المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم13  تشرين الأول/2008

إنجيل القدّيس متّى .51-45:24

فمَن تُراه الخادِمَ الأَمينَ العاقِل، الَّذي أَقامَهُ سَيَّدُه على أَهلِ بَيتِه، لِيُعطيَهُمُ الطَّعامَ في وَقتِه؟ طوبى لِذلكَ الخادِمِ الَّذي إِذا جاءَ سيِّدُه وَجَدَه مُنصَرِفاً إِلى عَمَلِهِ هذا!

الحَقَّ أَقولُ لَكم إِنَّه يُقيمُه على جميعِ أَموالِه. أَمَّا إِذا قالَ الخادِمُ الشِّرِّيرُ هذا في قَلْبِه: «إِنَّ سيِّدي يُبطِئ»، وأَخَذَ يَضرِبُ أَصحابَه، ويَأكُلُ ويَشرَبُ مَعَ السِّكِّيرين،

فيَأتي سَيِّدُ ذلكَ الخادِمِ في يَومٍ لا يَتَوَقَّعُه، وساعَةٍ لا يعلَمُها، فيَفْصِلُه ويَجزيه جَزاءَ المُنافقين، وهُناكَ البُكاءُ وصريفُ الأَسنان.

 

 

القدّيس هيرونيمُس (347-420)، كاهن، ومترجم الكتاب المقدّس وملفان للكنيسة

"فيَأتي سيّدُ ذلك الخادم"

قالَ يسوع المسيح: "فيأتي سيّد ذلك الخادم..."، ليعلّمهم أنّ الربّ سيأتي في الوقت الذي لا يتوقّعونَه، ليثير بذلك فضول أتباعه وإهتمامهم. ثمّ أضافَ: "يفصلُه"، ليس كما يقسم الشيء إلى نصفين بالسيف، بل يفصله عن جماعة القدّيسين. أو "يفصلُه"، عندما تعود الروح (أي الموهبة الروحيّة)، إلى الله الذي وهبَها، بينما تنزل النفس مع الجسد إلى الجحيم. على عكس ذلك، لا ينبغي أن يخشى البارّ هذا الإنفصال، فيما تتّجه نفسه إلى ملكوت السموات مع الروح، أي مع موهبة الروح التي كانت تُحييه. أمّا أولئك الذين انقسموا، فهم لا يحتفظون بتلك العطيّة الروحيّة التي نالوها من الله، بل يكتفون بما هو لهم، أي النفس التي ستُعاقب مع الجسد. "ويَجزيه جَزاءَ المُنافقين". أي مع أولئك الذين كانوا إمّا في الحقل، أو مُنشغلين في الطحن بالرَّحى، لكنّهم تُرِكوا؛ فنحن غالبًا ما نقول إنّ المُنافق مختلف عمّ يبدو عليه؛ هكذا، فإنّ أولئك الذين كانوا في الحقل أو مُنشغلين في الطحن بالرَّحى، بدوا وكأنّهم يقومون بالأعمال نفسها، لكنّنا شاهدنا الفرق في النوايا. أو ينال جزاء المُنافقين، أي العقاب المزدوج من النار والبرد.

 

من شارل مالك إلى ميشال عون

بيار عطالله/النهار

"ان ننسى لن ننسى" عنوان اختاره المفكر شارل مالك في معرض التذكير بالشهداء الذين سقطوا دفاعا عن السيادة والحرية والتعددية في هذه البلاد. ورغم تعاقب السنين على هذا الشعار الا اننا لا نزال نستعين به لنتذكر شهادة من سقطوا كي لا يطويهم النسيان في زمن تبدلت فيه المفاهيم والتبست لدى الكثيرين وخصوصا في شأن من سقطوا دفاعاً يوم الاجتياح السوري في 13 تشرين الاول 1990.

امضيت ثمانية اعوام مراسلا لجريدة "النهار" في العاصمة الفرنسية وكنت في كل ذكرى 13 تشرين اذهب الى العماد ميشال عون واحصل منه على تصريح عن هذه الذكرى، وما جرى في ذلك اليوم من مجازر وعمليات خطف واعتقالات وقتل وسرقة وتدمير واسقاط لرموز الشرعية اللبنانية. وفي عام 2000 قال عون متذكرا ما جرى: "وقعت المعركة واخذ الطيران السوري يقصفنا وعندها اعطيت الامر الى الجيش بوقف النار وسلمت الامرة الى اميل لحود (ليس الرئيس العماد) الذي اعطى الامر ايضا بوقف النار، لم يلتزم الجيش السوري واستمر في هجماته مما ادى الى استشهاد 120 عسكريا من قواتنا والمدنيين او جرت تصفيتهم(...)

عمد السوريون الى ارتكاب مجازر في حق العسكريين اللبنانيين الاسرى ووجدت جثث الكثير من الشهداء وآثار التكبيل على معاصمهم ومصابة برصاصة في مؤخر الراس، وهؤلاء اعدموا في ضهر الوحش وعند حائط كنيسة الحدث. ووجدت اربع جثث لعسكريين اعدموا شنقا في تلة تمرز قرب بعبدات، وهذا لا يعني انهم قتلوا خلال المعركة. اضافة الى 15 مدنيا اعتقلوا في بلدة بسوس وجرت تصفيتهم. اما العسكريون المتمركزون في موقع دير القلعة – بيت مري والذين كانوا يتبعون اللواء العاشر فلم يقتل اي منهم خلال المعركة مع السوريين، وكذلك الراهبان الانطونيان شرفان وابو خليل اللذان شاهدهما الاهالي وتحدثوا معهما بعد هدوء المعارك. لكن الجيش السوري لم يتعامل معهم كجيش صديق بل اسر العسكريين اللبنانيين والراهبين واخفى آثارهم جميعا علما انهم شوهدوا في قافلة للجيش السوري في بلدة قرنايل وجرى تجميعهم في بحمدون في اشراف الامن السياسي السوري ورئيسه غازي كنعان. ونقلوا من هناك الى السجون السورية، ثم سلمت وزارة الدفاع الوطني بعد مدة بلاغات الى اهالي الضباط والجنود تفيد بوجودهم في السجون السورية وبعضهم زارهم هناك (...)".

وسأل عون آنذاك: "اذا كانوا قتلوا خلال المعركة كما يدعون فأين هي رفاتهم وهل يعقل ان يختفي رماد 35 عسكريا وراهبين هكذا؟".

واعتبر عون ان المعتقلين في 13 تشرين 1990 ليسوا مفقودين ولا مخطوفين بل اسرى لدى الجيش السوري الذي يتحمل المسؤولية كاملة تجاه القانون الدولي، خصوصا ان هؤلاء لم يفقدوا في ظروف مجهولة ومن اسرهم معروف جدا وليس ميليشيا ولا عصابة بل القوات السورية النظامية التي ترئسها هيئة اركان وقادة الوية ويمكن القيادة السورية ان تجيب عن هذه الاسئلة خلال ساعة واحدة(...)".

عام 2008، اي 18 عاما بعد الاجتياح السوري اعلن النائب العماد ميشال عون وفي مؤتمر صحافي ان لا معتقلين له في السجون السورية. ثم اتبع تصريحه بآخر في 21 تموز 2008 بتحوير ملف المعتقلين في السجون السورية وربطه بقضية المفقودين في الحرب اللبنانية الامر الذي تلقفته القيادة السورية بلسان وزير خارجيتها وليد المعلم الذي دعا المطالبين بحل قضية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية الى البحث عنهم في المقابر الجماعية في لبنان منهياً بذلك كل نقاش في هذا الموضوع الخطير جدا والممهور بدم العشرات لا بل المئات من المواطنين اللبنانيين.

في ذكرى 13 تشرين الاول 1990 يحتاج النائب العماد ميشال عون الى تقديم اعتذار كبير الى عسكريي جيشنا اللبناني والانصار وكل المناضلين الذين قاتلوا تحت لوائه من اجل قضية الحرية والسيادة والاستقلال، ومنهم من سقط وهو يقاتل حتى الرمق الاخير في ضهر الوحش وبيت مري والدوار وغاليري سمعان ومنهم المعوّقون والجرحى ومنهم من يتضور جوعا في يومنا هذا. لا ينفع التذكر بعدم تكافؤ القوى العسكرية وبسقوط الخطوط الحمر وبالاتفاق السوري – الاميركي – الاسرائيلي لتبرير ما جرى في 13 تشرين الاول 1990 ولا ما جرى قبلها. ولا ينفع التذرع بمواجهة ما يسمى الهيمنة السنية واستعادة حقوق المسيحيين لتبرير التخلي عن قضية 13 تشرين 1990 في الحرية والاستقلال.

عندما دخلت الجيوش السورية والاسرائيلية والفلسطينية الى لبنان كانت تجد دائماً من يصفق لها فرحاً لكن هذا التصفيق كان ينتهي دائماً بالتصفيق لمشهد النعوش الملفوفة بالعلم اللبناني. لذا وجب الاعتذار من اهالي الشهداء والعودة الى الثوابت التي سقط من اجلها ابطال 13 تشرين الاول 1990.

 

زيارة عون لإيران ترسم معالم نهايته السياسية في لبنان

لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

استمر دونكيشوت "التيار الوطني الحر" ميشال عون في بيروت, بمحاربة الطواحين السعودية والاميركية من على صهوة ايرانية ورسن سوري مهلهل, في قفزة ارتماء كلي في حضني محمود احمدي نجاد وبشار الاسد, بعد الانزلاق الكامل على عتبات "حزب الله" وتوابعه من عملاء سورية في لبنان, وذلك بعدما لفظته الدول القوية المحترمة, ورفضت التعامل معه واستقباله او حتى محاورته, لان تصرفاته الهوجاء وحملاته الاعلامية غير المتزنة التي تشبه القنابل الصوتية التي لا تأثير لها على احد, اعادته الى حالاته النفسية المعقدة السابقة التي وجد نفسه فيها في مواقف مأساوية مثل اعلان "حرب التحرير" على سورية و"حرب الالغاء" على "القوات اللبنانية" التي كانت خلال تلك الفترة تمثل ضمير المسيحيين في لبنان, و"حرب الجنون" على الولايات المتحدة, ما دفع به الى الهروب من قصر بعبدا في "صندوق فرنسي" للاقامة في باريس خمسة عشر عاما خوفا من ان تسلمه واشنطن الى حافظ الاسد الذي كان يطالب به لمحاكمته في دمشق.

وحيال رفض المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة مرارا وتكرارا تحديد مواعيد طلبها عون لزيارتهما بعد الانسحاب السوري من لبنان عام 2005 وانكشاف انقلابه على ذاته ومؤيديه وأتباعه بالنزوح نحو دمشق وطهران عبر "حزب الله" الذي اغرقه بكل ما كان يشتهيه ولم يحصل عليه من الاطراف الداعمة لاستقلال لبنان وسيادته وحريته الكاملة, وهنا يقال "ان التيار العوني قبض خمسة ملايين دولار من المال الايراني (النظيف) مقابل توقيع ورقة التفاهم مع الحزب الفارسي في لبنان" - حيال هذا الاهمال السعودي - الاميركي الذي تبعه اهمال اوروبي مماثل, لم يعد امام الجنرال اليائس سوى الارتماء في الحضنين الايراني والسوري بحثا لنفسه عن مكان داخل المعادلة الوطنية الجديدة التي جمعت المسيحيين والسنة والدروز وقسما من الشيعة على محاربة الدولتين المارقتين المعزولتين عن المجتمع الدولي والمرشحتين في اي وقت لان تلقيا مصيري العراق وافغانستان.

وتقول اوساط عونية سابقة انسحبت من "التيار" لهذه الاسباب "غير المنطقية واللا معقولة التي تذرع بها الجنرال المهزوم في كل مراحل حياته", ان زيارة عون الى ايران "التي استهلها امس بحملة شعواء على الرياض وواشنطن كورقتي اعتماد يقدمهما الى نجاد وخامنئي وتوابعهما, ستنقلب نتائجها عليه على الساحة المسيحية هزائم اخرى من شأنها ان تنهي حياته السياسية بعد الانتخابات النيابية المقبلة العام الآتي ليواجه مع المنتصر الجديد في تلك الانتخابات مساءلات وربما استجوابات ومحاكمات على كل ما ارتكب في حق لبنان واللبنانيين من كوارث دموية وتآمر على الدولة مع اعدائها الايرانيين والسوريين".

واكد احد الساسة المقربين من القصر الجمهوري في بعبدا امس ل¯ "السياسة" في اتصال به من لندن, ان الرئيس ميشال سليمان "الذي رفض باستمرار الاخذ بمطالب عون منذ عودته الى لبنان من منفاه في فرنسا لانها كانت كلها بمثابة اوامر لا طلبات ولا تمنيات, وهذا ما ظهرت نتائجه في مؤتمر الدوحة حيث حاول جنرال الرابية حذف اسم ميشال سليمان من وثيقة ترشيحه للرئاسة, ما اذهل المجتمعين, حتى حلفاءه الايرانيين والسوريين الذين لم يسايروه في هذه الكبوة الجديدة, يدرك (سليمان) اسباب توقيت زيارة عون الى طهران بعد توقيت الزيارة الرئاسية الى السعودية وفي نفس اليوم (امس الاحد), وخلفياتها المطلوبة بالحاح من طهران ودمشق, في محاولة لاظهار سليمان بمظهر من لا يمثل المسيحيين او الشريحة الاكبر من اللبنانيين, اذ اعلن عون انه ذاهب الى ايران كممثل لمسيحيي لبنان والشرق, نكاية ايضا بالبطريرك نصرالله صفير الذي يحمل لقب بطريرك لبنان وسائر المشرق".

"الا ان هذه الحملة على سليمان - حسب السياسي المقرب منه - ستعطي رد فعل عكسيا لناحية تقويته مسيحيا ووطنيا اكثر فأكثر, وتداعي احلام عون غير القابلة للتحقق كالعادة, اذ ان الشارعين المسيحي والوطني الواقفين على طرفي نقيض مع طهران ودمشق الداعيتين الى قلب الحكم لصالح توجههما "الممانع" واقامة نظام ديكتاتوري قمعي على انقاضه, سيردان على عون بما يتناسب ومواقفه التي لا تؤدي الا لسقوط البلد وضياعه على ايدي هذه الدول والاطراف الداخلية العميلة لها, المنبوذة من كل دول المعمورة".

وكشف السياسي الصديق للرئيس سليمان النقاب عن ان "رئيس الجمهورية الممتعض كثيرا من الحشود السورية السافرة على حدود لبنان لانه لم يفكر لحظة واحدة بأن ما طرحه بشار الاسد في قمته معه في دمشق الشهر الماضي من "تنسيق" لوقف التهريب وعناصر الارهاب بين البلدين, يعني حشد 12 الف جندي سوري بهذا الشكل والاسلوب والمعنى على تلك الحدود, مستبقا بذلك اي تنسيق او تفاهم حول عمليات التهريب التي مازالت بوجود هذا الحشد الفولكلوري الضخم سائرة على قدم وساق حتى الآن". وقال ان سليمان "لا يمكن ان يفاتح العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز بأي وساطة بين المملكة وسورية لانه يدرك تماما ما فعله الاسد ضد المملكة "ردا للجميل" على الدعمين المعنوي والمادي اللذين قدمتهما السعودية, وخصوصا الملك عبدالله مذ كان وليا للعهد, لحافظ الاسد وابنه بشار طوال اكثر من عقدين من الزمن, لذلك فإن على نظام دمشق, كما حل بعض خلافاته اخيرا بالرضوخ لمطالب واشنطن وباريس, عليه ان يقلع شوكه بيديه مع السعودية التي هي ادرى بمصالحها الخاصة من اي طرف آخر".

 

مصادر عربية لفتت إلى الترابط بين مسلسل الأحداث وبين قرب صدور تقرير بيلمار

 دمشق تهدد بقلب الطاولة في حال اتهامها باغتيال الحريري

بيروت - "السياسة": ماذا يحمل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في جعبته إلى المملكة العربية السعودية?

من البديهي القول إن الملفين الأساسيين اللذين يتأبطهما سليمان في زيارته الرسمية الأولى على الرياض, هما الملفان المتعلقان بالمواضيع الأمنية والمالية, خصوصاً في الجانب المتعلق بقضية تسليح الجيش اللبناني للقيام بمهامه الأمنية في حفظ الأمن في البلاد, إلا أن مصادر مطلعة كشفت ل¯"السياسة" أن الرئيس اللبناني أعد ملفاً كاملاً يتضمن سلسلة عناوين سياسية وأمنية بالدرجة الأولى, على أن يعرضها مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز, ومنه سيدخل إلى ملف العلاقة مع سورية لإدراكه المسبق بأن العلاقة بين الرياض ودمشق في ذروة مرحلة التشنج.

وبحسب المعلومات, فإن الرئيس سليمان الذي يعرف حساسية طرح هذا الملف مع الملك عبد الله, سيحاول العبور إليه من خلال ملف العلاقة اللبنانية-السورية والوضع الأمني في لبنان والانتشار العسكري السوري الذي يتمدد تباعاً في الشمال والبقاع, فضلاً عن مخاطر تصاعد الحضور الأصولي في شمال لبنان والبقاع الغربي والمخيمات الفلسطينية في الشمال (البداوي) والجنوب (عين الحلوة).

ويدرك الرئيس سليمان أن له موقعاً مميزاً في المملكة التي قاطعت القمة العربية في دمشق بسبب العرقلة التي مارستها سورية لانتخابه في موقع الرئاسة الأولى, وأنها تقدر أداءه الحكيم خلال الأشهر التي مرت من عهده والتي تأتي مكملة لأدائه في قيادة الجيش اللبناني, ولذلك فإن الرئيس سليمان سيحاول جاهداً استثمار هذا الموقع في كثير من الملفات التي يطرحها, خصوصاً ما يتعلق منها بالعوائق التي تعترض مسار عهده حتى الآن وسيتمنى على الملك عبد الله أن يساهم لما له من موقع ودور واحترام في لبنان, في دعم المسار الذي يسلكه عهده لإعادة انضباط لبنان والصراع السياسي فيه في إطار المؤسسات الدستورية.

وتفيد مصادر متابعة للزيارة بأنها تتوقع نجاحاً كبيراً منها, إلا أن النتائج لن تكون ملموسة في لبنان لتلك الإيجابيات قبل نهاية العام الجاري, حيث تكون الملفات الحساسة قد حسمت في الاتجاهات التي تسير إليها, والتي ما تزال تشكل عقداً رئيسة أما إنجاز الحل في لبنان.

وبحسب مصادر سياسية عربية رفيعة, فإن الرئيس سليمان وكذلك الكثير من المسؤولين في الدول العربية تبلغوا ما يشبه التحذير بأن الانتشار السوري على الحدود اللبنانية جاهز للتدخل تحت مندرجات وحجج مختلفة والعودة إلى لبنان لفرض واقع جديد.

وتؤكد المصادر ل¯"السياسة" أن أي قراءة لاهداف الانتشار العسكري السوري على الحدود لا يأخذ بعين الاعتبار الاستحقاقات الآتية في ديسمبر المقبل, لا تكون قد انتبهت إلى أنها عبارة عن رسائل عسكرية أمنية تسبق صدور القرار الظني بقضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

ولفتت تلك المصادر إلى مجموعة أحداث حصلت أخيراً يجب تسليط الضوء عليها وربطها ببعضها لأنها لم تكن في سياق الصدفة أنها تحصل في فترة زمنية متقاربة جداً كما أن أحداثها متقاربة في اتجاه محدد, وقد لا تكون عملية اغتيال القائد العسكري في حزب الله عماد مغنية أولها, لكنه حتماً أبرز تلك الأحداث التي فتحت الباب على مجموعة أخرى منها المعلن ومنها ما بقي طي الكتمان, خصوصاً قضية اغتيال العميد محمد سليمان في منزله ثم الانفجار الذي وقع في دمشق والذي كان اغتيالاً لأحد أبرز ضباط فرع الاستخبارات في فرع فلسطين, ثم الاشتباك الذي وقع في مخيم اليرموك.

وأشارت تلك المصادر إلى أنه لا يجب أبداً إغفال الترابط بين هذه الأحداث, وكذلك بينها وبين الاستحقاق المتعلق بصدور القرار الظني في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وبين الانتشار العسكري السوري على الحدود اللبنانية. وكشفت تلك المصادر أن ذلك الانتشار جاء بمثابة رسالة تهديد إلى المجتمع الدولي بأن سورية مستعدة لاجتياح لبنان بحجة محاربة الإرهاب, في ضوء ما قد يحمله ذلك التقرير من معلومات واتهامات لمسؤولين سوريين. وألمحت إلى أن نشر المعلومات عن وجود أسماء نحو 120 شخصية متهمة في التقرير جاء رداً على التهديد السوري الذي لم يتوقف وإنما جاء ليتمدد من الحدود الشمالية نحو البقاع.

وبحسب تلك المصادر العربية فإن اتصالات سريعة أجرتها مصر مع كل من المملكة العربية السعودية ومع الولايات المتحدة وفرنسا من أجل استدراك خطر الانتشار العسكري وأهدافه الحقيقية التي لا علاقة لها بالتهريب ولا بما يسمى إرهاباً. الى ذلك, لا يمكن فصل عودة القنابل الليلية إلى مدينة طرابلس عن مجمل هذا المسار من التوتير الأمني, فضلاً عن تسخين الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة في الجنوب قرب صيدا. وترى المصادر أن ما يجري الآن هو محاولة سورية مكشوفة للضغط على المجتمع الدولي بتخويفه من وجود إرهاب مزعوم في شمال لبنان, ثم بتخويفه من أن سورية ستقلب الطاولة في حال جاء التقرير النهائي غير مناسب لها. على ذلك, تبدو الساحة اللبنانية مقبلة على مزيد من الشد العصبي والتوتير كلما اقترب موعد صدور تقرير المحقق الدولي دانيال بيلمار, ويبدو أن الرئيس سليمان يدرك هذه المخاوف وهو سيعمل على محاولة طرحها في زيارته إلى السعودية, من اجل تخفيف خطرها وتداعياتها على لبنان وهو ما باتت تعرفه المملكة.

 

فرار حوالي ألف عائلة مسيحية من مدينة الموصل بالعراق 

الموصل - وكالات : 12/10/2008 

 أعلن محافظ مدينة الموصل دريد كشمولة أن حوالي ألف عائلة مسيحية فرت من المدينة خلال الأيام القليلة الماضية في أعقاب موجة من أعمال العنف ضد أبناء الطائفة قتل فيها 11 شخصا منهم منذ أواخر الشهر الماضي. وقال كشمولة إن مئات المسيحيين المذعورين غادروا المدينة خلال الأسبوع الماضي فيما وصفه بحركة نزوح كبيرة. وحمل كشمولة عناصر تنظيم القاعدة مسؤولية تهجير المسيحيين داعيا الحكومة إلى البدء بحملة عسكرية جديدة لطرد عناصر القاعدة من محافظة نينوي التي مركزها مدينة الموصل أسوة بغيرها من المناطق العراقية. واضطرت العشرات من هذه العائلات إلى المبيت عند أقاربهم أو في المدارس والكنائس في الضواحي الشمالية والشرقية من المدينة والبلدات المسيحية القريبة من الموصل مثل برطلة والقوش.وقال عضو البرلمان العراق يونادم كنا إن مسلحين أضرموا السبت النار في منزلين للمسحيين في حي (السكر) من المدينة هجرهما أصحابهما مؤخرا بعد تلقي تهديدات بينما قام مسلحون آخرون بإخراج عائلة ثالثة من منزلها قبل أن يضرموا فيه النار. وأشار البروفيسور في جامعة الموصل جوزيف يعقوب إلى أن المدينة كانت تضم اكثر من 20 ألفا من المسيحيين عند الغزو الأميركي للعراق إلا أن عددهم تراجع إلى النصف بسبب تعرضهم لاعتداءات وعمليات قتل.وقال المطران لويس ساكو أسقف الكنيسة الكلدانية لمدينتي الموصل وكركوك أن المسيحيين في العراق يتعرضون لحملة (تصفية) ودعا القوات الأميركية إلى حمايتهم. وصرح ساكو أن أكثر من 200 مسيحي قتلوا منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003 إلى جانب تدمير عدد من الكنائس وأشار إلى أن هناك تصاعدا في أعمال العنف ضد المسيحيين في الآونة الأخيرة في خاصة في مدينة الموصل.

