليها؟؟

نواب استغربوا دفاع مسؤول تكتلهم عن نظافة تياره من دون ان يأتي على ذكرهم!

مرجع ديني طلب من مستشاريه المقربين ابلاغ زواره انه يرفض ان يكون موقعه منبرا لحملات وسجالات سياسية؟؟

اللواء

لاحظ دبلوماسي عربي على هامش الاجتماع الوزاري ان العلاقات بين عواصم ذات تاثير ما زالت فاترة وتؤثر على تطبيع العلاقات سلبا

يسعى مرجع لتبني توجه في اللجان يسمح بادخال تعديلات طفيفة على سلسلة الرتب والرواتب تتعلق بقيمة الدرجة والتعويضات العائلية

عمم حزب بارز على كوادره العليا عدم الرد او الخوض على ما قاله رئيس حزب ينيني في مناسبة قبل اقل من اسبوع

المستقبل

عُلِم أن "كتيّبات" ومنشورات مطبوعة في سوريا توزّع في لبنان في إطار الحملة على دولة عربية كبرى وشخصيات لبنانية.

تؤكد جهات مطّلعة أن حزباً مكلّفاً في إطار 8 آذار بمهمات "خاصة" ضاعف ترسانته في أحياء العاصمة مرّات كثيرة عما كانت عليه في أحداث أيار.

ذُكر أن "مركزاً" روحياً كبيراً سيشهد في الساعات المقبلة زيارةً يقوم بها نائب سابق أكثر من الكلام أخيراً، وذلك في إطار لم يُعرف حتى الآن.

 

الرئيس سليمان استقبل رئيس هيئة الاغاثة وامين عام مجلس الخصخصة والمطران كبوجي ووفد النادي اللبناني للسياحة والسيارات:

العلاقات مع سورية على السكة الصحيحة وموقف سوري واضح من لبنانية المزارع

رئيس وزراء بلجيكا: نشجع عمل المؤسسات في التحضير للانتخابات النيابية

وطنية- 29/11/2008(سياسة) استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في بعبدا قبل ظهر اليوم ، رئيس وزراء بلجيكا السيد ايف لوترم Yves Leterme على رأس وفد ضم وزير التعاون للانماء شارل ميشال في حضور سفير بلجيكا لدى لبنان جوهان فركامن . وتم في خلال اللقاء عرض للعلاقات اللبنانية البلجيكية حيث اشار رئيس الوزراء البجيكي الى دعم حكومته للطريقة التي يقود بها الرئيس سليمان الامور بالنمط الوفاقي في لبنان على كافة المستويات وفي شتى المجالات ، مشيراً الى ان حكومته اتخذت سلسلة قرارات تصب في خانة دعم لبنان سياسياً واقتصادياً وعسكرياً ، ابرزها تمديد وجود الوحدة البلجيكية العاملة ضمن قوات الطوارىء الدولية في الجنوب طيلة العام 2009.

رد الرئيس سليمان

من جهته شكر الرئيس سليمان لبلجيكا مساعداتها السياسية والاقتصادية والحضور البلجيكي الداعم في شتى المجالات خصوصاً في اليونيفيل وعلى مستوى المساعدة في نزع الالغام ، منوهاً بالخدمات الصحية والاجتماعية والانسانية التي تقدمها الوحدة البلجيكية في منطقة عملها في الجنوب حيث العلاقة على احسن ما يرام بين الاهالي وافراد هذه الوحدة .

وامل رئيس الجمهورية في تفعيل اتفاقات التعاون بين البلدين ولاسيما منها الاقتصادية والانمائية.

ووضع رئيس الجمهورية رئيس وزراء بلجيكا في صورة الاوضاع الراهنة على الصعيد الداخلي اللبناني وعلى المستويات الامنية والاقتصادية والسياسية والتحسن الحاصل ، اضافة الى بدء الاستعداد للاستحقاق الانتخابي النيابي ، كذلك العلاقات اللبنانية مع الخارج بدءاً من اعادة وضع العلاقات مع سوريا على السكة الصحيحة ، واولى ثمار هذه العلاقات فتح السفارات وتبادل السفراء قبل نهاية العام الجاري .

ورداً على سؤال طرحه رئيس وزراء بلجيكا عن مزارع شبعا ، اكد الرئيس سليمان ان البيان المشترك الصادر عن القمة التي جمعته والرئيس الدكتور بشار الاسد اشار صراحة الى لبنانية المزارع ، وهذا موقف سوري واضح.

اما بالنسبة الى مسألة ترسيم الحدود ، فأشار رئيس الجمهورية الى ان الموقف السوري الراهن المعلن هو ان هذا الترسيم مرتبط بزوال الاحتلال عن مزارع شبعا .

وشكر الرئيس سليمان لبلجيكا كذلك مساهمتها في باريس -2 وباريس-3 من اجل مساعدة لبنان اقتصادياً ، متمنياً استمرار هذا التعاون وتفعيله .

تصريح رئيس وزراء بلجيكا

وفي نهاية اللقاء، ادلى رئيس الوزراء البلجيكي بتصريح للصحافيين قال فيه:

" تداولت مع رئيس الجمهورية عدداً من المواضيع بينها الانتخابات النيابية. وقد انطلقت آليتها بالفعل. وستكون هناك انتخابات. كما تباحثنا في آلية التهدئة القائمة وتشجيعنا عمل المؤسسات في التحضير لهذه الانتخابات. وزيارتي هي لتقديم دعم بلادي للبنان، الامر الذي يترجم من خلال الوجود العسكري لبلجيكا منذ العام 2006".

واضاف:" كان من المفترض ان يقتصر تواجد القوات البلجيكية على ستة اشهر فقط، الا اننا قررنا تمديد تواجدها حتى نهاية العام 2009. واوضحنا لرئيس الجمهورية ان عمل هذه القوات انحصر في البداية في اعمال الدفاع، اما اليوم، فهي ستقوم باعمال اخرى كاعادة تأهيل مبان في الجنوب، حيث خصصت بلجيكا مبلغ 3 ملايين يورو لهذه الغاية. وهناك مستشفى مؤقت سنعمد الى تحويله الى مستشفى دائم".

وتابع: " سررت لعلمي ان سمعة القوات البلجيكية العاملة في الجنوب اللبناني ممتازة، وان عملها هو موضع تقدير من قبل اللبنانيين لاسيما لجهة ازالة الالغام. وقد تباحثت مع الرئيس سليمان في موضوعي التعاون والانماء، واوضحت اهمية هذا الموضوع بالنسبة لنا. ان بلجيكا قررت في مؤتمر باريس 3 تخصيص مبلغ 10 ملايين يورو في تسهيلات اعتماد تصدير، و 10 ملايين يورو اخرى لاقامة عدد من المشاريع لاسيما في منطقة البقاع لتشجيع المشاريع الاقتصادية المحلية اضافة الى اعادة اعمار مخيم نهر البارد ".

واشار الى" ان البحث تناول مع رئيس الجمهورية كذلك تطور العلاقات الاقتصادية بين البلدين، فمن المهم تعزيز التعاون الثنائي في هذا المجال، وستزور بعثــة اقتصادية لبنان في ايار المقبل لهذه الغاية. كما ان هناك مفاوضات جارية من اجل التوصل الى اتفاقية حول ازدواجية الضرائب، وتناولنا مشاركة بلجيكا في الالعاب الفرانكوفونية. وكخلاصة، فان العلاقات بين لبنان وبلجيكا تتعزز اكثر فاكثر".

سئل: ماذا عن موقف بلجيكا من مزارع شبعا؟

اجاب: "اطلعنا على موقف رئيس الجمهورية، الامر الذي طمأننا لاسيما لجهة التقارب الحاصل بين سوريا ولبنان وموضوع تبادل السفارات بين البلدين الذي سيتم خلال الاشهر المقبلة. وسيكون الاعتراف بلبنانية مزارع شبعا الخطوة المقبلة. وبلجيكا مستعدة لتقديم الدعم في هذا المجال ".

سئل عن تعليقه على اتفاق الدوحة، فاجاب " ان الامور تتطور بشكل جيد".

وفي الختام، تحدث وزير التعاون والانماء البلجيكي شارل ميشال مفندا بالتفصيل المساعدات البلجيكية الاقتصادية للبنان في مجال اعادة الاعمار.

اللواء رعد

واستقبل الرئيس سليمان رئيس الهيئة العليا للاغاثة اللواء يحيى رعد الذي وضع رئيس الجمهورية في صورة عمل الهيئة على صعيد التعويضات على المتضررين جراء الاوضاع الامنية او جراء العواصف التي ضربت بعض المناطق اللبنانية .

امين عام الخصخصة

واستقبل الرئيس سليمان الامين العام لمجلس الخصخصة زياد الحايك واطلع منه على عمل المجلس والبرامج التي يجري اعدادها لاعتماد الخصخصة في بعض القطاعات.

المطران كبوجي

وكان رئيس الجمهورية استقبل قبل ذلك مطران القدس سابقاً هيلاريون كبوجي ، وعرض معه لعدد من المواضيع ابرزها المآسي الناتجة عن حصار غزة ، مشدداً على ضرورة وحدة الموقف الفلسطيني والموقف العربي وعدم السير في سياسة فرق تسد ، التي ينتهجها العدو الاسرائيلي .

نادي السياحة والسيارات

واستقبل الرئيس سليمان وفد النادي اللبناني للسياحة والسيارات برئاسة السيد فؤاد الخازن حيث اطلع الوفد رئيس الجمهورية على روزنامة نشاطاته التي تتضمن سباقات دولية للسيارات واليخوت.

ونوه الرئيس سليمان بنشاطات النادي ودعا الى تفعيلها لما في ذلك من مردود سياحي جيد للبنان.

 

استنكارات واسعة في عكار والشمال للاعتداء على الزميل حرقوص

النائب علم الدين: لم نستغربه والرد في الاستحقاقات المقبلة

وطنية- 29/11/2009 (سياسة) توالت الاستنكارات المنددة بالاعتداء على الزميل عمر حرقوص، واستغربت الفاعليات السياسية والنقابية والهيئات الاجتماعية والاعلامية في عكار والشمال هذا العمل، فاعتبر عضو "كتلة المستقبل" النائب هاشم علم الدين ان "ما حصل في بيروت من اعتداء على الصحافي عمر حرقوص ما هو الا استكمال للرسائل المسمومة من اعداء الحرية والوطن الذين عاثوا في الوطن فسادا، ولم نستغرب هذه التصرفات الاجرامية لحفنة من الاشرار هم واسيادهم، وسيكون الرد عليهم في الاستحقاقات المقبلة". وأكد المنسق العام ل"تيار المستقبل" في عكار حسين المصري "البقاء مع الكلمة الحرة ولن نسمح بهذه الاعتداءات الهمجية على الجسم الاعلامي والحرية الاعلامية، والذي تعرض له الاعلامي حرقوص ما هو الا عودة الايادي السوداء للعبث بأمن البلاد والعباد خدمة لصناع الشر من خارج الحدود". ودان رئيس "التجمع التنموي" في المنية الدكتور أحمد عبيد الاعتداء وقال: "هذه الاعمال مرفوضة، وأصحاب القلم والكلمة يجب ان يبقوا خارج اطار السجالات السياسية في لبنان، لذا نتمنى ان ينال الجرمون عقابهم".

واعتبر رئيس "تجمع ابناء عكار في طرابلس" الزميل عامر الشعار ان "الاعتداء على الزميل حرقوص هو اعتداء على الكلمة الحرة وعلى حرية الاعلام، وهذه الاساليب الارهابية الذي يمارسها البعض هي بمثابة الهروب الى الامام والتلطي خلف المآرب السياسية التي يريدها بعض المتضررين من بناء الدولة والمؤسسات، والمتضررين من مبادرات المصالحة والاعتدال التي نادى اليها النائب سعد الحريري فكان سيدها ورائدها".

وأكد المدير العام السابق لمرفأ طرابلس انطوان حبيب ان "اي اعتداء على اعلامي هو اعتداء على الحرية وتشويه لصورةالوطن الحضارية وهذا ما أكده فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان، ومن هنا نؤكد اننا مع الحفاظ على الحريات الاعلامية لاجل لبنان".

واستغرب "النادي الاعلامي في الشمال" في بيان "قيام بعض صغار النفوس بالاعتداء على حملة الاقلام وناقلي صورة الواقع ومعاناة الناس"، وطالب "بإبعاد الاحقاد السياسية والحسابات الضيقة عن الشارع لان من يزرع حقدا لن يجد غيره".

ورأى رئيس المكتب الهندسي ل"تيار المستقبل" في عكار انطوان سعد في الاعتداء "رسالة جديدة وحاقدة على اصحاب الكلمة الحرة وعلى الانتماء السياسي للنيل من قادة قوى 14 آذار التي تحقق كل يوم انجازا جديدا للبنان".

وأكد عميد "مؤسسة طليس الانمائية" الشيخ علي طليس ان "هذه التصرفات الهمجية التي تعرض لها الصحافي عمر حرقوص ما هي إلا عملية اجرامية تضاف الى الاعمال السيئة التي قام بها بعض اعداء الوطن والحرية والسيادة والاستقلال الذين يحاولون دوما تشويه صورة لبنان الذي اسس لبنائه الرئيس الشهيد رفيق الحريري".

 

النائب دو فريج: قوى 14 اذار ستخوض الانتخابات موحدة والا فلن تربح

نواب المعارضة يستخدمون منبر مجلس النواب لتحقيق الشعبية الإنتخابية

وطنية - 29/11/2008 (سياسة) جزم النائب نبيل دو فريج في حديث الى اذاعة "صوت لبنان" ب "أن قوى الرابع عشر من آذار ستخوض الإنتخابات النيابية موحدة"، محذرا من "أنه في حال لم تسر بها موحدة فلن تربحها". وامل في "ان تأخذ الأكثرية العبرة من تأليف حكومة الوحدة الوطنية لكي لا تقع في المشكلة نفسها مع تشكيل لوائح الإنتخابات"، ودعا الى "إعطاء الأقليات حقوقها ليس فقط من خلال مقعد إنتخابي هنا أو هناك وإنما من خلال وظائف الفئة الأولى وفي السلكين الدبلوماسي والعسكري". وعن زيارة النائب ميشال عون الى سوريا، إعتبر النائب دو فريج "ان الإستقبال السوري لعون سيكون أهم من الإستقبال الإيراني له". وقال: "إن السوريين اوفياء لمن يخدمهم ، وعون من حيث يدري أو لا يدري خدم السوريين خصوصا بعد عودته من منفاه وأيضا في خلال حرب التحرير"، معتبرا "إن هذه الزيارة ستكرسه بطلا مسيحيا في الشرق أو أقله في سوريا. إن الزيارة ستكون ناجحة جدا لأن سوريا وفية لمن خدمها".

وحذر من "أن المحكمة الدولية ستكون في خطر أقله بالنسبة لتسليم بعض المطلوبين في حال فوز المعارضة في الإنتخابات النيابية او بالنسبة لتمويل المحكمة الدولية". وقال: "إذا كانت قوى الثامن من آذار مقتنعة بأن الضباط الأربعة غير معنيين بإغتيال الرئيس الحريري، فلماذا يعملون على عرقلة قيام المحكمة"، ودعا على الصعيد الأمني الى "قرار جريء يتحمل بموجبه الجيش والقوى الأمنية مسؤولياتها الأمنية على كل شبر من الأراضي اللبنانية".

ودعا النائب نبيل دو فريج رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى "رعاية حوارات ثنائية لتأمين السلم الأهلي لأن الشارع ليس مرتاحا حتى الآن"، ولاحظ "أن فريق الثامن من آذار ينادي بإنتصارات وهمية وآخرها في ملف الخلوي"، مستغربا القول "ان الوزير جبران باسيل ربح في موضوع الخلوي"، معتبرا "أنه لولا النائب غازي يوسف لما أضيء على الملف لأن باسيل كان يسير في طريقه غير القانونية". وتعجب من حديث الوزير السابق سليمان فرنجيه عن الإغتيالات، مذكرا ب "هجوم فرنجيه على النائب جبران تويني قبيل إستشهاده ولاسيما عندما سأل ماذا يفعل تويني في فرنسا"، داعيا "رئيس المردة الى المساهمة في إيضاح من هم المجرمون الحقيقيون". وقال: "ان العدو الفعلي لقوى الثامن من آذار هي طائفة معينة في لبنان من هنا الهجوم الدائم على السعودية الذي إستغربه"، واضعا الأمر "في إطار الخلاف السوري - السعودي".

وأشاد ب "زيارات رئيس الجمهورية ميشال سليمان الخارجية ولاسيما الى إيران"، معتبرا "ان الرئيس قال بالشكل ان التعامل بين لبنان وإيران يكون بين دولة وأخرى وليس بين دولة وحزب".

ورفض تصرفات "ميليشيا الحزب السوري القومي الإجتماعي"، مستنكرا "الإعتداء على الصحافي عمر حرقوص"، ودعا الحزب الى "الكف عن هذه التصرفات"، مطمئنا الى "ان هكذا إعتداءات ستزيدنا إصرارا لإكمال النضال". وإعتبر "ان عرقلة المعارضة وحلفاء العماد ميشال عون لاصلاحات باريس 2 قبل باريس 3 هي من حملت البلد المليارات في المديونية"، مشددا على "ان الخزينة لا تحتمل زيادة الأجور وتحقيق سلسلة الرتب والرواتب". وقال: "كلما أردنا إفتعال مشكلة لجأنا الى موضوع سلسلة الرتب"، مشيرا الى "ان من يريد إفقار الناس هو من منع الإصلاحات. ولو طبقناها لكنا حققنا سلسلة الرتب تلقائيا"، ولاحظ "أن نواب المعارضة يستخدمون منبر مجلس النواب والهجوم على الرئيس فؤاد السنيورة بهدف تحقيق الشعبية الإنتخابية". وعلق في هذا الإطار، على "تصرف الرئيس نبيه بري وإرسال علبة من المحارم الى رئيس الحكومة في الجلسة التشريعية الأخيرة"، وقال: "إن بري هدف الى القول أنه مهضوم"، مشددا على "أن مجلس النواب ليس للمسرحيات بل هو الهيئة التشريعية الأولى في لبنان". وختم، مؤكدا "أن قطاع الخلوي يحتاج الى تطوير إلا أنه توقع ان تتحسن الأمور في القطاع بعدما وضع مجلس الوزراء يده على الملف".

 

رئيس وزراء بلجيكا زار مدينة جبيل واكد على دعم المؤسسات والاستقرار

وطنية -جبيل 29/11/2008 (متفرقات) زار ظهر اليوم رئيس الوزراء البلجيكي ايف لوتارم، يرافقه الوزير شارل ميشال والسفير جوهان فيركامان ومسؤولون من بلجيكا ، مدينة جبيل ومعالمها الاثرية والسياحية والفكرية ، وكان في استقباله رئيس بلدية جبيل الدكتور جوزف الشامي ونائبه زخيا صليبا والاعضاء ، رئيس بلدية عمشيت الدكتور انطوان عيسى ، رئيس الانطش الاب مارون القدوم . انطلقت الجولة من امام تمثال الاديب مارون عبود مرورا بالسوق القديم ومتحف المتحجرات والقلعة التاريخية وكاتدرائية مار يوحنا مرقص وصولا الى الميناء الفينيقي حيث تولى نقيب الادلاء السابقين يزيد محفوظ شرح تاريخ جبيل والحضارات التي تعاقبت عليها منذ الزمن الغابر وما قدمته للانسانية ولا سيما على صعيد القيم واللغة والتواصل بين مختلف الشعوب .

