المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 3 تشرين الأول/2008

إنجيل القدّيس متّى .37-33:12

إِجعَلوا الشَّجَرَةَ طَيِّبَةً يأتِ ثَمَرُها طَيِّباً. واجعَلوا الشَّجَرَةَ خَبيثةً يَأتِ ثَمرُها خَبيثاً. فَمِنَ الثَّمَرِ تُعْرَفُ الشَّجَرة. يا أَولادَ الأَفاعي، كيفَ لَكم أَن تقولوا كَلاماً طَيِّباً وأَنتُم خُبَثاء؟ فَمِن فَيضِ القَلْبِ يتكلَّمُ اللِّسان. الإِنْسانُ الطَّيِّبُ مِن كَنزِه الطَّيِّبِ يُخرِجُ الطَّيِّب. والإِنْسانُ الخَبيثُ مِن كَنزِه الخَبيثِ يُخرِجُ الخَبيث. أَقولُ لَكم إِنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ باطِلَةٍ يقولُها النَّاس يُحاسَبونَ عَليها يومَ الدَّينونة. لأَنَّكَ تُزَكَّى بِكَلامِكَ و بِكَلامِكَ يُحكَمُ علَيك».

 

القدّيس يوحنا الذهبي الفم (حوالى 345-407)، أسقف أنطاكيا ثمّ القسطنطينيّة، ملفان الكنيسة

العظة 43/"يا أولادَ الأفاعي، كيفَ لكم أن تقولوا كلامًا طيّبًا وأنتم خبثاء؟"

بما أنّ يسوع لم يكن يدافع عن نفسه بل عن أعمال الروح القدس، وجّه إلى الفرّيسيّين هذا التأنيب الذي كانوا يستحقّونَه: "يا أولادَ الأفاعي، كيف لكم أن تقولوا كلامًا طيّبًا وأنتم خبثاء؟" من خلال مخاطبتهم بهذه الطريقة، كان يَتشكّى من تصرّفهم؛ وفي الوقت نفسه، كان يستخدم ذلك كدليل على ما قالَه للتوّ. كما وكأنّه كان يقول لهم: أنتم الأشجار غير الصالحة لا يمكنكم أن تحملوا ثمارًا طيّبة؛ لذا، لا أتفاجأ إن تكلّمتم هكذا، لأنّ آباءكم كانوا فاسدين، وتربيتكم كانت سيّئة ولديكم روح تميل إلى الشرّ. لاحظوا أنّه لم يقل: "كيف يمكنكم أن تقولوا كلامًا طيّبًا وأنتم أولاد أفاعي؟" لأن تركيبة الجملة الطبيعيّة هي كالتالي: "كيف يمكنكم أن تقولوا كلامًا طيّبًا وأنتم سيّئون كما أنتم؟" لقد دعاهم أولاد الأفاعي لأنّهم كانوا يتفاخرون بأجدادهم. وليضع حدًّا لكبريائهم، فصلَهم عن سلالة إبراهيم وأعلنَ لهم أنّ أجدادهم كانوا يشبهونَهم. أو أنّه من خلال تسميتهم أولاد الأفاعي، أراد أن يقول إنّهم أولاد الشيطان ومحتذون حذوه، هم الذين كانوا يسيئون تفسير أعماله، وهذا هو من اختصاص الشيطان.

 

حضَّر سيناريو مشابهاً للعام 1975 رغم معارضة" 8و14" آذار كل لأسبابه

الأسد قرر العودة العسكرية إلى لبنان... والمدخل "اتفاقية أمنية"

بيروت - خاص:السياسة

تركز الاهتمام السياسي اللبناني في الأيام القليلة الماضية على التلويح السوري المتكرر بإمكان التدخل العسكري في لبنان عبر الشمال والبقاع, وانشغلت القيادات السياسية من مختلف الاتجاهات بجلاء حقيقة المواقف من هذه المسألة بدءاً من الموقف السوري نفسه مروراً بمواقف الفرقاء اللبنانيين وصولاً إلى المواقف الخارجية, العربية والإقليمية والدولية. مصادر سياسية بارزة متقاطعة بين فريقي 8 و14 آذار استبعدت أن يحصل أي تدخل عسكري سوري مباشر, على الأقل في هذه المرحلة, وعرضت لجملة من الوقائع والمعطيات التي تؤكد ذلك. أولاًَ: عدم توفر الغطاء العربي والدولي للنظام السوري والذي كان متوفراً في العام 1976 يوم الاجتياح السوري الشامل للبنان, إذ أنه رغم ما قيل عن غطاء أوروبي عموماً, وفرنسي خصوصا, فإن المصادر الديبلوماسية الغربية في بيروت نفت علمها بهكذا تطور, كما أن الموقف الأميركي, وهو الأهم, يرفض بالمطلق هكذا تدخل ويؤكد ضرورة الالتزام الكامل بالقرار 1559 الذي أخرج الجيش السوري في لبنان. وهذا ما عبر عنه المسؤولون الأميركيون أخيراً.

المصادر لفتت إلى إمكان تبدل الموقف الأميركي نظراً للتجارب السابقة مع السياسة الأميركية البراغماتية في التعاطي مع لبنان والشرق الأوسط, وهذا ما يراهن عليه النظام السوري, كما انه يراهن على أن الموقف الأميركي الحقيقي في العام 2005 كان ضد الانسحاب السوري الشامل, ويؤيد بقاء القوات السورية في البقاع لضمان وجود قوة عسكرية قابلة للاستخدام ضد "حزب الله" والنفوذ الإيراني في لبنان, بما لا يتناقض مع اتفاق الطائف, ولكن الموقف الفرنسي في عهد الرئيس جاك شيراك كان حازما جدا بضرورة الانسحاب الكامل.

وعليه فإن الرئيس بشار الأسد الذي اتخذ قرار الانسحاب السريع والشامل تعرض لانتقادات من داخل فريق حكمه لأنه لم يستفد من تلك الفرصة.

بطبيعة الحال فإن هذه المراهنات غير مضمونة, وفي كل الأحوال فإنه من المبكر جدا الحديث عن تبدل في الموقف الأميركي, أي قبل الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة, وقبل أن تستقر الإدارة الجديدة, وهذا ما يتطلب شهوراً عدة, والنظام السوري يعرف ذلك ويحاول في الانتظار أن يضغط على اللبنانيين في الداخل, وان يستدرج عرض التدخل لمن يهمه الأمر في الخارج.

ثانياً: يبدو الموقف اللبناني, أو بالأحرى المواقف اللبنانية مختلفة عن العام 1976, فالقوى السياسية الأساسية كلها تعارض التدخل العسكري السوري, كل منها لأسبابه الخاصة, فالمعروف أن قوى 14 آذار ترفض بالمطلق هذا التدخل, أما في جانب 8 آذار فإن الطرفين الأساسين "حزب الله" و"حركة أمل" يعارضان أيضاً, الأول لحسابات إيرانية تريد لطهران وحدها الإمساك بقرار ترسانة الحزب, في حين أن حسابات الرئيس نبيه بري هي تقاطع مصالح بين تيارات سياسية داخلية مختلفة, ودول خارجية متعددة, تضمن استمراره على رأس السلطة التشريعية, وتضمن استمرار تياره السياسي في الساحة الشيعية حيث يتعرض على الدوام لمنافسة إلغائية شديدة من "حزب الله".

أما العماد ميشال عون فقد بات خارج دائرة القرار "المعارض" في لبنان, وتحول إلى مجرد ورقة مسيحية يستخدمها "حزب الله" بشكل أساسي, ويبقى من قوى 8 آذار الأحزاب المتفرقة التابعة مباشرة لدمشق (البعث, القومي, وئام وهاب, طلال أرسلان) والتي لا تملك من القوة ما يؤهلها لتغطية أو حتى لطلب تدخل عسكري سوري, وهي في كل الأحوال تدين باستمرارها للنظام السوري نفسه, ولقوة "حزب الله" السياسية والعسكرية, وليس أدل على ذلك سوى تشكيل الحكومة حين أدخلها الحزب عنوة. وبطبيعة الحال فإن الفيصل في الموقف اللبناني هو الموقف الرسمي, لأن النظام السوري في العام 1976, تذرع بطلب المساعدة الذي تقدم به رئيس الجمهورية آنذاك سليمان فرنجية, وهذا ما ليس متوفراً حالياً, مع رئيس للجمهورية مختلف يدين لتوافق اللبنانيين حول شخصه, ولا يدين لأحد آخر بوصوله إلى سدة الرئاسة, كما أن الحكومة الحالية هي حكومة وحدة وطنية لا تملك قوى 8 آذار فيها القوة الترجيحية لتفرض قراراً بحجم طلب التدخل السوري.

ثالثاً: إزاء هذه المعطيات سيكون أي تدخل عسكري سوري في المستقبل غزواً واحتلالاً بكل ما للكلمتين من معنى, يجابه بتصد لبناني داخلي, وبرفض خارجي مؤكد, ولكن من مآسي التاريخ اللبناني الحديث أن الظروف الراهنة والتي تحول دون تسهيل التدخل السوري, مشابهة لظروف العامين 1974 و1975, والتي عاد النظام السوري وجيرها لمصلحته ودخل بغطاء عربي ودولي, فهل يتكرر المشهد نفسه? وكيف?

المعلومات التي نقلها زوار دمشق في الأيام الأخيرة أن المسؤولين السوريين طلبوا من "حلفائهم" الاستعداد لمرحلة جديدة من التعامل السياسي في لبنان, أي بالانتقال من صفة الدفاع التي مارسوها منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري, إلى صفة الهجوم وتكريس المواقع السياسية الداخلية, استعداد لمرحلة سيكون فيها للنفوذ السوري يده الطولى في لبنان. وعلى خط آخر يحضر المسؤولون السوريون "ملفاً ضخماً عما يسمونه "الاختراقات الأصولية والسلفية والإرهابية" لشمال لبنان, والتي تهدد برأيهم الأمن الوطني السوري, ليعرضونه على المسؤولين اللبنانيين ليكون ذريعة لتنسيق أمني واسع النطاق, قد يصل إلى توقيع اتفاقية أمنية بين البلدين, تفرض على الجانب اللبناني شروطاً معينة, مثل إطلاق يد الأجهزة الأمنية السورية داخل الأراضي اللبنانية لملاحقة المعارضين السوريين مثلا, باعتبار أن لبنان ملتزم بأن لا يكون مقراً لأية "مؤامرات" ضد سورية, هذا في مرحلة أولى, ولاحقاً يتدخل النظام السوري على شكل خروقات عسكرية محدودة في مناطق معينة قد تنشب فيها معارك "يعجز" الجيش اللبناني عن إخمادها".

هذا السيناريو مشابه, أو هو تكرار لسيناريو العامين 1974 و1975, حين بدأ التدخل السوري متدحرجا, وإلى حد ما, مبرراً, إزاء عجز السلطات اللبنانية عن ضبط الأوضاع وخصوصا في البقاع والشمال, وعلى رغم رفض الجانب اللبناني آنذاك توقيع الاتفاقية الأمنية التي أراد فرضها الرئيس حافظ الأسد, فإن التدخل السوري فرض نفسه حلاً وحيداً لفوضى السلاح آنذاك, مع الإشارة إلى أنها فوضى ساهم هو بفعالية في إحداثها من خلال جماعاته ومن خلال تشريع الحدود على مصراعيها لتريب السلاح إلى لبنان. وتختم المصادر بأن التدخل العسكري السوري مستبعد الآن, ولكن القرار في دمشق متخذ بالعودة إلى لبنان, والمسؤولون هناك يحضرون الأرضية لذلك, لبنانياً وعربياً ودولياً, هذا ما سمعه زوار العاصمة السورية وقد زاد عددهم بشكل ملحوظ في الأسابيع الأخيرة, وأصبحت زياراتهم علنية.

وبطبيعة الحال فإن مفاتيح النجاح لا يمتلكها النظام السوري كلها لوحده, لذا فإن بإمكان اللبنانيين التحرك والتصدي لذلك كي لا يكررون الخطأ التاريخي الذي قتلهم وأسر بلدهم طوال عقود

 

دمشق أصرت على "التنسيق الأمني" بعد صدامات مع "مجموعات تكفيرية" 

السياسة/تحدثت جهات رسمية لبنانية عن أن دمشق باتت أكثر إلحاحاً في شأن التنسيق الأمني مع لبنان, خصوصاً بعد تزايد عمليات تهريب الأسلحة التي ترافقت مع حصول أكثر من صدام بين "مجموعات تكفيرية" وبين قوات الأمن السورية, وأدت الى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين. ونقل موقع "ليبانون فايلز" عن هذه الجهات التي فضلت عدم كشف اسمها, تأكيدها أن الجيش السوري قام أخيرا بنشر وحدات عسكرية على الحدود الشمالية مع لبنان في مقابل منطقة عكار, بعد حصول صدامات مع مجموعات تصنفها القيادة السورية على انها "تكفيرية" وتسعى الى إثارة البلبلة داخل سورية. واشارت الى أن قيادة الجيش اللبناني كانت تبلغت من دمشق عزمها على نشر وحداتها العسكرية قبل ساعات من حصوله, ورأت ان اتهام مجموعات "تكفيرية" بالوقوف وراء التفجير الذي استهدف أحد أحياء دمشق, يستند الى ما تردد في بيروت عن صدامات حصلت بين قوات الأمن السورية وهذه المجموعات, ما دفعها الى توجيه التهمة اليها بتحميلها مسؤولية مباشرة عن الانفجار.

 

حزب الله" قبل اعتذار جعجع وبدأ لقاءات مع "القوات"

وسام عبدالله ، الخميس 2 تشرين الأول 2008

كشفت مصادر مطلعة لموقع "nowlebanon.com" أن لقاءات بدأت بين "القوات اللبنانية" و"حزب الله" لكن على مستوى غير سياسي، تمهيداً للقاءات بين الطرفين على أوسع تمثيل بعد عطلة الأعياد. وأكدت المصادر أن كل الأجواء التي رافقت اللقاءات كانت إيجابية. وأشارت المصادر إلى أن هذه اللقاءات جاءت بعد الاعتذار الذي تقدم به الدكتور سمير جعجع، ولفتت إلى أن "حزب الله" قد قبل اعتذار جعجع، وبدأ على هذا الأساس اللقاءات.

 

البطريرك صفير عرض مع زواره المستجدات الراهنة وموضوع المصالحة المسيحية

وطنية- 2/10/2008(سياسة) عشية سفره الى روما للمشاركة في سينودوس الاساقفة والكرادلة، كانت للبطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير سلسلة لقاءات تناولت المستجدات والتطورات على الساحة الداخلية، لا سيما موضوع المصالحة المسيحة -المسيحية.

الوزير لحود

وقد استقبل البطريرك صفير وزير الدولة نسيب لحود الذي قال بعد اللقاء:" تناولنا شتى الامور مع البطريرك لا سيما المصالحة المطروحة على بساط البحث، وعبرت له عن رأيي ان الافضلية والاولوية للمصالحة هي بين الافرقاء الذين اختلفوا إبان الحرب والذي ما زال مستمرا وله ذيول ومن المفترض ان تكون المعالجة على اساسها، اما المصالحات الباقية فلها علاقة بتطبيع المشهد السياسي وتحويل الخطاب السياسي الى خطاب أرقى يحترم الخلافات والاختلافات ولكن يعبر عنها بشكل محترم ".

وعلق لحود على كلام الرئيس السوري بعد التفجير الذي حصل في دمشق فقال:" نحن نستنكر هذا التفجير ونحن لا نتمنى لسوريا الا الاستقرار وحسن الجوار مع لبنان، ولكن ما نتمناه ان تحترم سوريا سيادة لبنان واستقلاله وكرامته، واعتقد ان كلام الرئيس الاسد في ما خص الشمال هو كلام ظالم بحق هذه المنطقة العزيزة من لبنان، ونتمنى ان يصار الى تعاون لضبط الحدود على ان تضبط سوريا الحدود من جهتها ولبنان من جهته وصولا الى استقرار يعم المنطقة الحدودية، ولكن الاهم ان تتعامل سوريا مع لبنان بشكل يحفظ كرامته ويتعامل مع لبنان كدولة مستقلة سيدة وان لا يحمل الخطاب الجديد اي شيء له دلالة على فترة الوصاية في لبنان والتي تجاوزناها" .

وأكد الوزير لحود ردا على سؤال "ان الحدود يمكن ضبطها عبر مساعي الطرفين، وهناك وسائل تقنية تسمح بان يضبط كل طرف حدوده، ولا يجوز ان تبقى المنطقة الحدودية خاضعة لجميع انواع التهريب، وهذا يستدعي تنسيقا كاملا من الطرفين لبنان وسوريا".

سئل: ماذا لمستم من البطريرك عن مصير المصالحة المسيحية ؟

اجاب:" لم تصل الامور كما قال البعض الى الحائط المسدود ، ولكن غبطته يدرك المصاعب التي تعتري المصالحات ، ولكن هذا المقام اي البطريركية المارونية هو المكان الطبيعي الذي يسعى دائما الى وحدة المسيحيين واللبنانيين والى ازالة التشنجات، وقال:" ان غبطته وان أدرك ان هذا الموضوع صعب فهو سيستمر بمساعيه من اجل جمع الشمل، واكد ان المساعي مستمرة".

