المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 8 تشرين الأول/2008

إنجيل القدّيس لوقا .26-20:6

وَرَفَعَ عَيْنَيْه نَحوَ تَلاميذِه وقال: «طوبى لَكُم أَيُّها الفُقَراء، فإِنَّ لَكُم مَلَكوتَ الله. طوبى لَكُم أَيُّها الجائعونَ الآن فَسَوفَ تُشبَعون. طوبى لَكُم أَيُّها الباكونَ الآن فسَوفَ تَضحَكون. طوبى لَكمُ إِذا أَبغَضَكُمُ النَّاس ورَذَلوكم وشتَموا اسمَكُم ونَبذوه على أَنَّه عار مِن أَجلِ ابنِ الإِنسان. اِفرَحوا في ذلك اليَومِ واهتُّزوا طَرَباً، فها إِنَّ أَجرَكُم في السَّماءِ عظيم، فهكذا فَعَلَ آباؤهُم بِالأَنبِياء. لكِنِ الوَيلُ لَكُم أَيُّها الأَغنِياء فقَد نِلتُم عَزاءَكُم. الوَيلُ لَكم أَيُّها الشِّباعُ الآن فسَوفَ تَجوعون. الوَيلُ لَكُم أَيُّها الضَّاحِكونَ الآن فسَوفَ تَحزَنونَ وتَبكون. الوَيلُ لَكُم إِذا مَدَحَكم جَميعُ النَّاس فَهكذا فَعَلَ آباؤُهم بِالأَنبِياءِ الكَذَّابين.

 

القدّيس لاون الكبير (؟-حوالى 461)، بابا وملفان الكنيسة/"طوبى لكم أيّها الفقراء"

"طوبى لفقراء الروح فإنّ لهم ملكوت السّموات" (متى5: 3). كان بإمكاننا السؤال عن أيّ فقراء قَصَدَ الربّ يسوع المسيح الكلام عنهم لو أنّه قال فقط "طوبى للفقراء"، ولم يوضح أيّ نوع من الفقراء يقصد. وكان الأمر ليبدو كأنّه يكفي أن يكون الإنسان فقيرًا حتّى يرثَ ملكوت السموات. لكن بقوله "طوبى لفقراء الروح"، أوضح الله أنّ دخول ملكوت الله يُعطى فقط لمَن عنده تواضع النفس وليس مجرّد شحّ في المادّة. ولا يمكننا أن ننكرَ أنّ الفقراء يكتسبون نعمة التواضع أكثر من الأغنياء، لأنّ الطيبة هي رفيقة ضيقهم في حين أنّ الغرور هو رفيق الغنى. غير أنّنا نجد عند الكثير من الأغنياء سمة التواضع هذه، والتي تدفعهم إلى الإفادة من غناهم، ليس عن طريق الغرور، بل عبر ممارسة الطيبة التي تكمن في تقاسم الخيرات مع أكبر عدد ممكن من المحتاجين، ممّا يخفّف من آلام وبؤس غيرهم. وقد أُعطيَت هذه الفضيلة لكلّ أجناس البشر وطبقاته الإجتماعيّة، لأنّه بإمكانهم أن يكونوا في الوقت عينه متساوين في النوايا، إنّما غير متساوين في الثروات؛ وقلّما يهمّ الفرق في الثروات الماديّة بين أبناء البشر إذا ما كانوا متساوين في الثروات الروحيّة. طوبى إذًا لهذا الفقر الذي لا يولّد حبّ الغِنى المؤقّت؛ فهو لا يصبو إلى زيادة ثروته في هذا العالم، لكنّه يطمح إلى أن يَغتَني من الخيرات السماويّة.

 

إيران تفرج عن لقاء نصرالله- الحريري لتحسين صورة "حزب الله" 

الثلاثاء 7 تشرين الأول 2008

لبنان الآن/نفت مصادر سياسية متابعة للاتصالات الجارية لعقد لقاء أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله ورئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري، ما تشيعه أوساط إعلامية قريبة من "حزب الله" أنّ المملكة العربية السعودية تعترض على عقد هذا اللقاء أو أنها أفرجت أخيرًا عن موافقتها عليه، وذكّرت هذه المصادر لـ”nowlebanon.com” ان النائب الحريري كان قبل أحداث 7 ايار الأخيرة قد طلب لقاء السيد نصر الله 8 مرات فكان الرفض يأتي من السيد نصر الله في ظلّ عدم ظهور أي استعداد إيراني لحصوله في ذلك الحين، بينما تشير المصادر اليوم إلى الحماسة الإيرانية لحصول هذا اللقاء والاتصالات التي قام بها بعض دبلوماسييها لدعم حصوله.

وأوضحت المصادر نفسها أنّ "تداعيات ما جرى في بيروت في أيار على مستوى العالم العربي والصورة التي ظهر بها "حزب الله" إثر هذه الاحداث ودور ايران فيها، هو الذي يدفع القيادة الايرانية الى دعم حصول لقاء الحريري – نصرالله بأسرع وقت ممكن بهدف تحسين صورة "حزب الله" عربيًا.

وتؤكّد هذه المصادر المتابعة للاتصالات الممهدة لعقد اللقاء بين رئيس "المستقبل" وأمين عام "حزب الله" على أنه سيتم في "القريب العاجل"، مشدّدة على أنّ "المملكة العربية السعودية تدعم حصول هذا اللقاء في أسرع وقت ممكن كما أنها تدعم بالقوة نفسها أيّ لقاء على مستوى لبناني يدعم الاستقرار وتثبيت ركائز الدولة ومنطقها".

 

لجنة حزبية لبنانية خماسية برئاسة اللواء غزالة لإدارة الانتخابات

الاربعاء 8 تشرين الأول 2008

لبنان الآن/أشارت أوساط سياسية على صلة وثيقة بسورية، أنه تم ترفيع رئيس جهاز الأمن والاستطلاع السابق في لبنان العميد رستم غزالة إلى رتبة  لواء، وتمت إعادة تكليفه مجددًا بالإشراف على الإدارة الأمنية السياسية في لبنان، وإلى جانب هذه المهمة عمد اللواء غزالة الى تشكيل لجنة خماسية لبنانية هدفها إدارة المعركة الانتخابية وتنسيق الترشيحات والتحالفات على مستوى لبنان، وقد تألفت اللجنة من: زعيم ماروني شمالي، وزير إعلام سابق قريب جدًا من النظام السوري، ونائب سابق "رئيس مركز أبحاث"، بالاضافة الى ممثل عن "حزب الله" لم تحسم هويته بعد رغم ترجيحات تدور بين أحد معاوني السيد حسن نصرالله، او شخصية استشارية تُعنى بالدراسات التي يجريها "حزب الله"، أما الشخصية الخامسة فهي باحث معروف خبير بالشأن الانتخابي وله باع طويل في هذا الشان.

ويرجح أن تجتمع اللجنة بشكل دوري في المرحلة المقبلة من أجل إيجاد الصيغ الملائمة لإدارة العملية الانتخابية ولحل بعض التعارض الناشىء بين ترشيحات الحلفاء، سيما أن هناك اشكالات في هذا الشأن بدأت تبرز بين "حركة أمل" و"حزب الله" من جهة وبين حلفائهم الآخرين وبعض المرشحين الذين تدعم دمشق وصولهم الى المجلس النيابي، الى جانب بعض التعارض بين مرشحي "الحزب السوري القومي" ومرشحي "التيار الوطني الحر".

وفي هذا السياق تنشط الإدارة السورية على صعيد استقبال عدد من الطامحين الى الدخول الى اللوائح المدعومة من قبلها، من مختلف الطوائف اللبنانية، وفي هذا الإطار عُلم أن اللواء غزالة يعقد لقاءات مع شخصيات لبنانية حليفة ومؤيدة لدمشق وبدأ التنسيق معهم بشأن التحالفات الانتخابية المقبلة وكيفية التحضير للانتخابات النيابية في مهمة يقودها غزالة بهدف إزالة الشوائب من العلاقة بين حلفاء النظام السوري في لبنان تمهيدًا لعقد تحالفات انتخابية فيما بينهم تُحقق أكبر قدر من المكاسب لدمشق.

 

قائد الجيش يهدد بالضرب بيد من حديد على من يتلاعب بمصير الوطن

هدد قائد الجيش العماد جان قهوجي بالضرب بيد من حديد كل من يحاول التلاعب بمصير الوطن .

وكالات/وكان العماد قهوجي يتحدث اليوم الثلاثاء خلال حفل تكريم اقامه في وزارة الدفاع تكريما للاعلاميين . وقال"الجيش على استعداد دائم لوأد الفتن في مهدها وسيضرب بيد من حديد كل من يحاول التلاعب بمصير الوطن وتهديد حياة المواطنين في امنهم وسلامتهم وارزاقهم ولا غطاء سياسيا او فئويا فوق احد". وأضاف"ان ما يحصل من احداث امنية متفرقة ..لا يمكن ان يشكل عائقا امام اندفاعة مسيرة الاستقرار". وقال ان اكثر ما نحتاج اليه لحماية لبنان من العواصف التي تهدده باستمرار هو تنشئة الاجيال على مبدأ الولاء الوطني.

 

مصادر سورية: دمشق تشترط زيارة الرئيس السنيورة الى دمشق لتطبيع العلاقات

بورصة المرشحين لمنصب السفير في بيروت تتغيّر مع كل متغير سياسي

وكالات/كشفت مصادر سورية وثيقة الاطلاع أنّ قائمة المرشحين التي يتم التداول بها لاختيار السفير السوري إلى لبنان "قد ازدادت الترشيحات فيها بشكل يتصل فعلياً بمتغيرات الوضع في لبنان وارتباط ذلك بخلفيات الشخص الذي سيقع عليه الاختيار وانتماءاته المذهبية والدينية". وأضافت هذه المصادر أنه "وبعد ترشيح كل من نائب وزير الخارجية فيصل المقداد والوزير محسن بلال لمنصب السفير في لبنان، تم ترشيح أسماء جديدة لهذا المنصب منها معاون وزير الخارجية عبد الفتاح عمورة، السفير السوري في اسبانيا مكرم عبيد ذو الأصول المتداخلة مع عائلة نقيب الصحافة اللبناني، إضافة إلى يوسف الأحمد ووليد عثمان"، كما لم تستبعد هذه المصادر ترشيح السفير السوري في لندن سامي الخيمي سفيراً في لبنان، موضحةً أنّ "بورصة المرشحين تزداد وتتغيّر مع كل متغير سياسي في لبنان والمنطقة". وإذ توقعت أن "تسرع زيارة وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ لدمشق تسمية السفير"، إلا أن المصادر السورية عينها لفتت إلى أنّ "دمشق ستشترط زيارة السنيورة لها قبل أي إجراء عملي بهذا الخصوص".

 

قاسم : ليحافظ "حزب الله" على قدراته العسكرية

أ.ف.ب/ أكد نائب الأمين العام لـ "حزب الله" نعيم قاسم ضرورة أن يحافظ "حزب الله" على قدراته العسكرية كتعزيز للجيش اللبناني. وقال في حديث "إذا ما انسحبت إسرائيل من شبعا لصالح الدولة اللبنانية، ستعتبر حينئذٍ البلاد محرّرة، لكن ستظل هناك عدوانية النظام الإسرائيلي، فإذا ما قرّر مهاجمة لبنان مرّة أخرى فمَنْ سيمنع؟".ووعد قاسم بردّ على اغتيال عماد مغنية

 

سليمان الى الرياض السبت لاجراء محادثات مع العاهل السعودي ويضع حجر الاساس للقنصلية اللبنانية في جدة

 المركزية - يغادر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان يوم السبت 11 الجاري الى المملكة العربية السعودية في زيارة تستغرق يومين، يلتقي في خلالها خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز اضافة الى كبار المسؤولين في المملكة.

ويرافق الرئيس سليمان وفد رسمي يضم وزراء الخارجية فوزي صلوخ، الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي، التربية بهية الحريري والدولة نسيب لحود، اضافة الى وفد اداري أمني وإعلامي. ويقيم الرئيس سليمان في خلال وجوده في جدة في قصر المؤتمرات، وسيلتقي إضافة الى المسؤولين، وفد رجال الاعمال السعوديين في غرفة التجارة والصناعة، ووفد رجال الاعمال اللبنانيين والجالية اللبنانية في مقر اقامته. ويغتنم الرئيس سليمان مناسبة وجوده في المملكة لوضع الحجر الاساس للقنصلية اللبنانية في جدة التي سيصار الى إنشائها بمساعدة أركان الجالية اللبنانية في المملكة.

وتأتي زيارة الرئيس سليمان الى السعودية في سياق الزيارات التي يقوم بها على عدد من العواصم العربية للبحث في الاوضاع الراهنة وامكان مساعدة لبنان في شتى المجالات. وفي معلومات "المركزية" ان رئيس الجمهورية سيبدأ الشهر المقبل جولة على العواصم العربية في اطار التحرك الذي يقوم به لشرح الموقف اللبناني.

 

المصالحة المسيحية قبل 5 تشرين الثاني ... والا بعد الانتخابات

مصادر الاكثرية: جعجع مستعد في اي وقت وزمان وبمن يحضر

"المردة": عون اساسي وليحضر الجميل ولكل اسم مقابـــــل

المركزية - "ان لم تتم المصالحة المسيحية - المسيحية قبل 5 تشرين الثاني - اي قبل استئناف مؤتمر الحوار الوطني برعاية رئيس الجمهورية في قصر بعبدا فهي ذاهبة الى ما بعد الانتخابات النيابية". هذا ما اكده مرجع سياسي متابع للاتصالات الجارية لتحقيق المصالحة بين رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، وبين رئيس تيار "المردة" الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية" ملاحظا ان التحرك الذي قامت به الرابطة المارونية بين طرفي الخلاف اصطدم في التفاصيل التي سكنها "الشيطان" بعدما وافق الجميع على الخطوط العريضة لهذه المصالحة، والتي تجلت في البيان الذي صدر عن اجتماع الرابطة المارونية ونواب الطائفة الاسبوع الماضي. مصادر 14 اذار: مصادر قوى 14 اذار اكدت لـ"المركزية" ان الدكتور جعجع مستعد لاتمام هذه المصالحة في هذه المرحلة كونها اصبحت حاجة مسيحية ووطنية ملحة وهو جاهز لها "كيفما واينما ومتى".

وتتهم مصادر 14 اذار الفريق الاخر، اي رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد عون والوزير فرنجية بعدم رغبتهما في حصولها لانها تضعفهما، وهما يضعان الشروط ويتهمان جعجع وفريقه بالتهرب من خلال طرحه المصالحة الثنائية، فيما الوزير فرنجية يصر على حضور العماد عون والقوات لا تمانع في ذلك.

تيار المردة: وفيما امتنعت مصادر "تيار المردة" عن اعطاء اي موقف حول المصالحة السياسية بين القيادات المسيحية مفضلة عدم الحديث عن هذا الموضوع، تاركة الامر الى المقابلة التلفزيونية التي سيجريها الوزير السابق سليمان فرنجية مع الزميلة ماغي فرح في برنامج "الحق يقال" من على شاشة ال،"او. تي. في" مساء غد الاربعاء. واشارت اوساط "المردة" الى ان الوزير السابق فرنجية سيلقي الاضواء على جوانب كثيرة من موضوع المصالحات وسيكشف بعض المواقف من هذا الموضوع، مؤكدا على حرصه على انجاز المصالحة داخل الشارع المسيحي لمنع الصراع السياسي من التفاقم في الشارع المسيحي.

بدورها اتهمت مصادر مقربة من المردة رئيس الهيئة التنفيذية للقوات بالمناورة وعدم الرغبة في اتمام هذه المصالحة، والدليل الى ذلك رفض الدكتور جعجع التحدث الى الوزير فرنجية هاتفيا لدى خروجه من السجن، واعتباره ان الوزير فرنجية انتهى سياسيا، وهو لا يزال مقتنعا بهذا الرأي.

واضافت المصادر ان اشتراط فرنجية حضور العماد عون لقاء المصالحة هو نوع من اضفاء صدقية عليها باعتبار ان العماد عون مفوض من قبل اكثر من 70 % من المسيحيين في تمثيلهم ومع ذلك لا مانع من حضور الرئيس امين الجميل باعتباره مرجعية مسيحية موثوقة. اما اذا ارادوا توسيع الحلقة بطرح اسم النائب نايلة معوض فنحن نطرح مقابلها النائب السابق جبران طوق، واذا طرحوا مثلا نسيب لحود فنحن مقابله نطرح اميل رحمه او جينا حبيقة والخ..

امام هذا الوضع فان مصادر حيادية اكدت ان رئيس اساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر الذي قام بجولة حديثا في هذا الخصوص عاد بتأكيد خصوصا من الوزير فرنجية ان بكركي تبقى فوق الجميع وهو، اي فرنجية، سيزورها بعد عودة البطريرك صفير اليها من روما.

 

 محاولات "التشويش" الامني هدفهــا تحويل الانظار عن الاستحقاقات

 كيف يدخل السلاح الى الاصولييــن المفترضين والبحر مقفل امامه؟

المركزية - مع تقدم الملف الامني الى واجهة الاهتمامات المحلية والاقليمية والدولية بفعل تحذيرات من هنا بامكان حصول هزات امنية في مدة غير بعيدة على الساحة اللبنانية واتهامات من هناك لمناطق معينة بايواء الارهاب وتصديره تارة في الشمال وطورا في مخيمات الجنوب، يضاف اليها الحشد العسكري السوري الهائل على الحدود الشمالية المتمدد شيئا فشيئا في ضوء معلومات وصلت الى جهات رسمية تشير الى توسع الانتشار في اتجاه الحدود مع البقاع بحجة ضبط الوضع الامني ومنع التهريب، تتابع الدوائر اللبنانية الرسمية المعنية بدقة كل مفاصل الامن اللبناني لاتخاذ الاجراءات الواجبة والسهر على متابعة اي تطور قد يطرأ في ظل تأكيدات رسمية ان الحل الوحيد للرد على الاخطار ومواجهتها يكمن في قيام الدولة وتفعيل عمل مؤسساتها لمواجهة محاولات اشغالها بالبلبلة الامنية وإلهائها عن واجباتها الاساسية.

الا ان اوساطا سياسية مطلعة تدرج كل ما يثار حول الوضع الامني في خانة التضخيم والتهويل لخلق اجواء من التوتر واللا استقرار على الساحة اللبنانية لتحويل الانظار عن جملة استحقاقات مرتقبة من شأنها الحاق الضرر ببعض الجهات المستفيدة من البلبلة الامنية لتعزيز مواقعها.

توضيح الموقف: وتعزز هذه النظرية اجواء عكستها مصادر مسؤولة عاملة على خط العلاقات اللبنانية - الفلسطينية اكدت لـ"المركزية" ان الاوضاع في المخيمات لا تستدعي اثارة الهواجس وهذا الكم من التخوف وأوضحت ان جهات ما تستخدم بعض المنابر الاعلامية لإثارة البلبلة واختلاق روايات وهمية جل ما تهدف إليه تعكير الاجواء وتسليط الضوء على الجزء الاكثر حساسية في الخاصرة اللبنانية لاشغال الدولة والمسؤولين عن اهدافهم الاساسية وكشفت عن امكان وضع حد لاجواء البلبلة والشائعات المغرضة من خلال عقد مؤتمر صحافي لكبار المعنيين بالملف اللبناني - الفلسطيني لطمأنة اللبنانيين والفلسطينيين الذين يعيشون تحت وطأة التجاذبات السياسية والامنية اليومية.

عرقلة العهد: في غضون ذلك، اوضحت مصادر سياسية شمالية لـ"المركزية" ان كل المعلومات المتداولة عن الوضع الشمالي لا تمت الى الحقيقة بصلة ولا تعكس الواقع على الارض وهدفها الوحيد اضفاء حالة من القلق والتأكيد على هشاشة الامن بحيث تنعكس هذه الاوضاع سلبا على مسيرة العهد وخطوات الدولة في اتجاه تعزيز الاستقرار الامني والسياسي.

