المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم11  تشرين الأول/2008

إنجيل القدّيس يوحنّا .23-17:5

فقالَ لَهم: «إِنَّ أَبي ما يَزالُ يَعمَل، وأَنا أَعملُ أَيضاً». فاشْتَدَّ سَعْيُ اليَهودِ لِقَتلِه، لأَنَّه لم يَقتَصِرْ على استِباحَةِ حُرمَةِ السَّبْت، بل قالَ إِنَّ اللهَ أَبوهُ، فَساوى نَفْسَه بِالله.

فقالَ لَهم يسوع: «الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: لا يَستَطيعُ الابنُ أَن يَفعَلَ شيئاً مِن عندِه بل لا يَفعَلُ إِلاَّ ما يَرى الآبَ يَفعَلُه. فما فَعَلَه الآب يَفعَلُه الابْنُ على مِثالِه

لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الابنَ ويُريه جَميعَ ما يَفعَل وسيُرِيه أَعْمالاً أَعظَمَ فتَعجَبون. فكَما أَنَّ الآبَ يُقيمُ الموتى ويُحيِيهِم فكَذلِكَ الِابنُ يُحيِي مَن يَشاء. لِأَنَّ الآبَ لا يَدينُ أحَداً بل أَولى القَضاءَ كُلَّه لِلاِبْن لِكَي يُكرِمَ الابنَ جَميعُ النَّاس، كما يُكرِمونَ الآب: فمَن لم يُكرِم الابن لا يُكرِمِ الآبَ الَّذي أَرسَلَه.

 

الرسالة إلى دِيوغنيتُس (حوالى 200)الفصل التاسع

"فاشتدَّ سعي اليهود لقتله، لأنّه... قالَ إنّ الله أبوه"

حتّى هذه الأزمنة، وهي الأخيرة، قد سمح الله لنا أن ندعَ ذواتنا تنحرفُ بحسب ميولنا العشوائيّة، مُنقادين باللّذات والأشواق. ليس ذلك البتّة لأنّه يستمتع بخطايانا؛ إنمّا تساهل فقط في هذا الوقت الظالم، بدون أن يرضى به. لقد حضّر الله وقت العدالة الحالي، من أجل أن نضحي الآن مستحقّين بفعل الطيبة الإلهيّة، وبعد إقتناعنا بأنّنا غير أهلٍ للحياة خلال هذه الفترة بسبب هفواتنا... إنّه لم يبغضْنا؛ إنّه لم يرفضْنا... بل برحمته لنا، أخذَ على عاتقه خطايانا، وأسلمَ ابنه فديةً عنّا: القدّوس من أجل الكفّار، والبريء من أجل الخبثاء، و"البارّ من أجل الفجّار" (1بط3: 18)، والنزيه من أجل الفاسدين، وغير المائت من أجل المائتين. ما الذي يقدر أن يسترَ خطايانا غير عدالته هو؟ بمَن نستطيع أن نُبرَّر نحن...، سوى بإبن الله الوحيد؟ تبادل لطيف، عمل لا يُسبَر، ومعروف غير منتظر! جريمة عدد كبير من الناس قد سُترَت بعدل واحدٍ، وعدالة واحدٍ تُبرِّر أعدادًا من المذنبين. في ما مضى، أقنع طبيعتنا بعدم قدرتها على نيل الحياة؛ والآن، أبانَ لنا المخلّص القادر على خلاص الذين لم يقدروا أن يخلصوا. من هاتين الناحيتين، أراد أن يمنحنا الإيمان بصلاحه، وأن يجعلنا نرى فيه المغذّي، والأب، والمعلّم، والمستشار، والطبيب، والذكاء، والنور، والشرف، والمجد، والقوّة والحياة.                     

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 10 تشرين الاول 2008

البلد

نجحت مساعي صديق مشترك لوزير الزراعة الياس سكاف ورئيس المجلس الاقتصادي روجيه نسناس هو السيد دافيد عيسى بجمعهما على مأدبة غداء في جلسة تصافي في احد مطاعم العاصمة اثر انتخابات المجلس الاعلى للكاثوليك .

وزير بيروتي سابق يحاول عبثا التودد من طرف مسيحي في 8 آذار من خلال اظهار نفسه في مواجهة القوات اللبنانية .

استفتت جهة مسيحية معارضة عينة نوعية من اللبنانيين عن اعتذار الدكتور سمير جعجع ولم تنشر النتائج لانها اتت عكس ما تشتهيه .

الشرق

مؤسسات سياسية نشطت في الآونة الأخيرة تحت ستار العمل الانساني والانمائي من غير ان تقدر على تغطية حقيقة اهدافها .

نائب سابق اعاد جدولة حساباته السياسية والانتخابية ما اتاح امامه عودة اعلامية عبر مؤسسات كانت قد وضعته على اللائحة السوداء .

اجتماعات رسمية - ادارية ومصرفية تنعقد بعيدا عن الأضواء مخصصة للبحث في الأزمة المالية التي تعصف بالعالم .

النهار

باشر مسؤولون سوريون، عسكريون ومدنيون، اتصالاتهم بلبنانيين كانوا على علاقة بهم زمن الوصاية للبحث معهم في موضوع الانتخابات النيابية المقبلة!

تخشى اوساط اقتصادية ان تنعكس الازمة المالية العالمية على الحركة الاقتصادية والسياحية والصناعية والاستثمارية في لبنان وتجعل نسبة النمو تتراجع.

لوحظ ان موقف نواب "تكتل التغيير والاصلاح" في مركز الرابطة المارونية كان مختلفاً عن موقف العماد ميشال عون بالنسبة الى لقاء المصالحة بين جعجع وفرنجيه.

السفير

أعد حزب مسيحي لائحة بمرشحيه إلى الانتخابات النيابية من دون التنسيق مع الحلفاء، لا سيما في بيروت وكسروان.

تحدث مسؤول أجنبي زار بيروت مؤخراً عن مفاجأة تتعلق بإقفال ملف يتعلق بالموقوفين قبل عيد الاستقلال.

أكد نجل مسؤول سابق أن والده لن يترشح للانتخابات النيابية تحت أي ظرف من الظروف، على الرغم من الاتصـالات المستمرة معه لثنيه عن قراره.

المستقبل

تساءلت اوساط متابعة عن "سرّ" ترويج تيار معيّن لانفجارات امنية في الشمال تارة ولاحتمال اغتيالات لشخصيات مسيحية في 8 آذار تارة أخرى.

اكدت مصادر مطلعة ان كل الدراسات والاستطلاعات التي اجراها خصوم 14 آذار أتت معاكسة لرغبات هؤلاء في اكثرية الاقضية ما اوجد توتراً لديهم.

عُلم ان عدداً من الوزراء سيطالبون في جلسة مجلس الوزراء اليوم بإطلاعهم على المعلومات الدقيقة بشأن احداث محددة حرصاً على "وحدة معرفة" السلطة التنفيذية.

اللواء

وصلت معلومات دبلوماسية الى بيروت عن لقاء وزيري خارجية دولتين كبرى واقليمية , ومؤداها انه لم يحصل اختراق يذكر في اي من الملفات الخلافية بين الطرفين . تتجنب شخصية مارونية التعليق على جهود شخصية بارزة من الطائفة نفسها في سبيل تحقيق المصالحة بين اطراف متخاصمة .

دخلت قوى على خط التقارب بين قوى متباينة في الخط السياسي لتأخير لقاءات مقررة او قيد الدرس لاعتبارات سياسية غير محلية .

 

القاضي مزهر أصدر مذكرات توقيف بحق ثلاثة من موقوفي حادث بصرما

وطنية - 10/10/2008 (قضاء) باشر قاضي العسكري الاول رشيد مزهر تحقيقاته في حادثة بصرما فإستجوب الموقوف كرم جرجس، واصدر مذكرة وجاهية بتوقيفه، كذلك عاين الموقوفين ميشال مخايل ومنصور طوق في مستشفى مار لويس اللذين إستمهلا لتوكيل محاميين للدفاع عنهما، واصدر مذكرة وجاهية بتوقيف كل منهما.

 

الرئيس سليمان التقى الوزير نجار مع وفد من لجنة المفقودين وبحث مع العماد قهوجي والعميد فاضل في الوضع الامني في البلاد

وطنية - 10/10/2008 (سياسة) ترأس رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في بعبدا ظهر اليوم اجتماعا ضم وزير العدل الدكتور ابراهيم نجار مع وفد من لجنة المفقودين، وضع رئيس الجمهورية في آخر تطورات هذه القضية. وقد أعطى الرئيس سليمان التوجيهات المناسبة لمتابعة هذا الملف.

العماد قهوجي

وكان الرئيس سليمان استقبل قبل الظهر قائد الجيش العماد جان قهوجي ومدير المخابرات العميد الركن ادمون فاضل واطلع منهما على الوضع الامني في البلاد والانتشار العسكري السوري مقابل الحدود اللبنانية - السورية.

 

الرئيس السنيورة : كل الحملات ضدي هي زوابع بفناجين صغيرة و أشكر ميشال عون لأني دائماً في باله

استقبل السفير السعودي ورئيس المجلس الاقتصادي و الوزيرة الحريري

تمنى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة " النجاح لزيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان للمملكة العربية السعودية، وان تسهم بدفع العلاقات اللبنانية - السعودية الممتازة والجيدة أشواطا" . كلام الرئيس السنيورة جاء خلال دردشة مع الإعلاميين عقب أدائه صلاة الجمعة، وقال ردا على سؤال عن معلومات صحافية سورية تفيد ان لا علاقات ديبلوماسية لبنانية - سورية قبل زيارته لدمشق : "لا علم لي بهذا الكلام، لم اقل يوما على الإطلاق إنني لا أريد زيارة دمشق ولقاء المسؤولين، ولكني انتظر دعوة رسمية، فالعلاقات اللبنانية - السورية لا يمكن أن تتنظم الا بالتلاقي".

وعن الكلام الذي قيل عن انتشار القوات السورية انسجاما مع القرار 1701، قال: "يجب التوقف عند هذا الامر بشكل ايجابي".

وكرر الرئيس السنيورة تأكيده "ان طرابلس ليست بؤرة للارهاب"، وقال: "نحن حريصون ان تظل طرابلس كما عهدها اللبنانيون مدينة للعلم والعلماء والديموقراطية كما هو حرصنا على كل منطقة في لبنان".  وعن التهديدات الإسرائيلية بتدمير كل لبنان في حال نشوب حرب جديدة، قال: "لقد عودنا الإسرائيليون إطلاق التهديدات دائما ونحن نسير على اكثر من مسار. أولا نحن لا نرضخ للتهديدات ولا للوعيد الذي يطلقه أي فريق. ثانيا نحن شديدو الحرص على قرارنا الحر ونحن نتنبه الى مواقع إقدامنا وحريصون على الوحدة بين اللبنانيين وعلى علاقاتنا العربية والدولية، وبأن نحيط العالم كله بما يصدر من الكلام الذي لا نتأثر فيه وهو لا يهزنا. نحن نعمل بحكمة ورصانة من جهة وبحزم من جهة ثانية".

وردا على سؤال عن معلومات اسرائيلية عن الانسحاب من قرية الغجر، أشار الرئيس السنيورة الى "ان هناك عملا للتوصل إلى صيغة معينة ترعاها الأمم المتحدة ويحدد زمانها بالاتفاق بين لبنان والأمم المتحدة". وعما يقال عن إرسال الزفت الى الشمال لأسباب انتخابية، قال: "ان الطرق المتضررة جزئيا او كليا جرى تلزميها قبل العام 2008، وما كان ملزما لم يكن هناك من إمكان لتنفيذه بسبب عوامل طبيعية". وردا على الحملات التي يشنها رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، قال: "انا اعبر عن تقديري للعماد عون لأنني دائما على باله". وسئل: هل هناك أمل بتقديم زهرة غاردينا جديدة، فأجاب: "العماد عون لديه شجرة بامكانه ان يرسل لي منها، وانا حاضر. وكل الحملات هي زوابع بفناجين صغيرة". وعن المعلومات التي تقول بخطف الصحافيين الأميركيين في لبنان، قال: "يجب ان ننتظر التحقيقات من قبل الاجهزة الامنية الرسمية ومن قبل الجانبين الرسميين السوري والاميركي، وهما بالنسبة الينا فقدا على الأراضي اللبنانية، وظهرا في سوريا.

 

 كيف علم الوزير ماريو عون بمخططات أستهداف 8 آذار و خاصة ميشال عون ؟

الوزير عون يشير الى معلومات عن خطر يهدد العماد عون/نضع ما يقوله الوزير ماريو عون بتصرّف القضاء اللبناني

من أين له معلومات عن أستهداف شخصيات في 8 آذار و بالتحديد الجنرال ميشال عون ؟ ليته أي الوزير عون علم بالأغتيالات في السنوات الثلاث الماضية التي طالت فقط قيادات من 14 آذارو حذر منها قبل وقوعها و هذا ما قاله الوزير ماريو عون عن مخطط لأستهداف الجنرال ميشال عون نقلاً عن جريدة الأنوار

في الموضوع الامني ايضا، قال الوزير ماريو عون امس ان زيارة المسؤول الأميركي الأخيرة فتحت الأبواب أمام كل الإحتمالات الأمنية. واضاف: نعم لدينا تخوفات كمعارضة ووصلتني معلومات تشير الى مخططات تصعيدية لإستهداف شخصية معارضة بارزة، لذلك على القوى الأمنية تحمل مسؤولياتها خصوصاً في مسألة حماية الشخصيات المعارضة وأبرزها العماد عون الذي يشكل الرقم الصعب في المعادلة ويتعرض لحملات صحافية وإعلامية ليلاً نهاراً أساسها ذعر الفريق الآخر من الإنتخابات النيابية المقبلة والثقة التي سيعطيها الشعب ثانية للجنرال

 

النائب علوش: لا دولة مستقرة وزاهرة الا بنزع سلاح "حزب الله" وتوحيد البندقية

لقاء النائب الحريري والسيد نصرالله ليس ملحا ويمكن عقده في القصر الجمهوري

وطنية - 10/10/2008 (سياسة) إعتبر النائب مصطفى علوش في حديث الى اذاعة "صوت الحرية "ان الزيارة التي قام بها "حزب الله" الى قريطم كانت كافية لمسألة الإسترخاء الحاصل"، لافتا الى "ان اللقاء بين السيد حسن نصرالله والنائب سعد الحريري أرجأ بسبب تواجد الحريري خارج البلاد، وان عقد اللقاء ليس بالضرورة الملحة الآن، واذا ما حصل فالمسألة ليست بالأمر الشديد الاهمية". وأبدى رغبته "بعقد اللقاء في القصر الجمهوري برعاية الرئيس سليمان".

وعلى صعيد الانتخابات، أكد ان "لا تغيير في التحالفات الا اذا غير فريق 8 آذار بعض توجهاته، وليس بالامكان العودة لحلف رباعي".وشدد على "التزامه بقرار تيار المستقبل حول ترشيحه او عدمه". وقال: "هناك اطراف داخلية مسلحة مرتبطة بالمعادلة الاقليمية، وليس بالامكان ان يتوافق سلاح "حزب الله" مع أمن الدولة اللبنانية، ولا وصول لدولة مستقرة وآمنة وزاهرة الا بنزع سلاح "حزب الله" وتوحيد البندقية تحت قيادة واحدة".

 

بوزيان: الجنود الاسرائيليون لم يتجاوزوا الخط الازرق

وطنية- صور- 10/10/2008 (أمن) أشارت الناطقة الرسمية باسم "اليونيفيل" ياسمينا بوزيان الى انه وفقا لتقارير عناصر "اليونيفيل" الموجودين على الارض، لم يجر خرق للخط الازرق ولم يتخط الجنود الاسرائيليون هذا الخط.

 

إنسحاب القوة الإسرائيلية بعد توغلها 50 متراً داخل الأراضي اللبنانية

إذاعة النور/ إنسحب أكثر من 20 جندياً إسرائيلياً الأراضي اللبنانية عائدين الى موقعهم الذي انطلقوا منه قرابة 11:30 من قبل ظهر اليوم الجمعة برفقة آلية Hammer إسرائيلية. و أقدم الجنود على فتح بوابة السياج الحدودي الملاصقة للخط الأزرق .ودخلوا الأراضي اللبنانية عبر الطريق المعبّدة التي تصل الى بلدة حولا بعمق 50 متراً، متخطّين أحد مواقع قوات اليونيفيل القريبة من موقع العبّاد، وتقدموا إلى إحدى التلال المشرفة على بلدة حولا. وانتشر 15 جنديا في المنطقة تقدمهم 4 جنود إلى التلّة المشرفة على بلدة حولا، وبقوا قرابة النصف ساعة قبل أن يستدعي الجيش اللبناني التعزيزات من محيط تلك المنطقة.

بعد مرور الساعة وربع على وجود القوى الاسرائيلية في تلك المنطقة إنسحبت من حيث أتت الى موقع العبّاد. ومن المتوقع أن يصدر تصريح أو موقف رسمي من قبل القوات الدولية " اليونيفل " حول هذا التوغل المفاجئ.

 

الدكتور ناصيف القزي مسؤولا للاعلام في "التيار الوطني الحر"

وطنية- 10/10/2008 (سياسة) أعلن "التيار الوطني الحر" أنه في إطار التشكيلات الجديدة في صفوفه، عين الدكتور ناصيف قزي مسؤولا للاعلام والعلاقات العامة في "التيار".

 

بعد اكتشاف مصيرهما وتسليمهما الى السلطات الاميركيــة قضية الصحافيين الاميركيين في دائرة اللغز والتكهنـــات

لاك وشميلا اعلنا خطفهما من قبل سائــــق أجــــرة

المركزية - على الرغم من الخاتمة السعيدة لقضية الصحافيين الاميركيين تايلور لاك وهولي شميلا التي انتهت الى العثور عليهما سالمين في الاراضي السورية وتسليمهما من قبل السلطات في دمشق الى السلطات الاميركية، الا ان الغموض الذي اكتنف الحادثة منذ لحظة اختفائهما وحتى الاعلان عن مصيرهما وضع القضية برمتها في دائرة التساؤلات واللغز الذي لم ترض المواقف والتوضيحات الصادرة بشأنه نهم الساعين الى معرفة الحقيقة كاملة، وخصوصا في ضوء تضارب المعلومات بشأن الحادثة وتوصيفها بين اختفاء وخطف وتسلل، بحيث ترددت بعض المعلومات عن ان الصحافيين اوقفا في 3 الجاري، لكن السلطات السورية لم تكشف عنهما الا يوم امس بعدما لمست ازدواجية في افادتيهما حيث افاد الاول ان سائق السيارة خطفهما فيما اشارت الثانية الى انهما ضلا الطريق في خلال استكشافهما مناطق في شمال لبنان. واشارت المعلومات الى ان السلطات السورية ارسلت ملفا خاصا بالتحقيق الى النيابة العامة التمييزية في بيروت تسلمه مدعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا وتضمن اشارة الى التناقض في الافادات.

عملية الخطف: في غضون ذلك، اكد الصحافيان الاميركيان انهما تعرضا للاختطاف من قبل سائق سيارة اجرة في شمال لبنان وادخلهما الى الاراضي السورية.

ونقلت صحيفة "جوردن تايمز" عن الصحافي تيلور لاك (23) عاما الذي يعمل في الصحيفة وهولي شميلا (27) عاما التي انهت تدريبها اخيرا فيها انهما لم ينويا مخالفة اي قانون وانهما اختطفا وادخلا بالقوة الى الاراضي السرية.

واوضحا انهما خططا "للحصول على تأشيرتي دخول على الحدود اللبنانية - السورية لقضاء اجازتيهما في سوريا قبل العودة الى الاردن برا".

وقالا: "خططنا للانتقال بالحافلة من طرابلس الى حمص لكن محطة الحافلات كانت مغلقة فعرض علينا سائق سيارة اجرة نقلنا عبر الحدود وقال انه مرخص لمثل هذه الرحلة". وقال لاك "اخذنا السائق وبرفقته سائق آخر وخرج بنا عن الطريق العام وعندما سألته اين الحدود لم يجبني، واستمر في القيادة ومن ثم احكم اغلاق الابواب وطلب منا تسليمه ما معنا من نقود لكننا رفضنا".

واضاف" في تلك اللحظة ظهرت سيارة عسكرية وطلبت منا الوقوف ودون ان تصدر منا اي كلمة اخذوا حقائبنا وجوازي سفرنا والاجهزة الخليوية واصطحبونا في السيارة العسكرية". واشار لاك الى انهما لم يعرفا انهما في سوريا الا من خلال بعض اللافتات في الشارع بعد 20 دقيقة من ركوب السيارة العسكرية السورية.

وكانت وزارة الخارجية السورية ذكرت ان الصحافيين الشابين اعتقلا الخميس في سوريا لدخولهما الاراضي السورية "بشكل غير شرعي" عبر الحدود الشمالية ومن خلال احد المهربين".

اللغز الكبير: في هذا الوقت تساءلت مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع عن اللغز الكبير الكامن في تفاصيل القضية وخصوصا لجهة الفترة الممتدة من 1 الى 8 الجاري وهي المدة التي اختفيا فيها، علما ان السفارة الاميركية في بيروت اكدت ان لا معلومات لديها بهذا الشأن وهي في انتظار سماع اقوالهما بعدما عادا الى الاردن اليوم لتتحقق من مكان وجودهما طوال الايام السبعة الماضية.