سئل: اين هو موقعك من المصالحة التي تمت بين القوات اللبنانية والنائب المر؟

اجاب:" نحن نرحب بجميع المصالحات وطي الصفحات الاليمة من صفحات الحرب اللبنانية".

الخازن

كما التقى البطريرك صفير رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن الذي قال بعد اللقاء:" تناولنا المستجدات على الساحة الداخلية لا سيما الوضع الامني المقلق الذي تعيشه البلاد اليوم، وكان حديث عن المرحلة التي وصلت اليها المساعي القائمة لايجاد حلول سريعة وصولا الى مصالحة مارونية - مارونية تشكل مدماكا اساسيا للمعالجات الوطنية التي باتت تظهر انطلاقا من اجتماعات قريطم وخلدة، لانه دون مصالحة مارونية - مارونية لا يمكن إنجاز المصالحات التي تتقدم في اماكن اخرى على خطى سريعة جدا والتي نتمنى ان تتكلل هي وغيرها من مصالحات بالنجاح". وأبدى الخازن "استعداده لاكمال المساعي يدا بيد مع الرابطة المارونية لما لهذا الامر من انعكاسات ايجابية على الساحة المسيحية والمارونية تحديدا".

جامعة آل ابو جودة

بعدها استقبل البطريرك صفير رئيس جامعة آل ابو جودة قنصل بريطانيا الفخري وليم زرد ابو جودة يرافقه المحامي اسعد ابو جودة وجرى عرض التطورات والمستجدات . وتمنى القنصل ابو جودة لغبطته سفرا موفقا الى الفاتيكان.

الهراوي

كما التقى البطريرك الوزير السابق خليل الهراوي الذي تحدث مع غبطته "في مسعى الرابطة المارونية لتحقيق المصالحة المسيحية - المسيحية وصولا الى تفاهم حول اطار ديموقراطي للعمل السياسي مع تقبل الرأي الآخر بعيدا عن الاستفزازات التي يمكن ان تحصل نتيجة التباين السياسي في الشارع وردات العنف" . وقال:"من المهم جدا ان تتوصل هذه المساعي لتفاهم حول مشروع سياسي يحمي لبنان ويحافظ على استقلاله ويؤمن للمسيحيين دورا رياديا، وهذا ممكن ان يحصل اليوم طالما ان كافة القوى السياسية تعمل للوصول الى هذه الاهداف وان كان كل من منطلقاته وقناعاته السياسية" .

وأبدى الهراوي "ثقته بان كافة القوى السياسية في لبنان والمسيحية خاصة تعمل بصدق وأمانة لحماية الوجود المسيحي ولبنان الدولة القادرة المستقلة. وآمل ان لا تتوقف مساعي الرابطة المارونية على الشكليات بل ان تتوصل الى تحقيق هذا المشروع السياسي".

زوار

وأشار رئيس خريجي جامعة هارفرد الدكتور حبيب الزغبي بعد لقائه البطريرك صفير "ان الزيارة لعرض التطورات والمستجدات والتمني لغبطته سفرا موفقا الى روما".

ومن الزوار على التوالي: الشيخ سعيد طوق، رئيس الرابطة المارونية السابق حارس شهاب، رئيس البعثة العلمانية الفرنسية جان بيار فيران، والوزير السابق يوسف سلامة.

 

رئيس الجمهورية عرض مع وزير العدل الاوضاع العامة واستقبل وزراء سابقين

وطنية - 2/10/2008 (سياسة) استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري اليوم، وزير العدل الدكتور ابراهيم نجار، وعرض معه الاوضاع العامة وشؤون وزارته.

الوزير ماروني

والتقى الرئيس سليمان وزير السياحة ايلي ماروني الذي اطلعه على شؤون وزارته وعلى نتائج زيارته الاخيرة للولايات المتحدة والمكسيك.

وبعد اللقاء، اوضح الوزير ماروني انه اطلع رئيس الجمهورية على "الاتفاق الاول من نوعه الذي تم توقيعه بين الحكومة اللبنانية والحكومة المكسيكية، ويتناول التبادل السياحي والترويج الاعلامي والسياحي بين البلدين".

وأشار الى انه حمل الى الرئيس سليمان "الرغبة العارمة لدى ابناء الجالية في المكسيك في ان يقوم رئيس الجمهورية بزيارتهم"، كاشفا "ان وفدا من هذه الجالية سيزور لبنان في الايام المقبلة لنقل دعوة رسمية الى الرئيس سليمان في هذا الخصوص".

ولفت الى "ان وزارة السياحة في صدد الاعداد لتوقيع اتفاقات مماثلة مع عدد من الدول، حيث سيتم ذلك قريبا مع الصين التي ستفتح في العام 2010 اسواقها السياحية في اتجاه الشرق الاوسط. وسيكون لبنان الدولة العربية الاولى التي ستوقع مثل هكذا اتفاق. كذلك سيتم توقيع اتفاقات مماثلة مع اسبانيا واندونيسيا وغيرها من الدول".

وطالب الوزير ماروني "بوجود خطوط طيران مباشرة بين لبنان وعدد من دول الاغتراب خصوصا مع اميركا اللاتينية واوستراليا"، مؤكدا ان هذه المسألة "ستتم معالجتها مع رئيس الجمهورية وسائر المسؤولين المعنيين". وختم بالاشارة الى انه "كلما تعزز الامن والاستقرار السياسي، كلما سار لبنان نحو المزيد من الازدهار السياسي والاقتصادي والسياحي".

الوزير السابق الخازن

واستقبل الرئيس سليمان الوزير السابق فريد هيكل الخازن، وكان عرض للاوضاع العامة ولا سيما منها المساعي الجارية للمصالحة المسيحية - المسيحية. وبعد اللقاء قال الخازن: "تناقشنا مع فخامة رئيس الجمهورية في موضوع المصالحة المسيحية - المسيحية، واكد لنا ان هذه المصالحة هي ضرورة وطنية. وكان اللقاء مع صاحب الغبطة البطريرك صفير بالامس في هذا الاطار واتصف بالايجابية. واكد فخامة الرئيس ان المصالحة المسيحية - المسيحية ستتم في وقت عاجل، والاتصالات جارية لاتمامها. وهو يعتبر ان هذا العهد هو عهد المصالحات، وعهد الالتفاف الوطني حول الثوابت الوطنية التي تحفظ الكيان اللبناني".

سئل: هل حسمت مسألة رعاية المصالحة؟

اجاب: "بالتأكيد فإن الرعاية هي لرئيس الجمهورية. والبطريركية المارونية ليست ضد هذه الرعاية ابدا، على العكس فان البطريركية كما سمعنا من البطريرك بالامس، مصرة على ان تتم هذه المصالحة".

سئل: هل هناك من مواعيد محددة لاطلاق المصالحة المسيحية، وما هي العقبات التي تحول حتى الساعة دون اتمامها؟

اجاب: "ليس هناك من عقبات جوهرية تؤدي الى تعطيل هذه المصالحة، هناك عقبات لا نريد ان نقول انها شكلية لكنها لا تؤدي الى التعطيل. بالعكس فالمصالحة ستتم وفخامة الرئيس مصر عليها ومصمم على اتمامها في اسرع وقت ممكن".

وزراء سابقون

والتقى الرئيس سليمان بعد ذلك، كلا من الوزيرين السابقين فوزي حبيش ووئام وهاب، وعرض مع كل منهما للاوضاع من جوانبها كافة.

 

الرئيس الجميل في حوار تلفزيوني: الاصولية ظهرت في طرابلس

وتجسدت في معركة نهر البارد وهي محمية من المخابرات السورية/شاكر العبسي موجود في سجن مخيم الجرماني في الشام/تم نزع الصور من دون السلاح ولملمة الجراح تكون بحوار شفاف/لا يمكن ان نقبل بمصالحة تخرج عن مسلمات وادبيات الكتائب وكرامة بكركي فوق اي مساومة وكل مسيحي ملتزم يعرف رمزيتها/

استطلاع رأي الكتائبيين يشير إلى صدارة موقع الشيخ نديم للترشح في بيروت

وطنية-2/10/2008(سياسة) هنأ رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميل كل اللبنانيين بعيد الفطر آملا الخير لكل اللبنانيين وان يكون العيد فاتحة الاستقرار في لبنان. واستذكر الرئيس الجميل محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة فتمنى له كل العمر مشيرا الى أنه كان الشرارة الاولى لكل المآسي التي عشناها في لبنان. وعبر عن تأثره في مأساة طرابلس معزيا أهالي الشهداء ومتمنيا الشفاء للجرحى وقال:" كأن المطلوب من طرابلس عيش هذه المأساة التي هي استمرار لمعركة نهر البارد واحداث 7 ايار واحداث الشياح فهذا مسلسل مستمر وبعضهم يحاول تصويرها كأنها حال خاصة.

ورأى الرئيس الجميل في برنامج الاستحقاق على أخبار المستقبل أنه من المبكر توجيه التهم بتفجير طرابلس، لكنه سلسلة من مأساة هذا البلد، مضيفا أن الرئيس الاسد قد تنبأ بذلك منذ الانسحاب السوري من لبنان. واشار الرئيس الجميل الى ان الاصولية ظهرت في طرابلس وتجسدت في معركة نهر البارد وهي محمية ومغذية من قبل المخابرات السورية، ناقلا ما ورد من أخبار عن وجود شاكر العبسي في سجن مخيم الجرماني في الشام وقد القي القبض عليه من قبل سلاح الجو السوري ويتم استجوابه. وقال:" فلا نحاول رمي التهم، بل لنأخذ ابعاد هذه المأساة ونرى كيف تتطور الامور في هذا البلد."

وشبه الرئيس الجميل ما يحصل في لبنان بالبلقنة، فقال:"نعيش حال بلقنة في لبنان بعدما كان هناك بلقنة اقليمية وهذا ما يخيفنا." واوضح أن التفجير الذي حصل في بحصاص ليس موضوعا عابرا اذ ترافق مع ما يحدث في سوريا والتصريحات التي تخرج من هناك لذلك ابدى الرئيس الجميل خشيته من البلقنة وكأن هناك مخططا معينا. واضاف أنه اصبح من الواجب بنظر سوريا التدخل في لبنان لذلك صدر تحذير من بعض الاوساط الديبلوماسية من اقدام سوريا على هذا الموضوع.

وتحدث الرئيس الجميل عن توجه جديد للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وعن ارادة فرنسية بالإنفتاح على سوريا فكان طرح موضوع العلاقات الديبلوماسية بين لبنان وسوريا الذي اقر بالحوار. واضاف أن مصلحة فرنسا تقضي بالانفتاح من جديد على سوريا لتلعب الدور الايجابي. وقال:" فلنأخذ ايجابيات هذا الموضوع من حيث دفع سوريا لتصحيح علاقتها مع لبنان." وعبر الرئيس الجميل عن خشيته من فشل فرنسا في هذا الاطار ما يؤدي الى رفع يدها من هذه القضية مسببا ضررا اكبر على لبنان. وبالنسبة الى المصالحات الاخيرة في لبنان قال:"لا أعرف ان كانت كلمة المصالحة بمعناها الصحيح اذ لم نتفاهم على القضايا الاساسية وماهية المصلحة الوطنية العليا. ونحن لا نرى بوادر لحل القضايا الاساسية. واكد ان المشكلة في لبنان هي مشكلة السيادة ووجود دولة في قلب الدولة وترسيم الحدود على الجغرافية الوطنية ووجود سلطة غير السلطة الشرعية تنفذ سلطتها على بعض الاراضي اللبنانية.

وعن العلاقات مع سوريا شدد على أهمية تطبيع العلاقات معها وعلى نشوء اطيب العلاقات من أجل التطبيع النهائي.

وجدد الرئيس الجميل التأكيد على ضرورة الحوار الجدي مع حزب الله لكي نتفاهم على موضوع السيادة وماهية الدولة اللبنانية. "ويجب ان نعرف ان البعد المذهبي للسلاح له تأثير في لبنان. ثمة تغييرات اقليمية وعلينا ان نحفظ رأسنا لذا يجب ان نضع على طاولة الحوار لب المشكلة. وانطلاقا من ذلك من الضروري تطمين الشعب اللبناني ان هناك شيئا جديا وضع على طاولة الحوار."

وبالنسبة الى الاتفاق على نزع الصور قال أنه يدعم المبادرة بالمطلق سائلا ما علاقة صورة الرئيس بشير الجميل بنزع الصور معلقا:" تم نزع الصور من دون نزع السلاح، فلملمة الجراح تكون من خلال حوار شفاف فالمظاهر لا تقدم ولا تؤخر."

ورأى الرئيس الجميل أن لا حلا للبنان قبل حل مسألة الشرق الاوسط مشيرا الى امكان ايجاد الحلول لحفظ لبنان من خلال الحوار ريثما يكون هناك حل شامل لمسألة الشرق الاوسط. مضيفا أن حزب الكتائب يملك مشروعا متكاملا في هذا الموضوع.

أما عن فريق 14 آذار فتمنى ان يكون ثمة تنسيق أكثر بين الافرقاء مؤكدا انهم متفقون على الجوهر. واضاف:"قوتنا في 14 آذار هي في بعض العرقلات والضعف يعني ان تحالفنا بعيد كل البعد من القضايا السياسية الضيقة ومن الاغراض السياسية، فنحن التقينا حول سيادة لبنان واعتقد انها تستحق كل التضحيات وهي الضابط الذي يجمعنا لنستمر معا اي كانت المشكلات."

ورأى "أن الفرق بين 14 آذار و8 آذار ان هذه الاخيرة لها قائد واحد هو حزب الله بينما في 14 آذار كل زعيم له موقعه الخاص وقد حافظ كل واحد على استقلاليته وشخصيته وكل القيادات في 14 آذار تملك حس المسؤولية الوطنية." واضاف:"نحاول ان يكون هناك نقد ذاتي دائم وفي المحصلة لدينا هاجس ان التصويت في الانتخابات لن يكون للشخص بل للخيار الوطني."

وبالنسبة الى المصالحات المسيحية، اكد أن ما يصح على المصالحات الاسلامية يصح عند المسيحيين أيضا. مؤكدا وجود نقطتين أساسيتين الاولى مكانة بكركي وكرامتها وكون البطريرك صفير ممر الزامي لأي مصالحة وهو المرجعية فيها وراعيها بالتعاون مع الرئيس ميشال سليمان. ورأى أن البطريرك صفير لم يخرج عن المبادئ الجوهرية والثوابت والمقدسات الوطنية. والنقطة الثانية هي سلاح حزب الله. وشدد على أن حزب الكتائب اللبنانية وقف بالمرصاد وقاوم للمحافظة على المسلمات والثوابت الوطنية وأي مصالحة تخرج عن مبادئ الكتائب لا يمكن المساومة عليها او المساومة على الشهداء.

اضاف:"نحن نريد الحوار لكن نريد ان نعرف على اي اساس فلا يمكن ان نقبل بمصالحة تخرج عن مسلمات وادبيات الكتائب" وجدد التأكيد على مد اليد للجميع مشيرا الى لقائه العماد عون سابقا وصدور بيان مشترك عن الفريقين. وقال:"عندها لم أعرف ان العماد عون قد ذهب بعيدا، لكنني لم افقد الامل وستبقى يدنا ممدودة للجميع ونحن نريد الحوار من دون ان يعني ذلك المساومة على المسلمات. ونتمنى عودة مسيحيي 8 آذار الى المسلمات والثوابت الوطنية وفاء لكل الشهداء والتضحيات. فنحن لا نريد المخاصمة ولكن نريد وضع ورقة عمل تأخذ في عين الاعتبار المسار التاريخي للمسيحيين في لبنان.

واستطرد الرئيس الجميل في حديثه وقال:" يعود الفضل لبيار بوجودنا اليوم في بيت الكتائب لأنه خاض المصالحة الكتائبية وقريبا الذكرى الثانية لاستشهاده وسنحتفل بالذكرى مع عيد الحزب". وتابع:"لا نريد ان نكون اهل ذمة في هذا البلد الذي نحن ابنائه ولا نقبل ان يمننا احد بالحماية، فمقاومتنا هي التي تشهد لنا وهي التي حفظت الدولة والمؤسسات."واعتبر الرئيس الجميل كرامة بكركي فوق اي مساومة وكل مسيحي ملتزم يعرف رمزيتها ومسارها التاريخي لذلك مرفوض ان يشتمها اي مسيحي. واضاف:"عندما مرت المقاومة اللبنانية بمرحلة صعبة كانت بكركي بالمرصاد واول بيان لها عام 2000 أدى الى خروج السوري من لبنان وخطر ان يعتبر بعضهم ان البطريرك اخطأ في هذا البيان." ونفى ان يكون ثمة عملية تسلح في المناطق المسيحية لأن رهان الكتائب اللبنانية على تقوية الدولة.

وبالنسبة الى العلاقة مع القوات اللبنانية، قال أن ما يحكى عن خلافات مع القوات امنية عند الخصوم، مؤكدا خوض الانتخابات مع 14 آذار. وتحدث عن التحضير للإنتخابات النيابية فاشار الى أن الكتائبيين قد استشيروا في المناطق من اجل تسمية المرشحين عن الحزب في الانتخابات المرتقبة. مضيفا أن النتائج التي توصلت اليها اللجنة المكلفة من الحزب باستطلاع رأي الكتائبيين تشير إلى صدارة موقع الشيخ نديم للترشح في بيروت.

وتابع:"سنخوض الانتخابات في كل المناطق التي تحوي وجودا كتائبيا ونحضر الماكنة الانتخابية في الشمال حيث حضورنا تاريخي.

