المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 23  تشرين الأول/2008

 

إنجيل القدّيس لوقا .28-11:19

وبَينما هم يُصْغُونَ إِلى هذا الكَلام، أَضافَ إِلَيهِ مَثَلاً لِأَنَّه قَرُبَ مِن، أُورَشَليم، وكانوا يَظُنُّونَ أَنَّ مَلَكوتَ اللهِ يوشِكُ أَن يَظهَرَ في ذلكَ الحين، قال: «ذَهَبَ رَجُلٌ شَريفُ النَّسَبِ إِلى بَلَدٍ بَعيد، لِيَحصُلَ على المُلْكِ ثُمَّ يَعود. فدَعا عَشرَةَ خُدَّامٍ له، وأَعْطاهم عَشرَةَ أَمْناء وقالَ لهم: تاجِروا بها إِلى أَن أَعود. وكانَ أَهلُ بَلَدِه يُبغِضونَه، فأَرسَلوا وَفْداً في إِثرِه يَقولون: لا نُريدُ هذا مَلِكاً علَينا. فلمَّا رجَعَ بَعدَ ما حصَلَ على الـمُلْك أَمَرَ بِأن يُدعىْ هؤلاءِ الخَدَمُ الَّذينَ أَعْطاهُمُ المال، لِيَعلَمَ ما بَلَغَ مَكسِبُ كُلٍّ مِنهُم.

فمَثَلَ الأَوَّلُ أَمامَه وقال: يا مَولاي، رَبِحَ مَناكَ عَشَرَةَ أَمْناء. فقالَ له: أَحسَنتَ أَيُّها الخادمُ الصَّالِح، كُنتَ أَميناً على القَليل، فَلْيَكُنْ لكَ السُّلطانُ على عَشْرِ مُدُن. وجاءَ الثَّاني فقال: يا مَولاي، رَبِحَ مَناكَ خَمسَةَ أَمْناء. فقالَ لِهذا أَيضاً: وأَنتَ كُنْ على خَمسِ مُدُن. وجاءَ الآخَرُ فقال: يا مَولاي، هُوذا مَناكَ قد حَفِظتُه في مِنْديل لأَنِّي خِفتُكَ، فأَنتَ رَجُلٌ شَديد، تَأخُذُ ما لم تَستَودِعْ وتَحصُدُ ما لم تَزرَع. فقالَ له: بكَلامِ فَمِكَ أَدينُكَ أَيُّها الخادِمُ الشِّرِّير! عَرَفَتني رَجُلاً شَديداً، آخُذُ ما لم أَستَودِعْ وأَحصُدُ ما لم أزرَع، فلِماذا لم تَضَعْ مالي في بَعضِ المَصارِف؟ وكُنتُ في عَودَتي أَستَرِدُّه مع الفائِدة. ثُمَّ قالَ لِلحاضِرين: خُذوا مِنه المَنا وأَعْطوه صاحِبَ الأَمْناءِ العَشَرَة. فقالوا له: يا مَولانا، عِندَه عَشَرَةُ أَمْناء. أَقولُ لكم: كُلُّ مَن كانَ له شَيءٌ، يُعْطى. ومَن لَيسَ لهُ شيء يُنتَزَعُ مِنه حتَّى الَّذي له. أَمَّا أَعدائي أُولِئكَ الَّذينَ لم يُريدوني مَلِكاً علَيهم، فأتوا بِهِم إِلى هُنا، وَاضرِبوا أَعناقَهم أَمامي». قالَ هذا ثُمَّ تَقَدَّمَ صاعِداً إِلى أُورَشَليم.

 

القديس بِرنَردُس (1091-1153)، راهب سيستيرسياني وملفان الكنيسة

عظة عن التجارة/"تجارة ثمينة جدًّا"

