المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 19  تشرين الأول/2008

إنجيل القدّيس لوقا .7-1:10

وبَعدَ ذلِكَ، أَقامَ الرَّبُّ اثنَينِ وسبعينَ تِلميذاً آخَرين، وأَرسَلَهمُ اثنَينِ اثنَينِ يتَقَدَّمونَه إِلى كُلِّ مَدينَةٍ أَو مَكانٍ أَوشَكَ هو أَن يَذهَبَ إِلَيه. وقالَ لَهم: «الحَصادُ كثيرٌ ولكِنَّ العَمَلَةَ قَليلون، فاسأَلوا رَبَّ الحَصَاد أَن يُرسِلَ عَمَلَةً إِلى حَصادِه. اِذهَبوا! فهاءنَذا أُرسِلُكم كَالحُملانِ بَينَ الذِّئاب. لا تَحمِلوا كِيسَ دَراهِم ولا مِزوَداً ولا حِذاءً ولا تُسَلِّموا في الطَّريقِ على أَحد. وأَيَّ بَيتٍ دَخَلتُم، فقولوا أَوَّلاً: السَّلامُ على هذا البَيت. فإن كانَ فيهِ ابنُ سَلام، فسَلامُكُم يَحِلُّ بِه، وإِلاَّ عادَ إِلَيكُم. وأَقيموا في ذلكَ البَيتِ تأَكُلونَ وتَشرَبونَ مِمَّا عِندَهم، لِأَنَّ العامِلَ يَستَحِقُّ أُجرَتَه، ولا تَنتَقلوا مِن بَيتٍ إِلى بَيت.

 

الكاردينال جون هنري نيومان (1801-1890)، كاهن ومؤسّس جماعة دينيّة ولاهوتي

PPS، الجزء الثالث، الرقم 22: "The Good Part of Mary"القدّيس لوقا الإنجيليّ، "عامِل للكلمة" (لوقا1: 2)

حسنة هي كلّ كلمة صادرة عن المسيح، لها رسالتها وهدفها، ولا تسقط على الأرض. إنّه لَمُستحيلٌ أن يكون المسيح، وهو كلمة الله، قد نطق قطّ بكلام زائل، وهو من عبَّرَ وفق ما يحلو له عن النصائح العميقة والإرادة القدّوسة لله غير المرئي. فكلّ كلمة صادرة عن المسيح حسنة. لكن حتّى لو نقلها إلينا أناس عاديّون، يمكننا أن نثق أنّه لا يمكن لأيّ ممّا حُفظَ لنا، سواء كان كلامًا لتلميذ أو لمعارض، أو إخبار أو تنبيه أو تأنيب أو تعزية أو إقناع أو إدانة، لا شيء من كلّ هذا له معنى محض عرضيّ، أو مغزى محدود أو جزئي...على العكس، لا يقلّ كلّ كلام المسيح المقدّس قوّة مع مرور العصور وتغيّر الأزمنة، رغم أنّه مكسوّ بلباس مؤقّت ومنظّم بهدف فوريّ، مما يُصعّب استخراج ما فيه من معنى آنيّ وطارئ. إنّ هذا الكلام الذي يبقى في الكنيسة، مخصّص ليبقى للأبد في السموات (متى24: 35)؛ فيمتدّ إلى الأبديّة. إنّه نظامنا المقدّس، العادل والحسن، "مصباحٌ لقدمي ونورٌ لسبيلي" (مز119: 105)، وينطبق كليًّا وبعمق على زماننا تمامًا كما عندما نطقَ به في البداية.

كان يمكن للكلام أن يكون صحيحًا حتّى لو قامت العناية البشريّة بجمع هذا الفتات عن طاولة المسيح. لكنّ ثقتنا أكبر، لأنّنا لم نتلقّاه من البشر بل من الله (1تس2: 13). لم يضعْ لنا الروح القدس، الذي أتى لتمجيد المسيح وإعطاء الوحي للإنجيليّين ليكتبوا، إنجيلاً عقيمًا. فليتمجّد اسمه لأنّه اختار وحفظ لنا الكلام الذي يجب أن يكون مفيدًا تحديدًا في الأزمنة الآتية، الكلام الذي يمكن أن يكون شريعة الكنيسة، للإيمان والأخلاق والسلوك. وليست شريعة مكتوبة على ألواح الحجارة (خر24: 12)، بل شريعة الإيمان والحبّ، الخاصّة بالروح وليس بالحرف (روم7: 6)، شريعة للقلوب النبيلة التي تقبل أن "تحيا بكلّ كلمة تخرج من فم الله" (تث8: 3؛؛ متى4: 4)، مهما كانت متواضعة ومتّضعة.

 

إضافة إلى تدريب عناصر تياره ومنحه مكتبا تمثيليا دائما لا يعطى إلا لكبار الأتباع 

طهران تدعم عون بـ 40 مليون دولار "طاهرة" لمعركته الانتخابية

لندن - "السياسة":  كشفت مصادر إيرانية معارضة في لندن النقاب أمس عن أن "نظام الملالي في طهران" أبلغ رئيس الوزراء اللبناني العسكري الاسبق ميشال عون, "الحليف الستراتيجي" لحزب الله في لبنان, عشية انتهاء زيارته التي استمرت نحو اسبوع للدولة الفارسية, " بتخصيص 30 مليون دولار له كمصاريف انتخابية" في الانتخابات البرلمانية اللبنانية في أواخر العام المقبل, ومبلغ عشرة ملايين دولار سنويا لتغطية تكاليف وسائله الإعلامية وعلى رأسها قناته التلفزيونية "أو تي في" وجريدة يومية يحضر لاصدارها في مطلع العام المقبل". وقال مسؤول إيراني سابق في بدايات ثورة الخميني يعيش لاجئا سياسيا في بريطانيا منذ منتصف الثمانينات, ان "المعلومات التي وصلت إلينا من طهران تؤكد أن عون وافق على ارسال 70 من عناصر تياره (الوطني الحر) الى إيران ابتداء من مطلع ديسمبر المقبل لتدريبهم لدى الحرس الثوري على الشؤون الاستخبارية والأمنية بما فيها اتقان صنع المتفجرات والسيارات المفخخة وانشاء خلايا تخريبية من بين مهماتها الاغتيالات, كجزء من مجموعات عونية يصل تعدادها الى نحو 400 عنصر ستخضع لتدريبات في إيران على استخدام أجهزة الرقابة الالكترونية وتصنيع المتفجرات ومراقبة الهواتف والاتصالات ومراقبة تحركات السياسيين وقيادات أمنية وعسكرية".

ونقل المسؤول الإيراني المعارض عن أوساط تابعة له في بيروت قولها " ان صهر ميشال عون جبران باسيل وزير الاتصالات اللبناني الراهن باشر توظيف العشرات من الجماعات العونية في وزارته للتدرب الاولي على قضايا الاتصال والمراقبة والتجسس على المسؤولين اللبنانيين كي تكون في أجواء ما سوف يجري تدريبها عليه في إيران قبل انتقالها إليها".

وذكر المعارض الإيراني المهم في لندن ل¯"السياسة" أن " ضباطا ايرانيين من الاستخبارات والحرس الثوري سيصلون الى بعض مراكز التيار العوني في المناطق المسيحية وبعض المناطق الإسلامية من لبنان في منتصف نوفمبر المقبل للاشراف على انشاء لجان امنية واستخبارية مرتبطة بحزب الله وحركة امل الشيعيين , من أجل تهيئة الارضية للانتخابات النيابية المقبلة, اذ تعلق طهران كما حليفتها دمشق, امالا ضخمة على فوز جماعاتها وجماعات سورية في لبنان بتلك الانتخابات كمرحلة نهائية في مخططهما للسيطرة على النظام الجديد الذي سيقوم على انقاض النظام الديمقراطي الراهن المدعوم من المجتمع الدولي والدول العربية السنية المهمة".

 وكان "حزب الله" "خرج" خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية مجموعات قتالية من التيار العوني في مراكز تدريب له في البقاع وجنوب بيروت.

واماط المسؤول الإيراني السابق المعارض ل¯ "السياسة" اللثام عن ان عون والسلطات الايرانية الامنية اتفقوا على إنشاء" مكتب تمثيلي للتيار الوطني الحر في طهران تكون مهمته الاشراف بطريقة مباشرة على مطالب عون من الحكومة الإيرانية دون المرور بحزب الله أو أي طرف آخر في محاولة من نظام محمود أحمدي نجاد لمنح "جنرال الرابية" امتيازات خاصة لتقوية ثقته بالدولة الفارسية الدينية المتطرفة, لم يمنحها الا لعملائه في العراق امثال مقتدى الصدر, مقابل استمراره في تحالفه معها عبر "حزب الله" ومقاومة التدخل الاميركي والسعودي "القويين" في لبنان حسب الإيرانيين من أجل اسقاط مشروعهما المشترك فيه".

 وعلى صعيد آخر, تستعد جهات حزبية وأمنية لبنانية تابعة للدولة لشن حملة واسعة النطاق ضد زيارة عون إلى طهران عبر نشر معلومات في إعلام "14 آذار" عن خلفيات تلك الزيارة والاتفاقات التي وقعها هناك مع السلطات الايرانية التابعة للحرس الثوري, وعبر توزيع منشورات وصور على أوسع نطاق في المناطق المسيحية خصوصا تظهره خلال لقاءاته مع محمود أحمدي نجاد والمسؤولين الايرانيين الآخرين من الملالي الذين زارهم أو التقاهم وظهرت صورهم على شاشات التلفزة الايرانية وشاشات قناتي "المنار" التابعة لحزب الله و"ان بي ان" التابعة لنبيه بري.

 

 إيران طلبت من الولايات المتحدة عدم أخذ شعاراتها بعين الاعتبار

كتاب »التحالف« الغادر يكشف تفاصيل العلاقات السرية بين طهران وتل أبيب وواشنطن

 السياسة

"التحالف الغادر: التعاملات السرية بين اسرائيل وايران والولايات المتحدة الأميركية".. هذا ليس عنوانا لمقال لأحد المهووسين بنظرية المؤامرة من العرب, وهو بالتأكيد ليس بحثا أو تقريرا لمن يحب أن يسميهم البعض "الوهابيين" أو أن يتهمهم بذلك, لمجرد عرضه للعلاقة بين اسرائيل وايران والولايات المتحدة وللمصالح المتبادلة بينهم وللعلاقات الخفية. انه قنبلة الكتب لهذا الموسم والكتاب الأكثر أهمية على الاطلاق من حيث الموضوع وطبيعة المعلومات الواردة فيه والأسرار التي يكشف بعضها للمرة الأولى وأيضا في توقيت وسياق الأحداث المتسارعة في الشرق الأوسط ووسط الأزمة النووية الايرانية مع الولايات المتحدة.

الكاتب هو أستاذ في العلاقات الدولية في جامعة "جون هوبكينز" تريتا بارسي ولد في ايران ونشأ في السويد وحصل على شهادة الماجستير في العلاقات الدولية ثم على شهادة ماجستير ثانية في الاقتصاد من جامعة "ستوكهولم" لينال فيما بعد شهادة الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة "جون هوبكينز" في رسالة عن العلاقات الايرانية-الاسرائيلية.

وتأتي أهمية هذا الكتاب من خلال كم المعلومات الدقيقة والتي يكشف عن بعضها للمرة الأولى, اضافة الى كشف الكاتب لطبيعة العلاقات والاتصالات التي تجرى بين هذه البلدان (اسرائيل- ايران - أميركا) خلف الكواليس شارحا الآليات وطرق الاتصال والتواصل بينها في سبيل تحقيق المصلحة المشتركة التي لا تعكسها الشعارات والخطابات والسجالات الاعلامية الشعبوية والموجهة.

كما يكتسب الكتاب أهميته من خلال المصداقية التي يتمتع بها الخبير في السياسة الخارجية الأميركية "تريتا بارسي". فعدا عن كونه أستاذا أكاديميا, يرأس "بارسي" المجلس القومي الايراني-الأميركي, وله الكثير من الكتابات عن الشرق الأوسط, وهو خبير في السياسة الخارجية الأميركية, وهو الكاتب الأميركي الوحيد تقريبا الذي استطاع الوصول الى صناع القرار (على مستوى متعدد) في البلدان الثلاثة أميركا, اسرائيل وايران.

يتناول الكاتب العلاقات الايرانية- الاسرائيلية في الخمسين عاماً الماضية وتأثيرها في السياسات الأميركية وعلى موقع أميركا في الشرق الأوسط. ويعتبر هذا الكتاب الأول منذ أكثر من عشرين عاما, الذي يتناول موضوعا حساسا جدا حول التعاملات الايرانية - الاسرائيلية والعلاقات الثنائية بينهما.

يستند الكتاب الى أكثر من 130 مقابلة مع مسؤولين رسميين اسرائيليين, ايرانيين وأميركيين رفيعي المستوى ومن أصحاب صناع القرار في بلدانهم. اضافة الى عدد من الوثاق والتحليلات والمعلومات المعتبرة والخاصة.

ويعالج بارسي العلاقة الثلاثية بين كل من اسرائيل, ايران وأميركا لينفذ من خلالها الى شرح الآلية التي تتواصل من خلالها حكومات الدول الثلاث وتصل من خلال الصفقات السرية والتعاملات غير العلنية الى تحقيق مصالحها رغم الخطاب الاعلامي الاستهلاكي للعداء الظاهر بينها.

وفقا لبارسي فان ادراك طبيعة العلاقة بين هذه المحاور الثلاثة يستلزم فهما صحيحا لما يحمله النزاع الكلامي الشفوي الاعلامي, وقد نجح الكاتب من خلال الكتاب في تفسير هذا النزاع الكلامي ضمن اطار اللعبة السياسية التي تتبعها هذه الأطراف الثلاثة, ويعرض بارسي في تفسير العلاقة الثلاثية لوجهتي نظر متداخلتين في فحصه للموقف بينها:

أولا: الاختلاف بين الخطاب الاستهلاكي العام والشعبوي (أي ما يسمى الأيديولوجيا هنا), وبين المحادثات والاتفاقات السرية التي يجريها الأطراف الثلاثة غالبا مع بعضهم بعضاً (أي ما يمكن تسميته الجيو-ستراتيجيا هنا).

ثانيا: يشير الى الاختلافات في التصورات والتوجهات استنادا الى المعطيات الجيو-ستراتيجية التي تعود الى زمن معين ووقت معين. ليكون الناتج محصلة في النهاية لوجهات النظر المتعارضة بين "الأيديولوجية" و"الجيو-ستراتيجية", مع الأخذ بعين الاعتبار أن المحرك الأساسي للأحداث يكمن في العامل "الجيو-ستراتيجي" وليس "الأيديولوجي" الذي يعتبر مجرد وسيلة أو رافعة.

بمعنى ابسط, يعتقد بارسي أن العلاقة بين المثلث الاسرائيلي- الايراني - الأميركي تقوم على المصالح والتنافس الاقليمي والجيو-ستراتيجي وليس على الأيديولوجيا والخطابات والشعارات التعبوية الحماسية. وفي اطار المشهد الثلاثي لهذه الدول, تعتمد اسرائيل في نظرتها الى ايران على "عقيدة الطرف" الذي يكون بعيدا من المحور, بينما تعتمد ايران على المحافظة على قوة الاعتماد على "العصر السابق" أو التاريخ حين كانت الهيمنة "الطبيعية" لايران تمتد لتطال الجيران القريبين منها. وبين هذا وذاك يأتي دور اللاعب الأميركي الذي يتلاعب بهذا المشهد ويتم التلاعب به أيضا خلال مسيرته للوصول الى أهدافه الخاصة والمتغيرة تباعا.

واستنادا الى الكتاب, وعلى عكس التفكير السائد, فان ايران واسرائيل ليستا في صراع أيديولوجي بقدر ما هو نزاع ستراتيجي قابل للحل. يشرح الكتاب هذه المقولة ويكشف الكثير من التعاملات الايرانية - الاسرائيلية السرية التي تجرى خلف الكواليس والتي لم يتم كشفها من قبل. كما يؤكد الكتاب في سياقه التحليلي الى أن أحداً من الطرفين (اسرائيل وايران) لم يستخدم أو يطبق خطاباته النارية, فالخطابات في واد والتصرفات في واد آخر معاكس.

الأهم من هذا كله, أن الطرفين يعتقدان أنهما منفصلان عن المنطقة ثقافيا وسياسيا. اثنيا, اسرائيل محاطة ببحر من العرب ودينيا محاطة ايضاً بالمسلمين السنة. أما بالنسبة لايران, فالأمر مشابه نسبيا. عرقي هي محاطة بمجموعة من الأعراق غالبها عربي خصوصاً الى الجنوب والغرب, وطائفيا محاطة ببحر من المسلمين السنة. ويشير الكاتب الى أنه وحتى ضمن الدائرة الاسلامية, فان ايران اختارت ان تميز نفسها عن محيطها عبر اتباع التشيع بدلا من المذهب السني السائد والغالب.

ويؤكد الكتاب على حقيقة أن ايران واسرائيل تتنافسان ضمن دائرة نفوذهما في العالم العربي وبأن هذا التنافس طبيعي وليس وليد الثورة الاسلامية في ايران, بل كان موجودا حتى ابان حقبة الشاه "حليف اسرائيل". فايران تخشى أن يؤدي أي سلام بين اسرائيل والعرب الى تهميشها اقليميا بحيث تصبح معزولة, وفي المقابل فان اسرائيل تخشى من الورقة "الاسلامية" التي تلعب بها ايران على الساحة العربية ضد اسرائيل.

استنادا الى بارسي, فان السلام بين اسرائيل والعرب يضرب مصالح ايران الستراتيجية في العمق في هذه المنطقة ويبعد الأطراف العربية عنها ولاسيما سورية, ما يؤدي الى عزلها ستراتيجيا. ليس هذا فقط, بل ان التوصل الى تسوية سياسية في المنطقة سيؤدي الى زيادة النفوذ الأميركي والقوات العسكرية وهو أمر لا تحبذه طهران.

ويؤكد الكاتب في هذا السياق أن أحد أسباب "انسحاب اسرائيل من جنوب لبنان في العام 2000" هو أن اسرائيل أرادت تقويض التأثير والفعالية الايرانية في عملية السلام من خلال تجريد "حزب الله" من شرعيته كمنظمة مقاومة بعد أن يكون الانسحاب الاسرائيلي قد تم من لبنان.

ويكشف الكتاب ان اجتماعات سرية كثيرة عقدت بين ايران واسرائيل في عواصم اوروبية اقترح فيها الايرانيون تحقيق المصالح المشتركة للبلدين من خلال سلة متكاملة تشكل صفقة كبيرة, تابع الطرفان الاجتماعات فيما بعد وكان منها اجتماع "مؤتمر أثينا" في العام 2003 والذي بدأ أكاديميا وتحول الى منبر للتفاوض بين الطرفين تحت غطاء كونه مؤتمرا اكاديميا.

ويكشف الكتاب من ضمن ما يكشف ايضا من وثائق ومعلومات سرية جدا وموثقة فيه, أن المسؤولين الرسميين الايرانيين وجدوا أن الفرصة الوحيدة لكسب الادارة الأميركية تكمن في تقديم مساعدة أكبر وأهم لها في غزو العراق العام 2003 عبر الاستجابة لما تحتاجه مقابل ما ستطلبه ايران منها على أمل أن يؤدي ذلك الى عقد صفقة متكاملة تعود العلاقات الطبيعية بموجبها بين البلدين وتنتهي مخاوف الطرفين.

وبينما كان الأميركيون يغزون العراق في ابريل من العام 2003 كانت ايران تعمل على اعداد "اقتراح" جريء ومتكامل يتضمن جميع المواضيع المهمة ليكون أساسا لعقد "صفقة كبيرة" مع الأميركيين عند التفاوض عليه في حل النزاع الأميركي-الايراني.

تم ارسال العرض الايراني أو الوثيقة السرية الى واشنطن. لقد عرض الاقتراح الايراني السري مجموعة مثيرة من التنازلات السياسية التي ستقوم بها ايران في حال تمت الموافقة على "الصفقة الكبرى" وهو يتناول عددا من المواضيع منها: برنامجها النووي سياستها تجاه اسرائيل ومحاربة القاعدة. كما عرضت الوثيقة انشاء ثلاث مجموعات عمل مشتركة أميركية-ايرانية بالتوازي للتفاوض على "خارطة طريق" بخصوص ثلاث مواضيع: "أسلحة الدمار الشامل", "الارهاب والأمن الاقليمي" و"التعاون الاقتصادي".

وفقا ل¯بارسي, فان هذه الورقة هي مجرد ملخص لعرض تفاوضي ايراني أكثر تفصيلا كان قد علم به في العام 2003 عبر وسيط سويسري (تيم غولدمان) نقله الى وزارة الخارجية الأميركية بعد تلقيه من السفارة السويسرية أواخر ابريل أوائل مايو من العام 2003.

هذا وتضمنت الوثيقة السرية الايرانية للعام 2003 والتي مرت بمراحل كثيرة منذ 11 سبتمبر 2001 ما يلي:

1- عرض ايران استخدام نفوذها في العراق ل¯ (تحقيق الأمن والاستقرار, انشاء مؤسسات ديمقراطية, وحكومة غير دينية).

2- عرض ايران شفافية كاملة لتوفير الاطمئنان والتأكيد بأنها لا تطور أسلحة دمار شامل والالتزام بما تطلبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل كامل دون قيود.

3- عرض ايران ايقاف دعمها للمجموعات الفلسطينية المعارضة والضغط عليها لايقاف عملياتها العنيفة ضد المدنيين الاسرائيليين داخل حدود اسرائيل العام 1967.

4- التزام ايران بتحويل "حزب الله" اللبناني الى حزب سياسي منخرط بشكل كامل في الاطار اللبناني.

5- قبول ايران باعلان المبادرة العربية التي طرحت في قمة بيروت العام 2002 أو ما يسمى "طرح الدولتين" والتي تنص على اقامة دولتين والقبول بعلاقات طبيعية وسلام مع اسرائيل مقابل انسحاب اسرائيل الى ما بعد حدود 1967.

 المفاجأة الكبرى في هذا العرض كانت تتمثل باستعداد ايران تقديم اعترافها باسرائيل كدولة شرعية!! لقد سبب ذلك احراجا كبيرا لجماعة المحافظين الجدد والصقور الذين كانوا يناورون على مسألة "تدمير ايران لاسرائيل" و"محوها عن الخريطة".

ينقل بارسي في كتابه أن الادارة الأميركية المتمثلة بنائب الرئيس الأميركي ديك تشيني ووزير الدفاع آنذاك دونالد رامسفيلد كانا وراء تعطيل هذا الاقتراح ورفضه على اعتبار "أننا (أي الادارة الأميركية) نرفض التحدث الى محور الشر". بل ان هذه الادارة وبخت الوسيط السويسري الذي نقل الرسالة.

ويشير الكتاب أيضا الى أن ايران حاولت مرات عدة التقرب من الولايات المتحدة لكن اسرائيل كانت تعطل هذه المساعي دوما خوفا من أن تكون هذه العلاقة على حسابها في المنطقة.

ومن المفارقات التي يذكرها الكاتب أيضا أن اللوبي الاسرائيلي في أميركا كان من أوائل من نصحوا الادارة الأميركية في بداية الثمانينيات بأن لا تأخذ التصريحات والشعارات الايرانية المرفوعة بعين الاعتبار لأنها ظاهرة صوتية لا تأثير لها في السياسة الايرانية.

باختصار, الكتاب من أروع وأهم الدراسات والأبحاث النادرة التي كتبت في هذا المجال لاسيما انه يكشف جزءا مهما من العلاقات السرية بين هذا المثلث الاسرائيلي - الايراني - الأميركي. ولا شك انه يعطي دفعا ومصداقية لأصحاب وجهة النظر هذه في العالم العربي والذين حرصوا دائماً على شرح هذه الوضعية الثلاثية دون أن يملكوا الوسائل المناسبة لايصالها للنخب والجمهور على حدا سواء وهو ما استطاع تريتا بارسي تحقيقه في هذا الكتاب في قالب علمي وبحثي دقيق ومهم, ولكن ما لم يتم ترجمة الكتاب كاملاً للعربية ووصوله للقارئ العربي والمسلم فسيظل الكثير من شعوبنا يعيش في أوهام النصرة والنجدة الايرانية للقضايا الاسلامية والعربية وعلى رأسها قضية فلسطين!

 

تفكيك خلية لـ"حزب الله" في سيناء حاولت خطف إسرائيليين

 وكالات/ كشفت مصادر عسكرية اسرائيلية ان مصر نجحت بمساعدة دولة جارة في تفكيك خلية لـ"حزب الله" حاولت خطف سياح اسرائيليين في شبه جزيرة سيناء، واشارت الى استمرار المخاوف في اسرائيل، من قيام بعض افراد الخلية الذين لم يتم القاء القبض عليهم من تنفيذ عملية في سيناء.

كما أبلغت المصادر العسكرية الاسرائيلية صحيفة يديعوت احرنوت امس، ان اسرائيل ابلغت مصر مؤخراً برغبتها في تمديد التهدئة مع حركة حماس الى وقت غير محدد. كذلك اعلنت الصحيفة ان عاموس جلعاد رئيس الطاقم الامني السياسي في وزارة الدفاع الاسرائيلية بحث مع وزير المخابرات المصري عمر سليمان خلال زيارته القاهرة الاسبوع الماضي موضوع تمديد التهدئة باعتبارها تصب في مصلحة اسرائيل الحيوية وان باراك ابلغ قيادة الجيش الاسرائيلي بالقيام بكافة التدابير اللازمة للوصول الى ذلك الهدف فيما عبرت مصر عن رغبتها الشديدة في عدم انهاء التهدئة ايضا، والتي من المفترض ان تنتهي في ديسمبر القادم.

واوضحت الصحيفة ان "حماس" اشتكت الى مصر استمرار الخروقات الاسرائيلية وعدم ادخال كميات البضائع المطلوبة حسب اتفاقها مع مصر الى قطاع غزة، واشارت الى ان اوساطا في الجيش تعتقد ان استمرار التهدئة يخدم مصالح سكان جنوب اسرائيل، وسيساعد في اطلاق سراح شاليط، فيما رسمت مصادر اخرى صورة ضبابية للاوضاع على الحدود بين مصر وغزة. واعتبرت ان "حماس" تستفيد من التهدئة في ادخال اسلحة ثقيلة واسلحة كتف مضادة للطائرات الى قطاع غزة، مشيرة الى انها اعدت سيارات مفخخة محملة بمئات الكيلوغرامات من المواد الناسفة استعدادا لاي عملية اسرائيلية محتملة في غزة.

 

6ألآف مسيحي عراقي "تركوا" ديارهم في الموصل خلال أسبوعين في ثاني أكبر عملية نزوح لهم منذ عامين

وكالات/ذكر وزير المهجرين والمهاجرين في العراق أن أكثر من 6 آلاف مسيحي أجبروا على ترك منازلهم في مدينة الموصل خلال الأسبوعين الماضيين بعد تلقيهم تهديدات بالقتل. وأوضح عبد الصمد سلطان لصحيفة "الصباح" الحكومية الصادرة السبت 18-10-2008 أنه تم تشكيل غرفة عمليات طارئة لمساعدة العائلات المسيحية، مشيرا إلى أن وزارة المهجرين والمهاجرين أرسلت مساعدات عاجلة للنازحين بهدف مساعدتهم لمواجهة الظروف الصعبة. وكان نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي أرسل الأسبوع الماضي وفدا ضم 7 وزراء برئاسة وزير الدفاع عبد القادر العبيدي للوقوف على تداعيات قيام جماعات مسلحة بالضغط على العوائل المسيحية وإرغامها على مغادرة المدينة فورا. وتعد عملية تهجير المسيحيين ثاني أكبر عملية نزوح تجتاح العراق منذ الـ22 من فبراير/شباط 2006؛ حيث شهدت عموم المدن العراقية أوسع موجة نزوح عقب تفجير مرقد الإماميين علي الهادي والحسن العسكري في مدينة سامراء.

وفي شأن عراقي آخر، خرجت السبت في بغداد مظاهرة كبيرة للتنديد بالاحتلال الأمريكي ورفض الاتفاقية العراقية الأمريكية قادها أتباع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر. وشوهد آلاف من أتباع الصدر وهم يتظاهرون انطلاقا من مدينة الصدر، أكبر مدينة في بغداد موالية للزعيم الشيعي مقتدى الصدر، وهم يحملون الأعلام العراقية واللافتات ويهتفون بشعارات تندد بالاحتلال الأمريكي ورفض الاتفاقية الأمنية. وانتشر الآلاف من قوات الجيش والشرطة العراقية في الشوارع، فيما تم نشر أعداد أخرى فوق البنايات العالية وقامت عجلات مسلحة بقطع الشوارع والجسور. وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أعطى الضوء الأخضر للصدريين بتنظيم المظاهرة التي سبق أن رفض إقامتها في نيسان/إبريل الماضي في ذكرى الغزو الأمريكي للعراق بسبب اتساع أعمال العنف في المناطق ذات الغالبية المؤيدة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر في مدينة الصدر والشعلة ببغداد والناصرية والبصرة العمارة.

 

ميشال عون بين يدي آيات الله في طهران

المحرر العربي/ كاد أحد نواب تكتل التغيير والإصلاح، والذي تقرر استبعاده من المعركة الانتخابية المقبلة، أن يظهر على إحدى الشاشات ليعرب عن صدمته حيال السياسات التي ينتهجها رئيس التكتل النائب ميشال عون والتي «وضعته أخيراً بين يدي آيات الله» في طهران، فيما هو «في حال صدام مع المرجعية المارونية الأولى»، أي البطريرك مار نصرالله بطرس صفير. النائب الذي تراجع في اللحظة الأخيرة عن الظهور، ولسبب غامض، كان قد قال، ولعل ذلك قد بلغ الجنرال، إنه خائف من نتائج التآكل الدراماتيكي في شعبية هذا الأخير، حتى أن البعض في التيار الوطني الحر والذين أصبحوا خارجه في الآونة الأخيرة، يبدون خشيتهم أن يضطر النائب عون في نهاية المطاف أن يخوض الانتخابات على لائحة «حزب الله» في دائرة بعلبك - الهرمل المضمونة كلياً للحزب..

 

 لتغطية تحالفه السوري - الأيراني , ميشال عون يدعي أن فريق 14 آذار بدأ ينهار

المستقبل/لفت رئيس تكتل »التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون الى »أن المعارضة اللبنانية لاتزال متماسكة لأن لديها خطا سياسيا وطنيا تحافظ عليه»، معتبراً في المقابل »ان فريق الرابع عشر من آذار هو مجموعة مصالح فردية وقد بدأ ينهار بتغير قانون الانتخابات ومناطق النفوذ» .ورأى في حديث الى صحيفة »المدينة« السعودية، »ان التفاهم مع »حزب الله« إنتصر في حل الأزمة الداخلية وأثبت على المستوى الدولي أنه يمثل الخيار الأسلم والورقة الرابحة«.

ووصف تصريحات رئيس »اللقاء الديموقراطي« النائب وليد جنبلاط بأنها »مهاترة لا تستحق الردّ عليها»، سائلاً: »هل زرع جنبلاط الارض بالإنتصارات؟«.

وأشار الى »أن الوضع الأمني في لبنان فقد بعضاً من إستقراره بسبب تسلل أعداد من الارهابيين الى شمال البلاد، وهذا الموضوع تعالجه سوريا حاليا في تحركها لإغلاق الحدود الشمالية للبنان ومراقبتها»، متوقعاً »ان يحل الموضوع بعد تنسيق بين لبنان وسوريا حول الموضوع الامني«.

 

 أبو جمرا يحذر و يلعب على الوتر الطائفي من خلال المطالبة بصلاحيات نائب رئيس الحكومة

أبو جمرا: صلاحيات نائب رئيس الحكومة ستُطرح على مجلس الوزراء ووفقًا للنتيجة سيُبنى على الشيء مقتضاه

قال نائب رئيس الحكومة اللواء عصام أبو جمرا إنّه "من المرجح أن تُطرح مسألة صلاحيات نائب رئيس مجلس الوزراء خلال إجتماع تكتل التغيير والإصلاح مطلع الأسبوع المقبل"، مشدّدًا، في حديث الى موقع "nowlebanon.com"، على أنّ "هذا الموضوع لا يحتاج إلى تعديل دستوري وإنما إلى تعديل مرسوم تنظيم أعمال مجلس الوزراء بحيث تضاف مسألة ترؤس نائب رئيس المجلس الجلسات في حال غياب رئيس مجلس الوزراء أو تعذر قيامه بمهامه، على أن يُستثنى من ذلك بعض البنود الأساسية، مع تعديل آخر ينص على أن يمارس نائب رئيس المجلس مهامه من مقر مجلس الوزراء".