أما عن التحقيق باغتيال الوزير بيار الجميل والنائب انطوان غانم، فقال:"لدي مرارة تجاه نفسي وتجاه بيار والاجهزة الامنية اننا لليوم لم نأخذ رأس خيط بالاغتيالين ولكن ايماني بالله كبير بأنه لا بد من كشف الحقيقة". وتحدث الرئيس الجميل عن وجود قوى امر واقع مشيرا الى أن كل ما يحدث حاليا هو عملية ابتزاز، ومن اجل المحافظة على الرئاسة والجمهورية لا يمكننا ان نقبل بمساومات معينة. واضاف:"اي كانت نتيجة مجلس النواب لا يعني ذلك اننا سنتهاون بالمسلمات وقد دفعت الكتائب الشهداء للحفاظ على الثوابت". وختم بأن حزب الكتائب اللبنانية كلف لجنة داخلية برئاسة النائب الاول للحزب شاكر عون من أجل التواصل مع كل الاطراف. مذكرا كيف وجه الحزب نداء في 7 ايار يقضي بفتح بيوت الكتائب امام لقاءات حوار. وقال:" نحن نريد الحوار وقد طرحت منهجية معينة لذلك ولنتفق على الاقل على الحد الادنى. فان اي مصالحة لا تتناول جوهرا تؤدي الى صدام نتائجه خطرة جدا.

 

النائب كبارة: التهويل بعودة الجيش السوري إلى لبنان للضغط على الناس

طرابلس ستبقى نموذج الاعتدال والتسامح ولن ينال احد من وحدتها وتنوعها

وطنية - 2/10/2008 (سياسة) رد النائب محمد كبارة على تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد بشأن طرابلس، ببيان جاء فيه:

"مرة جديدة يستعيد الرئيس السوري بعضا من أحلامه بالعودة المظفرة إلى لبنان لإنقاذه من شبح الأصولية التي يروج لها. ولقد أصبح هذا الوهم كبيرا حتى صدقه مطلقوه أنفسهم، وهم يؤسسون عليه من اجل استعادة مجدهم الغابر، كما صدقه بعض ساسة لبنان من مخلفات تلك الوصاية وأبواقها السياسية والإعلامية من باب الأمنيات التي يأملون أن تعيد إليهم حضورهم الذي افتقدوه في غياب الحماية التي كانت تؤمنها لهم تلك الوصاية ونحن نعرف وهم يعرفون أن حملة التهويل التي يمارسونها بتسريب أخبار عودة الجيش السوري إلى لبنان بأنها ليست سوى محاولة لتخويف الناس والضغط عليهم وترويعهم. ونحن وهم يعرفون أنهم لا يستطيعون ولن يستطيعوا الدخول ولو ميللمترا واحدا في لبنان، وان الزمن قد تغير.

إن الحملة التي تديرها أجهزة المخابرات السورية بالتعاون مع أتباعها في لبنان من اجل تصوير طرابلس على أنها معقل للتطرف وقاعدة لتنظيم القاعدة أو كأنها قندهار أفغانستان، هي حملة مفضوحة الأهداف والمرامي، وهي حملة اقل ما يقال فيها أنها كاذبة ومضللة للرأي العام العالمي من اجل تحريضه ضد المدينة وأهلها انتقاما منهم لمواقفهم الوطنية الصلبة وتمسكهم بانتمائهم الوطني وبالحرية والسيادة والاستقلال.

إن كل تلك المحاولات المكشوفة التي تبثها الأبواق السياسية والإعلامية إنما تريد النيل من عاصمة الشمال وترويع أهلها، من اجل الضغط عليهم لتغيير مواقفهم.

ونحن نقول لهؤلاء جميعا، لقادتهم وأتباعهم، إن طرابلس أقوى من مؤامراتهم ومخططاتهم، وان طرابلس عاصمة اللبنانيين السنة ونموذج الاعتدال والتسامح والعزة والكرامة والتعايش والتنوع بشهادة أهلها ومحيطها على رحابتها وصدرها المفتوح لكل أطياف لبنان، لا يمكن أن تركع أو أن تؤثر فيها تلك الحملات وذلك التهويل.

نحن نقول للرئيس السوري ولأتباعه، طرابلس أقوى من التهديدات وهي ستبقى على التزامها الوطني وموقفها الثابت. وطرابلس ليست لقمة سائغة ولن يستطيع احد النيل منها ومن وحدتها وتنوعها ولا من عزتها وكرامتها. وليعرف القاصي والداني، أن طرابلس ليست قندهار وكذلك هي ليست ابخازيا".

 

المجلس الاعلى للطائفة الكلدانية بارك "مساعي تخفيف الاحتقان المسيحي":

لعمل الاقليات ضمن اتحاد الرابطات المسيحية للتعبير عن توجه حقيقي موحد

وطنية - 2/10/2008 (سياسة) اجتمع المجلس الأعلى للطائفة الكلدانية في لبنان برئاسة أنطوان حكيم وحضور رئيس الطائفة المطران ميشال قصارجي، وأصدر البيان التالي:

"1- إنطلاقا من ايمانه بأن لا قيام للبنان بمجتمع مسيحي مبني على الأحقاد والتنافس السلبي، وتماشيا مع دعواته المتكررة لتأمين حد أدنى من التفاهم والوحدة بين الأطراف المسيحيين في لبنان، يعلن المجلس الأعلى للطائفة الكلدانية دعمه جهود السلطات الروحية والمرجعيات الرسمية في الدولة، ويبارك مساعي الرابطة المارونية الهادفة الى تخفيف الإحتقان بين المسيحيين.

2- يأسف المجلس للتعامل السلبي أو الخجول من قبل الأطراف مع المبادرة المذكورة، ولمقاربتهم إياها من باب المناورة السياسية والحسابات الإنتخابية، لكنه رغم ذلك يتمنى ألا يتم السعي إلى مصالحات شكلية فقط، من دون مضمون صلب، تجنبا لإنتكاسات لاحقة. كما يذكر المجلس كل الأطراف المعنية بالثمن الذي دفعه المسيحيون بسبب خلافاتهم العنيفة في الماضي القريب، ويدعوهم بالتالي إلى تقدير حجم المأساة التي قد تنتج عن عدم تجاوبهم مع المساعي الخيرة المبذولة.

3- من جهة أخرى يذكر المجلس بمطالبته المتكررة في الأشهر الماضية تحييد الجهود الهادفة إلى إنصاف الأقليات عن التجاذبات السياسية، لتأتي الطروحات ثمرة قناعة مسيحية شاملة بحقوق الطوائف الصغرى.

4- إنطلاقا مما ذكر، وتماشيا مع دعوته إلى توحد المسيحيين حول الأمور المصيرية، يتمنى المجلس على كل من يطلق مواقف باسم الأقليات أن ينسق مسبقا مع كل مكونات هذه المجموعة. وبما أن البيانات الصادرة في الأشهر الأخيرة عن لقاء الأقليات لم تراعِ هذا المبدأ، يرى المجلس أن هذه البيانات لا تعبر عن وجهة نظر الطائفة الكلدانية التي لم تشارك في هذه اللقاءات.

لذلك، يدعو المجلس الأعلى للطائفة الكلدانية الطوائف الصغرى المسماة أقليات للعمل في الوقت الحاضر من ضمن إتحاد الرابطات المسيحية إلى حين تحقيق المطلب المزمن المتمثل بإيجاد هيكلية، صيغة نظام، ومكان إلتئام للقاء الأقليات كي يبدأ عمله ويعبر عندها عن توجه حقيقي وموحد لهذه الطوائف".

 

جعجع عرض مع زواره الاوضاع العامة وموضوع المصالحة المسيحية - المسيحية

وطنية - 2/10/2008 (سياسة) التقى رئيس الهيئة التنفيذية "للقوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب، النائب هادي حبيش الذي أوضح على الاثر، ان "البحث تم في مسألة المصالحة المارونية والاجتماع الذي سيعقد غدا بين النواب الموارنة في مقر المجلس الماروني". وأعلن انه كان هناك اتفاق بينهما على "ضرورة ان تكون المصالحة برعاية بكركي ورئيس الجمهورية". وقال: "تداولنا في الوضع الامني في الشمال بحيث اتفقنا على وجوب ان يقوم الجيش اللبناني بدوره في ضبط الأمن".

وردا على سؤال عن الانتشار العسكري السوري الكثيف على حدود لبنان الشمالية، قال: "ان "هذه الحشود وفقا لكلام من القيادات العسكرية في لبنان بأن هناك تنسيقا مع هذه القيادات فاذا كان هذا الكلام صحيحا فلا مشكلة بذلك، اذ نحن بالأساس طالبنا بضبط الحدود بين لبنان وسوريا وبنشر قوات مسلحة، وجميعنا يتذكر حين طالبنا بنشر قوات "اليونيفيل" "قامت القيامة" في حينها على ذلك. ففي حال كانت سوريا اليوم تنشر الجيش السوري لضبط الحدود فنحن نرحب بذلك، اما اذا كان لهذه الخطوة خلفيات اخرى يصبح هذا الموضوع بحاجة الى بحث آخر. واذا كان كما يشاع من اجل عمليات معينة في لبنان، فهذا امر غير وارد وكلنا يعرف ان الجيش السوري دخل الى لبنان بقرار دولي وخرج منه ايضا بقرار دولي وان دخوله مرة أخرى يحتاج الى قرار دولي، الامر غير الوارد على الاطلاق".

معوض

ثم استقبل جعجع عضو الأمانة العامة في قوى 14 آذار ميشال معوض، في حضور النائب ايلي كيروز وامين سر "القوات اللبنانية" الدكتور غسان معلوف ومنسق منطقة زغرتا في الحزب ريكاردوس وهبه.

إثر اللقاء، قال معوض: "تركز لقائي مع الدكتور جعجع على موضوع المصالحات المسيحية - المسيحية والضرورة الملحة اليوم لتطويق ذيول حادثة بصرما، والفصل بين الخلاف السياسي من جهة وبين الإجماع المطلوب من كل القوى السياسية على رفض العنف وتحويل هذا الاختلاف السياسي الى دموي وعنفي وقتل لأننا نعلم كم دفع اللبنانيون بشكل عام والمسيحيون بشكل خاص ثمنا باهظا لهذا العنف الذي كلف المسيحيين إضعافهم في المعادلة السياسية وتقسيم وانقسام حاد في المجتمع لم نستطع تخطيه لغاية الآن".

اضاف: "ان الأولوية اليوم هي في الوصول الى مصالحة بين "القوات اللبنانية" و"تيار المردة" لتطويق ذيول حادثة بصرما اولا، ويمكننا الذهاب ابعد من ذلك من خلال عقد اجتماع عام بين كل المسيحيين للتفاهم حول ثوابت سياسية تاريخية للمسيحيين، والتي من اجلها دفعنا دما وشهداء ونضالا، ثوابت السيادة والاستقلال وتقوية إمكانات الدولة والجيش، ثوابت تكوين لبنان وطنا سيدا حرا مستقلا، ثوابت الحفاظ على مقاماتنا الدينية وعلى رأسها بكركي والحفاظ على مؤسساتنا الدستورية وعلى رأسها رئاسة الجمهورية، وفي حال لم نستطع تحقيق ذلك ليأخذ الخلاف السياسي طابعه الديموقراطي السلمي ولنصب كل جهودنا لجمع من هو مختلف على الأرض بطريقة مباشرة لتطويق كل ذيول الأحداث العنفية في العلاقة بين المسيحيين".

وردا على سؤال عن قيامه بمبادرة تصب في خانة المصالحة بين "تيار المردة" و"القوات اللبنانية"، قال: "من موقعنا الزغرتاوي نتصرف في هذا الاتجاه، وإن الرابطة المارونية تقوم اليوم بمبادرة بالتنسيق مع بكركي ومع رئيس الجمهورية وعلينا ان ندعم هذه المبادرة وأن نضع آلية لتسهيل عمل الرابطة، لا ان نخلق مبادرات جديدة بين الفينة والأخرى".

 

النائب دندشي : ما حدث في عكار هو استهداف خطير للسكان وانتقام منهم

وطنية - 2/10/2008 (سياسة) اعتبر النائب عزام دندشي تعليقا على حالات التسمم في عكار "أن هناك من يريد استهداف أهل عكار والنيل من صمودهم ووقوفهم موحدين ضد الفتنة، ولما لم ينجح الاستهداف الأمني، ها هم يحاولون قتل الناس بأبشع وأحقر الطرق".  وأوضح "أن العابثين بالأمن والاستقرار لم يكفهم سقوط 3 شهداء وأكثر من 30 جريحا من سكان جبل أكروم، في انفجار طرابلس الأخير، بل هم يسعون اليوم إلى صب جام حقدهم على السكان الآمنين والأطفال الأبرياء، عبر تسميم الطعام الذي يبيعونه لهم في عكار".  وأكد النائب دندشي خلال زيارة قام بها إلى عدد من مستشفيات المنطقة لتفقد المصابين، " ان هناك استهدافا خطيرا لسكان عكار انتقاما منهم وان مصدر التسمم واحد وأصبح معروفا للجميع". ودعا "السلطات الأمنية والقضائية والصحية إلى التحرك فورا لتوقيف المجرمين لمعرفة الدوافع والخلفيات الحاقدة وإنزال أشد العقوبات بهم".

 

الوزير اوغاسابيان: المطلوب تنسيق أمني وانتشار الجيش لضبط الحدود مع سوريا

وطنية - 2/10/2008 (سياسة) أوضح وزير الدولة جان اوغاسابيان، في حديث لإذاعة "صوت لبنان"، "ان موضوع الانتشار السوري على الحدود أخذ لغطا نتيجة المواقف التي اثيرت من قبل الرئيس بشار الاسد مؤخرا حول وجود مراكز وبؤر للمتطرفين في منطقة شمال لبنان، وتزامن ذلك مع انتشار للقوات السورية في منطقة الشمال، لكن كل الظروف الدولية وحتى المساعي اللبنانية المختلفة تشير الى انه ليس هناك اي مجال، لا من طرف اللبنانيين ولا من المجتمع الدولي، يمكن ان يسمح بدخول اي سوري الى لبنان، وهذا الموضوع محسوم نهائيا وكل الاطراف في لبنان أكدت على ذلك، وسوريا تعلم جيدا ان المناخات الدولية غير مؤاتية كليا لأي عمل سوري داخل الاراضي الللبنانية، ولكن المطلوب ان يكون هناك تنسيق امني مشترك بين القوات السورية واللبنانية لضبط الحدود، بحيث ينتشر الجيش اللبناني على الحدود اللبنانية، التي يجب أن تجهز بكاميرات مراقبة وأجهزة إنذار".

اضاف الوزير أوغاسابيان "أن ضبط الحدود يجب أن يؤدي ليس فقط إلى منع تهريب البضائع، وإنما إلى منع الدخول غير الشرعي للمسلحين والأسلحة والمتفجرات على أنواعها". وذكر "بان موضوع التنسيق الامني بين لبنان وسوريا لضبط الحدود في الشمال بحث في آخر قمة عقدت في دمشق بين الرئيسين سليمان والاسد، وفي البيان الختامي الذي اذيع تم التفاهم حول أخذ كل التدابير والاجراءات لضبط الحدود اللبنانية ومنع التهريب وكل انواع التجاوزات".

 

النائب حوري: ضبط الحدود أمر مرحب به شرط الا يكون مقدمة لتدخل سوري ما

وطنية- 2/10/2008 (سياسة) رأى النائب عمار حوري، في حديث لإذاعة "صوت لبنان"، ان "موضوع التنسيق لضبط الحدود اللبنانية السورية هو مطلب لبناني مزمن ويفترض ان يكون مطلبا سوريا طبيعيا، وهو موضوع يريح البلدين ويؤدي الى الاستقرار على هذه الحدود، شرط ان لا يتجاوز الضبط الى محاولة تدخل ما في الشؤون الداخلية اللبنانية. فضبط الحدود أمر مرحب به، اما ان يكون هذا الطلب مقدمة لتدخل ما فهذا أمر غير مرحب به على المستوى اللبناني بالكامل".

وعن موعد اللقاء بين النائب سعد الحريري والامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله، أوضح النائب حوري "ان القرار اتخذ، والتحضيرات جارية وهي ذات طابع امني"، لافتا الى "ان لا معلومات لديه عن تاريخ هذا اللقاء".

 

اسرار الصحف الصادرة صباح اليوم في بيروت ليوم الخميس 2 تشرين الاول 2008

ورد في الصحف هذه الاسرار ك

المستقبل :

لاحظت مصادر ديبلوماسية ان مصر تنتظر التحرك السعودي ـ الفرنسي من أجل بلورة تحرك ما في اتجاه المستجدات اللبنانية.

علم ان هناك اتجاهاً لدى الدول الفاعلة في مجلس الأمن لاستصدار بيان رئاسي لدى مناقشة التقرير المرتقب للأمين العام للأمم المتحدة حول مجريات القرار 1559.

قالت مصادر غربية ان هناك فكرة فرنسية لقيام أحد كبار الرسميين فيها بزيارة للبنان خلال المرحلة المقبلة.

