المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم12  تشرين الأول/2008

إنجيل القدّيس يوحنّا .30-24:5

الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: مَن سَمِعَ كَلامي وآمَنَ بِمَن أَرسَلَني فلَه الحَياةَ الأَبَدِيَّة ولا يَمثُلُ لَدى القَضاء بلِ انتَقَلَ مِنَ المَوتِ إِلى الحَياة. الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: تَأتي ساعةٌ - وقد حَضَرَتِ الآن - فيها يَسمَعُ الأَمواتُ صَوتَ ابنِ الله والَّذينَ يَسمعَونَه يَحيَوْن. فكَما أَنَّ الآبَ له الحَياةُ في ذاتِه فكذلِكَ أَعْطى الِابنَ أَن تَكونَ له الحَياةُ في ذاتِه

وأَولاهُ سُلطَةَ إِجْراءِ القَضاء لأَنَّه ابنُ الإِنسان. لا تَعجَبوا مِن هذا فتَأتي ساعةٌ فيها يَسمَعُ صوتَه جَميعُ الَّذينَ في القُبور فيَخُرجونَ مِنها أَمَّا الَّذينَ عَمِلوا الصَّالحات فيَقومون لِلحيَاة وأَمَّا الَّذينَ عَمِلوا السَّيِّئات فيقومونَ للقضاء. أَنا لا أَستَطيعُ أَن أَفعَلَ شَيئاً مِن عِندي بل أَحكُمُ على ما أَسمَع وحُكمي عادِل لأَنِّي لا أَتَوَخَّى مَشيئَتي بل مَشيئَةَ الَّذي أَرسَلَني.

 

القدّيس أوغسطينُس (354–430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة

العظة 97/"تأتي ساعةٌ وَهيَ الآنَ، حينَ يَسمَعُ الأمواتُ صَوتَ ابنِ اللهِ"

"استَيقِظْ أيّها النائمُ وَقُمْ مِنَ الأمواتِ فَيُضيءَ لَكَ المسيحُ" (أف5: 14). إفهمْ جيّدًا مَن هم الأموات حين تسمع هذه العبارة: "وَقُمْ مِنَ الأمواتِ". فغالباً ما نقول حتّى عن الأموات المرئيّين أنّهم نائمون؛ والحقّ أنّهم ينامون جميعًا لذاك الذي يستطيع أن يوقظهم. فالميتُ ميتٌ لكَ كليًّا: فعبثًا تحاول أن تضربه أو أن تهزّه، لكنّه لا يستيقظ. أمّا بالنسبة إلى المسيح، فلم يكن سوى نائمًا ذاك الذي أمرَه قائلاً: "قُمْ!"، فجلسَ المَيتً (لو7: 14). إنّه لمن السهل إيقاظ المُستغرق في النوم من فراشه؛ والأسهل أيضًا على المسيح أن يوقظَ الميت المُكفّن. "يا سيّد، قد أنتَنَ لأنّ لَهُ أربَعَةَ أيّامٍ" (يو11: 39). لكن جاءَ الربّ الذي يسهل أمامه كلّ شيء. وأمام صوت المُخلِّص، تتفكّك القيود كلّها، كما ترتجف قوّات مثوى الأموات ويظهر لعازار حيًّا... من أجل إرادة المسيح المُحيِيَة، حتّى الأموات الذين رقدوا منذ فترة طويلة هم نائمون فقط.

لكنّ لعازار الخارج من القبر كان ما يزال عاجزًا عن المشي. إذًا، فقد أمر يسوع المسيح تلاميذه قائلاً: "حُلّوهُ وَدَعوهُ يَذْهَب". أقامَه المسيح من الموت؛ أمّا هم، فقد حرّروه من قيوده. تأمّلوا في عمل الربّ لإحياء الميت: عبدُ للعادة، فإنّه يستمع إرشادات الكلمة السماوية... وبعد تعنيفهم بشّدة، يعود الخاطئون إلى داخلهم؛ فيراجعون حياتهم ويشعرون بثقل عاداتهم السيّئة. فيقرّرون تغيير حياتهم: هذه هي قيامتهم! لكن رغم أنّهم أحياء، فهم ما زالوا عاجزين عن المشي؛ لذا، يجب حلّ قيودهم، وهذا هو دور الرسل. "وَكُلُّ ما تَحلّونَهُ على الأرضِ يَكونُ مَحلولاً في السماءِ" (متى18: 18).

 

اعتبر زيارة عون لإيران مادية وموجّهة في توقيتها ضد سليمان

عبده: سوريا تمنع المصالحة المسيحية وانتشارها عسكرياً يستلزم تفجيرات جديدة لبلورة موافقة دولية للدخول الى لبنان

المستقبل - الاحد 12 تشرين الأول 2008 - العدد 3103 - شؤون لبنانية - صفحة 3

وصف السفير جوني عبده زيارة رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون الى إيران بأنها زيارة "مادية"، معتبراً "أن "حزب الله" "عيّن موعدها وتوقيتها بوجه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وزيارته التاريخية الى المملكة العربية السعودية". وأشار الى أن "الأوامر صدرت في الصحف السورية لمنع المصالحة المسيحية ـ المسيحية"، محذراً من "خطورة الانتشار العسكري السوري على الحدود اللبنانية، والذي قد يستلزم تفجيرات جديدة تستهدف بعض السفارات وقوى "اليونيفيل" في الجنوب وبعض مناطق نفوذ الأغلبية مضعضعة ثقة الناخبين، لكي يتبلور موقف دولي يوافق على دخول سوريا مجدداً الى لبنان".

ورأى في حديث الى إذاعة "الشرق" أمس، أن "موضوع الانتشار العسكري والأمني السوري يستلزم قراءة دقيقة للوضع السوري الداخلي الذي يلفه غموض كبير". وقال: "هناك معلومات عن حدوث شيء ما في الداخل السوري، لكنها ليست كافية للتحليل وقراءة حقيقة الانتشار. لغاية الآن إن سوريا حرة أن تنشر جيشها أينما تريد ومتى تريد في الأرض السورية، وليس على لبنان الاعتراض. إلا أنه وبحكم العلاقة بين لبنان وسوريا، فالأخيرة لم تعط الى الآن الأسباب الحقيقية المقنعة حول هذا الانتشار، إذا كان بداية دخول الى لبنان، أو جس نبض المجتمع الدولي، أو إذا كان هذا الاخير يرغب في أن تقوم سوريا بضبط بعض الأعمال الارهابية في لبنان، مع العلم ان هناك بؤراً إرهابية اصولية في سوريا تتعدى عدداً وعدة وقوة أضعاف أضعاف تلك الموجودة في لبنان".

أضاف: "إذا كان هذا الانتشار ينتظر موافقة المجتمع الدولي على عمل ما من سوريا، فهذا شيء مخيف، ويستلزم للأسف، تفجيرات جديدة لا أعرف من يقوم بها. وإذا كانت سوريا تريد الدخول الى شمال لبنان لضرب خصومها في الاغلبية، فهذا يستلزم تفجيرات ضد مصالح دولية وأوروبية في لبنان، ومنها للأسف بعض السفارات وبعض قوات "اليونيفيل" في الجنوب، وذلك لكي يتبلور الموقف الدولي وبالتالي يوافق على دخول سوريا، وحتى لو كان هذا الدخول ذهاباً وإياباً الى لبنان".

واستغرب وجود الحشود السورية الكبيرة على حدود لبنان في حين لا يوجد شيء في الجولان، متسائلاً "هل هي نتيجة التوصل الى حالة أمنية بين سوريا واسرائيل في المفاوضات، وبالتالي لم يعد هناك خوف أو تخوف من اسرائيل وصار هناك تخوف سوري من لبنان؟".

واعتبر أن "هناك غموضاً في الداخل السوري لا يسمح الى الآن بقراءة دقيقة لهذا الانتشار. وسواء لجهة ماهر الأسد أو آصف شوكت أو بشار الأسد أو الأجهزة الأمنية الاخرى هناك غموض وتنافس وتفجيرات وهي صورة طبق الأصل عن هذا الغموض حول أسباب التدهور الأمني في الداخل السوري: مناحرات سياسية أو مشاكسات أمنية أو صراع على السلطة". وقال: "أنا لم أفهم لغاية الآن من قال إن سوريا معنية بتنفيذ القرار 1701، ولم نسمع بعد أي تصريح من أي مسؤول سوري أو من الرئيس السوري تحديداً، ما عدا تصاريح لبنانية تقول إن السوريين قالوا لنا ان هذا هو القرار 1701".

وعن انفجار دمشق، ومن استهدف فيه، قال: "كل ما أعرفه عن انفجار دمشق بعض المعلومات التي تشير الى محاولة اغتيال اللواء ابراهيم صافي والضابط جورج خوري، لكن هذه المعلومات لا تزال ناقصة كلياً".

وعن سبب ترقية العميد رستم غزالي الى رتبة لواء على أبواب إعلان تقرير لجنة التحقيق الدولية، قال: "هناك ترقيات عدة، ترقية رستم غزالي الى لواء وجامع جامع الى عميد، والمهم في الموضوع هو إرادة إظهار أن لا تغيير في مسلكية النظام السوري تجاه لبنان". وأشار الى أنه "من خلال ترقية رستم غزالي، عهدت إليه مهمات أمنية وكأنه موجود في عنجر ويمارس دوره بقوة ويتفوق على عمل كل الأجهزة الأمنية السورية الاخرى ويسدي نصائحه الى الرئيس السوري بشار الأسد بما يسبق نصائح الأجهزة الاخرى ويتقدم عليها، ولهذا عين مسؤول ملف الانتخابات في لبنان يعاونه بعض الببغاوات اللبنانيين من وزراء سابقين".

ورأى أن "الهم الاوحد لدى النظام السوري هو الانتخابات النيابية، وهم يريدون ان تنقلب الأكثرية الى أقلية والأقلية الى أكثرية، ويعتقدون أنه لا يمكن الحديث عن تصحيح العلاقات اللبنانية ـ السورية إلا بعد انقلاب موازين القوى. وهذا أحد أسباب الانتشار للضغط في العملية الانتخابية المقبلة، والقول للحلفاء اننا موجودون هنا "وما يهمكم". ولهذا السبب قد تستهدف المناطق حيث النفوذ للاغلبية ببعض العمليات الأمنية التي تضعضع الثقة لدى الناخبين وتدفعهم الى التردد في الذهاب الى صناديق الاقتراع، والاخطر تفجيرات كبيرة ضد سفارات أوروبية والسفارة الأميركية وضد "اليونيفيل" تدفع المجتمع أو الموقف الدولي الى أن ينقلب على رأيه ويصبح عندها التدخل السوري في لبنان حاجة ملحة".

وحذر من أن "هذه التفجيرات ستنسب في حال حدوثها الى الاصوليين، بينما النظام السوري هو من يفعلها. ولكننا نعرف أن هناك بؤراً أصولية بكميات هائلة في سوريا تجعله يتخوف منها من جهة أخرى".

وشدد على أن "تقرير لجنة التحقيق الدولية سيحدث زلزالاً، وما نسب الى جريدة "الأنوار" وحصل جدل حول صدقيته أخذ منحى آخر، ومن يتابع التلفزيونات الخارجية، ومنها "سي.ان.ان"، وقناة "العالم" الايرانية الناطقة بالعربية فقد ذكرتا التقرير من دون نسبته الى الأنوار. إذاً الرقم 120 بدأ يتردد مما يجعل الميل الى صدقيته أكثر من الميل الى كونه مفبركاً"، منبهاً على أن "المحكمة الدولية قد تتعرض الى تأخير وعرقلة، ولكن لن تتعرض الى إلغاء وسترى النور عاجلاً أم آجلاً. والتقرير النهائي سيكون زلزالاً. والتسييس يمكن أن يحصل بعد المحكمة، إذ يمكن تسييس النتائج وليس الحكم".

وعما اذا كان لقاء رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري مع البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله بطرس صفير في روما يعبّر عن قلق ما، قال: "لا أعتقد أن هناك قلقاً بل احترام من النائب سعد الحريري للبطريرك صفير الذي يحاول أن يعطي المقام حقه في خضم انتقادات مسيحية لاذعة للأسف تحاول أن تنال من هيبة البطريرك، وهو يساهم في تدعيم الموقع البطريركي وإعطاء الأمثولة لقيادات تدعي أنها مسيحية، والأحرى بها حذو حذوه".

ونفى وجود خشية على الموقع البطريركي "من أن تزعزع بعض الأبواق التابعة للنظام السوري صدقية البطريرك في الموضوع البطريركي والكياني".

وعن رأيه بزيارة عون الى طهران أجاب: "أقول ما قاله الشاعر يوماً: "إذا رأيت المنايا خبط عشواء من تصب تُمته ومن تخطئ يعمر"، واعتبر أن "الزيارة مادية فقط، وموجهة في توقيتها ضد فخامة رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وليس قليلاً أن يعين "حزب الله" موعد الزيارة في الوقت نفسه الذي يزور فيه سليمان المملكة. وهم يعتقدون أن زيارة عون ستثير الاعلام وتأخذ تغطية اعلامية أكثر من زيارة الرئيس سليمان الى السعودية وهي زيارة تاريخية، زيارة مصالحة بين السلطة والمملكة"، لافتاً الى أن أحداً لن يلقي اللوم على الرئيس سليمان "وهو لأسباب وطنية سيحاول التخفيف من الانقسام السعودي ـ السوري وسيسعى الى توافق ما لأن لبنان سيستفيد من التقارب في وجهات النظر". وتمنى "لو كان لدى الجنرال عون الجرأة لزيارة دمشق قبل طهران".

وأكد وجوب أن يكون التنسيق الأمني بين لبنان وسوريا "مفهوماً واحداً، بمعنى أنه بالنسبة الى سوريا هي التي تأمر ونحن الذين ننفذ، نحن من يصنع لها التقارير اللازمة من دون معرفة أي شيء يجري في سوريا، أليس موضوع الارهاب وبؤره الهائلة من سوريا يعنينا نحن أيضاً؟، هم يريدون فقط إعطاء الأوامر الى الأجهزة الأمنية في لبنان التي عليها الاعتقال والتنفيذ أو التحقيق. المفهوم الأمني لدى سوريا لم يتغير، هو باتجاه واحد، ولا يزال قائماً، وأنا ضد هذا المفهوم في التنسيق".

وعن المصالحة المسيحية ـ المسيحية، لفت الى أن "من يقرأ الصحف السورية الرسمية، يرى كيف تصدر الأخيرة الأوامر بمنع المصالحة، ولا أحد في لبنان بإمكانه أن يدعي القبول أو لا، الأوامر السورية واضحة بمنع المصالحة"، مؤكداً أنه يقصد رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية "وأنا أكن له شخصياً الاحترام وهو قادر على بلورة الأمور وضبط الساحة المسيحية إذا اتعظ بالموضوع الأمني. كل ما يفعله سمير جعجع، مطالبته بالتهدئة فقط وألا تتدهور الأمور والأحوال الأمنية لكن هناك أوامر سورية واضحة تمنع هذه المصالحة".

وأشار الى أن الموقف الفرنسي "يستلزم قراءة دقيقة، وهو نابع من الموقف الاسرائيلي، ومساعدات فرنسا لسوريا هي خدمة لمصلحة اسرائيل، وهذا أمر لا يخبئه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وبالتالي كل ما يجري وكل ما تفعله فرنسا تجاه سوريا هو لمصلحة المفاوضات السورية ـ الاسرائيلية ولمصلحة اسرائيل بالذات، والاعتراضات على زيارة الرئيس السوري بشار الأسد الى باريس جاءت من كل الجهات باستثناء اسرائيل والطائفة اليهودية".

وتوجه الى قيادة الجيش "المؤسسة التي أنتمي إليها ولا أزال" بالقول "هذا الجيش الذي اكتسب هيبته لأنه الصامت الأكبر، أرى كل يوم تقريراً أو بياناً أو توجيهاً من قيادات عسكرية ولا يلتزم الجيش الصمت لا سيما بعد قدرته الأمنية التي تزعزعت من أحداث 7 أيار. لا يمكن للجيش استرجاع هيبته إلا بالصمت، وإذا خسرنا النعوت الطيبة ستفقد المؤسسة الهيبة أكثر وأكثر

 

راهن في 1990 على انتصار عراقي فكان تمديد للاحتلال السوري ويراهن اليوم على انتصار إيران.. وتمديدٌ للسلاح وإحياءٌ لـ"المثالثة"

الجنرال الإيراني والاستهداف الدائم للطائف

المستقبل - الاحد 12 تشرين الأول 2008 - العدد 3103 - شؤون لبنانية - صفحة 2

نصير الأسعد

الجنرال ميشال عون في طهران اليوم. "المشهد" طبيعي أي أنه ليس مفاجئاً لأن الجنرال يتوّج بزيارته إلى العاصمة الإيرانية مسيرة سياسية عمرها ثلاث سنوات ونصف السنة من الإنقلاب على مبادئ الإستقلال والسيادة، ويتوّج مساراً تحالفياً مع "حزب الله" بدأ بـ"تفاهم مار مخايل" في شباط 2006.

"الموت لأميركا"

لا يفعل الجنرال في إيران إذاً سوى تأكيد "الإنتماء" إلى "الجمهورية الإسلامية"، أي تأكيد كونه "جرماً" في "الفلك" الإيراني. ومع ذلك، ثمّة ما يلفت في الزيارة وفي توقيتها.

كان واضحاً جداً خلال السنوات الأخيرة بعد الإنسحاب السوري من لبنان أن الجنرال ينتسب إقليمياً إلى المحور السوري ـ الإيراني. وقد أكد ذلك بنفسه، لا سيما عندما أعلن نفسه "منظّراً" لـ"الممانعة" في منطقة الشرق الأوسط وأحد "دعاة" الهزيمة للمشروع الأميركي حتى كاد ينقصه فقط أن يهتف "الموت لأميركا".

إيراني ضمن المحور السوري ـ الإيراني

غير أن إفتتاح زيارته إلى المحور السوري ـ الإيراني بطهران وليس بدمشق، أمر معبّر. فالجنرال المنتمي إلى المحور السوري ـ الإيراني بـ"الجملة"، يعلن انه إيراني أولاً ضمن هذا المحور. أي أن على المشتغلين في السياسة في لبنان أن يحسبوا الجنرال من ضمن "الجناح الإيراني" لفريق 8 آذار.. وأن يحسبوه تالياً من ضمن المستفيدين ـ أكثر من سواهم ـ من المال الإيراني "الطاهر" (!).

إذاً، ما يلفت هو إعلان الجنرال أنه إيراني أولاً. بيد أن ما يلفت أيضاً، هو توقيت الزيارة في ذكرى 13 تشرين الأول. ذلك أن الجنرال يحتفل بذكرى شهداء المناسبة في البلد الحليف للنظام السوري الذي أسقط الشهداء، أي في إيران التي كانت حليفة لنظام الأسد في 13 تشرين الأول 1990. وهكذا، فـ"المؤسف" أن الجنرال "يبيع" الشهداء مرّتين: مرّة بتبرئة النظام السوري من ماضيه، وثانية بارتضاء "قبض الثمن" نقداً من إيران.