إنّ كلمة الآب، ابن الله الوحيد، هذا التاجر العظيم، قد أعطانا ثمن خلاصنا. فهذه تجارة ثمينة جدًّا لن نتمكّن من تقدير قيمتها أبدًا، حين تحوّل ابن الملك إلى سلعة، الصالح الذي أُعطيَ عوضًا عن الخاطئ. الرحمة المجانيّة بالكامل، حبّ متجرّد بالكامل، صلاح مدهش، وتجارة تفتقر إلى التوازن افتقارًا كليًّا حيث يُسلم ابن الله عوضًا عن الخادم، وحيث يموت الخالق من أجل المخلوق وحيث يخضع الربّ للحكم من أجل عبده. أيها الربّ يسوع! هذه هي أعمالكَ، أنت الذي نزلتَ من ضياء السماء إلى ظلمة الجحيم التي نعيش فيها لتُنيرَ عتمة سجننا. لقد نزلتَ عن يمين العظمة الالهية إلى بؤسنا البشري لتَفتَدي الجنس البشري؛ لقد نزلتَ من مجد الآب إلى الموت على الصليب، لتغلبَ الموت وصانعَه. أنتَ ولا أحد غيرك، وما من أحد سواكَ يلبّي دعوة طيبتكَ اللامتناهية لتَفتَدينا... ليخرج جميع تجار تيمان من هذا المكان (با3: 23): فأنتَ لم تخترهم، لكنكَ اخترت إسرائيل، وأنتَ مَن "أخفَيتَ هذه الأشياءَ على الحُكَماءِ والأذكِياء، وَكَشَفتَها لِلصِّغار" والخدّام المتواضعين (لو10: 21). أيّها الربّ، إنّني أعتنق هذه التجارة بكلّ غبطة لأنها تجارتك، فأتذكّر كلّ أعمالك لأنّكَ تريد منّي أن أقوم بهذه التجارة... وأعمل على أن تنتجَ وزنتكَ الأرباح بانتظار مجيئكَ، وسأسير أمامكَ بكلّ سرور. وأطلب من الله أن أسمع منه هذه الكلمات العذبة: "أَحسَنتَ أيّها الخادِمُ الصَّالِحُ الأَمين! كُنتَ أَمينًا على القَليل، فسأُقيمُكَ على الكَثير: أُدخُلْ نَعيمَ سَيِّدِكَ" (متى25: 21).

 

 حملة الانبطاح التي تبديها دمشق لن تجدي نفعاً

 ديبلوماسي عربي في لندن يحدد لـ "السياسة" شروط السعودية للمصالحة مع نظام الأسد

 لندن - كتب حميد غريافي:السياسة

بدأ النظام السوري في دمشق عبر وسائل اعلامه المؤممة ووسائل اعلام حلفائه في لبنان, حملة التفافية على المملكة العربية السعودية لدفعها الى مصالحته ورفع الحظر عليه وفك الحصار عنه, على اعتبار انه "قام بما عليه" حيال الازمة اللبنانية التي افتعلها هو لقبض ثمن حلها, في ما بعد كما هي عادته وخططه المرسومة منذ عقود. ورأت تلك الحملة في تصريحات وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل "ليونة تشجع على امكان عودة العلاقات السعودية - السورية الى طبيعتها" وذلك لتشبيهه الخلافات بين دمشق والرياض بأنها "خلافات ضمن الاسرة الواحدة", وهو تعبير يستخدمه المسؤولون السعوديون دوما للقول بأنهم ليسوا ضد احد, ولا يتدخلون في الشؤون الداخلية لاي بلد, وان الامور تحل دائما بالتروي والحوار, لا بالاغتيالات والتفجيرات والسيارات المفخخة وعصابات الارهابيين التي هي ديدن نظام دمشق منذ عشرات السنين. الا ان وسائل الاعلام تلك اخذت من تصريحات الفيصل ما هو لصالح "الانبطاح" السوري على اعتاب المصالحة مع المملكة, متجاهلة اصراره قبل 48 ساعة فقط على ان "مشكلة السعودية مع الدول الاخرى مبعثها تدخلها في الشأن اللبناني, ولسوف تزول تلك المشكلة مع زوال السبب", اي بتركه لبنان وشعبه لشأنيهما, لانهاء اوضاعهما المتردية عبر الحوار والتفاهم وعودة اللحمة بين مختلف شرائحه.

وفي هذا السياق اكد مصدر ديبلوماسي عربي ل¯ "السياسة" في لندن "ان للمملكة شروطا سهلة ومنطقية لاعادة علاقاتها مع سورية, كما كانت للسعودية شروط معقدة جدا لانتزاع عقباتها من طريق تطبيع العلاقات الداخلية اللبنانية بعد سنوات من استخدام العنف والفتنة والجريمة كوسائل لوضع تلك العقبات".

