المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 5 تشرين الأول/2008

إنجيل القدّيس متّى .45-43:12

إِنَّ الرُّوحَ النَّجِس، إِذا خَرَجَ مِنَ الإِنسان، هامَ في القِفارِ يَطلُبُ الرَّاحَةَ فلا يَجِدُها، فيقول: «أَرجِعُ إِلى بَيتِيَ الَّذي مِنه خَرَجْت». فيَأتي فيَجِدُه خالِياً مَكنوساً مُزَيَّناً.

فيَذهَبُ ويَستَصحِبُ سَبعةَ أَرواحٍ أَخبَثَ مِنه، فيَدخُلونَ ويُقيمونَ فيه، فتَكونُ حالةُ ذلك الإِنسانِ الأَخيرة أَسوأَ مِن حالتِه الأُولى. وهكذا يَكونُ مَصيرُ هذا الجِيلِ الفاسِد».

 

القدّيس يوحنا الذهبي الفم (حوالى 345-407)، أسقف أنطاكيا ثمّ القسطنطينيّة، ملفان الكنيسة

العظة 44/"فيَذهبُ ويستَصحِبُ سبعةَ أرواحٍ أخبثَ منه"

حين قالَ يسوع المسيح إنّ الروح النجس سيَستَصحبَ سبعة أرواح أخبث منه، فعلَ ذلك عمدًا؛ إمّا بسبب مخالفة يوم السبت، أو بسبب الخطايا المميتة المخالفة لمواهب الروح القدس السبع. أو أنّ المخلِّص أراد أن يفهم اليهود فداحة العقاب الذي كان ينتظرهم. فقد قالَ لهم: انظروا إلى أولئك الذين يكونون تحت سيطرة الشيطان ويتخلّصون من ذاك الإستبداد؛ إن أصابهم الفتور لاحقًا، فإنّهم سيسبّبون لأنفسهم مصائب أشنع بكثير. وهذا سيكون مصيركم أيضًا. كنتم سابقًا عبيدًا للروح النجس، حين كنتم تعبدون الأصنام، وتقدّمون أولادكم كقرابين للأرواح الشريرة؛ لكنّني لم أتخلَّ عنكم، بل طردتُ الشيطان بواسطة الأنبياء، كما جئت بنفسي لأحرِّركم بطريقة كاملة. لكن بعيدًا عن الإستجابة إلى هذه النِّعَم الفائقة، أصبحتم أكثر سوءًا. لذا، ثمّة عقوبات أشنع بإنتظاركم. كما ذهبَ أبعد من ذلك حين أظهرَ لهم الحالة المأساويّة لنفسهم المجرّدة من كلّ الفضائل، والتي أصبحت فريسة أسهل للشيطان. إذًا، فإنّ هذا المثل لا يجد تطبيقه عند اليهود فقط، بل عندنا أيضًا. بعد الحصول على نور الإيمان وعلى الغفران عن خطايانا الأولى، إن وقعنا مجدّدًا في الخطيئة، فإنّ العقاب سيكون أقسى بكثير؛ لذا، قال يسوع المسيح للمقعد: "ها إنّكَ قد تعافيتَ، فلا تَعُدْ إلى الخطيئة، لئلاّ تُصابَ بأسوأ" (يو5: 14).

 

خطوات سليمان وقهوجي حيال الأزمة الجديدة ستحدد مستقبليهما سلباً أو إيجابا

 دعوات لبنانية ودولية لإرسال الجيش اللبناني لمواجهة الحشد السوري

 لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

تقاطعت خلال الثماني والاربعين ساعة الماضية دعوات قادة روحيين وسياسيين في لبنان وأميركا وفرنسا واستراليا, الى قيادة الجيش اللبناني لارسال لواء او لواءين من قواتها للمرابطة في مواجهة القوات السورية الخاصة (الكومندوس) التي انتشرت قبل نحو اسبوعين على الحدود الشمالية اللبنانية بحجم لم يسبق له مثيل في مثل هذه الحالات, "على الاقل للقول للعالم ان الجيش اللبناني ليس قاصرا, ولافهام نظام بشار الاسد ان اي مغامرة عسكرية لعبور الحدود اللبنانية مجددا لن تكون بمثابة نزهة هذه المرة, وان اي صدام بين الجيشين قد يؤدي حتما الى تدخل دولي عبر مجلس الامن حفاظا على قراراته التي اخرجت السوريين من لبنان 2005 (القرار 1559) والتي رسمت خارطة طريق لكل المتعاملين مع الدولة اللبنانية من احزاب وتيارات وفئات حليفة لسورية وايران, ولأي طامع, سورياً كان ام اسرائيليا تمنعه من العودة الى الاراضي اللبنانية وتدعو الجيش اللبناني الى بسط سيادته على كل أراضيه بدعم من قوات الطوارئ الدولية المنتشرة في جنوب البلاد وفي مياهها الاقليمية (القرار 1701).

ودعا مسؤول روحي ماروني قريب من البطريركية في بكركي امس في بيروت قائد الجيش الجديد العماد جان قهوجي الى "الاضطلاع بمسؤولياته الوطنية حيال أي تهديد للسيادة اللبنانية واراضيها, وارسال قوات من الجيش فورا لمواجهة أي محاولة سورية عسكرية في شمال لبنان لاختراق حدوده وشن هجوم داخل اراضيه قد يبلغ عاصمة لبنان الثانية الشمالية طرابلس ما من شأنه اشعال حرب لبنانية - سورية جديدة قد تدمر منطقة الشمال اللبناني بكاملها, كما قد تجر تدخلا دوليا عسكريا لوضع حد نهائي لمطامع نظام بشار الاسد ومن سبقه من رؤساء في احتلال لبنان مجددا وضمه الى الدولة السورية".

وقال احد قادة 14 اذار ل¯ "السياسة" في اتصال به من لندن "اننا نراقب تصرفات رئيس الجمهورية ميشال سليمان وقائد جيشه الجديد العماد قهوجي حيال التهديد العسكري السوري الراهن لحدود لبنان الشمالية, والاجراءات العسكرية لمواجهة هذا التهديد بغض النظر عن الاتصالات السياسية والديبلوماسية بين البلدين حول هذه المشكلة, اذ ان دمشق لا تفهم الا بالقوة, وان اي محاولات سياسية لسحب الجنود العشرة الاف التي نشرتها على حدودنا الشمالية ستبوء بالفشل حسب تجارب الدولة اللبنانية مع النظام السوري طوال العقود الثلاثة من الزمن الماضية".

واعتبر الامين العام ل¯ "اللجنة اللبنانية - الدولية لمتابعة تطبيق كامل القرار 1559" طوم حرب من واشنطن الخطوة السورية العسكرية في شمال لبنان, "أول تحدٍ قوي لرئيس الجمهورية سليمان وقائد جيشه العماد قهوجي وهما مازالا في بدايتي عهديهما في الرئاسة وقيادة الجيش, وان على اساس ادارتهما هذه الازمة الجديدة مع سورية يتوقف مستقبلاهما سلبا او ايجابا, خصوصا اذا امتنعا عن مواجهة هذا التحدي السافر الذي قد يشعل فتنة طائفية او مذهبية في لبنان اذ بدأت اصوات حلفاء بشار الاسد اللبنانيين تدعو الى دخول الجيش السوري مجددا الى لبنان "لضرب التكفيريين السلفيين الارهابيين في شمال البلاد".

واكد حرب ل¯ "السياسة" في اتصال به من لندن ان "الادارتين الاميركية والاوروبية اللتين تدعمان النظام اللبناني حتى النهاية, اعربتا لعدد من قادة اللوبي اللبناني في واشنطن وباريس خلال الايام الخمسة الماضية عن استعدادهما للتدخل عسكريا في لبنان لمنع اي دخول سوري الى اراضيه, انما تنتظران وتراقبان تصرفات الحكومة اللبنانية والرئيس سليمان وقائد الجيش العماد قهوجي حيال هذا التهديد السوري بالاعتداء مجددا على بلدهم, الا انهما في حال فشل هذه الاطراف الحاكمة في منع الجيش السوري من خرق الحدود, فإن الولايات المتحدة والأمم المتحدة وفرنسا واسبانيا وايطاليا (وهذه الدول الثلاث الاوروبية مشاركة في القوات الدولية في جنوب لبنان ومياهه الاقليمية) لن تتوانى عن التدخل عسكريا ضد اي غزو سوري جديد للبنان من دون الحاجة الى اي قرار دولي جديد يصدر عن مجلس الامن لان هذه الدول بقيادة الامم المتحدة, ستعتبر هذا التدخل مشروعا لمواجهة خرق القرارين الدوليين 1559 و1701".

ومن استراليا, حض رئيس "المجلس العالمي لثورة الارز" جو بعيني الرئيس سليمان على "عدم الرضوخ لمطالب بشار الاسد باقامة تنسيق امني بين لبنان وسورية اذ ان التنسيق الامني السابق في عهد الوصاية جعل لبنان خاضعا كليا للجيش والاستخبارات السورية التي حكمته بالحديد والنار طوال نيف وثلاثين عاما  داعيا اياه الى "اقامة تنسيق مع الامم المتحدة وحلفاء لبنان في العالم الضامنين استقلاله وسيادته بواسطة عشرات القرارات الدولية التي حصنوه بها بحيث تطلب الحكومة اللبنانية من مجلس الامن رسميا ارسال قوات جديدة للفصل بين الجيش السوري المنتشر على حدود لبنان الشمالية استعدادا للاعتداء عليها وقوات من الجيش اللبناني على الحكومة ارسالها فورا لمواجهة هذه الحشود العسكرية السورية.

 

تل أبيب: واشنطن هددت بالتدخل العسكري إذا تخطى السوريون حدود لبنان

السياسة/كشفت مصادر اسرائيلية, امس, أن الولايات المتحدة أرسلت تحذيراً واضحاً الى دمشق يقضي بعدم السماح للسوريين بتخطي الحدود اللبنانية, والا فإن واشنطن ستتدخل عسكرياً لمساندة لبنان. وذكر موقع "ديبكا فايل" الاستخباري الاسرائيلي ان هذا التحذير نقلته وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى نظيرها السوري وليد المعلم عندما التقيا في نيويورك في 28 من الشهر الفائت, مشيرا الى ان المعلم تلقى تحذيراً آخر في السياق نفسه, وفي اليوم التالي, من مساعد رايس ديفيد ولش, ما حدا بالوزير السوري الى التأكيد بأن لا مخططات لسورية بالدخول الى لبنان, وافاد بأن المحادثات تطرقت الى الاوضاع في المنطقة والعراق, وهو ما وصفه الموقع الاسرائيلي بأنه "غير صحيح". في سياق متصل, اعتبر مصدر ديبلوماسي فرنسي رفيع في بيروت أن "التحرك السوري على الحدود الشمالية قد يكون رسالة الى الداخل اللبناني في سياق حسابات سورية معينة", واكد أن التحركات العسكرية السورية "لم تصل الى الحد الذي يمكن الاعتراض عليه", نافيًا أن تكون دمشق قد وضعت باريس في اجواء هذه التحركات, وان "فرنسا موافقة او يمكن ان ترضى بتدخل سوري في لبنان". وشدد المصدر, في حديث الى موقع "لبنان الآن" الالكتروني على "ضرورة التنسيق بين الحكومتين اللبنانية والسورية, في مواجهة العمليات الارهابية, لكنه حذر من استغلال عنوان الارهاب لتحقيق غايات سياسية خاصة او استخدامه كذريعة للتدخل في شؤون دولة اخرى", كما نوه بزيارة وفد "14 آذار" إلى باريس, "الذي تلقى إجابات واضحة حول التزام فرنسا التاريخي سيادة واستقلال لبنان, وأنها على مسافة واحدة من مختلف المجموعات والقوى اللبنانية". واعتبر ان "الاولوية في المرحلة المقبلة بعد تنفيذ ثلاثة بنود من اتفاق الدوحة, هي للحوار الوطني بين اللبنانيين", ولاحظ ان الأوضاع الأمنية في الداخل "نحو مزيد من التحسن, وهو ما يساعد على تأمين الظروف المناسبة لاجراء الانتخابات النيابية".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 4 تشرين الأول 2008

البلد

ذكرت مصادر دبلوماسية غربية ان مواقف أوروبية واضحة ستصدر تباعاً عن التطورات الحاصلة في المنطقة العربية تؤكد عدم موافقتها على أي تحرك لوجستي لدولة فاعلة.

يواجه موضوع ترتيب آلية اقتراع المغتربين تجاذباً قبيل انطلاقته بداعي افتقار السفارات لمثل هذه المقومات وبدأت تظهر معالم استكشاف حجم وانتماءات المستفيدين واحتمال ربطه بتخفيض سن الاقتراع الى 18.

تتعالى الشكاوى من المواطنين في كافة مناطق الضاحيتين الشرقية والجنوبية في بيروت والعاصمة من الدراجات النارية طوال ساعات الليل وتناشد السلطات المعنية المعالجة السريعة لهذه الظاهرة.

النهار

رشح من مصدر مطلع ان البطريرك صفير قد يثير مع البابا بينيديكتوس موضوع لبنان ويطلب دعم فكرة جعله مركزا لحوار الحضارات والثقافات، كما اقترح الرئيس سليمان في كلمته امام الجمعية العمومية للامم المتحدة.

من المتوقع ان يدرس مجلس الوزراء في جلسته المقبلة الوضع على الحدود اللبنانية - السورية تمهيدا للبحث في الاجراءات الواجب اتخاذها بالتفاهم والتنسيق مع سوريا.

لوحظ ان بعض حلفاء سوريا لم يعلقوا على موقف الرئيس الاسد اثر انفجار السيارة المفخخة في دمشق فيما علق بعضهم الآخر مدافعا عن هذا الموقف.

السفير

تلقى مرجع كبير شكاوى أهلية ورسمية من قيام وزير حالي بمصادرة أملاك بحرية في الشمال.

رفض مرجع رسمي تشكيل عسكري في إدارته باعتبار ان الاقتراح لم يصدر عنه كما جرت العادة، وترك الأمر للاجراءات الادارية التقليدية.

تبين ان اشكالية تغيير سفير عربي في لبنان سببها انقسام داخلي في الدولة المعنية، فجاءت النتيجة لصالح التثبيت وليس التغيير.

عقد قطب سياسي بيروتي اجتماعاً بعيداً عن الاضواء مع نواب من كتلة بارزة، وتركز البحث على إنجاز المصالحة بلقاء على مستوى عال.

المستقبل

اهتم وزير ينتمي الى تيار معيّن بالمطالبة بتأمين سيارة مصفحة له لـ"حمايته"، وذلك في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء من دون ان يقدم اي تعليل او تفسير لحاجته هذه.

حاول "تكتل" نيابي اقناع حلفائه بغرض الاقتراع داخل الاقلام على اساس نموذج معيّن بذريعة ان هذا الاجراء ضد مصلحة تيار في الاكثرية لكن حلفاءه خذلوه.. كالعادة.

تبلغ وفد اكثري من المسؤولين في عاصمة اوروبية بارزة ان المحكمة الدولية سوف "تقلّع" بشكل لا رجعة فيه، بداية العام المقبل.

اللواء

اتخذ حزب بارز احتياطات فورية لم يكشف عنها، بعد الإعلان عن عملية خطف أجانب على الحدود المصرية - السودانية!·

رفض رؤساء البلديات في إقليم الخروب تحديد موعد طلبه وزير محسوب على تيار معارض للاجتماع بهم·

تنشط دوائر معنية لترتيب مصالحات مناطقية في مناطق حساسة، يتوقع أن تشهد تحالفات انتخابية تخربط الخارطة الحالية·

 

علي الأمين: الاختلاف ليس على الصوَر بل على السلاح ومرجعية الدولة

المستقبل - السبت 4 تشرين الأول 2008 - أيّد العلامة السيد علي الأمين المصالحات الجارية بين مختلف الأطراف السياسية، لافتاً الى أن الاختلاف لم يكن على الصور بل على السلاح غير الشرعي وغير المنضبط وعلى مرجعية الدولة وسيادتها. ومؤكداً العمل مع تجمع الهيئات الشيعية اللبنانية المستقلة لإظهار مزايا التشيع، وللابتعاد بالشيعة عن الدخول في الصراعات والنزاعات على السلطة، لإظهار الرأي الآخر بالكلمة والموقف.

وتحدث الأمين خلال حفل افطار تكريمي أقامه على شرفه "تجمع الهيئات الشيعية اللبنانية المستقلة" في أوتيل البريستول، عشية الفطر في حضور الوزير ابراهيم شمس الدين، والنائب غازي يوسف ممثلاً رئيس كتلة المستقبل النيابية سعد الحريري ونائب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي دريد ياغي، وجورج سعادة ممثلاً حزب القوات اللبنانية. والشيخ محمد دالي بلطة ممثلاً مفتي الجمهورية اللبنانية، والشيخ سامي أبو المنى ممثلاً شيخ عقل الطائفة الدرزية، ومثلت بريجيت والكر السفارة الأميركية وبريجيت كورمي السفارة الفرنسية، ومنهل الصافي السفارة العراقية، وشارك نقيب الصحافة محمد البعلبكي وعدد من الاعلاميين.

ودعا السيد علي الأمين الدولة الى القيام بمسؤولياتها تجاه جميع المواطنين لتصبح وحدها مرجعية لكل اللبنانيين، بعيداً عن كل الارتباطات الخارجية رافضاً الوكالات الحصرية في كل الطوائف.

وشدد على رفض الفتنة والانغماس في الصراعات المذهبية والسياسية البعيدة كل البعد عن خط أئمة أهل البيت الذي غيبته الأحزاب السياسية والدينية وقوى الأمر الواقع المهيمنة على الطائفة الشيعية، معتبراً ان تلك القوى حولت حركة التشيع الى حركة باحثة عن السلطة والهيمنة.

وألقى صاحب الدعوة مالك مروة كلمة بإسم التجمع قال فيها: "ان حضوركم من البقاع والجنوب مروراً ببلاد جبيل والمتن الشمالي وبيروت وضاحيتها خير دليل على أن الشيعة اللبنانيين من يأخذ على عاتقه بلا تحفظ أن يكون لبنانياً ومستقلاً، وأن الشيعة اللبنانيين لا يختزلون الى الحزبين اللذين يتصديان اليوم للربط والحل بإسمهم".

 

عون يهاجم الزعماء والشهداء و"الإناء ينضح بما فيه"

لبنان الآن/أثار تطاول العماد ميشال عون في مؤتمره الصحافي أمس في الرابية على بعض الزعامات السياسية والروحية عاصفة من الردود الشاجبة والمستنكرة ولا سيما أنه أتى في مكانه وزمانه غير المناسبين، ولم يكن منسجماً بالتالي مع الأجواء الإيجابية المطمئنة التي تمخض عنها إجتماع النواب الموارنة في مقرّ الرابطة المارونية في الكرنتينا، والذي وضع قطار المصالحة المسيحية على السكة الصحيحة والسليمة في مسعى جدي من الرابطة بمباركة سيّدَي الصرح البطريركي والقصر الجمهوري لإقفال ملف رواسب الحرب الأهلية تماماً وإغلاق الباب نهائياً أمام إمكان عودتها جرّاء ما يحصل من أحداث أمنية متفرقة على الأرض من حين الى آخر توقع ضحايا وأضراراً وتؤدي الى شحن النفوس ورفع نبرة الخطاب السياسي الذي يتسم بالتشنّج والحدّة، تماماً كما حصل مع رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" الذي – ولأسباب انتخابية شخصية ضيقة – يحاول إعادة الوضع السياسي الى نقطة الصفر بعدما كان قطع أشواطاً كبيرة على طريق الوفاق والمصالحة اللذين توّجا بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي شارك فيها جميع القوى المتنازعة، وأعاد الصراع الديمقراطي الى مكانه الطبيعي، أي الى داخل المؤسسات الدستورية والشرعية التي بقيت أبوابها مغلقة بفعل تعنّت المعارضين وفي مقدّمهم رئيس تكتل "التغيير والأصلاح" الذي بدل أن يستعمل منبر المجلس النيابي لمهاجمة ومحاسبة من يريد محاسبته عاد الى نغمة التهجّم والتجريح الشخصي من خلف المنابر الاعلامية بهدف تعويم نفسه أولاً ثمّ تياره أو ما تبقى منه ثانياً، بعدما بدأ التململ يسود صفوفه خصوصاً بعد سلسلة الإجراءات التنظيمية الداخلية التي اتخذها زعيمه "السبعيني" بحجة التغيير والتجديد، وكان آخرها إقصاء رئيس لجنة الإعلام طوني نصرالله المعتصم بالصمت حتى الآن... "والحبل عالجرّار"!!!

وبالعودة الى موضوع المصالحات ذكرت أوساط في "القوات اللبنانية" لصحيفة "السفير" ان لقاء الدكتور سمير جعجع والوزير السابق سليمان فرنجية بات قريبا جدا، وأن الرجلين سيجتمعان ثنائيا سواء في بكركي أو في بعبدا والعماد عون موافق على الاجتماع، ولو كان البطريرك هنا لتمّ اللقاء بينهما اليوم قبل الغد مع انتفاء أي عقبة بوجهه. الا أن أوساط تيار "المردة" ردت بالقول الى الصحيفة عينها:

"اننا من دعاة المصالحة وليس من مؤيديها ونحن لسنا ضد البيان الصادر عن الرابطة، علما أننا لم نشارك في صياغته، وقد سمعناه عبر الإعلام كما الجميع، ولكننا ندعو الى المصالحة ونراها ضمن مشهد مسيحي أوسع، إذ أن رأينا ما زال كما هو ولم يتغير مقابل رأي "القوات" التي تكرر طرح لقاءات ثنائية نرفضها، وذلك في إشارة الى طلبه المتكرر بوجوب حضور العماد عون أي لقاء يمكن أن يجمع جعجع وفرنجية في المستقبل". وفي خطوة قد تنعكس إيجاباً على ملف المصالحة بين "القوات" و"المردة" نقل ليل امس عن مصدر امني ان نتيجة التحقيقات في حادث بصرما الذي ادى الى مقتل يوسف فرنجية من "المردة" وبيار اسحق من "القوات اللبنانية" قد انتهت وان ملف التحقيقات مع الموقوفين سيرسل معهم الى المحكمة العسكرية. وقت قريب.

ورافق مساعي تحصين الساحة الداخلية في وجه ما يمكن أن يتسلل إليها من مؤامرات وفتن مواقف فرنسية داعمة للبنان ولوحدته واستقلاله عبّر عنها مسؤولون رسميون فرنسيون أمام وفد "14 آذار" الذي يزور باريس حالياً والمؤلف من النائبين مروان حمادة وسمير فرنجية والدكتور فارس سعيد ورئيس "حزب الأحرار" دوري شمعون. تزامناً أوضحت مصادر ديبلوماسية فرنسية ان الحوار اللبناني - السوري هو في مرحلة تقدم وان فرنسا تتابع عن كثب تطبيق اتفاق الدوحة والدينامية التي خلقها لدعمه. وأوضحت في هذا السياق ان الاتصالات مع سوريا كثيفة منذ زيارة الرئيس السوري لباريس، وان باريس تتقدم خطوة خطوة لبناء علاقات مع دمشق. أضافت المصادر أن باريس في انتظار إقامة العلاقات الديبلوماسية الطبيعية وترسيم الحدود بين البلدين وموضوع المحتجزين والمفقودين. وكشفت هذه المصادر أن فرنسا تعتبر ان الوضع في لبنان مقلق وهي تدعو دمشق الى احترام السيادة وسلامة الأراضي اللبنانية، كما ان باريس تحض دمشق على عدم التدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية وفي الانتخابات النيابية المقبلة".