 

مهرجان "القوات" أضر بخطط " حزب الله " و"التيار الوطني الحر " الإنتخابية 

موقع تيار المستقبل/سببان اثنان أساسيان جعلا "حزب الله" وحليفه "التيار الوطني الحر" يعتبران أن فعاليات مهرجان "القوّات اللبنانية" أصابت بأضرار أكثر من هدف حساس في خططهما ذات الصلة بتحضير مناخ انتخابي موال لهما داخل الدوائر الانتخابية الإسلامية والمسيحية التي من المفترض أن تشهد تنافساً حاداً.

الأمر الأول: ظهور "القوّات" في مهرجاناتها بأنها القوة المسيحية الأكثر تنظيماً وقدرة على التأطير والاستيعاب الشعبي.

وتأخذ هذه السمّة التي ظهرت في المهرجان، أو الذي أعاد تأكيدها المهرجان، مفاعيلها الإضافية المقلقة لقطبي المعارضة، في هذه المرحلة بالذات التي تتصاعد فيها شكوى عارمة داخل المجالس الحريصة على "التيار الوطني الحر" من أن أداءه بات يتسم بفوضوية تنظيمية لافتة أصبحت أكثر تجذراً من أي وقت سابق. ولا يخفي هؤلاء ان حال الفوضى وعدم التنظيم لا تشمل فقط البنية التنظيمية لـ"لتيارالوطني الحر"، بل ايضاً أداء الجنرال ميشال عون نفسه المتسم بالارتجال في إطلاق مواقفه السياسية وتنظيم اطلالته الإعلامية.

كما يخشى قطبا المعارضة من انعكاسات حال المقارنة الجارية في الوسط الشعبي المسيحي، بين وضع "القوات اللبنانية" المنظم وبين حال الفوضى داخل "التيار الوطني الحر"، مضافاً إليها حملة نقد واسعة لنواب تكتل عون لتعاملهم باستخفاف مع المناسبات الاجتماعية في مناطقهم الانتخابية، بينما "القوات" تسجل عبر نوابها ومسؤوليها حضوراً اجتماعياً قوياً في مناطقهم. الأمر الثاني : إفساح رئيس "القوّات اللبنانية" سمير جعجع حيزاً مهماً في خطابه للاعتذار عن إساءات "القوّات" السابقة، وربط المصالحات الوطنية بضرورة أن يسبقها اعتذارات عن الأخطاء المرتكبة بحق لبنانيين.

وترى مصادر مقرّبة من "حزب الله" ان اعتذار جعجع عن حقبة خلت من تاريخ "القوّات" إنما يحرج الحزب لكونها تظهر دعوته للمصالحة مع "تيار المستقبل" دعائية أو قاصرة عن بلوغ تلبية مستلزماتها وموجباتها الوطنية التي يعتبر الاعتراف بالأخطاء المرتكبة بحق الشريك في الوطن احدى مداخلها الأساسية.

كما ان اعتذار جعجع يحرج عون الذي يقوم خطابه السياسي الانتخابي على بنية تصعيدية وإظهار ميزاته الاستعلائية كقائد واحد للمسيحيين، فيما جعجع رفع شعار المصالحة المسيحية على أساس ثوابتها التاريخية، فإن عون يرفع شعار ان لا يوجد طرف مسيحي آخر غيره لابرام مصالحة معه.

 

لحود الإبن ينتقد عون

موقع تيار المستقبل/يوجّه اميل اميل لحود نجل الرئيس اميل لحود في مجالسه الخاصة نقداً قاسياً لرئيس" التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون كونه يمارس سياسة احتكار الساحة المسيحية وعدم الاعتراف بكل أفرقائه الآخرين سواء كانوا حلفاء له أم خصوم. تجدر الإشارة إلى أن اميل اميل لحود يبحث عن مقعد نيابي له في الانتخابات النيابية المقبلة ، ولكن الجنرال عون يتعامل مع رغبته هذه بكثير من الاستخفاف واللامبالاة.

 

الثنائي الشيعي يطارد صورتي الجميل وتويني     

علم "يقال.نت"أن رئيس حزب الكتائب اللبنانية أمين الجميل والنائب غسان تويني ،رفضا رفضا قاطعا نزع الصورتين الكبيرتين للشهيدين بيار الجميل وجبران تويني عن مقري المركز الرئيسي لحزب الكتائب في الصيفي وصحيفة النهار في وسط العاصمة . وكان ممثلو "حزب الله"و"حركة أمل"في اللجنة التنسيقية التي تعقد اجتماعاتها في ثكنة الحلو برئاسة قائد شرطة بيروت العميد نبيل مرعي قد طالبوا بوجوب نزع هاتين الصورتين ،في إطار جعل بيروت منزوعة الصور. إلا أن الجميل والتويني رفضا ذلك كليا ،على اعتبار أن الصورتين معلقتين في ملك خاص ،وهما لم تتسببا في أي مشكل من المشاكل التي شهدتها بيروت ،التي يفترض أن ينظر إليها على أساس مساحة سياسية وليس على أساس مساحة إدارية ،الأمر الذي يجعل الضاحية الجنوبية عنوان استفزاز وليس مقرين معزولين في وسط بيروت.

ويلاحظ في الإجتماعات التي تعقده اللجنة مزايدة يُبديها ممثل حركة أمل على ممثل حزب الله في التشدد بضرورة نزع صور الرئيس الشهيد رفيق الحريري من كل مكان بما في ذلك من على مبان تلفزيون المستقبل. جدير ذكره أن الحزب السوري القومي الإجتمعاعي أقدم ،خلال غزوة بيروت، على حرق مقر تلفزيون المستقبل حيث كانت تعلق صورة كبيرة للرئيس الحريري ،كما أقدم على نزع صور الرئيس الحريري ليستبدلها بصور الرئيس السوري بشار الأسد.

وفهم ان النائب سعد الحريري أعطى توجيهاته من أجل نزع صور الرئيس الحريري،طالبا من محبيه ان يعلقوها في صدور منازلهم وليس على شرفاتها .

في هذا الوقت ،لاحظت أوساط بيروتية أن "حزب الله"أقم على نزع كل الصور التي كان يرفعها على الأوتوستراد الذي يربط بيروت بمطار رفيق الحريري الدولي ،في حين تبقى بعض الصور على طريق المطار القديمة وعلى طريق الأوزاعي.  

 

كارلوس إده لا يعرف ميشال عون... أو يعرفه جيداً!     

خيرالله خيرالله/:الراي

عندما يدعو العميد كارلوس اده، عميد حزب الكتلة الوطنية العريق عراقة لبنان، شخصاً مثل النائب ميشال عون إلى العودة إلى ماضيه، يرتكب العميد خطأ كبيراً. هل هناك في البداية والنهاية ماضٍ ما لعون كي يعود إليه؟ هل من ماض للجنرال باستثناء أنه هجّر اللبنانيين من بلدهم في كل مرة سمحت له الظروف بذلك؟ لغة الأرقام تتكلم. كم لبنانياً هاجر من لبنان عندما كان الجنرال في قصر بعبدا بين العامين 1988 و1990. وكم لبنانياً هاجر من لبنان منذ عودته إلى البلد في العام 2005 بعد استشهاد رفيق الحريري؟

دعا كارلوس إده إلى مصالحة بين عون الرابية، حيث يقيم الجنرال حالياً، وعون باريس حيث أقام الرجل بعد نفيه من لبنان إثر إخراجه بالقوة من قصر بعبدا. ما الفارق بين عون أمس وقبل أمس من جهة... وعون اليوم من جهة أخرى؟ نعم، يخطئ كارلوس إده في حق عون، رغم أن عميد الكتلة الوطنية يتميز بقدرته على التحليل السياسي بتجرد وعمق بما يجعله من السياسيين القلائل الذين يستطيعون قول كلمة حق في وجه الظالمين والمتاجرين بلبنان واللبنانيين. كارلوس إده من أشرف السياسيين اللبنانيين والعرب وأنبلهم وهو يمتلك صفاء في الذهن قل مثيله. إنه باختصار خير وريث لمن كان بالفعل ضمير لبنان، أي العميد ريمون إده رحمه الله، السياسي الوحيد الذي امتلك في حينه، في العام 1969، ما يكفي من الشجاعة للوقوف في وجه «اتفاق القاهرة» الذي جاء بكارثة على الوطن الصغير.

ربما أنها المرة الأولى التي يخطئ فيها كارلوس إده في أحكامه. ربما يفعل ذلك لأنه يعرف ميشال عون جيداً ويعرف أنه لم يتغيّر وأنه لا يمكن أن يتغيّر. لا يزال ميشال عون هو نفسه منذ كان ضابطاً شاباً في الجيش يتصرف بطريقة كاريكاتورية حيال كل ما له علاقة بالسياسة أو الشؤون العسكرية ويروي لسائقه في الطريق إلى الجنوب عن بطولاته الوهمية وعن المؤامرات العالمية التي تخطط لها الاستخبارات الأميركية والسوفياتية (قبل انهيار الاتحاد السوفياتي) وهي مؤامرات لا يعرف عنها غيره. لا تختصر شخصية ميشال عون سوى عبارة لسياسي لبناني خارق الذكاء وصفه منذ فترة طويلة بأنه عسكري عندما المطلوب أن يكون سياسياً وسياسي عندما المطلوب منه أن يكون عسكرياً. مازال على عهده. مازال يؤدي المهمة المكلف بها منذ فترة طويلة أي تهجير اللبنانيين، على رأسهم المسيحيون من لبنان. أنه لا يرى فخاً إلاّ ويتجه نحوه تلقائياً مدفوعاً بتفكيره السطحي وعدم قدرته على الربط بين الأحداث السياسية في المنطقة والتوازنات الإقليمية فيها. ميشال عون لا يفهم في السياسة ولا يفهم في العسكرية. يعتقد أنه قادر على أن يضحك على الآخرين وأن اللبنانيين في سذاجة قطيع الغنم الذي يقوده ويضم نوابا ووزراء وعسكريين سابقين وأطباء ومهندسين ومحامين يقرأون ويكتبون ولكن لا يفهمون ما الذي يقرأون. ليس بين الذين يضمهم القطيع ولو شبه رجل يتجرأ على سؤال ما دخل لبنان واللبنانيين بحزب مسلح يقول علنا إن مرجعيته في إيران وإنه يريد تحرير فلسطين من البحر إلى النهر. هل مهمة تحرير فلسطين مهمة لبنان وحده بمجرد أن النظام الإيراني أمر بذلك، فيما جبهة الجولان ساكتة هامدة هادئة منذ العام 1974، منذ التوصل إلى اتفاق فك الاشتباك بين سورية وإسرائيل كي ينصرف الجاران إلى حرب بينهما ساحتها لبنان ووقودها اللبنانيون.

لم يتغير ميشال عون. إنه الجنرال نفسه الذي دخل إلى قصر بعبدا في العام 1988 ورفض الخروج منه إلا بعدما تأكد أن السوريين سيتسلمونه كما سيدخلون مقر وزارة الدفاع للاستيلاء على الملفات التي فيها، وذلك للمرة الأولى منذ الاستقلال. لم يغادر ميشال عون قصر بعبدا إلا بعدما تأكد من أن الرئيس اللبناني المنتخب رينيه معوض لن يكون قادراً على حماية نفسه مادام خارج القصر الرئاسي. وبالفعل استشهد رينيه معوض في الثاني والعشرين من نوفمبر من العام 1989، يوم عيد الاستقلال، في طريقه من السراي الحكومي الموقت (السراي الصغير) في الصنائع إلى مقر إقامته الموقت. ولم يخب ظن الجنرال الذي صار لاحقاً برتقالياً. وكان غياب رينيه معوض بداية تطبيق «اتفاق الطائف» على الطريقة السورية. من المسؤول عن تسهيل عملية اغتيال رينيه معوض بواسطة سيارة مفخخة في محلة الرمل الظريف غير ميشال عون؟

يخطئ كارلوس إده عندما يوحي بأن ميشال عون كان في باريس مختلفاً عما هو عليه في الرابية. كانت مهمته في باريس المزايدة على السياسيين اللبنانيين الشرفاء الذين كانوا يعملون من أجل المحافظة على السلم الأهلي وإعادة بناء البنية التحتية والسير في مشروع الإنماء والأعمار كي تعود الحياة إلى بيروت وبقية المناطق اللبنانية ويتخلص الوطن الصغير شيئاً فشيئاً من نظام الوصاية المفروض عليه. كان الهدف الذي حدده اللبنانيون الشرفاء لأنفسهم التخلص من نظام الوصاية بما يخدم مصلحة سورية ولبنان والسوريين واللبنانيين في آن. ولكن ما العمل مع نظام سوري يعتبر لبنان مجرد «ساحة» ولديه أدوات تعمل لدى أدواته من طينة ميشال عون وما شابه ذلك؟

من يعتقد أن ميشال عون تغيّر قيد أنملة منذ خرج من بطن أمه فعليه أن يستعيد معارك الجنرال عندما كان في قصر بعبدا بين سبتمبر 1988 وأكتوبر 1990 حين فر إلى منزل السفير الفرنسي رينيه آلا تاركاً زوجته وبناته في القصر ومتخلياً عن عسكرييه الشرفاء الذين كانوا يخوضون أشرف المعارك دفاعاً عن قصر الرئاسة وعن مقر وزارة الدفاع. في مرحلة وجود الجنرال في بعبدا رئيساً لحكومة موقتة تقتصر مهمتها على تسليم الرئاسة إلى الرئيس المنتخب، دخل ميشال عون في التجربة وخاض مواجهة مع «القوات اللبنانية» إرضاء للنظام السوري. بغض النظر عن الآراء المتضاربة في «القوات» وقتذاك، كان الطفل يعرف أنها معركة خاسرة للجميع، معركة غير قابلة للحسم. معركة رفض الرئيس أمين الجميل طوال فترة ولايته خوضها رغم الإغراءات كلها التي قدمت له. كان الهدف إسقاط المنطقة في يد النظام السوري وإنهاك المسيحيين وتهجير القسم الأكبر منهم. قبل ميشال عون المهمة وتولى عملاء النظام السوري الصغار والكبار تزويده ما يحتاجه من ذخائر ووقود للقضاء على المسيحيين وتدمير بلداتهم وقراهم وتهجيرهم بدلاً من القضاء على «القوات».

من يتذكر تلك المرحلة، يدرك أن ميشال عون لم يتغيّر. أنهك المسيحيين بين 1988 و1990 وتابع من باريس مهمة التصويب على كل ما له علاقة بإعادة الحياة إلى لبنان بمسيحييه ومسلميه. ومن الرابية لم يتردد في تعطيل وسط بيروت وتغطية الجرائم التي ذهب ضحيتها اللبنانيون الشرفاء. ما يختصر شخصية الجنرال قبوله الاستفادة من جريمة اغتيال بيار أمين الجميل رمز المستقبل والشباب الواعد في لبنان. هل من سياسي عاقل يقبل الاستفادة من جريمة وتحقيق مكاسب عبر اغتيال سياسي شاب؟ ذلك هو ميشال عون الذي لم يتغيّر ولن يتغيّر. إنه لا يجيد سوى لعب دور الأداة. إنه مستعد لتحقيق مكاسب سياسية عن طريق استغلال جريمة قتل من دون أن يرف له الجفن!

 

تفجير دمشق:فضيحة النظام السوري بالوقائع     

قراءة في الوقائع

المحرر السياسي -يقال.نت

في الوقائع :الكلام الرسمي السوري

قال وزير الداخلية السوري اللواء بسام عبد المجيد في تصريح تلفزيوني ان انفجار السيارة المفخخة هو "عملية ارهابية"

واضاف  "واضح انها عملية ارهابية استهدفت منطقة مزدحمة، والمكان المستهدف طريق عام بين مطار دمشق وتحديدا مفرق السيدة زينب ومنطقة القزازين، وهناك عدد كبير من القادمين والمغادرين، وللاسف الضحايا كلهم مدنيون."

صرح وزير الخارجية السوري وليد المعلم لقناة العربية الفضائية من نيويورك انه "عمل ارهابي اجرامي (...) جرى في منطقة مكتظة بالسكان".

واضاف "مثل هذه الاعمال الارهابية اصبح اكثر انتشارا ويصيب كل دول العالم (...) ندين دائما هذا الارهاب ونطالب بمعالجة اسبابه"، مؤكدا انه "بعد سنوات من الحرب الاميركية على الارهاب اصبح الارهاب اكثر انتشارا".

وشدد المعلم على ان "الامن في سوريا سيبقى ساهرا على امن المواطنين".

في المعلومات الأكيدة المعترف بها سوريا

أكدت المعلومات التي نشرتها الصحف السورية بعد ثلاثة أيام من التفجير أنه وقع قبالة مقر تابع لفرع فلسطين في المخابرات العسكرية السورية .

جزم شهود عيان ان التفجير أتى على الالواجهة الأمامية لمقر الفرع الأمني ،في المنطقة .

أفادت تقارير لا يرقى الشك الى صحتها أن عددا كبيرا من العسكريين سقط بين قتيل وجريح من جرّاء التفجير.

لاحظت تقارير إعلامية غياب لائحة حكومية بأسماء ضحايا التفجير الإرهابي" الذي ضرب دمشق.(سي.أن.ان)

كشفت تقارير إعلامية أن العميد في الجيش السوري، جورج إبراهيم الغربي، لقي مصرعه في الانفجار، بينما ذكرت مصادر أخرى أن العميد عبدالكريم عباس قتل في التفجير نفسه،واعترفت السلطات السورية لمصادر إعلامية روسية بمقتل الغربي ،من دون أن تكشف شيئا عن وضعية عباس.