واعتبرت اوساط سياسية لبنانية ان قضية الصحافيين الاميركيين تدحض وبشكل قاطع كل الاقاويل والتأويلات والتكهنات عن تحول الشمال الى بؤر للارهاب وللاصوليات الاسلامية بدليل ان الصحافيين الاميركيين امضيا نحو 7 ايام في الارجاء الشمالية من دون ان يتعرضا للاذى او لاي استهداف.كما انها تكشف عن زيف الحجج السورية حول انتشار الحشود العسكرية على الحدود مع لبنان اذ ان الصحافيين الاميركيين تمكنا من عبور الحدود ودخول سوريا على رغم من الحشود الكبيرة. وسألت: اذا كان ما يشاع عن انهما اوقفا برفقة شخص هربهما من لبنان فلماذا لم يصر الى الكشف عن هويته لا بل غاب ذكره كاملا من دون اي توضيح؟.

 

 الامانة العامة لـ14 اذار طالبت الحكومة بأخذ الاجراءات والتدابير لضبط الحـدود

المركزية - تمنى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة النجاح لزيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان للمملكة العربية السعودية، وان تسهم بدفع العلاقات اللبنانية - السعودية الممتازة والجيدة أشواطا. وقال في دردشة مع الإعلاميين عقب أدائه صلاة الجمعة، وقال ردا على سؤال عن معلومات صحافية سورية تفيد ان لا علاقات ديبلوماسية لبنانية - سورية قبل زيارته لدمشق: "لا علم لي بهذا الكلام، لم اقل يوما على الإطلاق إنني لا أريد زيارة دمشق ولقاء المسؤولين، ولكني انتظر دعوة رسمية، فالعلاقات اللبنانية - السورية لا يمكن أن تتنظم الا بالتلاقي". وأعرب عن اعتقاده بأن الكلام الذي قيل عن انتشار القوات السورية انسجاما مع القرار 1701، قال: "يجب التوقف بشكل ايجابي.  وكرر الرئيس السنيورة تأكيده "ان طرابلس ليست بؤرة للارهاب"، وقال: "نحن حريصون ان تظل طرابلس كما عهدها اللبنانيون مدينة للعلم والعلماء والديموقراطية كما هو حرصنا على كل منطقة في لبنان".

وعن التهديدات الإسرائيلية بتدمير كل لبنان في حال نشوب حرب جديدة، قال: "لقد عودنا الإسرائيليون إطلاق التهديدات دائما ونحن نسير على اكثر من مسار. أولا نحن لا نرضخ للتهديدات ولا للوعيد الذي يطلقه أي فريق.ثانيا نحن شديدو الحرص على قرارنا الحر ونحن نتنبه الى مواقع إقدامنا وحريصون على الوحدة بين اللبنانيين وعلى علاقاتنا العربية والدولية، وبأن نحيط العالم كله بما يصدر من الكلام الذي لا نتأثر فيه وهو لا يهزنا. نحن نعمل بحكمة ورصانة من جهة وبحزم من جهة ثانية". وردا على سؤال عن معلومات اسرائيلية عن الانسحاب من قرية الغجر، أشار الرئيس السنيورة الى "ان هناك عملا للتوصل إلى صيغة معينة ترعاها الأمم المتحدة ويحدد زمانها بالاتفاق بين لبنان والأمم المتحدة".  وعما يقال عن إرسال الزفت الى الشمال لأسباب انتخابية، قال: "ان الطرق المتضررة جزئيا او كليا جرى تلزميها قبل العام 2008، وما كان ملزما لم يكن هناك من إمكان لتنفيذه بسبب عوامل طبيعية".

وردا على الحملات التي يشنها رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، قال: "انا اعبر عن تقديري للعماد عون لأنني دائما على باله".

* هل هناك أمل بتقديم زهرة غاردينا جديد؟

- العماد عون لديه شجرة بامكانه ان يرسل لي منها، وانا حاضر. وكل الحملات هي زوابع بفناجين صغيرة.

وعن المعلومات التي تقول بخطف الصحافيين الأميركيين في لبنان، قال: "يجب ان ننتظر التحقيقات من قبل الاجهزة الامنية الرسمية ومن قبل الجانبين الرسميين السوري والاميركي، وهما بالنسبة الينا فقدا على الأراضي اللبنانية، وظهرا في سوريا.

الحريري: وكان الرئيس السنيورة استقبل اليوم، وزيرة التربية والتعليم العالي بهية الحريري وعرض معها الأوضاع العامة وشؤون وزارتها.

بعد اللقاء، قالت الحريري: "وضعت الرئيس السنيورة في كل تفاصيل الاستعداد للعام الدراسي الذي بدأ في 6 تشرين الأول الحالي. وقد حرصت وزارة التربية منذ البداية على تأمين مصلحة الطالب فوق كل اعتبار، واعتقد ان هذه هي النقطة الأبرز. من هذا المنطلق جاءت المكرمة السعودية لتؤمن الاستقرار المادي والاجتماعي لهؤلاء الطلاب، فشملت رسوم التسجيل من صف الروضات حتى الثانوية العامة وأمنت الكتب لغاية صف البريفيه".

أضافت: "هناك التباس بين توزيع الكتب وبين مسؤولية وزارة التربية التي هي مسؤولة عن تأمين التوزيع في المدارس وعلاقة الوزارة هي مع الناشر فقط، والناشر هو واحد، هي مكتبة لبنان، وبدأت الاجتماعات لتسهيل هذه الأمور، وقد انضمت مشكورة نقابة المكتبات الى الاجتماعات التي أجرتها وزارة التربية لوضع خريطة التوزيع في المدارس حسب أعداد الطلاب المبنية على أعداد السنة الماضية. من هنا، فإن مصلحة الطالب هي مسؤولية وزارة التربية وقضية تأمين الكتاب تتم عادة عبر المكتبات، فكان لا بد وبناء على طلب الجهات المعنية لتأمين الكتاب المدرسي، ان تراعي وزارة التربية عدم الإضرار بهذا القطاع. من هذا المنطلق عملت الوزارة كميسر لهذا الموضوع. واعتقد ان هذا العام، هناك حوالى 600 مكتبة قامت بهذه المهمة الوطنية، وفي اثناء لقائي مع الرئيس السنيورة طلبت من المدير العام للوزارة ان يعقد لقاء لتوضيح بعض ما طالعتنا به بعض الصحف، حيث إنني اعتبر ان الاعلام هو شريك أساسي في الرقابة وفي عملية متابعة بداية العام الدراسي.

لقد أردت ان أوضح ان مهمة وزارة التربية ومسؤولياتها هي الطالب، ولدى الوزارة خط ساخن وخمسة أرقام توزعت على كل وسائل الإعلام من اجل المراجعات، سواء اذا وجدت صعوبات لقبول الطلاب في المدارس او صعوبات في عمليات التوزيع. من هنا، اننا ندعو كل المعنيين بهذه العملية من مكتبات واهال وإدارات تعليمية الى ان يضعوا في حساباتهم مصلحة الطالب فقط حرصا على مستقبلهم وتأمين مستلزماتهم التربوية كاملة. كما ندعو الجميع الى تحييد العملية التربوية عن النزاعات كافة".

خوجه: والتقى الرئيس السنيورة سفير المملكة العربية السعودية في لبنان عبد العزيز خوجه، وعرض معه آخر المستجدات إضافة الى العلاقات الثنائية.

واستقبل استاذ "اللسانيات" في الجامعة اللبنانية الدكتور نادر سراج الذي قدم اليه كتابه الخامس "خطاب الرشوة: دراسة لغوية اجتماعية.

والتقى ايضا، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي روجيه نسناس وعرض معه الاوضاع الاقتصادية.

عدوان: واستقبل الرئيس السنيورة بعد ظهر اليوم نائب رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية النائب جورج عدوان الذي قال على الاثر: بحثنا في مواضيع الساعة وتناولنا اين اصبحت المصالحات والحشود السورية وما يدور من لغط حولها، اضافة الى بعض الملفات التي يلزمها دفع في مجلس الوزراء ومنها ملف المهجرين وتأمين الاموال لكي لا يتأخر هذا الملف لانه تأخر كفاية.

وعن اسباب تأخر المصالحات قال: في الايام الماضية كان لدي تفاؤل اكثر، وكنا نعتبر ان المصالحة اصبحت آنية والآن لا اريد ان احبط الامل، لاننا كقوات لبنانية نريدها امس قبل اليوم واليوم قبل غد، انما شعورنا في الساعات الـ24 الاخيرة وكأن هذه المصالحة ترتبط بأمور اخرى، ونحن نقول اننا نريد المصالحة ونكمل في ذلك وليس لدينا اي شرط للمصالحة، ونعتبر ان المصالحة بين المردة والقوات اللبنانية يجب ان تحصل في اسرع وقت ممكن لطي صفحة الماضي، ونحن منفتحون على اي اقتراح لأن ما يهمنا هو ان تحصل المصالحة، لكننا نشعر ان هناك بعض التعثر او بعض الناس الذين يدخلون على الخط، ونأمل في ألا يكون شعورنا في محله، لأننا سنبقى نسير في ذلك، ونحن هاجمون على المصالحة ولا نتفرج عليها.

وعن الحشود الجديدة للقوات السورية على الحدود اللبنانية قال عدوان: نحن نعرف انه تم اعلام الجيش اللبناني قبل ان تبدأ الحشود وسوريا ابلغت الى الجيش اللبناني التفاصيل حول الموضوع، واريد ان اوضح امرا مهما ونحن نحاول فتح صفحة جديدة بين الحكومتين اللبنانية والسورية، وهذا الامر يتطلب تنسيقا بين الحكومتين، فالنظام اللبناني يختلف عن النظام السوري، يجب ان يكون هنالك تنسيق بين الجيشين السوري واللبناني، انما امور بهذا الحجم تتناول هكذا مواضيع تتطلب تنسيقا بين الحكومتين اللبنانية والسورية وهذا الشيء لم يحصل حتى اليوم، وأنا اعتقد انه اذا اردنا ازالة اللغط ووضع الامور في نصابها يجب ان يتم التنسيق على مستوى الحكومتين. وهنا اقول: هناك قرار هو 1701 بحاجة الى تطبيق ومن تطبيقه هو ضبط الحدود بين البلدين، فدعونا ضمن اطار تطبيق القرار 1701 نزيد التنسيق بين الدولتين، ولتأتِ الحشود السورية لتطبق فعلا القرار 1701 وتمنع استغلال الحدود سواء لخلخلة الامن او ارسال السلاح، وبذلك نقوم بخطوة جديدة في الاتجاه الايجابي.

14 اذار: ثم استقبل الرئيس السنيورة وفدا من الامانة العامة لقوى 14 اذار ضم امينها العام النائب السابق الدكتور فارس سعيد والنائبين عمار الحوري والياس عطاالله ورئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون والسادة انطوان حداد وإدي ابي اللمع وميشال مكتف.

بعد الاجتماع قال سعيد: هدف زيارتنا هو رفع اللغط الذي يسود عقول اللبنانيين من خلال المعلومات المتضاربة حول موضوع الحدود اللبنانية - السورية، والطلب من الحكومة اللبنانية اخذ الاجراءات والتدابير اللازمة من اجل ضبط هذه الحدود، فمنذ ان قام النظام السوري بنشر قواته على الحدود اللبنانية - السورية اتت معلومات متضاربة، التبرير الاول الذي اتى من قبل الرئيس الاسد كان أن هذه الحشود هي منعا للتهريب، وبعد الاتصال الذي تم بينه وبين فخامة رئيس الجمهورية ميشال سليمان قيل بأنه تنفيذ للقرار 1701، ممتاز، اذا كان تنفيذا للقرار 1701 وخصوصا بعدما برز موضوع الصحافيين الاميركيين اللذين ظهرا في سوريا بعدما مرّا في الاراضي اللبنانية، نحن جئنا لنطالب الحكومة اللبنانية - وسنطلب ايضا موعدا من رئيس الجمهورية - بموقف واضح: ما هي الاجراءات والتدابير التي يجب ان تخذها الحكومة والدولة اللبنانية من اجل ضبط هذه الحدود تنفيذا للقرار 1701، فهذا القرار ليس فقط على السوريين، بل على السوريين واللبنانيين في الوقت نفسه، نحن عندنا جيش وقوى امنية لبنانية، وعننا مؤازرة الـ1701 ايضا، لضبط حدودنا على طلب من الدولة اللبنانية.

القرار 1701 متفق عليه من قبل جميع القوى اللبنانية، وحتى "حزب الله" عندما كان مشاركا في حكومة فؤاد السنيورة الالى، وخلال حرب تموز وافق على القرار 1701 وهو ينص على ضبط الحدود اللبنانية - السورية وضبط الحدود بكل الاتجاهات وتاليا نحن جئنا لنطالب دولة الرئيس وسنطرح الموضوع على رئيس الجمهورية بان ضبط الحدود من الجهة اللبنانية، اذا كان فعلا الرئيس الاسد يريد ضبطها تنفيذا للقرار 1701 من الجهة السورية، ضبط الموضوع من الجهة اللبنانية هو ايضا بمؤازة القوات الدولية للقوات اللبنانية الشرعية على طول الحدود الشرقية والشمالية من اجل ضبط الموضوع.

الامر الثاني هو ان اللبنانيين يعيشون منذ نحو اسبوع حول كيف ولماذا هذه الحدود يتطلب من قبل الدولة اللبنانية مواقف واضحة التفسير للبنانيين ماذا يحصل، نحن ايجابيون في موضوع تصحيح العلاقات اللبنانية السورية، ونعتبر ان زيارة رئيس الجمهورية الى سوريا يجب ان تفتح صفحة جديدة بكل واقعية، وانا اتكلم كقوى سياسية لا ثقة لدينا بالنظام السوري بانه يريد فعلا ضبط الحدود تنفيذا للقرار 1701 ولكن بما انه تكرم علينا وتكلم عن القرار 101 فنحن نعتبر ان هذه المسؤولية ايضا هي مسؤولية لبنانية وعلينا كحكومة وكدولة لبنانية ان نضبط حدودنا من الجهة اللبنانية من خلال نشر قواتنا الذاتية وان تؤازر هذه القوى اذا تعذر نشرها، ان تؤازر بالقوات الدولية تنفيذا للقرار 1701.

* لماذا تطالبون بؤازرة القوات الدولية الا يثقون بالقوى اللبنانية؟

- على العكس نحن نعتبر بان القوى الامنية اللبنانية قادرة انما ندرك ايضا من باب مراقبتنا للوضع بان هذه القوى الشرعية اللبنانية تتحمل مسؤوليات كبرى تؤازر القوات الدولية في ال، 1701 جنوبا، تضبط الامن في الداخل اللبناني والامر متروك للحكومة، نحن قلنا اذا تعذر الانتشار من قبل الجيش والقوى الامنية اللبنانية وارادوا المؤازرة فهناك نصوص دولية على راسها القرار1701 وقعت عليه جميع القوى اللبنانية حتى "حزب الله" قال ان الافراج عن المعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية تنفيذا للقرار 1701، اذا كان الـ 1701 بين ايدينا والسوريون يقولون انهم ينتشرون تطبيقا لـ 1701، فهذا القرار لا يطبق من جة واحدة على الحدود، بل يطبق ايضا من جهتنا فلتتفضل الدولة اللبنانية وتنشر الجيش.

* ماذا كان رد الرئيس السنيورة خصوصا وانه علق ايجابا على الكلام السوري عن تطبيق الـ 101؟

- نحن ايضا نعلق ايجابا لقد استمع لنا كفريق سياسي وسينقل ربما وجهة نظرنا الى داخل مجلس الوزراء، نحن مشاركون في الحكومة من خلال الوزراء، وسنطالب بان تبادر الحكومة للكشف امام الرأي العام اللبناني ماذا يجري، وما هي التدابير التي يجب ان تتخذ نحن ابلغنا وجهة نظرنا الى رئيس الحكومة الذي سينقلها الى الحكومة.

* البعض يقول ان هذا الانتشار يأتي بعد تطمينات فرنسية وربما اميركية اضافة الى زيارة وفد من قوى 14 اذار الاسبوع الفائت لفرنسا، هل تخافون من صفقة ما؟

- انا لا اعتقد ان هناك صفقة مع الجانب السوري من قبل المجتمع الدولي على حساب لبنان، ما يطلبه الجانب الدولي من سوريا ينفذ من قبل سوريا بحذافيره، مطلوب ضبط الحدود اللبنانية - السورية وهذا ما يجري ونحن ايضا كلبنانيين علينا ليس فقط ان ننتزع من المجتمع الدولي قرارات، يجب ايضا ان ننفذ هذه القرارات، القرار 1701 يطلب ضبط الحدود مع اسرائيل من اجل تثبيت ما يسمى بالهدنة او فك الاشتباك وصولا الى وقف اطلاق نار مع اسرائيل، اما في حدودنا الشرقية والشمالية ايضا الـ 1701 فيطلب ان تكون هذه الحدود امنة وليست مجالا او مكانا لعبور الاسلحة والصواريخ باتجاه لبنان.

الحوري : اما النائب الحوري فقال: جئنا اليوم لنؤكد باسم الاغلبية وباسم قوى 14 اذار تأييدنا ودعمنا لتوجه الحكومة اللبنانية في ضرورة تنفيذ القرار 1701 الذي اجمع عليه اللبنانيون في فترة سابقة والذي يتعاطى مع حدود لبنان كلها، المشكلة ليست فقط في الحدود الشمالية، فمع الشقيقة سوريا هناك حدود شمالية وشرقية يجب ان تضبط ويجب ان ينفذ فيها القرار 1701 اضافة الى تنفيذ هذا القرار في الجنوب، وفي الشق الاول نحن نشد على يد الحكومة اللبنانية لتنفيذ الجزء المتعلق بلبنان من خلال الجيش والقوى الامنية الشرعية، هذا التنفيذ يجب ان يؤدي الى ضبط الحدود، فالتنسيق مطلوب بين اي دولتين متجاورتين وما بين لبنان وسوريا يجب ان يكون التنسيق ما بين الحكومتين، هذا هو الاطار الشرعي الطبيعي وليس اي مستوى آخر، نأمل من الحكومة السورية في ان تبلغ الحكومة اللبنانية قبل اي خطوة تقوم بها كخطوة الانتشار السوري في الجهة المقابلة، بشكل مركز ومحدد ونؤيد الحكومة اللبنانية في توجه تنفيذ القرار 1701 ونصر على التنسيق والتكامل ما بين الحكومتين وليس على اي مستويات اخرى.

شمعون: بدوره قال شمعون: نحن في ازمة مالية واقتصادية عالمية ويمكن ان ندفع ثمنا في لبنان، ومساندة الرئيس السنيورة في الموضوع مهمة جدا لانه خبير ومن احسن الناس الذين يعالجون قضية من هذا النوع، لكن لا يكفي ان نتكل على الرئيس السنيورة فهو ليس ساحرا.

نحن كلبنانيين علينا خلق الاجواء الملائمة لكي نستطيع عبور هذه المرحلة الصعبة الاقتصاية، ومن المؤكد انه سيأتينا عدد كبير من الشباب الذين كانوا يعملون في الخارج والذين ستتوقف اعمالهم واذا لم نخلق جو استقرار في البلد اظن اننا سنكون في مرحلة صعبة.

ولهذا اتمنى على كل الأفرقاء اللبنانيين معارضين وغير معارضين ان يخلقوا جوا هادئا وملائما لكي نستفيد ربما من الاموال التي تهرب من الخارج.

 

"المطلوب وضع قرار ترسيم الحدود موضع التنفيذ"

فتفت: المصالحة مع حزب الله بعد عودة الحريـري

المركزية - أوضح عضو كتلة المستقبل النائب احمد فتفت ان المطلوب وضع قرار ترسيم الحدود موضع التنفيذ، وأعلن ان المصالحة مع "حزب الله" تنتظر عودة رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري الى بيروت للاتفاق على اللقاء.

وقال فتفت في حديث اذاعي عن حادثة الصحافيين الاميركيين: "الجميع يعرف ان هناك حركة تهريب لا تزال مستمرة رغم الانتشار السوري مقابل الحدود الشمالية في لبنان ورغم الاجراءات المتخذة، لان الحدود غير محددة وغير مرسّمة بشكل واضح في كل المناطق، ابتداء من الشمال وصولا الى مزارع شبعا".

واعتبر ان "المطلوب قبل كل شيء وضع قرار ترسيم الحدود موضع التنفيذ وتحديد اماكن تواجد القوى الامنية اللبنانية ومن قبلها القوى الامنية السورية".

وعن موضوع التهريب، أشار النائب فتفت الى ان "الحدود طويلة جدا وتمر عبر النهر الكبير الجنوبي ووادي خالد وتصل الى منطقة البقاع الشمالي والشرقي وتاليا الموضوع معقد جدا. واستغرب ان هناك شخصين أجنبيين يحملان وثائق سفر عادية وطبيعية اضطرا للمرور بهذه الطريقة".

وعن الانتشار الحدودي السوري شمالا قال فتفت: "من واجب مجلس الوزراء ان يطلع الجميع على كل المعلومات، فهناك معلومات مفيدة جدا لا سيما التي اعطيت من قبل القصر الجمهوري والتي قالت ان معلومات وصلتها من الرئاسة السورية تؤكد ان هذا الانتشار مرتبط بتنفيذ القرار 1701 والحماية من التهريب. فاذا كان فعلا هذا هو المبتغى فأعتقد ان هذا الامر ايجابي وللبنان مصلحة كبيرة كما لسوريا، اما اذا اقتصر الموضوع على الحدود الشمالية والشمالية - الشرقية اي البقاع الشمالي فقط فهذا يعني ان القرار 1701 ليس ضمن مبتغى هذا الانتشار، اما اذا تم هذا الانتشار ووصل الى كل الحدود الشرقية وصولا الى اطراف الجولان عند ذلك يعني ان الارتباط بالقرار الدولي 1701 هو جدي وليس دعائيا للتواصل مع الامم المتحدة والدول الغربية".

