المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم9  تشرين الأول/2008

إنجيل القدّيس لوقا .39-33:5

فقالوا لَه: «إِنَّ تَلاميذَ يوحنَّا يُكثِرونَ مِنَ الصَّومِ ويُقيمونَ الصَّلوات، ومِثلُهُم تَلاميذُ الفِرِّيسيِّين، أَمَّا تَلاميذُكَ فيأكُلونَ ويَشرَبونَ!» فقالَ لَهم: «أَبِوُسعِكُم أَن تُصوِّموا أَهلَ العُرسِ والعَريسُ بَينَهم؟ ولكِن سَتَأْتي أَيَّامٌ فيها يُرفَعُ العَريسُ مِن بَينِهم، فعِندَئذٍ يصومونَ في تِلكَ الأَيَّام». وضَرَبَ لَهم مَثلاً قال: «ما مِن أَحَدٍ يَشُقُّ قِطعَةً مِن ثَوبٍ جَديد، فيَجعَلُها في ثَوبٍ عَتيق، لِئَلاَّ يُشَقَّ الجَديد وتَكونَ القِطعَةُ الَّتي أُخِذَت مِنَ الجديدِ لا تُلائِمُ العَتيق. وما مِن أَحَدٍ يَجعَلُ الخَمرَةَ الجَديدةَ في زِقاقٍ عَتيقة، لِئَلاَّ تَشُقَّ الخَمرَةُ الجَديدةُ الزِّقاقَ فتُراقَ هي، وتَتلَفَ الزِّقاق. بل يَجِبُ أَن تُجعَلَ الخَمرَةُ الجَديدةُ في زِقاقٍ جَديدة. وما مِن أَحَدٍ إِذا شرِبَ مُعَتَّقَةً، يَرغَبُ في الجَديدة، لأَنَّهُ يقول: «المُعَتَّقَةُ هيَ الطَّيِّبة!»

 

تعليم الكنيسة الكاثوليكيّة/الفقرتان 313-314" ا لعريس معهم"

"كلّ شيء يسعى لخير الذين يحبّون الله" (رو8: 28). وفي شهادة القدّيسين المتواصلة ما يُثبتُ هذه الحقيقة: وهكذا فالقدّيسة كاترينا السيينيّة تقول "للذين يتشكّكون ويثورون من جرّاء ما يُصيبُهم": "كلّ شيء يصدر عن المحبّة، كلّ شيء موجّه لخلاص الإنسان. الله لا يعمل شيئًا إلاّ لهذه الغاية". والقدّيس توما مور، قُبيل استشهاده، يقول معزّيًا ابنته: "لا شيء يمكن أن يحصل بغير إرادة الله. ومن ثمّ فكلّ ما يريده، مهما ظهر لنا سيّئًا، هو مع ذلك أفضل ما يكون لنا". وتقول الليدي جوليان دي نورويتش: "لقد أدركتُ، بنعمة الله، أنّه من الواجب أن أتشبّث بالإيمان تشبّثًا شديدًا، وأن أعتقد اعتقادًا ليس دونه ثباتًا، أنّ الأمور كلّها ستكون حسنةً... وسترى أنّ الأمور كلّها ستكون حسنة". نحن نؤمن ايمانًا ثابتًا أنّ الله سيّد العالم والتاريخ. ولكن سُبُل عنايته كثيرًا ما تُخفى عنّا. ففي النهاية فقط، عندما تنتهي معرفتنا الجزئيّة، عندما نرى الله "وجهًا إلى وجه" (1قور13: 12)، ستتّضح لنا السُبُل إتّضاحًا كاملاًً، السُبُل التي، حتّى في ما بين مآسي الشرّ والخطيئة، يقود الله خليقتَه عِبرها إلى راحة السبت النهائي، الذي خلقَ لأجله السماء والأرض.

 

هل صحيح أن المواجهة سنية - شيعية ؟

علي حماده 

ثمة نظرية يتناقلها عدد من القادة والمفكرين المسيحيين في حلقات مناقشات جدية، مفادها ان الازمة اللبنانية الراهنة هي انعكاس لصراع اكبر، هو الصراع السني - الشيعي الذي يمتد على الساحة الاسلامية بكاملها، في ظل توسّع طموحات ايران الاسلامية اقليميا في المحيطين العربي والاسلامي. ويذهب هؤلاء الى ان لبنان يشهد معركة بين الفئتين بشعارات وطنية. وما هو اهم من ذلك كله اعتبار هؤلاء القادة والمفكرين ان مسيحيي 14 آذار و8 آذار يرتكبون خطأ فادحاً بالانخراط في معركة لا علاقة لهم بها. من هنا دعوتهم المسيحيين الى الوقوف على الحياد في ما يعتبرونه معركة اسلامية – اسلامية سيدفعون هم ثمنها أياً تكن الفئة المنتصرة. ويقدمون الفكرة في قالب جذاب يحمل شعار "المسيحيين صلة الوصل بين المسلمين".

وكي لا يُفهم أن الهدف من كلامنا هذا فتح سجال مع جهات دينية، نقول إن النظرية لها أربابها العلمانيون أيضاً في كلا المعسكرين الكبيرين في لبنان، وجلّهم ممن يحنّون الى الفيديرالية كحل للبنان، وربما كانوا على حق قياسا بالتدمير المنهجي الذي تتعرض له فكرة لبنان الواحد، ولبنان الدولة الواحدة الموحّدة.

ان الهدف من إثارة الموضوع اليوم هو التذكير بأن الخلاف الذي يبدو في ظاهره صراعا سنياً – شيعياً هو في الحقيقة صراع حول فكرة لبنان الكيان. وإذا كان المسلمون السنة قد انتقلوا من وضعية المتعايشين مع لبنان منقوص السيادة، ولبنان الساحة لتصفية الحسابات الاقليمية، الى وضعية المتقدمين في معركة الاستقلال أسوة بغالبية كاسحة من  الجمهورين المسيحي والدرزي، وبفئة نخبوية شيعية مستقلة، فمعنى هذا أنهم حققوا ما كان يخشاه نظام الوصاية التذويبي السابق، أي أن يتّحد مسلمون مع مسيحيين تحت مظلة خيار واحد، هو خيار الاستقلال، ومشروع واحد هو مشروع الدولة، ونظام واحد هو النظام الديموقراطي التعددي الذي يحترم خصوصيات فريدة داخل المجتمع اللبناني. وقد شكل التحالف المسيحي - الاسلامي - الدرزي - الشيعي المستقل الذي كشف عن نفسه في 2004 البوابة الرحبة لانتقال لبنان من مرحلة التعايش مع الوصاية، الى مرحلة النضال من اجل الاستقلال بصيغته المتنوّعة الواسعة لبنانياً. ولم يكن الخيار الذي سار عليه الثنائي الشيعي بمحافظته على تحالفه مع النظام السوري وسياساته اللبنانية من جهة، ووقوفه خلف ايران وأجندتها الخارجية من جهة أخرى، ليعتبر أنه خيار شيعي في مواجهة بقية الطوائف اللبنانية، ولا سيما الطائفة السنية. فالخلاف لم يدر حول الدين، ولا حول الطائفة، ولا حتى حول تمدد هذه أو تلك من الطوائف على حساب البقية. وحتى في أحلك أيام المواجهة يوم غزوة بيروت والهجمة على الجبل، لم تكن النخب الحقيقية في 14 آذار ترى في ما حصل تمدداً شيعياً بل ظلّت ترى في الغزوات خياراً سياسياً، وفي العمامات غطاء لأجندات سياسية ليس إلا. بالطبع استُخدم الدين في المواجهة. كيف لا والصورة الدينية المذهبية عند 8 آذار طغت على كل ما عداها. حتى وصل الامر بالغُلاة الى إضفاء القداسة والألوهة على سياسات دنيوية غرضية، وعلى بشر

عاديين.

لقد جرى تحريف عنوان المواجهة في لبنان بأن وُصفت خطأ أنها بين مسلمين ومسلمين. والحال ان حصار الثنائي الشيعي لفئة مستقلة كبيرة في الطائفة الشيعية وترهيبها، أعطى انطباعاً خاطئاً بأن الشيعة اللبنانيين كلهم يقفون مع الأطماع السورية في لبنان، أو أنهم كلهم يويدّون  تبعية "حزب الله" لإيران وطموحاتها في المشرق العربي. والحق ان العنوان الحقيقي للمواجهة في لبنان هو الصراع بين خيارين تاريخيين واضحين، الاول خيار الاستقلال، والدولة، والنظام الديموقراطي، ونمط الحياة التعددية الحرة، أما الثاني فهو خيار تحويل لبنان محمية سورية، وقاعدة متقدمة لإيران على شاطئ المتوسط. وخطورة هذا الخيار انه لا يمكن إمراره إلا بضرب أسس المجتمع اللبناني، وكسر مشروع الدولة، وبناء ديكتاتورية معممة، مقنّعة في الداخل. من هنا قولنا إن المواجهة ليست بين طائفتين على المواقع والحصص، بمقدار ما هي معركة حول بقاء لبنان الكيان المستقل التعددي الحر أو عدمه. وفي هذه المعركة لا مكان لمسيحيين على الحياد، حتى وإن بدا من خلال الغبار الذي يثيره أمثال الجنرال ميشال عون ان الخلاف واقع في مكان آخر. إن مهمة اللبنانيين على اختلافهم من المسيحيين، الى السنّة، الى الدروز، فالشيعة المستقلين ان يعودوا الى الينابيع، عبر العودة الى روحية 14 آذار التي ما هدفت يوماً الى ان تستثني فئة من مشروعها الاستقلالي ولن تفعل. إن المطلوب اليوم إعادة الأمور الى جذورها، لأن الذين فجّروا ثورة الأرز من مختلف الفئات العمرية والاجتماعية والطائفية إنما اعتبروا أنفسهم في محطة تاريخية مجيدة، لبنانيين... فقط لبنانيين!

 

اللعب مع الشيطان

مصطفى علوش (*)

المستقبل - الخميس 9 تشرين الأول 2008 -

لا تعجبنّ بدنيا أنت تاركها كم نالها من ملوك ثم قد ذهبوا  الفرزدق) فاوستوس

أسطورة "فاوستوس" ظهرت في القرن السادس عشر في ألمانيا وكان بطلها طبيب قيل انه أقام عهداً مع الشيطان ليكون حليفه في الأرض مقابل أن يتزود الطبيب بالمعرفة والعلم وهما من مصادر السلطة.

ولكن شاعر ألمانيا الأعظم "غوته" خلد هذه الأقصوصة الشعبية في ملحمة شعرية صارت إحدى درر الأدب العالمي حيث صور الدكتور "فاوستوس" بأنه رجل طموح وقلق ورافض للخضوع للحدود الإنسانية، فما كان منه إلا أن عقد اتفاقاً مع أحد الأبالسة واسمه "مفيستوفيليس" بحيث يأخذ الشيطان روحه بعد الموت مقابل أن يكون خادمه في الحياة ليعطي له سلطة أعلى من كل أقرانه. بالنتيجة، وعلى الرغم من كل الأهداف "النبيلة" التي وضعها "فاوستوس"، فقد سارت الأمور على "طريقة" الشيطان، فسقط العديد من الضحايا على الطريق لأن "الغاية تبرر الوسيلة". يقال إن أدباء ألمانيا كانوا ملهمي هتلر في مساره الكارثي الذي أدى إلى دمار العالم وخسارة خمس وخمسين مليوناً من الأرواح البشرية.

أبو القعقاع

قليلون من المواطنين يعرفون اسم أبي القعقاع، ولكن العارفين بالشؤون الإسلامية في شمالي لبنان يذكرونه تماماً، وحتى إن معظمهم تواصل معه بشكل لصيق بعيد احتلال العراق عندما كان يجول على جوامع عكار وطرابلس داعياً أبناء المنطقة للجهاد في العراق. وحسب علمي، فإن العشرات استجابوا لدعوته وكثير منهم استشهد أو فقد هناك، إن على طريق الذهاب أو في طريق العودة كضحايا لبورصة العلاقات المخابراتية السورية ـ الأميركية.

وأبو القعقاع هو الدكتور محمود بن كول أغاسي، شاب في الثلاثينات من العمر، تخرج من كلية الشريعة في دمشق ونال الدكتوراه من جامعة كراتشي في باكستان.

عرف مبكراً بالتزامه الإسلامي وبحماسته بطرح قواعد الجهاد الإسلامية لمواجهة "الهجمة الغربية على المسلمين". كالعادة، كان تحت مراقبة أجهزة المخابرات السورية إلى أن تم تجنيده بعيد الاحتلال الأميركي للعراق وربما قبل ذلك.

وكان صلة وصله فرع حلب للمخابرات حيث كان يمارس نشاطه في المدينة بشكل مركزي كخطيب في الجامع وناشط مقنع ومفوه، وقد عرف بكاريزميّته الآسرة للجموع. من حلب انطلق أبو القعقاع في حملة التجنيد "للجهاد" في العراق تحت شعارات مشابهة للطروحات القاعدية، وقد عرف شمال لبنان نشاطاً لافتاً لهذا الداعية حيث كان يقوم بجولات دعوية وخطب دفعت العشرات من أبناء المنطقة للتوجه إلى العراق عن طريق سوريا طبعاً. وبالمنطق نفسه تم استدراج المئات، وتتحدث التقارير عن آلاف عدة من الجهاديين من مختلف الدول العربية، وكان للسعوديين بطبيعة الحال الحصة الكبرى بالمشاركة في مفاعيل دعوة أبي القعقاع.

بازار المخابرات

وكالعادة، فقد دخل هؤلاء الجهاديون في بازار سياسة الغزل الشيطاني بين النظام السوري والإدارة الأميركية إلى أن وصلت المسألة إلى صدور القرار 1559 ومن بعدها اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. لقد أدت هذه الجريمة والاتهام المنطقي للنظام السوري بها، إلى عملية تراجع في حالة شبه كارثية للسياسة السورية حين حصل الانسحاب الكامل للجيش السوري في 26 نيسان 2005 بعيد ثورة الأرز في 14 آذار، في حدث كان حتى تصوره يعد من المستحيلات.

وفي محاولات متكررة للتملص من تداعيات التحقيق الدولي في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، بدأ الحكم في سوريا سلسلة من التقديمات المجانية للإدارة الأميركية في موضوع ضبط الحدود مع العراق، ويقال أن أبا القعقاع كان قد ذكر بالاسم من قبل المخابرات الأميركية مما دفع المخابرات السورية إلى وقف نشاطه العلني في "التطويع" للجهاد وإن لم يتوقف نشاطه الدعوي العام حيث صار عنده عدد كبير من الأتباع والمريدين، خصوصاً في حلب.

لم تطل فترة السكون السوري، فقد تم تحريك المجموعات النائمة التي زرعت على مدى سنوات الاحتلال للبنان، فبدأت حملات الاغتيالات والتفجيرات المعروفة في استهداف مركز لشخصيات الحركة الاستقلالية من صحافيين وقيادات ونواب، بالإضافة إلى تفجيرات ذات نكهة طائفية تركزت في المناطق ذات الأغلبية المسيحية. بالتوازي مع الضغط الأمني المتزايد في لبنان كان هناك بداية استرخاء في الضغط السوري باتجاه العراق، ولكن توقف تدفق المجاهدين إلى هناك أدى إلى تجمعهم بالآلاف في سوريا بما أن الكثير منهم كانوا غير قادرين على العودة إلى أوطانهم، وذلك لأسباب متعددة منها المادية ومنها الأمنية. وقد وردت معلومات من مصادر متعددة تؤكد أن الكثير منهم قد تم اعتقاله في السجون السورية وبعضهم الآخر تم دفعهم للتوجه إلى لبنان.

اللعب مع الشيطان

لا توجد معلومات محددة بخصوص العلاقة التي جمعت أبا القعقاع بشاكر العبسي، قائد مجموعة فتح الإسلام، ولكن العبسي الذي كان معتقلاً في سوريا بخلفية غير واضحة، والمطلوب للسلطات الأردنية في جريمة اغتيال ديبلوماسي أميركي، قد يكون دبر له الاتصال بالداعية الإسلامي في هذه الفترة فتم تجنيده بعدها وتوجيهه إلى لبنان بعيد الخروج السوري. تنقل العبسي بين مخيمات فلسطينية عدة إلى أن استقر به المقام في مخيم نهر البارد، فتسلم مواقع ومخازن الأسلحة التابعة لفتح الانتفاضة (أحد أذرع المخابرات السورية)، وبدأ بعدها تدفق المجاهدين عبر الحدود مع سوريا إلى لبنان ومن مختلف الجنسيات العربية وذلك بتوجيه عن بعد من المخابرات السورية عن طريق أبي القعقاع، خصوصاً بعد سريان شائعات في أوساط المجاهدين عن أن السلطات السورية سوف تعتقلهم أو ترحلهم إلى بلادهم.

وكانت حصلت قبل ذلك حادثة غريبة ومريبة، فقد قامت مجموعة سمّت نفسها "غرباء الشام" بمحاولة احتلال مبنى قريب من التلفزيون السوري في آذار 2006، وبعد أن قضت عليها قوات الأمن أعلن وجود أسطوانات مدمجة فيها خطب حماسية لأبي القعقاع يظهر فيها تحت شعار هذه المجموعة.

المريب في القضية أن الداعية الحلبي لم يتم اعتقاله، وبقي يمارس عمله الدعوي كالمعتاد وإن كان انقطع عن الظهور لمدة من الزمن. وهذا بالطبع تصرف بعيد كل البعد عن ممارسة أجهزة الأمن السورية، في حالات مشابهة!. والقضية المريبة الأخرى واقع أن أبا القعقاع كان مسموحاً له القيام بدعوته وبخطاباته الجهادية تحت رقابة وبحضور العشرات من كبار الضباط، كما أن المسألة تطورت إلى القيام باستعراضات شبه عسكرية وتمارين رياضية من دون أن يكون هناك مجرد تساؤل من قبل السلطات الشديدة الريبة عادة، في حالات أقل إثارة للانتباه.

كان الآلاف من أتباعه يرتدون ملابس موحدة شبه عسكرية، ولكن بعد المواقف المتضاربة التي أصدرها في تشجيعه المطلق للجهاد وللعنف في البداية، ومن بعدها بدأ ينصح من استدرجهم إلى سوريا من مجاهدين بالعودة إلى بلادهم ونبذ العنف، اتهمه عدد من أتباعه بالارتباط بالمخابرات السورية وبتقديمه المعلومات لها لتعقب ومراقبة وتوجيه المقاتلين العالقين في سوريا. في وقت لاحق انتقل أبو القعقاع من حيّه الشعبي إلى حيّ في حلب الجديدة حيث تخلى عن لحيته الطويلة وزيّه الأفغاني، وصار خطيباً في مسجد الإيمان حيث قتل بأربع رصاصات نهار الجمعة في 28/9/2007. بالطبع فقد تم اتهام الصهيونية والإمبريالية باغتياله، ولم يصدر أي تقرير رسمي بعدها على الرغم من أن القاتل قد اعتقل وتسلمته "السلطات الرسمية".

انفجار دمشق

منذ أيام انفجرت عبوة كبيرة في أحد شوارع دمشق، وككلّ اللاعبين مع الشيطان، فلائحة المتهمين قد تكون بلا نهاية: من أتباع أبي القعقاع، إلى مجاهدين محبطين وعالقين في سوريا، أو أحفاد من ذبحتهم المخابرات السورية على مدى سنوات الحكم العظيم لآل الأسد، أو المخابرات الإيرانية رداً على اغتيال عماد مغنية، أو الصهيونية والإمبريالية كما كان في أيام الحرب الباردة، أو قد يكون جزءاً من سلسلة عمليات الصراع على السلطة، أو تصفية أبطال المحكمة الدولية القادمة، أو ربما محاولة يائسة من النظام السوري للتأكيد على شراكة النظام مع الغرب في مواجهة الإرهاب.

كلها احتمالات منطقية، ولكن عند "جهينة الخبر اليقين"، وجهينة هنا نفس النظام الذي باع نفسه للشيطان في سبيل البقاء بعد أن تسلق إلى السلطة في سلسلة من الخيانات الدموية بين الرفاق منذ سنة 1963 إلى سنة 1970.

(*) نائب

 

تشرين

المستقبل - الخميس 9 تشرين الأول 2008 - "أبو رامز"

لفت نظري قبل أيام معدودة، يا إخوان، تعليق لصحيفة "تشرين" السورية ينضح بشحنة من المعلومات الخاصة الموثقة والمعروضة بموضوعية تُحسد عليها الصحيفة، بل في واقع الحال، يُحسد عليها كل الإعلام الرسمي في دمشق البعث. الصحيفة تحدثت عن فشل الوفد الرباعي لقوى 14 آذار الذي زار باريس قبل أيام، في عقد لقاء مع الرئيس ساركوزي على عكس ما كان يحصل أيام الرئيس شيراك... حاولت أن أتذكر متى استقبل الرئيس الفرنسي السابق وفداً غير رئاسي أو غير حكومي لبناني (ما عدا سعد الحريري ووليد جنبلاط وسمير جعجع) فلم أفلح، لكن يبدو أن "تشرين" تعرف أكثر في هذا الشأن وتعرف أكثر وتحديداً عن كيفية تداول السلطة في النظم الديموقراطية بحيث أنها ختمت تعليقها بالإشارة الى أن "زمن شيراك ولّى" و"أن أزمنة أخرى ستلقى نفس المصير"... كذا.

طبعاً التعليق يستأهل قراءة معمقة في مكان آخر، ليس بسبب "ندرة" معلوماته و"دقتها" فقط، بل أيضاً بسبب هذه الجملة المنقولة حرفياً والموضوعة بتصرف بعض حلفاء النظام السوري في لبنان قبل غيرهم. تقول "إن ما سمعه الرباعي (وفد 14 آذار) من كوشنير هو أن سورية التزمت تنفيذ كل ما وعدت به وإن شيئاً جديداً قد حصل علي الساحة هو تنامي الحركات الإرهابية في لبنان وفي طرابلس والشمال تحديداً، وهذا الأمر لا يهدد أمن سورية وإنما أمن المنطقة وصولاً الى أوروبا".

..."تنامي الحركات الإرهابية في لبنان" يا إخوان. كنا سابقاً، نضرب أخماساً بأسداس لمعرفة أين هي مصانع الإرهاب الأصولي الوصولي، العالمي، الاقليمي المحلي الضيعوي التي تحدثت عنها دمشق في طرابلس والشمال، وأين هي معسكرات السلفيين الذين يهددون أمن الشقيقة المربوط بأمن الكرة الأرضية في تلك القرى الشمالية النائمة في حضن التعتير والشحار فإذ بنا الآن وبأمر من النظام السوري نوسّع بيكار البحث والبحش والتفتيش والتنقيب ليغطي مساحة جغرافيا الوطن اللبناني، الذي حولته تلك الصحيفة الرسمية الحكومية التي يصدر كل حرف فيها بأمر مُنَزَّل، حولته كله الى مرتع للإرهاب العالمي، أين منها مراتع بن لادن في تورا بورا الأفغانية، وصار يهدد (انتبهوا) "أمن سورية والمنطقة وأوروبا"!

طبعاً، صرنا كلنا، في لبنان كله وليس فقط في الشمال، خارج ذلك النسيج الأممي، الحريصة سورية البعث عليه منا نحن أهل الإرهاب الأصولي، السلفي، التكفيري، التدميري. لكن كان أفضل بكثير لو أتحفتنا "تشرين" بتحديد أكثر دقة للحركات الإرهابية المقصودة، يعني كانت وفّرت علينا التعليق والإشارة ولفت النظر والتحليل والتعليل ولكانت حينها طرحت البضاعة التي تعرضها في السوق كما هي، من دون زركشات لا طعم لها...

لم يُفاجأ ابن امرأة واحد، من 14 آذار، على ما أعتقد وأظن وأفترض يا إخوان بالكلام الرسمي السوري. لا ذلك الآتي من أعلى الهرم ولا الآتي من كعب الإعلام البعثي، الطاعن في لبنان واللبنانيين والمستبيح كراماتهم وأرضهم وأرواحهم، طارحاً إياها، بكلام علني واضح لا لبس فيه، في البازار المفضوح والمفتوح، بيعاً وشراء... فالفيلم نفسه مستمر منذ سنوات طويلة، لكن آن أوان باقي خلق الله، من أهل هذا البلد لأن يشاهدوه كما هو، من دون نكات العلاقات المميزة وتلازم المسارين والمصير وخط الممانعة والصمود، وما الى ذلك من فكاهة مرَّة وسوداء. أما عن لقاء وفد 14 آذار مع ساركوزي (غير المطلوب أصلاً) فإن الأمر، في أضعف الحالات، يمكن وضعه في سياق واحد، مع عدم استقبال حاكم الامبراطورية الروسية القيصر فلاديمير بوتين، للرئيس السوري عندما زار موسكو في آب الماضي بعد الهجوم على جورجيا، هل تتذكر "تشرين" ذلك، أم أن موضوعيتها ومهنيتها وحرفيتها تفرض عليها أصلاً، عدم التطرق الى الموضوع... هَزُلَتْ؟

 

كيف لا يكون "الخاسر السيئ" وهل يمكن أن يشكل ضمانة سيادية وماذا عن خروجه من سوريا بعدما أدخله إليها "أهل الثبات"؟

عون على مشارف الذكرى السنوية الـ18 لـ13 تشرين1 1990

فارس خشّان

المستقبل - الخميس 9 تشرين الأول 2008 - خلال الحملة الانتخابية الرئاسية في فرنسا، هاجم المرشح فرانسوا بايرو الصحافة وانحيازها الى التجاذب الحاد بين اليمين ممثلاً بالمرشح نيكولا ساركوزي وبين اليسار ممثلاً بالمرشحة سيغولين رويال، على حساب "الوسطية" التي يشكلها هو.

بطبيعة الحال، لم يصل بايرو إلى الدرك الذي انحدر اليه العماد ميشال بقصفه المدفعي المركز على الصحافة اللبنانية، ومع ذلك توافق الإعلام المرئي والمسموع مع الصحافة، على توصيف واحد لبايرو: إنه خاسر سيئ. لقد كان هجوم بايرو على الصحافة، في أيامه الأولى، مثمراً، فاستطلاعات الرأي وقفت الى جانبه، انطلاقاً من أن الرأي العام له، بدوره "حسابات" يريد تصفيتها مع الصحافة، التي مهما ارتقت بحرفيتها، تبقى قاصرة عن الاستجابة لتطلعاته وهمومه التي هي تطلعات وهموم قد تكون في فترات كثيرة على تناقض مع ثوابت النخبة هنا ومصالح رأس المال هناك.

ولكن مع تلاحق الأيام، انقلب هجوم بايرو على الصحافة وبالاً عليه، لأن الرأي العام بالمحصلة يتميّز بليونة تسمح له بتطوير نفسه بحيث يرتقي، شيئاً فشيئاً، من مستوى ردة الفعل الأوّلية الى مستوى المؤهل للحكم بكثير من الموضوعية على المسألة المثارة، مشكلاً ما يمكن تسميته بالإرادة الشعبية، التي تنحاز الى المبادئ الديموقراطية، مهما كانت عللها، على حساب الأفراد، مهما كانت شعاراتهم.

ومن يدقق بكل المحطات الحاسمة شعبياً، يمكنه أن يتأكد من أن الرأي العام في أي مجتمع، لا يستطيع أن يقف، سوى للحظات عابرة، في محطات الخاسرين السيئين، لأنّ هذا النوع من الناس، أنتج، من حيث يدري أو لا يدري، على مر التاريخ كوارث لا تزال البشرية تعاني من آثارها.

ولا يخرج الرأي العام اللبناني، عن هذا المسار، إذ تكفي مراجعة الأمثال الشعبية والأقوال المأثورة، ومحورها السلوكيات الواجب أن يتمتع بها كل خاسر، حتى يتم التأكد من أن اللبنانيين، يرفضون بدورهم "الخاسر السيئ".

وبالنسبة الى اللبنانيين، فإن العماد ميشال عون كرّس نفسه من ضمن هذه الفئة المنبوذة.

بعد 13 تشرين أول 1990، وعلى الرغم من الهزيمة العسكرية التي مُني بها عون، بقي الرأي العام متعاطفاً معه، فهو اعتبر سقوطه أمام الهجوم السوري بمثابلة إكليل من الشوك توّج مسار الحروب التي شنّها، منذ رفعه توقيع رئيس الجمهورية الخارج أمين الجميل، الى مستوى رئيس لحكومة انتقالية.

وقد ترسّخ هذا التعاطف كنتيجة مباشرة، لسلوكية ظاهرة اتبعها الجنرال المنفي، بحيث ارتقى فوق الضغائن الداخلية التي أثارتها حربه على "القوات اللبنانية"، ليتمكن من حماية نفسه كضامن للثوابت السيادية في وجه الاحتلال السوري، وعلى هذا الأساس يتطلع اللبنانيون باهتمام الى مجموعة من النظريات التي ركز عليها عون، في فترة نفيه، فكانوا يتفاعلون مع وقوفه ضد الملاحقات التي يتعرض لها الدكتور سمير جعجع، ومواجهة كل المسائل الداخلية انطلاقاً من عبث النظام السوري، الذي لم يكن من وجهة نظره مجرد قوة احتلال فحسب، بل كان خطراً داهماً ودائماً انطلاقاً من وظيفة "الإطفائي المهووس" التي أسست لدخوله أصلاً الى لبنان.