وأشار الأسقف ساكو إلى إن عدد المسيحيين كان 800 ألفا عشية الغزو عام 2003 لكن عددهم تقلص بنسبة الثلث. ولفت إلى أن المسيحيين في العراق ليس لديهم مليشيا مسلحة أو عشائر تدافع عنهم ويشعرون بالظلم بسبب تعرض عدد من أبناء هذه الطائفة للقتل دون سبب. وكان أسقف مدينة الموصل التي تضم هي وأقضيتها اكبر تجمعات المسيحيين في العراق فرج رحو قد تعرض للاختطاف على يد مسلحين في شهر مارس/اذار من العام الحالي وعثر على جثته بعد أسبوعين على أطراف المدينة. كما قتل رجل الدين المسيحي يوسف عادل في شهر أبريل/نيسان من العام الحالي في العاصمة العراقية بغداد.

 

الجيش يوقف عدد من افراد خلية ارهابية متورطة بتفجيرات طرابلس

وطنية- 12/10/2008 (أمن) صدر عن قيادة الجيش مديرية التوجيه البيان التالي: فجر اليوم، وبنتيجة للمتابعة الميدانية والتعقبات استطاعت قوة مشتركة من الجيش والامن الداخلي من توقيف عدد من افراد خلية ارهابية متورطة بتفجيرات طرابلس الاخيرة، حيث ضبط بحوزتهم حزام ناسف لاستعماله في عملية ارهابية اخرى, لا تزال هذه القوى وبجهد مشترك تتعقب المدعو عبد الغني علي جوهر احد العناصر الرئيسية في هذه الخلية. بوشر التحقيق مع الموقوفين باشراف القضاء المختص وسيصار الى اعلان المزيد من التفاصيل لاحقا".

 

وصول المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان

وطنية- 12/10/2008 (سياسة) وصل مساء اليوم إلى بيروت مايكل ويليامز الذي عيّن حديثاً منسقاً خاصاً للأمم المتحدة في لبنان. ويبدأ وليامز هذا الأسبوع جولة من اللقاءات مع المسؤولين اللبنانيين بصفته ممثلاً للأمين العام للأمم المتحدة فيلبنان. وقال بيان صادر عن مكتب الامم المتحدة في بيروت: "ان وليامز وبصفته منسقاً خاصاً لشؤون لبنان، سوف يكون مسؤولاً عن تنسيق عمل الأمم المتحدة في لبنان وممثلا للأمين العام بشأن جميع الجوانب السياسية لعمل المنظمة في البلاد. كما وسوف يكون مسؤولاً عن متابعة تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701. وأضاف البيان: "ويقع على عاتق المنسق الخاص، الذي يتخذ من بيروت مقراً له، أن يتأكد من أن أنشطة فريق منظومة الأمم المتحدة يتم تنسيقها بشكل جيد مع الحكومة اللبنانية، والجهات المانحة والمؤسسات المالية الدولية بما يتماشى مع الأهداف العامة للأمم المتحدة في لبنان". وقبل تعيينه منسقاً خاصاً للأمم المتحدة في لبنان، شغل وليامز منصب الممثل الخاص لبريطانيا في الشرق الأوسط منذ شهر آب/أغسطس 2007. وقبل ذلك، كان منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط والمستشار الخاص للأمين العام حول الوضع في الشرق الأوسط بعد أن رأس شعبة آسيا والمحيط الهادئ في إدارة الشؤون السياسية في الأمم المتحدة. وخلال سيرته الدبلوماسية، كان السيد ويليامز مستشاراً خاصاً لاثنين من وزراء خارجية المملكة المتحدة، روبن كوك (1999-2001) وجاك سترو (2001-2005).

وقد شغل ويليامز مناصب رفيعة في الأمم المتحدة في التسعينات بما فيها رئيس إدارة حقوق الإنسان في سلطة الأمم المتحدة الانتقالية في كمبوديا ومدير الشؤون الإعلامية في قوة الأمم المتحدة للحماية في يوغوسلافيا سابقاً. أمّا خبرته السابقة، فتتراوح بين العمل في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، والخدمة العالمية للبي بي سي، ومنظمة العفو الدولية. وهو عضو في اللجنة التنفيذية التابعة للمعهد الملكي للدراسات الدولية وفي مجلس المعهد. وقد كتب بإسهاب في مواضيع السياسات الآسيوية، والأمن الدولي وحفظ السلام. ولد السيد مايكل ويليامز في 11 حزيران/يونيو 1949 في بريدغاند، بلاد الغال. يحمل إجازة في العلاقات الدولية من جامعة يونيفيرسيتي كولدج في لندن(1971) وماجستير في سياسات المناطق النامية من كلية الدراسات الشرقية والأفريقية في لندن (1973)، ودكتوراه في الدراسات السياسية من المؤسسة ذاتها.

 

لائحة اللبنانيين المعتقلين في سوريا تضمنت "قائمة موتى" ؟

جهاد عون

سؤال كبير أجابت عنه مصادر متابعة لملف المعتقلين اللبنانيين في سوريا، وابلغت موقع "المستقبل" الإخباري أن اللائحة التي تسلمتها السلطات اللبنانية من السلطات السورية باسماء لبنانيين موجودين في الزنزانات البعثية، تضمنت اسماء للبنانيين اعدمتهم السلطات السورية بتهم مختلفة في مقدمها تهديد الأمن القومي السوري.

وأشارت المصادر الى ان اللائحة التي سربت الى احد المواقع الالكترونية الحزبية ومنها الى وسائل الاعلام اللبنانية المرئية والمسموعة لم تنشر كاملة، خصوصاً في صحيفة "النهار" البيروتية، وان وزير العدل ابراهيم نجار خلال لقائه الاخير مع اهالي المعتقلين برر عدم نشر لائحة الاسماء كاملة وعدم إعلان ظروف اعتقالهم، بأنه فضل التريث لأسباب تتصل بالأمن القومي السوري واللبناني. ورأت المصادر في اعلان وزير العدل اللبناني هذا مخرجاً لعدم اثارة قضية اعلامية ضخمة يعلم الوزير انها سترخي بظلالها الثقيلة على العلاقات الرسمية السورية – اللبنانية والتي اخذت تستعيد شيئاً من الحرارة بعد زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان للعاصمة السورية.

ستة موتى ؟

وأوضحت مصادر في وزارة العدل واللجنة القضائية الامنية اللبنانية المكلفة متابعة ملف المعتقلين في السجون السورية، ان الجانب السوري اقرً حتى الآن بأن ثلاثة من المعتقلين اللبنانيين توفوا داخل زنزاناتهم نتيجة اصابتهم بامراض وتدهور اوضاعهم الصحية، وثلاثة أخرين أعدموا باحكام عرفية اصدرتها محاكم عسكرية ميدانية بعدما اتهمتهم بالتجسس لحساب جهات مناوئة لسوريا وجرائم تمس الامن القومي السوري والقتل. واشارت الى ان اللجنة السورية التي تتابع ملف المعتقلين اللبنانيين ابلغت نظيرتها اللبنانية ان بعض جثث المتوفين الذين تم اعدامهم سلمت الى ذويهم. ولكن لدى مراجعة أهالي هؤلاء تبين انهم لم يتسلموا جثث ابنائهم اطلاقاً، علماً ان حالات المعتقلين اللبنانيين الذين لاقوا حتفهم في المعتقلات السورية نتيجة الظروف الصعبة والمأسوية كثيرة، ومن ابرزهم عادل عجوري العضو السابق في "حزب القوات اللبنانية" الذي توفى ونقلت جثته الى لبنان ولم يسمح لأهله بإجراء التشريح الطبي ، وكذلك جوزف حويس الذي توفى في المعتقل في ظروف غامضة ودفن في ظروف صعبة جداً، اضافة الى لائحة طويلة من المعتقلين الذين قيل انهم اعدموا.

وتابعت مصادر وزارة العدل ان هذه الموضوع قيد المتابعة وان السلطات اللبنانية تصر على استعادة جثامين هؤلاء بالتنسيق الكامل مع السلطات السورية المختصة. وتوقعت ان يكون عدد المتوفين او المعدومين غير نهائي وأنه سيرتفع حتماً الى اكثر من ستة، لأن اللجنة السورية تتحرى عن أسماء المعتقلين اللبنانين الذي يسلمون اليها على دفعات متتالية .

محاكم وهمية

وجزمت المصادر المذكورة أن هذا الملف سيبقى قيد المتابعة والاهتمام حتى اقفاله في شكل نهائي، مشيرة الى ان اللجنة اللبنانية المكلفة هذا الموضوع عقدت حتى الان 22 لقاء مع اللجنة السورية، وان كل نتائج هذه اللقاءات تبحث فوراً مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ووزير العدل نجار الذين يزودون اللجنة بالتوجيهات اللازمة. وفي حين اشارت المصادر ان وفاة اللبنانيين او اعدامهم باحكام عرفية وميدانية من دون منحهم حق الدفاع عن انفسهم وفق القانون، امر مؤسف جداً يتناقض مع المواثيق والاعراف الدولية، شددت على ضرورة معرفة مصير كل اللبنانيين الموجودين في السجون السورية من احياء واموات، على أن ان من واجب السلطات اللبنانيين اطلاع ذويهم على هذه النتائج اياً كانت مرارتها.

يذكر أن مقر المحكمة العسكرية الميدانية يقع قرب نقطة جديدة يابوس في الجانب السوري من الحدود الفاصلة بين لبنان وسوريا، وهو غرفة عادية يقوم على حراستها جنود من القوات الخاصة السورية ، وتجتمع هذه المحكمة وتصدر احكامها المبرمة بالإعدام او بالمؤبد. وتحمل وضعيتها القانونية من تسميتها، فهي محكمة ميدانية تابعة للفيلق الثالث في الجيش السوري، وكانت منظمة "هيومان رايتس واتش" قد وصفتها في تقرير مفصل بمحكمة "كنغارو"، اي أنها محكمة صورية لا تلتزم المعايير الدولية للمحاكم العسكرية والمدنية المعمول بها في العالم، وهي المسؤولة عن محاكمة غالبية المعتقلين اللبنانيين، ويتولى فيها ضباط سوريون القيام بدور النيابة العامة والادعاء والدفاع في عملية مسرحية معروفة قراراتها سلفاً. وسبق ان قام عدد كبير من اللبنانيين المحررين من السجون السورية بالادلاء بشهادات مفصلة عن سير عمل هذه المحكمة العسكرية الميدانية وآلية اتخاذ القرارات فيها والنتائج المأسوية التي ادت اليها.

وليست المرة الاولى التي يقتل فيها لبنانيون في السجون السورية، فتقارير منظمات حقوق الانسان اشارت تكراراً الى سقوط لبنانيين في المجزرة التي ارتكبت في سجن تدمر الصحرواي، والى وفاة اخرين تحت التعذيب، واخيراً تحدثت معلومات عن مقتل لبنانيين خلال ثورة السجناء في سجن صيدنايا اخيراً .

 

خلفيات زيارة عون إلى إيران: أخطر أدوار الجنرال

سامي فريد

خلال العامين الماضيين نظمت الدائرة الخاصة بالسفارة الايرانية المؤلفة من مسؤولين من "الحرس الثوري الإيراني" وأمنيين من "حزب الله"، مجموعة زيارات لكوادر من الصف الاول والصف الثاني في "التيار الوطني الحر" الى ايران. وكان الحافز لقيام هذه الدائرة ( التي يطلق عليها في اوساط الحزب والسفارة مجازاً تسمية "وحدة التفكير") ، بتنظيم هذه الزيارات، السعي إلى انتاج اجابة عملية لمشكلة كانت بدأت تشغل بال حلقة القرار في "حزب الله"، ومفادها انه في حال غاب الجنرال ميشال عون عن الساحة السياسية لسبب ما ، لن يبقى شيء من العلاقة بين الحزب التيار، لكون هذه العلاقة فوقية وتقوم على سلة مصالح شخصية بين عون والسيد حسن نصرالله. وخضع هذا الكادر العوني لدى زيارته إيران، ويقدر بخمسين شخصاً، لحلقات تثقيفية بغية إقناعهم بأن العلاقة بين الحزب والتيار تتجاوز الحسابات الراهنة ، وترمي إلى تأمين مصالح مصيرية بالنسبة إلى وجود كل من الشيعة والمسيحيين في المشرق العربي.

وأدى القائم باعمال السفارة الايرانية في بيروت مجتبي فردوسي دوراً مهماً في وضع المادة الثقافية لهذه الزيارات بالاشتراك مع مركز دراسات ممول من ايران، ولصاحبه اللبناني علاقات وثيقة مع "الحرس الثوري" وهو يمضي جزءاً كبيراً من وقته في طهران.

ويقوم أساس فكرة المادة التثقيفية التي خضع لها الكادر العوني في طهران، على نظرية تفيد بأن بنية المشرق العربي هي بنية اقلوية ، فسوريا يقودها العلويون، والعراق يتصاعد دور الشيعة فيه بفعل النتائج الديموغرافية التي خلفها الغزو الاميركي على بنيته، فيما فلسطين تحولت دولة يهودية. ولبنان يتجه حالياً إلى تأكيد هويته الأقلوية . وهنا تبرز مصلحة استراتيجية لايجاد تحالف شيعي - ماروني باعتبار أن هاتين الطائفتين من اقليات المنطقة.

كانت مهمة الكادر العوني بعد عودته الى لبنان ان ينشر بين قواعد "التيار الوطني الحر" هذه النظرية بهدف ايجاد اقتناع فطري وسياسي لديها بالعلاقة مع ايران، وتجذير علاقتها ب"حزب الله". واستطراداً كان الهدف اقناع قواعد التيار بان العلاقة مع ايران لا تخرج عن الثوابت التاريخية للتفكير الماروني اللبناني، بل تخدم فكرة حماية المسيحيين كأقلية في المشرق وتحصل لهم مكاسب وامتيازات خسروها في اتفاق الطائف لمصلحة الطائفة السنية التي ترمز الى النظام العربي الرسمي الأكثري في المنطقة.

وتذهب هذه النظرية ابعد من ذلك عندما تدعي ان المسيحيين خسروا فرنسا- الام الحنون ، التي انحاز رئيسها السابق جاك شيراك لمصلحة السنة في لبنان ، وان حامية مصالحهم الجديدة هي ايران التي تقود، في هذه المرحلة، لأسباب على صلة بصراعها المذهبي مع السنة العرب، استراتيجية حماية الأقليات في المنطقة في وجه المد السني العربي . وتختم هذه النظرية بالقول: هناك لحظة تاريجية من تقاطع المصالح بين الموارنة والشيعة في لبنان وايران والنظام السوري العلماني غير السني. وعكس عون التزامه الترويج لهذه النظرية الايرانية عندما تقصد تبرير زيارته لإيران عشية توجهه اليها بالقول انها تراعي حقيقة ان "ايران هي القوة الاقليمية الوحيدة الوافقة على رجليها في المنطقة".

ومنذ البداية قدرت "وحدة التفكير" في السفارة الايرانية في بيروت ان زيارة عون لإيران يجب ان تسبقها عملية تمهيد لها داخل "التيار العوني"، وأنها يجب ان تكون نوعاً من التتويج لترسيخ نظرية البعد الاستراتيجي للعلاقة مع ايران، داخل البنية الاساسية في التيار . ويوحي هذا التفكير ان العقل الإيراني يريد الاستثمار السياسي في حالة وساحة عون المسيحية السياسية المتاحة الان وليس فقط في شخص عون الغائب عن هذه الساحة في نهاية المطاف.

والترجمة العملية لهذه النظرية يمكن ملاحظة تطبيقاتها على ارض الواقع من خلال الخطاب السياسي الايحائي والتصرفات المدروسة التي تصدر تارة عن ايران وتارة على لسان الجنرال عون : اولها كلام نائب الرئيس الايراني رحيم مشائي الذي قال فيه ان الشعب اليهودي صديق للشعب الايراني . ولا تفسير لهذا الكلام سوى تسليط الضوء على ادعاء الصلة المصيرية التي ترط بين اليهود والايرانيين، لكونهما من اقليات المنطقة. ثانيها حرص الرئيس الايراني احمدي نجاد خلال زيارته لواشنطن على ان يلتقي هناك حاخامات يهوداً. وثالثها تضخيم الحديث الإيراني عبر "حزب الله" وكذلك عبر عون عن التوطين الفلسطيني في لبنان بوصفه مؤامرة عربية - دولية مشتركة ضد لبنان ومستقبل المسيحيين فيه. رابعها تضخيم صورة الإرهاب المتشدد في لبنان للايحاء ان الساحة السنية هي ساحة اصولية لا تقبل الآخر المسيحي. باختصار تريد طهران لزيارة عون ان تكون خطوة نوعية على طريق اظهار ان مسيحيي لبنان حسموا امر خيار تحالفهم مع ايران، والسير في ركابها كحامية جديدة لمشروع وجود الاقليات في المنطقة في وجه ما تسميه في ادبياتها الخاصة بالمد السني، وعون عبر هذه الزيارة، في هذا الوقت بالتحديد، يريد الاثبات لإيران انه نجح في جعل المجتمع المسيحي يتجاوز عقدة العلاقة معها، وانه حليف قادر على اقناع قاعدته بالمادة الثقافية والسياسية للبعد الاستراتيجي بين المسيحيين وايران، بدليل انه يقوم بهذه الزيارة عشية انتخابات نيابية من غير ان يهاب انعكاسها على رصيده الانتخابي في بورصة مزاج الناخب المسيحي.

بقي السؤال عن موقف المسيحيين؟

 

الزغبي: عون يقيم بين طهران ودمشق منذ مدة

جهاد عون

اعتبر الإعلامي والمحلل السياسي الياس الزغبي ان زيارة النائب الجنرال ميشال عون للعاصمة الايرانية تمت قبل ثلاثة أعوام من موعدها المعلن غداً، ورأى ان عون يقيم في دمشق وطهران منذ مدة طويلة وليس في حاجة الى دعوة لزيارتهما.

الزغبي الذي كان مسؤولاً عن الإعلام في "التيار الوطني الحر" ومن ابرز رموزه حدد ثلاثة أخطار ناجمة عن زيارة عون للعاصمة الايرانية:

اولا- انها تتم من خارج سياق الدولة ومنطقها، فالمبدأ ان تكون العلاقة طبيعية وعادية بين لبنان وايران على مستوى الدولتين، لكن عون نسج علاقات مثلثة، سياسية ومالية وعسكرية مع ايران عبر "حزب الله".

ثانياً- اخطر ما في زيارة عون انه يحاول نقل حقيقة الهوية المسيحية اللبنانية وهوية المسيحيين المشرقيين الى موقع يناقض تاريخهم ومسارهم السياسي الطويل، فالمسيحيون هم ابناء بيئتهم ،وبالتالي لا يمكن ان تؤدي سياسة عون في حال نجاحها- وهذا صعب-

الا الى ضرب الركيزتين اللتين نهض عليهما التاريخ المسيحي وهما: التفاعل مع العالم العربي والتفاعل مع الغرب. فالتاريخ لم يذكر مرة واحدة انتساب المسيحيين العرب الى البيئة او العالم الفارسي الإيراني، وعون يسعى الى تزوير هوية المسيحيين وتشويه صورتهم اللبنانية والمشرقية والعربية.

ثالثاً- توقيت هذه الزيارة قبل مدة قصيرة من الانتخابات النيابية وما سبقها من حملة مركزة لعون ومن معه على ما سمّوه زوراً "المال السياسي المتدفق من السعودية". حملة لم تكن إلا دخاناً للتعمية على المال السياسي الذي يسعى الجنرال عون خلفه بعدما تلقى "مالاً سياسياً حقيقياً وفعلياً" على دفعات خلال السنوات الثلاث الاخيرة سواء مباشرة او مداورة عبر تحالفه مع "حزب الله".

وعن مدى تقبل مناصري عون للأبعاد السياسية الكامنة وراء زيارة "الجنرال" لطهران، أكد ان "عون مقيم في حاشية الدولة الايرانية، كما يقيم سياسياً في رعاية النظام السوري منذ مدة، ويجب الاعتراف بأنه نجح من خلال اعتماد خطة متدرجة، بطيئة وطويلة الامد في الانعطاف بجزء من مؤيديه نحو هذه السياسة الهجينة وغير الطبيعية، في حين تنبه لها قسم اخر وادرك خطورتها فابتعد عن عون منذ مدة".

واضاف : "الرجل لم يعد يقيم وزناً للرأي العام المسيحي ويعتبر انه استطاع ترويض هذا الرأي، ولعله يضحك في سره من غباء المرتبطين بسياسته او بتعبير اخف من براءتهم وسذاجتهم امام ما يقوم به".

وعما نشر في وسائل الاعلام نقلاً عن عون انه "سيتحدث باسم مسيحيي الشرق في طهران" وأنه يزورها استناداً الى المعطيات التي ستتغير على أرض المنطقة في الأشهر المقبلة"، قال الزغبي: "مشكلة عون انه يصور نفسه كأنه يمسك وحده بزمام الحقائق التاريخية وبرؤية العرافين، وهو يدعي استشراف المستقبل واستباق التطورات اكثر من سواه. وفي الحقيقة أدت به "براعته" في ادراك التطورات الى هذا الواقع البائس، فبدل ان يكون حالة وطنية مسيحية استثنائية اذ به يتحول حالة التحاقية سيكشف الزمن المتوسط مدى هشاشتها".

وعن حجم الإعتراضات التي قيل انها ظهرت في صفوف "العونيين" على زيارة زعيمهم لطهران، اعتبر الزغبي "ان الوجدان الصحيح لأنصار التيار الوطني الحر مطعون به في الصميم، ومن دون ادنى شك نتيجة سياسة العماد ميشال عون المتهورة. هذا الوجدان مغلوب على امره وتقتصر حركة المعترضين على مواقف سلبية حيال بعض الإجراءات التنظيمية داخل التيار، ولم يصل الوعي السياسي لدى الباقين بجانب الى مستوى ادراك خطورة السياسة التي ينتهجها الرجل، ونتائجها المؤذية للبنان ولحاضر المسيحيين ومستقبلهم".

اما الاحتفال الذي دعا اليه عون في "قصر المؤتمرات" في الضبية في ذكرى 13 تشرين، فقال الزغبي "انه دليل آخر على مدى خشية عون من انكشاف حجمه الشعبي، فهو لا يستطيع ان يحشد نصف ما كان يحشده قبل ثلاثة أعوام". وكشف ان المسؤولين الباقين في "التيار العوني" طلبوا في الإعلام من المحازبين عدم الحضور الى الضبية، لكنهم عملياً يلحون عبر الاتصالات في طلب المشاركة الكثيفة في قاعة لا تتسع لأكثر من 1200 مقعد في حين ان الباحة الامامية تتسع في اقصى حد لنحو 5000 شخص.

وختم:"من يدعي تمثيل 70 في المئة من المسيحيين لا يستطيع حشد اكثر من عشرة الاف شخص، وفي ذلك اكثر من دليل على ما وصلت اليه حالة عون". 

 

معارضون داخل "التيار" يستغربون توقيت عون زيارته طهران تزامنًا مع ذكرى 13 تشرين والانتخابات الداخلية إلى اجل غير مسمى

لبنان الآن/قبيل قيام رئيس "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون بزيارة طهران، تساءل المعارضون داخل "التيار" للسياسة الحالية التي ينتهجها عون عن مغزى قيامه بهذه الزيارة تزامنًا مع ذكرى 13 تشرين الأول، مستغربين هذا التزامن بين الزيارة والذكرى التي ترمز إلى ما ترمز إليه بالنسبة للعونيين الذين يعتبرون تاريخ 13 تشرين الأول العنوان الأبرز لقيام تيارهم ونضالاته في سبيل حرية وسيادة واستقلال لبنان، وختم هؤلاء المعارضين العونيين بإبداء أسفهم لما آلت إليه أمور "التيار" وسياسات رئيسه وخشيتهم من أنّ يساهم توقيت عون زيارته الجمهورية الإسلامية الإيرانية "في طي آخر صفحات "التيار الوطني الحر" المضيئة في تاريخ لبنان السيد الحر الرافض للوصاية والهيمنة". إلى ذلك إستغرب مراقبون تحديد النائب ميشال عون شهر تشرين الأول موعدًا لإجراء انتخابات داخلية في "التيار الوطني الحر" نظرًا لكون كل المعلومات تشير إلى تأجيل هذه الانتخابات إلى أجل غير مسمى بعدما وردت لعون تقارير داخلية تؤكّد أنّ أي انتخابات في صفوف "التيار" سينتج عنها بشكل حتمي تقدّم الكوادر المعارضة لسياسات عون الحالية، الأمر الذي يحرص صهر الجنرال الوزير جبران باسيل ومن ورائه عون على عدم حصوله.