 

الوزير لحود: التطاول على السنيورة معيب وعلى بكركي خطأ فادح

لبنان الآن/إعتبر وزير الدولة نسيب لحود "ان حصول لقاء بين أخصام تاريخيين مثل "القوات اللبنانية وتيار "المردة" يغيّر المناخ على الساحة المسيحية ويفتح المجال لمصالحات بين أطراف أخرى مسرعا بذلك في طي صفحة الخلاف". وأشار الى نوعين من الملفات يحتاجان للمعالجة، "أولهما حل الخلافات التي أسستها الحرب اللبنانية وثانيهما تنظيم الإختلاف السياسي ضمن النقاش الموضوعي".

واذ عبر عن "إنزعاجه من أطراف تصرّ على نبش الماضي وإستحضار الخلافات التي لا مرتجى منها سوى إرباك العلاقات بين اللبنانيين وعرقلة قيام الدولة"، توقف لحود في حديث الى اذاعة "صوت لبنان" عند "الإنتقادات التي وجهها رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" لرئيس الحكومة والبطريرك الماروني"، مشيرا الى "ان الكلام بحق الرئيس فؤاد السنيورة ظالم ومعيب"، واصفا "التطاول على مقام بكركي بالخطأ الفادح". وقال: "من المعيب التوجه الى رئيس الحكومة بمثل هذا الكلام الجارح، لأنه رجل محترم محليا وإقليميا ودوليا ويتمتع بأخلاق وصدقية عالية وخبرة كبيرة، وهذه الهجومات لا تنال منه بل هي مجرد حفلة مزايدات ذات طابع إنتخابي". وتخوف لحود من "حوادث أكبر من حادثة بصرما إذا لم تحصل المصالحات التي تمنع الإقتتال وترسي جوا هادئا ويسمح بحصول إنتخابات حرة ونزيهة سيحدّد فيها بيد من سيكون مستقبل لبنان". وأبدى عدم تخوفه من دخول الجيش السوري الى لبنان من بوابة الشمال "لأن لبنان ليس أرضا مستباحة"، وإذ أكد "ان من يحلمون بعودة الهيمنة السورية واهمون"، ولفت الى "ان الظواهر الأصولية يجب ان تضرب بيد من حديد إذا تطرقت للعمل العسكري على ان يتم ذلك من خلال اللبنانيين وبإرادة الحكومة اللبنانية وبالوسائل المتوفرة لدى القوى اللبنانية المسلحة".

وقال لحود: "إن التنسيق الأمني بين لبنان وسوريا في موضوع الحدود أمر طبيعي ويجب ان نتطرق اليه بحسن نية، بحيث يمارس كل بلد سيادته لحفظ هذه الحدود كل من ناحيته"، لافتا الى "انه وعندما يكون هناك إحترام متبادل بين الطرفين يصبح التعاون أسهل". وعبر الوزير لحود عن "عدم معارضته للتقارب الفرنسي– السوري، طالما أنه لا يتم على حساب لبنان وقضاياه"، وقال: "ثمة أناس يعتقدون ان أحسن طريقة للتعاون مع سوريا تكون بتشجيع كل دول العالم على عدم التعاون معها، انا أعتبر ان هذه المقاربة هي مقاربة خاطئة وأنا مع ان تنفتح الدول الأوروبية وأصدقاء لبنان على سوريا، شرط ان تكون مصالح لبنان محفوظة ضمن هذا التقارب". ورأى "ان الموضوع الأمني يحتاج لمعالجة جدية، وهناك نوعان من المعالجة، أولا السلاح المستشري الذي بات يشكل خطرا على الأمن القومي، ويجب ان نتفق جميعا على إنهائه وعدم إستعماله بأي شكل من الأشكال، أما سلاح المقاومة، فآلية معالجته تتمثل بطاولة الحوار بحيث يمكن الإفادة منه ضمن إستراتيجية دفاعية شاملة، على ان يكون قرار السلم والحرب بيد الدولة اللبنانية".

وعن التهديدات الإسرائيلية، إعتبر "ان هذه التهديدات ليست مفاجئة نظرا لعدوانية إسرائيل"، لافتا الى "ان مسؤولية اللبنانيين هي بتجنيب لبنان حربا عدوانية جديدة وحمايته عبر تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته". أضاف: "يجب ألا نوفر أي وسيلة لتجنب خطر حرب إسرائيلية جديدة، وبوليصة التأمين في هذا الموضوع تكون بإعطاء الدولة دورا فاعلا لا ان يتصرف كل طرف لبناني على هواه".

وتمنى "ان يوفق الرئيس ميشال سليمان خلال الأشهر الثلاثة المقبلة على صياغة سياسة دفاعية من خلال لجنة الحوار لأنه من الخطر على لبنان ان يبقى في ظل جو لا يعرف فيه قرار السلم والحرب بيد من". وردا على سؤال، نوه لحود بأداء الرئاسة الذي يرضي السواد الأعظم من اللبنانيين، وقال: "الرئيس سليمان يستحق كل الدعم لأنه يحاول ان يعالج بجرأة موضوعا شائكا جدا هو موضوع العلاقات اللبنانية – السورية"، لافتا الى "أن إدارة الرئيس سليمان لجلسات مجلس الوزراء تتسم بالفاعلية، كما إن زيارته لنيويورك كانت جيدة جدا شرح في خلالها موقف لبنان بصراحة ووضوح".

وعن قانون الإنتخاب، أشار الى "أنه كان ثمة إستحالة في إعتماد كل الإصلاحات المقترحة في قانون الإنتخاب الذي أقر"، منتقدا "حفلة المزايدة التي حصلت على موضوع النسبية في حين ان كل الكتل الكبرى في المجلس لم تكن تريد النسيبة، وتفضل عليها النظام الأكثري الذي أقرته تسوية الدوحة". وأكد "ان قوى الرابع عشر من آذار ستخوض الإنتخابات بلوائح موحدة وشعارات موحدة وبرنامج موحد سيعلن في تشرين الثاني المقبل".

وعن حظوظ التحالف بينه وبين النائب ميشال المر، قال: "إن هذا الخلاف الذي عمره سنوات قابل للمعالجة ولكن ليس خارج الخط السيادي، أي انه مشروط بالتوصل الى إتفاق مسبق على الخط السياسي". وختم الوزير لحود: "انا لا أؤيد ان نحيد مشروع الرابع عشر من آذار السياسي عن المعركة الإنتخابية، وأنا سأخوض هذه الإنتخابات إنطلاقا من المبادىء السياسية التي خضت على أساسها كل معاركي في المتن الشمالي خلال السنوات الماضية".

 

النواب الموارنة يقرون بدء المصالحة المسيحية بين «القوات» و«المردة» ...

باريس «لا تعطي سورية شيكاً على بياض للتدخل في لبنان في مواجهة الإرهاب»

بيروت- الحياة - 04/10/08//

اكدت باريس أمس، على لسان مصدر ديبلوماسي فرنسي في بيروت، ان مكافحة سورية ولبنان للإرهاب، «لا يعني ان فرنسا يمكن أن تعطي دمشق شيكاً على بياض للتدخل في لبنان في مواجهة الإرهاب»، معتبراً أن مكافحة الإرهاب «هاجس لكل الدول مثلما هو لحكومتي لبنان وسورية اللتين نثق بأنهما ستواجهان الإرهاب وإذا من ضرورة تنسيق بينهما فإنه أمر يعود إليهما أن يقرراه في ظل سيادة واستقلال كل منهما والمهم أن يحصل ذلك بالحوار وليس بالفرض من جهة على أخرى». في موازاة ذلك، قرر النواب الموارنة، بعد اجتماعهم بدعوة من «الرابطة المارونية» أمس، بدء المصالحة المسيحية بالمصالحة بين «القوات اللبنانية» التي يتزعمها الدكتور سمير جعجع وتيار «المردة» الذي يترأسه الوزير السابق سليمان فرنجية، على أساس الاعتراف بثوابت الكنيسة المارونية والالتفاف حول البطريرك الماروني نصرالله صفير الذي أُعلن أمس أنه على مسافة واحدة من الجميع، وحول رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان. وعلم ان الرابطة ستعود خلال اليومين المقبلين الى التحرك في اتجاه جعجع وفرنجية لتهيئة المناخ من أجل تنفيذ ما صدر عن النواب الموارنة في مقرها.

ووصف المصدر الديبلوماسي الفرنسي الكلام عن إمكان تغطية فرنسا دخولاً سورياً الى لبنان لمكافحة الإرهاب، بسبب استعادة الحوار بينهما، بأنه «مجرد تخيّلات»، مؤكداً أن «الكثير مما قيل بعد انتشار الجيش السوري على الحدود الشمالية مع لبنان هو تقديرات وتحليلات لمسألة تتعلق بالسيادة الداخلية لسورية»، وان باريس «لا تعلق على هواجس ومخاوف من دخول سوري الى لبنان لأنه لم يُسجّل أي اختراق للأراضي اللبنانية».

وكان وفد من قوى 14 آذار أجرى اتصالات في فرنسا مع وزير الخارجية برنار كوشنير وأكد عدم وجود صفقة على حساب المحكمة الدولية، واستمرار التزام فرنسا سيادة لبنان واستمرار يقظتها في هذا المجال، وهو ما أكده المصدر الديبلوماسي الفرنسي في بيروت أيضاً، والذي أشار الى أن «مسؤولية حكومتي لبنان وسورية مواصلة إقامة العلاقات على أسس صحية»، وانه مع قرار إقامة العلاقات الديبلوماسية «نتطلع الى تقدم على صعيد ملفات ترسيم الحدود وضبطها ومسألة المفقودين. وفرنسا ستبقى يقظة حيال همّ استقلال لبنان وسيادته ومن المبكر القيام بجردة حول علاقاته مع سورية قبل ثلاثة أشهر ودورنا هو أن نشجع الفريقين على التقدم». وشدد المصدر على أن زيارة وفد قوى 14 آذار لم تتم بدعوة رسمية من باريس، وأن أي قيادي يطلب لقاء مع المسؤولين الفرنسيين يلقى تجاوباً.

وأعرب المصدر عن اعتقاده بأن المنطقة ولبنان يمران في حال انتظار، «ولا نرى أن حزب الله له مصلحة في مواجهة مع اسرائيل ولا مصلحة للأخيرة في مواجهة مع لبنان». وقال إن المفاوضات السورية - الاسرائيلية جامدة «بسبب الوضع السياسي الإسرائيلي وليس لسبب سوري». وأوضح رداً على سؤال أن «من الطبيعي أن تجري المفاوضات حول ما تريد سورية أن تحصل عليه (الجولان) وحول ما يستطيع السوريون تقديمه في المقابل».

وبالعودة الى اجتماع النواب الموارنة بدعوة من الرابطة المارونية أمس، قالت مصادر المجتمعين لـ «الحياة» إن النائب في كتلة «القوات اللبنانية» جورج عدوان بادر الى اقتراح التحرك لتسريع المصالحة بين جعجع وفرنجية، باسم «القوات»، معتبراً أن «الوقت حان لإنجاز مصالحة تاريخية بين «القوات» و «المردة» وان الخلاف في الأساس كان بين «المردة» وحزب الكتائب وقد تصالحا ولم تشمل مصالحتهما القوات

 

مصدر فرنسي: الكلام عن تغطيتنا دخول سوري للبنان تخيّلات

بيروت -الحياة - 04/10/08//

قال مصدر ديبلوماسي فرنسي في بيروت إن «لبنان وسورية يواجهان على ما يبدو أعمالاً إرهابية، مستوردة، كما يظهر حتى الآن، لكن هذا لا يبرر أن يتمكن أي بلد من استخدام هذا التهديد الإرهابي من أجل التدخل في شؤون الآخر، لأن هذه القضية تتعلق بسلطة حكومتي البلدين في ظل سيادة كل منهما واستقلاله».

وأوضح المصدر رداً على التقديرات والتسريبات التي ظهرت في الصحافة اللبنانية عن أن فرنسا والدول الأوروبية أعطت تفويضاً لسورية بمعالجة الإرهاب في لبنان خلال القمة الرباعية في دمشق (سورية - فرنسا - تركيا وقطر) الشهر الماضي، ان «من الممكن أن يكون موضوع الإرهاب قد أثير، لكن ليس لأنه أثير في القمة يعني هذا أنه يمكن أن نعطي سورية شيكاً على بياض للتدخل في لبنان من أجل مكافحة الإرهاب. هذا غير وارد. وهناك محاولة إسقاط لهذه المسألة على الوضع اللبناني في شكل غير واقعي. فالإرهاب همّ لكل الدول ونعتقد أنه هاجس لحكومتي لبنان وسورية، ونثق بأن الحكومتين ستقومان بمكافحته».

وأضاف المصدر: «أما أن يحتاج الأمر الى ضرورة التنسيق فإنه يعود إليهما أن يقررا ذلك في شكل سيادي لكل منهما وفي ظل احترام استقلال كل منهما وسيادته... والمهم أن يحصل ذلك في إطار الحوار وليس بالفرض، من قبل جهة على أخرى». وإذ نفى المصدر الديبلوماسي الفرنسي أن تكون بلاده على علم بأن دمشق طلبت تنسيقاً أمنياً مع السلطات الأمنية اللبنانية، أوضح رداً على سؤال حول أي أهداف أخرى لهذا التنسيق، سياسية وغير أمنية بالقول إن «هذا يدخل في نطاق التفسيرات».

كما نفى المصدر نفسه ما نشر في بيروت من تحليلات عن أن فرنسا تم إعلامها أو استشارتها في نشر الجيش السوري على الحدود الشمالية مع لبنان، معرباً عن دهشته «لأن ينسب الينا اننا كنا على علم بذلك، إنها تخيّلات (أوهام). فنحن حتى لم نستشعر بأن ذلك سيحصل». ووصف المصدر الانتشار السوري الذي حصل على الحدود الشمالية بأنه «عملية داخلية أخذنا علماً بها ولم نطلب توضيحاً رسمياً من دمشق حولها طالما أنها داخل الأراضي السورية. وقد صدرت تفسيرات وتحليلات تبقى في إطار التقدير عن أن هذا الانتشار السوري رسالة الى أطراف خارجية ولبنانية. ونحن نتعاطى مع الأمر في الدرجة الأولى على أنه إذا اعتبر بلد ما، لأسباب داخلية، أن عليه نشر قواته لمكافحة التهريب، فهذا أمر يتعلق بسيادته. ونحن نكون في موقع التعليق على الأمر إذا تبين ان له أهدافاً أخرى مثل دخول الأراضي اللبنانية أو تهديد لبنان، لكننا في الدرجة الثانية لا نتعاطى مع مخاوف وهواجس طالما أنه لم يحصل اختراق للأراضي اللبنانية... ولا يمكن تصوّر أننا نغطي أي دخول سوري الى الأراضي اللبنانية. هذه تخيلات أيضاً...».

وعلّق المصدر الفرنسي نفسه على الهواجس من أن الحوار بين فرنسا وسورية سيسمح للأخيرة بالتدخل في لبنان، بالقول: «ليس من بلد دافع باستمرار وإصرار وثبات عن استقلال لبنان وسيادته على مر التاريخ مثل فرنسا ولن نعدّل قواعد هذه السياسة لأننا عدنا الى الحوار مع دمشق ولن نجعل هذا الحوار على حساب لبنان ومصالحه بل على العكس نريده نافعاً للبنان». وأشار الى أن قرار إقامة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين للمرة الأولى «خطوة تاريخية مهمة ونتمنى أن تتقدم الأمور بعد القمة اللبنانية - السورية لتسير العلاقات على أسس صحية ولبنان سيربح من ذلك. انها مسؤولية سورية أساساً وهي مسؤولية البلدين أيضاً».

وعن الخشية من أن الاتهامات السورية للبنان وشماله بأنه قاعدة للتطرف وانه خطر على سورية، قال المصدر الديبلوماسي: «صدرت معلومات سورية بأن التفجير الذي حصل في دمشق تم بسيارة جاءت من بلد عربي مجاور. لم نسمع اتهاماً للبنان فالبلدان المجاورة لسورية هي إضافة الى لبنان، العراق والأردن أيضاً».

وأعرب المصدر عن اعتقاده بأن الوضع الأمني في لبنان أفضل مما كان قبل بضعة أشهر، «ونفترض أنه سيتحسن»، مشيراً الى حصول تقدم في تطبيق اتفاق الدوحة، «وبقي الحوار الوطني الذي انطلق بدعوة من الرئيس ميشال سليمان، ثم إجراء الانتخابات النيابية التي نأمل بأن تحصل في أجواء هادئة وشفافة». وفضل المصدر الديبلوماسي الفرنسي وصف المصالحات التي تحصل بأنها تهدئة، معتبراً ان القيادات السياسية تتجه الى هذا الهدف «من دون أن يعني ذلك انتهاء الخلافات السياسية بل لتجنب الصدامات والذهاب الى انتخابات هادئة وان تحذو القيادات المسيحية حذو القيادات السنّية والشيعية والدرزية». وذكّر بأن هذه التهدئة نص عليها اتفاق الدوحة أيضاً «والجميع عليه مسؤولية في ذلك ونحن نشجع هذا الاتجاه».

لكنه أشار الى استمرار القلق من الوضع في الشمال «حيث التوتر يبقى كامناً على رغم المصالحة»، إلا أنه سجل أن الصدامات توقفت

 

جعجع عرض مع هيل في معراب موضوع الحشود السورية وتصريح الرئيس السوري

السياسة الاميركية لا تقبل بأي تعد على سيادة لبنان أو دخول أي قوى غريبة

وطنية - 4/10/2008 (سياسة) التقى رئيس الهيئة التنفيذية في حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، مساء اليومم في معراب، مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ديفيد هيل، ترافقه السفيرة الاميركية ميشيل سيسون، في حضور مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب جوزف نعمة ومستشار العلاقات الدولية ايلي خوري.

إثر اللقاء الذي استغرق أكثر من ساعة، غادر هيل وسيسون دون الادلاء بأي تصريح، فيما وضع جعجع الاعلاميين في أجواء لقائه مع المسؤول الاميركي، فقال إن البحث "تركزعلى مسألة انتشار الحشود العسكرية السورية على الحدود الشمالية اللبنانية، فضلا عن تصريح الرئيس (السوري) بشار الاسد الاخير"، مشيرا إلى أنه نقل لهيل وجهة نظره في هذا الاتجاه، وهي "أن طرابلس والشمال ليسا قندهار، وفي حال كان هناك وجود لأي إرهاب فالجيش وحده الكفيل بمعالجته"، وأن "هذا الوجود العسكري السوري الكثيف، هو بمثابة ضغط نفسي على اللبنانيين، وبالتالي تذكيرهم بالوجود السوري".

ورداعلى سؤال قال جعجع "إن السياسة الاميركية تجاه لبنان واضحة جدا لجهة السيادة اللبنانية الكاملة واستقلال لبنان، وعدم القبول بأي تعد على هذه السيادة أو دخول أي قوى غريبة عليه، بالرغم من كل ما يجري في المنطقة من مفاوضات وتسويات". وأضاف ان هيل "أبدى استغرابه حيال هذا الانتشار السوري الكثيف، الذي لم يجد له تفسيرا. كما وضعني في أجواء الجمعية العمومية المتعلقة بلبنان، إضافة الى أجواء زيارة رئيس الجمهورية (العماد ميشال سليمان) الى واشنطن، ناهيك عن الاجتماعات وااللقاءات التي حصلت بين المسؤولين الاميركيين والسوريين"، مردفا أن زيارة هيل "تأتي في سياق استكمال المشاورات التي بدأها الرئيس سليمان في واشنطن". وردا على سؤال آخر جدد جعجع استعداده وجهوزيته للقاء رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية، كاشفا أنه تلقى اتصالا من رئيس الرابطة المارونية الدكتور جوزف طربيه، وأنه أعرب خلاله عن شكره لمساعي الرابطة في مسألة المصالحة المسيحية - المسيحية، وأبلغ طربيه أنه في إنتظار تحديد مكان وزمان اللقاء. ووصف جعجع اللقاء المرتقب الاول بينه وبين فرنجية بأنه "لقاء إزالة السلبيات".

 

الوزير شمس الدين: عمل المقاومة التحريري يجب أن يبقى طالما هناك احتلال

كلام عون لا يتناسب مع مقامه والشتيمة لا تفيد ولا تصنع مشروعا سياسيا

وطنية - 4/10/2008 (سياسة) اعتبر الوزير ابراهيم شمس الدين في حديث إلى إذاعة "لبنان الحر" ، أن المساحة المشتركة بينه وبين "حزب الله" عنوانها المواجهة مع اسرائيل، وعمل المقاومة التحريري يجب أن يبقى طالما هناك احتلال، وقال: "أنا ثابت وحازم في موضوع المقاومة ولا أقبل أي صيغة احتلال، والعمل العسكري أثبت جدواه، لكن تواجد السلاح بين الناس والأزقة وعلى مداخل الأبنية لإرهاب الناس وإخضاعهم وتخويفهم أو إسالة دمهم هو سلاح مرفوض وسلوك مرفوض"، معتبرا "أن هذا السلاح لا هوية له ولا فكر، وحمل السلاح لهذه الوظيفة أمر مرذول وغير مقبول، وهو السلاح الذي يؤذي لبنان واللبنانيين وهو السلاح الذي يحد ويحسر المساحات المشتركة بين اللبنانيين جميعا".

أضاف:"أؤيد وأؤمن بمشروع الدولة الذي هو مشروع الشيعة في لبنان وهو مشروع له أصول ومقومات"، داعيا إلى "اعتبار عامل الزمن كعامل بناء وليس كعامل هدام، للقيام بما يمكن فعله تجاه بناء الدولة". واعتبر "ان الدولة واجبها الدفاع عن الناس، وإلا تكون دولة جبانة ومتخاذلة"، مشيرا إلى أنه "أمر سيىء أن نطالب الدولة بالقيام بواجباتها في وقت نقوم بجلدها ونقول إنها لا تقوم بواجبها".

ورفض الوزير شمس الدين وجود قوة مستقلة عن الجيش اللبناني، ورأى أن إحدى الصيغ التي ستعالج سلاح المقاومة هي طاولة الحوار، مؤكدا ان الجيش بحاجة إلى دعم وإلى تسليح، طارحا فكرة تسليح الجيش من قبل ايران نظرا لما تمثله من ثقل في السياسة الاقليمية، ولما قدمته من مساعدة ودعم للبنان في مواجهة اسرائيل، وهذا لا يعني انغماسا ولا استلحاقا بايران.

وعن كلام الرئيس السوري بشار الأسد عن ان الدعم السوري للمقاومة لم يكن على حساب الحكومة اللبنانية، اعتبر الوزير شمس الدين أنه يحمل نوعا من الايجابية لأنه يشير إلى أن الدعم لم يكن على حساب طرف آخر وعلى حساب الدولة.

وعن وصف الشمال بالبؤرة الإرهابية، رأى ان الحل لهذه العقدة هو تمكين الدولة وبسط سلطتها بشكل طبيعي وصحيح، والشمال كغيره من المناطق يحتاج إلى رعاية من الدولة على الصعد كافة، مشيرا إلى انه من مصلحة جميع الأفرقاء أن يهدأ الوضع في طرابلس كي لا تمتد تداعياته إلى المناطق اللبنانية الأخرى".

أضاف:"نرى ان كل السلاح يظهر على الأرض إلا سلاح الشرعية والدولة، وما يحصل هو استهوان بالجيش اللبناني".

وعن مهاجمة العماد عون للرئيس فؤاد السنيورة، رأى أن كلام عون لا يتناسب مع مقامه، موضحا أن الشتيمة لا تفيد ولا تصنع مشروعا سياسيا، وقال:"أي جهة تسرق أكانت رئيس الحكومة او غيره، فهناك جهة "للجلد القانوني" تقوم بدورها في هذا المجال".

واعتبر أن مهاجمة الهيئة العليا للاغاثة تتم ضمن إطار مطالب معينة، رافضا منطق الابتزاز السياسي، مؤكدا أن مهاجمة الحكومة لا يجعلها حكومة غير محترمة.