تؤكد التقارير أن هناك أكثر من ضابط سقطوا نتيجة التفجير(سي.أن.ان)

نقلت صحف عربية عن أقارب للعميد جورج الغربي  أن الأخير قتل في انفجار السيارة المفخخة الذي وقع السبت الماضي مع ابنه وملازم وجندي، لدى مرور السيارة التي كانت تقلهم جميعا في مكان التفجير.

جريدة تشرين السورية الرسمية نشرت في عددها الصادر الثلاثاء نعياً جاء فيه "ننعى الشهيد المهندس العميد جورج إبراهيم الغربي وابنه الشاب المهندس إبراهيم جورج الغربي اللذين انتقلا إلى رحمته تعالى صباح السبت اثر حادث التفجير الإرهابي."

نقلت وسائل إعلام عربية معلومات عن وكالة "آكي" الايطالية منسوبة إلى معارضين سوريين تفيد بأن التفجير أدى إلى مقتل عميد آخر في المخابرات السورية هو عبد الكريم عباس.

جزمت تقارير داخلية بأن إبن عباس المدعو محمد قُتل في التفجير .

وهكذا،

لم يقم الدليل الساطع على ما يؤكده الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز والرئيس المصري حسني مبارك ...إلا في الأيام القليلة الماضية.

لم يكن أحد  يصدّق أن الرئيس السوري بشار الأسد ،لا يتنفّس بقدر ما يكذب،ولم  يكن أحد يقبل بما يُقال عن أن النظام السوري لا يتحرّك بل يتآمر ،الى  أن وقع التفجير الأخير في دمشق.

لم يصدق النظام السوري بكلمة حيال هذا التفجير...

كان في كل ما فعله مضلّلا ...

وكان المجتمع الدولي بكل ما أصدره من بيانات غبيا...وكان المجتمع السياسي اللبناني بكل ما نطق به "متواطئا"...

وبصراحة كلية وحده "حزب الله"،بدا الى حد ما رصينا ،فأخّر استنكاره الى أكثر من 36 ساعة قبل أن ينضم بخفر الى الركب الإضطراري.

منذ اللحظة الأولى للتفجير في دمشق ،بدا أن وراء الأكمة ما وراءها...

هطلت علينا في "يقال.نت"معلومات من سوريين يؤكدون أن التفجير له رائحة غير الرائحة التي يحاول النظام تشييعها ...قالوا إنه عمل أمني وليس عملا إرهابيا ...قالوا إنه استهداف للبنان ،بصورة أو بأخرى ،فهو يقع بين احتمالين لا ثالث لهما ،فإما التفجير استهدف أمنيين على صلة بملف اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري،وإما هو نتيجة خطأ ما ،جعل سيارة مفخخة مرسلة الى لبنان عبر خط أمني لا يزال مفتوحا-نعم لا يزال مفتوحا-  تنفجر وهي تخرج من المقر التي جرى تفخيخها فيه .

وثمة شهود عيان تحدثوا باكرا عن أن السيارة التي انفجرت شوهدت تخرج قبل لحظات من مقر "ثكنة الدوريات"التابعة لفرع فلسطين في المخابرات العسكرية السورية .مصادفة :العميد الذي مات في التفجير مهندس!)

وحاولنا ،منذ الساعات الأولى ،أن نُهدّئ اللعبة التي كانت محبوكة ضد لبنان .

ففي دمشق ،تمّ استدعاء جميع العاملين في غرفة الدعاية التي تشرف عليها بثينة شعبان في القصر الجمهوري السوري.

أخذوا الأمر :إتهموا لبنان،فما حصل عندنا هو 11 أيلول سوري ولبنان هو أفغانستان .ركزوا على الشمال فهو قندهار .أضربوا المملكة العربية السعودية فهي مموّل"طالبان لبنان".

وهطلت علينا المقالات والبيانات والتسريبات .لم يبق غبيا إلا ونظّر.لم يبق عميلا إلا واستشرس.لم يبق متواطئا إلا وباع روحه .لم يبق مجرما إلا وحرّك ماكينته .تكاملت الصورة :قصف عشوائي على لبنان ،نبوءات في "الديار" و"الأخبار" المرتميتين بحضن مخابراتي سوري،وتفجير سريع لاحق في طرابلس.

وهكذا  ...

الحقيقة كانت في مكان آخر...وحده الكذب كان نتاجا يوزع على اللبنانيين والسوريين .

ولكن ما هم ،فالحقيقة لا قيمة لها ...طالما هناك قدرة على تسييد الإنطباع، بدعاية سوداء.

الإنطباع أقوى من الحقيقة ...

الحقيقة تقول إن النظام السوري كذّب بكل ما نطق به ...الإنطباع يقول إن سوريا كانت ضحية عمل إرهابي.

الحقيقة تقول إن النظام السوري يريد استهداف لبنان ...الإنطباع يقول إن سوريا ضحية استهداف اللبنانيين.

الحقيقة تقول إن سوريا تستبيح حدودنا وتستعملها معبرا لإرهابيين والمتفجرات والأسلحة ...الإنطباع يقول  إن لبنان يستبيح الحدود السورية ويرسل اليها السيارات المفخخة .

الحقيقة تقول إن النظام السوري لا يستخدم إلا المضللين وبائعي الذمة والعملاء...والإنطباع يقول نحن المأجورون والجواسيس والمتآمرين .

الحقيقة تقول إن النظام السوري يفعل كل شيء للعودة الى ديارنا ...والإنطباع يقول إن هذا من حق الضحية .

الحقيقة تقول إن النظام السوري لا عمل له إلا تصفية عوامل قوتنا ...والإنطباع يقول إننا ضعفاء ومتهاونين .

الحقيقة تقول إن لا بد من التنبه على مستقبل لبنان ...والإنطباع يقول"عمرو ما يرجع ".

 

مصالحة ام ارتكاس؟

غسان جواد ، الاربعاء 1 تشرين الأول 2008

في حين يجري الحديث عن مصالحة مسيحية - مسيحية، على ايقاع المصالحات التي يشهدها لبنان هذه الايام. من المفيد مناقشة هذه المسألة من جوانب وزوايا مختلفة. حيث تبدو مطالبة المسيحيين إجراء مصالحة بينهم، نوعا من انواع طلب التماثل والتماهي مع المسلمين في حذو هذا الامر. والواقع ان لهذه القضية وجهين وأكثر. وجه آني يتعلّق بترميم العلاقات المسيحية - المسيحية، ووجه متصلٌ بتاريخ وسلوك المسيحيين السياسي والاجتماعي منذ القدم.

ليس سرًّا ان المسيحيين في تاريخهم اللبناني الحديث لم يعقدوا لزعامة واحدة. ففي أعقد الازمات التي واجهوها كانوا يعبّرون عن انفسهم من خلال التحزب لأكثر من زعامة وأكثر من حزب. وذلك بخلاف المسلمين على تنوع طوائفهم، حيث عقد الدروز في الازمات لزعامة واحدة بنسبة كبيرة، ولم يشذ الشيعة والسنة عن هذا السلوك في محطات كثيرة من التاريخ الحديث، واخر مظاهر هذا السلوك بروز احادية في الزعامة لدى الطوائف الاسلامية الثلاث، تعبّر عن استقطاب طائفي قائم على الخوف من الاخر وعلى عصبية مذهبية - اجتماعية لها ما يسندها في ثقافة وظروف تلك الطوائف.

أما مرد التعدد في الحزبية المسيحية فيعود لعوامل كثيرة، أبرزها ارتفاع منسوب الحرية الفردية، والتعلّم والتماثل الثقافي مع الغرب. وقد تكون هذه الصفات مفيدة ودافع غنى وحركة في المجتمعات "الطبيعية"، وليست كما يحاول البعض وصفها بلغة شعبوية على انها انقسام وترد وغير ذلك من ضغوط تمارس على المجتمع المسيحي. وجل هذه الضغوط اليوم سياسية ولا تأخذ في الاعتبار معنى التعدد والتنوع ضمن الفريق الواحد او المجتمع الواحد. وبدل ان ندعو الى نبذ الاحادية عند المسلمين، نجد انفسنا امام خطاب يريد للمسيحيين الارتكاس من التعدد الى الاحادية، على ما عمل ويعمل الجنرال ميشال عون وبعض حلفائه العشائريين امثال سليمان فرنجية وغيره. وهذه الدعوة التي تحمل شكل الوئام ومنع التصادم بين المسيحيين، انما تستبطن في مضمونها نزعا لتراث ثقافي مسيحي قائم على ما ذكرنا من اتاحة اكثر من خيار وفكرة ضمن الفريق الاجتماعي المنسوب دينيا الى المسيحية والممارس للسياسة ضمن اطر وتوجهات متعددة.

على هذا الفهم للتاريخ المسيحي في لبنان، نبني موقفنا من مسألة المصالحة المسيحية - المسيحية، التي تجري الدعوة اليها اليوم. لا بأس في تنظيم الاختلاف، ولا ريب في منع التصادم والاختلاف ضمن الوحدة والتعدد. وهنا في امكاننا الدخول الى الآني واليومي لنلاحظ ما يلي:

ان رمي الكرة عند رئيس الجمهورية ميشال سليمان وطلب رعايته "للمصالحة"، انما تحمل محاولة لإفشال الرئاسة في ملف معقّد. وذلك في محاولة لنزع الورقة المسيحية من يد الرئيس، والادعاء بتمثيلها حصرا. وقد يكون الجنرال ميشال عون اكثر المستفيدين من وضع الرئاسة في موقع "الضعيف" مسيحيًا، وغير القادر على ادارة ملف حيوي بالنسبة اليهم. اما الاسباب فربما تكون انتخابية من جهة، وسياسية من جهة اخرى، بحيث يريد الجنرال ومن معه التأكيد دائما انه كان "الأحق" بالأمر من غيره، والمقصود هنا بلا شك رئاسة الجمهورية.

اما "تحييد" بكركي عن رعاية المصالحة، فيعني في ما يعنيه محاولة دقّ اسفين بينها وبين الرئاسة الاولى، وجعلها في صراع على المرجعية المسيحية معها. وكذلك "معاقبتها" على المواقف السيادية والاستقلالية التي دأبت على اطلاقها منذ تنكبها المواجهة مع الوصاية السورية ورموزها اللبنانيين امثال الزعيم العشائري سليمان فرنجية. وقد دأب فرنجية على اتهام بكركي بعدم الحياد، والمقصود في رأيه عدم مباركتها لخيار التحاقه بسوريا خلافا للمزاج المسيحي الاستقلالي العام. اما نتيجة افشال الرئاسة وتحييد بكركي، ضرب اهم موقعين مسيحيين سياسيا ومعنويا. عندها تخلو الساحة لجنرال طامح بالرئاسة الى الابد، ولزعيم قبيلة اطلق عليه انصاره لقب البطرك ذات يوم عندما هتفوا:" انت البطرك يا سليمان".

مصالحة مسيحية نعم.. اما دفع المسيحيين الى خيانة تاريخهم، يجعلنا حقيقة نخاف على  "نكهة" الكيان كما ارادها المؤسسون، وفي مقدمتهم المفكرون ورجال الدولة المسيحيون.

 

المعلم أبلغ رايس عدم نية سورية العودة عسكرياً إلى لبنان أو عبور حدوده...

دمشق تطلب من بيروت تنسيقاً أمنياً لضرب «التكفيريين» ومكافحة التهريب

بيروت - محمد شقير - الحياة - 02/10/08//

كشفت مصادر ديبلوماسية عربية وغربية معلوماتٍ، لم تنفها جهات رسمية لبنانية، مفادها أن سورية طلبت من لبنان تنسيقاً أمنياً لضبط الحدود بين البلدين يترتب عليه التفاهم على مجموعة من التدابير والإجراءات لمكافحة الإرهاب ووقف التهريب من خلال المعابر غير الشرعية الممتدة على طول الحدود في الشمال والبقاع.

وأكدت المصادر لـ «الحياة» ان سورية قدمت طلبا رسميا الى لبنان في شأن التنسيق الأمني، قبل أسابيع من الانفجار الذي وقع في احد شوارع دمشق السبت الماضي، وان الرئيس السوري بشار الأسد أثار هذه المسألة مع نظيره اللبناني العماد ميشال سليمان في القمة التي جمعتهما في العاصمة السورية في 13 آب (أغسطس) الماضي والتي عقدت بعد ساعات من الانفجار الذي استهدف الجيش اللبناني في ساحة التل في طرابلس. ولم يعرف ما إذا كان الطلب السوري يقتصر على التنسيق أم يتجاوزه الى توقيع اتفاق أمني جديد.

وبحسب المعلومات، نقلاً عن المصادر ذاتها، اثار الأسد مع سليمان ضرورة التوصل الى صيغة رسمية للتنسيق الأمني بين البلدين، وهي الآن موضع تشاور في مجلس الوزراء اللبناني تحضيراً للرد اللبناني على الطلب السوري.

ولفتت المصادر الى أن الطلب السوري للتنسيق الأمني مع لبنان، من خلال الأجهزة العسكرية المختصة في البلدين، تزامن مع حرص دمشق على نفي علمها بكل ما تروّج له بعض الأطراف في المعارضة اللبنانية من أن سورية ستعود عسكرياً الى لبنان عاجلاً أم آجلاً، وأن الانفجار الذي استهدف أخيراً أحد شوارع دمشق من شأنه أن يستعجل هذه العودة. خصوصاً أن الأطراف إياها سارعت الى الربط بين انفجار دمشق من ناحية وبين الانفجار الذي استهدف حافلة للجيش اللبناني في طرابلس قبل ايام من ناحية ثانية.

ونقلت المصادر عن الأسد قوله، في اجتماعاته الأخيرة مع عدد من أركان المعارضة اللبنانية، أن «لا نية بعودة الجيش السوري الى لبنان وان المطلوب الوصول الى صيغة للتنسيق الأمني لا سيما بعد التعيينات الأخيرة في قيادتي الجيش اللبناني والاستخبارات ما يستدعي عقد لقاءات للتعارف أولاً ولعرض الجهود المشتركة لضرب الإرهاب ووقف تهريب السلاح ثانياً».

وإذ تعاملت المصادر مع مبادرة بعض الأطراف في المعارضة الى الترويج لعودة سورية عسكرياً الى لبنان، على أنها من باب التهويل والضغط النفسي على الأكثرية وقواعدها الشعبية في لبنان، توقفت في المقابل أمام ما تسرب عن مداولات في هذا الشأن بين وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ونظيرها السوري وليد المعلم في اجتماع على هامش انعقاد الدورة العادية للجمعية العامة في الأمم المتحدة، وأعقبه آخر بين المعلم ومساعد الوزيرة الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ولش.

وأكدت المصادر أن رايس وولش أثارا مع المعلم ما يشاع عن نية سورية في العودة عسكرياً الى لبنان في ضوء ما تردد بأن فرنسا، ومعها المجموعة الأوروبية، لا تمانعان في تلزيم الأمن في لبنان لسورية. وقالت «ان رايس وولش أبلغا المعلم انه من غير الجائز لسورية أن تفكر بعبور الحدود الى داخل الأراضي اللبنانية لأي سبب كان لأنه يشكل خرقاً للسيادة اللبنانية والقرارات الدولية وتحدياً للمجتمع الدولي وسيترتب عليه دفع أثمان سياسية وغيرها من سورية». وأوضحت أن المعلم استغرب ما يشاع على هذا الصعيد، ونقلت عنه قوله: «نحن لا نفكر أبداً في التدخل إنما نريد تنسيقاً أمنياً بين البلدين لما يربط بينهما من حدود مشتركة، تستدعي التعاون لضبطها ولضرب المجموعات المتطرفة ووقف كل أشكال التهريب».

كما نقلت عن المعلم قوله «إن التنسيق الأمني بين البلدين، ما هو إلا طلب مشروع وهو يجرى في العادة بين الدول حتى لو كانت على اختلاف مع بعضها فكيف إذا كان الطلب يتعلق ببلد شقيق؟».

وبالعودة الى طلب سورية التنسيق الأمني مع لبنان، تحدثت جهات رسمية لبنانية عن أن دمشق باتت أكثر إلحاحاً في هذا الشأن، خصوصاً بعد تزايد عمليات تهريب الأسلحة التي ترافقت مع حصول أكثر من صدام بين «مجموعات تكفيرية» وبين قوات الأمن السورية وأدت الى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.

وأكدت هذه الجهات التي فضلت عدم كشف اسمها أن قيام الجيش السوري مؤخراً بنشر وحدات عسكرية على الحدود الشمالية مع لبنان في مقابل منطقة عكار، جاء بعد حصول صدامات مع مجموعات تصنفها القيادة السورية على انها «تكفيرية» وتسعى الى إثارة البلبلة داخل سورية. وقالت إن قيادة الجيش اللبناني كانت تبلغت من دمشق عزمها على نشر وحداتها العسكرية قبل ساعات من حصوله، ورأت ان اتهام مجموعات «تكفيرية» بالوقوف وراء التفجير الذي استهدف أحد أحياء دمشق يستند الى ما تردد في بيروت عن صدامات حصلت بين قوات الأمن السورية وهذه المجموعات ما دفعها الى توجيه التهمة اليها بتحميلها مسؤولية مباشرة عن الانفجار.