1990: رهان على صدام وإنتصاره

على أنه، وفي ما يتجاوز الدلالات السياسية، الرمزية منها والمباشرة لهذه الزيارة، ثمة ما لا مفر من تسليط الضوء عليه.

في 13 تشرين الأول 1990 عندما هاجمت القوات السورية جواً وبراً قصر بعبدا و"المنطقة الشرقية"، كان الجنرال حليفاً لنظام صدام حسين في العراق.

آنذاك، كان الجنرال الذي أعلن الحرب على إتفاق الطائف منذ تشرين 1989، يستقوي بالعراق. حاول الإستقواء بما اعتبره يومئذ إنتصاراً عراقياً في الحرب العراقية ـ الإيرانية المنتهية عام 1988. وراهن على إنتصار العراق في حرب الخليج التي كانت تدق الأبواب على إثر إجتياح صدّام للكويت في آب 1990، آنذاك إذاً، كان عون يقوم برهانات خاطئة ويبرهن عن سوء قراءة للمعطيات الإقليمية والدولية، إذ لم يتأخر النظام السوري يومها في الدخول إلى التحالف الدولي لتحرير الكويت وفي قبض ثمن ذلك في لبنان، أي أن لبنان كان الهدية التي أُعطيت لنظام الأسد ليس فقط المشارك في التحالف الدولي لتحرير الكويت بل المساهم في إنهاء "الحالة الصدّامية" المتمثلة بالجنرال في لبنان.

.. وتمديد لسوريا ضد الطائف

في 13 تشرين الأول 1990 إذاً، باستقوائه بالعراق على إتفاق الطائف، "أنجز" الجنرال تفويضاً متجدداً للنظام السوري بلبنان وتمديداً لـ"الاحتلال السوري" للبنان وتعليقاً لتطبيق الطائف.. وهرب من المعركة تاركاً ضباط الجيش وجنوده يواجهون مصيرهم والمواطنين المسيحيين يواجهون "الهواء الأصفر" معلناً إستسلامه واللجوء إلى السفارة الفرنسية.

اليوم في 13 تشرين الأول 2008، لم يعد العراق "قبلة" الجنرال بل صارت إيران "قبلته". لكنه هو نفسه لم يتغير.

يذهب إلى طهران مراهناً على إنتصار إيراني على المجتمع الدولي. وكما راهن في العام 1990 على إنتصار عراقي عشية حرب دولية ـ إقليمية على عراق صدّام، يراهن اليوم على إنتصار إيراني عشية "مواجهة" دولية مع إيران.

ويذهب إلى طهران كي يدخل إلى سوريا من البوابة الإيرانية، أي معززاً "الحصة" الإيرانية في لبنان وموحياً بأنه مع إيران "فيما لو" خطر للنظام السوري أي "شرود" عن الإرتباط بإيران.

2008 رهان على إيران وتمديد لسلاح "حزب الله"

ويذهب إلى طهران بـ"ثمن سياسي" مدفوع من جانبه سلفاً. ربطُ مصير لبنان بإيران هو الثمن. والتمديد للسلاح خارج الدولة، خارج الشرعية اللبنانية هو الثمن. وكما في 1990 كان الطائف هدفاً، فانّه هدف اليوم أيضاً باتجاه "المثالثة". ولا يُفهم خطاب عون أمس عن الصيغة و"التفاهم" إلا بهدف "المثالثة" المطروحة منذ مدة.

وكما هرب في 13 تشرين الأول 1990 من "أرض المعركة" ومن ناسه وجمهوره، يهرب اليوم في 13 تشرين الأول 2008 من الشهداء وذويهم، ومن المسيحيين. فلم يجرؤ على تنظيم مهرجان لـ"ضيق ذات الجمهور"، وإستعاض عن المهرجان بما يشبه المحاضرة لأعضاء التيار في قاعة مغلقة. لكأن الشهداء ليس معروفاً من قتلهم وليس معروفاً من كان متفرجاً على قتلهم بـ"شماتة".

"العقل المالي"... والبترو دولار الإيراني"

بين تشرين الأول 1990 وتشرين الأول 2008، ثمة مشتركات: الرهانات الخاطئة والقراءة بـ"المقلوب" والتناقض مع الشرعيتين العربية والدولية والخروج عن الميثاق الوطني والـ"أنا".. والهروب. أما الفارق الوحيد فهو أن "العقل المالي" حاضر هذه المرة، فـ"التسعير" الإيراني مرتفع و"كاسر للسوق"، و"البترو دولار الإيراني" ضروري لـ"مراكمة" مصالح ولتمويل الانتخابات المقبلة.

لكن ما هو مؤكد ان المسيحيين بمن فيهم الجمهور الذي أعطى الجنرال كثيراً، وحتى في "التيار" نفسه، لا يلدغون من الجحر مئات المرات. فبيَن 1990 و2005، أعطى المسيحيون الجنرال تأييداً كبيراً على أساس "مظلوميته" ولم يحاسبوه على سوء التقدير.

فعلوا ذلك إيماناً راسخاً منهم بالإستقلال والسيادة. لكنهم اليوم لن يسمحوا بهذا التمادي في الإنقلاب على الثوابت المسيحية. ولن تنفع الجنرال مليارات الروبيات الإيرانية أو ما يعادلها من "الكوبونات".. والدولارات.

يسامح النظام السوري ولا يسامح مسيحياً!

أما العجيب فعلاً في زمن الحديث عن المصالحات، والمصالحة المسيحية من ضمنها، فهو ان الجنرال يرفض الإعتذار عن أخطاء الماضي الذي قدمه الدكتور سمير جعجع بصدق وشفافية ويصرّ على نبش القبور في لبنان، في حين يسامح النظام السوري عن الشهداء بلا إعتذار(!).

على أي حال، قبل سفره إلى طهران، نصّب الجنرال نفسه متحدثاً عن "ولاية الفقيه" مطمئناً المسيحيين إلى أنها "لا تمشي" في لبنان. فهل سيعود من إيران متحدثاً عنها باللغة الإيرانية، وهل سيأتي معه مترجم إيراني يحضر كل لقاءاته، بما في ذلك إجتماعات "التيار" و"التكتل"؟.

 

أوساطه تروّج للزيارة كما لو أنها "تفاهم مار مخايل" بين الحضارات

عون المكرَّم ايرانياً يقطع مع المارونية السياسية ويتبنّى "النسطورية"

المستقبل - الاحد 12 تشرين الأول 2008 - العدد 3103 - شؤون لبنانية - صفحة 2

وسام سعادة

الجمهورية الإسلامية تكرّم ثلاث سنوات من سيرة العماد ميشال عون. تكرّمه على أدائه السياسي منذ عودته إلى لبنان والمتضّح بشكل لا رجعة فيه منذ "تفاهم" 6 شباط 2006 مع "حزب الله"، مع التذكير بأن الجنرال ما كان يكلّ ولا يملّ في أيام حرب تموز وهو يوضح الفارق الشاسع بين "التفاهم" و"التحالف". بل أن الجنرال اعتبر وقتها أن ورود أي خبر حول تحليق الطيران الحربي المعادي فوق ساحل المتن الشمالي ليس إلا مؤامرة إعلامية دنيئة محاكة ضدّه وتهدف لإظهاره كـ"حليف" لحزب الله والإيرانيين.

ويذكر أن عون كان عرض في بداية الحرب وساطة يقوم بها بين الأمم المتحدة والدولة اللبنانية لإيجاد مخرج لقضية الجنديين الإسرائيليين، علماً أن الدولة اللبنانية كانت آخر من يعلم مصيرهما ومكانهما. مهمة أخرى كلّف العماد عون نفسه بها في أيام حرب تموز: نفي أن يكون "تفاهم مار مخايل" أجاز عملية "الوعد الصادق" التي شكّل الرد عليها ذريعة للحرب، والبثّ بأن البيان الوزاري هو الذي يوجب هذه العملية ويشرّعها.

نفحة من "النصر الإلهي"

مع ذلك فقد منح "حزب الله" نفحة من "النصر الإلهي" بعد الحرب إلى العماد عون، في حين جرى الترويج لنظرية "تآمر" 14 آذار على حزب الله أثناء الحرب، وتوارى الكلام الصادر قبل ذلك من طرف قيادة الحزب حول الإستعداد للمثول للمحاسبة أمام الحكومة أو عن رئيس المجلس نبيه بري حول المقاومة الديبلوماسية التي تنهض بها الحكومة ورئيسها في موازاة المقاومة العسكرية.

في تلك المرحلة ما عاد عون يضيّع الوقت في التمييز بين ماهية "التفاهم" وماهية "التحالف". رفع "التفاهم" رأساً إلى مرتبة "جبهوية" وتجسّد في "إعتصام دائم" بوجه حكومة ما كان عون يصفها بـ"اللاشرعية" يوم كان تياره خارجها وبالتالي أكثرية المسيحيين وفقاً لحساباته، لكن صار يصفها كذلك عندما استقال منها وزراء "حزب الله" و"حركة أمل" ولم تقبل استقالتهم ولا منعتهم من مزاولة المهام الوزارية بين الفينة والفينة.

هنا صار عون محط تقدير عال من المسؤولين الإيرانيين. وزير الخارجية منوشهر متكي لم يتردّد بإعلام الرئيس السوري بشّار الأسد في أواخر 2007 بأن "عون رجلنا". الفارق بين القيادتين السورية والإيرانية يكمن هنا: إسناد ظاهرة عون و"التحالف" معها أمران ضروريان بالنسبة إلى السوريين لكنهم لا يستطيعون التسامح بأي حال مع وصوله إلى الرئاسة. الإيرانيون يثقون أكثر بقدرتهم على التحكّم، ولأجل ذلك لم يمانعوا بإيصال عون إلى الرئاسة الأولى، ولو نجح 7 أيار بالمدى الذي كان مخططاً له من قبل مهندسيه في "الحرس الثوري" لكانت حظوظ عون الاسترئاسية صارت جدية، ولكانت هذه فرصته الحقيقية الأولى.. والأخيرة.

من بنت جبيل إلى طهران

لا يعني ذلك أن الإيرانيين نسوا سيرة العماد ميشال عون السابقة على "التفاهم". هم يشتهرون بنسختهم من "البراغماتية" ومن السياسة المبنية على حسابات نفعية بحت إلا أنّهم مع ذلك أيديولوجيون كفاية لكي يثير تكريمهم لظاهرة عون التي كان للرئيس العراقي الراحل صدّام حسين الباع الأكبر في تمويلها وتوجيهها بعض الحرج. كما أن الحلقة الزمنية الواصلة بين "عون الصدّامي" و"عون النجادي" هي مرحلة توّجها الجنرال بخطابه أمام الكونغرس الأميركي يوم وضع خبرته في تصرّف الحرب على "محور الشرّ" التي تمثّل ايران أحد أضلاعه وفقاً لتعريفات جورج بوش الإبن.

في آخر الأمر تبقى هذه الإعتبارات هامشية حينما يصل العماد عون إلى مطار طهران ويستقبل بحفاوة قد تفاجئه شخصياً وتعوّضه بروتوكولياً عن رئاسة فشل في الوصول إليها وبدت مضمونة له في 7 أيار.

إنما يبقى أن المسؤولين الإيرانيين ليس بمستطاعهم أن يقولوا في عون وهم يكرّموه ما قاله له النائب عن "الوفاء المقاومة" حسن فضل الله في بنت جبيل، يوم حاول إرجاع "الشراكة الوطنية" مع عون إلى سنوات قبل "التفاهم" الرسمي معه متوجهاً إليه بالإشادة "حين أعلنت على الملأ قبل التفاهم وفي المنفى أنك ستكون الى جانب المقاومة ووطنك في حال اعتدت أميركا واسرائيل، وقد صدقت الوعد مع صادق الوعد". حاول فضل الله يومها ايجاد "ما قبل تاريخ" ممهّد لتفاهم مار مخايل. لم يكتف بأن أغدق على عون نفحة من "نصر" 2006، بل أشركه أيضاً في "تحرير" 2000.

تكريم أم تمويل؟

تصرّ الكوادر المنشقة أو المطرودة من "التيار الوطني الحرّ" على أن "التمويل" وليس "التكريم" هو الطابع الرئيسي لزيارة قيادة التيار إلى طهران. في المقابل يسعى هواة النوع سواء من العونيين الذين تطوروا باتجاه اللحودية أو من اللحوديين الذين اعتنقوا العونية للقول إن الزيارة لها بعد حضاري. ميشال عون، كما يدّعون، يخاطاب القيادة الإيرانية "بإسم مسيحيي الشرق". ميشال عون يزور ايران لتوقيع "تفاهم بين الحضارات".

طبعاً هذا ينسجم تماماً مع الذهنية التي كتبت وثيقة "اللقاء الوطني المسيحي" التي أذيعت من فندق الرويال. الوثيقة اعتنقت مبدأ "الموت لأميركا" أو "محاربة الإمبريالية" واعتبرت أن رسالة مسيحيي الشرق تكمن في محاربة الطاغوت الأميركي وفي الدفاع عن الإمبراطورية الساسانية الجديدة بوجه الهجمة الآتية من الغرب.

من نسطوريوس إلى عون

بيد أن ما يحصل مع الزيارة هو أن الإفتراق العوني عن التقاليد المكونة للهوية المارونية يبلغ مداه. بل ان ميشال عون يجسد بتكريمه في ايران الخيار التاريخي الذي ما قامت المارونية في الأساس إلا كنقيض له.

تاريخياً، طائفة النساطرة هي التي تفرّدت عن باقي مسيحيي الشرق ولجأت إلى فارس بعد إدانتها في مجمع أفسوس عام 431. تعرّضوا للإضطهاد البيزنطي فأنضموا إلى الخصم. أماالموارنة فتشكلت تجربتهم في الإتجاه المعاكس تماماً. تعرّضوا هم أيضاً للحيف البيزنطي فلجأوا بدلاً من ذلك إلى الإنطواء والزهد من جهة، وإلى التطلّع بإتجاه الكنيسة الغربية يوم صار ذلك متاحاً من جهة أخرى.

والمارونية أشد الطوائف المسيحية إحياء لذكرى رجعة الصليب. عام 614 استولى الفرس على بيت المقدس وسلبوا الصليب الذي يؤمن المسيحيون منذ أيام قسطنطين وهيلانة بأنه صليب المسيح. تطلّب الأمر حرباً مقدسّة ضارية قادها الإمبراطور هرقل إلى أن استطاع تخريب عاصمة الفرس المدائن واسترجاع الصليب عام 630، وهو ما اعتبر من يومها "عيد الصليب".

ليس استرجاع هذه المحطات بقصد المناكفة. الغاية التمييز بين مسارين مختلفين تماماً بين مسيحيي الشرق. المسار النسطوري قضى بالإحتماء بكسرى. المسار الماروني كان وفياً للقيصر الذي استرجع الصليب، ودخل معه في البداية في مغامرة التقريب بين العقائد تحت مسمّى "المشيئة الواحدة" للتقريب بين عقيدتي "الطبيعة الواحدة" و"الطبيعتين" فكان أن سبّب ذلك للجماعة المارونية الأولى اضطهاداً لقيته من القياصرة التالين. مع ذلك لم تفكّر هذه الجماعة في إتباع المسلك الذمّي الأول في هذا الشرق، أي النسطورية. بَنَت الجماعة تصورها لنفسها على أساس فكرة الحرية.

ثمة اليوم من يريد تسليم صليب هذه الجماعة إلى ايران بحجة أنها الإمبراطورية الحاضنة لمسيحيي الشرق إذا ما قرّروا المواجهة مع الغرب. إذا كان ثمة بالفعل دلالات "رسالية" لزيارة عون إلى ايران "باسم مسيحيي الشرق" كما يحاول البعض الترويج فإن ذلك هو باتجاه القطع النهائي مع تقاليد المارونية بشكل عام، والمارونية السياسية على وجه التحديد، لسلوك درب يمكن تشبيهه بذاك الذي أجبر النساطرة على ارتياده. عون المكرّم من ايران ينتقل، سياسياً، من طائفة إلى أخرى

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 11 تشرين الاول 2008

البلد

كشفت مصادر مطلعة في وزارة خدماتية انها تتلقى طلبات ملحة لالغا? استملاكات في مناطق معينة لانشاء ابنية في مناطق غير مصنفة من قبل البلديات.

باشر مرشحون جولات على فاعليات ومقامات روحية لرفع الغبن عن بعض أحياء العاصمة جراء الاهمال المزمن.

ذكرت مصادر نيابية ان "اعطاء التسهيلات لاعادة تكوين المجلس الدستوري يهدف الى تجاوز الروتين الاداري.

النهار

تردد ان الأجهزة الامنية والعسكرية السورية عادت تتلقى تقارير عن الوضع في لبنان .

يسود فتور علاقات وزير حزبي في الحكومة مع غير جهة بما فيها رئيس حزبه .

تساءل وزير سابق لماذا لا تبادر ايران الى تسليح الجيش اللبناني كما تسلح " حزب الله " اذا كانت الولايات المتحدة الاميركية تماطل في ذلك ؟

السفير

كشف مسؤول حزبي أن اللقاء بين قطبين سياسيين لم يحسم الترشيحات الانتخابية في منطقة أحدهما، على الرغم من التسريبات الإيجابية في هذا المجال.

تحدث مسؤول أجنبي زار لبنان أخيراً عن سلسلة تغييرات في المنطقة ستحصل مطلع السنة المقبلة، وعلى لبنان أن يكون مستعداً لها.

اعترفت مؤسسة يدور حولها جدال بحصول خلل في أعمالها خلال العامين الماضيين، وذلك في تقرير رفعته إلى مرجع مسؤول.

طلب عدد من الوزراء إلى قيادات أحزابهم عقد خلوات للبحث في موضوع التعيينات قبل عرضها من قبلهم على مجلس الوزراء.

اللواء

تختلف تقديرات العائدين من زيارات لعاصمة معنية حول ارتياح القيادة هناك، والإشارات السلبية التي تحملها التفجيرات المتكررة على أراضيها!·

تبيّن لجهات سياسية أن الخلاف الذي يطفو على السطح بين مرجعين كبيرين مردّه إلى الخدمات التي يأملها أحدهما لتعزيز تقديماته عشية الانتخابات·

يكثّف نواب سابقون في منطقة بقاعية شهدت <تسونامي انتخابي> في الدورة السابقة الزيارات شبه الدائمة لفاعليات المنطقة استعداداً للدورة المقبلة·

المستقبل

علم ان المين العام للامم المتحدة بان كي مون سيصدر تقريره حول القرار 1559 في 21 الجاري ويناقشه مجلس الامن في الثلاثين منه .