وعن جديد المصالحات اشار فتفت الى "ان لا عقبات ويجب ان ننتظر عودة النائب سعد الحريري الى بيروت ورؤية ماذا يطرح الفريق الآخر، فهذا اللقاء يجب ان ينطلق من لقاء قريطم الذي اتفق في خلاله على بعض النقاط وهذا ليس للتداول الاعلامي لوضعها موضع التنفيذ وهي تشمل الوضع الامني اليومي للمواطنين في بيروت وخارج بيروت". اضاف: "هذه المصالحة التي نريدها حقيقة وتجعل الحياة السياسية عادية غير خاضعة لا للعنف ولا للسلاح بل حياة سياسية ديموقراطية تنافسية. وربما ما ذكره الدكتور سمير جعجع ومصادر القوات امس بأن هناك من يعرقل هذه المصالحات على الجبهة المسيحية يؤثر سلبا على كل المصالحات".

وهل من اجراءات الى جانب خطة نزع الصور والشعارات التي لم تستكمل بعد اوضح النائب فتفت ان "هذا الموضوع ليس للتداول الاعلامي حتى نترك جدية للتعامل مع هذا الموضوع. وتمنى عدم التداول اعلاميا وحتى الآن الامور تسير ربما ببطء ولكنها تتقدم ونحن ننتظر خطوات واضحة".

 

"كل شرط للمصالحة خارج اقتراح الرابطة اهانة لها وللرئيس"

زهرا: طرح الثقة بالوزراء الذين يهاجمـــون السنيورة وارد

المركزية - إعتبر عضو كتلة "القوات اللبنانية" النيابية النائب انطوان زهرا ان كل من يتكلم عن أي شرط لتحقيق المصالحة بين القوات اللبنانية والمردة خارج إطار ما إقترحته الرابطة المارونية فهو يهين الرابطة كما يهين رئيس الجمهورية والبطريرك صفير الداعمان لهذه المصالحة، لافتا الى ان من يظن ان بإمكانه وضع شروط للوصول الى لقاء المصالحة فهو إما يغامر بعدم حدوثه وإما أنه واهم وآن له ان يستفيق من وهمه.

ورأى ان معركة الانتخابات النيابية في العام 2009 هي معركة تحديد مصير ومستقبل لبنان ولن نسمح بأن تنزلق الى مواجهات لتعطيلها مؤكدا انه لن يسمح بعد هذه الانتخابات بديكتاتورية الاقلية ومنطق الوصايات والفوضى والتعطيل. وشن زهرا هجوما على النائب العماد ميشال عون ووزير الاتصالات جبران باسيل من دون ان يسميهما داعيا الوزراء الذين يهاجمون رئيس الحكومة والحكومة الى عدم النوم على حرير لان طرح الثقة بهم وارد.

كلام زهرا جاء في العشاء الذي أقامته الجامعة الشعبية في "القوات اللبنانية" في بيبلوس في جبيل ممثلا رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع والذي شارك فيه النائب هادي حبيش، عضو قوى الرابع عشر من آذار ميشال معوض، أمين سر حركة التجدد الديموقراطي انطوان حداد، قائمقام جبيل حبيب كيروز، عضو الهيئة التنفيذية في "القوات" أدي ابي اللمع وعدد من الفاعليات والمسؤولين في "القوات". وألقى زهرا كلمة تطرق فيها الى الاوضاع السياسية في البلاد وقال: علينا ان نتنبه اليوم الى اوضاعنا السياسية كي لا نعيش من جديد ما هو أسوأ من خديعة العصر في الـ 2009 وقد تكون خديعة بداية نهاية التاريخ في لبنان ومن هنا أهمية وعينا ان لا نستكين او نستسلم او نتخاذل او نصدق ان التطبيع الامني والاستقرار الذي ننشده جميعا في مرحلة الانتظار الاقليمي والدولي التي يعيشها الشرق الاوسط ولبنان هي حالة إستقرار دائم وتراجع للمشاريع المشبوهة على ارض لبنان، المواجهة هي بين انتفاضة الاستقلال وثورة الارز ومشروع منطق لبنان اولا وقيامة الدولة والمؤسسات ومرجعيتها في لبنان وبين اللادولة او دولة السلاح، المواجهة لم تنته ولن تنتهي الا برسم معالم واضحة للدولة ومؤسساتها وترسيخ قيام هذه الدولة على كل الاراضي اللبنانية وممارستها لمسؤوليتها على كل المقيمين على ارض لبنان كائنا من كان هؤلاء المقيمون، وعندها تنتهي المواجهة التي نعيشها اليوم وننصرف الى حياتنا المدنية والى رسالتنا اللبنانية - التي لا نتخلى عنها في كل الظروف.

 

طالب بتحقيق قضائي مع الصحافيين الاميركيين

الاحرار: عدم تنسيق الانتشار العسكري مع الحكومة اللبنانية استمرار لنهج التدخل في الشأن الداخلـي

المركزية - اشار حزب الوطنيين الاحرار الى خطر المنطق السوري الذي يتعمّد ربط خطوة الانتشار على الحدود بقرار ضبط مَن يسميهم بالمخرّبين، لافتا الى ان الوقائع تدحض الاتهامات والتلميحات، لا بل توجه اصبع الاتهام الى الجانب السوري الذي يلعب دور الضحية. واعتبر ان عدم تنسيق الانتشار مع الحكومة اللبنانية لا يمكن تفسيره الا استمرارا لنهج التدخل في الشأن اللبناني الداخلي. وطالب الحكومة بكشف ملابسات قضية الصحافيين الاميركيين وبما في ذلك التحقيق معهما. عقد المجلس الأعلى للحزب اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه دوري شمعون وحضور الأعضاء. بعد الاجتماع صدر البيان الآتي:

1 - تؤكد المواقف الدولية من الانتشار العسكري السوري على الحدود الهواجس المتزايدة عند شرائح كبيرة من اللبنانيين في ضوء تجارب الماضي، وانطلاقاً من الفرز السياسي القائم حول مشروعين متناقضين، ومن عناصر عدم الاستقرار التي تتغذى من الخارج لأهداف لا تخدم مصلحة لبنان. ولقد كانت لافتة على هذا الصعيد دعوة أمين عام منظمة الأمم المتحدة بان كي مون سوريا إلى أن تتوقف عن اتخاذ إجراءات أحادية.

ونشير في المناسبة إلى خطر المنطق السوري الذي يتعمد ربط الخطوة العسكرية الاستثنائية بقرار ضبط من يسميهم نظام دمشق بالمخربين في ظل ارتفاع وتيرة اتهاماته ضد السلفيين والإسلاميين، وسعيه إلى تحميلهم مسؤولية تفجير دمشق. وعندنا أنه لو كان صادقاً في ما يدعيه لوجب عليه الإحجام عن كل ما يضعف الدولة اللبنانية لتكون شريكة في مكافحة الإرهاب والتطرف كونهما يهددان الوطن. ومن دون أن ننسى ان الوقائع تدحض هذه الاتهامات والتلميحات لا بل توجه إصبع الاتهام إلى الجانب السوري الذي يلعب دور الضحية والذي طالما كانت ممارساته في هذا المجال مصدر شكوى ليس من اللبنانيين فقط إنما من المجتمع الدولي أيضاً. ونؤكد انه حتى لو لم تسمح الظروف الإقليمية والدولية لسوريا بإطلاق آلتها العسكرية باتجاه لبنان وفق ما يشتهيه حكامها وحلفاؤهم اللبنانيون، فإن مجرد عدم تنسيق الانتشار العسكري مع الحكومة اللبنانية لا يمكن تفسيره إلا استمراراً لنهج التدخل في الشأن الداخلي اللبناني واعتماد أسلوب التهويل والتهديد لدعم المشروع الذي يدور في فلك المحور السوري ـ الإيراني.

لذا نرى لزاماً علينا لفت الحكومة اللبنانية إلى أهمية الإضاءة على هذه المسألة الفائقة الأهمية ومطالبة دمشق بإحاطة إجراءاتها بالشفافية. كذلك نجدد مناشدة الأشقاء والأصدقاء إيلاءها أكبر قدر من الاهتمام وتوجيه رسالة قوية إلى دمشق بضرورة احترام سيادة لبنان وعدم التدخل مباشرة أو غير مباشرة في شؤونه الداخلية.

2 - جاء خبر اختفاء الصحافيين الأميركيين قبل أن يتبين مصيرهما ويتم إطلاق سراحهما في سوريا ليزيد من المخاوف التي تتجمع نتيجة الإخلال المتمادي بالأمن سواء في المخيمات الفلسطينية أو بالنسبة إلى عمل العصابات المسلحة، خصوصاً عصابات سرقة السيارات التي باتت تشكل حالة مرضية خطيرة متفاقمة، أو إلى عودة ظاهرة إلقاء القنابل في المنطقة الفاصلة بين التبانة وبعل محسن. وأخشى ما نخشاه أن يكون ثمة مخطط لمزيد من إرباك الساحة اللبنانية وفرض سلم أولويات تطيح ما اتفق المتحاورون اللبنانيون على مناقشته للتوافق حوله. ومهما يكن من أمر فالحكومة مطالبة، عبر أجهزتها، بكشف ملابسات هذه القضية بما في ذلك التحقيق مع الصحافيين الأميركيين بالوسائل القضائية المعهودة، أو أقله تقديمهما إيضاحات عبر القنوات الديبلوماسية لإعلانها على الرأي العام واتخاذ كل التدابير والاحتياطات حتى لا تتكرر. الأهم من كل ذلك تمكين الدولة من بسط سلطتها على كل الأراضي اللبنانية بعيداً من الاعتبارات التي لا تزال قائمة والتي تمنعها من تطبيق القانون على اللبنانيين وعلى المقيمين، وبعيداً عن مصالح الدويلات والمربعات الأمنية النقيض الفاضح للدولة الواحدة الموحدة والسبب الأول الذي يعيق حركتها ويحد من قدرتها على القيام بواجباتها.

3 - نعلن تأييدنا الإسراع في قيام المجلس الدستوري انطلاقاً من المشروع الذي تقدم به وزير العدل. ونؤكد واجب الحرص على الفصل بين السلطات واحترام استقلال السلطة القضائية واعتبار المجلس الدستوري مرجعاً لتفسير الدستور والبت في دستورية القوانين وفي الطعون المتعلقة بالعمليات الانتخابية، مع التشديد على حياديته وعلى حسن اختيار أعضائه. وبما أن الشيء في الشيء يذكر لا يسعنا إلا تجديد المطالبة بتفعيل المجلس الإقتصادي والإجتماعي، والمبادرة إلى إطلاق حملة إعلامية لتعريف الرأي العام على اختصاصاته وعلى دوره في المجالين الاقتصادي والاجتماعي. أخيراً نذكر المحازبين والأصدقاء بالقداس السنوي الذي نقيمه في ذكرى اغتيال داني وانغريد وطفليهما طارق وجوليان في كنيسة مار انطونيوس ـ السوديكو الساعة الخامسة عصر السبت 18 الجاري، وندعوهم إلى المشاركة في الصلاة لراحة أنفسهم لكي يبقى للشهادة من أجل الوطن معنىً ولنثبت وفاءنا للشهداء وللقضية التي استشهدوا من أجلها.

 

زيارة سليمان للرياض تنعكس دعما سعوديا جديدا للبنان

حال الترقب المحلية مرشحة للاستمرار حتى الانتخابـات ولقاء نصر الله - الحريري تتويج للانفراج الاقليمـــي

المركزية - حال الترقب التي يعيشها لبنان منذ ما بعد مرحلة المصالحات التي بدأها رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري في طرابلس تبدو حسب مصدر سياسي انها مرشحة للاستمرار الى الانتخابات النيابية ومعرفة نتائجها، ومن سيكوّن الاكثرية وبالتالي السلطة؟

ورأى المصدر ان على لبنان حرق مراحل كثيرة قبل الربيع المقبل موعد اجراء الانتخابات النيابية، منها ما هو سياسي، ومنها ما هو امني وكذلك اقتصادي - اجتماعي. الا ان المهم ان يتم ذلك في اجواء هادئة أسست لها مصالحة طرابلس، وانطلقت منها الى البقاع والجبل فبيروت على ان تتوج باللقاء المرتقب بين الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والنائب الحريري بعد عودة الاخير من الخارج، حيث تكون الظروف والاتصالات قد نضجت لذلك، والتي يتوقع ان تمهد للقاء آخر بين السيد نصر الله ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، ما يريح الساحة الاسلامية التي انعكس عليها الانفراج الاقليمي الحاصل.

بعيدا عن الاضواء: اما على خط المصالحة المسيحية - المسيحية والتي يبدو انها دخلت غرفة العناية الفائقة بعد التصريحات النارية التي اصابت المساعي المبذولة من قبل الاطراف المعنية مباشرة بها وخصوصا لناحية فرض شروط لم يأت على ذكرها بيان الرابطة المارونية والنواب الموارنة فجمدت الآمال التي كانت معقودة على امكان حصول المصالحة في وقت قريب ووضعتها في الثلاجة، فقد كشف مصدر مطلع على مسار العمل في اتجاه المصالحة المنشودة ان الجهود منصبة راهنا على احتواء تداعيات هذه المواقف وحصرها لعدم تأثيرها على المجرى العام للمصالحة، الامر الذي فرض عقد جملة اجتماعات بين عدد من المعنيين بقيت بعيدة من الاضواء ضمت اعضاء من الرابطة ونوابا موارنة محايدين بحثت كيفية ابقاء الاجواء مهيأة للمصالحة وعدم تفاقم الامور في انتظار عودة رئيس الرابطة الدكتور جوزف طربيه من الخارج.

ووصف المصدر المرحلة الراهنة بفترة الترقب والعمل الهادئ بعيدا من الاضواء والضجة الاعلامية حتى موعد عودة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من زيارات خارجية والبطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير من روما ليتسنى في ضوئها اتخاذ اجراءات عملية.

وأوضح ان الرابطة تحاول الاستفادة من زخم بيان النواب الموارنة وعدم تأثره بالمواقف التي تصب الزيت على النار خصوصا ان البيان شكل ظاهرة توافق مسيحي تعكس مدى الرغبة المارونية بتحقيق المصالحة وهي لا زالت حتى الساعة تساهم في تبريد الاجواء والمساعدة على حل العقد.

زيارة سليمان للسعودية: وفي خط مواز للتحرك الداخلي يقوم رئيس الجمهورية بزيارة رسمية غدا الى المملكة العربية السعودية لشكر ملكها خادم الحرمين الشريفين على دعمه للبنان ومساعدته سياسيا واقتصاديا وماليا، والتي توقع مصدر مواكب لتحضيراتها ان يعود الرئيس سليمان منها بمزيد من الدعم للبنان سياسيا وماليا واقتصاديا، خصوصا ان الوفد الرئاسي يضم بين اعضائه شخصية صديقة مقرّبة جدا من العاهل السعودي ما يشجع على تقديم مساعدة مميزة قد تترك اثرا ايجابيا في ظل الازمة المالية التي تهز البورصات العالمية.

وفي إطار الدعم الخارجي للبنان كشفت مصادر مطلعة ان الاتصالات ستتكثف بين واشنطن وبيروت من أجل ترجمة الاتفاقات التي وقعها الوفد اللبناني لدى زيارة الرئيس سليمان للعاصمة الاميركية، وخصوصا ما يتعلق منها بتسليح الجيش اللبناني ليستطيع فرض الامن والاستقرار مواكبة مع مساعي السلام في المنطقة.

خشية بري: ونقلت اوساط سياسية عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري خشيته من خروج الوضع الامني في لبنان عن ضوابطه وخصوصا في الشمال حيث الوضع يشهد اهتزازا وعدم استقرار.

وأشارت في هذا السياق الى ان رئيس المجلس يربط بين تداعيات الوضع الامني السوري وخصوصا ما جرى في مخيم اليرموك. أخيرا وبين ظهور مؤشرات على تفلت الوضع الامني في المخيمات الفلسطينية الممتدة على طول المساحة الجغرافية للبنان من الجنوب الى الشمال مرورا ببيروت وامتدادا الى البقاع.

ورأى ان الاجراءات العسكرية السورية على الحدود الشمالية والشرقية مع لبنان ضرورية لقطع دابر المخلين بأمن البلدين ولا بد من ان تقابلها اجراءات مماثلة من الجانب اللبناني بالتنسيق الكامل والفاعل لئلا تبقى مخترقة وتشكل تهديدا على سلامة لبنان وسوريا.

 

عون يلقي كلمة مهمة غدا ويلبي دعوة الى ايـــــــران

المركزية -

تترقب الاوساط الكلمة التي سيلقيها رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون في المهرجان الذي سيقيمه التيار غدا في ذكرى 13 تشرين في قصر المؤتمرات في الضبية حيث سيتحدث عن معاني المناسبة ويتطرق الى مختلف قضايا الساعة ويحدد مواقفه منها، وذلك عشية سفره الى ايران تلبية لدعوة رسمية كان تلقاها سابقا، حيث أعدّ له استقبال مميز بالحفاوة والتكريم، وهو سيلتقي كبار المسؤولين الايرانيين. وعلمت "المركزية" ان العماد عون الذي سيرافقه وفد نيابي مصغر اضافة الى وفد من التيار الوطني الحر قرر تلبية هذه الدعوة في الوقت الراهن لأن الظروف اللبنانية سابقا حالت دون اتمامها فيما الوقت متاح الآن امامه قبل الانشغال بمعركة الانتخابات النيابية المقبلة. وتأتي زيارة ايران ضمن سلسلة دعوات كان تلقاها العماد عون سابقا. لكن ما سرب عن تحضيرات لهذه الزيارة والاستقبال الذي اعدّ له سيترك مضاعفات سلبية بحيث توقعت مصادر سياسية ان يؤثر على عدد القيادات السياسية التي ستلبي دعوة كانت ايران وجهتها في المرحلة الماضية وشملت اشخاصا من الاطراف السياسية كافة. في مجال آخر، دعت اوساط قيادية في المعارضة الى رصد تطور سياسي لافت سيشهده مطلع الاسبوع المقبل، رافضة الافصاح عن المزيد لكنها اعادت التأكيد على ان المصالحات لا تعني ابدا العودة الى الحلف الرباعي.

 

النائبة معوض ردت على كلام سليمان فرنجيه: الاولوية يجب ان تكون لتطويق ذيول حادثة بصرما

وطنية- 10/10/2008 (سياسة) صدر عن المكتب الاعلامي للنائبة نائلة معوض البيان الآتي: "في الحلقة التلفزيونية مع برنامج "الحق يقال" على شاشة "او.تي.في".، تطرق الوزير السابق سليمان فرنجيه الى مواضيع يتعلق البعض منها، مباشرة او مداورة، بالنائبة نائلة معوض، فلا بد من توضيح او تصويب الأبرز منها.

اولا: في ملف المصالحة المسيحية - المسيحية:

بعدما رفض الوزير فرنجيه، ويا للأسف، اقتراح الرابطة المارونية الذي حظي باجماع النواب الموارنة للقاء ثنائي بينه وبين الدكتور سمير جعجع مشترطا مشاركة العماد ميشال عون مع قبوله بحضور الرئيس امين الجميل، تطرق الى موضوع طرح مشاركة النائب نائلة معوض بطريقة أقل ما يقال عنها إنها مفاجئة ومستغربة.

قال الوزير فرنجيه: "حين أحرجناهم بالقبول طرحوا اضافة اسماء ومنها السيدة نائلة معوض وهذه مناورة لخلاف داخل زغرتا وحينها وافقنا واحرجناهم وقلنا نحن نضيف ايضا اسماء أخرى كالشيخ جبران طوق والنائب نادر سكر والسيد اميل رحمة وبنوا كيروز وسعيد طوق".

ان النائبة نائلة معوض لم تطرح اساسا في اي لحظة رغبتها في المشاركة في اطار المصالحة المطروحة، لكونها تعتبر انه منذ عام 2006 تمت المصالحة بينها وبين الوزير السابق سليمان فرنجيه في بكركي حيث تم الاتفاق على ادارة سلمية وديموقراطية وغير عنفية للخلاف السياسي القائم بينهما. فهدفها ان تنجز المصالحة بذاتها ولا يعنيها الحضور او عدم الحضور او اي مكاسب شكلية على حساب المصالحة.

في الحقيقة، اننا نعتبر ان المصالحة تعني قبل كل شيء، في ظل الخلاف السياسي بل السيادي على الخيارات الوطنية، الاتفاق على رفض التقاتل ورفض اللجوء الى العنف وعلى ادارة سلمية وديموقراطية لخلافاتنا السياسية. فبعد ما خبرناه في المجتمع المسيحي من نتائج لعبة الدم التي انهكتنا جميعا وكلفتنا اثمانا غالية، واضعفت دور المسيحيين في المعادلة السياسية والاقتصادية الوطنية، لا يجوز القبول بالاحتكام الى السلاح تحت اي حجة ومهما كبرت خلافاتنا.