 

الحاج حسن: سوريا تخطط لمحاصرة المقاومة وربما تنسج اتفاقا غير معلن مع اسرائيل

وطنية- 4/10/2008(سياسة) حذر رئيس "التيار الشيعي الحر" الشيخ محمد الحاج حسن من خطورة المخطط السوري الهادف إلى عودته لأرض الوطن واستباحة سيادته ، واعتبر أن سلطة الأمر الواقع في سوريا تخطط لمحاصرة المقاومة وربما تنسج اتفاقا غير معلن مع العدو الإسرائيلي لتسديد ضربة لحزب الله ثمنها عودة الوصاية من جديد وقد برزت ملامحها لحظة اغتيال المخابرات السورية لكادر المقاومة عماد مغنية.

وقال : يحاول (الرئيس السوري) بشار الأسد وجهازه المخابراتي بتصوير شمال لبنان الذي هو قلب العروبة كمعقل للإرهاب والأصولية التكفيرية بعد إرساله لهم زمره الإرهابية من عناصر فتح الإسلام وتلاميذ مدرسته في العنف والإجرام فتحي يكن وتوابعه الذين أوكلت إليهم مهمة العبث بأمن واستقرار المنطقة . وإن كلام الأسد عن استخدام الشمال منصة لزعزعة الإستقرار في سوريا هو ذريعة كاذبة ومحاولة يائسة لكسب ود البعض لدخوله إلى لبنان ، فساحة الشمال هي معقل الشهداء الأبرار الذين قاتلوا أعداء الله والإنسانية والوطن وضحوا بأنفسهم في سبيل استقلال وطنهم ، وإذا ظن الأسد أن بعض أبواقه في لبنان تسهل له اجتياحه فهو مخطئ ، لأن الشعب اللبناني الحر الأبي سيقاتله بأسنانه لمنع احتلاله من جديد .

واعتبر أن قوى الرابع عشر من آذار مدعوة لمزيد من التماسك والإنفتاح لمواجهة ما يهدد لبنان وبدورنا نؤكد على دعمنا للمصالحات التي تجري مع حرصنا على إعطاء الناس المتضررة حقها في حفظ كرامتها وصون دماء أبنائها ، ونحن مع كل القوى اللبنانية في مواجهة أي خطر على لبنان ، والتهديدات الإسرائيلية تستدعي تضامنا واسعا وتوحيدا للصفوف لمقاومة هذا الإعتداء الذي يهددنا بشكل يومي .

وختم :إن الجامعة العربية مدعوة لتحمل مسؤولياتها تجاه لبنان وندعوها لتشكيل قوة عربية تحول دون تحقيق اجتياح مفاجئ لجحافل القتل المخابراتية السورية ، وندعو مجلس الأمن الدولي إلى فرض قرار ملزم لسوريا وإسرائيل بوقف تهديداتهما للبنان .

 

نتيجة التحقيقات في حادث بصرما قد انتهت ما قد ينعكس إيجاباً على دفع المصالحة بين "القوات" و"المردة" 

نقلت "النهار" عن مصدر امني ان نتيجة التحقيقات في حادث بصرما الذي ادى الى مقتل يوسف فرنجية من "المردة" وبيار اسحق من "القوات اللبنانية" قد انتهت وان ملف التحقيقات مع الموقوفين سيرسل معهم الى المحكمة العسكرية. ويتوقع ان ينعكس ذلك ايجاباً على دفع المصالحة بين "القوات" و"المردة" في وقت قريب.

 

إسرائيل تهدد بتدمير القرى الجنوبية وفق "نموذج الضاحية" 

كشف قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، أمس، عن مبادئ الخطط العسكرية التي سيجري اعتمادها في أي مواجهة مقبلة على الجبهة اللبنانية. تتلخّص هذه المبادئ بعبارة واحدة هي «نموذج الضاحية». دلالة العبارة هو استنساخ التدمير الذي مارسته آلة الحرب الإسرائيلية إبّان عدوان تموز 2006 بحق الضاحية وتعميمه على بقية المناطق اللبنانية، وخصوصاً قرى وبلدات الجنوب التي تحوّلت، «إلى مواقع عسكرية كاملة التجهيز تابعة للمقاومة». أمّا المنطق الذي يرتكز عليه هذا النهج فهو إدراك إسرائيل أن التلويح بالقتل الجماعي للمدنيين هو الأمر الوحيد الذي يمكن أن يكون فاعلاً في ردع حزب الله. وقال في مقابلة مع صحيفة «يديعوت أحرونوت» نشرت أمس إن «ما حصل للضاحية الجنوبية في بيروت في 2006 سيحصل لكل قرية تُطلق منها النار نحو إسرائيل. سنستخدم القوة ضدها بصورة غير تناسبية ونلحق بها دماراً هائلاً، هذه بالنسبة إلينا ليست قرى مدنية بل قواعد عسكرية». «نموذج الضاحية» هو، وفقاً لذلك، عنوان الاستراتيجة القتالية التي أنتجتها دوائر التخطيط في الجيش الإسرائيلي في ضوء هزيمة تموز 2006 والعبر التي استُخلصت في أعقابها. وشدد على أن الحديث ليس عن توصية قدمها الجيش إلى المستوى السياسي، بل عن «خطة جرت الموافقة عليها»، مضيفاً «لن نعمل بعد الآن على اصطياد منصات إطلاق الصواريخ، فهذه خطوة عبثية. حينما يكون في الجانب الآخر آلاف الصواريخ والقذائف لا يمكنك أن تصطادها. يمكن الانبهار بعملية هنا أو أخرى هناك ولكن الجبهة الداخلية ستبقى تتعرّض للقصف».

 

الرئيس سليمان زار وادي قنوبين برفقة رئيس الاتحاد السويسري بعد جولة سياحية في مناطق الشمال 

زار رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان منطقة الوادي المقدس في قنوبين الحادية عشرة قبل ظهر اليوم، حيث سار سيراً على الاقدام قرابة الساعة وربع الساعة تقريباً برفقة رئيس الاتحاد السويسري باسكال كوشبان وصولاً الى دير سيدة قنوبين التاريخي، وجالا في ارجائه واطلعا على تاريخه ومعالمه الاثرية، وانتقلا بعد ذلك الى دير القديسة مارينا القريب منه. وكان الرئيس كوشبان، وفي اليوم الثاني من زيارته للبنان، وصل قرابة التاسعة صباحاً الى باحة المقر البطريركي الصيفي في الديمان، ومنها توجه الى بلدة بقاعكفرا مسقط رأس القديس شربل فزار منزله العائلي ومن ثم دير مار قزحيا فكنيسة البلدة

 

دبكا": واشنطن هددت سوريا بالتدخل عسكرياً لمساندة لبنان في حال تخطى السوريون الحدود اللبنانية 

أكد موقع "دبكا فايلز" الاسرائيلي ان وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس نقلت إلى نظيرها السوري وليد المعلم تحذيراً من واشنطن إلى سوريا وتهدداً بالتدخل العسكري لمساعدة لبنان في حال تخطى السوريون الحدود اللبنانية. وأشار الموقع إلى أن المعلم سمع "كلاماً قاسياً" من كبار الدبلوماسيين الأميركيين وتلقى تحذيراً آخر في اليوم التالي، من مساعد رايس لشؤون الشرق الأوسط دايفيد ولش ما دفع وزير الخارجية السوري الى نفي أي رغبة سورية بالدخول إلى لبنان والتأكيد على أن لا مخطط للتوغل داخل الأراضب اللبنانية من جديد. وأشار الموقع إلى أن المعلم أعلن لوسائل الإعلام أن المحادثات تطرقت إلى الاوضاع العامة في المنطقة والعراق وهو أمر "غير صحيح".

 

رمضان لـ "المركزية": التضارب في مواعيد صدور تقريربلمار مؤشر جدي لعــــدم ما ينشـــر ونشـــر

 "يوم تحصد "القوات" الاكثرية سنعتبرها مرجعية على الساحة المسيحية

"المردة": نرفض اي مصالحة ثنائية تهدف الى استفراد العماد عــون

المركزية - رفض المسؤول الاعلامي في تيار "المردة" سليمان فرنجية اي مصالحة ثنائية مع "القوات اللبنانية" ورأى انها ستحدث ارباكا سياسيا في الشارع المسيحي من خلال استفراد "التيار الوطني الحر". ورأى ان المصالحة المسيحية عليها ان تنبع من نية حقيقية في المصالحة. وقال في مداخلة تلفزيونية: المشكلة الشخصية المزمنة الموجودة بين "القوات اللبنانية" و"المردة" يجب ان تحل لكن بعيدا عن المتاجرة بالسياسة، اي ان لا يكون اللقاء بين "القوات" و"المردة" لاستفراد وضرب العماد ميشال عون سياسيا.

اضاف: طالما هناك علاقة شخصية بين القوات والعماد عون فلا يجب ان يكون هناك "فيتو" من "القوات" على العماد عون لهذا اللقاء.

واشار فرنجية الى ان الانتخابات النيابية افرزت العماد عون مرجعية سياسية للمسيحيين، وعندما تحصد "القوات اللبنانية" هذا الرقم في يوم من الايام سننحني ونعتبرها مرجعية على الساحة المسيحية وسنتعاطى معها على هذا الاساس.

ولفت الى ان "المردة" تملك الدليل القاطع على ان بكركي هي طرف في العملية السياسية خصوصا على الساحة المسيحية، من هنا على اللقاء ان يكون في بعبدا ونرحب بحضور الرئيس امين الجميّل وبمشاركة بكركي. وقال: هناك نموذج من العلاقات بين "المردة" وحزب "الكتائب"، نتمنى ان ينسحب على العلاقة مع "القوات اللبنانية"، علما اننا نختلف مع الرئيس الجميّل في السياسة انما نظمنا الخلاف معه ونتعاطى على صعيد الكوادر والقيادة بطريقة حضارية.

وأكد فرنجية رفض المردة للمصالحة الثنائية مع احترامها القاعدة الشعبية لـ"القوات اللبنانية" ورأيها السياسي. واشار الى ضرورة تنظيم الاختلاف ونبذ العنف على الساحة المسيحية بطريقة تعطي النفس للشارع المسيحي وتريحه. واعتبر ان اللقاء في بعبدا الذي سيضم القادة الاربعة الاكثر تمثيلا للمسيحيين، سيريح الشارع المسيحي اما اللقاء الثنائي بين "القوات" و"المردة" فسيحدث ارباكا سياسيا من خلال عملية استفراد لـ"التيار الوطني الحر".

ورأى فرنجية ان تربص الغير لأمر ما على الساحة المسيحية لكي تكون حصان طروادة في الانتخابات النيابية المقبلة وفي اي عملية سياسية مقبلة لمشروع سياسي معين ولتعويض خسارات معينة، امر مرفوض. وأكد عدم طرح "المردة" لرؤية موحدة او لوحدة المسيحيين، وسأل: هل الطرف الثاني يستطيع من خلال علاقاته السياسية مع الاطراف الاخرى ان يجنب الساحة المسيحية هذا الجو؟ ورفض فرنجية وضع موضوع المصالحة مع البطريرك صفير في اطار "تبويس اللحى"، وقال: العلاقة مع البطريرك متشنجة على الصعيد السياسي بسبب وجود ادلة دامغة على ان سياسة بكركي وتدخّلها في الشأن السياسي اللبناني ليس في مصلحة المسيحيين، وهي طرف فئوي على الساحة المسيحية. وأوضح ان اي رغبة في احداث او رعاية مصالحة بين "المردة" وبكركي عليها ان تكون على اساس ثوابت سياسية يتوافق عليها الطرفين.

 

يعقد في بعبدا بحضور الرئيس سليمان ومباركة البطريرك صفير

لقاء فرنجية - جعجع دخل مرحلة العد العكسي واللمسات الاخيرة وآلية تحرك الرابطة تحددها نتيجة الاتصالات على خط معراب - بنشعي

المركزية - مع انطلاق قطار المصالحات بين الفرقاء المتنازعين على الساحة الداخلية وتسارع وتيرة الاتصالات والمساعي لاستكمال ما تبقى منها وخصوصا على الساحة المسيحية بحيث تتو بمصالحة وطنية شاملة يرعاها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، يبدو ان اللقاء المنتظر بين رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الذي اعتبره اجتماع الرابطة المارونية والنواب الموارنة امس المدخل الصحيح لتكريس مبدأ اجواء المصالحة، دخل مرحلة العد العكسي وبات موعده على قاب قوسين او ادنى وفق المعطيات المتوافرة.

فقد أبلغت مصادر مطلعة عاملة على خط تحضير اللقاء بين الزعيمين المسيحيين "المركزية" ان الامور بلغت مرحلة وضع اللمسات الاخيرة وبدء العد العكسي لاعلان ساعة الصفر للموعد، واكدت ان اللقاء سيعقد في القصر الجمهوري في بعبدا بمباركة البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير الموجود في روما واعتبرت ان التفاصيل الصغيرة المتبقية وتحديد الموعد هي راهنا موضع بحث ثلاثي بين القوات اللبنانية والمردة ورئيس الرابطة الدكتور جوزف طربيه.

واوضحت انه تم تجاوز عقدته حضور رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون اللقاء شخصيا بعدما أعطى موافقته بحيث تقرر ان يعقد اللقاء بين جعجع وفرنجية ويحضره الرئيس سليمان. بين معراب وبنشعي: وفي هذا الاطار أفاد مصدر مطلع في الرابطة المارونية "المركزية" ان مسعى الرابطة يتركز راهنا على نقطة انعقاد اللقاء بين فرنجية وجعجع، لافتا الى ان الاتصالات تتم بالطرفين لتلمس الاستعدادات وتحديد الآلية اللازمة".

ونفى ان تكون الرابطة وضعت اي آلية محددة لتحركها حتى الآن، مشيرا الى ان مطلع الاسبوع المقبل قد يشهد تحديد هذه الآلية والخطوات العملية للتحرك في ضوء الاتصالات التي تجريها الرابطة راهنا على خطي بنشعي - معراب. وأعرب المصدر عن تفاؤله بالسير قدما بالمصالحة "لان جميع الاطراف يبدون استعدادهم ويدرسون خطواتهم بتأني". مرحبا بحضور النائب العماد ميشال عون، أي اجتماع في اطار المصالحة، على الرغم من اعلانه أمس عدم حاجته للتصالح مع أحد.

وأكد المصدر على الايجابية المطلقة لاجتماع أمس، نافيا وقوع أي خلاف او مشادات كلامية. ولم يستبعد ان تتطور مساعي المصالحة وتتحول الى لقاءات ثنائية بين القيادات، على الرغم من سفر البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير الى روما.

 

الدكتور محمود رمضان ان "ملف جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري شائك وليس بالسهولة التي يتوهّمها البعض

 المركزية - أكد الدكتور محمود رمضان ان "ملف جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري شائك وليس بالسهولة التي يتوهّمها البعض". وأعرب الدكتور رمضان في حديث الى "المركزية" عن قناعته بأن رئيس لجنة التحقيق الدولية في الجريمة القاضي دانيال بيلمار يسير على خطى سلفه القاضي سيرج براميرتس، حيث يعتمد النهج اللاتيني الذي يقضي بالكتمان وسرية التحقيق ليس فقط لاسباب ايديولوجية وفكرية وانما لسلامة التحقيق والحفاظ على ارواح الشهود وانتقالهم، ولجمع كل الخيوط المتعلقة بالجريمة، فكل هذه الامور توجب ان يكون عمل المحقق الدولي متصفا بالكتمان والسرية التامة. تقرير بيلمار: أضاف: بالنسبة الى تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي دانيال بيلمار بهذا الشأن قال: "لقد ذكرت في السابق انه من المتوقع ان يتأخر صدوره، وهذا التضارب في مواعيد صدور هذا التقرير هو في طبيعة الحال مؤشر جدي لعدم معرفة ما ينشر وما نشر حول هذا التقرير، خصوصا بالنسبة الى تاريخ صدوره او في ما يتعلق بأسماء المتهمين".

 

الرقص مع الشياطين ايضا وأيضاً؟

علي حماده
كأن كلمة السر أعطيت للحلفاء في لبنان من أجل التركيز على الشمال، وكل ما يمت بصلة الى الشمال الاستقلالي المقاوم للوصاية حتى النخاع. فبعد تصريحات متنوعة من الداخل اللبناني انطلقت تحديدا من "رابية" الجنرال ميشال عون حول طرابلس وما اعتبره "بؤرة" للتطرف، يتواصل التعرض للرئيس فؤاد السنيورة الذي يؤرق وجوده في السرايا حياة الحكم في سوريا، فيُنعت بأوصاف سوقية مبتذلة تمنع على المُستهدف ان يرد لئلا ينحدر الى هذا الدرك من الاسفاف.

نحن من جهتنا لا نرد على عون الذي تناول مقالتنا المنشورة في "النهار" يوم 30 ايلول الفائت، وانما لا نترك المسألة من دون ان نضيء على عدد من النقاط:

الاولى، ان المقال بعنوان "الرقص مع الشياطين، يتناول تحديدا، لمن لم يطلع عليه، "رقص" السوريين مع الحركات والتنظيمات الاصولية بدءا من 2003 عبر ارسال مئات الانتحاريين من "القاعدة" وغير "القاعدة" الى العراق لينتهي الامر بأن يقتل من العراقيين مئات المرات اكثر من الاميركيين. ولعل مناطق لبنانية في البقاع الغربي والشمال تعرف كيف جرى استخدام عدد محدود من شباب تلك المناطق برعاية مباشرة من المخابرات السورية. ثم هدف المقال الى تأكيد مسؤولية النظام السوري المباشرة عن "فتح الاسلام" وبالتالي الجريمة التي ارتكبت في حق الجيش، ثم الحرب التي استمرت اسابيع عدة وحصدت اكثر من 160 شهيدا من الجيش معظمهم من ابناء الشمال. اما كيف انتهت المعركة والصفقة التي تمت لحسمها لقاء تبرئة مَن لا شيء على وجه الارض يمكنه تبرئته، فأمر اقل اهمية من تورط دمشق في المقام الاول. هنا يغيب عون عن المسألة تماما، وكأني به يحرف الانظار عن المسؤولية السورية من بوابة الحرص على الجيش.

الامر الثاني، انه ليس بجديد على الجنرال عون ان يهاجم الصحافة ولا سيما الاستقلالية السيادية المدافعة عن حرية لبنان واحراره، أيا تكن الاعتبارات. فبعدما تمنى احراق محطة "المستقبل" التلفزيونية، ثم شتم الصحيفة نفسها، اراد الادعاء على الزميلة العزيزة "لوريان لوجور" بدعوى انها "تجرأت" على ان تثور لاغتيال النقيب الطيار سامر حنا، ذاهبا الى سؤال الجيش عما كانت تفعله الطوافة في سجد. اليوم يعود الجنرال الى النهج نفسه الذي لم يوفّر فيه حتى "النهار" والعديد من الصحافيين فيها، على الرغم من تنوعها واحترامها حرية الرأي والانتماء من دون قيود. والامر ليس بجديد في سياق يبدو واضحا وهدفه التعمية والتغطية على ما هو اشد مضاضة، اي ظلم ذوي القربى!

والامر الثالث، هو الحرب المنهجية التي قام بها محاولا بالسياسة والديماغوجيا الاعلامية تغطية جرائم الارهاب في حق شهداء الاستقلال بدءا بالرئيس رفيق الحريري الذي وقف يوم 7 ايار 2005 قرب قبره ليرميه بإتهامات غير مباشرة شبيهة بتلك التي يرمي بها اليوم رفيق دربه فؤاد السنيورة. اما عن سمير قصير، وجورج حاوي، ومي شدياق، والياس المر، وجبران تويني، بيار الجميل، ووليد عيدو، وانطوان غانم، وسمير شحاده ووسام عيد فحدث ولا حرج: بين اتهام الضحية ومحاكمتها وتبرئة الجلاد بحجة ان لا ادلة حسية على ارهابه! حتى في جريمة اغتيال فرنسوا الحاج، بدت هذه الحمية الزائدة والحزن الزائف بمثابة مصادرة لقضية بقصد تمييعها لاحقا، ودائما لشد الانتباه صوب تقصير مؤسسات امنية اسهم عون وحلفاءه في ضربها من الخلف، ومنعها من التطور والحركة، في حين ان القاتل هو القاتل عينه.

أما الامر الرابع، فيمثل بالنسبة الينا لبّ الموضوع، بدءا من الجنرال ميشال عون الذي يكشفه سلوكه الذي لا يوصف، بـ"انقضاض متوحش" على مقعد عريس الشهداء بيار الجميل في اطار حربه على الاستقلاليين في كل مكان، وانتهاء بأصل المشكلة اليوم، اي نيات دمشق حيال لبنان بمحاولة تصوير الشمال مصدرا للارهاب، في حين ان اكبر "راقص مع الشياطين" موزعا الموت في كل اتجاه في الشرق العربي معروف اسمه وعنوانه وتاريخه غير المجيد!

يبقى السؤال: ألا يتعب الجنرال عون من الرقص مع "الشياطين"؟

 

قرار ضرب المنشآت النووية الإيرانية يُتّخذ بعد الانتخابات الأميركية وقبل ذهاب بوش

رنده حيدر

نشرت صحيفة "هآرتس" أمس مقالاً لمعلّقها السياسي ناقش فيه احتمال قيام اسرائيل بعملية عسكرية ضد المنشآت النووية في ايران، ننقل أهم ما جاء فيه: "اذا أصغينا بإمعان الى تصريحات المسؤولين في الدولة نستنتج أن اسرائيل قبلت بتحوّل ايران قوة عظمى نووية (...) في الأسابيع الأخيرة برز تحوّل في التصريحات الصادرة عن القدس يظهر أن الحكومة في صدد اعداد الرأي العام للقبول بالعيش في ظل القنبلة الإيرانية. وبدأ يتبدد احتمال قيام اسرائيل بقصف المنشآت النووية الإيرانية مما يؤدي الى توقفها عن العمل أعواماً.

التغير الأبرز نجده لدى رئيس الحكومة ايهود اولمرت. فعشية عيد الفصح الأخير صرح بأنه يريد أن يقول للمواطنين في اسرائيل إن ايران لن تحصل على السلاح النووي. ولكن في المقابلة الأخيرة هذا الأسبوع بدا أقلّ تشدداً، وتحدث عن ضعف اسرائيل في مواجهة ايران وفشل المساعي الدولية ضدها. ما الذي حدث بين عيد الفصح ورأس السنة؟ لقد أوضحت الإدارة الأميركية لإسرائيل أنها تتحفظ عن اي هجوم. ولا مجال لقيام الولايات المتحدة بالهجوم في ظل الأزمة الاقتصادية وتورطها العسكري في العراق وافغانستان. فأميركا اليوم في حاجة الى المال لإنقاذ الوول ستريت من الانهيار وليس من أجل تدمير أجهزة تخصيب الأورانيوم الإيرانية، وهم لا يريدون عملية اسرائيلية تورطهم في مواجهة غير مرغوبة. في تقديرنا أن أولمرت استوعب الرسالة الأميركية وهو يقدم لها التبريرات. ليست اسرائيل من فشل في وقف القنبلة النووية الإيرانية وانما المجتمع الدولي كله.

وماذا تفعل اسرائيل عندما تجتاز ايران العتبة؟ وزيرة الخارجية المكلفة رئاسة الحكومة تسيبي ليفني تقول ان اسرائيل ستبقى حتى بعد القنبلة الإيرانية، وهي ما زالت تأمل مثل أولمرت في ضغوط المجتمع الدولي وعقوبات أكثر تشدداً رغم اعترافها بأن الانجازات التي تحققت حتى الان ضئيلة للغاية.

لا وجود اليوم لتحضيرات واضحة للحرب داخل القيادة السياسية والعسكرية مثلما حدث في صيف العام الفائت حين كثُرت التحذيرات عن حرب في الصيف (...) خلال الصيف الحالي لم نشهد نقاشات مكثّفة تسبق عملية عسكرية مهمة مثل ضرب المنشآت النووية الإيرانية. كما أن الأزمة الحكومية و التغير في الزعامة السياسية يجعلان من الصعب اتخاذ مثل هذا القرار.