وتمنى الرئيس البلجيكي لو تارم خلال جولته " العودة مرة ثانية الى هذه المدينة العريقة للتعرف عن كثب على ما تحتويه من تاريخ نادر يمكن ان ان نستخلص منه الكثير من العبر التي تفيد مجتمعاتنا " ولفت الى " اهمية وجود الجامع الى جانب الكنيسة في هذه المدينة التي بدون شك تجسد حضارة التالف والتفاهم والانسجام والتعايش بين الديانتين المسيحية والاسلامية " ، واشار الى انه " ادرك من خلال هذه الزيارة ان جبيل كانت مثالا يحتذى به بين المسلمين والمسيحيين حتى في احلك الظروف العصيبة التي مر بها لبنان " ، واعتبر ان " اللبنانيين لو سلكوا النهج الذي سلكته جبيل لما كانت هناك حروب قد وقعت في هذا البلد الجميل " .

ختاما كانت محطة في مطعم " فيشنغ كلوب بيبلوس " زار خلالها الوفد متحف بيبيه عبد حيث جرى تبادل الهدايا فقدم لوتارم الى الشامي هدية رمزية من صنع بلجيكي فيما اهداه الشامي سمكة متحجرة يناهز عمرها اكثر من مئة مليون سنة .

والقى الشامي كلمة ترحيبية اشار فيها الى " القواسم المشتركة واوجه الشبه بين البلدين ولا سيما لناحية الاشكالات الملتبسة " ، واعتبر انه " اذا كان لبنان يعاني من ازمة سياسية وطائفية فان بلجيكا تعاني من خلافات على صعيد اللغة والاقتصاد ولذلك من المفيد تبادل الخبرات وتوظيفها لايجاد الحلول للمجتمعين " .

ورد لوتارم بكلمة اعرب عن " سروره بالتنوع الذي وجده في لبنان وبخاصة في جبيل " ، واكد ان " زيارته الى لبنان هي لدعم مؤسساته وتطويرها والوقوف الى جانب هذا البلد للنهوض من كبوته وتامين مسيرة استقراره وامنه " ، ولفت الى " دور القوة البلجيكية ضمن اطار اليونفيل في تقديم المساعدات الانسانية وانشاء المستشفيات " واثنى على " ما تقوم به بلدية جبيل من مشاريع تخدم هوية هذه المدينة الجميلة والعريقة " .

 

جعجع التقى وفدا من وجهاء واعيان منطقة بشري: المواجهة ما زالت مستمرة واهداف ثورة الارز لم تكتمل

لولا جهود قوى 14 آذار لتكرر سيناريو دخول الجيش السوري

وطنية- 29/11/2008(سياسة) لفت رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع إلى أن المواجهة ما زالت مستمرة وأن أهداف " ثورة الارز " لم تكتمل بعد، كاشفاً أن قيام سوريا بحشد قوات على الحدود اللبنانية هدف الى تعزيز فرص حلفائها إنتخابياً ولولا الجهود التي بذلتها قوى 14 آذار إن على المستويين العربي و الدولي لتكرر سيناريو دخول الجيش السوري الى لبنان .

كلام جعجع جاء خلال إستقباله وفدأ من وجهاء وأعيان منطقة بشري ، بحضور النائبين ستريدا جعجع وايلي كيروز، ومما قاله "إن هذا اللقاء هو بمثابة جردة حساب وأكثرية الحاضرين اليوم بيننا " سّلفوا " القوات اللبنانية سلفة كبيرة خلال الانتخابات الماضية وقبلها وقضاء بشري منذ ثلاثين سنة سلف لبنان الكثير من المواقف الوطنية الصلبة ، من هنا فإن من حقهم أن يطلعوا على كل ما قمنا به في سبيل إنماء هذه المنطقة ، وأن يشيروا الى أين أصبنا وأين أخطأنا ، فنحن لم نأت الى السياسة من باب تحقيق مصالح شخصية بل لأن لدينا قناعات معينة واحلام عشناها ويجب تحقيقها، ولا أخفيكم بان الاحلام أجمل بكثير من الواقع لأن الصعوبات التي تعترص التنفيذ كبيرة وصعبة وتحتاج الى وقت طويل على سبيل المثال موضوع مستشفى بشري والتأخير في تعيين مجلس ادارة لها.

وأضاف: بات واضحاً أن هناك دائما ًعراقيل تقف في وجه تنفيذ مشاريع المنطقة ولكن القوات اللبنانية ونوابها تمكنوا من تحقيق العديد منها بالمثابرة والسعي المتواصل لدى الجهات المعنية على المستويات كافة.

وتطرق جعجع الى الموضوع السياسي الوطني وقال " للمرة الولى منذ الاستقلال تتمثل منطقة بشري سياسياً كما يريد ابناؤها.اليوم لديها ممثلون فعليون يعبرون عن مواقفهم وتوجهاتهم .واعتبر جعجع " أن لبنان يعيش المواجهة منذ ثلاثين سنة والبعض اعتقد أنه مع "ثورة الارز" ارتاح بخروج الجيش السوري وقيام الدولة ، ولكن لا يمكننا أن نرتاح لأنه وبخلاف ما يسوقه البعض فإن سوريا لم تخرج من لبنان بقرار ارادي واع منها بل خرجت تحت الضغط وهي تحاول بشتى الطرق لكي تعود الى سابق عهدها والدليل يتمثل بالتحركات التي شهدناها منذ ثلاث أو اربعة اشهر على الحدود الشمالية اللبنانية والتي كانت تهدف الى تحقيق مكاسباً انتخابياً من خلال ترهيب ابناء عكار، فضلاً عن اقناع الرأى العام بأن سوريا تعمل على مكافحة الاصوليين ولكن الكل يعلم أن سوريا هي التي دعمت الاصوليين من فتح الاسلام إذ أن شاكر العبسي زعيم فتح الاسلام كان في السجون السورية وخرج بعفو رئاسي خاص وقام بتدريب مجموعاته في المخيمات التابعة لها، ولولا الجهود التي قمنا به لإستنهاض القوى العربية والاجنبية لحاولت سوريا دخول لبنان على مراحل عبر غارات جوية محدودة تحت ذريعة ملاحقة الاصوليين ومن ثم الدخول الى مناطق. وجدد القول" بأن مواجهاتنا السياسية لم تنته بعد وفي سنة 2005 حققنا خطوة كبيرة على هذا الصعيد ولكن علينا تعزيزها وتثبتها وترسيخ نتائجها على الارض لتنعكس إيجاباً على الوضع في لبنان كون الاخيرلا يزال حتى الساعة مشروع قيد الانشاء، وهنا أريد أن أشير الى أنه في حال فاز الفريق الاخر في الانتخابات النيابية ، فسيعود النفوذ السوري تلقائيا إلى لبنان حيث ستفتح السجون وتقمع الحريّات وينتفي القرار اللبناني وسيعود دورالمفاوضات الى سوريا حول شؤون لبنان. واوضح جعجع أن القوات اللبنانية خلال السنوات الثلاث الماضية لعبت دوراً محورياً في هذه المواجهة بحيث دفعت القوات ثمناً باهظا عبر سقوط الشهيد ابي خطار. ولفت ألى أننا اليوم في موقع متقدم أكثرعمّا كنا عليه خلال العشرين سنة الماضية ولكن لانزال في صلب المواجهة .متمنياً أن يعي الجميع أننا لم نصل الى المرحلة النهائية ، وعلينا أن نبقى صامدين لانه وبعد اتفاق الدوحة حصلت تهدئة ثم مالبث أن عاد التصعيد من جديد على خلفية إعلان الامين العام للامم المتحدة لبدء أعمال المحكمة الدولية.

كما تطرق جعجع خلال لقائه الى مسائل خدماتية ومشاريع انمائية أبرزها البدء بدورة قاديشا وتسويق موسم التفاح ومساعدة المدارس الخاصة على اجتياز صعوبات وإنجاز عدد من مشاريع إصلاح البنى التحتية على مختلف أنواعها، وما زال نائبا القوات في المنطقة يتابعان ويسعيان لدى الجهات المعنية لتنفيذ ماتبقى من المشاريع المطروحة. وختم جعجع بالتشديد على أهمية الاستحقاق الانتخابي المقبل مشيراً الى أنه سيحدد هوية ومصير لبنان فإما أن يذهب نحو الاتجاه الذي نريده أو نحو الاتجاه الذي يريده الاخرون.

 

الوزير شمس الدين: لضرورة معالجة الملف الاداري بدقة ومسؤولية كبرى

الدولة لا تبنى بعلاقات سياسية وتوزيع سلطة فقط بل بخدمة الناس ايضا

وطنية - 29/11/2008 (سياسة) إعتبر وزير التنمية الإدارية ابراهيم شمس الدين، في حديث لإذاعة الشرق، أن الملف الإداري هو "من الملفات الكبرى ولا يقل أهمية عن الملف السياسي، وينبغي أن يعالج بدقة وبحكمة وبمسؤولية كبرى. إذ أن الدولة لا تبنى بعلاقات سياسية خارجية ولا بنظام انتخابات وبنمط توزيع سلطة داخلية على أهمية كل ذلك. ولكن الأوطان تبنى بالنهاية على خدمة الناس والمواطنين وهذا يلزمه جهاز إداري قادر ومتحكم وهو جهاز موجود. والمجتمع اللبناني اثبت أنه أقوى من الدولة وهو مجتمع واجه الأحداث والحيثيات السياسية".

تابع: "الإدارة الآن مثقوبة ولكنها موجودة بالبلد وفيها ثغرات كثيرة. والأمر ليس مجرد تعيبنات للكسب والاستزلام، هي خدمة المواطن بأناس أكفاء قادرين ومدركين لمهامهم وأعمالهم ويعملون للناس وليس للسياسيين. ولهذا لا يجب أن يأتي أحد من مثل هذا السياسي أو ذاك، مجلس الوزراء هو الذي يعين ويقرر بالأمر وكل الوزراء يشتركون في تعيين الكل وليس الأمر سحب ورقة من جيب هذا الوزير أو ذاك".

وقال الوزير شمس الدين: "الجهاز الإداري كما الجهاز القضائي معطلان وليس هناك سوى الحد الأدنى من الحركة، والجهاز الإداري انتاجيته البيروقراطية من أدنى المستويات. الكل يتكلم عن استقلالية القضاء، طيب ليترك الجميع القضاء يعمل. الكل يريد أن يحكم المواطن، الخدمة ليست بالزفت والزفت المنقوص بطريقة غير صحيحة، الخدمة هي باستكمال الجهاز والإتيان بالرجل المناسب من المكان المناسب. وعلى السلطة أن تتحمل مسؤوليتها، وإذا الآدمية تحتاج الى توافق هذه مشكلة كبيرة". اضاف: "المشورة جيدة، لكن ليس على الناس الطيبين، فالقضية ليست قضية وزراء وزعامات. القصة هي التصرف بموجب القوانين والآليات الصحيحة وليست بحسب الرغبات، وإلا الكل لديه رغبات وليست القوة هي المقياس في التعيين الإداري. نحن ننتقد أسلوب القوة المستخدم على شعوبنا وقضايانا، هل يمكن أن تستخدم نفس الأسلوب في صيغة تعطيل العمل الإداري؟".

وأكد الوزير شمس الدين أن "التوجه في مجلس الوزراء جيد، ورئيس الجمهورية عبر مباشرة وبالتلميح أن الإدارة يجب أن تكون فعالة ومتمكنة ضمن آلية واضحة وعلى أساس الكفاءة والجدارة"، معربا عن تقديره الحاجة الى "إنجاز ملف التعيينات الإدارية قبل نهاية السنة، ويجب أن تتم قبل الانتخابات النيابية وهي فترة بعيدة، وكذلك الانتهاء من موضوع التشكيلات القضائية وهو أمر عظيم الأهمية للمواطنين كافة. فالكل يريد اللجوء الى القضاء، إذا خاف احد من السلاح يلجأ الى القضاء، وإذا كان هناك ابتزاز مالي يلجأ الى القضاء، وإذا كان القضاء أسيرا معطلا لمن يلجأ اللبناني؟ إذن القضاء أولا، القضاء أولا".

 

النائب جنبلاط استقبل وفودا نقابية وطلابية وشعبية: قوى 14 آذار ستخوض الانتخابات النيابية بشكل موحد

وطنية- 29/11/2008(سياسة) التقى رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط في قصر المختارة اليوم وفوداً شعبية عدة عرضت له قضايا مختلفة ومن ابرزها وفد من اطباء الاسنان في لبنان من مختلف احزاب وتيارات قوى 14 آذار وضعه في اجواء الانتخابات النقابية الاخيرة والتي فازت فيها لائحة 14 آذار بالكامل، وتوالى على الكلام كل من الدكتور مصطفى البطل، والدكتور نبيل سركيس، والدكتور سليم السيد، ورئيس رابطة اطباء الاسنان في الجبل الدكتور نصر ضو، حيث اكدت الكلمات على وحدة الموقف النقابي بين قوى 14 آذار، والالتزام السياسي بالتحالف بين هذه القوى.

من جهته اشاد النائب جنبلاط بالتضامن الذي جرى بين كافة اطباء قوى 14 آذار، معتبراً ان ذلك سيكون المثال على التحالف ايضاً في خوض الانتخابات النيابية في الربيع المقبل بشكل موَّحد.

وزار المختارة وفد كبير من هيئة التنسيق النقابية وضع النائب جنبلاط في اجواء مطالب الهيئة ولا سيما تلك المتعلقة بزيادة الحد الادنى للاجور، ودعمه الحفاظ على حقوق العاملين التي تمثلهم الهيئة عبر دعم مشروع جرى التقدم به الى مجلس النواب بهذا الخصوص. ثم التقى النائب جنبلاط وفداً كبيراً من طلاب الجامعة اللبنانية - شعبة عاليه، قدَّم له عرضاً لمطالبه ولا سيما في تفريع الجامعة، وتوفير أعمال الترميم والصيانة، وتوفير التجهيزات اللآزمة لمجلس فرع الطلاب بالكمبيوتر والمختبرات.

والتقى وفداً من اللقاء الوطني في اقليم الخروب برئاسة الدكتور سالم رمضان شدد على العلاقة التاريخية بين اقليم الخروب والمختارة والشوف بشكل عام، وشكره على التقديمات التي قام بها النائب جنبلاط على صعيد البنى التحتية من كهرباء ومياه وهاتف وطرقات ومستشفى سبلين الحكومي، وقدَّم لائحة بالمشاريع المهمة من اجل إنماء المنطقة. كما التقى رئيس حزب الاصلاح الجمهوري شارل شدياق مع وفد من رجال الاعمال، ومدير مدرسة مارعبدا في دير القمر الاب ميلاد انطوان مع وفد عرض له قضايا خدماتية، ومن بلدة الجديدة - بقعاتا تقدمه قاضي المذهب الدرزي الشيخ نصوح حيدر، والمجلسين البلدي والاختياري ولجنة التجار عرض قضايا حياتية ولا سيما موضوع المياه، ووفوداً مؤكدة السير على نهجه من عائلة الحلبي في بعقلين، ومن بلدة عماطور، ومن منطقة الجرد في عاليه، ووفوداً بلدية عدة اضافة الى اندية وجمعيات وهيئات مختلفة. وحضر جانباً من اللقاءات النائبان نعمة طعمة وعلاء الدين ترو.

سعيد: عون بدأ مرحلة تسديد فواتير العودة الى لبنان بزيارته لسوريا

لبنان الحر

الإنتخابات النيابية ستحصل في موعدها وهي مصيرية

أكّد منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار أنّ الإعتداء على الصحافي عمر حرقوص هو استمرار لـ 7 أيار مضيفاً "يعتقدون انه بهذه الإعتداءات يستطيعون أن يضغطوا بالنسبة للإنتخابات النيابية".

وأشار سعيد في حديث لإذاعة لبنان الحر أن الإنتخابات النيابية ستحصل في موعدها وهي مصيرية للبنان، معتبراً أنّ التغير الإقليمي والدولي هو الذي سيحتم نتائجها، مؤكّداً أنّ عملية الإحصاءات أصبحت وظيفة لكسب المال.

واضاف " فريق 8 آذار يستمر في استعمال العنف لتحقيق مكاسب سياسية".

وكشف أنّ هناك شخصيات بحجم النائب ميشال عون حاولت اقامة علاقات مع سوريا في الماضي ثم تفاجأت أنه تمّ استخدامها من قبل السوريين دون أيّ مقابل، معتبرا أنّ النائب عون ليس مسلوب الارادة وهو بدأ مرحلة تسديد فواتير العودة الى لبنان بزيارته لسوريا.

واضاف سعيد "يتبيّن يوماً بعد يوم أن الانتخابات النيابية المقبلة ليست بسيطة وهي لا تشبه أية انتخابات سابقة، وهي أقرب ما تكون لانتخابات العام 1943".

واكّد سعيد أنه إذا ما تمّ فك الارتباط السوري – الإيراني فاللبنانيون ذاهبون إلى معركة فرز كبيرة سوف تفوز فيها "14 آذار"، ولكنه لا يرجّح فكّ هذا الارتباط قبل موعد الإستحقاق الانتخابي. واشار إلى أنّ المعادلة مع سوريا يجب أن يكون شعارها "أقصى درجات التعاون والتنسيق مقابل أوضح صور السيادة والاستقلال"، مؤكّداً أنّه من المبكر القول أن سوريا قادرة على فك الارتباط مع لبنان وبدء مرحلة جديدة من التعاطي معه ككيان مستقل.

 

عون: ألبي دعوة الاسد ورغبته في ان ازور سوريا

اكد رئيس التيار الوطني الحر ميشال عون في حديث تلفزيوني ان زيارته المرتقبة الى دمشق تهدف الى تعزيز العلاقات والثقة بين الشعبين في البلدين واعادة المياه الى مجاريها.وقال عون في حديث لقناة (الدنيا) الفضائية السورية الخاصة ان عودة العلاقات الطبيعية بين البلدين الى مجاريها لا يزال مثار جدل في لبنان. واكد اهمية الزيارة التي سيقوم بها الى دمشق، مشيرا الى انه لبى دعوة الرئيس السورى بشار الاسد و"رغبته في ان ازور سوريا".

وقال ان "المسيرة الانفتاحية بدأت وتجسد على الارض وعلينا اعادة الثقة بين الشعبين السوري واللبناني نظرا للتراكمات التي ترسبت على خلفية الخلافات بين البلدين". وعن كيفية استثمار زيارته الى دمشق لبحث ملف المفقودين اللبنانيين، اوضح عون انه " لا يوجد هناك استثمار لتلك الزيارة ولو كان هناك استثمار لانتقدت الذين هاجموا زيارتي الى دمشق ". وقال ان "هناك ايضا مفقودين كثر في لبنان وليس في سوريا " وانه لا يوجد لديه اي معلومات بشأن ملف المفقودين اللبنانيين، مشيرا الى امكان فتح الموضوع مع الجانب السوري. واضاف ان موضوع ملف المفقودين جرى بحثه على المستوى الرئاسي في البلدين وان هناك لجان متابعة خاصة بهذا الملف.

 

بيضون: 8 آذار تهين البلد يوميا من خلال تآكلها لهيبة الدولة

اخبار المستقبل/اعتبر النائب والوزير السابق الدكتور محمد عبد الحميد بيضون ان جماعة 8 آذار شلت البلد لمدة سنتين ونصف السنة بحجة انها تريد الثلث المعطل، وعندما حصلت عليه اهانت البلد في شكل يومي من خلال تآكلها لهيبة الدولة مفوضة نفسها وصية على امن المواطن. وإذ طالب بتركيبة امنية جديدة لكي "نستعيد هيبة الامن التي فقدت في 7 أيار"، رأى ان على رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اتخاذ موقف حازم اكثر في هذا الخصوص. واعتبر ان زيارة ميشال عون الى سوريا هدفها تكريسه زعيما لمسيحيي الشرق وليستعين بها على خصومه الداخليين وسوف يأخذ من سوريا ويعطيها ودائع انتخابية. واشار الى ان هناك مظلة دولية ومعها عربية لاجراء الانتخابات النيابية في موعدها. وامل ان تردع القوى التي تريد تخريب امن البلد بمجرد الاعلان عن قيام المحكمة الدولية. ولكنه لفت الى ان لبنان لا يستطيع ان يكمل من دون الاعتماد ايضا على مؤسساته الخاصة، وبناؤها من جديد.