 

"اسرار الصحف الصادرة صباح اليوم الاحد 12/10/2008

ورد في الصفحات الداخلية للصحف هذه الاصدار

النهار

طلبت سفارات دول اجنبية في لبنان من رعاياها اتخاذ اجراءات الحيطة والحذر وتحاشي ارتياد اماكن معينة في شمال لبنان وجنوبه بعد حادث الصحافيين الاميركيين

ابدل وزير مسنشارا باخر نزولا عند طلب مرجع رسمي كان وراء تعيينه وزيرا مرتين

انفعل وزير خلال مراجعة موظفي وزارته له باحد المطالب ووجه كلاما نابيا الى موظفة على مسمع منهم رغم عدم علاقتها بالموضوع

البلد

ذكرت مصادر وزارية ان طرح التعيينات في مجلس الوزرا? لن يتم في غياب الرئيس في اسفار متتالية خلال الشهر الجاري بعد اصرار عدد من الوزرا? مراجعته واخذ رأيه.

كشفت سفارة احدى الدول الكبرى ان بيانها الذي ضمنته "اختفا? الصحافيين" جا? بعد تطمينات لبنانية بعدم وجودهما في الأراضي اللبنانية.

أبلغ مسؤول كبير زار لبنان الاسبوع الماضي معارضا في زيارة لافتة رسالة الى زملائه والى مرجعية اقليمية بوجوب عدم الالتفاف والتلطي ورا? قرارات دولية.

المستقبل

أكدت مصادر ديبلوماسية أن الاستعدادات العملية للإنسحاب الإسرائيلي من بلدة الغجر ولعودتها الى السيادة اللبنانية بدأت.

أشارت أوساط متابعة الى أن وزراء 8 آذار دافعوا عن الحشود السورية "في وجه" المواقف المحددة لوزراء 14 آذار وبشكل "أعمى".

أبدى مراقبون خشيتهم من أن يكون تركيز المشاكل في أحد المخيمات حالياً لـ"التستير" على تحضيرات في مخيم آخر بحيث "تحبل" في مكان و"تفقس" في مكان ثانٍ.

 

قداس في ذكرى اربعين النقيب الطيار الشهيد سامر حنا في تنورين: ممثل قائد الجيش:استشهادك ربما يدفع القيادات للتهدئة والمصالحة

وطنية-12/10/2008 (سياسة) أقامت عائلة النقيب الطيار الشهيد سامر حنا قداسا في كنيسة سيدة الانتقال في تنورين، لمناسبة مرور اربعين يوما على استشهاده. ترأس القداس كاهن الرعية الاب اغناطيوس داغر وحضره النائب بطرس حرب، العميد الركن سمير معلولي ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، الرائد شربل انطون ممثلا المدير العام للامن العام اللواء وفيق جزيني، النقيب سيمون مخايل ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي، رئيس اتحاد بلديات منطقة البترون جورج سلوم اضافة الى عدد كبير من رؤساء البلديات والمخاتير والفاعليات واهل الشهيد.

الاب داغر

بعد الانجيل المقدس القى الاب اغناطيوس داغر عظة قال فيها:" حدثنا المعلم الالهي في انجيل اليوم عن المهام التي اوكلها الخالق الى الانسان، ومسؤولية السلطات الاهلية والسياسية، الدينية والتربوية، تجاه الانسان والكون. حدثنا عن ضرورة السهر والعناية لتأمين الطعام المادي والفكري والروحي للجياع في الارض. وجدية الامانة والحكمة لانتظار العريس وتأدية الحساب. فلا مجال للهو واللامبالاة، واستغلال غياب السيد لان الحكم عسير.

كلمنا عن المهام والمسؤوليات فيما العالم يرزح تحت وطأة الارهاب والعنف والفقر، وازمات الافلاس وهدر الثروات والرساميل في خدمة الموت.

وقد بدأ قادة العالم في اعلان العجز والفشل بقيادة التاريخ الى مآله والانسان الى الحياة والسعادة والخلاص.

وكأن العالم لا زال تحت وطأة المثلث الشيطاني الذي وبخ عليه الروح: الجريمة والكذب والدينونة، وهي مصيبة كل الاجيال ومخاض الولادة الجديدة العسير.

امام كل هذا نسمع صوت السيد يهدر في الضمائر "لا تخافوا ممن يقتل الجسد ، وليس له ان يهلك النفس، وينتعش فينا الرجاء"، بأن التاريخ ممسوك بعناية الله.

اجتمعنا اليوم مع الاهل والرفاق، مع الاقارب والاصدقاء، نعيد ذكرى الاربعين لاستشهاد النقيب الغالي سامر حنا. ونعلن امام الله والتاريخ والوطن ردنا الايجابي على مصابنا والعذاب، نحتفل بتوزيع الاوسمة والدروع وننشد اناشيد القيامة.

هو البريء الهادىء، المتفوق المتواضع، والمناقبية الشاهدة، وقد نذر حياته لخدمة وطنه، يبنيه على الحب والسلام، على الحرية والعدالة ويحمي شعبه من التعديات والخطر. كالفراشة البيضاء قتل وهو يرفرف في سماء بلاده ، يبشر بالسلام.

لقد استحق سامر والمواسم في البواكير اوسمة الشرف والبطولة في الارض. واستحق الوسام الاعلى وهو في قلب الله ، وقد اعطي له ان يكون فدية وطن الفكر والروح ، وضحية ترفض ان تكون القاتل، فدخل في دراما الصليب وعمل الفداء والخلاص، وهنا يكمن المعنى وكل السر، وليس لنا سواه.

لاجل سامر وبقي وساما على صدر والديه وقد أمنا لاولادهم طعام التربية والحب، طعام الثقافة والعلم، طعام الكلمة والشهادة من غلة العرق والتضحيات والسهر والصلاة.

في وداع سامر طالت درب صليبنا وتعالت الصرخات والاهات. كان الصليب نعش ابيض ينحني عليه العلم الحزين وتعالت الصرخات والآهات ومن لا يوجع وهو يشرح قلبه. حضرتنا في استشهاد سامر دراما الصليب ومأساة الوطن المعذب ومواكب الشهداء، وكان الغضب المقدس يتفجر استغاثات.

الام تصرخ وهي في غيبوبة الوجع: لماذا قتلوك يا ولدي؟ والحبيبة تصيح: قتلولي حبيبي والعرس بانتظار.

هي صرخات العتب الموجوع والحب الخائب، وكلنا صرخنا: من قتل سامر؟ لماذا قتلوه؟ ألانه وعد الدفاع عن الوطن وقوة الجذب اليه؟ ويتعالى السؤال ونأبى ان نتعزى الى ان يأتي الجواب وتسقط التعاليل والتفاسير والتبارير.

في ذكرى رحيل سامر ما عسانا نقول، وهو الكلمة الباقية والصوت الهادر.

هو وسام على صدر تنورين، وهي تنجب الابطال في الامانة للوطن وخدمة الحياة بالشرف والتضحية والوفاء.

هو وسام على صدر مؤسسة الجيش اللبناني التي تخرج امثاله لينتصر الخير على الشر وينهزم الموت. كيف لا ومناعة وهيبة الجيش شهداؤه وضمانة الانتصار قوة الدم.

هو وسام في ضمير الوطن الذي اشتراه الابطال بالحياة ، وصار اسمه الجديد: وطن الشهداء.

اننا في ذكرى الاربعين لرحيلك ايها الغالي يعصف فينا الاحتجاج ويتحول بقوة الروح الى ابتهال لاجل لبنان.

نثور لننتقم وانتقامنا لك (اغفر لهم) علهم يشفوا من الادمان على الجريمة والسكر بالدم، هي وصية المعلم.

اما ثأرنا لشبابك والادانة هو صوت الله يلاحق كل قاتل (اين اخوك، ان دم اخيك يصرخ الي).

وننشد لك ايها السامر الحبيب نشيد القيامة والانتصار وانت في حلة العرس ووليمة الحمل. ننشد سفرا من الرؤيا يطمئننا عن حالك هناك. "هؤلاء الآتون من الضيق الشديد، وقد غسلوا حللهم وبيضوها بدم الحمل. فلا يجوعون بعد ولا يعطشون، ولا تلفحهم الشمس ولا شيء من الحر. لان الحمل سيرعاهم ويوردهم الى ينابيع مياه الحياة، وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم".

العميد معلولي

والقى ممثل قائد الجيش العميد الركن الطيار سمير معلولي الكلمة الاتية:" انتظرك اهل القرية عريسا، فجئنا بك شهيدا، قالوا، ارفعوا الهامات عاليا فخرا واعتزازا، انه اليوم عرس تنورين، عرس الجيش ولبنان. كم انت أبية يا تنورين".

اضاف:"يا شهيد لبنان، يا عريس الشهداء، اربعون يوما والعيون تشخص الى صورتك البهية، والضمائر تهتف باسمك، والاقلام تفيض بمآثر بطولتك. اربعون يوما ساكنا قلوب رفاقك ومحبيك في القوات الجوية، لم تغب ولو لحظة عن بالهم، تعيش معهم في احاديثهم واجتماعاتهم اليومية، قاعدتك الجوية في رياق تفتقدك بساحاتها ومدارجها، اروقة السرب الثامن تسأل عنك، طائرتك ما زالت جاثمة على الارض موشحة بالسواد حزنا على وحيدها، برج المراقبة اشتاق الى سماع صوتك الدافىء، سماء لبنان تنادي من كان يحميها ويدافع عنها حتى الرمق الاخير".

وتابع:"أقلب ملفك الجوي الشخصي فاقرأ: طيارا مميزا بآدائه، مدهشا بسرعة استيعابه، يتمتع بخامة القائد والطيار المبدع.

يا شهيد القوات الجوية ، عرفناك ضابطا مثقفا ، مثاليا في انضباطه، قدوة في تهذيبه، كريما في اخلاقه، سخيا في عطائه، قويا وصلبا في مواقفه كصخور جبال تنورين العنيدة على الزمن، واضحيت بعد استشهادك ارزة شامخة على روابي هذه البلدة الصامدة.

قالوا ان الموت يمحو السلبيات والشوائب والاخطاء، اما معك فلم اجد شيئا لاخفيه واطمره، عتبي عليك الوحيد انك اختصرت الطريق ورحلت عنا باكرا دون استئذان، رحيل الكبار بصمت مهيب ، على رؤوس اناملك، حتى رفيقك لم يشعر بغيابك. كنت ساكنا في حياتك وصامتا عند رحيلك، لكن استشهادك ادمى قلوب الشعب اللبناني بكامله وهز الوطن بأسره حسرة على شبابك، وكأن دمك سفك قربانا على مذبح هذا الوطن ربما ليدفع بالقيادات السياسية الى تهدئة النفوس والسير بعملية المصالحة الوطنية الشاملة على امل انبعاث لبنان جديد.

يا شهيد الجيش، يا نسرا دوى من عليائه، بربك اخبرنا هل ما زال هناك متسعا لشهداء الجيش، ثق بان ارض لبنان ستظل مرتعا للابطال، وسماءه ستبقى ملعبا للنسور، نحمل جميعا شعلة واحدة وهدفا واحدا للحفاظ على الحرية والديموقراطية والسيادة والاستقلال، لبقاء هذا الوطن العزيز على قلوب جميع اللبنانيين".

اخيرا أتوجه الى "الوالد والوالدة واشقاء سامر والى خطيبته ميريم، واهالي تنورين الاوفياء لاقول، ليس لكلماتي قوة ألمكم ولا عظمة حزنكم، نم يا سامر قرير العين مطمئنا فأنت في حمى الارز الخالد ولتزهر في كل ربيع من طيف روحك الطاهرة شقائق النعمان وزهر البيلسان لتبقى ذكراك مؤبدة".

العزاء لكم والبقاء للوطن".

عائلة الشهيد

والقى شقيقه مروان حنا كلمة باسم العائلة شدد فيها على "ضرورة كشف الحقيقة لمعرفة اسباب اغتيال شقيقه"، مشيدا "بمناقبية الجيش اللبناني وبالتضحيات التي يقدمونها في سبيل الحفاظ على سيادة لبنان". بعدها تقبلت العائلة والنائب حرب وممثل قائد الجيش التعازي.

 

اصابة ضابط وجندي بالقاء قنبلة على دورية للجيش في مجدل عنجر

وطنية - زحلة - 12/10/2008 (إمن) أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام خالد عرار، ان قنبلة يدوية القيت على دورية للجيش في مجدل عنجر، اثناء قيامها بمداهمة احد المنازل، ما اسفر عن اصابة ضابط وجندي بجروح طفيفة.

 

الرئيس سليمان وصل إلى جدة واستقبله الملك عبد الله وكبار المسؤولين والمحادثات الرسمية تبدأ بعد عشاء يقيمه العاهل السعودي مساء اليوم

وطنية - جدة - 12/10/2008 (سياسة) وصل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، مع الوفد الرسمي المرافق، قرابة الرابعة بعد ظهر اليوم، الى مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة، في بداية زيارة رسمية الى المملكة العربية السعودية تستغرق يومين، يجري في خلالها محادثات مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز، وكبار المسؤولين السعوديين، تتركز على تعزيز العلاقات الثنائية الممتازة بين البلدين، اضافة الى تطور الاوضاع في الشرق الاوسط. وكان الملك السعودي في استقبال الرئيس سليمان والوفد المرافق على ارض المطار، إضافة الى ولي العهد الامير سلطان بن عبد العزيز، وامير منطقة مكة خالد الفيصل، ووزير الخارجية الامير سعود الفيصل، ووزير التجارة والصناعة عبد الله زينل، وامين محافظة جدة المهندس عادل فقيه. وتوجه الرئيس سليمان والملك عبد الله بعد ذلك، الى منصة الشرف، حيث عزف النشيدان اللبناني والسعودي، ثم استعرضا ثلة من حرس الشرف، قبل ان يصافح الرئيس سليمان كبار مستقبليه واعضاء السفارة اللبنانية. كما صافح الملك عبد الله الوفد الرسمي اللبناني. وبعد استراحة قصيرة، توجه رئيس الجمهورية الى مقر اقامته في قصر الضيافة، ومن المقرر ان يلتقي قرابة السابعة مساء رجال الاعمال اللبنانيين في المملكة العربية السعودية، على ان يلبي بعدها دعوة العاهل السعودي الى عشاء يقيمه على شرفه. وبعد العشاء يبدأ الرئيس سليمان محادثاته الرسمية مع الملك عبدالله.

 

النائب عدوان: المصالحة بين "القوات" و "المردة" دخلت حيز التنفيذ

وطنية- 12/10/2008 (سياسة) أكد نائب رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان في حديث تلفزيوني ان "المصالحة بين "القوات" و"تيار المردة" دخلت حيز التنفيذ والباقي تفاصيل تتعلق بالتوقيت، والعد العكسي للمصالحة بدأ وبالتالي طي صفحة الماضي المؤلمة بين المسيحيين وفتح صفحة جديدة".

وأشار الى ان "لقاء المصالحة سيجرى في قصر بعبدا برعاية رئيس الجمهورية وسيضم رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات" الدكتور سمير جعجع والوزير السابق سليمان فرنجية والنائب ميشال عون". وأوضح أن "البطريرك الماروني أعطى بركته لاجراء هذه المصالحة، والقوات تطلع غبطته على كل خطوة تقوم بها في هذا الموضوع"، كاشفا عن "زيارة للقوات والمردة الى بكركي تسبق لقاء المصالحة في بعبدا او تعقبه". وشدد على "ان تمني فرنجية وجود عون في اللقاء لاسباب معنوية دفع بالقوات، من باب التزامها إتمام المصالحة، الى القبول بهذا التمني، ولقاء المصالحة يفترض ان يعقد خلال الايام القليلة المقبلة بعد عودة رئيس الجمهورية من المملكة العربية السعودية وعودة عون من ايران". ونفى النائب عدوان ان "تكون القوات وضعت شروطا لإتمام المصالحة، وهي على استعداد للعمل على إزالة اي عوائق اخرى"، وكشف ان "الرابطة المارونية كان القناة الاساسية التي ساهمت في هذه المصالحة فضلا عن بعض المطارنة الموارنة"، متوجها بالتقدير لكل من ساهم في تسهيل قيام المصالحة، مؤكدا انها "ستكون في اقرب وقت".

 

عقاب صقر حاضر عن "تداعيات الحشود السورية ": سوريا ضلت طريقها مهددة امن البلدين والمحكمة

وطنية- 12/10/2008(سياسة) نظم تيار المستقبل في الشمال ندوة بعنوان " التداعيات المحلية في ظل الحشود السورية " حاضر فيها الزميل عقاب صقر، وذلك في فندق " الكواليتي ان " بطرابلس ، بحضور النائبين سمير الجسر وبدر ونوس ، منسق عام تيار المستقبل في الشمال عبد الغني كبارة ، شخصيات سياسية ،اقتصادية ،ثقافية ،نقابية وحشد من المهتمين . بداية النشيد الوطني اللبناني ثم كانت دقيقة صمت عن روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري وشهداء لبنان ، فكلمة ترحيبية من رئيس اللجنة الثقافية في تيار المستقبل في الشمال الدكتور محمد الأيوبي .

بعد ذلك تحدث صقر فراى أن حشود الجيش السوري قد ضلت طريقها عن الوصول الى الحدود مع اسرائيل ، لتصل الى الحدود مع لبنان ، مهددة بذلك أمن سوريا الاستراتيجي وأمن لبنان ومصير المحكمة الدولية . وقال : وان كنت أعتقد بأن المحكمة لا بد آتية باذن الله ، آتية بالتحليل والقراءة، وأنا أرى المتهمين أمامها تماما كما أراهم على شاشات التلفزة ، ونحن اذا ما نظرنا الى من يهول بموضوع المحكمة لفهمنا من هي الجهة المتضررة منها ، البعض يتحدث عن أن لبنان قد أصبح في خبر كان ، والولايات المتحدة الأميركية قد عقدت الصفقة مع فريق ما على حساب المحكمة ، فان كان الأمر كذلك يبقى السؤال المطروح هل اسرائيل هي التي قتلت الرئيس رفيق الحريري ؟! ان من يقول بأن الصفقة مع سوريا قد أنهت المحكمة ، هو نفسه الذي يدينها بعملية اغتيال الرئيس الشهيد .

وتابع : هناك ثلاثة أهداف تقف وراء تجمهر الحشود ا لسورية العسكرية على الحدود اللبنانية اولها اسقاط الشماليين ومن خلالهم لبنان بفخ التهويل بعودة محتملة لهم الى لبنان وانا اعتقد بانها اضغاس أحلام ، السبب الثاني محاولة الايحاء للمجتمع العربي والدولي معا بان لبنان ما زال واقعا تحت القبضة السورية ويمكن لسوريا ان تدخل الى لبنان من بوابة الشمال متحججة بما يسمى بالجماعات الارهابية ، والواقع بانني سمعت الكثير من وجهات النظر حول الحشود السورية، البعض منها يقول بانها تهدف الى القاء الرعب في قلوب اللبنانيين ، والبعض الآخر يقول بانها تهدف الى حماية الأراضي السورية من تدفق الارهابيين من لبنان الى سوريا ، وكان فتح الاسلام وشاكر العبسي قد خرجوا من " سجن رومية الى دمشق "،او كان السيارات المفخخة تخرج من لبنان الى سوريا وليس العكس !! برايي ان هذه النظريات غير صحيحة الا في حال اراد النظام السوري الوقوع في نفس الخطا الذي اقترفه النظام العراقي في الدخول الى الكويت اضافة الى الضوء الاخضر الاميركي الموهوم للانغماس في الملف اللبناني وتكون بداية النهاية لهذا النظام كما اعتقد .

اضاف: اليوم نحن امام لحظة مفصلية تبني تاريخ لبنان الحديث ما جرى في 14 آذار خطوة يجب استتباعها بالخطوة الحاسمة والتي تدعم شعار " لبنان أولاً " والذي لن يتكرس الا في الانتخابات النيابية المقبلة والتي من شأنها تكريس حقيقة نتائج الانتخابات الماضية والتي قيل بانها كانت مزور ة ، و بتقديري ان رد الشعب اللبناني المقبل سيكون مدويا ، وما شاهده العالم في 14 آذار سيشاهد اكثر منه في الأشهر المقبلة والاحصاءات مطمئنة في هذا المجال . ويكفي ان ننظر الى الجنرال ميشال عون والذي سيلجأ في 13 تشرين وفي ذكرى المجزرة السورية بجيشه اللبناني الى ايران حليفة سوريا ليطلب الدعم في مواجهة بعض حلفائه السابقين أولا وعلى رأسهم السيد ميشال المر ، وعلى بقية اللبنانيين ثانيا، وهو الذي قال عنها في العام 2004 بانها رأس الأفعى وسوريا جسمها وحزب الله سمها ، غدا العماد عون يأخذ مباركة السم بعدما يمر على جسمها ورأسها ليخبرنا بعد ذلك بأنه يحمي السيادة والاستقلال في لبنان ، فمن سيستمر في تصديقه فتلك مشكلته ، وانا أؤكد على ان جمهوره سيخف كثيرا في الانتخابات النيابية المقبلة .

 

النائب الاحدب: هل مصلحة المسيحيين بالانفتاح على الجوار ام بادخالهم في سياسة المحاور والتحالف مع طرف ضد آخر؟

وطنية- 12/10/2008(سياسة) استغرب النائب مصباح الاحدب ،خلال استقباله وفودا شعبية في منزله في طرابلس ،استمرار الجنرال ميشال عون بحملته العدائية ابناء الشمال ورئيس الحكومة واصدقاء لبنان و كانه يذكرنا بالجنرال بولانجه اللذي ظهر في فرنسا في نهاية القرن التاسع عشر،متسائلا اذا كان يرى نفسه ممثلا لمصالح المسيحيين في الشرق فهل يرى مصلحتهم بالانفتاح على الجوار كما جاء في الارشاد الرسولي ام بادخالهم في سياسة المحاور والتحالف مع طرف ضد اخر في لبنان والمنطقة ؟ وهل بذلك تتحقق مصلحة المسيحيين ومصلحة لبنان ؟ وهل هجومه على الدور السعودي الوفاقي لبنانيا وعربيا هو لالغاء اتفاق الطائف ووضع لبنان في الفلك الايراني ؟ واضاف :هذه ليست روحية المصالحات التي نفهمها ,فالمصالحة لا تكون بوضع لبنان في الفلك الايراني ،انما بعودة لبنان للعب دوره في التقريب بين كل اصدقائه و نحن في الشمال قبلنا روحية المصالحة على اساس عودة المبادرة للدولة و قواها الشرعية الامنية .

وتساءل ان كان الجنرال عون يسعى حقيقة الى قيام الدولة في لبنان و هل يتم ذلك بالهجوم على اصدقاء لبنان تحت شعار البترو دولار ؟و ماذا يعني بالبترودولار ؟ بترودولار الصواريخ ام بترودولار المساعدات المدرسية لكل الطوائف دون استثناء ،بترودولار السلاح ام بترودولار اعادة الاعمار لا سيما ما دمر في جنوب لبنان عام 2006 ؟ بترودولار دعم الخزينة و المصرف المركزي ام بترودولار سرايا المقاومة المنتشرة في مربعات امنية في طرابلس وعكار ؟

وهنا نسال الجنرال عون هل تحالفه مع اصحاب المربعات الامنية الذين لهم تاريخ حافل في الامارة الاسلامية في طرابلس هو تحالف مع الاعتدال ؟ وهل نحن ابناء المدينة المؤمنين بنهائية لبنان و بدعم جيشه اصبحنا متطرفين ؟ على كل حال هذا ليس بغريب على من اطلق حرب الالغاء مع كل تداعياتها المادية والمعنوية و السياسية اللاحقة على اللبنانيين عامة و المسيحيين خاصة و ها هو الان يتنصل من ذلك عبر ذلك عبر القاء التهم و تحميل المسؤلية عن تهجير المسيحيين للبطريرك مار نصرالله بطرس صفير،اللذي نعتبره مرجعا ليس فقط روحيا للمسيحيين بل وطنيا لبنانيا .