وقال ان السعودية تصالح سورية وفق الشروط التالية:

1 - اذا اوقفت كامل تدخلها في شؤون لبنان وتأليب فريق على فريق كما هي مستمرة حتى الآن, باستهداف القوى الديمقراطية الاستقلالية ذات الغالبية البرلمانية دستوريا المدعومة من المجتمعين الدولي والعربي بلا تحفظ.

2 - اذا وضعت حدا حاسما لتهريب السلاح الى حزب الله وعملائها في لبنان, لقطع املهم في القيام بأي مغامرة جديدة بمصير اللبنانيين وبلدهم, كما فعلوا في حرب يوليو ,2006 وانعكاس تلك المغامرة التي كانت بمثابة زلزال اسرائيلي ضرب هذا البلد الصغير المسالم اصلا, على العالم العربي برمته حيث عاد التأزم الى ذروته بينه وبين الدولة العبرية في الوقت الذي يجد الجميع للتوصل الى حلول تسمح بقيام دولة فلسطينية واقفال هذا الملف الذي استنفد عشرات آلاف الشهداء من العرب والجزء الاكبر من طاقاتهم, كما استنفد جهود العالم على مر اكثر من ستين عاما حتى الآن.

3 - اذا وافق نظام البعث في دمشق على اقفال كل الملفات التي افتعلها ومازال مع لبنان بصورة نهائية مثل ترسيم الحدود الذي يبقى بمثابة علامة استفهام كبرى حول مطامعه في هذا البلد الجار وبالاخص بدءا من جنوبه في مزارع شبعا التي تحتلها اسرائيل بسبب سورية اساسا, ومنح الحكومة اللبنانية الوثيقة التي تؤكد لبنانية هذه المزارع بحيث يتدخل مجلس الأمن الدولي لاعادتها الى اصحابها.

4 - اذا افرجت دمشق عن مئات المعتقلين اللبنانيين في سجونها ومعتقلاتها وكشفت مصير مئات المفقودين الآخرين.

5 - اذا اوقفت شحن وتهريب الاسلحة الى الحركات الفلسطينية المتطرفة في لبنان التي تقيم قياداتها في العاصمة السورية وسحب هذه الحركات الى قواعدها فيها.

6 - تؤكد المملكة ان اي مصالحة مع نظام الاسد تبقى هشة ما لم يحدد القرار الظني الذي سيصدره رئيس لجنة التحقيق الدولية باغتيال رفيق الحريري وقادة لبنانيين آخرين, الاطراف الضالعة في تلك الجرائم, وما اذا كان ذلك النظام سينصاع الى مطالب المحكمة بتسليم متهمين سوريين بها رغم اعلانه مرارا رفضه هذا الامر وادعائه بأن "المحاكم السورية ستحاكم هؤلاء وتقطع رؤوسهم".

7 - اذا تراجعت سورية عن منع تدخلها في العراق وفلسطين, وهو تدخل مازال يقف حجر عثرة في طريق خروجهما من محنهما وصراعاتهما الدامية.

8 - اذا اعتذر نظام الاسد علنا عن النعوت التي كالها للسعودية ومصر بعد حرب يوليو الاسرائيلية على لبنان مثل "اشباه الرجال" و"الدول الرجعية".

9 - اذا اجبر الاسد حزب الله في لبنان مباشرة او بواسطة "حليفه الستراتيجي" ايران على الاعتذار من سكان بيروت وجبل لبنان عن اجتياحه مناطقهم في السابع من مايو الماضي والتنكيل بهم واذلالهم, وعلى سحب ما تبقى من مسلحين حتى الآن من تلك المناطق.

وقال الديبلوماسي "انه في حال نفذت دمشق هذه المطالب السعودية التي معظمها مطالب لبنانية ودولية فإن الرياض ستكون مستعدة لرفع العزلة عن النظام السوري, على الرغم من ان هناك قادة سعوديين يطمحون الى ابعد من ذلك, اذ يطالبون دمشق بالوقوف الى جانب اشقائها العرب والخليجيين مثل الشعب الاماراتي في مطالبهم بانسحاب ايران من جزرهم المحتلة, وانكفائها عن التدخل في الشؤون العربية والخليجية كما تفعل في لبنان والعراق وفلسطين وهي مناطق عربية لا علاقة لها بها ويمكن ان تحل مشاكلها في ما بين اطرافها المتصارعة دون اي زيادة في الاحتقان والشحن واستخدام العنف وسيلة لذلك".