من هذا المنطلق نرى ان الاولوية الآن يجب ان تكون بتطويق ذيول حادثة بصرما الدموية والتي اسقطت شهيدين وثلاثة جرحى كي لا يتكرر، وهذا يتطلب بنظرنا تبني مبادرة الرابطة المارونية واجماع النواب الموارنة باجتماع مصالحة بين من تخطى خلافهم الاطار السياسي اي بين الدكتور سمير جعجع والوزير السابق سليمان فرنجيه وذلك برعاية ومباركة المرجعيتين المسيحيتين الاساسيتين اي رئاسة الجمهورية وبكركي.

هذه هي الاولوية التي يجب الاجماع عليها. وهنا لا بد من التساؤل ما هي جدوى الشروط التي يضعها الوزير السابق سليمان فرنجيه؟ وما هي خلفية اعتبار طرح اسم النائب نائلة معوض زرعا للفتنة في زغرتا او ربط وجودها بوجود جبران طوق والنائب نادر سكر واميل رحمه وبنوا سكر وسعيد طوق مع احترامنا للجميع؟

وهنا لا بد ان نلفت ان اي اجتماع او اية مبادرة في هذا الظرف بالذات من شأنها ان تهدف حصرا الى اجماع ضروري حول رفض العنف والاقتتال. فاللحظة ليست مؤاتية اطلاقا لمحاولة تحديد مصطنعة للأحجام المسيحية او لحسابات انتخابية زغرتاوية ضيقة.

ثانيا: اما في موضوع اتهام اخصامه في زغرتا، اي ضمنا النائب نائلة معوض، باستعمال المال السياسي السعودي لشراء الضمائر، لا نريد في هذه المرحلة الدقيقة الدخول في سجالات جانبية لا طائل منها الان.

نكتفي بتذكير الوزير السابق سليمان فرنجيه ان ادخال البعد الاجتماعي والانمائي في الشأن العام هو في صلب الاهداف المؤسساتية للنائب نائلة معوض وهي التي اطلقت وشرّعت منذ العام 1990 العديد من المؤسسات الاجتماعية والانمائية التي لم ولن تتوقف نشاطاتها لا قبل الانتخابات ولا اثناءها ولا بعدها. لم تتوقف برامجها في كل لبنان حين كانت النائب نائلة معوض في المعارضة يوم كانت محاصرة ومحاربة من كل الافرقاء والاكيد انها لن تتوقف مهما بلغت الصعوبات والتحديات .

كما يهمنا تذكير الوزير فرنجيه ان مصادر تمويل هذه البرامج والمؤسسات الاجتماعية والانمائية هي مصادر معروفة ومعلنة بكل شفافية ولم تكن يوماً، وخلافاً لما تعوده البعض، من المال السياسي او من الاموال العامة او من اموال الفساد والخوات والرشوة ولا من المال الشريف الذي نسمع طنين الوعود به عند استقبال وفود من بعض قرى قضاء زغرتا - الزاوية".

 

لقاء الهوية والسيادة": القيادات مدعوة الى وعي جسامة الأخطار والتعالي عن صغائر الامور والانطلاق في مسيرة التصالح مع الآخر

وطنية- 10/10/2008 (سياسة) عقد "لقاء الهوية والسيادة" اجتماعه الدوري في مقره الموقت في عين الريحانة، وتغيب عنه النائب البطريركي العام المطران غي بولس نجيم، مرافق اللقاء، لوجوده في روما برفقة البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير.

بعد الاجتماع أدلى الوزير السابق يوسف سلامة بالبيان الاتي: "توقف اللقاء عند الاخبار التي تتناقلها وسائل الاعلام حول الحشود العسكرية السورية على حدود لبنان الشمالية، مستغربا كيف أن التاريخ قد يعيد نفسه بسبب عجز السياسيين اللبنانيين عن انتهاز الفرص التي أتيحت لهم أكثر من مرة في تاريخ لبنان المعاصر، لبناء دولة قادرة على حماية أمنها وحدودها والسلم الاهلي في البلاد. ويبدو أن هذا العجز مستمر، ويا للاسف، الى حد ان بعض المحللين باتوا يتناقلون معلومات مفادها أن ثمة غطاء دوليا يحضر لعملية عسكرية سورية داخل الاراضي اللبنانية، بأهداف محددة ومحصورة في ضرب قواعد الارهاب الاصولي المتمركزة في بعض المناطق اللبنانية. ومن الطبيعي ان يكون لمثل هذه العملية، في ما لو حصلت، أثمان سياسية، على الصعيدين الاقليمي والداخلي، نامل ألا يأتي بعضها على حساب لبنان ومصالحه الوطنية العليا. أما في ما يخص النقاش الدائر حول المصالحات السياسية، ولا سيما بين الزعامات المسيحية، فإن اللقاء يأسف لاستمرار التجاذب والتردد حول هذا الموضوع بحجج واهية ومصطنعة، وهو ما يعكس غياب الرغبة الفعلية في إتمام هذه المصالحات، وكأن المعنيين بها فقدوا اي تماس او تواصل مع الناس الغارقين في هموم الضائقة المعيشية، والمحبطين من اداء هذه الزعامات الذي لا يتناسب اطلاقا مع حجم التحديات المصيرية الكبرى التي يواجهها لبنان في وجوده الكياني ومصيره الاستقلالي، كوطن ودولة. إن هذه القيادات مدعوة الى وعي جسامة هذه الأخطار والتعالي عن صغائر الامور والانطلاق في مسيرة التصالح مع الذات والله اولا، ثم مع الآخر، المسيحي والمسلم على السواء، كي يثبتوا انهم يستحقون فعلا هويتهم اللبنانية، وانهم جديرون فعلا بحماية السيادة الوطنية ومصالح لبنان واللبنانيين. ختاما، ونحن نقترب من ذكرى 13 تشرين، لا يسع اللقاء غير أن ينحني إجلالا لأرواح الضحايا الذين استشهدوا في ذلك اليوم، الذي نستذكره في المرحلة الراهنة، داعين الجميع الى استخلاص العبر قبل فوات الأوان".

 

أبي رميا: سوريا صارت تعرف الخطوط الحمر وأكثرية اللبنانيين الساحقة ترفض عودتها

وطنية - 10/10/2008 (سياسة) كشف القيادي في "التيار الوطني الحر" سيمون أبي رميا أن وفد قوى الأكثرية الذي التقى مسؤولين في وزارة الخارجية الفرنسية مؤخرا، ركز في محادثاته على قضية الإنتخابات النيابية واعتبار أن الإعتدال السني و"تيار المستقبل" هما من يضبطان التطرف، معتبرا "أن الأكثرية تعتمد على التخويف والتحريض وهذا ما سيستمر حتى الإنتخابات النيابية". وشدد في لقاء نظمته هيئة قضاء زحلة على "ان الأكثرية الساحقة من الشعب اللبناني لا تريد عودة السوريين"، مشيرا على "أهمية وجود الرئيس ميشال سليمان الذي تطمئن إليه سوريا لأن ما يهمها هو عدم تحول لبنان إلى قاعدة لإرباكها في الداخل".

ورأى أن سوريا صارت تعرف الخطوط الحمر وأن خروجها التدريجي من عزلتها لا يعني ضوءا أخضر لدخولها مجددا، معتبرا "أن صراع المحاور العربية بين سوريا ومصر والسعودية انعكس إيجابا على لبنان بسبب حدوث توازن رعب وعدم إمكانية استئثار أي محور بالنفوذ في لبنان". وقال أبي رميا: "إن مناصري "التيار الوطني الحر" سيكونون في المتراس الأول لمواجهة السوريين في حال قرروا الدخول"، واشار "أن "حزب الله" يقوم حاليا بتحديث وثيقته السياسية التي تعود إلى العام 1985، وسيكون فيها إيجابيات كبيرة"، مؤكدا "ان هناك سعيا لتطوير وثيقة التفاهم بين التيار و"حزب الله" وأن الشراكة بين الجانبين أصيلة وأصلية.

 

النائب قاسم هاشم: على قوات الطوارىءالقيام بدورها وعدم تسجيل الخروق فقط

وطنية- النبطية- 10/10/2008 (سياسة) استنكر عضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب قاسم هاشم في لقاء اعلامي في النبطية، "الخرق الاسرائيلي من بلدة العباد في اتجاه حولا"، وقال: "ان هذا الخرق هو تنفيذ للتهديدات الاسرائيلية للبنان منذ ما يقارب الشهر، وهو برسم المجتمع الدولي والامم المتحدة". وأكد "أن هذا الخرق الاسرائيلي يثبت مرة أخرى أن المقاومة حاجة وطنية لبنانية لمواجهة الاطماع والتهديدات الاسرائيلية ضد لبنان", لافتا الى "أن على قوات الطوارىء القيام بدورها وعدم تسجيل الخروق فقط، بل أن تردع العدو الاسرائيلي". ودعا "أهل السياسة في لبنان الى عدم التلهي بالخلافات السياسية، لأن على الجميع التوجه الى الجنوب لدعم صمود أهله وضرورة دفع التعويضات للمتضررين من عدوان تموز", مشيرا الى "أن أي حماقة ترتكبها اسرائيل ضد لبنان سيواجهها الجيش والمقاومة والشعب بكل الامكانات المتاحة".

 

النائب الاحدب بعد لقائه الوزير متري : الكلام عن ان طرابلس منبعا للارهاب غير صحيح وبقاء المعابر على ما هي عليه سيؤسس لاستمرار عدم الاستقرار

استقبل وزير الاعلام الدكتور طارق متري، في مكتبه في الوزارة، قبل ظهر اليوم، نائب رئيس حركة التجدد الديموقراطي النائب مصباح الاحدب الذي قال بعد اللقاء: "اجتماعي مع وزير الاعلام هو للتنسيق، لانه وزير اساسي في طرابلس يمثلها، ويمثل رؤية الدولة في تركيبة الحكومة اللبنانية، وانطلاقا من هذا المبدأ فإن التنسيق دائم ومستمر مع وزير الاعلام". اضاف: "ناقشنا بعض المواضيع التي نراها في طرابلس والهجمات التي تتعرض لها طرابلس بطريقة مستمرة وكأن هناك تناقض، يقال ان طرابلس منبع للارهاب، لا هذا الكلام غير صحيح، وغير دقيق، المصالحات التي تمت، تمت برغبة من قبل الفريق الذي انتمي اليه لان التوازن الموجود في الشمال يختلف تماما، الاشكالية اليوم هي في عدم امكانية تأمين دخول الدولة دون خطوط حمر الى مناطقنا، منطقة عكار 80 في المئة من سكانها في الجيش اللبناني ومرتبطة مباشرة بالجيش اللبناني، وتريد الجيش اللبناني من دون قيود او خطوط حمر، اذا قبلنا بمصالحات هذا يعني بأنه لا نقبل ايضا بان يكون مستهدف مليون شخص في منطقة الشمال من قبل 2000 مسلح يتبعون ميليشيات ومحميون، اعتقد ان هذا الامر يجب ان يؤخذ في عين الاعتبار اذا اردنا ان نحافظ على وضع الاستقرار في المستقبل القريب في لبنان".

سؤال:كيف يتم ضبط المعابر ؟

اجاب: "الضبط يتم من الناحيتين، المعابر غير الشرعية، والمعابر التي يمر منها السلاح والتهريب والارهابيين كما يقال، وهي ليست في الشمال وهي في مناطق اخرى، ونأمل ان يكون هناك تعاون من طرفي الحدود لضبط هذه المعابر"، محذرا من "ان بقاء المعابر على ما هي عليه سيؤسس لاستمرار عدم الاستقرار في البلاد". وتحدث النائب الاحدب عن بقاء ميليشيات منذ زمن الحرب في طرابلس وبعض مناطق الشمال، مطالبا بانهائها، ومشيرا الى انه يفصل بين السلاح المرتبط بروزنامة اقليمية وهو سلاح المقاومة لمواجهة اسرائيل، وسلاح آخر متواجد في مناطق الشمال والموجه الى الداخل، كما لفت الى وجود مربعات امنية كالمربع الامني ل"حركة التوحيد الاسلامي". واعرب عن الامل في ان يدخل الجيش اللبناني الى عكار التي يرحب 80 في المئة من سكانها بهذا الدخول. وتساءل "هل ان المطلوب ان يدخل الجيش من دون ان يقترب من بعض المربعات الامنية لانها محمية، وفي نفس الوقت التشكيك بقدرات الجيش.

ودعا الى "عدم وضع الجيش ضد اهله"، معتبرا "ان الاشكال ليس لدى الجيش، ولكن لدى القرار السياسي الذي يجب ان يكون واضحا في هذا الاتجاه لتأمين مناطق تريد في أغلبيتها ان تكون هناك سيطرة للدولة اللبنانية".

 

مذكرة سورية حول المواطنين الأميركيين يُقدّمها المعلّم لسفارات غربية ومصادر لبنانية تكشف توسّط دمشق لدى الغرب لاختراق حدود لبنان

الخميس 9 تشرين الأول 2008/لبنان الآن

كشفت مصادر سورية واسعة الاطلاع لـ”nowlebanon.com” أنّ وزير الخارجية السوري وليد المعلم "يسعى إلى تقديم مطالعة حول دخول المواطنين الأميركيين إلى سوريا قبل أن توقفهما السلطات السورية مفادها أنّ هناك خرقًا في الحدود اللبنانية باتجاه سوريا وأنّ هناك إمكانية تدفق بعض الأشخاص إلى الأراضي السورية وربما يكون بينهم عاملون بخدمة الموساد الإسرائيلي أو مجموعات متطرفة، وبالتالي فإنّ عبور الأميركيين إلى سوريا بمستندات غير رسمية يدلّ على أن قدرة الدخول بشكل غير قانوني إلى سوريا واردة بسبب الخروقات على الحدود اللبنانية مع سوريا، الأمر الذي يعزّز موقف سوريا لجهة تعزيز وحشد قواتها على هذه الحدود". وأضافت هذه المصادر أن وزير الخارجية السوري "سيعمل خلال مطالعته على توظيف حادثة دخول الأميركيين إلى سوريا بشكل غير رسمي معطوفة على ما يشهده الداخل السوري منذ اغتيال القيادي في "حزب الله" عماد مغنية مرورًا بعمليات الإغتيال الأخرى والتفجير الذي شهدته دمشق مؤخرًا وصولاً إلى الاشتباك المسلح الخميس في مخيم اليرموك للولوج إلى أنها أحداث يمكن أن تكون ناجمة كلها عن خرق على الحدود اللبنانية – السورية، وذلك بهدف تعزيز موقف سوريا بإطلاق يدها على الحدود مع لبنان واعتباره أمرًا أساسيًا لا بدّ منه لضبط الحدود وقطع الطريق على الإرهابيين ومنعهم من الانتقال من لبنان إلى سوريا ودول العالم". وتعليقًا على هذه المعلومات إعتبرت مصادر لبنانية واسعة الإطلاع أنّ مسألة دخول مواطنين أميركيين عبر الحدود اللبنانية إلى سوريا "لا يمكن أن تبرّر وجهة النظر السورية لتدفق التطرف والإرهاب إليها خصوصًا وأنّ مئات الأشخاص ضُبطوا متسلّلين إلى لبنان من الأراضي السورية وأنّ عناصر "فتح الإسلام" من عرب وسوريين وغيرهم كانوا قد قدموا إلى الأراضي اللبنانية عبر الحدود السورية من دون أختام ولا حتى جوازات سفر أصلًا، كما أنّ السلطات السورية والوزير المعلم نفسه كان قد أكّد سابقًا في حديث متلفز بأنّ هناك إرهابيين يتسللون إلى لبنان من الأراضي السورية ولا يمكن للسلطات السورية ضبط الحدود بشكل كامل".

واعتبرت هذه المصادر اللبنانية أنّ "عملية تضخيم الأحداث من قبل الجانب السوري وكتمان مصير المواطنين الأميركيين لمدة 48 ساعة ربما يكون وراءه نوايا مبيتة لاستغلال الأحداث المتعاقبة في دمشق بهدف التدخل في الشؤون اللبنانية سواء من خلال الضغط المعنوي على اللبنانيين أو إيهام الرأي العام الدولي بأنّه يوجد في لبنان بؤر إرهابية تصدّر إرهابها إلى سوريا وبالتالي تتخذ مجازفة بتخطي الحدود تحت شعار ضرب هذه البؤر الإرهابية وتنفيذ عمليات جراحية لاستئصالها".

وأضافت المصادر عينها أنّ ما يؤكد ذلك هو "طلب دمشق أكثر من مرّة من فرنسا التوسّط لدى الولايات المتحدة الأميركية لإطلاق يد سوريا مجدّدًا في لبنان إلا أنّ الجواب الفرنسي كان دائمًا يأتي بالرفض وهو ما كان قد طلبه الرئيس السوري بشار الأسد شخصيًا من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قبل حادثة توقيف المواطنين الأميركيين، كما أنّ أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بدا موقفه واضحًا إزاء النوايا السورية بعدما علم بطلب الأسد من ساركوزي إطلاق يد سوريا مجدّدًا في لبنان، وذلك من خلال ردّه على الرئيس السوري خلال القمة الرباعية في دمشق مقاطعًا الأسد الذي كان يتحدّث عن خطر "الإرهاب" في لبنان، فشدّد آل ثاني على أنّ أمن لبنان ممسوك من قبل الجيش اللبناني لا سيما بعد اتفاق الدوحة".

ولفتت المصادر إلى أنّ "سوريا اعترفت أكثر من مرة وتمت مواجهتها أكثر من مرة بتدفق الإرهابيين من الأراضي السورية إلى العراق حيث شنّوا العديد من الهجمات ونفذوا عمليات تفجيرية وانتحارية لكنها رغم ذلك رفضت رفضًا قاطعًا التدخل في شؤونها حتى تحت عنوان مكافحة الإرهاب"، مشيرةً إلى أنّه إذا كان الأسد يعمل على تحقيق تدخّل وتوغّل في لبنان على الطريقة التركية في شمال العراق فهو يكون في طور قراءة خاطئة للواقع الدولي الذي عمل على خفض منسوب الضغط على سوريا من دون إعطائها "الكارت الأبيض" في التدخل في الشأن اللبناني ومن دون أن يعفيها من تبعات كل الملفات المثارة ضدها".

وأشارت هذه المصادر إلى أنّ "جزءًا مما تقوم به سوريا من عمليات مطاردة ومداهمة خلايا نائمة تابعة للقاعدة في سوريا ومنها خلايا كان يوظفها الأمن السوري للتوجه إلى لبنان والعراق، إنما هو جزء من فاتورة تدفعها سوريا للغرب بهدف تبييض صفحتها أمام المجتمع الدولي وفي مقدمه الولايات المتحدة الأميركية"، وأملت المصادر نفسها ألا تكون سوريا تقوم بتقديم حسابات هامشية لهذه الدول فيما هي تترك الرؤوس الكبيرة في مجال الإرهاب لتوجيهها بعمليات تخريبية في كل من لبنان والعراق، وهو ما دأبت دمشق عليه في تعاملها مع الغرب حول ملفات كثيرة".

كما كشفت المصادر أنّ "سوريا كانت قد قدمت إضافةً إلى عرضها التدخل في لبنان لضرب "الإرهاب"، عرضًا آخر للتدخّل من أجل ما وصفته تسهيل تسليم "حزب الله" سلاحه إلى الجيش السوري بحجة أنّ الحزب لا يثق بتسليم سلاحه إلى الجيش اللبناني أو أي طرف أممي، وعندما رفض عرضها هذا عادت إلى مسألة الإرهاب والحدود ليكون ملاذها الأخير للدخول مجددًا إلى لبنان"، وأشارت هذه المصادر إلى أنّ "دوائر دبلوماسية عربية وغربية علمت بطلب سوريا إطلاق يدها في لبنان وأجمعت على رفضه رفضًا قاطعًا، موجهةً للنظام السوري تحذيرات جدية مباشرة وغير مباشرة بهذا الخصوص".

 

تساؤلات حول أسباب عبورهما غير المشروع ...

وواشنطن تبدي ارتياحها لظهورهما ... لبنان: الأميركيان أوقفا في سورية بعد تسلّلهما

بيروت، واشنطن - محمد شقير-الحياة - 10/10/08//

ألغى ظهور الصحافيين الأميركيين هولي روبن شميلا وتايلور لانجلي لاك فجأة في دمشق صباح أمس، بعد اختفائهما في بيروت قبل أسبوع، مذكرة البحث والتحري الصادرة عن النائب العام التمييزي في لبنان القاضي سعيد ميرزا الى الأجهزة الأمنية اللبنانية المختصة لجلاء مصيرهما، لكنه ترك الباب مفتوحاً لمواصلة التحقيق الأمني من أجل كشف أسباب اختفائهما ثم عبورهما خلسة الى سورية من الحدود الشمالية للبنان، ولمعرفة ما إذا كان تصرفهما المخالف للقوانين يخفي «مشروعاً إعلامياً» يريدان من خلاله جذب الأنظار اليهما؟

ومع أن انشغال لبنان الرسمي، على كل المستويات الأمنية والقضائية والسياسية، بكشف مصير شميلا (27 عاماً) وزميلها لاك (23 عاماً) توقف فور صدور بيان عن وزارة الخارجية السورية في دمشق جاء فيه «ان المواطنين الأميركيين اللذين اعتقد انهما فقدا في لبنان منذ أسبوع أوقفا الخميس (أمس) في سورية لدخولهما البلاد في شكل غير شرعي ومن خلال أحد المهربين، وان سلطات الأمن السورية المختصة تقوم بالتحقيق معهما لمعرفة كيفية دخولهما من دون الحصول على تأشيرات الدخول المطلوبة، وسيتم تسليمهما الى السفارة الأميركية في دمشق فور انتهاء الإجراءات اللازمة»، واكبت «الحياة» تفاصيل اختفائهما الى حين ظهورهما في دمشق. وفي التفاصيل التي حصلت عليها «الحياة» لا بد من الإشارة الى أن كل ما توافر من معلومات يطرح تساؤلات حول عبورهما خلسة الى الأراضي السورية وهما يعرفان سلفاً أن دخولها بصورة شرعية يتطلب منهما الحصول على سمة دخول.