 

عائلة الشهيد صالح العريضي طرحت جملة أسئلة عن سير التحقيق: لإعطاء الملف حقه الكامل في تبيان الحقائق منعا لزيادة الاحتقان

وطنية - عاليه - 12/10/2008 (سياسة) عقدت عائلة عضو المكتب السياسي في الحزب الديموقراطي اللبناني الشهيد صالح فرحان العريضي، في منزله في بلدة بيصور - قضاء عاليه، مؤتمرا صحافيا، طرحت فيه جملة من التساؤلات عما آلت اليه عملية التحقيق في جريمة اغتياله منذ حوالى شهر بعبوة أمام منزله.

بدأ المؤتمر بكلمة لأرملة الشهيد، سعدى العريضي، التي أحاط بها ولداها منهل وعماد، في حضور عدد من افراد العائلة، قالت فيها: "ان صالح العريضي هو شهيدنا الغالي، شهيد المقاومة، شهيد العز، شهيد الوطنية، شهيد العروبة، شهيدنا الذي آمن ان الحياة وقفة عز وعمل جاهدا طيلة حياته على مبادىء هذه الكلمة ونفذها، وها هو جبله يشهد على ذلك وبيروت والجنوب كذلك، حيث طالت اعماله كل مناطق لبنان وأراضيه".

وأضافت: "لكن ونحن نبكيه لن نحني رؤوسنا بل نرفعها عالية شامخة حيث شهادته كما كان يتمناها فمن عليه الله عز وجل بها، عاش حياة مؤمنة بشهادته واكرمه الله حيث توج عزه وعمله ومقاومته بكرم الشهادة".

وبعدما ختمت كلمتها بالقول: "لشهيدنا الغالي جنات الخلد، وللخونة والمعتدين حتى مزابل التاريخ تأبى ان يكونوا من ضمنها". تلت بيانا مكتوبا جاء فيه: "بعد شهر على اغتيال الشيخ صالح فرحان العريضي، نقف اليوم نحن عائلة الشهيد لنطرح على المعنيين جملة من التساؤلات المحقة لما آلت اليه المتابعة في سير عملية التحقيق، انها اسئلة برسم السياسيين والامنيين وكل المراجع القضائية على حد سواء، عن وقوع الانفجار دون الخوض بتفاصيل جمع الادلة وبعدها ازالة السيارة من مكانها دون علم ذوي الشهيد، حيث ان مكان وقوع الانفجار في حي آهل بالسكان وعلى امتار قليلة من المنزل له دلالات على ان الاستهداف كان مقدمة لفتنة تستحق من الدولة اهتماما أكبر من الذي رأيناه في طريقة التعامل مع موضوع هذه الجريمة المدبرة من كل جوانبها التي حاكتها اياد تعبث بأمن وحياة المواطنين بكل حرية، دون ان تأبه او تصطدم بأي اجراءات وقائية على امتداد هذا الوطن".

وأضافت: "ان عدم اجتماع مجلس الامن المركزي، انما يؤكد على عدم جدية التعاطي مع الجريمة، بحيث انه لا تكفي اقامة الحواجز والانتشار العسكري لليلة واحدة، واتخاذ التدابير الشكلية التي تعودنا ان نراها بعد كل جريمة، كما انه لم تغب المماحكات لاحالة الملف على المجلس العدلي، الا بعد ضغوط مورست على المعنيين لاقراره في مجلس الوزراء، كنا نتمنى على الحكومة الكريمة اعلان تضامنها معنا بوقفة حداد وطني على روح شهيدنا وكل شهداء المقاومة".

وشكت من أن التحقيق "اقتصر على افراد من اهل واقارب الفقيد، ونحن في قناعتنا ان جريمة بهذا الحجم لشخصية بهذا الوزن، تتطلب توسعا وتدقيقا في اتجاه الجهات المستفيدة من الجريمة، مع العلم اننا قدمنا كعائلة، للتحقيق، مجموعة من المعلومات والمعطيات التي برأينا تفيد التحقيق، وهذا ما يشعرنا ان الامور تسير بطريقة غير جدية". وأعلنت باسم العائلة، مطالبة الجهات المعنية "بالتحرك السريع واعطاء هذا الملف الحق الكامل في تبيان الحقائق، لان في هذا منعا لزيادة الاحتقان في ظل الاوضاع التي وصلنا اليها"، مردفة: "وليكن معلوما ان المحاسبة في اغتيال الشهيد صالح العريضي هو حق، والحق قوة، والمطالبة بهذا الحق انتصار للانسانية التي غابت من قلوب المتآمرين والمجرمين في حق هذا الوطن. ان دماءنا غير قابلة لا للمفاوضة ولا للمساومة في زمن كثرت فيه الصفقات على حساب الرجال الذين نذروا حياتهم من اجل بقاء عروبة ومقاومة لبنان". وختمت العريضي بالقول: "اخيرا لا يسعنا الا ان نشكر كل الذين واسونا ووقفوا معنا في هذا المصاب الذي ألم بنا واصاب الوطن".

 

قداس للتيار الوطني الحر في جبيل لراحة انفس شهداء 13 تشرين :

النائب موزايا : استشهدتم يوم كانت المطالبة بالسيادة جنونا والحرية اعداما

الاب دكاش : لا يجوز ان يسقط شهداء بعد اليوم الا في سبيل قضية اسمها لبنان

وطنية- جبيل 12/10/2008 (سياسة) اقامت "هيئة قضاء جبيل في التيار الوطني الحر" قداسا احتفاليا لراحة انفس شهداء 13 تشرين الاول ، ترأسه الاب جوزف دكاش في كنيسة مار جرجس الرعائية في جبيل ، وحضره النواب : شامل موزايا ممثلا رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون ، وليد الخوري وعباس هاشم ، العقيد محمد الحايك ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي ، منسق هيئة قضاء جبيل في التيار المهندس طوني ابي عقل ، وحشد من قياديي التيار وممثلين عن حزب الله وحركة امل والشيوعي ورؤساء البلديات والمخاتير وفاعليات سياسية واجتماعية واهالي الشهداء ومدعوون .

الاب دكاش

بعد الانجيل القى الاب دكاش كلمة اعتبر فيها ان " 13 تشرين هو محطة في تاريخ لبنان وان هذا القداس هو محطة من الوفاء لشهدائنا الذين عرفوا كيف يموتون لنحيا بكرامة " ، واوضح ان " سؤال الانجيل اليوم من هو العبد الحكيم الامين الذي يعطي الطعام في حينه ؟ ومن منا جائع الى هذا الكلام ؟ والى ماذا جائع الانسان اللبناني ؟ الانسان اللبناني جائع اليوم الى الكرامة والحرية والسيادة والسلام والاطمئنان والوفاق وبناء وطن جديد والى التغيير والاصلاح ، الكلام في الكنيسة له معنى ، هناك تغيير واصلاح يجب ان يصير في لبنان ، واذا كنتم تحملون لواء هذا الشعار يجب ان نبدأ نحن واياكم بترجمته فعليا الى الارض ، فالتغيير والاصلاح يحصل مع اناس جديين يعطون الطعام في حينه ، واول ممسؤولية تقع عليكم هي ان تعطوا الطعام في حينه، ووقت هذا الطعام هو الان الان وليس غدا لانه لا يفيد ذلك بعد فوات الاوان " ، واشار الى ان " الطعام في الانجيل يحمل معنيين : الاول الطعام الذي يغذي ضميرنا بالقيم الانجيلية والقرانية وعقولنا بحضارة المحبة والغفران واللقاء الوطني الحر، والثاني هو الطعام الذي يوقف هجرة شبابنا الى الخارج " ، ودعا الى " التخلي عن الخزعبلات الصغيرة التي تعيق مسيرة السلام وتقدم الوطن ، وعن المحطات المقرفة التي تعيق التغيير والاصلاح الذي نحلم به ، ولذلك علينا ان نفتح الدرب بعهد جديد ومع افكار جديدة وذهنية جديدة " ، وراى ان " التغيير والاصلاح يحتاج الى ابطال والى اناس ملتزمين بجامعاتهم ومدارسهم ومصانعهم ووظائفهم والدولة ومؤسساتها ولبنان وارضه والقيم الانجيلية ، والى اناس بعيدين عن كل انواع الاستعباد والعبودية " ، وخلص مؤكدا على " واجب احترام قدسية الشهداء بحيث لا نسمح ولا يجوز ان يسقط شهداء بعد اليوم الا في سبيل قضية اسمها لبنان ، فحرام ان يسقط شهداء على الطرقات لاسباب تافهة وحرام ان نتقاتل من اجل الزمور والعلم والالوان " .

النائب موزايا

وفي ختام القداس القى النائب موزايا كلمة خاطب فيها الشهداء قائلا : انتم الاموات الاحياء في قلوبنا وهم الاحياء الاموات في كراسيهم ، يا شهداء بلاد جبيل ، من قال غبتم؟ نراكم في وطن الاحقاد قرابينا على مذبح الحرية ، نراكم في وطن يرفض تكريمكم ، لانكم دافعتم عن السيادة والحرية والاستقلال ، يوم كانت السيادة والحرية والاستقلال جرما لا يغتفر، نراكم في وطن يرفض تكريمكم ، لانكم دافعتم عن شعب لبنان العظيم وكرامته ، يوم كانت البيارق ترفع للمحتل ، نراكم في وطن يرفض تكريمكم ، لانكم قدمتم حياتكم وقلبكم وروحكم فداء للبنان ، يوم كان يباع الوطن من اجل المحافظة على الكراسي ، نراكم في وطن يرفض تكريمكم ، خوفا من جلاء الحقيقة ، خوفا من ان تكشف المؤامرة .

وتابع : وحده جيشنا الباسل كرمكم اشرف وانبل تكريم ، فلجيشنا تحية تقدير وشكر . فويل لمن لا يعرف طعم البطولة والشرف والتضحية والوفاء ولو لمرة واحدة . من قال غبتم ؟ نراكم في وجه كل جندي لبناني يستشهد بطلا في ساحة الشرف ، نراكم في كل يوم يسطر فيه رفاقكم في الجيش اللبناني انتصارا جديدا ، نراكم في وجوه اهلكم واولادكم ، فخرا وعزة واملا . يا ابطال الابطال ، انتم الكرامة والتضحية والبطولة ، انتم العزم والوفاء والاخلاص ، انتم الشهامة والجرأة والاقدام ، انتم من انحنى المجد امامكم ، انتم حماة هذا الوطن ورمز وحدته ، انتم من اثبت التحدي والبطولة ، والتصدي والرجولة ، انتم من صمد دون مساومة ، انتم ابطال بلاد جبيل وابطال كل لبنان . ايها الشهداء اقسمتم على الدفاع عن لبنان ، وعلى صون سيادته وحماية استقلاله والمحافظة على حريته . فاستشهدتم في ساحة الشرف ، وهل اغلى ، من ان يقدم الانسان دمه وروحه وجسده في سبيل وطنه ؟

واضاف : اليوم وفي هذا القداس نخلد عرس البطولة ، ففي العرس ليس للبكاء والنحيب من مكان . فهؤلاء الشهداء ماتوا لنحيا وليبقى لبنان . نعاهدكم يا شهداءنا من هنا من بلاد جبيل اننا لن نتخلى عن هذا الوطن ولن نتخلى عن سيادته واستقلاله وحريته ، لن نتخلى عن المبادىء التي استشهدتم من اجلها ، لبنان هو كرامتنا وشرفنا ، وفي سبيل هذه الكرامة وهذا الشرف ، لم ولن نبخل عليه بشيء نحن من مدرسة القائد العماد ميشال عون ، الذي علمنا ان شرف الانتماء الى لبنان ، لا يستحق الا بالتضحية والعطاء والاستشهاد دفاعا عن ارض الوطن . نحن من مدرسة الجيش اللبناني ، التي علمتنا ان الاوطان لا تبنى ولا تصان ، الا بالدماء والتضحيات . اضطهدنا وقتلنا ونفينا وسجنا واستبعدنا وكان ذنبا الوحيد اننا " نحب لبنان ". ايها الشهداء ، ثائرون كنتم ، يوم كان وطننا لبنان تحت حكم الغاصبين والحاقدين يوم كانت المطالبة بالاستقلال جرما والمطالبة بالسيادة جنونا والمطالبة بالحرية اعداما .

وختم : ايها الشهداء ، في حياتكم كنتم العظمة والامل وفي استشهادكم انتم المجد والخلود ، باسم دولة الرئيس العماد ميشال عون وباسمي وباسم الرفاق في التيار الوطني الحر ، اتقدم من ذوي شهدائنا الابطال باحر التعازي ، فابطالنا يرقدون بالرب على امل القيامة مع المسيح القائل :" انا القيامة والحق والحياة ...."

 

لقاء سياسي للقوات في كنيسة مار جاورجيوس في بحمدون الضيعة

النائب شهيب:على الاكثرية ان تخوض الانتخابات المقبلة بلائحة واحدة وبرنامج سياسي بشعار واحد وعمل مشترك لاختيار الشخص المناسب

سعيد: نرفض اي حماية من اي جهة كانت لانها حماية مشبوهة

وطنية - عاليه - 12/10/2008 (سياسة) نظمت "القوات اللبنانية" في منطقة عاليه لقاء سياسيا شارك فيه النائب اكرم شهيب والنائب السابق فارس سعيد في القاعة الاولى لكنيسة مار جاورجيوس في بحمدون الضيعة، حضره نواب "اللقاء الديموقراطي" انطوان اندراوس، هنري حلو، فؤاد السعد، المستشار الخاص للرئيس امين الجميل لشؤون منطقة الجبل فادي الهبر، مفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس، رئيس الحركة اليسارية اللبنانية منير بركات، مسؤولا القوات في منطقة عاليه جهاد متى والياس الحداد، وكيلا داخلية الحزب التقدمي في عاليه الاولى وجرد عاليه عصام عبيد وزياد شيا، رئيس البلدية وليد خيرالله، رؤساء بلديات ومخاتير عدد كبير من القرى المحيطة، وفاعليات . بداية، النشيد اللبناني والقواتي وكلمة تعريف القاها الدكتور سامي ابو عتمة، ثم القى متى كلمة رأى فيها "ان ملامح الاستقلال الثالث للبنان بدأت تظهر قبل مرحلة استشهاد الرئيس رفيق الحريري وبعدها".

ثم، تحدث سعيد عن "ان لقاء اليوم يصادف مع الزيارة التي يقوم بها العماد عون الى ايران انسجاما مع التوجهات السياسية التي ارتبط بها في لبنان من خلال تحالفه مع "حزب الله"، ومن الطبيعي ان يزور عون طهران في العام 2008، بعدما زار صدام حسين في العام 1988 وربما حركة طالبان في العام 2028".

وقال: "يصادف لقاؤنا اليوم مع ذكرى 13 تشرين التي ادت الى اجتياح الجيش السوري لقصر بعبدا وقتل الجنود والضباط والابرياء اللبنانيين، فهل هي مصادفة ان يكون العماد عون يحيي ذكرى شهداء ابطال سقطوا في مواجهة سوريا وهو يزور حليف سوريا الاكبر في المنطقة؟ واذا انعكس التمايز بين سوريا وايران داخل فريق 8 اذار هل يلتحق عون بالجناح السوري للثامن من اذار اي مع سليمان فرنجية والحزب القومي وغيرهم او مع الجناح الايراني للثامن من اذار اي مع حزب الله". اضاف: "مساكين هم مسيحييو الشرق اذا قادهم البعض على رهانات خاطئة، مساكين هم هؤلاء اذا قدموا انفسهم كوقود في حرب الاخرين ضدهم، انهم يخطئون اذا ظنوا ان قياداتهم السياسية هي ثابتة، وحدها الكنيسة المشرقية قادرة على انقاذهم وهي التي حددت الطريق".

وتابع: "اليوم نجدد العهد والوعد ونقول للجميع اننا لسنا مع السنة في مواجهة الشيعة، ولا نريد ان نكون مع الشيعة في مواجهة الاخرين، نحن والدروز اباء الفكرة اللبنانية، نحن مع لبنان ومع كل جماعة تؤمن بلبنان وتنتمي اليه وتغلب ولاءها للبنان. بضعة اشهر تفصلنا عن الانتخابات النيابية ويتطلع العالم نحو حركة 14 اذار، البعض يريد وحدتها والبعض يراهن على خلافاتها الداخلية فعلينا جميعا ان نرتقي الى مستوى التحدي، وادعوكم من هنا، من عاليه، من قلب جبل لبنان، ان تسهموا معنا لتنفيذ خطوات ضرورية من اجل انقاذ الذات وانقاذ لبنان. نحن نطالب بلوائح موحدة في كل لبنان تضم شخصيات سياسية تحت عنوان 14 اذار. ونريد المشاركة في الانتخابات النيابية في جميع اقضية لبنان دون استثناء. ونريد ادارة واحدة للمعركة. وألفت النظر لوسيليتين من الضغط تمارس منذ اليوم، الوسيلة الاولى هي خارجية وهي نشر القوات السورية على الحدود اللبنانية - السورية، والوسيلة الاخرى داخلية وهي المتمثلة ب "حزب الله" الذي يقول انه لن يستخدم سلاحه، ونحن نعرف ان هذه المقولة سقطت". وقال: "نريد شعارا واحدا للمعركة وبرنامجا انتخابيا واحدا، ونريد ادانة كل من يتوهم ان مصلحته الخاصة من اجل تأمين كرسي نيابي اكبر من مصلحة الوطن". وختم: "نرفض اي حماية من اي جهة كانت لانها حماية مشبوهة. ونحن الذين حمينا لبنان ونحن الذين نؤمن الحماية للجميع هكذا فقط تنتصر 14 اذار ودون استثناء".

النائب شهيب/ثم، القى النائب شهيب كلمة قال فيها: "قبل ثلاثة وثلاثين عاما، بلغ الخلاف السياسي حد الاقتتال، تقاتلنا وتفكك البلد. وقبل سبع سنوات فتحت زيارة البطريرك الماروني للجبل بابا واسعا لمصالحة ترسخت يوما بعد يوم وتكرست في ثورة الارز، ثورة حرية لبنان وسيادته واستقلاله، فالتقينا في 14 اذار لنبدأ معا مسيرة اعادة لبنان الواحد، مؤمنين بلبنان اولا وسيكون لنا لبنان. لبنان الحرية والسيادة والاستقلال، التقينا نواجه معا بشجاعة المؤمن بلبنان وطنا لجميع ابنائه وبشجاعة القادر على المصالحة، والقادر على الاعتذار من اجل لبنان، نواجه معا كل محاولات العودة بالوطن الى الاقتتال، وكل محاولات اعادة لبنان ساحة صراع اقليمية او دولية، وسوف نعيد معا بناء لبنان الوطن والدولة السيدة على كل اراضيها مهما اشتدت العواصف".

وتابع: "المنطلق الاساس والسؤال الاساس ما يجري في المنطقة وانعكاسه على لبنان بعد فوز ليفني برئاسة حزب كاديما واستقالة اولمرت. ماذا عن الملف الفلسطيني؟ ماذا عن الملف الايراني واي حكومة ستأتي؟ ماذا عن المفاوضات الاسرائيلية-السورية؟ وهل ستستمر الحكومة الجديدة بمفاوضات ثلاثية عبر تركيا ام ستنتقل الى مفاوضات مباشرة؟ وماذا عن الولايات المتحدة وهي على ابواب انتخابات رئاسية في الوقت الذي بدأ الحديث عن اعادة تقييم العلاقات مع سوريا؟".

اضاف: "لا يغيب عن بال اي لبناني ان للنظام السوري اهدافا واطماعا في لبنان والمطالبة بالتنسيق الامني او الاتفاق الامني هو مطلب قديم متجدد يهدف الى الامساك الامني، والعنوان العريض للتدخل في الشؤون اللبنانية، والاتفاق الامني المطلوب قد ينزع عن لبنان الاعتراف به دولة وكيانا اذا لم ترسم الحدود".

وسأل: "هل نفهم اليوم من كلام الرئيس السوري عن 1701 انه يقدم رسالة حسن سلوك للمجتمع الدولي ولاسرائيل، ام ان هذا الحشد لاستخدامه انتخابيا بوجه خزان الشمال؟ هل يريد النظام السوري العودة الى لبنان؟ الجواب نعم. هل من قدرة عنده للعودة؟ هنا مسؤولية اللبنانيين على مستوى تحصين الساحة الداخلية وتحصين العمل المؤسساتي والاتفاق على ثوابت الطائف وثوابت طاولة الحوار وثوابت الدوحة وبالتأكيد ثوابت انتفاضة الاستقلال. يبقى موضوع سلاح المقاومة بانتظار طاولة الحوار والاستراتيجية الدفاعية".

اضاف: "نريد لبنان القوي المستقل العادل المحررة كل اراضيه، اي بتفاهم جدي مع "حزب الله" حول دور السلاح ودور لبنان في المنطقة بعد تحرير ما تبقى من ارض. طرحنا الحياد الايجابي وفق استراتيجية دفاعية مرجعية قرارها السلطة التنفيذية والدولة اللبنانية. ان عناصر قوتنا ثلاثة: الدولة، النظام الديموقراطي واستراتيجيتنا الدفاعية المرتكزة على سلامة الجيش اللبناني وقوته، لتحرير ما تبقى من اراضينا بكل الوسائل ولمواجهة اي اعتداء خارجي او تهديد خارجي".

وتابع: "لقد تفاقمت الازمة السياسية وتعمقت خلال السنوات الثلاث الماضية والتي فجرتها الاغتيالات السياسية المتلاحقة بحق رموز الاستقلال من الشهيد رفيق الحريري الى شهداء متفجرة طرابلس الاخيرة، وتوسعت الازمة من خلال خطوات تعطيلية وخطوات مقابلة تصعيدية وولد هذا الواقع تراكمات شعبية وسياسية كبرى عبرت عن نفسها في توترات متنقلة واحداث عنفية امنية عكست الخلافات السياسية في الشارع، الى ان انفجر الوضع برمته في ايار نتيجة لهذه التراكمات السلبية، ونحن بقينا على موقفنا الثالت بدعم خيار الدولة والنهج السلمي الديموقراطي وهذا ما حال دون استمرار دورة العنف والدم والاقتتال".

وقال: "تعبير المصالحة او المصالحات تعبير خاطىء، فالمصالحة تعني قناعة سياسية مشتركة لا خلافا، وتعني وجود اساس سياسي يطوي الماضي ويفتح صحفة جديدة، والذي يحصل يطوي صفحة الماضي ويفتح صفحة جديدة انما كل من موقعه، بمعنى العمل على نبذ العنف وعدم الاحتكام الى السلاح ورفع الغطاء عن اي مخل واعطاء الدور الامني للقوى الامنية الشرعية وحدها".

وختم النائب شهيب:" لربح الاكثرية، علينا ان نخوض الانتخابات المقبلة بلائحة واحدة لائحة 14 اذار في كل لبنان، برنامج سياسي بشعار واحد وعمل مشترك لاختيار الشخص المناسب للمكان المناسب. هذا اذا كنا نريد الاكثرية".

 

شمعون افتتح مركزا لحزب الاحرار في الحدث لمناسبة العيد الخمسين لتأسيسه:

الانتخابات المقبلة مصيرية وعلينا بذل كل جهدنا لنكون يدا واحدة ونسامح

وطنية - بعبدا - 12/10/2008 (سياسة) افتتح رئيس حزب الوطنيين الاحرار السيد دوري شمعون مركز الحزب الجديد في الحدث- بعبدا ، لمناسبة العيد الخمسين لتأسيس الحزب ، في حضور غازي خليفة ممثلا وزير البيئة انطوان كرم، الوزير السابق عصام خوري، النائب السابق محمود عمار، نجل رئيس الحزب كميل شمعون، الامين العام للحزب الياس ابو عاصي، رئيس بلدية الحدث انطوان كرم، رئيس بلدية الشياح ادمون غاريوس، رئيس مركز حزب الكتائب في الحدث فؤاد الكعدي، رئيس مركز القوات اللبنانية فادي خليفة، رئيس مركز الكتلة الوطنية سمير ياغي، رئيس فرع الأحرار مارسيل ديبي، رؤساء الحزب والمفوضين في المناطق، خوري الرعية الأب كميل مبارك، وحشد من الأهالي والمناصرين.