وعلى هذا الأساس، عندما عاد العماد ميشال عون الى لبنان، رفض اللبنانيون الوقائع التي تُثبت أن العودة جاءت في إطار صفقة مع النظام الأمني اللبناني ـ السوري، وقد جرى التستر عليها بالثوب الفضفاض لثورة الأرز، فوقفوا الى جانبه وأيدوا كل ما أقدم عليه ومن بينه تعويم رموز بارزة على صلة وجودية بالنظام السوري، على اعتبار أن الجنرال قال لهم إن باب التوبة مفتوح أمام الجميع، وتالياً فإن عون يفتح باب إعادة هؤلاء، بشكل نهائي، الى لبنان من سوريا، لئلا يكونوا في مرحلة لاحقة عاملين على إشعال الحرائق حيث يريدها الإطفائي المهووس.

ولكن، في وقت متأخر بدأ يتبيّن للرأي العام اللبناني عكس ذلك تماماً، فالجنرال العائد، ذهب هو من لبنان الى سوريا، وأعلن هو توبته عن "خطيئة" خصومته معها، وأشاد هو بثبات من كان معها واستمر، ونسي هو مقولة الإطفائي المهووس، وقاد هو حملة التمويه عما تقترفه هي بحق السيادة اللبنانية الجديدة، ووقف هو الى جانب السلاح غير الشرعي منتقلاً من مقولة إن هذا السلاح هو عامل تقسيمي الى مقولة إن هذا السلاح هو عامل توحيدي، وارتمى هو بأحضان الآليات الدعائية التي كانت مكلفة من المخابرات السورية تشويه سمعته ليطعن بخناجر كثيرة جميع من وقف الى جانبه بالحد الأقصى في زمن الاحتلال، وبات بيته مسرحاً لرجال الثنائي رستم غزالي ­ جميل السيد وميداناً معادياً لمن واجهوا هذا الثنائي، عملاً بمبادئه، على اعتبار أن رستم غزالي هو رمز الذل وجميل السيد ـ والتوصيف لعون ـ هو قبيح العبد.

وبذلك، بدل أن يعود عون الى لبنان "جنرال التحرير" عاد "جنرال حرب الإلغاء"، وبدل أن يكون 13 تشرين أول 1990 يوم المواجهة القصوى في معركة التحرير التي لا تنتهي بهزيمة عسكرية، أصبح مجرد محطة من سوء التفاهم بين حلفاء.

وقد بدا أن عون، مستعد للتضحية بكل شيء من أجل هدفه السامي، أي رئاسة الجمهورية، ولكنه اصطدم بحقائق لبنانية كثيرة، فانتقاله من ضفة الى أخرى في بلد الموازنات الدقيقة، يستحيل أن يضعه في موقع الوسط، أي في رئاسة الجمهورية، فاستعاد حيثيته العنفية، بحيث تحوّل الى داعية صدام بين اللبنانيين، فكان يُهدّد هنا، ويستثمر العنف هناك، ويشمت من ضعيف هنالك، حتى أنه في لحظة حبور بالسابع من أيار استيقظ على عجل واستدعى مصفف شعيراته وحاقن خدوده، ليعقد مؤتمراً صحافياً يعلن فيه، على تخوم استعداد "حزب الله" لاقتحام الجبل، إنتهاء المعارك وعودة القطار الى السكة، موزعاً المهزومين الى فئات: فئة مغلوب على أمرها ستحتفظ بحريتها، وفئة سوف تُحاكم على ما اقترفته.

ولكن "أجندة" حزب الله كانت مختلفة جذرياً عن الأجندة الشخصية للعماد ميشال عون، فأتى اتفاق الدوحة الذي كبّده الثمن الغالي، وجاء انتقامه فظيعاً، ولكن من الإعلام. قد يكون عون محقاً في هجومه على الإعلام، لأنه في مكان ما اصطف الإعلام في مواجهته، فالإعلام الذي أشاد به أضرّ به، لأن ارتباطه بالمخابرات السورية معروف كما أن اقترابه منه يأتي وفق "أجندة" حزب الله وليس على أساس "أجندة" عون، في حين أن الإعلام الذي وقف في مواجهته، هو الإعلام المتحرر من التحالف الإيراني ـ السوري، الذي كان هو الأساس في صنع الظاهرة العونية، لأن التدقيق في حالة عون تُظهر أن الرجل ليس سوى صناعة إعلامية.

وهكذا أطلّ عون على اللبنانيين، بثوب الخاسر السيئ.

لماذا هذا الكلام اليوم؟

مناسبته هو إطلالة الذكرى السنوية للثالث عشر من تشرين أول 1990، الممكن تكرار مأساتها لبنانياً كل يوم، إذا ما قيس فعلها على ميزان طموحات الرئيس السوري بشار الأسد. أما جوهره، فهو ضمور "التيار الوطني الحر" الى مستوى "حزب البعث العربي الاشتراكي" في لبنان، فتخلي التيار الجماهيري، صاحب الـ70 في المئة من المسيحيين عن إحياء الذكرى بمشهد شعبي لمصلحة مهرجان خطابي ينقل منبر الرابية من مكان الى آخر، لا يستدعي الشماتة مطلقا، لأن خوف عون من امتحان الشعب في مناسبة يُفترض أن توحد الشعب، هو خسارة كبيرة للنهج السيادي في لبنان، وانتصار مدوّ لنهج الوصاية.

وعلى هذا الأساس، لا بد من إعادة المشهد الى بديهيته، ولكن ذلك يقتضي إعادة عون الى مساره، بحيث يعترف بأن تطلعه من الآن فصاعداً الى الرئاسة قبل مرور ست سنوات، يعني نية مبيّتة للقضاء، سياسياً أو جسدياً، على رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، الأمر الذي لن ينتج، في كلا الحالتين، سوى المآسي، في حين أن التطلع اليها بعد ست سنوات، يعني تكابراً غير مقبول على الطبيعة الإنسانية.

ومن خلال إعلانه قبول خسارة الرئاسة نهائياً، من البديهي أن يلتفت عون، الى مصالحة مع الذات قبل المصالحة مع سياسيين هنا ومع شعب "غدر" به، هناك.

وحينها، يفترض به إعادة تقييم تحالفاته، وبهذا المعنى، ماذا يعمل مع سليمان فرنجية الذي يُقدّم مصلحة "آل الأسد" على مصلحة اللبنانيين جمعاء، وماذا تراه يفعل الى طاولة واحدة مع الياس سكاف، طالما أنه هو يرفض الذهاب الى سوريا الآن، فيما حليفه لا يتردد أن ينتقل مع عائلته بالأصالة والمصاهرة الى أحضان قصر المهاجرين، وكيف تراه سيتعاطى مع "حزب الله" بحيث يكون من عوامل جذبه الى اللبننة بدل أن يتحوّل الى مجرد غطاء ليمعن في تمحوره الإيراني الذي يمكن في لحظة تخلي أن يجلب على لبنان ويلات أين منها ويلات حرب تموز الأخيرة.

وفي حال فعل العماد عون ذلك، فإن المسيحيين في الانتخابات النيابية المقبلة لن يكونوا أمام امتحان ضميري كبير، على قاعدة أن صوتهم سيحدد مصير لبنان، بحيث يمكن أن يتسبب أي انحراف عاطفي أو عشائري أو سياسي أو عقائدي في دفع لبنان الى هاوية الوصاية من جديد والى كارثة تطبيع الدولة مع مفهوم الجبهة البديلة، بل سيكونون هم ضمانة الاستقلال من أي انحراف، بحيث يتمكنون بوحدتهم السيادية في العملية الانتخابية، من فرض معادلة في البلاد، تمنع التطرف من هنا وتحمي الحدود من هناك وتُثبّت معادلة القرار الحر، من هنالك.

هل يفعلها عون؟ تجربة 13 تشرين أول 1990 تقول إن عون "خاسر سيئ" فهو إما يربح كل شيء وإما يترك لعدوه كل شيء.

ولكن مشهد الاحتفال الخطابي وفق الرمزية البعثية، الناجم عن خوف من الامتحان الشعبي، يمكن أن يفتح كوة أمل في دائرة اليأس المغلقة

 

مصادر لـ "السياسة" مخاوف من تأييد "حزب الله" و"أمل" المؤامرة العونية 

"8 آذار" تخطط لنسف الحكومة اللبنانية بـ"ثلث معطل" مطلع عام 2009 

 فرعي: عون يسعى لطرح نفسه "عراباً للحلول" من خلال التهجم على رئاسة الحكومة ومقام بكركي

 بيروت - خاص: السياسة

فيما آثر رئيس الحكومة فؤاد السنيورة عدم الرد على حملات التجني والافتراء التي تستهدفه بشكل شخصي, مكتفياً بالقول: "ان الوقت وقت عمل, وليس وقت المساجلات الكلامية وتسجيل المواقف السياسية", استغربت مصادر حكومية ونيابية في قوى الغالبية الهجوم غير المبرر الذي يشنه رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون على السنيورة, مستخدماً في هجومه عبارات لا تليق لا به, ولا بمقام رئيس الحكومة, في وقت تتجه فيه البلاد إلى تعميم المصالحات التي كان قد بدأها الرئيس السنيورة, ورئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري من الشمال, وصولاً إلى البقاع الأوسط, وانتهاءً باللقاء المرتقب بين الحريري والأمين العام ل¯"حزب الله" السيد حسن نصر الله.

وسألت المصادر عن "مبرر الهجوم العوني على شخص الرئيس السنيورة, في الوقت الذي يتمثل به عون بخمسة وزراء في الحكومة الحالية, خصوصاً وأن اختيارهم لم يأتِ من قبل الصدفة, فقد تطلب لقاءً استثنائياً بعد الزيارة التي قام بها السنيورة إلى الرابية, والتي اتفق بموجبها مع عون على أسماء الوزراء والحقائب التي اعتبرت من حصة "التيار الوطني الحر" وحلفائه المسيحيين المعارضين". هذه الزيارة التي قوبلت بالبرودة والفتور من قبل فريق الغالبية على قاعدة عدم إيجاد ما يبرر القيام بها, طالما أن الجنرال في حينه لم يبدل من الشروط التعجيزية التي طرحها في مرحلة تأليف الحكومة.

فقد قيل آنذاك ان هذا التنازل الذي منحه الرئيس السنيورة لجنرال الرابية, أتى على حساب حصة الغالبية من الوزارات السيادية ووزارات الخدمات, وأن قطبي الأكثرية الحريري ورئيس "اللقاء الديمقراطي" وليد جنبلاط, قدما الكثير الكثير من التنازلات لتسهيل مهمة تأليف الحكومة بحالتها الحالية, التي صبت في خدمة العماد عون وحلفائه". ورأت المصادر "أن ما يجري الآن من حملات مغرضة يشنها العماد عون ضد شخص السنيورة, تعد خروجاً عن مضمون اتفاق الدوحة الذي نص على وقف حملات التجريح والتخوين, ومنع اتخاذ المواقف السياسية الانفعالية أياً تكن الأسباب, لأن المحاسبة يجب أن تتم داخل مجلس الوزراء, طالما أن كل القوى السياسية متمثلة به".

وسألت عن سر هذا التوقيت المباغت والمفاجئ, إذ أن الأجواء السياسية لا توحي باختلاق الأزمات السياسية والتشنجات التي لم يعد لها ما يبررها, وبالأخص ضد الرئيس السنيورة الذي يبدي انفتاحاً ملحوظاً على كل القوى السياسية التي كانت تعارضه وفي مقدمها عون.

المصادر الحكومية والنيابية رأت "أن عون في هجومه غير المتوقع على الرئيس السنيورة يسعى لخلق بؤرة توتر على صعيد الانسجام الحكومي, قد تؤدي إلى مقاطعة وزرائه الخمسة جلسات مجلس الوزراء, على غرار ما كان حاصلاً في الحكومة الماضية, بحيث يتصرف هؤلاء الوزراء باستقلالية ومن دون العودة إلى مقررات مجلس الوزراء, بما يخدم مصالحهم الانتخابية, ومصالح القوى التي يمثلونها, وبذلك يكون قد ضمن حرية التصرف في توزيع الخدمات على جماعته والمحسوبين على تياره, ما قد يخلق فجوة في توزيع الخدمات وعدم التوازن بين المناطق والفئات اللبنانية, اعتقاداً منه بأن هذه الطريقة هي المثلى في إعادة تأليب الرأي العام إلى جانبه, بعد شعوره باتساع الهوة بينه وبين أنصاره, خاصة بالنسبة للوعود التي قطعها لهم, في ما يتعلق بمحاربة الفساد, وملاحقة المفسدين, ومعاقبة الفاسدين, وغيرها من الوعود بالنسبة للتوزيع العادل للخدمات".

ونبهت المصادر من مخاطر تأييد "حزب الله" وحركة "أمل" حليفهم ميشال عون في معركته الجديدة ضد السنيورة, التي قد توصلهم في نهاية الأمر لاستخدام الثلث المعطل, الأمر الذي يؤدي إلى شلل العمل الوزاري, وبالتالي لا تعود الحكومة صالحة للإشراف على الانتخابات النيابية المقبلة, ما يعني دخول البلاد في أزمة حكومية من جديد".

وعلمت "السياسة" أن معركة إسقاط الحكومة الحالية أو إضعافها وشل قدرتها على العمل, ستكون مطلع السنة المقبلة 2009, لأن ذلك سينسحب أيضاً على الاستحقاقات الكبرى التي ينتظرها الشعب اللبناني, وفي مقدمها المحكمة الدولية التي يتوقع تشكيلها للنظر في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه.

ورأت المصادر "أن العماد عون لا يخوض معركته ضد الرئيس السنيورة في هذا الوقت من دون أن يكون على علم مسبق بنتيجة هذه الحملة, لأنه اختار السنيورة من دون غيره من فريق الغالبية لتوجيه انتقاداته اللاذعة إليه, كونه يعرف تمام المعرفة أن رئيس الحكومة يمثل رأس الهرم في السلطة التنفيذية, وهو الحاكم الفعلي في البلد, وأن إزاحته من الطريق أو من السراي الحكومي ما زالت هدفاً أساسياً من أهداف "المعارضة", كما أنه يعتبر هدفاً سورياً بامتياز, لأن نظام دمشق غير مرتاح لوجود السنيورة على رأس الحكومة اللبنانية, كما أنه يطالب الفريق الموالي له باستخدام ما كان قد حصل عليه في الدوحة وهو الثلث المعطل بهدف تعطيل كل القرارات الحكومية, طالما أن هذه الحكومة لم تعترف حتى الآن بأحقية نائب رئيس مجلس الوزراء في أن يكون له مكتب في حرم السراي الكبير, النقطة التي ينطلق منها العماد عون في معركة إسقاط الحكومة, وإبعاد الرئيس السنيورة عن السراي.

وأكدت الأوساط النيابية والوزارية "أن عون بدأ معركته الجديدة على جبهتي بكركي والسراي الحكومي, فبالنسبة لبكركي وصف العماد عون سيد بكركي بالرجل الهرم العاجز عن إدارة شؤون الطائفة المارونية, وبالتالي عليه بسبب تقدمه في السن أن يستقيل, كي يتم انتخاب بديل عنه, وكذلك بالنسبة للرئيس السنيورة الذي أكد له عون حجم تمثيله السياسي في الحكومة, فهو الآن يستطيع الاستغناء عنه, لأن أي رئيس حكومة جديد مفترضاً به التعاطي مع العماد عون انطلاقاً من هذه القاعدة".

ومن هناك يحاول العماد عون اصطياد عصفورين بحجر واحد, وهذان العصفوران هما من أغلى الطرائد التي يحاول عون اصطيادها عشية الانتخابات النيابية المقبلة والقول بأنه المرجعية الصالحة ليكون "عراب الحلول المستقبلية".

وفيما رأت هذه الأوساط "أن العماد عون ما زال يعيش بأوهام نتائج انتخابات 2005 التي أعطته أكبر كتلة نيابية مسيحية, فإنه هذه المرة يغامر برصيده الذي حصل عليه قبل أربع سنوات وهو متأكد من أن النتيجة ستأتي أيضاً لصالحه, في وقت يرى خصومه السياسيون بأن ما تقدم به يعتبر بداية النهاية لجنرال ما زال يحلم بالوصول إلى الحكم حتى ولو لم يحظ بتأييد أحد".

 

السفارة الأميركية:البحث عن مواطنين أميركيين غادرا بيروت في الأول من الحالي

وطنية - 8/10/2008 (سياسة) وزعت السفارة الأميركية بيانا جاء فيه: "تطلب اسرة السيدة هولي شميلا 27 عاما، واسرة السيد تايلور لاك 23 عاما، المساعدة من الجمهور في الحصول على معلومات عن مكان وجود هذين المواطنين الأميركيين. منذ الأول من تشرين الأول 2008، لم يسمع عن هذين المواطنين شيئا عندما غادرا بيروت في طريقهما الى جبيل وطرابلس. وصلت السيدة شميلا والسيد لاك الى لبنان في 29 ايلول من عمان - الأردن لقضاء اجازة. وفي الأول من تشرين الأول، أعلما صديقا لهما بأنهما سيذهبان في ذلك اليوم من بيروت الى طرابلس من طريق جبيل، ثم سيسافران برا الى سوريا قبل العودة إلى الأردن. وكان من المقرر ان يكونا في مقر عملهما في الأردن في 4 تشرين الأول. ان سفارة الولايات المتحدة تعمل مع قوى الأمن الداخلي اللبناني والأمن العام على متابعة دلائل اضافية لهذا التحقيق. إضافة إلى ذلك، ان السفارة الاميركية في بيروت تعمل بالتنسيق مع سفارتي الولايات المتحدة في عمان ودمشق ومع وزارة الخارجية في واشنطن. اذا كان لدى أي شخص معلومات عن مكان وجود السيدة شميلا والسيد لاك الرجاء الاتصال بالسفارة الاميركية على الرقم 04542600، وغرفة العمليات في قوى الأمن الداخلي على الرقم 01425250 أو الطوارىء في قوى الأمن الداخلي على الرقم 112".

 

اجتماع للجنة "ازالة الصور والشعارات" في اليومين المقبلين لبحث سريان المفعول على طريق المطار

المركزية - ذكرت مصادر في تيار "المستقبل" لـ"المركزية" ان اجتماعا للجنة الامنية لازالة الصور والشعارات من بيروت سيعقد في ثكنة الحلو في اليومين المقبلين لبحث تنفيذ المرحلة الثانية من ازالة الصور والشعارات من بيروت والتي يفترض ان تشمل هذه المرة طريق المطار. واكدت المصادر ان الصور والشعارات أزيلت بنسبة 99 في المئة من بيروت الادارية وان تلك التابعة لـ"تيار المستقبل" قد أزيلت تماما الا ان القرار لم يطبق بالكامل من الجانب الاخر حيث سجلت بعض الخروقات في بعض الشوارع المحسوبة نسبيا عليه اذ لوحظ استمرار رفع بعض الصور واليافطات.

 

وفد من 14 اذار يزور عواصم عربية واجنبية

المركزية - علمت "المركزية" ان وفدا يمثل قوى 14 اذار سيزور عددا من العواصم العربية والغربية في سياق التحرك الذي يقوم به لاستيضاح المواقف الخارجية في ضوء التطورات الجارية. وكان وفد من قوى 14 اذار قد زار العاصمة الفرنسية وعقد سلسلة اجتماعات مع المسؤولين الفرنسيين استمعوا في خلالها الى استمرار الدعم الفرنسي للبنان والمواقف المؤيدة له وان لا تغيير في السياسة الفرنسية حيال لبنان رغم المواقف الاقليمية المستجدة. وقال مصدر في المنسقية العامة لقوى 14 اذار ان الاتصالات تجري الان من اجل ترتيب مواعيد لزيارات قريبة يقوم بها الوفد بدءا من عواصم عربية وغربية بينها برلين ولندن والقاهرة والرياض وغيرها. واكدت اوساط مسؤولة في الغالبية لـ"المركزية" ان الحركة التي تقوم بها الوفود باتجاه المنطقة والغرب تهدف الى الحصول على دعم للموقف اللبناني ولمشروع ثورة الارز بعدما ترددت معلومات عن امكان حصول تغيير في بعض المواقف الغربية.

 

وفد اميركي رفيع الى بيروت في 15 الجاري وآخر لبناني الى الاردن لمتابعة برنامج المساعدات العسكرية

المركزية - في اطار برنامج المساعدات العسكرية الاميركية للبنان علمت "المركزية" ان وفدا اميركيا برئاسة مسؤول رفيع المستوى سيزور بيروت في 15 الجاري للاجتماع بكبار المسؤولين في وزارة الدفاع وقيادة الجيش والبحث معهما في رزمة المساعدات المقررة من الادارة الاميركية الى الجيش اللبناني وهي تتضمن مروحيات من طراز "كوبرا" واسلحة ومعدات ومناظير ليلية كان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان تلقى وعدا اميركيا بالحصول عليها في خلال زيارته الى واشنطن واجتماعه بوزير الدفاع روبرت غيتش من ضمن مذكرة تفاهم سترفع الى الادارة الاميركية واستتبع الموضوع من خلال زيارة نائب مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسد ديفيد هيل ومساعدة وزير الدفاع الاميركي لشؤون الامن الدولي ماري بتلنغ الى بيروت حيث اجريا محادثات مع اركان الدولة وقيادة الجيش تناولت ملف المساعدات وسبل تسليح الجيش وتدريب عناصره. واوضحت المعلومات ان هيل وبتلنغ اطلعا من المسؤولين اللبنانيين على دراسة اعدتها المؤسسة العسكرية باحتياجات الجيش من عتاد واسلحة لاقت استحسانا وثناء من هيل نظرا للمستوى الرفيع والمعلومات الدقيقة التي تضمنتها، كما ان الوفد الاميركي شدد على المضي في قرار تسليح الجيش ودعمه ليتمكن من اداء واجباته على اكمل وجه. وفي السياق نفسه ذكرت المعلومات ان وفدا عسكريا لبنانيا سيتوجه الى الاردن في وقت قريب لمتابعة برنامج المساعدات المقررة للجيش.

 

المصالحة المسيحية مجمدة في انتظار الضوء الاخضر والامن والحشود السورية بين التحذير والطمأنة

عودة الحريري تسرع وتيرة الاتصالات في اتجاه اللقاء مع نصرالله

المركزية - يحفل جدول الاعمال السياسي هذا الاسبوع بجملة مواعيد ومحطات يتصدر بعضها واجهة الاهتمام الداخلي بحيث ينشغل المسؤولون الرسميون والامنيون بمتابعة جملة ملفات يأتي الامن في طليعتها في سياق تزايد الحديث عن مخاوف من احتمال تدهور امني وفي ظل تمدد الحشود العسكرية السورية من المنطقة الشمالية داخل الاراضي السورية الى المنطقة المواجهة للبقاع الشمالي حيث انبرى بعض السياسيين وخصوصا في فريق الغالبية الى التحذير من خطورة هذا الانتشار والاهداف المبيتة لهذه الحشود في حين اجمع اطراف المعارضة على اعتباره شأنا داخليا لا يستدعي اثارة المخاوف اللبنانية.

والى جانب الامن الذي سجل بشأنه موقف بارز لقائد الجيش العماد جان قهوجي الذي اكد الاستعداد لضرب المتلاعبين بالامن بيد من حديد، يبقى موضوع المصالحات في دائرة الاهتمام والترقب لاي خطوة تقرب المسافات بين الاطراف السياسية المتخاصمة وترخي بظلالها الايجابية على الوضع العام فاللقاء الذي طال انتظاره بين رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والموضوع على نار حامية بحسب رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد لم تسجل اي خطوة جديدة في اتجاهه رغم تذليل العقد التي حالت حتى الساعة دون انعقاده كون الحريري لا زال خارج البلاد فقد اكدت مصادره لـ"المركزية" ان لا موعد محددا حتى الساعة لهذا اللقاء وان الامور مرهونة بعودة رئيس "كتلة المستقبل" الى لبنان لتتسرع وتيرة الاتصالات في هذا الاتجاه.

المصالحة المجمدة: اما على خط مصالحة "المردة" و"القوات" فتشير كل المعطيات المتوافرة الى عدم نضوج ظروفها حتى الان ومراوحتها في دائرة التجاذب السياسي لتسجيل المواقف بحيث تبقى اما مجمدة او مجهولة المصير في انتظار الضوء الاخضر من مكان ما.

في غضون ذلك وفيما احالت الهيئة العامة للمجلس النيابي اليوم في جلستها التشريعية اقتراحي وزير العدل ابراهيم نجار ورئيس لجنة الادارة والعدل النائب روبير غانم بشأن المجلس الدستوري الى لجنة الادارة والعدل لدرسها على ان يطرح الموضوع على جلسة تشريعية تعقد اواخر الشهر الجاري بعدما وعد رئيس المجلس نبيه بري بخروج المجلس الدستوري الى النور قبل العام الجديد وفي ضوء الاهتمام الرئاسي بتسريع ولادته، يتوقع ان يسلك موضوع زيادة الاجور طريقه نحو التنفيذ يوم الجمعة المقبل في جلسة مجلس الوزراء بعدما تبلغت رئاسة الحكومة مطالعة مجلس شورى الدولة المتعلقة بالاجور ليصدر المراسيم في ضوئها على ان تصبح نافذة فور صدورها في الجريدة الرسمية

وبين الامن والمصالحات والشؤون الحياتية، يعكف رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على اعداد الملفات واستكمال التحضيرات لزيارته المرتقبة الى المملكة العربية السعودية يوم الاحد المقبل حيث سيجتمع الى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، وكبار المسؤولين في المملكة الامر الذي سيتطرق اليه جدول المناقشات في مجلس الوزراء بعد غد لوضع الوزراء في اجواء الزيارة واهدافها.

في هذا الوقت وضع مصدر بارز في قوى 8 اذار مسار التطورات العامة الداخلية والاقليمية في خانة الانفراج وتأكيد صحة توجهات المعارضة اللبنانية ومن ورائها سوريا وايران الامر الذي وضع فريق الموالاة في حال من التراجع والاحباط والبحث عن حلول قبل ان يخسر كل شيء.

واذ رحب المصدر باي مساعدة تأتي الى الجيش اللبناني اكد ان لا علاقة لهذه المساعدات بفريق 14 اذار ولا بـ 8 اذار وان موضوع الجيش سياسة ثابتة.

ولاحظ ان ما آل اليه المشروع الاميركي الاوروبي في المنطقة وتغيير السياسات الاميركية - الفرنسية وخصوصا في ما يتعلق بلبنان جعل هذا الفريق يسارع الى انقاذ نفسه والمحافظة على ما تبقى لانه سيخسر كل شيء.

وادرج محاولات استهداف رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون في سياق الحملات الانتخابية متهما فريق 14 اذار باثارة اجواء التشويش والتوتير بهدف تحسين اوضاعه الانتخابية، ولاحظ وجود محاولات قوية لاضعاف العماد عون انتخابيا مؤكدا ان عون سيزداد قوة في خلال الاشهر المقبلة وان زيارة وفد حزب الله الى الرابية تأتي في اطار تأكيد التحالف الانتخابي المرتبط بالتحالف السياسي الذي كان قائما ولا يزال.

 

ديفيد هيل غادر لبنان

وكالات/غادر نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد هيل، بيروت، الحادية عشرة والنصف قبل ظهر اليوم، إلى الولايات المتحدة الأميركية، عن طريق لندن، بعد محادثات أجراها مع كبار المسؤولين اللبنانيين.

ولم يدل هيل في المطار بأي تصريح.

 

حزب الله" الايراني: نجاد لا يصلح لادارة البلد في العهد الرئاسي المقبل

صحيفة حزب الله الايرانية 

 كتبت صحيفة "حزب الله" التابعة لـ"منظمة حزب الله الايرانية" أن "الأحداث التي وقعت في السنوات الثلاث الأخيرة ،لا سيما في القضايا الاقتصادية ، ازمة البنك المركزي، التغييرات في وزارة الداخلية، إقالة الوزراء الصالحين من مجلس الوزراء فور توجيههم انتقاداتهم الى الرئيس نجاد، والمسائل المرتبطة بالقضية الفلسطينية، هي من بين المجادلات التي جعلت المنظمة لا ترى الرئيس الحالي احمدي نجاد صالحاً لإدارة البلاد في العهد الرئاسي المقبل".