وسط هذه الاجواء يدرج مصدر في قوى 14 اذار الاضاءة على هشاشة الوضع الامني من الشمال الى الجنوب اضافة الى الحديث عن وجود خلايا ارهابية والحشود السورية على الحدود في خانة زعزعة الاستقرار المطلوب لانعقاد طاولة الحوار المرتقبة في 5 تشرين الثاني المقبل والاطاحة بها لمنعها من الشروع في بحث الاستراتيجية الدفاعية للدولة وسبل تنظيم سلاح المقاومة في ظل معلومات عن ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ابلغ عددا من المعنيين الذين اتصلوا به عزم الدولة على وضع استراتيجية دفاعية ومن ضمنها سلاح المقاومة بحيث ترعى دورها وتستفيد في المقابل من خبرات المقاومة في المجال الدفاعي.

ويسأل المصدر: لو سلمنا جدلا ان هناك حالات اصولية متطرفة في الشمال كما يشيع البعض فالسؤال الكبير هو: كيف دخلت الى لبنان ومن اين تؤمن السلاح، علما ان طريق البحر مقطوع امام اي سلاح غير شرعي منذ نحو عامين فلا يبقى تاليا الا طريق البر المعروف من يضبطها ويراقبها؟

ويختم بالسؤال عن سبب عدم اتخاذ خطوات عملية جادة لمواجهة هذه الحالات وضبط انتشار السلاح بين الناس وفرض عقوبات صارمة بحق كل مَن يحمل او ينقل سلاحا ايا يكن؟

 

النائب علم الدين: مواقف العماد عون تغريد خارج سرب المصالحات

وطنية- 7/10/2008 (سياسة) رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب علم الدين أمام وفود نقابية وشعبية في منزله في المنية أنه "في الوقت الذي نسعى فيه الى استكمال المصالحات على مساحة الوطن، يطالعنا رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون بتصريحاته الغوغائية التي تحمل في طياتها تهديدا مباشرا واتهام الشمال بإيواء الارهاب، وهذا الامر ان دل على شيء فعلى أنه قد أصبح وكيلا حصريا لخدمة النظام السوري ورئيسه الذي يتهم الشمال جزافا بأنه قد تحول منطقة متطرفة، وهذا الامر مخالف لواقع الحال في الشمال عموما وفي طرابلس خصوصا، وهذا ما يعرفه الجميع بمن فيهم الجنرال عون. أما تعمده مغالطة الامور، فلا يدل على الحرص على الوحدة الوطنية والاستقرار".

وسأل: "هل هذا ما يريده الجنرال حقيقة، أم أنه يسعى الى استنهاض الجمهور انتخابيا، فاذا به يغمس خارج الصحن؟".

وختم بأن "هذه المواقف التي يطلقها النائب ميشال عون هي بمثابة تغريد خارج سرب المصالحات التي بدأها رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري في الشمال لتتوسع وتشمل كل أرجاء الوطن".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 7 تشرين الاول 2008

البلد

لفتت اوساط تيار مسيحي في 8 آذار الى ان كلمة رئيسه في ذكرى 13 تشرين الاول ستتطرق الى الجهات المشاركة في المعركة اضافة الى اتخاذه موقفا من طرف سياسي على تباين معه .

كشفت مصادر سياسية جنوبية ان حركة فتح اعدت خطة متكاملة لترتيب الاوضاع داخل مخيم عين الحلوة , لافتا الى انها تسعى الى تسليم عدد من المتورطين باعمال عنف خارج المخيم .

رأى مصدر قانوني ان صياغة القرارين 1559 و 1701 الدقيقة شكلت الحافز الاساسي لخروج القوات السورية وآلية التمثيل الدبلوماسي بداية .

الشرق

نائب سابق استبعد العودة الى التحالف مع من اسقطوه من حسابهم واكد انه لن يتخلى عن ثقله السياسي والشعبي مهما اختلفت الظروف والاعتبارات؟!

سياسي بارز بات يوصف بأنه "شتام بإمتياز"، استعاض خصومه عن تسميته بأسمه مستخدمين وصف "الشتام" في حال اضطروا الى الاشارة اليه!

ديبلوماسي عربي استغرب اصرار احدى الدول العربية على اعتبار المرحلة صعبة "فيما لم يتوقف قادتها عن تصعيد علاقاتهم مع دول شقيقة وصديقة؟!

النهار

تبلغت قوى سياسية حليفة لسوريا اخيرا ان الملف اللبناني عاد رسميا الى عهدة اللواء رستم غزالي. وكان تردد ان غزالي يترأس لجنة خاصة بالانتخابات اللبنانية ستباشر عملها قريبا!

قال عضو في هيئة ناشطة في اطار المصالحة المسيحية ان خصمين سياسيين ابديا حماسة للمصالحة، الاول تصحيحا لصورة مشوهة له عند فريق، والثاني لان اي صدام سينتهي الى المصالحة ولكن بعد سقوط ضحايا.

يعقد مرجع كبير اجتماعات دورية اسبوعية مع لجنة استشارية تضم مثقفين وخبراء في بعض القطاعات.

السفير

يطلب مرشحون للانتخابات المقبلة من مراكز دراسات إجراء استطلاعات لهم لاختبار حظوظهم سواء ترشحوا مع الموالاة أم مع المعارضة.

استغربت مراجع مسؤولة ما وصفته إصرار جهات رسمية على تحويل قروض وهبات في غير الوجهة المحددة لها، وآخرها هبة تقرر تحويل وجهتها الى "الأماكن الساخنة سياسياً"، كما ورد في القرار.

طرحت أوساط سياسية تساؤلات حول عدم مبادرة الحكومة الى إحالة موازانات 2006 و2007 و2008 بحسب الأصول، بعدما رفضت دوائر المجلس النيابي تسلمها لورودها خلافاً للأصول ومن دون مرسوم موقع من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والوزراء المعنيين.

المستقبل

قالت أوساط في الأمم المتحدة إنه لم يتحدد بعد موعد نهائي لصدور تقرير الأمين العام حول القرار 1757 في شأن المحكمة الدولية.

تتوقع أوساط ديبلوماسية في نيويورك صدور بيان رئاسي عن مجلس الأمن لدى النظر في تقرير الأمين العام حول القرار 1559 يشدد على سيادة لبنان واستقلاله.

قالت أوساط غربية إن مساعد نائب وزيرة الخارجية الأميركية دايفيد هيل يعمل لإرسال رسائل حول دعم غير محدود الى لبنان في رد غير مباشر على الأجواء غير المريحة التي لمستها واشنطن من جراء بعض المواقف في العلاقات الدولية ـ الاقليمية.

اللواء

جرت تشكيلات واسعة في مؤسسة كبرى، بقيت بعيدة عن الأضواء·

يحرص وزير سابق لتخريج دعائي لموقفه الرافض ضمناً لإجراء مصالحة ثنائية مع خصم تاريخي له، استجابة لنصائح داخلية وخارجية·

تساهلت جهة نافذة عند الحدود البقاعية مع مناصري حلفاء لها لجهة الدخول إلى أراضيها·

 

الرئيس سليمان استقبل نائب مساعد وزيرة الخارجية الاميركية والوزير ماريو عون:

حاجة الجيش للمزيد من الاسلحة المتطورة هي لمواجهة الارهاب وحماية السلم الاهلي

هيل: رسالتنا هي ان سياسة اميركا تجاه لبنان لم تتغير وهي دعم لبنان المستقل

وطنية - 7/10/2008 (سياسة) استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، في بعبدا صباح اليوم، نائب مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط دايفيد هيل مع وفد في حضور سفيرة الولايات المتحدة لدى لبنان ميشيل سيسون.

وتناول اللقاء سبل تعزيز التعاون بين لبنان والولايات المتحدة على المستويين السياسي والعسكري.

ووضع هيل الرئيس سليمان في اجواء اللقاءات التي اجراها مع القيادات اللبنانية وخصوصا في وزارة الدفاع وقيادة الجيش، حيث تابع الجانبان البحث في روزنامة المساعدات الاميركية للجيش اللبناني.

واستفسر هيل من الرئيس سليمان عن عدد من النقاط المتصلة بالاوضاع الداخلية وتلك ذات الصلة بالاوضاع في المنطقة.

وقد اكد الرئيس سليمان "ان حاجة الجيش اللبناني الى المزيد من الاسلحة المتطورة هي لمواجهة الارهاب وحماية السلم الاهلي والاستقرار في البلاد".

تصريح هيل

وبعد اللقاء قال هيل: "تشرفت اليوم، برفقة السفيرة سيسون، باجراء لقاء ممتاز مع فخامة الرئيس سليمان، ويأتي هذا الاجتماع عقب عودة فخامته من زيارة للولايات المتحدة حيث اجرى سلسلة من اللقاءات مع الرئيس الاميركي ووزيرة الخارجية السيدة رايس ووزير الدفاع السيد غيتس، وقد اكدت هذه الاجتماعات دعمنا القوي للبنان وحكومته ومؤسساته".

واضاف: "لقد تطرقنا مع فخامته ايضا الى الاجتماع الذي عقدناه في وزارة الدفاع بالامس في حضور اللجنة العسكرية المشتركة، وهذا النوع من التعاون المشترك في ما بيننا يتخذ للمرة الاولى هذا الشكل، وهو يشكل وجها جديدا من التعاون على المدى البعيد، ويتناول نوعا من الشراكة العسكرية المرتكزة على مواجهة التحديات المشتركة لازالة الارهاب الذي يهز الاستقرار في لبنان، ولتطبيق القرار 1701".

وقال: "في الوقت عينه، اغتنمت فرصة اللقاء مع فخامته لإعادة التأكيد بقوة على هذه الرسالة: ان سياسة الولايات المتحدة تجاه لبنان لم تتغير، فالولايات المتحدة تدعم لبنان المستقل والسيد والحر بعيدا عن اي تدخل خارجي، كذلك ندعم بقوة التطبيق الكامل لقراري مجلس الامن 1701 و1559، واننا ايضا نشجع التقدم الحاصل على صعيد التطبيق الكامل لاتفاق الدوحة بما في ذلك الحوار الوطني والمصالحة والتحضيرات القائمة لاجراء الانتخابات النيابية في العام المقبل".

الوزير عون

والتقى الرئيس سليمان وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور ماريو عون وعرض معه للتطورات الراهنة وشؤون وزارته.

الخطيب وسيف الدين

واستقبل رئيس الجمهورية بعد ذلك الوزير السابق اللواء سامي الخطيب، فالوزير السابق غازي سيف الدين، وعرض مع كل منهما للتطورات الراهنة من جوانبها كافة.

 

كوشنير يهدد بتقديم استقالته بسبب اعتراضه على انفتاح بلاده على سورية 

باريس - القناة : 7/10/2008 

 أكدت مصادر فرنسية لـ  أن وزير الخارجية برنار كوشنير هدد بتقديم استقالته مرتين بسبب اعتراضه على سرعة انفتاح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على سورية. وأكدت المصادر لـ  أن المرة الثانية فى تقديم استقالته كانت قبل أيام من زيارة ساركوزي للعاصمة دمشق وانعقاد القمة الرباعية . وكانت القمة الرباعية التي عقدت في أوائل الشهر الماضي حاولت إعطاء دفع للمفاوضات بين سورية وإسرائيل كما تناولت الملف الإيراني النووي (الخطر) والأوضاع (الهشة) في لبنان و العراق وأكدت ضرورة حل هذه الأزمات. واختتمت القمة بمؤتمر صحافي شارك فيه الرئيس السوري بشار الأسد ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي ترئس بلاده الاتحاد الأوروبي وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي ترئس بلاده مجلس التعاون الخليجي ورئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان الذي تقوم بلاده بالوساطة في المفاوضات غير المباشرة.

 

 الأسد يسلم ملف لبنان مجدداً إلى غزالي بعد ترقيته إلى لواء

موقع تيار المستقبل 

تؤكد شخصيات المعارضة القريبة من دمشق، ان الرئيس بشار الاسد اعاد تسليم ملف لبنان الى اللواء رستم غزالي. وان معظم الشخصيات اللبنانية التي زارت الرئيس السوري، مؤخراً تمت نصيحتها في قصر المهاجرين بضرورة ان تمر على مكتب غزالي في مبنى فرع الامن العسكري في دمشق من اجل التنسيق معه على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه. وكان غزالي قد رقي ، قبل نحو شهرين، من رتبة عميد الى رتبة لواء، وتمت مكافآته عبر توسيع مهماته في خطوة غير مسبوقة في تاريخ التعيينات الأمنية في سوريا، بحيث منح مسؤولية رئاسة فرع الأمن العسكري في مدينة دمشق وريفها ، علماً بان هاتين المنطقتين كانتا حتى تعيين اللواء غزالي في منصبه الجديد، منفصلتين أمنياً عن بعضهما البعض. 

 

حزب الله " ينشط لإنهاء خلاف " العونيين" و"القوميين" 

موقع تيار المستقبل/يجري "حزب الله" وساطات بعيدة عن الاضواء ما بين "التيار الوطني الحر" و"الحزب السوري القومي الاجتماعي" بهدف انهاء القطيعة السياسية بينهما. ولم يتم حتى الآن اي لقاء سياسي بين "العونين" و"القوميين". وكانت اللجنة المنسقة لـ"قوى الثامن من اذار" قد اضطرت طوال، فترة الازمة السياسية التي سبقت ابرام اتفاق الدوحة، الى عدم عقد اجتماع موسع ورفيع المستوى لممثلي المعارضة بسبب" فيتو" يضعه "التيار العوني" على الجلوس على طاولة واحدة مع "القوميين". واساس التحفظ العوني يعود الى عدم رغبة قواعده في نسيان محاولة "الحزب السوري القومي" اغتيال الجنرال ميشال عون خلال فترة تحصنه في قصر بعبدا، معلنا نفسه آنذاك رئيساً لحكومة لبنان.ومفاد تلك المحاولة انالرئيس الحالي لـ"القوميين" اسعد حردان ارسل الى قبرص مجموعة خاصة من عناصره لاسقاط الطائرة التي كان يعتزم عون ان يستقلها الى دولة عربية لحضور مؤتمر هناك، وذلك عند مرورها في الاجواء القبرصية. وحدث ان عدّل عون حينها من خطة تحركه، ما ادى الى الغاء العملية. وكشفت المخابرات القبرصية تلك العملية في حينه.

وتهدف وساطة "حزب الله" في هذه المرحلة الى اقناع عون بضرورة تجاوز هذه الحادثة، والقبول بترشح "قومي" على لائحته في المتن الشمالي، لأن رئيس"القومي" ابلغ الحزب أنه في حال رفض رئيس " التيارالوطني" هذا المطلب فان اصوات "القوميين" لن تكون مضمونة للائحة "التيار" في تلك المنطقة،. كما ان اصوات مناصري "القوميين" في الكورة قد تحجب عنه. وتتركز المفاوضات الآن على مخرج يقترح ان يرشح "الحزب القومي" شخصية غير فاقعة الانتماء له في المتن. وتتداول وساطة "حزب الله" اسم الياس ابو صعب كمرشح يلبي مواصفات الاقتراح الآنف، فهو على علاقة عضوية وان تكن غير تنظيمية بـ" الحزب القومي" وله علاقة جيدة مع عون، كون ابو صعب كان استضاف في منزله لقاء مصالحة عقدت بين "الجنرال" والرئيس امين الجميل.

 

لجنة اميركية - لبنانية لتنظيم العلاقات العسكرية بين البلدين... الجيش السوري يوسّع تدابيره الأمنية إلى المنطقة المحاذية للبقاع الشمالي

بيروت-  الحياة - 07/10/08//

وسّعت القوات السورية تدابيرها العسكرية على الحدود مع لبنان لمنع التهريب، وبالتلاؤم مع تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701، كما قال الرئيس السوري بشار الأسد للرئيس اللبناني ميشال سليمان مساء أول من أمس، فبلغت المناطق الحدودية المحاذية لمنطقة البقاع الشمالي حيث معبر القصر بين البلدين، فيما شهدت العلاقة العسكرية الأميركية - اللبنانية تطوراً جديداً أمس بتوقيع وزير الدفاع اللبناني الياس المر ومساعدة وزير الدفاع الأميركي للأمن الدولي ماري بيث لونغ اتفاقاً لإطلاق عمل اللجنة العسكرية المشتركة «والتي تنظم العلاقة العسكرية الثنائية في إطار رسمي»، كما جاء في بيان صدر عن مكتب قائد الجيش العماد جان قهوجي أمس.

وفيما اجتمع أمس، في مقر قيادة القوات الدولية في جنوب لبنان (يونيفيل) في الناقورة ضباط لبنانيون مع ضباط إسرائيليين للبحث في الخروق الإسرائيلية للسيادة اللبنانية ومطلب انسحاب القوات الإسرائيلية من الجزء اللبناني لبلدة الغجر الحدودية، ذكر بيان مكتب العماد قهوجي ان اللجنة العسكرية الأميركية - اللبنانية التي أعلن عن انطلاق عملها أمس ناقشت «المساعدات العسكرية الأميركية الحالية والمستقبلية للبنان»، ما أفضى الى توقيع «3 اتفاقات بقيمة 63 مليون دولار هبات للجيش اللبناني لتأمين اتصالات آمنة وذخيرة وأسلحة للمشاة». ونص البيان على «تقويم خيارات الجيش اللبناني بالنسبة الى الطوافات».

أما بالنسبة الى أنباء تعزيز الانتشار السوري على الحدود مع لبنان الذي كان بدأ ليل 20 –21 أيلول (سبتمبر) الماضي في المنطقة الحدودية المواجهة لمنطقة عكار الشمالية، فقالت مصادر أمنية رفيعة لـ «الحياة» انه شمل استقدام عدد من الدبابات التي تمركزت في تلك المنطقة، إضافة الى الحدود السورية في مقابل بلدة القاع في البقاع الشمالي. وذكرت المصادر نفسها ان الانتشار السوري يشمل كل المناطق المحاذية للحدود مع لبنان لمكافحة التهريب، وكثافة تدابيره اتخذت في كل منطقة بالطريقة التي تتناسب مع طبيعة الأرض.

وقال شهود عيان قادمون من البقاع الشمالي ان طلائع من الوحدات العسكرية السورية استقدمت ظهر أمس الى المنطقة الحدودية. وأكدوا ان هذه الطلائع باشرت فوراً الانتشار في المنطقة واتخذت إجراءات عسكرية شبيهة بالتي اتخذتها القوات السورية عند انتشارها الكثيف في المنطقة الحدودية قبالة منطقة عكار. وأضافوا ان عملية الانتشار ترافقت مع حفر خنادق ونصب خيم ليقيم الجنود فيها.

ولفت الشهود الى ان القوات السورية أقامت حواجز على طول المنطقة التي انتشرت فيها، ونقلوا عن قادمين من الأراضي السورية الى البقاع الشمالي ان جميع المعابر غير الشرعية التي تربط منطقة حمص بالبقاع باتت تحت رقابة الوحدات السورية التي عمدت ايضاً الى رفع السواتر الترابية لمنع التسلل ومكافحة التهريب.

وأكدت مصادر أمنية انه لم يسجل أي توغل عسكري سوري داخل الأراضي اللبنانية مع بدء عملية الانتشار.

واستبعدت المصادر، بحسب ما كان تبلغه اخيراً الرئيس سليمان من نظيره السوري ومن قبله قائد الجيش العماد قهوجي، ان تكون للانتشار السوري الكثيف على طول المنطقة الحدودية قبالة عكار والبقاع الشمالي اهداف غير المعلنة لمكافحة التهريب ومنع التسلل وهي تدابير متفق عليها في البيان اللبناني - السوري المشترك إثر القمة الثنائية الأخيرة وتتلاءم مع مندرجات القرار الدولي الرقم 1701. وتردد ان التدابير السورية تشمل الحدود البحرية الشمالية.