واعرب الديبلوماسي عن اعتقاده انه "حتى لو انصاع نظام الاسد الى هذه المطالب العادلة, فان اي علاقات مستقبلية مع سورية لن تكون على ما كانت عليه في السابق, لان السعودية باتت كما العالم ودول المنطقة, حذرة من سلوكه الجانح باستمرار نحو القمع والاحتلال ونشر الارهاب في ارجاء وطننا, ولان احدا لم يعد يمحض نظام البعث ثقته الكاملة بسبب تلك التجارب المريرة معه وعدم حفظه المودة والجميل لكل من سانده ووقف الى جانبه في محنه على مختلف الصعد.

 

 تعثّر المصالحة محصور بالإطار المسيحي واتصالات لمعالجة اعتراض أبو جمرا

التسوية السياسية سارية ولا أزمة "خارج الزمن المناسب"

السياسة/على رغم الضجيج الذي اثارته التطورات المتصلة بالوضع الحكومي السائد او بالمصالحات السياسية، لم تبرز معطيات جدية لدى القوى السياسية الرئيسية المعنية بتوجيه دفة الوضع العام من شأنها ان تثير قلقا جديا على التسوية السارية منذ اتفاق الدوحة وما تلاها من خطوات تنفيذية لهذا الاتفاق.

وبدا واضحا في هذا السياق ان موضوع تعثر المصالحة بين حزب "القوات اللبنانية" و"تيار المردة" وكذلك احتجاج نائب رئيس مجلس الوزراء عصام ابو جمرا على عدم ادراج موضوع صلاحيات نائب رئيس مجلس الوزراء ضمن جدول اعمال المجلس، لم يبلغا بعد حجم ازمة من شأنها ان تقتحم اسوار التسوية وإن تكن مواقف كل من اطراف الغالبية والمعارضة تساند هذا الطرف او ذاك في هاتين القضيتين تبعا للتحالفات السائدة لدى فريقي الحكومة.

فتعثر المصالحة بين "القوات" و"المردة" لم يفاجئ كثيرا من القوى الحليفة لهذا الطرف او ذاك لأن الجميع كانوا في اجواء تعقيدات هذه المصالحة منذ ما قبل سفر رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى كندا. وتقول اوساط عليمة في هذا المجال ان ما فاجأ الاطراف فعلا ليس تعثر المصالحة بل عودة النبرة التصعيدية فجأة ومن دون مقدمات الى السجالات السياسية بين الفريقين عقب الكلام الذي ادلى به رئيس "تيار المردة" الوزير السابق فرنجيه اول من امس وقرأ فيه كثيرون ملامح قرار ثابت بعدم المضي في هذه المصالحة لاعتبارات لم تتضح تماما بعد. مع ذلك تفضل هذه الاوساط التريث بعض الوقت قبل ان تحكم نهائيا على مصير المصالحة آخذة في الاعتبار احتمالين اثنين: فإما ان التعثر والتصعيد هما نتيجة وضع ظرفي يمكن بعده العودة الى إحياء الجهود من اجل وصل ما انقطع في مشروع اتمام هذه المصالحة، واما ان يكون التعثر نتيجة قرار حازم لدى فرنجيه بعدم إمرار المصالحة الا وفق شروطه فعلا وكما اعلن بنفسه، مما يعني وضع حد نهائي لهذه المصالحة.

وفي ضوء ذلك تبقى مفاعيل تعثر التسوية محصورة ضمن طرفيها، وفي اطار المحيط المسيحي الاوسع، لكنها لا تبدو مرشحة لتغيير او لتأثير اوسع بحيث تشمل مثلا مسار المصالحات الاخرى بين كل من تيار "المستقبل" و"حزب الله" والحزب التقدمي الاشتراكي والتي قطعت مجالات واسعة في طريق التطبيع وإن لم تبلغ مداها الكامل بعد في انتظار اللقاء بين رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري والامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله. واذا كان هذا البعد يعني بالمنحى الايجابي ان تعثر المصالحة ذات الطابع المسيحي لن يعيد عقارب الساعة الى الوراء لدى الافرقاء المسلمين، فإنه في المنحى السلبي يرتب على الاطراف المسيحيين التنبه الى خطورة احتمال عودة الشحن النفسي والسياسي والاعلامي، ووضع ضوابط فورية لمنع الانزلاق تكرارا نحو اي حادث مماثل لحادث بصرما.