قال وزير معني ان التشكيلات الدبلوماسية للفئة الثالثة وضعت على نار حامية, وستكون على مرحلتين الاولى قريبة جدا والثانية في مرحلة لاحقة .

اكدت مصادر مطلعة ان السفير اللبناني الجديد لدى الفاتيكان جورج خوري سيتسلم مهامه في غضون ايام خلفا للسفير ناجي ابي عاصي .

 

لبنان بين ثلاثة محاور أمنيـة تنذر بالخطر وتستنفز الأجهزة

التهديدات الاسرائيلية والحشود العسكرية والخروقات الداخلية

لقاء جنبلاط - حزب الله الاثنين ومؤتمر "طرابلس تحت الشمس" مطلع الشهر المقبل

المركزية - بين التهديدات الاسرائيلية المتصاعدة الوتيرة في اتجاه لبنان والانتشار العسكري السوري على حدوده الشمالية والشرقية من دون اغفال الخروقات اليومية الداخلية يبقى الوضع الامني محور اهتمام ومتابعة محلية واقليمية في ظل تنامي المخاوف وازدياد الهواجس من احتمال التعرّض لضربة خطيرة وكبيرة تغيّر قواعد اللعبة وتعرقل مسيرة العهد خصوصا في ضوء معلومات وصلت الى الاجهزة الامنية تشير الى امكان حصول استهدافات للساحة اللبنانية عموما وتحديدا القوات الدولية والجيش اللبناني ودور العبادة قبل نهاية العام الجاري وقد وضعت هذه الاجزة كبار المسؤولين في الدولة في صورة المعلومات واتخذت احتياطات امنية كبيرة في أكثر من منطقة يحتمل ان تشكل ارضا خصبة لانطلاق الشرارة.

اما في السياسة، فأكدت اوساط سياسية مطلعة لـ"المركزية" ان الوضع اللبناني وخصوصا في جانبه السياسي موضوع اليوم على لائحة الانتظار ريثما جلاء امرين:

الاول عودة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من زيارته الى المملكة العربية السعودية والظهور العملي لنتيجة لقائه وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والمسعى الرامي الى تقريب وجهات النظر بين المملكة وسوريا وتبادل الزيارات بين الجانبين على مستوى مسؤولي البلدين اذا كان هناك صعوبة في تحقيق المصالحة بين البلين حاليا لأن في رأي الرئيس سليمان ان في مجرد لقاء الطرفين السعودي والسوري راحة للوضع المتشنج بينهما الذي ينعكس ايضا على الساحتين اللبنانية والعربية. الثاني لقاء الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري المرتقبة عودته الى بيروت قريبا وإرساء اسس المصالحة بين الجانبين.

وترى الاوساط هنا ان الامرين مترابطين وإن نجاح احدهما يؤشر لمسار الآخر وحتى انه يمكن اعتبار الموضوعين مؤشرا واضحا لمآل المرحلة المقبلة في لبنان.

جنبلاط - حزب الله: وفيما تبدو خطوات المصالحة المسيحية - المسيحية متعثرة أقله في المدى المنظور، باعتبار ان مواقف القادة المسيحيين المعنيين بها مباشرة غير مشجعة في هذا الاتجاه ما حوّل مساعي وجهود الرابطة المارونية والنواب الموارنة عن مسارها المفترض نحو تحضير لقاء القادة في اتجاه وضع حد لتداعيات هذه المواقف، تتكثف الخطوات على خط المصالحة الدرزية - الشيعية وتحديدا حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي حيث كشفت مصادر مشاركة في التحضير للقاء المرتقب بين رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط ووفد حزب الله لـ"المركزية" ان اللقاء سيعقد بعد غد الاثنين في دارة رئيس الحزب الديموقراطي الامير طلال ارسلان وبرعايته. وأوضحت ان اللقاء سيضم عن جانب حزب الله رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد والنائبين حسين الحاج حسن وعلي عمار. وعن الاشتراكي النائب جنبلاط يرافقه الوزير وائل ابو فاعور والنائب اكرم شهيب.

وأوضحت المصادر ان حزب الله ابدى رغبته في ان يكون وفده نيابيا برئاسة رعد تماما كما حصل في لقاء قريطم وإن الاجتماع يأتي تتويجا للقاءات التي جمعت الطرفين برعاية ارسلان عقب اغتيال القيادي في الحزب الديموقراطي صالح العريضي.

واشارت الى ان البحث سيتناول في العمق وللمرة الاولى مسائل سياسية بعدما اقتصر في المرحلة السابقة على مواضيع المصالحات والتنسيق على المستوى الطالبي والشعبي. وفي جانب متصل، قال مصدر مقرّب من "اللقاء الديموقراطي" لـ"المركزية" ان "ما تقوم به في الداخل لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد لا بالنظام السوري ولا بالمصالحات مع سوريا. فأفكار وتحليلات الوزير السابق سليمان فرنجية تخصه وحده وله ملء الحرية بما يصرح به. وكل خطوات اللقاء في اتجاه المصالحات بعيدة كل البعد عن اي "خارطة طريق" اقليمية او دولية.

وأضاف: همّنا تحصين الوضع الداخلي ومنع استعمالها كساحة في ظل المتغيرات الحاصلة وترتيب البيت الداخلي وهذا ما نقوم به على المستويات كافة.

"طرابلس تحت الشمس": أما شمالا، فتتكثف الجهود لتكريس اجواء المصالحة التي عمّت طرابلس بفعل التوافق الذي تجلى بوثيقة طرابلس بمشاركة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة والنائب الحريري وفاعليات المدينة وبمتابعة من المفتي مالك الشعار الذي يتابع ميدانيا تنفيذ الخطوات العملية ومن ضمنها وفق ما اكدت مصادر شمالية لـ"المركزية" عقد مؤتمر وطني تحت عنوان "طرابلس تحت الشمس" مطلع شهر تشرين الثاني المقبل على مدى ثلاثة ايام لتعزيز المصالحة ومناقشة حاجات المنطقة على ان يتخلله نشاطات واحتفالات تظهر وجه المدينة الحضاري وانفتاحها على التطور وتركز على اهميتها كمركز استقطاب للبنانيين كافة بمختلف انتماءاتهم وطوائفهم بحيث تدحض كل الاتهامات والشائعات عن ان مدينة الفيحاء باتت مرتعا للارهاب وبؤرة للاصوليين.

واوضحت المصادر ان دعوات ستوجه الى مختلف الشخصيات السياسية والدينية الاسلامية كما المسيحية، والاقتصادية ورجال الاعلام للمشاركة في المؤتمر وتنظيم زيارات في ارجاء المدينة ومعالمها السياحية والاثرية.

 

 الرئيس سليمان التقى وزيرين سابقين ويزور السعودية غدا

وطنية - 11/10/2008 (سياسة) يتوجه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان غداً الى المملكة العربية السعودية على رأس وفد وزاري واداري واعلامي. وسيتم في خلال الزيارة اجراء محادثات بين الرئيس سليمان وخادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز ومحادثات موسعة بين الجانبين اللبناني والسعودي تتناول تعزيز العلاقات الثنائية الممتازة بين البلدين، وشكر المملكة على وقوفها الدائم الى جانب لبنان ومساعدتها له على كل المستويات. كما يتناول البحث الشؤون العربية والعلاقات بين الدول العربية وسبل تعزيز التضامن العربي. واستقبل الرئيس سليمان في بعبدا اليوم كلا من الوزيرين السابقين عاصم قانصو وموريس صحناوي وعرض مع كل منهما للتطورات الراهنة.

 

 

هل بدأت حرب الاستخبارات الوقائية والعملية بين "حزب الله" والنظام السوري؟

الشراع/"حزب الله" اتخذ تدبيراً عاجلاً بمنع إرسال أي من قياداته للقاء مسؤولين أمنيين في دمشق، كما منع إرسال عناصره للتدريب في إيران عن طريق سوريا حتى لا يعرِّضهم للخطر، وهو يهيىء الترتيبات الإدارية لإرسال هؤلاء عن طريق مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، استناداً إلى الغطاء الذي يوفره رئيس جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير للحزب، فضلاً عن إمكانية اعتماد طائرات شارتر (خاصة) لنقل مَنْ يريد إلى طهران لتجاوز المرور البرِّي في الأراضي السورية. من جهة اخرى، يعمل "حزب الله" بشكل سرِّي على إعادة تجهيز مرفأ الاوزاعي جنوبي بيروت لإعادة استخدامه في إيصال الأسلحة المرسَلَة إليه من طهران، لكنه يخشى تحرّك البحرية الالمانية المكلّفة حماية الساحل اللبناني وفق القرار 1701، كما أنه يخشى استخدام مرفأ صور القريب من متناول النيران الصهيونية ودوريات البحر الإسرائيلية. تدابير "حزب الله" الوقائية يبدو لا رجعة فيها في مواجهة مخاطر النظام السوري ضدّه، حيث يحمِّله الحزب مسؤوليّة اغتيال مسؤوله الأمني عماد مغنية في دمشق يوم 12/2/2008، كما يحمِّل الحزب نظام الأسد مسؤولية تسليم لائحة بأسماء خلايا أمنية للحزب في بلدان افريقية وأميركية لاتينية وأوروبية كانت كامنة للقيام بعمليات ضدّ مصالح إسرائيلية في حال بدأت حرباً ضد إيران، فضلاً عن أنّ الحزب سحب قيادات التنسيق الأمني مع الحرس الرئاسي السوري، بناء على نصيحة ايرانية، لأنّ دمشق لم تعد مكاناً آمناً لهم، في حين تعتقد مصادر سورية رسمية انّ الحزب مسؤول عن عمليات أمنية تجري في سوريا ولا يعلن عنها، حرصاً على هيبة النظام ومنعاً لتدهور العلاقة مع الحزب إلى نقطة اللاعودة، في ظلّ انغماس نظام الأسد في عملية واسعة تحمل عنوان تحسين السلوك، بما يعنيه في المفهوم الغربي - الصهيوني، مواجهة السلفية الإسلامية السنّية والشيعيّة، والتي قد تطال اغتيال قياديين معروفين في "حزب الله" في لبنان، كما اغتيال قيادات في حركات سلفيّة سنّية في شمالي لبنان بما يخلق حالة فوضى وتسيُّب أمني تعتمدها دمشق ذريعة للتدخل العسكري في لبنان.

مصادر سياسية مطلعة تؤكد انّ أي دخول عسكري سوري إلى لبنان سيكون هذه المرّة مقتصراً على المواجهة الحاسمة مع التيّارين السفليَِّين السنّي والشيعي، وأنّ هذا ما يسعى نظام دمشق للترويج له مع رئيس فرنسا نيكولا ساركوزي، لإيصال الرسالة إلى أميركا وإسرائيل للسماح له بالعودة إلى لبنان.

المصادر نفسها تتحدّث عن انّ اسرائيل لا تُمانع مطلقاً في عودة نظام الأسد إلى لبنان، لكن أميركا وحدها تمانع هذا الأمر حتى الآن.. بعد أن كانت فرنسا في عهد الرئيس جاك شيراك ضدّ هذا الأمر مطلقاً.. بل كان شيراك هو صاحب البادرة، في إصدار القرار 1559 في إيلول / سبتمبر 2004 بعد أن كان اتفق عليه مع الرئيس جورج بوش خلال لقائهما في حزيران / يونيو من العام نفسه.. أمّا ساركوزي فهو يتبنّى وجهة نظر إسرائيل في هذا الأمر، لكنه يحرص على إلا يُغضِب الأميركيين، وهو يعتقد جازماً أنّ أميركا ستميل يوماً إلى رؤيته لمواجهة السلفيّة الإسلاميّة السنّية والشيعيّة خاصة في لبنان.

 

سماحة ووهاب وقنديل يعاونون غزالة بإدارة الانتخابات في لبنان

الشراع/ذكرت مصادر سورية ان الرئيس السوري بشار الأسد شكل فريق عمل سورياً - لبنانياً، يضطلع بمهام أمنية وإعلامية وسياسية، برئاسة اللواء رستم غزالي، أطلق عليه تسمية "لجنة الانتخابات النيابية في لبنان" وان غزالة استعان بالفريق الذي كان يعتمد عليه "سياسياً" في لبنان، حيث أشرك النائب السابق ناصر قنديل بصفة مستشار، كما عين الوزير السابق ميشال سماحة معاوناً أول له، والوزير السابق وئام وهاب معاوناً لسماحة. وأشارت التقارير إلى ان اللجنة التي تضطلع بمهمات أمنية وإعلامية وسياسية، تضم وجوهاً إعلامية محسوبة كلياً على غزالة، على أن تتم الاستعانة من خارج "الإطار المكشوف" بمجموعة من الصحافيين ممن يتولون مهمات أساسية في صحفهم وأيضاً بعض الكتبة المخبرين الذين تربوا على أيدي جميل السيد.

ومن مهمات هذه اللجنة، وفقاً للمصادر، اقتراح الشخصيات الواجب تعويمها والاطلاع على استطلاعات الرأي، وتوجيه ضربات موجعة إلى شخصيات الرابع عشر من آذار/مارس في المناطق التي تظهر فيها قوتها. ومن المهام التي بدأت اللجنة تنفيذها، السعي إلى شل إعلام قوى 14 آذار/مارس من خلال توجيه تهديدات جدية إلى من تعتبرهم مؤثرين في هذا المجال، وإعادة تعويم ملف "الأصولية السنية" بحيث يطغى كلياً على الوجه المعتدل لـ "تيار المستقبل"، الأمر الذي من شأنه أن يرتد سلباً على موقع قوى 14 آذار/مارس عند المسيحيين ويعيد تعويم وضعية العماد ميشال عون المصابة بكثير من الانهيارات، إضافة إلى إدارة حملة تهويل تصيب الناخبين في مناطق محسوبة على الغالبية، من خلال الادعاء بأن الجيش السوري عائد إلى لبنان بين ليلة وضحاها.

 

سكان الليلكي- الضاحية الجنوبية يعتدون على القوى الأمنية لمنعها من أعتقال مروجي مخدرات

توقيف مروجي مخدرات في منطقة "الليلكي" - الضاحية الجنوبية

صدر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي - شعبة العلاقات العامة، البلاغ التالي:

"نتيجة للاستقصاءات والتحريات المكثفة عن قيام أشخاص بترويج مخدرات في منطقة الضاحية الجنوبية، تمكنت دورية من مكتب مكافحة المخدرات المركزي في محلة الليلكي، بناء لإشارة القضاء المختص بتاريخ 10/10/2008، من توقيف كل من: ح . ح. (مواليد 1990) وح . ر. (مواليد 1991) لبنانيان. كما ضبطت بحوزتهما كمية من المخدرات عبارة عن: 9,6 غرامات من بودرة الكوكايين، 53 غراما من حشيشة الكيف، 8 غرامات من مادة باز الكوكايين، وذلك رغم تجمهر عدد من الناس أثناء عملية توقيفهما، في محاولة لعرقلة عمل الدورية ومساعدتهما على الهرب، مما اضطر العناصر إلى إطلاق النار في الهواء تحذيرا وتفرقتهم.

التحقيق جار بإشراف القضاء المختص".

 

اسرائيل لليونيفيل: استعدوا لتسلم الجزء اللبناني من الغجر

وكالات/ بلّغت القيادة العسكرية الإسرائيلية قيادة "اليونيفيل" الاستعداد لتسلم الجزء الشمالي من بلدة الغجر قبل نهاية شهر تشرين الأول الحالي.

ونقلت "السفير" عن مصادر دبلوماسية أجنبية في بيروت ان "اليونيفيل" أنهت على الورق خطة انتشار عسكرية ـ مدنية في الجزء الشمالي من الغجر وهي تنتظر فقط تحديد ساعة الصفر. وعلم ان الجانب العسكري الإسرائيلي ابلغ الجانب الدولي أنه فور تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة تسيبي ليفني، سيصار إلى تحديد موعد الانسحاب من الغجر. وقد أطلع القائد العام لقوات "اليونيفيل" في الجنوب اللبناني، الضابط الايطالي كلاوديو غراتسيانو، سفراء الدول المشاركة في القوات الدولية، على تفاصيل موضوع الغجر والانتشار الدولي في منطقة جنوب الليطاني. واوضح غراتسيانو خلال اللقاء المغلق، الذي عقد قبل أيام قليلة، في مقر "اليونيفيل" في بئر حسن في بيروت أن لا توقعات باندلاع الحرب مجددا في الجنوب "لكن الوضع يمكن أن ينفجر في أي لحظة نتيجة حادث ما". ويذكر ان قرية الغجر تقع على "الخط الازرق" الذي حددته الأمم المتحدة في حزيران من العام 2000 بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي من جنوب لبنان. ويقطع "الخط الازرق" قرية الغجر السورية في وسطها ويقسمها الى شطرين شمالي يقع تحت السيطرة اللبنانية وجنوبي يقع تحت الاحتلال الاسرائيلي. ويحيط سياجا بالقرية من جهة هضبة الجولان وفيه ثلاث بوابات هي عبارة عن حواجز عسكرية اسرائيلية فيما القرية مفتوحة من الناحية الشمالية باتجاه الاراضي اللبنانية

 

سليمان للوزراء: الانتشار السوري على الحدود يأتي ضمن القرار 1701

بحث مجلس الوزراء في جلسة عقدها في قصر بعبدا موضوع الانتشار السوري على الحدود مع لبنان، فأوضح رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي ترأس الجلسة أنه أجرى سلسلة اتصالات بهذا الشأن ابرزها كان مع الرئيس السوري بشار الأسد الذي أكد له ان الانتشار السوري يأتي ضمن الترتيبات اللازمة لمنع التهريب، ووفق ما تم الاتفاق عليه في القمة السورية اللبنانية الأخيرة وضمن مندرجات القرار 1701. الى ذلك قرر مجلس الوزراء في جلسته مساء الجمعة التعامل مع التهديدات الاسرائيلية الخطيرة بجدية كبيرة ومواجهتها بالتضامن الوطني، وبتحميل الأسرة الدولية مسؤولياتها.