لذلك اعتبرت الجهات الرسمية أن طلب دمشق التنسيق أمنياً مع بيروت سيدرج بقوة على جدول أعمال اللقاءات بين كبار المسؤولين اللبنانيين، بدءاً من مطلع الأسبوع المقبل، بغية بلورة تصور معين يفسح في المجال أمام التعاون لضبط الحدود المشتركة، نظراً الى أن لبنان لا يستطيع تجاوز هذا الطلب وسيلبيه من خلال صيغة متوازنة توفر الحلول لكل ما يشكو منه اللبنانيون من فلتان لا يقتصر على تهريب البضائع وإنما يتعداه الى عمليات التسلل وتهريب السلاح

 

إلى ميشال عون

حسان حيدر- الحياة     - 02/10/08//

بعد «انتفاضة» السادس من شباط (فبراير) 1984 ضد حكم الرئيس امين الجميل، وحتى شباط 1987، تاريخ عودة الجيش السوري الى بيروت، شهد الشطر الغربي من العاصمة اللبنانية، وكان لا يزال مفصولاً قسراً عن شرقها، والعكس صحيح، سلسلة اشتباكات ومعارك بين ميليشيات مختلفة الهوى والانتماء الطائفي، كانت الغالبية العظمى من ضحاياها من المدنيين الابرياء الذين سقطوا في الشوارع او وهم يحاولون الوصول الى منازلهم عبر الحواجز والمحاور والمواقع العسكرية، وإما خطفوا «على الهوية» وقتلوا او احتجزوا الى حين استبدالهم بآخرين لدى الطرف المعادي.

وتبين في ما بعد ان تلك الحروب الصغيرة التي كانت تشتعل بفعل فاعل، كان هدفها اشاعة الفوضى واليأس في نفوس سكان العاصمة، واقناع اللبنانيين بأنهم لا يستسيغون العيش معاً، وان رغبتهم في الاقتتال تفوق بكثير توقهم الى حياة آمنة، وتهيئتهم والعالم لقبول فكرة عودة القوات السورية «الوحيدة القادرة على ضبط الامن». كنت في تلك الفترة اعمل في مؤسسة محلية في بيروت، يقع مبناها في وسط منطقة الحمراء، التي كانت الميليشيات المختلفة تعتبرها «استراتيجية» بسبب كثرة «مواردها» وسهولة جمع «التبرعات» من مؤسساتها. وذات مساء زارنا مسؤول مصرفي كبير كان يحتل موقعاً مهماً في البنك المركزي، وكان على علاقة قديمة بالسياسة. وبعد حوالي نصف ساعة بدأت معلومات ترد عن توتر بين اثنين من الميليشيات، وبدأنا نسمع رشقات نارية بعيدة. قرر الضيف ان يعود الى بيته قبل ان يحتدم القتال، وكان لا يبعد عنا سوى كيلومتر واحد تقريباً، وقال انه سيسلك شارعاً لا يشهد عادة قتالاً وليس فيه مسلحون. لكنه ما ان ابتعد خمسين متراً حتى فوجئ بحاجز لأحد طرفي القتال يطلب منه عناصره ابراز هويته، فعرّف عن نفسه، لكنهم طلبوا هوية سائقه. وعندما عرفوا انه من «الاعداء» انزلوه وعصبوا عينيه وقيدوا يديه، على رغم تدخل المصرفي ورجائه لهم ان يأخذوه بدلاً منه.

وأدى إلحاح الرجل وتمسكه بسائقه بأحد المسلحين الى اطلاق النار بالقرب منه، فهرول عائدا الى مبنى المؤسسة مستغيثاً ببضعة حراس عند مدخلها حاولوا اقناعه بأن الحوار مع المسلحين مستحيل. وبعدما هدأ روعه، بدأت سلسلة اتصالات طويلة ومضنية شارك فيها مسؤولو المؤسسة مع قيادات الميليشيا التي خطفت السائق. وكان المصرفي يردد انه لن يذهب الى بيته الا وقد استعاد السائق، وانه لن يستطيع النظر في عيون اطفاله وزوجته وهو الذي «تسبب» في خطفه عندما انتزعه من بينهم ليرافقه في زيارته.

خمس ساعات ثقيلة مرت الى ان تم «العثور» على مكان احتجاز السائق، وكان ذلك، بحسب رواية قياديي الميليشيا، قبل تنفيذ قرار «تصفيته» بقليل. وعندما وصل برفقة عناصر الميليشيا الى المبنى، هرع الرجل الى استقباله باكيا ومعانقا، وقال: الآن نستطيع العودة الى البيت.

هذا المصرفي صاحب الضمير كان فؤاد السنيورة. فهل نخشى على الخزينة من رجل مثله؟

حتى السوريون، حلفاؤك الجدد الذين لا يطيقون مجرد سماع اسم السنيورة لم يصلوا الى حد اتهامه بالسرقة. ألا قليلاً من التعقل أيها الجنرال

 

الأسد يقدم تبريرات ساقطة لكل سلوكياته فالتهريب "مافيوي" وتفجير دمشق "صنع في فرع فلسطين" والتسلل الإرهابي "وان واي"

النظام السوري والقلق اللبناني من منهجية تضليلية بلا.. قعر

فارس خشّان

المستقبل - الجمعة 3 تشرين الأول 2008 - السلوكيات السورية تجاه لبنان تُثير القلق العميق، ولا تسمح بالنوم على حرير الطمأنينة التي يشعر بها بعض المسؤولين اللبنانيين.

قد يكون مرد هذه الطمأنينة الى قراءة متفرقة للتحركات السورية المتتابعة، في حين أن منبع القلق هو القراءة المتكاملة للتحركات السورية المتتابعة.

فمن يُدقق بالسلوكيات السورية يلاحظ وجود هوة شاسعة بين الوقائع وبين التفسيرات المقدمة.

فتفسير نشر عشرة آلاف جندي على الحدود الشمالية للبنان، من الجانب السوري جاء بداية تحت عنوان التصدي لعمليات التهريب، ولكن من يملك معلومات تفصيلية عن آليات التهريب من لبنان الى سوريا ومن سوريا الى لبنان، يُدرك تماماً أن المافيا الأمنية التي يرتكز عليها النظام السوري هي التي تتولى هذه المهمة الموصوفة في القانون الدولي في إطار الجرائم المنظمة عبر الوطنية.

ويعرف اللبنانيون من يومياتهم أن المازوت السوري، على سبيل المثال، لا يأتي الى لبنان على ظهر البغال وبكميات ضئيلة بل بواسطة مركبات مكشوفة وبكميات كبيرة من خلال المعابر الشرعية، حيث يتكامل التواطؤ المافيوي بين الحدود السورية واللبنانية (مع العلم أن السواح العرب الذين يدخلون الى لبنان برّاً، يشكون وبوتيرة تصاعدية، من طلبات الرشوة المتزايدة، وبطريقة علنية، على الجانب اللبناني من الحدود).

أما السوريون، فيعربون عن اعتقادهم أن السلطات السورية "شرّعت" هذه العملية التهريبية، عندما سمحت لرامي مخلوف أن يقيم، خلافاً لكل المفاهيم والأعراف والأصول، مناطق تجارة حرة على كل المداخل التي تربط سوريا بالدول المحيطة بها ومنها لبنان، ذلك أن هذه المناطق توفر للعابرين من سوريا الى خارجها ومن الخارج الى سوريا بضائع على قدر الحاجة والطلب من أفخر الماركات العالمية بأسعار متهاودة نسبياً، بفعل غياب الضريبة الجمركية، الأمر الذي بدأ يؤثر بشكل حاسم على وضعية كبار التجار السوريين، الذين يتعرضون لأسوأ أنواع المضاربة غير المشروعة، بعدما تولت الأسواق الحرة، توفير ما يحتاجه تجار المفرق في الداخل السوري وفي المناطق المحيطة بالحدود السورية، من بضائع.

وبهذا المعنى، فإن تبرير نشر عشرة آلاف جندي على جزء واحد من الحدود للتصدي لعمليات التهريب هو أمر مثير للسخرية فعلاً.

والتبرير الذي كان محور شكوك كبيرة وحاسمة، سرعان ما انتقل الى مسألة أخرى وهي منع تدفق "الإرهابيين" من شمال لبنان الى سوريا.

وحظي هذا التبرير بدوره بنصيب وافر من الانتقاد، ذلك أنه منذ الخروج السوري من لبنان في نيسان 2005 والشكوى العارمة هي من سماح السلطات السورية للمجموعات الإرهابية بالعبور الى لبنان، فرادى وجماعات، وهذا ما هو ثابت في كل التحقيقات المتجمعة لدى كل الأجهزة الأمنية اللبنانية بدءاً بمديرية المخابرات في الجيش اللبناني مروراً بشعبة الأمن والمعلومات في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي وصولاً الى المديرية العامة لأمن الدولة.

وهذه الحقائق عن مسار التسلل، عادت فتأكدت بتقارير البعثات التي أرسلتها الأمم المتحدة الى لبنان، منذ صدور القرار 1701 حتى عشية انتشار العشرة آلاف جندي على الحدود الشمالية مع لبنان.

ولعلّ المفارقة تبرز، بعد الاطلاع على تقارير تمّ تبليغها شفوياً الى الرئيس ميشال سليمان في قمة الثالث عشر من آب الماضي، بحيث قال الرئيس السوري بشار الأسد إن عملية إرهابية استهدفت مركزاً للجيش السوري على الحدود الشرقية مع لبنان، بالتزامن مع الهجوم الذي تعرض له المركز اللبناني في الهرمل وأدى الى استشهاد جندي من الجيش اللبناني.

إذاً، وبغض النظر عن صحة الاتهام للمجموعة التي اقترفت الجريمة على الجانب اللبناني من الحدود وعن صحة الواقعة أصلاً لما رواه الأسد عما حصل على الجانب السوري، فإن المنطق يستدعي انتظار انتشار هؤلاء الجنود على الجانب الشرقي من الحدود أي على مستوى البقاع وليس على مستوى الشمال.

وبهذا المعنى، فإن الإطمئنان الرسمي اللبناني الى الانتشار السوري على الحدود مع لبنان هو اطمئنان الى رواية الأسد، وليس الى واقع الحال مطلقاً.

وعلى هذا الأساس، ومع الهوة الشاسعة التي تفصل بين المنطق وبين الرواية يمكن التطلع بإمعان الى ما يقوله العائدون من استدعاءات الأسد، فهؤلاء، وما إن تدخل سياراتهم الى الجانب اللبناني من الحدود يبدأون باتصالات محور الحديث فيها تأكيدهم أن الأسد عاد الى مناخه اللبناني الذي كان عليه قبل نيسان 2005، لا بل إن بعض هؤلاء ينظّر لمهمة ينتدب الأسد نفسه لها على مستوى الشمال اللبناني، حيث يريد أن يأخذ لنفسه الحق الذي تأخذه تركيا في شمال العراق، حيث يتصوّر أن سنة الشمال هم أكراد الشمال، مما يمكنه "على الطريق" من أن يفرض وقائع سياسية جديدة من شأنها أن تُحدث التغيير المرجو في لبنان، بنقل الأكثرية من قوى الرابع عشر من آذار الى قوى الثامن من آذار.

ولأن الطموح الأسدي بهذا الوضوح، فإن المرتبطين بدمشق يجزمون بأن مصالحات الشمال ليست سوى هدنة هشة جداً، تهدف الى تمكين عملاء سوريا من إعادة تمتين أوضاعهم، ليس لينقضوا على الجماعات المؤيدة لقوى الرابع عشر من آذار، بل على تجمعات علوية حيث يرتكبون مجازر تُعطي الأسد مبرر تحريك العشرة آلاف جندي نحو الداخل اللبناني، خصوصاً بعدما نجحت ماكينته التضليلية المتكاملة في تكوين انطباع عن أن الشمال بات بؤرة قندهارية في "بلاد الشام".

وهنا، يُصبح ملحا طرح سؤال علمي ودقيق على قيادة الجيش اللبناني عموماً وعلى مديرية المخابرات فيها خصوصاً، يتمحور حول المعلومات المكوّنة لديها عن جريمة تفجير حافلة 13 آب المدنية في طرابلس، حتى يطمئن المسؤولون اللبنانيون الى توجيه اتهام نحو مجموعة محددة بارتكاب جريمة حافلة الثلاثين من أيلول العسكرية ويتمكنون من أن يفتوا بأن جريمة طرابلس منفصلة عن جريمة دمشق؟

ويأخذ هذا السؤال مشروعيته، بعدما أوضحت الأيام القليلة الماضية أن السلطات السورية لم تقل كلمة حق واحدة بخصوص انفجار دمشق، بل مارست أكبر عملية تضليل عرفها حادث إرهابي على الإطلاق، الأمر الذي يسمح حالياً بالسؤال عن مسؤولية النظام السوري بالذات حيال هذا التفجير.

وفي هذا السياق، ومن دون الدخول بتغيير التوقيت ولا بإخفاء أسماء كل القتلى باستثناء خمسة ولا بردم الهوة فوراً وسحب السيارة، إدّعى النظام السوري أن التفجير وقع في شارع مكتظ بالسكان المدنيين، فإذا به أصاب ثكنة "قسم الدوريات" في فرع فلسطين التابع للمخابرات العسكرية السورية، كما ادعى النظام أن ضحايا التفجير "كلهم مدنيون" ليتضح باعتراف رسمي جزئي لاحق بأن بين القتلى عميداً في الجيش السوري وملازماً يعمل معه وابن العميد، في حين تؤكد المعلومات الواردة من سوريا أن هناك أكثر من 12 قتيلاً من الجيش السوري ونحو ثلاثين جريحاً، ومن بينهم عميد ثان في الجيش السوري مشتبه به في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

وإذا كان لا بد من تصديق معلومة واحدة صدرت لاحقاً عن المخابرات السورية، فهي تلك التي أشارت الى أن السيارة المفخخة لم تكن معدة للتفجير بالقرب من المركز الأمني. وهذه معلومة صحيحة، بالاستناد الى خلفية معلوماتية تؤكد أن السيارات التي يتم تفخيخها على أيدي المجموعة الهندسية في المخابرات العسكرية السورية في مقر "قسم الدوريات" يتم إرسالها فوراً الى لبنان، عبر الخط الأمني المفتوح بين البلدين، والذي حلّ محل الخط العسكري السابق، ما يعني أن السيارة المفخخة انفجرت عند خروجها من "قسم الدوريات"، بسبب تعرضها لصدمة قوية كارتطامها بشاحنة، فحصدت من حصدت من بين المجموعة التي أشرفت على تفخيخها، ورسمت خط سيرها وطريقة تفجيرها، وكلهم جنود وضباط مهندسون.

أمام هذه الصورة المتكاملة التي تركز بالتضليل على الواقع اللبناني، يبدو مستحيلاً على أي مسؤول لبناني، أن يطلب من اللبنانيين الاطمئنان، لأن التجربة اللبنانية أظهرت مفارقة غريبة، فكل من يتواصل مع الرئيس السوري بشار الأسد يتعرّض منطقه الوطني لعملية تسميم ممنهجة قد يكون مردها تلك اللثغة الطفولية في كلامه، في حين أن عارفي حقيقة مخططاته التي لا تحيد عن حلم العودة الى لبنان، فجميعهم إما من أولئك الذين يحذرون الرجال الذين يتسترون بأداء طفولي وإما من أولئك الذين يقرأون المستور من خلال الأعمال وليس من خلال ألفاظ نمت على نمط متمادٍ من التضليل.

 

أبي عاصي إلى الفاتيكان وخوري يحضر لزيارة سليمان

المستقبل - الجمعة 3 تشرين الأول 2008 - غادر بيروت امس، مدير عام القصر الجمهوري السفير ناجي ابي عاصي متوجها الى الفاتيكان، عشية انعقاد سينودوس الاساقفة والكرادلة برئاسة قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر في حاضرة الفاتيكان في 5 الجاري والذي يشارك فيه البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله بطرس صفير الذي يتوجه اليوم الى عاصمة الكثلكة، وذلك لوداع المسؤولين هناك بعدما تم نقله من منصبه كسفير لدى الكرسي الرسولي الى المديرية العامة للقصر الجمهوري.

ويتوقع ان يتوجه الى روما نهاية الاسبوع السفير الجديد العميد جورج خوري، وذلك في اطار التحضيرات الجارية للزيارة المرتقبة لرئيس الجمهورية ميشال سليمان الى الفاتيكان وروما في 26 و27 و28 الجاري وإعداد الملفات اللازمة، تحضيرا للمحادثات التي سيجريها الرئيس سليمان مع المسؤولين في حاضرة الفاتيكان

 

حتى لو انضم بن لادن إلى 14 آذار (!) لن يعطى "التفويض الدولي" لسوريا

النظام المصنّف على لائحة الإرهاب معنيّ فقط بلجم إرهابه

المستقبل - الجمعة 3 تشرين الأول 2008 - وسام سعادة

ثمّة طروحات لا ينفي خبثها حقيقة ما يعتريها من مسّ جنون. من هذه الطروحات أن "سوريا بصدد العودة إلى لبنان" أو أنّ "الأقضية الأربعة بصدد العودة إلى سوريا". فالـ"عودة إلى لبنان" ما زالت تدغدغ عقل الحاكم في سوريا وهو يتصور أن المجاهرة بذلك يقوّيه وأن نجاحه في ابقاء المسألة قيد التداول وموضع الأخذ والرّد بين الفينة والفينة من شأنه أن يؤهّله للنفاذ مجدّداً إلى الواقع اللبناني ونيل تفويض جزئي يتكفّل لاحقاً بتوسيعه وإطالة مدّته.