يذكر ان القرار الدولي 1701 ينص في البند 15 منه، في ما يتعلق بالدول الأخرى، غير لبنان وإسرائيل اللتين نص القرار على واجبات كل منهما، على الآتي: «ان تتخذ جميع الدول ما يلزم من تدابير لمنع قيام مواطنيها، أو انطلاقاً من اراضيها او باستخدام السفن والطائرات التي ترفع علمها، ببيع أو تزويد أي كيان أو فرد في لبنان بأسلحة وما يتصل بها من عتاد من كل الأنواع، بما في ذلك الأسلحة والذخيرة والمركبات والمعدات العسكرية والمعدات شبه العسكرية وقطع الغيار لما سبق ذكره سواء كان منشؤها من اراضيها أو من غيرها» (الفقرة أ). كما تنص الفقرة (ب) على «منع تزويد أي كيان أو فرد في لبنان بأي تدريب أو مساعدة أو تصنيع أو صيانة أو استخدام المواد المدرجة في الفقرة (أ). وكان توسع الانتشار السوري نحو الحدود المحاذية لمنطقة البقاع الشمالي والقاع، وقد وردت أنباؤه قبل أول من أمس، ما استدعى اتصالات بين كبار المسؤولين الأمنيين وكبار المسؤولين في السلطة السياسية للاستفسار عن حقيقته وأهدافه.

وعلمت «الحياة» انه بعد التأكد من توسع الانتشار الى قبالة البقاع الشمالي، أجرى الرئيس اللبناني اتصاله بنظيره السوري مساء الأحد، فجاءه الجواب الذي أعلن عنه القصر الجمهوري.

وكان لافتاً ان النبأ الذي وزعه القصر الرئاسي اللبناني عن اتصال الرئيس سليمان بالرئيس الأسد تضمن ان الأخير أبلغه بأن الانتشار السوري يتلاءم مع القرار الدولي الذي يتناول تهريب المعدات العسكرية. وهو لا يشير الى سورية، بل الى جميع الدول، لكنه يستند الى القرار 1680 الذي «يهيب بحكومة سورية ان تتخذ تدابير... ضد عمليات نقل الأسلحة الى لبنان».

وواصل معاون مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ديفيد هيل الذي يترأس الوفد الأميركي الى لبنان لقاءاته امس مع القيادات اللبنانية، فاجتمع الى الرئيس السابق أمين الجميل وأعضاء المكتب السياسي الكتائبي ثم الى وزير الدولة نسيب لحود.

من جهة ثانية، نقلت وكالة «رويترز» عن بيان للسفارة الاميركية في بيروت تحذيره الرعايا الاميركيين في لبنان من تهديد أمني خلال النصف الاول من تشرين الاول (اكتوبر) الحالي. وقالت السفارة في رسالة بتاريخ الثالث من الجاري وضعت على موقعها على الانترنت انها تدرس التدابير الامنية التي تخصها في ضوء هذه المخاوف. وجاء في الرسالة أن «السفارة الاميركية قلقة بشأن احتمال أن تستغل جماعات أو أفراد انتهاء شهر رمضان الكريم من أجل تنفيذ أعمال عنف تستهدف الاميركيين ... والفترة التي تثير أكبر قدر من القلق هي النصف الاول من تشرين الاول (اكتوبر)

 

النائب مجدلاني رد على العماد عون بشأن مشروع ضمان الشيخوخة: أنجزنا مناقشته بفترة وجيزة إنما إقفال المجلس آخر إرساله

وطنية - 7/10/2008 (سياسة) رد رئيس لجنة الصحة العامة والعمل والشؤون الإجتماعية النائب عاطف مجدلاني في تصريح اليوم، في المجلس النيابي، على رئيس "كتلة التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، حول كلامه عن مشروع ضمان الشيخوخة. وقال النائب مجدلاني: "طالعنا النائب ميشال عون بالأمس، بكلام عن مشروع ضمان الشيخوخة، أقل ما يقال فيه انه تضمن مغالطات، لا بد من توضيحها، لكي لا تعلق في أذهان الناس معطيات خاطئة في قضية إجتماعية أساسية تعنيهم في حياتهم اليومية. وعليه، أريد أن أشير الى ما يلي: "منذ أكثر من سنتين أرسلت حكومة الرئيس السنيورة السابقة مشروع القانون المذكور الى المجلس النيابي. دولة الرئيس نبيه بري أراد الإسراع في إقراره، فأرسله مباشرة الى اللجان المشتركة. قررت اللجان المشتركة تأليف لجنة فرعية برئاستي، كوني رئيس لجنة الصحة النيابية وقد ضمت في عضويتها ممثلين لجميع الكتل النيابية.وحرصا مني كرئيس للجنة على الإستفادة من جميع الأفكار الإيجابية وبعيدا عن التسييس وتوخيا للموضوعية وللمصلحة العامة، وضعت الى جانب مشروع الحكومة، أقتراح قانون بنفس الموضوع مرسل من كتلة التغيير والإصلاح، وتمت مناقشة الإقتراح المذكور مع المشروع. وبعد سلسلة إجتماعات تم التوافق على مجمل البنود ما عدا اثنين:

-البند الأول: يتعلق بإنشاء لجنة فرعية من الخبراء تشرف على توظيف أموال الصندوق.

-البند الثاني: يتعلق بإستقلالية نظام التقاعد وحماية الشيخوخة الجديد عن الضمان الإجتماعي.

وفي البندين كان هناك تفاهم تام بين طرحنا وطرح كتلة التغيير والغصلاح، أما الذي عارض ومنع التفاهم فهم حلفاء النائب عون.

وإستطعنا في اللجنة إنجاز مناقشة المشروع بفترة وجيزة، إنما إقفال المجلس النيابي آخر إرساله الى اللجان المشتركة حتى الشهر المنصرم".

وأضاف: "أردت من خلال هذا الرد إظهار الخطأ الفادح الذي وقع فيه النائب عون، والذي كان قد وقع فيه وزير الشؤون الإجتماعية الحالي على شاشة إحدى محطات التلفزة منذ فترة. وختم مجدلاني":لإنطلاقا من هنا، أرجو من النائب عون قبل الغمز من قناة نائب او كتلة نيابية أو إتجاه سياسي معين، أو قبل التفتيش الدائم عن هدف ما أو إختراع هدف ما لمهاجمته التأكيد من المعطيات التي يزود بها. فإذا كان لا يعلم بما يجري في المجلس النيابي فهذه مصيبة، وإذا كان يعلم ويصر على تزوير الحقائق لتضليل الناس فالمصيبة أعظم".

 

الرئيس بري التقى نائب وزير الخارجية الالماني وسفير كندا الجديد: غلوسر:المطلوب المزيد من الخطوات لتطبيع العلاقات بين لبنان وسوريا

وطنية-7/10/2008(سياسة)استقبل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، قبل ظهر اليوم في عين التينة، نائب وزير الخارجية الالماني غينتر غلوسر، ووفدا من السفارة الالمانية في حضور المستشار الاعلامي علي حمدان، وجرى عرض للتطورات الراهنة.

وقال غلوسر بعد اللقاء:" تحدثت مع الرئيس بري، عن العلاقات الثنائية بين البلدين وخصوصا المساعدة الالمانية الى لبنان. وقد اغتنمت هذه المناسبة للتعبير عن سروري بأن عملية التقارب بين لبنان وسوريا تتقدم، ومن الضروري ان تتخذ المزيد من الخطوات لتطبيع العلاقات بين البلدين، وتحدثنا ايضا عن الحوار الوطني اللبناني ولدي الانطباع بأن رئيس المجلس النيابي اللبناني قد عبر عن تفاؤله حول التطورات في هذا المجال".

واستقبل الرئيس بري, في حضور حمدان, سفير كندا الجديد في لبنان مارسيل باجي في زيارة بروتوكولية.

 

مساعد وزير الخارجية الالمانية غينتر غلوسر بدأ زيارة الى بيروت

وطنية- 7/10/2008 (سياسة) وصل الى مطار رفيق الحريري الدولي فجر اليوم مساعد وزير الخارجية الالمانية غينتر غلوسر آتيا من فرانكفورت في إطار زيارة الى لبنان تستمر عدة ايام.

 

بتلنغ غادرت بيروت بعد توقيعها 3 اتفاقات بقيمة 63 مليون دولار هبات للجيش اللبناني

وطنية-7/10/2008(سياسة) غادرت قبل ظهر اليوم مساعدة وزير الدفاع الاميركية لشؤون الامن الدولي ماري بتلنغ متوجهة الى المانيا على متن طائرة عسكرية خاصة، بعد زيارة الى لبنان التقت خلالها عددا من كبار المسؤولين اللبنانيين، بحثت معهم في موضوع التعاون بين الولايات المتحدة الاميركية ولبنان على صعيد تسليح الجيش اللبناني، حيث وقعت مع الجانب اللبناني على ثلاثة اتفاقات بقيمة 63 مليون دولار اميركي هبات للجيش اللبناني.

 

عون: من يُرد مساعدة رئيس الحكومة فلينصحه بعدم مخالفة القوانين

لبنان الآن/شدد النائب ميشال عون على حق العودة للفلسطينيين ورفض التوطين، مشيراً الى أن "عملنا ليس أن نكافئ اسرائيل لأنها طردت الفلسطينيين من أرضهم وقامت بالتطهير الإتني، فنحن نقاصص بحمل لا يمكن أن نحمل أعباءه ولا نتائجه، وهو التوطين"، متمنيا على جميع النواب اللبنانيين وعلى الحكومة "أن تأخذ موقفا رسميا، خصوصا في الجلسات المقبلة في مجلس النواب ومجلس الوزراء". عون، وفي مؤتمر صحافي بعيد اجتماع تكتل "التغيير والاصلاح" الاسبوعي في الرابية، لفت الى أن "المصالحة بمفهومها ليست الغاء للمعارضة ولا السكوت عن المخالفات القانونية وخصوصا إذا كانت من أعلى هرم السلطة التنفيذية الذي هو رئيس الحكومة". وقال: "من يرد مساعدة رئيس الحكومة فلينصحه بعدم مخالفة القوانين". وأضاف: "خلافنا مع رئيس الحكومة لم يكن ليظهر الى العلن لو أن الرئيس السنيورة يأخذ المواضيع الأساسية بجدية". وأشار الى أن لبنان سيبقى "خربان" طالما ذهنية الحاكم هي أنه لا يريد أن يلتزم بالقانون، ويعتبر نفسه خارج اطار المحاسبة. وقال: "نحن الآن في الداخل، وعندما نجد المخالفة ننتظر لنرى إذا كان هناك إرادة لإيقافها وإصلاح الخلل أو لا، وإلا فإننا نحتكم للناس".

وعن المصالحات المسيحية – المسيحية، قال عون: "إذا أراد أحد الأطراف أن أكون موجودا وهو طرف حليف لنا، فنحن لا نقول لا، كما لن نضع أي شرط على الحليف يقضي بأننا إذا لم نكن نحن موجودين، فعلى المصالحة ألا تتم، وعلى العكس، فنحن نترك له الحرية". وأضاف: "موقف الوزير فرنجيه، يقول بحضورنا وهذا شيء لا يمنع الا إذا كان حضوري يزعج أفرقاء آخرين، فهذا يعني انه لا يوجد نية فعلية للمصالحة، لأن من يريد أن يصالح يجب أن يكون شفافا".

وعن تسليح الجيش اللبناني من قبل واشنطن، اجاب عون: "لا أحد يمنعهم إذا أرادوا تسليحنا ولكن لا أعتقد أن هناك سلاحا حتى الآن، لأن لو كان هناك سلاح لأتى منذ زمن". وعما إذا كان سيقاطع طاولة الحوار، أجاب: "لماذا سأقاطعها. في بعض الأوقات التعبير يذهب بعيدا. إذا أردت مقاطعتها أجلس وأتفرج، أكمل النصاب فيها ولكن لا أتعاطى. هناك 100 أسلوب للمقاطعة ولكن أنا لن أعطلها".

 

شمعون: الانفتاح الجديد على دمشق قد يصبّ في مصلحة لبنان وفرنسا وسوريا

لبنان الأن/أشار رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" دوري شمعون الى أنّ " زيارة وفد "14 آذار" الى باريس هدفت بالأساس الى فهم واستيعاب معنى هذا التقارب الجديد بين فرنسا وسوريا بصورة أوضح، وأنّه اطمأنّ الى عدم وجود أي تقارب من شأنه أن يضرّ بمصلحة لبنان أو بالعلاقة التقليدية القائمة بين لبنان وفرنسا، معرباً عن ارتياحه أيضاً لعدم وجود أي تغيير في النظرة الفرنسية تجاه لبنان، وأضاف: "على العكس، فقد يصبّ هذا الانفتاح الجديد على دمشق في حال كانت الظروف مواتية في مصلحة لبنان وفرنسا وسوريا".

شمعون، وفي حديث خاصّ لموقع "nowlebanon.com" أوضح "أنّ الآراء الفرنسية والأميركية ليست متطابقة مئة بالمئة، مؤكّداً أنّ صورتنا كلبنانيين جيّدة لدى الجميع، وسياسة كلّ من اميركا وفرنسا تجاه لبنان لا يمكن الاّ ان تكون ايجابيّة.

وعن سؤاله عن تقدّم الحشود السورية الى الهرمل وتخوّفه مما اذا كان هذا التقدّم يمهّد لتدخلات سورية جديدة في لبنان، أجاب شمعون:" هم يقولون إنّهم يطبّقون القرار 1701،وأنا أودّ أن أصدّق ذلك، مؤكّداً أن عودة الوجود السوري الى لبنان غير واردة بأيّ شكل من الأشكال".

شمعون، وحول ترشّحه للانتخابات النيابية المقبلة، قال: " لقد حان الوقت كي يقوم "الأحرار" بتحرّك سياسيّ لإعادة ملء الموقع الذي طالما احتلّه في الماضي، وأردف: "كنّا نشكّل أكبر كتلة نيابية مؤلّفة من 16 نائباً ، ثم تغيّرت الظروف وقاطعنا الانتخابات عدّة مرّات، كما لم نكن موافقين كثيراً على قانون الانتخابات، ولكن الآن ليس هناك أيّ عذر، وقد حان الوقت لكي نعود ونحتلّ مكاننا تحت قبة البرلمان، ولو لم يكن التمثيل يتألّف هذه المرة من 16 نائباً".   

 

فرنجية: "القوات" لا تريد الاعتراف بعون مرجعية مسيحية ولا بالجميل قطبًا مسيحيًا

غادة حلاوي ، لبنان الآن

نفى  المسؤول الاعلامي في تيار المردة المحامي سليمان فرنجية احتمال عقد  لقاء مصالحة قريب بين "تيار المردة" و"القوات اللبنانية" وأبدي فرنجية في حديث لـ”nowlebanon.com” إستغرابه "كيف يسارع طرف الى تحديد مواعيد والاعلان عنها عبر وسائل الاعلام من دون اعلام الطرف الاخر أو أن يكون البحث قائمًا أصلًا حول تحديد المواعيد"، معتبرًا أن اشتراط تيار المردة حضور النائب ميشال عون أي لقاء مصالحة "ليس هدفه اجراء مصالحة بين القوات وعون وانما بوصف الجنرال مرجعية مسيحية سياسية"، واستطرد قائلًا: "نحن نريد حضور العماد عون لاعتبارات عدة منها مرجعية عون المسيحية السياسية التي ترجمت من خلال انتخابات 2005 والتي تحتم علينا اخذ رعايته في هذا الامر، وكذلك لكي لا تحدث هذه المصالحة استفرادات سياسية وان لا تكون من قبيل المناورة السياسية بحيث تستعمل مادة لتوجيه رسائل سياسية الى هذا او ذاك".

وحول إشتراط "المردة" أن تتم المصالحة برعاية رئيس الجمهورية قال فرنجية "إن هذه الرعاية تهدف إلى تعويم رئاسة الجمهورية كمرجعية دستورية في البلاد بحيث تلعب هذه الرئاسة دورها الذي خلقت من أجله... وإذا أرادت بكركي أن تبارك هذا اللقاء فلا مشكلة لدينا في حضورها".

فرنجية شدد على أنّ "نية المصالحة موجودة والدليل على ذلك تعاطينا مع ملف المصالحة منذ خروج سمير جعجع من السجن ولغاية اليوم، لكن هناك شيء إسمه آلية يجب توافرها من أجل إنجاح المصالحة لكي لا تكون مصالحة هشة ومعرضة للانهيار عند اول مفترق"، موضحًا أنّ "هذه الآلية تتمثل في أمور تتعلق بالشكل والمضمون وهي تميل صوب المضمون أكثر من الشكل ولو اخذت طابعًا شكليًا، أي حين نطلب ان يتم اللقاء في قصر بعبدا وبحضور العماد ميشال عون، والرئيس امين الجميل إذا أراد، فهذا يعني أن الجرح الذي هو مجزرة إهدن والذي كانت نتائجه كارثية على المسيحيين وأحدث انشقاقا هائلا نريده ان يكون في هذا الوقت رافعة مصالحة بين المسيحيين".

وقال فرنجية "نحن من دعاة أن يسبق المصالحة قيام لجنة مؤلفة من الطرفين تُحضّر بيانًا يسبق أو يلحق اللقاء وتكون بينة بيد الجميع، والغاية من ورائها هي التأكيد على أننا مع "القوات" في صدد تنظيم الاختلاف وليس توحيد الرؤية السياسية، ولذا نحن نستغرب تمام الاستغراب الحديث عن مواعيد ونضعه في اطار محاولة تصوير "تيار المردة" بأنه هو الذي يتهرب من المصالحة وذلك من خلال ايهام الراي العام بان التيار عاد عن قرار اتخذه فيما حقيقة الأمر أنّ التيار يعمل على  حماية هذه المصالحة إن هي تمت من خلال عدم "سلق" الامور بل العمل على التحضير لها بعناية فائقة، مع الإشارة إلى أننا إذا أخذنا خطاب جعجع في جونيه نجد انه طرح سؤالا  يقول "على ماذا يتوحد المسيحيين؟" علمًا أننا لم نطرح مثل هذا الامر في يوم من الايام وهذا ان دل على شيء فهو يدل على ان "القوات" يمكن ان تدخل المصالحة بفكر توحيدي وهذا ما لا نريده لاننا نؤمن بالاختلاف الديمقراطي والاحتكام الى السلوك الديمقراطي عند أي اختلاف".

وإذ أكّد أنّ "هذه المصالحة لن تكون مهرجانًا إعلاميًا أو مدخلا سياسيًا بقدر ما يجب لها أن تساعد في طي صفحة أليمة"، تسائل فرنجية: "هل يتصور أي عقل سياسي موضوعي أن يتمّ التداول بمواعيد معينة بين طرفين يعلنها طرف من دون ان يتبلغها الطرف الاخر أو أن يكون لديه أي فكرة عنها؟".

وأردف فرنجية قائلًا "نحن لا نريد ان نصالح عون مع جعجع وإنما أن يرعى عون هذه المصالحة"، مضيفًا "السؤال هو لماذا الفيتو على حضور عون؟ هل هو من أجل كسر مقولة إن عون هو المرجعية المسيحية الاولى؟ ثمّ لماذا لا تطرح القوات حضور أمين الجميل في ردّها على طرح حضور عون من قبلنا؟ هل هو من أجل كسر مقولة إن أمين الجميل هو من أقطاب الصف الاول على الساحة المسيحية؟"، معتبرًا إنّ "القوات اللبنانية لا تريد أن تعترف بعون مرجعية مسيحية ولا بأمين الجميل قطبًا مسيحيًا من الصف الأول".