وردًّا على سؤال عما كشفه في حديث صحافي من أن الأسبوع المقبل سيشهد "أكشن وحركة غير شكل" على صعيد المطالبة بصلاحيات نائب رئيس مجلس الوزراء، أجاب أبو جمرة: "لا تذهبوا بعيدًا بالتفكير بذلك إذ إن الأمور مرهونة بأوقاتها وبالتطورات وليس بالضرورة أن تُتخذ إجراءات خلال الأسبوع المقبل"، موضحًا أنّ "هذه المسألة ستُطرح على مجلس الوزراء لكي يتم بحثها وبنتيجة المداولات والقرار سيُبنى على الشيء مقتضاه".

 

زيارة عون لطهران إنزعاج رسمي وحرج لدى القاعدة العونية

إلهام فريحة/قطبٌ سياسي يحظى بشعبية واسعة كان في زيارة لأحد المراجع الرسمية، وفي سياق اللقاء بادر القطب بالقول للمرجع أن أجندته السياسية حافلة بدعوات موجَّهة إليه من عدة رؤساء دول، وكأنه بهذا القول يستكشف ما إذا كانت تلبية الدعوات تُشكِّل إحراجاً أو إزعاجاً أو تعارضاً مع أجندة المرجع المذكور الذي سارع إلى الرد بصيغة المزاح في معرض الجدّ:

ليست زياراتكم ما يسبّب الإزعاج بل زيارات غيركم. فَهِم القطب أن المرجع يُلمِّح إلى إنزعاج رسمي من زيارة العماد ميشال عون لطهران، وتوقف الحديث عند هذا الحد. زيارة رئيس تكتل التغيير والإصلاح لإيران تسببت بإحراج على المستوى الرسمي وبلبلةً على مستوى القاعدة لدى أنصار التيار. رسمياً، جاءت في اليوم ذاته لوجود رئيس الجمهورية في السعودية، ومعروفٌ أن العلاقة بين الرياض وطهران تمر بفترة حرجة جداً بسبب الملف اللبناني وبسبب التحالف العميق بين طهران ودمشق التي تمر علاقتها بالرياض بشبه قطيعة. على مستوى القاعدة في التيار الوطني الحر فإن نواب التيار بذلوا جهوداً سياسية وإعلامية هائلة لتبرير الزيارة أمام قواعدهم، فإذا كانت لتعزيز دور مسيحيي الشرق، فالأولى زيارة العراق لأن المسيحيين في الموصِل يتعرضون للتهجير، كما أن البطاركة ورجال الدين هُم الذين يقومون بهذا الدور وليس رجال السياسة وبالتحديد العماد عون الذي جهر أكثر من مرة بأنه علماني وليس طائفياً. وإذا كان هدف الزيارة بحث أوضاع مسيحيي الشرق، فما علاقة هذا الهدف بالإجتماع مع مسؤول الملف النووي الإيراني? يلفت مراقب سياسي إلى ما قاله أحد وزراء التيار في مقابلة تلفزيونية من (أننا في حاجة إلى مال ايران وغيرها للإنتخابات النيابية)، ولعل هذه الجرأة أو هذه الصراحة لدى الوزير المذكور تكشف جانباً أساسياً من أهداف الزيارة. ولعل أبرز ما شكَّل إحراجاً للقاعدة العونية هو حصول الزيارة في ذكرى 13 تشرين، ومناصرو العماد عون كانوا يُفضِّلون أن يكون الجنرال معهم في هذه الذكرى وليس في طهران، وعند هذه النقطة لا يُعطون أي أسباب تخفيفية لتزامن الزيارة مع هذه الذكرى. أيّاً تكن الإعتبارات فإن العماد عون لا يُقيم وزناً لمشاعر أنصاره، ويعتقد أن إغاظة مَن وقفوا حائلاً دون وصوله إلى قصر بعبدا تأتي فوق كل إعتبار.

 

إعداد ماهر الأسد للوراثة في حال الطوارئ

المحرر العربي

من يأكل من أولاً.. ومن يطيح بالآخر..؟ تتحدث تقارير فرنسية وردت من دمشق نقلاً عن أوساط حزبية وسياسية في سورية عن دور ومستقبل اللواء آصف شوكت الذي أصبح أحد أعمدة النظام والأكثر خطراً عليه. يثير دور آصف انقساماً داخل أسرة الأسد الحاكمة بحكم الخلاف المستمر بينه وبين العميد ماهر الأسد شقيق السيدة بشرى زوجة آصف، ويشكل هذا الخلاف استمراراً للخلاف والعداء الذي استحكم بين آصف وباسل الأسد في موضوع زواجه من شقيقته بشرى، والموقع القديم الذي استحدث لآصف في الجيش تحت اسم رئيس فرع أمن القوات. ويعتقد المراقبون أنه بالرغم من تجاوز الكثير من الخلافات بين آصف وبين عدد من قياديي النظام وأركانه، فإن رواسب هذه الخلافات تتحرك بتوقيت لتعصف بأمن النظام من داخله ولتطرح أسئلة حول قدرته على تجاوز انشقاقاته وصراعات أجنحته ومراكز قواه. وكان الرئيس بشار الأسد قد سبق ورقّى آصف لدور نائب رئيس شعبة المخابرات العسكرية، ثم رئيساً لها في أعقاب اغتيال الشهيد رفيق الحريري مكافأة له.؟ أصبح آصف شوكت بعد ترقيته ممسكاً بكل ملفات الأمن وشيئاً فشيئاً بدأ يزيد من دوره وحضوره ونفوذه داخل المؤسستين: الحكومية رئاسة مجلس الوزراء وقراراتها، والأمنية بشقيها الحزبي والمدني. ويقال إن شوكت نجح في إيصال فاروق الشرع لمنصب نائب الرئيس على خلفية استقالة عبد الحليم خدام ومغادرته سورية، فأصبح ممسكاً بالأمن، إضافة لموقع سياسي داخل النظام. وتؤكد معلومات مقربين من النظام أن الرئيس الأسد أدرك خطورة تمدد صهره وطموحه، فسارع إلى تعيين عدويه اللدودين: علي يونس مساعداً له في رئاسة الأمن العسكري مع صلاحية العلاقة المباشرة بالرئيس، أي تجاوز رئيسه آصف الذي تحددت صلاحياته ولم يعد يعرف ما يجري داخل المؤسسة العسكرية.. والعميد الركن رفيق شحادة رئيساً لفرع الضباط، وكان قد سبق له العمل في فرع الأمن السياسي، ثم أمن الحرس الجمهوري.

طوّق الرئيس الأسد بعلي يونس وشحادة صهره ومشاريعه وأحلامه، وأصبح آصف شوكت موضع رصد دائم بعد أن أكدت التقارير أن شوكت يعمل لحسابه ومشروعه. وكانت تقارير سابقة أكدت أيضاً أن شوكت استخدم بثينة شعبان، في علاقة خاصة شدتها إليه، لتزويده بنسخ من تقارير القصر السرية والمحادثات كجزء من سعيه الطويل والدؤوب لموقع القرار الأول. وقد نجح شوكت في ما أكد كثير من متابعي الملف السوري باستقطاب كل خصوم الأسد أو الطامحين لأدوار وتصحيح أداء النظام، ما زاد في مخاوف أهل النظام وخصوصاً شقيق الرئيس العميد ماهر الأسد الذي يقود الحرس الجمهوري، وهو القوة الضاربة الأولى في النظام، الأكثر كفاءة وإعداداً وعدّة. وقد فوجئ السوريون باستقبال الرئيس الأسد خلال عيد الفطر عدو آصف شوكت وخصمه الأول اللواء بهجت سليمان، وتردد أن الرئيس وعد بهجت سليمان بمنصب مهم قريباً، ما شكل لمن يعرف أساليب النظام رسالة لآصف شوكت. وكان عدد من المراقبين قد سجل حادثة أخرى ذات دلالة. فخلال التعزية بمنصور الأطرش ابن الزعيم الدرزي والقائد الوطني الكبير سلطان باشا الأطرش وأحد قياديي حزب البعث لمرحلة ما قبل الوحدة، خلال التعزية وبعد أن انتهى وحاول المغادرة فوجئ موكب آصف بموكب الوزير طلال ارسلان يصل بتوقيت محدد نتج عنه محاصرة موكب آصف ومنعه من المغادرة بذريعة زحمة السير لأكثر من نصف ساعة، وقد شكلت الحادثة رسالة فهمها شوكت تؤكد له أن أمنه بيدهم وأنهم قادرون على اصطياده في الزحام بحادث سيارة مثلاً على غرار تصفية مدير مكتب مشعل بحادث سيارة، أو القتل في مشادة بين أدوات النظام وإطلاق نار عشوائي.. إلى آخر الوسائل التي يمكن استخدامها للتخلص من الخصوم، وهي لعبة تتقنها أجهزة النظام جيداً. رافق هذا المناخ الذي يحيط به النظام صهره العزيز طلب من القيادة السورية من المثقفين والإعلاميين اللبنانيين الذين يزورون آصف شوكت وأبرزهم كمال شاتيلا، الامتناع عن الزيارة بذريعة الأمن ومنع تسريب أنبائها إلى خصوم سورية. ولوحت القيادة بنشر أسماء من يخالف التعليمات ويزور شوكت.

من يأكل من أولاً..؟

سؤال مطروح في دمشق ويعتقد الكثيرون أن بيضة القبان هو العميد ماهر الأسد رجل النظام الجديد الصاعد والذي يكره آصف شوكت، وسبق له أن أطلق النار عليه فأصابه في رجله. يعتبر ماهر أن آصف دون الأسرة منزلة وأن زواجه من أخته كان اختراقاً أمنياً للنظام. وإذا كان مؤكداً أن ماهر سيقف بجانب أخيه بشار، فإن الكثيرين يتوقعون لماهر دوراً يتجاوز حدود حماية النظام ولا يستبعدون أن تتكرر قصة الأخوين حافظ ورفعت، وأن يتحول الصراع من آصف - بشار إلى ماهر - بشار، وإن كان توقيت هذا الصراع ما زال مؤجلاً. وهنالك من يعتقد أن ماهر يتم إعداده حتى إذا ما اقترب موعد المحكمة الدولية، واقتضت بعض التدابير والإجراءات أو العمليات الجراحية تقدم ماهر لحمل المسؤولية، أمكن نقل السلطة إليه بيسر ومن دون عقبات وسيكون حزب البعث الذي تمّ إعداده لتشريع التوريث حاضراً لمباركة عهد ماهر الأسد.

 

رسائل مطمئنة محليا واقليميا في تظاهـــرة افتتاح مسجد محمد الأمين

لجنة ثنائية من سعادة وزهرا لوضـــع صيغة البيــان وتحديد موعـد مصالحة "المردة" والقوات بمشاركة الرابطة المارونية وبتنسيق مع سليمان

المركزية - الحدث الديني والوطني الكبير الذي اختتم به الاسبوع الحالي بافتتاح مسجد محمد الأمين في وسط العاصمة بيروت والرسائل المطمئنة محليا واقليميا ودوليا التي صدرت عن الخطباء، ستشكل في نظر المراقبين حافزا للاسراع في ترسيخ الاستقرار في لبنان، في مواكبة التحرك الامني اللافت في هذا المجال، خصوصا بعد توقيف الخلية الارهابية، والمداهمات والتوقيفات التي تلتها، والمعلومات القيّمة التي حصلت عليها الاجهزة الامنية نتيجة التحقيقات مع الموقوفين.

اسبوع المصالحات: امام هذا المشهد يرى مصدر سياسي ان الاسبوع الطالع سيشهد تكثيفا للمساعي القائمة لاتمام المصالحات واللقاءات المرتقبة، حيث سيجمع مقر خلده بعد عودة الوزير طلال ارسلان من اندونيسيا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ووفد رفيع بين قيادة حزب الله، ولا تستبعد المصادر كذلك التقاء رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، خصوصا بعدما أعلن الحريري من بعبدا ان سبب التأخير هو أمني فقط. أما على صعيد المصالحة المسيحية فقد قطعت المساعي شوطا كبيرا حيث أفادت مصادر مواكبة انه تم تشكيل لجنة ثنائية تضم المحامي يوسف سعاده عن "المرده" والنائب انطوان زهرا عن "القوات اللبنانية"، وقد سبق لهما ان عقدا نحو خمسة اجتماعات في العام 2005 اثر الحادث الذي وقع يومها واستطاعا تهدئة الاوضاع ومنعا تفاقهما. وأضافت المصادر ان الرابطة المارونية ستشارك في هذه اللجنة من خلال شخص موثوق من الفريقين، وبالتنسيق مع رئيس الجمهورية مباشرة، من أجل الاتفاق على صياغة البيان وتاريخ اللقاء، والآليات المطلوبة، على ان تنهي اللجنة مهمتها قبل نهاية الشهر الحالي.

وأوضحت مصادر "المردة" انه بعكس ما تتناقله بعض وسائل الاعلام عن زيارة سيقوم بها المتصالحان الى البطريركية المارونية في بكركي بعد لقاء القصر الجمهوري، فان هذا الامر لم يطرح على "المردة"، وتاليا لا يجوز استباق الامور من قبل طرف واحد، مع تأكيده على الاحترام الكامل لهذا الصرح الذي هو مرجعنا الروحي. لقاءات عون - المر: الى ذلك، نفى مصدر في "التيار الوطني الحر" ما تردد عن لقاء عقد بين رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون وبين وزير الدفاع المحامي الياس المر بعد عودة الجنرال من ايران، لكن المصدر اكد ان اللقاءات بين الاثنين طبيعية وسبق ان عقدا سلسلة لقاءات قبل زيارة العماد عون الاخيرة، وهذه اللقاءات تناولت بحث مواضيع ذات اهمية وطنية، ومنها موضوع التنصّت والاوضاع العامة في البلاد والملفات المتعددة، اضافة الى موضوع الانتخابات النيابية المقبلة، حيث يتم تبادل الافكار بين الرجلين، وهذه اللقاءات ستتابع في الايام المقبلة وهي طبيعية بينهما.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 18 تشرين الاول 2008

البلد

تعمل السلطات المختصة على معالجة توترات ليلية وعمليات اطلاق نار تشهدها بلدات في قضاء عاليه الساحلية بين حزب في 8 آذار وتيار في 14 آذار.

اصدر وزير الداخلية قراراً بسحق الدراجات النارية غير الشرعية وبيعها الى الخارج كخردة منعاً لاعادة استخدامها بعد كثرة الشكاوى التي ترد ممن تعرضوا للسرقة.

تكاثرت في المدة الأخيرة الطلبات القضائية لكشف الاتصالات التي يجريها عدد من أفراد الشبكات الارهابية لتسهيل ربط المعلومات وانارة التحقيق.

النهار

تتوقع مصادر سياسية أن يطلب سكان المخيمات الفلسطينية دخول الجيش اليها اذا عجزت القوى النظامية الفلسطينية عن توفير الأمن الثابت لهم.

لوحظ أن بعض مستوردي السيارات المعدة للتأجير يعرضونها للبيع بعد مدة من استيرادها ليصبح الرسم الجمركي عليها مخفوضاً.

تقدر تكاليف التنقيب عن النفط في المياه الاقليمية اللبنانية ب 300 مليون دولار.

السفير

تسلم وزير سيادي تقارير حول شركات وهمية تتلاعب بالبورصة عبر المواقع الالكترونية، ولا علاقة لها بالعمل المالي داخلياً وخارجياً.

احيطت تحركات الوفد الاستخباراتي الاميركي الذي يزور لبنان بكتمان شديد لجهة اللقاءات التي يجريها، فيما تمت تغطية نشاطات الوفد العسكري.

تلقت جهات أمنية لبنانية تقريراً وافياً عن محادثات زائر لبناني الى بلد عربي والكلام الذي اطلقه امام المسؤولين في هذا البلد.

المستقبل

تردد ان وراء قرار حزب معين منع كوادره من الذهاب الى عاصمة مجاورة حادثا امنيا سبق ان شهدته هذه العاصمة وكان يستهدف قياديين من الحزب.

وذكر ان الحزب نفسه يعقد مؤتمره التنظيمي في هذه الايام وان لا تعديلات جوهرية على تركيبته القيادية.

افادت مصادر مطلعة ان احداثا امنية لا تزال تحصل, من غير ان يعلن عنها، في مناطق حساسة مذهبيا حول العاصمة.

اللواء

ترددت معلومات أن لقاء قطبين من الأكثرية في الساعات الماضية تركز على أجواء المصالحات والمواقف·

تتنافس دولتان كبيرتان على المساهمة بتنظيم مؤتمرات قطاعية في بيروت والمناطق، في إطار التنافس بين الفرانكوفونية والأنكلوسكسونية·

رغم إزالة الصور والشعارات من العاصمة، فإن تجمهرات نهارية وليلية لا تزال تحدث أمام المكاتب الحزبية!·

الشرق

وزير اكثري رأى في تحركات احد احزاب قوى 14 آذار دليلا على الحاجة المتبادلة الى ما يوحي باستمرار التحالفات السياسية الجدية .

مجلس مؤسساتي عائد الى احدى الطوائف لم تسفر انتخاباته الاخيرة عن اي تغيير يسمح بتوقع قرارات مختلفة تصدر عنه .

مسؤول شمالي سابق اعترف مسبقا بان تحالفاته السياسية لن تتأثر باية مصالحة من تلك التي حصلت في طرابلس او التي يحكى عنها بين " القوات اللبنانية " و " تيار المردة " .

 

الانتماء اللبناني" استنكر احراق سيارة أحد أعضائه في تبنين: هذا الاعتداء جاء نتيجة الانحدار الخطير في ممارسة العمل السياسي

وطنية - 18/10/2008 (سياسة) أفاد تيار "الانتماء اللبناني" في بيان اليوم "أن مجهولين عمدوا ليل أمس الى احراق سيارة أحد أعضائه في بلدة تبنين في الجنوب"، معتبرا "أن هذا الاعتداء هو نتيجة مناخ أوجده الانحدار الخطير في ممارسة العمل السياسي". وأضاف: "كنا نتمنى لو أن الدولة موجودة بفاعلية في الجنوب لكي تتولى كشف الفاعلين واحالتهم على القضاء وتأمين سيادة القانون، ولكن أمام غياب هذه الدولة، لا يعود أمام الجنوبيين وسيلة، يا للأسف، الا تحصيل حقهم بأيديهم، مع كل ما يعني ذلك من فوضى لا نريدها، لأننا، بعكس الآخرين، من دعاة مشروع الدولة".

 

رئيس الجمهورية حضر جلسة العمل الأولى للقمة الفرانكوفونية

وطنية - 18/10/2008 (سياسة) حضر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، عند التاسعة صباحا بتوقيت كيبيك (الرابعة بعد الظهر بتوقيت بيروت)، جلسة العمل الاولى للقمة الفرانكوفونية الثانية عشرة، التي افتتحت اعمالها مساء امس في قصر المؤتمرات الكبرى في كيبيك.

ورافق الرئيس سليمان الى جلسة العمل الاولى وزراء الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ والثقافة تمام سلام والدولة نسيب لحود. كما حضر ممثل رئيس الجمهورية لدى المنظمة الفرانكوفونية الدكتور خليل كرم. وتدور أعمال الجلسة الاولى حول المواضيع الاربعة المحددة للقمة وهي الحفاظ على البيئة، تعميم الديمقراطية، تكريس أسس الحكم الصالح، وتعزيز اللغة الفرنسية. وكانت الجلسة بدأت بتشكيل مكتب امانة سر القمة بعدما جرت عملية التسليم والتسلم بين رومانيا رئيسة القمة السابقة ورئيسي القمة الحالية كندا وكيبيك، حيث تحولت بعد ذلك الى مغلقة لبحث جدول الاعمال.

ومن المتوقع ان تبحث الجلسة المقبلة في الوضع الدولي العام على ان تختتم ظهرا (بتوقيت كيبيك) بالتقاط الصورة التذكارية لرؤساء الدول المشاركين. وحسب البرنامج المقرر، فمن المتوقع ان تنعقد بعد ظهر اليوم وغدا الاحد طاولات حوار مقسمة الى قسمين: القسم الاول ويتناول موضوعي البيئة وتعميم الديمقراطية، أما القسم الثاني فيتناول موضوعي تكريس اسس الحكم الصالح وتعزيز اللغة الفرنسية. على ان تختتم اعمال القمة ظهر الاحد باعلان البيان الختامي الذي سيطلق عليه "اعلان كيبيك". وكانت أمانة سر القمة قد وزعت في المركز الاعلامي كتيبا حول الاتحاد البرلماني للدول الفرانكوفونية الذي تبنى في اجتماع على مستوى الاعضاء توصيات رفعت الى القمة حول المواضيع الاربعة محور البحث، وكذلك حول الاوضاع في عدد من الدول الفرانكوفونية. وفي هذا السياق تبنى الاتحاد البرلماني الفرانكوفوني توصية بخصوص لبنان تنص على احترام استقلاله وسيادته ووحدة اراضيه. وحيا اتفاق الدوحة "الذي ساهم في خروج لبنان من أزمته واعادة الاستقرار السياسي والدستوري اليه". كما حيت التوصية انتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وأكدت دعمها له وتضامنها مع الشعب اللبناني والبرلمانيين اللبنانيين، وحيت الجهود المبذولة من اجل ارساء المصالحة والوفاق الوطني في لبنان والتزام الجميع عدم اللجوء الى العنف لحل النزاعات.

 

قداس في السوديكو في ذكرى استشهاد داني شمعون وزوجته وطفليه: المطران مطر: المصالحات التي ننشد اليوم هي لحمة وحدتنا وسداها

وهي حاجة ماسة لشفاء لبنان وانهاضه وليست ترفا سياسيا أو اجتماعيا

دوري شمعون: المصالحات تبدأ بالمصالحة مع الذات والأصالة والدولة ونخشى أن يصبح الحوار مادة استغلال من أصحاب المشاريع المشبوهة

وطنية - 18/10/2008 (سياسة) أحيا حزب الوطنيين الأحرار، الذكرى السنوية الثامنة عشرة لإستشهاد رئيسه السابق داني شمعون وزوجته انغريد عبد النور شمعون وطفليهما طارق وجوليان، بقداس عصر اليوم في كنيسة مار انطونيوس في السوديكو. وترأس الذبيحة الإلهية ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير رئيس أساقفة بيروت للطائفة المارونية المطران بولس مطر، وعاونه لفيف من الكهنة، وخدمت القداس جوقة الرعية.

حضر القداس: الرئيس أمين الجميل، النائبان نايلة معوض وانطوان إندراوس، النواب السابقون فارس سعيد، منصور غانم البون ومحمود عمار، رئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون، رئيس بلدية الشياح ادمون غاريوس، عماد واكيم ممثلا القوات اللبنانية، انطوان الأشقر ممثلا الحزب التقدمي الإشتراكي، رئيس "حركة التغيير" ايلي محفوض، وممثلون عن عدد من الأحزاب والشخصيات، إضافة إلى عائلة الشهيد: تمارا داني شمعون, كميل وغبريال دوري شمعون، وآل عبد النور وآل شمعون وحشد من المحازبين والأصدقاء.

المطران مطر

وبعد الإنجيل المقدس ألقى المطران مطر عظة قال فيها: "في ذكرى استشهاد عزيزنا الرئيس داني كميل شمعون وزوجته انغريد وولديه طارق وجوليان، يتجدد شعورنا الجارف بفداحة الخسارة، وكأنها وقعت للتو، ولم تمض عليها الأيام لتطويها في غياهب النسيان؛ وتنهمر الدموع من المآقي حرى سخية لأن الذي فقدناه في تلك الليلة الظلماء التي خلت من كل إنسانية كان بدرا منيرا بإنسانيته ونبله ومحبته للبنان". أضاف: "وما من شك في أن صورة ناصعة لداني الشهيد راحت تتجلى في جميع الأذهان منذ ارتقى صاحبها إلى قمة العطاء بالاعتداء الوحشي الذي صرعه والذي لم يوفر معه لا زوجة مسالمة ولا طفلين بريئين يمثلان الظلم المجاني الذي طعن معهما لبنان كله، فيما لم يرتكب هذا الوطن إثما ولم ينو شرا بأحد من أشقائه وحاسديه ولا من المستهترين بقيمته ومصيره".

وتابع: "وهي صورة للبناني مميز في ما حباه الله من مواهب، كان في مقدمها صدق في القول والعمل وعفوية في الشعور مع الآخرين وصلابة في نشدان الحق وفي المحافظة عليه. وقد زينها بالتربية الوطنية السامية التي تلقاها في بيت نشأ في جنباته على هوى العزة والكرامة والانفتاح على الجميع، وعلى يد والد له قامة عملاق بين الرجال قولا وعملا واقتناعا بأن حق وطنه فوق كل حق وبأن محبة الغير تبدأ من محبة الذات لتكسب القيمة المنشودة والفعالية التي تبني وتعلي البناء".

وأردف: "لم يكن أي ظرف مسبق يعد هذا الشهيد لحمل السلاح، لا في حياته ولا في تطلعاته. غير أن القيمين على مصير الوطن منذ استقلاله وانطلاقته بين الأمم، لو كانوا جميعا مدركين أن قوة لبنان في وحدته كما أعلنها عاليا فخامة رئيس جمهوريتنا الجديد العماد ميشال سليمان منذ أيام، لما عرضوا البلاد لهزات كادت أن تكون قاتلة، ولتطاول عليها واستخفاف بها كاد أن يفقدها جنى التاريخ وتضحيات الأجداد من أجل أن تكون زينة الدنيا ومنارة للحق والحرية. وهكذا كتب على جيل كامل من اللبنانيين أن يدفع ثمن أخطاء لم يرتكبها لتعود البلاد من بعدها فتؤسس حياتها مجددا على صخرة التفاهم والاحترام المتبادل بين أهلها، وعلى احترام حقها على الغير وواجبها حياله في آن معا. وكان على داني أن يركب الأخطار في سبيل وطن أحبه حتى العبادة، وأن ينتفض من أجله حين رآه يسرق من أيدي بنيه، فسرقت منه حياته غصبا وسالت دماؤه هدرا وقهرا".

واستطرد بالقول: "لكن شهادة داني وضعته في مصاف المفتدين الكبار لوطنهم وأعطت محبيه ومواطنيه دفعا جديدا للاستمرار في التضحية من أجل إنقاذ لبنان. ولن يكون إلا كذلك، لأن خلاص الوطن هو الغاية وبهذا الخلاص وحده ترتقي شهادة الشهداء إلى معناها الكامل، فيتحول موتهم إلى حياة وتعود إلى الوطن بسمة أطفاله، وتشرق فوق رباه من جديد شمس المحبة والألفة والسلام".

أضاف: "وإننا نردد هنا ما يؤمن به جميع اللبنانيين، بأن الشهداء الذين سقطوا منذ ثلاثين عاما ونيف في الحروب الأخيرة وما بعدها تخطوا حدود ما يكفي منهم لفداء لبنان. حتى أن دماءهم باتت تستصرخنا اليوم نحن الأحياء لننهض من غفلتنا ونوقظ ضمائرنا وندرك أن هذا الوطن صار بهم أعز من أن يهمل وأغلى من أن يشرى ويباع. وهم يعرفون أيضا أن دماءهم التي سالت على أرض لبنان وحدت هذه الأرض التي رقدوا فيها جنبا إلى جنب على رجاء القيامة. وها هي بلادنا تسير اليوم نحو تجديد مؤسساتها الدستورية وقيام الخير العام فيها وسط جو من التفاهم والتقارب. ولقد أجمعت الآراء فيها على ضرورة إنجاح الحوار الوطني بين الفرقاء جميعا وعلى أهمية المصالحة بين المتخاصمين من كل جانب، وذلك ضنا بالأبرياء وإعادة للمسيرة الوطنية إلى طيب مجاريها فننفض عنا غبار الماضي الحزين ونهيء نفوس الشباب الطالع من أبنائنا إلى عرس الحياة والإبداع ونشوة الحضور مع أمم الأرض المتطلعة إلى تقدمها وازدهارها على كل صعيد".

وبعدما سأل: "أفليس هذا ما يريح عظام داني ومعه سائر الشهداء من أبناء لبنان، وما يجعلهم في عليائهم أكثر فرحا واطمئنانا على أهلهم في الوطن الذي أحبوه حتى الموت؟"، قال: "إننا ننشد بالحقيقة مصالحة تحكمها الأخوة التي لا يمكن تغييبها في تعاطينا بعضنا مع بعض. وكذلك فإن أي خلاف مهما كان قاسيا ينبغي أن يبقى مظللا بسقف الأخوة وليس بغيرها، وهذا ليس بكثير على المؤمنين بالصفح والغفران وبالمحبة التي "تحتمل كل شيء وتصبر على كل شيء". وعلينا الإدراك أيضا بأن من شأن المصالحة في صفوف العائلة اللبنانية أن تدعم الثوابت التي نبني عليها كياننا الوطني منذ فجر التاريخ حتى أفوله، ألا وهي ثوابت المودة والكرامة والحرية والتنوع للجميع والتضامن بين الجميع، وهي أيضا ثوابت السيادة المبسوطة على الأرض والحماية المؤمنة لها من أي اعتداء والمشاركة الحقة في صنع القرار الوطني وتسيير الشأن العام في جو من الرضى ومن التنافس الديموقراطي المشروع في آن. على أن الحماية الأقوى لهذه الثوابت تبقى في التنبه لوحدتنا. لذلك فالمصالحات التي ننشد اليوم مع جميع المخلصين هي لحمة هذه الوحدة وسداها وهي لا تعد بالتالي ترفا سياسيا أو اجتماعيا بل حاجة ماسة يتطلبها شفاء لبنان مما أصيب به من وهن، وتأمين الشروط لإنهاضه كوطن منيع الجانب لا تلويه عاصفة ولا تهزه رياح".

وتابع: "وفي سنة نذكر فيها أعظم رسول في تاريخ المسيحية، هو القديس بولس الذي مر ألفان من الأعوام على ولادته، نضع نصب عيوننا دعوته المؤمنين إلى مصالحة مع الله أولا فتولد بفعلها طاقة جديدة للمصالحة مع الذات ومع الآخرين، مهما كانت صعبة. فالذين يسألون عن نوع المصالحات المطلوبة في لبنان اليوم، إن كانت سياسية أم شخصية، يأتي جواب الرسول بأنها قبل كل شيء مصالحة روحية، تمزق سحب العداء مهما اشتد سوادها وتنير دروب المستقبل بأنوار المحبة التي يتزين بها الشهداء في ديارهم، والتي يدعوننا إلى التجلبب بها إذا ما اهتدينا بتضحياتهم التي ما بعدها تضحيات".

وخلص إلى القول: "إنها نعمة الشهادة، فالذين قدموا في سبيل الوطن قرابين على مذبح فدائه، هم اليوم قوتنا لبلسمة الجراح وجمع الشمل ونهوض الوطن من جديد إلى رسالته. فإن كنا اليوم يا داني نسير في طريق المصالحة والمحبة والوئام فإن ذلك يتحقق أيضا بفضل دمائك البريئة ودماء زوجتك وولديك وبفضل أمثالك من الشهداء الذين ثبتوا إيماننا بالتضحية والموت طريقا إلى القيامة والحياة. تعزيتنا لذويك أهل الوطنية والإباء، ولمحازبيك، ولكل مواطنيك، ولك عرفان من لبنان وهالة من أنوار ربك على وجهك المضيء إلى الأبد. فاضرع عنا حيث أنت من أجل وطنك فيعود ويستمر ويبقى. آمين".

دوري شمعون

وبعد القداس ألقى رئيس الحزب دوري شمعون، كلمة توجه في مستهلها إلى الحضور بالقول: "نجتمع في ذكرى استشهاد داني وانغريد وطارق وجوليان، على جاري عادتنا كل سنة، فتفيض علينا روحهم آيات نبيلة وخالدة من التضحية للوطن وقضاياه. واجبنا يفرض علينا الاتعاظ من الماضي وأخذ العبر من مسيرة شهدائنا وكل الشهداء لنستنير بهم ونبقى اوفياء لتضحياتهم. كلنا نعلم ان يوم اغتيال داني كان الوطن كله على قائمة الاغتيالات، ونعلم ايضا ان لبنان لا يزال معرضا للمخاطر والمؤامرات حتى ولو بدت الأمور على عكس حقيقتها في خضم اهتمام الاشقاء والاصدقاء به، واحاطته من الشرعيتين العربية والدولية".

أضاف: "نعم لم تهن عزيمة اعدائه ولم تتراجع مطامعهم. ويجب ان نعلم انه ليس بمجرد انسحاب الجيش السوري وانتشار القوات الدولية اصبح الوطن بمأمن، وقادرا على إعادة بناء ذاته وازالة آثار الحرب المدمرة من الأذهان والنفوس. إلا ان هنالك مجموعات وجماعات مصرة على المضي في شرها محاولين تغيير وجه لبنان الحقيقي: لبنان التعددية والعيش الواحد، لبنان الحرية والعدالة، لبنان الديمقراطية وحقوق الانسان، لبنان دولة القانون الملتزم الشرائع الدولية والذي هو موضع احترام الجميع: دولا ومنظمات وجمعيات وافرادا. ومن المحزن ان تحظى هذه المجموعات باحتضان بعض اللبنانيين مما يشرع أبواب الوطن امام الطارئين ويبقيه ساحة مستباحة".