والصحافيان وصلا الى لبنان جواً في 29 أيلول (سبتمبر) الماضي عبر مطار رفيق الحريري الدولي وقررا عن سابق تصور وتصميم التوجه الى سورية من طريق جبيل - طرابلس، خصوصاً انهما زارا الأخيرة في الأول من الشهر الجاري وأمضيا فيها نهاراً ثم عادا الى بيروت ليقيما في فندق آخر غير فندق «موزار» في شارع الحمراء الذي أقاما فيه يومي الثلثاء والأربعاء في 29 و30 أيلول الماضي.

وتتابع الأجهزة الأمنية تحقيقاتها للوقوف على خلفية انقطاعهما منذ 1 تشرين الأول (اكتوبر) عن الاتصال بذويهما في الولايات المتحدة الأميركية ما اضطر سلطات بلادهم الى إبلاغ سفارتها في بيروت عن فقدانهما، فسارعت بدورها الى إبلاغ السلطات اللبنانية بذلك، علماً أنهما كانا أبلغا ذويهما بنيتهما التوجه براً الى سورية ومنها الى عمّان مقر عملهما، لرفع تقرير الى الحكومة اللبنانية من خلال وزير الداخلية زياد بارود.

وتأكد من خلال التحقيقات ان شميلا كانت اتصلت قبل وصولها الى بيروت بصحافي أجنبي يعمل في إحدى الوكالات الأجنبية ونقلت اليه رغبتها في العمل في لبنان وتواعدت وإياه على اللقاء قريباً. لكن شميلا التي لم تكن تعرف الصحافي الذي اتصلت به معرفة شخصية، عادت واعتذرت عن عدم مقابلته لأنها مضطرة للتوجه الى سورية. إلا أنها أمضت بعد اتصالها نحو 6 أيام في بيروت مع زميلها لاك، من دون معرفة أحد الأصدقاء الذي تولى استقبالهما في المطار وإيصالهما الى فندق «موزار»، والتجول برفقتهما في العاصمة طوال اليومين اللذين أقاما فيه.

وظن صديقهما الذي تعرفا اليه بالصدفة من خلال رسالة بعثتها اليه شميلا بواسطة البريد الالكتروني انهما غادرا فعلاً لبنان الى سورية لتمضية ما تبقى من عطلتهما قبل عودتهما الى مقر عملهما في صحيفة «جوردن تايمز» الناطقة بالانكليزية في عمان في 4 تشرين الأول الجاري. إلا أن ظنه لم يكن في محله بعدما تبين انهما بقيا في بيروت على الأقل حتى ليل 6 تشرين الأول بعد أن انتقلا الى فندق آخر وأمضيا أكثر من ليلة في المقاهي والمطاعم ما بين عين المريسة وشارعي مونو والجميزة، وهذا ما أفاد به العاملون فيها الذين تعرفوا اليهما فور نشر صورهما في وسائل الإعلام التي تناقلت أول من أمس خبر اختفائهما.

ومع ان لغز اختفائهما طوي فور ظهورهما في دمشق فإن «القطبة المخفية» لعبورهما خلسة الى سورية من خلال «المسارب» المتعددة في منطقة الحدود الشمالية للبنان قبالة الساحل السوري ظلت مطروحة، لا سيما انهما يدركان صعوبة سلوك «المعابر» غير الشرعية الى الداخل السوري بعد الإجراءات التي نفذتها سلطات الأمن السورية قبالة منطقة عكار، إلا إذا كانا قررا خوض مغامرة صحافية غير محسوبة على رغم ان مجيئهما الى بيروت لم يكن في نطاق عملهما الصحافي!

والى حين تبيان الحقيقة من قبل السفارة الأميركية في دمشق ومعرفة أسباب عبورهما خلسة الى الأراضي السورية، فإن مصدراً مأذوناً في السفارة الأميركية في بيروت فضل عدم الكشف عن اسمه قال لـ «الحياة»: «نحن نفضّل الوقوف على التفاصيل من سفارتنا في سورية»، في وقت تبلغ القاضي ميرزا من السفارة الأميركية لدى لبنان ان السفارة في دمشق أبلغتها بوجودهما في العاصمة السورية.

وبطبيعة الحال فإن القيادات الأمنية اللبنانية تبلغت نبأ ظهورهما في دمشق بالطريقة نفسها وهذا ما قاله الوزير بارود أيضاً، مضيفاً ان البعثة الديبلوماسية الاميركية في دمشق في صدد تأكيد هوية المواطنين المذكورين مع السلطات السورية حيث يجرى تحقيق حول شرعية دخولهما الى سورية، علماً ان قيود الامن العام اللبناني لا تشير الى خروجهما أصولاً عبر المراكز الحدودية.

وكان بيان الخارجية السورية كشف أن الوزارة استدعت ظهر أمس القائم بأعمال السفارة الأميركية في دمشق وأبلغته بالحادثة وبأنه سيصار الى تسليمهما للسفارة فور انتهاء التحقيق معهما. وفي أول رد فعل أميركي على ظهور شميلا ولاك في دمشق أكد مسؤول في الخارجية لـ «الحياة» ان «واشنطن تشعر بكثير من الانفراج بعد المعلومات عن وجودهما في مكان آمن ويبحثان عن مساعدة قنصلية ولن ندلي بمعلومات إضافية من دون موافقة ذويهما».

وعلق رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال سليمان مساء امس على قضية الصحافيين الأميركيين، فقال: «ما جرى مستهجن وسنستكمل كل المعلومات لمعرفة الخطأ، لأنه حتى ظهر أمس كانا مختفيين، وأفضل ما في هذا الموضوع هو استكمال المعلومات، والأهم اننا اطمأننا الى أنهما على قيد الحياة».

واضاف السنيورة: «المعلومات كانت خلال اليومين الماضيين انهما كانا متجهين الى طرابلس، وكان هناك من يريد القول ان طرابلس بؤرة للارهاب والسلفيين وغيرهم. وجاءت تحقيقات اليوم لتثبت ان كل هذا لم يكن صحيحاً ويجب ان لا يبنى عليه أي شيء

 

جعجع: سوريا و"حزب الله" لا يريدان المصالحة المسيحية

الجمعة 10 تشرين الأول 2008

أكد رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع أنه كان قد اتفق مع الرابطة المارونية على صيغة تقضي بترتيب اجتماع بينه وبين رئيس تيار "المردة" الوزير السابق سليمان فرنجية، باعتبار ان المشكلة الحادة هي معه، لافتاً الى شرط واحد وضعه، هو عدم تهميش البطريرك الماروني أو عزله عن هذه المصالحة.وعن رفضه عقد لقاء رباعي يحضره رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون ورئيس حزب "الكتائب " أمين الجميل، الى جانبه وفرنجية، أكد جعجع في حديث الى صحيفة "السفير" ان الاجتماعات الموسعة لا تفيد، لافتاً الى أن عون سبق له ان أكد انه غير معني بالمصالحة. وأضاف: "السوريون و"حزب الله" لا يريدون المصالحة المسيحية ولذلك لم تتم بعد". وأبدى جعجع ثقته أن مسيحيي "14 آذار" سيحصلون على أكثرية المقاعد المسيحية في المجلس النيابي الجديد وذلك استنادا الى معايشة الوضع على الارض والى الاحصاءات الشهرية التي تقوم بها مؤسسات متخصصة، مؤكداً أن لا مشكلة مع "الكتائب" حول تسمية المرشحين. أضاف: " الشيخ أمين يعيش الواقع ويعرفه جيدا وبالتالي يتصرف على أساسه، ومن الطبيعي ان يجري رفع السقف أحيانا لتحسين الشروط ورفع السعر، لكن في النهاية كل المسائل ستسوى برضا الطرفين"، نافياً ان يكون ترشيح النائب أنطوان زهرا في البترون يهدف الى فرض أمر واقع انتخابي من قبله على الكتائب، ومؤكدا ان ميشال معوض هو المرشح المدعوم من القوات اللبنانية في زغرتا. وعما اذا كان من الوارد اجراء مصالحة مع "حزب الله"، أجاب جعجع: "لا مشكلة دم مع الحزب وبالتالي لا مشكلة في اللقاء مع السيد حسن نصر الله". وتابع انه لو كان أمينا عاما لـ"حزب الله" لكان صرح على الملأ بانه مستعد لتسليم السلاح الى الدولة مقابل الاتفاق على إجراءات معينة لعدم توطين الفلسطينيين وترتيبات دولية لحماية الجنوب من أي اختراقات او اعتداءات إسرائيلية.

 

التحركات السورية تحضر بقوة على طاولة مجلس الوزراء

الصحافيان الأميركيان يؤكدان اختطافهما وإدخالهما "بالقوة" إلى سوريا

الجمعة 10 تشرين الأول 2008/لبنان الآن

الحدث في سوريا بالأمس كان في مكانين مختلفين، أحدهما مخيم اليرموك الفلسطيني حيث إشتبكت قوات الأمن السوري مع مجموعة مسلحة ونتج عن الاشتباك سقوط 4 قتلى وجرحى بين الجانبين واعتقال السلطات عدد من عناصر المجموعة وفي هذه السياق أوضحت مصادر مطلعة من العاصمة السورية لـ”nowlebanon.com” أنّ أجهزة الأمن السورية "تقوم منذ فترة بعمليات مراقبة ودهم لخلايا أصولية متشدّدة منتشرة في الداخل السوري نتج عنها إعتقال 48 من عناصر هذه الخلايا"، مضيفةً أنّ السلطات السورية وبعد الانفتاح الغربي والمحادثات التي تجريها مع بعض الدول الغربية، وفي إطار مكافحة الإرهاب والتطرف، تنشط في مداهمة الخلايا الأصولية حتى منها تلك التي كانت تعلم الأجهزة الأمنية السورية بوجودها وبأماكن تواجدها وكانت تحظى لفترة قريبة بغطاء أمني منها وتغضّ النظر عنها لاعتبارها خلايا مقاومة للاحتلال الأميركي في العراق" مشيرةً إلى أن "السلطات السورية قامت في الآونة الأخيرة برفع الغطاء إلى حدّ كبير عن هذه الخلايا". المصادر نفسها أضافت أن "إشتباك اليرموك الخميس حصل بعد أن علمت إحدى المجموعات المسلحة المتواجدة في تلك المنطقة، والتي تمكّنت من خرق جهاز الأمن السوري نتيجة التعامل السابق معه، بأنّ قوة أمنية متوجّهة لدهم مكان تواجد عناصر هذه المجموعة فكمنوا للقوة الأمنية واشتبكوا معها فور وصولها"، موضحةً أنّ "عناصر هذه المجموعة البارزين والأساسيين غادروا المكان فور علمهم بتوجه القوة الأمنية السورية لمداهمة مكان تواجدهم".ولفتت مصادر أمنية سورية إلى أنّ أحد عناصر مجموعة اليرموك كان يضع حزامًا نسفًا وأنه جرى توقيف عدد منهم، موضحةً أنّ هذه المجموعة تضمّ عددًا كبيرًا من العناصر من جنسيات سورية وغير سورية وآخرين فلسطينيين-سوريييين.كما نقل عن شهود عيان أنّ أفراد هذه المجموعة كانوا يتنقلون بشكل طبيعي بين سكان مخيم اليرموك ولم يكن وجودهم خافيًا على أهالي المنطقة.

وفي مشهد سوري آخر ظهر الصحافيان الأميركيان اللذان فقدا في لبنان منذ نهاية الشهر الفائت قبل أن يظهرا في دمشق بعد نحو عشرة أيام- ولو موقوفين بحجة دخول الأراضي السورية بصورة غير شرعية. وفي هذا الإطار كشفت مصادر سورية واسعة الاطلاع لـ"nowlebanon.com" أنّ وزير الخارجية السوري وليد المعلم "يسعى إلى تقديم مطالعة حول دخول المواطنين الأميركيين إلى سوريا قبل أن توقفهما السلطات السورية مفادها أنّ هناك خرقًا في الحدود اللبنانية باتجاه سوريا وأنّ هناك إمكانية تدفق بعض الأشخاص إلى الأراضي السورية وربما يكون بينهم عاملون بخدمة الموساد الإسرائيلي أو مجموعات متطرفة، وبالتالي فإنّ عبور الأميركيين إلى سوريا بمستندات غير رسمية يدلّ على أن قدرة الدخول بشكل غير قانوني إلى سوريا واردة بسبب الخروقات على الحدود اللبنانية مع سوريا، الأمر الذي يعزّز موقف سوريا لجهة تعزيز وحشد قواتها على هذه الحدود".

واليوم اكد الصحافيان الأميركيان اللذان سلمتهما السلطات في دمشق الى السلطات الاميركية بعد دخولهما غير الشرعي الى سوريا، انهما تعرضا لعملية "اختطاف" من قبل سائق سيارة أجرة في شمال لبنان أدخلهما إلى الأراضي السورية. ونقلت صحيفة "جوردان تايمز" الصادرة باللغة الانكليزية اليوم الجمعة عن الصحافي تايلور لاك (23 عاما) الذي يعمل في الصحيفة، وهولي شميلا (27 عاما) التي انهت تدريبها مؤخراً فيها، قولهما "نحن اختطفنا". واضافت الصحيفة نقلاً عن المواطنين الاميركيين اللذين عادا الى الأردن فجر اليوم الجمعة انهما "لم ينويا مخالفة اي قانون وأنهما اختطفا وأدخلا بالقوة الى الأراضي السورية".

واوضحا انهما خططا "للحصول على تأشيرتي دخول على الحدود اللبنانية - السورية لقضاء اجازتيهما في سوريا قبل العودة الى الاردن برا". وقالا "خططنا للانتقال بالحافلة من طرابلس الى حمص لكن محطة الحافلات كانت مغلقة فعرض علينا سائق سيارة اجرة نقلنا عبر الحدود وقال انه مرخص لمثل هذه الرحلة".

وأوضح لاك "اخذنا السائق وبرفقته سائق آخر وخرج بنا عن الطريق العام وعندما سألته اين الحدود لم يجبني، واستمر في القيادة ومن ثم احكم اغلاق الابواب وطلب منا تسليمه ما معنا من نقود لكننا رفضنا". واضاف "في تلك اللحظة ظهرت سيارة عسكرية وطلبت منا الوقوف ودون ان تصدر اي كلمة اخذوا حقائبنا وجوازي سفرنا والاجهزة الخليوية واصطحبونا في السيارة العسكرية". واشار الى انهما لم يعرفا انهما في سوريا الا من خلال بعض اللافتات في الشارع بعد 20 دقيقة من ركوب السيارة العسكرية السورية. التحركات السورية الأخيرة إضافة الى الوضع الأمني الداخلي بكل تشعباته سيكونان على طاولة مجلس الوزراء الذي يعقد جلسته الأسبوعية اليوم في قصر بعبدا برئاسة الرئيس ميشال سليمان الذي سيتوجه الأحد المقبل الى الرياض للقاء العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز وكبار المسؤولين في المملكة، وهي زيارة لا تقلّ أهمية أبداً عن الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية الى دمشق أخيراً ولقائه الرئيس السوري بشار الأسد، كون هذين البلدين هما المعنيين المباشرين بالملف اللبناني ولكل منهما أصدقاؤه وحلفاؤه في الداخل. وتوقع السفير السعودي في بيروت عبد العزيز خوجة أن تكون زيارة العماد سليمان الى السعودية إيجابية وناجحة "حتماً" على كافة الصعد.

 

المطران الراعي: المهمّ أن تتمّ المصالحة وليس مهمّاً من يحضرها

مارغريت اسطفان ، الجمعة 10 تشرين الأول 2008

 لبنان الآن/اكّد راعي ابرشية جبيل المارونية المطران بشارة الراعي أن المصالحة المسيحية- المسيحية يجب أن تحصل وهي ستحصل عاجلاً أن آجلاً، لافتاً الى أنّ "الجميع يسعى لانجاح هذه المصالحة". وأضاف أن "ليس هناك من مبرّر يؤدّي الى فشل المصالحة بين المسيحيين". وعن سؤاله عمّا اذا كان غياب البطريرك مار نصر اللّه بطرس صفير يشكّل عائقاً عن المصالحة في حال تم عقدها، شدد الراعي في حديث خاص لـ"nowlebanon.com" الى أن " البطريرك صفير يطالب بإستمرار ان تحصل المصالحة المسيحية ويعمل ويصلي من أجل اتمامها وانجاحها يومياً، وهو كلّف وبارك عمل الرابطة المارونية كي تتمّ هذه المصالحة المرجوّة"، معتبراً "أنّ المهمّ أن تتمّ المصالحة وليس مهمّاً من يحضرها".

 

أندراوس: عون يعمل من أجل ضرب مصالح المسيحيين في لبنان والعالم العربي والاسلامي

جمال العيط ، الجمعة 10 تشرين الأول 2008

لبنان الآن /اعتبر عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب أنطوان اندراوس أنّ من يقف وراء عرقلة المصالحة المسيحية - المسيحية وبالأخص بين "القوات اللبنانية" وتيار "المردة" ليس العماد ميشال عون بل من هو أكبر منه، فالنظام السوري هو الذي وضع "فرامل" للوزير السابق سليمان فرنجية للحدّ من الاندفاعة نحو المصالحة، وان فرنجية لا يستطيع الا أن ينصاع للأوامر السورية في هذا الشأن من دون إغفال وجود دور في العرقلة للتيار الوطني الحرّ و"حزب اللّه" في هذا الموضوع.

وأكد أندراوس في حديث الى موقع "nowlebanon.com" أنّ الجميع من دون استثناء يخرج منتصراً من المصالحات المسيحية- المسيحية والشارع المسيحي يريد هذه المصالحات بقوة لأنّ فيها مصلحة لبنان أولاً ثم مصلحة المسيحيين بشكل عام والموارنة بشكل خاصّ، داعياً الزعماء المسيحيين كافة الى أن يتحلّوا بالوعي والحكمة وأن يعملوا على وأد الفتنة في ما بينهم، مثنياً على رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي يتمتع بالحكمة والمسؤولية الوطنية واستعداده الدائم لأن يستضيف المصالحات في قصر بعبدا بمباركة البطريرك الماروني مار نصر اللّه بطرس صفير. ولفت اندراوس الى أنّه من غير المعقول والمقبول أنّ تتمّ المصالحات بين السنة والشيعة والدروز وأنّ يبقى المسيحيون مشرذمين، بل تتوسع مسافات الشرذمة والحقد بين بعضهم البعض وأن يبقى الإنقسام سيد الموقف، متّهماً النظام السوري بالعرقلة لأنه لا يريد أن تكون الزعامات المسيحية موّحدة. وقال: هذا النظام حاول العرقلة عند السنة ولم ينجح، كذلك الأمر عند الشيعة وتحديداً "حزب اللّه" لأنّه حزب شمولي، وحاول الأمر نفسه عند الدروز ففشل لأنّ النائب وليد جنبلاط عرف كيف يجنّب الدروز شرّ التقسيم والشرذمة، ولم يبقَ بالتالي غير المسيحيين، وهذا يناسب المصالح السورية".

وعن الهجوم المتكرّر للعماد ميشال عون على الرئيس فؤاد السنيورة أكّد أندراوس أنّ عون لا يشنّ هجوماً فقط على رئيس الحكومة بل حملة شعواء ضدّ الطائفة السنية في لبنان وهو لا يوفّرها أيضاً خارج لبنان. وأضاف: "هل من المعقول أن يتطاول العماد عون دائماً على السُنّة وهي الطائفة الأكثر اعتدالاً في لبنان والشرق الأوسط؟" متسائلاً: "ألا يرى العماد عون أنّه يسيء الى المسيحيين المغتربين في الخليج ولا سيما الذين يعملون في السعودية، وهل من المعقول أن يصنّف عون السُنّة بين سلفيين وإرهابيين في كلّ خطاب له؟" مضيفاً أنّ رئيس تكتل "الإصلاح والتغيير" يعمل بالتأكيد من أجل ضرب مصالح المسيحيين في لبنان والعالم العربي والاسلامي. وعن الحشود السورية على الحدود مع لبنان والهدف منها، وهل هي لمنع التهريب أو لمنع الارهابيين المتسللين الى سوريا، اعتبر اندراوس أن سوريا هي المصدر الحقيقي للارهاب، وهي من تصدّر الإرهاب أصلاً الى لبنان. وتابع: "من الواضح أنّ هذه الحشود السورية هدفها ممارسة ضغط انتخابي للتهويل وتخويف العمق السني سواء في الشمال أو في البقاع الغربي، وهذه الممارسات الشاذة لا مكان لها عند شعب وقوى "14 آذار"، وهي بالتاكيد ستزيدنا اصراراً وتماسكاً وتمسّكاً بالنهج المتّبع من حرية وسيادة واستقلال وسلوك طريق المحكمة الدولية التي تقترب رويداً رويداً من الأبواب السورية و"الآتي أعظم"، وكلما اقتربت المحكمة كلما رأينا النظام السوري يتخبّط ولا يعرف ماذا يفعل، وهذا يعني أنّ المحكمة دليل قوة للبنان ودليل ضعف لدمشق في المقابل.