وأوردت الصحيفة اسماء ترجح "المنظمة" ترشيحها للإنتخابات الرئاسية المقبلة من بينها: محمد باقر قاليباف (احد اركان "الحرس الثوري" السابق و رئيس بلدية طهران الحالي) و محسن رضايى (الرئيس السابق لـ"لحرس الثوري" و مستشارهاشمي رفسنجاني حاليا) . ورأت ان" احمدي نجاد يمكن ان يكون صالحاً لوزارة النقل في مجلس الوزراء الجديد بحسب شهادته الجامعية ". و"منظمة حزب الله" إحدى التيارات المحافظة المنقسمة بين التقليدي والجديد، فهناك بوادر انقسام بين من يمكن تسميتهم بالأيدلوجيين، الذين يسمون أنفسهم بـ "المدافعين عن المبادئ" وهم قريبون إلى حد كبير من الرئيس محمود احمدي نجاد، وبين من يُسمّون أنفسهم بـ"العمليين". ويبدو أن رئيس مجلس النواب الايراني علي لاريجاني وكبير المفاوضين السابقين في الملف النووي الإيراني حسن روحاني يقودان هؤلاء "السياسيين العمليين" ضمن التيار المحافظ

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 8 تشرين الاول 2008

البلد

ذكرت مصادر شمالية ان القوات السورية تنتشر شمالا بمحاذاة الحدود اللبنانية - السورية بطول 50 كيلومترا من شاطىء العريضة الى الهرمل مرورا بسهل عكار , الدبابية, العوينات ووادي خالد وجبل أكروم .

يحضر وزير العدل كلمة مهمة لمناسبة افتتاح العام القضائي منتصف الشهر الجاري , آملا ان تكون الأخيرة بعد اعتراضه على طول العطلة الصيفية .

فاجأ الأمين العام للامم المتحدة رئيس الجمهورية خلال لقائهما في نيو يورك بنتائج استطلاع راي اجرته مؤسسة دولية في لبنان ان رئيس الجمهورية هو الشخصية الاولى لدى اللبنانيين حيث نال 75% من المستطلعين .

الشرق

حزبي في قوى 14 اذار توقع مزيداً من تعقيدات قوى المعارضة "لأن الإستقرار لن يصب في مصلحتهم خلال المرحلة الفاصلة عن الإنتخابات النيابية؟!

سياسي بارز تدخل شخصياً في مفاصل تنظيمية بعدما تبين له ان مقربين منه يعملون لإحداث توظيفات تشمل "طارئين من احزاب وتنظيمات عدوة"!

مسؤول شمالي سابق استبعد اي حديث في الوقت الحاضر عن تحالفات انتخابية "خشية استفراده من معظم التشكيلات المرتقبة التي تناصبه العداء؟!

النهار

طلب الرئيس ميشال سليمان من وفد الرابطة المارونية عندما زاره كشف كل من يعرقل مساعي المصالحات المسيحية - المسيحية وتسمية الاشياء باسمائها كوسيلة قد تكون فاعلة في منع العرقلة.

تساءل رجل دين مسلم: لماذا لم يكن أمن سوريا من أمن لبنان عندما كان يتعرض لاعمال عنف وتفجيرات واغتيالات؟

قال وزير سابق إن الحملة على قانون الـ 60 ليست بسبب عدم اقرار الاصلاحات الانتخابية المطلوبة، كما صرح العماد ميشال عون، انما بسبب تقسيم الدوائر فيه على نحو غير عادل وغير متوازن.

السفير

علّق أحد أقطاب الموالاة على تشكيل لجنة عسكرية لبنانية ـ أميركية، بالقول إنه ربما المطلوب الآن البحث في استراتيجية دفاعية لبنانية أميركية مشتركة.

دعا أحد رموز الموالاة أميركا إلى الاستفادة من التجربة السورية في التمديد للرئيس إميل لحود، عندما يحين موعد التجديد للرئيس الفلسطيني محمود عباس.

لم يُحسَم بعدُ اسم نائب المدعي العام للمحكمة الدولية، الذي يفترض أن يكون لبنانياً ويعيّنه مجلس الوزراء، وذلك بسبب الخلاف على الاسم.

المستقبل

على الرغم من اقتراب موعد ذكرى 13 تشرين الأول لم تظهر حتى الآن بوادر عن توجه تيار معني الى إقامة احتفال "شعبي" في المناسبة.

أكدت مصادر ديبلوماسية مطلعة أن الدعم الذي أعلنته دولة كبرى لمؤسسة لبنانية رئيسية هو في جانب مهم منه إعلان "حماية" لهذه المؤسسة من تهديدات عدوة أطلقت أخيراً ضدها.

لفتت أوساط متابعة الى تجول نائب محسوب على عاصمة عربية مجاورة، من ضمن وفد من دولة إقليمية غير عربية.

اللواء

كشف مصدر في الأكثرية أن البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية في دولة كبرى، يتصل بالمحادثات التي أجراها موفد منها في بيروت، وتتطرق إلى الانتشار السوري شمالاً·

وزير سابق يحتفظ برقم خليوي قبل المزايدة وأرقامها الخيالية قرر الاشتراك في المزايدة المقبلة، للحصول على مئات ألوف الدولارات ثمناً له!·

يطمئن نائب حالي إلى وضعه الانتخابي في الشوف، رغم كل ما تردّد عن الاعتذار منه لعدم وضعه على لائحة كبيرة·

 

قوة إسرائيلية عبرت الخط التقني بين بليدا وعيترون

وطنية - 8/10/2008 (أمن) أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في منطقة مرجعيون، ان قوة إسرائيلية، قوامها أكثر من 15 عنصرا، عبرت الخط التقني صباح اليوم، من دون اجتياز الخط الازرق بين بلدتي بليدا وعيترون بالقرب من مستعمرة يافتاخ. ورافقت هذه القوة 3 سيارات هامر عسكرية وكلاب بوليسية. وقد عمدت قوة المشاة الاسرائيلية الى تفتيش المنطقة لمدة نصف ساعة ثم غادرت، وقد استفز المواطنين الذين يعملون في أراضيهم الزراعية، على قطف موسم الزيتون.

وقامت قوة مشتركة من اليونيفل والجيش اللبناني بمراقبة الوضع.

 

الرئيس سليمان استقبل وفد مؤسسة الرئيس فؤاد شهاب: ضرورة تشكيل المجلس الدستوري في أسرع وتفعيل المؤسسات

وطنية - 8/10/2008 (سياسة) إستقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، في بعبدا بعد ظهر اليوم، وفدا من مؤسسة الرئيس فؤاد شهاب أطلعه على سلسلة من النشاطات المنوي القيام بها في مناسبة الاستقلال وابرزها توقيع كتاب عن الرئيس الراحل في قصر الأونيسكو. وإذ أشار الوفد إلى أن الرئيس سليمان كان البادئ بتكريم الرئيس شهاب بإطلاق إسمه على كلية القيادات والأركان، استذكر رئيس الجمهورية إنجازات الرئيس الراحل على مستوى تأسيس الجيش وإنشاء المؤسسات التي تشكل العمود الفقري للادارة الحديثة في الدولة. وأشار الرئيس سليمان، في هذا السياق، إلى "ضرورة تشكيل المجلس الدستوري في أسرع وقت ممكن"، لافتا إلى أن "ليس المهم إنشاء المؤسسات بل المهم المحافظة عليها وتفعيلها". ونوه رئيس الجمهورية بنشاط اللجنة وأثنى على جهودها، متمنيا "استمرار هذه الجهود التي تصب في إطار الإضاءة على شخصية الرئيس شهاب ودوره الوطني".

 

اطلاق نار في محلة الشراونة في بعلبك والجيش تدخل لفرض الأمن

وطنية - بعلبك - 8/10/2008 (أمن) أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في بعلبك محمد أبو اسبر انه عند الرابعة والنصف بعد ظهر اليوم، في محلة الشراونة في مدينة بعلبك اطلق أشخاص من آل جعفر النار في الهواء، وتدخل الجيش فلاذ المسلحون بالفرار وهم اطلقوا قذيفتي "آر.بي.جي" للتضليل. وما زال الجيش يتابع اجراءاته الميدانية للتأكد من استتباب الأمن وتوقيف المخلين.

 

جعجع عرض الاوضاع مع سفير الاتحاد الاوروبي والنائب بولس: التأخير في لقاء فرنجية يعرضنا لاحداث لا مصلحة لاحد فيها

وطنية - 8/10/2008 (سياسة) استقبل رئيس الهيئة التنفيذية ل"القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب اليوم، النائب جواد بولس وعرض معه الاوضاع.

ودعا جعجع خلال دردشة إعلامية، الوزير السابق سليمان فرنجيه الى "الإسراع في عقد اللقاء بينهما لتنفيس الاحتقان في الشمال، على اثر سقوط شهيدين هما خسارة للجميع"، وسأل: "هل من المعقول الانتظار اكثر من ذلك ليسقط لا سمح الله شهداء آخرون؟". واعتبر "ان كل تأخير في انعقاد هذا اللقاء يؤزم الوضع ويعرض الجميع لأحداث مؤسفة دموية لا مصلحة لأحد في حصولها". وقال: "يبدو ان بعض الأفرقاء السياسيين ووسائلهم الإعلامية لم يكونوا في اي يوم من الأيام في اتفاق الطائف وانهم لم يؤمنوا به ولم يعملوا في اي لحظة من اللحظات إنطلاقا منه، إذ يكفي ان نلقي نظرة على ما يتداولونه في وسائلهم الإعلامية للتأكد من انهم ضد أي مصالحة او سلم أهلي وانهم يعيشون دائما في زمن الحرب وبشكل مبتور، فيضيفون ما يريدون إضافته ويجتزؤون ما لا يناسبهم، متناسين أنهم في اكثر من مرة اعلنوا التزامهم بهذا الإتفاق الذي يعني نهاية الحرب فيما هم مستمرون في حالة الحرب ولو بغير السلاح، إذ ان الحرب ليست بالسلاح فقط، ولو تحركت النيابة العامة التمييزية ولاحقت هذا الموضوع لوفرت على البلد الكثير، بما يهدد السلم الأهلي ويثير النعرات ويبث الإشاعات".

اضاف: "أي بلد سيبنى إذا امعن بعض الافرقاء السياسيين ووسائلهم الإعلامية في عيش حالة الحرب، فهذا أمر مؤسف في الوقت الذي نتطلع جميعنا للحاضر والمستقبل إنطلاقا من الأوضاع المتأرجحة في المنطقة والعالم بأسره وفي كيفية إبعاد شبح الأزمات عن لبنان والتي ممكن أن تنشأ في المستقبل القريب او البعيد". وتابع: "إنتهينا من الحرب منذ العام 1990 فيما هم ما زالوا مستمرين فيها حتى اليوم".

وعن جديد اللقاء المرتقب بين حزب "القوات اللبنانية" و"تيار المردة"، قال: "كنت اتوقع انعقاد هذا اللقاء في مطلع الأسبوع بحيث اتصل بي رئيس الرابطة المارونية الدكتور جوزف طربيه وشكرنا على موقفنا الإيجابي من خلال النائب جورج عدوان في إجتماع الرابطة، وتمنى علينا البقاء على هذا الموقف الى حين إنتهاء الاتصالات مع "تيار المردة"، إذ ان كل الأفرقاء المسيحيين في هذه الأجواء". وجدد التأكيد انه ما زال "في الإنتظار بالرغم من بعض التصاريح غير المشجعة التي يسمعها". ونفى جعجع أن يكون قلقا "من عودة السوريين الى لبنان عسكريا خصوصا بعد ان توضح حجم الوحدات العسكرية التي يتم نشرها"، وقال: "في كل الأحوال لنعط هذا الإنتشار فرصة صغيرة لتتبلور مهمة هذه الوحدات، ولنر ما إذا كان الانتشار سيكمل شرقا شرقا باتجاه الجنوب الأمر الذي يعني انه لمنع تدفق السلاح والمسلحين من سوريا باتجاه لبنان لأنه لم يكن يوما هناك دليل على تدفق السلاح والمسلحين من لبنان باتجاه سوريا، ومن مصلحتنا ان تضبط سوريا حدودها، ولكن في حال توقف هذا الانتشار عند الحدود التي وصل اليها حاليا فيكون حينها انتشارا في سياق الدعاية والتهويل والضغط على الشعب اللبناني عند اعتاب الانتخابات النيابية او لغاية في نفس يعقوب". وقال ردا على سؤال عن ظاهرة القنابل الليلية في طرابلس: "لا املك معلومات في هذا الاتجاه ونحن بانتظار تقارير القوى الأمنية الرسمية عن خلفيات هذه الظاهرة، ولكن يبدو انها اعمال مفتعلة وكأن احدهم يحاول تسميم الأجواء بعد استقرار الوضع على ما هو عليه على اثر زيارة النائب سعد الحريري الى طرابلس وإتمام المصالحة هناك". وعن التفجير الأمني في عين الحلوة، قال: "ان الوضع منذ زمن في هذا المخيم غير مقبول، وما يحصل حاليا يأتي في سياق اللاستقرار الذي نشهده منذ اشهر طويلة". الى ذلك، استقبل جعجع سفير الاتحاد الاوروبي باتريك لوران، في حضور المسؤول عن العلاقات الخارجية جوزف نعمه، وتناول البحث أوضاع المنطقة على كل المستويات.

 

الوزير المر عرض الاوضاع مع وفد من "حزب الله"

وطنية- 8/10/2008 (سياسة) استقبل وزير الدفاع الوطني المحامي الياس المر في مكتبه في اليرزة بعد ظهر اليوم، وفدا من "حزب الله" ضم النواب السادة: علي عمار وعلي المقداد ونوار الساحلي، وجرى عرض للاوضاع.

 

عرقجي: سوريا لن تدخل الى الاراضي اللبنانية حتى وان طلب منها ذلك

وطنية - 8/10/2008 (سياسة) دعا النائب السابق عدنان عرقجي في تصريح اليوم الى "عدم تصديق الشائعات التي يروجها البعض عن اهداف الانتشار السوري على الحدود الشمالية"، مؤكدا "ان سوريا لن تدخل الى الاراضي اللبنانية حتى وان طلب منها ذلك". وقال "كفى تهييجا وتخويفا، وكفى استغلالا لمشاعر المواطنين من اجل مصالح انتخابية ضيقة، ومن اجل التغطية على بعض السلفيين الذين يستخدمونهم مادة دسمة لاثارة النعرات الطائفية والمذهبية".

 

النائب نقولا انتقد الاتفاقية العسكرية بين لبنان والولايات المتحدة: الإنتخابات المقبلة ستغير خارطة الحكم والإرهاب ان ضرب لبنان سيهدد سوريا

وطنية - 8/10/2008 (سياسة) أكد عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب نبيل نقولا، في حديث الى إذاعة "النور"، ان "التيار الوطني الحر" مع اي مصالحة واجتماع بين الافرقاء اللبنانيين يخرج بالاتفاق على احترام الدولة والقانون، وان الامن يجب ان يكون تحت سلطة الدولة"، ولفت الى ان "رئيس التكتل العماد ميشال عون يدعم اي لقاء واجتماع من اجل المصالحة المسيحية"، مؤكدا ان "حضوره اجتماع المصالحة المزمع بين رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية ورئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع سيكون رعاية معنوية تفيد هذه المصالحة وتدفعها للامام". وأشار الى ان "المصالحة لا يجب ان تكون "تبويس لحى" فقط"، مجددا الترحيب بأن "يكون الاجتماع تحت سقف بعبدا لأن الخلاف سياسي وبعبدا هي المرجع السياسي للمسيحيين في لبنان".

وتطرق نقولا الى موضوع الحشود السورية على الحدود مع لبنان، فاكد ان "هذا الانتشار هو اجراء سوري داخلي"، مشددا على "ضرورة تأمين الامن الداخلي كي لا يؤثر على دول الجوار لأن الارهاب ان ضرب لبنان سيؤثر ويهدد دول الجوار التي من ضمنها سوريا". واعتبر ان "الانتخابات المقبلة ستعمل على تغيير خارطة الحكم لأن هناك فريقا يستأثر في الحكم ويرهن مستقبل البلد للخارج"، لافتا الى "استمرار سياسة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ومن يدور في فلكه على نفس النهج الذي اتبعته قبل اتفاق الدوحة". وانتقد "الاتفاقية العسكرية بين لبنان واميركا"، موضحا ان "عملية تسليح ومساعدة الجيش لا تتم بهذه الطريقة ومبلغ ال63 مليون دولار لا يستطيع تسليح الجيش". وعن التهديدات الاسرائيلية، رأى ان "حرب تموز كانت كفيلة بفشل اسرائيل في اهدافها تجاه لبنان وان الداخل الاسرائيلي غير مستعد لخسارة ثانية لأن العالم ما زال يشهد تداعيات حرب تموز، وهذا ما تفسره الانعطافة الاميركية تجاه سوريا وايران".

 

المكتب الإعلامي في رئاسة مجلس الوزراء رد على معلومات في إحدى الصحف: حملة سياسية مبرمجة على موقع رئاسة مجلس الوزراء ودورها واعمالها

الصحيفة حاولت القول ان الهيئة العليا للاغاثة تعمل خارج القوانين والرقابة واستندت إلى تقرير محاسبي اعد بطلب من الحكومة للتدقيق في أعمال الهيئة

وطنية-8/10/2008(سياسة) اصدر المكتب الاعلامي في رئاسة مجلس الوزراء بيانا اليوم جاء فيه:"من ضمن الحملة السياسية المستمرة والمبرمجة على كل ما يتصل بعمل وموقع ودور رئاسة مجلس الوزراء، نشرت إحدى الصحف صباح اليوم تحقيقا بعناوين مثيرة بهدف جذب القراء والرأي العام وممارسة الإثارة الإعلامية وقد استندت في تحقيقها إلى تقرير إحدى شركات التدقيق المحاسبي في أعمال الهيئة العليا للاغاثة، وذلك بهدف الإيحاء أن الهيئة المذكورة تعمل من دون رقيب أو حسيب علما ان التقرير المحاسبي المذكور اعد بطلب من الحكومة لمراقبة أعمال الهيئة...الخ

يهم المكتب الإعلامي في رئاسة مجلس الوزراء أن يشير إلى النقاط التالية :

1- إن حملة سياسية تتصاعد في المدة الأخيرة على موقع رئاسة مجلس الوزراء مستهدفة في كل يوم وجها من وجوه عملها ومن خارج اطر المؤسسات الدستورية والقانونية، وبهدف الكسب الإعلامي والسياسي في مرحلة التحضير للانتخابات النيابية.

2- إن الدور الذي يفترض أن تلعبه القوى السياسية ووسائل الإعلام في الرقابة والنقد مرحب به، طالما هو من ضمن الأصول والقوانين ويفترض أن يكون هدفه الإصلاح والتصحيح والتطوير.

3- إن التحقيق المنشور يتهم الهيئة العليا للاغاثة بارتكاب أخطاء وانها تعمل خارج اطر الرقابة، من دون أن ينتبه أن هذا التقرير هو بطلب من رئاسة مجلس الوزراء للتدقيق في أعمال الهيئة العليا للاغاثة وبالتالي فان هذا يثبت أن أعمال الهيئة مراقبة وتخضع للقوانين.

4- إن المعلومات المنشورة حرفت عن أهدافها وحقيقتها بالكامل وذلك لدعم الحملة السياسية المبرمجة على رئاسة مجلس الوزراء، ومن يطلع على التقرير المحاسبي المذكور من أصحاب الخبرة، الذي استندت إليه الصحيفة والذي كان بطلب من رئاسة مجلس الوزراء يدرك حقيقة وأهداف ما تضمنه وحقيقة الحملة السياسية المبرمجة والمستمرة والتي تستهدف موقع ودور وعمل رئاسة مجلس الوزراء".

 

التيار العوني" بين المناضلين الطموحين والنواب المؤيدين

جهاد عون/يواجه "التيار العوني" معضلة كأداء في التحضير لانتخابات 2009 لم تجدِ معها كل تطمينات الجنرال ميشال عون ووعوده في طمأنة "أفئدة" مناصرين له طموحين، لا يزالون يتبعونه كل لحساباته الخاصة ومصلحته الشخصية التي تهون في سبيلها كل الأمور. معضلة تكمن في تسمية المرشحين العونيين الى الانتخابات النيابية في دورة 2009 مع ما يعنيه هذا الامر الخطير للعونيين من ربح وخسارة عند حساب الصناديق الانتخابية وتعداد أصوات الناخبين العزيزة جداً على قلب "حزب الله" الطامح الى تشريع سيطرته على لبنان وتحويله نموذجا ل"دولة الفقيه" أين منه الجمهورية الاسلامية في ايران، وكذلك على قلب النائب ميشال عون الطامح الى الفوز وتغيير الوضع السياسي برمته وإحياء حلمه القديم بالرئاسة الأولى ولو كانت على ظهر الحصان الأسود الإيراني.

ظاهرياً تبدو مسألة اختيار المرشحين سهلة نسبياً، فلم يعرف عن جنرال الرابية اعتماد نظام المشورة ولا العمل المؤسساتي الحزبي ولا الاستعانة بالخبرات والاختصاصيين، بل إن مرجعه الاول والاخير هو ما يراه شخصياً ويعتقد انه الأصلح والأكثر انقياداً. بهذا المعنى يقول أحد قادة تياره الناشطين ان الجنرال لا يكترث كثيراً للمسوغات التي يقدمها عدد كبير من الطامحين الى النيابة من انصاره الذين يسردون قصصاً طويلة مملة عما قاموا به من نضال وما قدموا من تضحيات وتعرضوا له من معاناة. فالأمر سيّان لدى عون الذي وضع معياراً آخر لا ينسجم أبداً مع ادعاءات مناصريه المتلهفين للكرسي النيابي بعدما حرم عون غالبيتهم هذه السعادة ومنحها لشخصيات أخرى لا تحمل تاريخاً في النضال العوني ويعيّرها الأنصار بالتعامل مع النظام الأمني السوري-اللبناني المشترك. ويرتدي اختيار المرشحين أهمية بالغة بالنسبة الى "حزب الله" والجنرال على خلفية إعادة استنهاض القواعد الشعبية التي صبت أصواتها لمصلحة لوائح عون في انتخابات 2005 والتي تحتاج الى دافع يعيد جمعها وتكتلها حول مرشحي التيار، الأمر الذي يستلزم عملية "تغيير وإصلاح" واسعين في نمط عمل العونيين، خصوصاً في الدوائر التي ستشهد معارك قاسية مثل جبيل وبعبدا وكسروان.

ويضيف القيادي العوني ان نواب "تكتل التغيير والإصلاح" في كسروان يمنون النفس بالمحافظة على مواقعهم على اللائحة التي قد يتزعمها الجنرال، ويفرفكون ايديهم فرحاً بالفوز الاكيد والمضمون في استطلاعات الرأي التي يبشرهم بها خصوصاً الباحث كمال فغالي، لكن المناضلين الطامحين الى الترشح كثر ويعتبرون ان النواب الحاليين وصلوا على ظهورهم، وفي طليعة هؤلاء الطامحين المحامي والمتمول نعمان مراد الذي انفق الكثير من الجهد والمال على "التيار العوني" من دون ان يلقى شيئاً في المقابل. وهناك ايضاً رئيس هيئة كسروان في "التيار" الطبيب جوزف بارود المعروف عنه بأنه من "أوادم" العونيين لكنه مستبعد عن الترشح كرمى لعيني النائب نعمة الله ابي نصر، وأخيراً وليس آخراً المحامي فادي بركات احد رموز العونيين في كسروان الذي استبعد في 2005 ويرجح ان يُستبعد في 2009 .

وما يصح على كسروان ينطبق ايضاً على جبيل حيث أنزل عون رفيقه الجنرال الآخر النائب شامل موزايا بالباراشوت على القواعد العونية وأجبرها على انتخابه، متجاهلاً أحد أبرز الرموز العونية في المنطقة الدكتور أدونيس عكره الذي اقام علاقات جيدة مع "حزب الله" واستنبط خطابات العونيين المنحولة عن كتب القوميين السوريين في العلمانية والعروبة وغيرها. وهناك ايضاً الدكتور بسام الهاشم المسؤول عن "التثقيف السياسي" في التيار والعضو السابق في "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" الذي لا يتورع في مجالسه عن التهديد بعظائم الأمور ما لم يختره عون مرشحاً عن جبيل ووصلت أصداء تهديداته إلى الجنرال شخصياً. وبين الطامحين المتزاحمين سيمون ابي رميا الذي يعتبر أن الترشيح انتزع منه قسراً عام 2005 كرمى لعيني النائب الجنرال موزايا، إلى عبدو افرام والمسؤول عن "التيار" في جبيل طوني أبي عقل.

وما يصح على كسروان من تنافس على الترشح ينطبق ايضاً على البترون التي حسم عون امر مرشحها الأول، وهو بالطبع صهره الوزير جبران باسيل، لكنه ترك اختيار المقعد الثاني مشرعاً امام المتنافسين الذين يرتفع عددهم كل يوم، فهناك الأخوة نزار وفايق وعصام يونس الطامحون الى الفوز بالنيابة، وان كان أوساط عونية ترجح اختيار الجنرال لنقيب الأطباء السابق فايق يونس، وهناك ايضاً المرشحون طوني خوري حرب (الصحافي ) والطبيب جورج مراد، وبهاء حرب القريب من العونيين من دون ان يكون من محازبيهم. اما في المتن الشمالي فالأمور تكاد تكون اكثر سهولة على الجنرال في انتقاء مرشحيه الذين يبدو انه سيحافظ على غالبيتهم، مع تعديلات تتمثل في ترشيح طانيوس حبيقة المسؤول عن التعبئة في المتن بديلاً من النائب نبيل نقولا، وفارس مهاوج الذي كان قريباً من النائب ميشال المر وابتعد عنه في دورة 2005 . ويطرح بعضهم احتمال إدراج اسم مسؤول عوني من آل الصيّاح في لائحة الجنرال المتنية.

ومشكلة عون في المتن الشمالي ليست مع محازبيه بل مع حلفائه الذين سيضطر مرغماً الى ادراجهم في لائحته، وفي طليعتهم النائب القومي السوري السابق غسان الاشقر والوزير السابق ميشال سماحة، الى جانب النائب السابق إميل إميل لحود، علماً أن القيادي العوني يؤكد وجود توجه الى ترشيحه في دائرة بعبدا استجابة لطلب "حزب الله" الذي يود "رد الجميل" للرئيس السابق اميل لحود، مما يشرع الباب على معضلة اخرى في اختيار مرشحي بعبدا الذين يتنافسون على ترشيح الجنرال وفي مقدمهم عماد الحاج وناجي غاريوس وناجي حايك وباسكال عزام والمرشح الدائم حكمت ديب اضافة الى لائحة طويلة من الحلفاء منهم نجل الوزير السابق إيلي حبيقة، جو حبيقة، وهؤلاء جميعاً يجزمون ان عون لن يخذلهم بل سيتبنى ترشيحهم.

 

نجاد ينشغل بتمويل "حزب الله" في لبنان عن إقتصاد إيران المتهاوي

موقع تيار المستقبل/كشف متابعون من كثب للوضع الداخلي الإيراني لموقع almustaqbal.org أن الأزمة الأخطر بالنسبة إلى المحافظين الممسكين بزمام الحكم هي ارتفاع التضخم إلى 30% في هذا الشهر، تشرين الأول، بسبب السياسات الفاشلة التي يتبعها الرئيس محمود أحمدي نجاد، وقالوا إنه منح الإصلاحيين فرصة مجانية للنجاح في الإنتخابات الرئاسية المقبلة بعد نحو ثمانية أشهر. ورجح هؤلاء أن يكون ارتفاع الاسعار وادارة الحكومة للاقتصاد في ايران رابع أكبر دول العالم انتاجا للنفط من القضايا الاساسية في الانتخابات الرئاسية التي يتوقع أن يرشح الرئيس أحمدي نجاد نفسه فيها لولاية جديدة.

وكان معدل التضخم في ايران نحو 12 في المئة في منتصف عام 2005 عندما تولى الرجل السلطة ووعد بتوزيع الثروة النفطية على نحو أكثر عدلا. ويقول منتقدوه ان الاسراف في انفاق الايرادات النفطية واقترانه بانخفاض أسعار الفائدة بشدة عن مستوى التضخم، غذى الضغوط على الاسعار. ورفض أحمدي نجاد هذه الانتقادات وقال ان ارتفاع التضخم مشكلة عالمية وان حكومته تعمل على معالجة هذه المشكلة.وتستعد ايران لاجراء اصلاح على عملتها الريال عبر الغاء عدد من اصفارها، وتشكلت هيئة خاصة في المصرف المركزي لاعداد إصلاح النقد والغاء عدد من الاصفار". واوضح نائب في البرلمان ان الاقتصاد الايراني يشهد منذ سنوات عدة معدلات تضخم من رقمين (اكثر من 10%) ادت الى خفض قيمة العملة الوطنية. وأضاف ان "الورقة النقدية من فئة 10 آلاف ريال باتت لها اليوم القدرة الشرائية التي كانت لورقة 25 ريالا قبل ثلاثين عاما". وتبلغ قيمة الدولار الاميركي حاليا 9650 ريالا في حين كانت قيمته تناهز 70 ريالا عند قيام الثورة الاسلامية في 1979.  وقال النائب، الذي طلب عدم ذكراسمه، "إن قيمة ما تدخره إيران في صندوق الاحتياطي النفطي سبعة مليارات دولار، مشيرا الى انخفاضه عن مستواه سابقا رغم زيادة دخل البلاد من النفط في السنوات الاخيرة. وكان محافظ البنك المركزي الإيراني قال في كانون الثاني الماضي ان الجمهورية الاسلامية، رابع أكبر دول العالم تصديرا للنفط، تملك عشرة مليارات دولار في الصندوق الذي يمثل جزءا من احتياطاتها من النقد الاجنبي . وتأسس الصندوق منذ سنوات لادخار الدخل الزائد عن المتوقع في الموازنةمن ايرادات النفط خلال فترات ارتفاع الاسعار كي يمكن استخدامه اذا انخفضت الاسعار أو لتمويل مشروعات استثمارية.وكان المفترض أن يكون الرقم أعلى كما كان يجب تحويل نحو 30 مليار دولار لهذا الحساب."