تابع: "على صعيد آخر، نرى محاولات يغلب عليها الطابع الإعلامي والإعلاني لإتمام بعض المصالحات، ويقال فيها كلام مشروع، ويتم تبريرها بضرورة تبريد الأجواء والتقريب بين المتباعدين. وربما يكون الأمر صحيحا، إلا اننا نعتبرها دون المستوى المطلوب. فلو تكلمنا مثلا على المصالحات بين المسيحيين المتخاصمين، لا بد لنا من التأكيد ان البعض نسي او تناسى تعاليم المسيح خصوصا المغفرة والمحبة، وراح ينبش القبور ويعمل حتى على زرع البغض والكراهية بين الأخ وأخيه. وكان يجدر بالقائمين بها وبالداعين اليها، المصالحة مع الذات، ومع الأصالة اللبنانية وقيمها، ومع الدولة، مشروعا جامعا وخيارا ناجعا، فتسقط كل الاعتبارات الأخرى، ونسلك جميعا طريق الخلاص لكي يتعزى اهل الشهداء وضحايا الخلافات".

واستطرد بالقول: "وفي السياق عينه قيل الكثير الكثير في الحوار، في طاولاته، في افراده وفي توسيع دائرته. ونحن نقول: جميل هو الحوار ولا غنى عنه في وطن تعددي كلبنان. إلا ان الحوار يجب ان يكون دائما لا موسميا أو حين تقتضيه الضرورة. وفي أي حال كنا بغنى عن شكلياته وربما اشكالياته لو يتم احترام االقوانين والمؤسسات الدستورية والتزام الثوابت الوطنية. وأخشى ما نخشاه ان يصبح الحوار مادة استغلال من قبل اصحاب المشاريع المشبوهة، والأهداف العقائدية المقنعة، او أقله وسيلة لكسب الوقت وإبراز وجه غير وجههم الحقيقي".

وأردف: "ونقول عاليا: كفى هروبا الى الأمام، فالحقيقة ناصعة وواضحة: لا وطن قابلا للحياة من دون دولة واحدة موحدة حرة، قادرة، عادلة وديموقراطية. وهذا لن يتأمن الا من خلال التشبث بالمبادىء والمسلمات المنصوص عنها في الدستور والعزم على تحقيقها".

وقال: "نحن مقبلون على استحقاق مفصلي من خلال الانتخابات النيابية في الربيع القادم. وستكون مصيرية بالنسبة الى لبنان والى كل الوطنيين السياديين الاحرار: فإما يفوز الذين يريدون تغيير وجهه فتذهب تضحيات الآلاف الآلاف من شهدائه سدى، او نفوز نحن في 14 آذار فتترسخ الثوابت، ويتعزز بناء الدولة التي تحتضن الجميع بمن فيهم الذين يناصبونها العداء".

وتابع: "وعليه فاللبنانيون مدعوون الى الوقوف في محراب الحقيقة التي ستدق ساعتها، واجراء فحص ضمير، للتعالي على الصغائر، والتسامح والغفران، وعدم تغليب الانانيات والمصالح الضيقة، شخصية كانت ام حزبية، على مصلحة لبنان العليا".

أضاف: "ان شهداءنا سيكونون عينا ساهرة من عليائهم فلا تخذلوهم بل برهنوا انكم اوفياء لهم جديرون بشهادتهم".

وختم ب"السلام على داني وانغريد وطارق وجوليان، السلام على شهداء ثورة الارز والسلام على كل الشهداء"، وبتوجيه الشكر والإمتنان للبطريرك صفير الذي أوفد المطران مطر لترؤس الذبيحة، كذلك شكر كل من شارك في الصلاة في هذه الذكرى، معاهدا ب"الثبات على مواقفنا والمضي في نضالنا حتى بلوغ الوطن بر الأمان. ليحيا الشهداء وليحيا لبنان".

 

الوزير اوغاسابيان:افتتاح مسجد الامين مظهر من مظاهر التعايش

في حال وقعت حرب ما ضد ايران هل سيتحرك لبنانيون لمؤازرتها؟

وطنية - 18/10/2008 (سياسة) رأى وزير الدولة جان أوغاسابيان في حديث اذاعي، "أن افتتاح مسجد محمد الأمين في وسط العاصمة بيروت يشكل مظهرا من مظاهر الرقي والحضارة والتعايش، وله رمزية خاصة لأنه يشكل تأكيدا إضافيا على أن بيروت هي ملتقى الثقافات والأديان والحوارات، ويعبر عن صورة لبنان المميز بطوائفه ومذاهبه فضلا عن أنه إنجاز كبير للرئيس الشهيد رفيق الحريري". وشدد على "ضرورة سحب لبنان من لعبة المحاور العربية الدولية"، رافضا "أن يتحمل لبنان نتائج أي حرب في المنطقة"، وسأل: "في حال وقعت حرب ما ضد إيران، هل سيتحرك لبنانيون لمؤازرتها مما يحول لبنان إلى ساحة حرب؟ وكرر دعوته إلى إبقاء لبنان على الحياد".

وفي شأن الإنتقادات الموجهة لعلاقة "تيار المستقبل" بالمملكة العربية السعودية، أكد الوزير أوغاسابيان، "أن السعودية لم تجهز تيار المستقبل ب40 الف صاروخ، بل إن كل المساعدات التي قدمتها وصلت عبر الدولة اللبنانية واستفاد منها جميع اللبنانيين من دون استثناء، ولن ينسى اللبنانيون أن السعودية فتحت لهم مجالات فرص العمل". واذ اشار الى "أن كلام الرئيس السوري عن دعم اقليمي لجماعات ارهابية مؤيدة ل14 آذار هو كلام إعلامي لا صحة له، على غرار حديث النائب ميشال عون عن تمويل السعودية للبترو دولار"، لفت إلى "أن السعودية لا تربط علاقتها بلبنان بتأمين مصالحها الخاصة، بل على العكس تربط علاقتها بسوريا بأداء النظام السوري في الشأن اللبناني". ورأى "أن المصالحات والحوارات هي عملية فض اشتباك من شأنها سحب فتائل التفجير في لبنان والإبتعاد عن أجواء الإحتقان"، متوقعا "أن تكون مؤثرة لفترة زمنية معينة في انتظار الإنتخابات النيابية".

وتابع "أن المسؤولية الكبيرة في حسم هذه الإنتخابات ملقاة على عاتق الشعب اللبناني"، داعيا إياه إلى "اتخاذ قرارات تصب في مصلحة لبنان ومستقبله".

وردا على سؤال حول قول العماد عون إن هذه الإنتخابات بدأت بفتح أبواب الرشوة، قال: "إن العماد عون وغيره في فريق 8 آذار يسعون بكل ما لديهم من إمكانية لتقليب الراي العام لأنهم يشعرون أن مزاج الرأي العام حاليا مختلف عما كان سائدا العام 2005 بعدما تحولت خيارات عون عما كانت عليه عندما كان منفيا في باريس، ولا سيما في ما يتعلق بموقفه من سلاح "حزب الله" وسوريا"، معتبرا "أن ما يحمي المسيحيين في لبنان ليس اتفاقا من هنا أو هناك، بل الدولة والمؤسسات والجيش اللبناني". وحول التبادل الدبلوماسي مع سوريا، قال: "إنه من ثمار انتفاضة الاستقلال، وهو إنجاز تاريخي إنما العبرة في التنفيذ مستقبلا، لأننا نتطلع اذا ما كان التعاطي السوري مع الشان اللبناني سيتغير جذريا ويكون على قاعدة الندية وليس من خلال حلفاء وأفرقاء معينين".

وإذ لفت إلى "أن قوى 14 آذار مدركة أن لا عودة للسوريين إلى لبنان ولا عودة لادارة الوضع اللبناني على طريقة الوصاية"، رأى "أن الرئيس فؤاد السنيورة على استعداد لزيارة سوريا، على أن ترتكز على اسس واضحة وتكون لها نتائج، لا أن تكون زيارة لا بعد سياسيا لها". وفي شان تاثير المحكمة الدولية على العلاقات اللبناينة السورية، قال: "ان هذه المحكمة تجاوزت الحدود اللبنانية السورية وباتت بيد المجتمع الدولي".

وردا على سؤال حول جدوى النقاش في شأن الاستراتيجية الدفاعية، لاحظ "أن اطرافا في المعارضة تعتمد التسويف في التعاطي مع النقاش الدائر حول طاولة الحوار في شأن سلاح "حزب الله"، مؤكدا "أنه لا يجوز أن يكون في لبنان قراران وسلاحان"، مشددا على "أن سلاح "حزب الله" يجب أن تكون مرجعيته الدولة اللبنانية التي تكون وحدها صاحبة القرار في الحرب والسلم، على أن يستفيد لبنان من السلاح الموجه ضد إسرائيل والذي حقق انتصارات كبيرة". وختم: "أن السؤال المطروح حاليا: هل يريد "حزب الله" إبقاء لبنان ساحة لصراعات الآخرين أم أن اعتباراته لبنانية صرفة. لم نحصل حتى الآن على أجوبة واضحة. أن مشروع قوى 14 آذار يستند إلى ثوابت ثورة الارز وقيمها التي ترتكز على لبنان الحر السيد المستقل الذي ليس جزءا من سياسة المحاور وليس ساحة لصراعات الآخرين".

 

مزيد من التضييق على المسيحيين في إيران مع الإعداد لقانون جديد يقضي بإعدام المرتد

18 أكتوبر -إيلاف

"إيلاف": باشرت السلطات الايرانية قبل نحو شهر حملة جديدة، لم تتحدث عنها وسائل الاعلام، تستهدف مزيدا من التضييق على غير المسلمين في البلد خصوصا المسيحيين منهم. وفي اطار هذه الحملة، التي تستهدف تقنين الحملة على غير المسلمين، اي وضعها في اطار قانوني، صوت مجلس الشورى (البرلمان) قبل نحو خمسة اسابيع على مشروع قانون سمّي "القانون الجزائي الاسلامي" يفرض عقوبة الاعدام على اي ايراني يتخلى عن الاسلام، اي يرتد عنه، والاشغال الشاقة المؤبدة على اي امراة ترتد عن الاسلام. وايد القانون الذي لم يصبح نهائيا بعد 196 نائبا وعارضه سبعة نواب فقط. ويشير ذلك الى وجود رغبة قوية لدى السلطات العليا، على راسها "مرشد الجمهورية الاسلامية" آية الله علي خامنئي في تمرير القانون بشكل نهائي.

وكشف تحقيق نشرته صحيفة "دايلي تلغراف" البريطانية حديثا ان امراة مسيحية ايرانية تعيش في لندن باتت تخاف على حياة شقيقها الموجود حاليا في السجن بسبب كونه مسيحيا. واوضحت المراة وتدعى راشين سودمند (29 عاما) ان شقيقها اعتقل في الحادي والعشرين من اغسطس-آب الماضي في مدينة مشهد وهي من المدن المقدّسة في ايران. وروت الصحيفة ان والد راشين ويدعى حسين سودمند اعتنق المسيحية في العام 1960 عندما كان في الثالثة عشرة من العمر وكانت ايران لا تزال في عهد الشاه. وبعد ذلك بثلاثين عاما اُعدم في ظل الحكم الجديد الذي انشاه آية الله الخميني. وكان اول ايراني يعدم بتهمة الردة منذ قلب نظام الشاه وقيام "الجمهورية الاسلامية".

وابدت راشين خشيتها من ان يكون شقيقها اول من سيعدم بموجب القانون الجديد نظرا الى انه اعتقل بصفة كونه مسيحيا. وقالت للصحيفة البريطانية:" اني قلقة جدا على مصير شقيقي. على الرغم من ان شقيقي ليس مرتدا نظرا الى انه لم يكن يوما مسلما، اذ ان والدي ربانا تربية مسيحية. لا اظن انه في مامن. انهم يعتقدون ان كل ايراني يجب ان يكون مسلما".

واحتاجت راشين الى سنوات عديدة كي تفهم لماذا اعدم والدها. وشرحت الامر للصحيفة البريطانية الكسا بابادوريس التي تنتمي الى منظمة دولية تعنى بالحريات الدينية. قالت بابادوريس ان كل ما في الامر ان والد راشين الذي اعتقل بعد "الثورة الاسلامية" حوكم بصفة كونه مرتدا واعدم استنادا الى الشريعة. اما الآن فان قانونا جديدا سيصدر. لن تعود هناك حاجة الى الشريعة لاعدام كل ايراني يخرج عن دينه. وقدرت عدد "المرتدين" في ايران بنحو عشرة آلاف شخص يضاف اليهم آلاف البهائيين الذين يعتبرون "مرتدين" ايضا. وهؤلاء يمكن ان يطالهم القانون الجديد الذي يروج له الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد. واشارت الى ان احمدي نجاد لم يكن وراء تقديم القانون الى مجلس الشورى (البرلمان)، لكنه يدعمه بعيد. واعتبرت ذلك "وسيلة شعبوية للتاثير على الراي العام في وقت يمر الاقتصاد الايراني في مرحلة صعبة فيما البلاد في حال من الفوضى". وقالت ان "احمدي نجاد يستهدف على الارجح تحويل انظار المواطنين عن الوضع الاقتصادي المتردي والمشاكل اليومية عن طريق التركيز على المرتدين، لعل ذلك يكسبه دعما شعبيا".

وذكّرت بكلام للخميني مؤسس "الجمهورية الاسلامية" بعد عودته الى ايران من منفاه عن ضرورة تجنب غير المسلمين مستشهدة بقوله ان "غير المسلمين مدنسون" ويجب "تجنب غسل ثيابهم او تناول طعامهم او الاستعانة بادوات الاكل التي يستخدمونها".

وخلصت راشين الى ابداء القلق الشديد على حياة شقيقها بعد صدور القانون الجديد الذي يحتاج صدوره نهائيا الى تصويت آخر في مجلس الشورى والى توقيع "مرشد الجمهورية الاسلامية". وتوقعت تطبيق القانون بطريقة اعتباطية بغية جعل الرعب يدب في صفوف المواطنين. وقالت: "لا ندري ماذا سيحل به. كل ما نعرفه انهم سيقتلونه في حال احتاجوا الى ذلك".

 

 من التيليغراف البريطانية إلى عون: شنق لأنه مسيحي في إيران

 التاريخ: 17 تشرين الاول 2008 المصدر: صحيفة التيليغراف

نشرت صحيفة التيليغراف البريطانية تحقيقاً ذكرت فيه أن والد راشين سودماند حكم عليه بالإعدام شنقاً في إيران قبل 18 عاماً لأنه اعتنق الدين المسيحي، في حين أن شقيقها أودع أحد سجون مدينة مشهد اليوم، ويتوقع أن يحكم عليه بالإعدام استناداًَ للقوانين الجديدة التي أقرت في الصيف الماضي التي تحظّر الارتداد عن الدين الإسلامي. وأشارت الصحيفة إلى أن البرلمان الإيراني صوّت قبل شهر تقريباً على مشروع قانون حمل عنوان "قانون العقوبات الإسلامي" الذي ينص بالإعدام على كل "ذكر إيراني يرتد عن الدين الإسلامي" في حين يحكم على النساء بالسجن المؤبد للسبب نفسه. وقد صادق على القانون 196 نائباً مقابل اعتراض سبعة نواب فقط. وأشارت الصحيفة إلى أن الحكم بالإعدام على إنسان قرر اعتناق دين آخر، ينتهك بوضوح أحد المبادئ الرئيسية لحقوق الإنسان، وهو حق حرية الدين المكرسة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمعاهدة الدولية للحقوق المدنية والسياسية. كما إن هذا المبدأ ورد في المادة 23 من الدستور الإيراني التي تنص على أنه "لا يجوز اضطهاد أي كان بسبب قناعاته". وكان حسين سودماند والد راشين سودماند البالغة من العمر 29 عاماً والمقيمة حالياً في العاصمة البريطانية لندن، ارتد عن الدين الإسلامي في العام 1960 واعتنق المسيحية عندما كانت ابنته في الثالثة عشرة من العمر. غير أن السلطات الإيرانية اعدمت سودماند شنقاً بسبب "الردة" وكان آخر رجل في إيران يطبّق عليه هذا النص القانوني. ويقبع رامتين سودماند شقيق راشين في أحد السجون الإيرانية اليوم للسبب نفسه، بعدما اعتقلته السلطات في 21 آب/ أغسطس الماضي. وعلى الرغم من عدم توجيه الاتهامات إلى رامتين، إلا أن شقيقته تخشى أن يواجه مصير والدهما استنادأً للقانون الإيراني الجديد.

 

المجلس الأعلى السوري – اللبناني كان يجب إنهاؤه مع الوصاية

جهاد عون

أفضل وصف لمعاهدة "الاخوة والتعاون والتنسيق" بين لبنان وسوريا، كان للعميد الراحل ريمون اده الذي قال ان "النظام السوري يريد تحويل لبنان ولاية سورية في عملية تبعية مذلة. وان المعاهدة مجرد عملية احتلال مقنع القت ظلال العبودية على لبنان". يومها رد وزير خارجية سوريا المفوه فاروق الشرع على إده ومعارضي المعاهدة "ان سوريا لا تسعى الى الوحدة الآن مع لبنان، لكنها تكتفي في الوقت الحاضر بالتنسيق والتعاون معه".

لكن تطورات الأيام اثبتت كذب فاروق الشرع واحتياله على الكلام فقد تحول التنسيق بين البلدين مشروع وحدة قسرية على مراحل وخطوات تدريجية انتهت بقتل كل من خالف السوريين الرأي. وتحولت العلاقات الاخوية ما يشبه العلاقة بين دولة امبراطورية ومستعمرة مستباحة تولى "المجلس الاعلى اللبناني - السوري" فيها اعمال سورنة الديار اللبنانية تمهيداً لضمها الى لائحة المحافظات السورية "الزاهرة".

يقول أحد الخبراء في القانون الدولي ان الغاء هذا المجلس كان يجب ان يتم منذ لحظة زوال الوصاية السورية عن لبنان لأن المجلس الاعلى شكل الأداة التنفيذية المدنية للهيمنة على لبنان وكان يتولى مهمة ضم لبنان الى سوريا تدريجاً، قطعة وراء قطعة حيث تجنب النظام السوري وبطريقة ذكية اي دمج سوري – لبناني او وحدة مشتركة بين البلدين على دفعة واحدة وعلى طريقة الغزو العراقي للكويت. وهذا ما ترجمه المجلس الأعلى السوري- اللبناني في 142 معاهدة واتفاق لم تترك شاردة او واردة من مسار الجمهورية اللبنانية إلا ربطتها بالمسار السوري بهدف الحد من استقلالية القرار اللبناني، في حين ان الاتفاقات الدولية التي تتعارض مع استقلال الدول الموقعة عليها، انما تُعطى الى سلطة ثالثة أعلى من الدول الموقعة، مثل الاتحاد الاوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي.

وهذا ما لم يطبق أبدا على الحالة اللبنانية – السورية التي مُنحت فيها السلطة كلها لدمشق، وحُرم منها اللبنانيون.

أخطر ما نبه اليه القانونيون والخبراء الدستوريون امس وفي طليعتهم الدكتور حسن الرفاعي وغيره ان المجلس الاعلى يتعارض مع تبادل العلاقات الديبلوماسية بين البلدين وينتقص من دور المؤسسات الدستورية اللبنانية، وفي حقيقة الأمر لم يكن المجلس إلا أداة لتمرير إرادة السلطة السورية في لبنان، في حين يفترض ان تمر كل علاقات لبنان مع دول العالم عبر وزارة الخارجية. ومعلوم ان تاريخ العلاقة بين البلدين يشير الى ان الامور العالقة كانت تحل باتصال بين رئيس الحكومة اللبناني ورئيس الحكومة السوري . ولم يكن هناك دور لوزارة الخارجية الا مطلع السبعينات عندما انشئت شبه سفارة لبنانية في سوريا اسمها المكتب اللبناني في دمشق، ولم تكن هناك مشكلات لأن العلاقات السورية – اللبنانية كانت جيدة. اما اليوم فالامور مختلفة واستمرار عمل المجلس يحمل نيات مبيتة ونية تعطيل وإرباك واضحة.

ورداً على الفرضية التي يطرحها بعض المتعاملين مع النظام السوري ان المجلس الاعلى يمكن ان يتحول مؤسسة على غرار مجلس التعاون الخليجي او الاتحاد الاوروبي، ويقول الخبير إن ذلك يفترض أولاً وجود علاقات طبيعية بين دول ذات سيادة و استفلال تام، وتقيم علاقات ديبلوماسية طبيعية في ما بينها، أسوة بالاتحاد الاوروبي حيث تتشابه انظمة الحكم الديموقراطية وتتماسك، فالمانيا وفرنسا لا ترغبا في فرض سلطتهما على الدول الاوروبية الصغيرة مثل اللوكسمبورغ وبلجيكا. في حين أن نمط السلطة في لبنان يختلف عنه في سوريا، ومن الصعب اقامة هذا النوع من علاقات التنسيق والتحالف بين نظام ديموقراطي واخر احادي وشمولي، ولكن عندما يتشابه نظاما حكم البلدين فقد يصبح ممكنا إنشاء مؤسسات ترعى مصالحهما المشتركة .

ويرى الخبير ان اقرار العلاقات الديبلوماسية بين البلدين مسألة مركزية بين لبنان وسوريا، والسفارات هي الهيئات المولجة تنظيم الأمور بينها في مختلف انحاء العالم ولا وجود لمجالس عليا، والحد الأقصى للتنسيق بين الدول في المصالح المشتركة هو قيام اشكال تعاون شبيهة بمجلس التعاون الخليجي او الاتحاد الاوروبي. والبحث في المصالح المشتركة بين لبنان وسوريا يقتضي اعادة النظر بطبيعة العلاقة بين البلدين والممارسات القائمة. وحتى الساعة لم يجلس السوريون مع اللبنانيين لطرح امور اساسية للمناقشتها مثل ترسيم الحدود بين البلدين في شكل نهائي و واضح، تحت اشراف هيئة الامم المتحدة، وقضية المعتقلين في سوريا لم تجد حلاً مشرفاً لها بعد والاشكالات المرتبطة بظروف اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري لم تجد جواباً عنها بعد.

وعن مسؤولية المجلس الأعلى السوري – اللبناني عن الاستقطاعات السورية الواسعة للمال العام والخاص في لبنان. التي اورثته ديناً عاما قدره 40 مليارا من الدولارات ؟ يرى الخبير ان اعمال الاستقطاعات السورية ، لم تتم لمصلحة مؤسسات الدولة السورية واقتصادها، وبرأيه ان ما حصل هو تطاول من بعض المتنفذين السوريين بمعاونة عملائهم على الإفادة مما يسمى الاقتصاد غير الرسمي . وعما اذا كان يضع علامات استفهام على المجلس، اجاب: ثمة مشكلة لدى الجانب السوري تتمثل في أن مصالح دولته تتناقض مع مصالح السلطة القائمة، وليس من الضروري ان تكون مصالح الطبقة الحاكمة في سوريا هي مصالح الشعب السوري، وهنا لب المشكلة والمدخل الصحيح إلى مقاربة العلاقات بين البلدين.

 

هدوء وترقب داخلياً بعد أسبوع حافل بالمواقف والتطورات

واشنطن ترفض تحركات سوريا وتدعم الجيش اللبناني

السبت 18 تشرين الأول 2008/لبنان الآن

ينتهي الأسبوع الحالي على هدوء وركود مطلوبين لالتقاط الأنفاس واعادة تقييم وقراءة أحداث وتطورات الأيام الماضية  وهي كثيرة ومهمة وإحداها تاريخي ومفصلي في حياة لبنان، وتمثلت بإعتراف سوري علني بلبنان المستقل والحرّ والسيّد، أقله "على الورق" عبر البيان اللبناني السوري المشترك، على أن تبقى العبرة في التنفيذ، علماً أن نوايا دمشق تجاه بيروت في العقود الثلاثة الأخيرة من الزمن لا تشجع كثيراً على الإرتياح والتفاؤل. 

وفيما أقفل الأسبوع الجاري على إيجابيات أثلجت قلوب اللبنانيين وأراحت أعصابهم المتوترة، الا ان هذه الإيجابيات تبقى ناقصة في ما لو لم تتخذ المصالحة المسيحية طريقها الى النهاية السعيدة، بعدما ظهر من التصريحات والمواقف في الأسبوعين الأخيرين أن النفوس أصبحت مهيأة لها من قبل الطرفيين المعنيين الدكتور سمير جعجع والوزير السابق سليمان فرنجية، وتبقى هذه الخطوة المرجوة معلقة بانتظار عودة الرئيس سليمان من كندا والبطريرك صفير من الفاتيكان كونهما الراعيين الرئيسين لأية مصالحة تعقد على الساحة اللبنانية عموماً والمارونية على وجه الخصوص.

كما يترقب اللبنانيون مصالحة أخرى لا تقلّ شأناً ولأهمية لا بد أن تنعكس إيجاباً على صعيد الوطن برمته وعلى مستقبله وأمنه واستقراره، الا وهو اللقاء الذي طال انتظاره بين رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري والأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله والذي ذكرت وسائل إعلام محلية ومقرّبون من الزعيمين أنه أصبح وشيكاً وقد ينعقد في القصر الجمهوري على هامش طاولة الحوار الوطني في حضور الرئيس ميشال سليمان.

الى ذلك أكدت مصادر وزارية بارزة لـ "الحياة" ان مداولات ستجري الأسبوع المقبل بين الرؤساء الثلاثة سليمان وبري والسنيورة تحضيراً لجلسة مجلس الوزراء التي سيتخذ فيها قرار تسمية المرشح للسفارة اللبنانية في دمشق، على أن لا يعلن عنه بصورة رسمية إلا بعد الحصول على موافقة السلطات السورية. واستغربت المصادر ما تردد من أن الوزيرين السابقين ميشال سماحة ووديع الخازن هما من أبرز الأسماء المرشحة لهذا المنصب. وقالت: "لا علم لنا بذلك"، خصوصاً ان المداولات لم تبدأ في شأن الاسم المطروح.

وفي مسألة الدعم الأميركي للبنان خطوة وموقف لافتان، حيث أبرم وكيل وزير الدفاع الاميركي لشؤون السياسات السفير اريك ادلمان أمس مع قائد الجيش العماد جان قهوجي اتفاقاً يتسلم الجيش بموجبه "المزيد من قاذفات القنابل الاوتوماتيكية" هي جزء من صفقة أسلحة بقيمة 410 ملايين دولار اميركي على شكل هبات من الحكومة الاميركية الى الجيش اللبناني

أما الموقف فقد جاء على لسان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس التي كشفت ان حكومتها بعثت برسالة "واضحة" الى سوريا بانها ترفض أي تدخّل عسكري في لبنان بعد الانتشار العسكري السوري على الحدود الشمالية المشتركة. وقالت ان مساعدها لشؤون الشرق الاوسط السفير ديفيد ولش اوصل "هذه الرسالة بوضوح الى السوريين". واعربت عن اقتناعها بان اللبنانيين "لن يتسامحوا مع مثل هذا التدخل".

 

القاء القبض على شبكة تمتلك مواد خطيرة اثارت صدمة فرنسية

نهارنت/تتواصل التحقيقات مع شبكة ارهابية كانت تحضر لعمل أمني كبير ضد "اليونيفيل" في منطقة جنوب الليطاني، وهي مؤلفة من 3 اشخاص بينهم مفتش في المديرية العامة للامن العام القي القبض عليهم في كفرشوبا. وقالت مصادر أمنية لبنانية لصحيفة "السفير" إن جهاز المخابرات في الجيش اللبناني يواصل التحقيقات الأولية مع "شبكة كفرشوبا"، التي القي القبض عليها قبل تسعة أيام وتضم ثلاثة أشخاص هم (ر. ق.) من كفرشوبا و(م. ب.) من بقرصونا في المنية و(م. ع.) من الصويري في البقاع الغربي. واشارت الى ان أنابيب تحتوي مواد سائلة وجدت في منزل (ر. ق.)، تبين أن الأنبوب الواحد تصل كلفته إلى نحو مليون دولار أميركي، أظهرت الفحوصات أن هذه المواد تستخدم كمواد متفجرة وهي من النوع الخطر جدا.

وذكرت الصحيفة ان عينات ارسلت إلى أحد المختبرات الفرنسية، وأن الفرنسيين أصيبوا بصدمة كبيرة ومعهم عدد من دول الاتحاد الأوروبي، عندما أدركوا طبيعة المواد وخطورتها. وطلب الفرنسيون وبعض دول الاتحاد الأوروبي الاطلاع على التحقيقات الجارية مع عناصر الشبكة كما طلبت قيادة "اليونيفيل" وضعها في أجواء التحقيقات، وعمدت إلى اتخاذ إجراءات وقائية تحسبا لتعرضها لهجمات جديدة. وفي الساعات الأولى للتحقيق حاول أحد الموقوفين القول إنه تم العثور على الانابيب في أحد شواطئ منطقة الشمال. وفي السياق نفسه، عزز الجيش اللبناني إجراءاته الأمنية والعسكرية في منطقة جنوب الليطاني، ونفذت ألويته ووحداته المنتشرة هناك الجمعة يوما أمنيا طويلا، لم يستثن أي قرية أو بلدة جنوبية.

وقالت الصحيفة ان مخابرات الجيش نجحت في وضع اليد على شبكة اخرى تبين أنها وضعت منذ حوالى أكثر من عشرة أيام عبوة في "منطقة حساسة"، قريبة من مدينة صور، واستطاع الجيش اكتشافها وتفكيكها، قبل أن يتمكن لاحقا من إلقاء القبض على شخصين من منطقة العرقوب اعترفا بوضع العبوة المذكورة وبالاستعداد لتنفيذ هجمات أخرى، تكتمت الأجهزة الأمنية حول الجهات المستهدفة عبرها. وكان قاضي التحقيق العسكري الأوّل رشيد مزهر اتهم الجمعة الاشخاص الثلاثة بحيازة متفجرات في شكل غير قانوني "بهدف القيام بعمليات ارهابية" وامر بتوقيفهم. وكانت القوى الامنية والجيش القوا القبض الاسبوع الماضي على شبكة نفذت اعتداءات على الجيش في طرابلس فيما فر المسؤول عنها عبد الغني جوهر ولا تزال القوى الامنية تتعقبه. 

 

توقيف شبكة ارهابية بحيازتها مواد سائلة متفجرة باهظة الثمن 

السبت 18 تشرين الأول 2008/لبنان الآن

افاد مصدر قضائي لبناني انه تم امس توقيف مفتش في المديرية العامة للامن العام ومدنيين اثنين بعدما اتهمهم قاضي تحقيق عسكري بحيازة متفجرات "بهدف القيام بعمليات ارهابية"، مشيرا الى انه "تم توقيف الثلاثة وفي حوزتهم عبوات عدة تحتوي على مواد لم تحدد طبيعتها، وقد نقلت الى مختبر متخصص لتحديد ماهية المواد". وقال المصدر القضائي الذي طلب عدم كشف هويته ان "قاضي تحقيق عسكري اتهمهم (أمس) الجمعة بحيازة متفجرات في شكل غير قانوني وامر بتوقيفهم"، وأضاف ان اعتقالهم تم في بلدة كفرشوبا (جنوب لبنان) في تاريخ لم يحدد، مشيرا الى ان "المتهمين الثلاثة لا صلة لهم بالتفجيرات التي وقعت اخيرا في طرابلس".

ونقلت صحيفة "السفير" اليوم عن مصادر أمنية لبنانية إن جهاز المخابرات في الجيش اللبناني يواصل التحقيقات الأولية مع "شبكة كفرشوبا"، التي القي القبض عليها قبل تسعة أيام وهم رفعات ذيب القادري من كفرشوبا (الجنوب) ومصطفى احمد بكور من بقرصونا في المنية (الشمال) ومحمد يوسف عامر من الصويري في البقاع الغربي. واضافت "السفير" ان المعتقلين الثلاثة حاولوا إضفاء طابع تجاري على الأنابيب التي تحتوي مواد سائلة ووجدت بحوزتهم في منزل القادري، إذ تبين أن الأنبوب الواحد تصل كلفته إلى نحو مليون دولار أميركي، أظهرت الفحوصات أن هذه المواد تستخدم كمواد متفجرة وهي من النوع الخطر جدا، وقد تم إرسال عينات منها إلى أحد المختبرات الفرنسية، ويبدو أن الفرنسيين أصيبوا بصدمة كبيرة ومعهم عدد من دول الاتحاد الأوروبي، عندما أدركوا طبيعة المواد وخطورتها، ربطا بوجود قوات فرنسية وأوروبية ضمن قوات "اليونيفيل" في الجنوب اللبناني.

وتابعت ان الفرنسيين وبعض دول الاتحاد الأوروبي طلبوا الاطلاع على التحقيقات الجارية مع عناصر "شبكة كفرشوبا"، كما طلبت قيادة "اليونيفيل" وضعها في أجواء التحقيقات، وعمدت إلى اتخاذ إجراءات وقائية تحسبا لتعرضها لهجمات جديدة. كما يجري التدقيق في الجهة التي زوّدت المجموعة بالمواد علما أنه في الساعات الأولى للتحقيق حاول أحدهم القول إنه تم العثور عليها في أحد شواطئ منطقة الشمال!.