وعن الصحافيين الأميركيين الذي تبيّن أنّهما معتقلان في سوريا، تساءل اندراوس كيف أنّ الأمن العام اللبناني يؤكّد أنّ الصحافيين لم يمرّا على الحدود اللبنانية وهما غير مسجلين في لوائحه، معرباً عن اعتقاده بأنهما ربما اختُطفا الى داخل سوريا من الأراضي اللبنانية من أجل اعتبار لبنان بلداً غير موثوق به وارهابياً، وهذا بالتأكيد يناسب المصالح السورية التي تعمل ليلا نهارا على وصم لبنان بالارهاب. وختم: "والمؤسف أنّ هناك في الداخل اللبناني من يساند سوريا على خططها من أجل العودة الى لبنان والهيمنة عليه من جديد، والدليل أن "التيار الوطني الحر" بعدما كان واجهة لحزب اللّه في الطائفة المسيحية أصبح اليوم واجهة للسوريين عند المسيحيين.

 

علم عون يخرق ازالة الصور

 موقع تيار المستقبل

 خلافا للمصالحات التي خلصت الى رفع الصور و الاعلام من الشوارع و الاحياء في بيروت ،رفع انصار ميشال عون رايات التيار البرتقالي في ساحة ساسين في وسط الاشرفية . و برر هؤلاء موقفهم ، لمن استوقفهم سائلا عن السبب ، بان الاحتفال بذكرى 13 تشرين الاول 1990 يملي عليهم ذلك ، من دون الرد على الاستفسار عن المواقف الحالية للجنرال الذي ظل رهين السفارة الفرنسية الى ان ربطت السفارة شرفها بسلامته لاخراجه من دون ان يطالب ،على الاقل، بحماية ضباطه و عناصره الذين تركهم نهبا للآلة و الاستخبارات السوريتين ، و لجأ الى باريس. ونظر أحد المراهقين ممن كان يحمل الاعلام البرتقالية الى زميله عندما سألهما صديق مشترك :هل تقاتلون الان لعودة الجيش السوري أو الحرس الثوري أم تريدون استقلال لبنان برعاية وئام وهاب ؟

اغفل الاثنان عن الاجابة بذريعة ان ما يقوله جنرال الحروب الخاسرة والمناورات السياسية الخائبة "هو الصحيح". وترك رفع الاعلام اثراً سلبياً لدى بعض المارة الذين ابدوا تخوفاً من ان تستدعي هذه الخطوة أخرى مضادة "لنعود وندخل في دوامة ،البلد بغنى عنها".

يأتي رفع الاعلام فيما يستعد كثر ممن كانوا في خط التيار العوني لإعلان انشقاقهم خلال الايام القليلة المقبلة لكون الجنرال عون غيّرخطه السياسي والتحق بتحالف الاحزاب السورية الهوى. ويقول بعضهم ان من الغريب كيف "سامح" عون رئيس النظام السوري ولم يستطيع ان يغفر لمن رفض انتخابه رئيساً للجمهورية؟.

 

العلاقات المسيحية ـ المسيحية (أم الصـراعـــات) 

بيروت -القناة: 10/10/2008 

لم يكن الصراع المسيحى ـ المسيحى يوماً على هذه الدرجة من الخطورة والشراسة، كما هو عليه اليوم.

ومنذ مجزرة أهدن إلى أحداث الصفرا إلى حرب الإلغاء لم تسجل أية عوامل للاحتقان تسمح بالقول إن علاقة القوى المسيحية تشهد هذا الكم الهائل من الأحقاد والتموضعات ومن الاستعدادات لحرب سياسية لها ترجمة أمنية على الأرض، مشابهة لما حصل فى بلدة بصرما فى الكورة بين القوات اللبنانية والمردة.

وتقول أوساط متابعة: إن الوضع بين المسيحيين وخصوصاً بين القوات اللبنانية والكتائب من جهة والتيار العونى والمردة من جهة ثانية، يمكن أن يشهد تطورات خطيرة، إذا لم يتم ضبط الوضع على الأرض، وتكليف الجيش اللبنانى الضرب بيد من حديد فى كل المناطق المسيحية من زحلة إلى جبل لبنان إلى الشمال.

وتنطلق المصادر فى جملة معطيات تشى بهذا الخوف تنطلق من الآتى:

منطلقات الخوف

1- أفرزت عودة كل من العماد ميشال عون من فرنسا وإطلاق الدكتور سمير جعجع من السجن عودة للاستقطاب الحاد عند المسيحيين فى استذكار واضح لحرب الإلغاء التى دارت بين الجيش اللبنانى وبين القوات اللبنانية، واليوم تغيرت الصورة، فلم يعد عون قائداً للجيش، لكنه بقى يمثل رمزاً يتأثر به بعض الضباط داخل المؤسسة العسكرية، أما جعجع فإنه حافظ علناً على عدم العودة إلى مناخ خلق وإحياء الميليشيات عبر نفى تسليح القوات اللبنانية .

تقول المصادر: إن النفور الأبرز خلال هذه المرحلة بين الرجلين، حصل بعد زيارة عون لجعجع فى زنزانته فى وزارة الدفاع، حيث عرض عون على جعجع صفقة تحالف شاملة كانت ستؤدى -لو وافق جعجع- إلى تحالف المسيحيين ككل مع حزب الله، ولكن جعجع رفض العرض، وأصر على البقاء داخل قوى 14 مارس آذار، وهذا ما أعاد الصراع بين الرجلين إلى النقطة الصفر، لا سيما أن عون قام بعد انتخابات العام 2005 بالاندفاع أكثر فأكثر فى تحالفه مع حزب الله فيما بقى جعجع على تحالفاته. وتذكر المصادر بأن الاصطدام الأكبر بين الطرفين على الأرض كان عندما قرر حزب الله وعون قطع الطرقات، فما كان من محازبى القوات اللبنانية إلا أن قطعوا الطرقات بالقوة، خصوصاً فى منطقتى نهر الكلب ونهر الموت شمالى بيروت، وهذا ما أدى يومها إلى إطلاق نار مسلح وسقوط قتلى وجرحى، ما أسس فيما بعد للكثير من المحطات الصدامية

صراع الأحجام

2- أدى الصراع على الأحجام داخل المجتمع المسيحى إلى نشوء أزمات كثيرة أبرزها أزمة الرئاسة، فالعماد ميشال عون، أراد الوصول إلى بعبدا، وضغط على القيادات المسيحية لتأييده، لكنه فشل وبنتيجة ذلك تداخلت العلاقات بين القيادات المسيحية إلى حد التوتر الشديد، وترجم ذلك على الأرض باحتكاكات كثيرة وحملة تحركات شعبية مضادة من الطرفين وحملة إعلامية كثيفة وحادة.

وعارضت الكنيسة المارونية ضمناً انتخاب عون الذى فتح جبهات سياسية ضد الكنيسة، وسانده بذلك الوزير السابق سليمان فرنجية، مما خلق تموضعات أكثر حدة، إذ قامت القوات اللبنانية وحزب الكتائب ومسيحيو 14 مارس آذار بدعم الكنيسة بوجه عون الذى أراد محاصرة الكنيسة وإسكات صوت البطريرك صفير.

3- اتخذ الصراع بين القادة المسيحيين بعداً انتخابياً واضحاً، فانتخابات العام 2005 أدت إلى فوز لوائح العماد ميشال عون كاملة فى أكثر المناطق المسيحية، أما اليوم فإن الصراع حول انتخابات العام 2009 تحول إلى استفتاء سياسى مصيرى، فإذا انتصر عون وفرنجية فإن خيار حزب الله، وتحديداً فى موضوع السلاح سيكون الخيار المنتصر، أما فى حال العكس فإن 14 مارس آذار سوف تستعيد ألقها ووهجها وسيشعر المسيحيون أنهم مازالوا فى موقعهم التاريخى.

وبناء على هذه القراءة للمصادر المطلعة، فإن معركة الانتخابات النيابية عند المسيحيين قد بدأت منذ الآن ويشكل المهرجان الحاشد الذى أقامته القوات اللبنانية دليلاً على أن المعركة انطلقت وبزخم كبير، فالمناطق المسيحية ستحدد بفعل نتائج الاقتراع منها من سيكون الجهة التى تمتلك الأكثرية فى لبنان، ولهذا فإن حرب عون فرنجية ستكون على خطوط عدة ضد الكتائب والقوات اللبنانية، وستشهد قضية المسيحية معارك كسر عظم بدأ الإعداد لها منذ الآن .

تداعيات حادثة بصرما

بصرما هي قرية في قضاء الكورة في شمالي لبنان تحتل موقعاً استراتيجياً فهي عملياً في قلب القضاء الذي يربط أقضية بشرى بزغرتا بالبترون، أى أنها أسوة بالقضاء الذي تنتمي إليه تحتل أهمية بارزة لكل من فرنجية وجعجع، فمنطقة بشرى تتواصل جغرافيا مع الساحل ومع بيروت عبر الكورة، والكورة هى القضاء الذى يحتوى على تنوع سياسى كبير، ففيها قوة لا يستهان بها لكل من القوات اللبنانية والكتائب والمردة والتيار الوطنى والحزب السورى القومى الاجتماعى .

ويقول المطلعون: إن توترات سابقة كانت جرت فى هذه البلدة لم تعالج، وكانت تؤدى إلى حصول استنفارات متبادلة، أما الإشكال الذى حصل بين القوات والمردة والذى أدى إلى سقوط قتيلين من الطرفين فقد حصل ليلا وسط تضارب الروايات عن هوية مطلقى النار، لكن الواضح أن الطرفين كانا على استعداد تام، وأن القتيل الذى سقط من المردة والذى هو من ضمن الأمن الشخصى لفرنجية كان أرسل من زغرتا إلى بلدة بصرما لكى يتعامل مع الإشكال، ومن هنا تنطلق تداعيات الحادثة، حيث أعطى النائب السابق فرنجية مهلة للقضاء لكى يعطى حكمه فى القضية، وإلا فإن المردة ستأخذ حقها بيدها، وهذا يعنى إمكان استهداف أحد كوادر القوات اللبنانية، وهذا إن حصل سيؤدى إلى بدء مسلسل تصفيات واغتيالات متبادلة قد يغرق الواقع المسيحى فى لعبة ثأرية لا تنتهى.

وتقول مصادر مطلعة: إن النائب السابق فرنجية قد جمد أصواتاً فى قاعدته طالبت بالثأر دون انتظار حكم القضاء، وإن هذا التجميد حصل، لأن فتح المواجهة بين القوات اللبنانية والمردة فى الشمال إذا حصل سيكون مقدمة لمواجهات فى كل المناطق المسيحية، ولن يمكن بالتالى ضبط عمليات الثأر والتوتير الأمنى، خصوصاً أن عمليات التسلح وتكديس السلاح باتت تتم بعد أحداث مايو أيار بشكل مطرد، وهذا ما يعطى صورة تشاؤمية عن إمكان اشتعال المناطق المسيحية.

مساع لمنع الفتنة

وتقول معلومات لـ  إنه وفور حدوث حادثة بصرما حصلت اتصالات على مستويات عالية جداً وصلت إلى درجة تسجيل طلب فاتيكانى إلى القادة المسيحيين بضرورة عدم الذهاب والانجرار إلى الفتنة المسيحية - المسيحية لأنها ستعنى حتما تكرار الأزمة الكبرى التى عاشوها أثناء حرب عون وجعجع فى العام ،1990 وتلك الأزمة أورثت المسيحيين مئات آلاف المهاجرين ودماراً وتقليصاً للدور المسيحى على المستوى الوطنى، فيما يرى الفاتيكان أن أى اقتتال مسيحى ـ مسيحى سيكون المسمار الأخير فى نعش مستقبل المسيحيين فى لبنان والمنطقة، خصوصاً أن كل التقارير التى باتت تصل إلى الكنيسة تؤكد ازدياد شرخ الهوة الديمقراطية بين المسلمين والمسيحيين، وتشير إلى أن هذه الهوة إذا اتسعت ستؤدى إلى حصول خلل لا يمكن إصلاحه.

ويعول الفاتيكان على دور الكنيسة المارونية للعب دور يؤدى إلى تحقيق مصالحة مسيحية ـ مسيحية، ولكن هذا الدور المفترض يصطدم بقيام مسيحيى 8 مارس آذار باستهداف دور الكنيسة باعتبارها - كما يقولون - أصبحت طرفا فى الصراع.

ويدل الواقع المسيحى على أن الأشهر المقبلة ستكون حافلة بالأحداث، فالصراع التاريخى على الأحجام تجدد وبعنف، والمعركة الانتخابية المقبلة ستكون بحسب كل المطلعين معركة حياة أو موت، خصوصا للعماد ميشال عون الذى دخل على صراع المردة والقوات من باب دعم المردة لإذكاء الخلاف التاريخى الذى اندلع بين المسيحيين بعد مجزرة أهدن . وبعكس العلاقة بين السنة والشيعة المتجهة نحو التطبيع، فإن الساحة المسيحية ستكون هى أم الصراعات لأن فيها سيتحدد مصير بعض القوى السياسية المرتبطة بدورها بالأحلاف الإقليمية.

 

عشرات العونيين يعلنون تخليهم عن 'الجنرال' وسياساته

جهاد عون/موقع تيار المستقبل

يحيي المنشقون عن 'التيار الوطني الحر' الذكرى الثامنة عشرة للاجتياح السوري في 13 تشرين الاول 1990 بلقاء شعبي موسع في 'أوتيل كومفورت' في الحازمية الأحد المقبل، والدعوة موجهة من 'حركة التغيير' التي يترأسها المحامي ايلي محفوظ الذي انشق عن التيار المذكور منذ مدة وأصبح ناشطاً في إطار قوى 14 اذار الإستقلالية. ينعقد اللقاء تحت شعار 'كي لا يتكرر الاجتياح السوري للبنان' وسيحضره الى جمهور المؤيدين قيادات اساسية منشقة عن 'التيار العوني' في طليعتها السادة: سامي نادر، الياس الزغبي، عبدالله خوري، روجيه عزام، نجيب زوين، روجيه إده، بسام الآغا وغيرهم ممن يتكتم المنظمون عن أسمائهم ويفضلون تركها مفاجأة للرأي العام 'ولمن لا يزالون في 'التيار العوني معتقدين انه لا يزال يسير على خطه الاول'. كما يشارك في الحفل ممثلون لأحزاب الكتائب اللبنانية، والقوات اللبنانية والوطنيين الأحرار وسائر قوى 14 اذار والعشرات من محازبي 'التيار الوطني' وكوادره المنشقين (نحو 300) من الذين قرروا التخلي عن التزامهم الحزبي مع العماد ميشال عون بسبب خروجه عن المبادئ والأهداف التي انتسبوا في ظلها الى الحزب.

وفي برنامج الاحتفال على ما أوضح منسق 'حركة التغيير' إيلي محفوظ، صلاة عن أرواح شهداء 13 تشرين الأول، فكلمة عريف الاحتفال وهو أحد منسقي الأقضية المنشقين عن 'التيار الوطني'، ثم كلمة 'حركة التغيير' تليها كلمات لأهالي شهداء مجزرة بسوس التي ارتكبها الجيش السوري غداة الهجوم على المناطق الشرقية، وشهادات لمقاتلين سابقين ومعتقلين سابقين في السجون السورية، والخاتمة مع أحد الجنود السابقين من 'أنصار الجيش' الذين قاتلوا الجيش السوري في 13 تشرين الأول 1990، وكيف تركهم العماد ميشال عون في وسط المعركة وذهب الى السفارة الفرنسية معلناً استسلامه ومسلماً الأمرة إلى إميل لحود.

وقال محفوظ ان برنامج الاحتفال كان يتضمن قيام نحو 100 شاب وشابة من العونيين السابقين بتلف بطاقاتهم امام الجمهور وإعلان رفضهم سياسة العماد عون، ولكن ارتؤي تأجيل هذه المراسم الى حفل اخر سيقام في احد المجمعات الكبرى حيث يعلن مئات العونيين السابقين إتلاف بطاقاتهم واعلان براءاتهم من سياسة 'التيار العوني' وارتكاباته السياسية وغير السياسية .

وأكد 'الاستمرار على خطى أبطال 13 تشرين الاول 1990 الذين قاتلوا الغزاة السوريين'، واعتبر ان شعار الحفل 'كي لا يتكرر الاجتياح السوري للبنان' انما يشكل تعبيراً واضحاً ورسالة الى كل المسيحيين الذين لا يزالون يسيرون مع العماد ميشال عون، فحواها انهم يتحملون مسؤولية تاريخية من خلال ممارسة سياسة الرقص على القبور واستدراج الهيمنة السورية على لبنان مرة جديدة بذرائع واهية'.

 

ما أشبه اليوم بالبارحة... رشقات متقطعة "للتذكير فقط"!

هل يكشف عون ما يردّ اتهامه بـ"القنابل الصوتية"؟

سمير منصور     

تذكر اللبنانيون جيدا ان جبهة الاسواق التجارية في زمن الحروب المتتالية في لبنان وعليه لم تكن جبهة حرب حقيقية، بمعنى انها بين طرفين مختلفين يسعى احدهما الى اجتياح مواقع الآخر وحسم الموقف عسكريا، بل كانت ما بعد تقاسم مغانم الاسواق ومخازنها ومصارفها، "للتذكير فقط" بأن الحرب مستمرة والحل ممنوع ولم يحن او انه بعد في انتظار بعض "الفواتير" او "الانجازات" التي كان المتحاربون يسعون الى تسديدها وتحقيقها لغايات ومآرب شتى سياسية ومادية واحيانا شخصية، وان على حساب دماء الناس وارواحهم وممتلكاتهم... وكانت المعادلة المتداولة بين السياسيين في ما يشبه الاجماع ان "الموت ممنوع، ولكن الشفاء ممنوع ايضا"، بمعنى استمرار "فاتورة المستشفى"، تسديداً لحسابات اقليمية ودولية، ونادرا محلية. وكان يكفي ان يطلق احد طرفي القتال "رشقا" في الهواء، كانا يتناوبان عليه بوتيرة يومية في الليل، للتذكير باستمرار الحرب ومنع الحل، الى ان جاء اوانه بعد مخاض عسير وحروب "سنتين" وبرامج مرحلية "وحركة وطنية" و"جبهة لبنانية" و"تحرير" و"الغاء" وجيوش من كل حدب وصوب، فكان مؤتمر الطائف وتحولت وثيقة الوفاق الوطني دستورا عام 1989 – 1990.

وما يحصل هذه الايام في زمن "السلم" هو ان مجهولين – دائما  مجهولين – يركزون نشاطهم على ما يبدو في بعض احياء طرابلس وخصوصا شارع سوريا بين باب التبانة وبعل محسن، وحي "الملولة" وغيره ويلقون قنابل صوتية او غيرها تحت جنح الظلام. ويبدو انها، على غرار قنابل الاسواق التجارية ايام زمان، للتذكير فقط، بأن ثمة ما لم يتحقق بعد قبل السماح بالحل الجذري اي الهدوء التام. ويبقى التذكير من خلال القنابل الصوتية مقبولا بالقارنة مع جرائم التفجير الكبرى التي كان آخرها في البحصاص احد مداخل طرابلس، ومرة جديدة، غدراً بالجيش وبالمدنيين الابرياء الساعين الى الرزق الحلال.

وفي موازاة القنابل الليلية، ثمة قنابل صوتية من نوع آخر يطلقها سياسيون يضعون انفسهم في موقع "الحريص" على استمرار الحرب، سياسيا على الاقل، من خلال تصريحات مبرمجة "للتذكير" ايضا بأن الحل ممنوع والحرب مستمرة في انتظار انجازات واستحقاقات يبدو واضحا ان محطتها الاساسية، بل "غلّتها" الوحيدة في الانتخابات النيابية الآتية بعد اقل من ثمانية اشهر، وثمة من يحارب من اجل حفنة من المقاعد النيابية و"الكراسي" وان على حساب ارواح الناس وممتلكاتهم وأعصابهم، ولا تفسير آخر للتصعيد السياسي من اي جهة اتى، سوى السعي الى مزيد من التوتير، بحثا عن "مشكل" وانتصارات وهمية من خلال شد العصب الطائفي (!) وصولا الى "تسونامي" انتخابي يعزز الزعامات... واي زعامات تلك التي تبنى على دماء الناس وارواحهم وممتلكاتهم، بل على حساب تدمير احلامهم بحياة مستقرة! والباحثون عن "مشكل" كثيرون وان بنسب متفاوته، ومن الظلم حصرهم بطرف واحد.

ذات يوم وفي خضم مرحلة من التصعيد السياسي، سئل أحد القريبين من رئيس كتلة نيابية عن تفسيره لهجوم مفاجىء تعرض له من احد نظرائه، فأجاب دون تردد: "انه ذاهب الى مؤتمر مسيحي وهو يبحث عن مشكل مع مسلم"! يومذاك كان الهجوم من رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون على رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري، عشية دعوة وجهها عون الى عدد من النواب المسيحيين الحاليين والسابقين، تحت عنوان "مؤتمر مسيحي" في قصر المؤتمرات في ضبية.

وليس سرا ان رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" يركز هجماته في هذه المرحلة، وبوتيرة شبه يومية على رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي يمتنع دائما عن الرد، واذا فعل، فبهدوء وباسلوب متميز ومختلف يشهد له فيه الجميع، وحتى من خصومه السياسيين. واما اوساطه فترى ان "عون يبحث باستمرار عن مشكل في انتظار الانتخابات النيابية سعيا الى تأمين عودة كتلته الى المجلس وزيادة عدد اعضائها اذا استطاع الى ذلك سبيلاً ".