اما في موضوع اثارة صلاحيات نائب رئيس مجلس الوزراء وتأثيره على مسار عمل الحكومة، فتقول الاوساط نفسها ان ثمة اتصالات بدأت عقب انسحاب ابو جمرا من جلسة مجلس الوزراء مساء الثلثاء من اجل معالجة هذه القضية وعدم تحولها ازمة "خارج المكان والزمان المناسبين" وخصوصا ان هذا الموضوع يثير من جهة اجتهادات قانونية ودستورية متعارضة، كما يوحي خلفيات وحسابات سياسية قد لا تكون متصلة بموضوع الصلاحيات نفسه، من جهة اخرى. وتعتقد هذه الاوساط ان الاتصالات الجارية ربما تفضي الى مخرج ما في حال صح ما تردد عن تدخل رئيس الجمهورية ميشال سليمان لتجنب حصول ازمة تعيد الفرز الحاد الى مجلس الوزراء. فحتى الآن ظلت هذه القضية محصورة بصاحبها ولم تتعداه الى افرقاء المعارضة الآخرين، ومن شأن الاصرار عليها والتمسك بها ان يستدرج حلفاء تكتل "التغيير والاصلاح" الى اتخاذ مواقف متضامنة معه. وتقول الاوساط المعنية ان قرار القوى السياسية الاستمرار في "الستاتيكو" الحكومي والسياسي والامني السائد لا يبدو عرضة للتغيير، اقله حتى الانتخابات النيابية. ولذا سيتعين على تكتل التغيير اجراء حسابات دقيقة حيال هذه القضية لئلا يظل يغرد منفردا في حال لم يتضامن معه حلفاؤه لاعتبارات تتعلق بالالتزامات التي جسدتها تسوية الدوحة. اما احتمال ان تتحول هذه القضية ازمة اوسع فيبدو ضئيلا للغاية وإن استلزم الامر اخراجا معينا تسعى الاتصالات الجارية الى بلورته، باعتبار ان حلفاء تكتل "التغيير والاصلاح"، وإن لم يرغبوا في التسبب بأزمة ليست الآن في حساباتهم، فانهم يرغبون في مخرج لحفظ ماء الوجه بما لا يحرجهم امام حليفهم، وبما يبقي الوضع الحكومي على ما هو.

 

أقل ما يقال!

علي حماده     

"الكونشيرتو" في احسن حالاته: فالمقطوعات تؤدى على ايقاعين: الاول حرب الطواحين الدستورية التي يشنها الجنرال ميشال عون بواسطة نائب رئيس الحكومة الجنرال عصام ابو جمرا الذي كان في الماضي القريب رمز المعارضة الداخلية في "التيار الوطني الحر"، لالهاء الرأي العام المسيحي عن موضوع زيارة ايران (الاستتباع لمشروع ايران في العالم العربي) والحروب العربية الكلامية التحريضية التي اشعلها عون بالوكالة عن اصيل ايراني، ثم اعلانه قرب زيارة دمشق. ونحن من اشد المؤيدين لخطوة كهذه تعيد الجنرال الى النبع... نبع اصطفافه خلف النظام السوري في لبنان! ولكن لن نتوقف هنا، فالموضوع هامشي واكثر.

اما المقطوعة  الثانية فتتمثل في ردود الفعل التي اشعلتها دمشق بصحافتها النظامية وحلفاء "حزب الله" ردا على مقابلة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الاخيرة لصحيفة "فاينانشال تايمس" وتناول فيها مسألتين مهمتين: الاولى العلاقات اللبنانية – السورية، والثانية واقع "حزب الله" المسلح، وقراءة لحرب تموز 2006.