وأشار إلى أن بعض النواب اتهم الحكومة بالسحب من الصندوق لتمويل نفقات جارية حتى مع ارتفاع أسعار النفط .

وبعد ثلاث سنوات أمضاها أحمدي نجاد في السلطة، ورغم وصول العائدات إلى ارقام قياسية بسبب ارتفاع أسعار النفط، أضحى الاقتصاد في وضع أسوأ. والحال أن الفقراء هم أكثر المتضررين من سياسات نجاد الاقتصادية الذي ثبت أن الوضع الإقتصادي هو نقطة ضعفه الرئيسية التي قد تطيحه تماماً. وخلال حملته الرئاسية، لم يكن هناك ذكر إلا في ما ندر لطموحه إلى جعل إيران قوة نووية أو إلى "محو" إسرائيل من خريطة العالم، بل كانت شعاراته الرئيسية تتركز على إرجاع "العائد النفطي إلى مائدة كل أسرة"، ومكافحة الفساد وخفض التضخم المتصاعد والبطالة المزمنة. وبهذه الأهداف اجتذب نجاد فقراء إيران، الذين أعطوه أصواتهم وثقتهم.

لكن نجاد دخل في خلافات واضحة مع الاكثرية المحافظة في مجلس النواب حول توجهاته الاقتصادية اولا والثقافية ثانيا. وربما تحمل كثرة الخلافات تداعيات خطيرة على فرص إعادة انتخابه رئيساً عام 2009.

وإذا لم يتحسن الوضع الاقتصادي، وبالتالي إذا تردت شعبية الرجل أكثر، وإذا استمرت العقوبات الدولية على إيران بسبب برنامجها النووي، فقد يقرر رجال الدين الممسكون بزمام الأمور أن يقدموه كبش فداء كي يحفظوا نظام الحكم الإسلامي في إيران. لكن أحمدي نجاد عنيد وليس ممن يتراجعون بسهولة عما يقتنع به أو ما يكون قد قرره.

وينتسب محمود أحمدي نجاد ينتسب إلى مرشده الروحي آية الله مصباح يزدي وانصاره المتشددين الذين ينتظرون قبل كلِّ شيء مجيء المخلِّص صاحب الزمان، وفكرة الخلاص الشيعية الخاصة بعودة المهدي المنتظر. وقد أمر نجاد عندما كان رئيسًا لبلدية طهران بتجديد أحد الشوارع لأنَّ المهدي المنتظر سوف يدخل عند عودته طهران عبر ذاك الشارع. وتردد أنه أمر مجلس إدارة بلدية طهران بطبع خرائط للطرق التي سيسلكها الإمام المهدي عند عودته. وفي كل خطبه تحدث عن ضرورة تجهيز الأرض من أجل عودة المهدي، وعلى سبيل المثال في كلمته التي ألقاها في اجتماع أعضاء الجمعية العمومية للأمم المتحدة حيث دُهش الحضور جداً لأقواله. في المقابل يعتبر المصلحون والبراغماتيون الإيرانيون الملتفون حول الرئيس السابق محمد خاتمي ورئيس مجلس خبراء القيادة هاشمي رفسنجاني، هذه اللهجة المنبرية المثيرة الخاصة بفكرة الخلاص وعودة المهدي صاحب الزمان و غيره من المفاهيم المقدس عند العامة، ذريعة من أجل صرف انظارهم عن إخفاقات سياسة أحمدي نجاد ومن معه داخلياً ومن أجل استمرار الضغط الدولي على إيران واستغلاله داخلياً.

ويتوقف النائب الذي تحدث إلى موقعنا عن قرار لنجاد بمنح "حزب الله" في لبنان عشرة ملايين دولار نهاية الشهر الماضي من خلال "الحرس الثوري" ، وذلك بهدف نشر كتب وبرامج واعلانات حول "ثقافة الشهادة في سبيل الله". ويلاحظ أن فكرة الشهادة التي تؤدي دورًا مهمًا في المقاومة ضد العدو لا تنجم عن حرارة الإيمان العقائدي وحده ، فهناك إلى جانب هذا الدافع الحسابات السياسية. ولا يجوز نسيان أنَّ لا شيء ساهم في المحافظة على النظام الإيراني بقدر الحرب العراقية- الإيرانية الطاحنة التي دارت رحاها في الثمانينيات.وأوقعت مليوني ضحية في الجانبين. 

 

وفد عسكري لبناني إلى البنتاغون وواشنطن تؤكد التمسك بالتزاماتها

بيروت - الحياة - 08/10/08//

يتوجه وفد عسكري رفيع من الجيش اللبناني الى واشنطن مطلع الأسبوع المقبل لإجراء محادثات في وزارة الدفاع الأميركية لوضع جدول زمني لتدريب الجيش اللبناني وتجهيزه وتسليحه في ضوء ما أكده نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد هيل من أن لا فيتو أميركياً أو إسرائيلياً على تسليحه وان الإدارة الأميركية عازمة على تلبية احتياجاته من الأسلحة المتطورة لمواجهة الإرهاب والتطرف وحماية السلم الأهلي والاستقرار في لبنان.

وتأتي زيارة الوفد لواشنطن تتويجاً للمحادثات التي أجراها هيل مع أركان الدولة في لبنان وقيادة الجيش والتي انتهت ليل أمس بلقاءات عقدها مع الرؤساء العماد ميشال سليمان ونبيه بري وفؤاد السنيورة والنائب السابق لرئيس الحكومة ميشال المر والنائب السابق غطاس خوري بالنيابة عن رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري لوجوده خارج البلاد.

وعلمت «الحياة» ان هيل حضر الى بيروت ومعه مساعدة وزير الدفاع الأميركي لشؤون الأمن الدولي ماري بتلنغ لتأكيد أن السياسة الأميركية تجاه لبنان لم تتغير وان انشغال الإدارة الأميركية في معالجة الأزمة المالية التي ضربت الولايات المتحدة والعالم لن تصرفها عن استمرار التزاماتها، وان الانتخابات الرئاسية الأميركية في 4 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل لن تكون سوى محطة لتكريس الموقف الأميركي الداعم للبنان بصرف النظر عن الرئيس الذي سيصل الى البيت الأبيض.

وعلم أيضاً ان هيل حرص خلال لقاءاته الرسمية والسياسية التي استمرت 4 أيام في بيروت، على دحض ما كان أشيع من أن واشنطن ليست في وارد تسليح الجيش اللبناني وتدريب عناصره بسبب اعتراض اسرائيل.

لكن محادثات هيل في بيروت تجاوزت ملفي تسليح الجيش وتأكيد الالتزامات الأميركية حيال لبنان الى تقويم الوضع الأمني العام فيه في ضوء المخاوف من الوضع في منطقة شمال لبنان وفي ظل ما يتردد من حين لآخر من ان هذه المنطقة ستبقى ساخنة ويمكن استخدامها لضرب الاستقرار.

وتطرق هيل الى مسألة الحشود العسكرية السورية بعدما أخذت تتمدد من المنطقة الشمالية في داخل الأراضي السورية قبالة عكار الى المنطقة المواجهة للبقاع الشمالي، وسجل مخاوف بعض الأطراف اللبنانيين وتحديداً في الأكثرية، من الأهداف المبيتة لهذه الحشود، فيما أكد له بري أن أحداً لا يريد عودة الجيش السوري الى لبنان وان كبار المسؤولين السوريين وبينهم وزير الخارجية وليد المعلم أعلنوا أن لا نية لسورية بالعودة عسكرياً الى لبنان وان لا عبور الى داخل الأراضي اللبنانية المتاخمة للحدود السورية. وعلمت «الحياة» أن بري سأل أمام هيل: «طالما ان الجيش السوري يتحرك في داخل الأراضي السورية، لماذا كل هذه الضجة؟ وتابع بري: «الجيش السوري يقوم بضبط الحدود بين البلدين ويعمل على منع التسلل ومكافحة التهريب وإذا لم يفعل ذلك تتعالى الأصوات وفي حال بقيت الحدود على حالها ترتفع الأصوات، فاتركوا سورية في سورية».

وفي سياق تزايد الحديث عن المخاوف من احتمال تدهور الوضع الأمني، كان أمس لقائد الجيش العماد جان قهوجي موقف واضح هدد فيه بالضرب بيد من حديد «كل من يحاول التلاعب بمصير الوطن». وأكد قهوجي في حفلة استقبال أقامتها قيادة الجيش في اليرزة للتعارف بين قائد الجيش الجديد والإعلاميين في حضور نقيبي الصحافة محمد بعلبكي والمحررين ملحم كرم، «ان الجيش على استعداد دائم لوأد الفتن في مهدها وسيضرب بيد من حديد كل من يحاول تهديد حياة المواطنين في أمنهم وسلامتهم وأرزاقهم»، مشيراً الى أن «لا غطاء سياسياً أو فئوياً فوق رأس من يريد تهديد الاستقرار أو الإخلال بالأمن».

ورأى قهوجي أن ما يحصل من أحداث أمنية متفرقة «لا يمكن أن يشكل عائقاً أمام اندفاعة مسيرة الاستقرار»، وقال: «إن أكثر ما نحتاج اليه لحماية لبنان من العواصف التي تهدده باستمرار، هو تنشئة الأجيال على مبدأ الولاء الوطني». وأضاف: «لا مكان لهذا الوطن تحت وجه الشمس، بمعزل عن وحدة أبنائه وتمسكهم بصيغة العيش المشترك، المستندة بدورها الى قاعدة الحقوق والواجبات وفكرة قبول الآخر واحترام قيمه ومعتقداته وحرياته التي كفلها الدستور والقانون». وزاد: «إذا كان دور الجيش هو الضمانة المباشرة والسريعة للحفاظ على الاستقرار العام في البلاد، فإن هذا الأخير يبقى عرضة للمخاطر، إن لم يرتكز على قاعدة صلبة يوفرها إجماع اللبنانيين على القضايا الوطنية الرئيسية، وتوافقهم على معايير شفافة وعادلة، لإدارة شؤونهم وتحقيق تطلعاتهم

 

أضعف الإيمان - شمال العراق وشمال لبنان

داود الشريان- الحياة- 08/10/08//

يبدو ان الإرهاب سيصبح وسيلة لاستباحة حدود الدول، وخلق حروب اقليمية، بعد ان صار عاملاً في زعزعة الامن الداخلي، وولد نزاعات داخلية في غير بلد عربي، فالاستعدادات التركية للعودة الى شمال العراق، وزيادة الحشود السورية على حدود لبنان الشمالية، ورد الفعل الدولي غير المكترث تجاه ما يجري على الجبهتين، يثير المخاوف على مستقبل الامن الاقليمي.

البرلمان التركي سيصوت اليوم على تمديد الإذن للقوات المسلحة باستمرار المهمة التي بدأت العام الماضي، والمعارضة التركية تطالب باستغلال انشغال واشنطن بالأزمة المالية، وظروف الانتخابات للدخول الى الاراضي العراقية والبقاء لمدة قد تطول، وسوريا تضبط تعزيزاتها على الحدود اللبنانية على الساعة التركية، والانشغالات الاميركية، فضلاً عن تحذيرات الناطق باسم الخارجية الاميركية للسوريين اتسمت بالهدوء والتعميم، وربما فهمت دمشق هذا الموقف كما فهم صدام حسين اشارات السفيرة الأميركية في بغداد خلال الحديث عن حشوده على الحدود الكويتية، ناهيك عن ان الأميركيين يجيدون اعطاء الاشارات الاختيارية.

المجتمع الدولي تعامل مع الغزو التركي الاول للاراضي العراقية الذي جرى العام الماضي، باعتباره دفاعاً عن النفس، وجزءاً من الحرب العالمية على الارهاب، ودمشق تسعى لمعاملة حشودها بالمثل، وتتحدث بكثافة عن الجماعات السلفية في الشمال، وربطت حشودها بمندرجات القرار 1701، وان ما يجري هو تدارك لمنع تهريب الأسلحة، ناهيك عن الربط بين الحشود والتفجيرات الارهابية التي وقعت السبت الماضي في دمشق، وامام الحشود العسكرية والصحافية والفتور السياسي تبدو اسرائيل وكأنها بعيدة عن المشهد، وواشنطن تحذر رعاياها في لبنان من تهديدات أمنية، وفي المقابل ترسل تطمينات لنواب الاغلبية. الا يدعو هذا التناقض للقلق؟ لا شك في ان جميع الاسباب التي سيقت لتبرير الحشود السورية، بدءا من تهريب المازوت الى تنفيذ القرار 1701 غير مقنعة، فهذه الحشود لم تتم لدواع امنية لسبب بسيط جداً، هو ان دمشق ليست بحاجة الى جنود لضبط الحدود اللبنانية فلديها على الاراضي اللبنانية لبنانيون يزايدون عليها بسوريتهم. هذه الحشود لها اسباب سياسية. والظروف السياسية المحيطة بالعلاقات السورية - اللبنانية تتعقد وليس العكس، ولهذا يبدو ان لبنان سيواجه ازمة مازوت في الأيام المقبلة، فسورية قررت ضبط الحدود على الطريقة التركية

 

نصرالله: لا تراجع عن الانتقام لمقتل مغنية واسرائيل ستتفاجأ كثيرا

اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ان " لا تراجع عن قرار الرد على اغتيال المسؤول في الحزب عماد مغنية".

وذكرت جريدة الاخبار انه في اجتماع يُعرف عادة ب"شبه الداخلي"، سئل نصرالله عن عن الاوضاع بمختلف جوانبها، فأجاب:"لن نتراجع عن تحقيق المفاجأة الكبرى بوجه العدو !" وكتبت الجريدة عينها: " السؤال المركزي الأهم يبقى في سياق لا يتصل مباشرة بالحرب المقبلة: ماذا يعني استمرار الاستنفار في إسرائيل خشية الرد على اغتيال المسؤول العسكري في حزب الله عماد مغنية؟". ويتهم حزب الله إسرائيل باغتيال مسؤوله العسكري عماد مغنية فى الانفجار الذى وقع في دمشق في شباط الفائت. وشددت اسرائيل في الآونة الاخيرة من تحذيراتها وقالت:"أن اندلاع حرب قريباً هو سيناريو ممكن، وقد يتحقق نتيجة عملية ثأر ينفذها حزب الله انتقاماً لاغتيال مغنية أو بواسطة غارة إسرائيلية استباقية ضد إدخال صواريخ مضادة للطائرات إلى لبنان، وهي خطوة تصفها إسرائيل بأنها خط أحمر".

 

خميني - بعثي - قومي - عوني ، كيف اجتمعوا ؟ فما هو القاسم المشترك يا ترى؟

ع . ب

2008 ,Oct 08

من مشارب ومعتقدات مختلفة اجتمعوا، جمعهم امر عمليات صادر عن سوريا وايران، كيف اجتمعوا؟ بينما لكل طرف منهم فكر وعقيدة مختلفة كليا عن الطرف الاخر

باختصار

الخمينيون: عقيدتهم اقامة جمهورية اسلامية في لبنان (وفي غيره) ولا يؤمنون ب لبنان وطنا نهائيا لكل ابنائه

البعثيون: ينادون بالاشتراكية بينما عقيدتهم المطبقة : تحكيم العلويين في سوريا ولبنان واينما استطاعوا ولا يؤمنون ب لبنان وطنا نهائيا لكل ابنائه

القوميين: ينادون بالهلال الخصيب ولا يؤمنون ب لبنان وطنا نهائيا لكل ابنائه

العونيين: ينادون بما يقوله لهم الخمينيون والبعثيون والقوميون

فما هو القاسم المشترك يا ترى؟

الخمينيّون: عقيدتهم إقامة دولة إسلامية ملهمة من الجميهورية الإسلامية في إيران, فلا يأبهون للبنان ولا لنظامه وديمقراطيّته ونهج معيشته... إلخ. لا يؤمنون بلبنان السيّد الحر المستقل ذوي التعدّدية الدينية والسياسية. إنّ لبنان لدى حزب ولاية الفقيه مجرّد ساحة صراع دائم, لذا ما يقوم به حزب الله هو إنشاء مجتمع المقاومة, وهذا واضح في الصف الشيعي اليوم, ومن يتبع لهم... للأسف, قسم من المسيحيين.

البعثيون: حلم ابتدأ مع حافظ الأسد ولم يسقط مع موته, فالسوريين يحلمون بضم لبنان إلى سوريا وهذا ما يريده بشار الأسد. لا يؤمنون بالتركيبة اللبنانية ولا التعدّدية اللبنانية, فهم الذين موّلوا وحرّضوا الحرب الطائفية في لبنان منذ ٣٠ عاماً.

القوميّون السوريّون: منذ بدئهم مع أنطوان سعاده وحتى اليوم, ينادي القوميين إلى إنشاء سوريا العظمى وتلك البلد التي تضم لبنان, إسرائيل, الأردن, تركيا, قبرص, وسوريا الحالية. القوميون لا يؤمنون بالدولة اللبنانية وولائهم لم يكن للبنان يوماً, فهم الذين دعموا ويدعمون التدخّل السوري في لبنان, هم الذين خرّبوا وسفكوا دماء لبنان, ففكرهم النازي لم يتوقّف ولو للحظة فكان تخالطه مع الفكر البعثي المجرم وكانت النتيجة آلاف القتلة والجرحة, والتوحّد لإسقاط لبنان.

العونيون: هذا التيار ممثّل بشخص عون وحده, فإذا سقط عون يسقط التيار العوني. عون هو من أوسخ القيادات التي أتت إلى لبنان, فهذا "القديس" و"الإله" و"الإنجيل" و"النظيف" كما يلقّبه مناصريه, لم يتجرّأ يوماً من الأيام على البوح بحقيقة عمالته لدى عدو جعله يبيع وطنه وأصله ويحارب ضدّه. عون لم يتحمّل يوم أي مسؤولية وأهم مسؤولية هي مسؤولية الشعب المسيحي الذي حاربه في أواخر الثمانينات, مسؤولية وطنه الذي حاربه منذ ال١٩٩٨ وحتى يومنا هذا, كما حاربه منذ ١٩٨٤ حتى منفاه. عون لا يهمّه لبنان, فهمّه الوحيد هو مصلحته الشخصية.

ما يجمعهم جميعهم هو عدم مبالاتهم للبنان والمحاربة ضد قيامته, لكن مهما حاولوا, فقوى 14 آذار لهم بالمرصاد. فنحن قوم الحرّية والسيادة هم خبزنا اليوميّ والمقاومة علمنا ونهجنا ومنطق مصدقيّتنا, فمن حاول إبادتنا في السابق يعرف تماماً من نحن وما ترمز له قوى 14 آذار

 

النائب زهرا : لا صفقات دولية ولا اقليمية على حساب لبنان واذا حصلت فسنتصدى لها

لبنان الحر

2008 ,Oct 08

نسعى الى المصالحة ونسهل حصولها ونلتزم كل المبادرات 

أكد النائب أنطوان زهرا "أن المصالحة المسيحية - المسيحية اقتضتها الظروف المأساوية التي حصلت في بصرما، مما ولد التساؤل عن سبب ومبرر استمرار هذا الجو المتوتر والقلق خصوصا على أبواب انتخابات نيابية قد ترفع من وتيرة هذه العمليات". وقال في حديث الى إذاعة "لبنان الحر": "لقد حصلت حيال ذلك مبادرة مشكورة وإيجابية من الرابطة المارونية وبتشجيع من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وطبعا بمباركة بكركي التي حاولت مرارا إنهاء هذا الجو المأزوم على الساحة السياسية المسيحية. ولأن المشكل الذي حصل في بصرما كان بين "القوات اللبنانية" و"المردة" ارتأت الرابطة أن تبدأ المصالحة بين الطرفين بلقاء ثنائي بينهما بعد أن حصلت على الموافقات المبدئية لذلك بالاتصالات التي قامت بها، على أن يكون اللقاء بشخص رئيسي الحزب والتيار، أي الدكتور سمير جعجع والوزير السابق سليمان فرنجيه". اضاف: "ان قصر بعبدا اقترح مكانا للقاء و"القوات" انتظرت تحديد الموعد إلا أنها فوجئت بالبدء بوضع شروط والتمسك بأمور لمسنا من ورائها تهربا من المصالحة".

وإذ أكد النائب زهرا "أن "القوات" كانت دائما تلجأ الى القضاء ولا تزال"، أشار الى "أن ثمة شعورا بأن عنصرا ما طرأ في مكان ما من داخل أو خارج الحدود ربما ودخل على الخط ليخربط هذا اللقاء ويمنعه"، وقال: "غير ذلك لا نرى أي مبرر لعدم القبول بالمعالجة حيث هو المشكل الفعلي ولا مانع بعد ذلك من توسيع هذا اللقاء ليشمل أطرافا أخرى". وشدد على "أن "القوات" تسعى الى المصالحة وتسهل حصولها"، وقال: "نحن التزمنا حرفيا بكل المبادرات بما فيها الاتفاق الصادر عن الرابطة المارونية، فليطبق الجميع ما اتفق عليه وننظر لاحقا في الإضافات". اضاف: "حفاظا على السلم والتهدئة خصوصا في المناطق المسيحية لم تقم "القوات" بأي رد فعل تجاه ما تعرضت له علما أنها قادرة على ذلك".

وتابع: "ان الجميع في حاجة الى حياة طبيعية حيث سيكون مناسبا للجميع أن تحصل الانتخابات النيابية من دون استفزازات وضغوط، وبناء عليه نحن جاهزون للمصالحة وللقاء". وفي موضوع الانتشار السوري على الحدود اللبنانية، قال النائب زهرا: "ان الاجراءات التي حصلت على الحدود لو لم تترافق مع تصاريح الرئيس السوري بأنه يجب ان يكون لسوريا دور في لبنان لكانت امرا طبيعيا، وبالعكس ربما تكون تلبية لرغبات بضبط الحدود ووقف تسرب السلاح وتسليح المنظمات غير الشرعية في لبنان".

واشار الى "كلام الرئيس السوري عن ان شمال لبنان مركز للارهاب وكأنه قندرهار وقوله ان التفجيرات التي تحصل في سوريا تأتي من لبنان، في الوقت الذي يتبين مرة بعد مرة ان لا تفجير يحصل الا و بالصدفة يكون هناك ضابط معني اما باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري او بالملف النووي السوري ويقضي بالانفجار"، لافتا الى "ان الرئيس السوري يحاول ان يستحصل على تفويض من المجتمع الدولي لدور ما في لبنان بحجة ضبط الارهاب". وقال: "ان الجو الدولي والاقليمي غير مؤات ولن يعطي تفويضا جديدا وانتفاضة الاستقلال مستمرة ولن نتساهل بأي صفقة يمكن ان تحصل، علما اننا اطمأننا ان لا صفقات لا دولية ولا اقليمية على حساب لبنان. ولكن اذا حصلت صفقات فنحن سنتصدى لها، نحن حذرون ولكن غير خائفين، تعلمنا في الماضي ولن نسمح بعودة وضع اليد على لبنان".

وأشار الى "حملة التضليل التي حصلت بشأن قانون الانتخاب بعد الاتفاق عليه في الدوحة"، وقال: "حتى لو كانت المجالس بالامانات فإننا سوف نكون مضطرين الى كشف الامور على حقيقتها امام الرأي العام، ولا يجوز ان تستمر هذه الحالة وان يستمر تشويه الحقائق لغايات انتخابية لأن الحقيقة ستظهر للناس وفي وقت ليس ببعيد". وردا على سؤال عن المجلس الدستوري، اكد النائب زهرا انه "من الضروري تشكيله في أسرع وقت ممكن"، مذكرا بأن "تعطيل مجلس النواب ومجلس الوزراء هو ما عطل تشكيل هذا المجلس قبل اليوم، فيما هناك ضرورة ملحة لتشكيل المجلس بسرعة"، متمنيا "ان يمر بسرعة في فترة لا تتعدى الشهر"، مشيرا الى "ان هناك اقتراحا بإعادة تكليف المجلس الدستوري النظر في تفسير الدستور لأن تفسيره في الهيئة العامة لم يعط النتيجة المطلوبة".

 

النائب فتفت : الصراحة سادت كل اللقاءات بين "تيار المستقبل" و"حزب الله"

استقبل وفدا من "المنبر اللبناني المستقل

استقبل النائب أحمد فتفت في دارته في سير اليوم، وفدا من "المنبر اللبناني المستقل" ضم السادة الياس عاقوري وسليم مسعد ونبيل فتال وماهر باكير ورشيد الجم ومحمد الحسن ومصطفى جمعة، أكد أمامه "أن المصالحات التي يجري العمل على إتمامها حاجة لمختلف القوى على الساحة اللبنانية، لأن المنطقة تمر في ظروف دقيقة ولا بد لمؤثراتها أن تنعكس على لبنان، لذلك فإن الوعي لحقيقة الامور ولسرعة الاستحقاقات وخطورتها التي قد تشهدها المنطقة، يجب أن تنتج اقتناعا لدى الجميع بأن الصلح سيد الاحكام ويخدم كل المصالح". وشدد على "أن الصراحة كانت العنوان الابرز لكل اللقاءات التي عقدت بين أركان تيار المستقبل ومسؤولي حزب الله"، مشيرا الى "أنها ليست المرة الاولى يطرح خلالها تيار المستقبل الامور بصراحة، فهو سبق أن طرح الامور بطريقة مشابهة، ويا للأسف فإن ذلك لم ينتج توافقا كما يحصل الآن". وتوقع بناء تفاهم متين عمليا، يكون عمره طويلا إذا سمحت الظروف الاقليمية بذلك، إلا أن كل النيات تحرص على انجاز تفاهم وطني، قد يتعرض لخروق على الارض لكنه يفترض أن يبقى قويا ومتينا على المستوى السياسي". وأضاف: "إن المصالحات التي تجري ليست بالضرورة قاعدة للتحالف انتخابي، اذ ان تيار المستقبل سيخوض الانتخابات المقبلة الى جانب حلفائه في قوى الرابع عشر من آذار وان المصالحات تبنى على اساس ان العملية السياسية يجب ان تبقى ضمن التنافس الديموقراطي وخارج طار استعمال السلاح، في حين ان الائتلاف الانتخابي يبنى على اساس آخر مختلف".

وشدد النائب فتفت على "أن الامل قوي في التوصل الى تفاهم وطني جامع وان عدم حصول ذلك يعني ضرب لبنان، فلا مستقبل للبنان بدون تفاهم ابنائه واتفاقهم على طريقة ادارته وقيادته".

وكان الدكتور سليم سعد تحدث بعد اللقاء باسم وفد "المنبر اللبناني المستقل"، موضحا أن الوفد سيستكمل جولته على الفاعليات السياسية اللبنانية تمهيدا للاعلان عن ولادة المنبر، وان اللقاء كان فرصة لمناقشة مختلف التطورات على الساحة اللبنانية حيث اكدنا من جهتنا اهمية المصالحات وضرورة متابعتها واستثمارها بشكل جيد والحؤول دون تعريضها لنكسات سياسية. وقد عرضنا وجهة نظرنا التي استسقيناها من رأي الغالبية الساحقة من الشعب اللبناني الذي يتطلع ونتطلع معه الى استقرار عام في البلاد، وهذه مسؤولية جامعة تعني فريقي النزاع في لبنان. فالناس كفرت بالخلافات وتترقب الفرج ونهاية الازمة السياسية، كما انها تتطلع الى الاداء المعتدل الوسطي والواقعي كمخرج لما نحن فيه". ووصف مسعد اللقاء مع النائب فتفت ب"المثمر والايجابي"، وقال: "استمعنا الى صديق اكثر مما استمعنا الى سياسي".