ولفتت صحيفة "السفير" اليوم ان معطيات كشف شبكة عبد الغني جوهر الإرهابية في الشمال، أظهرت وجود ما يشبه التنسيق بين بعض المجموعات الأصولية المتطرفة في عدد من المناطق اللبنانية، وهو الأمر الذي قاد إلى اكتشاف "شبكة كفرشوبا" التي تشير معطيات التحقيق الأولي، إلى أنها كانت تحضر لعمل أمني كبير ضد "اليونيفيل" في منطقة جنوب الليطاني.

 

المصري: حين يُصار إلى تبادل السفراء بين لبنان وسوريا تنتفي الحاجة لأي جهاز رديف

مارغريت اسطفان ، الجمعة 17 تشرين الأول 2008/لبنان الآن

اعتبر الخبير في القانون الدولي الدكتور في الجامعة الأميركية في بيروت شفيق المصري أن "العلاقات الدبلوماسية، وفي ضوء المهام الموكلة لأي بعثة دبلوماسية، تغطي بالمبدأ كل أوجه النشاطات المتبادلة بين الدول، وأوضح، في حديث الى موقع "nowlebanon.com"، أن الاتصالات بين دولتين من خلال سفارة والعمل الذي يقوم به السفير مُمثّلاً دولته، من أجل توطيد علاقات الصداقة والتعاون بين الجانبين، هي مهامّ نصّت عليها اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية.

وتحدث المصري عن مصير "المجلس الأعلى اللبناني- السوري" في ظلّ التبادل الدبلوماسي بين البلدين على مستوى السفراء، فاعتبر أن "حين  يُصار الى تحقيق هذا التمثيل الدبلوماسي على مستوى السفراء وعندما يُعطى، أُسوةً بأي علاقة دبلوماسية، كل سفير الحق في متابعة أي نشاط أو تثبيت أي نشاط آخر، فلا يعود هناك ثمة حاجة لأي جهاز آخر رديف أو آلية أخرى". وتابع: "يمكن ان يتخذ التنسيق على مستوى القيادات السياسية أشكالاً مختلفة وليس بحاجة الى جهاز دائم، أي يُمكن عقد لقاء قمّة بين الدولتين، ويُمكن أيضاً متابعة اتفاقيات دولية تحكم العلاقات بين الدول"، وأوضح: "كي لا يكون هناك تعارض في الصلاحيات، ولأنّ التمثيل الدبلوماسي كاف ويجب أن يغطي كل النشاطات، أرى شخصياً أن ليس هناك ضرورة لآلية المجلس الأعلى".

وعن ضرورة تعديل المعاهدات التي أقرّت في التسعينات، قال المصري: "لا يوجد أي رابط على الأقل من الناحية الوظيفيّة وحتى المبدئية بين الاتفاقيات التي أُبرمت والآلية التي كُلفت بمتابعة هذه الاتفاقيات، ولكن هناك مجموعة من الاتفاقيات التي يجب اعادة النظر بها من الأساس كي يُصار الى تعزيز سيادة واستقلال كل من البلدين، ومجموعة أخرى من الاتفاقيات التي يمكن اعادة النظر ببعض موادها من أجل تعديلها بعد مرور هذه السنوات، وهناك اتفاقيّات لا تشكو نصوصها من شيء ولكن هي بحاجة الى حسن التطبيق، وبالتالي يجب ان تكون هناك ورشة من أجل مراجعة هذه الاتفاقيات، وقد يؤمن اليوم وجود السفارتين هذا الامر".

 

قهوجي يؤكد التعاون مع الجانب السوري على الحدود الشمالية لوقف أعمال التهريب

السبت 18 تشرين الأول /لبنان الآن 2008

شدد قائد الجيش العماد جان قهوجي على وجوب مواكبة أجواء المصالحة والوفاق التي شهدتها مدينة طرابلس أخيراً بمزيد من اليقظة والحضور الأمني الفاعل والاستعداد الدائم لحسم أي إشكال يقع بالسرعة المطلوبة. وأكد قهوجي، خلال تفقده الوحدات العسكرية المنتشرة في الشمال، "أن الحفاظ على استقرار منطقة الشمال والمساهمة الفعالة في عملية نهوضها وإنمائها، يمثلان جزءاً من الوفاء لهذه المنطقة العزيزة من لبنان، التي شكلت منذ تأسيس الجيش ولا تزال، خزانه البشري وشلال الدم النابض في عروقه، ومن حق أهلها أن ينعموا بالهدوء والطمأنينة بعدما عانوا طويلاً فظائع الإرهاب، وقدموا خيرة رجالهم على مذبح السيادة والكرامة الوطنية". وأشار قهوجي إلى التعاون مع الجانب السوري على الحدود الشمالية بغية وضع حد نهائي لأعمال التهريب وتسلل الأفراد على جانبي الحدود، لافتاً إلى أن قدرات الجيش في هذا المجال باتت أكثر فعالية، بعد تشكيل القوة الخاصة بمراقبة الحدود، ومدِّها بتجهيزات ومعدات متطورة. واعتبر قائد الجيش أن ترسيخ مسيرة الأمن والاستقرار في الداخل هو تحصين لمناعة الصف الوطني، الذي يشكل عنصر القوة الأساس في مواجهة العدو الإسرائيلي وإحباط مخططاته المشبوهة. كما أثنى قهوجي على جهود العسكريين التي أفضت بالأمس القريب وبالتعاون مع قوى الأمن الداخلي، إلى توقيف عدد من أفراد الشبكة الإرهابية الضالعة بتفجيرات مدينة طرابلس، ورأى أن هذا الإنجاز النوعي يأتي تحقيقاً للوعد الذي قطعته قيادة الجيش أمام الشعب اللبناني ببذل كل الطاقات والجهود لكشف هوية القتلة المجرمين وتقديمهم إلى العدالة، ويثبت بصورة قاطعة بأن أي تطاول على الجيش، أو أي عبث بأمن المواطن وسلامته، لن يمر من دون ردع وعقاب.

 

"العلاقة غير الطبيعية بين مصر ودمشق تحول دون الضغط باتجاه ترسيم الحدود اللبنانية - السورية"

سركيس: زيارة مصر لم تكن عادية والقيادة المصرية أجرت اتصالاتها وطمأنت أن الدخول السوري الى لبنان غير وارد

السبت 18 تشرين الأول 2008/لبنان الآن

وصف الوزير السابق جو سركيس الزيارة الأولى لرئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع الى مصر بأنها "لم تكن عادية"، مؤكدًا أنها كانت "ناجحة جدا، ومعبرة ولها أبعاد كبيرة، حتى ان الوقت المخصص للقاء جعجع بالرئيس حسني مبارك تم تمديده لساعة ونصف بدل النصف ساعة المقررة سابقًا، وهذا فيه دلالات كثيرة". سركيس الذي كان في عداد الوفد القواتي المرافق لجعجع إلى مصر أوضح في حديث لـ”nowlebanon.com” أن "المحادثات مع الرئيس المصري لم تتطرق الى مواضيع داخلية بحتة، بمعنى انها لم تتطرق الى الانتخابات النيابية المقبلة والتحالفات المرتقبة". مشيرًا إلى أنّ "مباحثات القاهرة ركزت على الانتشار السوري على الحدود مع لبنان ومسألة مزارع شبعا وكيفية حلها اضافة الى موضوع الارهاب وغير ذلك من المواضيع".

وفي موضوع الانتشار السوري على الحدود مع لبنان قال سركيس "لقد كان رأي القيادة المصرية متطابقًا مع رأي القوات اللبنانية القائل بأن هذا الانتشار ليس فقط لمنع التهريب وضبط الحدود وإلا لكان تم على طول الحدود، إنما هو للضغط على اللبنانيين الموجودين في المناطق المتاخمة للحدود".

وفي هذا الاطار، يضيف سركيس أنّ "المصريين أبدوا تفهمهم وطمأنوا أنه من غير الوارد ان يكون هناك دخول سوري عسكري الى لبنان"، لافتًا إلى أنّ "مصر أجرت اتصالات مع عدد من الدول العربية المعنية في الشأن اللبناني وعدد من الدول الغربية حيث تم التأكيد على عدم السماح للعودة الى ما قبل الـ 2005، وهو تأكيد سمعه الوفد القواتي في جلساته مع الرئيس المصري ووزير خارجيته وغيرهم من المسؤولين".

أما في ملف ترسيم الحدود في الجنوب، فقد سمع جعجع ومن رافقه من المصريين ان الضغط على سوريا لكي تُوقع مع لبنان على خريطة تحدّد الحدود بين البلدين أمر غير وارد بسبب العلاقة غير الطبيعية السائدة حاليا بين القاهرة ودمشق، بحسب سركيس الذي نقل عن المصريين قولهم: "نحن في وضع غير مستقر مع السوريين وبالتالي لا يمكننا القيام بهذا الأمر"، ولكن سركيس أشار في الوقت نفسه إلى أنّ "الوفد القواتي سمع تأكيدًا من أن مصر ستضغط على إسرائيل من خلال الولايات المتحدة للانسحاب من الشق اللبناني من الأراضي خصوصًا بعد الجهود الهادفة إلى جعل وضع هذه الأراضي اللبنانية خاضعًا للقرار الدولي 425".

أما في ملف الارهاب، فقال سركيس "كان هناك شرح عن تطورات الأوضاع اللبنانية من الناحية الأمنية، وخلاصة أن شمال لبنان لا يشكل بؤرة للارهابيين".

وختم سركيس بالإشارة إلى أنّ "القاهرة كانت محطة أولى في سلسلة زيارات ينوي رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع القيام بها تشمل عددًا من الدول العربية الصديقة، بحيث ان هناك رغبة لدى القوات بأن تبني علاقات مع هذه الدول كقطر والكويت والسعودية والأردن"، كاشفًا في هذا السياق عن "دعوات ستوجه في الوقت القريب وستلبيها القوات".

 

سليمان من كندا: لبنان يتوق لتكريس موقعه كمركز لحوار الاديان

نهارنت/اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان "أهمية قيام مشاركة اكثر فاعلية للدول الفرنكوفونية في اعمال حفظ السلام، اضافة الى عملية تعزيز السلام العادل والشامل في الشرق الاوسط، بموجب قرارات الامم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية"، معربا عن قناعاته "بأن ذلك لا يمكن الا ان يلقى تشجيعا من قبل الامم المتحدة". مواقف رئيس الجمهورية جاءت في كلمة القاها في الجلسة الافتتاحية للقمة الفرنكوفونية المنعقدة في كيبيك كندا قال فيها "ان شعوب بلداننا تتوقع منا ان نواصل العمل من اجل السلام والحوار، وهي مهمة مطابقة لرسالة لبنان الذي يتوق الى تكريس موقعه كمركز معترف به دوليا لحوار الاديان والثقافات".

وعبر الرئيس سليمان عن ثقته ب"أن الفرنكوفونية لن تتوانى عن دعم قضية لبنان المستقل، السيد، والمستقر والمزدهر".

وشدد على "التزام لبنان لعب دوره كاملا في المؤسسات الاقليمية والدولية، ولا سيما المنظمة الفرنكوفونية"، مؤكدا "مسؤولية الدول الفرنكوفونية في التزام مبادىء التضامن والمسؤولية والحكم الجيد في ظل الازمة المالية الخطيرة الاخيرة".

واعتبر "أن الحفاظ على البيئة او حمايتها اصبحت واجبا لبقاء الانسان"، مشيرا الى "ان لبنان سوف يحتاج الى خبرات شركائه لمواجهة التحديات الصعبة والاخطار التي تهدده"، لافتا الى "أن ظاهرة القضاء على الغابات اصبحت مزمنة بفعل الحرائق المتتالية التي طاولت الغابات اللبنانية في ظل الموارد غير الكافية لكبح جماحها". وشدد على ان لبنان الذي يستعد لتنظيم انتخابات تشريعية جديدة في ربيع العام المقبل، "يحتفظ بذكرى جيدة من البعثة الفرنكوفونية لمراقبة الانتخابات التشريعية التي جرت العام 2005."

 

ممثلو الطوائف اجمعوا على العيش المشترك في افتتاح مسجد محمد الامين

نهارنت/افتتح مسجد محمد الأمين في بيروت رسمياً السبت بإزاحة الستارة عن اللوحة التذكارية في قاعة الرئيس رفيق الحريري في حضور رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة والنائب سعد الحريري وحوالى 700 شخصية سياسية ودينية لبنانية وعربية.

واعتبر الحريري في كلمة القاها ان هدف والده الرئيس الحريري لم يكن اضافة مسجد جديد الى مجموعة مساجد بيروت، انما اراد استعادة بيروت عاصمة للعيش الواحد بين اللبنانيين. وقال:" نريد لهذا اليوم ان يمثل قوة الاعتدال ورسالته من لبنان الى كل العالم وسنبذل المستطاع لفتح اي صفحة تعطي اللبنانيين فرحة التضامن حول الدولة". واشار الى "ان ما يجري في الموصل لا يمكن فصله عما يجري وجرى في فلسطين"، داعياً للعمل لكي يعود المسيحيون في العراق اصحاب دور ورسالة كما هم المسيحيون في لبنان جزء لا يتجزأ من الصيغة اللبنانية".

واجمعت الكلمات التي القيت على اهمية العيش المشترك والوحدة حيث شدد مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني في كلمة القاها على ثوابت بيروت والمسلمين بالتزامهم "بهذا الوطن والدولة لانهم يعتبرون ذلك من مقتضيات الدين والانتماء". والقى نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان كلمة اكد فيها ان "بلاء لبنان الوحيد هو اسرائيل، وان الامة العربية هي خير الامم، فلماذا نعيش هذه التفرقة والعصبية".

والقى المطران رولان ابو جودة كلمة البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير وقال:"اذا كانت القدس هي المدينة المحبوبة والمقدسة فبيروت هي مدينة الحكمة"، واضاف:"جاء هذا المسجد ليعانق كاتدرائية مار جرجس وهكذا تمتزج اصوات المصلين من هنا وهناك فيتعزز العيش المشترك ويترسخ".

واعتبر متروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة الذي مثل بطريرك انطاكيا وسائر المشرق اغناطيوس الرابع هزيم "ان الصلاة تجمع ولا تفرق"، واضاف:"نحن مدعوون الى ان نكون من ابناء الرحمة لنجمع اجزاء هذا الوطن ونوحدها ونسير معا محصورين بالمحبة نحو هدف واحد وهو كرامة الانسان في وطن يحتضن ابناءه جميعا كما تحتضن هذه البقعة من الوطن بيوت الله".

كذلك قال المتربوليت يوحنا حداد ممثلا بطريرك انطاكيا والمشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام " كنا مرضى ونعاني ونتألم، واليوم العقلاء يسعون الى المصالحة، والشعب يتجاوب مع هذه المصالحات التي نأمل ان تصل الى خواتيمها الحميدة، وبتلك المصالحات نعيد الى لبنان اصالته، فهو بلد الارز والشموخ والعزة والكرامة". وقال شيخ عقل الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن: "آن لنا ان نرقى الى معنى لبنان ونتعالى في سبيل بقائه فكي يكون لنا ضمير نواجه فيه ساعة الحقيقة". واكد شيخ الازهر الامام سيد محمد طنطاوي ان "الاسلام دين يمد يد السلام الى كل من يمد اليه يد السلام، والامم التي يكثر فيها عدد العقلاء هي التي تفهم هذه الحقائق وان الاختلاف في العقائد لا يمنع من التعاون ومحاربة الارهاب والعنصرية". واعتبر وزير الاوقاف السعودي الشيخ صالح آل الشيخ "ان رسالة المسجد الحقة تفرض دينيا الرفق والاعتدال ومواجهة ظلام الغلو والارهاب الذي لا يوجد الا في المغارات المظلمة". وقال:"يوم افتتاح المسجد هو يوم سمت فيه الوحدة على الفرقة". وكانت أقيمت الجمعة أول صلاة في المسجد محمد بعد مرور ست سنوات على وضع الرئيس رفيق الحريري حجر الأساس، بحضور شخصيات عربية رسمية ودينية. وشارك في الصلاة وزراء الاوقاف في السعودية وقطر وعمان والكويت والامارات والعراق وفلسطين وجيبوتي. وضاقت قاعات المسجد التي تتسع لخمسة الاف شخص بالاف المصلين من المواطنين الذين احتشدوا على الطرقات امام المسجد.

 

مبادرة للعفو عن 7500 فلسطيني مطلوب في عين الحلوة

نهارنت/قررت شخصيات إسلامية في مخيم عين الحلوة إطلاق مبادرة تتعلق بإيجاد مخرج لحوالى 7500 مذكرة توقيف غيابية صادرة بحق فلسطينيين مقيمين في المخيم على مدى العشرين سنة الأخيرة، وهو الأمر الذي يجعل هؤلاء عرضة لملاحقات بينما تكون أحيانا القضايا التي استوجبت ملاحقتهم عبارة عن خلاف عائلي أو شيك بلا رصيد. وقالت هذه الشخصيات لصحيفة "السفير" إن المطلوبين الأمنيين للجيش اللبناني في عين الحلوة هم بالعشرات وهؤلاء لا تشملهم المبادرة، لكن صدور العفو عن الحالات غير الجرمية، من شأنه أن يساعد في محاصرة بعض الحالات الأمنية وربما يكون الجزء الأكبر منها من خارج تركيبة المخيم العائلية والاجتماعية.

 

صحافي إسرائيلي يرجح اغتيال استخبارات بلاده لمغنية

نهارنت/المح الصحافي الإسرائيلي رونين بيرغمان الى ان إسرائيل قد تكون ضالعة في إغتيال القائد العسكري لـ"حزب الله" عماد مغنية، وذلك في سرد لمجموعة من الأحداث التي حصلت خلال السنتين ونصف السنة الاخيرة في كتاب جديد عنوانه "الحرب السرية على إيران". واعتبر بيرغمان انه "على الرغم من أن إسرائيل أنكرت مسؤوليتها عن عملية الاغتيال ، فإن ضربة مغنية كانت من النوع اللازم لاستعادة إسرائيل ثقتها بأجهزة استخباراتها وترهيب العدو من هذه الأجهزة" . واستشهد بذكر مسؤول في الاستخبارات الإسرائيلية نوع السيارة التي كان يقودها مغنية لدى اغتياله اذ قال "يا للأسف على تلك الباجيرو". وكان مغنية قتل بانفجار استهدف سيارته في دمشق في شباط الماضي، وتتخوف اسرائيل من عمليات انتقامية قد ينفذها حزب الله ضد مواطنيها انتقاماً لمقتله.

 

بان: احتفاظ حزب الله بسلاحه تحدّ للدولة وتهديد للاستقرار

اعتبر الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون ان احتفاظ حزب الله بسلاحه يشكّل تحديا للدولة وتهديداً للسلام والاستقرار في المنطقة.

وقال بان ان "احتفاظ حزب الله باعتدة وبنى تحتية عسكرية منفصلة "هو تحد اساسي لمحاولات الحكومة ترسيخ سيادة الدولة اللبنانية وسلطتها ويعرقل الحوار البنّاء في شأن المسائل السياسية والامنية" وجدد بان قناعته "بوجوب نزع سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية من خلال حوار سياسي شامل".

ولاحظ التقرير نصف السنوي الثامن للامين العام للامم المتحدة حول تطبيق القرار 1559، انه لم يتحقق تقدم ملموس نحو حل الميليشيات ونزع سلاحها وفق ما هو منصوص عليه في القرار 1559. واعتبر التقرير ان "العنف الذي اندلع في لبنان في ايار شكل واحداً من اخطر التهديدات لاسس الدولة اللبنانية في السنوات الاخيرة"، مؤكداً ان "البنود المتبقية من القرار 1559 لا تزال صالحة لكونها تتعلق بنزع سلاح كل المجموعات المسلحة وبسط سيطرة الحكومة على كامل اراضيها".

من جهة ثانية، اعرب بان عن قلقه من قابلية الحدود السورية للاختراق، داعياً الى تقيد الدول بحظر تهريب السلاح الى لبنان وفق القرار 1701.

وشدد الأمين العام على وجوب تفعيل اللجنة المشتركة لترسيم الحدود "ما يعزز الإجراءات الأمنية في البلدين وإعادة النظر في الاتفاقات الثنائية بموضوعية بما يخدم مصالح البلدين والتعاون التجاري والاقتصادي بينهما". وقال الامين العام للأمم المتحدة انه يشعر بقلق بالغ لظهور متطرفين ومقاتلين اجانب ولا سيما في طرابلس ومحيطها. ورحب باطلاق الحوار الوطني بين الاطراف اللبنانيين برعاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان وبدعم من جامعة الدول العربية، مؤكدا ان انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان شكّل خطوة مهمة على طريق تطبيق القرار 1559. كما اشاد بما توصلت اليه القمة السورية – اللبنانية في آب الماضي، وقال ان هذه التطورات "تؤشر لفتح صفحة جديدة في العلاقات", ودعا البلدين الى "اتخاذ خطوات ملموسة نحو تطبيق كل النقاط الاخرى للاتفاق الذي جرى التوصل اليه في دمشق". بالمقابل، حمّل بان كي مون سوريا مسؤولية التنظيمات الفلسطينية المسلحة وقال" ان الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة وفتح الانتفاضة تمثلان البنية التحتية الاساسية شبه العسكرية خارج المخيمات وداخلها وعلى طول الحدود بين لبنان وسوريا. وبما ان قيادتي هاتين المجموعتين في دمشق واتفاقا مع قرارات مجلس الامن ذات الصلة، احض حكومة سوريا، كدولة عضو في الامم المتحدة، على التأكد من التزام هاتين المجموعتين قرارات الحكومة اللبنانية والقوانين اللبنانية."

ومن المقرر ان يناقش مجلس الامن التقرير في 30 تشرين الأول الجاري. 

 

قاسم: تقرير لارسن هو تحريض من اميركا واسرائيل

نهارنت/انتقد نائب الامين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم تقرير المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة تيري رود لارسن حول تطبيق القرار 1559 واصفاً اياه بالمشؤوم. واعتبر قاسم في حفل تخريج طلاب ان "هذا التحريض من لارسن هو من مخلفات الوجع الأميركي والهزيمة الإسرائيلية، مشدداً على ان "الجميع أدرك في لبنان أن المقاومة جزء لا يتجزأ من قيامة لبنان وقدرته وقوته، وهؤلاء الذين يلعبون بين الدولة والمقاومة خاسرون ومكشوفون".

واضاف: "كان الأولى أن يتحدث لارسن عن الخطر الإسرائيلي، لقد مرر عبارة واحدة فيها إدانة للانتهاكات الإسرائيلية للأجواء اللبنانية، وهل إسرائيل تنتهك؟ أم أنها تعتدي وتدمر وتضر وتخطف". واعتبر أن قرار فتح السفارتين اللبنانية - والسورية، "خطوة إيجابية لمصلحة الدولتين اللبنانية والسورية، ويسد الباب على المصطادين في الماء العكر، وعلى الذين يثيرون البلبلة بين لبنان وسوريا."واضاف:"علينا أن نحرص أن لا يستخدم لبنان كمنصة إطلاق على سوريا، كما أن لا تكون سوريا سببا لإضعاف لبنان".واشار قاسم إلى ان "المعركة الإنتخابية قادمة معتبراً أن عنوانها للمعارضة هو الرؤية السياسية والإجتماعية والإقتصادية للبنان القادر العادل لأبنائه جميعا خارج الوصاية الأجنبية. وجدد تأكيده على وجود مال انتخابي قائلاً الى الذين يبيعون ضمائرهم "انكم تتحملون مسؤولية أي مستقبل للبنان". وكان التقرير نصف السنوي للامين العام للامم المتحدة اعتبر ان احتفاظ حزب الله باعتدة وبنى تحتية عسكرية منفصلة "هو تحد اساسي لمحاولات الحكومة ترسيخ سيادة الدولة اللبنانية وسلطتها ويعرقل الحوار البنّاء في شأن المسائل السياسية والامنية 

 

ادلمان:أول مظاهر السيادة هي قدرة الدولة على الدفاع عن نفسها

نهارنت/اكد وكيل وزير الدفاع الأميركي لشؤون السياسات اريك إدلمان استمرار دعم لبنان "كبلد مستقل وسيد يعمل ضمن إطار قرارات مجلس الأمن الدولية ولا سيما 1559 و1680 و1701." واعتبر بعد لقائه رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ان " أول مظاهر هذه السيادة هي قدرة الدولة على الدفاع عن نفسها وأن تكون لها قوى أمنية قادرة على ذلك، مؤكداً السعي "لرفع مستوى التبادل في ما بيننا على صعيد الضباط والخدمات العسكرية. وقد وضعنا أسسا مؤسساتية لعلاقة وتعاون بين الولايات المتحدة ولبنان". واشار الى ان زيارته تأتي عقب الاجتماع الأول للجنة العسكرية المشتركة اللبنانية - الأميركية والمحادثات التي أجراها وزير الدفاع الأميركي مع نظيره اللبناني كما مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان حين كان في واشنطن.

وحول تقرير لارسن الأخير بشأن القرار 1559، اعتبر ادلمان أن "القوى الأمنية اللبنانية يجب أن تكون قادرة على حماية لبنان وأن تكون لها حصرية السلاح في البلد، آملاً بتطبيق كامل للقرار 1559". وكان السنيورة استقبل إدلمان مترئسا وفدا عسكريا أميركيا، في حضور سفيرة الولايات المتحدة في لبنان ميشال سيسون، فيما حضر عن الجانب اللبناني الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء سعيد عيد والمستشارة رولا نور الدين.

ورداً على سؤال اعتبرت السفيرة سيسون أن إقامة علاقات ديبلوماسية بين لبنان وسوريا أمر إيجابي، مضيفة "نحن ننتظر من سوريا أن تحترم سيادة لبنان وأن تعمل على ترسيم كامل الحدود اللبنانية – السورية." واكدت أن الولايات المتحدة تتطلع لتطبيق كامل القرارات الدولية ولا سيما القرار 1701 لجهة تهريب السلاح، مؤكدة على ضرورة احترام سوريا سيادة لبنان كدولة جارة". 

 

جعجع: لا بديل عن الطائف وحزب الله يجذب عوامل تفجير

نهارنت/توقع رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "يكون لبنان منطقة تصفيات لحرب متوقعة على ايران"، معتبراً ان "وجود حزب الله كما هو في الوقت الحاضر يشكل نقطة جذب لعوامل تفجير". ولم يستبعد جعجع في حديث الى صحيفة "الرأي" الكويتية، ان يردّ حزب الله على اغتيال قائده العسكري عماد مغنية "بعملية من نوع آخر، في أرض أخرى وضد أهداف أخرى". ورفض جعجع الكشف عما دار بينه وبين الرئيس المصري حسني مبارك خلال لقائهما في القاهرة. وقال: "ثمة جوانب لا يمكنني الحديث عنها"، مشيراً الى "اننا تحدثنا عن امور كثيرة في السياسة، أهمها مزارع شبعا. وتمنيت على الرئيس أن تمارس مصر ضغوطا في اتجاهين: في اتجاه أميركا لتضغط بدورها على اسرائيل كي تنسحب من شبعا، وفي اتجاه سوريا كي توافق على توقيع وثيقة مشتركة مع الحكومة اللبنانية تثبت لبنانية مزارع شبعا، وبالتالي تصفي مزارع شبعا وتخضع للقرار 425، وتصبح اسرائيل ملزمة الانسحاب منها". وحول زيارة عون لطهران أجاب: "التموضع الاستراتيجي للعماد عون خاطئ، وهو ليس في مصلحة مسيحيي لبنان، ولا في مصلحة لبنان ككل". ووصف اعلان سوريا تبادل التمثيل الديبلوماسي مع لبنان واقامة سفارة لها في بيروت بأنه "خطوة ايجابية"، مشددا على "ضرورة عدم توقف الأمر عند هذا الحد، اذ لا يجوز أن تكون هذه الخطوة يتيمة وحيدة". ولفت الى ان "هناك ملفات مستعجلة وشائكة يجب أن تتبعها لتؤدي الى ما يجب أن تؤدي اليه، وهو تطبيع العلاقات"، ومنها "ملف المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، والقواعد العسكرية السورية في لبنان الموجودة تحت غطاء فلسطيني، وترسيم الحدود".واشار الى انه عندما يتخذ حزب الله قرارا ولا يعود تنظيماً مسلحاً وأمنيا داخل لبنان وينهي علاقته السياسية بسوريا، لا تعود لدينا مشكلة". وعن اتفاق الطائف، قال: "لا حل غيره الآن وبصرف النظر عما اذا كان صالحا أم لا " معتبراً ان "هناك بعض المحاولات الجزئية لهدم اتفاق الطائف، لكنها لن تؤدي الى شيء." 

 

عون: فلينظر الأبطال المدافعون عن المسيحيين الى ما يجري في العراق

نهارنت/أكد رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون أن زيارته الى ايران للاطلاع وتعزيز روابط الصداقة المعززة على معرفة الأوضاع الايرانية سياسة وثقافة. وأشار عون، في حديث الى محطة "او.تي.في" بعد وصوله من طهران مساء الجمعة، الى التفاهم الذي لمسه من الايرانيين، "لأنه تم تحديد المخاطر التي تهدد كلا البلدين والأشياء المشتركة بينهما". ودعا من سماهم "الأبطال الذين يدافعون عن المسيحيين"، الى النظر الى ما يجري في العراق، وقال "قبل أن تخافوا من ايران التي تتقبل المسيحية بصدر واسع، عليهم أن ينظروا الى ما يحدث لمسيحيي الشرق". وعن العلاقات الدبلوماسية بين لبنان وسوريا، فقد اعتبر عون أنها "مرحلة جديدة بين البلدين"، مستغربا عدم ترحيب السعودية بالأمر. كما أشاد "بمقاومة الاعتداء الاسرائيلي على لبنان، التي انتصرت في حرب تموز"، معتبرا "أننا صمدنا بالإتجاهين باتجاه الجنوب وباتجاه سوريا، وأظهرنا للجميع أن لبنان لن يكون منطلقًا للإعتداء على سوريا، وجاءت هذه العلاقات الدبلوماسية تكرّس هذا الواقع وتكرّس التضامن مع سوريا".

 

مجلس الوزراء يسمي سفيرا في سوريا ويبحث مصير المجلس الاعلى

نهارنت/يناقش مجلس الوزراء المقبل تعيين سفير لبنان في سوريا بعد تحديد موقف نهائي من مصير الأمانة العامة للمجلس الأعلى اللبناني - السوري على قاعدة عدم السماح بالازدواجية في الصلاحيات بين السفير والأمين العام للمجلس. فقد ذكرت مصادر وزارية لبنانية ان اسم أول سفير للبنان في دمشق، بعد قرار البلدين إقامة علاقات ديبلوماسية وتبادل السفراء، سيظهر من خلال مجلس الوزراء صاحب صلاحية تعيين السفراء، بعد التحضير لتسميته في المداولات التي ستجري بدءاً من الأسبوع المقبل بعد عودة رئيس الجمهورية ميشال سليمان من كندا. وسألت المصادر: "هل يتجه مجلس الوزراء الى التمديد لنصري خوري في الأمانة العامة للمجلس في حال تقرر الإبقاء عليه، أم أنه سيبادر الى تعيين خلف له على قاعدة عدم حصر منصبي السفير والأمانة العامة في طائفة واحدة، بل تحقيق حد أدنى من التوازن لجهة توزيع المنصبين بالتساوي بين المسلمين والمسيحيين؟".

وأكدت المصادر لصحيفة "الحياة" ان مداولات ستجري الأسبوع المقبل بين سليمان ورئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة، تحضيراً لجلسة مجلس الوزراء التي سيتخذ فيها قرار تسمية المرشح للسفارة اللبنانية في دمشق، على أن لا يعلن عنه بصورة رسمية إلا بعد الحصول على موافقة السلطات السورية. واستغربت المصادر ما تردد من أن الوزيرين السابقين ميشال سماحة ووديع الخازن هما من أبرز الأسماء المرشحة لهذا المنصب. وقالت: «لا علم لنا بذلك»، خصوصاً ان المداولات لم تبدأ في شأن الاسم المطروح.

لكن المصادر نفسها لم تستبعد أن يكون لرئيس الجمهورية دور أساسي في تسمية السفير، لأن رئيسي المجلس والحكومة يفضلان أن يتركا له هامشاً من الحرية في اختيار السفير الذي يرضى عنه الأطراف اللبنانيون ولا يشكل تحدياً لهذا الفريق أو إحراجاً للآخر.