وبحث مجلس الوزراء في جلسته التي امتدت الى قرب منتصف الليل، الانتهاكات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية في مركز العباد، وفي التصريحات الاسرائيلية الخطيرة التي تهدد بتدمير لبنان وضرورة التعامل معها بجدية كبيرة وعلى كل الصعد، ومواجهتها بالتضامن الوطني، وبتحميل الأسرة الدولية مسؤولياتها. وسوف يوجه الرئيس السنيورة باسم مجلس الوزراء، كتابا الى الأمين العام للأمم المتحدة بهذا الشأن. وكرر سليمان قوله ان لبنان يعتبر التهديدات بمثابة اعتداءات. ثم ناقش مجلس الوزراء مختلف البنود المدرجة على جدول اعماله، واتخذ القرارات المناسبة بشأنها، لا سيما احالة مسألة تمديد المهل للمقالع والكسارات حتى آخر السنة الى المجلس الوطني للمقالع والكسارات عوض وزارة الداخلية التي درجت على تمديد المهل لذلك. وفي ما يتعلق بمراسيم زيادة الاجور وبدل النقل في القطاعين العام والخاص، علمت "النهار" ان هذه المراسيم ستصدر خلال 48 ساعة بعد ورود مطالعة مجلس الشورى عن القرارات التي سبق لمجلس الوزراء ان اتخذها الشهر الماضي وتاليا لا داعي الى عرضها مجددا على مجلس الوزراء. واثيرت في الجلسة قضية الصحافيين الاميركيين اللذين اختفيا في لبنان ثم ظهرا في سوريا، فتبين ان وزير الداخلية زياد بارود تلقى اتصالا من نظيره السوري اعلمه فيه بالعثور على الصحافيين بعد يومين من دخولهما الاراضي السورية.

 

عون يشيد بدعم ايران في الحرب ... ثم الإعمار

موقع تيار المساقبل/تبنّى مجلس الوزراء ما اعلنه رئيس الجمهورية ميشال سليمان، نقلا عن نظيره السوري بشار الاسد، ان الانتشار العسكري السوري يهدف الى "منع التهريب وتطبيق القرار 1701". من ناحيته، رأى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة أنّ تنسيب الإنتشار السوري الى القرار 1701 "يستدعي أن تتخذ التدابير الشاملة على طول الحدود اللبنانية ­ السورية، وأن يجري تنسيق عسكري وأمني بشأن تلك التدابير".

أمّا وزير الداخلية زياد بارود فتحدث في الجلسة عن الجهود المبذولة لضبط الحدود من الجانب اللبناني، وعن الاجراءات التي لا بدّ من اتخاذها وصولاً الى مرحلة ترسيم الحدود اللبنانية ­السورية، مؤكداً "إلتزام لبنان متابعة تقرير البعثة الدولية لتقصّي أوضاع الحدود، وتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته.

وزراء 14 آذار تناوبوا على الكلام في مسألة الحشود السورية، متوقّفين بشكل خاص عند الحملة الإعلامية السورية المواكبة والتي تتحدث عن "الإرهاب في الشمال"، مثيرين توسّع دائرة الحشود باتجاه الحدود في منطقة البقاع. وأكدوا انّ إتفاق الطائف يشكّل مرجعية العلاقات اللبنانية ­ السورية، واستنكر بعضهم "الاستداعاءات السياسية الى دمشق"، في اشارة الى الزيارات المبرمجة لجهات معينة الى العاصمة السورية. وطالبوا بإحترام سوريا إلتزامها بالقرار 1701.

وكان وفد من الأمانة العامة لقوى 14 آذار التقى الرئيس السنيورة قبل الجلسة، وقد أكّد منسّق الأمانة العامة النائب السابق فارس سعيد أنّ "هدف الزيارة رفع اللغط الذي يسود عقول اللبنانيين من خلال المعلومات المتضاربة عن موضوع الحدود اللبنانية ـ السورية والطلب من الحكومة اللبنانية اخذ الاجراءات والتدابير اللازمة من اجل ضبط هذه الحدود". ورداً على سؤال عن معلومات صحافية سورية تفيد ان لا علاقات دبلوماسية لبنانية - سورية قبل زيارته الى دمشق قال السنيورة: "لا علم لي بهذا الكلام لم اقل يوما على الاطلاق انني لا اريد زيارة دمشق ولقاء المسؤولين، لكنني انتظر دعوة رسمية، فالعلاقات اللبنانية - السورية لا يمكن ان تنتظم الا بالتلاقي".· واشار الى انه يجب التوقف بشكل ايجابي عن الكلام الذي قيل عن انتشار القوات - السورية انسجاماً مع القرار 1701.·

بري يربط بين مخيمات لبنان وسوريا

"وكالة الأنباء المركزية" نقلت عن أوساط رئيس مجلس النواب نبيه برّي "الخشية من خروج الوضع الأمني في لبنان عن ضوابطه وخصوصا في الشمال حيث يشهد الوضع اهتزازا وانعدام استقرار". كما نقلت عنه أن الإجراءات السورية "ضرورية لقطع دابر المخلين بأمن البلدين ولا بد أن تقابلها اجراءات مماثلة من الجانب اللبناني بالتنسيق الكامل والفاعل لئلا تبقى مخترقة وتشكل تهديدا على سلامة لبنان وسوريا". كما تناول برّي "ظهور مؤشرات على تفلت الوضع الأمني في المخيمات الفلسطينية على امتداد المساحة الجغرافية للبنان" رابطاً ما يجري في عين الحلوة بالإشتباكات التي وقعت في مخيم اليرموك بجوار دمشق.

الحشود السورية الى انحسار؟

صحيفة "المستقبل" ذكرت أن المعلومات الواردة دحضت علاقة الحشود السورية بـ"مكافحة التهريب" نظراً لإستمرار العبور المكثف للبغال والسيارات في الأماكن المعنية به، واستمرار تهريب المازوت والغاز والإسمنت وبعض المواد الغذائية.

مصادر أمنية أبلغت الى صحيفة "اللواء" أن المراقبة الدولية اللصيقة لإنتشار قوى من الوحدات الخاصة في الجيش السوري عند الحدود مع لبنان، والمواقف الفرنسية والأميركية والمتشددة في مراقبة هذا الإنتشار وفي ابقائه على طابعه الدفاعي، دفعت القيادة السورية الي اعادة النظر في حجم القوات المنتشرة.

وأوضحت المصادر أن احد أقمار التجسس الأوروبية الذي سبق ان رصد قبل نحو أسبوعين نشر ما بين 10 الى 12 ألف عسكري عند الحدود مع لبنان، اظهر في رصده الأخير قبل 3 أيام ان هذه القوات تقلص عديدها الى ما بين 5 و 6 آلاف، وبيّن أيضاً أن طبيعة الانتشار ليست هجومية، بعد سحب عدد من المدرعات العسكرية الثقيلة والدبابات والمدفعية.

 

عون في طهران نكاية بأميركا

لبنان الآن/أكد العماد ميشال عون لـصحيفة "الأخبار" نبأ زيارته لإيران التي تبدأ غداً الأحد وتستمر أسبوعاً، ورأى أن إيران هي "القوة الإقليمية الوحيدة الواقفة على قدميها، ولها علاقات وطيدة مع قسم كبير من اللبنانيين"، وأن زيارته لها لشرح الوضع اللبناني وتطوراته، وقال: "نحن في حاجة إلى صداقة إيران وكل القوى الرئيسية في الشرق الأوسط، لأنها امتداد لنا. وكذلك إلى دعمها في موقفنا من القضية الفلسطينية وحق العودة للفلسطينيين ورفض توطينهم في لبنان"، مشيداً بدعمها خلال حرب تموز ومساهمتها في إعادة الإعمار.وأوحت مصادر مقرّبة من عون لصحيفة "المستقبل" بأن الزيارة هي للرّد على تجاهل مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ديفيد هيل للرابية ضمن جدول زياراته على القيادات اللبنانية، مفسّرة زيارة هيل للوزير السابق ايلي الفرزلي في هذا الإطار.

خلاف عون وفرنجية

وفي وقت يطالب فرنجية بحضور عون المصالحة مع "القوات اللبنانية" ذكرت صحيفة "السياسة" الكويتية أن خلافاً عميقاً يدور سراً بين فرنجية وعون بسبب التباين في قضية الترشيحات الانتخابية بعد أن حسم فرنجية تحالفاته في قضاء زغرتا وأقفل لائحته بالوزير السابق اسطفان الدويهي وسليم كرم, ليقطع الطرق على عضو القيادة في "التيار" المقرب من العماد عون العقيد المتقاعد فايز كرم.

وأضافت ان فرنجية حاول استرضاء العماد عون بتبني ترشيح كرم عن المقعد الماروني في طرابلس, إلا أن ذلك لم يفلح في تسوية الخلافات التي تتفاعل في أوساط قيادة وكوادر "التيار الحر" في زغرتا والشمال ضد فرنجية. وكشفت أن الاجتماعات التنسيقية التي كانت تعقد على مستوى اللجان بين "المردة" و"التيار" توقفت بسبب الخلاف الانتخابي, مشيرة الى ان استمرار الخلاف سيفضي إلى مشكلة كبيرة للفريقين في مناطق عديدة خصوصاً في الكورة والبترون وعكار.

المصالحات

في هذا الوقت تستمر مسيرة المصالحات بإعلان الوزير طلال أرسلان عن لقاء قريب بين النائب وليد جنبلاط وقيادة حزب الله، برعاية الحزب الديموقراطي في خلدة. وأفادت مصادر قريبة من حزب الله صحيفة "الأخبار"، أن اللقاء سيعقد مطلع الأسبوع المقبل، وذكرت أن وفد حزب الله سيكون نيابياً برئاسة النائب محمد رعد، مثلما حدث في قريطم الشهر الماضي. وعما إذا كان اللقاء سيمهد لاجتماع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بجنبلاط، قالت المصادر إن "هذا أمر غير معلوم"، مضيفة أن الأمر يتوقف على النتائج التي سيخرج بها لقاء رعد ـــــ جنبلاط في خلدة.

الرئيس أمين الجميل أشار إلى أن "كلام أحد مسؤولي حزب الله أخيراً بشأن المصالحة المسيحية هو نوع من التدخل في شؤون الطائفة المارونية وعنصر إعاقة لمسيرة المصالحة المسيحية". أما النائب أنطوان أندراوس، فاتهم النظام السوري بأنه "الذي وضع فرامل للوزير السابق سليمان فرنجية للحد من الاندفاعة نحو المصالحة دون إغفال وجود دور في العرقلة للتيار الوطني الحر وحزب الله".

 

شمعون لموقع "القوات": زيارة عون لطهران قد تكون للحصول على الدعم الايراني في الانتخابات

شدد رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" دوري شمعون على ان "التدخل الايراني في الشؤون اللبنانية أمر مرفوض، وهذا التدخل واضح وهم يصرّحون به علناً "، مشيراً إلى ان" ايران تسعى جاهدة ونحن على أبواب انتخابات نيابية أن يكون حلفاؤها منتصرون"، معرباً عن اعتقاده أن "زيارة النائب ميشال عون إلى طهران قد تكون في هذا الاطار وللحصول على الدعم الايراني في الانتخابات". شمعون، وفي حديث إلى موقع "القوات اللبنانية" الالكتروني، سأل عن مغذى الحشود السورية على الحدود مع لبنان، فاعتبر أنه " اذا كانت الحشود السورية هدفها كما أعلنت القيادة السورية تطبيق الـ1701، فلماذا لا تمتد هذه الحشود إلى الحدود المتبقية مع لبنان وعلى كافة المعابر غير الشرعية؟". ورأى ان" تمركز القوات الخاصة السورية على الحدود هو لمنع أي تسرب للأصوليين الموجودين في طرابلس إلى سوريا وخلق فوضى داخلها لأن العهد خائف على نفسه". وأكد شمعون ان " النظرة الدولية تجاه لبنان لم تتغير، وبالنسبة إلى الفرنسيين والأميركيين فإن موضوع استقلال لبنان هو موضوع ثابت ولا لبس فيه"، مشدداً على ان" أي تدخل سوري في لبنان سيواجه من قبل المجتمع الدولي وسيكون ضد المسار الذي تتوجه اليه المنطقة"، مشيراً في الوقت ذاته إلى ان" قابلية النظام السوري تجاه لبنان لم تتغير".

 

نبيل نقولا مدافعاً عن الجنرال و مهاجاً قريطم : عون يصطجب معه الى ايران الأستقامة و الشرف !

موقع 14 آذار/مبرراً و مدافعاً عن زيارة معلمه الى ايران هذا ما قاله النائب العوني نبيل نقولا :

القى النائب نقولا كلمة في عشاء التيار الوطني الحر في كفرشيما واشار فيها الى "انه بالرغم من الاحباط والصعوبات، فاننا نستمد القوة منكم، وفي هذه الليلة نتذكر شهداءنا وايضا الذين اعتدوا على لبنان الكيان والوطن، وسيبقى لبنان حرا وسيدا، رغم كل الحروب والضغوط، فبلدة كفرشيما هي نقطة التقاء لكل لبنان وطوائفه".

اضاف: "مع قرب زيارة النائب ميشال عون الى ايران بدأت الحملات ضده، انما في زيارته فهو يصطحب معه الاستقامة والشرف ولا يأخذ ولا يتلقى تعليمات من اي سفارة. نريد ان نبني وطنا لا ان نكون عملاء، ويدنا ممدودة لاهلنا داخل الوطن، وعلى المواطن ان يحصل على حقوقه من العدالة والطبابة من الدولة، لا من نائب او وزير او من قريطم". وختم النائب نقولا: "ان التقسيمات التي حصلت اعطت كل الطوائف حقها في التعبير عن انتمائها في شكل عادل، انما عندما شرعنا في التصويت على الشق المتعلق بالاصلاحات لمنع الرشوة والفساد لم يبق مع بند الاصلاحات سوى نواب كتلة التغيير والاصلاح".

 

 أبو جمرا يتطاول على المملكة العربية السعودية لتغطية زيارة عون الى ايران

موقع 14 آذار/اعتبر نائب رئيس الحكومة اللواء عصام أبو جمرا في حديث للـOTV أن "الدعم السعودي للبنان يكون بمساعدته وليس بشرائه"، وقال إن "بإمكان المملكة أن تدخل الى كل بيوت اللبنانيين من خلال مساعدتها له في تأمين الكهرباء ومنع الارهابين من الوفود الى لبنان، ودعمه في منع توطين الفلسطينيين على أراضيه". وأضاف نتمنى أن تساعد المملكة السعودية جميع اللبنانيين، لا جزءاً محدداً منهم.

 

من إنجازات الصهر المعجزة

 الشراع / أفاد وزير الاتصالات العبقري جبران باسيل، في لقاء عقده مع الصحافيين، أنّه رَصَدَ 65 جهازاً خاصاً للتشويش على عمل محطات الإرسال الخاصة بشبكتَي الهاتف الخلوي. مصادر مطلعة أفادت بأنّ باسيل طلب من الأجهزة الأمنية إجراء بحث دقيق عن عدد أجهزة التشويش في بيروت والمناطق وتحديد مواقعها بدقة، حيث كانت النتيجة التي أُفيد بها رسمياً هي وجود 73 جهازاً خاصاً للتشويش في منطقة بيروت الإدارية وحدها و112 جهازاً في منطقة بيروت الغربية.

المصدر الأمني استغرب إغفال باسيل ذكر وجود الثماني محطات في بيروت وتساءل هل يمكن أن يكون هذا العدد هو نفسه عدد محطات التشويش التابعة لحزب الله في منطقة بيروت الغربية؟، كما استغرب المصدر إلقاء باسيل اللوم على الأجهزة المتواجدة في منطقة بيروت فقط وإغفاله ذكر الأجهزة التي رُصِدَت في منطقة الضاحية الجنوبية والتي تبلغ حوالى ضعف العدد المتواجد في بيروت والتي تؤثر على عمل أجهزة الإرسال التابعة لشركتي الخلوي، ليس فقط في الضاحية الجنوبية بل ايضاً في مناطق بيروت والجبل والضاحية الشمالية والمتن، لأنّ هذه الاجهزة قادرة على التشويش وتعطيل الإشارات اللاسلكية كافة ومن أي نوع كان من مسافة تتراوح بين 10 و 15 كلم.

 

 اين هي ملايين الدولارات التي حولها عون الى حسابه الشخصي في فرنسا؟

الرسالة/سلسلة من الاحباطات والهزائم مني بها ميشال عون، وكان آخرها اقرار قانون الانتخاب في مجلس النواب من دون الأخذ بتهديدات عون من انه سينسحب من الحوار في حال اقر المجلس المادة التي تتيح لرؤساء البلدية الترشيح للانتخابات النيابية. فتمت اقرار هذه المادة رغم أنف ميشال عون.

هذه الاخفاقات والهزائم المتكررة دفعت ميشال عون الى تركيز سهام هجومه الحاقد على المرجع السياسي للطائفة السنية في لبنان اي على مقام رئاسة الحكومة.

فاطلق سلسلة من الشتائم بحق رئيس الحكومة فؤاد السنيورة واتهمه بالسرقة .و جاء الإتهام خلال عشاء اقامته هيئة الاطباء في "التيار الوطني الحر" قائلاً: "هذا المجتمع سائر نحو الانهيار التام ويجب العودة الى القواعد الخلقية. لا نستطيع ان يتعاطى بعضنا وبعض بالكذب والاحتيال والنميمة والقدح والذم وتزوير الحقيقة والتضليل الاعلامي. لا نستطيع ان نتعاعطى مع رئيس حكومة سارق الخزينة".

 

بيضون: الانتشار السوري دون انتشار لبناني امر معيب

تلفزيون الجديد/دعا الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون الحكومة الى حماية امن لبنان، معتبراً ان "الانتشار السوري على الحدود من دون انتشار لبناني امر معيب وشاذ ويجب ان يحدد" . و طالب "بتسليح الجيش وتطويره بزيادة عديده وعتاده ووضع خطته الإستراتيجية الدفاعية الواضحة للتصدي لأي خطر" مؤكدا على "أهمية إنخراط عناصرالمقاومة في الجيش للدفاع عن الوطن". واشار الى ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان "يعمل على اعادة العلاقات بين لبنان وسوريا الى علاقة بين دولة ودولة" ، مشددا على "ضرورة مساعدة سليمان في توجهاته لاعادة البلد الى اصول اتفاق الطائف الذي اسيء اليه في إتفاق الدوحة واعادة البلاد الى الخلف عشرات السنوات من اجل مكاسب سياسية"، وأضاف " يعتبر قسم من السوريين أن لا دولة ستبنى في لبنان وأنه سيظل الأخير تحت الوصاية السورية " .

واعتبر بيضون ان "استعمال "حزب الله" السلاح في أحداث 7 ايار الماضي خطأ فادح ،اذ جعل النظرة اللبنانية والخارجية تتغير، وأن الخاسر الاكبر في ايار هو الجيش اللبناني والدولة اللبنانية التي فقدت هيبتها". ورأى بيضون أن " إذا ربح حزب الله الإنتخابات النيابية, قد تتغير العلاقة بين إسرائيل و لبنان جزريا أو يتجه الأخير لعزلة سياسية كوضع غزة"، داعيا فريقي "8 و 14 اذار" الى "التراجع عن التكتلات السياسية من اجل الوطن، لان التجربة في لبنان اثبتت ان لا فريق يستطيع حكم البلد بمفرده". وأشار الى ان "المعركة الانتخابية المقبلة رغم وضوح نتائجها في بعض المناطق الا انها ستحتدم في مناطق عدة لتحديد وترجيح الفريق الفائز". ورأى بيضون أن "زيارة عون الى إيران مفيدة وجيدة وموقف إيران إيجابي إذا كان الحديث عن مساعدة الدولة اللبنانية و الدول العربية بوجه إسرائيل و ليس عن الأقليات ومساعدة فريق على حساب السنة فسيكون قتل للدولة والسنة وهذا شىء مرفوض" . و أكد "عدم وجود نية سورية بالعودة الى لبنان ولا حرب إسرائيلية خصوصا في ظل المفاوضات الإسرائيلية - السورية "

 

واشنطن تعرب لدمشق عن امتعاضها من سجن صحافيين اميركيين

 ا .ف .ب/اعربت الولايات المتحدة الجمعة للسلطات السورية عن امتعاضها لاعتقال صحافيين اميركيين في سوريا لعدة ايام من دون ابلاغ الحكومة الاميركية بذلك.