 

من أجل علاقات ندّية بين سوريا ولبنان

الراية القطرية -‏ خيرالله خيرالله ‏

من حق السلطات السورية حشد قوات على طول الحدود مع شمال لبنان. ‏ومن حقها أن تطالب أيضا بتنسيق أمني مع الجانب اللبناني من أجل منع ‏التهريب في الأتجاهين في المنطقة الحدودية والتصدي لما تسميه الحركات ‏المتطرفة والأرهابية. أن يكون هناك تنسيق أمني بين البلدين أمر أكثر من ‏طبيعي، خصوصا عندما تكون هناك ندية في العلاقة بين بيروت ودمشق. ‏مثل هذه الندية شرط اساسي لا مفر منه في حال كان مطلوبا أن تكون ‏العلاقات اللبنانية- السورية من النوع الصحي الذي يخدم مصالح الشعبين ‏والبلدين بعيدا عن عقد الماضي. في مقدم العقد الفهم الخاطئ لطبيعة لبنان ‏خصوصا بسبب الأعتقاد بأن لبنان خطأ تاريخي. والمعني بالخطأ التاريخي ‏أن لبنان أرض سلخها الأستعمار عن سوريا مثلما سلخ عنها لواء ‏الأسكندرون الذي كان ألى أمس قريب جدا يحمل تسمية "اللواء السليب" ‏في المنشورات الرسمية السورية.‏

هناك من دون أدنى شك مشكلة حديثة نسبيا تتمثل في جريمة أغتيال الرئيس ‏رفيق الحريري في الرابع عشر من شباط- فبراير 2005. أدت هذه ‏الجريمة ألى قيام المحكمة الدولية التي ستبصر النور عاجلا أم آجلا كما ‏صدرت على أثرها سلسلة من القرارات عن مجلس الأمن التابع للأمم ‏المتحدة في شأن توصيف الجريمة وألمسائل الأخرى المتعلقة بأنشاء ‏المحكمة وصلاحياتها. هل تستطيع السلطات في دمشق التصرف بمعزل ‏عن المحكمة الدولية؟ ‏

لا شك أن الوضع في شمال لبنان في غاية التعقيد. ولا شك أيضا أن سوريا ‏مهتمة بالوضع في الشمال، خصوصا في مدينة طرابلس، من منطلق أن ‏طرابلس مدينة سورية، من وجهة نظر دمشق، وأن طرابلس الشام هي مثل ‏دمشق وحماة وحمص وحلب ودير الزور... أو أي مدينة سورية أخرى. ‏لكن ذلك لا يمنع من توجيه دعوة ألى التمهل والتروي وطرح سؤال في ‏غاية البساطة. فحوى السؤال أنه في حال كانت طرابلس مدينة مليئة ‏بالمتطرفين الذين يسميهم المسؤولون السوريون "سلفيين"، علما أن ثمة ‏فارقا بين الأنتماء ألى السلفية والأنتماء ألى تنظيم أرهابي مثل"القاعدة"، ‏من يتحمل مسؤولية تحول عاصمة الشمال، وهي المدينة الثانية في لبنان، ‏ألى قاعدة ل"القاعدة"؟ هنا لا يمكن سوى العودة ألى الماضي القريب ‏والتذكير بأن طرابلس بقيت تحت السيطرة المباشرة للنظام السوري أمنيا ‏وسياسيا منذ العام 1984 ، تاريخ خروج ياسر عرفات منها تحت دوي ‏المدفعية السورية؟ هل نتيجة ربع قرن من الوجود الأمني السوري في ‏طرابلس أن تصير المدينة بين ليلة وضحاها ملجأ آمنا ل"القاعدة"؟ قليل من ‏المنطق يبدو أكثر من ضروري. قليل من المنطق يساعد في أعادة العلاقات ‏اللبنانية السورية ألى الطريق الصحيح بعيدا عن المزايدات والتهويل.‏

قبل كل شيء، لا بدّ للنظام في سوريا من التخلي عن أوهامه اللبنانية تماما ‏مثلما تخلى عن وهم أسترجاع اللواء السليب. في المقابل، يفترض في ‏اللبنانيين الأعتماد على محاور مع دمشق أسمه الرئيس ميشال سليمان. ‏أستطاع الرئيس اللبناني، أقله ألى الان، أعتماد لغة لا تستفز السوريين وهذا ‏يساعد ألى حد كبير في فتح صفحة جديدة بين بيروت ودمشق مبنية على ‏الثقة المتبادلة وعلى أن مستقبل العلاقات بين البلدين يجب أن يكون في ‏منأى عن عقد الماضي من جهة وعن المحكمة الدولية من جهة أخرى. ‏المحكمة حقيقة قائمة. في حال كان أركان النظام السوري بريئين من دم ‏رفيق الحريري واللبنانيين الآخرين الذين أغتيلوا بعده، لماذا لا توضع ‏المحكمة الدولية بين قوسين في أنتظار ما ستتوصل أليه المحكمة التي أقرها ‏مجلس الأمن بموجب الفصل السابع من شرعة الأمم المتحدة.‏

هناك واجبات على اللبنانيين مثلما أن هناك واجبات على السوريين. من ‏حق سوريا حشد قوات على الحدود مع لبنان في حال شعرت نفسها مهددة. ‏ولكن من حق لبنان طرح أسئلة من نوع من يهدد من؟ ومن يدخل المسلحين ‏والأسلحة ألى الأراضي اللبنانية؟ هل هناك مدخل آخر غير الأراضي ‏السورية، خصوصا بعد صدور القرار الرقم 1701 عن مجلس الأمن الذي ‏باتت بموجبه الشواطئ اللبنانية تحت مراقبة دولية من البحر؟

تقضي المصلحة في أيجاد صيغة تعايش بين لبنان وسوريا. كان أتفاق ‏الدوحة الذي رعته دولة قطر خطوة مهمة في هذا الأتجاه. على النظام ‏السوري التخلي عن عقده والنظر ألى لبنان بطريقة مختلفة تتجاوز ‏الماضي، ذلك أن ما مضى قد مضى فعلا. بكلام أوضح، يفترض في دمشق ‏التوقف عن الرهان على أنها لا تزال موجودة عسكريا وأمنيا في لبنان لأن ‏‏"حزب الله" ملأ الفراغ الذي خلفه أنسحابها من أراضي جارها الصغير. ‏أكثر من ذلك، لا بدّ لدمشق من الأقتناع بأن سوريا ليست روسيا وأن لبنان ‏ليس جورجيا وأن شمال لبنان ليس أوسيتيا الجنوبية أو أبخازيا. في النهاية، ‏‏"حزب الله" حزب مذهبي تأتيه التعليمات من طهران وليس من دمشق. أما ‏لبنان، بفئاته المتعددة، فعليه ترك مسألة التعاطي مع دمشق لجهة واحدة هي ‏رئاسة الجمهورية. تبقى المحكمة الدولية التي هي شأن آخر. صارت ‏المحكمة قدرا أن بالنسبة ألى سوريا أو بالنسبة ألى لبنان! القدر ألآخر أن ‏على كل من البلدين العيش ألى جانب الآخر بمحكمة دولية أو من دون ‏محكمة... كلفة التعايش في ظل صيغة معقولة تظل الأقل كلفة بالنسبة ألى ‏ألى أي منهما... ألى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا

 

ملابسات اللعبة في «تورا بورا» اللبنانية 

الشرق الاوسط اللندنية - غسان الإمام

«كلهم في الهوى سوا». في الدعاية لـ «الأنا» لا يفترق المثقف الباكي ادونيس، عن الصحافي هيكل، عن السياسي بشار الذي يذكرني بصديق مثقف ومفكر كان لا يكف عن اجراء مقابلات مع نفسه. يضع الأسئلة والأجوبة. ثم يمطرني ويمطر الصحف والمجلات بها.

في حديثه الصحافي مع بشار، يبدو ان ملحم كرم نسي، أدبا، ان يسأله عن معاناة سورية من الارهاب. لم يكن بشار إلا أن سأل نفسه ووضع الجواب، طالبا من نقيب المحررين اللبنانيين إلحاقه بنص المقابلة المسجل. وهكذا كان للمقابلة دوي أخرجها من إطار مقابلات العلاقات العامة.

سبق لي ان قلت، في هذه الصحيفة، ان الغرض الدائم للنظام السوري هو تسخير السياسة والدعاية لخدمة كفاحه من أجل البقاء. الأمن هو المؤسسة الوحيدة العاملة في دولة مشلولة نخرتها مؤسسة الفساد من فوق الى تحت.

عندما تحدث اغتيالات فردية. عندما تحدث عمليات ارهابية، فالنظام لا يعلن عنها. عندما يضطر للإعلان عن عملية نسف الباص، فهو يضطر للاعلان عنها لضخامتها. هي الاولى من نوعها في شارع سوري حيث جامع النفايات فيه هو مخبر سري. عندما يحدث كل ذلك، فالنظام يدعم أمنه المهدد بحشد عسكري على حدود «تورا بورا» اللبنانية. اعني منطقة الشمال اللبناني التي باتت تعج بخلايا القاعدة وما شابهها.

دخلت سورية لبنان (75/1976) بحجة الخوف على أمنها. لكن لن تعود اليوم إلى غزو لبنان. هناك مبالغات سياسية حول الحشود السورية على الحدود. النظام السوري أذكى من أن يقع في الفخ مرة أخرى، بعدما تعهد بشار لساركوزي فرنسا واردوغان تركيا بالالتزام بقواعد العلاقات بين الدول المتحضرة.

كان الأسد الأب أذكى من جاره اللدود والغبي. صدام دخل الكويت فلم يجد حليفا في انتظاره. الأسد نسج شبكة من التحالفات العنكبوتية مع قوى وأشخاص وأحزاب من كل طوائف لبنان.

الثغرة الوحيدة في هذه التحالفات «الأبوية» والوصائية كونها لم تُلقِ بالا إلى كسب الشارع السني. كان الأسد بحاجة إلى القوى المقاتلة. سنة لبنان بالذات لم تتورط في الحرب الأهلية ضد الموارنة عندما انقلب هؤلاء على الأب.

«مَرْجَلَةُ» قبضايات سنة بيروت كونها كعجلة السيارة قابلة «للتنفيس» في أول مسمار يخترقها. شعرت سنة بيروت بإهانة كبيرة عندما «نَفَسَّتْها» مسامير الشيعة (حزب الله الإيراني) في مايو الماضي. من هنا، لم يكن غريبا أن يتجه زعيم السنة الحالي سعد الحريري إلى (الاستقواء) بنشامى السنة الأشداء في طرابلس وشمال لبنان (عكار) ثم بسنة البقاع وصيدا (عاصمة الجنوب).

سنة لبنان خسرت سباق الأرانب مع شيعة لبنان التي تتوالد بقوة «الفياغرا»، خلافا لدروز جنبلاط القانعين بتحديد النسل قبل الفياغرا وبعدها. كانت سنة لبنان تجد «خزانها» العددي المتفوق بارتباطها العروبي العاطفي بسنة سورية. ريبة الأسد الأب بسنة سورية امتدت إلى ريبته بسنة لبنان، وأخيرا إلى ريبته بالراحل الحريري الأب الذي حاول، عبثا، كسب ثقة «الأسدَيْن» به.

في العصر الحريري (الأب والابن)، طرأت تحولات على حالة سنة لبنان العاطفية. نتيجة تغريب النظام العلوي لهم، وانكفاء دور مصر القومي، تدروشت سنة لبنان. راحت ترى في الإسلام السياسي ملجأها الروحي. الحريري رعى الاتجاه الديني المعتدل في وسطه السني. لكن كما حدث في العالم العربي، منذ نشأت على هامش الاعتدال العريض تنظيمات وخلايا نائمة ومتحركة مرتبطة بالقاعدة أو مستلهمة لها.

على الرغم من إنكار الواقع، فقد تركزت هذه الخلايا السنية «الحربية والتكفيرية» في طرابلس وعكار، أي في ما أسميه بـ«تورا بورا» اللبنانية. خلايا متكتمة. «قوية الشكيمة». مدربة على القتال. ومحتفظة بمعنويات قوية وانسداد متزمت. كان الأمن المخابراتي السوري في لبنان رادعا لهذه الخلايا والتنظيمات. في مهارة الأسد في حبك وفك التحالفات، فقد اشترى ولاء بعض هذه الخلايا، في مقابل ضمان بقائها. تحريك أو «تنويم» نظام بشار لهذه الخلايا، هما وجه من وجوه اللعبة غير النظيفة التي تتورط فيها سورية اليوم والتيارات السياسية في لبنان، بما فيها «حزب الله» بالوكالة والنيابة عن إيران، في تورا بورا طرابلس وعكار.

لست أبالغ عندما أتحدث عن دور المخابرات الإيرانية الازدواجي. دليلي تورطها في تمويل وتسليح خلايا في تنظيم «القاعدة» السني في العراق. لا رحمة في هذه اللعبة القذرة. هذه الخلايا تقوم بعمليات دموية ضد السنة والشيعة ونظام المالكي والقوات الأميركية. الهدف الإيراني جعل العراق مرجلاً يغلي بالدماء باستمرار، لإبقائه ضعيفا غير مهدِّد لأمن ومصالح إيران.

وهكذا، فالنظام السوري يشرب من كأس المرارة الإرهابي الذي جرَّعه لغيره في لبنان وغير لبنان. سورية التي تجاهلت إلحاح لبنان على ترسيم حدوده معها، هي التي تستعجله اليوم، وتنشر قواتها على حدود «تورا بورا» لمنع التسلل.

أعرف أني أضايق تيارات سياسية في لبنان، وربما أحرجها، لكني أومن بأن مهمة الصحيفة، أية صحيفة، هي مجابهة الرأي العام بالواقع مهما كان مرا. الخلايا التكفيرية ترى في سعي سورية وإيران والتيارات السياسية اللبنانية إلى كسبها ما يخدم غرضها في الانتشار وترويع السوريين واللبنانيين بعمليات عنف، لا تفرق فيها بين نظام أو تيار، أو مجتمع تكفره أصلا وتحلل دمه بحجة «جاهليته».

هل أنا بحاجة الى الاستشهاد بسوابق، للدلالة على خطر التعامل مع التنظيمات «القاعدية»؟ نعم، ها هي أميركا تتجرع كأس المرارة حتى الثمالة، على ايدي التنظيم التكفيري الذي استعانت به لإرسال «الكفار» الروس في أفغانستان إلى جهنم. ها هي باكستان التي ولدت طالبان في رحم مخابراتها تذوق مرارة نكران الجميل. عمليات «القاعدة» وطالبان التي تريق دماء الباكستانيين الأبرياء تذل المخابرات العاجزة عن إعادتها الى القنينة التي انطلقت منها.

بل ها هو اليمن اليوم يعاني من إرهاب التنظيمات التكفيرية، بعدما استعان بها في حرب النظام ضد محاولة الاشتراكيين الماركسيين الانفصال مرة أخرى بالجنوب عن الشمال. الدولة لا تربط سياستها بأشخاص، انما بمصالحها الوطنية المتغيرة. ساركوزي واقعي غير شيراك العاطفي. فتح ساركوزي نافذة على سورية، لا لـ «يتآمر» معها ضد لبنان، كما يظن مبالغةً خصوم سورية في لبنان. ها هو ينصحهم بعدم التهويل على أنفسهم في تفسير الحشود السورية على حدود «تورا بورا».

فرنسا تنصح بترك القضية «للتنسيق الأمني» بين الرئيسين ميشال سليمان وبشار. بطريرك الموارنة من هذا الرأي أيضا. مروان حمادة الزائر لباريس يظن ان واجبه اللبناني الوطني لَيُّ ذراع ساركوزي، من خلال تحريض حلفائه وخصومه ضده، عقابا له على دوره السوري. لست لائما مروان فهو محق في دفاعه عن لبنان وحلفائه الأكثريين، بعدما نجا بمعجزة من محاولة الاغتيال (2004) التي سوف يحمل آثارها في نفسه وجسده طيلة حياته.

 

جنبلاط يؤكد إجماع اللبنانيين على «اعتبار إسرائيل عدواً»

بيروت- الحياة- 07/10/08//

أكد رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» اللبناني وليد جنبلاط أن «اللبنانيين موحدون في مواجهة إسرائيل، وهناك إجماع وطني على أن إسرائيل هي العدو، وهذا التوجه يبقى هو السائد بمعزل عن أي خلافات داخلية من هنا أو هناك، لأن أياً من اللبنانيين لن يقبل استباحة لبنان مجدداً من الطائرات أو الدبابات الإسرائيلية».

وقال جنبلاط في موقفه الأسبوعي لجريدة «الأنباء» الصادرة باسم الحزب التقدمي الاشتراكي: «في ذكرى حرب تشرين، لا بد من توجيه التحية إلى الجيوش العربية التي أسقطت أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر وأسست لمسار مناقض لمسارات الهزيمة والاستسلام. والأمر نفسه ينطبق على القوى اللبنانية التي قاومت الاحتلال الإسرائيلي منذ احتلال بيروت عام 1982 وحتى التحرير عام 2000 ولاحقاً في صد العدوان عام 2006». وأضاف: «مع كل هذه الهزائم الإسرائيلية المتتالية في لبنان، تتجدد التهديدات اليوم بحق لبنان الذي بات مصنفاً كدولة عدوة بحسب بعض أركان الحرب في إسرائيل. وهذا ما يستدعي تكريس مناخ المصالحة في الداخل والتوصل إلى إجماع وطني حول خطة دفاعية تعزز قدرات المواجهة وتوحدها في مواجهة أي عدوان إسرائيلي محتمل في المستقبل»، مؤكداً أن «لبنان لم يسبق له أن استسلم في وجه أي عدوان خارجي لا سيما من العدو الإسرائيلي، وهو لن يركع في وجه هذا العدو الذي لم يتعلم من دروس الماضي ولم يستخلص العبر منها على رغم إنكساره مرات كثيرة ومتلاحقة».

وأمل جنبلاط بأن «يكون المصرف المركزي اللبناني والجهات المالية المختصة اتخذت كل الإجراءات الكفيلة بالحد من إمكانية دخول الأزمة المالية العالمية، بتعقيداتها وتداعياتها، على الأسواق المالية اللبنانية والقطاع المصرفي اللبناني لأن ذلك ستكون له انعكاسات سلبية على كل الواقع الاقتصادي المحلي»، معتبراً أن «لبنان في غنى عن المزيد من المشاكل المالية والاجتماعية التي تكثفت خلال المرحلة الماضية عندما وصلت التجاذبات السياسية إلى حد تعطيل كل المؤسسات الدستورية فتفاقمت المعضلات الكبرى التي يعاني منها ويعيشها الاقتصاد اللبناني». ورأى أن «الدين العام يستدعي معالجات وقرارت جذرية وجريئة للحد من نموه الدراماتيكي السريع ولوضع خطة للبدء بخفضه تدريجاً بما يعيد العافية إلى الخزينة ويقلص من تآكل الموازنة العامة السنوية للدولة لمصلحته».

ودعا جنبلاط إلى الاهتمام بالقطاعات الاجتماعية وتشجيع المؤسسات الصغرى والمتوسطة، مشدداً على ضرورة «إعطاء طرابلس وعكار والشمال الأولوية المطلقة».

إلى ذلك، بحث جنبلاط مع رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري في اتصال هاتفي، في الأوضاع العامة محلياً واقليمياً، وتبادلا وجهات النظر حول مختلف المواضيع المطروحة لا سيما موضوع استكمال المصالحات الجارية

 

مقابل تخويف الناخبين المسيحيين بسلاح "حزب الله" لكسب أصواتهم -سوريا تردّ مع حلفائها بتخويفهم بـ"القاعدة" و"السلفيين"! 

 اميل خوري 

منذ أن وصف الرئيس بشار الأسد الأكثرية النيابية التي فازت في انتخابات 2005 بانها "وهمية وعابرة" لانها تمثل قوى 14 آذار التي نجحت في استعادة الاستقلال واخراج القوات السورية من كل لبنان، ومنذ ان اعتبر نائب الرئيس السوري فاروق الشرع في حديث له ان سوريا هي الآن اقوى في لبنان مع حلفائها فيه وسماهم فردا فردا، ثم قول الرئيس الاسد اخيرا لنواب وسياسيين من قوى 8 آذار ان حلفاء سوريا في لبنان سيحتفلون بانتصارهم في الانتخابات النيابية المقبلة، كان النظام السوري يعد العدة لخوض هذه الانتخابات الى جانب حلفائه في لبنان باستخدام كل الاسلحة، وكل وسائل الترهيب والترغيب لتحقيق هذا الانتصار.