على صعيد العلاقات اللبنانية – السورية، قال السنيورة: "لا يمكن ويجب عدم الاستمرار في ان نكون فلكا ضمن الدولة السورية. وسوريا ليست عدوة بل اسرائيل هي العدو".

وبالطبع يتساءل رئيس الحكومة اللبنانية، ككل مسؤول في العالم العربي، عن "هوية" الجهة التي اتت بالمتطرفين الاسلاميين الى لبنان، بعدما كانت توزعهم على محافظات العراق، قائلا: "هؤلاء لا يمكن ان يهبطوا بالمظلات"!

اما على صعيد مشروع الدولة وواقع "حزب الله" الميليشيا المسلحة التي تمثل تحديا كبيرا لهذا المشروع، فيقول السنيورة: "ان حزب الله الذي قام بعمل تحريري كبير قبل عام 2000 كان يمتلك دعما لبنانيا شاملا، لكن الامر تغيّر في ما بعد. وكان بامكاننا تجنيب لبنان ان يكون عرضة لاختبارات وضغوط وتجارب جديدة ناجمة عن اجتياحات جديدة تقوم بها اسرائيل". والاهم قوله انه بعد مضي عامين على حرب تموز التوريطية التي اشعلها "حزب الله" ان "الحزب اخطأ في الحسابات عبر اختطاف جنديين اسرائيليين لأنه كان للأمر تبعاته... وهم لم ينتصروا ونحن لم ننتصر"!

اما عن تسلح "حزب الله" واستمراره في تغذية اجندته الخارجية الخارجة على مشروع الدولة فيقول: "ان تسلح الحزب ليس السبيل لحل المشكل او السيطرة على البلد". وهو بذلك حقيقة يشكو منها اللبنانيون الذين يرون كل يوم كيف يتراجع منطق الدولة، ومنطق المساواة امام القانون مع ذهاب "حزب الله" بعيدا حتى بعد 7 ايار في تكثيف تسليحه، وعزل مناطقه، واختراق المناطق والبيئات الاخرى.

وهنا نسأل: "اين خرج السنيورة عن المنطق والحقيقة في كلامه هذا؟ وما المشكلة في ان يرغب اللبنانيون في علاقات سوية مع الجارة سوريا من دون ان تحاول الاخيرة السيطرة على بلادهم؟ واين المشكلة في ان يقرأ مواطن لبناني مغامرة "حزب الله" في شكل مختلف عن "بروباغاندا" الحزب وخصوصا ان "رئيس الحكومة المقاومة"، كما سماها يومها الرئيس نبيه بري، يمتلك معلومات عن خلفيات التوريط الايراني في الحرب، ويعرف في ما يعرف ان اختطاف الجنود الاسرائيليين وقتل الآخرين خلف "الخط الازرق" انما رمى الى احباط تسوية لقضية الجندي جلعاد شاليط من جهة، والى اشعال حرب تجريبية ايرانية ضد اسرائيل في اطار المناورة الكبرى حول البرنامج النووي. ورئيس "الحكومة المقاومة" يعرف مثل الكثير من المسؤولين اللبنانيين ان عواصم دولية كبرى كانت ابلغت منذ عملية ايار 2006 التي فشلت لاختطاف جنود اسرائيليين، ان الرد سيكون بحرب على لبنان. ورئيس "الحكومة المقاومة" كان يعرف بعد تورط الايرانيين والاسرائيليين لبنان في الحرب حجم الاضرار والخسائر التي دفعها جميع اللبنانين بدءا ببيئة الحزب نفسه التي قدمت 1300 شهيد ماتوا في سياق لم يُسأل فيه رأيهم.

ان معظم اللبنانيين يعرفون اسرائيل بالعدو، وسوريا بالجار المتعب، ويعتبرون ان حرب 2006 لم تكن انتصارا بقدر ما كانت عملا توريطيا للبلاد بأسرها من دون استئذان، او كانت مقدمة للانقضاض على الدولة وعلى المشروع الاستقلالي في البلاد.