ومع ذلك, اعربت وزارة الخارجية الاميركية عن ارتياحها لكون الصحافيين تايلور لوك وهولي شميلا سالمين و"يبدوان بصحة جيدة", حسب ما اعلن المتحدث غوردون دوغويد. وقد سلمت السلطات السورية الصحافيين الى السفارة الاميركية في دمشق صباح أمس الجمعة وقد انتقلا الى الاردن.

وقال دوغويد "لقد ابلغنا الحكومة السورية عن قلقنا حيال اعتقال اميركيين اثنين لايام عدة ولكون السوريون لم يبلغونا بذلك". وبالرغم من ان دمشق لم توقع اتفاقا مع الولايات المتحدة يلزمها بابلاغ السلطات الاميركية بهذه الحالة, "فانهم خيرا فعلوا بابلاغنا بانهم يعتقلون مواطنينا وحل هذه المسألة باسرع وقت ممكن".

وكان الصحافيان الاميركيان اكدا في عمان انهما تعرضا "للاختطاف" من قبل سائق سيارة اجرة في شمال لبنان ادخلهما الى الاراضي السورية. ونقلت صحيفة "جوردان تايمز" الصادرة باللغة الانكليزية عن الصحافي تايلور لاك (23 عاما) الذي يعمل في الصحيفة, وهولي شميلا (27 عاما) التي انهت تدريبها مؤخرا فيها, قولهما "لقد تم اختطافنا". واضافت الصحيفة نقلا عن المواطنين الاميركيين اللذين عادا الى الاردن فجر أمس الجمعة انهما "لم ينويا مخالفة اي قانون وانهما اختطفا وادخلا بالقوة الى الاراضي السورية".

 

ارسلان: لقاء بين جنبلاط ووفد من حزب الله الاسبوع المقبل

 صوت لبنان/كشف رئيس "الحزب الديموقراطي" وزير الشباب والرياضة طلال ارسلان عن لقاء سيعقد في خلدة الاسبوع المقبل بين قيادي من "حزب الله" والنائب وليد جنبلاط وفي حضور ارسلان. واكد ارسلان في حديث إذاعي ان "ما بدأناه في ايار فتح صفحة جديدة للحوار الهادف لكي يعيد الحياة السياسية الى طبيعتها تحت عنوان "حق الاختلاف وليس الخلاف". ورأى ان "الوضع قبل السابع من ايار كان بمثابة عصفورية اما اليوم فإن الوضع يسير في الاتجاه الصحيح".

ووصف الاقدام على المصالحة بالخطوة الجريئة والشجاعة ولكن الهام ان يستمر ويعمم وينقل الى القواعد للتوحد. مشدداً على ان "حق التنافس مشروع ومصلحة البلد الوطنية يجب ان تكون فوق كل اعتبار". واعتبر ارسلان ان لبنان بات مكشوفاً امنياً ومخابراتياً معتبراً ان "سلسلة الجرائم التي حصلت في لبنان هدفها واحد وهو طرد مبدأ التصالح".

 

لبنان يخوض معركة احتكار الحمص والتبولة

موقع تيار المستقبل/ترتسم في الافق معالم معركة جديدة بين لبنان واسرائيل اللذان يعتبران في حالة حرب, لكن هذه المرة حول التبولة والحمص واطباق لبنانية اخرى تطالب بيروت بحق ملكيتها الفكرية. وأكد رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين فادي عبود أن" العالم يعرف اجمع ان الحمص والتبولة طبقان لبنانيان مثلما هي جبنة الفيتا حكر على اليونانيين". واضاف "من الظلم ان يكون الحمص معروفا في العالم على انه طبق اسرائيلي او يوناني". وتابع "هذا الطبق على غرار اطباق اخرى مثل التبولة لبناني ويجب ان يسجل على هذا النحو". واوضح ان الجمعية تنوي ان تطلب من الاتحاد الاوروبي تسجيل اسماء بعض الاطباق على انها "لبنانية". وعرض مشروع قانون على البرلمان اللبناني لحماية اسماء بعض المناطق الجغرافية الخاصة بلبنان لكي لا يتم تسويق منتجات تحت اسماء مدينة او منطقة ما. من جهته قال العضو في جمعية الصناعيين رامز ابي نادر "ما يثير الاستياء مع اسرائيل هو انها تسوق الحمص على انه منتج اسرائيلي تقليدي في حين من الواضح انه طبق لبناني". واضاف "ما يقومون به يضلل المستهلكين لان الحمص كلمة عربية وليست عبرية وكل العالم يعرف ان التبولة لبنانية".

والحمص طبق يمزج فيه الحمص المطحون والطحينة وزيت الزيتون وعصير الليمون الحامض والثوم فيما التبولة سلطة مفرومة فرما ناعما من البقدونس والبرغل والبصل والبندورة. والطبقان على غرار اطباق لبنانية اخرى مثل البابا غنوج, او متبل الباذجان, يلقيان رواجا كبيرا في اسرائيل وانحاء العالم.

ويقول عبود وابي نادر ان لبنان يخسر ملايين الدولارات كارباح فائتة بسبب تسويق وبيع هذه الاطباق في العديد من الدول بدون ان تنسب الى لبنان. ويضيفون ان هذه القضية مشابهة لقضية جبنة الفيتا اليونانية التي بت فيها القضاء الاوروبي عام 2002 عبر اعتبارها يونانية حصرا. و إعتبروا انه" كما نجحت فرنسا واسكتلندا في حماية تسميات المناطق الجغرافية للشمبانيا والويسكي فانه على لبنان القيام بتحركات مماثلة لحماية الملكية الفكرية لاطباقه".

ويعتبر مؤسس سوق الطيب للمنتجات في بيروت كمال مزوق انه "من غير المعقول تسويق التبولة والحمص على انهما طبقان غير لبنانيين". وأضاف "حين نتحدث عن ايطاليا اول ما نفكر فيه هو البيتزا والمعكرونة, وحين نتحدث عن الولايات المتحدة نفكر بالهامبرغر, والحديث عن لبنان يجب ان يرتبط بالتبولة ومنتجات تقليدية اخرى". وأكد "من المهم ان نحمي ارثنا المطبخي لانه يشكل جزءا من جذورنا". وخلص الى القول "ان المطبخ هو اكثر ما يقربنا من جذورنا, ويجب حين يتحدث شخص ما عن الحمص ان يفكر بلبنان وحين يتحدث احد عن لبنان ان يربطه بالحمص".

 

غرائز قاتلة

حازم الأمين، لبنان الآن

مرة جديدة يدلي الجنرال ميشال عون بدلوه في موضوع توطين الفلسطينيين في لبنان فيقول إن على الدول التي أنشأت إسرائيل ان تتولى حل مسألة اللاجئين. وهو قال ذلك في سياق رده على كلام رئيس الاتحاد السويسري باسكال كوشبانالذي الذي زار لبنان أخيراً، وقال فيه انه يجب التعامل بواقعية في مسألة مصير اللاجئين الفلسطينيين. لن نناقش هنا مسألة التوطين التي دخلت حالياً في بازارات الانتخابات وستخبو فور انتهائها، انما في الراديكالية المستجدة في خطاب الجنرال، الراديكالية العمياء التي تلغي الفروق بين الدول فتحولها الى جبهة أعداء يتربصون بهذا الوطن الصغير الذي أبده الخالق عز وجل. "الدول التي أنشأت إسرائيل" عبارة تنتمي الى ذلك الخطاب، وهي لا تميز بين الدول من 60 عاماً والدول الراهنة. فالولايات المتحدة الأميركية مثلاً لم تكن من "الدول التي أنشأت إسرائيل" ولكنها اليوم حاضن ذلك الكيان، لا بل وضمانته. هذا التمييز لا يقيمه خطاب الراديكالية الذي اقتبسه الجنرال حديثاً، والذي بدا في انخراطه المستجد فيه، كالطفل الذي باشر لتوه بتهجئة الحروف. انه "الغرب كله"، "الغرب المتآمر" ذاك الذي "انشأ" إسرائيل. بريطانيا المستمرة منذ ما قبل ونستون تشرشل الى اليوم، وفرنسا التي لم ترسل يهودها الى المحارق هي نفسها اليوم. لا قيمة للزمن في خطابنا، ولا قيمة لوقائع لا تحصى تفصلنا عن ذاك الحدث. لكن الغريب تمثل أيضاً بإضافة الاتحاد السويسري الى قائمة الدول التي أنشأت إسرائيل! كيف لا، أليست سويسرا جزءاً من ذلك "الغرب المتآمر"، "الغرب كله"، وكلما أمعنا في السير غرباً كلما اشتدت وتيرة التآمر، وصولاً الى ذروته على ضفة المحيط الذي يفصلنا عن الغرب الجديد، أي عن أميركا التي التحقت متأخرة بركب احتضان ذلك الكيان.

ويبدو ان وثيقة التفاهم بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، أملت على الجنرال خياره المستجد في "أبلسة" الغرب، ستكون للجنرال مساهمته في تطعيم خطاب الأبلسة عبر إضافة مقادير جديدة. فهو بحكم بنيته وتركيبته مهيَّأ لشحن خيار الممانعة بمعان لم يسبق ان لامسها. فالتمييز بين المسؤوليات عن "إنشاء إسرائيل" الذي أقامه هذا الخطاب بفعل احتكاكه بخبرات وثقافات "الممانعة" الدولية، مرشح لأن يتلاشى بفعل قدوم فارس الممانعة الجديد على حصانه الى ساحة المواجهة مع الغرب. ولا بأس من اختلاط الخطاب بسقطات عنصرية قد تصيب أصحاب القضية، أي الفلسطينيين مجتمعاً وشتاتاً وضحايا.

مغفورة للجنرال سقطاته، وعلينا ان نتعايش معها بانتظار تشكيله خبرة في مجال العداء للغرب. ثم ان هذه السقطات قد لا تكون شيئاً أمام خطب الرئيس الإيراني احمدي نجاد، الذي تنقصه بدوره خبرات كثيرة علينا ان نغفرها له على مذبح قضية لا نشك بإخلاصه لها. وبانتظار ذلك على رئيس الاتحاد السويسري ان يعلم ان الخطأ الذي ارتكبه في حديثه عن اللاجئين الفلسطينيين، لا يكمن في قوله إن الواقعية تقضي بضرورة التفكير بمسألة اللاجئين بحدود الممكن، انما أولاً بعدم انتباهه الى انه قال ذلك في خضم استيقاظ الغرائز الانتخابية اللبنانية القاتلة.

 

ماذا يريد البك؟

عماد موسى/لبنان الآن

يكمل سليمان بك فرنجيه الثالثة والأربعين في 18 تشرين الأول ولا يزال - وهو في سن النضج والشيبة والهيبة- يتصرف بشيء من "الولدنة" خصوصًا في موضوع المصالحة مع رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية على اعتبار أن المصالحة مع القائد السابق للقوات الراحل الياس  حبيقة تحققت برعاية سورية وحالياً يجمع الخندق الواحد عناصر "تيار الوعد" و"تيار المردة" ويشكل التيّاران خطاً متقدماً في الصراع العربي الإسرائيلي.

وبين "قدامى" القوات وسليمان فرنجيه "سمباتي" واستلطاف و"القدامى" بلا زغرة لا يتركون مناسبة إجتماعية دون الوقوف على خاطر البك وامتداح خصاله خصوصًا وأن محطات التلفزة تغطي أنشطة بنشعي فيطلعون بالصورة. حتى القطب الماروني إميل رحمة تصالح مع سليمان بك بعدما اعتذر الأخير عن سوء تقديره لحجم رحمة السياسي وبلاغته وقوة تأثيره في الرأي العام الشيعي.

يبقى إذا أمام سليمان تجاوز العقبات وإتمام المصالحة مع الدكتور سمير جعجع وما يمثّله على الساح المسيحية. ويُسجّل لفرنجيه قيامه بخطوة عفوية  قبل ثلاثة أعوام كان يمكن أن تثمر لو تم التحضير لها كما يجب.

أما الآن  فلا شيء يدل أن معالي سليمان بك فرنجيه راغب فعلاً  في المصالحة بل في "المناحرة".

فحشر إسم العماد ميشال عون كراع ثالث للمصالحة إلى جانب الرئيس ميشال سليمان والبطريرك الماروني، وكممثل سياسي أوّل للمسيحيين الموارنة، وكوالد محب للقوات والأحرار وقرنة شهوان وسائر القوى المسيحية، يعني شيئاً واحداً نسف فكرة المصالحة من أساسها. خصوصاً أن الرئيس عون "ما متخانق مع حدا بحياته إلاّ مع خياله" ولم يُعرف عنه أنه شيخ صلح فما الداعي كي يرعى هذه المصالحة في عز انشغاله برعاية عشاوات التيار. ورعاية "الخراف الضالة". ويمكنه أيضاً  رعاية "راعي حماه" السمنة الشهية في الطبخ والحلويات.

إذاً لا حاجة قصوى لحضوره كعرّاب للمصالحة ولا حتى لوجوده كطرف في لقاء جعجع ـ فرنجيه وهو المتصالح مع الماضي والحاضر ومع الجميع ومع كل أصهرته وكادراته وجمراته.

من يستحضر عون ويصرّ على وجوده المضيء يعرِف أن زعيم "التيار الوطني الحر" هو رمز التعطيل بشهادة حلفائه قبل الخصوم، فمن ينسى تمترسه في القصر الجمهوري رابطاً الإنتخابات الرئاسية بتحرير لبنان وتغيير الشرق الأوسط وهزيمة أميركا، ومن ينسى  يوم أجمعت عليه قوى "شكراً سورية" كمحاورٍ باسمها ولزّمه الرئيس بري التفاوض بديلاً منه، يومئذ فهمت الأكثرية رسالة بري وتصعيده بورقة عون.

لندَع الماضي جانباً. ولنعرض الأسئلة البديهية؟

ماذا سيكون دور العماد الرئيس ميشال عون في المصالحة؟

هل سيقعد في كرسي الإعتراف ويستمع إلى اعترافات الطرفين ويمنحهما "الحلة"؟

هل سيطلع إلى القصر بصفته ولي أمر سليمان بك؟ أو بصفة المتنازل عن كرسيه للرئيس سليمان؟

وهل وجوده فرض وواجب في كل عرس ماروني؟

منذ متى شكّل العماد عون نقطة التلاقي بين الموارنة وجسر التواصل ونبع المحبة الفوّار؟

هل هو فعلاً "بابا" لكل اليتامى الموارنة؟

وهل يخشى رئيس "تيار المردة" أن يبدو ضعيفاً مرتبكاً متلعثماً أمام جعجع كي يتسلح بحجج عون وبراعته وصلابته؟

هل يريد سليمان بك التلطي بجناح الكلي الطوبى؟

هل يحتاج سليمان بك إلى من يمسك بيده دائماً؟

هل أصبح سن الرشد 44 عاماً؟

إذا كان الأمر كذلك، فالمصالحة بين القطبين المارونيين ستتأخر إلى 18 تشرين الأوّل من العام 2009... ريثما ينضج البك.

 

إمتحان عون الإعلامي ومسابقاته الست     

سحر إبراهيم

يقول أحد الظرفاء إن ميشال عون إحتار في شأن الشخص الذي يعينه مسؤولاً للإعلام في تياره، لاختلاف تقديرات اللجنة الفاحصة بِشأن المرشحين لهذا المنصب،  ومن هو أبرعهم في التضليل والتعمية. ويتابع هذا الظريف قائلاً: أخاله نظم للمرشحين امتحاناً يحتوي على ست مسابقات:

الأولى: كيف تبتدع أنجع الوسائل في التحريض الطائفي وفنونه وفي إثارة المسيحيين ضد السنة وضد الدروز أيضاً إذا اقتضت الحاجة. وكيف يتم تتبع سلوكيات الزعماء المنتمين إلى الطائفة السنية والعمل على تشويه ما أمكن منها بحيث تصور للناس على أنها سلوكيات طائفية. وكيف يتم تتبع المعاملات العقارية التي يصادف أن أحد طرفيها مسيحي وتصويرها على أنها خطر يهدد الوجود المسيحي يقف وراءه مسلمون (مع التركيز على الاستثمارات الخليجية).

الثانية: كيف تثير المخاوف من التوطين وتستنبط الوسائل لإقناع الرأي العام المسيحي بأن التوطين خطر حقيقي وداهم وأن السنة يسعون إليه لإحداث خلل في التوازن الطائفي لصالحهم.

 الثالثة: كيف تبحث عن المخالفات مهما صغرت في الوزارات التي يشغلها أو كان يشغلها منتمون إلى الأكثرية. وتعرضها باعتبارها ممارسات فساد تورط بها وزراء أو مدراء من هذه الفئة، وكيف تختلق الأكاذيب حول مخالفات غير موجودة وكيف تتمكن من إقناع الرأي العام بوجودها.

الرابعة: كيف تقنع الرأي العام المسيحي بأنه لم يعد هناك من سبب للخصومة مع النظام السوري بعد الانسحاب الكامل من لبنان (طوعاً!) وأن الاغتيالات التي حدثت، منها ما دبره متطرفون لا صلة لهم بالنظام السوري، ومنها ما كان لأسباب وخلافات شخصية.

الخامسة: كيف تجعل الشباب المسيحي يقتنع بأن التحالف مع حزب نصر الله كان بعد أن تيقنا من أن السنة ماضون في تهميشنا الذي بدؤوه بعد الطائف. وأن تحالفنا هذا يحقق التوازن الذي ننشده، وكيف تتمكن من تلطيف الممارسات الطائفية للحزب وإذا تعذر عليك تلطيفها كيف تبتدع الوسائل لإخلاء مسؤولية الحزب عنها، أو تشغل المسيحيين بأمر آخر، وهل لديك سرعة البديهة التي تجعلك تصطنع هذا الأمر الآخر كلما احتجت إليه؟

السادسة: كيف تنفر المسيحيين من القوات اللبنانية وكيف تذكرهم بممارسات ميليشياوية أثناء الحرب (انفردت بها القوات!) وكيف يتم حبك الروايات عن مقابر جماعية هنا أو هناك والإصرار على وجودها حتى لو أثبت الحفر عدمه.