ويرى وزير سابق ان من الوسائل التي بدأت سوريا استخدامها لتأمين الفوز للوائح حلفائها قوى 8 آذار والمتحالفين معها في الانتخابات النيابية المقبلة الآتية:

اولا: ان يظل "حزب الله" محتفظا بسلاحه بحيث تجرى الانتخابات النيابية المقبلة بوجود هذا السلاح حتى لو لم يتم استخدامه، بل ان مجرد وجوده يشكل ضغطا معنويا على الناخبين من خصوم مرشحي قوى 8 آذار، لاسيما في بيروت والشمال والجبل، وخصوصا اذا جرت الانتخابات في يوم واحد وليس لدى السلطة اللبنانية قوات امنية وعسكرية كافية لتوزيعها على كل اقلام الاقتراع وباعداد كافية لحفظ الامن فيها.

ولكي يبقى سلاح "حزب الله" حتى اجراء الانتخابات النيابية المقبلة، فان الخطة تقضي بالمماطلة في درس مشاريع "الاستراتيجية الدفاعية" وعدم التوصل الى اتفاق في شأنها قبل موعد هذه الانتخابات.

ثانيا: ان يظل الوضع الامني مضطربا اذ يخدم اضطرابه مرشحي قوى 8 آذار والمتحالفين معها ويجعل الناخبين لاسيما المستقلين منهم يترددون في التوجه الى صناديق الاقتراع خوفا من هذا الوضع، مع الاشارة الى ان اكثرية هؤلاء الناخبين اذا ما اقترعت، فانها تقترع لمرشحي قوى 14 آذار والمتحالفين معها.

لذلك، فان ابقاء الوضع الامني مضطربا في بعض الدوائر الانتخابية خدمة لمرشحي قوى 8 آذار يتطلب عرقلة اجراء المصالحات المسيحية – المسيحية، وفي حال حصولها، فانها تبقى مصالحات سطحية وشكلية لا تزيل اسباب الخلافات المتراكمة، التي لا تلبث ان تنفجر خلال الانتخابات في حين ان المصالحات الاسلامية – الاسلامية مرحب بها ومطلوبة لانها تخدم مرشحي قوى 8 آذار والمتحالفين معها.

ثالثا: ان النظام السوري لن يتوانى عن التدخل في تشكيل اللوائح الانتخابية لمرشحي قوى 8 آذار حيث يتطلب منه ذلك، وللحؤول دون قيام خلاف على تشكيلها بين هذه القوى يفيد منه مرشحو قوى 14 آذار، خصوصا اذا خاضت هذه القوى الانتخابات النيابية المقبلة بلوائح موحدة وبرنامج واحد في كل لبنان.

رابعا: ان يتم رصد مبلغ كبير من المال في صندوق انتخابي واحد للانفاق على الاعلان والاعلام الانتخابيين، وان يوضع هذا الصندوق في عهدة هيئة موثوقة كي يتم انفاق المال في سبيله الصحيح.

خامسا: تركيز وسائل الضغط السياسي والامني، ووسائل الترهيب والترغيب على المناطق المسيحية والمناطق السنية لان نتائج الانتخابات في المناطق الشيعية محسومة لمصلحة مرشحي قوى 8 آذار والمتحالفين معها، وشبه محسومة درزيا نتيجة التحالف القائم بين النائب وليد جنبلاط والنائب السابق طلال ارسلان. فمنطقة الشمال حيث الخزان السني، فان حشد القوات السورية على حدودها بحجة منع التهريب وتسلل العناصر الارهابية والاصولية الى سوريا للقيام باعمال عنف وتفجيرات داخل اراضيها، يشكل وسيلة ضغط وترهيب للناخبين السنة لاسيما المستقلين منهم ومنعهم من التوجه بكثافة الى صناديق الاقتراع لانتخاب مرشحي قوى 14 آذار. وقد ترفع سوريا من مستوى هذا الضغط اذا لزم الامر، وذلك اما بالقيام بغارات جوية على مواقع تدعي ان الاصوليين والارهابيين يتمركزون فيها على غرار ما تفعله تركيا ضد عناصر كردية داخل العراق، وكما فعلت روسيا في جورجيا. واما انها تدخل عسكريا وتخرج بسرعة الى هذه المواقع بهدف خلق جو من الخوف والرعب لدى سنة الشمال لتحقيق مكاسب انتخابية.

سادسا: وضع الناخبين المسيحيين الذين قد يتحولون باكثريتهم مع مرشحي قوى 14 آذار، بين خطرين عليهم ان يختاروا بينهما: خطر التطرف الشيعي المتمثل بسلاح "حزب الله" الذي يهول به مرشحو قوى 14 آذار على الناخبين المسيحيين، وخطر التطرف السني المتمثل بـ"القاعدة" و"السلفيين" الذي يهول به مرشحو قوى 8 آذار على الناخبين المسيحيين. ولان تخويف المسيحيين بسلاح "حزب الله" قد فعل فعله في الوسط المسيحي خصوصا بعدما تحول هذا السلاح نحو الداخل فأثار المخاوف على لبنان الكيان والهوية والنظام، فان توقيت تسليط الاضواء على التطرف السني من خلال ظهور عناصر "القاعدة" في الشمال وتحريك نشاط "السلفيين" واتهامهم بانهم هم وراء اعمال العنف والتفجيرات واستهداف العسكريين اللبنانيين، مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية والتصوير للناخبين المسيحيين ان هناك خطرا عليهم اشد من خطر سلاح "حزب الله"، هو خطر عناصر "القاعدة" والمسلمين "السلفيين" الانتحاريين، وان عليهم ان يختاروا بين هذين الخطرين في الانتخابات النيابية المقبلة فاما ان يؤيدوا مرشحي قوى 8 آذار والمتحالفين معها أو مرشحي قوى 14 آذار والمتحالفين معها لان الصوت المسيحي هو الصوت الوازن في هذه الانتخابات. وعلى قوى 14 آذار ان تحسب حسابا لما تعده قوى 8 آذار باشراف سوريا ودعمها الكامل لها في الانتخابات المقبلة.

 

أهداف عون من حملته على رموز الطائفة السنية

صوت لبنان

 أوردت إذاعة <صوت لبنان> أمس تقريراً إخبارياً حول أهداف النائب العماد ميشال عون من حملته على رموز الطائفة السنية في لبنان والتركيز على رئاسة الحكومة ورئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري وذلك من أجل الحفاظ على عدد نوابه في المجلس النيابي وتثبيت تحالفاته·

وجاء في التقرير الآتي:

النائب ميشال عون وفي اطار السيناريو الذي يعده استعداداً لاستحقاق الإنتخابات النيابية، واصل اليوم مهاجمة رموز الطائفة السنية ولا سيما منهم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بعد مهاجمة رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري، غامزاً من قناة الأمن الشمالي وملمحاً الى الإرهاب الأصولي ومتقرباً بالتالي أكثر فأكثر من سوريا و <حزب الله> مروراً بفزاعة التوطين محملاً الطائفة السنية مسؤولية غض النظر عنه·

وفي هذا السياق توقف المراقبون والمتابعون لخطة العماد عون السياسية وإستراتيجيته الإعلامية فهو منذ عودته من اتفاق الدوحة لطالما يبشر المسيحيين بأنه اعاد لهم حقوقهم وذلك عبر قانون 1960 الانتخابي، وبالأمس عندما أقر هذا القانون حمّل عون الأكثرية مسؤولية إقراره، معتبراً أن هذا القانون غير منطقي بحق المسيحيين·

وفي هذا الإطار أيضاً بادر العماد عون الى تنفيذ خطة لخلق صراع مسيحي - سنّي بدأ به في اجتماع الحوار في بعبدا، حيث أثار موضوع فرع المعلومات في الأمن الداخلي، كما أثار موضوع الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي سهيل بوجي باعتباره من طائفة معينة بعد أن أثار قبلاً عند تشكيل الحكومة موضوع رئاسة الحكومة باعتبار رئيس الحكومة يحمل أيضاً صفة سوبر وزير ليحسبه في عداد حصة الطائفة التي ينتمي إليها·

كما أثار عون جملة مواضيع منها المطالبة بإعادة تسمية مطار بيروت الدولي بدلاً من مطار رفيق الحريري الدولي وفتحملف وسط بيروت واستضافة أشخاص من طائفة معينة يتكلمون عن حقوقهم الضائعة·

ويصرّ العماد عون على التركيز على أن رئيس الحكومة يبتلع صلاحيات بعض الوزراء وأن 7 إدارات عامة مرتبطة به مباشرة ولا تخضع للمراقبة، بالإضافة الى حملة شخصية عبر خطاب عنيف شكلاً ومضموناً·

وتصبّ هذه الحملة في خانة إثارة صراع سني - مسيحي بشكل خاص وخلق استياء لدى المسيحيين مفاده أن الطائفة السنية هي التي تأخذ حقوق المسيحيين·

كما يستعمل العماد عون وسائله الإعلامية لخلق جو بأن الذي يحدث بالشمال هو لضرب المسيحيين والدفاع عن سوريا وإثارة الخوف عند المسيحيين تحت شعار واحد هو لا فرق بين السلفيين أو المجموعات الإرهابية والسنّة، كما قام سابقاً بحملة ضد التوطين بالتنسيق مع حلفاء سوريا في لبنان وحملة أخرى على بكركي ورفضه المشاركة في المصالحات المسيحية - المسيحية، كل هذا ليظهر للمسيحيين بأنه هو وحزب الله اللذين يحمون المسيحيين من السنّة·

وفي ضوء هذا السيناريو الذي يعدّه العماد عون استعداداً للانتخابات يطرح السؤال الكبير: هل المطلوب الاستعانة بالوجود السوري لإنهاء الوضع بالشمال أم الإبقاء على عدد نوابه بالمجلس في الإنتخابات المقبلة وتثبيت تحالفاته، وهل من أجل بعض المقاعد النيابية نحرق البلد،

علماً أن هناك تقارير دبلوماسية غربية تحذر من سيناريو أمني في الشمال يستهدف رموزاً مسيحية، وتلقى الاتهامات في شأن حصوله على مجموعات أصولية بهدف جعل المسيحيين يعودون للالتفاف حول العماد عون·

 

مع الحكيم الاباتي بولس نعمان

علي حماده     

في الحديث الذي أجراه بالامس الزميل بيار عطاالله في "النهار" مع رئيس الرهبانية المارونية الاسبق الاباتي بولس نعمان، في مقر اقامته الحالي في دير سيدة المعونات في جبيل، عصارة تجربة غنية في الحياة العامة اللبنانية في فترة من اصعب الفترات التي عبرها الوطن الصغير بمساحته، الكبير بأزماته السياسية والوجودية، وفيه الكثير من حكمة الناظرين الى الامور من موقع "المراقب الملتزم"، واهم ما فيه حكمة من يستخدم اسقاطات تاريخية على واقع راهن يعيشه لبنان الذي لم يتعب من "مواعدة" الصعاب والشقاء. وكأن قلة قليلة وحدها تفيد من التجارب، ولكنها تكاد تكون معزولة امام زحمة من يرفضون الاحتكام الى حقائق، او التعلم مما وممن سبق.

أهم النقاط التي تستوقفنا في حديث الاباتي نعمان، الذي كنا نتمنى لو انه افاض فيه اكثر مما فعل، تركيزه على موقع المسيحيين في لبنان، آسفا لكونهم لم يلعبوا دور الجامع بين المسلمين، فانخرطوا بدل ذلك في صراعات يعتبر نعمان انها سنية – شيعية. لكن نعمان، وهنا الاهم، يعود في مكان آخر ليعتبر "العناية الالهية تدخلت وأوجدت للبنان مدافعين جددا عن الحرية والديموقراطية لم نحلم ان يقفوا بجانبنا (المسيحيين) وهم السنة الذين يحملون شعاراتنا، اما الدروز فكانوا دائما مع شعارات الحرية، وهم اليوم يزايدون (بالمعنى الايجابي) علينا في دفاعهم المستميت عنها. ومن الاكيد ان الهوية الاستقلالية اللبنانية قد عمت غالبية الطوائف اللبنانية...

ومن دون ان نوافق الاباتي نعمان على حصره ازمات لبنان بصراع سني – شيعي لا نؤمن به اطلاقا، نستشف منه مقاربة تاريخية لواقع اسست له ثورة الارز التي انفجرت عقب اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2004، وشكلت مفصلا تاريخيا في مغادرة السنة اللبنانيين ضفة المتعايشين مع الوصاية السورية، فالتقى جناحان لبنانيان اساسيان لصنع استقلال لبناني ثان، عرقله ما يعتبره نعمان في مكان آخر من الحديث "ان الطائفة الشيعية مخطوفة لمصلحة المشروع الايراني بواسطة المال والسلاح". وما كانت ثورة الارز ممكنة لولا انتقال المسلمين بقيادة الحريري الذي مهد لذلك بالتمرد على السوريين تارة بالمواربة عبر بوابة الاقتصاد عندما عمل على تكبير حجمه بأي ثمن لتذويب السيطرة السورية على مراحل، ثم مجاهرة عندما رفض التمديد لمرشح سوريا في الرئاسة خريف 2004.

واذا كان من ايجابية، اقله نظريا، لفكرة التحالف الرباعي الذي حصل بين قوى 14 آذار الاسلامية والثنائي الشيعي في انتخابات 2005، فهي انها شكلت محاولة (وإن فاشلة) لفتح بوابة واسعة امام الطائفة الشيعية للعبور الى المشروع الاستقلالي، الامر الذي لم يحصل بسبب رجحان ارتباط كل من "حزب الله" وحركة "أمل" بأجندتي ايران وسوريا في لبنان. فسقطت المحاولة التي جرى استغلالها انتخابيا على الساحة المسيحية في الشكل الديماغوجي المعروف، لكي تستبدل بعد اقل من ستة أشهر بوثيقة تفاهم منحت الخيار السياسي الاقليمي للثنائي الشيعي تغطية مسيحية، وسمحت لهذا الثنائي بالتحرر من ضغط مزدوج، الاول الموجة الكبيرة التي نقلت السنة والدروز جهارا الى المشروع الاستقلالي، وكانت ذروته في الرابع عشر من آذار 2005، اما الثاني فهو ضغط القوة الشيعية الاستقلالية التي كانت بدأت تكبر لكسر احتكار الطائفة من ناحية، ونقل شريحة واسعة الى المشروع الاستقلالي تمهيدا لاقناع الثنائي به لاحقا من ناحية اخرى.

على المستوى المسيحي – المسيحي يقول الأباتي نعمان إن المسيحيين يعانون حاليا أزمة رجال وزعامات حقيقية، مستذكرا سيرة رجالات كبار أمثال اميل اده، وبشارة الخوري، وكميل شمعون، وبيار الجميل وريمون اده. عند هذه النقطة ومن دون الدخول في لعبة الاسماء الحالية، نخالف الاباتي نعمان بعدم وجود رجال وقيادات حقيقية، ونحيله الى مرحلة 2004 و2005 التي أسس لها عمليا بيان المطارنة الموارنة في ايلول 2000، وتجسدت خلال تلك السنوات بتجمع "لقاء قرنة شهوان" احد التجارب المسيحية الوطنية المضيئة، اذ أوجد اللقاء من خلال مواقفه برعاية كبير المسيحيين البطريرك صفير ومعه المطران يوسف بشارة المساحة المشتركة التي كانت تفتقدها العلاقة المسيحية – الاسلامية، وأطلق ما يسميه سمير فرنجية "كتلة تاريخية استقلالية". لكن ظاهرة شعبوية بعد ايار 2005 قطعت الطريق على هذا المشروع الوطني المتقدم وعادت بالواقع المسيحي أشواطا الى الوراء، وأقحمته في ما يشكو منه نعمان معتبرا أنه صراع سني – شيعي، جاعلة من نبش القبور واشعال أحقاد الحرب نمطا سائدا في الحياة السياسية المسيحية. وهذا ما يؤسف له.

أيا يكن الامر، فما نرمي اليه في هذا المقام هو القول ان حكمة الاباتي نعمان في قراءته التاريخ، ومقاربته للحاضر يجب ان تدفعا مسيحيين ومسلمين الى التفكير ملياً في خياراتهم الخاطئة اليوم، خصوصا ان أزمة لبنان الحالية تتمحور على الخيارات الكبرى، أي على ما يسميه نعمان "مشروع الولاء للدولة اللبنانية لبناء الدولة الديموقراطية التي تحمي الجميع، وتمنع الديكتاتورية والهيمنة"... فتحية الى الحكيم بولس نعمان، ابن شرتون الحبيبة.

 

لبنان والشرق الأوسط في الصحافة الاسرائيلية

"استراتيجية الضاحية" هي الخطة الجديدة للمواجهة المقبلة بين إسرائيل و"حزب الله"

رندى حيدر     

أثار كلام قائد الجبهة الشمالية للجيش الإسرائيلي على الإستراتيجية الجديدة التي أُطلق عليها اسم "استراتيجية الضاحية" التي ينوي الجيش تطبيقها تجاه لبنان في حال تجدد اعمال العنف على الجبهة الشمالية مع لبنان، ردود فعل في الصحافة الإسرائيلية. فإسرائيل في الاشتباك المقبل مع "حزب الله" ستقصف القرى الجنوبية التي يتخندق فيها الحزب، قصفاً مدمراً مثلما حدث للضاحية الجنوبية في حرب تموز 2006. يأتي هذا تجسيداً للاقتناع الإسرائيلي بأن لبنان بات خاضعاً تماماً لسيطرة "حزب الله" سياسياً وعسكرياً. تناول هذا الموضوع المعلق يارون لندن في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فكتب: "استراتيجية الضاحية" تعبير سيصبح جزءاً من الخطاب الأمني. والضاحية هي الحي الشيعي في بيروت الذي حوله طيارونا خلال حرب لبنان الثانية مدينة أشباح. غادي آيزنكوت، قائد المنطقة الشمالية، قال كلاماً واضحاً يوم الجمعة الماضي مؤداه: في الحرب المقبلة على حزب الله لن نسفك دماء جنودنا من أجل السيطرة على المحميات الطبيعية للحزب، وانما سندمر لبنان ولن نخشى احتجاجات العالم. سندمر 160 قرية شيعية تحولت قواعد عسكرية، ولن نوفر البنية التحتية للدولة التي يسيطر عليها عمليا حزب الله. هذه الاستراتيجية ليست زلة لسان لضابط متحمس، بل باتت خطة متفقا عليها.

حتى الآن، لم تتبن اسرائيل استراتيجية الضاحية لأنها حاولت التمييز بين اللبنانيين الأشرار واللبنانيين الأخيار. ولكن ها هم الأشرار يسيطرون على الدولة المجاورة. لبنان اليوم كله موقع ايراني متقدم، ورغم التغيير الثوري الذي طرأ على الوضع اللبناني الداخلي، لا أعتقد أن "استراتيجية الضاحية" كان يمكن ان تنال الموافقة الرسمية لو لم تتغير رؤية القادة، هذا التغير لم يأت نتيجة عملية تفكير منظمة وانما نتيجة وعي تسلل ببطء الى أذهانهم ودفعهم الى استنتاج ضرورة تحميل المسؤولية كاملة للشعب عن أعمال زعمائهم، والمعنى العملي لهذا أن كل الفلسطينيين في غزة هم خالد مشعل، وكل اللبنانيين هم حسن نصر الله، وكل الايرانيين محمود أحمدي نجاد. من المؤسف أننا لم نأخذ بهذا المفهوم في الأيام الأولى للانسحاب من لبنان وبعد فك الإرتباط في غزة وفي أعقاب الصواريخ الأولى التي سقطت على النقب الشمالي(...) لو طبقنا فوراً استراتيجية الضاحية لكنا وفرنا على أنفسنا مشكلات كثيرة، ولكنا أوضحنا لحماس في غزة أننا لن نضربها ضربة متوازنة.

ينطبق وصف "استراتيجية الضاحية" على التفكير العربي الجامد. فبالنسبة الى غالبية العرب الصهاينة هم مجرمون وكل اليهود من مواطني اسرائيل هم من الصهاينة، حتى الذين لا يؤيدون الصهيونية. لا أقترح تبني تفكير العرب، بل تبني ما ينتج عندما تتخلى الدول والمنظمات عن مسؤوليتها تجاه من تدّعي انها تمثلهم(...) علينا أن نجعل العرب يخافوننا أكثر مما يخافون زعماءهم".