ولكن كل ما سبق ذكره يمكن فهمه في صورة معاكسة، أي ان اسرائيل تتحضّر لمهاجمة ايران وتحاول المحافظة على عنصر المفاجأة، و كلام أولمرت وليفني عن الحاجة الى عقوبات وجهود ديبلوماسية من جانب المجتمع الدولي يعطي اسرائيل مبرراً لتقوم بهجومها. ما هو السيناريو الأصح؟ الجواب سيتضح في الأسابيع المقبلة بين 5 تشرين الثاني و20 كانون الثاني حيث يتحرر بوش من كابوس الانتخابات ويبقى محتفظاً بصلاحياته الكاملة التي تمكنه من اتخاذ قرار الهجوم على ايران او الموافقة على هجوم اسرائيلي (...)".

 

لا مارونية سياسية في غياب ...

سجعان قزي

نمط حياة المجتمع الماروني عبر التاريخ مهَّد لأن يتبوأ الموارنة الدور السياسي الأول في لبنان. وابتعاد الموارنة عن هذا النمط أثّر على فاعلية دورهم أكثر من الهزائم العسكرية ومن الاقتتال في ما بينهم. وما كانت مآسيهم العسكرية والسياسية لتقع لو التزموا مبادئهم المسيحية والوطنية. وفي الأساس، لم ينجح الموارنة في التحول من مجموعة ثانوية إلى شعب بنى دولة، بقوتهم العسكرية بل بالتزامهم القيم والدين والأخلاق والاستعداد الدائم للتضحية والفداء. وعبثاً يحاول الموارنة اليوم، أن ينعشوا دورهم التاريخي أو أن يحدِّثوه (مقالي في "قضايا النهار" في 08 آب 2008) ما لم يعودوا إلى نمط حياتهم السابق ويلتزموا القيم التي ميّزتهم عن سواهم في هذا الشرق. الدور المميز يستلزم مجتمعاً مميزاً، والمجتمع المميز يستدعي تضحية ما. والتضحية مبدأ لازم العهد القديم منذ إبرهيم الخليل، والعهد الجديد منذ يسوع المسيح.

إن المجتمع الماروني اللبناني، في وضعه الحالي، غيرُ مؤهَّـلٍ لإحداث النقلة النوعية واستعادة المبادرة، فكيف بمحافظته على الدور المسيحي التقليدي؟ أكثر من ذلك، لن يتمكن الموارنة من حماية وجودهم (ولو بدون لعب دور سياسي أو وطني) ما لم يعيدوا النظر في نمط عيشهم الحالي ويعوا المخاطر القديمة الباقية والجديدة المطلة، وينخرطوا في إطار مؤسسي جامع لمواجهتها.

من لا يقبل هذا القدر يعيد الشرق إلى ما قبل المسيح، ولبنان إلى ما قبل صيغة التعايش الإسلامي - المسيحي، ويضع المسلمين اللبنانيين وجهاً لوجه أمام فِـتَنِهم المذهبية التاريخية المفتوحة. من لا يقبل هذا القدر لن يجد السعادة الحقيقة الفردية أو الجماعية في أي مكان من العالم، إذ لا سعادة في نكران التراث وفي البعد عن مثوى الآباء والأجداد.

دور الموارنة في لبنان يبدأ بواجباتهم تجاه لبنان: كلما قاموا بواجباتهم حافظوا على دورهم. كلما قاوموا وتفوقوا وأعطوا وتميزوا بالقيم والأخلاق حافظوا على دورهم. كلما اتحدوا واختاروا قادة جديرين بالقيادة حافظوا على دورهم. كلما طوّبوا قديسين كشربل والحرديني ورفقا والحدادي والدويهي حافظوا على دورهم. كلما زرعوا شجرة عن نفوس شهدائهم وسألوا خاطر أهاليهم حافظوا على دورهم. كلما قاوموا إغراءات الهجرة وتركّزوا في قراهم ومناطقهم وأرضهم واستثمروها حافظوا على دورهم. من كان يهاجر سابقاً الفقير والجائع والعاطل عن العمل، أما اليوم فيهاجر الغني والعامل. ولدت ثقافة الهجرة وغلبت ثقافة البقاء، وباتت نزعة الثروة الفاحشة أقوى من نزعة الحياة الهانئة.

لم يكن دور الموارنة مصاناً لمجرّد أن رئيس الجمهورية كان يتمتع بصلاحيات واسعة، بل لأن كنائسهم كانت مليئة بالمصلين، وطوائفهم زاخرة بالكهنة والرهبان الجدد، وبطريركيتهم حاضنة الجميع ولا تسمح لأحد بالتطاول عليها. كان دورهم مصاناً لأن مؤسساتهم السياسية والحزبية والدينية كانت تعج بالجماهير والنخب، ومجتمعهم يحترم التقاليد والعادات ويسير على هدي الآباء والأجداد، وعائلاتهم تنجب للأمة نساء ورجالاً. كان دورهم مصاناً لأن مستوى التعليم والرقي في مدارسهم ومعاهدهم كان عالياً، وشبابهم يحلمون بدخول المدرسة الحربية ومؤسسات الدولة. كان دورهم مصاناً لأنهم كانوا قانعين مادياً في نمط العيش وطموحين روحياً إلى مجد الحياة، يرتضون الرفاهية بدون ترف، والفرح بدون فسق، والانفتاح بدون ذوبان، والإيمان بدون تعصب والعلمنة بدون إلحاد. كان دورهم مصاناً لأن قادتهم كانوا يتخطون خلافاتهم مهما تفاقمت، ويسمون إلى المصلحة الوطنية مهما علت. لأنهم كانوا كذلك، كانت صلاحيات رئيس الجمهورية الماروني واسعة. لم ينل الموارنة في لبنان، أي هدية مجانية عبر تاريخهم. كل ما بلغوه مضرج بالكفاح والتضحيات، وما حصلوا عليه جاء تتويجاً لنجاح سابق لا أحقية مسبقة.

هكذا تعود الحقوق إلى الموارنة والأدوار والرسالة، لا بشعارات مرحلية يسحبها البعض من الجارور عشية الانتخابات ليعيدها إليه بعد انتهائها. يعود دور الموارنة يوم يبتدعون للدولة اللبنانية مشاريع حلول تنعكس على كل اللبنانيين، منها: الحياد، العلمنة المؤمنة، اللامركزية الواسعة، الدائرة الفردية في الانتخابات النيابية، نزع السلاح غير الشرعي الفلسطيني واللبناني، تنفيذ القرارات الدولية، جلب الأمن والاستقرار، تعزيز موقع رئاسة الجمهورية، الاعتراف بحقوق المغتربين، طرح حل لرحيل الفلسطينيين من لبنان مستقل عن مشروع حق العودة، بناء دولة سيدة، عدم الالتحاق بمشاريع ضد شكل لبنان وجوهره وصيغته ودوره.

تحقيق هذه القضايا الكبرى هو الذي يحافظ على الموارنة، لا السجالات الانتخابية والشعارات الشعبوية. لن يستعيد الموارنة دورهم بحروب دموية وعبثية في ما بينهم، ولا بالاستقواء بالخارج ولا بإقامة تحالفات خارجة عن طبيعتهم ومحيطهم. لن يستعيد الموارنة دورهم بإثارة النعرات الطائفية، وإضعاف الطوائف الأخرى، بل بصدّ التدخلات الخارجية في شؤونهم. حين ينسحب الغرباء يقوى لبنان، وحين يقوى لبنان يتعافى الموارنة. وحين يتعافون يشمخ دورهم وتكبر مسؤولياتهم وتالياً تزيد صلاحياتهم. الدور المعني هنا هو دور الموارنة كمواطنين لا كأبناء كنيسة، أي مصير المارونية السياسية.

رغم اسمها، ليست المارونية السياسية حكراً على الموارنة أو على المسيحيين، بل شملت لبنانيين من كل الطوائف، وضمت في مفهومها الوطني رجالاً كرياض الصلح وعادل عسيران وسامي الصلح وكاظم الخليل وكامل الأسعد وشارل مالك، إلخ... وفي هذا السياق، إن الأركان المسلمين في 14 آذار ينتمون وطنياً إلى مبادئ المارونية السياسية، فيما لا ينتمي إليها موارنة لا يؤمنون بالفكرة اللبنانية والسيادة، ولا يميزون بين لبنان وسوريا، وبين الدولة اللبنانية والثورة الفلسطينية، وبين الغريب وابن الوطن، ولا يخلصون لفكرة لبنان أولاً وآخرا.

لذا، يحتاج الموارنة اليوم سياسة مارونية جديدة تحدّث المارونية السياسية لتبقى حالة وطنية تتخطى تسميتها الطائفية. إن المرحلة الحالية مؤآتية لاستنهاض الدور المسيحي الطليعي، فالوقائع كشفت أن ضعف الدور المسيحي لم يحدث خللاً طائفياً في التوازن اللبناني فقط، بل عطل الحياة السياسية وشل الدورة الدستورية وفجر بركان الفتن المذهبية. حين كان الدور المسيحي قوياً، تخطي كل التحديات وانتصر مشروع وحدة الدولة. حين كان الدور المسيحي قوياً عرف لبنان شتى أنواع الأخطار سوى خطرين: التقسيم والاقتتال السني - الشيعي. أما اليوم فهذان الخطران أصبحا أمراً واقعاً. الأول نعيشه ولا نعترف به، والثاني ننكره ونمارسه.

لقد نجح الموارنة في انتخاب رئيس جديد محترم، في الحصول على مناصب وزارية مهمة، في إعادة النظر بالتقسيمات الإدارية لقانون الانتخابات النيابية، وفي الحفاظ على الأمن في مناطقهم رغم الانقسام السياسي. وعاد وهج رئيس الجمهورية مرجعاً رئيسياً في تأليف الحكومة وصياغة البيان الوزاري على أساس خطاب قسمه، والمحاور الرئيسي لسوريا من أجل تطبيع العلاقات الثنائية وإقامة تمثيل ديبلوماسي وترسيم الحدود، والمبادر بإطلاق الحوار الوطني، والمؤتمن على وضع مشروع استراتيجية دفاعية.

غير أن هذه الانتعاش الماروني يبقى ظرفياً ما لم تُسعفه وحدة الصف المسيحي. فإذا قانون الستين، مُعَدَّلاً، أعطى المسيحيين فرصة اختيار ثلثي نوابهم على الأقل، فلا قيمة للنواب المسيحيين إذا توزعوا بعد انتخابهم على تياري "المستقبل" السني و"حزب الله" الشيعي.

فاعلية الدور النيابي المسيحي الجديد هي في تشكيل واحة سياسية مستقلة تنسق مع رئيس الجمهورية لتقوّي موقعه وتعوّض محدودية صلاحياته من جهة، وتنفتح على الحالتين السنية والشيعية لتحد من انقساماتهما وتضمن التوازن داخل الحياة السياسة اللبنانية من جهة أخرى. دور المسيحيين أن يكونوا قوة دعم ووصل وتوفيق بين المتنازعين، لا قوة تمرد على الشرعية (الوطنية) ولا قوة فصل واستغلال لانقسامات شركائهم في الوطن. من وحي هذه الثوابت تنجح المصالحات أو تخفق التحالفات. اتّـقوا التشاؤم واحذَروا التفاؤل.

 

الوزير ارسلان زار النائب جنبلاط في المختارة: نتمنى ان نستكمل المصالحات بالشكل والمضمون الذي بدأناه في الجبل

وطنية-4/10/2008 (سياسة) التقى رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط في قصر المختارة اليوم عصراً رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني الوزير طلال ارسلان بحضور النائب اكرم شهيب. وجرى خلال الاجتماع بحث بالاوضاع السياسية العامة وموضوع المصالحات الجارية. واثر الزيارة صرَّح الوزير ارسلان،" علينا واجب القيام بزيارة الى وليد بك جنبلاط ليس لشكره فحسب، بل لاننا نعتبر بأن خسارتنا بالسيد صالح العريضي خسارة مشتركة وكما هي رسالة اعتبرتها موجهة لي وللحزب الديموقراطي اعتبرها موجهة ايضاً للجبل ولوليد بك. لقد تقدمت منه بالشكر لما بدر منه رعاية واحتضان لهذا الموضوع ووقوفه الى جانبنا بإستشهاد صالح العريضي من جهة، ومن جهة اخرى لا بد من استكمال ما بدأناه في ايار من تعزيز للجو الوفاقي العام على مستوى الجبل ولبنان. وفي النهاية ما زلت اتابع في هذا الموضوع بالتفويض الذي منحني اياه وليد بك وسماحة السيد حسن نصرالله(امين عام حزب الله) والذي اعتبر اننا قطعنا اشواطاً عدة بهذا الموضوع والذي شكل ايضاً انطلاقة عامة للمصالحات التي تجرى في البلد، والتي نتمنى ان تستكمل بالشكل والمضمون الذي بدأناه نحن في الجبل، نحن بكل فخر واعتزاز نقول اننا لن نقم بمصالحات من فوق ثم نقلناها الى القاعدة، بل بدأناها على مستوى القاعدة والجامعات وعلى كل المستويات انطلاقاً من تثبيت جو الاتفاق والمصالحة ضمن التنوع السياسي الموجود في البلد، لا احد يتحدث اكثر من ذلك، واتمنى على الشيخ سعد (الحريري) استكمال ما بدأه في طرابلس وبيروت والبقاع وصيدا، بمعنى تعميم هذا الجو لان المؤامرة كبيرة على البلد وتقسيمه وتفتيته وزرع بذور الفتنة بين اللبنانيين والذي اعتبر اننا جميعاً خرجنا خاسرين من الجو الذي كان سائداً في الماضي والذي اعتبر انه تم فتح صفحة جديدة بإعادة العلاقات السياسية الى طبيعتها بالحد الادنى رغم كما قلت التنوع وحق الاختلاف وليس الخلاف، كلنا نعمل لاجل البلد، وكان هذا لا بد من طرحه مع وليد بك ونتابع ما بدأناه في ايار.

سئل: ما هي الخطوات التالية على صعيد المصالحات؟

أجاب: الامور سائرة بجدية كما قلت واكرر على كافة المستويات الميدانية وهي ذاهبة بالاتجاه الصحيح.

 

رئيس الجمهورية يسعى إلى الطمأنة ويعتمد أسلوب "الاحتواء" لكن "براءة الأطفال" ليست في عيون الأسد

"الدخول" السوري مستحيل لكن ماذا عن "التدخل"؟

المستقبل - السبت 4 تشرين الأول 2008 –

نصير الأسعد

خلال عطلة عيد الفطر، نقل وزير الداخلية زياد بارود عن رئيس الجمهورية ميشال سليمان قوله إن "موضوع الحدود (الشمالية بين لبنان وسوريا) هو جزء من توافق أو تفاهم مع الجانب السوري للمصلحة المشتركة للبلدين، من أجل أن يكون هناك تحصين للحدود من الجانبين منعاً لأي مشاكل قد تحدث"، مضيفاً انّ "الإنتشار السوري على الحدود يدخل في هذا السياق وينبغي النظر إليه من هذه الزاوية".

موقف سليمان.. وبيان قيادة الجيش

غنيّ عن القول إن هذا الموقف للرئيس سليمان ليس رداً على التصريحات الأخيرة للرئيس السوري بشار الأسد التي يزعم فيها ان الشمال اللبناني بات قاعدة للتطرف تشكل خطراً على أمن سوريا. غير أنه ـ أي موقف سليمان ـ يذهب في الاتجاه نفسه للبيان الذي اصدرته قيادة الجيش بعد الإنتشار السوري شمالاً و"أكثر".

في 23 أيلول الماضي، أكدت قيادة الجيس أن "القيادة السورية أبلغت قيادة الجيش بالنشاطات المرتقبة على الحدود الشمالية داخل الأراضي السورية في شكل مسبق موضحة طبيعة هذه النشاطات وأبعادها العملانية والأمنية".

إذاً، بيان قيادة الجيش يتحدث عن تبلّغ مسبق من الجانب السوري. أما موقف الرئيس فيشير الى "توافق أو تفاهم مع الجانب السوري" أي إلى "ما يشبه" الموقف المشترك.

سليمان المطمئن.. يطمئن و"يحتوي"

بطبيعة الحال، لم يكن خافياً أن بيان قيادة الجيش كان يهدف الى طمأنة اللبنانيين بأن لا إستهدافات داخل لبنان للإنتشار السوري. أما رئيس الجمهورية فاختار أن "يصعّد" الطمأنة بحديثه عن "تفاهم" و"توافق". وعلى ما يبدو، فان الرئيس الذي يميل الى إعتماد أسلوب "الإحتواء"، واذ يملك معطيات تجعله متأكداً من أن الإنتشار السوري لن يتحوّل دخولاً سورياً إلى لبنان من البوابة الشمالية، إختار أن يطمئن اللبنانيين "مستعيناً" برصيده الكبير لديهم.

غير أن ما جعل الإنتشار السوري شمالاً يثير النقاش والبحث.. والمخاوف، هو إرتباطه بالتصريحات الأخيرة للأسد من جهة وبالكلام السوري "المسرّب" إعلامياً عن طلب دمشق "تنسيقاً" أمنياً أو "إتفاقاً" أمنياً مع لبنان من جهة أخرى.

نظام الأسد ينفي القدرة على ضبط الحدود.. وينتشر!

وهنا، لا بدّ من التركيز على عدد من النقاط الرئيسيّة.

النقطة الاولى، هي أنه لا يمكن النظر الى الإنتشار السوري قبالة الحدود اللبنانية الشمالية على أنه في إطار مسعى النظام في دمشق لـ"ضبط" الحدود من جانبها السوري. ذلك أن نظام الأسد، وعلى ألسنة مسؤولين فيه، حمل خلال السنوات الماضية "نظرية" إستحالة ضبط الحدود. فبعد أن هدّد بشار الأسد بأن لبنان "سيصبح مركزاً للقاعدة"، جرت مطالبته لبنانياً وعربياً ودولياً باتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع "تسرّب القاعدة" الى لبنان من سوريّا.. فكان جوابه انّه لا يمكن ضبط الحدود، لأن الحدود بين سوريا ولبنان طويلة ولأن السيطرة الكاملة على السهول والوديان والممرات متعذّرة. كذلك، عندما يُطالب النظام في سوريا بمنع وصول السلاح الى "حزب الله" عبر سوريا، يرد بإستحالة ضبط الحدود.

والنقطة الثانية، التي يمكن إستنتاجها من الأولى مباشرة، هي ان نفي إمكان ضبط الحدود، هو "الداعم" لنظرية الإمساك بالأمن من الداخل، أي من داخل لبنان.

التعاون الأمني و"فيصل" السيادة

والنقطة الثالثة التي يفيد إيرادها في هذا السياق، هي أن أحداً في لبنان لا يمكنه أن يرفض قيام تعاون أمني لبناني ـ سوري لمصلحة البلدين، فذلك من صلب إتفاق الطائف في باب العلاقة اللبنانية ـ السورية. وليس من لبناني عاقل يرفض تعاوناً لمكافحة الإرهاب، خصوصاً انّ الإرهاب "الوارد" الى لبنان من صنع المخابرات السوريّة. غير أنّ التعاون الأمني ـ أو التنسيق الأمني ـ يُفترض أن يقوم ويتم بين دولتين سيدتين. والحال أنّ سيادة لبنان لا تعني للنظام السوري شيئاً.

وأن يكون ثمة تعاون أمني بين دولتين سيدتين، فذلك يعني ألا تبادر إحدى الدولتين من تلقاء نفسها ـ أي من جانب واحد ـ الى تحديد من تعتبره خطراً عليها في الدولة الثانية.

ويعني انه لا يحق لإحدى الدولتين أن تفرض على الدولة الثانية تعريفها هي للخطر ومصدره (خصوصاً إذا كان للنظام السوري تحديده للأعداء في لبنان).

ويعني ألا تكون لإحدى الدولتين شبكات مخابراتية داخل الدولة الأخرى.

ويعني أن ليس من "حقوق" أمنية "مكتسبة" لإحدى الدولتين في الدولة الثانية، ولا يمكنها أن تهدّد بتحريك قواتها الى داخل أراضي الدولة الأخرى ولا أن تحرك قواتها بالفعل.

ويعني أن ثمة مرجعيات دستورية تتم العودة اليها في البلد السيد وأن أي طلبات تتم وفقاً للقانون الدولي.

"النوايا" السورية المعلنة

أما النقطة الرئيسية الرابعة فهي أنه لا يمكن اللبنانيين أن يتعاطوا مع نظام الأسد و"كأن براءة الأطفال في عينيه". فهذا النظام هدّد، بما في ذلك بـ"تكسير" لبنان ونفّذ تهديداته. وهو منذ الانسحاب من لبنان، الذي لم "يبلعه" يقود حملة تقويض لاستقرار البلد ونظامه السياسي ومؤسساته وإستقلاله. ومع أنه "قيل" أن هذا النظام "تعهّد" للفرنسيين والقطريين بالتوقف عن التفجيرات والاغتيالات في لبنان تزامناً مع "إتفاق الدوحة"، فهو لا يتردّد في إعلان نواياه بـ"فرض" تغيير مؤات له في البلد. بل أكثر من ذلك، وفي تصريحاته الأخيرة نفسها، رفض الاعتراف بالضمانتَين اللتين يمثّلهما رئيس الجمهورية و"حكومة الوحدة الوطنية" للعلاقة اللبنانية ـ السورية، وربط العلاقة ومستقبلها بالتغيير في لبنان.

والنقطة الخامسة هي أنه إذا كان صحيحاً تماماً بالفعل أن تصريحات الأسد أدّت الى "تفويع" العالم ضدّه من جديد، ما اقتضى خصوصاً من فرنسا التي قادت ما سمّته "الانفتاح المشروط" عليه تذكيره بأنه قيد "إمتحان" مستمرّ لـ"سلوكه" وبأن "العلامة اللاغية" في هذا الامتحان ستكون لبنان إذا ما عاود "سيرته القديمة".. فالصحيح أيضاً أن النظام في سوريا يحاول "إستغفال" المجتمع الدولي والوضع العربي إذا استطاع او كلما "تراءى" له انه يستطيع.

"العودة" مستحيلة لكن التخريب قائم

ما الممكن إستنتاجه إذاً من كل ما تقدّم.

بالتأكيد، ليس في وسع نظام الأسد أن يحلم بالعودة الى لبنان. لكنه سيسعى باستمرار الى التدخّل والتخريب في لبنان، وإحدى "مناسبات" التدخّل والتخريب هي الانتخابات النيابية المقبلة، أي تخريب "مناخها" السلمي الديموقراطي.

وبالتأكيد، إن اللبنانيين الذين يقرأون جيداً المعطيات الدولية والإقليمية مطمئنون الى إستحالة الدخول السوري. ويزيد موقف الرئيس سليمان ـ أي خلفية هذا الموقف ـ إطمئنانهم. لكن ذلك لا يُعفي من أن تكون الدولة متنبّهة إزاء ما يخطّط هذا النظام له. وأن تكون الدولة متنبّهة ويقِظة فذلك يستدعي أن تكون "مؤسسة" مجلس الوزراء حاضرةً في هذا الموضوع. وكي تكون حاضرة، لا يمكن لرئيس مجلس الوزراء أن يعلم متأخراً عن أي أمر، أو أن يكون في صدد البحث عن أسباب الانتشار السوري إذا كان يعلمها سواه. ذلك أن عهد الرئيس ميشال سليمان هو المأمول به لتأكيد وحدة "السلطة" التنفيذية. وفي جميع الأحوال، إذا كان ما لا شك فيه أن الدخول السوري مستحيل، فليس هناك أي ضمانة من ألاّ يكون الانتشار السوري غطاءً لتهريب أسلحة ومسلّحين الى داخل لبنان اي لـ"التدخل" فيه. وإذا كان من أمر ينبغي توقّعه، فهو إجراءات لبنانية مقابلة من داخل الحدود، وهي إجراءات ستكون "مرئية" حتماً عندما تحصل. وكل ذلك ما يعزّز المطالبة بتعزيز المؤسسات العسكرية والأمنية.