وقد قامت بتصحيح هذه المسابقات لجنة فاحصة مؤلفة من ابراهيم كنعان ونبيل نقولا وشامل موزايا ولكن اختلفت تقديرات أعضاء اللجنة بشـأن الأول في هذا الامتحان، الأمر الذي اضطر ميشال عون أن يعيد تصحيحها بنفسه فحسم خياره على هذا الأساس.

 

سليمان واستعادة التوازن

الياس حرفوش- الحياة 

ليس سهلاً امساك العصا من الوسط في الوضع اللبناني الحالي والمحافظة على علاقات متوازنة مع كل الاطراف. ومع ذلك فهذا ما يحاول أن يفعله الرئيس ميشال سليمان، سواء من خلال طبيعة العلاقات التي تربطه بأهل الداخل، او الزيارات التي يقوم بها الى الخارج، والتي يحرص على ان تعكس الطابع التقليدي للسياسة الخارجية اللبنانية، والمتمثل في الابتعاد عن صراعات المحاور العربية وعن الانحياز في المواجهات بين القوى الدولية.

ويفعل الرئيس اللبناني ذلك، من غير ان يتوقف طويلاً عند ردود الافعال المتوقعة من قبل هذا الطرف او ذاك، وهي ردود غالباً ما تكون معروفة سلفاً، نظراً إلى ارتباطات هذه الاطراف ومصالحها المباشرة. فهو ينتظر ان يكون قياس نجاح المبادرات الرئاسية بالنتائج، انطلاقاً من ان المصلحة اللبنانية تقضي في هذه الظروف فتح كل الابواب المغلقة بحثاً عن مخارج للمأزق الاقليمي الذي لا يزال يعطل الثقة الكاملة في نجاح الحل اللبناني.

والى جانب التوازنات التي يحرص عليها سليمان من خلال زياراته العربية، والتي تتميز بالزيارة التي يقوم بها الى المملكة العربية السعودية، بعد أن سبقتها زيارته الى سورية التي تقرر بنتيجتها قيام العلاقات الديبلوماسية بين البلدين، فهو يحاول اعادة انفتاح لبنان على الساحة الدولية، وبشكل خاص على الولايات المتحدة، بعد مرحلة الانقطاع التي شهدتها هذه العلاقات في ظل العهد السابق للرئيس اميل لحود، الذي تميزت سياساته الداخلية والخارجية بانحياز كامل الى فريق من اطراف الصراع الداخلي والاقليمي، مما شل دور الرئاسة الاولى آنذاك، وعطل قدرتها على رعاية التسويات الداخلية، وعلى اقامة علاقات مقبولة مع دول لها دورها الاساسي في المنطقة.

ولعل الترجمة العملية الاولى لسياسة الانفتاح هذه، هي الاتصالات العائدة بين المؤسسات العسكرية في لبنان والولايات المتحدة، بعد ان افصح الرئيس سليمان خلال زيارته الى واشنطن عن رغبته في الحصول على مساعدات اميركية للجيش اللبناني، تتمثل في مزيد من الاسلحة المتطورة لمواجهة النشاطات الارهابية وحماية الاستقرار الداخلي. والحقيقة ان سليمان لم يكن يتردد، منذ كان قائداً للجيش، في الشكوى من غياب الدعم العسكري الاميركي للجيش اللبناني، على رغم المهمات الصعبة المطلوبة منه في الداخل، وقد عبر بوضوح عن هذه الشكوى خلال المعارك القاسية التي خاضها الجيش ضد المسلحين الذين قاتلوا الجيش في مخيم نهر البارد في العام الماضي.

واشنطن ألحقت الرغبة الاخيرة التي عبر عنها سليمان بزيارة نائب مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد هيل ومساعدة وزير الدفاع ماري بتلنغ الى بيروت. وحظيت الزيارتان باهتمام سياسي واعلامي واسع، وكان لافتاً لقاء هيل بمعظم قادة قوى فريق 14 آذار، بينما تجنب لقاء اي مسؤول من الجهة الاخرى، باستثناء رئيس المجلس النيابي نبيه بري والنائب السابق لرئيس المجلس ايلي الفرزلي. وأكد هيل في تعليقه على التعاون الجديد بين وزارة الدفاع الاميركية والجيش اللبناني ان هذا التعاون يتخذ هذا الشكل «للمرة الاولى»، وان الشراكة العسكرية بين البلدين ترتكز على مواجهة التحديات المشتركة لإزالة الإرهاب الذي يهدد الاستقرار في لبنان ولتطبيق القرار 1701.

وعلى رغم من الحجم المتواضع للمساعدات العسكرية الاميركية، فقد لقيت انتقادات من اطراف في الداخل، مما يشير الى صعوبة الدور الذي ينتظر من الجيش ان يلعبه في حفظ الامن والتوازن الداخلي، وإلى مدى التشكيك في وجهة استخدام الاسلحة الاميركية المرسلة اليه. فإعلام «حزب الله» مثلاً، اعتبر هذه المساعدات من دون قيمة حقيقية من الناحية العسكرية، متسائلاً عن الاسباب التي تحول دون تعزيز قدرة الجيش الفعلية في مواجهة اسرائيل. ولم يخف مسؤولون في الحزب في الوقت ذاته قلقهم حيال تركيز الجهات الاميركية على «مواجهة الارهاب» كهدف لمساعداتهم للبنان، بينما لا يزال «حزب الله» مصنفاً بين التنظيمات الارهابية على اللوائح الاميركية. اما اسرائيل، فقد ابدت كذلك تحفظاتها على تسليح الجيش اللبناني، معتبرة أنه لا يستطيع التدخل لحسم اي نزاع داخلي، بسبب تأثير الخلافات الطائفية على تماسكه، الى جانب ما نقله مسؤولون اسرائيليون الى واشنطن من تخوفهم من «تسرب» الاسلحة الاميركية الى «حزب الله»!

ولأن الثقة معدومة بين اطراف الداخل والخارج، تصبح الثقة في قرارات ميشال سليمان هي المحطة الوحيدة التي ينتظر ان يلتقي عندها الجميع. لكنّ في هذا تحميلاً للقرارات والمبادرات الرئاسية أكثر بكثير مما تستطيع ان تحمل

 

الضاحية نشأةً وحيزاً : إعتراضات على تغييب الدولة

أمين راضي/موقع تيار المستقبل

لم تنته الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت على ما تقوم به الضواحي لجهة تأهيل قاطنيها للإنخراط في المدينة، بقدر ما تحولت حيزاً أهلياً ذي نمط اجتماعي تحكمه أيديولوجيا حزبية بعينها تتوخى طغيان جماعة أهلية بعينها على ما عداها. وإذ أخفقت بيروت في تعميم طبيعتها المختلطة والمنتجة للتعدد ، فقد نجحت الضاحية في تهميش التنوع وإقصائه لمصلحة سيادة فريق ومفاهيمه على ما عداه، ولم تعد منامة لإقامة العمال الوافدين إلى المدينة. وكل هذا ما كان ليحصل لولا اندلاع الحرب الأهلية التي غيّرت البنية السكانية لهذه المنطقة بفعل موجات النزوح من الريف والنزاعات الطائفية.

فالضاحية بعكس ما يروج عنها أنها تحوي حزام بؤس صافياً فحسب تغيرت مع وضوح وصراحة تحول الحرب في لبنان حروباً طائفية بحتة عبر دخول الأغنياء والميسورين نسيج هذه المنطقة ، والذين شرعوا في تخصيص أبنية تلائم حياتهم ومستوى مداخيلهم المتأتية إما من الهجرة وإما من الأعمال التجارية.

يقول محمد، تاجر عقارات ومقاول، إن النهضة العمرانية في الضاحية لم تكن مغامرة تجارية بقدر ما كانت "ضرورة" لتوفير مساكن للنازحين عن الجنوب بسبب من الإعتداءات الإسرائيلية أو بسبب من الرغبة في العمل أو الدراسة في بيروت، "الأمر الذي أدى إلى تجاور كثيف بين فئات إجتماعية متنوعة وأحياناً اختلاط يعجز المرء فيه عن تمييز أية حدود تفصل بين هذه الفئات".

لكن ما كان "ضرورة" تحول "حاجة ملحة أيضاً" ، على ما يقول محمد ، "جراء تزايد حدة الخصومة السياسية والطائفية بين أفرقاء الصراع" مما حوّل هذا الحيز حالة تشبه الواقع المستقل عن سائر الاجتماع اللبناني الذي ظل "يحمل قدراً من التنوع الطائفي . وان بنسب متنوعة ومختلفة"، ويضيف: "نستطيع التأكد من ذلك من خلال طبيعة الأسعار المرتفعة والخيالية للشقق السكنية في هذه المنطقة التي تؤكد أن العامل الأول في ارتفاع أسعار المنازل هنا إنما مرده إلى رغبة كثر من المنتمين إلى الطائفة الشيعية بالسكن فيها (الضاحية)".

ولم تبق الضاحية على ما كانت عليه في نشأتها لجهة الاتصال مع محيطها، ونزع قاطنوها إلى ما يشبه الإصرار على النأي بأنفسهم عن محيطهم تساعدهم في ذلك تقديمات "حزب الله" وإيران لفئة بعينها ، ويقول رضوان، مدرس ويساري سابق، "لمعرفة الواقع الأهلي المستجد خصوصاً في السنوات التي تلت اتفاق الطائف ينبغي معاينة التزايد المذهل في المراكز الصحية بدءاً بالمستوصف صعوداً حتى المستشفى الراقي، إضافة إلى مكاتب الخدمات الاجتماعية لحزب الله التي تحاول مد السكان هناك والموالين منهم خصوصاً بالمال والمساعدات الغذائية إلى الأدوية فالماء ".

ويلفت المدرس المتقاعد إلى ما سماه "الأيديولوجيا اليومية" المتمثلة باستخدام "الوعي الديني والمخزون التراثي في شحن النفوس وخلق العصبية الأهلية بإزاء المجتمع اللبناني". ويقول: "بدأت الأمور مع خزانات المياه التي كانت ترفع عليها صورتان إحداهما للأمين العام لحزب الله والأخرى للخميني مصحوبتان بشعار السلام عليك يا أبا عبد الله (الامام الحسين) مع ما للأخير من قيمة دينية وثورية جراء مصرعه في واقعة كربلاء وما عاناه ومن كان معه من ظمأ".

ويشير إلى أن الامور بدأت تتصاعد وتشكل "نقطة استقطاب" مع انتهاء الحرب الأهلية والتركيز على الصراع مع إسرائيل وسريان الفساد في الأحوال العامة والمحسوبية، "فقد نجح حزب الله في تقديم نفسه كمترفع عن السلطة علماً انه لم يكن بحاجة الى أكثر مما يمارسه على الضاحية لضمان امنه ، ولم يسائله أحد عن نتائج ذلك على المدى البعيد في علاقة هذه الجماعة مع فكرة الدولة والمجتمع اللبناني ".

ويضيف رضوان: "لم تتوقف الأمور عند هذا الحد بل أخذت التعبئة أشكالاً مختلفة بدءاً من توسل الطبيعة الديموغرافية للجنوب وصولاً إلى القول ان فئة بعينها هي التي تعاني من الاحتلال وتبعاته، ولم يكن هناك من بديل سياسي ينقض هذه الأفكار في ظل انكفاء بعض الأحزاب اليسارية على ازمتها البنيوية ومقاتلة احزاب أخرى تزعم لنفسها العلمانية أو الصفة الوطنية للتربع في السلطة واقتسام مغانمها".

ويتابع: "هذه الامور وغيرها ساهمت في ما أراده حزب الله للضاحية من استقلالية عمرانية أولا وأمنية وسياسية ثانياً. وكلنا يذكر كيف تم التعاطي مع التنمية في هذه المنطقة. في البدء بدأ التحريض بأن الرئيس (الشهيد) رفيق الحريري لا يهتم بالضاحية علما ان الامر نقيض ذلك تماماً، فمع البدء بشق الاوتوسترادات سرت شائعات عن ان الهدف من ذلك هو تفكيك هذه المنطقة تمهيداً لاستهدافها ما عزز من شد العصبية الطائفية".

ويتوقف المدرس عند "المغايرة الاجتماعية" التي حولت المنطقة من نقطة تقاطع بين المكونات اللبنانية الى "ما يشبه الغيتو الحقيقي بكل ما للكلمة من معنى. فنحن اليوم لا نخضع للسلطة اللبنانية إلا بالقدر الذي يسمح به الحزب وجهازه الأمني الذي لا يترك كبيرة ولا صغيرة إلا يحصيها علينا... فمجرد سكنك هنا يجعلك عرضة لمراقبة واسئلة من طبيعة تحقيقية حول زائريك وارقام الهاتف وعدد أفراد العائلة والمهنة. المسيحيون رحلوا عن المنطقة بسبب الحرب والآن ماذا يمنعهم من العودة؟". ويجيب بنفسه: "لم تعد عودتهم بالأمر السهل، فما أرساه حزب الله من مفاهيم عن سبل العيش هنا لا يمكن مواءمتها مع نمطهم وفهمهم للعلاقات الإنسانية. المسيحيون لا يعتقدون إلا بالدولة كحامية للفرد وللجماعة وبالتالي لا يمكنهم العودة إلى مكان أصبح معروفاً بالدويلة. وكثر من ابناء المنطقة وهم من الشيعة يشاطرون هؤلاء رأيهم إلا أنهم في موقع المغلوب على أمرهم فهم لا يستطيعون الدفاع عما يريدونه لأن الدولة غير حاضرة إلا بالاسم وبالتالي أي حركة في هذا السياق ستجعلهم في مواجهة المسيطر وأدواته الأمنية".

واللافت في الضاحية الجنوبية انه على رغم ما يقوله بعضهم عن سلخها وعزلها عن غيرها من المناطق وخضوعها لـ "ضبط أمني مميز" فإن العابر لا يمكنه إلا أن يلحظ الفوضى العارمة في حركة السير وغياب أي حضور أمني بارز وظاهر لعناصر "حزب الله".

ويبتسم حسين، طالب جامعي، عندما تسأله عن "تضخيم" الحديث عن الضبط الأمني للحزب ، قائلاً: "الأمور ليست بهذه البساطة فحزب الله في الأمن كما في العسكر"، ويسأل:"هل لمحت معدات عسكرية او ألبسة مرقطة؟ حكما لا، ولكن بنية هذا الحزب حاضرة وفي شكل مستمر. هكذا نشعر أو نعلم ... أو هكذا أفهمونا... هذه أمور لا نعرف صحتها من عدمها لأن فيها شيئا من الحقيقة وشيئا من الدعاية الحزبية، وفي العموم فان احداً من حزب الله لا يجيب عن هذه الاسئلة ولا يسمح أصلاً بطرحها لكن ما تتحدثون عنه في وسائل الاعلام أو ما يقال في الشارع صار يشبه الحقيقة".

وحسين الذي يبدي اعتراضه على ما "يشارك به اللبنانيون لجهة عزل الضاحية"، يرى انه من باب أولى "استعادة الضاحية الى الوطن لا تركها نهباً للسيطرة الحزبية والوقوف على اطلالها . فنحن لبنانيون ولسنا كتلة صماء . قد يكون جائزاً القول ان كثيرين يؤيدون المقاومة خوفا من إسرائيل وما فعلت على مدى العقود السابقة لكن هذا لا يعني في أي شكل اننا نريد دولة يقودها رجال الدين والفتاوى ومحكومة بما يقرره عقل آحادي وشمولي".

لكن حسين يتدارك اعتراضه بالقول ان "دولة لا تعرف كيف توائم بين بناها الاجتماعية ستسمح بنشوء ضواح لا ضاحية واحدة . هنا يمكنك شراء أي شيء تريده سواء المخدرات أو الأقراص المدمجة الموسيقية والجنسية والأفلام بنصف دولار، فلا وجود لا حماية للملكية الفكرية ولا رقابة وحزب الله يعلم بالأمر ".

ويضيف: "في رأيي ان هذا ما يدفع بكثيرين الى السكوت عن الهيمنة الأمنية، إذ أن دورة اقتصادية كاملة تقوم بطريقة غير شرعية. كل السلع هنا ارخص من اي مكان، لماذا؟ فلتجب السلطات عن هذا الأمر".

والضاحية التي يطغى عليها "حزب الله" لا تعني انها تعيش في ظل نظام ديني ، ويمكن العابر ان يرى بيسر شديد تبرج الفتيات وتحرش الصبية والمراهقين بهن ، فضلاً عن ان العديد من هؤلاء يحرصون على تقليد أحدث صيحات الموضة. وقد شهدت هذه المنطقة أخيراً نوعاً آخر من الخدمات لم تكن تتوافر فيها مثل أماكن التسلية والترفيه الأمر الذي كان يجبر الساكنين على التوجه إلى أماكن أخرى للتنزه والترويح عن النفس.

وشهدت المنطقة طفرة في افتتاح المقاهي والمطاعم وأماكن اللهو والتسلية المتلائمة مع العادات والتقاليد التي أرستها تقاليد العيش المستحدثة والمتماشية مع طبيعة الأفكار الحزبية التي استطاعت القوى الحزبية المسيطرة هناك ترسيخها منذ زمن.