بعد النشيد الوطني وكلمة عريف الحفل، تحدث ديبي، ومن ثم المفوض في الحزب عن قضاء بعبدا الذي رافق الشهيد داني شمعون ودوري شمعون في مسيرتهما سهيل طعمة.

ابو عاصي/وقال ابو عاصي: "ينقل عن احد المفكرين الفرنسيين تأكيده انه "اذا لم تكن السياسة كل شيء، بمعنى ان كل شيء له طابع سياسي، فهي موجودة في كل شيء". يضاف الى هذا التأكيد القول المأثور المتداول وهو يخصنا كلبنانيين: "ما اجتمع لبنانيان الا وكانت السياسة حاضرة بينهما"، ولكن عن أي سياسة نتكلم، هذه هي السياسة المتحررة من المبادىء والاصالة، السياسة المتبدلة بتبدل الأمزجة والمصالح والأهواء، المتغطية بالمزاعم والمقولات والشعارات، أم هي السياسة الشريفة الملتزمة قضايا الوطن والانسان. تلك السياسة التي تستوحي سيرة الآباء والاجداد، وتظل وفية لهم، تتشبث بالثوابت والمسلمات وتظل منفتحة على المعطيات والمستجدات وتأخذ بالمتغيرات، هذه هي السياسة التي لا تستهون صعوبة، بل تسلك سبل الكفاح المزروعة بالاشواك، السياسة التي لا تحابي ولا تناور ولا تسعى الى دعم وتأييد ولا تستجدي مكسبا او موقعا." واضاف: "بين الأحرار لا يوجد، ويجب أن لا يوجد احد يتوسل الوصول الى موقع على حساب قناعاته. لو قمنا بحساب التجار الطفيليين، لكان لنا منذ التسعينات نوابا ووزراء واكثر ربما. السؤال يبقى هو هو، وهو لن اتمكن من الاجابة عليه في هذه الجلسة. وهل السياسة تكون بحسابات خاصة شخصية ونذهب الى تغليف تغيير المواقف بشعارات ومقولات وتنظيرات... من بلدة الحدث الزاخرة ارضها بالتضحيات والمتميزة بالوفاء، وفي هذه المناسبة بالذات، مناسبة اعادة افتتاح مركز الحزب في الحدث، خيارنا واضح ثابت صارخ، نعم لالتزام القيم والاخلاق، نعم للعيش الواحد المتوازن، نعم للحرية والسيادة ينعم بها اللبنانيون جميعا، نعم للمبادئ والمسلمات، نعم اخيرا للولاء للبنان".

وتابع: "قدر لبنان النضال الدائم لضمان البقاء لانه مستهدف بوجوده، بوحدة ابنائه وبرسالته، ولانه بسبب كل ذلك محكوم بمقاومة ضغوط جغرافيته وطبيعة مجتمعه، فبينما تنصرف الاحزاب في تلك الدول المحظوظة الى التنافس السياسي على الحكم، نجدنا في لبنان منخرطين في صراع تختلط فيه العقائد والغرائز والمصالح ويذكيه الخارج بتدخلات مستفيدا من ولاءات هنا وتواطئات هناك. وكيف يمكن ان يكون الامر غير ذلك ونحن نواجه تحديات متنوعة في الشكل، الا انها متوحدة في الهدف، تخبو حينا وتتفاقم احيانا ما يستدعي وساطات وتدخلات ويفرض تنازلات وانكفاءات".

وقال: "اذا كان اتفاق الطائف ارسى دعائم المصالحة بين اللبنانيين ومصالحة بين الوطن والدولة، كما يجب ان يكون الوطن بمكوناته، وكما يجب ان تكون الدولة بمقوماتها، فان ثوابت الوطن ترسخت بدماء شهداء انتفاضة الاستقلال التي جاءت تكلل مسار الشهادة منذ كان لبنان، وتتوج التضحيات منذ كان لبنان، فاذا بصرخة لبنان اولا تبلسم جرحا عميقا في مغامرة بناء الوطن وترسم لنا عقيدة وخارطة طريق. ولما طالما كررت الاحزاب الاصيلة نداء "لبنان اولا"، الا ان الطريق لا يزال طويلا، مما يتطلب منا، وخصوصا الملتزمين، مزيدا من العمل والتصميم والعزم".

وختم: "اسمحوا لي ان اتقدم من اهالي الحدث بالتهاني لمناسبة افتتاح الفرع، على امل ان يكون خلية عمل، لا بابا مقفلا على اعلام تسدل، انما خلية تنطلق مع الحلفاء والاصحاب واصحاب الارادات الطيبة من اهالي الحدث الاوفياء من اجل مواجهة الاستحقاقات".

شمعون/بدوره، قال رئيس الحزب دوري شمعون: "اعود في الذكرى الى الوقت الذي كنا نسكن فيه آنذاك في الحدث، وكان الوالدان يخوضان المعارك الانتخابية، واتذكر اول انتخابات انتصر فيها الرئيس كميل شمعون العام 1934 كيف كان الابتهاج يعم المنطقة قرب دير الراهبات، وكيف ابو حسن كان موجودا، اي النائب السابق محمود عمار، مع غمبازه وطربوشه، وكيف كان مبتهجا وقتها". وتابع: "برأيي، منطقة الحدث لم تتغير منذ تلك الايام، فعلى الرغم من كل الظروف والصعوبات التي عاشها الاهالي، هناك بعض الذين ضلوا الطريق ولكنهم سيعودون، لانه في النهاية لا يمكن لاحد ان يخفي الحقائق".

وقال: "نحن في لبنان اليوم في وضع خطر، لدينا مواجهة كبرى في الانتخابات النيابية، ولدينا مجموعة من الناس التي لا تهتم بشيء اسمه الدستور اللبناني، وقد وضعوا في مقابلها ولاية الفقيه وغيره، ولديهم لسوء الحظ حلفاء من اجل الوصول الى الكراسي وهم مستعدون ايضا ان ينسوا الدستور اللبناني. ويبقى الحمل على مجموعة 14 آذار وحلفائهم وكل شخص يهمه لبنان وحرية الوطن واستقلاله، والانتخابات المقبلة مصيرية. وهناك القسم الحريص على لبنان بالفعل، وهو سيكسب الانتخابات وينجي الوطن من الورطة، وهناك القسم الاخر الذي اذا ما ربح في الانتخابات لا احد يعلم ماذا سيحدث. ولهذا علينا بذل كل جهدنا لنكون يدا واحدة، وعلينا ان نتنازل عن مشاعرنا الخاصة، ونسامح من اساء الينا".

وتابع: "لقد عملنا باسلوبنا وجهدنا، ولم ننبش القبور يوما، بل على العكس، علينا ان نطمر اي حفرة موجودة الى النهاية، وطبعا نتذكر دائما لماذا وجدت الحفرة ومن هو موجود في داخلها. ولكي لا تعاد الاخطاء، ليس من المسموح ان ننبش القبور ونمشي على الجثث لنصل الى ما نصبو اليه. يتحدثون عن مصالحة، وهي ضرورية ولا سيما ان هناك مشاكل بين الفرقاء، لكن اذا كانت النيات غير سليمة، تكون المصالحة "ضحكا على الذقون"، ونأمل في ان يتصالح اللبنانيون مع بعضهم البعض، وان يفكروا بلبنان واحد، لبنان الذي ناضل كميل شمعون لاجله اياما طويلة، لبنان السيد الحر المستقل، لبنان الازلي السرمدي، لبنان التعايش، لبنان الاخوة والمحبة والاخلاق، لانه لا يمكن لاحد ان يعيش في اي بلد كان اذا كان لا يتمتع بالاخلاق والروح السليمة، ويجب ان لا يخطئ احد منا، وعلينا جميعا ولا سيما "احرار الحدث" وحلفائنا مسؤولية اكبر من مسؤوليات الغير، لاننا في خط مواجهة يتضمن امرين:او الاقدام على المواجهة بالعزم والتصميم والعمل، او نجرب قوة العنف والسلاح وهي غير مستحبة. لذا علينا رص الصف، واذا كان عندنا احد في اوستراليا عليه ان ينتخب هنا، يجب ان نجد الطريقة ليفعل ذلك، لانه ممنوع ان يبقى صوت خارج صندوق الاقتراع، لانه لدينا معركة قاسية وليس علينا فقط ان نخوضها بل ان نربحها بدرجة عالية جدا".

اضاف: "عليكم ايها الاحرار مسؤولية اكبر من غيركم، لان الحدث معروفة انها بلدة كميل شمعون الثانية، والمعروف ان وقت التحدي كان كميل شمعون يختار ساحة الحدث ليقوم بالتحدي ضد الذين كانوا يسيرون عكس ما كان يعتبره اساسي للبنان، وعليكم يا احرار الحدث ان تسيروا في هذا الدور، وان تلعبوا دورا كبيرا في كل المناطق اللبنانية. وفي خلال زياراتي للمناطق اشدد على الجميع ان يشدوا الهمة وان نظهر لحلفائنا مدى تحملنا للمسؤولية ومدى جديتنا".

ثم وضع شمعون والحضور اكليلا من الورد على نصب الشهداء في ساحة الحدث.

 

النائب رحال:دخول الجيش السوري الى لبنان مرفوض لبنانيا ودوليا وزيارة الرئيس سليمان الى السعودية في هذه الظروف ضرورية جدا

وطنية - عكار - 12/10/2008 (سياسة) تمنى عضو كتلة المستقبل النيابية النائب الدكتور رياض رحال في خلال لقائه فاعليات عكار واهاليها في دارته في بلدة الشيخ محمد - عكار، "ان يكون الانتشار السوري على الحدود هو بهدف تطبيق القرار 1701 اي ضبط التهريب بانواعه كافة، من سلع واسلحة وبعيدا من التهويل واي مصالح انتخابية وترهيب اهالي القرى الحدودية، لانه كما تردد لنا وتأكدنا من خلال جولة ميدانية قمنا بها بان الاهالي لا يستطيعون استصلاح اراضيهم الزراعية وخصوصا اننا مقبلون على موسم الزيتون". وقال: "نحن نعلم ان اغلبية السكان يعتاشون من محاصيلهم الزراعية وخصوصا في هذه الاوضاع الاقتصادية الضاغطة وقد هددوا اكثر من مرة باطلاق النار عليهم. طالما ان هناك منظارا فهم يستطيعون التفريق بين عامل في ارضه وبين مهرب"، مشددا على "ضرورة ضبط التهريب بانواعه كافة، وليس فقط السلع ونترك السلاح يتهرب الى لبنان".

وناشد المسؤولين والقادة الامنيين، "اجراء الاتصالات اللازمة بالقوى الامنية السورية لوضع حد لهذه التصرفات"، وقال: "اننا نطلب من اهالينا ان يدحضوا كل الاشاعات والمقولات عن دخول الجيش السوري مجددا الى لبنان، فاننا نؤكد للجميع ان دخول الجيش السوري الى لبنان امر مرفوض لبنانيا من جميع الافرقاء ومرفوض اقليميا ودوليا، لذلك لا داعي للقلق والخوف". واذ اكد "ان هذه الامور بحثتها مع رئيسي الجمهورية والحكومة"، اسف "لما يروج عن الشمال من اشاعات. وما حصل في الشمال هو ردة فعل على ما حصل في بيروت، وان الشمال كان ولا يزال نموذجا للعيش المشترك". وعول على "زيارة الرئيس سليمان الى المملكة العربية السعودية لما يربط البلدين من علاقات الاخوة والصداقة، وقد تجلى ذلك بالمساعدات الانسانية والاجتماعية التي تقدمها المملكة الى لبنان والشعب اللبناني فضلا عن دعمها الوفاق الوطني والاستقرار الامني وسيادة لبنان واستقلاله واهتمام مباشر من جلالة الملك عبد الله خادم الحرمين الشريفين، لذلك ان زيارة الرئيس سليمان في هذه الظروف ضرورية جدا لمزيد من توطيد العلاقات والتداول في شؤون المنطقة والعمل على تذليل بعض العقبات التي تنعكس سلبا في بعض الاحيان على الاستقرار الامني في لبنان". ورأى "ان المصالحات التي تتم تأتي بعدما اقتنع الجميع بانه يجب الانتقال من اجواء التوتر الى اجواء التهدئة وان هذه المصالحات اطلقها الشيخ سعد الحريري في طرابلس والبقاع وبيروت، والتي يجب ان تستكمل بالمصالحات المسيحية المسيحية دون وضع شروط تعجيزية من قبل البعض لافشالها، طالما انها ستكون برعاية رئيس الجمهورية وبمباركة غطبة البطريرك صفير، فلماذا التأخير؟.

 

كوشنير: القوات السورية على الحدود مع لبنان لا تهدد أحدا

وكالات/اعتبر وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير أن القوات السورية "لا تهدد احدا".

وقال كوشنير في مؤتمر صحافي عقده في القاهرة: "لاحظنا ان القوات السورية تحتشد على الحدود اللبنانية. هذا الامر يقلق اصدقاءنا اللبنانيين".

وأضاف: "استعلمنا عن الامر، الا ان هذه القوات لم تتحرك حتى الان، ولا نعرف اذا كان الامر عبارة عن احتياطات بمواجهة المخيمين الفلسطينيين" في اشارة الى مخيمي البداوي ونهر البارد الفلسطينيين في شمال لبنان.

 

وسط خلافات مع واشنطن حول إطلاق يد السوريين في لبنان

 إسرائيل تشترط على الأسد تصفية "حزب الله" مقابل الجولان

 السياسة/كشفت مصادر مطلعة أن باب العودة السورية إلى لبنان فتح أولاً من خلال إسرائيل واستئناف المفاوضات السورية ¯ الإسرائيلية عبر الأتراك والقطريين, مؤكدة ان إسرائيل التي لم تهضم بدورها عملية إخراج السوريين من لبنان العام 2005, توصلت بعد هزيمتها في حرب يوليو 2006, إلى قناعة بأن حل مشكلة "حزب الله" هو في يد السوريين وفي عودتهم إلى لبنان.

ونقل موقع "القناة" الالكتروني عن المصادر تأكيدها ان الأشهر الماضية من المفاوضات بين تل ابيب ودمشق تمحورت حول هذا الجانب, إلى درجة أن تطور المفاوضات للبحث في قضية الجولان بات يستدعي التزاماً سورياً بتعهد غير معلن بحسم مسألة "حزب الله", مشيرة الى ان النظام السوري حصل على ضوء أخضر إسرائيلي في هذا المجال والتزام بدعمه دولياً.

ولفتت المصادر الى انه بعد الضوء الأخضر العبري سعى الرئيس بشار الأسد للحصول على ضوء أخضر تركي وفرنسي, حيث استغل قمة دمشق الرباعية للتدخل الواضح في لبنان عبر دعوته لإرسال الجيش إلى الشمال لمواجهة الأصوليين, مشيرة الى انه أمام غياب أي رد فعل من ضيوف القمة اعتبر الأسد أنه حصل على الأقل على "ضوء برتقالي" يسمح له بالذهاب إلى أبعد ما يمكن في مخطط العودة العسكرية إلى لبنان.

ولاحظت المصادر أن التطورات التي حصلت في جورجيا وزيارة الأسد لروسيا, وإشارته من هناك بأن سورية لا تستبعد السير على خطى روسيا بالنسبة للبنان كانت انعكاسًا لضوء أخضر حصل عليه من موسكو.

في سياق متصل, ذكرت مصادر استخبارية, ان جزءا من الخطة السورية للعودة الى لبنان, يتمثل باستخدام أدوات نظام دمشق السرية وأتباعه الناشطين في شمال لبنان لإثارة صدامات في طرابلس, ما يُبرر تدخلاً عسكرياً سورياً.

واشار موقع "ستراتفور" الاستخباراتي, الى ان الولايات المتحدة كانت الأكثر وضوحاً في معارضتها للحشود العسكرية السورية, كاشفا عن انقسام ظاهري بين تل ابيب وواشنطن حول منافع قيام السوريين "بفرض الاستقرار" في لبنان, ففي حين أن إسرائيل أكثر ميلاً نحو إجراء مفاوضات مع دمشق لضمان حدودها الشمالية واحتواء التهديد الآتي من "حزب الله", فإن الإدارة الأميركية أكثر تردداً إزاء إعادة إطلاق يد سورية في لبنان.

 

شمعون: لم ننبش القبور يوما وعلينا طمر اي حفرة موجودة الى النهاية

وكالات/رأى رئيس حزب "الوطنيين الاحرار" دوري شمعون ان الانتخابات النيابية المقبلة مصيرية، وقال: "نحن في لبنان اليوم في وضع خطر، لدينا مواجهة كبرى في الانتخابات النيابية، ولدينا مجموعة من الناس التي لا تهتم بشيء اسمه الدستور اللبناني، وقد وضعوا في مقابلها ولاية الفقيه وغيره، ولديهم لسوء الحظ حلفاء من اجل الوصول الى الكراسي وهم مستعدون ايضا ان ينسوا الدستور اللبناني. ويبقى الحمل على مجموعة 14 آذار وحلفائهم وكل شخص يهمه لبنان وحرية الوطن واستقلاله، والانتخابات المقبلة مصيرية. وهناك القسم الحريص على لبنان بالفعل، وهو سيكسب الانتخابات وينجي الوطن من الورطة، وهناك القسم الاخر الذي اذا ما ربح في الانتخابات لا احد يعلم ماذا سيحدث". شمعون، وخلال افتتاحه مركزا جديداً للحزب في الحدث- بعبدا في مناسبة العيد الخمسين لتأسيس الحزب، قال: "لقد عملنا باسلوبنا وجهدنا، ولم ننبش القبور يوما، بل على العكس، علينا ان نطمر اي حفرة موجودة الى النهاية، وطبعا نتذكر دائما لماذا وجدت الحفرة ومن هو موجود في داخلها. ولكي لا تعاد الاخطاء، ليس من المسموح ان ننبش القبور ونمشي على الجثث لنصل الى ما نصبو اليه". أضاف: "يتحدثون عن مصالحة، وهي ضرورية ولا سيما ان هناك مشاكل بين الفرقاء، لكن اذا كانت النيات غير سليمة، تكون المصالحة "ضحكا على الذقون"، ونأمل في ان يتصالح اللبنانيون مع بعضهم البعض، وان يفكروا بلبنان واحد".

 

بولس: لا مطامع للسعودية في لبنان على عكس سوريا وايران

وكالات/رأى النائب جواد بولس ان زيارة النائب ميشال عون إلى إيران، وغيرها من الزيارات للقيادات السياسية هي في المبدأ غير مفيدة من حيث النظرة الى الدولة التي نريدها في لبنان، قائلاً ان اللقاءات والزيارات يجب ان تكون رسمية. ولفت بولس، في حديث الى اذاعة "لبنان الحر"، الى ان مواقف عون أصبحت لصيقة بقرار "حزب الله"، وان الحزب يأخذ القرار وعلى البقية أن يتأقلموا معه كما حصل في حرب تموز 2006. وأشار بولس الى ان المملكة العربية السعودية ليست كسوريا وايران، "فالتجربة أثبتت أن المملكة هي من الدول القليلة في المنطقة التي ليس لها مطامع في لبنان، ولا تفرض نمطا معينا أو سياسات معينة على لبنان". اضاف: "السعودية من الدول التي تساعد لبنان لارساء دعائم الدولة القوية، وهي تريد أن تفرض الحكومة سيطرتها على كل الأراضي اللبنانية". واعتبر بولس ان المشكلة اليوم هي في وجود السلاح، وعدم قدرة الدولة اللبنانية على حسره في يدها، وقال ان الأمن بالتراضي مستمر حتى يقتنع اللبنانيون أن موضوع السلاح يمنع قيام الدولة اللبنانية، ورأى ان "السلاح في لبنان هو امتداد للوجود السوري". من ناحية ثانية، شدد بولس على ضرورة استكمال المصالحات خصوصاً في الطائفة المارونية، املاً أن يحصل اللقاء بين رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع ورئيس تيار "المرده" سليمان فرنجية في أسرع وقت قبل أن يدخل أحداً على خط المصالحة.

 

المخابرات السورية و "تاكسيات" الخطف اللبنانية...!

داود البصري

أعتقد أن الدلالة الكبرى التي أسفرت عنها مسرحية النظام السوري الأخيرة بالإعلان عن دخول صحافيين أميركيين خلسة و تسللاً للأراضي السورية ثم معرفة حقائق ذلك التسلل المزعوم و الذي لم يكن سوى عملية قرصنة و خطف من عمق الأراضي اللبنانية للأراضي السورية قام بها عملاء سريون للمخابرات السورية في لبنان , هي تسليط الضوء الكاشف على طبيعة الأجندة السرية والتخريبية للنظام المخابراتي السوري في الساحة اللبنانية و هو دور موثق وتاريخي في إدامة إستمرار مسلسل الأزمات و في تصعيد الصراعات و خلق الملفات و الثقوب السوداء التي تجعل الأمن في لبنان رهينا بإرادة النظام السوري وحده! فعملية الخطف الرخيصة و المفضوحة و المسرحية قد فضحت المستور وأبانت للعالم جزءاً يسيراً وبسيطاً جدا من ألاعيب الحواة في أجهزة المخابرات السورية الخبيرة في الوضع اللبناني, والتي تمتلك قاعدة واسعة من العملاء  والوكلاء من الأحزاب و "الدكاكين" و الجواسيس تستطيع بكل سهولة للأسف قلب الصورة اللبنانية, و تنفيذ كل المهمات القذرة من إختطاف أو إغتيال أو تفجير أو إبتزاز و تحقيق كل المهمات المطلوبة بسهولة و يسر , و الوضع اللبناني اليوم الحرج قد بات رهينا بإرادة أهل المخابرات في الشام مالم يكن هناك موقف وطني لبناني قوي و موحد و حاسم ينهي كل المخاطر , و هي عملية ليست سهلة في ظل الهيمنة الكبيرة و الظلال الثقيلة لمافيات نظام دمشق في لبنان و إرتباط كل ذلك بتحالفات النظام السوري الإقليمية و علاقاته الإيرانية التي تشكل "كعب أخيل" داخل الساحة اللبنانية , فجماعة "حزب الله" التي تشكل واحدة من أهم و أكبر و أقوى الركائز الستراتيجية الإيرانية في لبنان بإستطاعتها فرض وقائع مزعجة في لبنان كما أن في مقدورها تنفيذ أي أجندة يطلبها نظام الولي الخراساني الفقيه من أجل تحقيق المصالح الإقليمية و الوطنية للنظام الإيراني و حليفه اللدود النظام السوري, الذي يمتص حليب الحياة من الضرع الإيراني و يمارس سياسة "البلطجة" و الإبتزاز في الساحة اللبنانية, و الذي يمتلك من الملفات و المفاتيح و الألعاب ما يجعل لبنان برمته على كف عفريت , و الحشود العسكرية السورية على الحدود مع لبنان ليست سوى غطاء واهي لمخخط مخابراتي سري واسع النطاق , فالجيش السوري يعلم جيدا أنه لا يستطيع تحريك دبابة واحدة في عمق الأراضي اللبنانية لأنه يعلم تماما بنوعية و حجم الرد من أطراف إقليمية أخرى و على رأسها إسرائيل التي تراقب الموقف بسرور و هي ترى العالم العربي مشغولاً بتآمر و تحالف نظام دمشق مع عمائم نظام طهران فالمصلحة الستراتيجية لسورية و إيران و إسرائيل تظل واحدة عبر تدمير لبنان و تكسيح إقتصاده عبر رعاية ثعابين الإرهاب المدعوم سوريا و إيرانيا و هي تسرح و تمرح و تنفث سمومها في الجسد اللبناني الجميل المثخن بالجراح... لقد كانت عملية إختطاف الصحافيين الأميركيين عملية مفضوحة و سقيمة كشفت للعالم حجم الخطر الذي يحيق بلبنان من تآمر أجهزة المخابرات السورية و هو خطر سيفاً مصلتا على رقاب المنطقة بأسرها مالم يعالج الورم القادم من نظام دمشق... فالمنطقة على كف عفريت...!.

 وللمخابرات السورية ألعاب و أحابيل سيتوالى عرضها تباعا على مسرح الشرق الأوسط .

كاتب عراقي

 

يوم مريم الوطني لا 14 ولا 8 بل 25 آذار

بسّام برّاك

ليس أقرب الى وجهها إلاّ خيالُ الله. وليس أشبه بثوبها إلا توشيحات السماء. هي الجالسة تصلِّي، والواقفة تحمي والساجدة تبكي وحيدَها، تشمل بصمتها الرهيب بهدوئها الحاكي قصص الملائكة كل البشر، من أي مدينة وفدوا أو خطيئة ارتكبوا أو نوايا رفعوا الى الخالق عبرَ طُهرِها ولا دنسِها.