 

عائلة الشهيد سامر حنا لـ"سيدر نيوز": الوزير باسيل قال "مجرد ولد صغير عملولنا ياه شهيد"

موقع القوات اللبنانية/ خاص "سيدر نيوز” انيس زبيدي: انهم اهله، شاطروه الهواء الذي تنشّقه، الدماء التي سالت من عروقه ليلة استشهاده. افراحه، أحزانه، ذكريات طفولته وشبابه. باختصار انهم اهله،”لا نريد ان نحسب على طرف آخر”العائلة قالت لي لن نعطي حديثاً لأحد لأننا لو تكلمنا سنحسب على طرف ضد الآخر وهذا ما لا نريده. فنحن من طرف الشهيد سامر حنا والذي يخصّنا هو شهادته، فتحوا قلبهم وتكلّموا وكانوا يعلمون ان ما في داخلهم لن ينطقه لسانهم والفاجعة تبقى أكبر من اي كلمة تقال، فتحوا قلبهم لي كصديق يعرف العائلة منذ زمن ويحبها فتكلموا.

كلّنا في المنزل كنّا والدته

تكلموا وكان الحديث من القلب والى القلب وخاصةً من شقيقه جوزيف الذي لم يعتبر نفسه مجرد شقيق للشهيد عندما سألته ماذا تستطيع ان تفعل لوالدتك لتعوّض لها عن هذه الخسارة قال:”كلنا في المنزل كنا والدته ". فسامر هو صغير العائلة وكلّنا شاركنا في نشأته وتخصصه وكان ناجحاً بتفوّق في كل معهد ومدرسة وجامعة انتسب اليها، كان يأتينا التنويه به والثناء عليه في كل ما يقوم به. سامر كان سلساً، محبوباً، رياضياً، طموحاً، مخلصاً، ومهذباً، بشهادة كل معارفه.

كان دائماً على لائحة المرّشحين للترقي

سامر كان متفوقاً في علمه من دون اي جهد اضافي منّا. فطوال حياتنا معه لم نضع له استاذاً يعطيه دروساً خصوصية لأنه لم يحتج لها، نحن عائلة عادية كي لا اقول بسيطة ويساء الفهم. وسامر ولد في هذه العائلة التي وضعت كل مجهودها لتعليمه. كنا بفرح نقدم له كل شيء ونضحي من اجله، وكان أملنا انه في يوم من الأيام سيحقق نجاحاته الباهرة وبنفس الفرح الذي قابلناه به منذ البداية سنستقبل هذه النجاحات.

وعندما سألته ان كانوا ينتظرون ترقيته قبل استشهاده أجاب: "سامر كان قد ترقى مؤخراً لرتبة ملازم اول قبل ان يرتقي لرتبة نقيب بعد استشهاده. ولكنه كان دائماً ودوماً على لائحة المتفوّقين والمرشحين للترقي".

اصرّ جوزيف الا يدخل في تفاصيل اغتيال شقيقه خاصة ان التحقيق يأخذ مجراه ولأنهم كعائلة لن يسمحوا لأحد باستغلال دمه لأهداف انتخابية.

ولكن جوزيف شقيق ااشهيد سامر حنا استطاع ان يرسل رسائل ذات معنى كبير. فعندما سألته ما رأيه بما قاله العماد ميشال عون الذي طالب بالتحقيق مع الجيش لمعرفة اسباب تواجدهم هناك اثناء الحادث، قال من دون التطرق الى اسماء وفي اشارة الى العماد ميشال عون "من يجب ان يكون في طليعة المدافعين عن الجيش وخط الدفاع عنهم نراه يطالب بالتحقيق مع الشهيد نفسه لو تسنى له ذلك".

وعندما سألته عن الوزير جبران باسيل التي تجمعه بالشهيد المدينة المشتركة، مدينة البترون ودروبها وملاعبها وذكريات الطفولة قائلاً له ما هو رأيكم عندما يطلب منكم ضمانة أمنية ليقوم بواجب العزاء ومن ثم لا يقوم به قال: "نحن تجنبنا عدم اهدار دم سامر مرة أخرى لذا اخذنا موقفاً برفض استقبال اي سياسي بالمطلق. ولكن بعد ان قال ما قاله في مجالسه الخاصة اصبح موقفاً موجهاً ضده بالتحديد. فعندما اخذوا موقفا ضدنا وأرادوا ان يعزّونا باستشهاده، لنا الحق في ان نرفض. ولكن موقفنا من بعض قيادات التيار الوطني الحر لا يعني اننا مع فريق ضد آخر. موقفنا ضد بعض قيادات هذا الحزب لمطالبتهم بالتحقيق مع الجيش".

وهنا كانت المفاجأة غير المتوقعة عندما كشف ان جبران باسيل وفي مجالسه الخاصة بعد ان رفضت العائلة استقباله قال عن الشهيد النقيب سامر حنا "مجرد ولد صغير عملولنا ياه شهيد". واضاف جوزيف "لدعني ما سمعت عن لسان الوزير جبران باسيل ابن منطقتي وجار الشهيد النقيب حنا ولكنني لم اتفاجأ كوني سمعت عنه شتائم سابقة بحق شهداء حسب ما قيل". واستمر جوزيف في الحديث عن شقيقه واستطعت ان ارى النار تلتهم قلبه وهو يتكلم ويقول: "ما حصل مع سامر ليس حادثاً فردياً ونحن كعائلة لم نستوعب ما حصل معه حتى الآن. وقد وعدنا من اعلى المراجع الرسمية ان التحقيق سيستكمل وعلى ضوئه سنكتشف المسؤول المباشر عن الجريمة".

 

 بشـري إلـى معـركة مجهـولة الحجـم بيـن »القـوات« و»اللاقـوات«

الخصـوصيـات العائـلـيـة تـقـاوم الانتـمـاء الحزبـي 

حسناء سعادة

السفير/لن تكون المعركة الانتخابية في بشري سهلة. هذا الكلام هو لسان حال اهل المنطقة وفعالياتها، فالأوضاع تغيرت وبات ابن قضاء بشري هو الناخب الوحيد وبأصواته يصل نائبا منطقته إلى مجلس النواب، بينما في الماضي القريب جدا كان نائبا بشري يفوزان بأصوات أهل عكار وقبلها بأصوات أهل طرابلس.

لمدينة بشري تاريخيا خصوصيتها الانتخابية. فهي تتكون من تجمع عائلات كبيرة اساسية ابرزها طوق، رحمة، كيروز، سكر وجعجع ... ولكن مع بروز القوات اللبنانية ودخول قائدها السجن، بات شباب بشري المنتمون وغير المنتمين الى القوات ومعهم بعض رموز العائلات يتعاطفون مع »السجين« ابن البلدة، وظهر هذا التعاطف جلياً في عدد من الاستحقاقات الانتخابية البلدية وفي الانتخابات النيابية لعام ٢٠٠٥ حيث حصد نائبا القوات ستريدا جعجع وايلي كيروز نحو ١٢٠٠٠ صوت من اصوات ناخبي القضاء، وتميزا عن بقية النواب المسيحيين في الموالاة بانهما فازا في قضائهما قبل ان يفوزا على صعيد المحافظة بأصوات الأغلبية السنية، كما عرفت بشري في حينها اكبر نسبة اقتراع في تاريخها حيث اقترع ما يقارب الـ١٦٠٠٠ ناخب اي ما نسبته ٤٠٪ فيما لم تتعد النسبة في الدورات السابقة الـ..٢٠

تضم لوائح الشطب في قضاء بشري اكثر من ٤٥ الف ناخب ، ١٤ الفا منهم في مدينة بشري فيما الـ٣١ الفا يتوزعون على قرى وبلدات القضاء التي لم يترشح احد عنها تاريخيا باستثناء ترشح يتيم للكتائبي انطوان معربس سنة ،١٩٧٢ ما يعني ان القضاء الذي يوصل نائبي المنطقة غير مسموح له حتى الساعة بان ينال احد ابنائه حظوة النيابة، رغم انه كان هناك وعد سابق من جعجع، بأن تضم لائحة القوات مرشحاً عن المدينة وآخر عن القضاء، الا ان هذا الوعد لن يتحقق في هذه الدورة، حسب النائب ايلي كيروز، وهو مؤجل الى الدورات اللاحقة »الوعد مستمر الا انه في السنوات الثلاث الماضية مررنا بظرف استثنائي امنياً وسياسياً وقد باشرنا سلسلة مشاريع على مستوى المنطقة من العدل ان تكون لنا فرصة ثانية لاكمالها على ان نصل الى وقت يكون فيه على لائحة القوات مرشح من بشري وآخر من القضاء«.

القوات اللبنانية

تحتل القوات اللبنانية المرتبة الاولى لجهة حجم الاصوات في قضاء بشري، تليها بالدرجة الثانية العائلات والتيار الوطني الحر الذي اثبت وجوده في المنطقة من خلال تشكيل هيئات له في معظم قرى وبلدات القضاء، بالاضافة الى تأثير لتيار المرده الذي كان رئيسه ينال في الانتخابات النيابية في بشري ارقاماً لافتة، مع تأثير متفاوت لايحاءات رجال الدين، ما يعني انه اذا حصل تكتل لكل هذه القوى في وجه محدلة القوات اللبنانية قد تبرز معركة انتخابية شرسة، الا ان هذا الامر مستحيل حسب رأي النائب كيروز الذي يجزم بانه »لن تكون هناك اي معركة، لان التجارب السابقة اثبتت ان القوات هي الاقوى. لنأخذ مثلاً في مدينة بشري جرت انتخابات لجنة جبران خليل جبران سنة ٩٧ وقد تمكنت القوات من ايصال ١٥ عضوا يمثلون عائلات بشري وينتمون الى القوات اللبنانية، وهذا الأمر ينسحب ايضا على الانتخابات البلدية سنة ١٩٩٨ وسنة ٢٠٠٤ اذ نجحت لائحتا القوات في بشري وهذا يعكس تماما الوضع الذي ستكون عليه الانتخابات المقبلة«.

وحول امكان الخرق في حال تكتلت العائلات ضد القوات استغرب كيروز هذا الكلام، موضحاً ان القوات في بشري تتشكل من ابناء العائلات وانه مع دخول القوات الى المنطقة والتأييد الكبير لها لم يعد هناك ما يسمى عائلات انتخابية.

وعن اتهام البعض لهم بدفع مال سياسي انتخابي يوضح كيروز انه منذ انتخابه والنائبة ستريدا جعجع حرصا على التواصل المستمر مع المدارس في المنطقة الرسمية والخاصة منها »التي كان يعاني بعضها من تعثر بفعل الديون المتراكمة على الاهالي، فحاولنا المساعدة سواء على صعيد التدفئة للتخفيف من الاعباء المالية او على صعيد مساعدة بعض الاهالي في دفع الاقساط وهذا ليس وليد السنة ليقال عنه مال انتخابي«.

وعن بروز خلافات وعتب عند بعض المؤيدين للقوات من ابناء المنطقة رأى كيروز ان هذا الامر لا يخلق مشكلة »فاذا كان هناك من هم عاتبون، وهم قلة، لن يؤثروا على الواقع العام للقوات من جهة، ومن جهة اخرى، عندما يكون الاستحقاق متعلقا بالخيارات الكبرى فانهم رغم عتبهم لن يكونوا خارج هذه الخيارات وسيصوتون لها«.

التيار الحر

من جهتها مصادر التيار الوطني الحر تؤكد وجود مال سياسي ـ انتخابي في المنطقة »يتستر اصحابه في توزيعه تحت غطاء مساعدات تربوية وانتخابية ولكنه في النهاية مال مرصود للحملات الانتخابية«.

مصادر التيار التي تختلف مع النائب كيروز حول تحديد حجم الاصوات في بشري تشير الى انه ربما تكون القوات اقوى في عاصمة القضاء، لكنها اقل قوة في بلداته وان مجموع اصوات الناخبين في القضاء اكبر بثلاث مرات عن مجموعها في بشري المدينة .

واذ تؤكد هذه المصادر ان نسبة المؤيدين للتيار في بلدات القضاء مرتفعة جداً، تعتبر ان هذا الامر يشكل توازناً مع بشري المدينة »واذا اضفنا التمثيل العائلي في بشري تصبح القوى متوازنة لا بل ترجح كفة اللاقوات« .

وتلفت المصادر الى ان من يحاول ان يبني على نتائج انتخابات الالفين يكون واهماً »لان عدة عوامل ادت الى نجاح لائحة القوات يومها، ابرزها وجود جعجع في السجن والمال الانتخابي الذي بدأت تباشيره تظهر على الارض في بشري«.

وعما اذا كانوا يخشون تأثير هذا المال في المرحلة المقبلة توضح المصادر انها ليست بخائفة من هذا المال »لان من ينتمي الى التيار ينتمي عن قناعة ولا شيء يغريه الا مبادئه، ولكن هذا المال قد يجذب بعض اصوات المستقلين وهذا ما تراهن عليه القوات اللبنانية«.

وحول امكان ان يرشح التيار احد كوادره في المنطقة تجيب المصادر: »من اصل ٣٠ بلدة في بشري هناك ١١ هيئة للتيار، وهناك عدد من الاصوات لا يستهان به ولكن امر الترشيح او عدمه متروك لقيادة التيار التي ستعلن قريبا عن اسماء مرشحيها في كافة الاقضية اللبنانية .

العائلات

في بشري اعلنت من حيث المبدأ لائحة القوات من قبل عقيلة رئيس الهيئة التنفيذية النائبة ستريدا جعجع وهي تضم اليها النائب ايلي كيروز، اما اللائحة الثانية فمن المؤكد انها ستتشكل من النائب السابق جبران طوق ومرشح آخر سيتم التوافق عليه بعد سلسلة من المشاورات بين العائلات الاساسية في بشري ، وربما يكون روي عيسى الخوري او بنوا كيروز، وقد باشرت فعاليات المنطقة عقد لقاءات تنسيقية للوصول الى تصور مشترك تخوض على اساسه غمار المعركة حسب النائب السابق طوق الذي يرى ان »بشري تتحضر لمعركة قاسية بين القوات واللاقوات«، معتبرا ان المزاج العام تغير اذ أنه في الانتخابات السابقة كان جعجح في السجن وكان استشهاد الحريري، مشيرا الى ان »المعركة حساسة جداً ولكن لا شيء مستحيلا فان العامل العائلي لا يزال يؤثر وعائلة طوق هي من اكبر العائلات، لافتاً الى انه في الانتخابات السابقة رغم كل العوامل التي كانت ضاغطة نال ٣٧٪ من اصوات بشري«.

طوق الذي يعتبر ان المعركة ليست محسومة يشير الى امكانية كبيرة لحصول خرق للائحة القوات، مضيفا: »لم تكن بشري في تاريخها منغلقة على ذاتها بل كانت منفتحة على جيرانها من الاقضية ولها امتدادات عائلية لاسيما لجهة قضاءي بعلبك وزغرتا، فهناك نحو ٧ بلدات من اصل بشراوي تنتخب في البقاع، كما هناك مصاهرات بينها وبين زغرتا والكورة والبترون وان بعض اهلها يغادرونها شتاءً باتجاه بلدات ساحلية ابرزها في قضاءي الكورة وزغرتا وهذا ما يدفعنا الى التمسك بهذا الانفتاح لتبقى بشري مزدهرة ولا تتقوقع على نفسها كما يحاول البعض اليوم ان يفعل بها«.

وحول ترشح اثنين من عائلة طوق، هو وابنة شقيقه النائب ستريدا طوق، وعما اذا كان ذلك يؤثر على تشتت اصوات آل طوق قال: »ستريدا من عائلة طوق ولكنها باتت اليوم مدام جعجع«.

اما عن المال الانتخابي فيؤكد طوق انه بدأ يظهر ولكن الناس في بشري ستصوت حسب ضميرها وقناعاتها، مؤكدا ان لدى الناخب حاجة للمال بفعل الوضع الاقتصادي السيء ولكن في الصناديق سينتخب ضميره، موضحا ان الاهم هو ان تعود بشري لواقعها واصالتها وتاريخها.

من جهته الشيخ روي عيسى الخوري ابن شقيق النائب السابق قبلان عيسى الخوري والذي تحالف في انتخابات ال٢٠٠٥ مع النائب السابق جبران طوق دون ان يحالفهما الحظ ، يرى ايضاً ان المعركة ليست سهلة في بشري، لكن مع تضافر الجهود والتنسيق بين الاطراف كافة فمن الممكن حصول خرق، وربما على ابعد تقدير يتم اعادة التوازن الى الاصوات«، مشيرا الى ان كل الاحتمالات موجودة لاسيما ان ارتكاز بشري كان دائماً على العائلات فيها، باستثناء انتخابات الـ٢٠٠٥ لاسباب عديدة باتت معروفة عند الجميع، موضحاً ان هناك اجتماعات مستمرة للوصول الى لائحة تراعي الخصوصية العائلية واجواء المستقلين في المنطقة كما تراعي ضرورة الانفتاح على بقية الاقضية لان بشري في حياتها لم تكن منغلقة وان التقوقع الحالي بدأ يضيق الخناق عليها.

بشري التي بات لها نائبان سنة ،١٩٦٠ لم تتمكن من اختيارهما بنفسها منذ سنة ١٩٩٢ حيث كانت الانتخابات على صعيد محافظة وحيث لاصوات بقية الاقضية لاسيما السنية منها القدرة على ترجيح كفة الميزان، فيما اليوم اهل قضاء بشري هم الذين سيختارون من سيمثلهم، حيث يعتقد المراقبون ان هذا الامر سيشكل حافزا لابناء البلدة القاطنين خارجها من اجل تكبد مشقة الانتقال والتوجه الى صناديق الاقتراع لاختيار من يريدون ان يمثلهم ويتحدث باسمهم في البرلمان.

وفي دراسة للواقع الانتخابي في بشري يقول المراقبون ان الترشيحات في بشري ستتخطى التسعة اشخاص، وان المعركة هذه المرة قد تصبح متكافئة ومتوازنة، ما قد يجعلها شرسة، في حال استمر تكتل الفعاليات في وجه القوات، والذي قد يؤدي الى خرق اللائحة القواتية او حتى الى نشوء معركة ندية، ويستند هؤلاء الى الارقام التي نالتها القوات اللبنانية في الانتخابات البلدية حيث فازت بسبع بلديات من اصل عشرة سنة ١٩٩٨ لتتراجع حصتها سنة ٢٠٠٤ الى ٤ بلديات من اصل ١١ بلدية، كما يستندون إلى سلسلة عوامل ابرزها خروج قائد القوات اللبنانية من السجن ما يجعل العامل العاطفي الذي كان يدفع ابن بشري للتصويت للقوات اكان معها ام ضدها يغيب عن هذه المعركة بالاضافة الى تحرك فعاليات العائلات بقوة في المنطقة بعد اقرار قانون القضاء والاصرار على عدم ترك الملعب مفتوحاً امام القوات اللبنانية في معقلها الاساسي والاتجاه الى انشاء تكتل مواجه لها مؤلف من قوى مسيحية لها نفوذها في المنطقة كالتيار الوطني الحر وتيار المرده.