 

المسحيون متفقون ... ولن يتهمشوا فارتاحوا

موقع الكتائب

غمرتنا لطافة اللطفاء واخجلتنا غيرة الغائرين على المصالحات الدائرة من طائفة الى طائفة في هذا الوطن واتحفتنا اكثر فصاحة المتحدثين والمنظرين عن المصالحة المسيحية المسيحية والعارضين خدماتهم لإنجازها فيما هم لو تركوها لرعاية ابنائها فلا بد ستثمر. وفي خضم اجواء المصالحات يطالعنا بعض الغيارى الذين يتدخلون لإسداء النصح والمشورة فيضربون اخماس المصالحات الطائفية بأسداس الانتخابات النيابية . ومن بين هؤلاء اطل علينا احد مسؤولي حزب الله ليدعوا وحرفيا :" إلى تعزيز الدور المسيحي في المعادلة السياسية اللبنانية من خلال كتلة مسيحية كبيرة تتوازن مع كتل نيابية أخرى لتتوازن اللعبة السياسية"؟؟؟ وتخوف المسؤول حرفيا:" من أن يؤدي التدخل الخارجي المعزّز بأموال طائلة إلى تفتيت الكتل المسيحية إلى شظايا متنافرة، ما يؤدي إلى تغييب وتهميش الدور المسيحي»؟؟ لوهلة اعتقدنا اننا مقبلون على حرب جديدة يبشرنا بها ونحن في خضم المصالحة فاذ بنا ندرك ان ما يتحدث عنه هو انتخابات نيابية حامية بلا شك ولكن ان تفجر المسيحيين وتشظيهم فهذه لا شك هفوة لسان اقترض مفرداتها من قاموس حروبه الدائمة المستمرة ولم يعد في قاموسنا ثم لم يوضح لنا حضرة المسؤول كم يا ترى برأيه تبلغ الكتلة النيابية المسيحية الضخمة التي يحلم بها والتي يمكن ان تملي عينيه وتحقق التوازن المنشود للمسيحيين مع الكتل النيابية الضخمة ا لأخرى التي يلمح اليها والتي هي طبعا ليست مسيحية . وهل هو يعتبر كتلة حليفه العماد ميشال عون غير كافية لتقيم التوازن الطائفي المتجذر في الدماء حتى السيلان ولم بوضح لنا هل انه يريد هذه الكتلة مسيحية صرفة مئة في المئة وصافية العرق الطائفي والدم المذهبي حتى السيلان ام يريدها مطعمة ببعض الدم غير المسيحي ليتخفى التوازن في ثياب الوحدة الوطنية العريقة . لمن يريد ان يلعب على وتر الطائفية الغليظ نقول انه عندما يدق النفير لا تقلقوا على المسيحيين فهم يدركون معنى وجودهم في هذا البلد . ولمن يريد ان يلعب على وتر المذهبية الأغلظ نقول ان الموارنة تحديدا يعرفون الجذور التي غرسوها في هذه الأرض غرسة غرسة ولن يقتلعوها بل سجلوا ما يلي :

ان المسيحيين جميعهم يرفضون عودة الهيمنة السورية على لبنان

ان المسيحيين جميعهم يرفضون توطين الفلسطينيين في بلدهم مهما كانت المغريات

ان المسيحيين جميعهم يرفضون هيمنة اي طائفة مهما كبرت على الطوائف الأخرى

ان المسيحيين جميعهم يرفضون السلاح غير الشرعي الخارج عن سيطرة الدولة

ان المسيحيين جميعهم يريدون العيش في وطنهم بحرية وكرامة ويرفضون التبعية والذمية

فاذا اختلطت عليكم الأمور نعلمكم ان هذه هي الثوابت للمسيحيين جميعهم والباقي تفاصيل فلا تقلقوا لأن المسيحيين وان لم يتصالحوا على الطريقة الفولكلورية فهم على الأقل لن يتقاتلوا على طريقة الغزوات العصرية فكفى حسرة ومرارة وانطلقوا الى ما يفيد البلد .

 

لماذا لا يرد دولة الرئيس فؤاد السنيورة على الافتراءات ؟

عوني الكعكي

سبب الهجوم على الرئيس السنيورة وبكل أسف هو الاستياء من زعامة أسلامية سنيّة

من دون أي شك فإن زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى السعودية اليوم تحمل أهمية قصوى نظراً للمبادرات الحميدة التي قامت بها المملكة باتجاه لبنان على الصعد كافة، وكان لدعمها الكبير أكبر الاثار الايجابية على مجمل الأوضاع في لبنان سياسياً واقتصادياً. يحدونا هذا الامر الى التطرق الى مسألة مهمة للغاية لما تشكله من حال غير حميدة في البلاد متجسّدة بالهجومات التي تحمل افتراءات على رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، وهي ذات أهداف متعددة، وكلها ملتبسة، ولها بالطبع أيضاً أسبابها، وتلك الهجومات التي يقوم بها الجنرال ميشال عون وجماعته خصوصاً والمعارضة عموماً، هي انعكاس لإفلاس سياسي حقيقي عند هؤلاء، بعدما أيقنوا انهم لا يستطيعون ايجاد ثغرة واحدة في ممارسات السنيورة، والذي أثبت دائماً انه رجل دولة من الطراز الاول، ولم يكترث للإفتراءات ضده، ولم يرد عليها أصلاً، لانه حكيم وعاقل وصاحب رؤية. الجنرال ميشال عون في قرارة نفسه يتمنى ان يرد عليه الرئيس فؤاد السنيورة، لانه يعتقد واهماً انه يستطيع استغلال هذا الرد لإنقاذ شعبيته على الصعيد المسيحي، والتي تنهار يوماً بعد يوم. ولكن مع ذلك، فإن الرئيس السنيورة المدرك تماماً لأهداف عون لم يتله بالصغائر، ولم يرد حرصاً منه على إبقاء الامور في نصابها. وإذا ذهبنا بالامر الى أبعد من ذلك، فإن سبب الهجوم على الرئيس السنيورة وبكل أسف هو الاستياء من زعامة إسلامية سنية بأبعاد وطنية شاملة، خصوصاً ان الطائفة الاسلامية السنية أكدت وحدتها دائماً وراء زعامة متماسكة انطلاقاً من قناعة راسخة بأن وحدة المسلمين كما وحدة المسيحيين هي قاعدة أساس لوحدة الوطن بكل طوائفه ومذاهبه، إضافة الى ان رئاسة مجلس الوزراء تمثل موقعاً وطنياً كبيراً لا يستطيع أحد التعرّض له والإفتراء عليه بسهولة، وهو موقع قائم بثقة مجلس النواب. قبل الطائف كانت السلطة التنفيذية يمثلها رئيس الجمهورية، وبعد الطائف اصبح مجلس الوزراء مجتمعاً يمثل السلطة التنفيذية، ويكتسب الثقة من مجلس النواب، وصلاحيات رئاسة الحكومة محددة في الدستور وبوضوح تام. ربما، هذا الوضع الدستوري أغاظ ميشال عون وجماعة المعارضة، خصوصاً ان الرئيس فؤاد السنيورة الأكثر حرصاً على الدستور، والذي أثبت جدارة فائقة في موقعه، أزعج عون، فلم يجد سبيلاً اليه إلا بالإفتراء على الرئيس السنيورة، وإلصاق التهم الباطلة بحقه

 

من لا يريد المصالحة المسيحية؟

طوني أبي نجم/ الثابت في موضوع المصالحة المسيحية- المسيحة، ولو نظريا على الأقل، أن طرفي الحادث الدموي والمؤسف الذي وقع في بصرما منتصف أيلول الماضي يرغبان بإجراء المصالحة. والثابت أيضا نظريا أن النائب ميشال عون لا يمانع في إجراء المصالحة بين "القوات اللبنانية" وتيار "المردة". ويبقى السؤال: ما الذي يمنع إذا من حصول اللقاء بين الدكتور سمير جعجع والوزير السابق سليمان فرنجية؟ الجواب بسيط ولا يحتاج الى تعقيدات: فجأة، ومن دون مبررات بدأ تيار "المردة" يضع شروطا على اللقاء بعدما وافق جعجع على لقاء فرنجية في أي لحظة ومن دون شروط! ربما ظن فرنجية أن طرحه للقاء جعجع سيرفضه الأخير ما يجعل رئيس "المردة" يكسب شعبيا وإعلاميا، وبالتالي يكون طرح المصالحة من قبل فرنجية ليس أكثر من مناورة إعلامية هدفت الى إحراج جعجع و"القوات". أما وأن رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" تلقف الدعوة الى المصالحة، وهو من كان أطلق موقفا تاريخيا بالاعتذار الذي تقدم به من اللبنانيين في 21 أيلول الماضي، فإن ذلك أجهض المناورة وانقلب السحر على الساحر. هكذا راح فرنجية "يختبئ" خلف النائب ميشال عون في محاولة مكشوفة لعرقلة عقد اللقاء، في حين أن عون نفسه أعلن أكثر من مرة أن لا علاقة له بما جرى بين "القوات" و"المردة" وبالتالي فهو ليس معنيا بأن يحضر اللقاء. الغريب أن مسؤولي "المردة" يتذرعون إما بأن عون يمثل الأكثرية المسيحية وبالتالي يجب أن يحضر اللقاء!!!!! ولا أحد من اللبنانيين يفهم ما علاقة هذا بذلك! وإما بأن "القوات" تسعى من خلال لقاء المصالحة الثنائي الى عزل عون أو "التآمر" عليه! أمام هذا التحليل "الخنفشاري" نقول: كعينا ولم نعد يمكننا أن نفهم من كل محاولات العرقلة سوى أن "أوامر عليا" أتت كالعادة لعدم إتمام اللقاء. وكالعادة فإن الوزير فرنجية "مطيع" جدا لهذه "الأوامر العليا". وإلا فإننا نرد له التحدي الذي أطلقه سابقا ونتحداه أن يلاقي الدكتور سمير جعجع اليوم وقبل الغد الى قصر بعبدا لإتمام المصالحة المنتظرة برعاية وحضور فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، الصديق القديم للوزير فرنجية، ومن دون أي شروط مسبقة، وكما نصت عليه مبادرة الرابطة المارونية التي فوضها الطرفان القيام بما يلزم لإنجاح مبادرتها.

فهل من يقبل التحدي لمصلحة المسيحيين وجميع اللبنانيين؟!

 

مرمرة عونية وولْدنة اميركية 

فؤاد مطر

اللواء/كنا في غنى عن هذه المرمرة التي يواصل العماد ميشال عون اعتمادها اسلوباً في تعاطيه مع الشأن السياسي، فلا يحول دون ان يستكمل قطار المصالحة انطلاقته وصولاً إلى المحطة الاولى الجدية من الحوار. ولكن الطبع يغلب التطبع والنفس العونية أمَّارة بالإغاظة لكل طرف لا يبايعه زعامة الموارنة. كذلك كنا في غنى عن الشق الآخر من المرمرة المتعلق بالحالة الرئاسية وكيف انه بالتخطيط وليس بالصدفة إختار، كما تعتبر معلومات، أن يقوم بزيارة ايران في اليوم نفسه الذي سيقوم فيه الرئيس ميشال سليمان بزيارة السعودية. وبهذا التصرف يترك العماد عون انطباعاً بأنه إذا كان العماد سليمان هو رئيس لبنان المتوافق فإنه هو الرئيس الظل. وللبنان الذي لا يريده متوافقاً. وكنا في غنى عن ولدنة الصحافييْن الاميركييْن اللذين جاءا إلى لبنان من عمان التي يعملان فيها في صحيفة تصدر بالانكليزية (جوردان تايمس) وتسلَّلا من بيروت عبر الحدود الشمالية إلى الاراضي السورية وبذلك فإنهما اكدا الخشية التي طالما يشير اليها الحكم السوري حول ان لبنان يمكن ان يشكَّل قاعدة تسلل إلى سوريا مع ملاحظة ان الصحافي الاميركي وزميلته الاميركية، المتأثريْن ربما بظاهرة <لورنس العرب> يساعدهما على ذلك تمكُّنهما من اللغة العربية، ليسا من الاصوليين ولا هما من <قاعدة> بن لادن والظواهري ولا من السلفيين الشهَّاليين.. وإنما هما من بلاد العم سام جاءا للتدرب على الصحافة في صحيفة اردنبة. متى كانت صحافة العرب مكاناً يتدرب فيها الاجانب؟!.

وفي انتظار أن نعرف نتائج التحقيق من جانب السلطات السورية مع الصحافي الاميركي وزميلته الاميركية وسر هذا التسلل في اكثر الظروف السورية - الاميركية صعوبة، فإننا نجد انفسنا نستحضر حكاية الثنائي الأخر في زمن صدَّام حسين وبالذات قبل اسابيع من حرب بوش الأب - مارغريت تاتشر على العراق. والثنائي المشار اليه وهو الصحافي البريطاني الايراني الاصل فرزاد رباطي بازوفت الذي يعمل في صحيفة <الاوبزرفر> البريطانية وممرضة بريطانية تعمل في مستشفى <إبن البيطار> وقد رفض الرئيس صدَّام طلب بريطانيا الإفراج عن بازوفت وأمر بإعدامه لكنه اطلق الممرضة. وكانت التهمة الموجهة إلى بازوفت، الذي سبق ان دخل العراق سبع مرات، هي التجسس من خلال تصويره منشآت عسكرية. وما نتمناه هو ألاَّ تكون مأمورية الصحافيْين الاميركيَّين شبيهة بالفعل الذي إرتكبه بازوفت، وأن تنتهي الامور إلى قرار حكيم بحيث لا يتذرع <البافالو> الاميركي الهائج من كثرة النزْف الذي تعاني منه هيبته سياسياً وعسكرياً ومالياً بواقعة الصحافيْين لإيذاء سوريا، خصوصاً انه في هذه الظروف التي لا مثيل لتعقيداتها قد يكون الحكم السوري واحداً من اهداف مواجهة، أو فلنقل مغامرة اميركية لن يردعها الصديق الروسي في اي حال لأن لعبته تقوم على ترك هيبة اميركا تزداد ذوباناً وبعد ذلك يشمِّر عن الساعدْين أو يُكشِّر عن الأنياب. وفي اعتقادنا ان اهل الحكم السوري يحسبون الحساب لكل الاحتمالات ومن اجل ذلك فإن حكاية الولْدنة الصحافية ربما تنتهي بعملية مقايضة طلبات.

نكرر القول إننا كنا في غنى عن المرمرة العونية خصوصاً إذا تأكدت صحة المعلومة التي تفيد بأن العماد ميشال عون سيتوجه إلى طهران في اليوم نفسه لتوجُّه العماد الرئيس ميشال سليمان إلى جدة وانه سيلقى من الرئيس محمود احمدي نجاد وجنرالات الحرس الثوري خير استقبال ومن نوع الحفاوة الايرانية بالمشاكس الاميركي اللاتيني رئيس فنزويلا (العسكري سابقاً هو الأخر) تشافيز.

كما كنا في غنى عن ان تنام نواطير أمن لبنان عن وافدين وبالذات في هذه الظروف الدقيقة.. خصوصاً ان كل وافد غريب إلى لبنان غير واضح الهوية والقصد بلحية مكثفة أو شعر رأسه اشقر، إنما هو آت لغرض في نفس تضمر الشر أو التخريب أو تعكير الصفو لتفريق الصف... والله اعلم.

 

ميشال عون وصف المرجع السياسي للطائفة السنية بالسارق.

موقع تيار المستقبل/حسناً فماذا عنك يا ميشال عون؟السارق هو انت، الذي طلبت من ادارة البنك اللبناني للتجارة – فرع الحازمية بتحويل مبلغ وقدرة 5 ملايين دولار اميركي من اموال الخزينة اللبنانية الى حسابك الشخصي في فرنسا (كتاب الياس الهراوي – عودة الجمهورية من الدويلات الى الدولة لكميل منسى صفحة 200) ، وتحويل 5 ملايين دولار اخرى الى حسابك الشخصي في فرنسا بتاريخ 12/11/1989 (المرجع نفسه صفحة 201).

السارق هو انت ياميشال عون واعوانك. فالرئيس الراحل الياس الهراوي يقول في كتاب عودة الجمهورية من الدويلات الى الدولة، انه تمكن قبل انهاء عملية التمرد التي قام بها ميشال عون من الحؤول دون تحويل سبعة عشر مليوناً وستمئة دولار اميركي الى خارج لبنان حين طلب احد الوزراء الذين عينهم ميشال عون، وهو يشغل منصباً رفيعاً من موظف كبير في وزارة الاقتصاد الوطني، ان يتوجه بعد انتهاء الدوام الرسمي الى مبنى الوزارة ليوقع الى جانب توقيع الوزير امراً موجهاً الى عدد من المصارف بتحويل المبلغ وهو ثمن المحروقات وحصيلة جباية فواتير الهاتف والكهرباء الى احد البنوك في الخارج.

السارق يا ميشال عون هو انت ،سرقت الاموال والمجوهرات التي تبرع بها الشعب اللبناني في القصر الجمهوري اثناء حرب التحرير.

السارق هو انت يا ميشال عون، والدولة اللبنانية اقامت دعاوى عليك عندما هربت الى السفارة الفرنسية تاركاً زوجتك واولادك في ملجأ القصر الجمهوري.

هدف هذه الدعاوى تحصيل الاموال المسروقة التي هي ملك الشعب اللبناني والعفو الذي اقره مجلس النواب والذي شمل القضايا الجزائية من حيث الجرائم التي ارتكبتها بحق لبنان وشعبه كاغتصاب سلطة ،وإمرة عسكرية، واثارة حرب اهلية لم يشمل القضايا المالية، لا يحق لاحد العفو عن اي شخص في ذمته اموال متوجبة لخزينة الدولة. ملفك قذر جداً يا ميشال عون. ما افصحك حين تتحدث عن الفضيلة. هذا في الجانب المالي، اما في الجانب السياسي فملفك اكثر وساخة وقذارة وتفوح منه رائحة نتنة لا تزيلها كل مساحيق العالم. انت يا ميشال عون من ارتكب مجزرة الاونيسكو في بداية الحرب التي اعلنتها على حليفك الجديد في الشام.

انت قلت بانك لم تأمر مدفعيتك باطلاق القذائف على اهل بيروت، ولا تتحمل مسؤولية المجزرة التي وقعت في الانيسكو، وذهب ضحيتها تلامذة واطفال ابرياء من اهل بيروت. انت يا ميشال عون الذي ارتكب مجزرة الاونيسكو، وانت الذي قتلت الاطفال الابرياء من اهل بيروت وهم في طريقهم الى مدارسهم.

هم مثواهم الجنة والقتلة المجرمون امثالك مثواه جهنم وبئس المصير. انت يا ميشال عون من هرب الى السفارة الفرنسية لاجئاً مع اللواءين عصام ابو حمزة وادغار معلوف بعد ان تركت زوجتك واولادك في ملجأ القصر الجمهوري. والمعيب ان زوجة ميشال عون لم تكن تعلم ان زوجها المغوار قد ترك القصر الجمهوري وهرب الى السفارة الفرنسية. فعندما دخلت القوات السورية الى قصر بعبدا توجه احد الضباط السوريين واسمه علي ديب الى الطبقة السفلى حيث زوجة عون وقال لها بعد التحية: " سيدتي تربينا على احترام السيدات. لديك الوقت الكافي لاتخاذ قرارك. اذا شئت البقاء فنحن هنا حراسك وان قررت الرحيل فسنواكبك الى حيث تريدين الذهاب". فجمعت اغراضها وابدت رغبتها في اللحاق بزوجها ،في هذة الاثناء وصل ايلي حبيقة الى السفارة الفرنسية الى حيث كان زوجها المغوار لاجئاً.

وماذا بعد يا ميشال عون... انت المسؤول عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى في صفوف الجيش اللبناني لانك تركتهم وهربت الى السفارة الفرنسية ولم تتصل بمدير العمليات في وزارة الدفاع لاعطاء الاوامر بوقف القتال، وتبليغه الى المسؤولين العسكريين على الارض، فاستمر قسم من الجنود في القتال، في حين ان قسماً من الجيش الشرعي سمع بياناً لعون يطلب فيه وقف اطلاق النار فاوقف المواجهة، لكنه تعرض الى نيران كثيفة ادت الى وقوع مئات الضحايا في صفوفه خاصة في منطقة ضهر الوحش وبيت مري وبسوس. يداك ملطختان بدماء الاطفال من ابناء بيروت في الاونيسكو وشهداء الجيش الذي سقطوا في ضهر الوحش وبسوس.