الخبر بشارة. بحدّ ذاته بُشرى تواكب عيد البشارة وترفرف فوق رأس الملاك جبرائيل بعد ألفين ونيّف من الأعوام. فالملاك هذه المرة الحاضر من عند الرب يبشر مريم العذراء بحبلها، يحمل في طيّات بشارته أصوات الأجراس وأصداء المآذن معًا ويضيف الى ابنة الناصرة الجالسة أمام شرفتها تترقب سرًا من بعيد، إن المسلمين أسوة بالمسيحيين يحتفلون بإيذان تجسُّد المسيح في أحشائها وتكوُّرِه في رحمها الطاهرة، وأنَّ العيد هذه المرة يحييه الكل على الدرب الموصولة بالسماء، ببيوت الله... فالمسلم يعرف منذ زمن أنَّ له أمَّين: العذراء وأمّه، وأنّ السيدة مريم ـ والدة عيسى ـ تبث في النفوس سلامًا كلما حجّ إليها الإنسان مبتهلاً ضارعًا شاكيًا.

أوليست صيغة إعلان عيد البشارة عيدًا وطنيًا إسلاميًا مسيحيًا استكمالاً لوعي الاخوة المسلمين على جذور الديانة المسيحية، وإدراكاً من المسيحيين أنّ الديانة الإسلامية أخت لديانتهم في أرجاء السماء والأرض؟ أوليس تكريم السيدة العذراء دليلاً آخر على إجماع في الديانتين قد لا نقع على مثيل له لو ذهبنا الى عمق القرآن وأبعاد الإنجيل، كون مريم تمثل الجامع على غرار المسجد حيث يؤم المؤمنون الصلاة، وهي الكنيسة الأم على غرار المكان حيث تلتئم البيعة؟ منذ تفتح جيلنا على الحياة ونحن نصادف نساء يغطين رؤوسهن ويعصبن جباههن بمناديل ويرتدين أثوابًا وملاءات طويلة ويمشين في ردهات الكنائس والمزارات بمثابة فعل إيمان وحق لمريم عليهن كونها ترد البلى عن أبنائهن مثلما تدفع الشر بيديها وعينيها عن أولاد المسيحية.

كنا نتساءل لماذا وكيف وهل من المعقول أن تقبل امرأة أو يقصد حاجٌّ أو تلتئم عائلة مسلمة حول تمثال مريم، فيما القرآن الكريم يحرِّم عبادة التماثيل وسيرة النبي محمد تشهد من أول مراحلها على تدمير هذا المفهوم لعبادة الله الواحد! لكن الموقف إزاء مريم مختلف، فهي ما عادت تمثالاً مصبوبًا جامدًا بل حسًا يحرّك الحواس، وجبلاً صامدًا يشد عزيمة الضعفاء، والناظر إليها ينسى أنه أمام جماد ويتحوّل بفعل نِعَمِها الى التُقى والبرّ وعمل الخير.

"إن الله اصطفاك وفضلك على نساء العالمين". آية قرآنية من بين آيات سورة مريم. تلك السورة الواردة في الكتاب لمريم دون سواها من النساء، تشكل اعترافاً قريبًا وصريحًا بأثر ـ أم الله (عند المسيحيين) ـ في كل من سمعوا بها وعرفوا عنها فالتجأوا إليها، في مفارقة تميّزها عن الأنبياء والكهنة والشيوخ والأئمة والمراتب الروحية كلها. وحدَها مريم (إمرأة) حين يُلفظ اسمها يتضوع البخور، وتهب فينا شعلة الإيمان.

ومريم في حرب لبنان أدمعت عيناها على كُلِّ ما هوى وتناثر في ساحاته، وما تشرذم بين ناسِه. لم تكن يومًا في مدينة دون سواها. هي هي الأيقونة الحارسة هَهُنا وهناك. هي في الجبل حيث ترعرع الدروز وفي بيروت تعانق قبب المساجد السماء وتقف قبالة الكنائس تلقي عليها الصلاة.

مريم في الحرب وما بعدها لا تزال تنشر ثوبَها فوق رؤوس لبنان وتلاله ووهادِه، فوق بحره تحمي موجَه من أمواجِه، وفوق رمادِه تذود بدعسة قدمها الطاهرة عن حدودِه وأوّله وآخره.

مريم شهدت عرس قانا مرة، مرتين وثلاثاً... زارت لبنان وأصغت الى كلام يسوع ففرح قلبها اضطرابًا، ويوم سقط شهداء قانا امتلأت أحشاؤها حزناً وألمًا، ورأت الأمهات مثلها تمامًا ينتحبنَ فلذاتهن. ولأنها تُمريِمُ لبنان بشذا أمومتها، ولدت فكرة اليوم الديني الوطني من لقاءات مدرسة الجمهور حيث أقيم في السنتين الأخيرتين احتفال مسيحي ـ إسلامي حضره رجال دين ومؤمنون سُنة، شيعة، دروز ومسيحيون وكان لكلٍّ منهم صلاتُه ودعاتُه على طريقته أمام حشد كبير تابع الاحتفالين على وقع القراءات والأناشيد والآيات والتراتيل وعلى اسم مريم الحاضنة الكلّ... فتطوّرت الفكرة الى اعتماد مريم الرمز والمكرّمة في الديانتين سببًا أساسًا لجمع اللبنانيين. وفي توضيح للدكتور محمد السمّاك أمين عام اللجنة الوطنية ـ الإسلامية للحوار، أنه نقل هذه الفكرة في عدد من الاجتماعات الى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وفي آخر اجتماع في آب الماضي بحضور نواب ووزراء مقترحًا عليه أن يتحوّل يوم عيد البشارة يومًا دينيًا وطنيًا لأبناء الطائفتين الكريمتين. ويعقِّب الدكتور السمّاك للمسيرة أن الرئيس السنيورة بما ينطوي عليه من ثقافة دينية واطلاع واسع رحب بالفكرة إنما احتفاليًا أي من دون عطلة، وبموجب قرار يصدر قريبًا عن مجلس الوزراء ـ كما أوضح السمّاك ـ ليصير يوم عيد البشارة اعتبارًا من السنة المقبلة في شهر آذار عيدًا دينيًا وطنيًا يحييه اللبنانيون بالاحتفال والصلاة والتلاقي.

ويقول الدكتور السمّاك: "هذا العيد سيجعل المسيحي والمسلم والدرزي يحتفلون معًا بعيد البشارة بعدما كان المسيحي يحتفل وحدَه، فيما المسلم يحيي مناسباته منفردًا، والأمر نفسه عند الدروز".

أما برنامج الاحتفالات فسيتم بالتعاون بين اللجنة والهيئات الأهلية ورجال الدين من الطوائف الثلاث على أن يتم في وسط البلد، بيروت، بين الكنائس والجوامع حيث يلتقي اللبنانيون حول مشهد وطني موحّد ترسمه مريم العذراء في عيد البشارة".

وختم الدكتور السمّاك برجاء أن تتمكن اللجنة من تعميم هذه الفكرة على البلاد العربية ليصبح هذا العيد بشارة في الدول المجاورة بشفاعة الأم العذراء.

تخيَّلوا.. تخيَّلوا المشهد في ساحة الشهداء... أمَّة مسلمة تلاقي أمّّة مسيحية وفي منتصف المساحة طيف مريم ورحِم مريم وبشارة جبرائيل وانتظار الولادة.. كلها أسباب للقاء..

تخيَّلوا كيف ترتفع الأناشيد وتسمو القراءات القرآنية وتقرع الأجراس وتهل آيات التكبير... كلها.. تمجيدٌ لمريم، صلة الوصل بين ما انقطع، ابتسامة الأم لأبناء لا تسألهم عن أسمائهم بل عن أحوالهم وشقائهم وأيامهم ووطنهم، وتُربِّت على أكتافهم مطمئنة أن لبنان بشائره كثيرة وطيور السماء تعرف أعشاشها فيه، والديمة تسكب رائحتها في أنحائه، والعطور تفوح في معابدِه لأيِّ مؤمن كانت...

في آذار المقبل، لا 8 ولا 14، سيختلفون أو يتخلّفون عن مريم، بل سيتحلّقون حولها في يوم وطني (25 آذار) عَلَمُه الأوحد شَعْرُ مريم المنسدل يدفِئ برد لبنان، وشعاراتها تُختصَرُ بكلمة: "نعم"، قالتها العذراء ذات رسالة إلهيَّة ـ بشريَّة، وخلّصت بها النفوس والأجساد من سقم الخطيئة، وعبَرت من بيتها فتاة مخطوبة الى بيوت البشر سيّدة منزّهة عن كلِّ عيب، لها في الديار مقام وفي الأديار المكرمات، وعلى اسمها تشيَّدُ الأزمنة والساعات والأيَّام.

في آذار الآتي حلوٌ الاصطفاف الوطني والتحيُّز اللبناني الجماعيّ لمريم، والهتاف باسمها بصوتٍ واحدٍ متجانسٍ، والصلاة على نيّة خلاص مريم بمولود اسمه لبنان الصغير في مغارةٍ تعجّ بزمهرير الحرب ورعد الخطابات وأمواج الحقد المدفون في النفوس...

فهل في آذار المقبل سيغسل يوم مريم الوطني، يوم البشارة لها وبها ومن خلالها أيامًا أُخَر هيمنت على لبنان منذ سنواتٍ أربع وصارت لازمة ترافق يوميَّاتِه بنشازها وبُعدِها عن الجوهر عن الإيمان بالله لا بالأشخاص؟

مرة أخرى، شكرًا لكِ مريم. عينُك على لبنان، لا تحيدُ عنه. وحُبٌّك لأجله يفوق حُبَّنا كلنا له لو جُمعنا وضَربنا بأخماس وأسداس. هذا الوطن لولا أزرقك لشاع رمادُه وطحَن قلوبنا أكثر. ولولا مسبحتك لتكسَّرت أوصالَه وتفتَّت آخر جسوره البشريّة، ولولا حملُكِ إياه في أحشائك كل تسعة أشهر، كل سنة، لاندثر وواريناه ترابًا بعيدًا لا تصل إليه شعاعات الشمس.

شكرًا مريم، فلبنان لك، ويكفينا أننا لبنانيون كي نمهُرَ هوياتنا بصوت بشارة حلّ عليك فوهبنا حياة نكسر بها شوكة التفرقة، شوكة الانقسام، شوكة الموت.

عيد البشارة

خبر إعلان عيد البشارة يومًا وطنيًا إسلاميا مسيحيًا كما أعلنه الدكتور محمد السمّاك أمين عام لجنة الحوار الإسلامي ـ المسيحي بعد لقائه الرئيس السنيورة في 25 أيلول 2008:

أعلن الأمين العام للجنة الوطنية الإسلامية ـ المسيحية للحوار الدكتور محمد السمّاك أن اللجنة توافقت مع رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة على إعلان عيد البشارة عيدًا وطنيًا إسلاميًا مسيحيًا، كما جاء في صحيفة الأنوار اللبنانية. وقال السمّاك في هذا الصدد: .. تفاهمنا مع الرئيس السنيورة على إعلان عيد البشارة عيدًا وطنيًا إسلاميًا مسيحيًا وذلك تقديرًا لموقع السيدة مريم العذراء في الإسلام والمسيحية، والذي يجمع عليه المسلمون والمسيحيون معًا في تكريمها. فهذا اليوم سيكون ابتداء من المناسبة المقبلة عيدًا وطنيًا، ليس بمعنى التعطيل عن العمل، بل بمعنى الاحتفال المشترك الإسلامي المسيحي، لأن لمريم العذراء موقعًا في الإسلام تنص عليه الآية القرآنية: "إن الله اصطفاك وفضلّك على نساء العالمين". وتابع يقول: "هذا الوقع يجعل من الاحتفال الاسلامي بعيد البشارة احتفالاً دينيًا كما هو احتفال مسيحي، واللقاء الإسلامي المسيحي في هذه المناسبة لقاء وطني، نأمل أن يتجاوز لبنان ليكون عيدًا وطنيًا أيضًا في الدول العربية تأكيدًا للعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين".

 

الميشالان... ومفارقات الزيارتين

بشارة شربل/لبنان الآن

السبت 11 تشرين الأول 2008

تشاء الصدف أن يتوجه الجنرال ميشال عون الى طهران في اليوم الذي يتوجه فيه الجنرال ميشال سليمان إلى الرياض. وبين الميشالين مثل ما بين العاصمتين اختلاف أسلوب وافتراق أهداف. زيارتان سياسيتان بامتياز، لكن لا يمكن إغفال الرمزية الدينية والمذهبية للبلدين المقصودين ولا الهوية الطائفية للزائرين الكريمين. والأكيد أنه لو تمت الزيارتان في ظروف بلد طبيعي وهادئ لشكلتا نقطة مضيئة في الحوار المسيحي - الاسلامي، السني والشيعي على السواء، ولأعادتا لميزة لبنان بريقها ولمسيحييه الدور الحقيقي الذي يفترض أن يلعبوه من أجل وجودهم في هذه المنطقة ومن أجل الحوار بين الحضارات والأديان والثقافات.

كانت اللياقة تقتضي من الجنرال عون ألا يسارع إلى زيارة إيران قبل أن يزورها رئيس جمهورية لبنان، فهذه المحطة واردة أصلا في جدول زيارات سليمان، وكان اللبنانيون ينتظرونها ليبعثوا رسالة واضحة الى الجمهورية الاسلامية مفادها أنه حان وقت التعامل مع دولة لبنان قبل دويلة "حزب الله". لكن الجنرال، المستاء من مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ديفيد هيل لتجاهله إياه أثناء زيارة الأخير للبنان، عجّل في تلبية نداء ملالي إيران، إما بلسمة لكرامته السياسية المجروحة من الأميركان، أو لأن الايرانيين "فرشوا له السجادة" قبل الأوان ليقولوا للسعودية إن زعامة المسيحيين التي لا يستقبلونها مرحب بها على أعلى المستويات في طهران، وأن رئيس الجمهورية المسيحي الذي يستقبلونه يشبه في الفاعلية بابا الفاتيكان ولن يغنيهم عن مصالحة حليف دمشق و"حزب الله" والسلاح.

واقع الأمر أن الفرق بين العاصمتين يشبه تماماً الفرق بين الجنرالين، فالرياض مثل ميشال سليمان تمثل الاعتدال وتدوير الزوايا والحرص على قيام الدولة والمؤسسات، في حين، أنّ عون يتماهى مع طهران في الخروج على منطق الدول والاعراف وفي الحض على الاضطراب والانقلاب... فأرض الحرمين تمارس الوسطية منهجاً، وجمهورية آيات الله تدفع بالخيارات الدينية والمذهبية الى اقصى التوترات. هذه تساعد الدولة اللبنانية لتقف على أرجلها من جديد، وتلك تدفع "المال الشريف" لنقض أسس الميثاق وتغليب فريق على آخر.

يزور جنرال الرابية طهران مكملاً مسيرة بدأها منذ ثلاثة أعوام، جوهرها تحقيق المكاسب السياسية مهما كانت الوسائل، وظلّها النظري تحالف موهوم بين المسيحيين والشيعة والأقليات على حساب السنة في المنطقة ولبنان. وإذ تعطي التطوّرات للجنرال عون أحياناً بعض الصحة في التحليل والتوقعات بدءا من نتائج "حرب تموز" وصولا الى عودة الدفء الى علاقات واشنطن بدمشق، فإنّ ترجمته السياسية لنتائج التوقعات تأتي مخالفة للمبادئ والأسس التي قام عليها لبنان. والأكثر دلالة في هذا الشأن ما يؤخذ عليه من ترحيبٍ فج بغزوة بيروت وحملة شرسة على سنة لبنان وحرف الأنظار عن السلاح غير الشرعي وتسليط الضوء على "الإرهاب السني" في الشمال، ورش الملح في الجرح المسيحي، ونبش القبور، ورمي الخصم وحده بوصمة الارتكابات.

يحتاج لبنان حتماً الى علاقة قوية مع طهران، لكنه يحتاج كذلك الى علاقة سوية معها، فلا تشجع حلفاءها على أخصامهم السياسيين ولا الشيعة على السنة ولا بعض المسيحيين على بعض المسيحيين. والأهم من ذلك أن تتوقف طهران عن اعتبار أرض لبنان ورقة في ملفها النووي، وحياة اللبنانيين جزءاً من نفوذها الاقليمي... والجنرال عون الذاهب الى طهران على خلفية عدائه المستمرّ للسنة وخصومته العنيفة مع "14 آذار" وحلمه الموؤود في الرئاسة، لن يعبّر حتماً عن مصلحة كل لبنان، بل عن رأيه الذي ينقسم حوله اللبنانيون وتوجهاته المتعارضة مع اتفاق الطائف ونهجه الذي لا يوصف اطلاقا بالاعتدال.

إنهما زيارتان تحملان كل المفارقات، يذهب فيهما الشبيه الى الشبيه؛ واحد يقصد تقوية الدولة، وآخر متهم بالاستقواء عليها، واحد يسعى إلى رأب الصدع الداخلي، وآخر متهم بتعميق هوة الخلاف والسعي الى الدعم "النظيف" قبل الانتخابات. أما الأماكن فتتحدث عن نفسها، واحدة تحتضن "الطائف" وتجديد الميثاق، وأخرى ترعى غير المقتنعين بهذا الاتفاق. هذه المرة يحتفل الجنرال عون بذكرى 13 تشرين بين أحضان احمدي نجاد... فهل هي مصادفة مريرة تضاف الى أقدار رعت مسيرة الجنرال؟ أم تجسيد لـ "ديناميكية سياسية" يقول إنها فرضت عليه تغيير نهج وتعديل ثوابت وقناعات؟

 

سعيد: عون زار صدام حسين في 1988 وقد يزور طالبان في 2028

لبنان الآن/الاحد 12 تشرين الأول 2008

رأى منسق الامانة العامة في قوى 14 آذار فارس سعيد ان "من الطبيعي ان يزور عون طهران في العام 2008، بعدما زار صدام حسين في العام 1988 وربما حركة طالبان في العام 2028". سعيد، خلال لقاء سياسي نظمته "القوات اللبنانية" في منطقة عاليه بمشاركة عدد من النواب والسياسيين، قال: "يصادف لقاؤنا اليوم مع ذكرى 13 تشرين التي ادت الى اجتياح الجيش السوري لقصر بعبدا وقتل الجنود والضباط والابرياء اللبنانيين، فهل هي مصادفة ان يكون العماد عون يحيي ذكرى شهداء ابطال سقطوا في مواجهة سوريا وهو يزور حليف سوريا الاكبر في المنطقة؟ واذا انعكس التمايز بين سوريا وايران داخل فريق 8 اذار هل يلتحق عون بالجناح السوري للثامن من اذار اي مع سليمان فرنجية والحزب القومي وغيرهم او مع الجناح الايراني للثامن من اذار اي مع حزب الله".

وتابع: "مساكين هم مسيحييو الشرق اذا قادهم البعض على رهانات خاطئة، مساكين هم هؤلاء اذا قدموا انفسهم كوقود في حرب الاخرين ضدهم، انهم يخطئون اذا ظنوا ان قياداتهم السياسية هي ثابتة، وحدها الكنيسة المشرقية قادرة على انقاذهم وهي التي حددت الطريق".

وأضاف: "اليوم نجدد العهد والوعد ونقول للجميع اننا لسنا مع السنة في مواجهة الشيعة، ولا نريد ان نكون مع الشيعة في مواجهة الاخرين، نحن والدروز اباء الفكرة اللبنانية، نحن مع لبنان ومع كل جماعة تؤمن بلبنان وتنتمي اليه وتغلب ولاءها للبنان. بضعة اشهر تفصلنا عن الانتخابات النيابية ويتطلع العالم نحو حركة 14 اذار، البعض يريد وحدتها والبعض يراهن على خلافاتها الداخلية فعلينا جميعا ان نرتقي الى مستوى التحدي، وادعوكم من هنا، من عاليه، من قلب جبل لبنان، ان تسهموا معنا لتنفيذ خطوات ضرورية من اجل انقاذ الذات وانقاذ لبنان. نحن نطالب بلوائح موحدة في كل لبنان تضم شخصيات سياسية تحت عنوان 14 اذار. ونريد المشاركة في الانتخابات النيابية في جميع اقضية لبنان دون استثناء. ونريد ادارة واحدة للمعركة. وألفت النظر لوسيليتين من الضغط تمارس منذ اليوم، الوسيلة الاولى هي خارجية وهي نشر القوات السورية على الحدود اللبنانية - السورية، والوسيلة الاخرى داخلية وهي المتمثلة بـ "حزب الله" الذي يقول انه لن يستخدم سلاحه، ونحن نعرف ان هذه المقولة سقطت".

النائب أكرم شهيب الذي حضر اللقاء، أكد أنه "لا يغيب عن بال اي لبناني ان للنظام السوري اهدافا واطماعا في لبنان والمطالبة بالتنسيق الامني او الاتفاق الامني هو مطلب قديم متجدد يهدف الى الامساك الامني، والعنوان العريض للتدخل في الشؤون اللبنانية، والاتفاق الامني المطلوب قد ينزع عن لبنان الاعتراف به دولة وكيانا اذا لم ترسم الحدود".

وسأل: "هل نفهم اليوم من كلام الرئيس السوري عن 1701 انه يقدم رسالة حسن سلوك للمجتمع الدولي ولاسرائيل، ام ان هذا الحشد لاستخدامه انتخابيا بوجه خزان الشمال؟ هل يريد النظام السوري العودة الى لبنان؟ الجواب نعم. هل من قدرة عنده للعودة؟ هنا مسؤولية اللبنانيين على مستوى تحصين الساحة الداخلية وتحصين العمل المؤسساتي والاتفاق على ثوابت الطائف وثوابت طاولة الحوار وثوابت الدوحة وبالتأكيد ثوابت انتفاضة الاستقلال. يبقى موضوع سلاح المقاومة بانتظار طاولة الحوار والاستراتيجية الدفاعية".

 

فرنجية يعلن قريباً قبوله طرح جعجع بالنسبة للمصالحة

السبت 11 تشرين الأول 2008

كشفت مصادر واسعة الاطلاع لموقع "nowlebanon.com"، ان رئيس تيار "المرده" سليمان فرنجية سيعقد في القريب العاجل مؤتمراً صحافياً يعلن فيه قبوله طرح رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع في شأن المصالحة، على ان يُحدد توقيت اللقاء بينه وبين جعجع بعد عودة النائب ميشال عون من زيارته الى طهران.

 

اجتماع قريب بين جنبلاط وقيادة «حزب الله» ... وبري يستبعد تعطيل الانتخابات ...

سليمان في السعودية اليوم للقاء الملك عبدالله وطهران تستقبل عون وتشيد بـ«مكانته المسيحية»

بيروت- الحيا- - 12/10/08//

يتوجه الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان اليوم الى المملكة العربية السعودية على رأس وفد رسمي كبير، في زيارة مهمة يجري خلالها محادثات مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، تتناول تعزيز العلاقات الممتازة بين البلدين، وتقديم الشكر للمملكة لوقوفها الدائم الى جانب لبنان، ومساعدتها له على كل المستويات. كما ينتظر أن تتناول المحادثات شؤون المنطقة وسبل تعزيز التضامن العربي.

وتأتي زيارة الرئيس سليمان الى المملكة في سياق سلسلة زيارات عربية ودولية يقوم بها، بدأها عربياً بزيارة لدمشق التقى خلالها الرئيس السوري بشار الأسد، وستليها بعد السعودية زيارة لمصر في الثامن من الشهر المقبل للقاء الرئيس المصري حسني مبارك. وبين محطتي السعودية ومصر موعد لبناني مهم يتمثل في عقد الجلسة الثانية لمؤتمر الحوار الوطني في القصر الجمهوري في بعبدا يوم الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر). واستعداداً لهذه الجلسة، تستمر الاتصالات لتثبيت أجواء المصالحات الداخلية، فيما لا تزال المصالحات في الوسط المسيحي متعثرة، بانتظار عودة العماد ميشال عون من طهران التي يزورها اليوم أيضاً، خصوصاً أن رئيس «تيار المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية يشترط لاجتماعه برئيس الهيئة التنفيذية لـ «القوات اللبنانية» سمير جعجع مشاركة العماد عون في هذا الاجتماع. وعشية مغادرته الى طهران، حَمَل عون على «القوى الحاكمة» التي قال أنه خاض صراعاً معها «لاستصدار قانون جديد للانتخابات (...) وهذا ما يتيح لنا في الانتخابات المقبلة فرصة انتخاب أكثرية مؤيدة للإصلاح».