ولكن في المقابل يرى المتابعون ان القوات اللبنانية باتت اكثر تنظيما في المنطقة، وهي وان اكتسحت اصوات بشري سنة ٢٠٠٥ حيث نالت ٦٧٪ من اصوات المقترعين، الا انها تعمل وكأن الانتخابات ستجري للمرة الاولى، كما تعمل على حشد اكبر نسبة من الاصوات لمعركتها، وقد باشرت ماكيناتها الانتخابية التدقيق في لوائح الشطب، ويحاول مسؤولوها التواصل مع العائلات ويوازنون بين عدد الاصوات في كل قرية وبلدة ويقيسون مدى قدرة القوات حتى في كل عائلة وكل جب في المنطقة. بشري التي تتحضر لمعركة انتخابية مصيرية بالنسبة لتوجهاتها السياسية، والتي اعطت اغلبية اصواتها في انتخابات ٢٠٠٥ للائحة تيار المستقبل وضمنها مرشحو القوات اللبنانية، باتت الانظار تتجه اليها لمعرفة لمن ستكون الكلمة الفصل في القضاء الذي يختار اليوم بين القوات او اللاقوات، بين الخصوصية العائلية او المد القواتي .

 

مرحلة تسويغ الجريمةبعد البيان الاتهامي

المستقبل - السبت 29 تشرين الثاني 2008 - مصطفى علوش ()

"تأمل هنالك أني حصدت رؤوس الورى وزهور الأمل

ورويت بالدم قلب التراب وأشربته الدمع حتى ثمل

سيجرفك السيل سيل الدماء ويأكلك العاصف المشتعل"

أبو القاسم الشابي

المهداوي

"اللهم... اللهم... إبعت للمهداوي حمى..."

منذ خمسين سنة كان فاضل عباس المهداوي نجم الإذاعة الأول! هو ابن خالة الزعيم عبد الكريم قاسم (قائد أول انقلاب عسكري في العراق) الذي كان المثال الأعلى للمهداوي والزعيم الأوحد: (ماكو زعيم إلا كريم) كان المهداوي يبدأ استجواباته للمعتقلين السياسيين صارخاً بأعلى صوته: اسمك... عمرك... وقبل أن يسمع الجواب يكمل: متآمر... عميل... عدو للثورة. وكانت المحاكمات تذاع عبر الإذاعة وكان جمهور المستمعين كبيراً فمن كان يملك جهاز راديو في ذلك الوقت لا يمكن أن يفوت تلك المهازل التي أصبحت مضرب مثل عن المحاكمات التي كانت تجري تحت حكم الزعماء، الصاعدين الى الحكم على ظهور الدبابات.

كانت محكمة المهداوي يطلق عليها رسمياً اسم "المحكمة العسكرية العليا الخاصة" أو "محكمة الشعب".

الاستبداد والشعبوية

في خضم حفلة الجنون التي اجتاحت بعض العالم العربي منذ دخوله في عهد أنصاف الآلهة من ضباط وانقلابيين اغتصبوا السلطات في غفلة من الزمن، تحت شعارات فارغة المضمون، وإن بدت براقة وجذابة في الفترات التي تلت النكسة في فلسطين سنة 1948 والهزيمة في حرب حزيران سنة 1967، والى ما هنالك من سجلات مشرفة لهذه المنظومة. البارز في هذه الفترة كان التهمة الجاهزة لكل من يعارض القائد الملهم، فهو في أقل تعديل رجعي، ليتدرج الى رتبة عميل لإسرائيل والامبريالية والاستعمار، والعقاب يتدرج عادة من الاعتقال من دون محاكمة الى آجال غير محددة، تفوق عادة طول عمر الضحية، أو الإعدام بعد الخضوع لمحكمة ثورية. كل ذلك كان يحدث تحت انظار وأسماع الشعوب المأخوذة بالشعارات، والمسطولة بإلهام وحكمة القائد.

في تلك الفترة أيضاً كانت الأنظمة الاستبدادية محمية بمنطق الحرب الباردة، فكانت للولايات المتحدة أنظمتها التي كانت تتغاضى عن جرائمها وتحميها من المساءلة، وللشرق طبعاً أنظمته المحمية تحت لواء المنظومة الاشتراكية، أو الديموقراطيات الشعبية، أو الدول ذات التوجه غير الرأسمالي، الى ما هنالك من تعابير أصبحت من الماضي المشؤوم بعد أن تبدد النظام السوفياتي وتبعثرت منظوماته الى دول مكشوفة أمام عصف الرأسمالية العالمية وقوانينها. وتخلت في نفس الوقت الولايات المتحدة عن أنظمتها المستبدة في كثير من أنحاء العالم في ضغط متواصل من شعارات حقوق الإنسان والعدالة والحرية.

التحول الإلزامي

عملياً، دفع هذا التحول الانظمة العربية الاستبدادية الى استبدال أساليبها القمعية والدموية المفتوحة، بمظاهر أكثر ملاءمة مع روح العصر، ومع ثورة المعلوماتية ووقاحة الصحافة التي لم تعد تترك مجالاً لأي نظام بالتستر عن جرائمه، وحرمت الحاكم من نعمة الإلهام والحكمة التي كان يتمتع بها أمام شعبه، بعد أن أصبحت الانتقادات والتجريحات به تدخل الى كل بيت من خلال الصحون اللاقطة ومن خلال الانترنت.

كما أن منظمات حقوق الإنسان "الثقيلة الدم" أصبحت تتدخل في كل شاردة وواردة، ولم يعد اعتقال أي معارض سياسي مسألة سيادية، لأنها أصبحت جزءاً من الاهتمامات ذات الطابع الأممي. باختصار، لم يعد من الممكن لأنظمة الاستبداد بأن تقرر إنهاء حياة إنسان حتى ولو اتهمته بالعمالة لإسرائيل والامبريالية، وأصبحت مجبرة لأسباب اقتصادية وديبلوماسية بأن تتبع معايير الحد الأدنى من العدالة والقانون على الأقل في الظاهر.

جريمة العصر

ومع كل ذلك، فلقد ظن النظام السوري بأنه سينجو بفعلته مرة أخرى، كما كانت تجري الأمور في أيام الستار الحديدي. لذلك لم يكن هنالك حرج من أن يفلت أبواقه المعروفة منذ ما قبل التجديد لاميل لحود الى يوم 14 شباط 2005... تلك الأبواق المشؤومة والمعروفة وإن كنت أأنف الآن عن تردادها. وأذكر في ما أذكر أن محطة الجزيرة الفضائية استضافت لساعات إحدى الشخصيات المريبة التي بدأت تكيل كافة أنواع الاتهامات للرئيس الشهيد رفيق الحريري ومن ضمنها بأن طائرته حطت يوماً في مطار هرتزيليا! عملياً، فقد كان قرار الإعدام متخذاً وما كان على القتلة إلا تركيب محكمة مهداوي جديدة كان أبطالها الهزليون جملة من الأبواق الساقطة.

تسويغ الجريمة

في ما يشابه زلة لسان، ومنذ أكثر من سنة صرح أحد طباخي الوجبات المخابراتية في أحد محطات التلفزة بما يلي: "أولاً لا يوجد حتى الآن اثباتات معلنة بأن الحكم في سوريا اغتال رفيق الحريري، ولكن، وإن كان هناك اثباتات واضحة فيجب علينا أن نسأل لماذا اغتالت سوريا رفيق الحريري"!

لذلك، فإنه من المنطقي أن نتوقع موجة هائلة من الاتهامات التي لن يكون لها حصر عن المسوغات التي أدت الى قرار "الإعدام" بالتزامن مع البيان الاتهامي الذي سوف يصدر في أوائل السنة القادمة. سوف يحاول النظام القاتل ايجاد التهم الكافية حتى يتمكن بحركة شعبوية من تحشيد الجماهير حول صوابية الاغتيال، بعد فقدان الأمل بالتملص من مفاعيل المحكمة. وطبعاً سوف تنبري نفس الأبواق، وربما أبواق أخرى في حملة الاتهام بالعمالة للرأسمالية والاستعمار والصهيونية والماسونية وربما غيرها من الصفات التي لن تتعدى التهم المهدوية، ولكن معظم الناس أصبحت تعلم بأن العدل أقوى وأبقى من الشعارات الفارغة التي أودت بشعبنا الى المهالك.

()نائب في كتلة "المستقبل" النيابية

 

مجلس ثورة الأرز في أوروبا

ولد مجلس ثورة الأرز في أوروبا إثر خلوةٍ عقدت في العاصمة السويدية ستوكهولم إستمرّت من ١٤ إلى ١٦ تشرين الثاني الجاري، وضمّت عدداً من الأحزاب والهيئات السياسية اللبنانية، منها حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القومية اللبنانية ممثلاً برئيسه السيّد إتيان صقر ـ أبو أرز يرافقه السيّد كريستيان شاوول عضو مجلس الرئاسة، والحزب الآرامي اللبناني ممثلاً برئيسه السيّد غابي غالو وأعضاء المجلس السياسي للحزب، وشخصيات لبنانية ناشطة في عالم الإنتشار اللبناني كالسيّد روني ضومط والدكتور جوزف صاووق إضافة إلى بعض الفعاليات السياسية والإجتماعية والثقافية.

وبعد إنتهاء الخلوة تبنى المجلس المذكور جملة مقررات أبرزها:

١ – إستعادة هوية لبنان اللبنانية ورفض تلوينها بصباغاتٍ غريبة عن أصالتها التاريخية.

٢ - السعي لإلغاء إتفاق الطائف الذي حوّل الدولة إلى مسخٍ من ثلاثة رؤوس ورفع منسوب الإحتقان الطائفي والمذهبي في البلاد، والعودة إلى إعتماد دستور العام ١۹٢۷.

٣ – التعجيل في تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بلبنان وبخاصةٍ القرار ١٥٥٩ تنفيذاً ميدانياً بعد وضعه تحت الفصل السابع، وإزالة جميع الدويلات والجيوش غير الشرعية لصالح الدولة اللبنانية الواحدة والجيش اللبناني الواحد.

 ٤ – إعادة النظر في قانون تجنس الأجانب وسحب الجنسيات التي منحت إلى غير مستحقيها خلال فترة الوصاية السورية.

 ٥ – إعادة النظر في قانون تملك الأجانب ووقف عمليات بيع الأراضي اللبنانية بالجملة إلى الغرباء، سيّما تلك التي تتم عِبر وسطاء مشبوهين وشركات لبنانية وهمية.

 ٦ – وجوب إقفال ملف المفقودين والمعتقلين في السجون السورية إقفالاً نهائياً وسريعاً ووضع حد لهذه المأساة المستمرة منذ عقود.

 ۷ – المطالبة بعودة اللبنانيين  الذين أجبروا على اللجؤ إلى إسرائيل في العام ٢٠٠٠ على أن  تكون عودة كريمة ومشرّفة.

 ٨ – السعي الدؤوب من أجل توزيع اللاجئين الفلسطينيين على الدول القادرة على إستيعابهم منعاً لتوطينهم في لبنان.

 ٩ – المشاركة في الإنتخابات التشريعية المقبلة من خلال دعم المرشحين المستعدين لتبني هذه المقررات.

 وبعد إنتهاء الخلوة قام أعضاء من المجلس بجولةٍ على البرلمان السويدي وإلتقوا عدداً من النواب في الحزبين الحاكم والمعارض ومسؤولين عن السياسة الخارجية، وشرحوا لهم حقيقة الأوضاع على الساحة اللبنانية والسبل الآيلة إلى حلّ أزمات لبنان المزمنة بصورة عملية وواقعية بعيداً من الحلول الترقيعية المتداولة.

 وتجدر الإشارة إلى ان المجتمعين إختاروا دولة السويد منطلقاً لنشاطهم السياسي في أوروبا نظراً لمكانتها المرموقة في العالم ولكونها ستتولى رئاسة الإتحاد الأوروبي في العام المقبل.

 

ميشال عون في دمشق: إيلي حبيقة الثاني 

السبت 29 نوفمبر/إيلي الحاج

إيلي الحاج من بيروت: يزور النائب الجنرال ميشال عون دمشق في الأيام المقبلة، زيارة طويلة تستغرق أياماً وتثير الإرتياح لدى خصومه لكونها تعطيهم مادة خصبة لمهاجمته بتهمة إنها تتوج مسيرة انقلاب على ذاته وتاريخه وتياره 180 درجة بدأها منذ ثلاثة أعوام ليصل إلى صورة التطابق مع سلفه في قيادة الجيش الرئيس الجنرال إميل لحود في الموقف والرأي ورد الفعل. ليس التطابق مع إميل لحود فحسب بل أيضاً مع النائب السابق ناصر قنديل والوزير السابق وئام وهاب. لكن الأصح في نظر بعض هؤلاء الخصوم أنها زيارة تذكّر بخطوة أقدم عليها الوزير السابق الراحل إيلي حبيقة.

كان حبيقة، الذي لاحقته تهمة صبرا وشاتيلا واغتيل محاولاً دفعها عنه وإثبات مسؤولية إسرائيل عن المجزرة عام 1982، قد قرر سلوك طريق دمشق أواخر العام 1985 بعد انقلاب مسلح سيطر بنتيجته بالتحالف مع سمير جعجع الذي كان مسؤولاً عسكرياً في "القوات اللبنانية"، الميليشيا آنذاك، على عموم ما كان يعرف ب"المنطقة الشرقية" ذات الغالبية المسيحية.

ونظّر لتلك "النقلة" آنذاك ومهد لها الرجل نفسه الذي عبّد طريق دمشق بعد 23 عاماً للجنرال عون وأقنعه بسلوكها: ميشال سماحة، الرجل الذي سبق حبيقة إلى عالم الإستخبارات عندما أسس للرئيس المنتخب الراحل بشير الجميّل "جهاز الأمن" في "القوات" ليخلفه حبيقة في رئاسته. وانتقى الرئيس أمين الجميّل سماحة مستشاراً له، ليكتشف لاحقاً أن الرجل كان عين حبيقة ويده في القصر الرئاسي في بعبدا.

ساد اقتناع وقتها في دمشق عبّر عنه النائب السابق لرئيس الجمهورية عبد الحليم خدام أن موازين القوى في " المنطقة الشرقية" هي لمصلحة حبيقة ضد مناوئيه بنسبة 6 على 1. اقتناع ما لبث أن ثبت عدم صحته عندما تحالف خصوم حبيقة، لا سيما جعجع والجميّل، ووجهوا إليه ضربة عسكرية قاضية خلال ساعات يوم 15 كانون الثاني/ يناير 1986. وتدخل الجنرال عون الذي كان قائداً للجيش مهدداً بفتح معركة على "القوات" والميليشيا الموالية للجميّل إذا لم يسمحا للجيش بإخراج حبيقة ومن معه، وكان أبرزهم وزير الدفاع الحالي الياس المر من مقر "جهاز الأمن". لاحقاً أوضح عون أن موقفه كان مرده إلى تلقيه تهديداً سورياً باجتياح "الشرقية".

كان حبيقة وقّع في دمشق "الإتفاق الثلاثي" مع رئيس حركة "أمل" نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط الذي تنبأ بأنه اتفاق غير قابل للحياة. وحضرت حفل التوقيع شخصيات كثيرة بعضها لافت مسيحياً، وأبرزها كريم بقرادوني الذي أصبح لاحقاً نائب جعجع في قيادة "القوات"، وكان الشريك الثالث مع جعجع وحبيقة في الإنقلاب على الرئيس الجميّل. وفي النتيجة خسر حبيقة الأرض وربح ثقة السوريين الذي أكرموه بتعيينه نائباً ثم وزيراً حين استتب لهم الأمر في لبنان عام 1990.

لكن أحداً من الزعماء المسيحيين لم يعط القيادة السورية في لبنان بقدر ما أعطى وما يمكن أن يعطي بعد الجنرال عون. إذ حمى حلفاء سورية شعبياً وسياسيا وإعلامياً بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان عام 2005 إثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري واندلاع "ثورة الأرز". وكان انتقاله من معسكر إلى آخر مفاجأة أجمل من أن تصدق لدمشق التي سبق أن نكلت به وبضباطه وجنوده و"تياره" لاحقاً وأجبرته على اللجوء إلى المنفى في فرنسا 14 عاماً بعد إقامة قسرية استمرت نحو سنة إثر عملية 13 تشرين الأول /أكتوبر 1990 التي أخرجته بالقوة من قصر بعبدا.

ومرة أخرى نجح ميشال سماحة في جذب ألد أعداء دمشق إليها. كانت دمشق حاولت عبثاً أن تثبت نفوذها وحضورها في لبنان من خلال حلفائها، ولكن لا الرئيس الراحل الياس الهراوي ولا خلفه لحود ولا آل فرنجية ابا عن جد ولا طبعاً حبيقة نجحوا في توفير نسبة وإن ضئيلة من عوامل جذب مسيحيين إليها، مقارنة بالجنرال الذي تفرد أخيراً من بين كل حلفاء سورية من كل الطوائف الأخرى في تبني إتهاماتها إلى "تيار المستقبل" من خلال ما عرف ب"الفيلم السوري" مطالباً بالتحقيق في حسابات "بنك البحر المتوسط".

في المقابل يسبغ بعض أنصار عون- الذي لايبالي سواء رضت قاعدته الشعبية بتوجهه السياسي الجديد أم لا- مسحة من قداسة على زيارته المزمعة لدمشق، فيشبههها هذا البعض برحلة الرسول بولس إليها وزيارة بابا الفاتيكان الراحل يوحنا بولس الثاني.

وستكون لعون محادثات رسمية مع الرئيس السوري بشار الأسد على انفراد، وكذلك مع نائبه فاروق الشرع ووزير خارجيته فاروق المعلم. ويقال في دمشق أن المسؤولين السوريين سيعاملونه "ضيفاً إستثنائياً مميزا".    

وستكون لعون محطة شعبية يشارك خلالها في من مناسبة بأبعاد دينية مسيحية، زائراً قبر مؤسس الطائفة المارونية القديس مارون، ويدشن كنيسة مارونية ساهم الرئيس الأسد في تشييدها، كما يزور معالم وأماكن دينية في صيدنايا، ويعقد لقاء شعبيا مع أبناء الطائفة المارونية في سورية يحضرها ممثلون لمختلف الطوائف المسيحية، ويلقي في أحد الاحتفالات خطابا يعلن فيه فتح صفحة جديدة من العلاقات مع سورية. كما يتضمن برنامج الزيارة استقبالاً شعبياً في باب توما في قلب دمشق القديمة، وزيارة للجامع الأموي في دمشق حيث يوجد قبر القديس يوحنا المعمدان.

 

 يكذبون ... حتى في الكذب

محمد سلام

السبت 29 تشرين الثاني 2008

يكذبون، حتى في الكذب، ويعدون بحقائق!

هذه الخلاصة توصلت إليها من بيانين لحزب البعث العربي الاشتراكي (في لبنان) وزعتهما الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية يوم السبت في 29 تشرين الثاني/ 2008. البيان الأول الصادر عن "القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي" وزعته الوكالة الوطنية للإعلام على موقعها الإلكتروني الساعة 0904 بتوقيت غرينتش (أي 1104) بالتوقيت المحلي وجاء فيه أن القيادة المذكورة اتهمت "عصابات ميليشيا المستقبل بإلقاء متفجرة على مقر الحزب في منطقة الجامعة العربية في بيروت." وخلص البيان إلى المطالبة بتحقيق ووضع حد لمثل هذه التجاوزات والاعتداءات.. إلخ.

الخبر الثاني وزعته الوكالة الوطنية على الموقع نفسه ضمن نشرتها الإخبارية الساعة 10:31 بتوقيت غرينتش (12:31 بالتوقيت المحلي) وهو نص مؤتمر صحافي عقده الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان الدكتور فايز شكر وفيه، إضافة إلى أمور أخرى، أنه اتهم المستقبل بـ "إحراق مكتب الحزب في منطقة الكولا" معتبرا أن "هذا العمل الإجرامي يأتي في سياق الأعمال التخريبية والانتقامية التي دأب عليها هذا الفريق" ... إلخ .