وفي حين حسم لبنان موقع سفارته في دمشق، في مكتب الاتصال اللبناني الموجود اصلا في العاصمة السورية، تضاربت المعلومات عن مقر السفارة السورية بين من يقول ان الجانب السوري قرر أن يكون مقر سفارته في محلة بئر حسن وبين من يقول ان البحث جار في الوقت الحاضر لاستئجار مكان في منطقة الحازمية او بعبدا ومن المستحسن على الطريق الدولية. وسيتألف طاقم السفارة من ديبلوماسي برتبة سكرتير في السلك وفقا للمادة 10 من نظام وزارة الخارجية والمغتربين، اما في الدول الكبرى فيعين خمسة من رتب مستشار وسكرتير سفارة.

واتفق الجانبان اللبناني والسوري على ابقاء التنقل لرعايا البلدين بين بيروت ودمشق وبالعكس من دون تأشيرة دخول نظرا الى العدد الكبير لزوار البلدين في الاتجاهين مما يستلزم قنصلية تضم عددا كبيرا من الديبلوماسيين. اما رعايا الدول الاخرى فيحتاجون الى تأشيرات، اي ان قسما قنصليا سينشئ في كل من السفارتين والى جانبه موظفون محليون. والمتوقع ايضا الاستعانة بعناصر حماية لبنانية للسفارة السورية، وسورية للسفارة اللبنانية في دمشق. 

 

 السنيورة وجه رسالتين الى بان حول الخروق الاسرائيلية والقنابل

نهارنت/وجه رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الأولى تتعلق بالتهديدات والخروق الإسرائيلية، والثانية بشأن القنابل العنقودية. واستنكر الرئيس السنيورة في الرسالة الأولى، "استمرار الخروق الإسرائيلية للسيادة اللبنانية جوا وبرا، واستمرار قيامها بعرقلة عملية تعليم الخط الأزرق مما يساهم في زيادة الحوادث على طول هذا الخط". كما استنكر "التهديدات الإسرائيلية المتكررة ضد لبنان والتي تصدر على لسان المسؤولين الإسرائيليين".

وأكد السنيوة "أن لبنان هو ضحية الاحتلال الإسرائيلي لأرضه وان التهديدات التي يطلقها المسؤولون الإسرائيليون، لا تعفي إسرائيل من تنفيذ التزاماتها وفق القرار 1701، ولا يمكن أن تبرر، بأي شكل من الأشكال، أي عمل عدائي قد تقوم به إسرائيل في المستقبل ضد لبنان". وطلب من الأمين العام تعميم الرسالة كوثيقة على أعضاء مجلس الأمن. اما الرسالة الثانية التي وجهها الرئيس السنيورة إلى بان كي مون كانت بخصوص القنابل العنقودية. وتمنى الرئيس السنيورة على الامين العام "حث المجتمع الدولي على تقديم المعونة والدعم المالي لاستكمال أعمال نزع الألغام والقنابل العنقودية والاستمرار في الضغط على إسرائيل لتسليم المعلومات والخرائط والإحداثيات عن مناطق نشر هذه القنابل". وقد أرفق رسالته بدراسة من إعداد فريق الأمم المتحدة لنزع الألغام تتضمن شرحا مفصلا عن المشكلة بكل أبعادها.

 

توقيع اتفاقية أميركية - لبنانية لتزويد الجيش بالقنابل الأوتوماتيكية

نهارنت/وقع وكيل وزير الدفاع الأميركي لشؤون السياسات، السفير اريك ادلمان وقائد الجيش العماد جان قهوجي خلال إجتماعهما، على إتفاقية يستلم الجيش بموجبها المزيد من قاذفات القنابل الاوتوماتيكية. وأوضح ادلمان, في بيان وزعته السفارة الأميركية, أن هذه الأسلحة هي جزء من قيمة 410 مليون دولار أميركي على شكل هبات من الحكومة الأميركية الى الجيش اللبناني. وشدّد ادلمان، بعد لقائه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وقهوجي، على التزام الولايات المتحدة المستمرّ في تعزيز قدرات الجيش اللبناني. كما أكد أن الولايات المتحدة ستواصل دعم الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني في سعيهم لحماية سلام ووحدة لبنان وسيادته.

 

خارطة طريق جديدة بين لبنان وسوريا؟

بول شاوول (المستقبل) ، السبت 18 تشرين الأول 2008

وفي 15 تشرين الأول 2008، أعلن رسمياً بدء العلاقات الديبلوماسية بين لبنان وسوريا كما هي الحال مع كل دول العالم المعترف بحدودها ووجودها ومؤسساتها وسيادتها واستقلالها، نداً لند، وإن كانت العلاقات بين صغرى الدول وكبرها (على الأقل من الجانب النظري او المبدئي). فمن المفترض اذاً ان تبادلاً ديبلوماسياً بين دولتين، خصوصاً بين »شقيقين« مجاورين ومتداخلين في القربى وفي الطبيعة وفي الموارد ولربما في التاريخ (وأحياناً في الأيديولوجيا وإن قسراً) ، يعني قبل كل شيء ان مرحلة استقلالية مضافة الى الانجاز الاستقلالي، قد دُشنّت: قطع شريط تدشينها وزيرا خارجية البلدين، وتقرر التدشين في لقاء رئيسي البلدين ميشال سليمان وبشار الأسد، وعندما نقول ان اضافة استقلالية ترسخّت يعني قبل كل شيء ان حدوداً جغرافية واضحة لا بد ان تترسخ بالترسيم والتحديد. اذ لا يمكن أن تكمل علاقة ديبلوماسية اذا تشوشت الجغراقيا بين البلدين. والجغرافيا تعني الحرب أحياناً، وانتقاص السيادة أحياناً أخرى، وضعف الهوية، وذيوع الخوف، وانتشار التردد، وتردي المشاعر... فكما ان النظام السوري يُفترض انه يحافظ على كل حبة من ترابه الوطني (داخل حدوده المعروفة) بالدم والكفاح، فإن النظام اللبناني بشعبه أيضاَ، يفترض انه يحافظ على كل حبة من ترابه الوطني، بالدم والمقاومة والكفاح، سواء جاء الانتهاك من العدو الصهيوني (مزارع شبعا وإن مشوشة الانتماء القانوني فحسب)، او من أي طرفٍ شقيق سواء كان شقيقاً طبيعياً كما هي الحال بين لبنان وسوريا، ام كان شقيقاً مفترضاً (آنياً) كما هي الحال بين لبنان وايران، او بين لبنان وأي بلد آخر.

وترسيم الحدود ضمن الفضاء السيادي الكلي، يعني أيضاً ترسيم الحدود السياسية الأخرى: التبادل الديبلوماسي يعتبر اعترافاً بالمكونات السياسية والمجتمعية وبطبيعة النظام، وأهله، وطبيعة الديموقراطية وأدواتها ونتائجها ايضاً لا سيما الانتخاب، ضمن المعادلات التي يقررها الشعب أو من ينوب عنه بشرعية التمثيل النيابي أو سواه. بمعنى آخر وجوب انتفاء التدخل الشقيق أو غير الشقيق في الشؤون الداخلية، وكذلك الكف عن تصوير اللبنانيين وكأنهم مجرد وحوش طائفية ومذهبية تحتاج الى من يرعاها من الخارج، ويمنعها من افتراس بعضها، عبر حروب أهلية، ونزاعات مذهبية وطائفية. وهذا ينسحب الى وجوب الكف عن زرع الفتن وتوزيع الأسلحة واختلاق »أطراف« تُصدّر من هنا وهناك باسم »الأصولية« أو السلفية أو الارهابية، لايجاد ذرائع لتجديد التدخل، والانخراط في لعبة الصراعات المحلية. وعليه، فاذا كان ثمة ما يشير عينياً الى مثل هذه الظواهر الارهابية داخل لبنان، فالمهمة لا تقع مثلاً على عاتق النظام السوري ولا الايراني ولا الاسرائيلي ولا الأميركي: انه شأن لبناني لا أكثر ولا أقل. والدليل انه عندما سادت مراحل عديدة من الاغتيالات طاولت رموزاً لبنانية منذ نهاية التسعينات حتى اليوم وعندما راحت تفخخ السيارات والمركبات وتفجر على الارض اللبنانية وكذلك الفرق الاسلامية ممهورة ببطاقات الجوار، لم يكن لا للجيش اللبناني ولا لقواه الأمنية ان تتمرس على الحدود السورية لتمنع تدفق مثل هذه الظواهر المعروفة التصدير والماركات المزيفة بامتياز!

صحيح ان هناك »فئات« (مرتهنة عموماً) لا ترى مصلحة في التقارب بين البلدين، ولا في إقامة علاقات ديبلوماسية، لأنها قائمة اصلاً على »التناقضات» إما بين البلدين أو بين أطراف لبنانية متعددة والنظام السوري. وكلنا يعرف ان هذه الفئات سواء بأوامر معلومة أو بتلقائية مشوبة أعلنت مراراًَ ان العلاقات الديبلوماسية ضد مصالح البلدين. هكذا وبكل خسّة وبكل انذلال وبكل لا وطنية وها هي اليوم ترحب بالخطوة التاريخية وتحسبها لنفسها وللنظام السوري فحسب.

واذا كان صحيحاً ان هذه الخطوة التاريخية تُحسب للرئيس الأسد برغم كل شيء باعتبار انها تمت في عهده دون سائر العهود السابقة التي تمتد اكثر من ثلاثة ارباع القرن، فانها تحسب ايضاَ لقوى 14 آذار التي كانت العلاقات الديبلوماسية في صلب أولوياتها ومطالبها. ونظن انه وبعيداً الآن عن احالة هذا الإنجاز الى هذا الطرف او ذاك فإنه يفترض ان يكون »ربحاً« للجميع. فارساء علاقات ديبلوماسية بين لبنان وسوريا لا يجرح لا المشاعر القومية العروبية ولا حتى آفاقها التوحيدية (وكنا من دعاتها) ولا في تكاملاتها، ولا في تناسقها، بقدر ما هي محاولة جديدة لتجديد فكرة العروبة غير الاستبدادية وغير الطغيانية (كلنا رأينا ما حلّ بالعراق بعد غزو صدام حسين للكويت)؛ وارساء العلاقات لا يُدمي العلاقات الانسانية والنسبية والوشائج التارخية والاجتماعية بين الشعبين، باعتبار ان لسوريا علاقات ديبلوماسية مع كل الأنظمة العربية ولم يؤدِ ذلك الى اضعاف تلك الوشائج. ولا نظن ان تكريس هذه العلاقة يُبدّد احتمالات مواجهة العدو الصهيوني سواء في جنوب لبنان ام في الجولان. على العكس: لم ينفع الوصاية السورية على امتداد 30 عاماً في لبنان، في استرجاع الجولان. على العكس: وجوده في لبنان أبعده كثيراً عن استرداد الجولان. وابعده كثيراً عن المواجهة. بل وابعده كثيراً عن تنظيم قوى مقاومة شرعية وعسكرية أو شعبية داخل سوريا، ونقول اكثر: لا نظن ان عدم اعتراف سوريا بدولة لبنان المستقل أفاد الوضع الاقتصادي في سوريا. على العكس فقد أضر به كثيراً، وشكل عاملاً سلبياً في مجالات النمو والانفتاح، برغم ان مئات ألوف العمال السوريين اشتغلوا في لبنان عشرات السنوات. كما ان عدم ارساء العلاقات بين البلدين لم يُبيّض صورة النظام السوري لا في العالم العربي ولا في العالم بمجتمعاته ومؤسساته الشرعية ودساتيره ومفاهيمه.

وفي المقابل، فقد الحقت الوصاية وعبر ذريعة عدم اعترافها بالدولة اللبنانية المستقلة إلا شكلياً أو بروتوكولياً أو فولكلورياً الضرر بلبنان ايضاً، وأدّت الى عشرات الحروب والقلاقل والاضطرابات على ارضه باعتبار ان الوصاية وسائر الوصايات التي تعاقبت استمدت شرعيتها من بعضها، كعملية انتهاك سافرة للبلد الشقيق وصولاً الى العدو الصهيوني الذي ان كان لا يحتاج الى ذرائع لمحاربة لبنان وعدوانه عليه، فقد قدمت اليه الذرائع (بحسابات صغيرة وتافهة) ليشن حروباً دمرت معالم لبنانية والاقتصاد.... سواء في 1979 أو 1982 أو في 9 تموز الأسبق... وصحيح ان النظام السوري ومعه الايراني (استُدرج كوصاية مقابلة ضمن معادلة مذهبية) دعما المقاومة التي حررت مشكورة الجنوب (ولا تزال مقاومة برغم تحرير الأرض!) إلاّ ان الصحيح ايضاَ ان الوصايتين قد صفتا المقاومة الوطنية العلمانية المرتبطة بعرفات او بمنظمة التحرير التي كان لها الباع ايضاَ بارتكاب اخطاء مميتة بحق المجتمع اللبناني والدولة اللبنانية بتدخلها السافر في الشؤون اللبنانية واعتبار لبنان مجرد ورقة... في جيبها او في فوهة مدافعها! وهذا ما فعلته المقاومة الاسلامية لكن ضمن مرجعية مختلفة: ايران وسوريا وضمن خلفية طائفية: اقتصرت على فئة دون سواها. وباتت قرارات الحرب والسلام في الأيدي السورية ـ الايرانية بعد الأيدي العرفاتية وامتداداتها!

إذاً التفكير في ان لبنان المضطرب أرض خصبة لترسيخ الوصاية (أي وصاية) عاد بالضرر على البلدين: سوريا ولبنان! ولا يتبجحن احدٌ من أهل النظام الشقيق، سواء من الحرس القديم او من حراسه الجدد، بأن امجادهم تُبنى بنفوذهم في لبنان. وهو نفوذ عارض. وزائل وافتراضي ولحظوي ولا يتبجحن احد بأن اضعاف لبنان لا ستفراسه يخدم الوصاية ومصالحها، فهي اضعف من لبنان اقتصادياً وديموقراطياً وسياسياً، وأقوى منه فقط عسكرياً ومخابراتياً: ومن قال ان القوة تعزز الحضور او الهيمنة على شعوب أخرى! فكل قوة من دون عقل سياسي استبصاري (لا عقل مخابراتي) واستراتيجي هي قوة وهمية، تعبر عن الضعف أكثر مما تعبّر عن الثقة بالنفس.

على هذا الاساس نتطلع الى الخطوة »التاريخية« هذه كمؤشر (افتراضي على الأقل) بأن زمن الفرض والاملاء بالقوة، وزمن الاطماع التوسعية (والجولان محتل يا للمفارقة. اذ كيف يمكن أن يفكر نظام ما بالتوسع نحو أرض اشقائه والعدو يحتل جزءاً من أرضه: يا للمفارقة التراجيدية!) »وتطييف» المجتمع الشقيق أو الاسهام في تطييفه قبائل ومذاهب وطوائف متناحرة لسبب بسيط ان كل العالم العربي اليوم يطفو فوق بركان طائفي ـ مذهبي ـ قبلي ـ عائلي (أي ميني دويلات غير معلنة) ولن يكون لا النظام السوري (ونعرف معادلاته) ولا اي نظام عربي آخر بمنأى عن التمزقات او التشرذم أو الحروب، ولن يكون له دائماً ان يسيطر على هذه النوازع المضمرة ربما، في التفجر... فلعبة اذكاء الطائفية في لبنان، التي مارسها الاستعمار الفرنسي والانكليزي والعثماني والكيان الصهيوني، والاميركان هي لعبة ترتد على اهلها، اذ لو ان اللعبة الطائفية ستخدم النظام السوري واليوم (أو الايراني..) فانها قد تورطهما في تناقضات مقبلة، لن يكونا دائماً في وضع المسيطر عليها فالقمع لا يغير الشعوب، ولو كان كذلك لغير الشعب الروسي مثلاً، والبولندي والفلسطيني.... واللبناني!

على هذا الأساس نتطلع الى خطوة التبادل الديبلوماسي بين النظامين اللبناني والسوري باعتبارها محطة لمراجعة تاريخ طويل من الحروب والأخطاء والمذلات والمذابح والهيمنات واحلام التوسع (أين!) واعادة النظر جذرية في استراتيجية التعامل مع الشعب اللبناني ونظامه ومكوناته وتعددياته. اي ان تكون الخطوة فاتحة اولاً لاعتبار الأولوية في استرجاع الجولان وليس لبنان وثانياً، باعتبار لبنان حقاًَ هو خاصرة سوريا وينبغي المحافظة على هذه الخاصرة ليس في غرف العناية الفائقة واعتبار ان »الحلم« التاريخي بحق سوري في لبنان ذهب ادراج التواريخ الظالمة، وان استنساب العداوات ضمن شرائح المجتمع لا يتم بين استنساب قوي موالية للوصاية وأخرى معارضة، بل باعتبار ان من حق اي لبناني ان يطالب بسيادته من دون تخوينه أو ترهيبه، تماماً كما ان من حق كل سوري ان يطالب بالا يكون لبنان منصة للاضرار به؟ واعتبار ان الحدود الجغرافية المفترض احترامها وتكريسها، ليست سوى الحدود السياسية الداخلية التي يجب احترامها وصونها وعدم خرقها، او تشويشها واذا كان ثمة من علاقات فليست بين النظام السوري وبعض مكوناته وانما مع الدولة اللبنانية (او ليس هذا هو المعنى الحقيقي لتبادل الديبلوماسية) وان النظرة »الفوقية« (الاستعمارية) والاستعبادية من قبل النظام الوصائي للدولة اللبنانية يجب ان تتحول علاقة ندية كما هي الحال مع سوريا واي نظام عربي او غير عربي (اذ كيف يحق لسوريا ان تتعامل بندية مع اليمن أو الاردن او مصر أو الصومال ولا تتعامل بالمنحى ذاته مع شقيقها »الحبيب« لبنان. وهل كل هذه الشعوب المذكورة تستحق السيادة ولا يستحقها الشعب اللبناني!). وأخيراً: انها المبادأة الأولى في خطوة الألف ميل... ونتمنى الا تخترق الخطوة الديبلوماسية بهيئات ومجالس ومؤسسات تكون البديلة من الدولة اللبنانية!

النظامان اللبناني والسوري دشًنا خريطة طريق جديدة... فلتكن معبراً لعلاقات صحيحة وقوية وندية.. ومن يتمنى غير ذلك؟

 

نصيحة فرنسيّة للّبنانيّين: احصلوا على السفارة أوّلاً ثم ناقشوا الاتفاقات

نقولا ناصيف (الأخبار) ، السبت 18 تشرين الأول 2008

أضفت ردود الفعل الإيجابية العربية والدولية على إقرار سوريا إقامة علاقات دبلوماسية مع لبنان صدقية إضافية على القرارات الدولية التي تناولت منذ العام 2005 جوانب عدّة في العلاقات اللبنانية ـ السورية. بعد انسحاب الجيش السوري والتحقيق الدولي في اغتيال الرئيس رفيق الحريري ثم المحكمة الدولية والمطالبة بضبط الحدود وترسيمها، وكلها رعتها قرارات دولية في مدد قياسية، جاء التبادل الدبلوماسي ليدفع علاقات البلدين في اتجاه تطبيع جديد تحت مظلة الشرعية الدولية ورقابتها. لم يكن في الإمكان تحقيق أيّ من البنود تلك بلا ضغوط دولية حادة، إلا أن أياً منها لم ينطوِ على مغزى تاريخي شأن العلاقات الدبلوماسية التي طبعها باستمرار، ولسنوات طويلة، الغموض والالتباس وسوء التفاهم. كلا البلدين نادى بها في أوقات مختلفة ومتباعدة أحياناً، وكلاهما رفضها في أوقات أخرى وبذرائع شتى. وفي كل مرة طُرحت أو رُفضت، كانت تحت وطأة خلل في توازن القوى بين البلدين، أو داخل كل منهما. عندما كانت سوريا ضعيفة من نهاية أربعينات القرن الماضي حتى نهاية خمسيناته، ثم في النصف الأول من الستينات. وعندما بات لبنان ضعيفاً منذ منتصف الستينات حتى الآن. غير أن إبصار التبادل الدبلوماسي النور هذه المرة أتى مطابقاً لتدخّل دولي مباشر وغير مسبوق في علاقات دولتين، في شأن تقرّرانه بمعزل عن فريق ثالث. للمرة الأولى في الأعوام الثلاثة المنصرمة يتساوى البلدان في الضعف، ولا يستمد أحدهما بأسه من هزال الآخر: سوريا محاصرة ومعزولة، ولبنان منقسم على نفسه.

ومع أن دمشق حاذرت ربط موافقتها على التبادل الدبلوماسي بالقرارات الدولية، وقصرته على اتفاق ثنائي مع الرئيس ميشال سليمان، فإنّ تسليمها به تحت ضغط المجتمع الدولي كان في صلب اتخاذها قراراً تجنّبته طوال 62 عاماً. لم يكن موقفها هذا سابقة. في آذار 2005 عزا الرئيس بشار الأسد قرار سحب جيشه من لبنان إلى خيار محض سوري، هو أن وجود هذا الجيش لم يعد يحظى بتأييد شعبي لبناني، نافياً الصلة بين إجرائه ذاك والقرار 1559 الذي كان قد طالبه منذ أيلول 2004 بالجلاء عن الأراضي اللبنانية. وفي المرات الخمس التي خفّض فيها عدد جنوده في لبنان منذ العام 2000، برّر الأمر بتنفيذ متدرّج لاتفاق الطائف بالتفاهم مع حليفه الرئيس إميل لحود، دون أن يحمّله وزر ضغوط بكركي والمعارضة المسيحية اللتين قادتا حملة استعادة لبنان سيادته. ولم يكن المجتمع آنذاك مستعداً للمضي في المغامرة المسيحية. الأمر نفسه بالنسبة إلى المواقف الرسمية السورية التي مهّدت لإقرار العلاقات الدبلوماسية ورافقتها ثم تلتها، فلم تشر من بعيد أو قريب إلى أن هذه كانت تحت وطأة الضغوط الدولية. قالت دمشق ذلك عن ترسيم الحدود وربطت حصوله بالتسوية السلمية مع إسرائيل لا بالقرار 1680. ويكاد القرار 1701 يكون وحده قد حظي بإعلان سوري رسمي بأن دمشق ـ وهي تبرّر حشودها العسكرية على أراضيها قبالة الحدود الشمالية والشرقية مع لبنان ـ تدرج إجراءاتها في إطار ما وصفته بـ«مندرجات القرار».

بيد أن مصادر دبلوماسية فرنسية تقارب الموضوع على نحو آخر، استناداً إلى ملاحظات ثلاث:

- أولاها أن قرار التبادل الدبلوماسي كان ترجمة جدّية لتعهّدات قطعها الأسد علناً للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والرئيس اللبناني في القمة الرباعية في باريس في 14 تموز، التي ضمّت قطر أيضاً. وأعاد الأسد تأكيدها لنظيره في القمة الفرنسية ـ السورية في دمشق يوم 3 أيلول. الأمر الذي يحتّم عدم تقليل أهمية التعهّدات تلك في تقويم دمشق حساباتها، والإشارات الإيجابية المبكرة التي كانت قد تلقّتها من الاتحاد الأوروبي حيال إرسائها علاقات جديدة ومتوازنة مع لبنان.

- ثانيتها أن التبادل الدبلوماسي نظر إليه الفرنسيون والأوروبيون كاعتراف برغبة سوريا بالتعاون مع المجتمع الدولي من خلال وضعها تعهّداتها موضع التنفيذ، وإن اقتضى ذلك إمرار بعض الوقت. ولا تتردّد المصادر الدبلوماسية الفرنسية في القول إنها لم تتوقع مرّة أن تعلن دمشق أنها ترضخ للقرارات الدولية. ولا ترى باريس سبباً لعدم القبول بالحجة السورية هذه ما دامت تفضي إلى ما يطالب به المجتمع الدولي.

- ثالثتها، في الأيام التالية لزيارة ساركوزي دمشق، وجّهت باريس عبر قنوات دبلوماسية نصيحة إلى المسؤولين اللبنانيين وأصدقائها السياسيين قالت بضرورة عدم الربط بين التبادل الدبلوماسي مع سوريا وإلغاء الاتفاقات الثنائية المعقودة في نطاق المعاهدة القائمة بين البلدين، تفادياً لإعطاء دمشق ذريعة تجعلها تؤخر إقرار التبادل الدبلوماسي الذي بدا، بالنسبة إلى الرئيس الفرنسي، هدفاً في ذاته يقتضي عدم إهداره. قالت النصيحة الفرنسية أيضاً بعدم الإيحاء لسوريا بفرض شروط، إلا أنه ينبغي ألّا يُستشف من ذلك المحافظة على تلك الاتفاقات والثغر التي يتحفظ عنها بعض اللبنانيين ويجدها مضرّة بالمصلحة اللبنانية، غير أن مناقشتها تكون أكثر ملاءمة في وقت لاحق لإقرار التبادل الدبلوماسي نظراً إلى أنها تستغرق وقتاً طويلاً، ولا تمثّل في الوقت الحاضر أولوية عاجلة.

فحوى النصيحة: احصلوا على السفارة أولاً ثم ناقشوا الاتفاقات.

 

عملية دمشق أعادت هاجس الحرب..أيام سوداء تنـتــظر ســـوريــــة 

نيقوسيا - القناة : 18/10/2008 

لم ينتظر خبراء الإرهاب والمراقبون التحقيق السورى للحصول على الأقل على الأجوبة التى ترافق الأسئلة الأولية والبديهية المتعلقة بعملية السيارة المفخخة التى انفجرت فى منطقة الملحق الجنوبى مؤخراً ، على الطريق المؤدى إلى مطار دمشق الدولى ومقام السيدة زينب الذى يؤمه مئات ألوف الشيعة سنوياً، فالسوابق السورية لا تدعو إلى التفاؤل فى هذا المجال، وحتى الآن ما زال هؤلاء الخبراء ينتظرون نتائج التحقيق السورى فى عملية اغتيال المسؤول الأمنى فى -حزب الله- الحاج عماد مغنية فى فبراير -شباط- الماضى مثلما ينتظرون أيضاً أدق التفاصيل عن عملية اغتيال العميد محمد سليمان المستشار الأمنى الخاص للرئيس السورى ومسؤول مركز الدراسات والأبحاث العلمية الذى يشرف على البرنامج النووى السورى والذى اغتاله قناص فى طرطوس أوائل أغسطس -آب- الماضى.

ربما تولت وحدة مكافحة الإرهاب التحقيق فى عملية التفجير الأخيرة، وعلى الرغم من أنها تعتبر العملية الأكثر دموية فى تاريخ سورية منذ الحرب مع الإخوان المسلمين فى أوائل الثمانينيات وساد إجماع على اعتبارها تحولاً خطيراً جداً على الأمن والاستقرار فى سورية ، ومؤشراً على أكبر المخاطر التى يواجهها نظام بشار الأسد منذ وصوله إلى الحكم قبل ثمانى سنوات، فوجئ الخبراء الأمنيون بأن السلطات السورية تعاملت مع هذه العملية كالمعتاد وبأسلوب ملتبس، وتضليلى مثير للشبهات وللتساؤلات المريبة، بحيث بدا أن الأجهزة السورية غير معنية بالكشف عن الحقيقة -العلمية- ومعرفة مجريات التنفيذ وأسرار العملية انطلاقاً من مسرح الجريمة كما يحصل فى كل الدول مغامرة بذلك فى دفع الكثيرين إلى توجيه أصابع الاتهام إلى المخابرات السورية وصراعات الأجنحة داخلها.

التساؤلات المريبة التى زادت من ألغاز العملية كانت متعددة ولافتة وتميزت بحرص السلطات السورية على تحديد موعد الانفجار عند التاسعة إلا الربع صباحاً، فيما أكد شهود العيان أنه حصل قبل ذلك بساعة، وبعدها ضربت الأجهزة طوقاً محكماً على منطقة الانفجار، ومنعت الصحفيين من الاقتراب منها، فيما كلفت فقط التلفزيون السورى بنقل الصور والشهادات من مسرح الجريمة، بحيث لم تشمل صور السيارة المفخخة ولا الحفرة ولا المكان الحقيقى للانفجار، ولا حتى العنوان الذى من شأنه تحديد الهدف، فمعلومات  من داخل سورية تؤكد أن الانفجار استهدف مجمعاً أمنياً يضم أكثر من ألف شخص، ويعرف بـ-قسم الدوريات- وهو عملياً مركز مهم لفرع فلسطين الذى يعتبر من أبرز وأشرس أجهزة الاستخبارات السورية التى تتعاطى بملفات الجوار من فلسطين إلى لبنان والعراق وحتى الأردن، وتؤكد مصادر سورية أن السيارة المفخخة التى سارعت الأجهزة إلى سحبها وإلى ردم الحفرة فى مخالفة واضحة لأبسط شروط التحقيق قد أدى انفجارها إلى سقوط جزء كبير من جدار الأربعة أمتار الذى يحيط بفرع فلسطين، وأكثر من ذلك أبدت الأجهزة السورية حرصاً مشبوهاً أيضاً على التأكيد أن القتلى الـ17 والجرحى الـ14 -رسمياً- هم جميعهم من المدنيين، علما أن هذه المنطقة المكتظة بالسكان يقصدها أيضاً مئات العسكريين والأمنيين العاملين فى الفرع المعروف باسم -الثكنة العسكرية- لسكان الحى، والتى تشهد كل صباح اجتماعاً لهؤلاء الموظفين، وهو ما عزز الشكوك فى أن العملية استهدفت ضابطاً كبيراً قبل دخوله المجمع ولم تنفجر خطأ قبل الوقت!

اتهام جاهز

ولعل المفارقة كانت فى أن تجاهل احترام أبسط مبادئ التحقيق والإشارة إلى الهدف الحقيقى تزامن مع مسارعة السوريين إلى توجيه أصابع الاتهام إلى جماعات سلفية متطرفة، لوحظ أنها حلت محل -إسرائيل- فى كونها أول المتهمين، ومنذ الدقائق الأولى لإعلان الانفجار الذى لم تعلن أية منظمة جهادية مسؤوليتها عنه.

كان واضحاً منذ الساعات الأولى أن تهمة السلفيين الجهاديين كانت جاهزة ومجهزة خصوصاً أن الإعلام الرسمى السورى تبناها بدوره ووصل إلى حد الحديث عن قدوم هؤلاء من مدينة طرابلس فى شمال لبنان ودعوة الحكومة السورية إلى حماية حدودها، كما جاء فى صحيفة -الثورة- الرسمية.

وفى معلومات  أن الشبهة فى وقوف جماعات إسلامية وراء عملية التفجير كانت فى مقدمة لوائح المشبوهين التى وضعتها ضمن تقارير أجهزة استخبارية عربية وغربية اهتمت بعملية -سيدى مقداد- وبظاهرة وصول الإرهاب إلى دمشق وتحول سورية إلى -أرض جهاد-، والواقع أن هذه التقارير قد ربطت بسرعة بين الوضع فى شمال لبنان ومتفجرة دمشق، ولكن فى إطار مختلف لعملية الربط الرسمية السورية، فالاتهام السورى السريع للجماعات الإسلامية القادمة من شمال لبنان جاء يعزز المخاوف التى سادت إثر عملية حشد حوالى عشرة آلاف جندى سورى عند الحدود الشمالية اللبنانية، ووصلت إلى حد التحذير من خطة سورية للتدخل العسكرى فى لبنان، وبعد عملية دمشق استذكر هؤلاء الخبراء ما قاله الرئيس السورى أثناء القمة الرباعية قبل أسابيع من دعوة الرئيس اللبنانى إلى إرسال الجيش إلى الشمال لمواجهة الخطر الإسلامى، وما ظل يكرره بشار الأسد فى لقاءاته مع مسؤولين لبنانيين محذراً من الجماعات المتطرفة التى تهدد سورية من طرابلس، ولكن المفاجأة أن الحملة السورية على -سلفيى طرابلس- انتقلت بسرعة من الاتهام إلى -الرد العملى- إذ أجمع الخبراء على أن تفجير سيارة مفخخة فى حافلة جنود فى منطقة الجصاص فى طرابلس بعد يومين من انفجار دمشق جاء يؤكد ليس فقط عملية -الربط-، بل وجود المخطط السورى للتدخل العسكرى فى لبنان ورغبة دمشق فى استغلال عملية طريق المطار - السيدة زينب للتدخل فى لبنان، بحجة حماية سورية من الإرهاب الأصولى.

وتؤكد معلومات الخبراء الأمنيين أن عملية حافلة الجنود اللبنانين التى ذهب ضحيتها خمسة جنود على الأقل هى رسالة إنذار دموية سورية للجيش اللبنانى بضرورة فتح معركة مع السلفيين تحت طائلة دخول السوريين أنفسهم على الخط مباشرة، لوضع حد للخطر الأصولى القادم من هذه المنطقة، وتزامنت هذه المعلومات مع تقارير جديدة عن الخطة السورية لدخول لبنان مجدداً أشارت إلى مشروع سورى لتقليد كل من إسرائيل وتركيا والعمل على إقامة منطقة آمنة، والحصول على حق التعقب، وحتى قصف مواقع الإسلاميين كما تفعل تركيا فى شمال العراق، وإسرائيل فى جنوب لبنان، وذلك إلى حد أن أحد الخبراء الأوروبيين وصف هذا المخطط السورى بأنه عملية تحويل سلفيى طرابلس إلى ما هو -حزب الله- بالنسبة لإسرائيل.