 

تلخيص سياسّي حول آخر المستجدّات

2008-10-06

1-مجدّداً، في ما يتعلق بالإحتشاد السوريّ شمالاً، لا بدّ من تسجيل الآتي:

a-كانَ لافتاً جدّاً جدّاً انّ بشّار الأسد وضع الإنتشار العسكريّ السوريّ، خلال إتصال الرئيس ميشال سليمان به، تحت عنوان تنفيذ القرار الدولي 1701.

b-إن تنسيب الإنتشار والحشد إلى القرار 1701، له معنى محدّد لأنّ للقرار 1701 معنى محدّداً.

c-إن القرار 1701 يتضّمن بنوداً تتعلق بضبط الحدود والمعابر بين لبنان وسوريّا لمنع وصول السلاح إلى غير الحكومة اللبنانيّة. أي انّ هذا القرار معنيّ بسلاح "حزب الله" وبوصول السلاح إلى "حزب الله" تحديداً.

d-وفي هذه الحالة، فأن يقول بشّار انّه ينفذ الـ1701، فمعناه انّه ينفذ عمليّة "إغلاق" المعابر والحدود في وجه السلاح إلى "حزب الله".

e-تدعمُ ذلك معطياتٌ لا بدّ من أخذها في الإعتبار:

•معلومات ديبلوماسيّة تفيد انّ سوريّا تحت الضغط عليها تقوم بتنفيذ القرار الدوليّ المذكور، ولذلك لم تثر الحشدود السوريّة ردّ فعل دوليّاً مستنكراً، أي بالقوّة التي كان يفترض أن تثيرها حشود سوريّة في سياق آخر.

•والخبر الذي صدر في جريدة "النهار" اليوم على صفحتها الأولى بعنوان انّ "واشنطن رأت علامات مشجعّة لمراجعة سياسة عزل سوريّا".

•والجدير بالذكر انّ هذا الخبر يأتي بعد لقاء رايس ـ وليد المعلم، ما يعني انّ المعلم أبلغ الإدارة الأميركيّة أمراً مهماً يتصل بالحركة العسكريّة السوريّة. هذا مع العلم انّ اللقاء تمّ على 3 مراحل: اتصال المعلم برايس، إجتماع "فحص" بين المعلم بولش مهّد للقاء رايس ـ المعلم.

•كما يتزامن إعلان الأسد انّه ينفذ الـ1701 مع كلام برنار كوشنير "التحريضي" لإسرائيل على إيران أو "التهويلي" على إيران.. ما يعني انّ الخبر الأميركيّ عن سوريّا ليس منفصلاً عن الضغط على إيران (و"حزب الله") لإفهامها بأنّ الأمور "ظابطة" مع سوريّا.

f-ثمّة قراءة معاكسة للخبر المذكور، تذهب في منحى "إحباطيّ"، يرى أصحابها انّ ثمّة إعادة نظر أميركيّة تجاه سوريّا أي كأنّ نظام الأسد "أجبر" أميركا على إعادة النظر تلك.

g-إذاً، وبما أنّنا نستند إلى كلام رسميّ للأسد، أي ليس تخمينات.. وبما انّ تنسيبه الحشد إلى الـ1701 كان لافتاً.. وبما انّ شيئاً لا يجبره على هذا التنسيب لو لم يكن حقيقياً.. يمكن إستنتاج انّ النظام السوريّ "يعطي إشارة على الشمال فيما هو يلفّ على اليمين".. أي يبهور إعلامياً فيما هو "يخضع" للمطلوب منه دولياً، وفي الإطار العمليّ.

2-على انّ ما يرغب التلخيص في الإشارة إليه هو الآتي:

a-أمس، إنبرى "حزب الله" على لسان محمد رعد للدفاع عن الحشود السوريّة بصفتها حقاً سوريّاً لـ"سدّ مسارب الإرهاب".

b-هذا الدفاع، هو الذي خلق إرباكاً في "التفسير".

c-إذ كيف يكون الاحتشاد السوريّ ضدّ "حزب الله" ويدافع "حزب الله" عنه؟

d-الجواب هو أنّ "حزب الله" غير مبلغ، أو أنّه "مأخوذ" بالبهورة السوريّة.. أو أراد أخذ الموضوع إلى بعده الداخليّ (السوريّ يحاصر السنّة) والإقليميّ (السوريّ في مواجهة السعوديّة).

3-تستند القراءة السابقة إلى محاولة لوضع الأمور في سياق سياسيّ واضح:

a-طالما انّ سوريّا لا تستطيع الدخول إلى لبنان.

b-في ظلّ موقف دوليّ وعربيّ "مانع".

c-وعندما دخلت سوريّا إلى لبنان سابقاً دخلت بموجب "تفويضات" وليس بـ"قوّة" زندها.

d-وليس هناك مطالبة لبنانيّة ، أو إستنجاد لبنانيّ بدخول سوريّ.

4-طبعاً، وعلى "عادتنا" جميعاً في الحذر من النظام السوريّ، يمكن قول الآتي:

a-يمكن لهذا النظام وهو ينفذ تحت الضغط أن يسعى إلى الإيذاء.

b-وأن تحصل أعمال أمنيّة في منطقة ما.

c-لكن ذلك سيكون مكلفاً سياسياً له: يمكنه أن يتبهور علينا لكنه لا يمكنه أن يتبهور على الدول الكبرى.

5- "يجب" ألا يذهب بنا "الخيال" إلى حدّ تصوّر انّ ثمّة ضعفاً دولياً ـ عربياً ـ إقليمياً إلى الحدّ الذي يسمح للنظام السوريّ بالإنقلاب على كلّ الموازين. وما تقدّم قراءة تملك أساساً، لكنّ الأهمّ هو الإنطلاق مِن كلام الأسد لمطالبة سوريّا بتنفيذ الـ1701 على كلّ الحدود: الترسيم والضبط. وفي جميع الأحوال، ليس لنا أن نستغرب "الإنتساب" السوريّ إلى القرار 1701 (وبالمناسبة لا يتذكّر أحد ما إذا كان نظام الأسد وافق عليه في حينه أصلاً).. وقد سبق لهذا النظام أن وضع إنسحابه من لبنان تحت عنوان تنفيذ القرار 1559 الذي كان رفضه وإعتبر نفسه غير معنيّ به.

 

نائب وزير خارجية المانيا جال علـى بـــري وصلـــوخ

غلوزر: لاتخاذ المزيد من الخطوات لتطبيع العلاقات مع سوريا

المركزية - اكد وزير الدولة الالماني للشؤون الاوروبية، نائب وزير الخارجية الالمانية غونتر غلوزر على العلاقة الوطيدة بين لبنان وألمانيا. وإذ ذكر بمبادرات بلاده لدفع عملية السلام في الشرق الاوسط الى الامام اعلن انه سيزور دمشق غدا لمتابعة هذا الامر وأبدى سروره لتقدم عملية التقارب بين لبنان وسوريا مشددا على ضرورة اتخاذ المزيد من الخطوات لتطبيع العلاقات بين البلدين.

وصل الوزير الألماني الى بيروت فجر اليوم آتيا من فرنكفورت في زيارة للبنان تستمر اياما عدة ويلتقي في خلالها عددا من المسؤولين.

في الخارجية: وزار غلوزر والوفد المرافق، وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ، وجرى عرض العلاقات النثائية بين البلدين، ونوّه صلوخ بالدور الذي تضطلع به ألمانيا في لبنان خصوصا ضمن اطار البرنامج الريادي لمراقبة الحدود الشمالية والبحرية، وشكر لألمانيا المساعدات التي تقدمها للبنان من خلال برامج التعاون المختلفة التي تنفذها في لبنان.

وأجرى الجانبان جولة افق حول آخر التطورات الاقليمية وخصوصا المحادثات غير المباشرة بين سوريا واسرائيل. وشدد صلوخ على اهمية التوصل الى حل شامل وعادل بالاستناد الى القرارات الدولية ذات الصلة، مشيرا الى الخروقات الاسرائيلية المتواصلة للقرار 1701، خصوصا الطلعات الجوية الاسرائيلية التي تخرق السيادة اللبنانية واستمرار احتلالها لمزارع شبعا والجزء اللبناني لقرية الغجر، وامتناعها عن تسليم كل الخرائط العائدة للألغام التي زرعتها اسرائيل في خلال احتلالها للبنان، ومواقع القنابل العنقودية التي خلفتها في خلال عدوان تموز 2006. وجرى البحث ايضا في مسار برشلونة - الاتحاد من اجل المتوسط وسبل تعزيز المسار السياسي ضمن هذه المبادرة.

بعد الاجتماع قال غلوزر: اود التأكيد على العلاقات الوطيدة بين المانيا ولبنان، ونحن نولي اهتماما كبيرا بالتطورات في مجال العلاقات بين لبنان وسوريا، وكذلك التطورات في مجال المساعدات الألمانية للبنان، على سبيل المثال مراقبة الحدود.

* لفرنسا دور في مساندة لبنان للخروج من ازمته، وللولايات المتحدة الاميركية دور مماثل، كما للدول الاقليمية، ماذا تفعل المانيا على هذا الصعيد؟

- ان المانيا ولا سيما عندما كانت تتولى رئاسة الاتحاد الاوروبي، قامت بمبادرات كثيرة لدفع عملية السلام في الشرق الاوسط الى الامام، وهذا من خلال المحادثات الكثيرة مع الاسرائيليين، والفلسطينيين والجانب اللبناني، وسأزور دمشق غدا لمتابعة هذا الامر.

* كان لكم دور بارز بين حزب الله والجانب الاسرائيلي في المفاوضات لتحرير جثامين الجنديين الاسرائيليين والاسرى اللبنانيين في السجون الاسرائيلية، هل ستلعبون ايضا دور الوسيط بين لبنان وسوريا لمعرفة مصير المفقودين في السجون السورية؟

- نحن نفضل الا نتحدث عن هذا الموضوع علنا، طبعا نريد ان نقدم المساعدة لايجاد المفقودين، ومن الافضل الا يجري ذلك علنا.

عين التينة: كذلك زار الوزير الألماني رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة في حضور المستشار الاعلامي علي حمدان، وجرى عرض للتطورات الراهنة. وقال غلوزر بعد اللقاء: تحدثت مع دولة الرئيس بري عن العلاقات الثنائية بين البلدين وخصوصا المساعدة الألمانية للبنان. اغتنمت هذه المناسبة للتعبير عن سروري بأن عملية التقارب بين لبنان وسوريا تتقدم ومن الضروري ان يتخذ المزيد من الخطوات لتطبيع العلاقات بين البلدين، وتحدثنا ايضا عن الحوار الوطني اللبناني ولدي الانطباع بأن دولة رئيس المجلس النيابي اللبناني عبّر عن تفاؤله حول التطورات في هذا المجال.

 

ما أشبه اليوم بالبارحة... رشقات متقطعة "للتذكير فقط"!

هل يكشف عون ما يردّ اتهامه بـ"القنابل الصوتية"؟

سمير منصور     

يتذكر اللبنانيون جيدا ان جبهة الاسواق التجارية في زمن الحروب المتتالية في لبنان وعليه لم تكن جبهة حرب حقيقية، بمعنى انها بين طرفين مختلفين يسعى احدهما الى اجتياح مواقع الآخر وحسم الموقف عسكريا، بل كانت ما بعد تقاسم مغانم الاسواق ومخازنها ومصارفها، "للتذكير فقط" بأن الحرب مستمرة والحل ممنوع ولم يحن او انه بعد في انتظار بعض "الفواتير" او "الانجازات" التي كان المتحاربون يسعون الى تسديدها وتحقيقها لغايات ومآرب شتى سياسية ومادية واحيانا شخصية، وان على حساب دماء الناس وارواحهم وممتلكاتهم... وكانت المعادلة المتداولة بين السياسيين في ما يشبه الاجماع ان "الموت ممنوع، ولكن الشفاء ممنوع ايضا"، بمعنى استمرار "فاتورة المستشفى"، تسديداً لحسابات اقليمية ودولية، ونادرا محلية. وكان يكفي ان يطلق احد طرفي القتال "رشقا" في الهواء، كانا يتناوبان عليه بوتيرة يومية في الليل، للتذكير باستمرار الحرب ومنع الحل، الى ان جاء اوانه بعد مخاض عسير وحروب "سنتين" وبرامج مرحلية "وحركة وطنية" و"جبهة لبنانية" و"تحرير" و"الغاء" وجيوش من كل حدب وصوب، فكان مؤتمر الطائف وتحولت وثيقة الوفاق الوطني دستورا عام 1989 – 1990.

وما يحصل هذه الايام في زمن "السلم" هو ان مجهولين – دائما  مجهولين – يركزون نشاطهم على ما يبدو في بعض احياء طرابلس وخصوصا شارع سوريا بين باب التبانة وبعل محسن، وحي "الملولة" وغيره ويلقون قنابل صوتية او غيرها تحت جنح الظلام. ويبدو انها، على غرار قنابل الاسواق التجارية ايام زمان، للتذكير فقط، بأن ثمة ما لم يتحقق بعد قبل السماح بالحل الجذري اي الهدوء التام. ويبقى التذكير من خلال القنابل الصوتية مقبولا بالقارنة مع جرائم التفجير الكبرى التي كان آخرها في البحصاص احد مداخل طرابلس، ومرة جديدة، غدراً بالجيش وبالمدنيين الابرياء الساعين الى الرزق الحلال.

وفي موازاة القنابل الليلية، ثمة قنابل صوتية من نوع آخر يطلقها سياسيون يضعون انفسهم في موقع "الحريص" على استمرار الحرب، سياسيا على الاقل، من خلال تصريحات مبرمجة "للتذكير" ايضا بأن الحل ممنوع والحرب مستمرة في انتظار انجازات واستحقاقات يبدو واضحا ان محطتها الاساسية، بل "غلّتها" الوحيدة في الانتخابات النيابية الآتية بعد اقل من ثمانية اشهر، وثمة من يحارب من اجل حفنة من المقاعد النيابية و"الكراسي" وان على حساب ارواح الناس وممتلكاتهم وأعصابهم، ولا تفسير آخر للتصعيد السياسي من اي جهة اتى، سوى السعي الى مزيد من التوتير، بحثا عن "مشكل" وانتصارات وهمية من خلال شد العصب الطائفي (!) وصولا الى "تسونامي" انتخابي يعزز الزعامات... واي زعامات تلك التي تبنى على دماء الناس وارواحهم وممتلكاتهم، بل على حساب تدمير احلامهم بحياة مستقرة! والباحثون عن "مشكل" كثيرون وان بنسب متفاوته، ومن الظلم حصرهم بطرف واحد.

ذات يوم وفي خضم مرحلة من التصعيد السياسي، سئل أحد القريبين من رئيس كتلة نيابية عن تفسيره لهجوم مفاجىء تعرض له من احد نظرائه، فأجاب دون تردد: "انه ذاهب الى مؤتمر مسيحي وهو يبحث عن مشكل مع مسلم"! يومذاك كان الهجوم من رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون على رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري، عشية دعوة وجهها عون الى عدد من النواب المسيحيين الحاليين والسابقين، تحت عنوان "مؤتمر مسيحي" في قصر المؤتمرات في ضبية.

وليس سرا ان رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" يركز هجماته في هذه المرحلة، وبوتيرة شبه يومية على رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي يمتنع دائما عن الرد، واذا فعل، فبهدوء وباسلوب متميز ومختلف يشهد له فيه الجميع، وحتى من خصومه السياسيين. واما اوساطه فترى ان "عون يبحث باستمرار عن مشكل في انتظار الانتخابات النيابية سعيا الى تأمين عودة كتلته الى المجلس وزيادة عدد اعضائها اذا استطاع الى ذلك سبيلاً ".

واسوأ ما في هذه "المعركة" انها تتخذ في بعض الحالات منحى طائفيا وفئويا. ويرى سياسيون، وبينهم من هو اقرب الى "المعارضة" منه الى "الموالاة" رغم ائتلافهما في "حكومة وحدة وطنية"، ان "عون لا يتجرأ سوى على فئة معينة من السياسيين واهل الحكم"، ويشيرون صراحة الى استهدافه رئيس الحكومة شخصيا، وعددا من رؤساء المؤسسات الامنية والادارية. وبصراحة اكثر، يقول عدد من هؤلاء في مجالسهم الخاصة "ان عون لا يجرؤ سوى على السنّة من السياسيين او الموظفين الكبار في حين يهاب الآخرين ولا يتجرأ على مهاجمتهم، بل انه يستضعف الرئيس فؤاد السنيورة مستغلا تهذيبه وعدم انجراره الى سجالات واستعمال عبارات نابية كتلك التي يستعملها ضده".

وثمة كلام كثير يقال في بعض المجالس ليس في مصلحة "الجنرال" على الاطلاق، واكثر ما يستفز اصحاب هذا الكلام حديثهم عن "تطاول عون على الرئيس الشهيد رفيق الحريري في قبره لمآرب سياسية وشخصية وهذا اقل ما يقال فيه انه معيب ولا يرقى الى مستوى العمل السياسي".

واذا كان الرئيس نجيب ميقاتي "الوسطي والمعتدل" قد انبرى الى الرد على التصريحات الاخيرة لعون والتي تضمنت عبارات نابية في حق رئيس الحكومة، فان الرئيس سليم الحص الهادىء والرصين وغير "المغرم" برئيس الحكومة، يبدي اشمئزازا من العبارات التي سمعها الناس تكرارا من عون في الاسبوعين الاخيرين وكذلك الامر بالنسبة الى الرئيس عمر كرامي رئيس "اللقاء الوطني" وأحد اركان المعارضة، وكذلك الرئيس امين الجميل والوزير نسيب لحود وكثيرون غيره ممن يحظون باحترام وتقدير عند الجميع ومن مختلف المشارب والمذاهب.

وسواء اكان منتقدو الحملات الاخيرة لعون على حق ام لا، فان من حق اي مراقب ان يتساءل عن "سر" هذه الحملات المفاجئة التي تهبط وتصعد، وقد ازدادت صعودا في "زمن" الانتخابات النيابية. وستظل التساؤلات على اختلافها مبررة ومشروعة في ظل اقتصار خطب النائب عون وتصريحاته الاسبوعية بعد اجتماع كتلته النيابية، على "العموميات" والهجمات الشخصية كما يرى خصومه، متجاهلا "الاسباب الموجبة" التي وحدها تبعث على افتراض حسن النية، وتقطع الطريق على متهميه بالفئوية والطائفية وعلى من لا يرون في حملاته سوى "قنابل صوتية مع اقتراب الانتخابات بحثا عن انتصارات وهمية". وفي الانتظار سيبقى من غير المفهوم كيف يكون المسؤول "سارقا" ونائبه احد "اركان" صاحب التهمة ناهيك بالثقة التي محضها الأخير للحكومة والوزراء الاقربين والأبعدين؟

سمير منصور     

 

لبنان والشرق الأوسط في الصحافة الاسرائيلية مقاربة عسكرية لرد إسرائيلي غير متوازن

يضرب "حزب الله" حربياً واقتصادياً ومدنياً

رندى حيدر     

تتمحور التعليقات الاسرائيلية والتصريحات الرسمية المتصلة بالموضوع اللبناني على المقاربة الاسرائيلية الجديدة لاي مواجهة مستقبلية مع "حزب الله". والملاحظ انه كلما ازدادت صعوبة قيام اسرائيل بضربة عسكرية للمنشآت النووية الايرانية ارتفعت نبرة التهديدات الاسرائيلية الموجهة الى لبنان وازداد الكلام على رد اسرائيلي "غير متوازن" على اي عملية للحزب او لحركة "حماس".

عن هذا الموضوع نشر موقع "معهد دراسات الامن القومي" في تل ابيب مقالاً كتبه سيبوني غبريال جاء فيه: "قبل وقت قصير نُقل عن زعيم حزب الله حسن نصرالله قوله ان "الصهاينة سيفكرون عشرات المرات قبل مهاجمة لبنان". جاء هذا رداً على كلام قاله رئيس الحكومة ايهود اولمرت خلال زيارته قيادة الجبهة الخلفية اعلن فيه عدم فرض قيود على الجيش الاسرائيلي في المواجهة المقبلة. وهكذا يبدو ان نصرالله بدأ يستوعب تغيّر الرد الاسرائيلي على الخطر من لبنان.