 

الحرب الدولية الرابعة" لإنقاذ الاقتصاد الدولي تلغي اشتعال الحروب الصغيرة المكلفة وتفرض سياسة التهدئة والمصالحات

باريس لدمشق: اختراق سيادة لبنان يسقط التطبيع

المستقبل - السبت 4 تشرين الأول 2008 - 

أسعد حيدر

أمام اللبنانيين، تبدو باريس منذ انفتاحها على دمشق في موقع الدفاع. مثل باريس التي طالما اعتادت وعوّدت نفسها على الترحيب بكل قرار فرنسي من غالبية اللبنانيين في السابق، يصعب عليها سياسة الدفاع عن مواقعها ومواقفها، خصوصاً أن اللبنانيين اعتادوا "الدلال" و"التدليل" طوال المرحلة الشيراكية بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. كلما اقتربت باريس خطوة من دمشق، وجدت نفسها في مواجهة "هطول" آلاف الأسئلة والتساؤلات اللبنانية عليها، قاعدتها الاساسية: هل قايضتمونا؟ وما هو الثمن؟ ولماذا طالما أنكم تؤكدون يومياً بديمومة العلاقات التاريخية السياسية والثقافية؟

"خط ماجينو"

"خط ماجينو" دفاعاً عن الموقف الفرنسي حول لبنان الذي جرى بناؤه على عجل، والذي تأمل باريس عدم اختراقه بعملية مفاجئة أو حتى بعملية التفافية، يقوم على قاعدة واضحة وهي: نحن وضعنا لأنفسنا "خريطة طريق" واضحة المعالم وثابتة المسارات مع دمشق. نحن لم نضع أو نطالب بتعهدات يمكن نقضها بشكل مفاجئ فتقع الخسارة. ما قمنا به هو التأكيد لدمشق منذ البداية ومع أول خطوة على الطريق، هو أن العلاقات تتطور بقدر تطور سير دمشق تبعاً لخريطة الطريق. نحن لم نعط لدمشق شيكاً على بياض، تضع عليه الرقم الذي تريده وتعطينا ما تريده. كل شيء بثمنه. المصالح دائماً تترجم بالأرقام والأفعال وليس بالكلمات الطيبة.

على أساس هذه "الخريطة" يتم التقدم أو التراجع مع نقطة مضيئة دائماً ان الحوار الفرنسي مع دمشق يبقى متحركاً على أساس تحقيق مصلحة لبنان ومصلحته هي في استمرار استقلاله وحريته وسيادته. تأكيداً لذلك فإن ديبلوماسي فرنسي يقول بوضوح "سيادة لبنان كاملة، لا يمكن لسوريا في أي حالة من الحالات أن تخترق الحدود اللبنانية، تحت اي حجّة بما فيها ملاحقة أو متابعة عناصر إسلامية متطرّفة في شمال لبنان، أو غيره من المناطق اللبنانية. أكثر من ذلك، محاولة "غزو" لبنان تحت أي حجّة يسقط كل شيء من الاتفاقات إلى المسارات، والعودة إلى ما تحت الصفر زائد خيبة شخصية للرئيس نيكولا ساركوزي لا بد أن يكون لها مفاعيلها السلبية جداً.

تشدّد الديبلوماسية الفرنسية، ان تطوير العلاقات مع دمشق، لا يعني مطلقاً أنه بلا كوابح تضبط سرعته بحيث يمكن في لحظة معينة أو مطلوبة التوقف بسرعة عند إشارة حمراء ظهرت عند تقاطع طريق معين. وقد سبق للديبلوماسية الفرنسية أن أشارت بوضوح لدمشق أنه منذ الإعلان عن إقامة العلاقات الديبلوماسية اللبنانية ـ السورية لوحظ وجود بطء سوري في تنفيذ عمل لجان ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا، وحلّ مشكلة السجناء والمفقودين اللبنانيين لدى دمشق وفي السجون السورية وعملية إعادة النظر في الاتفاقات التي تم توقيعها في السابق بين بيروت ودمشق. ومن الطبيعي انه عندما يؤشَّر ديبلوماسياً لدمشق هذا البطء، فمعنى ذلك المطالبة بالخروج من حالة التباطؤ وعودة السير بالسرعة المعروفة لإنجاح هذه المهمة، لأن لا أحد سيبقى في "المحطة" المطلوبة ينتظر إلى ما لا نهاية.

أيضاً، فإنّ باريس لا تنسى أبداً من التذكير قبل أن تسأل، بأن المحكمة الدولية ليست للمقايضة، لأنها قامت أولاً، وأنها هي التي شاركت في إقامتها وساهمت في دفع ميزانيتها وفي عملية بنائها. وأن الرئيس نيكولا ساركوزي تعمّد خلال مؤتمره الصحافي المشترك مع الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق في الرابع من أيلول الماضي الحديث باستفاضة عن المحكمة للتأكيد على فصل موقف فرنسا من المحكمة الدولية وعملية التطبيع القائمة مع دمشق، حتى لا يؤدي تفسير الصمت بأنه يعني طيّ صفحة المحكمة في عملية مقايضة مفتوحة على المجهول.

تدافع فرنسا بقوّة عن تطبيع علاقاتها مع دمشق لأنها مصمّمة على ثبات علاقاتها مع لبنان، وفي الوقت نفسه ان فرنسا دولة متوسطة لها مصالحها وهي ليست مضطرة لاستشارة أحد قبل تنفيذ السياسة التي تخدم هذه المصالح. ختام هذه المرافعة الفرنسية الطويلة: إقامة علاقات طبيعية وطيبة مع دمشق تخدم لبنان واللبنانيين.

لا شيكات على بياض

الدليل على نجاح هذه السياسة "الساركوزية" كما تقول باريس، انّ العلاقات الودّية والوثيقة الحالية لفرنسا مع إسرائيل والعلاقات الحارة مع الولايات المتحدة الأميركية ومع العرب، تسمح لفرنسا بلعب دور إيجابي في المساهمة في حل مشكلة الشرق الأوسط وفي دفع عملية المفاوضات غير المباشرة بين دمشق وإسرائيل عبر تركيا على أمل أن تتحوّل قريباً وبعد الانتخابات الأميركية إلى مفاوضات مباشرة.

وإذا لم يتقبل بعض اللبنانيين الشاكين كل لائحة الدفاع الفرنسية، فإنّ الديبلوماسية الفرنسية تحتج بأن لديها ملفات كثيرة في هذا العالم لمتابعتها، خصوصاً الأزمة المالية الكارثية التي تكاد تتحول إلى 11 أيلول مالي واقتصادي، وأن "حرباً دولية" جديدة يجب ان تعلن بسرعة ضد الجمود الاقتصادي العالمي، وأن يكون هدفها دفع عملية الخروج من هذه الأزمة بعد وقف الانهيارات نحو تماسك "الجبهة المالية" على طريق النمو من جديد. وهذه العملية يجب أن تكون بمشاركة كل الدول المالية العظمى وبمساندة الدول الأخرى القادرة، لأن استمرار الأزمة وعدم الخروج منها بسرعة، سيكون أخطر بكثير من أي أزمة بما فيها عام 1929، فالعولمة أزالت الحدود في كل المجالات والقطاعات، ولا أحد يمكنه أن يحيد نفسه، فالجميع في "مركب" واحد إما يغرق من على متنه وإما ينجو الجميع وإن بتكلفة مختلفة تبعاً لأحجام "الركاب".

أمام اندلاع هذه "الحرب الدولية الرابعة"، وهذا التعبير ليس مزاجياً وإنما حقيقياً، فإنه كلما خفت "الحروب" العسكرية خصوصاً المكلفة جداً منها مثل العراق وافغانستان، كلما كان ذلك أفضل، لأنه إذا كانت الحروب الدولية السابقة ساهمت في دفع العجلة الاقتصادية للدول العظمى، فإن هذه "الحروب الصغيرة" أصبحت "عُصياً" في دواليب العجلات الاقتصادية لدول عملاقة مثل الولايات المتحدة الأميركية.

أمام العالم أشهر صعبة قد تمتد حتى ربيع العام 2009 حين تتوقف مفاعيل الكارثة المالية وارتداداتها. معنى ذلك انتظار الإدارة الأميركية الجديدة لتقدير ما سيحصل. من المضحك المبكي، ان العالم كله كان دائماً مرتبطاً لعقود طويلة بمسارات وتوجهات السياسة الأميركية يقبل بها أو يرفضها فيحاربها. الآن والعالم يستعد للدخول في حالة تعددية الأقطاب، اصبح مضطراً لضبط حركته على وقع نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية.

يبقى أن باريس وفي عودة إلى لبنان تريد استمرار الهدنة الحالية وتقويتها حتى لو تم اختراقها بعمليات إرهابية من تفجيرات أو اغتيالات حتى تجري الانتخابات التشريعية بشفافية تنتج توازناً واضحاً، ويكون قد عُرف الخيط الأبيض من الخيط الأسود أميركياً، مما قد يزيل مخاوف القوى السياسية اللبنانية من بعضها البعض.

 

"البلف"

المستقبل - السبت 4 تشرين الأول 2008 - 

"أبو رامز"

ثم اكتشفنا (يا إخوان) ان جنرال الرابية "مصدوم" لأن قانون الانتخابات الذي أقرّ لم يلحظ حق المغتربين بالتصويت في الدورة الآتية ولم يلحظ إعطاء ذلك الحق للعسكريين أيضاً. طبعاً يحق له "أبو صدمة" أن يختار ما يشاء من نقاط ذلك القانون للمزايدة في شأنها، ويحق للآخرين في المقابل، أن يسألوه أين صار كلامه التهويلي والتهديدي الخاص بالانسحاب من مؤتمر الحوار إذا عدّل مجلس النواب الفقرة الخاصة برؤساء البلديات؟ ولو... ولا كلمة عن الموضوع وهو الذي أقام الدنيا ولم يقعدها تهديداً وصراخاً واتهاماً وشتائم للطقم السياسي كله وللحكومة ورئيسها وصولاً الى "إعلان البراءة" من المجتمع الذي ما عاد يعرف كيف "يثور" على طريقته وحسب رأيه!

يعني صعبة أيام الجنرال، ووضع مصداقيته أصعب. شتم رئيس الحكومة واتهمه بالسرقة وأبقى على وزرائه في حكومته، وشتم الطبقة السياسية وقال انها مافيا وبقي جزءاً منها ومن هيئتها التشريعية الأبرز والأهم، ثم عنّف وقرّع مجتمعاً بأكمله، وبقي يبحث عن مشاريع مزايدة بإسمه، وعندما خلّص على الآخرين بالجملة، انتقل الى "المفرّق" فإذ به يُشمل بغضبه قيادات وشخصيات في تياره خرجت عن طاعته لأنها كانت تفترض أنها تعمل داخل تيار سياسي وليس في إطار ورشة عائلية محكومة بهوس فردي لا مثيل له...

طبعاً نوبة الأمس يا إخوان، لها، مثل سابقاتها، أسبابها الأعم والأشمل، في مقدمها استمرار سير الأمور في اتجاه لا يلائم كل حسابات الجنرال "أبو صدمة" ورهاناته. وهو الذي لم يجد وقتاً للمشاركة في اجتماع "الرابطة المارونية" الباحث في شؤون المصالحة وشجونها، كما لم تأخذ تلك "المسألة الهامشية" حيزاً من كلامه ودُرَرَهِ... باعتبار أنها هامشية اولاً وباعتبار ان هناك قضايا مصيرية كبيرة وعظيمة أهم منها بأشواط ثانياً. وفي مقدم تلك القضايا دعوة من خرجوا من التيار الى عدم التحدث الى الاعلام! لا يخيب آمال أعدائه السيد الجنرال، ولو لمرة واحدة وحيدة. دائماً يلبي توقعاتهم وحساباتهم وتحليلاتهم له ولشخصيته وآرائه ونوباته... ودائماً يقدّم متبرعاً ما يعينهم على التدقيق أكثر فأكثر فيه وفي مشروعه، وهو في حقيقته مشروع شعبوي مفرط في ابتذاله، يتوسل "البلف" في شعاراته السياسية ولا يتورع عن استخدام أي سلاح كيدي، مزايد، موارب، مؤذ، مفتن، مدمر، لتدعيم تلك الشعارات من دون أي حدود أو ضوابط أو موانع.

"جنرال البلف"... انكشفت كل الأوراق!

 

الديموقراطي المسيحي" يبدأ محادثاته مع "الكتائب"

المستقبل - السبت 4 تشرين الأول 2008 - بدأ وفد من نواب "الاتحاد الديموقراطي المسيحي الايطالي"، الذي يضم النائبين اليساندرو فرلاني وماريزا فارغا، محادثاته بشأن ورقة "العمل والتفاهم" التي سيوقعها رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" الرئيس امين الجميل الاحد القادم في 5 تشرين الاول في دارته في بكفيا.

وكان الوفد قد وصل الى مطار بيروت رفيق الحريري الدولي امس، وكان في استقبالهما النائب الاول لرئيس حزب "الكتائب" شاكر عون ومستشار السفارة الايطالية اندرياس فيرازي ورئيس الهيئة الاغترابية انطوان ريشا. وتوجه الوفد الى البيت الكتائبي المركزي في الصيفي حيث اجتمع مع المكتب السياسي تحضيرا لـ"ورقة العمل والتفاهم".

 

عـــــــون: أنـــا هـــابيـــل

موقع تيار المستقبل/ بدعم البطريرك مار نصرالله بطرس صفير المسافر الى روما اتفق عشرون نائبا مارونياً على تكريس مبدأ اجواء المصالحة بدءاً بمصالحة "القوات" و"المردة"، والتزام عدم اللجوء الى العنف، وتأكيد تنظيم العلاقات على اساس احترام المعايير الديموقراطية في حل الخلافات، والتأكيد ان اي مصالحة مسيحية تقوم على الاعتراف بثوابت الكنيسة المارونية والالتفاف حول مقام البطريرك الماروني ومقام رئيس الجمهورية".

صحيفة "الحياة" ذكرت أن النائب جورج عدوان بادر الى اقتراح التحرك لتسريع المصالحة بين جعجع وفرنجية، باسم "القوات"، معتبراً أن "الوقت حان لإنجاز مصالحة تاريخية بين "القوات" و "المردة" وان الخلاف في الأساس كان بين "المردة" وحزب الكتائب وقد تصالحا ولم تشمل مصالحتهما "القوات".وقد أوضح النائب جورج عدوان "أننا متجهون الى المصالحة مع تيار المردة" لافتاً إلى أنها لن تتم إلا بـ"لقاء رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية" مبدياً أمله في حدوث ذلك قريباً.

أما نواب "تكتل التغيير والإصلاح" فنقلوا عن رئيسه تفويضهم الانفتاح على أي حل يجري التوصّل اليه.

معلومات "النهار" أفادت بأنه في حين يشترط رئيس الهيئة التنفيذيّة في القوات اللبنانية سميرجعجع عدم حصول اي خطوة الا في رعاية بكركي والبطريرك صفير مباشرة، يشترط رئيس تيار المردة سليمان فرنجية عدم حصول اي لقاء بينه وبين جعجع الا في حضور العماد ميشال عون وفي رعاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان "ولا ضرر من رعاية بكركي".

ونقلت "النهار" عن مصدر امني قوله ليل امس ان نتيجة التحقيقات في حادث بصرما الذي ادى الى مقتل يوسف فرنجية من "المردة" وبيار اسحق من "القوات اللبنانية" قد انتهت وان ملف التحقيقات مع الموقوفين سيرسل معهم الى المحكمة العسكرية. ويتوقع ان ينعكس ذلك ايجاباً على دفع المصالحة بين "القوات" و"المردة" في وقت قريب.

صحيفة "السفير" نقلت عن أوساط في "القوات اللبنانية" قولها ان لقاء فرنجية ـ جعجع "بات قريبا جدا" وأن "الرجلين سيجتمعان ثنائيا سواء في بكركي أو في بعبدا والعماد عون موافق ولو كان البطريرك هنا لتم اللقاء بينهما اليوم مع انتفاء أي عقبة بوجهه".

وردت أوساط في تيار "المردة" بالقول لـ"السفير": "اننا من دعاة المصالحة وليس مؤيديها ونحن لسنا ضد البيان الصادر عن الرابطة، علما أننا لم نشارك في صياغته، وقد سمعناه عبر الإعلام كما الجميع.

عون

أما رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون فعقد بعيد اجتماع النواب الموارنة مؤتمراً صحافياً هاجم فيه معظم الاطراف السياسية وحتى المعارضين في تياره قائلا "من أراد أن يخرج من التيار ليفعل ذلك دون الحاجة إلى إعلام مضلّل" كما عاود حملته على الإعلام متحدثاً عن "وجود إسفاف في الإعلام ينال من صدقيته". وقال عون انه "ليس بحاجة الى مصالحة مع احد، "فانا متصالح مع الجميع".·مشبهاً نفسه بهابيل الذي قتله اخوه قابيل،كما جاء في الكتاب المقدّس، قائلاً: "هابيل لم يكن على خلاف مع اخيه، لكن قابيل قتله، وأنا هنا ألعب دور هابيل".

ودافع عون عن الحشود السورية قرب شمال لبنان قائلا: "في شمال لبنان إرهابيون وسوريا أخذت تدابير لعدم دخولهم الى أراضيها ويحق للبنان أن يأخذ التدابير لمنع دخول هؤلاء الإرهابيين"، وقال: إن "الحدود بين البلدين تفرض التنسيق فلبنان مسؤول عن سوريا انطلاقاً من أمنه والعكس صحيح".

ردّ على عون

وردت مصادر وزارية وسياسية في الغالبية على عون معتبرة ان "تهجمه على رئيس الحكومة بلغ مستوى الشتيمة بما لا يمكن معه الرد عليه". واتهمته "بالبحث عن انتصارات وهمية معتمداً اسلوب اطلاق القنابل الصوتية سعياً وراء عصبيات وغايات فئوية وانتخابية مكشوفة".

حزب الله والمصالحة

صحيفة "القبس" الكويتية لاحظت انه خلال زيارات قام بها نواب في "حزب الله" بمناسبة عيد الفطر، استخدموا عبارات متشددة لدى مقاربتهم موضوع الحوار الوطني، وفهم من هؤلاء النواب، ان مقاطعة الحوار ممكنة، بل وواردة بقوة اذا لم يؤخذ بالطروحات التي قدمها الأمين العام للحزب حسن نصرالله في ما يتعلق باشراك فاعليات سياسية ووطنية في جلسات الحوار، مع اضافة البندين المتعلقين باستراتيجية بناء الدولة، والاستراتيجية الاقتصادية.

ولدى سؤال بعض النواب حول الموعد المحتمل للقاء رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري ونصرالله، كان الجواب ان اللقاء سيعقد فور عودة الحريري الذي قصد المملكة العربية السعودية عشية العيد لأداء مناسك العمرة، ليضيفوا ان المناخات ايجابية جدا وان كل المسائل المتعلقة باللقاء قد حُلّت.

الموقف الفرنسي

صحيفة "الحياة" نقلت عن مصدر ديبلوماسي فرنسي في بيروت، ان مكافحة سورية ولبنان للإرهاب، "لا يعني ان فرنسا يمكن أن تعطي دمشق شيكاً على بياض للتدخل في لبنان في مواجهة الإرهاب". ووصف المصدر الديبلوماسي الفرنسي الكلام عن إمكان تغطية فرنسا دخولاً سورياً الى لبنان لمكافحة الإرهاب، بسبب استعادة الحوار بينهما، بأنه "مجرد تخيّلات".

وقال: "نتطلع الى تقدم على صعيد ملفات ترسيم الحدود وضبطها ومسألة المفقودين.

وفرنسا ستبقى يقظة حيال همّ استقلال لبنان وسيادته ومن المبكر القيام بجردة حول علاقاته مع سورية قبل ثلاثة أشهر ودورنا هو أن نشجع الفريقين على التقدم".

وأعرب المصدر عن اعتقاده بأن المنطقة ولبنان يمران في حال انتظار، "ولا نرى أن حزب الله له مصلحة في مواجهة مع اسرائيل ولا مصلحة للأخيرة في مواجهة مع لبنان". وقال إن المفاوضات السورية - الاسرائيلية جامدة "بسبب الوضع السياسي الإسرائيلي وليس لسبب سوري".

مسؤول الشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية في الخارجية الفرنسية باتريس بادي قال: "لمسنا قلقاً لبنانياً إزاء الأوضاع ونحن نطلب دائما الى سوريا ونأمل منها أن تلتزم بوعودها تجاه لبنان وألا تفكر حتى بالتدخل مجدداً في الشؤون اللبنانية، وتحديداً الانتخابات"، لكنه أعرب عن تفهمه للقلق السوري إزاء التوترات في طرابلس.

ونقلت مصادر صحفية عن قطب في وفد 14 آذار الى باريس، خشيته من أن يكون طلب دمشق التنسيق الأمني مع لبنان، مقدمة إما لاتفاق أمني جديد لبناني - سوري، وإما جسراً الى عبور عسكري سوري تحت لافتة مكافحة الارهاب الأصولي في الشمال ومع تفشيه في لبنان كما في سوريا. ويعتقد هذا القطب، حسب ما أبلغ الى المسؤولين الفرنسيين، أن الحشد السوري الاستثنائي عند الحدود الشمالية عائد الى سببين: إما لخوف دمشق من احتمالات تسلل عناصر إسلامية، تدخل على خطها المعارضة السورية، وإما بسبب خلافات داخل المجموعة الحاكمة والتي حتّمت نشر قوات من النخبة في مناطق الساحل السوري.

العبسي

صحيفة "اللواء" أوردت ان الجهات اللبنانية المختصة تدقق في تقرير وارد من دمشق يفيد ان قائد تنظيم "فتح الاسلام" شاكر العبسي معتقل في احد السجون السورية·خصوصا ان مصدر هذه التقارير قريب من النظام الحاكم. وذكر التقرير اياه أن خلية إرهابية مؤلفة من خمس انتحاريين كانت تنوي تفجير نفسها في ملعب العباسيين في دمشق في خلال إحدى مباريات كرة القدم قبل شهر تقريبا، في رد على اعتقال العبسي، لكن القوى الأمنية السورية احبطت المحاولة.

وعلى صعيد آخر، نفى مصدر عسكري لبناني رفيع في اتصال مع "اللواء" ما أوردته وكالة الأنباء الألمانية "د·ب·أ" من أن القوى الأمنية اللبنانية بدأت تعد العدة للقيام بعملية أمنية واسعة النطاق ضد مخيم البداوي في حال انتهت التحقيقات على الإشارة الى أن المسؤولين عن أحداث التفجير الأخيرة التي طالت الجيش اللبناني لجأوا اليه بحماية مجموعات سلفية متعاطفة مع ما كان يعرف بتنظيم "فتح الإسلام".

وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أنه لا نية للجيش السوري بالدخول الى لبنان، معتبراً ان انتشار القوات الخاصة السورية، والذي تم بعلم من السلطات الأمنية اللبنانية والتنسيق معها، ليس لتحضير دخول عسكري سوري بل لمساندة الجيش اللبناني في حال اتخاذه أي قرار بوضع حد لوجود السلفي في شمال لبنان.وأضاف:"هناك معلومات شبه أكيدة تلقتها الأجهزة المعنية المشتركة بين البلدين بأن هناك قياديي القاعدة يحاولون الإنتقال من العراق الى شمال لبنان عبر بعض الدول العربية".

مسؤول لبناني قال لصحيفة "الراي" الكويتية ان الحشود السورية تهدف الى العودة في شكل من الأشكال الى النظام الأمني الذي كان قائماً في عهد الوصاية السورية.