الهدف النهائى

واللافت أن هذا الخبير ما زال ضمن مجموعة من الخبراء الدوليين الذين يعتبرون أن الهدف النهائى لخطة سورية التدخل العسكرى فى لبنان ليس السلفيين بل حزب الله، وأن كل التطورات والتداعيات الخطيرة التى تشهدها سورية ولبنان والمرشحة للتدهور أكثر فى المرحلة المقبلة، ما هى إلا نتاج المفاوضات السورية - الإسرائيلية، وانعكاس لجدية المساعى المبذولة لفك التحالف السورى - الإيرانى، وللفصل بين دمشق وطهران فى صفقة كبرى تلتزم بها سورية بتصفية حزب الله فى لبنان، أو تحييده ومنعه من استخدام سلاحه وصواريخه ضد إسرائيل على الأقل.

وفى معلومات هؤلاء الخبراء أن متفجرة دمشق ما هى إلا مؤشر إضافى على ثمن التحول السورى والمفاوضات مع إسرائيل، ودليل خطير على أن الحرب الصامتة بين إيران وسورية هى فى صدد الانتقال إلى العلن مما ينذر بطلاق دموى بينهما.

وفى آخر التقارير التى أعدها هؤلاء الخبراء عن خفايا وانعكاسات عملية دمشق أن -العنصر الجهادى- ليس سوى وقود فى هذه الحرب، وسلفيى طرابلس ليسوا سوى ذريعة وورقة يجرى استخدامها، ولكنها خطيرة جداً بالنسبة لمستقبل النظام السورى واستقراره بهدف إبعاد الشبهات عن الهدف الحقيقى.

ويلفت التقرير إلى أن مسارعة سورية إلى اتهام جهات سلفية قادمة من الخارج ومن دولة عربية مجاورة من شأنه أن يضرب مصداقية -بلد الأمن والأمان- وأسطورة سيطرة الأجهزة الأمنية على الأوضاع الداخلية ليفسح المجال أمام فلتان أمنى مفاجئ بات يهدد سورية جدياً، خصوصاً بعد عملية اغتيال مغنية و-قنص- مستشار الرئيس، وهو أيضاً يفسح المجال أمام الحديث عن صراع أجهزة أمنية قاد إلى فقدان سيطرة هذه الأجهزة على الجماعات الجهادية التى كانت تعبر سورية إلى العراق تحت حماية المخابرات التى تستقبلها فى مطار دمشق.

وظلت طوال السنوات الأخيرة تتسلل من العراق إلى لبنان عبر سورية وبحماية أجهزة المخابرات السورية المتواجدة حتى داخل مدينة طرابلس وقرى الشمال اللبنانى، حيث لعبت هذه المخابرات دوراً كبيراً فى تجنيد المتطرفين وتسليحهم من -جند الشام- إلى -فتح الإسلام-، ولهذا يستبعد الخبراء العارفون بخفايا علاقات التحالف والتعاون مع المخابرات السورية وتنظيم القاعدة فى العراق، ومجموعات السلفيين والجهاديين فى لبنان أن تكون أجهزة دمشق قد فقدت سيطرتها فجأة على هذه الجماعات إلى حد أنها تحولت إلى العمل ضد النظام السورى وحوّلت مدينة طرابلس أو شمال لبنان إلى -بيشاور- ومركز انطلاق الجهاديين إلى سورية والتسلل إلى حمص وحماة لبناء شبكات باتت تصفها سورية فى علاقات التعاون الأمنى الجديدة مع الدول الغربية بـ -الحزام السنى المتطرف-.

لائحة متضررين

ويضيف التقرير أن اتهام جماعات جهادية تكفيرية قريبة من -القاعدة- بعملية دمشق من شأنه أن يعزز الشبهات التى وجهت إلى إيران نظراً لاستمرار احتقان مخابرات الحرس الثورى لمئات العناصر من القاعدة، فى إيران ولعلاقات التعاون المعروفة بين الحرس وجماعات أصولية متشددة ما زالت إيران قادرة على استخدامها حتى داخل سورية.

وفى الوقت الذى تتقاطع غالبية التقارير عند التأكيد أن جماعات جهادية هى وراء تنفيذ عملية دمشق إلا أنها تختلف فى قراءة هدف العملية، واللافت أن هذا الاختلاف لم يمنع من توافق المراقبين والخبراء على اعتبار أن المفاوضات السورية - الإسرائيلية ورغبة سورية فى المضى قدماً فيها لاستعادة الجولان والعودة إلى لبنان وتعزيز دورها الإقليمى والخروج من عزلتها الدولية مع ما يعنى ذلك من طلاق مع إيران، وتهديد لـ-حزب الله- وحماس والجهاد ووقف ورقة الجهاديين و-القاعدة- وهى قراءة التقت عندها وسائل الإعلام السورية بدورها، هى الهدف من نقل الإرهاب إلى داخل سورية وتوجيه هذه الرسالة الدموية للنظام، وهذا يجعل فى نظر المراقبين لائحة -المتضررين- من السياسة السورية الجديدة كبيرة جداً إضافة إلى -متضررى- الداخل من رموز أجنحة تبدى انزعاجاً من هذا التحول السورى. الذى يقال إنه شهد فى الأسابيع الأخيرة عملية تسريع خطوات سواء فى اتجاه المفاوضات مع إسرائيل أم فى اتجاه التطبيع مع الغرب إلى حد إعادة التعاون الأمنى مع الولايات المتحدة، ومن هنا توقف بعض الخبراء عند حصول عملية التفجير بعد ساعات قليلة من اللقاء المفاجئ بين وزيرى الخارجية السورى والأميركية وليد المعلم وكونداليزا رايس الذى أوحى بانتصار رايس على الجناح المتشدد الرافض للحوار مع سورية فى مجلس الأمن القومى، وعكس تجاوباً أميركياً واستعداداً للمساهمة فى المفاوضات بين إسرائيل وسورية، أو على الأقل مباركتها ورفع الفيتو عنها، وذلك بعد المساهمة السورية فى ضبط القاعدة فى العراق والتخلى عن دعمها ومساعدتها، وهو ما أدى فى الوقت نفسه إلى رفع وتيرة القلق الإيرانى ومخاوف طهران من بداية العد العكسى للطلاق مع دمشق.

فى أى حال، لا تزال الأسئلة والألغاز التى خلفها انفجار دمشق كثيرة سواء فى الداخل السورى أم خارجه ولا شك أن أياً من الخبراء لا ينتظر أجوبة حقيقية من التحقيق السورى، بل بدأ يتطلع إلى تطورات وتداعيات وانعكاسات هذه العملية على الساحة السورية أولا، ومن ثم على الساحة اللبنانية، حيث ينتظر أن تكون مقدمة لمسلسل تفجيرات يوحد المسارين اللبنانى والسورى بالدم والجثث وينذر بنقل الحرب إلى سورية.

العديد من الخبراء يشكون فى قدرة الجماعات الجهادية والسلفية سواء المنشقة أو الساعية للانتقام لتخلى سورية عن القاعدة فى العراق أو للانتقام لمجازر تمرد سجن صيدنايا التى ارتكبت بحق إسلاميين سوريين معتقلين على فتح جبهة داخل سورية. وإعلان الجهاد ضد النظام فى هذه المرحلة، مع العلم أن حالة الاحتقان فى الأوساط الإسلامية السورية والخلافات بين أجهزة النظام، وارتفاع وتيرة تعبئة المعارضة والمواقف الإقليمية والدولية الملتبسة للنظام تجعل أعداءه والمتربصين به أكثر وتضعه أمام منعطف خطير ودموى، وأيام سوداء ولم يكن من قبيل الصدفة، أن يجمع الخبراء على وصف متفجرة دمشق الأخيرة بأنها تعيد سورية إلى أيام الثمانينيات والحرب مع الإخوان المسلمين التى ذهب ضحيتها عشرات الألوف.

 

إعادة اصطفاف إقليميّ؟

حازم صاغيّة

الحياة - 18/10/08//

تستجمع سماء المنطقة إشارات تسمح بالقول إننا ربّما كنّا عشيّة إعادة اصطفاف ما يطاول القوى الإقليميّة أو بعضها. وهو افتراض لا يزال احتماليّاً جدّاً. بل حتّى في حال التثبّت من صحّته، يبقى على شيء من الهشاشة وسرعة العطب، معرّضاً لأن يطيحه تحرّك انفراديّ يسعى صاحبه، بطريقة متعارضة مع التحرّكات الأخرى، الى استثمار الفراغ الناجم عن تأزّم أميركا وعن انتخاباتها.

مع ذلك، ثمّة ما هو جدير بالاستكشاف: فالانتخابات المذكورة تحضّ على إعادة اصطفاف، سيّما وقد بات فوز باراك أوباما محسوماً أو شبه محسوم. وواشنطن الجديدة، في أسوأ أحوالها، أو أشدّها تواضعاً، سوف تحاول التقاط أنفاسها بعد «الحرب على الإرهاب» الكارثيّة النتائج والأزمة الماليّة الطاحنة. وعلى هدى مقترحات بيكر أو ما يشابهها، يمكن توقّع اعتماد سياسة يصفها البعض بـ «الواقعيّة»، إلاّ أنها، وفي معزل عن مدى دقّة الوصف، ستكون أقلّ من الادارة الحاليّة، وبلا قياس، في ارتكازها على مقدّمات وانحيازات إيديولوجيّة.

لكنْ ينبغي ألاّ ننسى، في المقابل، ان جبهة خصوم أميركا خسرت ايضاً الكثير. فليبيا انتقلت من الممانعة الفعليّة، وهي دائماً على الطريقة القذّافيّة، الى ممانعة لفظيّة فحسب مرفقة بالاستسلام للرغبات الغربيّة. وكوريا الشماليّة لم تعد طرفاً في «محور الشرّ». والأميركيّون، بعد كلّ حساب، موجودون في الخليج، قريباً من البترول ومن كلّ من إيران وسوريّة. والأخيرتان ليستا في أحسن أحوالهما الاقتصاديّة والمجتمعيّة، وإن كان هذا لا يتّضح أثره على صورة السلطة، على ما هي الحال دوماً في الأنظمة غير الديموقراطيّة.

فأن نستبعد، إذاً، كلّ إعادة اصطفاف، نكون كمن يقول إن مؤتمر أنابوليس خلا من كلّ معنى، وان التقارب الفرنسيّ - السوريّ لم يكن غير ضحك دمشقيّ «على ذقن» باريس، وإن المفاوضات غير المباشرة بين سوريّة وإسرائيل، برعاية تركيّة، ليست شيئاً يُذكر، وان الاغتيالات التي شهدتها دمشق، لعماد مغنيّة كما لمسؤولين أمنيّين فيها، بعد الغارة الجويّة الإسرائيليّة في الشمال الشرقيّ، بلا دلالة.

بلغة أخرى، لا يمكن لكلّ تلك الأحداث والتطوّرات ألاّ يُبنى عليها شيء، وإن كنّا لا نزال نجهل ما الذي يُنوى بناؤه. ولا يمكن، من ثمّ، أن يخلو من كلّ معنى، ومن كلّ حثّ على التغيير، واقع جديد من عناصره: الخوف السوريّ من السلفيّين وإرهابهم، والأخبار المتواترة عن ضبط دمشق حدودها مع العراق، والتبادل الديبلوماسيّ بين البلدين، والحشد العسكريّ على حدود لبنان الشرقيّة «لتطبيق القرار 1701»، مع انخفاض وتيرة الهجوم على هذا الإجراء السوريّ من قبل قوى 14 آذار. وهذا من دون أن ننسى طبعاً مرسوم تبادل السفارات مع لبنان، واللطف الطارئ على الإعلام السوريّ وإعلام تابعيه حيال الخصوم، لبنانيين كانوا أم عرباً، والكلام المتزايد عن التفكير في إنعاش العلاقات بين دمشق وكلّ من الرياض والقاهرة.

فهل أن مطلب فصل سوريّة عن إيران يدخل ببطء وتعثّر طور تحقّقه، فتكون القوّة التي أحرزها النظام السوريّ مؤخّراً قد غدت مانعاً دون المضيّ في الالتحاق بطهران؟ وهذا، في هذه الحال، يجيز طرح مستقبل «حزب الله» وربّما «حماس» على المحكّ. أم أن طهران نفسها تهيّئ استقبالها الخاصّ لأوباما، بحيث تعتدل وتحاور وتتولّى بذاتها تكييف القوى الملتحقة بها على النحو الذي يلائم الحقبة المحتملة؟ وفي حالة كهذه تكتفي سوريّة بالتحوّل الى وسيط بين واشنطن وطهران، وربّما في حال الانتقال الى تفاوض مباشر مع الإسرائيليّين، بين تلّ أبيب وطهران؟

في كلّ الأحوال، إذا كان ثمّة ما يتحرّك في دمشق في اتّجاه كهذا فهو ما تنبغي رعايته وتشجيعه. والكلام، هنا، يدور طبعاً عن سياسات السلطات، اما السياسات المنبثقة من مجتمعات والمعبّرة عنها فهذا ليس، للأسف، في وارد أحد أو في برنامجه

 

مفتي مصر ألقى خطبة الجمعة وآلاف المصلين هتفوا للحريري ... بيروت: تظاهرة لبنانية - عربية في جامع محمد الأمين

بيروت-الحياة - 18/10/08//

الحريري يحيي المحتشدين في مسجد الامين بوسط بيروت امس. (رويترز)

شهد وسط بيروت أمس تظاهرة لبنانية - عربية - إسلامية لمناسبة إقامة أول صلاة جمعة في جامع محمد الأمين، الذي شيّده رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، أخذت طابعا سياسيا مع آلاف المصلين الذين هتفوا لرئيس كتلة «المستقبل» النيابية سعد الحريري، فيما انشغلت الأوساط السياسية في اسم المرشح لمنصب أول سفير للبنان في دمشق، لما لهذا المنصب الديبلوماسي من حساسية زائدة تفرض أن يكون مرضيا عنه من قبل كل الاطراف ولا يكون تحدياً لهذا الفريق أو إحراجاً للآخر. وشارك في صلاة الجمعة في جامع محمد الأمين عدد كبير من وزراء الأوقاف في الدول العربية وحشد من رجال الدّين من كل الطوائف الإسلامية  ورؤساء حكومة سابقون ووزراء ونواب من لبنان وسفراء بعض الدول العربية والإسلامية وآل الحريري، وحشد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والدينية والثقافية والتربوية ومن مختلف المناطق.

كما شارك فيها الألوف من اللبنانيين الذين ضاقت بهم قاعة الصلاة التي تتسع لأكثر من 5 آلاف مصل ما اضطرهم الى تأدية الصلاة في الباحة العامة المجاورة للجامع والتي يقع فيها ضريح الرئيس الحريري ورفاقه الذين قضوا معه في 14 شباط (فبراير) 2005.

وألقى خطبة الجمعة مفتي الديار المصرية الشيخ علي جمعة، ثم آمّ مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني المصلين.

واتسمت صلاة الجمعة بطابع سياسي، عبّرت عنه حشود المصلين الذين هتفوا لرئيس كتلة «المستقبل» النيابية سعد الحريري لدى وصوله الى الباحة الرئيسة للجامع، واضطر المشرفون على ترتيب الجلوس أثناء الصلاة للتدخل حفاظاً على الهدوء، علماً ان الافتتاح الرسمي للمسجد سيتم صباح اليوم بمشاركة عدد من ممثلي الدول العربية الذين سيلقون كلمات في المناسبة إضافة الى الحريري.

من جهة أخرى، ذكرت مصادر وزارية لبنانية ان اسم أول سفير للبنان في دمشق، بعد قرار البلدين إقامة علاقات ديبلوماسية وتبادل السفراء، سيظهر من خلال مجلس الوزراء صاحب صلاحية تعيين السفراء، سواء من خارج ملاك وزارة الخارجية أم من داخله، بعد التحضير لتسميته في المداولات التي ستجري بدءاً من الأسبوع المقبل بعد عودة الرئيس ميشال سليمان من كندا حيث يرأس الوفد اللبناني الى القمة الفرنكوفونية المنعقدة حالياً في كيبك.

وأكدت المصادر لـ «الحياة» ان مداولات ستجري الأسبوع المقبل بين سليمان ورئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة، تحضيراً لجلسة مجلس الوزراء التي سيتخذ فيها قرار تسمية المرشح للسفارة اللبنانية في دمشق، على أن لا يعلن عنه بصورة رسمية إلا بعد الحصول على موافقة السلطات السورية. واستغربت المصادر ما تردد من أن الوزيرين السابقين ميشال سماحة ووديع الخازن هما من أبرز الأسماء المرشحة لهذا المنصب. وقالت: «لا علم لنا بذلك»، خصوصاً ان المداولات لم تبدأ في شأن الاسم المطروح.

لكن المصادر نفسها لم تستبعد أن يكون لرئيس الجمهورية دور أساسي في تسمية السفير، لأن رئيسي المجلس والحكومة يفضلان أن يتركا له هامشاً من الحرية في اختيار السفير الذي يرضى عنه الأطراف اللبنانيون ولا يشكل تحدياً لهذا الفريق أو إحراجاً للآخر.

وكشفت ان تعيين السفير مرتبط بمصير الأمانة العامة للمجلس الأعلى اللبناني - السوري، لجهة تحديد موقف نهائي من الإبقاء عليها أو الاستغناء عنها. وقالت ان هذه المسألة بالذات ستناقش في مجلس الوزراء على قاعدة عدم السماح بالازدواجية في الصلاحيات بين السفير والأمين العام للمجلس لأن «الاشتباك» بينهما على الصلاحيات أمر مرفوض.

وسألت المصادر: «هل يتجه مجلس الوزراء الى التمديد لنصري خوري في الأمانة العامة للمجلس في حال تقرر الإبقاء عليه، أم أنه سيبادر الى تعيين خلف له على قاعدة عدم حصر منصبي السفير والأمانة العامة في طائفة واحدة، بل تحقيق حد أدنى من التوازن لجهة توزيع المنصبين بالتساوي بين المسلمين والمسيحيين؟».

الى ذلك يستعد الرئيس السنيورة لاجتماع اللجنة العليا اللبنانية - المصرية الذي سيعقد في القاهرة في 27 و28 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري باعتباره سيرأس الوفد اللبناني في المحادثات مع نظيره المصري أحمد نظيف في حضور وزراء الخدمات من البلدين.

وكان وكيل وزارة الدفاع الأميركية للشؤون السياسية إريك ايدلمان الذي يزور بيروت لمتابعة نقاشات بدأت في واشنطن للجنة العسكرية الأميركية - اللبنانية، التي تهدف الى تعزيز العلاقة الدفاعية بين الولايات المتحدة ولبنان، وقّع مع قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي اتفاقاً يتسلم الجيش بموجبه مزيداً من قاذفات القنابل الأوتوماتيكية، وهي جزء من قيمة 410 ملايين دولار على شكل هبات من الحكومة الأميركية الى الجيش اللبناني. وشدّد ايدلمان خلال لقائه قهوجي ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة على «التزام الولايات المتحدة المستمرّ في تعزيز قدرات الجيش اللبناني». وقال بعد لقائه السنيورة: «مستمرون في دعمنا لبنان كبلد مستقل وسيّد يعمل ضمن إطار قرارات مجلس الأمن لا سيما 1559 و1680 و1701، وأول مظاهر هذه السيادة هو قدرة الدولة على الدفاع عن نفسها وأن تكون لها قوى أمنية قادرة على ذلك. لذلك نسعى الى رفع مستوى التبادل بيننا على صعيد الضباط والخدمات العسكرية، ووضعنا أسساً مؤسساتية لعلاقة وتعاون بين الولايات المتحدة ولبنان».

في غضون ذلك، رد نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم على تقرير بان المتعلق بتنفيذ القرار 1559، متهماً مبعوثه الخاص لمتابعة تنفيذ هذا القرار تيري رود لارسن بـ «التحريض» على المقاومة. واعتبر ان «هذا صراخ في الفراغ لأنه لن ينفع هذا التحريض للدولة اللبنانية على المقاومة، فقد أدرك الجميع في لبنان أن المقاومة جزء لا يتجزأ من قيامة لبنان وقدرته وقوته، وكان الأولى أن يتحدَّث لارسن عن الخطر الإسرائيلي، لقد مرَّر عبارة واحدة فيها إدانة للانتهاكات الإسرائيلية للأجواء اللبنانية، وهل إسرائيل تنتهك؟ أم أنها تعتدي وتدمِّر وتضرُّ وتخطف»

 

السنيورة :لسنا أعداء لسوريا ولكن لن نتبع لها     

لا يمكن الاستفادة من ثمار الدولة من دون الخضوع لاهدافها

يقال نت/اعتبر رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ان اعادة تسلح حزب الله ليس السبيل لحل المشكلات او السيطرة على البلد، وهذا ما سيلاحظه الحزب عاجلا ام آجلا ورأى ان بناء الدولة لا يحتمل الانتظار. ورأى انه لا يمكن ولا يجب الاستمرار في ان نكون فلكا ضمن الدولة السورية، ملاحظا ان الحديث عن التطرف السني أشبه بـ"فزاعة". وأعلن اننا وصلنا في لبنان الى مرحلة نقبل فيها آراء الآخرين من دون ان نوافق عليها، وهي طريقة لتنظيم خلافاتنا. وانتقد لجوء البعض الى حل الخلافات عبر السلاح، لانه مناقض تماماً لمبدأ قبول آراء الآخر.

ولفت في حديث الى صحيفة "الفاينانشال تايمز" البريطانية الى انه في العقدين الاخيرين، كانت هناك جهود متواصلة ليتلاءم لبنان مع مثال الدول الاخرى. من هنا مثلاً تم فرض مهل دستورية معينة على مدة ولاية رئيس الجمهورية لتأمين تداول السلطة، وهو امر مهم جداً كمثال للديمقراطية.

اضاف: نحن نعاني من مسائل غريبة كلياً عن ثقافتنا والثقافة الاسلامية. وان عقلية تقسيم العالم الى قسمين: الخير والشر، جعل الجميع يعتبرون انهم الى جانب الخير وان الآخرين هم الى جانب الشر، ويرغبون في التخلص منهم من خلال اعتداءات كلامية او حتى من خلال استعمال العنف الحقيقي.

وشبّه السنيورة لبنان ب"مختبر" في هذا القسم من العالم، لافتا الى ان "حزب الله" قام بعمل عظيم، وان الوطن كله كان مع هذا الحزب خصوصاً حتى العام 2000، حيث كان لبنان يقاتل بجد و"قدمنا جميعاً قدراً كبيراً من التضحيات". اضاف: كان يمكن ايجاد سبل اخرى دون الطلب من الحزب التخلي عن سلاحه. "وكان بامكاننا تجنيب لبنان ان يكون عرضة لاختبارات وضغوط وتجارب جديدة ناجمة عن اجتياحات جديدة قد تقوم بها اسرائيل."

وتابع: حتى العام 2006، كنا نعتبر اسرائيل عدواً، ولا نزال نعتبرها كذلك، ويجب علينا حماية بلدنا من الاعتداءات والاجتياحات وكل المحاولات التي من شأنها تقويض الدولة اللبنانية. ولكننا نعتبر ان "حزب الله" اخطأ بالحسابات عبر اختطاف جنديين اسرائيليين، لانه كان لهذا الامر تبعاته. صحيح ان الاسرائيليين لم ينجحوا في هزيمة لبنان. فهم لم ينتصروا، كما اننا نحن ايضاً لم ننتصر، وهذا ما اقول بكل موضوعية. لقد تمكنا من منعهم من هزيمتنا، انما في الحصيلة النهائية تمكنوا من احتلال جزء من البلاد، واضطررنا الى اللجوء للوسائل الدبلوماسية لاخراجهم.

ولفت الى ان الخطأ في الحسابات، تمثل بتداعيات عدم تحمل اسرائيل الفشل في تحقيق انتصار، والذي انعكس من خلال الاحتكاكات داخل المجتمع اللبناني والذي كان يجب التعامل معه بحرص اكبر في سبيل الحفاظ على وحدة اللبنانيين في وجه اسرائيل.

وعن مسألة اعادة تسلح "حزب الله"، قال السنيورة ان هذا الامر ليس السبيل لحل المشاكل او السيطرة على البلد، وهو ما سيلاحظه الحزب عاجلاً ام آجلاً. وعلى المرء ان يفهم جيداً ان الانتصار الذي تحقق عام 2000، كان حصيلة عوامل عدة اجتمعت، وهي الشجاعة والتضحيات التي قدمتها المقاومة، والقدرة على المواجهة. كما ان المجتمع اللبناني شكل ايضاً داعماً حقيقياً للمقاومة، على غرار اي بلد آخر في العالم. ولم ينف السنيورة قيام الحزب بالتسلح.

وتابع: بعد عملية اختطاف الجنديين عام 2006، اجتمعت مباشرة الى مسؤولين من "حزب الله" في مكتبي وتناقشت معهم بشكل مطول لان ما حصل كان يتعارض مع الوعود التي قطعت للحكومة اللبنانية، وقلت: " دعونا نضع كل شيء جانباً، علينا الآن ان نعمل معاً لمواجهة الضغوط التي ستنجم عن الاجتياح". وان النجاح الذي تحقق في عدم السماح بتحقيق انتصار اسرائيلي، هو بفضل شجاعة المجتمع اللبناني.

ورداً على سؤال حول فكرة قيام قوة عسكرية الى جانب الجيش دون ان تشكل جزءاً منه، اعتبر السنيورة ان هذا الامر قد ينجح لفترة قصيرة من الزمن، وليس لفترة طويلة، حيث ستصبح هناك مناطق خارج اطار المراقبة والحكومة، واناس يقومون بما يريدون دون مساءلة. وهذا الامر يجعل الامر اكثر صعوبة على المجتمع اللبناني المتعدد. واشار الى ان بناء الدولة امر لا يحتمل الانتظار، وهو امر ليس مقبولاً حتى من وجهة النظر الدينية الاسلامية حيث يجب وجود قائد. واستشهد بقول لوالده: " ان وجود قبطانين على متن سفينة واحدة، يقودها الى الغرق".

واشار الى انه ليس من مصلحة احد اللجوء الى العنف او الى السلاح، لان هذا سيعني الدمار. ودان اللجوء الى القتال بين اللبنانيين، لانه يجب تنظيم خلافاتنا والاعتماد على وسائل الديمقراطية. وقال: اياً كان من يربح في الانتخابات النيابية المقبلة، يجب ان يحكم، حتى لو فازت المعارضة فيجب تحمل المسؤولية. واعتقد بالفعل ان غالبية اللبنانيين يلتزمون العودة الى تسلم الدولة زمام الامور، واذا كان "حزب الله" هو من يتسلم الدولة، فلا بأس، انما على الاقل هناك شخص يتولى المسؤولية، وهو القبطان. واذ اعلن دعمه لاقامة علاقات ممتازة مع سوريا، شدد على انها ليست عدوة، بل اسرائيل هي العدو، انما لا يمكن ولا يجب الاستمرار في ان نكون فلكاً ضمن الدولة السورية. ورداً على سؤال عن قوله ان سوريا ليست عدوة فيما تحوم الشبهات حولها في اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري، اجاب: هذه المسألة هي في يد المحققين وهناك محكمة دولية. وعن مسألة التطرف السني، قال انه اشبه بـ"فزاعة"، واستطرد قائلاً ان هذا لا يعني عدم وجود سلفيين، فهم موجودون، انما تم خلق مارد وتكبيره لخلق انطباع وكأن هناك حاجة لوجود شرطي، وفي الوقت نفسه للتخويف.

وسأل: اذا اتوا من "الانبار" العراقية، فأي طريق سلكوا؟ هل اتوا من سوريا؟ لانه لا يمكن ان يهبطوا بالمظلة. وبدل انتظار وصولهم الى لبنان، كان الافضل لهم ان يضبطوهم وهم في طريقهم من العراق. وكشف ان جميع من تم القبض عليهم او قتلوا في مخيم "نهر البارد" لم يدخلوا الى لبنان بطريقة شرعية، بل عبر معابر غير شرعية. واعرب عن اعتقاده بأنه من غير الممكن ان يدخل السوريون الى لبنان، لانه امر غير مقبول لبنانياً، وعربياً ودولياً، ولا اعتقد ان هذا الطرح موجود فعلاً لدى القيادة السورية.  وعن احتمال ان تكون المواجهات التي شهدتها طرابلس نتيجة للصراع السوري- السعودي، اجاب السنيورة: لا اعتقد بأي طريقة ان السعودية قد تقوم بمثل هذا الامر، فهي لا تعرف كيفية القيام بذلك. اضاف: "في افغانستان، لم يكونوا هم الذين قاموا بالمواجهات، فهم قاموا بتأمين الاموال". وتابع: من غير المقبول ان يخطف احد شقيقه ويطلب فدية من شقيقه الآخر، وان الشعب لا يرغب في المواجهات بين البلدين، لا الطائفة السنية ولا الطائفة العلوية.

وعلق على قول الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله "ابنوا دولة وبعد الانتهاء من ذلك، تعالوا وتحدثوا معنا"، فقال: ليست هذه هي الطريقة، يجب ان نبني الدولة معاً، ولا يمكن الحصول على دولة اذا لم يبنها الجميع، ولا يمكن الاستفادة من ثمار الدولة من دون الخضوع لاهدافها.

 

جعجع والبروبغندا     

بقال نت/صدرت صحيفة "السفير"يوم أمس لتنشر مقتطفات من محضر لقاء بين شخصيتين لا يسلمانها سرهما ،وهما الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس "الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع". تمّ إبلاغ جعجع بمضمون  الكلام،فقاسه على منطقه وقال:"من سوف يُصدّق هذا الكلام ،فلا تعيرونه أي أهمية ".

وقع في الخطأ.مشكلة جعجع وجميع أركان قوى الرابع عشر من آذار أنهم يقيسون أهداف الآخرين بناء على معرفتهم هم ،أو بناء على تحليلهم هم ،وليس بناء على تطلعات الآخرين  ومنطقهم. وبدأت حملة مبرمجة على جعجع ،إنطلاقا من أن ما نشرته "السفير"هو منزل ،فبدل أن يسأل النائب ميشال المر بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري عن "سر "لقائه بوفد من حزب البعث العربي الإشتراكي السوري ،قبل يوم واحد ،سئل عن الكلام المنسوب الى جعجع في "السفير"فاستهجن مضمونه بلا أي تشكيك بصدقيته ،ومن ثم راحت وسائل الإعلام "الشقيقة"تسوق لكلام جعجع ،الذي استدرك المسألة وطلب إصدار نفي قاطع لكل ما ورد في هذه الصحيفة من التلفيقات . ولكن سبق السيف العزل.صدرت تصريحات ،وأعدت الماكينات "التفليقات "الأخرى ،فانبرت صحيفة الأخبار ،بالتأسيس على أقوال جعجع الى توجيه تهمة له بأنه كان يعد العدة لاغتيال ميشال عون وجبران باسيل وابراهيم كنعان،ناسبة خبرها الى ما سمته مصدر أمني ،من دون أن تحدد ما إذا كان هذا المصدر يعمل في ماكينة العماد عون أو في ماكينة وفيق صفا أو في ماكينة ماهر الأسد ،أما صحيفة "البلد"المفتوحة "على كل الإحتمالات "على قاعدة الربحية التجارية ،فوضعت بالإستناد الى ما سمتها مصادر سياسية مسيحية "هذا الكلام أمام الرأس العام المسيحي،وسائلة جعجع لمصلحة من هذا الإلتزام "؟

ليس المطلوب أن نشتم الصحف فهي لها راتباطاتها...ولكن السؤال إلى متى ستبقى 14 آذار "غائبة "عن وعي الحقيقة الآتية :هي لا تواجه إعلاما ،إنها ضحية بروبغندا .

نفي "القوات"/نفت القوات اللبنانية ما أوردته جريدة »السفير« في عددها الصادر امس نقلا عن »مصادر لبنانية« في القاهرة وعلى لسان رئيس الهيئة التنفيذية سمير جعجع ومفاده: »... لو أردنا أن نتصرف مثل حزب الله في الساحة المسيحية في السابع من أيار الماضي لكنّا استطعنا أن نُنهي حالة ميشال عون في ساعات قليلة...«. وقال بيان للقوات »إن هذا الخبر عارٍ من الصحة جملةً وتفصيلاً ويندرج في إطار حملةٍ إعلامية تضليلية، اعتادت جريدة السفير على إطلاقها بهدف تشويه سمعة القوات اللبنانية ومواقفها، من خلال تحوير الوقائع واختلاق الروايات خدمةً لتوجّهٍ سياسي يصّب في خانة توتير الأجواء على الساحتين المسيحية والوطنية في ظّل مناخ المصالحة الذي يسودهما. وكان الأجدر بالجريدة المذكورة استقاء المعلومات من مصادرها الصحيحة، لو كانت فعلاً حريصة على إيصال الحقيقة للرأي العام«.