لم يستطع حزب البعث أن يتفق مع حزب البعث في خلال أقل من ساعة ونصف على كذبة واحدة حيال ما أصاب مكتبه في الطريق الجديدة، هل تعرض لإلقاء متفجرة، كما زعم بيان القيادة القطرية، أم للحرق كما ورد على لسان الأمين القطري؟

تقرير قوى الأمن الداخلي عن الموضوع يقول إنه في الساعة 11:33 من ليل الجمعة 28 تشرين الثاني شب حريق في مكتب البعث المذكور في الطريق الجديدة الذي كان قد أعيد افتتاحه قبل نحو ثلاثة ايام. إذن، الأمين القطري للبعث الدكتور شكر على حق. المكتب شب فيه حريق، وفق تقرير قوى الأمن الداخلي، ولم يتعرض لإلقاء قذيفة كما زعمت القيادة القطرية.أما سبب الحريق، الذي لم يذكره البعث لا في تقرير قيادته القطرية ولا في المؤتمر الصحافي لأمينه القطري، فهو مادة المازوت، على ما جاء في تقرير قوى الأمن الداخلي، الذي خلا من أي إشارة إلى اعتداء أو معتد.

جيد، مادة المازوت، أو الديزل أويل، التي أشتعلت في مكتب البعث، من أشعلها، بل من اعتمدها وسيلة لإحراق المكتب الذي تم إطفاء الحريق فيه في خلال أقل من 20 دقيقة؟ أي ملم بالتعامل مع الوقود، حتى الملم بالتعامل مع المدافئ، يعلم أن المازوت مادة بطيئة الاشتعال، ويلزمها نار قوية لإشعالها، وإشعالها حتى في المدافئ يستغرق فترة لا تقل عن عشر دقائق!!!

أي "مهاجم" أو معتد مفترض يملك ترف تناول فنجان قهوة وتدخين سيجارة بانتظار "إحراق" مكتب البعث في الطريق الجديدة؟

المعتدي، أي معتد، عادة يريد إنجاز اعتدائه بأسرع وقت ممكن، هذا في حكم المنطق والعقل. ولا يلجأ إلى مادة بطيئة الاشتعال إلا من كان "مرتاحا لوضعه"!!!

أي معتد يجرؤ على مقاربة مكتب البعث في الطريق الجديدة بصفيحة مازوت، ليصب ما فيها، وينتظر إشعال ما صبه، ثم يغادر.... بسلام، ولا يراه الأشاوس؟؟؟

يمكن إحراق أي هدف بالمازوت في أحداث شغب عامة، وليس هناك ما يشير إلى أعمال شغب في الطريق الجديدة... تحديدا ليلة اندلاع النار في مكتب البعث قرب جامعة بيروت العربية. هل أحرق البعث مكتبه ليفتعل شغبا يا ترى؟ هذا ليس اتهاما. هذا تساؤل من باب احترام عقل الناس، ليس إلا، وخصوصا في ضوء عدم اتفاق البعث مع البعث على ما حصل في مكتب البعث، متفجرة أم حريق؟

أجمل ما في توليفة التناقض، أو التكاذب هذا، أن الأمين القطري للبعث قال في مؤتمره الصحافي إن رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري "يعيش كابوس الاعترافات حول دوره في تربية وحضانة الإرهابيين" معتبرا أن "توقيت عمل المحكمة الدولية مع استحقاق الانتخابات وأموال النفط لن يشفع له أمام حكم الشعب الذي سيكتشف الحقيقة قريبا". البعث، الذي لم يستطع أن يتفق في ما بين أهل بيته على كذبة واحدة-موحدة-خالدة حيال ما أصاب مكتبه في الطريق الجديدة، أحرق أم فجر، يعدنا بـ "حقيقة"، ربما تشبه "حقيقة" مسلسل الاعترافات المتلفزة الأخير الذي عرضه التلفزيون السوري، باعتباره قوميا، الملهم للبعث القطري.

ومتى كان فاقد الشيء يستطيع أن يعطي ما ليس عنده؟ هم دائما هكذا، يعطون ما ليس عندهم. يكذبون، يكذبون، ويصدقون هم فقط كذبهم. ولكنهم هذه المرة كذبوا ... حتى في الكذب. احترموا عقول الشعوب فما عادت غبية بعد نصف قرن من "التنوير" البعثي.

 

زيارة عون لدمشق تُدخل سوريا في حمّى الحملات الانتخابيّة المبكّرة

نقولا ناصيف (الأخبار) ، السبت 29 تشرين الثاني 2008

فتحت الزيارة المرتقبة للرئيس ميشال عون لدمشق باباً إضافياً للسجال في ملفين يكادان، أسبوعاً بعد آخر، يتطابق تأثير أحدهما على الآخر: العلاقة مع سوريا وانتخابات الربيع المقبل. في النطاق نفسه وُضع الإعلان عن بدء المحكمة الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري أعمالها مطلع آذار المقبل، وستكون بدورها تربة خصبة لتجاذب الخلاف بين الموالاة والمعارضة على انتخابات 2009، بين مَن يهوّل بها ومَن يقلّل من شأنها. كذلك الحوارات الساخنة الأخيرة في مجلسي النواب والوزراء. إلا أن لزيارة عون لدمشق بعداً آخر يمثّله موقعه في النزاع مع خصومه السياسيين وأخصّهم المسيحيين، ويمثّله أيضاً فتح صفحة جديدة في علاقاته بسوريا، وكانت قد اتسمت لسنوات طويلة، وخصوصاً بين أعوام 1988 و2005، بعداء لم يضاهه إلا عداء الرئيسين كميل شمعون وبشير الجميل لها، مع أن الأول هادنها أشهراً قليلة قبل أن يستعيد الخلاف معها.

ويكتسب إدخال الموقف من سوريا في الحملات الانتخابية المبكّرة تأثيره من عوامل، بينها:

1 ـ تعزيز التطبيع الجدّي للعلاقات اللبنانية ـ السورية بالتزامن مع الجهود التي يبذلها رئيس الجمهورية ميشال سليمان توصّلاً إلى هذا الهدف. وبينما يحاذر زعماء مسيحيون آخرون في الموالاة كالرئيس أمين الجميل ورئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع والوزراء والنواب المنضوين في تحالف 14 آذار، الدخول على خط هذه الجهود، وفي أبسط الأحوال هضمها، مكتفين بتأييد مساعي الرئيس وهم يسوّرونها بقدر كبير من الظنون والشكوك، يفتح عون باباً عريضاً على مرحلة جديدة من العلاقة مع دمشق تطوي الماضي بلا تحفظ. وخلافاً لزعماء موارنة حلفاء لسوريا كالوزير السابق سليمان فرنجيه ووزراء ونواب حاليين وسابقين على صلة مباشرة ومستمرة بها، فإن حواراً مباشراً بين عون والرئيس بشار الأسد يخفف وطأة الضغوط المناوئة له من المسيحيين الموالين في الدوائر المسيحية، وخصوصاً تلك التي شكلت باستمرار نقاط ضعف للنفوذ السوري في لبنان كالمتن وكسروان وجبيل، ولم تستطع رغم وجود الجيش السوري فيها في أوقات متفاوتة اجتذاب الرأي العام المسيحي، والماروني خصوصاً، إلى تقبّل علاقة ودّية مع دمشق وجيشها. لم تكن زغرتا وبشري والكورة والبترون في حال مشابهة عندما كانت «محتلة»، ولا كذلك زحلة وجزين الواقعتان إما بين فكي الجيش السوري أو فكوك حلفائه. إلا أن زيارة دمشق ستفضي إلى الانتقال بالخلاف مع سوريا من القطيعة والعداء السياسي والشعبي إلى مناقشة جدوى العلاقة معها وربما الحاجة إليها لضمان الاستقرار الداخلي. وسيكون على عون أيضاً، غداة عودته، التوسّع في إبراز مبرّراتها على غرار تلك التي حملته على توقيع وثيقة التفاهم مع حزب الله في 6 شباط 2006، والتحوّل مدافعاً قوياً عن احتفاظ الحزب بسلاحه وتغيير وجهة الحوار من المطالبة بانتزاعه إلى تثبيت بقائه وتشريعه عبر تحديد وظيفته ودوره. أدى ذلك كله، تباعاً، إلى قلب التوازن في السلطة والشارع، بين المسيحيين كما في العلاقة الشيعية ـ السنّية، رأساً على عقب، وخرج به عون، متسلحاً بتحالفاته وخياراته، على أبواب انتخابات 2009 أقوى ممّا كان عليه على أبواب انتخابات 2005.

2 ـ من شأن زيارة دمشق أن تضيف إلى المواجهة الانتخابية بين عون ومسيحيي 14 آذار شعاراً آخر للتصعيد والتشنّج، بعد شعار سلاح حزب الله وانضواء العماد في تحالف 8 آذار والمحور الإقليمي الذي يمثّله. وسواء عاد من العاصمة السورية بمكاسب سياسية وإنسانية مهمة أو لا، ستترك الزيارة آثاراً إضافية على طبيعة الصراع على السلطة في دوائر جبل لبنان الشمالي. ومع أن أفرقاء في الموالاة يجدون أكثر من سبب لتبرير زيارة سليمان لدمشق ويوصدون الأبواب دون مبرّرات مماثلة لزيارة عون، ستؤول هذه في نهاية الأمر، غداة حصولها وإلى ما بعد انتخابات 2009، إلى إرساء توازن قوى جديد داخل مجلس الوزراء في كل شأن يقارب مسألة العلاقات مع سوريا، وفي الشارع عندما يجد عون نفسه في حاجة إلى دعم حلفائه وهو يخوض انتخابات زحلة وبعبدا وجزين والبترون. عند هذا الحدّ يصبح أقرب إلى رئيس الجمهورية من قوى 14 آذار.

3 ـ أن مجرد تحديد موعد زيارة دمشق ووضع برنامج لها على نحو ما تناقله الإعلام السوري يرجّحان نجاحها، على غرار نجاح قمة دمشق بين الرئيسين اللبناني والسوري في آب الماضي، لسببين: أولهما حاجة دمشق إلى الانفتاح على فريق مسيحي تعرف أنه متطلّب ومتقلّب وغير مألوف في تحالفاتها التقليدية مع المراجع المسيحية، وثانيهما تحبيذها اختيار المحاورين المناسبين الذين يتوصّلون وإياها إلى التعاون الذي تريده. لم تتحالف سوريا باستمرار مع الرئيس اللبناني، أي رئيس لبناني، بسبب الموقع الذي يشغله فحسب، بل أحاطت نفسها بحلفاء مسيحيين مضاهين له في أدوارهم يتحوّلون بدائل فورية وقوية متى وقع الخلاف مع الرئيس. كانت تلك حالها مع الرئيس سليمان فرنجيه عندما اختلفت مع الرئيسين الياس سركيس وأمين الجميل. ولم تكتفِ بالتحالف مع الرئيس الياس الهراوي عندما استقبلت باكراً ومراراً قائد الجيش العماد إميل لحود، وكانت تعوّل في الوقت نفسه ـ كما إبّان ولاية الجميل والشغور الرئاسي بين عامي 1988 و1990 ـ على النائب الراحل الياس حبيقة، بوابتها المارونية إلى جبل لبنان الشمالي من غير أن تقلل مع ذلك من أهمية تحالفها وشخصيّات غير مارونية في الدوائر الثلاث.

 

مع المحكمة الدولية الآتية

علي حماده     

اعلان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن انطلاق اعمال المحكمة الدولية الناظرة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري مطلع الربيع المقبل، هو تذكير بأن العدالة الدولية لا تزال ماضية في طريقها نحو هدفها، اي محاكمة قتلة رفيق الحريري ورفاقه، وقتلة سائر شهداء الاستقلال الذين سقطوا من اجل لبنان واستقلاله وحريته وسيادته. أمّا رد فعل بعض الجهات اللبنانية مثل الرئيس السابق اميل لحود المدافع عن ضباط مشتبه فيهم، فهو بمثابة استكمال للحرب التي شنها ويشنها القتلة واصدقاؤهم مباشرة او مواربة، منعاً لبلوغ اللبنانيين حقيقة ما جرى: من حرض؟ ومن خطط؟ ومن نفذ؟

في مكان آخر، يقع دفاع الجنرال ميشال عون عن المشتبه فيهم، وتحديدا في إطار الحملة المنظمة التي اطلقها منذ اغتيال سمير قصير في 2 حزيران 2005، واتقنها مع توالي الاغتيالات من جورج حاوي الى مي شدياق فجبران تويني، وصولا الى اللواء فرنسوا الحاج، والرائد وسام عيد. ففي هدف الحملة ان تصير الضحية هي الجانية، والقاتل ضحية. تماما كما قيل في موضوع "فتح الاسلام" حيث جرى حرف التهمة الى ضفة الضحايا. وعندما نقول ضحايا فنعني عشرات الشهداء من الجيش اللبناني (معظمهم من الشمال ومن فئة محددة) الذين سقطوا دفاعا عن لبنان، والشمال بمسلميه ومسيحييه! هذه الحقائق لا يراها الجنرال، بل يرفض رؤيتها. تماما كقراءته "الميغالومانيّة" للتاريخ، محاولا استعارة قماشة الجنرال ديغول، ومُسبغاً على الرئيس بشار الاسد قامة كونراد ادناور، المستشار الالماني الذي اعتذر لفرنسا قبل ان يزورها ويدفن العداء معها، يصنعا معا اوروبا الجديدة.

يوم عاد الجنرال من باريس سئل عما كان يقرأ في المنفى الفرنسي، فأجاب: "كتب الجنرال ديغول ". لكن الناظر في اسقاطاته التاريخية لمناسبة زيارته دمشق، يخال نفسه بإزاء إمرئ لا يقرأ، وان قرأ لما ادرك!. لكن لنعد الى موضوع المحكمة:

ان الاعلان عن قرب انطلاق المحكمة، ومغادرة محققي لجنة التحقيق الدولية لبنان، وانتقالهم الى لاهاي، يعني عمليا ان التحقيق انتهى، وان كل شيء صار جاهزا في انتظار تحول المحقق الدولي الى الادعاء، واصداره تقريره الاتهامي خلال أقلّ من تسعين يوما. من هنا اهمية المرحلة المقبلة، وخطورتها في آن معا. فالقاتل يعرف نفسه، مثلما يعرفه اللبنانيون، وتعرفه لجنة التحقيق الدولية. وهو لا يكل في العمل في سبيل الافلات من المحكمة. وكما استخدم الاغتيالات مرات ومرات في السابق، وحرك "التغطيات" اللبنانية المعروفة، فيمكن ان يلجأ الى الاساليب نفسها مرة جديدة. وهو المستند الى من يسميهم "الحلفاء" الاقوى على الساحة اللبنانية. ويعرف سلفا انه سيجد من ينظم الحملات دفاعا عنه، او تحويلا للانتباه عنه على النحو الذي قام به الحلفاء القدامى والجدد على مدى ثلاثة اعوام.

ان المحكمة يجب ان تكون عنوانا عريضا لمرحلة يصبح فيها الاغتيال السياسي المنظم مكلفا للانظمة التي تتوسّل الارهاب في المنطقة. كما انها يجب ان تصير مثالا تتعظ به القوى السياسية او الفئوية في اي كيان في المنطقة، فتجنح الى اللاعنف في ممارساتها، وتُقلع عن التوهم بأن السلاح الفئوي كسلاح "حزب الله" او غيره على الساحة اللبنانية في امكانه ترهيب احرار لبنان والعرب.

من هنا نفهم لماذا تؤرق المحكمة الكثيرين هنا وهناك.

 

استبعاد تسليم المفقودين والمعتقلين إلى عون خلال زيارته سوريا

دمشق تعزّز أوراقها الجديدة حيال الحكم والواقع الداخلي

روزانا بومنصف     

لا يبدو، وفق معطيات موثوق بها، ان دمشق ستعطي النائب العماد ميشال عون خلال زيارته المرتقبة لسوريا الاسبوع المقبل المفقودين والمعتقلين اللبنانيين من زمن وصايتها على لبنان واجتياحها قصر بعبدا والمناطق الشرقية ايام وجود عون في القصر الجمهوري، والذين لا تزال كل الملفات تفيد عن احتجازهم من الاجهزة الامنية السورية. فهذا الامر يبدو مستبعدا لاعتبارات متعددة، من بينها ان رئيس الجمهورية بحث في هذا الملف مع نظيره السوري بشار الاسد ولم يسفر عن نتيجة، وسيكون اعطاء المعتقلين للعماد عون رسالة سياسية قد لا تصب في مصلحة دمشق باعتبار انها سبق لها ان نفت وجود معتقلين لبنانيين لديها، وان اي تعامل من دولة الى دولة غداة اقرار اقامة علاقات ديبلوماسية بين البلدين يفترض ان تسلك هذه المسألة طريق المؤسسات، اي عبر الرئيس ميشال سليمان والا بدت سوريا كأنها تلتف على هذا القرار، علما ان اوساطا عدة تعتبر انها تفعل ذلك عبر استعادة علنية للاستقبالات التي يقيمها الرئيس السوري لحلفائه من السياسيين اللبنانيين على نحو لا يفيد منطق تعامل من دولة الى دولة، لا من الجانب السوري ولا من جانب اللبنانيين المتوافدين مجددا على العاصمة السورية.

ويقول مراقبون ان دمشق هي في حال ترقب ازاء اي ردود فعل دولية سلبية قد تثيرها مثل هذه الخطوة. وقد افيد عون، وفق ما تردد، بواقع عدم تقديم المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية هدية اليه، اي المفقودين خصوصا وليس المحكومين، في زيارته لسوريا الامر الذي جعله يخفف من التحليلات والتكهنات التي انصبت على هذا الامر في المدة الاخيرة في اطار تبرير الزيارة واعطائها ابعادا داعمة في الاوساط المسيحية. وقد اشار عون الى ان هذا الملف في عهدة رئيس الجمهورية مما خفف من خيبات محتملة حيال نتائج الزيارة وخصوصا لدى المسيحيين.

ومع ان الزيارة تندرج، وفق كل المعطيات، في خانة تعزيز الاوراق الانتخابية والتحالفات المرتقبة للعماد عون في الانتخابات المقبلة، ويكاد يلتقي على ذلك معظم المراقبين المحليين والخارجيين، فان بعض هؤلاء ينظر الى الموضوع من زاوية احتمالات توفير هذه الحركة مزيدا من الاوراق لسوريا في الداخل. وثمة من يسأل باهتمام عما اذا كان ذلك سيشكل وسيلة للضغط على رئيس الجمهورية من خلال فريق مسيحي حليف لسوريا، والى اي مدى، علما ان رئيس الجمهورية تربطه علاقة صداقة شخصية بالرئيس السوري، لكنه في موقع الندية ومسؤول امام الدستور عن المحافظة على كرامة لبنان. لكن لسوريا وسائلها في استخدام الاوراق التي تملك للضغط حين لا يبدو قرار لبنان الرسمي مناسبا لها من اعلى موقع في السلطة ومن دون ان تظهر متدخلة على نحو يثير الحساسية حيالها من خارج على العودة الى التدخل في السياسة اللبنانية الداخلية والتأثير عليها. وتردد ان دمشق كانت في وارد تحديد موعد لزيارة عون في 25 من الشهر الحالي بالتزامن مع الزيارة التي قام بها الرئيس سليمان لطهران قبل معالجة الامر وارجاء موعد الزيارة. كما لاحظ كثيرون مثلا الاتصال بين الاسد وسليمان قبيل توجه الرئيس اللبناني الى المشاركة في مؤتمر حوار الاديان الذي دعت اليه المملكة العربية السعودية وتبنته الامم المتحدة، في حين انطلقت انتقادات من حلفاء لدمشق مبطنة بالتهديدات ولم تهدأ حتى بعد اطمئنانها الى الخطاب الذي القاه الرئيس سليمان في نيويورك، مما اثار اسئلة كبيرة حول الضغوط المعتمدة مباشرة او بالواسطة على رئيس الجمهورية.