وقال: "استغل السوريون التدهور في الوضع الأمني اللبناني والحديث المفتعل عن الحركات المتطرفة ليعيدوا طرح موضوع التنسيق الأمني بين الأجهزة الأمنية اللبنانية والمخابرات السورية مستخدمين ورقة الانتشار على الحدود للتدخل العسكري كورقة ضغط على السلطات اللبنانية باتجاه المطالبة بتزويد المخابرات السورية بمعلومات تتعلق بالمعارضين للنظام السوري في لبنان وتسليم المخابرات السورية مواطنين لبنانيين يعتبرهم السوريون خطراً عليهم. اوضح المسؤول اللبناني ان الحديث عن انتشار لضبط التهريب عند الحدود الشمالية هو لذر الرماد في العيون "فالمهربون من الجانبين السوري واللبناني هم في مجملهم عملاء للمخابرات السورية التي يستفيد بعض مسؤوليها من هذه الحركة وبالتالي فان وقف التهريب من هذه المجموعات لا يحتاج سوى الى أمر شفوي من المخابرات السورية ولا يحتاج لشاحنات ودبابات ومدفعية.

تهديدات اسرائيل

على الجبهة الجنوبية كرر قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي الجنرال غادي ايزنكوت تهديداته بـ"تدمير كبير" للبنان إذا أطلق "حزب الله" صواريخ. وقال على نصرالله ان يفكر ثلاثين مرة قبل أن يصدر هذا الأمر"، معتبراً أن "نصرالله يدرك تماماً الخطر الذي يهدد السكان المدنيين، وذلك هو السبب الرئيسي لسياسة ضبط النفس التي ينتهجها وللهدوء السائد منذ عامين".

ورأى أن "القرى الشيعية الـ160 الواقعة جنوب الليطاني وعشرات القرى الأخرى شمال هذا النهر تشكل مواقع عسكرية وتضم مقار عامة ومراكز استخبارات واتصالات. وقد خبئت فيها عشرات الصواريخ داخل كهوف أو خلف جدران".

 

الاتفاق الأمني بين سورية ولبنان ... دخول سياسي من الشباك العسكري؟

الحياة اللندنية / سليم نصار

خريف السنة الماضية عقدت في لندن سلسلة ندوات اقتصادية - تجارية أشرفت على تنظيمها الجمعيات السورية في بريطانيا بالتعاون مع السفارة.

وتحدث خلالها ديبلوماسيون بريطانيون ممن خدموا في دمشق، وتوقعوا حدوث متغيرات سياسية تنشط العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

وألقى في نهاية الندوات عبدالله الدردري، نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، محاضرة مسهبة تطرق فيها الى مختلف الجوانب القانونية المتعلقة بتحديث عمل المصارف والشركات التجارية. بينما تولى الحديث عن الوضع السياسي، نائب وزير الخارجية فيصل المقداد.

ولما سئل المقداد عن مستقبل العلاقات السورية - اللبنانية، أجاب بأن الوضع السياسي لم يتغير، بانتظار ظهور عهد جديد مع الرئيس الجديد. ثم شدد على القول بأن سورية انسحبت من لبنان، وإنها لن تعود اليه عسكرياً.

وفتحت هذه العبارة مجالاً للتساؤل حول أبعاد حديثه ومضمونه، وما إذا كان الوجود السياسي الممثل بحلفاء سورية يغني عن الوجود العسكري! وعلى رغم الاختلاف حول تفسيرات كلام المقداد، إلا ان الانطباع الذي تركه في القاعة أثبت انه صادر عن مسؤول موثوق ومؤتمن على سياسة النظام.

عقب الزيارة التي قام بها الرئيس اللبناني ميشال سليمان لدمشق في 13 آب (اغسطس) الماضي، أعلن الرئيس الأسد ان التبادل الديبلوماسي تقرر خلال لقائهما. وقال إن تحقيقه سيتم قبل نهاية السنة، بانتظار استكمال بعض الاجراءات القانونية.

بعد مرور فترة وجيزة على تلك القمة، برز اسم فيصل المقداد كمرشح زكّاه القصر والخارجية لتسلم منصب أول سفير سوري في بيروت. واعتبر هذا الخيار بمثابة تقدير للموقع الديبلوماسي المستحدث، خصوصاً ان المقداد هو المرشح الأكثر حظاً لخلافة الوزير وليد المعلم.

ومع ان مستشاري القصر طرحوا اسماء أربع شخصيات مسيحية بحجة ان اختيارها سيطمئن المسيحيين القلقين، إلا ان أصحاب الحل والربط ظلوا متشبثين بفيصل المقداد لكونه يمثل خط النظام ويتقن اسلوب ممارسته، علماً بأن الأجواء المتوترة خلال الاسبوعين الأخيرين ارجأت قرار البت في هذا الموضوع، على رغم مظاهر التفاؤل التي أشاعها الوزير المعلم من ان السفير السوري الجديد سيقدم أوراق اعتماده الى الرئيس ميشال سليمان قبل نهاية السنة. وقد تحدد هذا الموعد كي يكون في استقبال الرئيس بشار الأسد في بيروت خلال شهر كانون الثاني (يناير) من سنة 2009.

بين القضايا التي بحثها الرئيسان السوري واللبناني في قمة دمشق، كان موضوع الاقتتال في طرابلس، وما قد ينتج عنه من امتدادات صراع مذهبي تعكر صفو الهدوء في لبنان، وتردد في حينه ان الرئيس الاسد حذر من خطورة «رشحان» عمليات العنف باتجاه حدود بلاده، الأمر الذي قد يضطره الى إدخال قواته بصورة موقتة من أجل تنظيف شمال لبنان من السلفيين. ولما تزامن هذا الكلام مع ظهور حشد عسكري مؤلف من عشرة آلاف جندي سوري، ارتفعت صيحات قوى لبنانية وخارجية تستنكر احتمال تكرار «الدخول الموقت» على صورة سنة 1976. وعندها استوضح الرئيس ساركوزي - باعتباره عراب ضبط العلاقة السورية - اللبنانية - عن أسباب انتشار القوات السورية على الحدود الشمالية، قيل له ان التحرك المفاجئ على صلة بمسائل التهريب والارهاب.

ويبدو ان تعزيز الوضع الأمني في الشمال لم يردع مستهدفي الجيش من القيام باعتداء ثان خلال مدة لا تزيد على شهرين. ومع ان هذا الحادث أثار سخطاً واسعاً لدى الرأي العام، إلا ان ذلك لا يبرر تقاعس الاستخبارات العسكرية التي فشلت في رصد عمليات العنف قبل قتال مخيم نهر البارد وبعده. ورأى عدد من نواب الأكثرية ان الحاجة الأمنية تقضي بضرورة انشاء أجهزة جديدة لأن الاجهزة السابقة كانت مرتبطة بمركز «عنجر» لا بوزارة الدفاع اللبنانية.

قبل ان يضمد لبنان جراحات جنوده في الشمال، فجر ارهابيون في دمشق سيارة مفخخة أودت بحياة 17 شخصاً بينهم عميد في الجيش هو جورج ابراهيم الغربي ونجله. وكان من الطبيعي ان يثير هذا الحادث الأمني موجة من الاستنكار والإدانات شاركت فيها دول عربية وأجنبية كثيرة بينها الولايات المتحدة. وسارعت اسرائيل الى التنصل من المسؤولية، مدعية انها تتفاوض مع سورية سراً، وان اي اعتداء من هذا النوع سينسف مسيرة المحادثات. كذلك استبعدت دمشق بدورها هذا الاحتمال، واتهمت تنظيماً تكفيرياً قالت ان أحد عناصره نفذ العملية بعد دخول سيارته عبر حدود دولة عربية مجاورة. ومع استبعاد تركيا واسرائيل، انحصرت الشكوك بلبنان والعراق والاردن، ثم أُعلن تفسير آخر أكثر تحديداً يشير بأصابع الاتهام الى تنظيمات أصولية بينها تنظيم «جند الشام» و «غرباء الشام».

من الصعب المقارنة بين التحديات التي واجهها حزب البعث السوري في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد... وبين التحديات التي يواجهها نجله حالياً. ففي الفترة الممتدة من 1979 حتى منتصف 1980 كان النظام يقاتل «الاخوان المسلمين» في حلب وحماه، حتى انتصر عليهم وأقفل مكاتبهم.

ثم تعرض آخر التسعينات لمواجهة لا تقل خطورة عن المواجهات التي تعرض لها مع إسرائيل، أي مواجهة تركيا التي اتهمته باحتضان عبدالله أوجلان والحزب الكردي الذي رعاه من منطقة البقاع ووسط دمشق. وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي الذي كان يغذي أوجلان بالسلاح، انهارت حصانته السورية عقب تهديد تركيا بالحرب. وهكذا انتهى سجيناً في أنقرة، بعدما انتهت مرحلة التوتر والمطالبة باسترجاع اللواء السليب.

دمشق هذه المرة تنظر إلى لبنان كخاصرة أمنية ضعيفة تصعب وقايتها من دون تدخلها المباشر. وهي ترى أنها محصنة داخلياً وحدودياً ما عدا الجهات التي تنطلق منها التنظيمات الاصولية الإرهابية في لبنان والعراق والأردن. صحيح أنها تعرضت لانتقادات إعلامية قاسية بعد اغتيال عماد مغنية والعميد محمد سليمان... ولكن الصحيح أيضاً أن هاتين الحادثتين خضعتا لتحقيقات سرية مرتبطة بنظام الأجهزة الأمنية. في حين ظهرت عملية الانفجار الأخير في دمشق كمؤشر على احتمال تكرارها في مواقع أخرى ما لم تبادر الدولتان إلى خلق مناخ محصن ضد الإرهاب وعناصره.

والحصانة المطلوبة في نظر سورية، لا تتكامل إلا عبر التنسيق الأمني الذي سبق أن وقع عليه البلدان في عهد الرئيس أميل لحود. وبسبب وجود مكتب «عنجر» تسلمت الأجهزة السورية كل الملفات المتعلقة بسلامة الوجود السوري. واليوم تطالب دمشق بضرورة إرساء قواعد جديدة للتعاون تأخذ في الاعتبار سيادة لبنان وحماية بعثتها الديبلوماسية. ومثل هذا التنسيق المتكامل يشمل المؤسسات الرسمية ومجالات تبادل المعلومات.

واشنطن حذرت دمشق من استغلال الاعتداءات الإرهابية للتدخل في الشؤون اللبنانية. وهي متخوفة من استخدام الاتفاق الأمني الجديد لإقصاء كل مجموعة أو كل فرد أو حتى كل ديبلوماسي لا ترضى عنه الأجهزة السورية. وبما أن مناخات الحرية اللبنانية لا تحتمل هذا الضغط أو هذه المراقبة الشديدة، فإن الاتفاق الأمني قد يحول لبنان تدريجاً إلى صورة أخرى عن النظام السوري المنغلق.

في حديثه إلى نقيب المحررين اللبنانيين ملحم كرم، حذر الرئيس السوري من الإرهاب، معتبراً أن السياسات الخاطئة حيال المنطقة، هي التي تخلق التربة الخصبة للإرهاب. ويرى الاسد أن انتخاب ميشال سليمان فتح لسورية صفحة جديدة مع لبنان... وان اقامة علاقات منفتحة على بعض القوى اللبنانية، ليس معناه التدخل في شؤون لبنان الداخلية.

وهذا يعني أن لسورية أصدقاء في لبنان مثلما للدول العربية الأخرى، وأن التعاطي معهم يبقى تحت المظلة التي يحددها الرئيس سليمان. غير أن المشككين بموضوعية هذه العلاقة يعتبرون الجماعات المؤيدة لسياسة سورية في لبنان والخارج، هي المعيار الصحيح الذي يلزم الدولة اللبنانية بضرورة اعتماد سياسة التبعية. وفي رأيهم أن القرارين الدوليين 1559 و1701 قد ساعدا سورية على الاعتراف بسيادة لبنان، وان الاتفاق الأمني المطلوب قد ينزع عن لبنان مكاسب هذا الاعتراف.

بقي السؤال المتعلق بالتفجير الأخير في دمشق، ومن هي الجهة المتورطة في تنفيذه.

غالبية الصحف الكبرى - أميركية منها وفرنسية - ربطت بين الاتفاق الذي عقده الرئيس ساركوزي مع الرئيس بشار الأسد حول مستقبل العراق. وهو اتفاق أوقف تسلل المقاتلين من الحدود السورية، الأمر الذي أربك «القاعدة» واصدقاءها من امثال جماعة تنظيم «غرباء الشام». أي التنظيم الاصولي الذي قتل زعيمه في حلب الدكتور محمود آغاسي الملقب بـ «أبو القعقاع». وبما أن كل أسماء المتسللين إلى العراق كانت تنزل في دفاتر هذا التنظيم، فإن قيادته تتهم سورية بأنها تخلت عنها كي تكسب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، تماماً مثلما تخلت عن عبدالله أوجلان كي تكسب تركيا.

ومن هذا الافتراض يطرح المراقبون السؤال المحير: لماذا استعجلت كوندوليزا رايس إلى إعلان استنكارها لعملية تفجير دمشق؟!

 

ميشال معوض يعقد مؤتمرا صحافياعن ملف المصالحات المسيحية

كلما كبر مأزق العماد عون السياسي كما حاول ان يهرب الى الامام بالسجالات

وطنية-4/10/2008 (سياسة) عقد عضو الامانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار ميشال معوض مؤتمرا صحافيا الثانية عشرة والنصف ظهر اليوم في اهدن تناول فيه المستجدات على الساحة اللبنانية خصوصا ملف المصالحات المسيحية - المسيحية ، كما رد فيه على ما جاء على لسان النائب ميشال عون ومطالبته النائب نايلة معوض بالاعتذار منه على اتهامها له بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رينه معوض في مؤتمره الصحافي الذي عقده أمس .

ومما قال معوض: "التقيكم اليوم لتوضيح بعض النقاط حول النقاش القائم والتحركات في اطار المصالحة المسيحية - المسيحية التي تحاول القيام بها الرابطة المارونية بمباركة بكركي وفخامة رئيس الجمهورية . فالبارحة كان يوما حافلا وشهد تطورات كثيرة ان كان فيما يتعلق باجتماع النواب الموارنة في مقر الرابطة المارونية وان كان فيما يتعلق بالمؤتمر الصحافي الذي عقده العماد عون وتطاول فيه علينا شخصيا في ملف اغتيال الرئيس رينه معوض .

بداية لا بد من توضيح كلمة المصالحة لانها اصبحت كلمة مطاطة بات الناس لا يعرفون القصد منها . المصالحة ذو شقين : الشق الاول هو تحرك علينا جميعا ان نقوم به لوقف الاقتتال المسيحي-المسيحي. مهما تكن خلافاتنا كبيرة، وهي كذلك، لكنها يجب ان لا تؤدي الى تقاتل ، خلافاتنا يجب الا تؤدي الى الدم لاننا شبعنا دم وتقاتل، شبعنا شتائم ، شبعنا سجالات وعلينا دائما تذكير اللبنانييين والمسيحيين ان الدم لم يوصلنا الى اي مكان بل على العكس دفعنا الثمن جميعا واضعفنا واضعف المجتمع المسيحي وجعله مجتمعا منقسما على نفسه لا زلنا الى اليوم ندفع ثمن هذا الانقسام.

اذا الاولوية المطلقة يجب ان تكون بتحركات تؤدي الى وقف الدم ، الى وقف الاقتتال وهذه الاولوية في المرحلة الحالية لها عنوان واحد هو " تطويق" ذيول حادثة بصرما التي ادت الى سقوط شهيدين وثلاث جرحى والتي يجب ان تؤدي الى اجتماع ثنائي بين القوات اللبنانية وتيار المردة وبطريقة اخص بين الكتور سمير جعجع والوزير السابق سليمان فرنجية لانها الطريقة الافضل لتطويق هذه الذيول.

كما ان وقف الاقتتال المسيحي - المسيحي ووقف التشنج في الشارع يتطلب منا جميعا ان نتعلم احترام بعضنا البعض. فمهما كبرت خلافاتنا لا يجب ان يتحول التخاطب السياسي الى سجالات والى شتائم والى تخطي الحدود الاخلاقية في هذه السجالات . ثقافة حزب الله بالتخاطب مع الناس لا يجب ان نستوردها الى الساحة المسيحية.ثقافة علي عمار في المجلس النيابي وهو يطلب من النواب ان يبخروا " نيعهم " قبل الكلام عن حزب الله لا يجب ان نستوردها الى الساحة المسيحية .

وهنا لا اخفي عليكم انني صدمت بالكلام الذي صدر عن العماد عون بالامس في مؤتمره الصحافي والذي تناول فيه ملف اغتيال رينيه معوض وطالب نايلة معوض بالاعتذار منه لانها ،وحسب قوله، تكلمت عنه كلاما سيئا بعد الاغتيال ولانها حملته مسؤولية الشراكة في هذا الاغتيال . انا لا اريد ان ادخل في سجال مع العماد عون لانه ، لسوء الحظ ، كلما كبر مأزقه السياسي كلما حاول ان يهرب الى الامام بالسجالات ، بعدم احترام الآخرين ، بنبش القبور ، بالمعارك الدونكيشوتية الوهمية يوما على بكركي ، يوما على الاعلام ، يوما على اميركا ويوما على العالم باجمعه.

لا اريد الدخول في سجال مع العماد عون ولكنني ايضا لا يمكنني السكوت على الكلام الذي قاله بالامس والذي كان كلاما مسيئا وخارج الاطار الاخلاقي ان كان بحق نايلة معوض او بحق الرئيس الشهيد رينه معوض .

يقول العماد عون تحديدا : "ان السيدة نايلة معوض تريد مصالحتي وانا اقبل مصالحتها ولكنني اريد منها اعتذارا لانها اتهمتني وتوجهت الي بكلام سيء بعد جريمة اغتيال رينه معوض واتهمتني بانني شريك في هذه الجريمة ".

اضاف معوض :" وتابع العماد عون اذا اعتذرت نايلة معوض فاعتذارها مقبول واذا لم تعتذر انا اسامحها ولا لزوم لحفلة مصالحة . هذا ما قاله العماد عون بحق نايلة معوض وبحق رينه معوض الى جانب ما اطلق من هجومات غير مبررة على بكركي وعلى الاعلام بالامس.

لن اعلق في البداية على مطالبة نايلة معوض " المزعومة " بالمصالحة مع العماد عون مع انه كلام ينقصه الكثير من الدقة. ساتطرق اولا الى مطالبة العماد عون باعتذار نايلة معوض بملف اغتيال رينه معوض هذا الكلام صدمني لانه كلام يطبق عليه المثل القائل " اللي استحوا ماتوا".نايلة معوض لم تتهم العماد عون ولا مرة حتى ما بعد الاغتيال مباشرة بانه شريك في اغتيال رينه معوض . نايلة معوض حملت ميشال عون مسؤولية باغتيال رينه معوض واعيد العماد عون بالذاكرة الى الكلام الذي قالته نايلة معوض في الذكرى الاربعين لاستشهاد رينه معوض حين قالت ان رينه معوض هو شهيد الطائف ومن حاول عرقلة مسيرة اتفاق الطائف يتحمل مسؤولية كبيرة في هذا الاغتيال ولا فارق اذا كانت هذه المسؤولية مسؤولية جنائية او مسؤولية معنوية او مسؤولية سياسية.

تابع معوض :" صحيح انه تبين ان العماد عون ليس شريكا في الجريمة ومن قتل رينه معوض هو النظام السوري وهذه قناعة راسخة لدينا وعند جميع اللبنانيين. ولكن بقدر ما نحن مقتنعون ان النظام السوري هو الذي قتل رينه معوض بقدرما من الواضح ان ميشال عون يتحمل مسؤولية اكيدة في هذا الاغتيال .

كان عمري حينها 17 سنة وكنت تمنيت ان لا اعود لفتح هذا الملف ولكن ذاكرتي لا تزال حية لان من يتعرض للظلم والاذى لا يمكن ان ينسى خصوصا حين ادى الظلم والاذى الى اغتيال اب واغتيال رفاق درب استشهدوا مع رينه معوض كل واحد منهم رافقني منذ طفولتي. لا بد من تذكير العماد عون بالاخطاء التي قام بها حينها وهو الذي قال بالامس ان الذاكرة مع تقدم السن تضعف وحاول اتهام غبطة البطريرك بذلك . هل من داع بتذكير العماد عون بانه شخصيا اتهم الرئيس رينه معوض بالعمالة . وبانه هو شخصيا قال غدا ستنتخبون رئيسا عميلا . هل من لزوم لتذكير العماد عون انه اتهم شخصيا الرئيس معوض بالخيانة . هل من لزوم لتذكير العماد عون انه نظم مظاهرات تحت شعار " يا رينه يا عكروت عالشرقية ما بتفوت " هل من لزوم لتذكير العماد عون بانه منع جريدة النهار من الدخول الى الشرقية بمجرد ما كتبت انه انتخب رئيس جمهورية للبنان وجريدة الديار حين ارسل اليها فرقة جيش بمجرد ما كتبت فخامة رئيس الجمهورية . هل من لزوم لتذكير العماد عون بانه لوفتحت لرينه معوض ابواب قصر بعبدا ما كان تم اغتياله بهذه السهولة في وقت كان موجود في مقر مؤقت وغيرمحم فيه. هل من لزوم للتذكير ان كل ذلك شكل غطاء معنويا لهذا الاغتيال وسهل لوجيستيا هذا الاغتيال. هل من لزوم لتذكير العماد عون انني شخصيا تعرضت للتهديد المباشر بالقتل في باريس من قبل العونيين مما اجبر الدولة الفرنسية على حمايتي . وهل من لزوم لتذكير العماد عون انه وبعد اغتيال رينه معوض وجميعنا اليوم يعلم ان احد الاسباب الاساسية لهذا الاغتيال ان رينه معوض رفض دخول الجيش السوري الى المناطق الشرقية وان رينه معوض رفض ان تدار البندقية السورية ضد المسيحيين وضد المناطق المسيحية . هل من لزوم لتذكيره ان ضباطه الاساسيين فتحوا قنينة شمبانيا بعد الاغتيال في اوتيل كومفورت حينها .

نحن لم نطلب شيئا من العماد عون ، لم نطلب اعتذارا ولا نريد العودة الى الوراء وفتح هذا الملف. كل ما نطلبه بالحد الادنى ان يحترم نفسه ويحترم حرمة الشهادة والشهداء الذين سقطوا مع العلم انه يتحمل مسؤولية في هذا الاستشهاد ومع العلم انه كما دفعنا نحن الثمن دفع هو ايضا ثمنا لان الاخطاء التي ادت الى استشهاد رينه معوض ادت الى حروب الالغاء بعد استشهاد رينه معوض وادت الى نفي ميشال عون والى 13 تشرين والى اعتقال سمير جعجع والى اخراج المسيحيين من المعادلة السياسية الوطنية والى وضع يد النظام السوري على لبنان ومقدراته ودفعنا الثمن جميعا.

وما اقوله ليس لزيادة مشكلة على المشاكل القائمة وانما للتذكير ولان الكلام الذي قاله العماد عون اضطرني الى التوضيح والتذكير بالوقائع اذ لا يجوز على من يتجنى ان يطلب الاعتذار من الضحية في وقت لم تطلب الضحية شيئا . نحن لا نطلب صورة مع العماد عون او اعتذارا . يوم يصبح للعماد عون الجرأة ان يعترف بالاخطاء التي يتحمل مسؤوليتها ، كما كان للدكتور جعجع الاعتذار عن الاخطاء التي قام بها هو وحتى آخر عنصر في القوات اللبنانية، فليعتذر للشعب اللبناني .

وتاكيدا على ذلك حين شعرت ان معركة السيادة والاستقلال ، معركة انهاء نظام الوصاية على اللبنانيين، معركة خروج النظام السوري من لبنان تتطلب تخطي الاساءة ، وتخطي الذي حصل سنة 1989 انا شخصيا توجهت الى باريس والتقيت العماد عون في بيته دون اي قيد أو شرط وبدون طلب اعتذار لانني واع ان هذه الصفحات الاليمة الماضية دفعتنا الثمن جميعا .