خلاصة القول ان المصالحات (المصارحات) المرغوبة والمطلوبة مع "حزب الله" لا تعني اطلاقا القبول كما يقول السنيورة بـ"الافادة من ثمار الدولة من دون الخضوع لها". او القبول بوجود "قبطانين" على السفينة، او الخضوع لـ"بروباغاندا" حزب الله" التي تريد ان تصور حرب تموز 2006 خلافا لاقتناعات غالبية موصوفة من اللبنانيين. ولا تعني اخيرا الاذعان لمنطق الدويلة المسلحة الرامية الى السيطرة على الدولة والشعب. من هذه الزاوية اقرأ كلام السنيورة وهو اقل ما يقال!

 

موقع عراقي: نصرالله تعرض لمحاولة إغتيال بالسم 

الأربعاء 22 أكتوبر -إيلاف

"إيلاف" من بيروت: نشر موقع إلكتروني قريب من السلطة في العراق خبراً فحواه أن الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله تعرض لمحاولة إغتيال بالسم وأن فريقاً طبياً إيرانياً وصل إلى بيروت أنقذ حياته، واضاف أن الحزب يتكتم على الموضوع بينما يجري تحقيقات تشمل كبار المسؤولين في قيادته، في حين نفى أحد أعضاء كتلة الحزب النيابية صحة الخبر ووصفه بأنه "كذب وتلفيق". وهنا الخبر كما نشره موقع "الملف" العراقي: "كشفت مصادر دبلوماسية عالية المستوى في العاصمة اللبنانية بيروت لمراسلة الملف نت عن تعرض الامين العام لحزب الله حسن نصر الله الى محاولة اغتيال دقيقة عن طريق تسميمه بواسطة مادة كيماوية عالية السمية . وقالت المصادر ان نصر الله دخل مرحلة صحية حرجة للغاية خلال الايام الماضية قبل وصول طاقم طبي ايراني عال المستوى مكون من 15 طبيا بطائرة ايرانية وصلت للعاصمة بيروت ، حيث نجح الطاقم الذي ضم نخبة من الاطباء الايرانيين ومعهم امكانات مستشفى كامل من انقاذ حياة نصر الله الذي مازال يعيش الاثار الصحية لعملية الاغتيال بالتسمم .  وقالت مراسلة "الملف" انه قبل 3 ايام لفت انتباه العاملين في مطار رفيق الحريري الدولي حركة غير عادية داخل المطار وخارجه لدى وصول الطاقم الطبي والتجهيزات الطبية الضخمة التى وصلت المطار في الساعة الحادية عشرة مساء على متن طائرة ايرانية يرجح ان تكون عسكرية من طراز انطونوف 74 روسية الصنع ، حيث سبق وصولها ورافقه حركة امنية غير معتادة في محيط المطار وعلى طريق المطار الى الضاحية الجنوبية وبخاصة من قبل عناصر حزب الله . واشارت مصادر الملف نت الى انه كان من الواضح انه لو لم ينجح الطاقم الطبي الايراني في انقاذ حياة نصر الله او السيطرة على وضعه الصحي كان من المحتمل نقله الى طهران .

 ولم تعرف بعد نوعية السم وكيفية تسميم الامين العام لحزب الله المتواري عن الانظار والذي يعيش حياة امنية غاية في السرية منذ صيف 2006 .

 وتقول المصادر الدبلوماسية الغربية ان الاحتمال الاكبر ان تكون اسرائيل هي التى تقف وراء حادثة الاغتيال هذه ، كما انها أي المصادر لا تعرف كيف تمت عملية التسميم هل هي عبر المعدة عن طريق الطعام ام عبر طرق اخرى كالملامسة باليد من خلال سموم مثل مركبات الرسن الفسفورية العضوية (البراثيون) اوالكلورو فينول او عبر ذرات سامة قد تكون رشت بصورة او باخرى في غرفة نومه او اماكن تحركه مثل مادة بروكسيدات الصوديوم او أكسيدات الصوديوم .

 وكشفت المصادر ان تنظيم حزب الله يعيش حالة من الهلع والخوف والتحقيقات الداخلية العنيفة للتوصل الى الجهة التى تقف وراء محاولة اغتيال نصر الله ، وان هذه التحقيقات هدفها التعرف على كيفية وصول السم لحسن نصر الله وهذا ما سيحسمه الفريق الطبي الايراني وسيكون له اهمية في التعرف على المتهمين المتورطين في العملية سواء اكانوا من قياديي او اعضاء حزب الله او من زوار حسن نصر الله السريين ، وهل هي عملية تقف وراءها اسرائيل ام هي جزء من الحرب الداخلية بين الجناحين الايراني والسوري داخل الحزب .