وتثار اسئلة في الاطار نفسه عن استخدام دمشق الورقة الجديدة وسيلة ضغط على الكنيسة المارونية ايضا التي لا تلتزم سوى علاقات ديبلوماسية ندية وصداقة محترمة بين الدولتين اللبنانية والسورية، علما ان ذلك قائم راهنا، ومدى الضغط الذي سيحصل، وكذلك بالنسبة الى سائر الوضع الداخلي قبيل الانتخابات في الدرجة الاولى وبعدها ايضا.

اما في الناحية الاخرى من الميزان فان المراقبين انفسهم يتوقعون ان تصب كل هذه الحركة في خانة تعزيز موقع النائب السابق سليمان فرنجيه على المدى القريب، والاهم على المدى البعيد نسبيا، اقله في الحسابات السورية على ما يعتقد.

ولا يخفي هؤلاء اعتقادهم ان التطبيع الخارجي مع العاصمة السورية، وخصوصا الاوروبي، وفر لها اعادة تعزيز اوراقها الداخلية في لبنان كما وفر غطاء لمن يرغب في ان يفتح الابواب امامها لذلك مع الافرقاء اللبنانيين الذين كانوا ينتظرون مثل هذه الخطوات. الا ان المسؤولية الكبرى تبقى مسؤولية اللبنانيين على غير المستوى الرسمي قبل الدول الغربية صاحبة المصالح في المنطقة، فضلا عن الاعتبارات الخاصة في تأمين هذا الغطاء لدمشق من اجل اعادة تثبيت حضورها على اكثر من مستوى في لبنان، علما ان الدول الغربية ليست في موقع لبنان جارا لسوريا الطامحة الى اعادة نفوذها وقرارها فيه. الا ان واقع المعطيات عن المفقودين اللبنانيين لا يلغي الترقب تحسبا لمفاجآت تظل قائمة في كل الاوقات بالتزامن مع ترقب انعكاسات التحول الجذري كليا من طرف مسيحي اساسي خاض حربا ضد سوريا التي ظلت على عداء دائم مع المسيحيين، وذلك على رغم بعض الهدنات خلال الحرب على المسيحيين عموما ونظرتهم الى الامور بعد هذا التحول.

 

المر يزور روسيا قريباً للبحث في المساعدات للجيش وقهوجي يطرح في دمشق ملف العسكريين المفقودين

هيام القصيفي     

اكدت معلومات رسمية لـ"النهار" ان وزير الدفاع الياس المر سيزور روسيا منتصف الشهر المقبل على رأس وفد عسكري رفيع. وتكتسب الزيارة اهمية مزدوجة سياسيا وعسكريا، في اطار توسيع مروحة الاتصالات الرسمية تعزيزا لقدرات الجيش ومتابعة تسليحه وفق الحاجات التي يقدم الجيش دوريا لائحة بها الى الدول الصديقة. واهمية الزيارة انها تأتي في وقت يتقدم دور الجيش امنيا وعسكريا وخصوصا في مجال ملف الارهاب، الذي تنظر اليه الدول الكبرى، على انه احد اهم الاولويات. وتركز اهتمام بعض الدول المعنية بملف الارهاب، على متابعة وضع الجيش اللبناني منذ معركة نهر البارد، وحاليا في ظل ملاحقة افراد شبكة "فتح الاسلام" وتوقيف عدد من افرادها وتطويق البعض الاخر. وترصد الدوائر الغربية الامنية بدقة متابعة الجيش والمخابرات للعمل الامني، على رغم افتقاد جهاز المخابرات لكثير من الحاجات والمعدات الضرورية، وهو امر يصنفه الجيش واحدا من البنود الضرورية لتعزيز قدرات المؤسسة على متابعة ملف الارهاب.

وملف الارهاب سيكون بندا رئيسيا في محادثات قائد الجيش العماد جان قهوجي في سوريا التي يزورها على رأس وفد رفيع من اركان المؤسسة العسكرية. وكشفت معلومات لـ"النهار" ان قهوجي سيبحث في سوريا اضافة الى ملف الحدود والارهاب، ملف المفقودين العسكريين، الذي يتوقع ان يستأثر باهتمام خاص.

 ويعتبر الجيش البحث في ملف الارهاب في سوريا موضوعا حيويا، انطلاقا من قول قهوجي خلال تفقده الوحدات العسكرية في البقاع الاربعاء الفائت ان " البقاع لن يكون خاصرة رخوة للاعتداء على اشقائه العرب".

ويعرف الجيش ان ثمة انتقادات مبطنة ومباشرة تناولت هذا الكلام، الذي يصر على اعتباره ضروريا في مرحلة تعيش فيها الدول العربية كلها هاجس الارهاب.

فصحيح ان لبنان يشترك بحدوده البرية مع سوريا وحدها، وثمة من يعتقد في لبنان ان دمشق تتحمل المسؤولية عن تسرب العناصر الارهابية من العراق وغيرها من الدول عبر اراضيها الى لبنان. الا ان ثمة وجهة نظر يعبر عنها سياسيون من المعارضة تعتبر ان سوريا تتضرر من العناصر الاصولية التي تشكل مجموعات ارهابية، بدأت اعمالها تطاول دمشق. ولبنان وفق هذا المنظار، يجب ان يفيد من ملاحقة دمشق لهذه المجموعات، وهذا امر تفيد منه الدول العربية كافة وفي مقدمها الاردن والسعودية والعراق ومصر. لكون هذه الدول خبرت هذا الهاجس، وتعيش على وقع ملاحقة الارهابيين والاصوليين، واي تدابير يتخذها لبنان لملاحقة هذه الشبكات سيكون له انعكاسه على ملف الارهاب كله في لبنان والمحيط.

من هذه النقطة كان التنسيق الامني بين لبنان وسوريا بندا رئيسيا في جدول الاعمال العسكري اللبناني والسوري، في ضوء متابعة الجيش لعناصر "فتح الاسلام"، خصوصا ان الزيارة تأتي في وقت يضاعف الجيش احكام الطوق الامني على مخيم عين الحلوة من اجل تسليم المطلوب الفلسطيني عبد الرحمن عوض، الذي يصر الجيش في موضوعه على تأكيد ثابتتين، الأولى انه لا يزال داخل مخيم عين الحلوة ولم يغادرها مطلقا، على رغم كل المحاولات التي ترمي الى توسيع دائرة الاخبار والشائعات حول مصيره. والثانية ان الجيش مصر على تسلم المطلوب الفلسطيني وغيره من المطلوبين، مهما تكن التبريرات التي تعطيها قوى سياسية فلسطينية ولبنانية تتابع الموضوع.

ولا يقتصر ضغط الجيش على المخيم امنيا، انما سيكون الضغط سياسيا وتصاعديا، من اجل عقد اجتماع موسع داخل المخيم، لمواكبة الضغط الخارجي من الجيش لتسليم عوض الى السلطات اللبنانية وحدها.

وهذا الملف سيكون احد العناصر الاساسية التي تبحث في دمشق، وعمليات ضبط المراقبة الحدودية لمنع تسلل العناصر المسلحة من لبنان واليه، اضافة الى التنسيق الامني في ما يتعلق بالشبكات الارهابية، خصوصا ان الجيش يفيد تصاعديا من المعلومات التي تقدم اليه لاحكام الطوق على المسلحين، وهو يعتقد ان ملاحقته اثبتت جدواها حتى اليوم، بدليل ان المجموعات المسلحة باتت مخنوقة في عنق الزجاجة وقد شلت قدرتها على القيام باي عمل مخل بالامن.

لكن موضوع التنسيق الامني سيبقى في المقابل موضع متابعة حثيثة من القوى السياسية، خصوصا من الاكثرية بعد الضجة التي اثيرت اثر زيارة وزير الداخلية زياد بارود لدمشق، والقرار الذي اصدره مجلس الوزراء بتشكيل لجنة متابعة لوضع تصور حول البروتوكول الامني بين البلدين، في ما يتعلق بالاجهزة التابعة لوزارة الداخلية. وقد افادت معلومات رسمية ان هذه اللجنة لم تجتمع، ولم تباشر بعد الاجراءات التنفيذية لتنفيذ قرار مجلس الوزراء، وان عملها لوضع تصور قد يمتد الى حين، مما يعني ان مهلة الاشهر الثلاثة التي حددها لها مجلس الوزراء، ستنتهي مع انتهاء وضع التصور. وهذا يجعل التنسيق الامني مجمدا على هذا المستوى في الاشهر المقبلة.

 

دعا إلى «تفويض واضح وكلّي» من مجلس الأمن للقوة البحرية التي ستواجه القراصنة الصوماليين ...

 وأشار إلى «أبعاد قانونية» لاجتماع محتمل مع البشير ...

الأمين العام للأمم المتحدة لـ«الحياة»: واثق من قدرة أوباما على المبادرة ومشاركة السعودية في قمة العشرين تعكس الواقع الاقتصادي والسياسي العالمي

الدوحة - راغدة درغام     الحياة     - 29/11/08//

تناول الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في حديث مطول مع «الحياة» على متن طائرة خاصة أقلته من لندن إلى الدوحة للمشاركة في المؤتمر العالمي لتمويل التنمية، الأزمة الاقتصادية الدولية وانعكاساتها على التنمية، وابدى ثقته بقدرة الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما على المبادرة الى ايجاد حلول لها. وتطرق ايضا الى التطورات الخاصة بلبنان وفلسطين، وعبّر عن خيبة أمله من استمرار الانقسام الفلسطيني وعدم موافقة حركة «حماس» على حضور اجتماع المصالحة الوطنية في القاهرة.

وعن احتمال اجتماعه بالرئيس السوداني عمر البشير، في العاصمة القطرية، قال إنه لم يتلق طلباً رسمياً من السودان لعقد مثل هذا الاجتماع. وأضاف: «ان لهذا الأمر ابعاداً قانونية وسياسية تترتب عليّ كأمين عام للأمم المتحدة، لكن سنرى».

ودعا الامين العام إلى «تفويض واضح تماماً وكلّي» من جانب مجلس الأمن للقوة البحرية الحربية التي تتعاطى مع مشكلة القرصنة قبالة الساحل الصومالي.

وفي ما يأتي نص الحديث:

> ما هي توقعاتك من الدول العربية في الخليج وانت تسعى الى بناء جسر، كما تقول، بين الدول العشرين (التي اجتمعت في واشنطن) وبين بقية دول العالم؟

- يمكن لهذه الدول ان تلعب دوراً فائق الأهمية في هذه الفترة من الأزمة المالية العالمية. فلديها أولاً القدارات المالية نتيجة امتلاكها النفط والموارد الطبيعية الأخرى، وبالتالي هي دول ثرية قادرة على مساعدة الدول الفقيرة، وأنا أقدر وأثمّن المساعدات والمساهمات السخية جداً لأجندة التنمية والتي لها أهداف أمنية ايضاً، وآمل في ان تستمر هذه المساهمات من دون ان تتأثر بالأزمة.

> هل ستضغط لدفع الدول المنتجة للنفط نحو اعتماد اسعار مستقرة؟

- يبدو ان اسعار النفط تتوجه نحو الاستقرار. وآمل في ان تستقر، لأنه في حال تمكنت الأسرة الدولية من توقع امدادات نفط باسعار مستقرة، فسيساعد ذلك كثيراً في صوغ السياسات الاقتصادية العالمية.

> يوجد نوع من التحول في موازين القوى وادوار اللاعبين الكبار على الساحة العالمية بسبب الأزمة الاقتصادية، المملكة العربية السعودية، مثلاً، جلست إلى طاولة قمة العشرين، ومعها دول أخرى غير مجموعة الثماني للدول الصناعية الكبرى، ما هي توقعاتك في إطار هذه التحولات؟

- في السنوات المقبلة ستكون القوى الانتاجية الكبرى هي الدول النامية المتطورة، مثل الدول العربية الغنية كالمملكة العربية السعودية والإمارات وقطر وغيرها، وهذا جيد ومشجع جداً، وأنا شعرت بالتشجيع لوجود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قمة العشرين، فوجوده هناك يعكس الواقع الاقتصادي والسياسي العالمي.

> تذكر تكراراً الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما، وهو قد شكّل الآن فريقه الاقتصادي، هل يعكس ذلك ثقتك بقدرته على معالجة الأزمة الاقتصادية العالمية؟ وهل في ذهنك سنة أو سنتين، كفترة زمنية لتمكنه من احتواء الأزمة؟

- انني متفائل بأنه تحت قيادة الرئيس المنتخب اوباما وبمبادرته، سيتم التطرق الى هذه الأزمة وسيستتب الاستقرار قريباً. فالناس في تشوق الى قيادة جديدة والى مبادرة جديدة. ولقد شاهدنا كيف تجمعت القوى وكيف ارتفعت وتيرة التوقعات من القيادة الأميركية الجديدة، ليس فقط داخل الولايات المتحدة وانما في العالم أجمع.

> أنت تثق به وبقدراته إذن؟

- هذا صحيح. فكثير من الدول، وبينها الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية، اتخذ كل الإجراءات الحاسمة التي من شأنها توفير الحوافز للاسواق. لكن الأسواق لم تتجاوب بصورة معقولة لأنها لم تتمكن من الارتياح الى صناع القرار والثقة بهم. الآن، ومع قدوم ادارة جديدة في الولايات المتحدة، ومع بذل الجهود المنسقة والمعززة من الدول المتطورة، آمل في ان يستقر الوضع.

> يرى بعض الخبراء ان هبوط اسعار النفط سيؤثر في سياسات دول منتجة له، مثل ايران، بما قد يخفف من طموحاتها الاقليمية والنووية. هل تشاطر هذا الرأي؟

- لن أعلق على سياسات محددة لأي دولة نتيجة اسعار النفط. انما آمل في ان تستقر اسعار النفط بصورة تتطابق مع التوقعات ويكون انتاجه متواصلاً لأن من شأن ذلك ان يساعد جميع الدول. أما في ما يتعلق بسياسات دولة ما في شأن مسألة ما، فالأمر لا يعتمد بالضرورة فقط على سعر النفط. وما اريد ان أطلبه من دول مثل ايران هو ان تتجاوب مع قلق العالم من برنامجها النووي الذي لم يتم التحقق منه علمياً وتقنياً من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية. يجب على ايران الامتثال الكامل لقرارات مجلس الأمن وبسرعة.

> لننتقل الى موضوع لبنان. في تقريرك حول تنفيذ القرار 1757 قلت انك ستقترح بدء المحكمة الخاصة أعمالها في الاول من آذار (مارس) لمحاكمة الضالعين في اغتيال رئيس حكومة لبنان السابق رفيق الحريري ورفاقه، ما أهمية ذلك؟ هل هذا مهم لك شخصياً؟ هل هو نقطة تحول في مسيرة المحكمة؟

- ان لهذا معنى بالغ الأهمية وأثراً فائق الأهمية ليس فقط من النواحي القضائية وانما ايضاً لجهة المعنى السياسي، إذ له معنى سياسي جدي ومميز. فأولاً، لن يكون هناك ابداً اي تراجع في اصرارنا على انهاء حال الافلات من العقاب. يجب علينا انهاء هذه الحال لأنه لا بد من المجيء بأولئك الذين ارتكبوا الجرائم أمام العدالة اينما كان وفي أي زمان كان.

> واياً كان؟

- نعم وأياً كان. فهذه رسالة بالغة الأهمية سيكون لها أثر في منع تكرار ارتكاب مثل هذه الأعمال مستقبلاً.

> وكيف ستوفقون بين الافلات من العقاب وبين الحصانة التي يتمتع بها الرؤساء وكبار المسؤولين السياسيين؟

- في البدء دعونا ننتظر لنرى كيف سيسير الادعاء العام والمحكمة الخاصة الى الأمام في هذه القضية. بعد ذلك يمكن لنا بحث الموضوع في الوقت المناسب.

> هل تنظر الى اطلاق المحكمة الخاصة في لبنان ودورها في انهاء الافلات من العقاب بأنه تاريخي؟

- نعم ان هذا لتطور تاريخي، فلقد حققت الأسرة الدولية انجازات في النواحي القضائية وانهاء حال الافلات من العقاب، في مختلف بقاع العالم. في يوغوسلافيا ورواندا وسيراليون وكمبوديا وغواتيمالا وغيرها... وإذا أخذنا في الحساب كل تعقيدات الوضع في لبنان والشرق الأوسط، نرى ان لهذا التطور معنى سياسياً فائق الأهمية.

> ماذا عن القرارات الظنية؟ هل يجب أن نتوقع صدورها عن المحكمة الخاصة بلبنان؟

- رئيس اللجنة والتحقيق والمدعي العام المعيّن دانيال بلمار، يعمل بشكل شاق ومستمر، وأنا على اتصال معه وابحث هذه المسألة دائما، إنما لننتظر ونرى ما هو توقيت اصدار القرارات الظنية في المحكمة الخاصة. أنا اقترحت تمديد ولايته لشهرين كي يستمر في عمله.

> كمحقق؟

- نعم.

> وهل هو جاهز للتوجه كمدعٍ عام إلى المحكمة بعد شهرين بملفات الادعاء العام وجهوزية المحاكمة؟

- هذا مفهومي وهذا ما اعتزمه وهو أن يتولى مهماته كمدعي عام في المحكمة الخاصة.

> من المعقول اذاً الافتراض أنه بعد شهرين سيكون دانيال بلمار جاهزاً للادعاء العام أمام المحكمة؟

- آمل ذلك، آمل ذلك. فهو يبذل قصارى جهده.

> لو لم تكن لديكم قضايا مقرونة بأدلة لما توجهتم إلى المحكمة وبذلتم كل هذا الجهد لإنشائها، أليس كذلك؟

- يجب أن نعود وننظر في الحالات الأخرى للمحاكم الأولى، كتلك التي في يوغوسلافيا ورواندا. فالعملية ليست سهلة، بل هي عملية صعبة جداً وحساسة وخطيرة أيضاً، فيجب علينا أن نقدر التحديات أمام هذه العملية.

> في تقريرك حول القرار 1701 قلت إن استمرار السلاح الفلسطيني والفصائل المسلحة خارج المخيمات وداخلها يهدد استقرار لبنان. كثير من هذه الفصائل يتخذ من دمشق مقراً له. هل بحثت هذا الأمر مع القيادة السورية لتحصل على تعهدات بعدم دعم هذه الفصائل التي تقوّض السيادة اللبنانية؟

- لقد بحثت هذه المسألة مع الرئيس السوري (بشار الأسد) ووزير الخارجية (وليد المعلم) وقادة آخرين في المنطقة، مفهومي هو انه ليس هناك رضى كامل على طريقة تنفيذ القرار 1701. إنني أبذل جهدي، ولذلك سأستمر في بحث هذا الأمر مع رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة (الذي يلتقيه غداً الأحد في الدوحة) إلى جانب مسائل أخرى. ولقد بحثت الأمر أخيراً مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان.

> هل طلبت من سورية أن تقوم بشيء ما في هذا الصدد مع الفصائل الفلسطينية الخاضعة لنفوذها؟

- لقد فعلت ذلك، وسأستمر في القيام به.

> في تقريرك أيضاً أشرت إلى الدول التي لها تأثير على «حزب الله» في لبنان، بالذات إيران وسورية، عندما تحدثت عن الكف عن مده بالسلاح. هل بحثت مسألة احترام حظر السلاح والكف عن الانتهاكات مع إيران أو سورية؟

- إن مسألة نقل السلاح غير الشرعي موضع مشاورات مستمرة كأولوية في نطاق تنفيذ القرار 1701. لم أبحث هذا الموضوع اخيراً مع السلطات الإيرانية، لكنني فعلت ذلك في الماضي وسأستمر بذلك مستقبلاً.