تلفيقة"الأخبار"/استغرب مصدر أمني الكلام المنسوب إلى رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع خلال زيارته إلى مصر، كاشفاً لصحيفة "الأخبار" عن خطة وضعتها القوات للقيام بعمل أمني في منطقة الرابية يستهدف رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون وأمير سر التكتل النائب إبراهيم كنعان ووزير الاتصالات جبران باسيل الذين يسكنون المنطقة نفسها، لافتاً الى أن تحذيرات الجيش اللبناني حالت دون تنفيذ الخطّة.

خبر "البلد"/لم تستغرب مصادر سياسية مسيحية متابعة لـ"البلد"، ما نقل عن رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات" سمير جعجع حول "لو أردنا أن نتصرف مثل" حزب الله "في الساحة المسيحية في السابع من ايار الماضي، لكنا استطعنا أن ننهي حالة رئيس تكتل "التغيير والاصلاح "ميشال عون في ساعات قليلة، لكن خياراً كهذا كان سيقود بالضرورة الى التصادم بين القوات والجيش اللبناني، ولذلك تصرفنا بطريقة مختلفة، لكن اذا تكرر الأمر لن نسمح بالوصول الى النتيجة نفسها"، لا سيما في ظل مسعى الرابطة المارونية لردم الهوة بين الافرقاﺀ المسيحيين التي ستبدأ بالمصالحة بين القوات والمردة. ووضعت هذا الكلام امام الرأي العام المسيحي، وسائلة جعجع لمصلحة من هذا الالتزام؟.

 

جعجع : أسابيع وتظهر تداعيات زيارة عون لطهران     

يقال نت/كشف رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع أنّه كان من المنتظر أن يزور مصر في 7 أيار،إلا أن ما حصل في ذاك اليوم ألغى الزيارة التي تمّ التحضير لها . ووصف زيارته لمصر بالطبيعية وقال:مصر لها دورها على المستويين العربي والدولي، ومن يعمل في سياسة الشرق الأوسط، يدرك أنه لا يمكن تجاهلها ولا يمكن الالتفاف على دورها. لا يمكنك ان تفعل شيئا من دونها، سواء أكنت صديقا لمصر أم لم لا.

عمليا، مصر لها علاقة بكل ملفات المنطقة، وفي ما يتعلق بملف لبنان فعلاقة مصر قديمة جدا، وفي العصر الحديث الآن أصبحت علاقة مصر وثيقة بالملف.

وأشار الى أن "نظرة مصر الى القضية اللبنانية تتوافق مع رؤيتي شخصيا. وقد استمرت، وفي ما بعد أيام الطائف وبالأخص بعد عام 2005 صارت تقريبا النظرة نفسها. ومن هذا المنطلق وفي الوقت الذي تكون فيه دولة في حجم مصر عندها نظرة للبنان مطابقة تماما لنظرتنا ك"قوات لبنانية", أو كقوى 14 آذار، فشيء طبيعي أن نأتي لمصر". وتابع: "نلتقي مع مصر في نظرتها الى تطبيق اتفاق الطائف، خصوصا بما يتعلق باقامة دولة فعلية في لبنان، بحيث يكون سيدا فعلا ومستقلا فعلا، هذا بتعبير بسيط جدا". وعن إعلان تبادل التمثيل الديبلوماسي بين لبنان وسوريا واقامة سفارتين في بيروت ودمشق، قال: "خطوة ايجابية، لكن يجب ألا يتوقف الأمر عند هذا الحد، ولا يجوز أن تكون هذه الخطوة "يتيمة وحيدة"، هناك بعض الملفات المستعجلة والشائكة يجب أن تستتبع هذه الخطوة لتؤدي الى ما يجب أن تؤدي اليه تطبيع العلاقات. ومن أهم الملفات المستعجلة، ملف المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، وهذا ملف أقل ما يقال عنه أنه ذو طابع انساني، فهناك مئات من العائلات اللبنانية في انتظار معرفة مصير أب أو ابن أو زوج.

الملف الثاني بالغ الأهمية، وهو القواعد العسكرية السورية في لبنان الموجودة تحت غطاء فلسطيني، وهنا لا أتحدث عن مخيمات الفلسطينيين ابدا بل عن القواعد العسكرية، ما فيها الا مقاتلون، وتحديدا هناك أربع نقاط معروفة، وهذه كلها يسمونها فلسطينية - سورية، ومن بينها طبعا "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"- أحمد جبريل. فهذه بؤرة أمنية واضحة. والملف الآخر شديد الأهمية، هو ترسيم الحدود، لأن لا سيادة من دون حدود واضحة. أقصى تمنياتي أن تستكمل الخطوة التي أعلنتها سوريا بهذه الخطوات لكي نكون بالفعل قطعنا الطريق بأكمله لفتح صفحة جديدة بيننا وبين السوريين".

وأكد جعجع أن لا مشكلة مع "حزب الله"عندما يتخذ  قرارا بالا يبقى تنظيما مسلحا وأمنيا داخل لبنان ويصفي علاقته السياسية بسوريا".

وقال: "صدفة مئة في مئة ان ازور مصر في وقت يزور العماد ميشال عون ايران. من الناحية المعنوية تعطي فكرة عن المشروع السياسي الذي تحمله "القوات اللبنانية" وعن المشروع السياسي الذي يحمله ميشال عون. تعطي فكرة واضحة عن المشروع السياسي الذي يحمله كل فريق من الأفرقاء.

وبالنسبة الى ايران لها نظرتها الى الأمور وتطلعاتها ومشروعها في المنطقة التي لا تأخذ مصالح لبنان في الاعتبار. وارى ان التموضع الاستراتيجي للعماد عون خاطئ وليس في مصلحة مسيحيي لبنان، ولا في مصلحة لبنان ككل.

ومن جهة الحسابات، البعض يقول لي ان الحسابات تكمن في أن هناك بعض الوعود من جبهات سورية أو ايرانية، ان في حال حصول عون على أكثرية نيابية مجددا، فمن الممكن بعد الانتخابات النيابية أن تقوم سوريا أو ايران أو الاثنتان معا بالضغط على (رئيس الجمهورية) العماد (ميشال) سليمان لكي يستقيل لانتخاب عون رئيسا للبنان. هذه نظرية أصبحت في السوق في لبنان، لكن أنا متخوف من كل ما هو أبعد من كل النظريات المتعلقة بعملية المصالح، وهو تكون لدى العماد عون اقتناع لا أدري من أين أتى بأن هذا هو الطريق الأسلم للمسيحيين أو للبنان، وبالتالي نكون دخلنا في منطق آخر مختلف تماماً عن كل ما نعرفه. منطق آخر لم نعهده من قبل في الأدبيات السياسية المسيحية؟".

والى الى أي مدى يحدث ذلك شقا في الصف المسيحي؟أجاب: "أحدث شقا، لكن ليس بنسبة كبيرة، الانحياز الى مصلحته ليس بنسبة كبيرة في الوقت الذي يذهب بهذا الشكل الحاد في الاتجاه الآخر، قبل ذلك كان هناك اعتقاد وكأن كل تقاربه وكل تحالفه مع "حزب الله"، هو تقرب تكتيكي لمصلحة معركة انتخابية رئاسية، وكان هناك نوع من التسامح مع هذا التفكير، لكن بعد حدوث الانتخابات الرئاسية وبعدما ظهر نوع من العمق الأيديولوجي في هذا التحالف خصوصا مع الرحلة الأخيرة لايران، الميزان سيختلف.

وأنا أفضل أن أنتظر أياماً قليلة أو أسابيع قليلة لكي أرى النتائج، لكن بتصوري الشخصي خطوة أو تموضع كهذا من غير الممكن أن يكونا مقبولين في الرأي العام المسيحي".

وقال ردا على سؤال: "ليست هنالك معضلة بالمعنى الفعلي داخل 14 آذار.

دعني أقل هنالك اشكالات عديدة لها علاقة أساسا بموضوع الانتخابات النيابية، هناك انتخابات كبيرة على كل المقاعد في كل المناطق، وبالتالي شيء طبيعي أن كل حزب يجرب ويرى من يتم ترشيحه وفي أي منطقة. أنا أفضل فلانا، وليد جنبلاط يفضل آخر، سعد الحريري يفضل ثالثا. هذه ترتيبات تتطلب شهرا، شهرين على الأكثر، هذه هي المشكلة

ولن تصل الى حد إحداث تفجير بل نوع من أنواع المناقشات ويمكن أن تكون حادة في هذا المجال".

وعن قراءته للانتخابات وتوقعاته، أجاب: "كلنا متفقون على أن في المجموعة السنية أو الشيعية أو الدرزية النتائج هي ذاتها كما كانت عام 2005، يبقى أن المعركة تدور على الصوت المسيحي والذي من رابع المستحيلات أن تأتي النتائج مثلما جرت عام 2005. يبقى أن يكون الفرق 20 في المئة أو 40 في المئة أو 60 في المئة أو 80 في المئة. في كل الأحوال سيكون هناك تغيير.

ونسبة الغالبية التي سنفوز بها تعود الى الطريقة التي ستخوض بها "14 آذار" الانتخابات, ودعني أضع المعادلة بهذا الشكل، المعطيات الأساسية على الأرض جيدة، يبقى اذا خضت الانتخابات في شكل جيد جدا تحصل على نتائج جيدة جدا، واذا خضتها في شكل سيئ تحصل على نتائج سيئة، وعلينا تجنب اخطاء ال2005.

سأقترح على حلفائي أن نشكل لوائحنا في شكل يعطينا أكثريات عند جميع الطوائف، وبألا نكتفي بروح معركتنا من خلال أكثرية عند طائفة من الطوائف. ثانيا أن نحسن اختيار المرشح لكي نقدم الى الرأي العام أفضل المرشحين".

سئل: بما في ذلك خروج بعض الحاليين؟أجاب: "ممكن اذا اقتضى الأمر".

واضاف: مشروع "14 آذار" يجب اعادة طرحه بجوهره كما هو في شكل يتلاءم مع كل المستجدات على الساحة اللبنانية، لا يمكنك تعبر عن المشروع بالطريقة نفسها التي طرح بها عام 2005 مع أن جوهره هو ذاته.

ومنافسنا في الانتخابات ضعيف وغير منسجم مع نفسه من دون أن أحدد أحدا بعينه، وغير منسجم مع طبيعة مجتمعه".

وكرر ان "العقبات تكمن في طريقة تكوين لوائح انتخابية واختيار مرشحين".

واكد ردا على سؤال ان "كل طروحاتي السياسية وكل ما أنادي به في أدبياتي السياسية منذ 20 عاما حتى الآن هو ذاته. لكن في بعض الأوقات كنت أستعمل تعبيرات أخرى، لأن الرأي العام الذي كنت أتوجه اليه كان أضيق. لكن النظرة الى لبنان تقريبا هي ذاتها، وان كان الفرق الكبير على أساسه كنا مقسمين مذهبيا وطائفيا في لبنان على تقاسم السلطة في لبنان وحلت مع اتفاق الطائف، واصلا لا يوجد غير اتفاق الطائف في الوقت الحاضر، وبعض المحاولات الجزئية لن تؤدي الى شيء. واذا أدخلنا الديموغرافيا وطريقة تركيب السلطة في لبنان، فسندخل في منطق مختلف آخر يقتضي منطقا آخر مختلفا تماما نكون خرجنا من كل موضوع اتفاق الطائف ومن منطقة اتفاق الطائف وليس فقط الاتفاق في حد ذاته، وفي رأيي "حرام" ان يجرب المس باتفاق الطائف يمكن أن يكون مسا بلبنان كله".

سئل: هل تحدثت عن الفيديرالية في خطابك الأخير؟

أجاب: " لا، أبدا، لكن تحدثت عن المسلمات التاريخية المسيحية. كنت أقول: اذا كنا نريد الوحدة نتوحد حول ثوابت سياسية تاريخية للمسيحيين، وكنت اجرب ان أسميها لأن البعض يسأل ما هي الثوابت ولماذا أنتم الذين تؤمنون بوجود ثوابت ولا يؤمن ميشال عون، أقول لهم: هذه الثوابت من أدبيات الحلف الثلاثي أو الجبهة اللبنانية أو اجتماعات سيدة البير أو خلوات عوكر سيدة البير تتحدث عن الفيديرالية.

أنا في الوقت الحاضر، في ذهني اتفاق الطائف وفي رأيي لا يوجد حل غيره، وأي حل آخر هو في رأيي قفزة كاملة بمجهول كامل الى دنيا أخرى، وأي ادخال للديموغرافيا سيقضي على كل منطق لاتفاق الطائف".

وكيف يمكن أن تحدث مصالحة حقيقية، أجاب: " بحل المشكلة السياسية والتي تختصر في الوقت الحاضر بنظرتين واضحتين للأمور: نظرة "14 آذار" التي تقول حان الوقت لقيام دولة لبنانية فعلية ولا شيء غيرها ووضع القرار الاستراتيجي في مؤسسات الدولة اللبنانية وليس خارجها. النظرية الأخرى تقول لا، لأن لبنان نظرا الى تكوينه يجب أن يبقى كما هو وأن يبقى القرار الاستراتيجي على ما هو عليه.

نظرتان سياسيتان مختلفتان كليا. المشكلة بيني وبين حسن نصرالله، وبين حسن نصرالله وسعد الحريري ليست مشكلة شخصية ولا توجد أي مشكلة شخصية. المشكلة هذه النظرة الى الأمور. السيد حسن نصرالله يرى أن الامور يجب أن تظل هكذا، ووفق رأينا انها لا تسير هكذا".

وعن التهديدات الاسرائيلية واحتمال ان يقوم "حزب الله" بعملية انتقامية ردا على اغتيال عماد مغنية، قال: "يمكن في شكل مختلف تماما. عملية من نوع آخر على أرض أخرى ضد أهداف أخرى. بعد التهديدات الاسرائيلية وسخونة الوضع في أشهر أو أسابيع قليلة، لا أدري".

وقال ردا على سؤال آخر: "أعتقد أن "حزب الله" يدرك خطورة الأوضاع في المنطقة، وبالتالي لا أعرف اذا كان من الممكن أن يفكر في هذا الاتجاه، لأن الأوضاع لم تعد كما كانت العام 2006 أو 2005. الاوضاع في المشرق العربي خطيرة ودقيقة، وهذا ليس معناه أننا ذاهبون غدا الى الحرب، لكن الأوضاع ليست مستقرة".

وهل هناك احتمالات حرب في لبنان؟أجاب "في لبنان لا. من خلال تطورات أكبر في المنطقة، ولكن حرب على لبنان وحده، أشك. رأيي وجود "حزب الله" كما هو في الوقت الحاضر، وليس مجرد حزب سياسي، يشكل نقطة استقطاب لكثير من العوامل السلبية في المنطقة وبالعالم، أو دعني أستعمل تعبيرا آخر نقطة جذب لعوامل تفجير".

سئل: اذن، أنت ترى أن لبنان قد يكون منطقة التصفيات لحرب متوقعة على ايران؟

أجاب: "احدى جبهات هذه الحرب".

وقال: "المنطقة من الخليج الى المتوسط غير مستقرة حتى اشعار آخر. فهناك احتمالات مواجهة كبيرة، يمكن أن تبدأ بمواجهات صغيرة وتنتهي بمواجهة كبيرة أو العكس، مواجهة كبيرة تختلف عنها مواجهات صغيرة، لا احد يعرف، بالتكتيكات الحربية.

وهل سيكون لهذا علاقة بالوضع السياسي الداخلي في لبنان؟أجاب: "بالوضع الأمني في لبنان".

واكد ردا على سؤال "أنا لا أستطيع أن أتصور أي سيناريو في أي حال من الأحوال يتخلى فيه "حزب الله" عن سلاحه".

وهل ستؤدي اقامة علاقات ديبلوماسية مع لبنان الى تغيير مواقف "حزب الله" في شكل ما في اللعبة السياسية الداخلية، أجاب "لا أعتقد".

وعن اعلانه الاعتذار في قداس ذكرى شهداء "القوات اللبنانية، قال: "كان موقفا وجدانيا أكثر منه سياسيا، بمعنى أنه يعني من بعد انتهاء الحرب مباشرة. للأسف السلطة التي كانت قائمة حلت حزب "القوات اللبنانية" ووضعتنا بالحبس، لكن بعد انتهاء هذه المرحلة وانسحاب السوريين، انكببت على نوع من المراجعة لكل ما حدث بالحرب، وجدنا أن بعض القرارات التي اتخذناها، ابان الحرب لم تكن صائبة، وجدنا أن بعض التصرفات أو الممارسات لم تكن مقبولة ولم تكن بقرارات قيادية ولو أنها كانت مخالفات فردية، وأدت الى أذى الناس. لذلك كان علينا أن نصارح الناس بهذا الأمر وأن نقول اننا اتخذنا في وقت من الأوقات قرارات كانت خاطئة في أوقات أخرى صارت ارتكابات من جانب مناصرين لنا كانت خاطئة، ونعتذر للناس الذين لحق بهم ضرر. هذه خطوات تؤدي الى مزيد من الثقة بين جميع الناس مع جميع الناس، واشاعة أجواء ملائمة أكثر وأكثر للتقارب حتى السياسي لأنه يصبح هناك صدق وشفافية يكون كل التعاطي أفضل وأسلم".

وقال: "في المواجهة مع اسرائيل، العلاقات اللبنانية الدولية والاقليمية هي التي تؤدي الدور الأساسي، ودور الجيش سيكون مساندا، بينما في موضوع مثل نهر البارد، دور الجيش سيكون دورا أساسيا ودور الدولة اللبنانية يكون مساندا".

وشدد على ان "الجيش متماسك"، وقال: "هل هناك أكثر مما أرى من تجاذبات في آخر ثلاث سنوات، ولم تؤد الى انفجار الجيش من الداخل، وأنا أتذكر قبل معركة نهر البارد، قام السيد حسن نصر الله وطرح معادلة بسيطة جدا "دخول نهر البارد خط أحمر". هل سمعت أن عنصرا واحدا من الجيش ترك ولم يقاتل في نهر البارد؟ أبدا، كل شيء صار تجاذبات بالفترات الأخيرة، فاذا لا، الجيش متماسك اللهم ما يعرف بمحاولة الزج به في أحداث 7 آيار وبرضاه لم يدخل في أحداث 7 آيار، لكن لحقه بعض الأذى والضرر.

طبعا، الجيش في حاجة الى تجهيز أفضل، أكيد امكانات لبنان لتجهيز جيش استراتيجي محدودة جدا".

قيل له: لو كان الجيش أقوى كان سيتم التمكن من نزع سلاح الحزب أو تخليه عن سلاحه، أجاب " لا، ليس لأن الجيش أقوى أو أضعف، لأن الحزب يحتفظ بسلاحه لأن لديه نظرة معينة للصراع مع اسرائيل وفي المنطقة والصراع حتى مع أميركا بالنسبة الى الحزب. الموضوع أكبر بكثير من لبنان هو يتعلق "بالأمة" بمفهومه هو للأمة". وقال ردا على سؤال: "بعد 7 أيار، الحكومات والشعوب العربية صارت ترى الوضع اللبناني على حقيقته افضل من السابق وفي شكل أدق".

 

الرئيس السنيورة في حديث ل الفايننشال تايمز : من يحصل على الأكثرية بعد الانتخابات عليه أن يحكم

يستخدمون وجود سلفيين في طرابلس كفزاعة للقول ان الامر بحاجة الى بوليس لضبط الوضع

نحن مع التنسيق الامني مع سوريا كأخوين راشدين ضمن الاحترام المتبادل والحفاظ على سيادة واستقلال لبنان وسوريا

لا يمكن قبول مبدأ الدولة ضمن الدولة لمدة طويلة

ما حصل في شهر ايار خطأ غير مقبول بتاتا

محاولة احتكار المقاومة يقصي الآخرين ويعقد الوضع في مجتمع تعددي

انتصار عام 2000 جاء نتيجة تضحيات المقاومة ودعم المجتمع اللبناني واتفاق نيسان الذي حققه الرئيس الحريري

وطنية- 18/10/2008 اعلن رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة انه لا يمكن قبول مبدأ الدولة ضمن الدولة لمدة طويلة، مشيرا الى ان ما حصل في شهر ايار الماضي هو خطأ وأمر غير مقبول بتاتا.

ولفت الى ان محاولة احتكار المقاومة يقصي الافرقاء الآخرين ويعقد الوضع في مجتمع تعددي مؤكدا ان انتصار عام 2000 جاء نتيجة تضحيات المقاومة ودعم المجتمع اللبناني واتفاق نيسان الذي حققه الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

وقال: " من يحصل على الاكثرية في الانتخابات النيابية المقبلة عليه ان يحكم

أجرت هيئة التحرير في صحيفة الفايننشال تايمز في السابع من هذا الشهر حديثا مع رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة فيما يلي نصه :

سئل: يهمني فعلا الحصول على رأيكم في ما يتعلق بالمصالحة الوطنية والمسار الذي سلكته حتى الآن ?

أجاب: سألت عن المصالحة، وأنا أؤكد لك أنه من المهم التوصل الى وضع يتم فيه تقبل رأي الآخر من دون الموافقة عليه بالضرورة، هذا ما يشكل سبيلا لتنظيم اختلافاتنا. فخلال الفترة المنصرمة والعقود الماضية أهم ما تمتع به هذا البلد هو التعددية، الا أنه ومنذ العام 1975 فان درجة التسامح تقلصت بشكل لافت كما أن البعض يسعى بطريقة او بأخرى الى الاستفادة من هذه التباينات عبر اللجوء الى العنف، الأمر الذي يتعارض كليا ومبدأ قبول رأي الآخر, فهذا البلد مكون على الأقل من 15 طائفة وكان خلال الفترات المنصرمة يتلقى آراء من كافة انحاء العالم فبيروت مدينة عالمية بكل معنى الكلمة، اذ يمكنك رؤية أشخاص من كافة الجنسيات لديهم آراء مختلفة. كانت درجة التسامح عالية جدا وقد ظهرت خاصة خلال العقدين المنصرمين جهود لاستنساخ النموذج اللبناني في أنظمة أخرى. ففي دستورنا مثلا مادة تشير بشكل صريح الى أن ولاية رئيس الجمهورية تمتد على ست سنوات ونحن البلد الوحيد في العالم العربي الذي يشهد حالة مماثلة. لا أريد هنا التطرق الى أي من الدول الأخرى فأنا أتكلم عن لبنان فقط، ولا اريد اصدار أحكام حول أنظمة وسياسات أي منها، لكن في ما يتعلق بنا هذا الامر يشير الى تداول السلطة، الأمر الذي يتسم بأهمية كبرى كمبدأ من مبادئ الديموقراطية. وقد اضطررنا خلال السنوات الخمس عشر المنصرمة الى تمديد ولاية رئيس الجمهورية في العام 1995 والعام 2004، وهذا أمر مخالف للدستور ولم يكن الشعب راضيا على ذلك. ان هذا المثال الذي اخترته، ويمكنك اختيار أمثلة عديدة أخرى، يعطيك فكرة عن اختلاف هذا البلد عن سواه ويشير الى فرادة هذا المجتمع وأهمية الدور الذي يمكنه لعبه في نشر الديموقراطية والتسامح والانفتاح. وقد عانينا خلال الفترات السابقة من أمور غريبة تماما عن حضارتنا وعن الحضارة الاسلامية العربية، أذكر منها عقلية تقسيم العالم الى معسكرين: معسكر الخير ومعسكر الشر، والكل يعتبر نفسه في معسكر الخير بينما يعتبر الآخرين في معسكر الشر ويريد التخلص منهم عبر العنف الكلامي والعنف الفعلي أحيانا. كان أحد أهم علماء الإسلام يقول منذ 1400 سنة: "رأيي خطأ يحتمل الصواب ورأي غيري صواب يحتمل الخطأ " .

أضاف: "ان ما يحصل في لبنان مرده الى عادات وافكار مستوردة او مفروضة، فلبنان أشبه بمختبر في هذه المنطقة من العالم. قد يسأل البعض عن سبب الاهتمام بهذا البلد الذي تزيد مساحته عن 10000كلم2 وعدد سكانه 4 ملايين نسمة. ان من يعتقد أنه يمكنه اختصار لبنان بهذه الأرقام مخطئ بالفعل، فللبنان في العالم العربي قيمة أكبر وتأثير أعمق مما تشير اليه الأرقام. لذا من المهم وفي ظل الضغوط وحال الترقب والعنف أن يقف الانسان ويشير الى أن ما يحدث خطأ، فالديموقراطية ليست سهلة. أضطررت للمكوث هنا زهاء 18 شهرا يحاصرني مواطنون لبنانيون وأنا شخص لا يؤمن بتاتا بالعنف ولست مستعدا لاقتراف اي خطأ بحق مواطنين لبنانيين بسبب اختلاف بالرأي والفكر والقرار. نعم سأحمل السلاح بوجه العدو لكن ليس بوجه مواطن لبناني. لقد حقق حزب الله بالفعل انجازا عظيما وقد سانده البلد بكامله حتى العام 2000، فلبنان حارب وقدم التضحيات وقد عانى حتى العام 2000 من ستة اجتياحات اسرائيلية في غضون 30 عاما وأتى الاجتياح السابع في العام 2006. لقد حقق حزب الله انجازا بكل ما للكلمة من معنى. ان أراد أحدهم التفتيش عن ذريعة للجهود التي بذلت لتمديد ولاية رئيس الجمهورية، وأنا لا أتفق بتاتا مع هذا الرأي، لتذرع بالوضع القائم في ظل الاحتلال بالرغم من أننا نظمنا عدد من الانتخابات النيابية وكان بمقدورنا فعلا انتخاب رئيس جديد عوض تمديد الولاية الرئاسية وخرق الدستور.

سئل: أيمكنكم شرح قولكم عن قيام حزب الله بانجاز عظيم؟ ماذا قصدتم بذلك؟

اجاب: نعم لقد قام حزب الله بانجاز عظيم في محاربة الاسرائيليين فقد حرروا لبنان في العام 2000. الا أنه كان يجب العمل، من دون الطلب من حزب الله تسليم سلاحه، على تجنيب البلاد مزيد من الضغوط والتجارب جراء احتلالات اسرائيلية جديدة. ما زلنا نعتبر اسرائيل دولة عدوة وعلينا حماية البلد في وجه الاجتياحات والهجمات التي قد تقوم بها اسرائيل لضرب الدولة اللبنانية. نحن نعتبر أن ما حصل فعلا والجهود التي بذلها حزب الله وأدت الى خطف جنديين اسرائيليين لم تكن تستحق العناء، ففي النهاية كان الأمر نتيجة حسابات خاطئة وقد تم الاعلان عن ذلك صراحة فأنا لا أصدر أية اتهامات بحقهم غير تلك التي أعلنوها هم. الأمر برمته نتيجة حسابات خاطئة. وبشكل موضوعي بحت لم يتمكن الاسرائيليون من الحاق الهزيمة بهم كما أنهم لم يحققوا انتصارا، لقد تمكنا من منع الاسرائيليين من هزمنا لكنهم، في نهاية المطاف، احتلوا جزء من البلاد، وكان علينا اللجوء للوسائل السياسية لدفعهم للتراجع والانسحاب من لبنان. يجب عدم الاستخفاف بعدم قدرة اسرائيل على تحقيق الانتصار فهذا أمر مهم، اذ لا تستطيع اسرائيل تحمل عدم تحقيق الانتصار، وترون تداعيات هذا الأمر الآن في اسرائيل. وقد أدت في ما بعد تداعيات هذه الحرب التي شنتها اسرائيل ضد لبنان الى ظهور انقسامات في المجتمع اللبناني كان يجب التعامل معها بشكل أفضل بغية الحفاظ على وحدة اللبنانيين في مواجهة اسرائيل ودعم المقاومة. وهذا مرده برأي للحسابات الخاطئة التي تمت.

سئل: كيف ستتصرفون حيال اعادة تسلح حزب الله؟

أجاب: في نهاية المطاف، أكانوا مدركين للأمر الآن أو أنهم سيدركونه قريبا، ليست هذه الوسيلة لحل المشاكل كما ليس هناك مجالا للاستيلاء على البلد. على المرء أن يفهم أن الانتصار الذي تحقق في العام 2000 انما كان نتيجة تضافر عناصر متعددة وهي أولا شجاعة وتضحيات المقاومة وقدرتها على المواجهة وانجاز أعمال بطولية، ثانيا دعم المجتمع اللبناني للمقاومة تماما كما هي الحال في كل أنحاء العالم فالمقاومة كالسمكة تسبح في مياه صديقة وتتجنب المياه المعادية وثالثا العلاقة بالحكومة اللبنانية، يجب ألا يغيب عن ذهننا الانجاز الذي حققه الرئيس رفيق الحريري وتمثل في اتفاق نيسان. فورا بعد مرور ساعة ونصف أو ساعتين على عملية خطف الجنديين الاسرائيليين اجتمعت الى قياديين من حزب الله هنا في مكتبي، وهذا أمر موثق، وكان لي معهم نقاش مطول حول الموضوع اذ أن ما حدث مخالف لكل التعهدات والوعود التي قطعت للحكومة اللبنانية. وأعلنت أنه بعد أن حصل ما حصل كلنا في المركب نفسه وعلينا العمل سوية والتعاون والعمل على مواجهة ضغوط الاجتياح، وهذا ما حصل بالفعل وتمكنا من منع الاسرائيليين من تحقيق الانتصار أولا بسبب شجاعة وتضحيات المقاومة وثانيا عبر دعم المجتمع اللبناني ليس فقط للمقاومة بل للمواطنين اللبنانيين الذين نزحوا من مناطقهم وثالثا بفضل جهود وموقف الحكومة اللبنانية التي أظهرت تصميما وعزما خلال التفاوض على القرار 1701. كل يقدم روايته لما حصل وأنا أحاول فقط شرح الأمور بشكل أعتبره موضوعيا لحد بعيد.

سئل: بالعودة الى الدولة ضمن الدولة، ما الذي ترونه في وجود قوة شبه عسكرية؟

اجاب: يمكن تقبل هذا الوضع لفترة معينة من الزمن لكن لا يمكن القبول به لمدة طويلة لا تخضع بموجبه بعض المناطق لسيطرة الدولة ولا يخضع البعض لحكم القانون فيقومون ويسمح لهم القيام بما يحلو لهم. لا أعتقد أنه تم اعتبار هذا الوضع مقبولا في أي من الحالات التي ظهرت فيها مقاومة، خاصة في مجتمع تعددي حيث تحتكر مجموعة معينة محاربة اسرائيل على هذا النحو. ليسوا وحدهم مناهضين لاسرائيل الا أن محاولة احتكار المقاومة يقصي الأفرقاء الآخرين، مما يعقد الوضع في مجتمع تعددي. ان عملية بناء الدولة لا يمكنها الانتظار وليس من المقبول عدم قيام الدولة، فلو نظرنا للأمر من وجهة نظر ايديولوجية حتى في الدين الاسلامي لا يمكن انعدام دور القيادة في أي وضع من الأوضاع. أتذكر قول كان يردده والدي على الدوام مفاده أن وجود قبطانين على سفينة واحدة سيؤدي الى غرق السفينة.

سئل: ما ردكم على أنه لم يحصل أي تغيير على الاطلاق؟

أجاب: ليس من مصلحة أي من الفرقاء اللجوء الى العنف أو السلاح لأن ذلك سيؤدي الى الدمار بالنسبة للجميع. ما حصل في شهر أيار خطأ. كان اللبنانيون قد أجمعوا على عدم استخدام السلاح في الداخل فأتى أحدهم وخالف هذا الاجماع. كيف يمكن التعامل مع هذا الوضع هل عبر الذهاب الى آخر الحدود والاقتتال مع المواطنين اللبنانيين، لا أعتقد ذلك، فهذا أمر غير مقبول بتاتا. ان ما تم التوصل اليه في الدوحة يتمثل بعدم ترجمة الهيمنة عبر استخدام السلاح لتحقيق انجازات معينة والتعهد بعدم التشجيع على اللجوء للعنف. يصب هذا الأمر الذي يتفق مع قناعاتنا في مصلحة البلد. علينا الآن تنظيم تبايننا وتقييمنا للوضع واللجوء للوسائل الديموقراطية وللناخبين الذين سيحكمون في نهاية المطاف ويحسمون أي طريق يريدون سلوكها. وعلينا احترام هذا الخيار. لقد وافقت على مبدأ تشكيل حكومة مصالحة ووحدة وطنية، وهذا الأمر يحدث في عدد من الأنظمة الديموقراطية حيث يتم التوصل الى اتفاق من هذا النوع. أعتقد أنه على من يحصل على الأكثرية بعد الانتخابات أن يحكم، بكلام آخر، أرى أنه، في حال فاز من يؤمن بهذا الرأي، عليه عندئذ تولي القيادة.

سؤال: سمعنا أنه في حال ربحت المعارضة لا ترغبون بحكومة وحدة وطنية؟

جواب: هذا رأيي الخاص. عليهم التفكير بهذا الاحتمال، وتولي القيادة وبالطبع تحمل النتائج التي ستترتب عن ذلك. هذه هي الديمووقراطية.