واسوأ ما في هذه "المعركة" انها تتخذ في بعض الحالات منحى طائفيا وفئويا. ويرى سياسيون، وبينهم من هو اقرب الى "المعارضة" منه الى "الموالاة" رغم ائتلافهما في "حكومة وحدة وطنية"، ان "عون لا يتجرأ سوى على فئة معينة من السياسيين واهل الحكم"، ويشيرون صراحة الى استهدافه رئيس الحكومة شخصيا، وعددا من رؤساء المؤسسات الامنية والادارية. وبصراحة اكثر، يقول عدد من هؤلاء في مجالسهم الخاصة "ان عون لا يجرؤ سوى على السنّة من السياسيين او الموظفين الكبار في حين يهاب الآخرين ولا يتجرأ على مهاجمتهم، بل انه يستضعف الرئيس فؤاد السنيورة مستغلا تهذيبه وعدم انجراره الى سجالات واستعمال عبارات نابية كتلك التي يستعملها ضده".

وثمة كلام كثير يقال في بعض المجالس ليس في مصلحة "الجنرال" على الاطلاق، واكثر ما يستفز اصحاب هذا الكلام حديثهم عن "تطاول عون على الرئيس الشهيد رفيق الحريري في قبره لمآرب سياسية وشخصية وهذا اقل ما يقال فيه انه معيب ولا يرقى الى مستوى العمل السياسي".

واذا كان الرئيس نجيب ميقاتي "الوسطي والمعتدل" قد انبرى الى الرد على التصريحات الاخيرة لعون والتي تضمنت عبارات نابية في حق رئيس الحكومة، فان الرئيس سليم الحص الهادىء والرصين وغير "المغرم" برئيس الحكومة، يبدي اشمئزازا من العبارات التي سمعها الناس تكرارا من عون في الاسبوعين الاخيرين وكذلك الامر بالنسبة الى الرئيس عمر كرامي رئيس "اللقاء الوطني" وأحد اركان المعارضة، وكذلك الرئيس امين الجميل والوزير نسيب لحود وكثيرون غيره ممن يحظون باحترام وتقدير عند الجميع ومن مختلف المشارب والمذاهب.

وسواء اكان منتقدو الحملات الاخيرة لعون على حق ام لا، فان من حق اي مراقب ان يتساءل عن "سر" هذه الحملات المفاجئة التي تهبط وتصعد، وقد ازدادت صعودا في "زمن" الانتخابات النيابية. وستظل التساؤلات على اختلافها مبررة ومشروعة في ظل اقتصار خطب النائب عون وتصريحاته الاسبوعية بعد اجتماع كتلته النيابية، على "العموميات" والهجمات الشخصية كما يرى خصومه، متجاهلا "الاسباب الموجبة" التي وحدها تبعث على افتراض حسن النية، وتقطع الطريق على متهميه بالفئوية والطائفية وعلى من لا يرون في حملاته سوى "قنابل صوتية مع اقتراب الانتخابات بحثا عن انتصارات وهمية". وفي الانتظار سيبقى من غير المفهوم كيف يكون المسؤول "سارقا" ونائبه احد "اركان" صاحب التهمة ناهيك بالثقة التي محضها الأخير للحكومة والوزراء الاقربين والأبعدين؟

 

ماكين استمرار لسياسة بوش وأوباما محوط بفريق كلينتون

عمل كبير ينتظر لبنان تجنّباً لحصول تغيير على حسابه

روزانا بومنصف     

يجزم متابعون غير لبنانيين للشؤون الاميركية ان حظ المرشح الديموقراطي باراك أوباما اصبح مرجحا جدا للرئاسة الاميركية في الانتخابات التي ستجرى في الرابع من تشرين الثاني المقبل في ضوء تحميل الاميركيين الادارة الحالية برئاسة الرئيس جورج بوش بقوة المسؤولية عن الازمة المالية التي ضربت الاسواق الاميركية على رغم ان نواة هذه الازمة تعود الى ايام الرئيس الديموقراطي بيل كلينتون.

لكن الاميركيين يبدون مقتنعين بأن الادارة الحالية مسؤولة لانها تركت الامور تأخذ مداها على هذا الصعيد، وان المرشح الجمهوري سيشكل استمرارا للرئيس الحالي مع ان "فقاعة الازمة" كما يسميها الخبراء بدأت في عهد الديموقراطيين حين تم خفض الفوائد لمساعدة الوضع الاقتصادي.

ويبدو الاميركيون ميالين الى محاسبة ماكين مسبقا وتحميله تبعات الازمة المالية، علما ان الرئيس جورج بوش الاب عاش رد فعل مماثلا ابان ولايته على ازمة مالية لم تصل الى هذا الحد لكنها تركت آثارا سلبية عليه. ويقول هؤلاء ان ثلاثة عوامل كانت سلبية في خانة المرشح الجمهوري جون ماكين في مقابل عامل اساسي سلبي واحد للمرشح الديموقراطي المنافس قبل انفجار الازمة المالية، الأول سنه المتقدمة نسبيا وموقفه من الوجود الاميركي في العراق بالاضافة الى المسألة الاقتصادية، في حين ان "اللون الاسود "لأوباما كان العامل السلبي الرئيسي الى حد الاعتقاد ان أوباما لو كان ابيض لكانت حُسمت المعركة الانتخابية قبل ستة اشهر من موعدها على الاقل. وتاليا يعتقد الاميركيون اليوم ان الديموقراطيين هم اكثر ميلا الى التدخل في السوق المالية وضبطها من الجمهوريين مما حسم الموقف نحو دعم أوباما في عدد كبير من المدن التي كانت غير مقررة بعد دعمها لاي من المرشحين، خصوصا ان الاميركيين يعيشون حالا من الذعر يطغى على احوالهم في هذه المدة ويؤثر في قراراتهم وخياراتهم، فلم يتوقفوا مثلا، وفق ما رأى هؤلاء المتابعون، عند أخطاء ارتكبها المرشح لمنصب نائب الرئيس عن الحزب الديموقراطي عضو الكونغرس الاميركي جو بايدن في المناظرة التي جرت بينه وبين المرشحة لنيابة الرئاسة عن الحزب الجمهوري سارة بايلن على رغم ان له تاريخا طويلا في العمل السياسي لا تملكه نظيرته. فانصبت الانتقادات عليها ولم تتطرق الى اخطاء بايدن او ادائه. وتاليا أدت الازمة المالية دورا حاسما حتى الان في تعجيل الخيارات لدى الاميركيين وتوجيهها، علما ان بعض المتابعين غير واثقين بعد من التغيرات المحتملة لدى المحافظين ولدى اللوبي الاسرائيلي الذين كانوا يتمتعون بتأثير كبير في الماضي ولا يحبذون وصول أوباما لاعتبارات كثيرة. حتى ان استطلاعات الراي الاميركية التي تتحدث عن فارق بين 10 الى 12 نقطة لمصلحة أوباما قد لا تكون حاسمة ونهائية بالنسبة الى هؤلاء الذين يعتقدون ان باب المفاجآت يستمر مفتوحا حتى فرز صناديق الاقتراع. وسبق للتاريخ الاميركي الحديث ان شهد وقائع مماثلة.

وما يعني غالبية اللبنانيين في هذا الموضوع يتعلق باقتناع بأن الجمهوريين ينبغي ان يبقوا في الحكم في الولايات المتحدة باعتبار ان ادارة بوش الحالية ساهمت مساهمة فاعلة في دعم اعادة استقلال لبنان واستعادته سيادته على أراضيه. وبما ان جون ماكين يشكل استمرارا لبوش بسياسته الخارجية المتوقعة، يترسخ الاعتقاد بأنه قد يكون من الافضل من وجهة النظر اللبنانية عموما، ان يستمر الجمهوريون في السلطة، خصوصا ان فريق العمل المحيط بأوباما هو نفسه تقريبا فريق الرئيس السابق كلينتون. وهذا الفريق لم يكن يرى لبنان في ذاته بل من خلال سوريا او اسرائيل.

لكن ادارة بوش، على ما يقول هؤلاء، فوتت فرصا حقيقية لمساعدة لبنان اكثر بكثير مما فعلت عام 2005 عندما توافرت لها الظروف للقيام بخطوات مهمة وأحجمت لاسباب كثيرة، وتاليا ان الدعم الاميركي وفقا لما هو معروف عن القدرة الاميركية لم يكن بقوة المواقف التي كانت تصدر يوميا او على نحو شبه يومي عن البيت الابيض او الديبلوماسية الاميركية، بل كانت له سلبياته وايجابياته بالنسبة الى الوضع في لبنان وما اصبح عليه راهنا.

 ويعتقد هؤلاء أن عملا كبيرا ينتظر اللبنانيين والعرب على حد سواء مع الادارة الاميركية المقبلة ايا تكن طبيعتها علما ان ماكين قد يكون اكثر قربا من المحافظة على مكتسبات الاستقلال في لبنان، اذ إن المرشحين الديموقراطي والجمهوري لم يتطرقا في أي شكل الى الصراع العربي - الاسرائيلي في مناظراتهما ومواقفهما التي تركزت في موضوع المنطقة على العراق وايران. إلا أن لبنان يستطيع العمل بقوة مع اصدقائه من أجل عدم اتاحة المجال مجددا لأن يأتي أي حل على حسابه، ولا سيما ان مسائل جوهرية في لبنان تتصل بالصراع العربي – الاسرائيلي، لا حل لها من دون التسوية الشاملة في المنطقة وهي حصرا الموضوع الفلسطيني، وموضوع سلاح "حزب الله"، فضلا عن متغيرات كثيرة حصلت لا بد ان تأخذها أي ادارة جديدة في الاعتبار ولا يمكنها القفز فوقها.  

 

"مصالحات 7 أيار" تقف عند حدود القائمقامية المسيحية

ضغط سوري للدخول على خطها وسقفها نداء الـ 2000

هيام القصيفي     

توقف مسلسل المصالحات الذي بدأ في طرابلس في الاسبوع الاول من ايلول الماضي، عند جسر المدفون، حيث تلتقي قائمقامية جبل لبنان المسيحية ووادي القديسين، وحيث كان للموارنة تاريخ وحياة ومستقبل.

عند الجسر الفاصل بين الاقطاعيات المارونية المتنافرة، دفن مشروع المصالحات، عشية توجه النائب العماد ميشال عون الى ايران، محتفلا بذكرى 13 تشرين الاول في ربوعها. والمصادفة في السياسة مشروعة وبديهية، لكنها احيانا قد تصبح خارج التاريخ والجغرافيا، متى اجتمعت اسباب جمة على تحولها من مصادفة عابرة الى محطة تاريخية لا يمكن القفز فوقها من دون التوقف عندها. لان زعيما مارونيا يقف في وجه الولايات المتحدة ومشروعها يزور الجمهورية الايرانية الاسلامية في لحظة اقليمية دقيقة ومفصلية، ليكرس نوعا جديدا من العلاقة بين طرفين، لا تشبه بشيء العلاقة التي كانت تربط الرئيس كميل شمعون بشاه ايران الراحل. فلا دور الموارنة يشبه الدور الذي اضطلع به شمعون آنذاك، ولا دور ايران رضا بهلوي، يشبه دور طهران الأئمة الساعية الى موطىء قدم في البحر المتوسط عبر لبنان.

عند هذا التقاطع، تتعثر المصالحات.

فللمرة الاولى في لبنان، تؤدي ايران دور اللاعب الاساسي، بين القوى الاقليمية التقليدية التي اعتادت ان تمارس نفوذها مباشرة او بالواسطة في لبنان. ولم يكن غريبا ان يعود كتاب غربيون وصحافيون في الاشهر الاخيرة الى نبش تاريخ هذا الدور وكيفية انطلاقته من لبنان، على خلفية خطف الرهائن الغربيين في الثمانينات. لكن بعد مرور اعوام على تلك الحوادث، تغير الدور الايراني وصارت له نكهة اخرى اكثر حدة وعمقاً  واكثر تجذرا في الداخل اللبناني عبر المؤسسات المالية والاقتصادية والاعمارية، والعسكرية بطبيعة الحال، واكثر حضورا سياسيا متطورا عبر "حزب الله".

لكن هذا الدور ظل محجوباً خلف ظلال الوجود السوري، الذي ما ان غاب عن لبنان عسكريا عام 2005 حتى تقدمت ايران تدريجا، لتجلس بعد حرب تموز 2006 في الصف الاول بين الاطراف الاقليميين والدوليين المؤثرين في القرار السياسي اللبناني، مما انعكس على دمشق، اذ انقلبت الادوار فجأة، فصار ظل طهران يحجب الشام، التي شعرت مع الفراغ الرئاسي ان العزلة الدولية والعربية تشتد عليها، بينما تفتح اقنية الاتصال مع طهران، عربيا ودوليا، تحت عناوين متعددة. وجاء اغتيال المسؤول الامني في "حزب الله" عماد مغنية في دمشق، في 14 شباط الماضي يطرح اسئلة عن مستوى العلاقة بين دمشق وطهران، في ضوء جملة اشارات وتلميحات حول توتر العلاقة بين البلدين على خلفية الاغتيال، خصوصا مع غياب سوري لافت عن تشييع مغنية في بيروت، وكلام قيل في صحف ايرانية وعبارات نسبت الى ارملة مغنية حول دور سوري في الاغتيال.

7 ايار وانكسار العزلة السورية

ومع اشتداد العزلة الدولية على دمشق، والتي لم تخرقها القمة العربية فيها في آذار الفائت، بدا واضحا لدمشق ان طهران لم تفرمل اندفاعتها في لبنان. بل ان الامور ذهبت تدريجا في اتجاه تصعيد لبناني لافت، انعكس على حركة المعارضة في الشارع التي تصاعدت تدريجا، وخصوصا في المعسكر الشيعي، لتصبح في 7 ايار، عنوان المواجهة بين مشروعين كرسا خلافهما بالسلاح.

نضج "اتفاق الدوحة" على نار سريعة، ساهمت قطر في اشعالها، في موازاة كلام سعودي - ايراني متقدم دفع في  اتجاه انجازه، بعدما لحقت بالمعسكر اللبناني الذي تدعمه السعودية اضرار فادحة. الا ان الصفقة القطرية، اعادت الروح الى سوريا بقدر ما اعادت العمل بالمؤسسات الدستورية اللبنانية عبر انتخاب رئيس جديد للجمهورية، مما سمح لسوريا بالعودة مجددا الى لبنان، معتبرة ان الوقت ملائم، لتثبيت مواقعها مجدداً في ضوء الغرق الاميركي في رمال العراق وافغانستان المتحركة، ووصول الادارة المتأهبة للرحيل عن البيت الابيض الى مأزق اقليمي لا عودة عنه قريبا.

اعتبرت دمشق ان حوادث 7 ايار كسرت عزلتها، وأفادت منها، وان لم تكن لها الكلمة الفصل في حدوثها، من خلال اعادة تعويم دورها الذي تقلص الى حده الادنى مع صدور القرار 1559، في وقت كسرت باريس العزلة السورية بخطوات تدريجية، توجت بزيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لدمشق.

نجح "اتفاق الدوحة" في تكريس العودة السورية، تحت عنوان العلاقات الديبلوماسية بين بيروت ودمشق، الامر الذي بدا نجاحاً على خط واحد من دون انعكاسات ملحوظة لمصلحة لبنان. فالسوريون سجلوا منذ 7 ايار سلسلة نجاحات بمفهومهم الخاص، خصوصا مع انطلاق المصالحات في طرابلس. وسجلوا تراجع رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط على خطين الاول درزي داخلي، من خلال تسليمه خلال معركة الجبل في ايار الامير طلال ارسلان ادارة الحوار وتثبيت وقف النار، والآخر تراجعه امام مد "حزب الله" وصولا الى تشكيل لجان مشتركة بينه وبين الحزب التقدمي الاشتراكي لتثبيت الهدنة السياسية والامنية والاعلامية بين الطرفين.

ووفق الوجهة نفسها يعتبر السوريون ايضا ان رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري قدم تنازلا ملحوظا في اعادة ترتيب الوضع في طرابلس تحت وطأة النار المندلعة بين باب التبانة وبعل محسن، جعله يوقع اتفاقا مع الامين العام للحزب العربي الديموقراطي علي عيد الذي كان "تيار المستقبل" حيّده طويلا ولم يعترف به ممثلا للطائفة العلوية، بخلاف ما وقع به عيد على  وثيقة المصالحة مع فاعليات طرابلس.

استنادا الى ملف المصالحات، ارتاحت المعارضة في الداخل وارتاح السوريون الى مواقعهم، بعد استتباب العلاقة السنية - الشيعية والشيعية - الدرزية بحدها الادنى الذي فرض ايقاعا ثابتا في العلاقات الداخلية بين اركان التحالف الرباعي سابقا.  وعزز هذا الارتياح العلاقة المشتركة بين قصر المهاجرين وقصر بعبدا تحت مظلة العلاقات الديبلوماسية.

لكن قطار المصالحات توقف عند حدود بكركي بكل ما تعني هذه الكلمة من امتدادات.

فاذا كان ثمة اعتقاد راسخ لدى المعارضة وسوريا بأن القوى الاسلامية في قوى 14 آذار تراجعت تحت وطأة 7 ايار، فان  الانطباع المقابل هو ان قوى 14 آذار  المسيحية لا تزال في منأى عن الضغوط لاجراء مصالحة. وبعيدا من الرغبة المارونية التي قادت الرابطة المارونية الى القيام بدور توفيقي لاجراء المصالحات، بدا ان ثمة من يدفع من خارج الحدود الى السير بالمصالحات وفق شروط، في محاولة لاحداث تغييرات في الشارع المسيحي على غرار 7 ايار. بينما تخوفت اوساط سياسية ان تكون المتفرقات الامنية الخطرة التي تقع، تمهد لمصالحة يدفع فيها اطراف 14 آذار المسيحيون اثمانا معينة.

والواقع ان الساحة المسيحية لا تزال تعيش على الايقاع نفسه الذي انتجته الانتخابات النيابية عام 2005، بمعنى الاستقرار السياسي، بخلاف  الساحة الاسلامية. وبصرف النظر عن تغير نسب الولاءات لهذا الفريق المسيحي او ذاك، فان ثمة حصانة داخلية، عاشت المناطق المسيحية على ايقاعها منذ عام 2005 ولم تتغير بعد، تحت ضغط بكركي، والقيادات الامنية التي كانت فاعلة  حتى في عز التوتر الامني، مما سمح بـ"تحييد" هذه المناطق عن النزاع المسلح.

ولم تتأثر الساحة المسيحية بمفاعيل السابع من ايار الامنية، الا من زاوية افادتها من التداعيات السياسية للمصالحات، لتعيد قوى 14 آذار المسيحية تموضعها على قواعد جديدة. وفيما كانت هذه القوى تعمل بوتيرة دقيقة تتأرجح بين الاعتراف بارتكاب اخطاء سياسية وبين التمسك بمواقف ثابتة، كانت سوريا تعيد تشديد الخناق على بكركي في اطار تصفية حسابات قديمة على خلفية ندائها الشهير عام 2000.

لم تكن مصادفة ان يعاد فتح ملف المصالحات، في هذا الوقت، وان يحاول السوريون النفاذ من خلالها الى الوضع المسيحي الذي لا يزال محصنا على رغم بعض الهزات الامنية الخطرة وتحديدا في الشمال. كما لم تكن مصادفة ان تتحول المناقشة من مصالحة بين الافرقاء السياسيين الى مصالحة بين بكركي وبعض الزعامات المارونية، وتصوير بكركي خصماً سياسياً.

وقد عُرف العماد عون بانه على تقاطع دائم مع بكركي، يختلف معها بحدة ولا يخفي مآخذه عليها. ولكنه في المقابل تمكن من سحب نفسه بدقة من محاولة توريطه في لعبة شروط وشروط مضادة، يعرف تماما آفاقها وانعكاساتها على ابواب الانتخابات النيابية.

في المقابل عدّل الوزير السابق سليمان فرنجيه موقفه من المصالحة، مشترطا تركيبها على قاعدة الاركان الموارنة الاربعة، في حين كانت مصادر قريبة منه تقول ان زيارة رئيس اساقفة بيروت المطران بولس مطر لبنشعي كانت بتكليف من البطريرك الماروني الكاردينال مارنصرالله بطرس صفير لترتيب مصالحة له مع بكركي، على ان ينضم الى لقاء بينهما في الصرح البطريركي الرئيس ميشال سليمان.

لكن الوسط السياسي يعرف ان مثل هذا الاقتراح تصعب ترجمته، فرئيس الجمهورية يحرص على ابعاد نفسه عن اي تجاذب بين المسيحيين واذا أراد رعاية اي مصالحة فسيكون ذلك في بعبدا وليس في بكركي، اضافة الى ان اي رعاية من صفير لاي مبادرة تفترض ان تكون من خلاله مباشرة لئلا تتكرر التجربة السابقة التي قام بها مطر لجمع فرنجيه وعون مع الرئيس امين الجميل والدكتور سمير جعجع، وباءت بالفشل مع اعلان البطريرك عدم معرفته بها.

اما مسيحيو "14 آذار" فبدوا اكثر ارتياحا الى التعامل مع موضوع المصالحات، على قاعدة ان لا تغييرات جذرية في ساحتهم تحتم عليهم القيام بتنازلات وتراجعات حماية لها، نقيض ما حصل مع نظرائهم السنة والدروز.