 

 معركة المقعدين« في البترون ستدور »على المنخار«.. بين »التيار« و١٤ آذار

السفيرlقد يبدو الحديث مستغربا عن معركة انتخابية صعبة وعلى »المنخار« ستدور في قضاء البترون الذي يحوي مقعدين نيابيين فقط، لكن الدهشة تتبدّد عندما ندرك أن هذين المقعدين للموارنة، وأن القوى المتنافسة تحكمها الخصومة الشخصية الحادّة والموروثات السياسية التاريخية المعقدة، وأن ثمة قوى غريبة عن القضاء ومزاجه المسيحي الماروني تتدخّل في هذه اللعبة منذ اليوم دعما لحلفائها. ء

نظرة الى التوزيع الانتخابي لسنة ٢٠٠٩ بحسب أرقام أعدّها مكتب »الإحصاء والتوثيق« في ٧٠ بلدة ساحلا ووسطا وجردا، تظهر أن عدد الناخبين سيكون ٣٠٠ ،٥٨

سيقترع منهم زهاء ٤٠٠ .٣١

طائفيا يشكّل المسيحيون ٩٢,٥ في المئة

السنّة ٧,٥ في المئة

والشيعة ١,٩ في المئة

وعلى الرّغم من قّلة المسلمين السنّة الذين يتوزّعون على بلدات: الهري، رأسنحاش، بشتودار، إلا أنّ »تيار المستقبل« يبدو من أشدّ المتحمّسين لخوض المعركة في هذا القضاء. ء

الأجواء السائدة حاليا توحي بأن التحالف المقبل لقوى ١٤ آذار سيكون بين النائبين بطرس حرب وأنطوان زهرا، إلا أن عنصرا مستجدا هذه المرّة يتمثل برغبة الكتائبي المهندس سامر جورج سعادة بالترشح، وكذلك أحد مؤسسي حركة »لبنان الكيان« الدكتور نبيل الحكيّم، ما يثير تساؤلا عن كيفية ترتيب البيت الكتائبي القواتي. ء

وإذا كان ترشح الوزير جبران باسيل محسوما عن »التيار الوطني الحرّ« فإن حليفا ثابتا له في الجرد ما يزال قيد الدّرس، علما أنه يوجد اسمان يخطبان ودّ العونيين يتمثلان بالمحامي عصام يونس المقرّب من »المردة« والدكتور جورج مراد القريب من »التيار الحرّ« والذي يقول انه سيستمر في ترشحه حتى لو لم يختره الأخير، علما أنّ المرشحين يتقاسمان جردا الأصوات ذاتها. ء

من معالم المعركة أيضا أنّ سلاح المقاومة واستشهاد النقيب الطيار سامر حنّا والكلام المجتزأ الذي نقل إعلاميا عن العماد ميشال عون، والذي تساءل فيه عن السبب الذي حدا بطوافة الجيش اللبناني الذهاب الى سجد، هي من »أسلحة المعركة الثقيلة« والتي يبدو أنها مؤثرة في المزاج الشعبي غير المتابع بدقة لتفاصيل السياسة اللبنانية وكواليسها. ء

قضاء البترون هو من الأقضية المحرومة إنمائيا على الرغم من احتوائه على سياحة دينية رئيسية في كفيفان وحردين ودير مار مارون كفرحي، حيث هامة القديس مارون ومركز البطريركية المارونية الأولى. إلا أنه يفتقر الى مستشفى متطور والى طرقات واوتوسترادات وشبكة مياه، كذلك يعاني من مشكلات بيئية حادّة بسبب معامل الترابة في شكا وبقايا مصنع الإترنيت التي تؤدي الى امراض سرطانية، وليس في القضاء إلا ندرة من موظفي الفئة الاولى في الدولة. من هنا تبدو العناوين الإنمائية ايضا واحدة من اسلحة المعركة الانتخابية المقبلة. ء

عام ٢٠٠٥ نال مرشح »التيار الوطني الحرّ« جبران باسيل وحليفه نزار يونس القسم الأكبر من أصوات المسيحيين في هذا القضاء الذي جرى ضمّه وقتها، وبحسب قانون الـ،٢٠٠٠ الى أقضية الكورة وزغرتا وطرابلس والمنية. والسؤال هل سيحصد باسيل في ٢٠٠٩ أكثرية أصوات أبناء هذا القضاء كما حصل في ٢٠٠٥؟

يقول النائب بطرس حرب انّ »واقع المنطقة سيكون مفاجأة للناس، إذ ثمة انقلاب كبير على سياسة »التيار الوطني الحرّ« وعلى ممارسة الأشخاص والمسؤولين فيه«.

في هذا الإطار يقول مدير مكتب »الإحصاء والتوثيق« الدكتور كمال فغالي في معرض تحليله الانتخابي لقضاء البترون: »لتركيبة اللوائح والتحالفات الإنتخابيّة تأثير مباشر وحاسم على النتائج بسبب الحجم الصغير للدائرة، فمهما كانت القوة الانتخابيّة للمرشّح يبقى عاجزًا عن الفوز بدون حليف قوي«.

الى ذلك فإن صغر حجم الدائرة قد يدفع بالكثيرين للترشح،خاصة وأن في الدائرة الكثير من المرشحين تقليديًا حين لم تكن الدائرة بهذا الحجم منذ .١٩٧٢ كما أنّ تأثير الجغرافيا الانتخابية الخاصة بالمرشّحين من حيث انتماء المرشّح إلى بلدة كبيرة بعدد ناخبيها، يوفّر عددًا اضافيًا من الأصوات تضاف إلى أصوات الأنصار السياسيين.

التيار الحرّ

حلّ »التيار الوطني الحر« أولاً بين التيارات السياسية في استطلاع رأي أعدّه مكتب »الإحصاء والتوثيق« في أيلول ،٢٠٠٨ إذ أظهر قوة في الساحل والوسط. مرشّحه وزير الاتصالات ومسؤول العلاقات السياسية في التيار المهندس جبران باسيل الذي ترشّح عام ٢٠٠٥ ولم يحالفه الحظ بسبب تقسيمات قانون الـ،٢٠٠٠ لكنّه حلّ أولاً في قضاء البترون بنسبة ٥١,٤ في المئة من أصوات المقترعين. في استطلاع رأي ايلول ٢٠٠٨ حلّ باسيل أولاً في الساحل والوسط وثالثًا في الجرد.

ينشط باسيل إنمائيا وهو يسعى لإنشاء »بيت المونة« في البترون لتجذير المواطن البتروني في أرضه، وهو اساسي لتصريف الانتاج الزراعي في المنطقة. كذلك اهتم بإعادة إحياء قلعة سمار جبيل الأثرية وأنشأ »جمعية سمار جبيل« التي اقامت هذه السنة مهرجانها السنوي الثالث، ويتابع النواقص الإنمائية في المنطقة بدءا بمستشفى البترون، وملاحقة قاطعي الأشجار حيث أصدرت وزارة الزراعة قرارا في هذا الشأن، كما يلاحق قضايا عدة من طرق ومد شبكة مياه في مناطق عدّة.

عن حليف الجرد غير المحسوم لغاية الساعة يقول مصدر مقرّب منه: »نبحث عن حليف لديه قدر كبير من الأصوات. معركة »التيار الوطني الحرّ« سياسية وطنية جامعة وليست معركة منطقة بحدّ ذاتها. الموضوع السياسي يتخطى المنطقة، إذ ثمة إعادة اعتبار سياسي للمسيحيين ككل من خلال القانون الذي سيعيد جزءا كبيرا من الدور السياسي والعمل الحكومي. الناس في ٢٠٠٩ ستختار بين الارتهان لتيار الحريري وسياسته والخضوع لنتائجها من ديون وفساد وكوارث اقتصادية وبين الخط السيادي الإصلاحي«. متسائلا: »لا ندري لماذا يركّز »الفيروس« المالي على منطقة البترون أكثر من سواها من المناطق المسيحية«.

إمكان الائتلاف بين باسيل والنائب بطرس حرب مستبعدة: »لا ائتلاف إذا بقي المشهد السياسي على حاله، وما دام النائب حرب في تيار الحريري وتابعا له، فلا تفاهم معه البتّة. فنحن لا نعمل سياسة بترونية ضيقة« يقول المصدر المقرّب من باسيل.

تيّار المردة

حلّ تيار المردة في استطلاع رأي مكتب الإحصاء والتوثيق لأيلول ٢٠٠٨ رابعًا كتيار سياسي له نفوذ تاريخي في القضاء. كثر من سياسيي القضاء ترشحوا على لوائح آل فرنجية منذ عهد الإستقلال وفاز معظمهم، ومن بينهم بطرس حرب الذي فاز في انتخابات ١٩٧٢ مع جورج سعادة بدعم من الرئيس فرنجية وانضم إلى كتلة طوني فرنجية، والذي فاز على لائحة سليمان فرنجية في انتخابات ٢٠٠٠ دون أن ينضم إلى كتلته. سايد عقل عضو كتلة سليمان فرنجية منذ ١٩٩٢ لغاية ٢٠٠٥ ومانويل يونس عضو الكتلة منذ ١٩٩٢ لغاية .١٩٩٦

»المردة هم عصب المنطقة سياسيا وامنيا، لكنّ توجيهات الوزير السابق سليمان فرنجية هي حماية المنطقة المسيحية من أي إشكال أمني« كما يقول مسؤول المردة في البترون سمير الحصري، مستعيدا العلاقة التاريخية بين رئيس الجمهورية الراحل سليمان فرنجية مع قضاء البترون، والتي تعود الى خمسينيات القرن الفائت، حيث كان الشمال دائرة انتخابية واحدة قبل اعتماد قانون ،١٩٦٠ وكان فرنجية يدير حملة شقيقة حميد.

انتشرت »المردة« في الشمال زمن الحرب، وكان للمرحوم طوني فرنجية فريقه الإنتخابي الفاعل بترونيا في انتخابات .١٩٧٢ بعد حلّ الميليشيات عام ١٩٩٠ اقتصر عمل »المردة« على المكاتب السياسية وهي منتشرة في الشمال كلّه وثمة مكتب مركزي في المدينة.

لـ»المردة« تحالفاتهم على الساحل مع »التيار الوطني الحرّ«، وفي الجرد مع عائلات عدّة أبرزها يونس ومراد وطربيه في تنورين، حيث الخزّان البشري للبترون وحيث للنائب بطرس حرب ٣ آلاف صوت.

يؤكد القيادي في »المردة« أن المحامي عصام يونس سيكون حليف الوزير باسيل في انتخابات ،٢٠٠٥ لأن تحالف نزار يونس وجبران باسيل ما يزال قائما وسيحصل لقاء مع العماد ميشال عون لتحديد التحالفات نهائيا.

زادت في الآونة الأخيرة المخاوف من صدامات أمنية بين أنصار »المردة« و»القوات اللبنانية« وخصوصا إثر حادثة بصرما، وقبلها حادثة مقتل شخص في اعتصامات ٢٣ كانون الثاني ٢٠٠٧ وسقوط جرحى. يشرح الحصري: »كانت مكاتبنا الخدماتية تتعاطى مع المواطن البتروني من دون النظر الى انتماءاته السياسية. بعد عام ١٩٩٠ تحوّلت مكاتب »المردة« الى خدماتية سياسية، وأبعد عن توليها كل من حمل السلاح في الحرب منعا للإستفزاز. استمر الوضع على هذا المنوال حتى عام ٢٠٠٥ فعاد العماد ميشال عون من المنفى وفتح مكاتب للتيار وشكلت عودته حالة شعبية مميزة واكبتها تجمعات شعبية سلمية مستمرة. ما إن خرج سمير جعجع من السجن حتى فتح بدوره مكاتب في البترون وسلّمها الى مقاتلين قدامى، فخلق حالة ميليشيوية جديدة أرغمت التيارات المسيحية الأخرى على التسلّح لحماية نفسها«.

ويشير الحصري الى حالة من »توازن الرّعب« موجودة في البترون والتي يمكن احتواؤها »الى حدّ ما«.

بطرس حرب

أنصار النائب بطرس حرب بحسب إحصاء أيلول المذكور أقوياء في الجرد ومتوسطو القوة في الوسط وضعفاء في الساحل. في انتخابات ٢٠٠٥ فاز حرب في الدائرة والقضاء، وحلّ ثانيّا في قضاء البترون بنسبة ٥٠ في المئة وحلّ في استطلاع رأي ايلول ٢٠٠٨ أولاً في الدائرة وفي الجرد.

يعتبر النائب بطرس حرب مرشحا قويا، وخصوصا في جرد البترون لأسباب عائلية بحيث تعدّ عائلته زهاء ٣٠٠٠ صوت. الشيخ بطرس نائب منذ ٣٧ عاما، لكن على الرغم من تأثير عامل الوقت فإنه يعتبر الشخصية الأقوى بترونيا.

توجّه المعركة الإنتخابية في قضاء البترون بحسب حرب ستكون بين سياسة ٨ وسياسة ١٤ آذار »ونحن كفريق ١٤ آذار نتوجه للحفاظ على التحالفات وسنعالج مسألة تعدد المرشحين، والأهم ألا تتكرر تجربة الماضي فيتعدد مرشحو »الكتائب اللبنانية« و»القوات اللبنانية« التي تخسّر فريقنا«.

التحالف ما يزال قائما بين حرب والنائب القواتي أنطوان زهرا »سنخوض المعركة سويّا وسنحلّ المشكلة مع »الكتائب اللبنانية« من خلال عملية توزيع المقاعد والحصص في لبنان«.

وعن إمكان حصول ائتلاف مع وزير الاتصالات جبران باسيل نفى حرب الأمر بحزم قائلا:»لا شيء يجمعني بباسيل، لا على صعيد أساليب العمل ولا المناقب ولا الخطاب السياسي ولا الممارسة السياسية ولا الآداب ولا يجمعني به ايّ شيء على الصعيد الوطني هو والخط السياسي الذي يمثله، هذا الخط يؤمن بأن الدولة يمكن أن تحوي سلاحا غير سلاح الدّولة الى حين حلّ مشكلة فلسطين التي قد تطول الى مئة عام، بينما أؤمن شخصيا بأنه لا يمكن إبقاء أي سلاح خارج إطار الدولة وخارج إشرافها وسيطرتها، دون أن يعني هذا الكلام أنني أدعو الى نزع سلاح المقاومة أو مواجهتها، بل أرفض استمرار استقلالية قرار »حزب الله« عن الدولة وهو ما يعاكس توجهات »التيار الوطني الحرّ«.

لا ينسى النائب حرب التذكير بقضية الضابط الشهيد سامر حنّا ابن البترون قائلا: »أعطي مثلا على قضية السلاح استهداف المروحية العسكرية ومقتل النقيب سامر حنا والموقف الملتبس جدّا الذي اتخذه العماد عون و»التيار الوطني الحرّ«.

وعن الاهتمام المبالغ فيه خدماتيا لـ»تيار المستقبل« يقول: »نحن موجودون في العمل السياسي قبل »تيار المستقبل« بزمن بعيد، وأنا شخصيا كنت في عداد المعارضين لسياسة الحريري الإقتصادية والإدارية، إلا انه لا يمكن ان أنفي أنّ ثمة محازبين لـ»تيار المستقبل« في البترون لا سيما بعد استشهاد الرئيس الحريري، وهذه الظاهرة كبيرة في القرى السنية. كما أن »تيار المستقبل« لديه توجه بأن يظهر نفسه كتيار وطني وليس كإسلامي سنّي. ومن هذه الزاوية نشهد تحرّكا على صعيد كلّ لبنان اجتماعيا حيث تقدم مساعدات، وهذه لا تقدّم بمناسبة الانتخابات بل اعتاد التيار تقديمها في الأعوام الماضية، من مساعدات للتدفئة في القرى الجبلية الى مساعدات اجتماعية ومرضية«.

القوات اللبنانية

حلّت »القوات اللبنانية« في المرتبة الثانية بين التيارات السياسية في استطلاع رأي أيلول ٢٠٠٨ مظهرة قوة في الجرد والوسط. مرشّحها أنطوان زهرا، وهو أول مرشّح للقوات في الدائرة. ترشّح في العام ٢٠٠٥ وفاز بالنيابة لكنه حلّ في المرتبة الأخيرة في القضاء بنسبة ٤٤,٤ في المئة. حلّ في استطلاع رأي ايلول ٢٠٠٨ في المرتبة الثالثة في الدائرة والساحل والوسط.

التفاؤل قاسم مشترك للقوى المنضوية في فريق »١٤ آذار«. النائب أنطوان زهرا يعتبر أنّ »القوات اللبنانية« هي أكبر قوة تجييرية في القضاء وتصل الى ٥٣٠٠ صوت«. يحلّل زهرا، ومسقطه كفيفان قرية القديسين نعمة الله الحرديني واسطفان نعمة، توجّه الإنتخابات المقبلة مقارنا إياها بالجوّ الذي ساد في ٢٠٠٥ : »حصلت موجة في ٢٠٠٥ وتمكّن الوزير سليمان فرنجية من التأثير في الناخبين نظرا الى خدماته وسطوته، فعمد الى استخدام »الجزرة والعصا« وكان اتكأ طويلا على تحالفه مع السلطات السورية. بعد أربعة أعوام انكشفت سياسة »التيار الوطني الحرّ« إثر تحالفه مع »حزب الله« ووصول العماد عون الى حدّ التساؤل عن كيفية وصول طوافة النقيب حنّا ابن البترون الى تلال سجد، وانحسار نفوذ الوزير فرنجية وهذه عوامل ستؤثر في خيار الناس«. القوات ستتحالف بحسب زهرا مع الكتائب والأحرار واليسار الديموقراطي والإشتراكيين و»تيار المستقبل« والكتلة الوطنية،الى شخصيات فاعلة في القضاء.

عن ترشح المهندس سامر سعادة يقول النائب زهرا: »ترشح سامر سعادة وارد، لكن بالنتيجة نحن كقوات متحالفون مع الكتائب كفريق واحد في لبنان كلّه، ولن يكون بيننا إشكال لا في البترون ولا في سواها«.

الكتائب اللبنانيّة

شهدت نموًا ملحوظًا في السبعينيات وهي تشهد منذ فترة تراجعًا. حلّت الكتائب في استطلاع رأي ايلول ٢٠٠٨ خامسًة كتيار سياسي. خسرت في الأعوام الأخيرة الكثير من أنصارها لحساب القوات اللبنانية. مرشّح الكتائب سامر سعادة يسعى ليكون على لائحة الموالاة مكان مرشّح القوات اللبنانيّة.

سعادة مهندس شاب يبلغ الـ٣٢ من العمر. انتسب الى حزب الكتائب عام ١٩٩٣ وتدرّج فيه بدءا من عضو لجنة الطلاب، ثم تسلّم مكتب طلاب البترون ثم رئيس قسم ثم محافظ الحزب في الكورة والبترون فرئيس إقليم البترون الكتائبي. يستبعد سعادة اشتباكا سياسيا مع القوات اللبنانية ويقول ان »مسألة الترشح ستحل داخل ١٤ آذار«. شعار سعادة الإبن »هدف النيابة هو إيصال رأي الناس وليس اتخاذهم رهينة ووضعهم متراسا بين بعضنا بعضا«.

يذكر أنّ ليلي سعادة زوجة جورج سعادة قد ترشحت عام ٢٠٠٠ مخالفة قرار الحزب وحققت ٤٠٢٨ صوتًا بنسبة ١٦,٨ في المئة.

نبيل الحكيم

الدكتور نبيل الحكيم هو طبيب من مدينة البترون ينتمي إلى عائلة سياسية، كان عضوًا في الكتائب اللبنانية وشارك أخيرا في تأسيس حزب »لبنان الكيان«، وأبرز أعضائه من قدامى القوات اللبنانية والكتائب. ترشّح في انتخابات ٢٠٠٠ عن حزب الكتائب وحقق ٦٦٠٢ صوت بنسبة ٢٧,٦ في المئة، محققا أكبر عدد من الاصوات في أكبر بلدات الساحل البترون وشكا وكفرعبيدا ٢٠٥٢ صوتًا بنسبة ٤٠,٤ في المئة رغم ترشّح سايد عقل وجورج ضو من بلدة البترون. كان ليكون أفضل مرشّح للتحالف مع بطرس حرب على لائحة الموالاة، إلاّ أنه يواجه بـ»فيتو« من سمير جعجع كونه صهر بيار الضاهر رئيس مجلس إدارة تلفزيون المؤسسة اللبنانية للإرسال التي يتنازع ملكيتها مع الأخير أمام القضاء اللبناني. حلّ في استطلاع رأي ايلول ٢٠٠٨ سادسًا.

يونس ومراد

المحامي عصام يونس شقيق نزار يونس الذي خاض انتخابات ٢٠٠٠ و٢٠٠٥ دون أن يفوز، كان في الإنتخابات الأخيرة عضوًا في لائحة فرنجية، وحلّ ثالثًا في القضاء بنسبة ٤٧,٥ في المئة. يرفض نزار يونس الترشح »لأن الناس لا ترغب بشخصيات تخدمها بل تفضّل من يتزعّم عليها« كما قال لـ»السفير«. لكنّه يدعم ترشح شقيقه المحامي عصام، وهو مرشح محتمل على لائحة »التيار الوطني الحرّ«.

يونس يبدأ حديثه خلافا لبقية المرشحين بسرد برنامجه الإنتخابي الذي فكّر فيه طويلا وأبرز عناوينه: »إعادة التوازن في السلطة بين المسيحيين والمسلمين الذي أساء إليه اتفاق الطائف، العمل لقانون الدائرة الفردية كي ينتخب المسيحيون من قبل قواعدهم، العمل على عقد وطني بين الطوائف للإتفاق على ثوابت وحقوق لا يمكن تغييرها مهما تبدّل العدد، العمل على حياد لبنان«.

عائلة يونس هي من العائلات القوية في تنورين. تمثل زهاء ٨٠٠ صوت وهي منافسة تاريخيا لبطرس حرب.

يقول المحامي يونس انّ ثمة »استياء شعبيا في القضاء من النواب والوزراء السابقين. فالقضاء لا توظيفات فئة أولى فيه في الدولة ولا عمران ولا مياه رغم وفرتها ولا أوتوسترادات.

اسم تنّوري آخر قد يكون على لائحة »التيار الحرّ« هو الدكتور جورج مراد وهو طبيب جراح أمضى ٢٦ عاما من حياته في فرنسا وعاد الى لبنان عام .١٩٩٨ استقطبه خطاب العماد ميشال عون عام ١٩٩٠ وخصوصا في حرب التحرير وبعد الطائف »بحيث لم أكن مقتنعا بالطائف الذي جرّد رئيس الجمهورية من صلاحياته الدستورية«.

يرفع الدكتور مراد شعار: »النيابة ليست وكالة حصرية ولا حسابا في مصرف بل هي ملك الشعب«.

آل مراد يعدّون زهاء ١٢٠٠ صوت، وهم ثاني عائلة بعد آل حرب. يلتقون على محاربة بطرس حرب وليس على زعيم من قلب العائلة.

يقول مراد انه غير ملتزم بأي حزب، لكن »لديه تعاطف كبير مع مسيرة الجنرال عون، وتأييد لمواقفه الشجاعة وللتفاهم مع »حزب الله« الذي اؤيده لأنه يصبّ في خانة السّلم الأهلي اللبناني. واي تفاهم مماثل بين لبنانيين هو جيد واؤيده بالقوة ذاتها، كما إنني أؤمن في نهاية المطاف بضرورة بناء دولة قوية وجيش موحّد وبندقية واحدة على الأراضي اللبنانية كاّفة«.

عن إمكان ترشحه في اللائحة مع المهندس جبران باسيل قال: »إنه أمر قيد المفاوضات، والخيار سيكون وفق المعايير التي وضعها العماد عون، أي أن يتمتع الشخص بالأهلية والرصيد الشعبي في المنطقة«.

يقول مراد انه سيخوض المعركة الإنتخابية حتى لو لم يرشحه التيار الوطني الحرّ. ء

 

المحكمة الدولية قدر لبنان... وقدر سوريا

خيرالله خيرالله ، الاربعاء 8 تشرين الأول 2008

من حق السلطات السورية حشد قوات على طول الحدود مع شمال لبنان. ومن حقها أن تطالب أيضا بتنسيق أمني مع الجانب اللبناني من أجل منع التهريب في الاتجاهين في المنطقة الحدودية والتصدي لما تسميه الحركات المتطرفة والإرهابية. أن يكون هناك تنسيق أمني بين البلدين أمر أكثر من طبيعي، خصوصًا عندما تكون هناك ندية في العلاقة بين بيروت ودمشق. مثل هذه الندية شرط أساسي لا مفر منه في حال كان مطلوبًا أن تكون العلاقات اللبنانية - السورية من النوع الصحي الذي يخدم مصالح الشعبين والبلدين بعيدًا عن عقد الماضي. في مقدّم العقد الفهم الخاطئ لطبيعة لبنان خصوصًا بسبب الإعتقاد بأن لبنان خطأ تاريخي. والمعني بالخطأ التاريخي أن لبنان أرض سلخها الإستعمار عن سوريا مثلما سلخ عنها لواء الإسكندرون الذي كان إلى أمس قريب جدًا يحمل تسمية "اللواء السليب" في المنشورات الرسمية السورية.

هناك من دون أدنى شك مشكلة حديثة نسبيًا تتمثل في جريمة إغتيال الرئيس رفيق الحريري في الرابع عشر من شباط - فبراير 2005. أدت هذه الجريمة إلى قيام المحكمة الدولية التي ستبصر النور عاجلا أم آجلا كما صدرت على أثرها سلسلة من القرارات عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في شأن توصيف الجريمة والمسائل الأخرى المتعلقة بإنشاء المحكمة وصلاحياتها. هل تستطيع السلطات في دمشق التصرف بمعزل عن المحكمة الدولية؟

لا شك أن الوضع في شمال لبنان في غاية التعقيد. ولا شكّ أيضًا أنّ سوريا مهتمة بالوضع في الشمال، خصوصًا في مدينة طرابلس، من منطلق أن طرابلس مدينة سورية، من وجهة نظر دمشق، وأن طرابلس الشام هي مثل دمشق وحماة وحمص وحلب ودير الزور... أو أي مدينة سورية أخرى. لكن ذلك لا يمنع من توجيه دعوة إلى التمهّل والتروي وطرح سؤال في غاية البساطة. فحوى السؤال أنه في حال كانت طرابلس مدينة مليئة بالمتطرفين الذين يسميهم المسؤولون السوريون "سلفيين"، علما أن ثمة فارقًا بين الإنتماء إلى السلفية والإنتماء إلى تنظيم إرهابي مثل"القاعدة"، من يتحمّل مسؤولية تحوّل عاصمة الشمال، وهي المدينة الثانية في لبنان، إلى قاعدة لـ"القاعدة"؟ هنا لا يمكن سوى العودة إلى الماضي القريب والتذكير بأن طرابلس بقيت تحت السيطرة المباشرة للنظام السوري أمنيا وسياسيا منذ العام 1984، تاريخ خروج ياسر عرفات منها تحت دوي المدفعية السورية؟ هل نتيجة ربع قرن من الوجود الأمني السوري في طرابلس أن تصير المدينة بين ليلة وضحاها ملجأ آمنًا لـ"القاعدة"؟ قليل من المنطق يبدو أكثر من ضروري. قليل من المنطق يساعد في إعادة العلاقات اللبنانية - السورية إلى الطريق الصحيح بعيدًا عن المزايدات والتهويل.

قبل كل شيء، لا بدّ للنظام في سوريا من التخلي عن أوهامه اللبنانية تمامًا مثلما تخلّى عن وهم إسترجاع اللواء السليب. في المقابل، يفترض في اللبنانيين الإعتماد على محاور مع دمشق إسمه الرئيس ميشال سليمان. إستطاع الرئيس اللبناني، أقلّه إلى الآن، إعتماد لغة لا تستفز السوريين وهذا يساعد إلى حد كبير في فتح صفحة جديدة بين بيروت ودمشق مبنية على الثقة المتبادلة وعلى أن مستقبل العلاقات بين البلدين يجب أن يكون في منأى عن عقد الماضي من جهة وعن المحكمة الدولية من جهة أخرى. المحكمة حقيقة قائمة. في حال كان أركان النظام السوري بريئين من دم رفيق الحريري واللبنانيين الآخرين الذين اغتيلوا بعده، لماذا لا توضع المحكمة الدولية بين قوسين في انتظار ما ستتوصل إليه المحكمة التي أقرها مجلس الأمن بموجب الفصل السابع من شرعة الأمم المتحدة.