وماذا بعد يا ميشال عون؟ تتهم الآخرين بالخيانة، وانت الذي ارسلت ثلاثة اشخاص الى اسرائيل لمقابلة المسؤول الصهيوني اوري لويراني "ما غيرو" ،وطلبت منهم طرح عدد من الاسئلة عليه، فانتقلوا الى بلدة المطلة حيث التقوا المسؤول الاسرائيلي ولم يحصلو على اجوبة عن الاسئلة التي طرحت.

اخيراً نقول: ما افصحك يا ميشال عون حين تتحدث عن الفضيلة وانت الغارق بالرذيلة حتى اذنيك.

 

كلمة العماد ميشال عون في الذكرى 18 لأحتلال السوري المناطق المحررة في 13 تشرين الأول سنة 1990
11 تشرين الأول/2008
كيف سيكون الإصلاح ومتى؟ فبالتأكيد يمر بالانتخابات النيابية. العماد عون: المجتمع اللبناني عامة والمسيحي خاصّة معرّض لأكبر محاولة إغراء في تاريخه؛ فالبترودولار متوافر بكثرة.
نلتقي اليوم في الذكرى الثامنة عشرة للثالث عشر من تشرين، وقد زالت النتائج العسكرية والقانونية التي ترتَّبَت على أحداث ذلك النهار المشؤوم من تاريخنا. لكنّ المؤسف والمؤلم معاً أننا لم نبرأ بعد من المفاعيل النفسية التي أصابتنا في الصميم. كما وتفاقمت المفاعيل الاقتصادية، فأقعدتنا معنوياً ومادياً، بحيث احترفنا التسول، نتعاطاه كأنّه من عاداتنا وتقاليدنا، ونتناقل ببغائياً شائعات تسمم أفكارنا، مهملين الإصغاء إلى الحقيقة التي تعزز الثقة في ما بيننا، وتقوي منعتنا في مواجهة التضليل الذي أصبح عِلماً وسلاحاً يهدم حصون أقوى المؤسسات.
منذ ثمانية عشر عاماً ولبنان يعيش مساراً انحدارياً في مختلف قطاعات الحياة العامة. ومن الصعب أن نسجّل نقاطاً ايجابية للحكومات المتعاقبة. وما يبدو لنا أحياناً أنّه إنجازات، لا يتعدّى كونه بضعة مشاريع باهظة الكلفة، شكّلت مصدر إثراء غير مشروع لأصحابها؛ فما زلنا نعيش مفتقرين إلى الماء والكهرباء والدواء، والى النقاوة في الهواء الذي تلوثه مكبّات النفايات. وكذلك إلى الأمن والطمأنينة على مختلف الأراضي اللبنانية. ومع هذه القلّة المتزايدة في تأمين حاجاتنا الحياتية، تكثر ديوننا ويزداد جوعنا ويتبخّر أمننا مع حملات الوافدين إلينا من كل حدبٍ وصوب، وكأننا دخلنا في عصر غزوات جديد.
في أواخر نيسان من العام 2005 ظن اللبنانيون بأن السيادة قد عادت إلى لبنان في ظل الانتفاضة الشعبية التي تلت اغتيال الرئيس الحريري، وأن عهد الوصاية قد انتهى بانسحاب القوات السورية من لبنان. غير أن الواقع بدا مختلفاً، فاتفاق الطائف كان قد وضع لبنان في ظل كوندومنيوم سوري ـ سعودي تحت رعاية أمريكية. وما حدث في العام 2005 لم يكن سوى انسحاب البعد الأمني من المعادلة وبقاء التبعية السياسية للمملكة العربية السعودية والإدارة الأمريكية؛ فكان الخلل الكبير الذي قوض استقرار لبنان مجدداً.
وكان التفاهم الرباعي الذي تفجّر مطلع العام 2006 بسبب نقض الوعود التي أعطيت لحزب الله خلال الانتخابات، والتي تقضي بالمحافظة على سلاحه ودعمه في عدم تنفيذ القرار 1559.
وبالرغم من تأكيد الحكومة في بيانها الوزاري على " الحق الوطني للشعب اللبناني في تحرير أرضه والدفاع عن كرامته في مواجهة الاعتداءات والتهديدات والأطماع الإسرائيلية والعمل على استكمال تحرير الأرض اللبنانية..." ، حاولت قوى 14 شباط استمالتنا لتشكيل جبهة ضد حزب الله لعزله ومن ثم مواجهته. لكنّنا، وتقديراً منا لخطورة هذا الموقف، وما يمكن أن يترتب عليه من حالة صدامية مشابهة لما حدث مع حزب الكتائب في العام 1975، رفضنا الانضمام لهذه الجبهة واقترحنا تصور حلٍ يحفظ حقوق لبنان والمقاومة، ويشكل مخرجاً مشرّفاً لجميع الأفرقاء. وفي ضوء قبول هذا الحل أو رفضه من قبل حزب الله يُتّخذ الموقف المناسب.
وقد تكشّف لنا بعد هذا العرض بأن ما كان مرسوماً لدى قوى الغالبية يختلف تماماً عمّا قدّمناه، لا بل يتناقض معه، فافترقنا.
ولما كانت جميع الأطراف المعنية، المحلية والدولية، تفتقر إلى إطار لتطبيق القرار 1559، ما سيؤدي إلى وضع لبنان في مواجهة مع المجتمع الدولي- وقد عبّرنا عن ذلك مراراً وتكراراً منذ صدور هذا القرار؛ وإدراكاًً منا لخطورة الموقف، وبالرغم من الإنذارات المتكررة التي وُجِّهت إلينا من أهم المراجع الخارجية، والتي تحذّرنا من التلاقي مع حزب الله، قرّرنا السير بمشروع التفاهم... التفاهم الذي أعلنّاه في 6 شباط من العام 2006 ، والذي رفضه فريق البريستول مع القوى الخارجية التي دعمت، في ما بعد، حرب تموز.
وبالرغم من المواقف المعادية لهذا التفاهم من بعض الداخل ومن الواقع الدولي، فإنّه أعاد الثقة بين شرائح كبرى من اللبنانيين، فزادت طمأنينتهم، وسقطت الحواجز النفسية الموروثة والمتراكمة منذ عقود مليئة بالأحداث الدامية، وترسخ التسامح بين مكونات المجتمع اللبناني.
وأعاد التفاهم أيضاً التوازن السياسي والشعبي الذي كان العامل الأول في احتواء التفجيرات الأمنية ومنع تحويلها إلى حروب أهلية، وقد شكّلت فقراته العشر منطلقاً للحوار اللبناني - اللبناني، الذي أدى إلى إنجاز قانون الانتخاب، وإقرار تصورٍ للتعامل مع السلاح الفلسطيني، وللعلاقات مع سوريا بما فيها معالجة قضية المفقودين والموقوفين، وصولاً إلى اعتماد مبدأ الإستراتيجية الدفاعية عن لبنان.
وفي ما يتعلق بحرب تموز، فقد كان لهذا التفاهم الدور الأبرز في إعداد وتحضير الرأي العام اللبناني بصورة عامة، والمسيحي بصورة خاصة، لقبول ودعم المواقف الوطنية، متخطياً السياسات التقليدية القائمة على التناقضات الموروثة منذ قرون، ونقل الصراع في لبنان من صراع طائفي إلى صراع سياسي، وتأسيس فكرة الدولة القائمة على الخِيارات الوطنية والسياسية، لا على الانتماء المذهبي. وقد خطونا الخطوة الأولى باتجاه الدولة المدنية التي تقوم على مفهوم المواطنة.
كم كان يؤخذ علينا نضالنا ضد الوجود السوري في لبنان، وكم كنّا نُتَّهم بالعدائية لسوريا بالرغم من تأكيدنا مراراً وتكراراً، وفي أحلك الظروف، أننا نريد أن نبني معها أفضل العلاقات، ولكن بعد خروجها من لبنان، وضمن إطار احترام سيادة البلدين. وها نحن اليوم في وضعٍٍ بات يؤخذُ علينا شرفُ المحافظة على الالتزام بالكلمةِ- الموقف، واحترام الصدقية في التعاطي مع القضايا المصيرية التي تحتم علينا علاقات طيبة مع الدول الشقيقة والصديقة. حتى أننا أصبحنا نُتَّهم بالتبعية لسوريا، وكأن احترام علاقات حسن الجوار والشرائع الدولية أصبح مذلّةً في لبنان، وأصبحت قواعد التعاطي مع الآخرين تلزمنا الخروج عن المعايير الأخلاقية والقانونية بدل الإلتزام بها.
وما لبثت الأحداث أن انتقلت من السجال حول العلاقات مع سوريا الى حرب ضارية شنتها إسرائيل على لبنان في تموز من العام 2006، وقد تركت هذه الحرب أثارها وتسببت بانقسامات سياسية حادّة في مجلس الوزراء. هذا بالإضافة إلى الخسائر التي تعرّض لها لبنان بسبب العدوان الإسرائيلي على بنيته التحتية والمصانع والمنازل، وما ألحقه بنا أيضاً من خسائر جسيمة في الأرواح وتدميرٍ هائلٍ في الممتلكات العامة والخاصة؛ وإدراكاً منا بضرورة ضبط الخطاب السياسي على مستوى مسؤول، ووضع التعويض عن الخسائر في سلم أولويات عادل، دعونا إلى قيام حكومة وحدة وطنية تعالج هذه المواضيع بمسؤولية، تجمع بين مختلف الأفرقاء اللبنانيين. لكن، وللأسف، جوبهنا برفض قاطع، وبخطاب بعيد كل البعد عن روح المسؤولية، وسط جهل تام لمفاعيل الأزمة التي تكوّنت أثناء الحرب. وصار الكلام اللامسؤول الذي أدلى به نواب القوى الحاكمة يدل على مدى هذا الجهل في إدراك تطور الوضع نحو الأسوأ. وبنتيجة عدم التقدير، تصاعدت الأزمة واستقال الوزراء الشيعة من الحكومة، فضلاً عن وزير البيئة، ففقدت ميثاقيتها وأصبحت مخالفة للدستور... فكانت المظاهرات الضخمة والاعتصام التاريخي اللذان لم يعرف لهما لبنان مثيلاً.
وتذكرون كيف رفض رئيس الحكومة الاستقالة، مفضلاً حماية الشريط الشائك والبقاء في السراي على تعديل حكومته أو استقالتها. وطالت الأزمة وتجاوزت السنة ونصف السنة وتعطلت انتخابات الرئاسة. وكلّ هذا في سبيل الاستئثار بالسلطة، وعدم إشراك الآخرين فيها. وهكذا، أطاحت القوى الحاكمة بجميع المواثيق الدستورية والتقاليد السياسية للديمقراطية التوافقية المعتمدة في لبنان.
واستمرت استفزازات السلطة للمعارضة بتحرشات في أماكن مختلفة من الأراضي اللبنانية بغية استدراجها إلى صدامات مسلحة، ولكن المعارضة برهنت عن طول أناة وحكمة، مفضلة استيعاب الأحداث والخسائر محافظة على الديمقراطية بدل الدخول في معادلة قوة تحسم الموقف من خلالها لمصلحتها.
وخلال هذه المدة عززت القوى الحاكمة قوتها السياسية بميليشيات مسلّحة ظناً بأنها قادرة على خلق معادلة قوة لمصلحتها، مشيعة بين أزلامها ومحبّذيها أنّ الدعم سيأتيها من الخارج، وما عليها إلا أن تصمد لمدة قصيرة في أي نزاع مسلح قد يطرأ. وما أن ظنّت أنّ ساعدها قد اشتدّ، حتى اتّخذت قرارات استفزازية بحق المقاومة، فكان السابع من أيار وما تلاه.
ثمّ كان مؤتمر الدوحة الذي عدنا فيه إلى مطلبنا الأول بعد نهاية حرب تموز، أي إلى ضرورة تشكيل حكومة الوَحدة الوطنية، وإقرار قانون جديد للانتخابات، وإجراء انتخابات رئاسية. ولو كانت القوى الحاكمة قد اقتنعت منذ البداية بمكوّنات الحل، لكنّا وفّرنا على أنفسنا وعلى الوطن سنتين من المتاعب والخسائر المادية والمعنوية والأرواح البريئة. وأهم من ذلك أنّنا كنا وفّرنا على مجتمعنا هذا الفرز المذهبي الذي لم يعرف له لبنان من قبلُ مثيلاً، حتى في أحلك أيام تاريخنا. وكلّ ذلك بفضل حفنة من الطارئين على السياسة الوطنية والجاهلين للتاريخ، الذين دأبوا على تحويل الوطن إلى شركة والمواطنين إلى زبائن.
وبعد مؤتمر الدوحة، دخل لبنان مرحلةً جديدة، وتألفت حكومة ائتلافية شارك فيها التيار الوطني الحر وتكتل التغيير والإصلاح. وإذا كان حجم مشاركة المعارضة في الحكومة لا يمكّنها من إصلاح ما يجب إصلاحه، فإنّه يوفّر لها إمكانية منع حصول شطط في بعض المواضيع الأساسية التي تحتاج لإقرارها إلى ثلثي مجلس الوزراء كما ينصّ الدستور. أمّا ما يقدّمه التيار اليوم من خلال مشاركته في الحكم، فهو أسلوب شفاف وفعّال، يأخذ على عاتقه المشاكل العامة ويضع لها الحلول المناسبة محترماً المعايير الأخلاقية والقانونية؛ فعمله في هذه المرحلة يبقى محصوراً في نطاق الوزارات التي يشغلها، حيث يبذل ممثلوه في الحكومة جهداً متواصلاً يعطي عملهم فارقاً نوعياً بدأت تظهر تباشيره للرأي العام.
إن تجربتنا في الحكومة أعطتنا فكرة واضحة عن المستنقع الذي تعيش فيه الإدارة، فهي مشلولة الإرادة والمبادرة وتعيش حالات انتظار وركود وكأنها مصابة بكسل مزمن لأن السلطة التنفيذية المسؤولة عن تحريكها ودفعها تسير بها على نمط مصالحها الخاصة وليس على نمط حاجات المجتمع.
وتجربتنا مع مجلس النواب أعطتنا اليقين بأنه لا إصلاح ممكناً من دون أكثرية واعية لمسؤولياتها، تحترم الدستور وتنقّي القوانين من الثغرات التي تفسح المجال للفساد والإفساد، كما تحاسب الحكومة على تجاوزاتها للقوانين المرعية الإجراء؛ فما نلمسه كل يوم هو ذلك التواطؤ القائم بين الحكومة والأكثرية التي تغطي مخالفاتها.
وهنا علينا أن نميّز بين ما هو خاضع لنا في ممارسة الحكم وبين ما هو خاضع لإرادة الحكومة ككل، وما نتوخاه اليوم من مشاركتنا هو نموذج سليم في الأداء أكثر مما هو إصلاح في بنية الدولة التي نخرها الفساد على المستويات كافة، ليطال رأس الحكومة الذي يجيد الهروب من الإجابة على الأسئلة المحددة بأسلوبه الشعري، يغطيه تواطؤ مزمن مع أكثرية المجلس. ومن هذه الحقيقة التي نعيشها كل يوم، تكوّنت لدينا قناعات بأن لا مجال للإصلاح إلا من خلال مجلس نواب قادرٍ على تكوين سلطة تحترم المواثيق والدستور والقوانين، وعلى محاسبتها على تجاوزاتها وأخطائها.
من المفروض في الأنظمة البرلمانية الديمقراطية أن تنبثق السلطة التنفيذية من مجلس نواب منتخب وفقاً لقانون يسمح بالتمثيل الصحيح للشعب. لكن، في لبنان، وخلال العقدين الماضيين كان مجلس النواب ينبثق من السلطة التنفيذية من خلال قانون انتخابات يسمح بتزوير الإرادة الشعبية عبر تحديد دوائر انتخابية تسمح بالتلاعب بأرجحيات أصوات الطوائف.
من هذا المنطلق، كان صراعنا مع القوى الحاكمة لاستصدار قانون جديد للانتخابات يسمح، ولو جزئياً، بتحسين الوضع التمثيلي للشعب اللبناني، ويعطيه أملاً بالتغيير. وهذا ما يتيح لنا في الانتخابات القادمة فرصة انتخاب أكثرية مؤيدة للإصلاح، لأنّنا من غير ذلك، عبثاً نحاول محاربة الفساد المتجذّر في بنية الدولة، والذي أصبح مستساغاً لدى شريحة كبرى من اللبنانيين. وقد بدأ هؤلاء اليوم بإفساد العملية الانتخابية من خلال "جودهم" المقنّع بمساعدة المحتاجين.
لقد سرقوا حقوقنا فجعلونا فقراء معوزين، و"تحننوا" علينا بنزر يسير من مالنا فحولونا متسوّلين بعد أن كنا أصحاب حقوق، وهكذا صار السارق محسناً وصاحب الحق متسولاً، وصح قول الشاعر: " جَوْعانُ يأكُلُ مِنْ زادي وَيُمسِكني حتَّى يُقالَ عَظيمُ القَدرِ مَقْصُودُ"
فلنتذكّر، منذ ستة عشر عاماً من بدأ بتحميل الخزينة ديوناً أصبحت اليوم خمسين ملياراً وما زالت تتصاعد؟
من زاد البطالة وأفقر الناس فباعوا أرزاقهم وهاجروا؟
من قصّر في ضبط الأمن فزادت الجريمة؟
من تدخّل في استقلالية القضاء ولطّخ سمعته؟
من دمّر القطاع الزراعي وهجّر المزارعين؟
من أهمل الصناعة الوطنية لإلحاقها بالزراعة؟
إن اللائحة تطول لتشمل جميع قطاعات الإنتاج ولا من يسأل ولا من يجيب ولا من يحاسب.
إن مفهوم الدولة قد انهار بضوابطه الأخلاقية والقانونية والإنسانية، ولا يمكن أن يتم إصلاحٌ جزئيٌّ في بنيتها المهترئة، ولذلك يجب أن تكون نظرتنا إلى الإصلاح شاملة تغطي القطاعات كافة. أما كيف سيكون الإصلاح ومتى؟ فلنا معكم إليه عودة مفصلة، ولكنه بالتأكيد يمر بالانتخابات النيابية.
وأخيراً، نجد من أول واجباتنا أن نذكّر المجتمع اللبناني عامة والمسيحي خاصّة أنه معرّض لأكبر محاولة إغراء في تاريخه؛ فالبترودولار متوافر بكثرة، والحاجة أكثر، والتحدي كبير وكذلك المسؤولية.
ومن أهم ما جاء في الإنجيل ألا نسقط في الإغراء ونعبد ربين ألله والمال
فشراء الضمير سلّم المسيح للصلب مرّة، ولكنه غلب الموت وقام؛ فلا تدعوا ضمائركم تصلب لبنان، ففي هذه المرة لن تكون قيامة.