وفي المشهد العام، تبدو المصالحات حيوية ويطلبها الاركان الموارنة. ويرغب الاساقفة الموارنة المعنيون في انجاز وثائق مصالحات، قد لا يكتب لها ان ترى النور، بسبب مواقف قيادات الطائفة، لكن الاكثرية المسيحية، مرتاحة الى وضعها الداخلي ولا تبدو محرجة بعدم اتمام المصالحات التي انتهت قبل ان تبدأ، لان عيونها على مكان آخر.

فهي منصرفة الى ترقب امرين يحكمان مستقبل العلاقات الداخلية حتى بين الموارنة انفسهم: المحكمة الدولية والانتخابات النيابية. وبين الامرين علاقة وثيقة، خصوصا ان التقرير الدولي الخاص بالمحكمة والقرار الظني يتوقع صدورهما قبل الانتخابات النيابية. ومعهما، ومع المشهد السوري المنفتح على احتمالات متداخلة، يترقب الافرقاء المسيحيون تداعيات التقريرين على الوضع الحكومي والمسيحي على السواء. وعند ذلك سيكون للمصالحات وقع آخر، وايقاع مختلف يشبه ما احدثه نداء بكركي في 2000.

 

دمشق اجتاحت لبنان بالإيحاء متكئة على تلبّس رئيسها قامة بوتين القوقازية ونشوته بقمة دمشق الرباعية

الحسم الأميركي لمصلحة لبنان أظهر أسد سوريا بلا.. أنياب

المستقبل - السبت 11 تشرين الأول 2008 - فارس خشّان

كل ليلة، كان الإعلام العوني معزّزاً بإعلام "حزب الله" يطل على اللبنانيين، شامتاً بقوى الرابع عشر من آذار التي تخلّى عنها المجتمع الدولي دفعة واحدة، ليعود الى الخيار السوري "صاغراً" ومستسلماً لاستراتيجية ما قبل الحادي عشر من أيلول 2001.

وهذا يعني أن العماد ميشال عون والأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، كانا يُظهران ارتياحاً عميماً لعودة لبنان، بتكليف دولي جديد، الى ما كان عليه قبل نيسان 2005، أي قبل عودة الأول من النفي وقبل أن يُهدي الثاني بندقية التحرير الباهظة الثمن للعميد "المطرود" رستم غزالي.

ولكن، ومن دون سابق إنذار، أطلّ على اللبنانيين الوزير ماريو عون، وعلى خلفية قراءته لجدول زيارة معاون وزير الخارجية الأميركية دايفيد هيل للبنان، متخوّفاً على حياة العماد ميشال عون، على اعتبار أن الأميركيين أعادوا فتح الساحة اللبنانية على كل الاحتمالات، الأمر الذي كان قد سبقه اليه بيوم واحد النائب السابق سليمان فرنجية، الذي أبدى تخوّفاً على حياته، من مؤامرة خارجية قد تطيحه لبسط سيطرة الدكتور سمير جعجع على الساحة المسيحية.

كان سبب هذا الخوف، يرتبط ارتباطاً وثيقاً بأن دايفيد هيل غيّر اتجاه الانفتاح الأميركي هذه المرة، فالذهاب الى "الفريق الآخر"، لم يعد يسلك درب المارونيين عون وفرنجية، على ما جرت العادة سابقاً، بل سلك درب الأرثوذكسي إيلي الفرزلي بصفته صديقاً قديماً، حين كان هيل الذي افتتح لقاءاته بـ"نسر معراب"، قائماً بأعمال السفارة الأميركية في بيروت وكان الفرزلي نائبا لرئيس مجلس النواب.

وهذا يعني، خلافاً لكل أنواع البروبغندا التي مارسها المتأثرون بتوجيهات فريق بثينة شعبان الدعائي، أنّ ما فعله الأميركيون في لبنان، في مرحلة "البطة العرجاء"، كان مؤثراً الى المستوى الذي أشعر شخصيات محمية سورياً وإيرانياً، بخطر كبير، على الرغم من انعدام الأسبقيات.

ما هو منبع هذا الخوف تحديداً؟

كان الفريق اللبناني، الذي يُراهن على ارتفاع الأسهم السورية في سوق المقايضات الدولية، مقتنعاً بأن المجتمع الدولي تراجع عن ثوابته تجاه لبنان. وهذه القناعة ترسخت من قراءة الوقائع الظاهرة، وهي كالآتي:

أولاً، مجيء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى سوريا، حيث عُدت قمة رباعية كان لبنان على طاولتها من مدخل مخاطر الأصولية في الشمال على الدول العربية والإسلامية والأوروبية.

ثانياً، اقتناع الرئيس السوري بشار الأسد بأن ما حصل في القوقاز سوف يحصل في لبنان، فروسيا ليست سوى سوريا وجورجيا ليست سوى لبنان وأوسيتيا الغربية ليست سوى طرابلس امتداداً الى عكار.

ثالثاً، انتشار الجيش السوري على الحدود الشمالية للبنان، بعد أسبوعين من انتهاء قمة دمشق الرباعية، وتحديداً بعدما "تأكد" أن الأسد ومجموعته ومن ضمنها النائب السابق ميشال سماحة أقنعوا المخابرات الفرنسية بأن الشمال ليس خطراً على سوريا فحسب بل على أوروبا أولاً بأول، وتالياً فليس هناك من خلاص مستقبلي لأوروبا عموماً ولفرنسا خصوصاً من مخاطر هذا الإرهاب، سوى إطلاق يد الأسد في شمال لبنان.

رابعاً، عودة الشخصيات التي استدعاها الأسد للجلوس الى يساره في قصر المهاجرين الى لبنان، وعلى وجوهها نشوة المدرك أن زمن أول سيعود، حتى قيل إن وزيراً في الحكومة الحالية جلس في مقهى في كسروان يُخبر جميع الموجودين إن الرئيس الأسد اتخذ القرار بالعودة الى لبنان، فهو سوف يتعاطى مع شمال لبنان كما تتعاطى تركيا مع شمال العراق، لذلك فإن القوات السورية الموجودة على الحدود ليست لقطع دابر التهريب، الذي هو أولاً وأخيراً، تجارة تمسك بها المخابرات السورية، بل للتوغل داخل الأراضي اللبنانية، وتنفيذ عمليات مدروسة تفرض بدربها وقائع تظهر لمصلحة قوى الثامن من آذار في الانتخابات النيابية المقبلة.

خامساً، إن عديد القوات السورية المنتشرة على الحدود الشمالية للبنان ليس بحجم مهمة منع التهريب، بل هو بحجم القوة المطلوب منها تنفيذ عمليات عسكرية، وهذا العدد لم يصدر عن فئات لبنانية، بل إن مصدراً عسكرياً لبنانياً أعطاه لوكالة الصحافة الفرنسية نقلاً عن المسؤولين السوريين الذين جرت مراجعتهم، لمعرفة ماذا يحصل على الحدود اللبنانية من الجهة السورية.

سادساً، إن الجانب السوري التزم الصمت المطبق حيال تحركه الحدودي وترك للمسؤولين اللبنانيين أن يتحدثوا عنه بقدر المعلومات التي يتم تسليمها إليهم، الأمر الذي يُبقي هذا الانتشار العسكري صالحاً لشتى الاستعمالات المتاحة، ويكون في آن، بمثابة بالون اختبار لطريقة التعاطي الدولي مع إيحاءاته، ولا سيما تعاطي الإدارة الأميركية التي، بقدر ما تظهر ضعيفة بفعل المرحلة الانتخابية بقدر ما تظهر خطرة بفعل حاجة رئيسها جورج بوش الى مبررات لمعركة تُخرجه منتصراً من البيت الأبيض، وينعكس إيجاباً على الحملة الرئاسية للحزب الجمهوري الذي سيقطف ثماراً غالية، لأن الضربة تمّ توجيهها الى النظام السوري، الذي هو من أكثر الأنظمة المكروهة لدى الرأي العام الأميركي.

سابعاً، إنّ الفريق السوري في لبنان، "فرفح" قلبه حين دوّى الانفجار في دمشق، لا بل إن أركانه كانوا أوّل من همس في آذان المحيطين بهم، بأنه عمل مدبّر من النظام وسوف يقود بشار الأسد الى شمال لبنان، وراحوا يحصون ردات الفعل الدولية وصفقوا طويلاً حين صدر الموقف الأميركي وأعقبه خبر اجتماع بين كونداليزا رايس ونظيرها السوري وليد المعلم.

وبالاستناد الى هذه النقاط السبع، اشترى فريق الثامن من آذار بكل ما يملك الأسهم السورية، وراح يترقب ارتفاع قيمتها، ولكن انهيارها سبق انهيار البورصة في وول ستريت، ذلك أن الرئيس السوري بشار الأسد، بدا بلا أنياب في تلك اللحظة التي قال فيها الأميركيون لا للدخول السوري سنتيمتراً واحداً الى لبنان.

كان ذلك في الرابع من تشرين أول 2008 بالتزامن مع وصول هيل الى بيروت.

وفجأة، أدركت شهرزاد الصباح، وبدأ "التمسكن" السوري في إسهال كلامي غير معتاد.

الأسد قال للرئيس ميشال سليمان في اليوم التالي لصدور الموقف الأميركي، أي بعد خمسة عشر يوماً من معرفة اللبنانيين بالعين المجردة مسألة نشر جنوده على الحدود مع لبنان: أنا أنفذ القرار 1701. وهنا لم تعد ثمة حاجة الى النقيب ملحم كرم، لقد دخلت أبواق النظام السوري بمجملها على خط التمسكن والشكوى من خيال اللبنانيين الخصب!

وهكذا لم تعد بثينة شعبان تطلب من ناسها أن يقولوا للنائب سعد الحريري إنه يرتكب بكلامه المعارض لسوريا الخطأ الذي ارتكبه رئيس جورجيا ميخائيل ساكاشفيلي، لأن عليه أن يُدرك أن سوريا في بلاد الشام هي روسيا في القوقاز وأن بشار الأسد هو فلاديمير بوتين.

وبذلك لم يعد مجيء دايفيد هيل الى بيروت مخيفاً للأكثرية، بل بات مرعباً لميشال عون وسليمان فرنجية وما خفي هو الأعظم.

 

دمشق توجّه "الرسائل" طلباً لثقة واشنطن وباريس وتل أبيب

و"إخافة" اللبنانيين قبل الانتخابات التشريعية سبقت رؤيته "Deja VU"

المستقبل - السبت 11 تشرين الأول 2008 - أسعد حيدر

لا يمكن في هذه المرحلة الضبابية والانتقالية، سوى متابعة طرح الأسئلة سواء كانت بسيطة أو معقدة أو بريئة، حتى لو جاءت بعض الإجابات غير واضحة وتزيد الغموض غموضاً. أكبر هذه الأسئلة الملحة والتي تتصدر يوميات المنطقة كلها، ماذا تريد دمشق في هذه المرحلة ومستقبلاً؟

حتى ولو كانت الإجابة أو بالأصح الإجابات عن هذا السؤال لن تكون وافية لكي يتم البناء على مقتضاها، فإن قراءة الوضع الضرورية والملحة تتطلب المحاولة، على أمل الحصول على أكبر عدد من قطع الفسيفساء حتى إذا جاء الوقت المناسب، ظهرت الصورة بكل قياساتها وخطوطها وألوانها وحتى الكثير من ظلال خلفياتها.

القول بأن دمشق التي نجحت في فك العزلة التي ضربتها قبل ثلاث سنوات مع اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، يدل على مقدرتها على رسم وتنفيذ استراتيجية صلبة، واعتماد تكتيك فعال، إنما يؤكد بأن دمشق تعرف ماذا تريد وما هي إمكاناتها لتحقيق النجاح تلو النجاح، هو مثل الايمان الكامل بمطلقية القيادة وصواب اختياراتها في كل زمان ومكان، و"كفى الله الناس شر القتال" والسؤال، علماً أن التطورات والتغييرات أكدت سقوط هذه "المطلقية" خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط في أخطاء وخطايا أنتجت انزلاقات قاتلة لأممها.

"المطبخ السياسي" القديم ـ الجديد

الواضح جداً، أن دمشق مربكة في هذه المرحلة وأنها تقوم من وقت الى آخر بالاستعانة بموجودات ومحفوظات "مطبخها السياسي" القديم، وتعمل على إعادة تسخينها وتقديمها لمن امتهن تصديقها في السابق على أساس أنها "طازجة" ومقدمة من "المطبخ" فوراً.

مهما كابرت دمشق وساعدتها طهران علناً (لا أحد يعرف بالضبط ماذا يجري من مماحكات واحتكاكات بين العاصمتين حالياً) أن المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل هي مجرد حركة لتقطيع الوقت حتى تنتهي الإدارة "الأميركية البوشية"، ويتم فتح مسار جديد في العلاقات، هذا الإنكار شيء والواقع شيء آخر.

دمشق لا ولن تستطيع الانفكاك ببساطة من المسار الذي وضعت نفسها بنفسها عليه وهو المفاوضات مع إسرائيل. وإذا كانت دمشق تأمل بأن تبقى تركيا حليفة لها، وأن تستمر باريس بالانفتاح عليها والعمل على انفتاح واشنطن عليها، وأن تفتح الإدارة الأميركية المنتخبة أبوابها لها، فإنها تعلم أيضاً وبالممارسة عدم قدرتها على توقيت انفكاكها عن هذا المسار بدون خسائر فادحة. فالإدارة الأميركية المنتخبة خصوصاً إذا كانت ديموقراطية، تريد فتح مسار المفاوضات غير المباشرة على مسار عريض بعده خطوط لمفاوضات مباشرة.

الوصول الى نقطة الفصل حيث لا عودة، هو الذي يربك دمشق. في تلك اللحظة لا يعود النفي قابلاً للتصديق سيكون سقوطه مدوياً، فإخفاء الأثمان التي ستستحق "نقداً" وفوراً وليس كما جرت العادة بسندات مؤجلة سيكون مستحيلاً، فماذا ستفعل دمشق مع طهران "خصوصاً وأن الثمن الحقيقي سيكون موقع "حزب الله" ومستقبله".

حالياً تتابع دمشق شراء الوقت في مواضع أخرى لعل ذلك يبني جسوراً للثقة مع واشنطن وباريس، فالثقة ضرورية في المفاوضات وفي تحديد الأثمان في مرحلة المقايضات. دمشق التي كانت طوال السنوات خمس عاصمة "الممانعة والمقاومة"، تحولت بقدرة قادر الى عاصمة قلقة جداً من الإرهاب وهي "تبيع" يومياً قلقها هذا على أساس أنه عابر لكل الحدود وبكل الاتجاهات.

القرار 1701

تذكرت دمشق فجأة القرار 1701 واصبحت "أمه وأبوه". نشر الجيش السوري على الحدود من الشمال الى البقاع الغربي، جزء من ذلك. دمشق بهذه العملية توجه بادرة حسن نيّة لواشنطن وباريس لإثبات رغبتها بمواجهة الإرهاب ومنع تمدده عبر شمال لبنان اليها والى العالم الغربي عبر أوروبا. وإذا ما "اشترت" "واشنطن" وباريس ذلك فهذا عظيم ومنتج.

في الوقت نفسه، رمت القلق والخشية وحتى الخوف في قلوب اللبنانيين بقرب عودة قواتها الى لبنان بحجة منع حصول "إمارة إسلامية"، فيكون الرئيس بشار الأسد قد استعاد "درة" ارث والده الرئيس الراحل حافظ الأسد. وإذا ما تعذر ذلك لألف سبب وسبب، فإن اطلالة الجيش السوري (أين كان في المرحلة الماضية خصوصاً أثناء معركةً "نهر البارد؟") عبر التلفزيونات على اللبنانيين خصوصاً في الأطراف الحساسة من الشمال والبقاع الشمالي والأوسط، يمكن استثماره بلا شك في الانتخابات التشريعية المقبلة. فالايحاءات واضحة عبر الشاشة الصغيرة أولاً، وعبر المسؤولين الأمنيين السوريين السابقين الذين استعادوا حضورهم في المواقع المتاخمة لمراكزهم السابقة في القرى والمدن اللبنانية بالحضوع لاختياراتها.. بهذا تربح دمشق معركة الانتخابات التشريعية المقبلة، فيحصل الانقلاب، وتصبح إدارة لبنان أقل كلفة ومردود أضخم لها.

اللعب على الاحتمالات، هو الذي يتحكم حالياً في مسار الحركة السورية في لبنان. عملية "اختفاء" الصحافيان الأميركيان، تشكل مثالاً كبيراً على الغرف من "المطبخ" القديم. أمام ما جرى توجد احتمالات عديدة لكن لأن "من جرب المجرّب كان عقله مخرّب" كما يقول المثل الشعبي، فالشك هو الأكثر حضوراً.

ألم يسبق للبنانيين والسوريين والفرنسيين قبل أقل من عقدين أن وقعوا في مصيدة ظهور دمشق في موقع "المخلص" و"المنقذ"، وكانت دائماً تقايض كل عملية تسلم وتسليم "بهدية" كبيرة أو صغيرة؟.

السؤال الكبير في هذه القضية، أين أمضى الصحافيان ثمانية أيام منذ اختفائهما حتى ظهورهما؟ ولماذا لم تعلن دمشق عن إلقاء القبض عليهما فوراً؟ هل مقتضيات التحقيق معهما تقتضي مثل هذه السرية؟ ولماذا تم تسليمها مباشرة للسفارة الأميركية؟.

أيضاً مثل هذه العمليات يمكن قول ما يقوله الفرنسيون عادة "uV ajeD" أي "سبقت رؤيته". بهذا المشهد القديم الجديد تأخذ دمشق شهادة إضافية في حسن السلوك" من واشنطن، على طريق التقدم بطلب توكيلها لاحقاً بالأمن في لبنان، إما مباشرة وإما بطرق أخرى تكون فعالة ومنتجة.

الإمساك بالنظام السياسي والأمني والاقتصادي اللبناني مصيري لدمشق، خصوصاً في زمن المفاوضات. العودة الى وحدة المسار والمصير، يدعمها في المفاوضات المباشرة. أيضاً وهو مهم جداً يمكّنها من مواجهة طهران بالقول لها "هذه إرادة اللبنانيين، وليست إرادتي، فاحترموها.

دمشق المرتبكة، تقوم حالياً بتوجيه "الرسائل" بكل الاتجاهات خصوصاً الى بيروت وواشنطن وباريس وتل أبيب وطهران، في قلب هذه "الرسائل": الاستعداد للمفاوضات مع معرفة حقيقية بالأثمان المطلوبة، وفي الوقت نفسه الاستعداد لقلب الطاولة إذا فرض عليها ما ليس بقدرتها مقايضته!.

 

نبرة الصوت

المستقبل - السبت 11 تشرين الأول 2008 - "أبو رامز"

كلما اقترب يا إخوان، موعد صدور التقرير الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، كلما ارتفع منسوب القلق والتوتر عند بعض الحلفاء الخُلّص للنظام السوري في لبنان وزادت في الجانب الآخر من الحدود الخبريات الأمنية الملتبسة والغامضة وغير المعروف أولها من آخرها..

البحث يتشعب في هذا السياق، ويطول بل يمكن أن تؤلف في شأنه مطوّلات، لكن الملفت هنا هو أن التخمين يبقى سيد اللعبة وأن العتمة تمنع أي شفافية تسمح بالقول أن هذا هو ما حصل وذلك هو ما لم يحصل... أمرٌ غريب لأنه إذا صحّت الاعلانات القائلة أن الإرهاب هو الذي يضرب فإن من أولى بديهيات التعامل مع أحداثه من قبل الجهة المستهدفة بذلك الارهاب هي إطلاق أكبر عملية إعلامية شفافة واضحة (من دون ضوابط) لتغطية الحدث أولاً وآثاره وأسبابه ثانياً وثالثاً ورابعاً... غير أن ذلك لا يتم وهذا هو الشيء الوحيد الأكيد الآتي من وراء الستار في شأن تلك الاعلانات الأمنية.

لا شيء يثير العجب، ولا شيء يفاجئ ولا شيء بالتالي يدعو الى تغيير القناعات الراسخة إزاء كل ما فعلته وتفعله الشقيقة. لكن المفاجئ فعلاً، هو أن انعدام الوضوح ينسحب على الناطقين المحلّفين باسمها في لبنان. يعني لا تعليقات ولا مطوّلات ولا تحليلات ولا تصريحات لا من قريب ولا من بعيد إزاء ما يجري هناك، وبالتالي غياب (مؤسف جداً) لتلك اللغة الخاصة بالشتم والشتّامين والتزوير والتزويريين التي اعتدنا عليها في الفترة الماضية وهو ما يدعو الى العض على النواجز من شدة القهر!

يعني هل يعقل أن يبتعد صوت الطبول الفارغة وينفخت جلدها بعدما اعتدنا على كل ضجيجها، وهل يعقل أن ينزوي ذلك الفحيح بعدما صارت آذاننا تأنس لسماعه (تخيلوا ذلك)، وهل يعقل أن يخبو ذلك النقيق الآتي من مستنقعات العفن بعد كل تلك الفتوحات في نغمها؟! فعلاً الأمر مؤسف ومضني خصوصاً أنه مرشح للاستمرار.

على أي حال، من الواضح أن الأمر يعكس ارتباكاً كبيراً وقلقاً أكبر، ومن الواضح أكثر أن التوتر سيزداد من الآن حتى مطلع العام المقبل وأن ذلك سيترافق مع خفوت في نبرة الصوت والفجور في مقابل ارتفاع في نبرة الحقيقة الآتية أخيراً.