> ما هو الوضع الحالي بين الأمم المتحدة وإسرائيل حول موضوع الانسحاب من الغجر؟

- في الأيام القليلة الماضية بحثت الأمر مرتين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني ومع رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة. كنت في محادثات مستمرة في الأيام الماضية حول هذه المسألة.

> والنتيجة؟

- لست راضياً على التقدم المحرز حتى الآن. إن الحكومة اللبنانية أبدت تجاوباً ايجابياً جداً مع اقتراحات القوات الدولية المعززة في جنوب لبنان (يونيفيل)، لكنّ الإسرائيليين لم يبدوا تجاوباً مرضياً تماماً. اقترحوا الاستمرار في الحوار، وبالطبع، نفهم خيبة أمل الحكومة اللبنانية، إنما لا اعتقد أن الباب مقفل تماماً. إن الباب ما زال مفتوحاً، وعلينا الاستمرار في الحوار في صدد هذه المسألة.

> الإسرائيليون إذن لا يريدون الخروج من الغجر؟

- لم يقدموا لنا جواباً حاسماً حول ذلك، لكنهم قالوا إنهم على استعداد لإجراء حوار مع الطرف اللبناني في هذا الشأن.

> ماذا عن شبعا؟ في تقريرك الأخير حول 1701 لم تبرز اقتراحات السنيورة حول شبعا كالعادة، واكتفيت تقريباً بالقول إن السوريين يعتبرون شبعا لبنانية. هل تلقيت أي وثائق في شأن شبعا من سورية، علماً بأنك تطلبها منذ فترة طويلة؟

- ما زلت في انتظار الردود على ما طلبته من الطرفين المعنيين، إسرائيل وسورية. وسأستمر في جهودي الديبلوماسية، لكنني حقاً محبط نتيجة الوتيرة البطيئة للتقدم في المشاورات حول هذا الموضوع، انما مواقف الأطراف المعنيين ما زالت متباعدة ومختلفة.

> لكن هل تلقيت أياً من الوثائق التي طلبتها من أي من الطرفين - السوري أو الإسرائيلي - في شأن شبعا. لقد طلبت ذلك منذ فترة طويلة، لكنّ كليهما يتجاهلك؟

- لا، لم أتلق أي وثائق.

> صدرت تقارير أفادت انك كنت مستاء جداً من الإسرائيليين نتيجة اجراءاتهم في غزة، وانك عبرت عن غضبك في مكالمة هاتفية مع ليفني، هل كنت حقاً غاضباً؟ وهل ستعبر علناً عن غضبك بهدف وقف التجاوزات الإسرائيلية لحقوق الإنسان والانتهاكات الاخرى نحو المدنيين الفلسطينيين في غزة؟

- مَن قال إنني كنت غاضباً؟

> ألم تكن غاضباً وألم تكن محادثتك الهاتفية مع ليفني غاضبة؟

- لن أعلق على محادثاتي الديبلوماسية التي يجب أن تبقى سرية.

> تعهدت في لقاء علني الأسبوع الماضي أنك ستحض الإدارة الأميركية المقبلة على إيلاء الموضوع الفلسطيني - الإسرائيلي أولوية، وستتحدث مع الرئيس المنتخب باراك اوباما عن هذه الأولوية الضرورية...

- وهذا حقاً ما أقوم به الآن. فمن أين أتت هذه الاسئلة؟ أتت لأنني أعمل بكل جهد وبكل اندفاع وبكل التزام. أما إذا كنت غاضباً أو لا، فلن أعلق على ذلك.

> اتعتقد انك ستقوم بجهد نوعي مختلف الآن مع قدوم الإدارة الجديدة؟

- لقد تحدثت مع الفريق الانتقالي وتحدثت مباشرة مع الرئيس المنتخب أوباما وقلت إن على الإدارة الأميركية الجديدة أن تتولى دفع عملية السلم للشرق الأوسط إلى أمام كأولوية.

> وماذا كان رد الفعل على ذلك؟

- تلقيت ردوداً ايجابية. كذلك وعلى رغم أن هذا ليس معروفاً بصورة علنية، لقد تلقيت تطمينات وتأكيدات من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومن ليفني اثناء لقائنا في إطار اجتماعات «اللجنة الرباعية»، وأكدا لي أن المفاوضات التي تمت وتجري بينهما جوهرية ومشجعة. لم يتمكنا، بالطبع، من التوصل إلى اتفاق كامل، لكنهما اتفقا على حل شامل عندما يتفقان على كل شيء.

> عبّرت أخيراً عن استيائك من استمرار الانقسام في الصفوف الفلسطينية ودعوت الفصائل الفلسطينية الى التوقف عن الانقسامات، أتخشى على مسيرة السلام إذا استمرت الانقسامات الفلسطينية بما يقوِّض صلاحية شرعية السلطة الفلسطينية في المفاوضات؟

- هذه الانقسامات ليست مفيدة ولا تساعد عملية السلام. ولقد شعرت حقاً بخيبة أمل كبرى عندما لم توافق «حماس» على حضور اجتماع المصالحة الفلسطينية الذي دعت إليه مصر في القاهرة هذا الشهر.

> لنتحدث عن القرصنة والتحديات التي تواجهها الأمم المتحدة مع هذه الظاهرة الجديدة، ماذا تبحثون الآن في إطار المبادرات المطروحة لاحتواء أزمة القرصنة ومعالجتها؟

- لقد كانت هذه مبادرتي، وأثرت انتباه مجلس الأمن لهذه المسألة بصورة ملحة وحضضته على ضرورة اتخاذ اجراءات حازمة ببيانات وقرارات قوية. أيضاً تحدثت بلغة قوية في هذا الأمر مع الاتحاد الأوروبي ومع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) من أجل تعبئة قوات دولية. وأنا مرتاح لآلية التنسيق التي توصل إليها الاتحاد الأوروبي بإنشاء مركز للقيادة. ولقد وافق «الناتو» على نشر عدد من السفن الحربية ومعه دول أخرى مثل روسيا وكوريا الشمالية التي ترسل سفنها لحماية الملاحة قبالة السواحل (الصومالية). لربما سنكون في حاجة إلى آلية تنسيق اكبر بين القيادة وقوة المراقبة، ونحن بحاجة إلى تفويض واضح تماماً وكلي لتلك السفن الحربية ولكيفية تعاطيها مع القراصنة. وهذا ما أقوم ببحثه مع مجلس الأمن.

> هل ستجتمع مع الرئيس السوداني عمر البشير هنا في الدوحة؟ وهل تحول عراقيل قانونية دون اجتماعك به (نتيجة توجيه الاتهام اليه من قبل الادعاء في المحكمة الجنائية بسبب قضية دارفور)؟

- لم اتلق أي طلب رسمي من الطرف السوداني لعقد لقاء. إنما، كما تعرفين، إن لهذا الأمر أبعاداً قانونية وسياسية تترتب عليّ كأمين عام للأمم المتحدة، لكن سنرى

 

معوض في ذكرى إستشهاد والده: نواجه ثورة مضادة تعيدنا الى وصاية مقنعة

السبت 29 تشرين الثاني 2008/لبنان الآن

برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان احيت عائلة الرئيس الشهيد رينيه معوض وزغرتا والشمال ولبنان الذكرى السنوية التاسعة عشرة لاستشهاد الرئيس الراحل ورفاقه بقداس احتفالي رسمي وشعبي حاشد اقيم في مؤسسة رينيه معوض في مجدليا - زغرتا . ومثل الوزير جو تقلا رئيس الجمهورية في الاحتفال، والنائب علي بزي رئيس مجلس النواب نبيه بري، والوزير جان أوغاسبيان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة. كما حضر عدد كبير من الشخصيات السياسية والرسمية والروحية والفعاليات النقابية والاقتصادية والحزبية والقضائية والعسكرية والامنية وحشد من قوى "14 آذار".

وترأس الذبيحة الالهية المطران بولس إميل سعادة راعي أبرشية البترون المارونية ممثلا البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير، وعاونه لفيف من المطارنة والاساقفة والكهنة. وتلقت النائب نايلة معوض في ختام القداس كتابا عبر السفارة الفرنسية من رئيس جمهورية فرنسا نيكولا ساركوزي يبلغها فيه منحها وسام جوقة الشرف من رتبة ضابط تقديراً لجهودها ولعلاقاتها الوطيدة مع فرنسا.

ثم ألقى عضو الأمانة العامة لقوى "14 آذار" ميشال معوّض كلمة أكد فيها أن من يحاول عرقلة المحكمة الدولية، دستورياً وسياسياً، ومن يحاول الدفاع عن الضباط الاربعة الموقوفين لا تهمّه السيادة ولا الحقيقة ولا العدل ولا القانون، بل همّه ان يؤول مصير ملف اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الى نفس مصير ملف الرئيس الشهيد رينيه معوض، وهو حكما" شريك في هذه الجريمة." وأضاف: "ما زلنا نعيش مخاض ولادة لبنان الجديد، فالتحديات كبيرة والاخطار جسيمة، ونحن نواجه ثورة مضادة تعيدنا الى وصاية مقنعة تسعى للعودة الى الوراء، الى جمهورية الخوف والعنف والخضوع والتبعية بكسر ارادة اللبنانيين الحرة والقضاء نهائيا على حلم لبنان أولا". وأكد معوض أنّ المشروع المطروح من قوى "8 آذار" لا علاقة له لا بالاصلاح ولا بالتغيير ولا بالمشاركة ولا بحقوق المسيحيين ولا حتى بلبنان، بل هو مشروع تحويل لبنان الى قاعدة صاروخية لمصالح نووية ايرانية والى ورقة مساومة أو جائزة ترضية على طاولة المفاوضات السورية - الاسرائيلية، كما هو مشروع ضرب الدولة وتكريس الدويلات وحماية الارهاب تحت شعار الدفاع عن لبنان. وسأل: "ليشرحوا لنا كيف ان إضعاف الجيش اللبناني ووضع الخطوط الحمر في وجهه تارة، كما في نهر البارد، وقتل ضباطه كما في سجد تارة أخرى، وتحت شعار: " شو راح يعمل هونيك"، كيف يمكن لكل ذلك أن يساهم في الدفاع عن لبنان؟ وكيف أن اقامة المربعات الامنية والمحميات المذهبية حيث ممنوع على الدولة ممارسة الحد الادنى من سلطاتها، يحمي لبنان؟ وكيف أن استعمال السلاح في وجه اللبنانيين في شوارع بيروت وطرابلس والبقاع يحمي بدوره أيضا" لبنان؟

وشدد معوض "على ان الانتخابات النيابية ستجري في موعدها، وان معركة عام 2009 ليست معركة اشخاص بل معركة خيارات، هي معركة كيان ووجودنا الحرّ فيه". وقال: "فلنرفع الغطاء المسيحي عن سلاح "حزب الله"، واستطراداً عن كل السلاح غير الشرعي في لبنان، ولنرفض الحاقنا بنظام ومصالح (الرئيس الإيراني محمود) أحمدي نجاد ونظام (الرئيس السوري) بشار الاسد، فنحن لسنا وقوداً لاحد".(النص الكامل لكلمة معوض)

 

كلمة عضو الامانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار ميشال معوض في ذكرى اغتيال الرئيس معوض في زغرتا

السبت 29 تشرين الثاني 2008

الاصعب من صدمة اغتيال الرئيس رينيه معوض كانت محاولات دفن حتى اسم رينه معوض ومعاني شهادته بالقمع والتهديد والتخوين والمضايقات التي طالتنا كما طالت شبابنا  وشاباتنا بل كل لبناني ناضل من أجل السيادة، من أجل الحرية والاستقلال  ، من أجل الكرامة والعنفوان .

الاصعب من صدمة الاغتيال لعنة طمس الحقيقة ودفن العدالة وتعطيل التحقيق، وكأن رينه معوض لم يكن رئيسا" ولا شهيدا" ولا حتى مواطنا" لبنانيا".

تلك اللعنة لم أكن أفهم أسبابها حتى أدركت أن من اغتال رينه معوض ومن وضع  يده بعد استشهاده  على مفاصل القرار في الدولة والامن والقضاء هو واحد أحد.

ما زلت أتذكر ، وكأن هذا حصل  بالامس ، وقائع اخفاء معالم الجريمة وسرقة السيارات من حرم ثكنة الحلو وعدم الاستماع حتى الى المسؤولين عن أمن الرئيس ، كما عدم السماح لخبراء من شركة المرسيدس بالتحقيق على حسابهم بحجة عدم المس بسيادة الدولة .

ان عبارة " عدم المس بسيادة الدولة " عدت اسمعها بعد خمس عشرة سنة أي بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري من قبل من حاولوا وما زالوا يحاولون تعطيل قيام المحكمة الدولية .

تابع معوض :" أتوجه الى هؤلاء " السياديين"  الذين لا تعنيهم السيادة الاّ شعارا"  لتعطيل العدالة لاقول لهم أن لا المحكمة الدولية ولا احقاق العدالة يشكلان مسّا"  بالسيادة . انما تجهيل الفاعل ، وهم يعرفون تحديدا" من هو الفاعل ، وحماية الجريمة السياسية ، ان لاسباب ايديولوجية أو لمكاسب سياسية صغيرة ، هما اللذان ينتهكان السيادة بل يقضيان على لبنان الكيان والصيغة والنظام .

أنا لا أريد الدخول في سجال قانوني . انني أترك القانون للقانونيين .

لكن من يحاول عرقلة المحكمة الدولية ، دستوريا" وسياسيا" ، ومن يحاول الدفاع عن الضباط الاربعة لا تهمّه السيادة ولا الحقيقة ولا العدل ولا القانون . بل همّه ان يؤول  مصير ملف اغتيال رفيق الحريري الى نفس مصير ملف رينه معوض ."

"نعم . كل من يحاول عرقلة المحكمة الدولية والعدالة ، وكل من يغطي سياسيا" الضباط الاربعة والمتهمين  الآخرين هو حكما" شريك في الجريمة ."

 أضاف معوض :" فخامة  رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ممثلا" ب معالي الوزير الاستاذ جو تقلا

دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري ممثلا" بالاستاذ علي بزي ،

دولة  رئيس مجلس الوزراء الاستاذ فؤاد السنيورة ممثلا"  بمعالي الاستاذ جان أوغاسبيان ،

أصحاب السيادة والسماحة والسعادة ، أهلي وأحبائي في زغرتا – الزاوية ، والشمال ،وكل لبنان .

اخواني ، أخواتي ،

أيها الرفاق ،

في الخامس من تشرين الثاني 1989 وبعد خمس عشرة سنة من الحروب الاهلية كما من حروب الآخرين على أرض لبنان ، بعد أن تحول لبنان الى ساحة حرب ، الى ساحة صراع للمصالح الاقليمية بل الى ساحة مفتوحة للقتل والخطف والارهاب مقطعة الاوصال  ومعزولة عن العالم .بعد أن استبيحت أرض لبنان للاحتلال الاسرائيلي جنوبا" ، وللوجود العسكري السوري في معظم المناطق ، وللاختراق الفلسطيني المسلح داخل المخيمات وخارجها ،

بعد أن اصبحت الحكومة حكومتين ، والدولة دويلة تتقاسم النفوذ مع ميليشيات وقوى أمر واقع  تفرض هيمنتها على الضمائر والعقول  حتى على الشوارع والازقة .

تابع معوض :" في الخامس من تشرين الثاني 1989بعد كل هذه الفوضى المفتعلة على كل صعيد  تمّ انتخاب رينه معوض رئيسا" للجمهورية ليشكل مشروع حل ، مشروع التأسيس للاستقلال الثاني للبنان .

أتى هذا الانتخاب لاسترجاع لبنان وطنا" سيدا" حرا" مستقلا" عربيا" ، وبيروت منارة للحرية والتعددية والحداثة والانفتاح .

رينه معوض حمل مشروع الطائف ، مشروع اعادة بناء الدولة الجامعة ، الباسطة سيادتها بقواها الشرعية الذاتية على كل الاراضي اللبنانية من دون استثناء ،

حمل مشروع انقاذ الصيغة على أساس لا غالب ولا مغلوب وعبر مصالحة وطنية لا تستثني أحدا "،

حمل مشروع الاصرار على خيار النظام الديمقراطي التعددي الحر الذي جعل من لبنان نموذجا" فريدا" في هذه المنطقة من العالم .

كل هذه القيم قصدوا اغتيالها باغتيال الرئيس رينه معوض ويوم الاستقلال بالذات."

أضاف معوض :"أيها السيدات والسادة ،

أيها الرفاق ،

أصبحنا كلنا نعي معاني وأبعاد عملية أغتيال رينه معوض .

اصبحنا كلنا نعلم كيف باغتياله أعادوا لبنان ساحة وحوّلوا الطائف نظام وصاية والصيغة استقواءا"  بل  الغاءا"  ، والديمقراطية نظاما  أمنيا" ، نظاما  قمعيا" للنفي وللاعتقال والاغتيال .

ولكن " اذا الشعب يوما" أراد الحياة ، فلا بد أن يستجيب القدر "

ونحن شعب حر شامخ يتحدى الموت ويعشق الحياة .

فما أرادوه باغتيال رينه معوض في 22 تشرين الثاني 1989 وما أرادوه باغتيال رفيق الحريري في 14 شباط 2005 ارتّد عليهم  واسقطته الارادة اللبنانية الحرة في 14 آذار 2005  .

لكننا أيها السادة ما زلنا نعيش مخاض ولادة لبنان الجديد. التحديات كبيرة والاخطار جسيمة . اننا نواجه ثورة مضادة تعيدنا الى وصاية مقنعة تسعى للعودة الى الوراء ، الى جمهورية الخوف والعنف والخضوع والتبعية بكسر ارادة اللبنانيين الحرة والقضاء نهائيا على حلم لبنان أولا" .

فانتفاضة الاستقلال والمشروع السيادي في لبنان واجه الكثير الكثير . واجهنا الاغتيالات التي لا زالوا يبشروننا بها بالامس القريب .

تعرضنا لحرب اقليمية مدمرة على أرض لبنان فكانت حرب تموز حرب الآخرين على أرضنا وبدماء شعبنا . واجهنا التعطيل للمؤسسات واحتلال بيروت بالخيم والدواليب قبل احتلالها بالسلاح في 7 أيار

 تعرضنا للارهاب ، صنيعة المخابرات السورية والمستورد لزعزعة لبنان .

واجهنا انقلاب البعض على خياراتهم التاريخية ليتحولوا مجرد واجهة مسيحية  لمشروع المصالح الايرانية – السورية على حساب لبنان ، كيانا وهوية ونظاما" . وكأن هذا البعض لم يتعلم شيئا" من أخطاء ومعاناة الماضي ."

تابع معوض :"وهنا اسمحوا لي أن أسأل : هل  أن كل ما حصل  هو بهدف الاصلاح والتغيير؟ هل اغتيل بيار الجميل وجبران التويني مثلا من منطلق الحرص على مكافحة الفساد ؟

اسمحوا لي أن أسأل أيضا" : هل أن كل ما يحصل هو بهدف استرجاع حقوق المسيحيين ؟ فهل تصدير شاكر العبسي مثلا من السجون السورية يهدف الى استرجاع حقوق المسيحيين ؟ وهل يريدنا أحد أن نصدق أن ايران ولاية الفقيه  أو سوريا نظام بشار الاسد لا تغفو لهما جفن خوفا" على وضع المسيحيين في لبنان ؟ " فمن جرّب المجرب كان عقله مخرب ."