بدأت تتبلور تدريجياً مقاربة عسكرية جديدة لدولة اسرائيل لمواجهة خطر الصواريخ من سوريا ولبنان وقطاع غزة. ويظهر اليوم اكثر من العامين الماضيين بعد حرب لبنان الثانية ان الرد المباشر لاسرائيل في هذه الحرب ادى الى تحقيق نتائج مهمة زادت في ردع حزب الله وسوريا عن القيام بعمل ضد اسرائيل.

التحدي الذي تواجهه اسرائيل اليوم يطرح مشكلتين: كيفية الحؤول دون وقوع مواجهة استنزافية على الحدود الشمالية شبيهة بما حدث في غزة في الاعوام الاخيرة. ومن جهة اخرى ما هو الرد الاسرائيلي المطلوب لمواجهة شاملة في غزة والشمال؟ هناك جواب واحد على هاتين المشكلتين: التركيز على ضربة غير متوازنة تصيب نقطة الضعف لدى العدو، بحيث يتحول هدف ضرب مراكز اطلاق الصواريخ امراً ثانوياً. وفور نشوب المواجهات على الجيش الاسرائيلي العمل بسرعة ومثابرة وبقوة تفوق اضعاف خطر عملية الخصم وذلك من ضمن عملية عقابية قاسية وضخمة تترتب عليها عمليات اعادة بناء طويلة المدى وباهظة الكلفة. ويجب ان يحدث هذا في وقت قصير مع تفضيل ضرب الممتلكات على ملاحقة مطلقي الصواريخ. اما العناوين المطلوبة فيجب ان تطاول اصحاب القرار والنفوذ. العنوان في سوريا واضح وهو الجيش والدولة والنظام. اما في لبنان فيجب ضرب عناصر قوة حزب الله العسكرية وكذلك مصالحه الاقتصادية ومراكز القوة المدنية التي يعتمد عليها الحزب. بالاضافة الى ذلك كلما تعمقت الصلة بين الحكومة اللبنانية والحزب يزداد خطر تعرض البنية التحتية للدولة للهجوم. ومثل هذا الرد سيترك ذكرى عميقة لن ينساها المسؤولون في سوريا ولبنان ويزيد من قدرة الردع ويؤجل اي رد على اسرائيل لسنين طويلة.

ان اهم هدف للجيش الاسرائيلي هو التوصل الى وقف للنار وزيادة الردع لاعوام وترك العدو يتخبط في عمليات اعادة بناء باهظة وطويلة".

 

في العلاقة المأزومة بين المسلمين والأقباط

جورج ناصيف     

من ينزل من سطح السياسة الى قعر المجتمع في العالم العربي، يقف بمرارة امام التردي المتزايد في العلاقات بين المكونات الطائفية الاسلامية من جهة، والاكثرية الاسلامية والاقليات المسيحية من جهة اخرى. واذا كان حال المسيحيين في سوريا او الاردن لا تدعو الى القلق، فان حالهم في مصر، سواء لجهة موقفهم من المسلمين او لجهة موقف المسلمين منهم، لا تسر احدا.

ففي الجانب الاسلامي، تتكاثر الكتب والمنشورات والاشرطة التي تطعن بالمسيحية دينا سماويا. وتكفّر المسيحيين الذين تلاحقهم، في المطبوعات والفضائيات، تهمة الشرك بالله و"تحريف الانجيل" انكارا لنبوة النبي محمد (يرى الموروث الاسلامي ان نبوته منصوص عليها في "الانجيل الصحيح" لبرنابا) تحت مرأى ومسمع السلطات الرسمية واجازة منها.

وما ينطوي عليه هذا الشلال من الكتب من قذف بحق المسيحية يجد صداه المباشر في الشارع الذي يشهد اعتداءات على الكنائس او هجمات على القرى والتجمعات السكانية القبطية في المدن، فضلا عن استمرار التمييز في الوظائف السياسية والعسكرية والديبلوماسية والقضائية والتربوية، رغم بعض المبادرات الخجولة من جانب السلطات الرسمية.

امام هذه الموجة من التشدد الوهابي، تسود القبط حالة من التشنج المضاد حيال الاسلام، دينا وتجربة تاريخية في التعايش الاسلامي – المسيحي، تنعكس انكفاء على الذات وتحصنا داخل المؤسسة الكنسية كتعبير عن شبه قطيعة مع المجتمع، او هجرة الى الخارج، او مراهنة ضمنية او علنية على حماية من هذا الخارج (الاميركي اساسا) تعيد اليهم حقوقهم في المواطنة المتساوية.

الاسلام لم يعد في مصر اسلام التراحم والمودة، والمسيحية لم تعد تسكن الى رحابة الاسلام.

وتزداد الفجوة العقيدية والوطنية بين مسلمي مصر واقباطها، مع كل موقف متشدد لاهوتيا يتخذه البابا بينيديكتوس السادس عشر من الاسلام او المسلمين. والامر نفسه يحدث في الارض المحتلة حيث ينصرف الاساقفة والرعاة كل فترة الى امتصاص آثار الموقف الفاتيكاني الذي يلقى استنكارا من الحركات الدينية الاسلامية، واحراجا من الاوساط المسيحية التي تنشد الوئام الاجتماعي. اما الاردن الرسمي، فيبدو خارج دائرة الفعل وردة الفعل، بسبب الموقف الرسمي للسلطات الاردنية التي تروج لاسلام معتدل، وسطي، حواري، يصوغه على افضل وجه "المعهد الملكي للدراسات الدينية" في عمان، والذي يرعاه الامير الحسن بن طلال، وبسبب الموقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي المميز الذي يشغله مسيحيو الاردن.

هذه العلاقة المأزومة بين الاسلام الشعبي (والرسمي الى حد كبير، فضلا عن النخب الاسلامية)، واكبر تكتل بشري مسيحي عربي (الاقباط) تخنق او تحاصر كل تطور سجله اللاهوت الكاثوليكي خصوصا، بعد المجمع الفاتيكاني الثاني، في اتجاه "لاهوت الاديان غير المسيحية"، وقراءة موقع الاسلام في مشروع الله الخلاصي، كما تهدر الى حد كبير الرؤى الاسلامية المستنيرة التي باتت تعترف بالمواطنة مرجعية مشتركة بين المسلمين والمسيحيين، في العالم العربي، بعيدا عن مفهوم الذمية ومنظومتها الفقهية ومدونتها السلوكية.

ان الناظر الى هذه العلاقة المحتقنة لا بد ان يقلق عميقا. فلا افق لاي حوار مسيحي – اسلامي على مستوى المشرق، ان لم يكن الاقباط شركاء اساسيين فيه. فكيف اذا كانوا اليوم في المقلب الآخر؟

الحرب الاهلية تبدأ في العقول. وبعد حرب العقول، يكون الدم المراق.

جورج ناصيف (قبرص ) 

 

مجرّد هدنة بالإكراه  - إذا حصلت

سمير عطاالله     

"ان انكفاء الزعامات في المارونية عن التوحّد المعقول يؤذّن بخرابها وخرابنا جميعا". المطران جورج خضر

ربيع العام 1972، اجريت لـ"الملحق" في "النهار" مقابلة مع المطران جورج خضر في الروح والنفس والحب والسياسة. وسمحت لنفسي، كماروني، بان اطرح على اسقف ارثوذكسي بعض الاسئلة حول ضياع الموارنة وتشتتهم واتجاههم نحو الانتحار على نحو بالغ السرعة، مخيف العواقب. ليس بمعنى ان العاقبة عليهم وحدهم، فهم جزء من بلد، ولو ان لهم كرسي القيادة الافتراضية. وهم جزء من مجموعة طوائف مسيحية اخرى، لكنهم لا يقيمون اي اعتبار لوجودها السياسي. على ان اي ضرر يلحق بهم، سوف يكون ضرر الحريق، في النار وفي الرماد.

كانت ردود كثيرة على المقابلة، جميعها عنفي او توبيخي، وليس فيها رد واحد يقول انه ربما كان في النقد ما يستدعي اعادة النظر في حال البلد الذي كان يبدو آنذاك انه مقبل على طوفان.

يجب ان افصل هنا بين ما نزع اليه المطران خضر، اسقف الثقافة العليا، وما سمّي "المارونية السياسية".

فالواضح انه كانت، ولا تزال، هناك "سنية سياسية" و"شيعية سياسية" – وقد كنا في اوج النهضة التي اطلقها الامام موسى الصدر و"درزية سياسية". وقد كان كمال جنبلاط في عز معركته للخلاص من "مئتي عام من سلطتهم". يعني، يا عمي، الموارنة.

عام 1972 لم يكن بداية النزاعات المارونية، ولا بداية العنف القبلي الذي ميزها. وفيما كان الاعلام يركز دائما على العشائرية التي لا تزال قائمة في الهرمل حيث الثأر، لا الدولة، هو

 القانون، كانت الحقيقة المأسوية ان نسبة قتلى القبليات في المناطق المارونية تتجاوز اضعافا فاحشة النسبة المقابلة في اي منطقة اخرى.

يبدو انه اذا تملكت طائفة ما جامعة مثل اليسوعية، او ارتادت الطباعة في عين ورقة، او ارسلت جبران الى الامم – لا يغير ذلك كثيرا في الجانب الآخر من الغابة. وعليه فإن القط لم يكف عن الابتهاج بطعم المبرد. فقد انصرفت القيادات السياسية الى اكل نفسها ونهش جسدها. وخارت قواها امام القوى الاخرى فاستقوت على مكونات قوتها. وفاض العقل الماروني بالشعر والادب والفنون والعلوم الانسانية، لكنه غفل عن اهمية الفكر السياسي. وكان هاجس سعيد عقل، تلميذ اقليدس، منافسة الاميركيين والسوفيات نحو الزهرة وزحل، مع ان البداية لا تتطلب اكثر من طريق لائق الى زحلة، او بضع ساعات كهرباء في بيروت، مدينة النور وعاصمة العتم.

لا يمكن تحميل الاقطاع السياسي الماروني وحده الخراب الذي صرنا اليه. فعلى جسد لبنان سكاكين كثيرة. ولم تعلن طائفة الانتساب اليه، الا الموارنة. ولكن على مر السنين اخفى الموارنة، او أهملوا، أفضل ما لديهم من نخب وسلّموا أمورهم ومصائرهم إلى أناس لا يدركون ماهية أسباب الوجود ولا متغيرات التحدي. وغرق الموارنة – وسواهم – في وجاهة النواطير والاعضاء الاختيارية، فيما المنطقة تنزلق، بكل وضوح، نحو تحولات مصيرية غير قابلة للرد.

اذ تنصرف الطوائف الاخرى نحو مصالحات صعبة ومعقدة وشديدة الهشاشة، يعلو صوت المصارخات المارونية على نحو مخجل، وعلى رغم ما بين الطوائف الاخرى من مشاعر وكوامن، فمن المحزن تماما ان يكون ما بين الموارنة انفسهم هو الاقسى والاكثر والاشد فظاظة وعنفا ودموية. كارثة بصرما عارض من اعراض الاسترخاص، لا لحياة الآخرين، بل للذات. وهذه الذات لا ترى لنفسها اي قيمة وجودية خارج ظل الزعيم. وعندما يهتف الهتافون "بالروح بالدم"، يجب ان يؤخذوا على محمل الجد. يموت رجل ويحيا زعيم، من اجل رفع صورة على عمود كهرباء، او رفع لافتة مكررة، مجترة، مكتوبة بحبر مركّز من الغباوة والتخلف والاستزلام للصنم، في غلواء الكفر بالوطن، وذروة الاحتقار للدولة، والتطاول عليها، واحراق كرامتها.

ثمة ظاهرتان لا مثيل لهما على مدى التخلف الذي يعوم عليه  بلد الاشعاع: الاول، الاتفاق الجماعي على انزال الصور و"اليافطات". ليس هناك بلد يسمح برفع الصور خارج الفترة الانتخابية، ولا بلدية. وقبل ان يقال اننا "نتفلسف" و"نتظنتر" بعد السكن في اوروبا، أحب أن أوضح انني اعني بذلك الهند واندونيسيا وجزر سيشيل ونيكاراغوا.

الظاهرة الثانية في ان وزير داخلية بالغ الرقي، يحاول ان يطلب من اللبنانيين التزام قوانين السير. بسبب صغر سنه، لا يذكر الدكتور زياد بارود ان هذا البلد استعان اواخر الخمسينات، اي قبل نصف قرن، بشرطيين من ايطاليا لتدريب الشرطة والمواطنين على حسن السلوك وحسن الحركة في المدن. وما ان عاد الايطاليون الى الجانب الآخر من المتوسط، حتى عاد رجال الشرطة ومواطنونا الاعزاء الى التعامل مع المدينة على انها ملك خاص، وحقل رعي.

السير لم يعد قانونا، في اي بلد من بلدان العالم. انه قضية اخلاقية مجردة. اما الضوء الاحمر والاخضر والاصفر، فاشارات تعلّم فقط للبهائم في مدارس اوروبا، لكي تعبر الطرق آمنة.

اتهمني كثيرون، بينهم من احترم، بأنني قسوت على الموارنة، كأنما احاول ان اشق الطائفة واعلن ابرشية او رعية في مكان ما. علينا ان نميز بين الدعوة المجردة، والتلحف بالاجزاء المثقوبة من عباءة الطائفة. ومهما تعمقت في النقد فذلك لا شيء امام ما كتبه الاب ميشال العويط (1) امين سر البطريركية: "ومن اراد ان يعرف اكثر ويتعمق في معرفة الموارنة لرأى ان وراء هذه الظاهرة بعدا عن الله، اخذت نتائجه تظهر في ما نجده في صفوفهم من جرائم وتعديات ومظالم وفي الخروج على كل شريعة كأننا امام شعب وثني".

يقول نصري سلهب (2) ان الآفات التي عددها الاب عويط "ظهرت على السطوح في ممارسات غلاة الموارنة الذين احتكروا، بالاكراه المعنوي حينا، والعسكري احيانا، سلطة القرار فاصبحوا خلال سني الحرب الناطقين الاوحدين باسم الطائفة المارونية، فهمشوا البطريركية وعطلوا دورها القيادي، وكمّوا بالتهديد والوعيد وبالارهاب الفكري والجسدي افواه الموارنة المعتدلين المؤمنين بالكلمة اداة حوار ووسيلة وصول الى حلول تكون في مصلحة الوطن الواحد والشعب الواحد".

انقل ايضا عن نصري سلهب: "جربتم التطرف والتعصب ولجأتم الى الحديد والنار وارتكبتم المجازر، فاسمحوا للمارونية المعتدلة بان تعالج شؤون الطائفة وفق قناعتها بان الحوار هو خير وسيلة لحل المشاكل".

اين هم اهل الاعتدال؟ وهل يمكن ان يسمح لهم بالخروج من الصفوف الخلفية التي قبعوا فيها طوال هذا الزمن، لا يجرؤون الا على المثول في حضرة الاقطاع، او في طلب الانتساب الى تزلمتهم.

كيف يمكن ان تكون هناك مصالحة، او حتى مصارحة، وسط كل هذا الحوار المتبادل؟

كيف يمكن ان تكون مصارحة والخلاف على الاعناق وليس على خير الناس وصالح الجميع؟

كيف يمكن ان تكون هناك جماعة وسط كل هذه الفرديات والأناءات والتواريخ الملطخة؟

بالصفح، ربما. لكن اهل الحروب لا يقدمون اكثر من هدنات مصلحية. الصفح سمو لا يرتقيه العشارون.

ومرة اخرى انقل عن نصري سلهب:

لكي يكونوا موارنة يجب ان يكونوا مسيحيين اولا. وهم ليسوا بمسيحيين، وفقا للفرائض الانجيلية.

(1) "وادي قنوبين، مدرسة حياة".

(2) "المسألة المارونية"، بيان للنشر.

 

يُنسّب حشوده على الحدود إلى الـ1701 منفذاً أجندة إسرائيلية... و"يتبهور" اعلامياً ويخطط أمنياً

النظام السوري عندما يسير على اليمين ويعطي إشارة على اليسار

المستقبل - الاربعاء 8 تشرين الأول 2008 - نصير الأسعد

إذاً، بعد فترة من التكهنات في شأن الحشود العسكرية السورية شمالاً و"سياقها"، "كشف" الرئيس السوري بشار الأسد لرئيس الجمهورية ميشال سليمان خلال الاتصال الهاتفي بينهما الأحد الماضي أن هذه الحشود "تتلاءم" مع القرار الدولي 1701، أي أن الأسد أحال الإحتشاد والإنتشار إلى "مرجعية" القرار 1701.

الـ1701 يعني "حزب الله" أولاً

هذا الأمر لافت فعلاً. ذلك أن النظام السوري "يُنسّب" إجراءته قبالة الحدود مع لبنان إلى قرار دولي لا يتذكّر اللبنانيون أنه دخل يوماً منذ صدوره في "سياسة" النظام. وإلى حدّ كبير، "يشبه" تنسيب الإجراءات الحدودية إلى القرار 1701 تنسيب نظام الأسد إنسحابه من لبنان في العام 2005 إلى القرار 1559 الذي كان موضع رفض سوري بعنوان أن "سوريا غير معنية به" (!) كما كان يقول فاروق الشرع آنذاك.

على أن ما هو "أهمّ" أن القرار 1701 الذي أنهى "حرب تموز" 2006، هو أكثر القرارات الدولية علاقة بـ"حزب الله" وسلاحه.

وإذا كان صحيحاً تماماً أن القرار 1701 في مقدّمته وفي شتّى فقراته "يبني" على إتفاق الطائف وعلى القرارات الدولية المختلفة الخاصة بلبنان تأكيداً من المجتمع الدولي على ترابط الإلتزام بدعم الدولة اللبنانية وسيادتها وسلطتها الحصرية على أراضيها، فإن للـ1701 علاقةً "خاصة" بـ"حزب الله". ذلك أن كافة البنود الواردة فيه ترمي إلى منع تسلّح "حزب الله" وتدفق الأسلحة والعتاد إليه، بحيث يتحقق الهدف الذي وضعه المجتمع الدولي أي ألا يكون سلاح من دون موافقة الحكومة اللبنانية وألا يكون سلاح لا تأذن به الحكومة اللبنانية وخارج سلطتها.

لماذا هذا "الإنتساب"؟

وفي هذا الإطار، ربّ قائل إن تنسيب النظام السوري لحشوده العسكرية إلى القرار 1701، هو من باب إعطاء الحشد والإنتشار مشروعية بإدراجهما ضمن قرار للشرعية الدولية. غير أنّ ما يلفت هو ان نظام الأسد لم يختَر أي قرار دولي آخر لـ"الإنتساب" إليه، بل إختار الـ1701 بالتحديد. وفي ذلك أكثر من إيحاء. ثمة رسالة سياسية يريدها هذا النظام أن تصل إلى أركان المجتمع الدولي والى إسرائيل.

فلو كان إكتفى بالقول إن الحشود إجراء سوري داخلي، أو بالقول إنها في إطار الـ1559 أو في إطار الـ1680 (حول الحدود بين لبنان وسوريا)، لكان ثمة إيحاء بـ"شيء آخر" أو رسالة بـ"معنى آخر". أما القول بـ"التلاؤم" مع الـ1701 وبتنفيذه، فلا يخطىء الهدف: منع تسرّب السلاح إلى "حزب الله".

إن المقدمات الآنفة "تأخذ" النظام السوري من كلامه، ولا تتحدث عن نواياه. أي أنها لا "تخمّن" ولا "تتصرف"، وهي تستند إلى كلام سوري رسمي.

إنتساب إضطراري: التهديدات الإسرائيلية

وعليه، إذا صدق النظام السوري في ما قاله، أي أنه ينفذ القرار 1701، ماذا تكون الإستنتاجات؟

ثمة إستنتاج أول، هو أن الضغوط على هذا النظام قوية جداً إلى حدّ انه ليس فقط "مضطراً" إلى إعلان "إلتزامه" بالقرار 1701، بل مضطر أيضاً إلى التعهّد بتنفيذ ما يعود اليه منه.