من هذا المنطلق المطلوب شيء واحد من العماد عون وهذا يعود بنا الى الشق الثاني من منطق المصالحة الذي هو مصالحة سياسية مسيحية مبنية على الثوابت . والمصالحة لا تحصل بصورة أو تقاسم مغانم، المطلوب الاتفاق على الدفاع عن لبنان ، والمطلوب الاتفاق على الثوابت الوطنية اللبنانية التي تحمي الوجود المسيحي في لبنان والشرق الاوسط ، المطلوب الاتفاق على ان ندافع جميعا عن لبنان كوطن وان لا نكون مجرد غطاء لمشاريع محاولة تحويله الى ساحة لمصالح النظام السوري ومفاوضاته مع اسرائيل او ساحة للمصالح النووية الايرانية. المطلوب ان نتفق جميعا على مبادىء الدولة واعادة تكوين دولة فعلية في لبنان تبسط سيادتها على كل الاراضي اللبنانية لان من يحمينا هو الدولة والجيش لا ان نشكل غطاء للاعتداء على الجيش اللبناني ولا ان نقول للجيش اللبناني ماذا ذهبت تفعل في سجد؟ . والمطلوب مصالحة لتكريس النظام الديموقراطي والحريات في لبنان، وهذا ما يجعل من لبنان نموذجا فريدا من نوعه في الشرق الاوسط، لا تغطية الاعتداء المسلح على النظام الديمقراطي وعلى التعددية وعلى الحريات تحت شعار ان 7 ايار كان مشروعا، ولا التعدي اليومي على الاعلام بالاعتداء على الاعلاميين الاستقلاليين في لبنان . المطلوب مصالحة لتاكيد حمايتنا للمؤسسات التي تشكل رمزية وجودنا في لبنان وعلى راسها بكركي ورئاسة الجمهورية لا التعدي عليها يوميا. وحين يعود العماد عون ويؤكد على هذه الثوابت التي كانت الثوابت التاريخية للتيار الوطني الحر والتي على اساسها ترشح العماد عون للانتخابات سنة 2005 انا لن اطلب شيئا منه وانا اذهب اليه متخطيا كل الاذى الذي نتج عنه ظلما.

وردا على سؤال حول ما حصل في الرابطة وطلب النائب معوض المصالحة قال معوض :" النائب نايلة معوض لم تطلب المصالحة وقالت خارج الاطار الاعلامي انه حصل بيننا وبين العماد عون خطوة في طي ملف الرئيس معوض مستحسن استكمالها . حين ذهبت شخصيا الى باريس وزرته قال لي رينه معوض ظلم وانا اخطات بحق رينه معوض وفور عودتي الى لبنان اول ما سافعله سازور ضريح رينه معوض واعزي باهل الشهداء .

وتابع معوض :" انا لم اطلب شيئا وهذا كلام قاله هو واذكره به و ما حصل ان العماد عون اتى الى لبنان والى زغرتا ولم يزر ضريح الرئيس معوض مع العلم انه حين عاد الى لبنان قمت برفقة وفد من اهالي الشهداء بزيارته في الرابية . فاذا كان السبب خلافنا السياسي مع العماد عون فهو كان مختلفا مع سعد االحريري وهذا لم يمنعه من اول وصوله الى المطار ان يزور ضريح الرئيس الحريري. لماذا لان الرئيس الحريري سنيا وهو يعترف حتى بخصومه المسلمين ولان رينه معوض مسيحي وهو لا يعترف لا بحلفائه ولا باخصامه المسيحيين، ولانه يريد ان يخوض دائما حرب الغاء ضد المسيحيين. وما طرحته نايلة معوض في الرابطة المارونية، واكرر خارج التداول الاعلامي احتراما لحرمة الشهادة انه ما زلنا نطرح اطار المصالحات المستحسن استكمال طي صفحة استشهاد رينه معوض ورفاقه الذين اتفقنا مع اهلهم على خارطة طريق نحن والعماد عون واياهم. لم تطلب مصالحة مع العماد عون لاننا نعتبر ان المصالحة حصلت لكن لم يحترم العماد عون ما وعد به . نحن لا مشكلة لدينا بكل الحالات ولكن العماد عون اختار ان يخرج الموضوع الى الاعلام بطريقة صدمتني وصدمت حتى بعض نواب تكتل الاصلاح والتغيير الذين اتصل قسم منهم بالنائب نايلة معوض للقول بان هذا الكلام لا يوافقوا عليه.

طرحت النائب معوض الموضوع ،ولكن طالما ان هذا الموضوع يشكل عقدة للعماد عون فنحن لا نريد شيئا ولسنا نعمل على زيادة مشكلة على المشاكل وانما على حل المشاكل الموجودة ووقف الاقتتال المسيحي- المسيحي وتسهيل لقاء الدكتور جعجع والوزير فرنجية وان نجتمع جميعا على الثوابت المسيحية التي هي الثوابت السيادية والكيانية اللبنانية .

 

قرداحي يرد على جعجع حول ترشيح فرنسوا باسيل في جبيل

وطنية - 4/10/2008 (سياسة) رد رئيس إقليم جبيل الكتائبي المهندس طنوس قرداحي، على ما جاء في بعض وسائل الإعلام، عن دعم الدكتور سمير جعجع ترشيح الدكتور فرنسوا باسيل في جبيل، شرط تمويله حملات أخرى بالبيان التالي: إن هذا الموقف مستغرب من الدكتور جعجع، إلا إذا أراد أن يعيدنا الى عصر الإنتفاضات حين عمل على قمع رفاقه وأهله في منطقة جبيل، غير آبه بنتائجها ومفاعيلها التي مازالت تتردد تداعياتها في المجتمع الجبيلي.

وأكد إن الدكتور جعجع لا يتكلم بإسم ثورة الأرز وقوى 14 آذار في منطقة جبيل, بل لمنطقة جبيل قادتها الراشدين وأبناءها يقررون من سيختارون لتمثيلهم, لكن يحق له كغيره التكلم بإسم أنصاره ومحازبيه. وقال قرداحي: " ومع إحترامنا للدكتور فرنسوا باسيل إبن منطقة جبيل، عليه أن يرفض هذا الكلام الذي يجعل منه صندوق تمويل معارك الآخرين، ونحن نعلم أن الدكتور باسيل قد قام بأعمال كثيرة وكبيرة في منطقة جبيل، وهو مشكور عليها، وإذا أراد أن يترشح وهذا حقه، عليه أن يضع حدا لهذه المتاجرة به، وأن يتعاطى مع القوى الحية الحقيقية في منطقة جبيل، وأن يبعد عنه تجار الهيكل.

 

جعجع في مقابلة مع قناة العربية: الاعتذار موجه لكل اللبنانيين وليس للسياسيين وهو عمل وجداني ولا يندرج في الاطار الانتخابي

وطنية-4/10/2008 (سياسة) اكد رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع أن الاعتذار خلال قداس الشهداء موجه لكل اللبنانيين وليس للسياسيين مشيراً الى أن هذا الاعتذار كان عملا ً وجدانياً ولا يندرج في الاطار السياسي والانتخابي . وتمنلى السياسيين حتى اؤلئك الذين لم يحملوا السلاح إلا أنهم اتخذوا قرارات كانت أخطر من الذين حملوه أن يحذو حذوه ويعتذرون من الناس

جعجع وخلال مقابلة على قناة العربية في برنامج بصراحة أكد انه قام بما يمليه عليه ضميره وسيترك الايام والناس هي التي تحدد أي فريق كان على حق.

وهذا نص المقابلة

سئل: هل الإعتذار إعتذار إعلامي انتخابي أم ان سمير جعجع يقصد أن يعتذر الى كل من أساء إليه؟

أجاب: أقول لك بتهذيب انني أرفض السؤال، لأنه يتبين على الإنسان إذا كان صدقاً أم لا. وأذكر انني تحدثت بهذا الموضوع لأكثر من مرة في السنوات الثلاث الماضية وقد قلت ان سمير جعجع الذي عرفناه أيام الحرب، مات في السجن لأقول بشأن مراجعتنا للحرب شاءت الظروف أن أُعتقل ودخلت السجن قد راجعت نفسي بوجودي في المعتقل وأيضاً بالنسبة لبعض الرفاق الذين لم يدخلوا السجن. عندما خرجت من المعتقل وجلسنا مع الرفاق، تبين أنه لدينا التشخيص نفسه للأمور وبكل بساطة تبين لنا انه خلال الحرب، وأنا أتكلم هنا عن المرحلة التي كنت خلالها قائداً للقوات اللبنانية، وعن المراحل التي سبقت أيضاً سنة 1975 وأنا لم أكن موجوداً في الحرب، ولكن بصفتي رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية علي أن أتحمل كل الأجيال القواتية الذين سبقوني بشكل أو بآخر. وقد تبين لنا أننا اتخذنا بعض القرارات الخاطئة، ومن جهة أخرى بعض الممارسات التي حصلت ولا نقبل بها. وحتى لو لم يكن لدينا الإمكانية لتداركها، فيجب علينا كمسؤولين أن نقول للناس ان بعض الإرتكابات التي حصلت بحقهم بتوالي القيادات على القوات اللبنانية، خطأ ونحن نعتذر عنها.

سئل: هذا الإعتذار ليس للمسيحيين فقط بل للمسلمين أيضاً ولكل من تأذى من القوات اللبنانية. هل قصدت الناس أم السياسيين الذي في جزء منهم لم يقبلوا هذا الإعتذار وجزء أعلن أنك اعترفت بخطئك؟

اجاب: النص موجه بشكل أولي وأخير للناس لأننا كسياسيين وهنا أتمنى عليهم أيضاً أن يعتذروا، وحتى الذين لم يحملوا البندقية، اتخذوا قرارات أدت الى نتائج أخطر من الذين حملوا البندقية. فهذا الإعتذار موجه للناس ولكل الناس.

سئل: ماذا تقول للسياسيين الذين لم يقبلوا هذا الإعتذار كالرئيس عمر كرامي؟ هل قررت كيفية التصرف مع الذين لم يقبوا اعتذارك؟

أجاب: " على الإنسان أن يقوم بما يمليه عليه ضميره ولكن الأيام والناس هي التي تحدد أي فريق كان على حق بتصرفاته أو العكس. الإعتذار كان عملاً وجدانياً وليس سياسياً. فهذه كانت مصالحة مع الذات وشفافية مع الذات ".

قيل له: ولكن هناك أناس لها موقفها من القوات اللبنانية؟

أجاب: أنا فعلت ما علي أن أفعله. لقد اخذت وقتي في كتابة كلمة القداس. فسلام على من يجب السلام وسلام على من لا يجب السلام. هذا موقفنا فإذا أحب الآخرون فكل يحدد موقفه بحسب قناعاته.

سئل: لقد تحدث البعض عن أن الإعتذار مناورة وانك لا تستطيع أن تذهب في المصالحة الى النهاية وهذا تكلم عنه سليمان فرنجية الذي تحداك في هذا الموضوع. هل أنت مستعد للقاء سليمان فرنجية من أجل المصالحة؟

أجاب: من يريد المصالحة لا يخرج الى الإعلام ويتحدى ويقول ان هذا غير صحيحاً والى آخره. هذا كلام لا يجوز في السياسة، كان عليه أن يخرج الى الإعلام ويدعو الى لقاء وأنا بالتالي أقبل وأذهب للقائه. ولكن لا يجوز على أثر هذا الكلام أن يقال ان هذه مناورة وأتحدى والى آخره. هنا نرى ما يجول في داخل الأشخاص. ولكن، بجميع الأحوال، كان هناك اجتماعاً اليوم للرابطة المارونية مع النواب الموارنة ونحن جاهزون للقاء مع الوزير سليمان فرنجية فليتفضل.

سئل: هل سمير جعجع قبل الإعتذارات التي قام بها الآخرون؟

أجاب: أسأل الجميع، هل تحدثنا بعد الحرب عن أي اعتداءات أو تعديات او تجنيات حدثت ضدنا؟ فبمجرد أن السياسيين قبلوا اتفاق الطائف فهذا يعني انهم أسقطوا منطق الحرب وهذه واردة في اتفاق الطائف من خلال قبولهم بقانون العفو العام الذي نص عليه اتفاق الطائف. من تحدث بعد اتفاق الطائف بتعديات عليه، فهذا لم يفهم شيئاً من اتفاق الطائف لأنه بمجرد قبولي باتفاق الطائف فقد قبلت أن أنهي مرحلة الحرب وأن أدخل الى مرحلة السلام. فأنا أسأل هنا، من شكل أول حكومة وفاق وطني بالتحديد؟ الرئيس عمر كرامي وكلنا كنا موجودين في هذه الحكومة وأنا أيضاً ولكن عندما لم أقبل المشاركة، فإنطلاقاً من تشكيلة الحكومة وهذا موضوع آخر. للأسف البعض تخطى هذه النقطة واستمروا في البكاء على الأطلال وكأننا لا نملك قتلى وجرحى، فلا رينيه معوض ولا بشير الجميل ولا الشيخ حسن خالد وغيره.. وكأنه لم يُرتكب بحقنا المجازر التي ذهب ضحيتها عشرات الأشخاص. بالحقيقة في بعض الأوقات "الفاجر يأكل مال التاجر"، ويجب على أحد أن يذكرالفاجر بأنه فاجر وإيقافه عند حده. كل ما حدث من سنة 1990 الى الآن لم يكن بمحله وهذا يبين ان بعض السياسيين لم يفهم اتفاق الطائف وكأنهم لم ينخرطوا به فجل ما فيه انهم فرحوا أن القوات اللبنانية ستزول وهذا كان مستوى فهمهم للطائف. بالتالي، نحن لم نتكلم أبداً بخسائرنا وبالتعديات التي حصلت ضدنا وبالشهداء الذين سقطوا ومجزرة القاع وجود البايع ومن قتل في قوى عديدة، مع أن الجميع يعلم أنه لدينا آلاف الشهداء وهؤلاء الذي نخلد ذكراهم في أيلول من كل سنة. وقد رأينا لوائح بأسامي الشهداء ونحن اعتبرنا أننا بعد اتفاق الطائف انتهينا من مرحلة الحرب ولكن للأسف، البعض حتى هذه اللحظة ما زال يتكلم بفترة الحرب. نحن نسامح الجميع باعتذار ومن دون اعتذار لأننا منسجمون مع أنفسنا، فبمجرد قبولنا اتفاق الطائف فنحن اعتبرنا أننا انتهينا من مسألة الحرب ودخلنا مرحلة جديدة.

سئل في هذا الخطاب عناوين أساسية منها الإعتذار. هل كان يقصد سمير جعجع عن العلاقة مع إسرائيل ومع الإعلان ان الوطن واحد والعدو هو إسرائيل والعروبة هي حاضنة للوطن؟

اجاب: الإعتذار عام وكامل وشامل. أدعو الى تشكيل لجنة تقصي حقائق ومسامحة وغفران من على هذا المنبر على غرار اللجنة التي شكلها المطران "توتو" في أفريقيا الجنوبية فلا يجوز أن تسأل القوات عن كل تفصيل دعم سؤال أحد من الآخرين عن أي شيء آخر. فإذا أردنا الذهاب الى أبعد من هذا فعلينا تشكيل لجنة تقصي حقائق لتبحث بكل ما جرى في الحرب وتحدد المسؤوليات السياسية والأمنية والعسكرية وهنا سيتبين أن الفريق الوحيد الذي اعتذر وهو القوات اللبنانية هو يأتي في أسفل لائحة من تصرف بشكل سيء في الحرب. الأمور يجب أن توضع في إطارها في ذاك الوقت. الجميع حمل السلاح وكان هناك الآلاف من المسلحين في الطرقات وهذا تظلّم كامل.

سئل: نستطيع هنا التحدث عن القوات اللبنانية ما قبل الإعتذار والقوات اللبنانية ما بعد الإعتذار. ما هي عناوينك وقد سألك الجنرال عون "ما هو شعارك؟" فما هو شعارك بعد الإعتذار؟

أجاب: ألم يجد الجنرال عون في خلال الثلاث سنوات الأخيرة أي شعار للقوات اللبنانية؟ مثلاً قيام الدولة اللبنانية تثبيت سيادتها من خلال تثبيت الحدود ولملمة كل السلاح والمجموعات الخارجة عن سلطة الدولة وقيام دولة عادلة ومحقة تنصرف الى شؤون اللبنانيين وشجونهم. فإذا لم يجد عون أي شعار فيهم فهو إذاً يريد تجاهلهم.

سئل: عنوان القوات اللبنانية كان الفدرالية والتي كانت من أحد العناوين الكبيرة لها. هل تعود القوات اللبنانية لتطرح موضوع الفدرالية؟ أم الشعار هو أن نبقى في حكومة مركزية كما نحن الآن؟

أجاب: هناك اتفاق اسمه الطائف وهناك دستور جديد انطلاقاً من هذا الإتفاق ونحن ملتزمون بهذا الإتفاق طالما أن الإتفاق ملتزم بنفسه وهو موجود. فنحن مع الطائف وكل ما يقال عكس ذلك هو هراء والدليل، وجودنا في 14 آذار فكل فلسفة 14 آذار تقوم على اتفاق الطائف وعلى حسن تطبيقه الذي يؤدي الى قيام دولة لبنانية فعلية.

سئل: الفريق الذي يقول انه لن يقاتل اسرائيل، وانه مع الهدنة مع إسرائيل وأنتم من الجهة التي لا تؤمن بالسلاح بيد حزب الله. أين سيعيش هذا الذي يؤمن بهذه المقولات؟

أجاب: نحن مع المواجهة مع إسرائيل ولكن المواجهة لها طرقها ومقوماتها وظروفها ووسائلها وتحالفاتها. أي مواجهة سنقوم به، مع إسرائيل أو غيرها، لا يمكن أن نفكر بها انطلاقاً من الدولة ومن غير المعقول أن يقوم أي فريق منا بالخصخصة لأي قضية من القضايا المطروحة ويقول أنه يتولى المواجهة مع إسرائيل. ونحن لا نعني بالدولة أننا لا نستطيع مواجهة إسرائيل، وهل نسي البعض أن هتلر احتل أوروبا كلها ولم يستطع الدخول الى سويسرا؟ القوة السياسية في كثير من الأوقات أفعل وأجدى من القوة العسكرية. هناك طرق عديدة للمواجهة ولكن الشباب في حزب الله يعتبرون أنه لا توجد طريقة أخرى غير المواجهة العسكرية ولكن يجب عليهم احترام آراء الآخرين فنحن نقول ان هناك طرقاً أخرى للمواجهة والتي هي أقل كلفة على لبنان واقل ضرراً وأكثر ضمانة لنتيجة بخلاف ما يقولون. فقد قلت لهم في جلسات الحوار انه من سنة 1948 حتى الـ 1965 عندما بدأ العمل الفلسطيني المسلح في لبنان، ماذا حدث؟ لماذا هجمت إسرائيل واحتلت الحدود اللبنانية واخترقت الحدود ووصلت الى بيروت؟ كلنا نعرف نه لم يوجد قوة عسكرية توازيها، ولكن كان هناك قوة سياسية للبنان. فهم يقدون لوائح باختراقات اسرائيلية، فنحن نقول أن روسيا تخترق أميركا الآن. فنحن يجب علينا أن نتكلم بصراحة هنا. المواجهة التي يجب أن يقوم بها لبنان عليها أن تنسجم مع المواجهة التي تقوم بها الدول العربية. أسأل هنا: أي طرف عربي يستطيع أن يواجه إسرائيل لوحده؟ بعض الواقعات العسكرية الجزئية والمجتزأة تتخذ كمقياس للحرب الشاملة التي ستحصل وهذا خطأ استراتيجي كبير جداً. فمثلاً احتلال إسرائيل لجنوب لبنان يتخذ كاحتلال إسرائيل للضفة الغربية ولكن يجب معرفة ما سبب وجود إسرائيل في الجنوب اللبناني ودوره. من الخطأ أن نتخذ مواجهة صغيرة أو كبيرة حصلت ونستطرد لنقول اننا نستطيع القيام بمواجهة شاملة ونصل فيها الى القدس.

سئل: ما هي هواجسك من حزب الله؟ هل لديك خوف من أطماع حزب الله؟

أجاب: قبل الوصول الى الشق الداخلي فداخلياً لا يمكن لأجد أن يبتلع أحداً. نعلم جيداً أن هناك مواجهة كبيرة تحصل في الشرق الأوسط وطرفيها هما إسرائيل والى جانبها أميركا وفي مكان ما أوروبا، ومن جهة أخرى إيران حول العديد من المواضيع وبالأخص الموضوع النووي. حزب الله، بالأخص محسوب كجزء من الجاهزية الإيرانية وهو لا ينكر هذا الشيء. فإذا احتدم الصراع لسبب أو لآخر بمبادرة من أي طرف من الأطراف فنحن، بمجرد وجود حزب الله بالشكل الحالي من دون انضمامه الى الدولة فنحن سنذهب "كفرق عملة" في الصراع. وأنا أسأل لماذا يجب على الشعب اللبناني أن يدفع الثمن؟ هذا هاجسي. غير صحيح أنه لدينا حلف مع الأميركي فهل سنساند الأميركيون في العراق إذا أحسوا بخطر؟ ولكن الجميع يعلم أنه إذا قصفت إيران من إسرائيل فنعلم بنسبة كبيرة أنها ستتعرض لهجوم من قبل حزب الله. حزب الله، بالشكل الموجود فيه حالياً، وبغض النظر عن أي شيء، فهو يشكل نقطة استقطاب لقوى سلبية كثيرة اتجاه لبنان فلماذا؟ التصنيف الإئتماني للبنان يتأثر بحزب الله. فهل هذا كله، ليكون لنا توازن استراتيجي مع إسرائيل؟ فليسمحوا لنا. فليس مقياس أن شباب حزب الله كانوا أبطالاً لنقول اننا في توازن استراتيجي مع إسرائيل. روسيا لم تستطع الصمود في جورجيا. فغير صحيح أن نتخذ واقعة معينة لنقول ان هناك توازناً استراتيجياً الآن.

سئل: هل سمير جعجع خائف من احتلال حزب الله للمناطق المسيحية؟ أسمع من التيار الوطني الحر انه يجب علينا أن نشكر الله على التحالف بين حزب الله وعون وإلا فكان سيحصل للمسيحيين ما حصل في 7 أيار في بيروت.

أجاب: الرئيس الحص وغيرهم، أليسوا متحالفين مع حزب الله؟ وحتى الرئيس عمر كرامي، والمير طلال إرسلان، ألم يهجم حزب الله على الجبل وأطراف عاليه؟ أليس لحزب الله وجود في عاليه؟ كان هناك سابقة باستعمال السلاح في الداخل في 7 أيار.

سئل: قيل أنه لو حزب الله طوق معراب وقد كان وارداً هذا الكلام كيف سيتصرف سمير جعجع؟ هل كان سيقاتل؟ أو تصرف كما فعل سعد الحريري؟

أجاب: المسيحيون في لبنان معروفون في هذه الوضعية وهم يرفضون أن يدخل عليهم أحد. الدولة ستتدخل في أي انتقال من منطقة الى منطقة إذا رأينا ان حزب الله جادون في هذا العمل.

سئل: المسيحيون ليسوا أصحاب مبادرات وهناك فريق مع السنة وآخر مع الشعية.