والسؤال أيضا" هل أن كل ما يحصل هو من أجل المشاركة ؟ فمن هم الاولى بالمطالبة بالمشاركة ؟ هل الذين يحتلون بيروت بالسلاح ويمتلكون الصواريخ ويصادرون قرار السلم والحرب أم الذين لا سلاح لديهم سوى سلاح الديمقراطية والارادة اللبنانية الحرة وخيار الشرعية ؟

لا يستخفن أحد بعقول الناس .

فالمشروع المطروح من قوى 8 آذار لا علاقة له لا بالاصلاح ولا بالتغيير ولا بالمشاركة ولا بحقوق المسيحيين ولا حتى بلبنان .

المشروع المطروح علينا هو مشروع تحويل لبنان الى قاعدة صاروخية لمصالح نووية ايرانية والى ورقة مساومة أو جائزة ترضية على طاولة المفاوضات السورية الاسرائيلية.

المشروع المطروح هو مشروع ضرب الدولة وتكريس الدويلات وحماية الارهاب تحت شعار الدفاع عن لبنان ."

 وتساءل معوض :" فليفسّروا لنا كيف أن حماية الجريمة السياسية التي طالت ولا تزال كبار قادتنا قادرة على حماية لبنان ؟

وليفهمونا كيف أن عدم ترسيم الحدود خصوصا" في مزارع شبعا لربط القضية اللبنانية بكل أزمات المنطقة بل تحويل لبنان الى ساحة صراع وحيدة نيابة" عمّن يدّعون  الصمود والممانعة من شأنها كلها أن تحمي لبنان .

وكيف أن التغطية بل التواطؤ في تحويل الحدود الى معابر مستباحة لتصدير السلاح والارهاب يمكن أن يحمي لبنان .

وليشرحوا لنا كيف ان اضعاف الجيش اللبناني ووضع الخطوط الحمر في وجهه تارة ، كما في نهر البارد ، وقتل ضباطه كما في سجد تارة أخرى وتحت شعار " شو راح يعمل هونيك " كيف كل ذلك يساهم في الدفاع عن لبنان ؟ . وكيف أن  اقامة المربعات الامنية والمحميات المذهبية حيث ممنوع على الدولة ممارسة الحد لادنى من سلطاتها كيف يحمي كل ذلك لبنان .

وليقولوا لنا أخيرا" كيف أن استعمال السلاح في وجه اللبنانيين في شوارع بيروت وطرابلس والبقاع يحمي هو أيضا" لبنان.

 فهل أصبح طريق التحرير في نظر البعض يمر  ساحة رياض الصلح الى أزقة بيروت وسواها ، كما الادعاء في الماضي ان طريق القدس تمر في  جونيه .

بالله فليقولوا لنا أين تنتهي المقاومة وأين تبدأ الميليشيا ."

تابع معوض :" أيها السيدات والسادة ،

أيها الرفاق ،

الدفاع عن لبنان ليس فقط الدفاع عن أرضه .الدفاع عن الارض يتطلب اقرار استراتيجية دفاعية قوامها الطائف والقرارات الدولية لا سيما القرار  1701 واتفاق الدوحة وحصرية الدولة في امتلاك السلاح وقرار السلم والحرب ، مع الاستفادة من خبرات وقدرات المقاومة .

 أما ما عرضوه علينا على طاولة الحوار من استراتيجية دفاعية تحت شعار " شعب مقاوم " فهو لن يؤدي الى الدفاع عن لبنان بل الى تحويله غابة  " من الميليشيات " قرارها ايراني وتمويلها  ايراني وتدريبها ايراني وادارتها ايرانية أي أنها استراتيجية اخضاع لبنان كيانا" وهوية ودولة ومجتمعا"  لنظام ولاية الفقيه . انها اتفاقية " قاهرة" جديدة تحول كل لبنان الى فتح لاند ايراني .

 يعني اذا أخذنا  بهذه الاستراتيجية ، تصبح أي مجموعة في لبنان مشّرعا"  لها تحت شعار التصدي لعملية انزال اسرائيلية ، كما يصبح  مشّرعا  لها  التدرب والتسلح والتمول من ايران .

وطبعا" الخيار بقبول أو برفض أي مجموعة سيكون من قبل لجنة يضع حزب الله يده عليها ،مما  يعني أن حلفاء حزب الله في طرابلس ، في زغرتا ، في الكورة ، في البترون ، في كسروان ، في الاشرفية ، كما في زحلة ، في صيدا أو في أي منطقة لبنانية  ، يتحولون الى ميليشيات  مسلحة بحجة مواجهة امكانية  انزال اسرائيلي .

وهنا  اطرح سؤالا"  سبقني اليه  الصديق الشهيد سمير قصير :" عسكر على مين ؟" على اسرائيل أم علينا ."

واضاف معوض :"أيها السيدات والسادة ،

أيها الرفاق ،

الدفاع عن لبنان ليس فقط بالدفاع عن الارض . الدفاع عن لبنان  هو أيضا" الدفاع عن النموذج اللبناني ونظام الحياة في لبنان .

هو دفاع عن الحرية ، عن القيم الديمقراطية ، عن التعددية ، عن التفوق والابداع  ،عن الطبقة الوسطى ،عن النظام الاقتصادي الحر ، عن الاعتدال والانفتاح عن الحداثة في مواكبة العصر .

كل هذه القيم هي التي جعلت من لبنان  هذا النموذج الفريد في الشرق العربي .

ان الخيار أصبح واضحا" أمامنا : اما لبنان النموذج واما السلاح غير الشرعي . بل أكاد أن أقول اما دولة واحدة وسلاح واحد واما لبنانان .

فلا وفاق وطني ولا وحدة وطنية الاّ حول أحادية مرجعية الدولة والتمسك بالصيغة وبالنظام الديمقراطي التعددي الحر . وكل ما عدا ذلك مشاريع صراع عبثي وتقسيم وتفتيت .

من هذا المنطلق ، ان السلاح غير الشرعي بكل تشكيلاته من سلاح حزب الله ، الى سلاح ما يسمى بسرايا  المقاومة الى سلاح القوميين في وجه الاعلام ، الى سلاح التطرف والارهاب ، الى السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وداخلها ، كل هذا السلاح يشكل خطرا" على الهوية والصيغة والنظام والاقتصاد ، خطرا" على الكيان يوازي الخطر الاسرائيلي على الارض .

لقد أصبحنا بحاجة الى حماية لبنان ممن يدّعي حمايته  وحماية لبنان الفعلية تتطلب الشروع فورا" بعودة الجميع الى الشرعية ، الى الدولة الواحدة  الى الصيغة ، الى الطائف ، الى لبنان ."

أضاف معوض :"أيها السيدات والسادة ،

أيها الرفاق ،

مصيرنا صنع قرارنا ، ومستقبلنا رهن خيارنا وارادتنا . نحن قادمون على استحقاق تاريخي سيحدد مصير لبنان .

نحن مصرون على انجاز هذا الاستحقاق ولا يهددنّا

أحد مجددا"  بالاغتيالات والثبور وعظائم الامور .

الانتخابات النيابية ستحصل في موعدها ، سلميا" وديمقراطيا" ولن نسمح لاحد بتعطيل ارادة اللبنانيين الحرّة.

وهنا  اتوجه الى المسيحيين بكلام مباشر وصريح ،

في سنة 1989 ، ان تخوين رينه معوض ورفض تسليمه قصر بعبدا سهّلا اغتيال رينه معوض الشخص والفرصة .

في سنة 1989 تسلل النظام السوري  عبر التعطيل المسيحي ليغتال رينه معوض وينقض على لبنان وعلى المسيحيين وعلى الدور المسيحي في لبنان .

ما الذي حصل بعد الاغتيال ؟

كلنا دفعنا الثمن بدون استثناء .

ان حرب الالغاء التي غذّاها السوري بالامدادات عبر مناطق نفوذه الى أخصامه المفترضين ، دمرت البنية التحتية الاقتصادية والاجتماعية وحتى السياسية المسيحية .

ان الرهان على المحاور الاقليمية وربط مصيرالمسيحيين بنظام صدام حسين وسواه بدلا"  من الانخراط في مشروع الشرعية  وتحييد لبنان عن المحاور الاقليمية أسس لعملية 13 تشرين ومن ثم الى نفي العماد عون والى اعتقال الدكتور سمير جعجع والى اخراج المسيحيين من المعادلة الوطنية وبالتالي وضع  نظام الوصاية يده على لبنان .

ان ما حصل في 1989 دفعنا كلنا  ثمنه غاليا ،كلنا بدون استثناء .

أما اليوم فنحن أمام فرصة تاريخية جديدة قد لا تتكرر.

مستقبل لبنان بين أيديكم ايها المسيحينون  . فلا نخطئّنا الخيار .

 ان معركة سنة 2009 ليست  معركة اشخاص . انها  معركة خيارات ، بل هي معركة كيان  ووجودنا الحرّ  فيه .

فلنرفع الغطاء المسيحي عن سلاح حزب الله واستطرادا" عن كل السلاح غير الشرعي في لبنان ولنرفض الحاقنا بنظام ومصالح أحمدي نجاد ونظام بشار الاسد فنحن لسنا وقودا" لاحد " .

تابع معوض :" حمايتنا في لبنان هي في لبنان الوطن السيد الحر المستقل ، لبنان المحيد عن صراعات المحاور والملتزم بالشرعية العربية والدولية .

حمايتنا هي بالدولة ، الدولة الباسطة سيادتها على كامل الاراضي اللبنانية ، وليست في حلف ظرفي أو بورقة تفاهم تحمي السلاح غير الشرعي في لبنان .

حمايتنا هي بالصيغة وبالطائف . انها بالتحالف مع الاعتدال وبالحفاظ على ديمقراطيتنا وتعدديتنا وحريتنا .

لم يعد  مسموحا" لنا أن  نغامر ،

لم يعد  مسموحا" لنا أن نقحم أنفسنا في رهانات خاطئة .

 لم نعد قادرين على دفع فواتير ولا على دفع الدم .

أن وجودنا الحر على المحك . فاذا نجح لا سمح الله  المحور الايراني – السوري بوضع يده  من جديد على لبنان وعلى مقدرات لبنان ، سنعود  ندفع كلنا الثمن ، تماما" كما حصل في 89 ، وفي الطليعة  من يتباهى اليوم بنظافة شوارع طهران وبافتتاح الكنائس في سوريا .

وأريد أن  اتوجه الى أهلي واحبائي في زغرتا – الزاوية لاقول لهم  :

زغرتا-الزاوية عانت كثيرا" على مدى السنين بل العقود الماضية.

عانت من العنف العائلي الذي  كلنا نتحمل مسؤوليته وان بدرجات متفاوتة .

عانت من الحرب ومجازرها .

عانت من الاغتيالات .

عانت من كل ذلك  ، وبقيت شامخة مرفوعة الرأس.

بقيت زغرتا العاصمة المارونية في الشمال والرقم الصعب في المعادلة الوطنية .

ولكن بعد كل تلك  المحن ، وبعد الخروج السوري من لبنان وخصوصا" من الشمال ،

وبعد ان طال التغيير كل لبنان ،

حان الوقت للتجدد وللتغيير في زغرتا – الزاوية ، لان المجتمع الذي لا يتجدد مجتمع معرض للاهتراء وللزوال .

نحن لن  نقبل الا بخيار التجدد والحياة .

لكن التغيير والتجدد لا يعنيان الانقلاب على الاسس والمسلمات التي  صنعت مجد زغرتا – الزاوية .

زغرتا البطريرك الدويهي ستبقى  القلعة  الوفية للكنيسة المارونية ، هذه الكنيسة التي  رمزت عبر التاريخ الى الكيان اللبناني والى الوجود المسيحي الحر في هذا الشرق .

وهل من حاجة للتذكير في هذه المناسبة  انه لولا مواقف بكركي وعلى رأسها البطريرك مارنصرالله بطرس صفير  ، لما كانت هناك امكانية للخروج السوري من لبنان ولكسر نظام الوصاية ولاستعادة الاستقلال .

زغرتا يوسف بك كرم ستبقى  تردد بكل فخر واعتزاز " لبيك يا لبنان " وليس  لبيك يا سوريا أو لبيك يا ايران .

زغرتا حميد فرنجية ستظل  حصنا" للاستقلال .

زغرتا جواد بولس ستبقى رأس حربة في الدفاع عن النموذج اللبناني والثوابت الكيانية .

زغرتا الرئيس سليمان فرنجية ستظل  تقول " وطني دائما" على حق " وليس  سلاح حزب الله دائما على حق.

زغرتا الاب سمعان الدويهي ستظل  الدرع  المنيع للكنيسة وللشرعية وللجيش .

زغرتا الرئيس رينه معوض ستظل  وفية لشهدائها وستبقى مؤتمنة على لبنان ، على لبنان أولا" .

 ختم معوض :" نعم ايها السادة،

التغيير والتجدد هما  تأكيد للاسس والمسلمات التي  صنعت مجد زغرتا-الزاوية .

ان زغرتا التي نريدها هي زغرتا المتصالحة مع لبنان. مستقبل زغرتا هو في لبنان وليس  في قم ولا في القرداحة .

زغرتا التي نريدها ، هي زغرتا المتصالحة مع محيطها الشمالي ، مع بشري والكورة والبترون ، التي يجب التفاعل معه بالحق والكرامة وليس  بالعنف والتقاتل.

مع طرابلس والضنية والمنية وعكار ومع الاعتدال فيها وليس  مع التطرف ، مع الخيار اللبناني وليس  مع "شكرا"  سوريا .

زغرتا التي نريدها  هي زغرتا المتصالحة  مع محيطها المباشر ، أي مع  الزاوية  ولم يعد مقبولا في سنة 2008 أن تبقى  الزاوية  زاوية  بل يجب أن تشكل حجر أساس وشريكا"  حرا" بالخيارات السياسية السيادية .

زغرتا المتصالحة مع نفسها ، المحررة من قيود الماضي ،  النابذة للعنف السياسي . لم نعد نريد أن نرى  نساءنا يلبسن دائما" الاسود ،زغرتا التي استعادت الحرية

فليكن واضحا للجميع : الحرية السياسية في زغرتا – الزاوية خط أحمر ولن نسمح لاحد ألتطاول عليها  مهما كانت الاسباب .

زغرتا التي يجب عليها  تجديد بنيتها الاجتماعية وتخطي العصبيات التقليدية والعائلية السياسية .

وأخيرا" أريد أن اتوجه أخيرا" الى جمهور 14 آذار ، الى جمهور السيادة والاستقلال ، الى جمهور لبنان الحلم والكيان ، لاردد معهم  : " وحياة يللي ماتوا ، ما راح نخليهم يرجعوا " ، بل أيضا  "كرمال هللي بدهن يعيشوا اسيادا" وأحرارا" على أرضهن ، ما راح نخليهم لا يرجعوا ولا يتحكموا بالبلد ".

أقول لهم سنستكمل معركتنا موحدين، سنستكمل معركتنا سلميا" وديمقراطيا" ليحيا لبنان.

 

معادلة جديدة في الأفق: محكمة = لا أمن لا انتخابات

بهاء أبو كروم 

 يكثر الحديث عن احتمال عدم حصول الانتخابات في وقتها. طبعاً الفريق الحليف لسوريا وإيران هو الذي يتحدث عن ذلك وتـُظهر كل الانتخابات النقابية والطلابية تقدم كبير لصالح قوى 14 آذار وهذا يؤشر إلى تغيير في الساحة المسيحية التي ستكون المرجحة في جميع الأحوال.

وهناك من بدأ يقول باحتمال حصول اغتيالات كبيرة تغير الواقع السياسي القائم في البلد. طبعاً يصدر هذا الكلام عن المتحالفين مع الأيدي التي تقتل وتغتال عادة. فالتهديد بهذا المعنى واضح. وتشهد بعض المناطق الحساسة توترات ومشاكل شبه يومية بهدف ترجمة هذه التحذيرات وإفهام الناس بأن ورقة الاستقرار في البلد لا زالت قابلة للتعديل فيما إذا لم تكن الأمور كما تشتهي قوى "المعارضة" الممثلة بالحكومة بعد اتفاق الدوحة أو كما يشتهي الحلفاء الإقليميين لهذه القوى.

ربما بدأت تنفذ مهلة الضمانات المعطية بعدم تكرار الاغتيالات بعدما تم الاتفاق في الدوحة وقبض النظام السوري ثمناً لذلك عبر الانفتاح عليه وفك عزلته لكن ربما تكون الرسالة التي يود توجيهها بعدما تبين عجز 8 آذار من تحصيل الأكثرية في الانتخابات المقبلة هي على الشكل الآتي: "أوقفوا المحكمة وإلا لا استقرار في لبنان ولا انتخابات ولا مصالحات ولا استكمال لمسار الدوحة وفوق كل ذلك لا تنسوا إمكانية العودة إلى الآلة التي تلغي هذا أو ذاك من المعادلة السياسية".

لكن مع كل ذلك لا مجال لهروب المجرم من العدالة خاصة وأن قوى 14 آذار وكل المتضررين من السياسة السورية التي أوصلت الأمور إلى هذا الحد يحرصون على التوصل إلى الحقيقة في الجرائم والاغتيالات التي حصلت وأمين عام الأمم المتحدة يصر على ذلك تنفيذاً للقرارات الدولية ولا إمكانية للتأخر عن تشكيل المحكمة الدولية.

ربما على النظام السوري أن يدرك أنه لم يقدم شيئاً حقيقياً للبنان يوازي في أهميته مكافأة بحجم إلغاء المحكمة.! وهذا ما لن يحصل عليه أبداً لأن العدالة يجب أن تسود لمحاسبة القتلة ولمنعهم من تكرار ذلك أو استئناف ذلك. هي تحاسب وتحمي في ذات الوقت وهي مفصولة عن المسار السياسي في الشرق الأوسط فإذا ما قدم النظام السوري أوراقاً أو تسهيلات هنا وهناك فهو يقبض في المقابل أثماناً سياسية أو اقتصادية لكن ذلك لا يعني أن المحكمة ستُزاح عن كاهله لأن الأمور مفصولة عن بعضها البعض. هذه التأكيدات أتت من روسيا وفرنسا والولايات المتحدة والأمم المتحدة وكل المعنيين بمتابعة الأوضاع في المنطقة.

إذاً المحكمة قادمة لا محال، والانتخابات أيضاً ستحصل في موعدها مهما فعل هؤلاء الذين يريدون حجب الحقيقة عن اللبنانيين وانكشاف زيف مقولاتهم. فهم كانوا يقولون عن الأكثرية أنها وهمية وكانوا يطالبون بانتخابات نيابية مبكرة لتصحيح الخلل وإعادة تشكيل السلطة واليوم صاروا يتحدثون عن احتمال عدم إجراء الانتخابات في موعدها أو حصول أحداث كبيرة قبل ذلك.

صحيح إن الأحداث الكبيرة هي بيد من يستحوذ على قرار الحرب والسلم في البلد أو بيد من يملك آلة القتل والاغتيال والتفجير أو من يرعى الإرهاب ويصدّر الإرهابيين. لكن مهما حاولوا إخافتنا وتهديدنا فلا بد من العودة إلى الدولة والمؤسسات وإجراء الانتخابات لكي تظهر الأحجام على حقيقتها.

نتمسك بالاستقرار واستكمال مسيرة التهدئة السياسية. يتحمل الجيش مسؤولية الحفاظ على الحدود والأمن. تتحمل القوى الأمنية مسؤولياتها. يتحمل رئيس الجمهورية مسؤوليته. تواصل الحكومة دورها في ملاحقة تطبيق القرارات الدولية. نواصل عملنا مع الدول العربية والأوروبية الصديقة. نؤكد على المحكمة الدولية. نؤكد على وحدة 14 آذار. نذهب إلى الانتخابات. ننتصر .... وينتصر لبنان.

لم يحصل في التاريخ أن سعى شعب كبير إلى العدالة إلا ونالها ولو بعد حين ...!