هناك واجبات على اللبنانيين مثلما أنّ هناك واجبات على السوريين. من حق سوريا حشد قوات على الحدود مع لبنان في حال شعرت نفسها مهددة. ولكن من حق لبنان طرح أسئلة من نوع من يهدد من؟ ومن يدخل المسلحين والأسلحة إلى الأراضي اللبنانية؟ هل هناك مدخل آخر غير الأراضي السورية، خصوصًا بعد صدور القرار الرقم 1701 عن مجلس الأمن الذي باتت بموجبه الشواطئ اللبنانية تحت مراقبة دولية من البحر؟

تقضي المصلحة في إيجاد صيغة تعايش بين لبنان وسوريا. كان اتفاق الدوحة الذي رعته دولة قطر خطوة مهمة في هذا الإتجاه. على النظام السوري التخلي عن عقده والنظر إلى لبنان بطريقة مختلفة تتجاوز الماضي، ذلك أن ما مضى قد مضى فعلا. بكلام أوضح، يفترض في دمشق التوقف عن الرهان على أنها لا تزال موجودة عسكريًا وأمنيًا في لبنان لأنّ "حزب الله" ملأ الفراغ الذي خلفه إنسحابها من أراضي جارها الصغير. أكثر من ذلك، لا بدّ لدمشق من الاقتناع بأنّ سوريا ليست روسيا وأنّ لبنان ليس جورجيا وأنّ شمال لبنان ليس أوسيتيا الجنوبية أو أبخازيا. في النهاية، "حزب الله" حزب مذهبي تأتيه التعليمات من طهران وليس من دمشق. أما لبنان، بفئاته المتعددة، فعليه ترك مسألة التعاطي مع دمشق لجهة واحدة هي رئاسة الجمهورية. تبقى المحكمة الدولية التي هي شأن آخر. صارت المحكمة قدرًا إن بالنسبة إلى سوريا أو بالنسبة إلى لبنان! القدر الآخر أن على كل من البلدين العيش إلى جانب الآخر بمحكمة دولية أو من دون محكمة... كلفة التعايش في ظل صيغة معقولة تظل الأقل كلفة بالنسبة إلى أي منهما... إلى أن يقضي الله أمرًا كان مفعولا!

 

مجلس النواب صادق على 17 مشروعا واقتراح قانون أبرزها الاعفاءات الضريبية واعاد اقتراح قانون تمديد المهل في المجلس الدستوري الى لجنة الادارة والعدل/ الرئيس السنيورة:الوضع المصرفي في لبنان في منأى عما يجري في الخارج وتأثيراته

علينا ان نكون حرصاء على القطاع المصرفي لانه يؤدي دورا اساسيا في التسليف

وطنية- 8/10/2008 (سياسة) صادق مجلس النواب على 17 مشروعا واقتراح قانون ابرزها الاعفاءات الضريبية عن اعوام 2006 و2007 و2008 بنسبة 90 في المئة. واعاد اقتراح قانون تمديد المهل في المجلس الدستوري الى لجنة الادارة والعدل على ان يعرضه في الجلسة المقبلة. واجاز للحكومة ابرام اتفاقات دولية تتعلق بالاستثمار وحماية البيئة البحرية ومكافحة الفساد وتبييض الاموال.

عقد مجلس النواب جلسة عامة افتتحها رئيس المجلس الاستاذ نبيه بري عند الساعة العاشرة والدقيقة الخمسين قبل الظهر، في حضور رئيس مجلس الوزارء فؤاد السنيورة والوزراء ونائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري والنواب: عبد الله فرحات، علي عمار، محمد قباني، ابراهيم كنعان، علي بزي، بطرس حرب، نقولا غصن، اسماعيل سكرية، ميشال فرعون، ايلي كيروز، محمد الحجار، فريد حبيب، نائلة معوض، هاشم علم الدين، بدر ونوس، غنوة جلول، انطوان خوري، امين شري، علي عسيران، جورج قصارجي، بيار دكاش، ايمن شقير، بيار سرحال، كامل الرفاعي، عاصم عراجي، نبيل دو فريج، محمود المراد، غسان مخيبر، احمد فتفت، روبير غانم، ياسين جابر، بهيج طبارة، اكرم شهيب، حسن حب الله، حسين الحاج حسن، نوار الساحلي، يوسف خليل، قاسم هاشم، عبد المجيد صالح، احمد فتوح، جمال الجراح، جمال الطقش، يغيا جرجيان، هنري حلو، انطوان سعد، انطوان اندراوس، وليد الخوري، نقولا غصن، ايلي عون، ناصر نصرالله، عاطف مجدلاني، غازي يوسف، حسن يعقوب، علي مقداد، نعمة الله ابي نصر، سمير الجسر، أسامة سعد، نقولا فتوش، نبيل نقولا، أيوب حميد، علاء الدين ترو، انور الخليل، عمار الحوري، علي خريس، سليم عون، كميل خوري، قاسم عبد العزيز، ادغار معلوف، علي حسن خليل، جورج عدوان، سمير عازار، عبد اللطيف الزين، مروان حماده، شامل موزايا، سيرج طورسركيسيان، انطوان زهرا، جواد بولس ومحمد رعد، هادي حبيش ومصطفى علوش.

وتمثلت الحكومة برئيسها فؤاد السنيورة ونائب رئيسها عصام ابو جمرا، والوزراء: زياد بارود، طارق متري، تمام سلام، ابراهيم نجار، بهية الحريري، ابراهيم شمس الدين، محمد الصفدي، محمد فنيش، علي قانصو، جو تقلا، خالد قباني، جان اوغاسبيان، محمد خليفة، ريمون عوده، جبران باسيل، الياس سكاف فوزي صلوخ غازي زعيتر ووائل ابو فاعور.

وتليت في البدء اسماء النواب المتغيبين بعذر وهم: صولانج الجميل، اسعد حردان، عزام دندشي، باسم الشاب وستريدا جعجع.

ثم طلب الرئيس بري الوقوف دقيقتي صمت عن روح النائبين الراحلين اندريه طابوريان وحمد الصمد.

النائب قاسم هاشم

وبوشرت تلاوة الاوراق الواردة وتكلم النائب قاسم هاشم الذي أثار مسألة التعويضات اصحاب الاملاك المؤجرة لقوات "اليونيفيل"، وسأل: لماذا التأخير منذ العام 1995 حتى اليوم؟". كما اثار قضيتي القطاع التعليمي والمتعاقدين.

النائب عباس هاشم

وتحدث النائب عباس هاشم فتناول مقدمة الدستور لجهة موضوع الانماء المتوازن اذ انه "ركن اساسي من اركان وحدة الدولة والنظام".

الرئيس بري: "هناك توازن ثقافي".

وسأل النائب هاشم: "هل نحن ما زلنا امام الحالة نفسها؟". ودعا الى "وضع خطة انمائية شاملة ومتوازنة".

النائب سليم عون

النائب سليم عون سأل عن "مبنى الجامعة اللبنانية ولماذا لم يتم تشييده؟ واين اصبح ملعب زحلة لكرة القدم؟ وتطرق الى الوضع الزراعي ودعا الى "تعويض المزارعين الذين تضرروا منذ العام 2006"، لافتا الى ان "هناك قسما من المزارعين تضرروا من كساد البطاطا".

النائب علاء الدين ترو مقاطعا.

الرئيس بري: "لا حق لك بالمقاطعة".

واضاف عون:" التعويض يجب ان يحصل من الحكومة وامل ان يتم اعطاء هذا الموضوع الاهمية اللازمة لان الذين تضرروا هم من مختلف الطوائف والفئات".

النائب الحاج حسن

النائب حسين الحاج حسن أثار مسألة الزراعة في لبنان لا سيما في البقاع داعيا الى "تصنيف الاراضي"، قائلا: "نحن لسنا موافقين على تصنيف الاراضي في منطقتنا". وطالب ب"اقامة سد اليمونة وسد العاصي". وتمنى ان "يتم بتهما من اجل حل مشكلة المياه".

النائب جابر

وتحدث النائب ياسين جابر عن "ورشة الكهرباء التي شارك فيها مختلف المعنيين والتي اقيمت في مجلس النواب"، لافتا الى ان "أزمة الكهرباء والعجز الكبير المتنامي لا يزالان قائمين لا سيما انقطاع الكهرباء"، سائلا: "من أين سنأتي بالتمويل الضروري لسداد عجز الكهرباء وما الذي يمنع اعادة هيكلة قطاع الكهرباء وهناك مؤسسة تتهاون وليس هناك من محاولة جدية".

النائب فارس

النائب مروان فارس لفت الى "سرقة السيارات التي تحصل في منطقة بعلبك - الهرمل وخصوصا في الليل حيث تسرق 3 سيارات أسبوعيا مما يؤثر على حالة السير والناس يعتدى عليهم وتسرق سيارتهم. ودعا الى الانتباه لهذه المسألة وتناول ماتم تخصيه في الموازنة من مبلغ 20 مليار ليرة لمنطقة القاع الهرمل لفرز الاراضي وقد لزمت لشركات لكنها لم تكمل عملها وتمنى على الحكومة معالجة الموضوع واثار مسالة غلاء المحروقات مما يؤثر على الاوضاع المعيشية في منطقة البقاع.

النائب عراجي

وتوقف النائب عاصم عراجي عند مسألة الضمان الاختياري اذ ان "هناك زهاء مئة الف يستفيدون منه. فهناك المستشفيات الحكومية تستقبل وبعض المستشفيات الخاصة لا تستقبل". ودعا الحكومة الى "دفع الاموال والمستحقات لبعض المستشفيات الخاصة من اجل المواطنين".

النائب الخليل

النائب أنور الخليل تطرق الى "ضرورة اكمال دفع التعويضات للمهجرين ولابقاء المنطقة المحررة، خصوصا ان هناك وعدا من رئيس الحكومة فلم نسمع بعد ان هناك محاولة جدية للحصول على الاموال المطلوبة".

وقال: "هناك نوع من الشلل في منطقة مرجعيون - حاصبيا بسبب عدم التواصل عبر الخليوي لاسباب تقنية"، داعيا الى "معالجة هذا الموضوع وكانت هناك محاولة جدية ليكون بحث في الاسباب وانهائها وقال: "نحن مازلنا ننتظر الموازنات ومتى ستأتي هذه الموازنات اي 2006-2007-2008-2009".

النائب أسامة سعد

وقال النائب أسامة سعد: "هناك كارثة بيئية في مدينة صيدا وهو جبل النفايات الجاثم على صدر المدينة و 40 طنا ترمى في هذا المكب واستطاعت بلدية صيدا ان تؤمن هبة بقيمة 5 ملايين دولار لمعالجة المكب، لكن لا مكان لازالته لانه لا يوجد مكان لمعالجة الاتربة. نحن نطالب بالسماح لبلدية صيدا ان بمرسوم او بقرار لاستحداث حاجز بحري لرمي هذه النفايات وفق شروط بيئية والقرى والبلدات المحيطة ترمي نفاياتها في المكب، نحن نطالب بحل ريثما يجز معمل النفايات في سينيق".

النائب مخيبر

النائب غسان مخيبر أثار مشكلة مكب النفايات في منطقة برج حمود ورأى ان "هناك غيابا لرؤية معالجة النفايات الصلبة"، وتطرق الى مسألة المقالع والكسارات اذ "هناك غيابا لسياسة واضحة في هذا الشأن". ودعا الى "مناقشة الحكومة في المجلس النيابي أو عبر جلسة عامة او في اللجان المشتركة في موضوع الهيئة العليا للاغاثة،

النائب خريس

وتوقف النائب علي خريس عند موضوع الالغام والقنابل العنقودية التي زرعتها اسرائيل لافتا الى ان "هناك عددا من الشركات ستتوقف عن العمل وهي شركات فيها منقبون"، وسأل: "لماذا لا تتحمل الحكومة مسؤولية دعم هذه المؤسسات والشركات ريثما يتم تأمين المال اللازم والهبات اللازمة لها". وسأل عن "تعويضات المزارعين والمصانع والسيارات".

النائب حرب

النائب بطرس حرب أثار موضوع الازمة المالية وسأل: "لماذا لا يناقش المجلس النيابي تداعيات الازمة المالية"، وطالب رئيس الحكومة ب"شرح تداعيات الأزمة المالية".

وقال: "الاحد المقبل يمر 40 عاما على استشهاد النقيب سامر حنا ومن الطبيعي ان تضعنا النيابة العامة في جو التحقيقات لنعرف والحادث مستغرب، لذلك سأل اين اصبحت التحقيقات؟".

النائب الجراح

وتطرق النائب جمال الجراح الى الوضع الزراعي، داعيا الى "مساعدة المزارعين" وتمنى ان "تكون هناك خطة زراعية وطنية لكل المناطق اللبنانية وان تشمل كل المساعدات التي تأتي الى لبنان كل الافرقاء".

النائب فتفت

النائب احمد فتفت طالب ب"زيادة عدد اعضاء التخمين من 4 الى 12 في الشمال لانها تساهم في تعزيز أجواء المصالحات".

النائب فتوش

ورأى النائب نقولا فتوش انه "عندما نشرع فلا يعني ان تشرع كل ادارة وكأنها تشرع لها لان للتشريع اصولا".

النائب موزايا

النائب شامل موزايا تحدث عن المناطق المحرومة من منطقة جبيل وسأل: لماذا أسقط قضاء جبيل من المشاريع الانمائية التي وضعتها الحكومة؟ فشعب جبيل يطلب اجابة واضحة"، داعيا الى "رفع الغبن عن قضاء جبيل".

النائب شهيب

وقال النائب اكرم شهيب: "تقدمنا برؤية عن موضوع الحرائق"، وتناول مسألة المتطوعين في الدفاع المدني، داعيا الى "وضع دراسة لحل هذا الموضوع. كما أثار مسألة النفايات وطالب بعقد اجتماعات في المجلس النيابي من اجل هذا الامر.

الرئيس السنيورة

وقال الرئيس السنيورة: "هناك قضايا اساسية حياتية تطرح في المجلس. وهذا امر مهم بعد فترةو زمنية قضيناها ف يحالة من التوتر والمشاكل تتراكم. واليوم طرحت قضايا عديدة وامكان ايجاد حلول لكل المشاكل سيكون محدودا لان كل شيء يحتاج الى بنزين. لا احد يساعد. اثنين يتقاتلان لا الاقتصاد ينمو ولا الخارج يساعد ما دامت هناك مشاكل بين بعضنا البعض. فقد أضعنا فرصا كثيرة طلع البترول 14,5 ونزل الى 80 فكلها تداعيات، فضلا عن انشغالاتنا اليومية. فما يحصل في العالم شيء كبير وناتج من اوضاع مالية عالمية، وممارسات غير رصينة في الاعمال المالية، وهذا يختلف عما كنا عليه في العهود الماضية. العالم الآن متداخل، في سفينة واحدة وهناك غرف مختلفة. هناك غرف مرتبة، مكركبة، وعندما تطلع الربح تمس السفينة كلها".

-الرئيس بري: "غرف سوداء".

الرئيس السنيورة: "أشبه الكلام وهو شديد الدقة للوضع المالي، بلغت الازمة لما يسمى مضمون التسليفات وصولا الى بعض المصارف التي تدين لغاية مئة في المئة من دون اي هامش، وبمجرد ان يحصل هبوط مسبق في الاسعار تصبح غير مغطاة في الكامل واذا لم يعالج يؤدي الى هبوط آخر وتصبح هناك ديون وكلها مرتبطة بتعقيدات، وهناك توجه من السلطة في لبنان الا ندخل في مسألة التسليفات الخارجية، لذلك شهدنا انفسنا في القطاع المصرفي وهو في منأى. المصارف جزء من الاقتصاد، لا احد يقول ان اقتصاديا لم يتأثر. يجب ان يكون لدينا حرص على القطاع المصرفي، لانه يؤدي دورا اساسيا في موضوع التسليف ، الوضع المصرفي اللبناني في منأى عما يجري ولكن نحن جزء من النظام المالي العالمي. واعتقد ان هذه الهزات سيخرج بالنهاية النظام المالي العالمي مستفيدا من هذه الدروس مع تأثيرات ومن اهم التأثيرات التداعيات على مستويات التضخم التي شهدناها خلال هذه الفترة، كالفضة والقمح والحليب فحصلت متغيرات في الاسعار. الواقع التأثيرات التي يمكن ان تنجلي هو دخول العالم اشهرا يمكن ان نتأثر وكلما استطعنا ان نعيد اختلافاتنا الى مؤسساتنا الدستورية، نحاول ان نركز اوضاعنا مع المتغيرات وان نتعامل معها بشكل افضل. نحن نعتمد في جزء كبير في اقتصادنا على النفط، ستظل هناك حاجة من هذه الدول النفطية الى العمالة اللبنانية". وشدد على "الرصانة المالية في تصرفاتنا واعمالنا وتوقعاتنا وما يحصل في العالم نستخلص منه دروس كبيرة".

ورأى ان "السيولة جيدة لدى المصارف وما يسمى هوامش الضمانات من المدنيين، والمصارف يعتمدون سياسة رصينة. وبالنسبة الى "باريس-3" هناك جوانب مرتبطة بالاجراءات التي نعملها، والطمانينة لدى المانحين تتولد من عدم تخلي لبنان عن الاصلاحات.

وخلال عشرة ايام يعمل على موضوع الانماء المتوازن والكل يعرف واردات الخزينة، وموازنة ال 2009 احيلت على الحكومة وستوزع على الوزراء.

وبالنسبة الى موضوع تعويضات المزارعين ، فلنترك الامور الى المؤسسات الدستورية، يجب ان تتم المحاسبة، وهنا المجلس المكان الصحيح لمحاسبة الحكومة وهذا حقه. نحن اتتنا مساعدات ولكن الجزء الاكبر انفقه المانحون مباشرة".

الرئيس بري: "لنبق في نقاش الجلسة لان لدينا كلاما غيره. ومن لا يعجبه الجواب من السادة النواب يحوله الى استجواب".

الرئيس السنيورة: "علينا ان ندبر المال اللازم لموضوع التعويضات. أما بالنسبة الى مكب النفايات في صيدا فهو مشكلة وسأضع يدي قريبا على الموضوع، وستكون هناك جلسة مع وزير الاشغال عن موضوع التنظيم المدني في القاع والهرمل".

الرئيس بري: "اعمل جلسة للاسئلة والاجوبة".

السنيورة: "مشكلة الكهرباء اساسية في لبنان. نحن ما زلنا نعمل مع مصريين لاستيراد الكهرباء والغاز ونعمل هناك 39 وظيفة جرى تقديم 3 آلاف طلب من 3 آلاف واحد، وانتقاء ناس، توجهنا في مجلس الوزراء ان يصار الى اختيار بحسب الكفاءة".

جدول الاعمال

وبوشر درس جدول الاعمال فصادق مجلس النواب على مشروع قانون يجيز للحكومة ابرام اتفاقية وكالة بين حكومة الجمهورية اللبنانية والبنك الاسلامي للتنمية لتنفيذ اعمال وتجهيزات خاصة بمشروع تحسين وتطوير البنية التحتية لمدينة طرابلس.

ثم طرح مشروع قانون يجيز للحكومة ابرام اتفاقية استصناع بين حكومة الجمهورية اللبنانية والبنك الاسلامي للتنمية لتنفيذ اعمال وتجهيزات خاصة بمشروع تحسين وتطوير للبنية التحتية لمدينة طرابلس. فصادق عليه.

ثم صادق على مشروع قانون يجيز للحكومة إبرام إتفاق بين حكومة الجمهورية اللبنانية وحكومة جمهورية بنين عن تشجيع الإستثمار المتبادل وحمايته.

وصادق على مشروع قانون يجيز للحكومة إبرام إتفاقية بين حكومة الجمهورية اللبنانية وحكومة جمهورية التشاد عن التنشيط والحماية المتبادلة للاستثمارات.

وصادق على مشروع قانون يجيز للحكومة إبرام إتفاق تمويل تجارة واردات بين حكومة الجمهورية اللبنانية والبنك الإسلامي للتنمية لشراء مشتقات نفطية.

وصادق على مشروع قانون يجيز للحكومة الإنضمام الى بروتوكول قرطاجة المتعلق بالسلامة الاحيائية للاتفاقية المتعلقة بالتنوع البيولوجي.

وطرح مشروع قانون يجيز للحكومة الإنضمام الةى إتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد.

الرئيس بري: "المسألة دقيقة جدا، وجرى درس بين حاكمية مصرف لبنان ورئاسة المجلس، ولولا نظامنا المصرفي لا يوجد هذا النوع من النظام لكان تأثر أكثر من الأزمة العالمية".

ونوقش هذا المشروع مع اقراح قانون معجل مكرر تقدم به النائبان ياسين جابر وانور الخليل عن تبييض الأموال من خارج جدول الأعمال.

الرئيس بري: "لا مشكلة على الإطلاق، إقتراح القانون درس تماما حتى الحاكمية، وفي المحضر من اجل عدم الوقوع بأي إلتباس، ولا يوجد التخلي عن السرية المصرفية ، بل هناك محافظة عليها.

ثم صادق على اقتراح القانون المعجل المكرر المتعلق بتبييض الأموال.

بعد ذلك، جرى نقاش عن إنضمام لبنان الى إتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد.

الرئيس السنيورة: "نحن وضعنا في الأسباب الموجبة فقرة تقول اننا نتجه بمنحى لنا والدول العربية ان نقول نعم او لا، نحن تركنا الحق لنا، وسبقتنا الدول العربية لمسألة التحكيم.

وبعد النقاش صادق على المشروع.

وطرح مشروع قانون يجيز للحكومة الانضمام الى إتفاقية لحماية البيئة البحرية والمنطقة الساحلية للبحر المتوسط هي التعديلات التي طرأت على إتفاقية حماية البحر المتوسك من التلوث ، فصدق.

وطرح مشروع قانون لتعديل بعض مواد قانون تنظيم هيئات الضمان كما عدلته لجنة الإدارة والعدل.

وطالب النائب جابر بتأجيل البحث به، وأيده النائب الخليل واقترح تعديلا على بعض مواد المشروع.

ودعا الرئيس السنيورة الى تأليف لجنة يستعان بها ويكون مراقبون، ودعا الى بته في أسرع وقت.

وطالب النائب حسين الحاج حسن بعقد جلسة للجان المشتركة للبحث في هذا الموضوع.

وسأل النائب الحجار عن المقاييس المعتمدة، داعيا مجلس الوزراء الى "وضع آلية معينة للتعاقد".

وأيد النائب مخيبر اقتراح النائب الخليل وطالب النائب زهرا بأن "يكون التعاقد عن طريق المباراة.

ولفت النائب غانم الى ان "الدولة لا يترتب عليها شيء، وان شركات التأمين هي المولجة بهذا الأمر".

وسأل الرئيس بري: "ما المانع من إجراء التعاقد من طريق المباراة؟

ثم طلب إعادة المشروع الى اللجان المشتركة.

ثم طرح المشروع المتعلق بالممتلكات الثقافية.

ودعا النائب عباس هاشم الى إحالة المشروع على اللجان المشتركة لمزيد من الدرس.

الرئيس بري: "شو يا شباب؟ كل شيء تريدون إحالته على اللجان، لا.. لن أحيلهط.

النائب حرب دعا الى "الموافقة على المشروع بمادة وحيدة". وسقط إقتراح النائب هاشم بإحالته الى اللجان.

وأثار النائب سليم عون موضوع النصاب القانوني للجلسة، فأوقف الرئيس بري الجلسة لبعض الوقت فتأمن النصاب ثم أعيد البحث في المشروع.

وقال وزير الثقافة تمام سلام: "لا قانون يصدر مئة في المئة، ومن الأفضل ان تكون هناك قوانين من ألا تكون، وأركز على تنظيم الممتلكات الثقافية وتصنيفها".

الرئيس السنيورة أوضح انه يجري النظر في تعديل قانون الآثار ثم وبعد النقاش تمت المصادقة على المشروع.

وطرح مشروع القانون المتعلق بالمؤسسات العامة المرتبطة بوزارة الثقافة.

الرئيس بري: "لبنان لا يوجد فيه ذهب ولا أورانيوم، هناك ثروة حقيقية هي الثقافة وميزانيتها، الثقافة عمل مهم جدا ويمكن الإستثمار فيها".

النائب هاشم: "نحن الأكثر حرصا على تنظيم هذه المؤسسات".

النائب فتوش: "أقترح التصوبت عليه بمادة وحيدة".

فصادق على إقتراح فتوش، ثم صادق على المشروع.

وطرح مشروع القانون المتعلق بتنظيم وزارة الثقافة فصادق عليه.

وطرح مشروع قانون تحديد عدد محامي إدارة الجمارك ونظام عملهم وأصول وشروط تعيينهم وبدل أتعابهم.

وطرح النائب الحاج حسن تعيينهم بمباراة، وإلا يكون التعيين إستنسابي.

وجرى نقاش عن "ضرورة ان يحصل إمتحان أم بمرسوم".

النائب حرب: "لابقاء التعاقد".

وزير العدل دعا الى إخضاع المحامين لنظام محامي الدولة.

واقترح الرئيس بري إجراء مباراة بالألقاب ، ورأى ان إعتماد إجراء مباراة بالألقاب تحل المشكلة.

ثم صادق على المشروع معدلا.

وطرح مشروع قانون الإجراءات الضريبية وهو من خارج الجدول ويتضمن 159 مادة ، وقد طالب بعض النواب بإقراره بمادة وحيدة.

وقال النائب حرب: "ان قانون ضريبة الدخل الصادر عام 19 أدخلت اليه الكثير من التعديلات وطالب ب"وضع نصوص تطبيقية لم تحدد في القانون" طالبا "الأخذ بها". والتعديلات التي طالب بإدخالها على المادتين 1 و8 ، فتم تعديلمها ودونت الملاحظات على المادة 10 في المحضرـ، كما أدخل تعديل على المادة 106.

وقال النائب فتوش: "ان هذا المشروع ليس فيه من الرحمة بشيء"، واعتبر "المشروع ليس قانونا بل سلم عقوبات"، وقال انه "ضد القانون وضد إقراره بمادة وحيدة لانه يتضمن عقوبات".

الرئيس بري: "لا يجوز مناقشة مشروع مدى شهرين او ثلاثة، ثم نعيده . وسأسير في المشروع مادة مادة ولو استغرق الأمر جلسة كاملة".

الرئيس السنيورة: "هذا كله تسهيل لموضوع الضرائب، هناك مشاكل للمكلفين".

وطرح الرئيس بري إقرار المشروع بمادة وحيدة. نحن بهذا القانون نيسر على الناس، ولا يجب اعطاء رسالة بالتشريع للمكلف أن الذي يدفع مثل الذي لا يدفع.

الرئيس بري: " إعفاء من الغرامات إبتداء من القانون بنسبة 90 في المئة من العام 2006"، ثم جرت المصادقة المشروع بمادة وحيدة.

وطرح اقتراح قانون معجل مكرر لخفض الغرامات المتوجبة على متأخرات رسوم الميكانيك قبل 31/12/2008، فصادق عليه.

وطرح اقتراح قانون معجل مكرر الرامي لخفض الغرامات المتوجبة على متأخرات الرسوم البلدية بنسبة 90 في المئة شرط ان يتم قبل 31/12/2008.

وطرح مشروع قانون متعلق بسلامة الغذاء.

وأثار وزير الزراعة ايلي سكاف سحب عدد من صلاحيات وزارة الزراعة لمصلحة وزارات أخرى. واقترح سحب المشروع.

الرئيس بري: هل ناقشته لجنة الزراعة.

ولفت وزير الصناعة الى ان الوزارات المختصة لم تكن حاضرة في اللجان المشتركة، وتمنى على رئيس الحكومة "سحب المشروع لمناقشته في مجلس الوزراء".

النائب مجدلاني: "واجبنا ان نؤمن الصحة للمواطن، ولا يوجد هيئة ترعى شؤون الغذاء، وهذه الهيئة أكثر من ضرورية ليكون المواطن على علم بما يأكل، المهم هو صحة المواطن، ولا يهمنا ما ستأخذ هذه الوزارة وتلك من صلاحيات".

النائب فتوش: "يجب ان تسترجعه الحكومة".

رئيس الحكومة: "هذا المشروع مهم لا سيما ما نسمعه من شكاوى للمواطنين، يجب ألا ننظر الى الموضوع من هذه الوزارة او تلك، يجب ان ننظر الى المواطنين، اذا بقينا نقول هذه من صلاحياتي وتلك من صلاحياتي فستبقى صحة المواطن معرضة. وبعدما جرى درس هذا المشروع أتمنى ان يقر".

النائب سكرية رأى ان "هناك نواقص في المشروع".

النائب خليل: "هناك أمر أساس ان المشروع لم يمر على لجنة الصحة ولجنة الزراعى، أتمنى ان يدرس في اللجان المختصة".

النائب جابر: دعا الى ايجاد ابواب ووضع هيئة تقوم برعاية موضوع الغذاء.

النائبة معوض لفتت الى "أهمية إقرار المشروع".

النائب عراجي: "المشروع يحتاج الى درس".

ووضعه الرئيس بري جانبا.

ثم طرح اقتراح قانون معجل مكرر لتمديد المهل في تعيين اعضاء المجلس الدستوري.

وقال النائب غانم: "قدمت اقتراحا للاسراع في العمل، وإيقاف العمل في موضوع المقابلات، وإقتراح وزير العدل شمل وعدل ثلاث مواد من القانون الأصلي وتبنيت اقتراح وزير العدل ، أو ما تراه مناسبا ان نجمع الإقتراحين سويا".