أجاب: أسأل هنا: ما كان طرحنا منذ 5 سنوات وبماذا يختلف طرحنا السياسي كقوات لبنانية عما كان عليه منذ 5 سنوات أو عشرة سنوات أو 15؟ كان هناك بعض التصاريح في بعض الأوقات الصعبة في فترة الحرب ولكنها لا تعبر عن مشروع سياسي. القوات اللبنانية دافعت ليبقى النظام على ما كان عليه في لبنان الى أن وصلنا الى الحل الوسط الذي كان اسمه اتفاق الطائف. مشروع القوات اللبنانية الآن هو مشروعها في الـ 15 سنة السابقة بنفس الأولويات. فإذا السنة الدروز أصبح لديهم نفس الأولويات ونقاط الإرتكاز فهل نمنعهم؟ وهل إذا تحالفنا معهم نصبح بتصرف السنة؟ هذا القول غير صحيح لأن منطلقاتنا الأساسية في 14 آذار الآن هي نفسها المنطلقات الأساسية للمسيحيين منذ مئة سنة حتى الآن. أقول هنا اننا في موقعنا ولم نغير أي حرف في خطابنا السياسي ومن مبادئنا وطروحاتنا ولكن السؤال الذي يُطرح الآن هل ما ينادي به العماد عون الآن هو نفسه ما كان ينادي به في الخمسة عشر سنة الماضية؟

سئل: أليس ما يحصل في العراق والآن في لبنان تأسيس لصراح سني - شيعي، لن يكون للمسيحي دور فيه؟

أجاب: سمير جعجع مسيحي غير داخل في هذا الصراع فهو يكمل مشروعه الذي بدأه منذ 30 سنة. فإذا رأى الطرف السني الذي هو تيار المستقبل ان لديه النظرة نفسها الآن للقوات اللبنانية، ألا نتحالف معه؟ نحن لسنا بتحالف مع تيار المستقبل لأنه تيار سني وبخصومة مع حزب الله لأنه تيار شيعي. نحن متحالفون مع تيار المستقبل لأن خطابه كخطابنا الآن وأنا لم أتحالف مع من لا يمثل خطابي. إذا رأى حزب الله مثلاً ان من الأنسب أن يضع السلاح ضمن الدولة وأن يبقى القرار الاستراتيجي ضمن الدولة، فوراً وبدون تردد سنصبح حلفاء معهم. وهكذا فإن الوضع العراقي لا ينسحب علينا في الداخل اللبناني. لا علاقة لنا بالصراع السني - الشيعي في العراق ويجب علينا المساهمة برأب الصدع رغم صعوبة الأمر.

سئل: سمير جعجع متأمل بالحوار؟ وهل مقتنع بأن الجلوس الى طاولة الحوار ستغير من القناعات لدى حزب الله والتخلي عن مشروعه؟

أجاب: سنحاول، والتاريخ لا يتوقف عند حد معين ولا يستطيع أحد إيقافه. التجربة أفضل من عدم التجربة والحل لا يكون بأن يجلس كل في قلعته.

سئل: كيف قرأت الخبر الذي تصدر الجرائد والإذاعات عن الحشود العسكرية على الحدود اللبنانية الشمالية؟ التبرير الرسمي السوري كان لضبط عملية التهريب ولكن شعرت أن لدى السياسيين اللبنانيين قراءة أبعد لهذا التواجد خصوصاً بعد خطاب الرئيس الأسد بأن شمال لبنان تحول الى مأوى للقاعدة وللإرهابيين.

أجاب: هذا التصريح خطير جداً وفي طياته ما يحمله. فغير صحيح ما يقوله الرئيس الأسد فهناك بعض الأصوليين في طرابلس وليس الجهاديين. وإذا افترضنا أن شمال لبنان تحول الى قاعدة للإرهاب فمن المفروض أن يتهم بهذا الجيش اللبناني فهو فعلها يوم تحول مخيم نهر البارد الى قاعدة للإرهاب. الجيش اللبناني في حينها دمر المخيم على رؤوس أصحابه. وبالتالي، فحتى إذا ذهبنا الى هذا المنطق في الحديث وسلمنا جدلاً لضرورات البحث أنه في شمال لبنان قاعدة للإرهاب فالجيش اللبناني كفيل لمعالجة هذا الإرهاب كمعالجته لمخيم نهر البارد بالرغم من محاولة حلفاء سوريا في لبنان بأن لا يحارب الجيش في الشمال. من جهة أخرى الحشود السورية على الحدود اللبنانية هي لمنع التهريب ومن أجل ضبط الحركة الأصولية على الجانبين. أسأل هنا: إذا كان صحيحاً أن هناك أصوليين جهاديين عنفيين، ألا يستطيع التسلل الى سوريا إلا عن طريق العبودية؟ ألا يستطيع أن يتسلل عبر الهرمل الى سوريا؟ أو من مكان ما عبر القاع؟ فلو صحيح أن الرئيس الأسد أرسل الجيش السوري لضبط الحدود خوفاً من جهادية ما مفترضة فكان من المفروض أن يُستكمل هذا الإنتشار ليطال الحدود الشرقية، ولكن طبعاً لا يستطيع أن يطال الحدود الشرقية فكل السلاح الذي يرسله الى لبنان هو عبر تلك الحدود. إذا كان هناك من خلايا نائمة في الشمال فعليهم أن يعطوا الجيش اللبناني تفاصيل ومعلومات عنها والجيش كفيل في تدميرها. أتأسف هنا أن بعض السياسيين اللبنانيين لم يتعاطوا مع الموضوع بالشكل الملائم وخففوا من وطأته، ولكن على المقلب الآخر قام بعض السياسيين الآخرين وبالأخص قياديي 14 آذار بالقول ان لهذه الحشود خلفية معينة وأحدهم الآن في باريس ليشرح الموضوع. البعض يحاول تسهيل إعادة دخول السوري الى لبنان لأن لا حجم لديهم من دون السوريين.

سئل: هل هناك تخوف من عودة رستم غزالي؟

أجاب: هو يفكر بالعودة، ولكنه لن يعود ولا يستطيع العودة. أكثرية الشعب اللبناني ضد عودة السوري الى لبنان وستواجه هذه العودة بالطريقة المناسبة إذا تبين مؤشرات لهذا الموضوع. الوضع مختلف عن عام 1976 عندما كان أكثر من نسف الشعب يريد هذا التدخل. أتحدى أحد على المثول والقول انه مع دخول السوري مجدداً الى لبنان بشكل مباشر أو غير مباشر. الأكثرية الساحقة حتى في الدول العربية هي ضد دخول السوري الى لبنان، وبالتالي الأكثرية الدولية الساحقة لا بل روسيا حتى ضد هذا التدخل. فعندما نرى هذا الإجماع المحلي والدولي على رفض هذا التدخل فهو لن يحصل. فعلى رستم أن يقوم بعمله لمعرفة من قام بالتفجير في دمشق ومن قتل عماد مغنية والعميد محمد سليمان.

سئل: هل أنت مرشح للإنتخابات النيابية؟

أجاب: أنا لست مرشحاً للإنتخابات النيابية.

سئل: كيف ترى وضعكم كـ 14 آذار في الإنتخابات النيابية؟

أجاب:أن أكثرية المسيحيين ،يميلون الى لـ 14 آذار ويكفي أن ننظم قواعدنا الإنتخابية فنتائج الإنتخابات تحددها المناطق المسيحية فهي محسومة في المناطق الأخرى. يجب علينا معرفة كيفية تنظيم الأمور وأنا متفائل بالنسبة لنتائج الإنتخابات القادمة.

 

حركة لبنان الشباب" دانت تفجير طرابلس

وطنية - 4/10/2008 (سياسة) دانت "حركة لبنان الشباب" في إجتماع عقدته في مركزها في محطة بحمدون برئاسة رئيسها وديع حنا، "التفجير الذي إستهدف باصا تابعا للجيش اللبناني في طرابلس وأدى الى سقوط ضحايا أبرياء"، وناشدت الرئيس العماد ميشال سليمان وقائد الجيش العماد جان قهوجي "الإمساك بزمام الأمور نظرا لما ينطوي عليه الوضع الأمني من خطورة تؤثر سلبا على اللقاءات والمصالحات التي تجري بين مختلف الأطراف وفي كل المناطق".

ووجهت الحركة التعازي الى رئيس الجمهورية وقائد الجيش واهالي الضحايا، واملت أن يعم السلام والأمن أرجاء الوطن.

 

محفوض: نيالك علي حمادة لأنك أزعجت رجل سوريا الأول في لبنان

الصحف اللبنانية/أنا أحسد علي حمادة على التهجم الذي ناله من لسان ميشال عون، وأحسده لأنه تمكن من إزعاج عون، وإقلاقه، وأحسده أيضاً وأيضاً لأنه أيقظ الدب النائم من سباته العميق. ليست المرة الأولى التي يعتدي فيها ميشال عون على الصحافيين اللبنانيين، ولا على وسائل الإعلام اللبنانية، على الرغم من أن الرجل هو أكثر إستفادة واستثمار لوسائل الإعلام، التي بفضلها تمكن هذا الضابط المتقاعد من خداع اللبنانيين، ومن تسويق نفسه على انه ذاك القائد الهمام الشرس في الدفاع عن لبنان وشعب لبنان. والواضح أن ميشال عون الذي انكشفت حقيقته، أو على الأقل انكشفت بالنسبة لنا بعد خداع دام لأكثر من عشرين سنة، ويوم كان بعض الضباط يخبروننا عن حقيقته كنا نعتبر هؤلاء من الغيارى، وبأنهم حاسدون، ولأنهم لم يتمكنوا من الوصول الى ما وصل إليه هو، لذلك يتهمونه بالأكاذيت والأضاليل، لنكتشف الحقيقة ولو متأخرين، ولنكتشف بأن ما نصحوننا به منذ سنوات كان الصواب عينه.

وهنا على سبيل المثال لا الحصر، نورد أن عون الذي صور نفسه بطل معارك سوق الغرب، لم تطأ قدماه أرض الجبهة هناك سوى مرة واحدة طوال حياته العسكرية، بدءاً من قيادته للواء الثامن، مروراً بتوليه قيادة الجيش، وصولاً حتى اعتلائه كرسي رئاسة الحكومة الإنتقالية، ويخبرني أحد الضباط المقربين منه جداً، بأن عون لم يعرف سوق الغرب سوى مرة واحدة فقط لا غير، عندما قرر رئيس الجمهورية زيارة المنطقة ومن الطبيعي أن يرافقه فيها قائد الجيش، الأمر الذي اضطره للصعود الى هناك.

وبالعودة الى عنتريات عون الإعلامية لا بد من التذكير ببعض المحطات في هذا المجال.

من بكركي سأله الصحافي عبده متى سؤالاً كما هي طبيعة العمل الصحفي، ولكن الواضح أن السؤال أزعج عون وبدل أن يلتزم الصمت مثلاً، أو أن لا يجيب، صرخ بوجهه وقال له: أنت صحافي؟ أنت لست صحافي، أنت حرتقجي.. وهذه اللهجة تكررت لأكثر من مرة ومع العديد من الصحافيات والصحفيين، لدرجة أن لسانه في بعض المرات قذف ألفاظاً مهينة بحق كثيرين، كما انه منع أحد الصحافيين من تغطية نشاطاته في الرابية وطلب من مؤسسته الإعلامية عدم إيفاده واستبداله بآخر. سلوكيته العدائية تجاه الإعلام والإعلاميين ليست بمنهج جديد، بل هو تعود كم أفواه الوسائل الإعلامية التي لا تخبر له، والتي لا تسوق لسياسته وإن كانت عوجاء عرجاء، ولا بد من إنعاش ذاكرة اللبنانيين بما أقدم عليه عشية إقرار الطائف حيث وجه متظاهرين ففإعتداء على إذاعة صوت لبنان في الأشرفية، ولم تسلم جريدة الديار من سياسيته القمعية والتي أمر بإقفالها لأكثر من أسبوع يعدما لم يلتزم صاحبها شارل ايوب بتعليمات رئيس الحكومة العسكرية الذي أنزل عسكره لسحب أعداد الجريدة من السوق.

ولكن ماذا لو قررت وسائل الاعلام المتضررة من لسان عون عدم تغكية نشاطاته.

ماذا سيحل بصاحب الإعلام الليموني من حي الشكل والأسود من حيث المضمون؟

أتذكرون عدد المرات التي فبرك فيها خبريات مركية وأظهرها على الإعلام، وتبين سريعاً أنها من إعداد مطبخه الذي اعتاد التشويه والتشهير والطبخ المسمّ؟

وميشال عون الأكثر غزارة في الاعتداء على الحريات الإعلامية، والأكثر إعتداءً على أقلام الصحافيين، يملك وسائل إعلام خاصة به وتعود ملكيتها إلى أفراد بيته وعائلته الخاصة جداً جداً، يطلق كل ساعة أكاذيب وأضاليل ومزاعم وفبركات وإتهامات..هذا الضابط المتقاعد يعيش على البلبلة والقلاقل..يعيش على إحداث التخريب الفكري، يعيش على تشويه سمعة الناس، طالما أنت معه وتبخرّ له، طالما هو راض عليك، وإذا ما تجرأ أحدهم وأدلى برأي لا يتوافق مع مصالحه الويل والشبور وعظائم الأمور.. فعلاً هذا العون أعادنا إلى ومن البلاطات الملكية حيث فئة الشعراء المداحين، يسكنون القصور ويطلقون الأشعار تبجيلاً وتبخيراً بالملوك والسلاطين، ومن ثم قد يتحوّل هؤلاء إلى فئة الشعراء الهجائين..

يبقى أخيراً أن نشير إلى موضوع مهم جداً، فمهاجمة أو انتقاد ميشال عون يعني من الآن فصاعداً مهاجمة النظام السوري، فالسيد عون تبين وبوضوعية أنه فعلاً رجل سوريا الأول في لبنان، لذا نرى كل الجماعات سوريا اللبنانيين المعتمدين من قبلها تحوّلوا إلى حجاج إلى الرابية مسكن عون ومطبخه...

ويكفي السيد عون أن من أبرز حجاجه ومستشاريه الحاليين السادة المحترمون وئام وهاب وناصر قنديل وميشال سماحة وكل قادة الحزب السوري القومي الإجتماعي وكذلك البعث الإشتراكي الذي هو حزب النظام الحاكم في سوريا. وعون بات مرحباً به من الشام على ما قاله رئيس سوريا، ليلاقيه عون اللبناني جواباً على الضيافة: "إنني أشكر الرئيس السوري، وزيارة سوريا غالية جداً على قلبي.."

على حمادة.. نيّالك!!

 

عطالله: عون يعتقد أن الهجوم على رموز السنة سيوفّر له جمهورا غرائزيا مسيحيا

دعا النائب الياس عطاالله في حديث خاصّ الى موقع "nowlebanon.com" الى "وجوب تعديل كلمة مصالحة لأنّ الأمر ليس خلافا عشائريّا أو قبليا، والمطلوب علاقات طبيعية بين طرفين مختلفين في المشاريع السياسية دون اللجوء الى وسائل غير مشروعة ومنافية لأبسط قواعد ومبادئ الديمقراطية"، وأشار الى أنّ "أي لقاء يهدف الى تطبيع العلاقات والى تفريغ شحنات الأحقاد والعداوات هو امر ايجابيّ، في حين أنّ المواضيع السياسية لا يمكن الغاء الاختلاف السياسي حولها، لأنّها مسائل تخصّ الوطن والشعب والدولة"، لافتًا الى أنّ "هناك فريقا يدعم مسيرة مختلفة سياسياً وفكرياً ويهدّد مسيرة الدولة، أو بالأحرى لا يريدها، وهي مدعومة من بعض الدول في محيطنا التي تريد جرّه الى محورها".

وأضاف عطالله: "أنا مع تصحيح منطق الاختلاف السياسي، فبدل ان يكون عشائرياً يصبح خلافًا سياسيًا ديمقراطيًا يخضع للقانون، لأنّ الدولة لا تبنى الا على أساس البديهيات الوطنية، أي على اتفاق الطائف وسيادة الدولة واستقلاليتها ونديتها في التعامل مع باقي الدول إضافة الى العدالة والحرية والديمقراطية ونبذ العنف، وهذه مسائل لا يمكن أنّ تكون موضوع بحث ونقاش، في حين يريد الفريق الآخر لبنان ساحة لتصفية الحسابات المحلية والاقليمية والدولية ودائما على حساب لبنان، ولهذا السبب لا يزال العماد ميشال عون يعتبر أن البلاد لا يحكمها قوانين ومواثيق ودستور الطائف، وما زال يدافع عن مشاريع تتعارض مع استقلالية وكيانية البلد، وهو، إضافة الى هذه الموهبة، يعتقد أن الهجوم على رموز وسياسيي الطائفة السنية سيوفّر له جمهورًا غرائزيًا مسيحيًا، وهذا خطأ مميت وقاتل".

وأكد عطاالله ان "الاتفاق الرباعي قد انتهى وان محاولة استعداء فئة من اللبنانيين على فئة اخرى هو منتهى العقم السياسي والفكري، كما أنّ محاولة إخافة المسيحيين من الواقع السني بات ظاهرًا للعيان بهجومه المتكرر على رموز وشخصيات ومراجع سياسية ودينية وغيرها في الطائفة السنية لا غير، وهذا منتهى الفشل السياسي الذي انحدر اليه الجنرال عون".

وعن الحشود السورية على الحدود اللبنانية، رأى النائب عطاالله ان "النظام السوري لديه حنين قاتل للعودة الى لبنان ولكنه حلم مستحيل"، مشيراً الى ان "سوريا تحاول التأثير منذ الآن على نتائج الانتخابات النيابية المقبلة من خلال بث موجة من الخوف على اللبنانيين"، مؤكدًا في المقابل أن "اللبنانيين لن يخضعوا للوصاية مرة ثانية". وقال: "انهم يحاولون زرع هذا المنطق كما فعلوا مع "فتح الاسلام"، في حين ان لبنان بلد معتدل ويرفض منطق التطرف والاصولية وكل منطق عنفي، ونحن في لبنان ضحية مشاريع صدّرت لنا من سوريا وامثالها، فليكفّوا شرورهم عنا ونحن بألف خير... ونقول لهم إن عودتهم الى لبنان هي أضغاث احلام لان هذا البلد يريد ان يعيش وان يكون بلداً عربياً حراً مستقلاً ولبنان لا يريد تسويات مع العدو الاسرائيلي كما تفعل سوريا، بل هو يريد اتفاق الهدنة"، موضحاً ان المشاريع والاحلام السورية لا حظّ لها عربياً ولا دولياً، ومحاولة استخدام التخويف للتاثير على الانتخابات هي محاولة بائسة لان اللبنانيين اظهروا شجاعة لافتة ومتميزة في 14 اذار عام 2005 استحقت ثناء العالم كله".

وعن الانتخابات النيابية المقبلة قال عطالله: "لقد بدأنا بالتحضير للانتخابات بالمعنى السياسي العام وسوف نعرض على الشعب اللبناني برنامجا لـ" 14 اذار" ونحن سنلتزم بما يخدم مصلحة لبنان العربي الديمقراطي المستقل.

 

علي أكبر أبنائه وغيفارا أصغرهم... ويحيط نفسه بحراسة مشددة

 نوح زعيتر أكبر تاجر مخدرات متمرد على الدولة و"لا يخشى إلا الله" 

 الكنيسة (لبنان) - ا ف ب: يجاهر نوح زعيتر اللبناني المطلوب للعدالة بمئات الجرائم, بأنه يزرع القنب الهندي ويتاجر به, لكنه يؤكد ان ذلك لم يكن خيارا بل فرضته الظروف في بلدته الصغيرة الواقعة في البقاع شرق لبنان. ويتنقل زعيتر (37 عاما) الذي يربط شعره الطويل ويرتدي الجينز الضيق وجزمة رعاة البقر الاميركيين في قريته محاطا بحراسه الشخصيين, وهو يعتبر من بين ابرز مزارعي المخدرات والمتاجرين بها البالغ عددهم نحو 50 في منطقة البقاع الخارجة بمعظمها على سلطة القانون, حيث يفلتون من العقاب بشكل شبه تام, ويشكل اسم هذه المنطقة منذ سنوات عدة مرادفا لزراعة المخدرات والاتجار بها.

يضع زعيتر على وسطه مسدسا فيما يحمل حراسه رشاشات حربية او قاذفات صاروخية ويطلقون على انفسهم ألقابا منها "النمر" و"العقرب" و"بن لادن".

يقطن زعيتر في بناء واسع شيده في قرية الكنيسة على سفح سلسلة جبال لبنان الغربية التي تفصل منطقة البقاع التي تعتبر معقلا ل¯"حزب الله", عن منطقة الارز في الشمال. ينتصب عند المدخل برج مراقبة عال ينبه العابرين من عدم الاقتراب, بينما تقف في باحة المنزل الداخلية سيارات عدة زجاجها قاتم, من بينها واحدة من نوع هامر وسيارات رباعية الدفع. يقف زعيتر امام حقول القنب الممتدة حول منزله ويقول بنبرة تحد "انا لا اخشى احدا سوى الله".

الشرطة لا تعتبره اكبر تاجر مخدرات في لبنان, بيد ان زعيتر المسلم الشيعي يتميز عن غيره من التجار بانه اكثر صراحة ولا يشعر بالخجل من الترويج لما يقوم به, حيث يتحدث بصراحة عن نشاطاته غير المشروعة مشددا على انه لم يختر نمط حياته انما الظروف فرضته عليه, ويشدد على استقلاليته مؤكدا انه لا ينتمي الى اي طرف ولا يتمتع بحماية اي تيار سياسي. يحيط زعيتر نفسه خلال تنقلاته ب¯14 حارسا مسلحا, وهو اب لاربعة اولاد اكبرهم علي واصغرهم غيفارا, ويقول "نزرع القنب لان لا خيار اخر عندنا, انه المنتوج الوحيد الذي باستطاعتنا تصريفه", ويضيف "لم تؤمن الدولة زراعات بديلة مدعومة مثل البطاطا او القطن او التبغ لذا فنحن نزرع القنب" الذي تستخرج منه حشيشة الكيف. تصل ارباح زعيتر عندما يكون المحصول جيدا الى مليون ونصف مليون دولار تقريبا, وهو يساعد اهل قريته البالغ عددهم نحو 200 نسمة ويقيمون في منازل لا تتوافر في بعضها المياه او الكهرباء.ويقول "اعتني بهم, واؤمن لهم الخبز والمياه بما ان الدولة عاجزة عن القيام بذلك", ويضيف "صحيح انني شخص مطلوب" للعدالة واصفا من يلاحقونه ب¯"مجموعة لصوص", ويقول "انا اشرف منهم جميعهم".

ويتابع "عندما تقوم دولة صحيحة ونظام قضائي مستقل سأكون اول من يسلم نفسه للعدالة".

محمد شماس مزارع من الكنيسة يصف زعيتر بأنه "شخص كريم" ويؤكد ان موقف السلطة منه "غير منصف", ويقول "يتهمونه بكل امر سيئ يقع في المنطقة ولكن لولاه لما تمكن البعض من البقاء احياء". من جانبه, يعزو رئيس مكتب مكافحة المخدرات المقدم عادل مشموشي ذلك الى "الوضع السياسي المهترئ" ويقول "في السنتين الماضيتين ازداد الانتاج بشكل ملحوظ بسبب الاوضاع", ويقدر مساحة الاراضي التي زرعت هذا العام بالقنب والخشخاش بحوالي 3500 هكتار مربع (حوالي 35 كلم مربع).

يتراوح سعر الكيلوغرام من حشيشة الكيف بين 300 و400 دولار فيما يتراوح سعر كيلوغرام الهيرويين بين 9 و10 الاف دولار, ويصدر الانتاج الى الخارج او يصرف في السوق المحلية. ويقول مشموشي "لا يمكننا القيام بشيء, قانون العشائر هو السائد في منطقة البقاع والاوضاع السياسية غير مستقرة, لا يمكننا تعريض عناصرنا لخطر", ويضيف "امثال زعيتر يعتقدون بانهم فوق القانون, وسيأتي يوم يقبعون فيه وراء القضبان".

ويتطلب سرد التهم في حق زعيتر صفحات طوية ومنها تجارة المخدرات وتهريبها, وسرقة السيارات, والارهاب, وتجارة السلاح, وترويج عملات مزورة, وخطف وحجز حرية, كذلك هو مطلوب من الانتربول. ويقول زعيتر الذي كان يحلم بأن يصبح ضابطا في الجيش "لا تسألوني كيف لم ينجحوا في القبض علي حتى الان, اسألوني لماذ لم الق انا القبض عليهم". ويضيف بسخرية "التجارة بحشيشة الكيف جريمة لكن بيع الدولة وقتل المواطنين وابقائهم جياعا ليس جريمة, في هذه الحال سأبقى بكل فخر اكبر المجرمين".