وقال في مهرجان أُقيم في ذكرى إبعاده عن قصر بعبدا في 13 تشرين الأول (اكتوبر) 1990، وجرى تقريب موعده بسبب زيارة إيران، أن «النتائج العسكرية والقانونية» التي ترتبت على ذلك اليوم «المشؤوم» زالت، مضيفاً ان «ما حدث في العام 2005 لم يكن سوى انسحاب البعد الأمني من المعادلة (اللبنانية) وبقاء التبعية للمملكة العربية السعودية والإدارة الأميركية، فكان الخلل الكبير الذي قوض استقرار لبنان مجدداً».

وأوضح عون أنه قرر «السير بمشروع التفاهم مع «حزب الله» على رغم الإنذارات الخارجية المتكررة... التي تحذرنا من التلاقي» معه، ومن محاولات قوى «14 شباط استمالتنا» لعزل الحزب «ومن ثم لمواجهته».

وكان عون استقبل قبل المهرجان السفير الإيراني لدى لبنان محمد رضا شيباني وعرض معه برنامج زيارته لطهران.

وقال شيباني ان عون «سيلتقي مسؤولي الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقادتها، إضافة الى اللقاءات الرسمية والكثير من الزيارات الميدانية، الى الجولات السياحية في المدن الإيرانية المهمة». وأضاف أن بلاده تعتبر «عون شخصية سياسية بارزة وجديرة بالتقدير والاحترام، وأن المكانة السياسية والاجتماعية له لا يمكن أن تخفى على أحد، كما أن مكانته الوطنية الخاصة والمميزة في المجال المسيحي لا تخفى على أحد».

وسئل السفير عن توقيت الزيارة فأجاب أنها «تقررت في وقت سابق، ولكن تم التوافق حالياً عليها، بسبب انشغالات الجمهورية الإيرانية من جهة وانشغالات العماد عون من جهة أخرى في الفترة السابقة». ورأى أن عون يتمتع بـ «النظرة الإستراتيجية الصائبة والعميقة والسليمة»، وهي «تحظى باحترامنا وتقديرنا».

وفي سياق التواصل والمصالحات الداخلية اللبنانية يتوقع أن يلتقي مطلع الأسبوع رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط وفداً من «حزب الله» برئاسة رئيس كتلة نواب «الوفاء للمقاومة» محمد رعد في منزل الوزير طلال أرسلان في خلدة.

ويعتبر هذا اللقاء الأرفع من نوعه منذ فترة طويلة شهدت تباعداً بين جنبلاط وقيادة الحزب وتخللتها خلال الأسابيع الأخيرة لقاءات بين قيادات من الجانبين. وكشف أرسلان عن اللقاء المتوقع والذي سيحضره ليكون «تكملة لما تم البدء به في السابع من أيار (مايو)». وتابع: «إن العائق الأمني هو ما يمنع لقاء الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله مع جنبلاط». وزاد أن لقاء خلدة «يدل على وجود قرار بطيّ صفحة الماضي».

وفي سياق المصالحات أيضاً قال النائب في «تيار المستقبل» مصطفى علوش أن اللقاء بين رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري والسيد نصر الله سيحدث، لكن مفاعيله على الأرض لن تكون واسعة، معتبراً أن «الصدمة الأولى والمفاعيل العملية تحققت في لقاء قريطم بين وفد نواب كتلة الوفاء للمقاومة والنائب الحريري». وأضاف أن «على حزب الله أن يقوم بخطوة أساسية هي الاعتذار عما جرى في 7 ايار أو على الأقل القول إنه نادم على ما فعله ولن يكرر الغزوة». وأصرّ على «أن يتم اللقاء (بين الحريري ونصر الله) في مكان يُجمع عليه اللبنانيون، فالتهديدات الأمنية تطاول الطرفين».

في غضون ذلك، أكد رئيس المجلس النيابي نبيه بري، أن الانتخابات النيابية ستحصل «لأن لا مصلحة لأحد بتعطيلها». ورأى في لقاء تلفزيوني مع «الشبكة الوطنية للإرسال» (أن بي أن)، «أن التشويش الحاصل هو من ضمن اللعبة الانتخابية، حيث كل طرف يعتقد بأن الموضوع الذي يثيره يؤمّن له أصواتاً أكثر».

وعلق على السجال الدائر حول الانتشار العسكري السوري على الحدود مع لبنان، مؤكداً أن «التفكير بأن هذا الجيش يقف عند الحدود للدخول إلى لبنان هو ضرب من الجنون». ووضع هذا الأمر في إطار «المزايدات الانتخابية».

وأعلن أنه «لو كان التقارب السعودي - السوري يتوقف على زيارة يقوم بها، فهو مستعد للقيام بعشر زيارات لتحقيق مصالحة ليس سعودية - سورية فحسب، بل أيضاً في سبيل أي تقارب عربي». وكشف عن دعوة تلقاها لزيارة السعودية خلال شهر رمضان، موضحاً أن ما أثير في الإعلام حول موعد لم تحدده له القيادة السعودية، هو «كلام غير دقيق

 

براءة جعجع من مجزرة إهدن بقلم سليمان فرنجية     

موقع يقال نت

بيار الجميل خطط وكان المكتب السياسي على اطلاع

بشير الجميل وضع خطة العملية واوكل مهمة التنفيذ الى سمير جعجع

اصيب جعجع فاكمل نائبه ادمون صهيون العملية 

اعتقلوا حنا شليطا لأنهم أرادوا إحراج إيلي حبيقة في السياسة

كل ما طلبته هو الإعتراف بالخطأ وهذا ما حصل مع حزب الكتائب 

ليل الجمعة الماضي ،أطلّ المسؤول الإعلامي في "تيار المردة "المحامي سليمان فرنجية ،على قناة "المنار"مع الزميل عماد مرمل ،المعروف بعدم إعداده لحواراته التي تستسلم لروايات الضيف وأشرعتها ،منددا "برمي مسؤولية مجزرة اهدن على الرئيس بشير الجميل الذي رحل ولا يمكن ان يدافع عن نفسه، متسائلاً كيف يكون الوفاء لشهداء المقاومة اللبنانية في وقت ترمي قوات جعجع كل التهم والمجازر عليهم وهم في القبور"!

ومن الصعب لوم النائب السابق سليمان فرنجية على تعييناته ،فهو معروف أنه يؤسس تيارا لا يقوم على الكفاءات ،وإن كان فيه بعضها كالمحامي يوسف فنيانوس،بل على حالة قبلية حادة موروثة من القرون الوسطى.

لماذا هذا الكلام ؟

لأن "تيار المردة"بمن يسمح بفلتانهم على الشاشات ،بدأوا يحتقرون العقول اللبنانية ،لا بل بدأو يزورون ما سبق لزعيمهم أن أقدم عليه بالذات.

سليمان فرنجية ،الزعيم له موقف مناقض تماما لسليمان فرنجية ،المسؤول الإعلامي ،حتى بدا الثاني يتحدث عن مجموعة منفصلة عن رئاسة الأول.

سليمان فرنجية ،الزعيم وقع بخط يده أن سمير جعجع بريء من دم عائلته ،ووقع بخط يده أن المسؤولية إنما يحملها للرئيس الشهيد بشير الجميل ووالده الراحل رئيس حزب الكتائب سابقا الشيخ بيار الجميل.

وفي ما يأتي النص الحرفي لما نشرته صحيفة "السفير"في العاشر من حزيران 2006 ،موقعا من سليمان فرنجية .

ولعلّ هذا النص،هو المدخل السليم الى المصالحة المنشودة مسيحيا .

بين طرابلس وإهدن وزغرتا وبنشعي.. وأعباء الزعامة الموروثة "قسرياً"

سليمان فرنجية سجل شهادة للتاريخ انطلاقا من مأساته الشخصية بفقدان جميع افراد اسرته. القضية انتهت عنده بالسياسة، ولكنه لم يخلع ثوب الكآبة، خصوصا بفقدان الصغيرة، والتي لا يقول عنها الا <اختي الصغيرة>.  لا يقبل الجدل حول تحميل مسؤولية مجزرة اهدن الى الكتائب.. <انا غفرت وسامحت لانني اكتشفت ان الحقد والضغينة لا يعيدان اختي البريئة الى الحياة ولا يبنيان وطنا آمنا لولدي طوني وباسل>. ويسارع للقول: الفتنة نفخت عندنا وعندهم وادت الى الكوارث وانا سامحت ولكن لا اقبل ان يقال ان فلانا لا دخل له بالمجزرة.. بيار الجميل خطط وكان المكتب السياسي على اطلاع وبشير الجميل وضع خطة العملية واوكل مهمة التنفيذ الى سمير جعجع. اصيب فاكمل نائبه ادمون صهيون العملية. اما الباقون فهم ضحايا.

سليمان تحدث عن نفسه وافاض وسجل شهادة لا للذكرى فحسب، بل ليحتفظ لنفسه بالذكريات الجميلة، وكانه بذلك اراد تطهير الذاكرة.

المشهد الأول... من الذاكرة

<لا أملك مشهدا متكاملا عن بداية حياتي سوى بعض الومضات, أتذكرها بحنين ملفت، أستعيدها كلما استطعت وأحاول إسكانها نفسي كي أعود اليها دائما كنوع من استرجاع الذات>.

من ذكرياتي الاولى أستعيد صورة المنزل الأول في شارع الثقافة في طرابلس، كان عمري حينها حوالي خمس سنوات، اتذكر بعض المشاهد غير واضحة الملامح عن الجيران وأشكالهم فيما تغيب الأسماء عن ذاكرتي تماما ما عدا بنت صغيرة اسمها كارول كنت اكبرها بنحو سنتين أو أكثر. عدت والتقيت بها منذ سنتين وقد أفرحني هذا اللقاء كثيرا.

هناك صورة اساسية في ذهني هي وصول جدي الى سدة رئاسة الجمهورية. ليست لدي تفاصيل عن هذا الحدث بقدر المعرفة بحدوثه، بمعنى لم يعنني الأمر وانا طفل بان يكون جدي رئيسا للجمهورية ربما لانني كنت في عمر الخمس سنوات ولا ادرك معنى السياسة والسلطة لذا لم يترك هذا الحدث عندي أي أثر ولم يؤثر على يوميات حياتي في كنف عائلتي سوى اقتحامي الدائم لجلسات مجلس الوزراء للتكلم مع جدي في أمر شخصي فنحن عائلة لا تؤثر السياسة او السلطة على مجرى الحياة فيما بيننا. لعله من المفيد هنا ان أذكر بأننا تربينا في المنزل بطريقة عادية بعيدا عن البروتوكول سواء في طريقة تعاملنا بين بعضنا البعض او حتى مع جدي الرئيس او والدي الوزير... لم نشعر بميزة تفاضلية عن باقي الناس كوننا نتعاطى السياسة، فأصدقاء الطفولة عندي ما زالوا أصدقائي حتى الان ورفاق الدرب وأحبهم كثيرا.

قطعت مرحلة طفولتي الأولى وحيدا مدللا عند أهلي... كانت أيامنا حلوة ولم أدرك ما يجري من أحداث كبيرة في البلد، حتى أنني أعتبر بداية محنة لبنان مع الحرب في العام 1975 هي من أجمل أيام حياتي لسبب بسيط وهو اننا تركنا طرابلس وانتقلنا الى إهدن. هناك كانت الحرية المطلقة بالنسبة الينا كصغار نسعى الى اللهو الدائم واللعب. كانت من أصعب المراحل التي مر بها لبنان ولكنها الأحب الى قلبي على الإطلاق لأنني أتذكر عائلتي جيدا. منظر أمي في المنزل وهي تتابعني والوالد الحنون الذي رغم انشغالاته الكثيرة لم يبخل علي بلفتة عطف وحنان وحب أما الجد فهو قصة ثانية بعاطفته. هو أكبرنا ولذلك كان يوزع عاطفته على الجميع بكرم ملفت.

أما أسوأ خبر سمعته في ذلك الزمن فعندما أبلغني أهلي بأنني سألتحق بالقسم الداخلي في مدرسة <الأتينيه> في بيروت. كان أسوأ خبر لانني كنت سأغيب عن الطفلة الصغيرة (أختي). كانت الأغلى على قلبي على الإطلاق ذلك انني اختبرت شعور الشقيق الأكبر المسؤول عن شقيقته الصغرى. ربطتني بها علاقة قوية وعاطفتي تجاهها كانت أقوى واشد من ان اصفها. كنت أقضي معظم أوقاتي معها. كنت لا أصدق كيف ينتهي دوام المدرسة لأعود اليها. كنت الاعبها قدر ما تشاء ولا اتذكر اننا تركنا بعضنا حتى للحظات معدودة، ربما لانها اتتنا بعد 10 سنوات على ولادتي. كان علي ان اتركها وهذا كان صعبا واذهب بعيدا الى بيروت وأترك العائلة واهدن.

المجزرة

تبلغت الخبر المشؤوم بطريقة غريبة. وماذا عساي أقول؟ صعب ان يدخل الموت الى المنزل ويحصد الأب والأم... والشقيقة الصغرى محولا الصور الجميلة الى مجرد ذكريات لأهل غابوا قتلا واغتيالا بطريقة اجرامية لم يسبق لها مثيل. لم يتركوا لي سوى الحزن والبؤس والكآبة رغم حالة العطف التي أحاطني بها الجميع. لكن الجد والعم والعمة ليسوا الأم والأب والشقيقة.

مساء ذلك اليوم المشؤوم أبلغوني بانني قد دعيت لحضور عيد ميلاد الشيخ بطرس الخوري وشقيقه سليم نظرا للعلاقة الوطيدة التي كانت تربط عائلتينا ولكن لم تصل الى حد دعوتي لحضور عيد ميلاد ابنائهم استغربت كثيرا وشيء بداخلي جعلني غير مرتاح. ذهبت ودخلت الى المنزل لكنني لم أرً أحدا في الصالون (ما في هيئة عيد ميلاد) قالوا لي نريدكم ان تلعبوا هنا في المنزل وبانني سأنام عندهم الليلة منعوني من لعبتي المفضلة وهي جهاز اللاسلكي منعوني من سماع الجهاز فزاد الشك عندي.

طرحت عليهم سؤالا بديهيا: هل أخبرتم أهلي انني هنا وسابيت عندكم؟ جائني الرد بالإيجاب. وهكذا كان.

في الصباح حضرت عمتي لمياء متشحة بالسواد يرافقها الشيخ سليم الخوري عم بطرس وسليم، لفتني اللون الأسود ولكنني لم أعبر. كلمات مقتضبة منها: ينبغي علينا الصعود الى أهدن. بدأت أسأل رغم ولعي بإهدن (ليش بدكن تاخدوني على أهدن...). لم ألقً جوابا باستثناء نظرات لم أجد لها تفسيرا. في الطريق أخبرتني عمتي ان والدتي وشقيقتي استشهدتا، لم اطلب تفاصيل ولم أسأل عن مصير والدي لأنني علمت انه حكما استشهد معهما. غرقت في حزني وبكيت... بكيت كثيرا.

الصدمة كانت قوية شعرت فورا انني لا أستطيع تحملها. أمران لم أسأل عنهما بتاتا: مصير والدي، ومرتكبي المجزرة. اذكر كيف انني بادرت الجميع وسط نهر الدموع الذي واجهني لحظة وصولي الى اهدن بالقول: <عملوها الكتائب>. ربما لا أريد ان استعيد تلك اللحظات الآن لأنها مؤلمة. انا لم اشاهد أهلي مقتولين لأحتفظ بذاكرتي بالصور الجميلة عنهم وهذا امر جيد كي لا يبقى المنظر الوحيد في خيالي مرتبطا بالموت اليوم استعيد حياتهم واستعيد تصرفاتهم وضحكاتهم.

منظر جدي لا يغيب عن بالي كانت خسارته أكبر من خسارتي، انا فقدت الأب والأم والشقيقة ولكن هو فقد الأبن والحفيدة والكنة، واليوم كوني أبا أفهم تماما طبيعة شعوره في تلك اللحظات الأليمة فما اعز من الولد سوى ولد الولد فكيف بفقدانهم جميعا.

جدي احتضنني على الفور ومكثت فترة طويلة ربما لساعات لا ابارح حضنه فيما صيحات الألم والإستنكار والحزن والغضب في آن تموج من حولنا وكلانا غارق في مصيبة هي أبشع ما يواجه الإنسان في حياته ولا اتمناها لاي انسان.

أنا والآخرون

لم أقدم نفسي يوما على انني زعيم سواء قبل المجزرة أو بعدها وما أحببت السياسة يوما. لم أفكر يوما أنني سأشغل سدة المسؤولية أو أن أصبح الرجل رقم واحد أبدا، رغم أنني كنت أسمع عبارات مثل: <ستستلم السياسة بعد والدك وجدك موجود وعمك بجانبك وعائلتك لديها حضور بارز في الحياة السياسية>.

منذ صغري كنت أشعر بأن شخصيتي تطغى على الآخرين دون معرفة السبب، ربما لأنني مشاكس في طبعي. طوال سنتين بعد المجزرة عانيت بشدة من غربة قاتمة عن كل ما يحيط بي رغم حالة الإحتضان العاطفي الهائلة التي وفرتها لي العائلة، لكن أعود وأقول هم ليسوا والدي وكنت أفتقد نظرة والدي. غدوت الولد المدلل في كل شيء ومشاكس الى أبعد الحدود... كنت أعذب جدي ربما، ولكن مثل كل الأولاد أردت أن أعيش حريتي في شكل كامل.

صحيح انه انتابني شعور عميق بالحقد وغدوت إنسانا يسعى للثأر في عمر مبكر (15 عاما) ولكن في الوقت نفسه خضت تجربة الإتكال على الذات وتحمل المسؤولية. ومن ذيول مجزرة أهدن كان الإهتمام بالتنظيم العسكري التابع للمردة، دخلنا أجواء التدريبات العسكرية وذهبت للقتال على الجبهات في جرود البترون وجرود الكورة. وهنالك قول شهير كلما كانت تشتعل الجبهات كان الجميع يدرك بان <سليمان فوق>. قاتلت الى جانب شبابي واحيانا امامهم. كنت لا أنام سوى ليلة أو ليلتين في المنزل والباقي فمع الشباب أقاتل...

لم ألتحق بالجامعة فقد أخذتني حياتي التنظيمية داخل المردة، وسلبت مني أي اهتمام آخر. تحولت المردة الى عائلة لي وأصبحت مهمة تطويرها أشبه بالواجب المقدس بالنسبة لي الى جانب الصلاة والمهمات الدينية. اعتبرتها الرد المناسب على المجزرة وكان لا بد من ذلك.

حتى هذه اللحظة لا أعرف مبررات هذه المجزرة الرهيبة بحق أهلي واطلعت على تفاصيل مرعبة في سياق المعلومات التي جمعناها ليس أقلها ما نقلها البعض بأن أبي استشهد في باحة المنزل في الأسفل، فما كان من القتلة إلا الصعود الى الطابق الأعلى للإجهاز على أمي وشقيقتي.

اليوم وبكل بساطة أجد أن من قام بهذا العمل هم في النهاية ضحايا كانوا في <لحظة تخل> وإجرام فوق الطبيعة، لكن ردة فعلي كانت واضحة تغلبت على مأساتي من خلال الحياة العسكرية والتنظيمية...

لقد اتخذت الكتائب القرار بتصفية مرجعية مسيحية متجذرة في شمال لبنان، عروبية حتى الموت. تلك كانت اساليبهم بالرد السياسي على طروحات الآخرين، فيما كان رد الرئيس فرنجية والعائلة وكل زغرتا واهدن، الغفران والمسامحة لأننا لم نكن نريد كارثة الإقتتال الداخلي.

تدخلت غير نادم لإخراج من قتل شقيقتي الصغرى وأمي، ولكن بالمقابل رفضت أن أقابله لأنني لم أتحمل دمعة أم تطالبني بالتدخل للإفراج عن ولدها، وأنا المنكوب بأمي وعائلتي. وأعرف قيمة الأم وكيف تتعذب وتتلوى.

 أوقفوا حنا شليطا وحاولوا استغلال القضية في السياسة الداخلية حيث زجوا باسم إيلي حبيقة في العملية. صحيح انه كان يعلم حينها بأمر عملية الهجوم على أهدن الذي أصدره بيار الجميل، فأطلعه على تفاصيل العملية بشير الجميل برفقة سمير جعجع الذي تولى التنفيذ بما في ذلك أمر قتل طوني فرنجية وعائلته.

اعتقلوا حنا شليطا لأنهم أرادوا إحراج إيلي حبيقة في السياسة، فتدخلت وأطلقت سراحه ليقيني بأن هؤلاء كانوا في مقتبل العمر وهم ليسوا سوى ضحايا.

اعتقل مرة أخرى في سوريا، فقالوا أنني أنا من سعى لاعتقاله فتدخلت لدى الرئيس الراحل حافظ الأسد شخصيا لإطلاق سراحه. أبلغتني عائلته انه يرغب في مقابلتي وشكري فرفضت. لا أستطيع تحمل هذا الموقف رغم كل شيء، أبلغت الأم أنني قمت بكل ذلك لأجلها فقط وبالتالي لا أطلب أي نوع من أنواع الشكر.

كنت قد اقتنعت تماما بان لا فائدة من الحقد والثار والتشفي بمصائب الاخرين، ولذالك عفوت من كل قلبي، والأمثلة عندي لا تتوقف عند شليطا فحسب بل تتعداه الى جان كيروز الذي كان موقوفا في سجن المردة ففتحت باب السجن وقلت له: <الله معك، ما بدي منك شي>. والأمر نفسه حصل مع ميلاد عمانوئيل وجورج فرح وجميعهم شاركوا في المجزرة ولكنني أطلقت سراحهم جميعا. لا اريد وخز الضمير. كنت أضع رأسي على وسادتي لأنام وضميري مرتاح وأترك لهم عذاب الضمير والندم على ما فعلوه، وخير رد على القتل والإجرام هو التسامح والغفران.

كل ما طلبته هو الإعتراف بالخطأ وهذا ما حصل مع حزب الكتائب عندما زارني وفد منه في العام 1994 ووصف المجزرة بالخطأ الفظيع، فما كان منا سوى أن اعتبرنا الأمر منتهيا في السياسة وفي غيرها.

 

في ذكرى الهزيمة عون يبدأ حرب تحرير جديدة     

الجنرال يرصف طريقه الى طهران بهجوم على الرياض وواشنطن

في طريقه الى طهران ،أعلن اليوم العماد ميشال عون ،في ذكرى هزيمته الثامنة عشرة ،إعلان حرب تحرير لبنان من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية. عون الذي اختصر احتفالات الثالث عشر من تشرين اوال على لقاء خطابي بعيدا من الاستعراض الشعبي تليه زيارته الى دولة ولاية الفقيه استذكر شعارات حملته الانتخابية للعام 2005 وتكلم  عن البترودولار ،وهو الذي ينفق من المال الحلال .

وفي ما يأتي النص الحرفي لكلمته:

نلتقي اليوم في الذكرى الثامنة عشرة للثالث عشر من تشرين، وقد زالت النتائج العسكرية والقانونية التي ترتَّبَت على أحداث ذلك النهار المشؤوم من تاريخنا. لكنّ المؤسف والمؤلم معاً أننا لم نبرأ بعد من المفاعيل النفسية التي أصابتنا في الصميم. كما وتفاقمت المفاعيل الاقتصادية، فأقعدتنا معنوياً ومادياً، بحيث احترفنا التسول، نتعاطاه كأنّه من عاداتنا وتقاليدنا، ونتناقل ببغائياً شائعات تسمم أفكارنا، مهملين الإصغاء إلى الحقيقة التي تعزز الثقة في ما بيننا، وتقوي منعتنا في مواجهة التضليل الذي أصبح عِلماً وسلاحاً يهدم حصون أقوى المؤسسات.