الحاكم السوري يعامل نفسه على أنّه "منفيّ" عن لبنان. لا ينفكّ يردّد لندمائه وخلاّنه أن سنوات "نفيه" القسري هذه انعكست شقاء على اللبنانيين وأنّه لأجل ذلك "عائد". فالـ"الفراغ" الذي نشأ بسبب جلائه المتسرّع عن لبنان همّت بشغله "مجموعات متطرفة" تتعاطى "الإرهاب الدولي" ويشكّل التخلص منها عنصر تقاطع موضوعي بين المصالح الإقليمية والدولية. إذاً فغلطة الإستقلال اللبناني بألف وقد بات من الممكن تنعّم الحاكم السوري بتوكيل دوليّ جديد يطلق حركته في لبنان. هذا ما يريد الحاكم السوريّ أن نظنّه، إذ هو يأمل أن يسارع اللبنانيون، بكل أطيافهم، إلى منحه هذا التوكيل بأنفسهم، قبل أن يضطروا لذلك بضغط من المجتمع الدولي في ما بعد.

كل هذا السيناريو يجمله الحاكم السوري تحت يافطة "مكافحة الإرهاب" مع أنّ نظامه ـ وليس لبنان ـ هو المدرج تقليدياً على لوائح مساندة الإرهاب، وهو الذي توجّه إليه الإتهامات بإرتكابات في سني وصايته على لبنان، والمحكمة المعنية بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري والجرائم الأخرى المتسلسلة من بعدها ما كانت لتكون "دولية" لولا أنّ الجريمة الكبرى حدثت في ذروة عهد الوصاية.

ولا شكّ أن الحاكم السوري "يستوحي" شيئاً ما من تجربة الحرب الرّوسية على جورجيا أو حتى من تجربة التوغّل العسكري التركي في شمال العراق، لكنه حتى في هذا المجال تبقى مهمّته اللبنانية أكثر من مستحيلة: فروسيا دخلت إلى المناطق "الإنفصالية" في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا ولم تطل المكوث في المناطق المحض جورجية، في حين أن ما يطالب به الحاكم السوري هو الإنتشار في مناطق 14 آذار وليس أبداً في المناطق الموالية لـ 8 آذار. أما تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي فلم تنجح في الحصول على ضوء أخضر حقيقي يسند حملتها على تنظيم مصنّف إرهابياً كـ"حزب العمّال الكردستاني" الذي كان للنظام السوري باع طويل في ايوائه ثم إسهام خاص في تسليم زعيمه.

يزيّن الحاكم السوري لنفسه أن ما يطالب به في لبنان أمر تطبع عليه العالم في السنوات الأخيرة. لكنه لا يلبث أن يصطدم بواقعة أن ما يطالب به هو "سابقة" بكل المعايير: دولة مصنّفة على لائحة مساندة الإرهاب تطالب بالدخول إلى دولة ليست مصنّفة كذلك وتحت حجّة مكافحة الإرهاب. صحيح أن سوريا مطالبة دولياً بمكافحة الإرهاب إنما من خلال الإقلاع عن ايواء جماعاته أو توجيهها وليس من خلال تصديره بطرق جانبية وتحت شعار "مكافحته" عند الغير.

بيد أن الخطاب الرسمي في سوريا لا يهتم بهذه المفارقات. الأساسي عنده أنّه ما زال قادراً على طرح شعار "العودة إلى لبنان" في سوق التداول. هذا الخطاب يدرك تماماً أنّ نظامه سيعاقب إن حاول الدخول مجدّداً إلى لبنان، لكنه يدرك في المقابل أنّه لن يساءل إن ظلّ يلوّح بـ"تفويض" وهمي أعطي له للنفاذ إلى الوضع اللبناني. ولكن على افتراض أن سوريا أعطي لها مثل هذا التفويض لمكافحة التطرّف في شمال لبنان، ما هي قلاع "السلفية" التي ستواجهها؟ "تيار المستقبل" و"القوات اللبنانية" و"الكتائب اللبنانية" و"التقدمي الإشتراكي" و"الوطنيون الأحرار". لقد أفرغ الإعلام الحربي المتسورن المفردات من دلالاتها. وتهمة "السلفية" صار هذا الإعلام يستخدمها بما يثير الشفقة على كتّابه، والصحف الصفراء التي أمضت وقتاً طويلاً وهي تحاول التوفيق بين يسار "مناهضة العولمة" وبين ثقافة العمليات الإنتحارية صار شغلها الشاغل اليوم توجيه التهمة للطائفة السنّية بمجموعها على أنّها "سلفية"، بل صار لفيف 14 آذار بأسره يوصف بالـ"السلفي". نحن في زمن يحسب أشياع سوريا فيه أنطوان زهرا ونايلة معوض في عداد "السلفيين" فيما يعدّ خالد مشعل "تقدمياً" و"مادياً جدلياً".

كثيرون يتصوّرون في العالم الثالث أن السائح الأوروبي طيّب القلب ويمكن بيعه أي شيء. لكن أنظمة قليلة في العالم الثالث هي التي تتصوّر أنّ الدول الكبرى هي مثل هذا السائح الساذج ويمكن تسويق أي شيء لنيل تفويض منها، حتى لو كان هذا الشيء على شاكلة التدخّل في لبنان لمكافحة "الإرهاب السلفي الإسلامي" للقوات والكتائب والوطنيين الأحرار وحماية العلمانية المدنية ممثلة بحماس وحزب الله. طبعاً البعض في الإعلام الحربي المتسورن وجد النكتة سيئة التجهيز فأضاف عليها أن "قوى 14 آذار" باتت منفتحة هي الأخرى على التدخّل السوري للجم حزب الله. هنا يتداعى الخبث ويظهر نقياً خالصاً مركّب العته والجنون.

عندما يفكّر النظام السوري بمكافحة الإرهاب كذريعة للتدخّل في لبنان، وعندما يخلط الإعلام الحربي المعاون له بين تراث ابن تيمية وابن القيم وبين تراث مار يوحنا مارون ومار سمعان العمودي فإن المسألة تقارب أولاً من زاوية الطب النفسي. أما على صعيد الواقع السياسي فحتى لو أعلن الشيخ أسامة بن لادن انتماءه شخصياً إلى حركة 14 آذار فلن تستطيع سوريا أن تنتزع مثل هذا "الضوء الأخضر". حال سوريا اليوم كحال بائع جوّال يبيع مستحضراً يعرف الجميع أنه فقد صلاحيته منذ وقت طويل: العالم ما عاد يخاف بن لادن. العالم يتحضّر لمعالجة مشكلة مختصرها محمود أحمدي نجاد. والمطلوب من سوريا أميركياً وأوروبياً اليوم إشارات معينة على خط العلاقة التي تجمعها بنجاد وليس على صعيد محاربة بن لادن في لبنان!.

 

شمالستان!

المستقبل - الجمعة 3 تشرين الأول 2008 - "أبو رامز"

يحق لأي انسان طبيعي (يا إخوان) ان يلتمس الحلم للابتعاد عن الواقع خصوصاً إذا كان واقعه من ذلك النوع الذي يوضع في خانة الكارثة. وطبيعي أكثر ان يهرب رجل السلطة الى الحلم ممارساً فيه ما ليس بمقدوره أن يفعله عملياً وواقعياً (تصوروا ذلك)... وطبيعي ايضاً ان يعود طيف صدام حسين ليغط في أحلام الطغاة والمنتفخين بالأفكار الغلط والممارسة الغلط، والمأسورين بأفعالهم وتبعاتها المدمرة... مع قليل من التذاكي والكثير من قصر النظر.

وطبيعي على الجانب الآخر، ان يحضر طيف صدام ومصيره في مواجهة أحلام هؤلاء، وان تحضر قبله حالة الامبراطورية السوفياتية العظمى (هل تذكرون) عندما دخلت الى افغانستان في نهاية السبعينيات من القرن الماضي... وهنا تصير المقارنة هي أول الكلام وأصله وفصله وأم التنظير وأبوه و"سليلته" كلها.

فوارق كثيرة مركونة في التفاصيل بين الحالتين السورية والسوفياتية واللبنانية والافغانية، غير ان الخط العريض يأتي من منبع واحد. منبع التدخل في اراضي الغير بحجة الحفاظ على الأمن القومي للمتدخل وإبقاء الخطر في أرضه كي لا يتوسع ويتمدد... وصفة مثالية لجنون العظمة، فكيف اذا كانت تلك العظمة (في حالة الشقيقة) وليدة عجز الآخرين عن مجاراة الارهاب بالارهاب والقتل بالقتل والسيارة المفخخة بمثلها عدا عن كل ضروب المتاجرة والمساومة والبيع والشراء في سوق بلا أخلاق.

الاتحاد السوفياتي المرحوم يا إخوان، كان دولة عظمى بكل ما في الكلمة من معنى، لكنه في اللحظة التي دخل الى افغانستان، ادخل معه من حيث لا يدري، سوسة القضاء على نظامه في موسكو وتفتيته ودحره مع كل جبروته مرة واحدة والى الأبد، والعراق لمن يذكر كان قوة اقليمية عظمى، فيها جيش جرّار ونفط وماء وتصنيع عسكري متقدم... ومليون شاعر، لكنه في اللحظة التي دخل الى الكويت صار في خانة "كان"، الفعل الماضي الناقص المنصوب بالفتحة.. والمحروق بالنار والحصار والدمار. فكيف الحال إذن مع سوريا الشقيقة وهي التي تعرف قبل غيرها، ويعرف الجميع واقعها وظروفها؟؟؟

يحق للرئيس السوري ان يحلم كيفما يشاء وان يضع نصب عينيه المقارنات المعروضة سالفاً محاولاً ايجاد مخرج من ورطة النتيجة النهائية المماثلة.. لكنه هذه المرة يصطدم وسيصطدم بواقع تغيّر الدنيا و"الظروف الذاتية والموضوعية". فلا لبنان هو ذاته، ولا العرب والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وحتى روسيا، هي ذاتها، عدا عن كل ذلك وقبله ربما، فان شمال لبنان لن يحرق أرزه كي يتدفأ في شتاء الاحتلال، بل سيحرق اشياء اخرى ستكون كافية بالتأكيد لتجعل منه شمالستان وحسب!.

 

الأسد يغادر الإرهاب إلى الإرهاب وبالإرهاب

أديب طالب (*)

المستقبل - الجمعة 3 تشرين الأول 2008 -

في القمة الرباعية (ساركوزي، أردوغان، أمير قطر، الأسد) سلّم الرئيس الفرنسي الرئيس الأسد تفويضاً أوروبياً لسوريا لمكافحة الإرهاب. واستلم الأسد التفويض في ظل تحذير فرنسي ـ تركي ـ اسرائيلي بضرورة الابتعاد عن ايران وبمدى أهمية السير قدماً في المفاوضات الاسرائيلية ـ السورية. وكان من استجابات النظام السوري: تعهده أولاً بعدم المساهمة بأي حرب ضد الاسرائيليين. وثانياً بمنع تدفق الأسلحة لذراع إيران في لبنان، ومنع هذه الذراع من شن أي هجوم محتمل تجاه الدولة العبرية. وثالثاً إحباط عدد من عمليات خطف ضباط اسرائيليين وذلك بنقل معلومات مفصلة عن تلك العمليات؛ علماً أن أولئك الضباط يعملون في تجارة الأسلحة دولياً، وقد أشارت صحيفة (هآرتس) لهذه الاستجابات في عددها الصادر في 28/9/2008.

تفجيران ارهابيان بفارق 48 ساعة، الأول قبيل الساعة الثامنة من صباح السبت 27/9/ في دمشق قرب فرع الدوريات الأمنية التابع لفرع فلسطين؛ أسفر عن 17 قتيلا و14 جريحا، وكان على رأس القتلى العميد عبد الكريم عباس نائب رئيس الفرع وأحد المشار إليهم في قتل الشهيد الرئيس الحريري، وقد استدعي من قبل لجنة التحقيق في جنيف. أما التفجير الثاني فكان حوالي الثامنة صباحاً في 29/9/ في طرابلس استهدف سيارة نقل عسكرية لبنانية استشهد فيها أربعة عسكريين ومدني وجرح خمسة وثلاثون.

حول التفجير الأول:

أشارت الصحف السورية الى ان الارهابيين أتوا من لبنان. والصحافية البعثية سعاد جروس قالت في تحقيقها المموه الى صحيفة "الشرق الأوسط" في 29/9/ نفس الاشارة.

المواقع الالكترونية السورية الأمنية والتي تشرف عليها مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان قالت: "ان مصدر السيارة المفخخة بـ200 كغ من المتفجرات مصدرها (قب الياس) في البقاع أو مدينة طرابلس في الشمال اللبناني".

فضائية "سي ان ان" الأميركية نقلت عن وكالة "سانا" ان التحقيقات الأولية أشارت الى أن السيارة المفخخة المستخدمة في الهجوم من نوع "جي أم سي سوبريان" خمرية اللون وعلى جانبها خط ذهبي (لاحظوا الدقة البالغة)، دخلت سوريا وبأوراق نظامية في السادس والعشرين من أيلول عن طريق مركز حدودي لدولة عربية مجاورة (لبنان) وأن ارهابياً يقود السيارة وقد قام بتفجير نفسه بها. وأشارت الى أن ثمة تحقيقاً يجري حالياً للتأكد عبره من هويته من خلال الحمض النووي لبقايا جثته، وأن التحقيقات مع الموقوفين كشفت علاقة منفذ الهجوم الانتحاري بجماعة تتبع لتنظيم تكفيري، جرى توقيف بعض أفراده سابقاً، ولا تزال التحقيقات مستمرة معهم والبحث جار عن متواريين. (أين "ال اف بي آي" من ضباط التعذيب في النظام السوري وتخاطرهم مع الأحياء والموتى"؟.

إذن، الاعلام السوري والديبلوماسية السورية يوحيان بأن شمال لبنان مقر جماعات أصولية متطرفة تصنع الارهاب وتصدره، وأن "حماية الحدود ضرورة لا تقبل الرد على أي تساؤل حول أي تحرك تقوم به قواتنا الوطنية مسلحة كانت أو غير مسلحة ـ الثورة". الاشارة صريحة لمبرر وهدف الحشود العسكرية السورية على بعد 2 كلم من شمال لبنان. وكدليل على صدق التبرير وأحقية الهدف كان التفجير الأول. وعقب 24 ساعة منه تحدث الاعلام السوري عن تهديدات من الخارج، أما الصحف الاسرائيلية فقامت بدورها في دعم ذلك الاعلام على أكمل وجه حين رأت أن دمشق مهددة بسم أفعى احتضنتها، على ذمة صحيفة "اسرائيل هايوم" اليمينية "النظام الذي احتضن افعى الإرهاب يجد نفسه مهدداً بسمها". وأوضح تناغم (اسرائيل هايوم) مع صحيفة "الوطن" السورية (ان هوية القتلة والارهابيين معروفة سلفاً).

لماذا سارعت السلطات السورية الى تنظيف اثار التفجير الاول ورفع مخلفاته فور حدوثه واعادت حركة السير اليه بأقل من ست ساعات؟ لماذا لا تصدر الجهات التي تفجر السيارات في سوريا اي بيانات تدعي فيها مسؤوليتها؟ لماذا لا تكشف عن هويتها؟ الامر المتوافر غالباً في تفجيرات مماثلة في دول اخرى ما عدا لبنان. الجهة المنفذة للارهاب في سوريا ولبنان دائماً غامضة، لماذا سوريا ودائماً محصنة تجاه الارهاب؟.

ثمة علاقة سورية مشبوهة مع المتشددين صانعي الارهاب واكثر من علاقة مشبوهة لدرجة ان النظام السوري له ابداعات ارهابية في العراق ولبنان حصدت الاف العراقيين وزهرة المفكرين والقادة السياسيين في لبنان. التفجير الاول هدف الى كسر تلك العلاقة والى التخلص من تلك الابداعات انياً. هنا سوريا استهدفت نفسها والحقيقة ان النظام السوري استهدف ابرياء سوريين اضافة لشاهد يعرف كثيرا في جريمة اغتيال الشهيد رفيق الحريري. ولقد حصد النظام شفقة دوائر مكافحة الارهاب الدولية، بان كي مون ونيكولا ساركوزي وبقية الجوقة. وصلت الرسالة الى الدوائر الاقليمية والدولية، سوريا مستهدفة ارهابياً من متشددين اسلاميين متاخمين لحدودها (العالم يتضامن مع سوريا صحيفة "تشرين" و(برقيات وصلت للأسد استنكاراً للعمل الاجرامي الجبان، صحيفة "الثورة") وحتى "الأوبزرفر" البريطانية (ربما عبروا الحدود من لبنان)، وأوقح ما في الاعلام السوري ما قاله موقع شام برس "المخابراتي" (سلفيو الشمال اللبناني خطر على المنطقة وصمت السعودية له دلائل).

لقد اكتشف النظام السوري ان سمعته الجيدة في حفاظه على الاستقرار والأمن السوري اقل اهمية من تحسين سمعته كضحية للارهاب بعد ان كان صانعاً ومصدراً له؛ وان عليه ان يقدم سلفاً ولاحقاً مبرراً شرعياً لأي غزو عسكري للبنان وهدفه مشروع جداً بالحفاظ على الامن والاستقرار السوريين المهددين من تدخل لبناني يعمل على زعزعتهما!