الرئيس بري: "اتفقنا الا نوزع اقتراحات معجلة مكررة أثناء الجلسة، ما تفضل به الزميل روبير له تتمة، وقلت لوزير العدل الذي تقدم باقتراح ايضا ان يصير هناك جلسة للجنة الإدارة وإعطاء الإقتراح في الجلسة التشريعية الماضية، والأصول، ما دام إقتراح غانم هو نفسه إقتراح وزير العدل، فلذلك خلال اسبوعين او عشرة ايام تكون لجنة الإدارة قد درستهما وتدمج الإقتراحين سويا على ان تعقد جلسة لمناقشة هذا الإقتراح كاملا قبل نهاية الشهر".

ثم أعيد الإقتراح الى لجنة الإدارة والعدل.

وطرح اقتراح قانون لصرف الدواء بموجب التسعيرة الرسمية.

النائب علوش: المهم هو عدم تهريب الدواء.

وبعد المناقشة صادق على الإقتراح.

وطرح من خارج جدول الأعمال إقتراح يتعلق بالتجنيس وقرار مجلس شورى الدولة بهذا الشأن، لكن النواب أشاروا الى ان "الإقتراح لم يعرض على النواب".

وبعد ذلك، رفع الرئيس بري الجلسة وتلي المحضر فجرت المصادقة عليه وكانت الساعة تشير الى الثالثة الا ربعا.

الوزير سلام

وتعليقا على اقرار قانون تنظيم وزارة الثقافة، قال وزير الثقافة تمام سلام بعد الجلسة: "يهمني اليوم وبعد مضي سبعة اعوام على مشوار طويل في اطار قوانين وزارة الثقافة فهناك قانون تنظيم الوزارة، وقانون المؤسسات العامة المرتبطة بالوزارة وقانون الممتلكات الثقافية ثلاثة قوانين مضى عليها سبعة اعوام وتأخرت كثيرا. واليوم لا بد من ان اتوجه بالشكر الى المجلس النيابي الكريم رئيسا واعضاء، لما تم اقراره في هذه الجلسة من هذه المشاريع الثلاثة، ولا بد لي ايضا من ان اشكر كل الوزراء الذين سبقوني في وزارة الثقافة وعملوا جاهدين طوال اعوام لابرام هذه القوانين نهائيا وتصديقها واخراجها.

اضاف:" نعم، عالم الثقافة في لبنان هو عالم كبير جدا والقطاع الخاص المعني به لا يهدأ في كل الحقول والميادين الثقافية، ولكن الجانب الرسمي المسؤول والممثل بوازرة الثقافة كان ضعيفا وكان غير قادر على مواكبة هذا العالم الخاص لانه لم تكن هناك القوانين الكافية لذلك وباقرار هذه القوانين الثلاثة اليوم نأمل ان تتمكن من وضع المراسيم التطبيقية في اسرع وقت ممكن لكي تمكن الوزارة والقطاع الرسمي الثقافي من القيام بواجبه على اكمل وجه خدمة لهذا العالم الكبير فالثقافة هي هوية وشخصية الاوطان ولبنان بحاجة الى ابراز هذه الهوية وهذه الشخصية عبر النشاط الثقافي المتكامل بين القطاعين الرسمي والخاص، ونأمل ان تتمكن من السير بمشاريع قوانين اخرى ايضا تتعلق بقطاعات لها علاقة وثيقة بالثقافة قريبا ان شاء الله لتتمكن من انجاز الكبير مما يتطلبه هذا العالم من اداء في وطننا الحبيب لبنان الذي يستأهل كل خير وعطاء في المجالات كافة".

الوزير نجار

واوضح وزير العدل البروفسور نجار بعد الجلسة كيفية دمج مشروعه مع اقتراح المقدم من رئيس لجنة الادارة والعدل النائب روبير غانم لاعادة انشاء المجلس الدستوري، فقال: "كان من الواضح والاسلم من الناحية التقنية اسهل ان يلغى كليا قانون المجلس الدستوري الموضوع عام 2006، وعندما وجد الاستاذ روبير غانم مشروعي يتكامل مع الاقتراح الذي كان اعده تبنى مشروع وزارة العدل لان ليس تناقض بين الاثنين انما يكملان بعضهما. وقد يكون الاستاذ غانم أعده على عجل خصوصا لجهة الطلب في تمديد المهل، لكن التمديد كان يجب ان يترافق مع جملة تدابير وضعنا في مشروعنا".

وردا على سؤال قال: "ان مشروع الذي قدمته وزارة العدل يتضمن تعديلا للقانون الصادر عام 2006 برمته. ونحن اقترحنا اغلاءه وادخلنا على قانون العام 1993 تعديلات منها الغاء واستبعاد شرط المقابلة لانه لا يجوز لقاض من خيرة القضاء الذين يقضي ان يكونوا قيمين على الدستور وعلى الطعون النيابية فكيف يمكن ان تطلب منه مقابلة وكأنه يستجدي الوظيفة او يطالب بوضعه في هذا المنصب فهذا لا يجوز ولا يأتلف مع الاعتبار الاخلاقي الواجب لمكانته. ثم مددت المهلة وانشأنا طريقة لاختيار اعضاء المجلس الدستوري من قضاة ومن اساتذة جامعيين ورجال قانون ومحامين وعلقنا المهل. لانه اذا اراد عشرة نواب الطعن بقانون ما فلا وجود لمجلس دستوري. الآن للجوء اليه وبالتالي يتوجب تعليق بدء سريان المهلة حتى لا يكون ذلك ساري المفعول الا عندما يكتمل تأليف المجلس الدستوري. ثم اضفنا شرط سقف السن القانوني لانه اكثر من 74 لا يمكن تعيين قاض خصوصا ان المهلة المسندة اليه هي لست سنوات. بالاضافة الى ذلك عندما ينظر المجلس الدستوري في الطعون يجب ان يتوافر اكثر من سبعة اعضاء من عشرة اعضاء ولا يمكن لاربعة اعضاء تعطيل كل الانتخابات. لذلك وجد النائب روبير غانم ان هذا المشروع المقدم من جانبنا يكمل ما كان يصبو اليه فتبناه ليأتي لاحقا في سياق اقتراح قانون من مجلس النواب وليس من الحكومة وسيعرض على لجنة الادارة والعدل لصوغه في شكل اقتراح متكامل".

ولفت الى ان "صيغة الاقتراح الجديد للمجلس الدستوري الغت مفاعيل المقابلات التي كانت اللجنة التي كلفها مجلس النواب اجراءها مع المرشحين لمنصب عضو في المجلس الدستوري.

الوزير بارود

بدوره، دافع وزير الداخلية والبلديات زياد بارود عن الإجراءات التي اتخذتها وزارة الداخلية لجهة طلب النشرة الخاصة بكل من يتقدم بشكاوى لدى المخافر،

ولفت الى ان "المفتشية العامة لقوى الأمن الداخلي تتلقى شكاوى المواطنين وقد تم تفعيلها وهي تقوم بجهد إستثنائي وبدأت تعطي نتائج ممتازة بإعتراف المواطنين الذين تقدموا بشكاوى بكل جدية، فمثلا عندما يأتي مواطن ما أمام المخفر أو يتم الإستماع اليه كمدعي بحسب القانون، نطلب له النشرة لنتأكد ما اذا كان عليه شكاوى ما. وهذه وسيلة قضائية وليست مرتبطة بوزارة الداخلية. ومن يخاف ان تكون عليه اي ملاحظة على سجله فهذا شأن آخر، وأنا لا استطيع حماية المرتكبين، والنشرة لا تأخذ فقط بالإسم بل رقم السجل والإسم الثلاثي واسم الأم، صحيح هناك انزعاج لدى بعض المواطنين من الاجراءات الروتينية، لكن أتمنى ان يتفهموا عملنا لأن هذه النشرة ضرورية لضبط عدد من المخالفين للقانون أو لعدد من المطلوبين. شكاوى المواطنين سيتم تسهيلها من خلال إستخدام المكننة للاسراع في الاجراءات المطلوبة للنشرة".

 

التحالف الغادر     

التعاملات السريّة بين إسرائيل وإيران والولايات المتّحدة الأمريكية

تقديم وعرض: علي حسين باكير

"التحالف الغادر: التعاملات السريّة بين إسرائيل و إيران و الولايات المتّحدة الأمريكية".

 هذا ليس عنوانا لمقال لأحد المهووسين بنظرية المؤامرة من العرب، و هو بالتأكيد ليس بحثا أو تقريرا لمن يحب أن يسميهم البعض "الوهابيين" أو أن يتّهمهم بذلك، لمجرد عرضه للعلاقة بين إسرائيل و إيران و أمريكا و للمصالح المتبادلة بينهم و للعلاقات الخفيّة.

 انه قنبلة الكتب لهذا الموسم و الكتاب الأكثر أهمية على الإطلاق من حيث الموضوع و طبيعة المعلومات الواردة فيه و الأسرار التي يكشف بعضها للمرة الأولى و أيضا في توقيت و سياق الأحداث المتسارعه في الشرق الأوسط و وسط الأزمة النووية الإيرانية مع الولايات المتّحدة.

الكاتب هو "تريتا بارسي" أستاذ في العلاقات الدولية في جامعة "جون هوبكينز"، ولد في إيران و نشأ في السويد و حصل على شهادة الماجستير في العلاقات الدولية ثم على شهادة ماجستير ثانية في الاقتصاد من جامعة "ستكوهولم" لينال فيما بعد شهادة الدكتوراة في العلاقات الدولية من جامعة "جون هوبكينز" في رسالة عن العلاقات الإيرانية-الإسرائيلية.

وتأتي أهمية هذا الكتاب من خلال كم المعلومات الدقيقة و التي يكشف عن بعضها للمرة الأولى، إضافة إلى كشف الكاتب لطبيعة العلاقات و الاتصالات التي تجري بين هذه البلدان (إسرائيل- إيران – أمريكا) خلف الكواليس شارحا الآليات و طرق الاتصال و التواصل فيما بينهم في سبيل تحقيق المصلحة المشتركة التي لا تعكسها الشعارات و الخطابات و السجالات الإعلامية الشعبوية و الموجّهة.

كما يكتسب الكتاب أهميته من خلال المصداقية التي يتمتّع بها الخبير في السياسة الخارجية الأمريكية "تريتا بارسي". فعدا عن كونه أستاذا أكاديميا، يرأس "بارسي" المجلس القومي الإيرانى-الأمريكي، و له العديد من الكتابات حول الشرق الأوسط، و هو خبير في السياسة الخارجية الأمريكية، و هو الكاتب الأمريكي الوحيد تقريبا الذي استطاع الوصول إلى صنّاع القرار (على مستوى متعدد) في البلدان الثلاث  أمريكا، إسرائيل و إيران.

يتناول الكاتب العلاقات الإيرانية- الإسرائيلية خلال الخمسين سنة الماضية و تأثيرها على السياسات الأمريكية وعلى موقع أمريكا في الشرق الأوسط. و يعتبر هذا الكتاب الأول منذ أكثر من عشرين عاما، الذي يتناول موضوعا حسّاسا جدا حول التعاملات الإيرانية الإسرائيلية و العلاقات الثنائية بينهما.

يستند الكتاب إلى أكثر من 130 مقابلة مع مسؤولين رسميين إسرائيليين، إيرانيين و أمريكيين رفيعي المستوى و من أصحاب صنّاع القرار في بلدانهم. إضافة إلى العديد من الوثاق و التحليلات و المعلومات المعتبرة و الخاصة.

ويعالج "تريتا بارسي" في هذا الكتاب العلاقة الثلاثية بين كل من إسرائيل، إيران و أمريكا لينفذ من خلالها إلى شرح الآلية التي تتواصل من خلالها حكومات الدول الثلاث و تصل من خلال الصفقات السريّة و التعاملات غير العلنية إلى تحقيق مصالحها على الرغم من الخطاب الإعلامي الاستهلاكي للعداء الظاهر فيما بينها.

وفقا لبارسي فانّ إدراك طبيعة العلاقة بين هذه المحاور الثلاث يستلزم فهما صحيحا لما يحمله النزاع الكلامي الشفوي الإعلامي، و قد نجح الكاتب من خلال الكتاب في تفسير هذا النزاع الكلامي ضمن إطار اللعبة السياسية التي تتّبعها هذه الأطراف الثلاث، و يعرض بارسي في تفسير العلاقة الثلاثية لوجهتي نظر متداخلتين في فحصه للموقف بينهم:

أولا: الاختلاف بين الخطاب الاستهلاكي العام و الشعبوي (أي ما يسمى الأيديولوجيا هنا)، و بين المحادثات و الاتفاقات السريّة التي يجريها الأطراف الثلاث غالبا مع بعضهم البعض (أي ما يمكن تسميه الجيو-استراتيجيا هنا).

ثانيا: يشير إلى الاختلافات في التصورات والتوجهات استنادا إلى المعطيات الجيو-ستراتيجية التي تعود إلى زمن معين و وقت معين.

ليكون الناتج محصلة في النهاية لوجهات النظر المتعارضة بين "الأيديولوجية" و "الجيو-ستراتيجية"، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ المحرّك الأساسي للأحداث يكمن في العامل "الجيو-ستراتيجي" و ليس "الأيديولوجي" الذي يعتبر مجرّد وسيلة أو رافعة.

بمعنى ابسط، يعتقد بارسي أنّ العلاقة بين المثلث الإسرائيلي- الإيراني – الأمريكي تقوم على المصالح و التنافس الإقليمي و الجيو-استراتيجي و ليس على الأيديولوجيا و الخطابات و الشعارات التعبوية الحماسية...الخ.

وفي إطار المشهد الثلاثي لهذه الدول، تعتمد إسرائيل في نظرتها إلى إيران على "عقيدة الطرف" الذي يكون بعيدا عن المحور، فيما تعتمد إيران على المحافظة على قوّة الاعتماد على "العصر السابق" أو التاريخ حين كانت الهيمنة "الطبيعية" لإيران تمتد لتطال الجيران القريبين منها.

وبين هذا و ذاك يأتي دور اللاعب الأمريكي الذي يتلاعب بهذا المشهد و يتم التلاعب به أيضا خلال مسيرته للوصول إلى أهدافه الخاصّة و المتغيّرة تباعا.

واستنادا إلى الكتاب، وعلى عكس التفكير السائد، فإن إيران و إسرائيل ليستا في صراع أيديولوجي بقدر ما هو نزاع استراتيجي قابل للحل. يشرح الكتاب هذه المقولة و يكشف الكثير من التعاملات الإيرانية – الإسرائيلية السريّة التي تجري خلف الكواليس و التي لم يتم كشفها من قبل. كما يؤّكد الكتاب في سياقه التحليلي إلى أنّ أحداً من الطرفين (إسرائيل و إيران) لم يستخدم أو يطبّق خطاباته النارية، فالخطابات في واد و التصرفات في واد آخر معاكس.

وفقا لبارسي، فإنّ إيران الثيوقراطية ليست "خصما لا عقلانيا" للولايات المتّحدة و إسرائيل كما كان الحال بالنسبة للعراق بقيادة صدّام و أفغانستان بقيادة الطالبان. فطهران تعمد إلى تقليد "اللاعقلانيين" من خلال الشعارات و الخطابات الاستهلاكية و ذلك كرافعة سياسية و تموضع ديبلوماسي فقط. فهي تستخدم التصريحات الاستفزازية و لكنها لا تتصرف بناءاً عليها بأسلوب متهور و أرعن من شانه أن يزعزع نظامها. و عليه فيمكن توقع تحركات إيران و هي ضمن هذا المنظور "لا تشكّل "خطرا لا يمكن احتواؤه" عبر الطرق التقليدية الدبلوماسية.

وإذا ما تجاوزنا القشور السطحية التي تظهر من خلال المهاترات و التراشقات الإعلامية و الدعائية بين إيران و إسرائيل، فإننا سنرى تشابها مثيرا بين الدولتين في العديد من المحاور بحيث أننا سنجد أنّ ما يجمعهما أكبر بكثير مما يفرقهما.

كلتا الدولتين تميلان إلى تقديم أنفسهما على أنّهما متفوقتين على جيرانهم العرب (superior). إذ ينظر العديد من الإيرانيين إلى أنّ جيرانهم العرب في الغرب و الجنوب اقل منهم شأنا من الناحية الثقافية و التاريخية و في مستوى دوني. و يعتبرون أن الوجود الفارسي على تخومهم ساعد في تحضّرهم و تمدّنهم و لولاه لما كان لهم شأن يذكر.

في المقابل، يرى الإسرائيليون أنّهم متفوقين على العرب بدليل أنّهم انتصروا عليهم في حروب كثيرة، و يقول أحد المسؤولين الإسرائيليين في هذا المجال لبارسي "إننا نعرف ما باستطاعة العرب فعله، و هو ليس بالشيء الكبير" في إشارة إلى استهزائه بقدرتهم على فعل شي حيال الأمور.

ويشير الكتاب إلى أننا إذا ما أمعنّا النظر في الوضع الجيو-سياسي الذي تعيشه كل من إيران و إسرائيل ضمن المحيط العربي، سنلاحظ أنهما يلتقيان أيضا حاليا في نظرية "لا حرب، لا سلام". الإسرائيليون لا يستطيعون إجبار أنفسهم على عقد سلام دائم مع من يظنون أنهم اقل منهم شأنا و لا يريدون أيضا خوض حروب طالما أنّ الوضع لصالحهم، لذلك فان نظرية "لا حرب، لا سلام" هي السائدة في المنظور الإسرائيلي. في المقابل، فقد توصّل الإيرانيون إلى هذا المفهوم من قبل، و اعتبروا أنّ "العرب يريدون النيل منّا".

الأهم من هذا كلّه، أنّ الطرفين يعتقدان أنّهما منفصلان عن المنطقة ثقافيا و سياسيا. اثنيا، الإسرائيليين محاطين ببحر من العرب و دينيا محاطين بالمسلمين السنّة. أما بالنسبة لإيران، فالأمر مشابه نسبيا. عرقيا هم محاطين بمجموعة من الأعراق غالبها عربي خاصة إلى الجنوب و الغرب، و طائفيا محاطين ببحر من المسلمين السنّة. يشير الكاتب إلى أنّه و حتى ضمن الدائرة الإسلامية، فإن إيران اختارت إن تميّز نفسها عن محيطها عبر إتّباع التشيّع بدلا من المذهب السني السائد و الغالب.

ويؤكد الكتاب على حقيقة أنّ إيران و إسرائيل تتنافسان ضمن دائرة نفوذهما في العالم العربي و بأنّ هذا التنافس طبيعي و ليس وليدة الثورة الإسلامية في إيران، بل كان موجودا حتى إبان حقبة الشاه "حليف إسرائيل". فإيران تخشى أن يؤدي أي سلام بين إسرائيل و العرب إلى تهميشها إقليميا بحيث تصبح معزولة، و في المقابل فإنّ إسرائيل تخشى من الورقة "الإسلامية" التي تلعب بها إيران على الساحة العربية ضد إسرائيل.

استنادا إلى "بارسي"، فإن السلام بين إسرائيل و العرب يضرب مصالح إيران الإستراتيجية في العمق في هذه المنطقة و يبعد الأطراف العربية عنها و لاسيما سوريا، مما يؤدي إلى عزلها استراتيجيا. ليس هذا فقط، بل إنّ التوصل إلى تسوية سياسية في المنطقة سيؤدي إلى زيادة النفوذ الأمريكي و القوات العسكرية و هو أمر لا تحبّذه طهران.

ويؤكّد الكاتب في هذا السياق أنّ أحد أسباب "انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان في العام 2000" هو أنّ إسرائيل أرادت تقويض التأثير و الفعالية الإيرانية في عملية السلام من خلال تجريد حزب الله من شرعيته كمنظمة مقاومة بعد أن يكون الانسحاب الإسرائيلي قد تمّ من لبنان.

ويكشف الكتاب انّ اجتماعات سرية كثيرة عقدت بين ايران و اسرائيل في عواصم اوروبية اقترح فيها الايرانيون تحقيق المصالح المشتركة للبلدين من خلال سلة متكاملة تشكل صفقة كبيرة، تابع الطرفان الاجتماعات فيما بعد و كان منها اجتماع "مؤتمر أثينا" في العام 2003 و الذي بدأ أكاديميا و تحول فيما الى منبر للتفاوض بين الطرفين تحت غطاء كونه مؤتمرا اكاديميا.

ويكشف الكتاب من ضمن ما يكشف ايضا من وثائق و معلومات سرية جدا و موثقة فيه، أنّ المسؤولين الرسميين الإيرانيين وجدوا أنّ الفرصة الوحيدة لكسب الإدارة الأمريكية تكمن في تقديم مساعدة أكبر وأهم لها في غزو العراق العام 2003 عبر الاستجابة لما تحتاجه, مقابل ما ستطلبه إيران منها, على أمل أن يؤدي ذلك إلى عقد صفقة متكاملة تعود العلاقات الطبيعية بموجبها بين البلدين و تنتهي مخاوف الطرفين.

وبينما كان الأمريكيون يغزون العراق في نيسان من العام 2003, كانت إيران تعمل على إعداد "اقتراح" جريء و متكامل يتضمن جميع المواضيع المهمة ليكون أساسا لعقد "صفقة كبيرة" مع الأمريكيين عند التفاوض عليه في حل النزاع الأمريكي-الإيراني.

تمّ إرسال العرض الإيراني أو الوثيقة السريّة إلى واشنطن. لقد عرض الاقتراح الإيراني السرّي مجموعة مثيرة من التنازلات السياسية التي ستقوم بها إيران في حال تمّت الموافقة على "الصفقة الكبرى" و هو يتناول عددا من المواضيع منها: برنامجها النووي, سياستها تجاه إسرائيل, و محاربة القاعدة. كما عرضت الوثيقة إنشاء ثلاث مجموعات عمل مشتركة أمريكية-إيرانية بالتوازي للتفاوض على "خارطة طريق" بخصوص ثلاث مواضيع: "أسلحة الدمار الشامل", "الإرهاب و الأمن الإقليمي", "التعاون الاقتصادي".

وفقا لـ"بارسي", فإنّ هذه الورقة هي مجرّد ملخّص لعرض تفاوضي إيراني أكثر تفصيلا كان قد علم به في العام 2003 عبر وسيط سويسري (تيم غولدمان) نقله إلى وزارة الخارجية الأمريكية بعد تلقّيه من السفارة السويسرية أواخر نيسان / أوائل أيار من العام 2003.

هذا و تضمّنت الوثيقة السريّة الإيرانية لعام 2003 و التي مرّت بمراحل عديدة منذ 11 أيلول 2001 ما يلي: [1]

1-عرض إيران استخدام نفوذها في العراق لـ (تحقيق الأمن و الاستقرار, إنشاء مؤسسات ديمقراطية, و حكومة غير دينية).

2- عرض إيران (شفافية كاملة) لتوفير الاطمئنان و التأكيد بأنّها لا تطوّر أسلحة دمار شامل, و الالتزام بما تطلبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل كامل و دون قيود.

3-عرض إيران إيقاف دعمها للمجموعات الفلسطينية المعارضة و الضغط عليها لإيقاف عملياتها العنيفة ضدّ المدنيين الإسرائيليين داخل حدود إسرائيل العام 1967.

4-  التزام إيران بتحويل حزب الله اللبناني إلى حزب سياسي منخرط بشكل كامل في الإطار اللبناني.

5- قبول إيران بإعلان المبادرة العربية التي طرحت في قمّة بيروت عام 2002, أو ما يسمى "طرح الدولتين" و التي تنص على إقامة دولتين و القبول بعلاقات طبيعية و سلام مع إسرائيل مقابل انسحاب إسرائيل إلى ما بعد حدود 1967.

 المفاجأة الكبرى في هذا العرض كانت تتمثل باستعداد إيران تقديم اعترافها بإسرائيل كدولة شرعية!! لقد سبّب ذلك إحراجا كبيرا لجماعة المحافظين الجدد و الصقور الذين كانوا يناورون على مسألة "تدمير إيران لإسرائيل" و "محوها عن الخريطة".

ينقل "بارسي" في كتابه أنّ الإدارة الأمريكية المتمثلة بنائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني و وزير الدفاع آنذاك دونالد رامسفيلد كانا وراء تعطيل هذا الاقتراح و رفضه على اعتبار "أننا (أي الإدارة الأمريكية) نرفض التحدّث إلى محور الشر". بل إن هذه الإدارة قامت بتوبيخ الوسيط السويسري الذي قام بنقل الرسالة.

ويشير الكتاب أيضا إلى أنّ إيران حاولت مرّات عديدة التقرب من الولايات المتّحدة لكن إسرائيل كانت تعطّل هذه المساعي دوما خوفا من أن تكون هذه العلاقة على حسابها في المنطقة.

ومن المفارقات الذي يذكرها الكاتب أيضا أنّ اللوبي الإسرائيلي في أمريكا كان من أوائل الذي نصحوا الإدارة الأمريكية في بداية الثمانينيات بأن لا تأخذ التصريحات و الشعارات الإيرانية المرفوعة بعين الاعتبار لأنها ظاهرة صوتية لا تأثير لها في السياسة الإيرانية.

باختصار، الكتاب من أروع و أهم الدراسات و الأبحاث النادرة التي كتبت في هذا المجال لاسيما انّه يكشف جزءا مهما من العلاقات السريّة بين هذا المثلّث الإسرائيلي – الإيراني – الأمريكي. و لا شك انّه يعطي دفعا و مصداقية لأصحاب وجهة النظر هذه في العالم العربي و الذين حرصوا دوما على شرح هذه الوضعية الثلاثية دون أن يملكوا الوسائل المناسبة لإيصالها للنخب و الجمهور على حدا سواء و هو ما استطاع "تريتا بارسي" تحقيقه في هذا الكتاب في قالب علمي و بحثي دقيق و مهم ، ولكن ما لم يتم ترجمة الكتاب كاملاً للعربية ووصوله للقارئ العربي والمسلم فسيظل الكثير من شعوبنا يعيش في أوهام النصرة و النجدة الإيرانية للقضايا الإسلامية والعربية وعلى رأسها قضية فلسطين !!(مركز الشرق العربي)

 

يستعيد مواقف والده بعد مرور سبع سنوات على رحيله

إبراهيم شمس الدين: الشيخ محمد أرسى الوضعية الشيعية فعروبتهم ثابتة وأكيدة

 كان صاحب حداثة ومدركاً لأمور عصره

الكثرة ليست حجة... والقوة ليست حلاً

بيروت - ليندا عثمان: السياسة

  عندما رحل الإمام محمد مهدي شمس الدين ترك إرثاً علمياً وفقهياً نادراً وقال فيه الكثير من أهل الفكر قولاً تأسيسياً ودينياً أيضاً, فقد رأى العلامة السيد محمد حسن الأمين أن الإمام شمس الدين "واحداً من العلماء الكبار, ومن المفكرين الذين استطاعوا أن يستحضروا بعمق ووعي ومسؤولية أعمق ما في التراث الإسلامي من علم ومعرفة إلى جانب رؤية منهجية فكرية معاصرة جعلت من عطائه الفكري والديني أساساً للفكر الإسلامي المعاصر, ومعلماً من معالمه الأصيلة والمميزة, وهو إلى ذلك وإبانه كان من أبرز المعنيين في حقل الفقه السياسي, فقدم في هذا المجال واحدة من أعمق الأطروحات وأكثرها جدة وأصالة, وقد وفرت له تجربة مميزة في الاجتماع السياسي في الإسلام التي مكنته بدورها من التأسيس الديني الأصيل للصيغة اللبنانية على مستوى الحياة المشتركة«. ورأى الباحث الدكتور وجيه كوثراني أن »الإمام شمس الدين كان اللبناني والعربي والإسلامي والعالمي معاً. دوائر الانتماء لديه لا تتنافر ولا تتفاضل, بل تتكامل في اهتماماته وبحوثه ونشاطاته... فالأعلمية عند الشيخ شمس الدين لا تقتصر على فقه أو علم أصول فقط, بل تختزن ثقافة عصرية يؤلف بينها وبين مصطلح الأصول والفقه تأليفاً أو توليفاً, تخاله وأنت تسمع خطابه أو تقرأه أنه توحيد بين صدى المصطلح الأصولي ودلالات المفردات الحديثة والمعاصرة, هكذا يضحى التأليف أو التوليف بين الأصيل والحديث في خطاب الشيخ خلقاً جديداً للمضمون, فهو يحضر في الذاكرة التراثية من دون أن يكون أسيرها, ويرجع للكتب القديمة مع ولع بالكتب الحديثة, يقتحم عوالم المعرفة أياً تكن مرجعيتها ومناهجها وطرائقها«.

أما الباحث الدكتور رضوان السيد, فرأى أن »عوالم متعددة اجتمعت في الشيخ ما رأيتها مجتمعة في أحد غيره من علماء  المسلمين, الذين عرفتهم, وقرأت لهم, فهو فقيه واسع العلم بشتى المذاهب الفقهية. وقد بلغ من عمق معرفته في هذا المجال, أنه كان قادراً على متابعة اختلافات الفقهاء واجتماعاتهم, وصولاً إلى استيعاب الجوامع وتجاوزها, باتجاهات غير متوقعة, وهو مثقف كبير, بالمعنيين المقصودين من وراء ذلك لدى الحداثيين: معرفة الاتجاهات الكبرى للثقافة المعاصرة, والقدرة على الدخول في نقاش موضوعي معها من دون تعسف أو ابتسار. وهو رجل حوار من أجل الحوار والانفتاح والتجدد, ولذلك فقد جمع من حوله كوكبة كبرى من المحبين والمعجبين والمستفيدين من نزعته الباحثة والمبدعة. وهو رجل هم عميق بأمر العرب والمسلمين واللبنانيين, ولذلك فقد انعقدت له علاقات صداقة وثيقة بكبار المسؤولين والمعنيين بالشأن العام في لبنان ودنيا العرب والعالم«.