سؤال: هل تظنون أن الأكثرية ستفوز بالانتخابات، خاصة وأن الشعور السائد في البلد يفيد أن المعارضة هي التي ستفعل؟

جواب: سنفوز. أؤمن أن من يريد تحقيق أمر ما عليه السعي جاهدا لتحقيقه. أعتقد ان التزام أكثرية الشعب يهدف الى اعادة السلطة الى الدولة. على الدولة أن تسيطر، فحتى لو كان "حزب الله" مسيطرا على الدولة، على أحد تولي القيادة، قبطان واحد. ان الوضع الذي يكثر فيه القادة غير قابل للاستمرار.أن كان "حزب الله" أو غيره في الحكم، فليكن. أعتقد أن "14 آذار" هم الأشخاص الذين التزموا بناء الدولة والديموقراطية والانفتاح والتسامح وسيادة واستقلال الدولة وعلاقات ممتازة مع سوريا. فان عدتم الى التصريحات التي أدليت بها خلال الأشهر الأربعين منذ توليّ رئاسة الحكومة ستلاحظون أنها في ما يتعلق بالعلاقات مع سوريا لم تتغير البتة، فأنا أؤيد تماما اقامة علاقات ممتازة مع سوريا لكن على أساس الاحترام المتبادل والندية وهذا هو بنظري السبيل الأفضل، فسوريا دولة شقيقة ومجاورة يجمعنا تاريخ مشترك وسنبقى معا في السنوات المقبلة. لنوضح الأمور: اسرائيل عدو أما سوريا فلا. الا أنه لا يمكننا ولا يجدر بنا ابقاء لبنان دولة تابعة لسوريا، وهذا أمر لا يخدم مصلحة أحد لا سوريا ولا لبنان، فان بقي على هذا النحو فلا فائدة من وجوده. أما في ما يتعلق بما تسمونه "التطرف السني" أو "الأشرار"، فهذا الأمر يستخدم كفزاعة. هذا لايعني انه لا وجود للسلفيين في لبنان، هناك بعض السلفيين. الا أنه يتم التحدث عن هؤلاء السلفيين واستخدام هذه الفزاعة، وتصوير وتضخيم هذا العملاق واستغلاله في الاعلام، للايحاء للعالم بأن هناك حاجة لبوليس ولتخويف الناس في الوقت نفسه. لقد دعوت بالفعل هؤلاء السلفيين مع كافة ممثلي مدينة طرابلس خلال يوم طويل واحد، استقبلت خلاله مختلف ممثلي المجتمع الطرابلسي كان ذلك في أوائل شهر رمضان.

سؤال: هل هم من الأنبار؟

جواب: كلا. سأجاريكم ولنقل أنهم من الأنبار، من أين يعبرون اذن الى لبنان؟

سؤال: لذلك قامت سوريا بنشر قواتها على الحدود.

جواب:أليس الحري بهم بدل السعي لضبطهم خلال انتقالهم من لبنان، ضبطهم لدى دخولهم عبر العراق؟ من أين اتى شاكر العبسي و"فتح الاسلام" الى لبنان؟ كل من قتل أو ألقي القبض عليه من هؤلاء الارهابيين في مخيم نهر البارد باستثناء واحد أو أثنين لم يدخلوا عبر نقاط الحدود اللبنانية الشرعية بل تسللوا عبر الحدود.

سؤال: هل تظنون أنه سيكون هناك تعاون أمني بين لبنان وسوريا؟

جواب: لم لا؟ نحن مستعدون لبحث أي مسألة كأخوين راشدين. اسمحوا لي أن أوضح الأمور، سوريا ليست دولة عدوة، انما هي دولة شقيقة ونحن بصراحة تامة مستعدون للتعاون في أي مسالة تخدم مصلحة البلدين، كأخوين راشدين في ظل احترام استقلال وسيادة لبنان.

سؤال: اسمحوا لنا أن نعبر عن اندهاشنا من كلامكم حول سوريا والعلاقات الممتازة معها، في الوقت الذي تسود فيه شكوك عارمة حول تورط الحكومة السورية في اغتيال الرئيس الحريري.

جواب: سأكون صريحا معكم. ان المسألة اليوم بيد لجنة التحقيق والمحكمة الدولية، ولن أحل بتاتا مكان المحكمة الدولية. لنضع الأمر جانبا ولنعمل معا بانتظار النتائج. اسمح لي أن أطلعك على سبب حرصنا على المحكمة الدولية، ليس فقط لأننا نرغب بمعرفة هوية قتلة الرئيس الحريري، انما أيضا كي لا نسمح بتحول بلدنا الى دولة الافلات من العقاب. فقد تم خلال السنوات الثلاثين الماضية تنفيذ سلسلة من الاغتيالات ،أودت بحياة رئيسي جمهورية وثلاثة رؤساء وزراء، اضافة الى عدد كبيرمن النواب والقادة السياسيين، ورؤساء تحرير ورجال دين، ولم يتم الكشف حتى اليوم عن هوية أي من مرتكبيها. لا يمكن استمرار الوضع على هذا النحو، فالأمر مخالف لأي ديمووقراطية ولروحية هذا البلد، فاذا كانت هذه هي الطريقة لاسكات الناس، فما الحاجة لهذا البلد عندئذ. ان الجريمة اليوم بيد المحكمة الدولية ولن اقوم بالتدخل. تم الادلاء خلال السنوات الثلاثة الماضية بكلام حاد، لم أتبن أيا منه، حتى أنه عندما تم التهجم علي من قبل مناصرين لسوريا، لم يصدر عني أي رد، هذا لأنني لا أؤمن بتاتا بالمشاركة في هذا النوع من المشادات الكلامية العنيفة.

اضاف الرئيس السنيورة : لقد شرحت نظرتي الى هذين الهدفين. لا أظن أن هناك احتمالا لدخول الجيش السوري الى لبنان. فهذا الأمر غير مقبول داخليا وعلى الصعيدين العربي والدولي. كما لا أعتقد أن هذا الأمر يدور في خاطر القيادة السورية. الا أنه لتحقيق هذين الهدفين. لا يتم التعاون بهذه الطريقة. اسمحوا لي أن أشرح الأمر : أنا عربي وسأتصرف دوما كعربي وأنا فخور ومقتنع بذلك، وسأستمر بالتعاطي معهم من دون انتهاك استقلال أو سيادة الدولة.

سؤال: هل قدم السعوديون دعما للاصوليون للعمل انطلاقا من لبنان ؟

جواب: لا أظن بتاتا أن السعوديين قد يقدمون على شيء مماثل، كما أنهم لا يعرفون السبيل لذلك.

سؤال: من له مصلحة في استخدام فزاعة الاصوليين؟

جواب: عليك الاستنتاج، فأن البعض يسخّر نفسه لخدمة مصلحة الغير وهذه هي الحال في كافة المجتمعات.

سؤال: من تقصدون بهؤلاء؟

جواب: قد يكونون من البلد نفسه، أو بعض الفلسطينيين، أوآخرون تم ادخالهم الى لبنان خلسة.

سؤال: أليسوا عملاء لجهة ما؟ وهل تعرفون لأي جهة يعملون؟

جواب: لن أخوض من موقعي في هذا الموضوع. لا يمكنني القول أنني أعرف الجهة التي يعملون لصالحها، لأنني لا أملك الدليل. وبصراحة لست شخصا يصدر الاتهامات ببساطة.

سؤال: في حال حصلتم على دليل، هل ستطلعوننا عليه؟

جواب: طبعا سأفعل.

سؤال: ليس خفيا على أحد، أن "حزب الله" يعمل على اعادة التسلح؟

جواب: يعاني الجيش من نقص في السلاح. علينا التفكير دوما بما هو صائب. فان حدث العديد من الأخطاء، فليس علي كرجل دولة مسؤول تأييد الأخطاء. هنا يكمن الفرق بين رجل الدولة والسياسي، الذي سيؤيد رأي الأكثرية فيما على رجل الدولة الالتزام بمبادئه. أعتقد أن ما يحصل في ما يتعلق بالسلاح خطأ تام وسأستمر بمعارضته.

وقال الرئيس السنيورة: هنا تكمن نقطة تمايزنا عن" حزب الله". السيد حسن نصرالله صرح مرة، وما قاله يشرح تماما الوضع الحاصل، أنه بما أننا نتكلم عن الدولة علينا أولا بناء هذه الدولة، ثم العودة للتعامل مع "حزب الله". أما ردنا فانه لا يمكننا بناء الدولة بمفردنا، لا بل علينا بناؤها معا. هذا يفسر ما سمعتموه عن أنه ليس هناك دولة وأنهم لا يؤمنون بوجودها. لا يمكن بناء دولة اذا لم يتم العمل على ذلك واظهار الاحترام لها.

وعن الانتخابات النيابية المقبلة قال الرئيس السنيورة :

" نريد انتخابات عادلة في ظل الديموقراطية والعمل المنتظم، نحو تنظيم انتخابات فعلية. وانا خلال فترة ترؤسي الوزارة، ساسير على نفس المسار، في احترام الجميع، والعمل لمصلحة كافة الأفرقاء في البلد، من دون أي تمييز والتحضير لانتخابات عادلة وشفافة. بعد ذلك ليتولى القيادة من يفوز، وعندها نعود الى التطبيق الصحيح للديموقراطية، حيث هناك اكثرية تحكم واقلية تعارض . أعتقد أن من يؤيد الاستقلال والسيادة والديموقراطية في البلد يحظى اليوم بالأكثرية .

سؤال: هل يملكون خيار ألا يفوزوا بالانتخابات، هل اخذتم بعين الاعتبار امكانية عدم الفوز؟

جواب: حتى لو خسروا الانتخابات، ولا أريد أن أقول خسروا، بل لم يفوزوا بالانتخابات لأنه في نهاية المطاف، على الأكثرية تحمل المسؤولية والتعامل مع الوضع، لكن ليس من موقع الفائز. لنفترض أن الأكثرية فازت بالانتخابات بنسبة كبيرة، هل تظن أنها ستقوم فورا برفض الفريق الآخر، وبالعمل على نزع سلاحه؟ كلا ليس الأمر على هذا النحو بتاتا. علينا لهذه الغاية الايمان بالحوار، واللجوء اليه لحل مشاكلنا والتعامل مع الوضع بطريقة سلمية بما يحفظ وحدة اللبنانيين".

عن الديموقراطية التوافقية في النظام اللبناني قال الرئيس السنيورة :

"دستورنا ينص صراحة "أن اتخاذ بعض القرارات يتطلب حضور ثلثي أعضاء مجلس النواب"، وذلك أن المشترع رأى أن الرفض في هذه الحالة يشترط توافق أكثر من فريق. ففي البلد ثلاث مجموعات أساسية: الموارنة والشيعة والسنة، وكل مجموعة من هذه المجموعات الثلاث تمثل تقريبا 20% من نسبة الوزراء. فلو أراد المشترع لأي فريق أن بقرر بمفرده لذكر نسبة 80% من مجلس الوزراء . لذا فان تطبيق مفهوم الديموقراطية التوافقية فسر على غير ماهو عليه. لذا فالحكومة السابقة خلال الأشهر 18 من تولينا رئاستها ، كان لدينا نسبة تفوق ثلثي أعضاء الحكومة، وهي لذلك استمرت لكونها تتمتع بالحد الادنى من العدد، ومن تاييد الاكثرية في مجلس النواب".

سؤال: أتعتقدون أن الانتخابات ستحصل؟

جواب: نعم، لا أريد هنا التعبير عن رأي بل عن موقف. من موقعي هذا علينا العمل كحكومة على تنظيم انتخابات عادلة وشفافة.

سؤال: اين اصبح موضوع التبادل الدبلوماسي مع سوريا؟

جواب: سيزور وزير الخارجية قريبا سوريا، للبحث في الخطوات العملية،الآيلةالى اعلان توقيت هذه المسألة، وكيفية العمل عليها لتحقيقها.

سؤال: يقولون قبل 22 تشرين الثاني ؟

جواب: قد يكون الأمر قبل أو بعد هذا التاريخ. لا أريد تحديد تاريخ، 22 من تشرين الثاني مثلا تاريخ الاستقلال.

سؤال: تقولون اذن، أنه لم يتم الاتفاق في هذا الإطار؟

جواب: لا لم يتم الاتفاق على تاريخ معين.

سؤال: هل تشككون بالنوايا السورية؟

جواب: علينا الوثوق بكلامهم والتعاون سوية، من اجل تحسين اجواء الثقة المتبادلة.

 

"سورية وإيران وإسرائيل تعمل على منع قيام الدولة في لبنان"

دوري شمعون لـ "السياسة": ميشال عون يسعى إلى إسقاط رئيس الجمهورية عبر الانتخابات اللبنانية المقبلة

 بيروت - صبحي الدبيسي:

  أكد رئيس "حزب الوطنيين الأحرار" اللبناني دوري شمعون "عمق الهوة والخلاف بين موارنة" 8 آذار", وموارنة "14 آذار" الذين يريدون بناء دولة حديثة غير محكومة بأي شرعية أخرى, غير الشرعية اللبنانية, وبأي سلاح آخر غير السلاح الشرعي اللبناني", متهماً "فريق" 8 آذار" بامتلاك السلاح غير الشرعي, والسعي الى تغيير النظام اللبناني واستبداله بنظام ولاية الفقيه".

وأكد شمعون في حوار مع "السياسة" أن رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون يسعى الى اكثرية مطلقة تمكنه من إسقاط رئيس الجمهورية ميشال سليمان ليجلس مكانه, لأن لديه مرضاً بالنسبة لكرسي الرئاسة", مستغرباً منح عون "لايران براءة ذمة بأنها لا تتدخل في الشؤون اللبنانية, واعتباره الدعم الإيراني الى "حزب الله" الله ولتياره شأناً لبنانياً صرفاً".

رئيس الأحرار اتهم "حزب الله" بمحاولة "السيطرة على لبنان", لافتاً إلى "أن الأحداث التي جرت في البقاع الأوسط تهدف إلى تهجير السكان المسيحيين والسنة من هذه المنطقة لربط الجنوب بمنطقة بعلبك -الهرمل".

وكشف "أن إسرائيل تتعاطى مع "حزب الله" كدولة, لأنها في العام 2000 سلمته الجنوب على طبق من فضة, وهي تريد الاحتفاظ بمزارع شبعا للإبقاء على فتيل التوتر قائماً".

وفيمايأتي نص الحوار:

  ضمن أجواء المصالحات التي تجري في لبنان, كيف ترى الصورة على الساحة المسيحية?

  لا أعتقد بوجود متغيرات كثيرة على الساحة المسيحية عموماً والساحة المارونية خصوصاً, الاختلاف السياسي موجود أساساً ما بين موارنة "14 آذار" وموارنة" 8 آذار".

وهذا الخلاف, ليس خلافاً بسيطاً, نحن ك¯"14 آذار" همنا بناء دولة حديثة, لا تكون محكومة بأي شرعية أخرى, وألا يكون هناك سلاح إلا السلاح اللبناني, ولا شرعية إلى الشرعية اللبنانية, بينما فريق" 8 آذار" يملك سلاحاً غير شرعي, مهما حاول إقناعنا به بأنه سلاح لبناني, فهو بنظرنا سلاح غير شرعي, من دون أن ننكر أن هذا السلاح في مرحلة معينة ساهم بتحرير الجنوب اللبناني من إسرائيل, لكنه لم يعد سلاحاً شرعياً.

باختصار, هذا هو الخلاف السياسي بيننا وبينهم, لأنهم يسعون الى تغيير النظام, وأكبر دليل على ذلك, ما قاله ميشال عون في إيران, بأنهم إذا ربحوا الانتخابات النيابية سيغيرون النظام.

ونحن من خلال معرفتنا بعون, فهو لن يكتفي بأكثرية 51 في المئة, بل يسعى الى اكثرية مطلقة تمكنه من إسقاط رئيس الجمهورية ميشال سليمان ليجلس مكانه, لأن العماد عون لديه مرض بالنسبة لكرسي الرئاسة.

زيارته إلى طهران واضحة الأهداف, وكان قد منح طهران ورقة براءة ذمة بأنها لا تتدخل بالشؤون الداخلية اللبنانية, وهو ينظر إلى الدعم الإيراني ل¯"حزب الله"", ول¯"تياره الوطني الحر" بأنه شأن لبناني صرف.

  وصلت شظايا الخلاف الماروني - الماروني إلى رأس الكنيسة المارونية من بعض القيادات, فلماذا سقطت المحرمات وهل كان للكنيسة أي دور في هذه الاختلافات?

  من دون شك أن الأمور تجاوزت كل الخطوط الحمر, وهذا أمر غير مسموح به, ولا يجوز الإقدام عليه من أحد, لا من القيادات المارونية, ولا من غير الموارنة, أن يتهجم البعض على بكركي, فهذا لن نسمح به أبداً. لأن مواقف بكركي وطنية, وليس المهم شخص البطريرك, بل المهم عدم التعرض لمقام بكركي, فهذه خطيئة لا تغتفر.

  بماذا أخطأت بكركي مع الوزير السابق سليمان فرنجية والعماد عون?

  بكركي لا تقترف الأخطاء, لكنها لم تكن مؤيدة لسياستهما المعوجة, وهذا ما أزعجهما.

  هل ترى جدية بالمصالحة المارونية - المارونية, ولا سيما أن جعجع قدم تنازلات كثيرة, ولم يلق أي تجاوب بعد?

  إذا كانوا يريدون المصالحة, يجب أن تكون نواياهم صافية, والجلوس الى طاولة للتفاهم على انتشار السلاح الفوضوي, كيف نقيم مصالحة, وسلاح البعض مصوب إلى ظهورنا? كيف تتم المصالحة, ومدفعية "حزب الله" جاهزة للاستعمال ساعة يريدون?

فإذا كانت المسألة تندرج في خانة ترطيب الأجواء, فلا بأس, لكن طالما لا توجد دولة قادرة على فرض الأمن والنظام والقانون, لا يمكن أن تكون المصالحة جدية وحقيقية.

  من يمنع قيام الدولة برأيك?

  كل الذين لا يريدون أن يكون لبنان قوياً, يمنعون قيام الدولة, بدءاً من سورية وحلفائها, وليس صحيحاً أن إيران التي أعطاها ميشال عون براءة ذمة تريد لبنان دولة قوية, لأنها تريد إنشاء دولة ولاية الفقيه في لبنان, وهذا الأمر واضح وغير خافٍ على أحد, و"حزب الله"" يشكل دولة ضمن الدولة.

  لماذا يصر الوزير السابق سليمان فرنجية على حضور العماد عون المصالحة بينه وبين جعجع?

  سليمان فرنجية يريد أن يحقق لنفسه دوراً كبيراً, بأنه يعمل على تحقيق مصالحة مسيحية وطنية.

  لماذا لا تتوسع هذه المصالحة لتشمل كل القوى على الساحة المارونية, أمين الجميل, دوري شمعون, نائلة معوض وبطرس حرب وغيرهم?

  لأنهم لا يعيروننا أهمية كبيرة, وهم أرفع مستوى, ونحن موارنة درجة ثانية, بالنسبة إلي, حتى لو تمت دعوتي لحضور المصالحة, سأرفض الحضور بشكل شخصي, لأني لست مختلفاً مع أحد من جهة, ومن جهة ثانية, لا أريد إعطاء هؤلاء بركتي بما تحمله من قيمة ومن رمزية, فلست مضطراً لذلك.

  لماذا تنزعج من زيارة ميشال عون إلى إيران, في وقت كانت علاقة والدكم الرئيس شمعون وطيدة بإيران?

  تريد أن تقول لي, إيران الشاه, مثل إيران أحمدي نجاد... إيران الشاه كانت دولة محترمة من المجتمع الدولي كله, وهي كانت تشكل سادس قوة في العالم.

هناك فرق كبير بين إيران الشاه, وإيران اليوم, وهي بنظر المجتمع الدولي مخالفة للقوانين الدولية, وهي خارجة عن إرادة المجتمع الدولي.

  من الذي أجبر "حزب الله"" على الجلوس إلى مائدة الحوار سواء في قصر بعبدا, أو مع الحزب التقدمي الاشتراكي أو مع "تيار المستقبل", بعد أن كان يعد العدة لتغيير السياسة في هذا البلد?

  "حزب الله"" يعرف جيداً ان ليس لديه إمكانية الانقلاب على كل البلد, فهو لا يستطيع السيطرة بالقوة على لبنان. ما حصل في 7 مايو كان "بروفه" في المناطق التي استطاعوا أن يفرضوا أنفسهم فيها, وعندما جربوا أن يفرضوا أنفسهم على الجبل فشلوا.

هذا لا يعني أن حساباتهم لا تخطئ, وهم يدركون أن ليس باستطاعتهم السيطرة على لبنان. لكن "حزب الله" برأيي غير مستعجل, فالأموال تدفع له بشكل هائل, وهو يحلم بأن يتوصل في يوم من الأيام لتحويل لبنان إلى دولة شيعية, لكنه غير مستعجل, وهو يسير في الطريق نفسه الذي يقوده إلى تحقيق أهدافه, وفق الخارطة الجغرافية التي رسمها لنفسه, ففي أي مكان يستطيع التوسع ديموغرافياً فلن يقصر, في محاولة ربط مناطقه بعضها بعضاً. لقد انشاء "حزب الله"في سعدنايل, في الوسط البقاعي الذي يتشكل من السني والمسيحي ما يشبه السد أو الحاجز مع البقاع الغربي الذي أصبح القسم الأكبر منه شيعياً, لربط جنوب لبنان بمنطقة بعلبك - الهرمل.

وهذه الفتن والمشكلات التي يفتعلها "حزب الله" في هذه المنطقة, هدفها إجبار الناس على الهروب من طريق الضغط, وبيع الأراضي لإقامة هذا الحزام, ووصل الجنوب بالبقاع.

هذا المخطط واضح ولا لبس فيه, في مناطق الجبل يتبعون سياسة القضم وشراء الأراضي لوصل الضاحية الجنوبية بالقماطية وكيفون, ومنها إلى سوق الغرب وعاليه, معتمدين في ذلك على زيادة الولادات والزيجات والتكاثر.

اليوم يحاولون شراء الشقق والعقارات لإقامة مجمعات سكنية, يصار فيما بعد إلى توطين المجموعات الشيعية فيها.

  لماذا لا يصدر قانون عدم التملك نتيجة الفرز المذهبي والطائفي?

  لا يجوز قانونياً منع أي لبناني من شراء أراضٍ لبنانية في أي منطقة من لبنان, عمليات شراء الأراضي تتم من خلال شركات عقارية لبنانية, غير مجهولة الأهداف, وأصحابها معروفون يشترون الأراضي, ثم يبيعونها ل¯"حزب الله".

  هل يمكن تعديل ذلك, وإلغاء القوانين يتطلب سن قوانين جديدة?

  ربما, يعاد النظر في هذا الأمر, لست متأكداً.

  مهما يكن فإن القانون خدمك وسمح لك بالترشح للانتخابات بعد الاستقالة من رئاسة البلدية قبل ستة أشهر, يعني أنه سهل لك الوصول إلى النيابة?

  لا أحد "يربحنا جْمِيلة" بهذا القانون, لأنه غير دستوري, دستورنا مبني على الديمقراطية, نحن نمثل الناس, وأحياناً رئيس البلدية المنتخب ينال أصواتاً أكثر من بعض النواب, فكيف لا يحق له أن يترشح للنيابة? وما هو المعيار في ذلك?

هذا القانون وضع أيام السوريين لمنع البعض من الترشح للنيابة, ولا يجوز تقيد المرشحين بفترة سماح ستة أشهر, ولا حتى ستة أعشار الثانية, هذا غير دستوري وغير قانوني.

فإذا كان دستورنا مأخوذاً من الدساتير الفرنسية, فلِمَ انتخب جاك شيراك رئيساً للجمهورية الفرنسية, بعد أن كان رئيساً لبلدية باريس? كل قوانين العالم تسمح أن تكون نائباً ورئيس بلدية في الوقت ذاته, نحن كان لدينا القانون نفسه في الماضي في انتخابات 1960, ترشح النائب محمود عمار وكان رئيساً لبلدية برج البراجنة فأصبح نائباً. جورج ديب نعمة, كان رئيس بلدية ونائباً, وحسين الحسيني كان رئيس بلدية ونائباً, ما يجري هو نوع من مراعاة الخواطر لا أكثر ولا أقل, كيف لأي قانون أن يمنع رؤساء بلديات المدن الكبيرة من الترشح? وكذلك رؤساء اتحاد البلديات? هذه المسألة لا يتصورها عقل.

  هل ترشيحك جدي وغير نهائي?

  حتى الآن قدمت استقالتي من البلدية, ولسوء الحظ عليك أن تخضع للقوانين حتى ولو كانت عرجاء, وبالطبع قدمت استقالتي ليتسنى لي الترشح للنيابة.

  هل أنت مرشح "14 آذار" أم مستقل?

  نحن العامود الفقري في "14 آذار", وكل المبادئ الأساسية ل¯"14 آذار" لا يمكن أن نتخلى عنها, وسنستمر بالتضحية للمحافظة عليها.

  وهل ستترشح في دائرة الشوف?

  طبعاً, إلى أين تريد أن ترسلني?

  هل سيترشح النائب جورج عدوان أيضاً باعتباره ابن دير القمر في الشوف?

  هذا ما أعلنته "القوات اللبنانية"!

  لماذا يتحدثون عن المعركة الانتخابية بأنها مسيحية - مسيحية بامتياز, فما هو تصورك للنتيجة, وهل سيحصد عون النتيجة نفسها التي حصدها في انتخابات العام 2005?

  إذا حصل عون على نتيجة انتخابات العام 2005 نفسها يستحق الشعب اللبناني الانتحار من على صخرة الروشة. بعد كل ما جرى هل يعقل أن يسلم الناخب المسيحي رقبته مرة جديدة لميشال عون, ولسياسته المعوجة التي يسير بها.

  لماذا, لأنه تحالف مع "حزب الله"?

  نعم, بسبب تحالفه مع "حزب الله", أنا لا أنظر إلى هذه المسألة من منظار طائفي, ميشال عون يتحالف مع حزب يرى في ولاية الفقيه أهم من الدستور اللبناني.

عون يتحالف مع حزب أعلن منذ لحظة تأسيسه في العام 1982 عن مشرعه لتحقيق الجمهورية الإسلامية في لبنان. هل يجوز لأي لبناني أن يتحالف مع أصحاب مشروعات كهذه, خارجة عن الدستور اللبناني وعن الكيان اللبناني?

إن الذين يؤيدون العماد عون من حيث يدرون أو لا يدرون ويسيرون خلفه في هذا القانون الأعوج, سيكتشفون أنفسهم أنهم كانوا على خطأ كبير... والأيام بيننا.

لنفترض أن "حزب الله"" ربح الانتخابات, وتحولت المعارضة إلى أكثرية, ماذا سيكون مصير العماد عون, غير لعبة بين أيدي "حزب الله" للوصول إلى النتيجة التي يريد?!

  تريد أن تقول, أن العماد عون يشكل الغطاء المسيحي لمؤامرة "حزب الله" على الدولة اللبنانية?

  من دون أدنى شك.

  كيف تنظر إلى التحركات السورية على الحدود الشمالية, هل هي لتطبيق قرار مجلس الامن الدولي 1701 كما قال الرئيس بشار الأسد, أم للضغط على اللبنانيين في الانتخابات?

  يقول المثل »الحق الكذاب على باب الدار« السوري ولسوء الحظ لم يكن صادقاً بمواقفه تجاه لبنان منذ القدم. ولكن هذه المرة النظام السوري وبالاتفاق مع فرنسا قرر تطبيق القرار 1701. فسنرى مدى الجدية في هذا الموضوع, وهذا لا يتطلب وقتاً طويلاً, الأمور قد تتضح خلال أسابيع.

ولكن دخول السوريين إلى لبنان مرة جديدة يبدو مستحيلاً, لأن تاريخنا الحديث برهن أن سورية لم تدخل إلى لبنان إلا برضى الدول الكبرى, وخرجت من لبنان بإيعاز من الدول الكبرى. لهذا السبب لا يمكن للجيش السوري أن يدخل من تلقاء نفسه إلى لبنان, المسألة غير واردة إطلاقاً, وهو يسعى الى تحسين صورته مع المجتمع الدولي, وهذا يقتضي تطبيق القرارات الدولية ومنها القرار 1701, لكن القرار 1701 لا يشمل الحدود الشمالية فقط, بل السلسلة الشرقية وصولاً إلى ينطا, حيث الحدود لا تزال مفتوحة للفلسطينيين الذين يأتمرون بالأوامر السورية ويسرحون ويمرحون كيفما يشاؤون.

  هل تجد رابطاً بين التفجيرات التي حصلت في الشمال وما جرى داخل سورية?

  لا أحد يستطيع الجزم بما يجري داخل سورية. وبرأيي لا علاقة لما جرى بما حصل في سورية, ولهذه الأسباب أرسلت سورية قواتها الخاصة إلى الحدود الشمالية لمراقبة الأصوليين الذين جرى إبعادهم في الماضي من الأراضي السورية إلى لبنان, واليوم وسط التشديد الأمني اللبناني من الممكن عودة هؤلاء إلى سورية, بإيعاز ربما من الموساد الإسرائيلي لافتعال المشكلات في البلدين, خصوصاً إذا كانت إسرائيل تفكر جدياً بالسلام مع سورية, فكلما ضعف الجانب السوري أكثر, كلما تسنى لها التحكم بمسار المفاوضات.

  هل صحيح أن إسرائيل طلبت من سورية تحجيم "حزب الله", مقابل تخليها عن الجولان?

  إذا قرأنا الصحف الإسرائيلية, هناك شيء من هذا القبيل. ولكن السؤال هل تريد إسرائيل تحجيم "حزب الله", في وقت كانت تتعامل معه كدولة?

وفي العام 2000 سلمت إسرائيل "حزب الله"" الجنوب على طبق من فضة, أما مزارع شبعا فمن المفروض أن تنسحب منها إسرائيل لعدم إعطاء "حزب الله" ذريعة للتمسك بسلاحه بحجة تحريرها. لماذا لا تسلم مزارع شبعا إلى القوات الدولية مثلها مثل بقية الحدود? ولماذا الخوف?

لا يريدون ذلك ليبقى "حزب الله" ممسكاً بفتيل التفجير والإبقاء على لبنان ساحة للصراعات الإقليمية في حرب يوليو ما علاقة الطرقات والجسور التي هدمتها إسرائيل ب¯"حزب الله". هذه ليست البنى التحتية ل¯"حزب الله", هذه البنى التحتية ملك الدولة اللبنانية. باختصار, إسرائيل, لا تريد لبنان دولة قوية واسعة الأرجاء.

  في موضوع الحوار, هل انت مع تأجيل الجلسة عربوناً? وماذا تنتظر من الحوار?

  من دون شك تأجيل الجلسة طوال هذه المدة كان عاملاً إيجابياً, لان قبل المصالحات لا يمكن التوصل إلى الحوار المطلوب.

الرئيس سليمان يلزمه الوقت ليستطيع إدارة الحوار من دون مطبات وعراقيل, والمصالحات التي تجري قد تساعد كثيراً في إنجاح هذا الحوار, اذ لا يوجد سوى البحث في سلاح "حزب الله", وهذا يتطلب مناخاً هادئاً من التصالح والتوافق كي يستطيع العماد سليمان أن يفرض على "حزب الله", ما يريده لإنجاح الحوار.

  هل تتوقع مشاركة سليمان في الانتخابات النيابية أم سيبقى في منأى عن الصراعات السياسية في البلد?

  كل رئيس جمهورية لا يملك قاعدة شعبية مجبر على مسايرة الجميع, لأنه لا يستطيع لا الضغط على احد ولا تهديده. وعلى الرئيس سليمان أن يتصرف بكثير من الحكمة والانتباه, وأعتقد بأنه سينجح بذلك.

  بتقديرك لن يرشح أحداً في معركة جبيل?

  ربما يوحي للبعض بذلك, لكنه لن يكون طرفاً ولا يرغب بفتح معركة مع أحد.

  هل تخشى ضياع المحكمة الدولية?

  المحكمة الدولية لا أحد يستطيع تعطيلها, وهي ستتشكل مطلع السنة المقبلة.

  ما هي كلمتك للناخب المسيحي?

  على الناخب المسيحي عندما يختار من يمثله في الندوة النيابية أن يسأله سؤالاً واحداً: لبنان إلى أين? وبعدها يقرر من سيختار.

  ماذا يقصد وليد جنبلاط بالإشارة إلى التطرف المسيحي?

  إنها رسالة موجهة لميشال عون الذي يجاهر بتطرفه المسيحي, وكأنه حامٍ للمسيحيين ويعمل بشكل دائم على إخافتهم, وأنه يعتبر نفسه مرسلاً من الله لتخليص المسيحيين... وجنبلاط يعتبر ما يحصل اليوم مشابهاً لما حصل في العام 1968 أيام الحلف الثلاثي عندما قالوا بأن السيدة العذراء التفتت إلى الشرق, لتبارك مسيحيي كسروان.