النظام السوري وللمرة الأولى يبرئ اسرائيل من التفجير الأول ويتفق مع وزير الاسكان اسحق هرتزوغ "اسرائيل ليست بحاجة الى مثل هذا الحادث". ومع النفي القطعي للدولة العبرية لاي علاقة لها بالتفجير الأول.

النظام السوري وبقفزة ارهابية في دمشق، نقل نفسه من قفص الاتهام الى قبر الضحية وانهمرت دموع المجتمع الدولي حزناً عليه.

حول التفجير الثاني:

الأسد: شمال لبنان قاعدة للتطرف وخطر على سوريا. والتلفزيون السوري دان العمل الاجرامي في طرابلس وتضامن وتعاطف مع لبنان وأكد ان مواجهة الارهاب تتطلب رصّ الصفوف وان الارهابيين يجهلون قوة سوريا وسنقف لهم بالمرصاد.

لن تخفي دموع التماسيح شهوتها في تمزيق الفرائس.

النظام السوري تبرأ من التفجير الثاني والقى التهمة على المتشددين المتطرفين في طرابلس، الامر الذي فعله مع التفجير الأول.

لم تتأخر القفزة الارهابية الثانية وكانت في طرابلس وبعد ثمان وأربعين ساعة من القفزة الارهابية الاولى في دمشق. ما حدث في طرابلس انتقام واستهداف للجيش اللبناني، استهداف وانتقام للعمود الفقري للسلم الاهلي في شمال لبنان وكل لبنان. التفجير الثاني رسالة مفخخة للمصالحات التي بادر إليها الشيخ سعد الحريري، رسالة مفخخة تريد إبقاء لبنان قيد الفتنة والحرب الأهلية.

هل من حقنا أن نقول ان فاعل التفجيرين ارهابي واحد متمرس وخبير؟

هل من حقنا أن نقول ان الأسد يغادر الارهاب الى الارهاب وبالارهاب؟

أم نردد مع سيدنا المتنبي:

وتنبئك الأيام ما كنت جاهلاً

ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

(*) معارض سوري

 

خسر "حزب الله" معركتين اساسيتين فتصالح مع خصومه

استطلاع دولي: اللبنانيون في غالبيتهم الكبرى مع الاستقلاليين

بقلم عبد الكريم أبو النصر     

"ثلاثة عوامل اساسية دفعت حزب الله الى مد جسور التلاقي والتصالح مع خصومه السياسيين وابرزهم سعد الحريري ووليد جنبلاط، هي الآتية:

اولا، ان حزب الله يتخوف جديا من تطورات اقليمية خطرة تنعكس سلبا على مختلف الافرقاء في لبنان مما يتطلب تهدئة امنية – سياسية واسعة، ويرافق ذلك ادراك الحزب ان سلاحه يضعفه داخليا وان هذا السلاح لن يحقق له المكاسب السياسية والشعبية التي يطمح اليها.

ثانيا، حزب الله ادرك انه ليس قادرا على الغاء افرقاء لبنانيين اساسيين او على تجاوزهم او على فرض مطالبه عليهم بالقوة لذلك اختار الانتقال من حال المواجهة الى حال التقارب التدريجي مع خصومه السياسيين من اجل طمأنة اللبنانيين عموما وتأمين اجراء الانتخابات النيابية المقبلة في ربيع 2009 في افضل الظروف الممكنة.

ثالثا، حزب الله يريد، فعلا ومن دون اعلان ذلك صراحة، التهرب من الموافقة على تبني اسراتيجيا دفاعية حقيقية وجدية في مؤتمر الحوار الوطني تؤدي الى وضع سلاح الحزب في تصرف الجيش والى تخلي الحزب عن قرار الحرب لمصلحة الدولة. ويرى حزب الله ان ايجاد مناخ ايجابي جديد مع خصومه قد يساعد على تجنب حدوث ازمة سياسية كبرى نتيجة موقفه السلبي من الاستراتيجيا الدفاعية مما يضعف اكثر حينذاك موقعه وموقع حلفائه في الانتخابات المقبلة".

هذا ما كشفته لنا مصادر ديبلوماسية اوروبية وثيقة الاطلاع في باريس، واوضحت "ان السلاح لن يجعل حزب الله وحلفاءه يكسبون الانتخابات المقبلة، بل اظهر تطور الاحداث ان الاستقلاليين غير المسلحين هم اقوى سياسيا وشعبيا من حزب الله وحلفائه المسلحين.

واكدت المصادر ان تقويما اجرته اخيرا جهات اوروبية رسمية معنية بالملف اللبناني ركز على المسائل الاساسية الآتية:

اولا، ان سلاح "حزب الله" اضعفه سياسيا وشعبيا لان لبنان بتركيبته الطائفية والاجتماعية والبنيوية وتعدديته السياسية والثقافية ليس قادرا على تحمل سطوة تنظيم مسلح واحد وخصوصا اذا كان يمثل فعلا طائفة معينة.

ثانيا، ان سلاح الحزب لم يعد في خدمة مشروع وطني داخلي منذ تحرير الارض اللبنانية المحتلة عام 2000، بل اصبح خصوصا في خدمة مشروع خارجي اقليمي يهدف الى ابقاء لبنان ساحة مواجهة مفتوحة مع اسرائيل واميركا ودول اخرى لاستخدامها او للمساومة عليها لمصلحة سوريا وايران. واللبنانيون في غالبيتهم الكبرى، يرفضون هذا المشروع الاقليمي لانه يلحق اضرارا هائلة بهم.

ثالثا، من الواضح لجميع المعنيين بالامر انه يمكن استعادة ما تبقى من اراض لبنانية محتلة، اي مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من قرية الغجر، بالوسائل الديبلوماسية، ويمكن كذلك تسوية المشاكل العالقة مع اسرائيل بالوسائل الديبلوماسية، كما تفعل سوريا، وبالاعتماد على مساعدة الامم المتحدة والدول الداعمة للبنان المستقل، ولذلك ليست ثمة ضرورة لبنانية لاستخدام السلاح لتحقيق هذه الاهداف.

رابعا، ان سلاح "حزب الله" لم يعد يحمي اللبنانيين اذ تم استخدامه في الصراع السياسي الداخلي، وخلافا لكل تعهدات الحزب المعلنة، من اجل محاولة الحاق الهزيمة بالاستقلاليين خصوم الحزب وحلفائه، وهذا ما يهدد السلم الاهلي والوحدة الوطنية ويثير مخاوف عميقة لدى الكثير من اللبنانيين بمن فيهم الشيعة. وهذا الواقع ينعكس سلبا، في حال استمراره، على صورة الحزب وموقعه وشعبيته.

معركتان خسرهما "حزب الله"

ضمن هذا الاطار اكد لنا خبير فرنسي بارز في شؤون الحركات الاسلامية زار لبنان مرارا، ان "حزب الله" خسر معركتين اساسيتين مرتبطتين بسلاحه منذ الانسحاب السوري من هذا البلد في نيسان 2005:

المعركة الاولى هي معركة حماية لبنان وردع اسرائيل. فقد تمكن "حزب الله"، وبالتنسيق مع سوريا وايران، من جر اسرائيل الى المواجهة المسلحة في تموز 2006 حين هاجم دورية اسرائيلية خارج "الخط الازرق" المعترف به دوليا فأسر اثنين من افرادها وقتل آخرين. ونجح الحزب في تسجيل انتصار امني معنوي كبير على الدولة العبرية خلال هذه الحرب، اذ ان افراده قاتلوا جنودها بشراسة وشجاعة كما انه تمكن من قصف مدنها وقراها ومنشآتها بآلاف الصواريخ والقذائف.

لكن حزب الله لم يحقق بسلاحه الهدف الاساسي والحيوي وهو حماية لبنان واللبنانيين من الهجمات الاسرائيلية التي الحقت دمارا هائلا بمناطق عدة، وكبدت اللبنانيين خسائر بشرية ومادية ليس لها سابق منذ سنوات. ولم يتمكن سلاح الحزب ايضا من ردع اسرائيل، او وقف هجماتها، بل ان الجهود الديبلوماسية هي التي اوقفت هذه الحرب بعد التوصل الى اتفاق على اصدار القرار 1701. ومنذ ذلك الحين يسلط "حزب الله" الاضواء على الانتصار الذي حققه هو في المواجهة مع اسرائيل ويتجاهل كل ما يتعلق بالخسائر الهائلة التي تكبدها اللبنانيون.

المعركة الثانية، ناتجة من استخدامه سلاحه، اي سلاح مقاومة اسرائيل الذي اكتسب شرعيته من دعم اللبنانيين له، لمحاولة الحاق الهزيمة السياسية بخصومه الاساسيين عبر هجومه على بيروت الغربية ومناطق جبلية في ايار الماضي بتشجيع من سوريا وتغطية من ايران. لكن الحزب خسر هذه المعركة واتضحت معالم هذه الخسارة على ثلاث جبهات. فقد اثارت هجمات ايار هذه، اولا مخاوف قوية ومشروعة لدى اللبنانيين من مختلف الطوائف من خطورة استخدام السلاح لمحاولة تحقيق مكاسب سياسية داخلية بما يتناقض وصيغة العيش المشترك وخصوصا ان هذا التوجه يقود الى حرب اهلية يخسر فيها الجميع. وادت هجمات ايار، ثانيا، الى اعطاء شرعية اقوى واوسع للمطالبين بضرورة وضع سلاح "حزب الله" في تصرف الجيش، وبضرورة تخلي الحزب عن قرار الحرب واستخدام ذريعة مقاومة اسرائيل للاحتفاظ بسلاحه. واظهرت هجمات ايار، ثالثا، وقوف سوريا وايران الدولتين الداعمتين للحزب الى جانب القوى التي تريد استخدام الخيار العسكري لمحاولة حسم الصراع السياسي، واظهرت في المقابل وقوف سائر الدول العربية والاجنبية الداعمة الاستقلاليين ضد خيار استخدام السلاح في الصراع السياسي الداخلي حرصا على لبنان واللبنانيين. واسفرت معركة ايار هذه عن نتائج معاكسة لتلك التي سعى "حزب الله" الى تحقيقها اذ حدث تدخل عربي سريع لوقف الهجمات نتيجة ضغوط مصرية – سعودية مدعومة دوليا، وتم توقيع اتفاق الدوحة الذي انشأ تركيبة سلطة جديدة ليست مرتبطة بـ"حزب الله" او خاضعة له وطالب الاتفاق بتنظيم العلاقة بين الدولة اللبنانية والتنظيمات المسلحة، اي "حزب الله" خصوصا، وبمشاركة الجامعة العربية في مؤتمر الحوار الوطني الهادف الى وضع استراتيجيا دفاعية يفترض فيها ان تستوعب سلاح "حزب الله" وتدفع الحزب الى التخلي للدولة عن قرار الحرب.

هذه العوامل كلها دفعت "حزب الله" الى الانتقال من مرحلة المواجهة الى مرحلة التلاقي وبناء جسور التقارب تدريجا مع خصومه السياسيين من فريق 14 آذار من دون ان يبدل هؤلاء مواقفهم وتوجهاتهم الاستقلالية السيادية الرافضة الهيمنة السورية – الايرانية كما حدث مع العماد ميشال عون حين "تفاهم" مع الحزب.

ووفقا لما قاله لنا ديبلوماسي اوروبي مطلع: "ان حزب الله يتبنى، في الواقع، بتوجهه الانفتاحي الواقعي الجديد مواقف قوى 14 آذار التي تدعو باستمرار الى معالجة الخلافات السياسية من خلال الحوار والممارسة الديموقراطية وبواسطة الانتخابات وليس بواسطة السلاح والعنف".

استطلاع دولي: ماذا يريد اللبنانيون؟

وفي هذا المجال من المفيد التوقف عند نتائج استطلاع جديد للرأي العام اللبناني اجراه اخيرا على اسس علمية دقيقة مركز دولي في مختلف المناطق اللبنانية. وقد اظهر هذا الاستطلاع الدولي ان اللبنانيين في غالبيتهم الواسعة او العظمى يؤيدون موضوع سياسات القوى الاستقلالية وخياراتها وتوجهاتها. واجرى هذا الاستطلاع "معهد السلام العالمي"، وهو مركز ابحاث مقره نيويورك ويهتم بمعالجة النزاعات المسلحة وتسويتها، داخل الدول ويحظى باحترام دولي واسع. وما يزيد من اهمية هذا الاستطلاع ان ديبلوماسيا اوروبيا بارزا اكد لنا ان نتائجه تلتقي مع نتائج استطلاعات خاصة اجرتها سفارات غربية عدة في لبنان عبر مراكز ابحاث مختصة لمعرفة حقائق توجهات اللبنانيين وتطلعاتهم وآمالهم.

وكشف هذا الاستطلاع الذي حصلنا على نتائجه الكاملة الحقائق الاساسية الآتية:

اولا، اظهر ان اللبنانيين في غالبيتهم الساحقة يؤيدون موقف الاستقلاليين المطالب بان يتولى الجيش وليس "حزب الله" مهمة حماية لبنان وضمان امنه والدفاع عن اراضيه. فقد اظهرت نتائج الاستطلاع ان 93 في المئة من اللبنانيين يؤيدون قيام الجيش بمهمة حماية لبنان ويثقون بقدرته على ضمان الامن والاستقرار وحماية البلد، بينما يؤيد 80 في المئة من اللبنانيين مهمة قوات "اليونيفيل" في الجنوب القاضية بمساعدة الجيش على بسط سلطة الدولة. ويتخذ 74 في المئة من اللبنانيين موقفا ايجابيا من الامم المتحدة.

ثانيا، اظهر الاستطلاع ان 76 في المئة من اللبنانيين يؤيدون موقف الاستقلاليين المطالب بان يحمل الجيش وحده السلاح (ومعه القوى الامنية الرسمية) وبان  تتخلى بالتالي الميليشيات عن اسلحتها. وهذا يعكس تأييدا لبنانيا واسعا لضرورة تخلي "حزب الله" عن سلاحه ووضعه تحت تصرف الجيش.

ثالثا، اظهر الاستطلاع ان اللبنانيين بغالبيتهم متخوفون من ان يؤدي امتلاك "حزب الله" السلاح الى اندلاع حرب جديدة اذ يرى 55 في المئة منهم ان امتلاك "حزب الله" السلاح يرجح احتمالات الحرب مع اسرائيل.

رابعا، اظهر الاستطلاع ان اللبنانيين في غالبيتهم الواسعة يعارضون ويرفضون اقدام "حزب الله" على استخدام السلاح في الصراع السياسي الداخلي. ويرى 58 في المئة من اللبنانيين ان هجمات "حزب الله" المسلحة على بيروت ومناطق جبلية في ايار الماضي "ليست مبررة" بينما يرى 59 في المئة منهم ان هذه الهجمات "اضعفت حزب الله سياسيا".

خامسا، اظهر الاستطلاع ان اللبنانيين في غالبيتهم الواسعة يؤيدون الحكومة التي يرئسها فؤاد السنيورة، اذ ان 65 في المئة منهم يثقون بقدرتها على توفير الامن بينما يثق 35 في المئة فقط من اللبنانيين بقدرة "حزب الله" على توفير الامن. كما اظهر الاستطلاع ان 96 في المئة من مؤيدي السنيورة يطالبون بتجريد الميليشيات من السلاح وحصر حق امتلاك السلاح بالجيش (والقوى الامنية الرسمية).

سادسا، اظهر الاستطلاع ان اللبنانيين في غالبيتهم العظمى يدعمون موقف الاستقلاليين المؤيد للمحكمة الدولية المكلفة النظر في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وفي جرائم سياسية اخرى. اذ ان 85 في المئة من اللبنانيين يؤيدون القرار 1757 الصادر عن مجلس الامن والذي ادى الى تشكيل المحكمة الدولية. كما ان ما بين 81 في المئة و85 في المئة من اللبنانيين يؤيدون سائر قرارات مجلس الامن المتعلقة بلبنان.

سابعا، اظهر الاستطلاع ان 80 في المئة من اللبنانيين يؤيدون تسوية المشاكل العالقة مع اسرائيل بما في ذلك استعادة الارض المحتلة بالوسائل السلمية الديبلوماسية، وهذا يتناقض وموقف  "حزب الله" المؤيد لحل المشاكل العالقة مع اسرائيل عبر استخدام القوة المسلحة.

ثامنا، اظهر الاستطلاع ان اللبنانيين في غالبيتهم الواسعة يتخذون مواقف ايجابية من الدول العربية التي تساعدهم على تحقيق السلام والاستقرار اذ ان 79 في المئة منهم لديهم موقف ايجابي من قطر، و60 في المئة من مصر والسعودية، بينما ينظر 38 في المئة بايجابية الى سوريا و36 في المئة منهم الى ايران، ويدعم 71 في المئة من اللبنانيين اتفاق الطائف.

تاسعا، اظهر الاستطلاع ان 79 في المئة من اللبنانيين يدعمون الرئيس ميشال سليمان، و54 في المئة منهم يدعمون فؤاد السنيورة، و42 في المئة منهم يدعمون  نبيه بري.ويمكن القول، بعد الاطلاع على هذه النتائج وتحليلها، ان هذا الاستطلاع الدولي يعطي صورة جيدة عن مواقف اللبنانيين الحقيقية، وعن خياراتهم وتوجهاتهم الحالية والمستقبلية، ويوضح ذلك لمن سيقترعون في الانتخابات المقبلة ربيع 2009.