أما الوزير السابق الفضل شلق فأشار في معرض كتابته عن الراحل, أن التزامه بالدولة كان عميقاً, »فهي أكثر من نظام حكم, ولم يستنتج ذلك بسبب الحرب الأهلية, بل مبكراً بعقله المبدع«.

أما أبرز مواقف الشيخ فهي:

- أطلق الدعوة إلى المقاومة المدنية الشاملة في أعقاب الاجتياح الإسرائيلي للبنان صيف العام 1982.

- أفتى بتحريم ضرب وحز الرؤوس بالسيف في عاشوراء, واقترح تأسيس بنوك للدم يتبرع بها المحبون لمصلحة المحتاجين لكميات الدم.

- أكد أن توطين الفلسطينيين في لبنان أو تجنيسهم هو من المحرمات الشرعية والسياسية (13/4/1993).

- دعا الناس إلى فك علاقتهم بأي رجل دين يشتبه في حزبيته (12/11/1995).

- أصدر فتوى منع بموجبها في العام 1999 غناء النصوص القرآنية, لكنه نصح بعدم محاكمة الفنان مارسيل خليفة وقال: لا أفضل اللجوء إلى القضاء في قضايا الفكر والفن.

- دعا مراراً إلى إعطاء المرأة حقوقها. وقال: »إن المرأة تتمتع شرعاً بالحقوق السياسية الكاملة, ولها أن تتولى رئاسة الدولة«.

- حذر من محاولات الحزبية السيطرة على المرجعية, وحرم تحريماً مطلقاً أي تدخل للحزبية السياسية في الشأن الديني, كما حرم تحريماً مطلقاً أن يكون الفقيه أو العالم الديني أو حتى طالب العلوم الدينية حزبياً, لأن الحزبية تتناقض مع المهمة الدينية.

في حوار "السياسة" مع الوزير إبراهيم شمس الدين النجل الأكبر للإمام الشيخ, خريج الجامعة الأميركية في بيروت بكالوريوس في العلوم السياسية والإدارة العامة, حدثنا بعيداً عن السياسي فيه عن والده, عن أفكاره ومزاياه وعن تلك الجاذبية التي كان يتمتع بها, وذلك الحضور الأخاذ في المجتمع, وفي العلوم وفي شؤون الحياة وشجونها وفي ما يأتي:

  لو كان الشيخ الوالد محمد مهدي شمس الدين حياً, كيف كان يتصرف إزاء ما يجري?

  لو كان لا يزال حياً ربما كانت أمور كثيرة ما كانت لتحدث, كان الجميع يسترشد برأيه وقطعاً أهل الطائفة الشيعية. كان رجلاً بعيداً عن الحزبية والأحزاب, لكنه رسم وأرسى مع السيد موسى الصدر الوضعية الشيعية وخياراتها, عبر مقولة الاندماج الوطني للبنانية الشيعة, فالشيعة جزء من الشيعة العرب, عروبتهم ثابتة وأكيدة, وهم ينتمون إلى أوطانهم في موضوع الوحدة الوطنية, أرسى هذه الثوابت من خلال الشراكة التامة مع المسيحيين في لبنان, وإن اتفاق "الطائف" هو المثال لكل المجتمعات, أهميته أنه "مأسس" هذا العيش وجعل له إطاراً قانونياً مأسسياً.

لو كان حياً لم يكن هناك من تفرد أو استفراد أو سطوة مطبقة, لكان حمل الجميع, وركن إليه الجميع لحكمته وموضوعيته ومحبته لهم جميعاً سنة وشيعة ومسيحيين.

  ما الذي أخذته عنه وماذا أعطاك?

  الإنسان يصف ذاته في عيون الآخرين, يقولون أني أملك هدوء محمد مهدي شمس الدين, بكلامه وحججه المقنعة. كان كلامه يدخل إلى القلب والعقل مباشرة, على أي حال كان بعيداً عن الحزبية والاستقلالية في التفرد بالرأي, كان يحرص على حرية الناس وخياراتهم, وبدوري أنا أقدم خيارات أمام الناس والوالد كان يفعل ذلك, كان يقول: "افحصوا كلام الجميع بما فيه كلامي أنا", كان يدعو الناس إلى التفكر والتفكير دائماً. أخذت عنه الصبر, وقبل أي شيء والاتكال على الله وعدم الخوف إلا من الله.. ورغم الشدة التي مرت ونمر بها في الوطن, لا أملك حراساً ولا مواكب, ولا أختبئ في أمكنة, فأنا أعلم أن لي مكانة في قلوب الناس كما كانت لوالدي الشيخ رحمه الله, هو اتهم وهجر سنوات عدة, لكن الناس حافظوا على حبه وامتلكوا هذا الحب في قلوبهم رغم عدم زيارتهم له, لخشيتهم من علنية العلاقة معه. كان يعذر الناس ولا يطالبهم, ولا يرغمهم.

  ما الصفات الفكرية والأدبية التي كان يتمتع بها?

  عرف عن الشيخ, غناه الفكري وعمقه. كان مجتهداً ومجدداً في الفكر السياسي الإسلامي, وفي الاجتماع السياسي الإسلامي, كان باحثاً متبحراً, وقد طور أطروحة ولاية الأمة على نفسها, مقابل أطروحة ولاية الفقيه العامة, لأنه لم يكن يعتقد بولاية الفقيه, لا من الناحية العلمية ولا من الناحية التطبيقية, وأنا أقول: أن الأمة في عصر الغيبة هي التي تقرر خياراتها السياسية, في موضوع الشيخ الوالد, كان قارئاً كبيراً, لكل شيء, كان يكتب ويعمل رغم كل الضغوطات, وكان يجد وقته قبيل الفجر وبعده وفي الليل, يكتب ويؤلف على سجادة الصلاة, حتى في السيارة كان يكتب ويقرأ, وكان يستعمل »الأجندات« التي كانت ترده في المناسبات للكتابة, وما أكثرها وما زلت أحتفظ بالقسم الأكبر منها, قبل أي شيء كان يوحي للجميع بالصدق وبالثقة. وكل من يراه كان يشعر بالطمأنينة والراحة, ولهذا كان يحبه كل من عرفه, ومن المميزات التي يحدثنا الناس بها, أنه كان خطيباً بارعاً ومميزاً جداً, وعلمت منذ فترة أن بعض الأساتذة في الجامعة اللبنانية الذين يدرِّسون فن الخطابة (وهي مادة مقررة في المنهاج) يدرسون أسلوبه على المنبر, وقال لي أحدهم أنه يأتي بالأشرطة المصورة الخاصة بالوالد ويعرضها على طلابه, وكثر يعبرون عن دهشتهم كيف أن شخصاً بنبرة صوت هادئة, يستطيع أن يحرك الناس من دون أن يحرك يديه إطلاقاً على المنبر.

  متى يتوجب على رجل الفكر الديني أن يتقاعد ويعتزل?

  رجل الفكر الديني يجب ألا يتقاعد إطلاقاً طالما يكتب ويفكر, وألفت هنا بأن رجال الدين »نادرون«, رجل الدين هو الرجل الذي يعلم بالدين. - وهم نادرون - ما نراه, رجالاً يعرفون شريعة, أو »معممون« دينياً, وكثر منهم, يجب أن يتقاعدوا باكراً. رجل الدين الحقيقي هو رجل »رباني«, والعلم في الدين هو أوسع وأشمل وأعمق من العلم في الأحكام الشرعية أو في المسائل العامة.

  ماذا كان الوالد يرفض من مفاهيم مطروحة على مستوى العالم?

  كان الشيخ الوالد يرفض مقولة وأطروحة صراع الحضارات, ويعتبرها غير صحيحة, كذلك كان لا يقبل ولا يجيز استعمال العنف لتحقيق أي مكسب سياسي, كان يكره التمييز ضد المرأة ويعتقد أنها مغبونة سياسياً واجتماعياً, وله سلسلة كتب بهذا الموضوع, وبعضها أثار جدلاً, من هذه الكتب: حق المرأة في أن تتولى رئاسة الدولة, كان يأبى النبذ والمقاطعة ويتعامل مع الجميع بالتساوي والتواصل من دون تمييز أو تفريق, حتى أن الملحد كان يجتمع به ويزوره وكان لا يعتقد أو يؤمن بوجود مثقف ملحد, أو إنسان خارج الدين.. كان يحترم آراء الجميع ويناقشهم بعلمية وموضوعية.

  بماذا تشبه الشيخ الوالد?

  أعتقد أنني أملك جرأته وشجاعته المعنوية في التعبير عن الفكر والرأي. وهو لم يكن ليخاف من أحد, وهذه من فضائله ومن نقاط ضعفه, أنا لا أملك الجلد نفسه على الكتابة والتأليف مثله, لكن لي محاضرات ومقالات منشورة عن التواصل الإسلامي - المسيحي, والحوار بين الأديان, وفي التقريب ما بين المذاهب الإسلامية, وما بين المسلمين, وفي تطوير الحريات السياسية بشكل مطلق أو بعامة, وبناء على مرتكزات دينية.

  ما اهتماماتك الفكرية كونك جئت من بيت عالم?

  الفكر السياسي الحديث, الالتزام الديني المنفتح, وتطوير الفكر السياسي, عندي مبني على أسس شريعية صحيحة كما كان يفعل الشيخ الوالد بعيداً عن الاستنساب والحزبية والمذهبية.

  هل كان كلاسيكياً أم حديثاً في أفكاره ورؤاه?

  كان حديثاً جداً, ملفتاً للنظر برأي الكثيرين ممن عرفهم منذ أيام دراسته في النجف وممن عاصره عندما كان حياً, والذين التقيت بهم في العراق, قالوا أنه عندما كان يتكلم, فوراً يلفت أنظار الجميع ويدهشهم كيف أن رجل دين يعرف علم الجينات, ويعرف قوانين كثيرة في العلوم ويطلع على المبادئ السياسية في شتى الفنون, وعندما كان يتكلم في هذه الأشياء وخصوصاً في أمور الهندسة المدنية والتنظيم المدني, وأذكر المعماري الشهير محمد مكية كيف أصيب بالدهشة عندما استمع إلى الشيخ الوالد وهو يتكلم عن شؤون العمارة, وقال لي: "لم أكن أعلم أن الشيخ هو مهندس".

كان صاحب حداثة وحديثاً جداً, لذلك كان عالماً ومجدداً مدركاً لأمور عصره حقاً.

  في ختام لقائنا, هل لك رغبة مبدئية في التفرد عن الجماعة الشيعية?

  أنا لست متفرداً عن الشيعة إطلاقاً, أنا مسلم, شيعي لبناني, أعتز بإسلاميتي ولبنانيتي وشيعيتي, ولا أخرج من جلدي إطلاقاً ولا عن قومي, والرأي والآراء التي أحملها آراء, الشيعة, ليست بعيدة أو غريبة. فالشيعة ليسوا حزباً ولا فئة.

ربما في الانطباع الذي يثيره السؤال ولأذكر نفسي, والجميع أن الشيخ محمد مهدي شمس الدين كان متفرداً, وكان له رأيه الذي يختلف عن الجهة الحزبية الطاغية في الطائفة الشيعية. وللتذكير أيضاً أن ذلك كان حتى مع السيد موسى الصدر, كان السيد أيضاً شبه وحيد, إذ كانت الزعامة السياسية الشيعية ضده, وكانت الأحزاب السياسية والشيعة الحزبيين ضده وكان قسماً كبيراً من رجال الدين ضده, هل هذا يعني أنه كان مخطئاً أو متفرداً? أبداً. إن الكثرة ليست حجة إطلاقاً وأن القوة ليست حلاً. ومن عناصر قوتي التي هي ذات عناصر قوة الشيخ, أننا لا نملك مالاً ولا رجالاً أو سلاحاً, لكننا واضحون, هو كان يتكلم عن علم, ولم يكن ليخيف أحداً ممن عرفه, حتى أن أخصامه كانوا يطمئنون إليه, بهذا المعنى كان فريداً وليس متفرداً.

 

لا نرى حتى الآن أي تعديل جذري في سلوك النظام السوري"

هيل لـ"أخبارية المستقبل": اللجنة العسكرية المشتركة شراكة طويلة الأمد لبناء الجيش اللبناني من القاعدة صعوداً الى الأعلى

المستقبل - الخميس 9 تشرين الأول 2008 - العدد 3100 - شؤون لبنانية - صفحة 5

اعتبر مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى دايفيد هيل "أن هناك طريقاً طويلاً جداً قبل الاستنتاج بأن النظام السوري غيّر سلوكه أو أجرى تعديلاً جذرياً في سلوكه ونحن لم نر أي تغيير أساسي بعد"، موضحاً "أن اللجنة العسكرية المشتركة هي شراكة طويلة الأمد لبناء مؤسسة الجيش اللبناني من القاعدة صعوداً الى الأعلى وهذا يأخذ وقتاً".

وشدد على أن "للولايات المتحدة مصالح ثابتة في الشرق الأوسط ستبقى بمعزل عن من هو رئيس الولايات المتحدة"، مشيراً الى أن "المحكمة الدولية مهمة وأساسية ليس فقط بسبب استشهاد الرئيس رفيق الحريري المؤلم ولكن بسبب بقية الجرائم ونحن نوفر أقوى الدعم على المستوى التقني أكان لجهة التمويل أو المساعدات التقنية الأخرى، ولكن وبصراحة ولكي تأخذ العدالة مجراها ينبغي أن يُترك لهذا المسار أن يبني القضية"، ومؤكداً "أن المحكمة بالغة الأهمية بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية".

وقال هيل في حديث مع الزميل نديم قطيش في إطار برنامج "استوديو 24" في محطة "أخبار المستقبل" رداً على سؤال عن اللجنة العسكرية المشتركة لدعم التعاون العسكري بين البلدين: "اللجنة العسكرية المشتركة هي صيغة نستخدمها مع عدد قليل من أصدقائنا المقربين في الشرق الأوسط، علاقات دولة لدولة وجيشاً لجيش ودفاعاً لدفاع، إنها شراكة طويلة الأمد لبناء المؤسسات والتقريب بين الجيشين. إننا بصراحة نبدأ بجهد سيكون طويل الأمد لبناء مؤسسة الجيش اللبناني من الأساس صعوداً الى الأعلى بعد سنوات تعرضت فيه القوات المسلحة اللبنانية الى الإهمال والشح في التمويل والتدخل الأجنبي في شؤونها، وبعد عقدين من محاولة "سورنة" القوات المسلحة اللبنانية".

هل يعني هذا أن إعادة البناء ستشمل عقيدة الجيش اللبناني؟.

ـ هذه أسئلة للقوى اللبنانية المسلحة أن تلعب دوراً قيادياً في الإجابة عنها، وكيف تريد أن ترسم اتجاهاتها في المستقبل، ولكننا نرغب في أن يكون هناك استشارات معمقة بخصوص هذا الأمر، وهذا هو الهدف من اللجنة العسكرية المشتركة. الناس دوماً تسأل لماذا لم نؤمن أسلحة ومعدات متطورة. لتبني جيشاً فأنت تبنيه من القاعدة صعوداً الى الأعلى، وهذا يأخذ وقتاً، وفي الحقيقة الكثير من المعدات والتجهيزات تحتاج الى تدريب أساسي ومركزي للجيش اللبناني لكي يتدرب عليها، الآن نحن ندخل مرحلة جديدة سنرى على ما أعتقد.

إذا بقيت عقيدة الجيش كما هي في هذه اللحظة، هل سيمنع هذا الولايات المتحدة من تقديم الأسلحة المتطورة والمناسبة التي يحتاجها الجيش اليه؟ هل اتفقتم على شيء كهذا؟.

ـ إطلاقاً، نحن نتشاور الآن في ما يمكن أن تكون التجهيزات الأكثر ملاءمة التي ستقدمها الولايات المتحدة لتأمين حاجات القوات اللبنانية المسلحة، نحن ندعم رسالة الجيش اللبناني ومهمته. هذه المهام التي تتضمن محاربة الإرهاب وضمان استقرار لبنان، وتطبيق القرار 1701، وهذا هدف رئيسي وحساس للمجتمع الدولي كما للبنانيين على ما أعتقد.

علاقات قوية

في الأسبوع الفائت اعتبر مسؤولون إسرائيليون حاليون وسابقون أن لبنان دولة وجيشاً هم أعداء لإسرائيل وقد يكونون الهدف المحتمل لأي حرب في المستقبل بسبب تعاونهم مع "حزب الله"، ما رأيك في الأمر؟.

ـ الولايات المتحدة ولبنان لديهما علاقات قوية، ومنذ مدة وجيزة التقى الرئيسان الأميركي جورج بوش واللبناني ميشال سليمان، كذلك حصل لقاء ومحادثات ممتازة بين الرئيس سليمان عندما كان في واشنطن ووزيري الخارجية كونداليزا رايس والدفاع روبرت غيتس. إذاً، نحن نركز على على تعاوننا لبناء مؤسسات لبنان.

في نفس الوقت الذي كانت تهدد فيه إسرائيل لبنان، كانت دمشق تعطي تفسيرين مختلفين لسبب انتشار قواتها على الحدود الشمالية للبنان، الأول كان منع التهريب، والثاني كان تثبيت القرار 1701 وهذان تفسيران مختلفان، فماذا يحصل على الحدود برأيك؟.

ـ حسناً، بالنسبة لنا نحن رأينا التقارير وننظر الى الحقائق على الأرض، وأعتقد أنه من المهم للمجتمع الدولي توضيح أمر بغض النظر عن التفسيرات التي تعطيها سوريا. إن أي تحرك للقوات السورية الى داخل الأراضي اللبنانية غير مقبول إطلاقاً.

هل هناك أي معلومات تجعلك تعتقد أن دخول القوات السورية الى لبنان أمر وارد؟.

ـ لا أريد أن أخمن (أتحزر)، أعتقد انه من المهم لنا أن نعلن موقف المجتمع الدولي والولايات المتحدة من أن أي تحركات للقوات السورية غير مقبولة.

"غير مقبول" ستترجم الى أي نوع من السياسات والأفعال في المستقبل في حال حدوث الأمر؟.

ـ مجدداً لا أريد أن أتوقع المستقبل، أعتقد أن المهم اليوم هو التركيز على مهمتنا.

لا يزال لبنان في حالة حرب مع إسرائيل بسبب احتلال إسرائيل لأراضٍ لبنانية واستمرار الخروق الإسرائيلية للسيادة اللبنانية، ماذا تفعل الولايات المتحدة لمعالجة قضية الغجر ومزارع شبعا والمشكلات الأخرى بين البلدين؟.

ـ لقد قامت قياداتنا بعدة محادثات بخصوص هذه الموضوعات، نعتقد أن المقاربة الديبلوماسية هي المقاربة الصحيحة، وتطبيق القرارات الدولية. إن الأمين العام للأمم المتحدة لديه دور رئيسي وريادي في هذا الموضوع ولذلك نحن ننظر الى توجيهاته، ولكن الولايات المتحدة أيضاً من جهتها تستعمل علاقاتها ديبلوماسياً لمحاولة خلق مناخ حيث نستطيع أن نجد من خلاله حلولاً مناسبة. ولكن لكي تنجح الديبلوماسية لا نستطيع أن نعلن كثيراً ما نقوم به.

مما تعرفه عن هذه الجهود الديبلوماسية والاتصالات، كم نبعد برأيك عن رؤية حل جدي على أرض الواقع؟

ـ سنستمر في العمل للتوصل الى ذلك، هذا كل ما أستطيع قوله في هذه المرحلة.

هل من الممكن أن نرى نتائج خلال الفترة المتبقية للإدارة الحالية أم علينا أن ننتظر الإدارة الجديدة؟.

ـ لقد بقي بضعة أشهر بعد للإدارة الحالية، وأستطيع أن أؤكد لك أننا سنبقى فاعلين ومؤثرين ونفعل ما علينا فعله للمساعدة والإسهام في التوصل الى السلام والاستقرار في هذه المنطقة من العالم.

العلاقة مع سوريا

عقدت الولايات المتحدة وسوريا سلسلة اجتماعات خلال الأيام العشرة الأخيرة، وأحد تلك الاجتماعات كان بين وزير الخارجية السوري وليد المعلم ووزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس، في أي سياق تضع هذه اللقاءات؟.

ـ الوزيرة رايس شرحت الأمر سابقاً، هناك بعض التطورات الجديدة في الشرق الأوسط التي جعلت اللقاء مع الوزير المعلم يتم.

هل تستطيع أن تقول لنا ما هي هذه التطورات؟.

ـ أعتقد أننا رأينا بعض الأمور الجديدة، هناك رئيس في لبنان وحكومة جديدة، ورأينا أن القوات السورية خرجت من لبنان ونصر على بقائها خارجه. هناك أمور تحصل وأمام سوريا طريق طويل.

هل تعتبر أن هذه العناصر الجديدة هي بسبب تغير في سلوك النظام السوري؟.

ـ هناك طريق طويل جداً قبل الاستنتاج بأن النظام السوري غير سلوكه أو أجرى تعديلاً جذرياً في سلوكه. والهدف من إجراء اتصال معهم هو إظهار هذه المسائل التي تهم الولايات المتحدة والمجتمع الدولي. أولاً والأكثر أهمية هو تطبيق القرار الدولي 1701 بكل بنوده والتوقف عن التدخل في الشؤون اللبنانية، والحاجة لوقف تدفق المقاتلين الأجانب الى العراق، والحاجة للابتعاد عن إيران والسلوك الإيراني المقلق في المنطقة، والحاجة للتوقف عن دعم الإرهاب وتصديره للمنطقة، والحاجة للوضوح في ما يتعلق بالتطورات الحاصلة بخصوص المفاعل النووي السوري، والحاجة للتعريف بالخروق الجدية لحقوق الإنسان داخل سوريا، والحاجة لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين. وتستمر اللائحة. هذه هي الموضوعات التي نتحدث عنها، ونحن لم نر أي تغيير أساسي.

عندما يتعلق الأمر بعلاقة مع لبنان، ما المصطلح الذي تستعمله لتقييم هذه العلاقة أو هذا السلوك، هل هو جيد، سيء، يتحسن أو يتغير؟.

ـ أعتقد أن الأمر المهم هو التركيز على ما يجب أن تقوم به سوريا من أجل السلام والاستقرار ووقف دعم العنف والتطرف والإرهاب وهنا في لبنان هناك عدة وسائل لإظهار حسن النية، رأينا بضع خطوات طبعاً وجرى الإعلان عن تبادل السفراء وإقامة علاقات ديبلوماسية، ورغبة بترسيم الحدود، هذه كلها أمور تدفع بالعلاقات قدماً وهي علاقات ينبغي أن تبنى على الاحترام والثقة المتبادلة وتطبيق القرار 1701 ووقف تدفق السلاح الى لبنان، كل هذه الأمور أهداف مهمة بالنسبة لنا.

نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول رفيع في الخارجية الأميركية قوله إن ثمة نوعاً من إعادة التقييم جارية للمقاربة الأميركية لسوريا، هل هذا يعني أننا سنشهد نوعاً من التقارب بين البلدين؟.

ـ لا يوجد إعادة تقييم جارية لسياساتنا.

أنت تنفي إذن ما نقلته وكالة "رويترز"؟.

ـ ما أقوله هو أننا لا نعيد تقييم سياستنا تجاه لبنان أو سوريا.

هناك شعور بأن أي إدارة جديدة ستغير سياستها حيال لبنان ما هو السبيل لتفادي حصول ذلك؟.

ـ حسناً، ليس بوسعي الحديث عن أي إدارة جديدة ونحن أساساً لم نجر انتخابات بعد ولكن من الواضح أنه يقع على عاتق أي رئيس جديد التزامات ومسؤوليات لوضع سياسات مبنية على قناعاته ومعتقداته ومبادئه وتستجيب للتحديات والفرص التي ستواجه الرئيس هنا في الشرق الأوسط مع مرور الوقت. ولكن للولايات المتحدة أيضاً مصالح ثابتة لا سيما في الشرق الأوسط بالتحديد وهي الترويج للاستقرار والحرية وللديموقراطية ودعم قوى الاعتدال والسلام التي ترفض العنف وتسعى لمعالجة الاختلافات بالوسائل الديبلوماسية والسلمية وتواجه التطرف وأولئك الذين اختاروا العنف كطريق لتحقيق أهدافهم. هذه المصالح ستبقى بمعزل عمن هو رئيس الولايات المتحدة.

زيارة سليمان ممتازة

قرأنا تقارير تقول إن الرئيس اللبناني ميشال سليمان رفض طلب وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أن يمدد رحلته الى الولايات المتحدة بواقع يومين، وأن هذا الأمر أثار استياء الإدارة الأميركية. هل هذا صحيح، وكيف تقيم زيارة سليمان الى أميركا؟.

ـ الزيارة كانت ممتازة وأعتقد أن زيارة الرئيس اللبناني الى واشنطن بعد فترة طويلة من غياب مثل هذه الزيارات كان مؤشراً قوياً على متانة العلاقات الأميركية اللبنانية وعلى اهدافنا المشتركة للوصول الى لبنان حر وديموقراطي ومستقل. أنفي بشكل قاطع التقارير التي ذكرتها حول اختلاف في الرأي على خلفية مدة الزيارة.

واحدة من المحطات اللافتة في زيارتك كانت اللقاء بنائب رئيس مجلس النواب الأسبق ايلي الفرزلي. دعني أقول لك إن كل من حولي كانوا يتساءلون لماذا ايلي الفرزلي؟.

ـ السفارة الأميركية في بيروت والمسؤولون الأميركيون يجتمعون بعدد كبير من المسؤولين والسياسيين اللبنانيين وربما تعلم أنني خدمت لمدة ست سنوات ونصف السنة هنا في لبنان كقنصل سياسي ولذلك فأنا أعرف العديد من اللبنانيين بشكل شخصي وأنا أثمن علاقاتي بمختلف ألوان الطيف السياسي اللبناني وسأستمر بلقاء شريحة متنوعة من السياسيين.

إذاً، إنها مسألة صداقة قديمة؟.

ـ أفضل أن أبقى على الجواب الذي قلته لك للتو.

ماذا يمكن للولايات المتحدة أن تقوم به للتسريع في إنشاء وإطلاق عمل المحكمة الدولية المخصصة لمحاكمة قتلة الرئيس رفيق الحريري. لماذا التأخير في هذه المسألة؟.

ـ المحكمة مهمة وأساسية بالمطلق ليس فقط بسبب موت الحريري المؤلم ولكن بسبب بقية الجرائم، ونحن نوفر أقوى الدعم على المستوى التقني أكان لجهة التمويل أو المساعدات التقنية الأخرى ولكن وبصراحة ولكي تأخذ العدالة مجراها ينبغي أن يترك لهذا المسار أن يبني القضية.

ولكن هناك مخاوف في بيروت من أن هذا الأمر لن يحصل والمحكمة قد لا ترى النور؟.

ـ عليك أن تتحدث الى المسؤولين المباشرين عن عمل المحكمة بالنسبة لسرعة الأداء، ولكن بالنسبة للولايات المتحدة والمجتمع الدولي فالمحكمة بالغة الأهمية.

لطالما كانت صورة الولايات المتحدة سيئة في صفوف القوميين والإسلاميين، ولكنها اليوم تبدو سيئة في نظر جمهور الليبراليين والمتحمسين للديموقراطية. هذا الجمهور شعر بأنه تم التخلي عنه في السابع من أيار والولايات المتحدة لم تفعل شيئاً لحمايتهم. بماذا ترد على ذلك؟.

ـ لقد التقيت بعدد كبير من المسؤولين اللبنانيين خلال زيارتي وكنت معجباً جداً بالقيمة التي يعطونها لعلاقات لبنانية ­ أميركية قوية، وأنا أؤمن بأن الرسالة التي أحملها من واشنطن بشأن أن السياسة الأميركية لم تتغير وصلت بشكل جيد وكانت موضع ترحيب، كما أعتقد أنه من المهم هنا أن نؤكد أن اتفاق الدوحة ساعدنا جميعاً على تحقيق أهدافنا وهي الاستقرار والديموقراطية وإعادة إحياء المؤسسات الدستورية في لبنان. هناك رئيس جمهورية ومجلس نواب وحكومة ونتطلع الى إجراء المصالحة الوطنية والحوار الوطني، كما نتطلع الى إجراء انتخابات نيابية. كل هذه حلول لبنانية لمشاكل لبنانية وهي تحظى بالدعم الكامل من المجتمع الدولي.