والإستنتاج الثاني، هو أن واحداً رئيسياً من الضغوط، أي من أسباب "إضطراره"، يتمثل في التهديدات الإسرائيلية المتزايدة والمتسارعة هذه الأيام، والتي فضلاً عن تركيزها على لبنان أي على نيّة تدمير لبنان كله في حال حرب جديدة، إنما تركز على نية ضرب سوريا أيضاً. وبهذا المعنى، يصبح "الإضطرار" السوري مفهوماً في سياق الخضوع للضغوط والتهديدات الاسرائيلية وفي سياق تنفيذ أجندة مفروضة إسرائيلياً.

تعبيران فرنسي وأميركي مختلفان عن موقف واحد

والإستنتاج الثالث، هو أن المواقف الدولية حيال الحشود شمالاً لم تأتِ فقط لتؤكد أن العودة السورية إلى لبنان ممنوعة ومن "سابع المستحيلات"، بل إنها "توحي" بمعرفة الدول الكبرى المعنيّة مسبقاً بأن الحركة السورية تقع في إطار تعهد نظام الأسد بتنفيذ الـ1701. وواقع الأمر هنا، أن ليس ثمّة فارق كبير بين الموقفين الفرنسي والأميركي على سبيل المثال. فأن تقول باريس ما معناه أنها ليست قلقةً على لبنان من الحركة العسكرية السورية، فذلك يفيد ان فرنسا مطلعة على "الحقيقة". أما أن تعرب واشنطن عن قلقها، فذلك يعني نيّة الولايات المتحدة إبقاء سيف التحذير مسلّطاً فوق سوريا. وهنا، فإن الإختلاف في "التعبير" لا يعكس إختلافاً في "التقدير"..وإلا لكان هناك "إستنكار" أميركي أو "إدانة" أميركية وليس فقط إعرابٌ عن "قلق".

إلى اليمين سِر

أما الاستنتاج الرابع، في حال كان النظام السوري يقول الصدق بشأن تنفيذ القرار 1701، فهو أن نظام الأسد على عادته "يضيء" إشارة سيارته إلى اليسار فيما يسير إلى اليمين. أي أنه يغطي تراجعاته وخضوعه للضغوط بـ"البهورة" وبـ"التمرجل الشكلي". وبهذا المعنى، يكون قد أحاط تعهده بتنفيذ الـ1701 بدخان الحديث عن التطرّف في شمال لبنان موحياً بأنه "يقوّص" في مكان فيما هدفه في مكان آخر. وهذا من دون إستبعاد نواياه العدائيّة تجاه طرابلس والشمال والتي "يستطيع" أن يترجمها أعمالاً أمنيّة لا تحتاج الى حشود على الحدود.

واشنطن ـ دمشق

مع هذا كله، أي من القراءة التي حملتها المقدّمات السالفة، والمؤسسة على قاعدة "أخذ" النظام السوري من كلامه، يمكن قراءة فحوى ما جاء في أخبار صحافية من أن "الولايات المتحدة رأت علامات مشجعة لمراجعة سياسة عزل سوريا". فهذا الخبر، في السياق السياسي العام، لا يمكن إلاّ أن يعني أن واشنطن ستأخذ على محمل الجد أي تراجعات من جانب نظام الأسد لإعادة النظر في سياسة عزل دمشق. غير أن ما ينبغي ملاحظته في ما هو "أبعد" من ذلك كله، هو أن باريس تعلن عدم قلقها على لبنان من الحشود السورية تزامناً مع موقف فرنسي تصعيدي ضد إيران بل "تهديدي" لإيران من ضربة ستتعرض لها، وأن الخبر عن واشنطن يتزامن مع الاستنفار الدولي "على" إيران، وقد يكون أحد أهدافه التلويح لطهران بأن عزلتها تكبر.. بما في ذلك بـ"اجتذاب" سوريا تحت وطأة الضغوط.

تغطية الخضوع بحرب نفسية

ماذا يتوخى النص كله؟

في موازاة الحشود السورية قبالة الحدود اللبنانية، ثمة حملة إعلامية ـ سياسية "منظمة" من قبل النظام السوري وحلفائه وأتباعه، هدفها الإيحاء بأن المعادلات الدولية والإقليمية تتبدّل وبأن السياسات الدولية تتغير ـ جذرياً وإستراتيجياً ـ وبأن النظام السوري يقوى في ظل موازين قوى جديدة.. وبأن لبنان عائد إلى "النفوذ" السوري عاجلاً. وحقيقة الأمر، أن هذه الحملة "تعبوية" لحلفاء نظام الأسد وأتباعه فيما ينفّذ هذا النظام أجندة إسرائيلية ـ بدءاً من قتل عماد مغنية في دمشق ـ و"دفتر الشروط" الدولي، وهي ـ أي الحملة ـ نوع من "الحرب النفسية" على الفريق الاستقلالي اللبناني كي يقرأ خطأ ما يحصل ويرتبك، فيقتنع مثلاً بأن الحياة دارت دورتها ليُعاد تفويض النظام السوري بلبنان بشكل أو بآخر(!).

وبعدُ ثمة استدراكٌ لا بد منه.

إن القراءة المتضمّنة في النص إذ تستند إلى معطياتٍ، القسمُ الأكبر منها مُعلن وليس معلومات، لا تدعو اللبنانيين إلى الاطمئنان لدرجة أن ينام المرء عن "الشوارد". فالقراءة الأنفة لا تستبعد ـ وليس هدفها ان تستبعد ـ محاولات النظام السوري إيذاء استقرار لبنان أو محاولاته "أخذ" ما يعتبره مكاسب في "غفلة" ما. لكنها تهدف إلى وضع "إطار" للتطورات الجارية، أو بالأحرى وضع التطورات في إطارها الفعلي. فـ"التمييز" أو "الفصل" واجبٌ بين سياق الحركة على الحدود من ناحية وبينَ الإستهدافات الأمنيّة في الداخل اللبناني وبأفق الإنتخابات المقبلة من ناحية أخرى. فذاك شيء وهذا شيء آخر.

 

في 5 آذار 2005 أعلن الأسد انسحابه إلى "منطقة الحدود المشتركة"

"الحزام الأمني السوري" خطر يستدعي المراقبة الدولية

المستقبل - الاربعاء 8 تشرين الأول 2008 - وسام سعادة

من أراد "مكافحة التهريب"، الأولى به ترسيم الحدود، ذلك أن تعيين نقطة "ألف" ينطلق منها المهرّبون بإتجاه نقطة "باء" يصلون إليها في البلد المجاور يفترض سلفاً تثبيت الحدّ الفاصل بين البلدين.

بيد أن "مكافحة التهريب" على الطريقة السوريّة لها شأن آخر. إنها تشبه التهريب نفسه. تتحايل على تثبيت أي حدّ فاصل وواضح بين البلدين، وهو حدّ من الضرورة الاحتكام إليه إذا ما كانت النية المشتركة تجنّب خرق الالتزامات الأمنية والقانونية والأخلاقية المتبادلة.

وليس صحيحاً أن ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا مسألة بسيطة أو هي تحصيل حاصل، فحتى لو افترضنا علاقات سوية بين البلدين لواجهت عملية الترسيم عشرات المواضع الخلافية على امتداد الحدود ما من شأنه أن يتعلّق بمئات الكيلومترات المربّعة.

إذاً، ففي غياب الترسيم أو في انتظاره يتحوّل كل تحشيد زائد في المنطقة الحدودية غير المرسّمة إلى عائق إضافيّ يحول دون استقرار الوضع بين البلدين، ودون استقرار الوضع في البلد الذي عاش مرحلة كاملة من تاريخه الحديث في ظلّ الهيمنة العسكرية والأمنية للبلد المجاور على مقاليده.

وفي غياب الترسيم يعتبر التحشيد غير الاعتيادي خرقاً فاضحاً لما دعا إليه القرار 1680 الذي وضع مدخلين للعلاقات بين لبنان وسوريا: العلاقات الديبلوماسية وترسيم الحدود. وإذا كان لا معنى للعلاقات الديبلوماسية ما لم تترافق أو تواكب عملية الترسيم فإن معنى "مكافحة التهريب" أو "مكافحة الإرهاب" في غياب كل من الترسيم والتبادل الديبلوماسي يتحوّل إلى مشكلة بالغة الخطورة.

وإذا ما عدنا الى خطاب الرئيس السوري بشّار الأسد في 5 آذار 2005 أمام أعضاء "مجلس الشعب" نجده يعلن سحب جميع قوات بلاده من لبنان إلى منطقة البقاع ومن ثم إلى ما أسماه "منطقة الحدود المشتركة في خطة سيتم إنجازها خلال اجتماع المجلس الأعلى اللبناني السوري". الإلتباس الذي أثير يومها كان حول مدلول "منطقة الحدود المشتركة"، وكان التخوّف مبرّراً من أن تقيم سوريا نوعاً من "حزام أمني" مستفيدة من غياب معالم الترسيم وبشكل يصل هذا الحزام الأمني لوجستياً بسلاح المنظمات الفلسطينية الموالية لدمشق خارج المخيمات وبالتنظيمات المدارة مباشرة من المخابرات السورية.

ما حدث أن المنعطف الجماهيري في 14 آذار دفع بالأمور إلى حيث تهاوى حلم "الحزام الأمني" السوريّ وإلى حيث آثر النظام الحاكم في دمشق الاعتماد على التناقض المستحكم بين ساحتي 8 و14 آذار وتعقيدات الحياة السياسية اللبنانية الأخرى لا سيما بعد اختلاط الأمور على الساحة المسيحية. بيد أن "منطقة الحدود المشتركة" كما وصفها الأسد في آذار 2005 بقيت أمنية يثيرها بين الفينة والفينة، وكان غير مسؤول ديبلوماسي سوري عرض هذه الفكرة مجدداً إبان حرب تموز بحيث تستعيد اسرائيل نوعاً من "حزام أمني" جنوب الليطاني ولو بأشكال مختلفة عن السابق فيما تمدّ سوريا حزامها بإتجاه البقاع وبعض عكّار.

بيد أن النتائج الميدانية أبعدت إسرائيل عن أي توغّل بإتجاه الليطاني مع أنها مكّنت المجتمع الدولي من فرض حالة تعايش ثلاثية جنوب هذا النهر بين سلاح حزب الله من جهة وسلاح كل من الشرعية الوطنية ممثلة بالجيش اللبناني والشرعية الدولية ممثلة باليونيفيل المعزّزة.

وهكذا وضع كرّسه القرار 1701 الذي أوجب أيضاً وقف إمداد "حزب الله" بالأسلحة من طريق سوريا. إذا كان الـ1701 يحظّر تهريب الأسلحة فعلى خط إيران ـ سوريا ـ "حزب الله" وليس انطلاقاً من لبنان بإتجاه سوريا.

لكن الغريب العجيب أن سوريا المعنية بالعدول عن أعمال الترانزيت لجهة نقل الأسلحة من ايران إلى لبنان صارت تزيّن لنفسها أن الـ1701 يؤمّن لها خارطة الطريق لإقامة "حزام أمني" في جرود عكّار والهرمل، وعندما فشل أعوان سوريا في تمرير أكذوبة "الضوء الأخضر الدولي" المعطى لها صاروا يروّجون لأكذوبة أخرى من نوع "غضّ الطرف الدولي".

إلى الحين لم تصدّق سوريا ما يروّجه أعوانها في سياق الحرب النفسية. لكن المصيبة إذا ما صدّقته وباشرت أعمال التوغّل والدوريات "المشتركة" بحجج نافلة من قبيل تعرّض فرقة من الهجانة لرشق ناري غامض المصدر أو ما شاكل.

يصعب التكهن بردّة الفعل الدولية العملية إذا ما بدأت أعمال التحرّش والتوغّل. إلى الحين الموقف الدولي يتراوح بين تطمين اللبنانيين وتحذير السوريين. يبقى أن يعاد تحريك فكرة نشر مراقبين دوليين على الحدود اللبنانية ـ السورية. ففي هذا الظرف بالذات تكتسب هذه الفكرة راهنيتها. فاليونيفيل في الجنوب والمراقبة الدولية في البقاع والشمال ضمانتان لتفادي "الأحزمة الأمنية" وتجنيب المناطق الحدودية أعاصير القضم والإغارة والتوغّل.

 

القضم.. والهضم.. والأدوار الإقليمية

محمد سلام ، الثلاثاء 7 تشرين الأول 2008

منذ بدء الهجوم على نظام طالبان الأفغاني في السابع من تشرين الأول العام 2001 بدأت الحرب الدولية على الإرهاب بالاستناد إلى قرار أميركي ألغى الوكالات الإقليمية، أي الأدوار الإقليمية.

بداية تم إسقاط الوكالة الباكستانية في أفغانستان، ما أتاح دخول القوات الأميركية لمواجهة نظام طالبان وتشكيلات تنظيم القاعدة.

في ذلك الوقت لم تفهم قوتان في الشرق الأوسط، إيران وسوريا، أن الوكالات الإقليمية قد ألغيت. ما يعني، عمليا، إلغاء الدور السوري في لبنان، وحتما الدور الإيراني، أقله من وجهة نظر العالم، الذي كانت قواه العظمى تمنح هذه الأدوار لوكلاء إقليميين لتحقيق الإستقرار لمصالحها في مناطق معينة.

وبعد حرب العراق التي بدأت في 20 آذار العام 2003، أيضا لم يستدرك النظامان في دمشق وطهران أن الأدوار الإقليمية قد ألغيت، فعمدا إلى التدخل في الشأنين العراقي والفلسطيني ... باعتبار أن تدخلهما في لبنان قائم ومستمر.

في أيلول العام 2004، صدر قرار إلغاء الوكالة الممنوحة للنظام السوري في لبنان عن المجتمع الدولي، هذه المره، عبر قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1559، فرفضه النظام السوري واستمر في سيطرته على لبنان الذي خرج منه في النهاية في نيسان العام 2005 بعد شهرين من اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

وتولت إيران، عبر "حزب السلاح"، مهمة النظام السوري في لبنان منذ الثامن من آذار العام 2005، اي حتى قبل إكمال انسحابه، عبر حملة "شكرا سوريا" الشهيرة وإهداء "بندقية المقاومة" لقائد المخابرات السورية في لبنان العميد رستم غزالة.

واستمر النظام السوري في مساعيه الهادفة إلى العودة إلى لبنان، عسكريا أو سياسيا، عبر مسلسلات أمنية عدة، من ضمنها شريط "فتح الإسلام"، الذي أفشله الجيش اللبناني المتمتع بتعاطف المجتمع اللبناني، باستثناء معسكر "الخطوط الحمر" الإيرانية.

وبعد واقعة أيار التي نفذها "حزب السلاح"  بهدف تكريس الدور الإيراني في لبنان، ومباشرة بالسلاح هذه المرة، بدأ نظام دمشق يدرك أن طهران تعمل لحسابها، لا لحسابه، فأخذ يعد للعودة المباشرة إلى لبنان، وصولا إلى حشد فرقته الرابعة الخاصة مقابل الحدود اللبنانية الشمالية، والتمدد باتجاه البقاع الشرقي، مع إقامة مواقع أمامية على الحدود الشرقية تحت ستار حفر آبار بحثا عن مياه.

واضطر ذلك باريس وواشنطن إلى تذكير دمشق بأن الأدوار الإقليمية قد الغيت، وأنه لا عودة لها إلى لبنان ... بل أكثر من ذلك، اضطرت موسكو إلى "لفت نظر دمشق" هذه المرة إلى أنها ستعارض أي محاولة للمس بسيادة لبنان.

وعلى الرغم من كل الدعاية السياسية المراوغة الصادرة عن إعلام سوريا وإيران، وفي سوريا وإيران ولبنان، أفهمت دمشق أن العودة إلى لبنان ممنوعة، بقرار دولي باق ولن يتغير.

ما لم يدركه النظامان في دمشق وطهران هو أن الغرب يعمل وفق ألية مختلفة عن الأنظمة الشمولية. الآلية تستند إلى مرحلتين، مرحلة صناعة القرار Decision Making ومرحلة اتخاذ القرار Decision Taking.

قرار إلغاء الأدوار الإقليمية قد صنع قبل الهجوم على نظام طالبان في تشرين الأول العام 2001.

والقرار التنفيذي يتخذه أي رئيس يتواجد في واشنطن، أو في باريس، وأي مسؤول تنفيذي في لندن أو بروكسيل أو ملبورن، وأي أمين عام للأمم المتحدة.

لذلك، وبعد طول عناء، أدرك نظام دمشق أنه لا بد من الانصياع للقرار الذي صنع، أي قرار إلغاء دوره في لبنان، لأن أي مسؤول في أي دولة في العالم أو في أي منظمة دولية، وبغض النظر عن أي انتخابات تجري، سيتخذ القرارات الإجرائية اللازمة لتنفيذه.

على هذه الخلفية صدر التوضيح اللبق جدا عن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بأن الرئيس السوري بشار الأسد قد أبلغه أن حشد القوات السورية قبالة الحدود الشمالية هو في إطار تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701، الذي يستند إلى شقيقه الأكبر القرار 1559، الذي أعلن باسم المجتمع الدولي إنهاء الدور السوري في لبنان منذ أيلول العام 2004.

وذلك يعني أن اي محاولة لاختراق الحدود اللبنانية من قبل النظام السوري ستواجه بإجراء عملي من قبل المجتمع الدولي، وستكون أقرب إلى خطيئة صدام حسين بغزو الكويت.

وما زيارة الرئيس الفرنسي نيقولا ساركوزي إلى دمشق واستقبال الرئيس الأسد في فرنسا سوى محاولة من قبل باريس لإقناع نظام دمشق بأن أفضل السبل للمحافظة على بقائه هي ... البقاء في سوريا، وأسرع السبل لسقوطه هي ... الخروج خارج سوريا.

هل يعني ذلك أن النظام السوري أدرك هذه الحقيقة، إقتنع بها، والتزمها خارطة طريق للبقاء في سوريا؟ ما يعني أنه اقتنع بدعوة واشنطن "لتغيير سلوك النظام؟"

الإجابة القاطعة عن التساؤل حيال الموقف السوري مستحيلة. العبرة في التنفيذ. والتنفيذ تظهر بشائره ليس من عدم عبور الحدود، بل من المفهوم السوري لمعنى "التنسيق الأمني" مع لبنان لمكافحة الإرهاب.

قد يكون النظام السوري قرر المناورة بالاستغناء عن الدور العسكري المباشر في لبنان، نظرا لخطورة ارتداداته على النظام في سوريا، والاستعاضة عنه بدور أمني تحت عنوان "التنسيق"، الذي يذكر دائما بالجهاز الأمني السوري-اللبناني المشترك صاحب الصيت السيء في كل لبنان ... باستثناء في بعض البؤر التابعة له.

أما بالنسبة إلى النظام الإيراني، فإنه لا يستطيع القبول بمبدأ إلغاء الأدوار الإقليمية، لأنها أساس دفاعه ... عن نظامه.

النظام الإيراني سيذهب في مسألة تعزيز أذرعه الإقليمية ... إلى النهاية لأنها الوحيدة التي تحمي برنامجه النووي، الذي متى اكتمل، سيحمي امتداداته الإقليمية أيضا.

النظام الإيراني، في هذه المسألة، كالمنشار، يأكل صعودا وهبوطا، ما يفسر استراتيجية القضم والهضم التي يعتمدها "حزب السلاح" في لبنان عبر السعي إلى مصالحات تتيح له هضم ما قضمه في أيار بانتظار ... مزيد من القضم.

على هذه الخلفية تقرأ مداخلة "بيروت العزيزة وأهلها الكرام" التي صدرت عن السيد حسن نصر الله بعدما تصارح وفده مع رئيس تيار المستقبل الشيخ سعد الحريري.

مصارحة الهضم ... بعد القضم ... بانتظار المزيد من القضم. 

هذه مصارحة.