منذ ثمانية عشر عاماً ولبنان يعيش مساراً انحدارياً في مختلف قطاعات الحياة العامة. ومن الصعب أن نسجّل نقاطاً ايجابية للحكومات المتعاقبة. وما يبدو لنا أحياناً أنّه إنجازات، لا يتعدّى كونه بضعة مشاريع باهظة الكلفة، شكّلت مصدر إثراء غير مشروع لأصحابها؛ فما زلنا نعيش مفتقرين إلى الماء والكهرباء والدواء، والى النقاوة في الهواء الذي تلوثه مكبّات النفايات. وكذلك إلى الأمن والطمأنينة على مختلف الأراضي اللبنانية. ومع هذه القلّة المتزايدة في تأمين حاجاتنا الحياتية، تكثر ديوننا ويزداد جوعنا ويتبخّر أمننا مع حملات الوافدين إلينا من كل حدبٍ وصوب، وكأننا دخلنا في عصر غزوات جديد.

في أواخر نيسان من العام 2005 ظن اللبنانيون بأن السيادة قد عادت إلى لبنان في ظل الانتفاضة الشعبية التي تلت اغتيال الرئيس الحريري، وأن عهد الوصاية قد انتهى بانسحاب القوات السورية من لبنان. غير أن الواقع بدا مختلفاً، فاتفاق الطائف كان قد وضع لبنان في ظل كوندومنيوم سوري ـ سعودي تحت رعاية أمريكية. وما حدث في العام 2005 لم يكن سوى انسحاب البعد الأمني من المعادلة وبقاء التبعية السياسية للمملكة العربية السعودية والإدارة الأمريكية؛ فكان الخلل الكبير الذي قوض استقرار لبنان مجدداً.

وكان التفاهم الرباعي الذي تفجّر مطلع العام 2006 بسبب نقض الوعود التي أعطيت لحزب الله خلال الانتخابات، والتي تقضي بالمحافظة على سلاحه ودعمه في عدم تنفيذ القرار 1559.

وبالرغم من تأكيد الحكومة في بيانها الوزاري على " الحق الوطني للشعب اللبناني في تحرير أرضه والدفاع عن كرامته في مواجهة الاعتداءات والتهديدات والأطماع الإسرائيلية والعمل على استكمال تحرير الأرض اللبنانية..." ، حاولت قوى 14 شباط استمالتنا لتشكيل جبهة ضد حزب الله لعزله ومن ثم مواجهته. لكنّنا، وتقديراً منا لخطورة هذا الموقف، وما يمكن أن يترتب عليه من حالة صدامية مشابهة لما حدث مع حزب الكتائب في العام 1975، رفضنا الانضمام لهذه الجبهة واقترحنا تصور حلٍ يحفظ حقوق لبنان والمقاومة، ويشكل مخرجاً مشرّفاً لجميع الأفرقاء. وفي ضوء قبول هذا الحل أو رفضه من قبل حزب الله يُتّخذ الموقف المناسب.

وقد تكشّف لنا بعد هذا العرض بأن ما كان مرسوماً لدى قوى الغالبية يختلف تماماً عمّا قدّمناه، لا بل يتناقض معه، فافترقنا.

ولما كانت جميع الأطراف المعنية، المحلية والدولية، تفتقر إلى إطار لتطبيق القرار 1559، ما سيؤدي إلى وضع لبنان في مواجهة مع المجتمع الدولي- وقد عبّرنا عن ذلك مراراً وتكراراً منذ صدور هذا القرار؛ وإدراكاًً منا لخطورة الموقف، وبالرغم من الإنذارات المتكررة التي وُجِّهت إلينا من أهم المراجع الخارجية، والتي تحذّرنا من التلاقي مع حزب الله، قرّرنا السير بمشروع التفاهم... التفاهم الذي أعلنّاه في 6 شباط من العام 2006 ، والذي رفضه فريق البريستول مع القوى الخارجية التي دعمت، في ما بعد، حرب تموز.

وبالرغم من المواقف المعادية لهذا التفاهم من بعض الداخل ومن الواقع الدولي، فإنّه أعاد الثقة بين شرائح كبرى من اللبنانيين، فزادت طمأنينتهم، وسقطت الحواجز النفسية الموروثة والمتراكمة منذ عقود مليئة بالأحداث الدامية، وترسخ التسامح بين مكونات المجتمع اللبناني.

وأعاد التفاهم أيضاً التوازن السياسي والشعبي الذي كان العامل الأول في احتواء التفجيرات الأمنية ومنع تحويلها إلى حروب أهلية، وقد شكّلت فقراته العشر منطلقاً للحوار اللبناني - اللبناني، الذي أدى إلى إنجاز قانون الانتخاب، وإقرار تصورٍ للتعامل مع السلاح الفلسطيني، وللعلاقات مع سوريا بما فيها معالجة قضية المفقودين والموقوفين، وصولاً إلى اعتماد مبدأ الإستراتيجية الدفاعية عن لبنان.

وفي ما يتعلق بحرب تموز، فقد كان لهذا التفاهم الدور الأبرز في إعداد وتحضير الرأي العام اللبناني بصورة عامة، والمسيحي بصورة خاصة، لقبول ودعم المواقف الوطنية، متخطياً السياسات التقليدية القائمة على التناقضات الموروثة منذ قرون، ونقل الصراع في لبنان من صراع طائفي إلى صراع سياسي، وتأسيس فكرة الدولة القائمة على الخِيارات الوطنية والسياسية، لا على الانتماء المذهبي. وقد خطونا الخطوة الأولى باتجاه الدولة المدنية التي تقوم على مفهوم المواطنة.

كم كان يؤخذ علينا نضالنا ضد الوجود السوري في لبنان، وكم كنّا نُتَّهم بالعدائية لسوريا بالرغم من تأكيدنا مراراً وتكراراً، وفي أحلك الظروف، أننا نريد أن نبني معها أفضل العلاقات، ولكن بعد خروجها من لبنان، وضمن إطار احترام سيادة البلدين. وها نحن اليوم في وضعٍٍ بات يؤخذُ علينا شرفُ المحافظة على الالتزام بالكلمةِ- الموقف، واحترام الصدقية في التعاطي مع القضايا المصيرية التي تحتم علينا علاقات طيبة مع الدول الشقيقة والصديقة. حتى أننا أصبحنا نُتَّهم بالتبعية لسوريا، وكأن احترام علاقات حسن الجوار والشرائع الدولية أصبح مذلّةً في لبنان، وأصبحت قواعد التعاطي مع الآخرين تلزمنا الخروج عن المعايير الأخلاقية والقانونية بدل الإلتزام بها.

وما لبثت الأحداث أن انتقلت من السجال حول العلاقات مع سوريا الى حرب ضارية شنتها إسرائيل على لبنان في تموز من العام 2006، وقد تركت هذه الحرب أثارها وتسببت بانقسامات سياسية حادّة في مجلس الوزراء. هذا بالإضافة إلى الخسائر التي تعرّض لها لبنان بسبب العدوان الإسرائيلي على بنيته التحتية والمصانع والمنازل، وما ألحقه بنا أيضاً من خسائر جسيمة في الأرواح وتدميرٍ هائلٍ في الممتلكات العامة والخاصة؛ وإدراكاً منا بضرورة ضبط الخطاب السياسي على مستوى مسؤول، ووضع التعويض عن الخسائر في سلم أولويات عادل، دعونا إلى قيام حكومة وحدة وطنية تعالج هذه المواضيع بمسؤولية، تجمع بين مختلف الأفرقاء اللبنانيين. لكن، وللأسف، جوبهنا برفض قاطع، وبخطاب بعيد كل البعد عن روح المسؤولية، وسط جهل تام لمفاعيل الأزمة التي تكوّنت أثناء الحرب. وصار الكلام اللامسؤول الذي أدلى به نواب القوى الحاكمة يدل على مدى هذا الجهل في إدراك تطور الوضع نحو الأسوأ. وبنتيجة عدم التقدير، تصاعدت الأزمة واستقال الوزراء الشيعة من الحكومة، فضلاً عن وزير البيئة، ففقدت ميثاقيتها وأصبحت مخالفة للدستور... فكانت المظاهرات الضخمة والاعتصام التاريخي اللذان لم يعرف لهما لبنان مثيلاً.

وتذكرون كيف رفض رئيس الحكومة الاستقالة، مفضلاً حماية الشريط الشائك والبقاء في السراي على تعديل حكومته أو استقالتها. وطالت الأزمة وتجاوزت السنة ونصف السنة وتعطلت انتخابات الرئاسة. وكلّ هذا في سبيل الاستئثار بالسلطة، وعدم إشراك الآخرين فيها. وهكذا، أطاحت القوى الحاكمة بجميع المواثيق الدستورية والتقاليد السياسية للديمقراطية التوافقية المعتمدة في لبنان.

واستمرت استفزازات السلطة للمعارضة بتحرشات في أماكن مختلفة من الأراضي اللبنانية بغية استدراجها إلى صدامات مسلحة، ولكن المعارضة برهنت عن طول أناة وحكمة، مفضلة استيعاب الأحداث والخسائر محافظة على الديمقراطية بدل الدخول في معادلة قوة تحسم الموقف من خلالها لمصلحتها.

وخلال هذه المدة عززت القوى الحاكمة قوتها السياسية بميليشيات مسلّحة ظناً بأنها قادرة على خلق معادلة قوة لمصلحتها، مشيعة بين أزلامها ومحبّذيها أنّ الدعم سيأتيها من الخارج، وما عليها إلا أن تصمد لمدة قصيرة في أي نزاع مسلح قد يطرأ. وما أن ظنّت أنّ ساعدها قد اشتدّ، حتى اتّخذت قرارات استفزازية بحق المقاومة، فكان السابع من أيار وما تلاه.

ثمّ كان مؤتمر الدوحة الذي عدنا فيه إلى مطلبنا الأول بعد نهاية حرب تموز، أي إلى ضرورة تشكيل حكومة الوَحدة الوطنية، وإقرار قانون جديد للانتخابات، وإجراء انتخابات رئاسية. ولو كانت القوى الحاكمة قد اقتنعت منذ البداية بمكوّنات الحل، لكنّا وفّرنا على أنفسنا وعلى الوطن سنتين من المتاعب والخسائر المادية والمعنوية والأرواح البريئة. وأهم من ذلك أنّنا كنا وفّرنا على مجتمعنا هذا الفرز المذهبي الذي لم يعرف له لبنان من قبلُ مثيلاً، حتى في أحلك أيام تاريخنا. وكلّ ذلك بفضل حفنة من الطارئين على السياسة الوطنية والجاهلين للتاريخ، الذين دأبوا على تحويل الوطن إلى شركة والمواطنين إلى زبائن.

وبعد مؤتمر الدوحة، دخل لبنان مرحلةً جديدة، وتألفت حكومة ائتلافية شارك فيها التيار الوطني الحر وتكتل التغيير والإصلاح. وإذا كان حجم مشاركة المعارضة في الحكومة لا يمكّنها من إصلاح ما يجب إصلاحه، فإنّه يوفّر لها إمكانية منع حصول شطط في بعض المواضيع الأساسية التي تحتاج لإقرارها إلى ثلثي مجلس الوزراء كما ينصّ الدستور. أمّا ما يقدّمه التيار اليوم من خلال مشاركته في الحكم، فهو أسلوب شفاف وفعّال، يأخذ على عاتقه المشاكل العامة ويضع لها الحلول المناسبة محترماً المعايير الأخلاقية والقانونية؛ فعمله في هذه المرحلة يبقى محصوراً في نطاق الوزارات التي يشغلها، حيث يبذل ممثلوه في الحكومة جهداً متواصلاً يعطي عملهم فارقاً نوعياً بدأت تظهر تباشيره للرأي العام.

إن تجربتنا في الحكومة أعطتنا فكرة واضحة عن المستنقع الذي تعيش فيه الإدارة، فهي مشلولة الإرادة والمبادرة وتعيش حالات انتظار وركود وكأنها مصابة بكسل مزمن لأن السلطة التنفيذية المسؤولة عن تحريكها ودفعها تسير بها على نمط مصالحها الخاصة وليس على نمط حاجات المجتمع.

وتجربتنا مع مجلس النواب أعطتنا اليقين بأنه لا إصلاح ممكناً من دون أكثرية واعية لمسؤولياتها، تحترم الدستور وتنقّي القوانين من الثغرات التي تفسح المجال للفساد والإفساد، كما تحاسب الحكومة على تجاوزاتها للقوانين المرعية الإجراء؛ فما نلمسه كل يوم هو ذلك التواطؤ القائم بين الحكومة والأكثرية التي تغطي مخالفاتها.

وهنا علينا أن نميّز بين ما هو خاضع لنا في ممارسة الحكم وبين ما هو خاضع لإرادة الحكومة ككل، وما نتوخاه اليوم من مشاركتنا هو نموذج سليم في الأداء أكثر مما هو إصلاح في بنية الدولة التي نخرها الفساد على المستويات كافة، ليطال رأس الحكومة الذي يجيد الهروب من الإجابة على الأسئلة المحددة بأسلوبه الشعري، يغطيه تواطؤ مزمن مع أكثرية المجلس. ومن هذه الحقيقة التي نعيشها كل يوم، تكوّنت لدينا قناعات بأن لا مجال للإصلاح إلا من خلال مجلس نواب قادرٍ على تكوين سلطة تحترم المواثيق والدستور والقوانين، وعلى محاسبتها على تجاوزاتها وأخطائها.

من المفروض في الأنظمة البرلمانية الديمقراطية أن تنبثق السلطة التنفيذية من مجلس نواب منتخب وفقاً لقانون يسمح بالتمثيل الصحيح للشعب. لكن، في لبنان، وخلال العقدين الماضيين كان مجلس النواب ينبثق من السلطة التنفيذية من خلال قانون انتخابات يسمح بتزوير الإرادة الشعبية عبر تحديد دوائر انتخابية تسمح بالتلاعب بأرجحيات أصوات الطوائف.

من هذا المنطلق، كان صراعنا مع القوى الحاكمة لاستصدار قانون جديد للانتخابات يسمح، ولو جزئياً، بتحسين الوضع التمثيلي للشعب اللبناني، ويعطيه أملاً بالتغيير. وهذا ما يتيح لنا في الانتخابات القادمة فرصة انتخاب أكثرية مؤيدة للإصلاح، لأنّنا من غير ذلك، عبثاً نحاول محاربة الفساد المتجذّر في بنية الدولة، والذي أصبح مستساغاً لدى شريحة كبرى من اللبنانيين. وقد بدأ هؤلاء اليوم بإفساد العملية الانتخابية من خلال "جودهم" المقنّع بمساعدة المحتاجين.

لقد سرقوا حقوقنا فجعلونا فقراء معوزين، و"تحننوا" علينا بنزر يسير من مالنا فحولونا متسوّلين بعد أن كنا أصحاب حقوق، وهكذا صار السارق محسناً وصاحب الحق متسولاً، وصح قول الشاعر: " جَوْعانُ يأكُلُ مِنْ زادي وَيُمسِكني حتَّى يُقالَ عَظيمُ القَدرِ مَقْصُودُ"

فلنتذكّر، منذ ستة عشر عاماً من بدأ بتحميل الخزينة ديوناً أصبحت اليوم خمسين ملياراً وما زالت تتصاعد؟

من زاد البطالة وأفقر الناس فباعوا أرزاقهم وهاجروا؟

من قصّر في ضبط الأمن فزادت الجريمة؟

من تدخّل في استقلالية القضاء ولطّخ سمعته؟

من دمّر القطاع الزراعي وهجّر المزارعين؟

من أهمل الصناعة الوطنية لإلحاقها بالزراعة؟

إن اللائحة تطول لتشمل جميع قطاعات الإنتاج ولا من يسأل ولا من يجيب ولا من يحاسب.

إن مفهوم الدولة قد انهار بضوابطه الأخلاقية والقانونية والإنسانية، ولا يمكن أن يتم إصلاحٌ جزئيٌّ في بنيتها المهترئة، ولذلك يجب أن تكون نظرتنا إلى الإصلاح شاملة تغطي القطاعات كافة. أما كيف سيكون الإصلاح ومتى؟ فلنا معكم إليه عودة مفصلة، ولكنه بالتأكيد يمر بالانتخابات النيابية.

وأخيراً، نجد من أول واجباتنا أن نذكّر المجتمع اللبناني عامة والمسيحي خاصّة أنه معرّض لأكبر محاولة إغراء في تاريخه؛ فالبترودولار متوافر بكثرة، والحاجة أكثر، والتحدي كبير وكذلك المسؤولية.

ومن أهم ما جاء في الإنجيل ألا نسقط في الإغراء ونعبد ربين ألله والمال

فشراء الضمير سلّم المسيح للصلب مرّة، ولكنه غلب الموت وقام؛ فلا تدعوا ضمائركم تصلب لبنان، ففي هذه المرة لن تكون قيامة.

 

تل أبيب المتوجسة من ضعف النظام السوري تطالب بجزعة من جثة عماد مغنية لفحص الحمض النووي

مسودة توصية الى البيت الأبيض: الأسد ضرورة ولكن بقاءه صعب

المستقبل - الاثنين 13 تشرين الأول 2008 - فارس خشّان

تكشف جهات سياسية واسعة الإطلاع في واشنطن، أن إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، تشتركان، وعلى مستويات إدارية وإستخبارية، في عملية تهدف الى إعادة تقييم شاملة للوضع في سوريا، من مدخل جدوى الرهان على نظام الرئيس بشار الأسد.

وتُفيد هذه الجهات بأن تقريرا سيتم وضعه بنتيجة العملية التقييمية، ليكون بمثابة توصية تُرفع الى الرئيس الأميركي الجديد، أكان جمهوريا أم ديموقراطيا، حول الطريقة الواجب التعاطي بها مع النظام السوري، بعيدا من التجاذبات التي ميّزت الولاية الأخيرة للرئيس الأميركي جورج بوش، حيث برز تباين بين الرؤية الإسرائيلية من جهة وبين القرار الأميركي، من جهة أخرى.

واللافت في المعطيات التي بدأت تتكرس أن القراءة الإسرائيلية تقترب من النظرة الأميركية "المعدّلة"، بحيث يُجمع الطرفان على أن مبدأ عدم تغيير النظام السوري الحالي هو من الثوابت المشتركة، ولكنهما باتا مقتنعين بأن اعتماده كخيار وحيد، من شأنه أن يرتد سلبا على الولايات المتحدة الأميركية ويتسبب بكارثة لإسرائيل.

وتُشير هذه الجهات السياسية الواسعة الإطلاع في واشنطن إلى أن المعطيات التي تتجمع لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والأميركية، لا تدعو الى الإطمئنان، إذ يتبدى يوما بعد يوم أن نظام الأسد بات أشبه بتلك الأنظمة المريضة التي لا يعرف أحد متى تُدركها الساعة.

وتُفيد بأنّ ما يحصل في الداخل السوري يدعو الى الريبة، فكل شيء غامض وملتبس. لا يعود هذا الغموض والإلتباس الى نقص في المعطيات، إنما الى الواقع السوري "المضروب"، بحيث لم يعد أحد قادرا على معرفة حدود الصراع القائم بين الأجهزة السورية المختلفة من جهة، وبينها وبين القصر الرئاسي من جهة أخرى، وتاليا مدى تأثير هذه الفوضى "السرية"، على تفلت الشبكات الإرهابية التي سبق للمخابرات السورية أن أسّستها، وتمكنت من الإمساك بمصيرها وبوجهة عملها، بيد من حديد.

وفي هذا السياق، فإن السؤال الجوهري الذي يطرحه الأميركيون والإسرائيليون، يتمحور حول قدرة الرئيس السوري على الفكاك عن النظام الإيراني.

وتقول هذه الجهات إن المسؤولين الإسرائيليين، ووسط تأكيد تركي، تبلغوا من الأسد بأنه مستعد للإنفصال نهائيا عن إيران في حال تمّ التوصل الى تصور مشترك للحل بين دمشق وتل أبيب بضمانة الإدارة الأميركية، وتثبيتا لصدقية هذا الوعد، أطلق الأسد مواقف أوضح فيها أنه غير معني عسكريا بأي حرب يمكن أن تشنها الولايات المتحدة الأميركية ضد إيران أو إسرائيل ضد "حزب الله"، وعندما دُعي الى تقديم دليل ميداني، وقعت جريمة اغتيال العميد محمد سليمان، بعدما جرى تقديمه على أنه صلة الوصل العسكرية بين دمشق وطهران.

وتشير هذه الجهات الى أن دراسة لاحقة أجراها الأميركيون والإسرائيليون على ملف تصفية سليمان، أظهرت أن الأسد يبيع الإسرائيليين كل من يشكلون عبئا عليه، فسليمان هو الوحيد الذي يملك معلومات دقيقة عن "الملف" النووي السوري، كما أنه المنفّذ الأمين للأوامر التي كانت ترده من الأسد، ومن بينها تنفيذ مجموعة من الإغتيالات قد يكون اغتيال الرئيس رفيق الحريري احدها، ولذلك استجوبته لجنة التحقيق الدولية مرتين وكانت على وشك استجوابه مرة ثالثة.

وتؤكد هذه الجهات أن الأسد أبدى كثيرا من الضعف، عندما أشعرته إيران بأنها منزعجة من حركته، فسارع الى استرضائها بطلتين تلفزيونيتين، واحدة على "المنار" وأخرى على التلفزيون الإيراني، حيث أطلق مواقف تتناقض، على الرغم من سطحيتها، مع التعهدات التي قطعها للإسرائيليين والأتراك والفرنسيين والقطريين.

وتسند الجهات السياسية الواسعة الإطلاع في واشنطن إتهام بعض المستويات في إسرائيل لإيران بالضلوع بتفجير دمشق الأخير، إلى انزعاج طهران من السلوكيات الأخيرة للأسد، فبدأت تُرسل له ما يعينه على فهم حقيقة بلاده أكثر، حيث بات العامل الإيراني يشكل معادلة في سوريا، وتاليا فإن انحراف الأسد عن التحالف العسكري الإستراتيجي وتصفية رجاله، سيكون له الكثير من التداعيات الخطرة على النظام السوري.

وتقول هذه الجهات إن الأميركيين والإسرائيليين يُدركون تمام الإدراك أن إيران التي تملك أوراق قوة حقيقية داخل سوريا، هي نفسها إيران التي تملك قوة التأثير الحاسمة على الساحة اللبنانية، ذلك أن حلفاء سوريا في لبنان ليسوا سوى واجهات صوتية، في حين أن المعادلة الميدانية التي يمكن ان تفيد سوريا أو تعزلها، فهي معادلة إيرانية بامتياز، في إشارة الى "حزب الله".

وفي هذا السياق، تكشف هذه المصادر عن نقاشات جرت على مستويات أمنية عدة دفعت الى طرح معادلات تُشكك بصحة الأنباء التي تحدثت عن اغتيال القائد العسكري لـ"حزب الله"عماد مغنية، وهي تشير الى أن الإسرائيليين طلبوا من السوريين تزويدهم بالحمض النووي لجثة مغنية حتى يتأكدوا من صحة الإدعاءات بموته، ولكنهم لم يحصلوا على شيء، وحاولوا أن ينفذوا عملية مخابراتية على ضريحه من أجل الإستحصال على خزعة من جثته، لكنهم فوجئوا بحراسة شديدة يوفرها "حزب الله" للضريح، بحيث تمنع أي مجموعة إستخباراتية، مهما كان مستواها الإحترافي، من تحقيق هدفها.

وترى هذه الجهات أن عملية التقييم المشتركة بين إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، لا تسقط من حسابها مطلقا أن تؤدي الحرب الباردة الإيرانية ـ السورية والصراع المحتدم بين الأجهزة الأمنية المختلفة وما تتضمنه من مواجهات مستترة مع القصر الرئاسي السوري، إلى إضعاف النظام، مما يؤدي الى تكتل الشبكات المتفلتة مع فئات سياسية معارضة تجمعها بها وحدة الهدف أو العقيدة، كنذير بانهيار لا يمكن لأي كان أن يستشرف تداعياته على كل المنطقة.

وتفيد بأن اتجاهاً بدأ يترسخ إسرائيلياً وأميركياً على ضرورة صوغ توصية تدعو الى اعتماد مسلكين متوازيين في التعاطي لاحقاً مع سوريا، بحيث يكون دعم استمرارية نظام الأسد مواكباً لمساعي إيجاد البديل الذي يجب أن يستلم البلاد في حال وهن هذا النظام وسقط.