 وفي هذه الاثناء اتصلت مراسلة الملف نت بالنائب عن حزب الله المقرب من الامين العام للحزب حسين الحاج حسن الذي رد بقوله (... هذا كذب وتلفيق ، صحيح انا لم ار سماحة السيد منذ اسبوع لكنه بخير) . ومن الصعب في ظل درجة السرية غير العادية التى يعيشها حسن نصر الله وعدم انتهاج الحزب لسياسة اعلامية شفافة وطغيان البوليسية على نوعية اخبارها وتوظيفها الامني في الغالب ، يصعب التاكد من الوضع العام لصحة الامين العام او حتى التاكد من واقعة الاغتيال ، التى تعتبر بكل الاحوال ضربة امنية كبيرة للحزب وسياسته الامنية بعد اغتيال عماد مغنية قبل عدة اشهر في دمشق .

 ويذكر ان اسرائيل تشتهر في هذا النوع من الاغتيال حيث نجحت في تسميم القائد الفلسطيني صاحب الحياة السرية الشهيرة وديع حداد من خلال " حبة شيكولاته " حسبما اعلن قياديون في الموساد الاسرائيلي ، كما يسود انطباع عام لدى معظم قيادي منظمة التحرير ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مات مسموما هو الآخر

 

كولومبيا:القاء القبض على شبكة تهريب مخدرات تمول حزب الله

نهارنت/أعلنت السلطات الكولومبية انها القت القبض على أكثر من 100 مشتبه بهم بتهريب المخدرات وغسل الأموال ينتمون الى شبكة دولية من بينهم ثلاثة اشخاص يشتبه بقيامهم بإرسال أموال إلى حزب الله. وقال بيان صادر عن مكتب النائب العام في كولومبيا "إن أكثر من 100 مشتبه بهم القي القبض عليهم في كولومبيا وخارجها بتهم تهريب المخدرات وغسل الأموال لحساب عصابة نورتي ديل فالي الكولومبية وميليشيات محظورة في شبكة تمتد من أمريكا الجنوبية إلى آسيا". وأضاف البيان:" التنظيم الاجرامي استخدم طرقا عبر فنزويلا وبنما وغواتيمالا والشرق الاوسط واوروبا لجلب الاموال من بيع هذه المواد."

وأوضح "ان بين اولئك الذين القي القبض عليهم في كولومبيا ثلاثة أشخاص يشتبه بانهم كانوا ينسقون عمليات لتهريب المخدرات لارسال بعض ارباحها إلى جماعات مثل حزب الله". وقال ان المشتبه بهم هم " شكري محمود حرب وعلي محمد عبدالرحيم وزكريا حسين حرب" موضحًا أنهم استخدموا شركات وهمية لارسال اموال المخدرات إلي الخارج.

 

 مصر تنفي دعوتها لحسن نصر الله لزيارة أراضيها 

القاهرة - وكالات : 22/10/2008 

نفى مصدر مصري مطلع أن تكون القاهرة قد وجهت دعوة للأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله لزيارة مصر. ونقلت صحيفة القدس (الفلسطينية الأربعاء ، عن المصدر قوله : (إن هذه الدعوة لم يتم توجيهها على الإطلاق). ورفض المصدر إعطاء المزيد من التفاصيل قائلا: (لا أهمية لمثل هذه الأخبار) ، وأضاف (أن هذا النبأ يبدو لي بالون اختبار). وكانت صحيفة (النهار) اللبنانية قد ذكرت أن القاهرة بصدد توجيه الدعوة للأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، لزيارتها قبل نهاية العام الجاري، في إطار ما وصفته بـ (استمرار الانفتاح المصري) على لبنان، والوقوف على مسافة واحدة من جميع القوى فيه . وأشارت إلى أن مصادر في القاهرة تحدثت عن النية لتوجيه دعوة إلى الأمين العام لحزب الله لزيارة مصر خلال الشهرين المقبلين. وأضافت الصحيفة في تقرير لها أمس أنها علمت بأن نصر الله سيلبي الدعوة ممثلا بالوزير محمد فنيش. ومن جانبها، اعتبرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية إن زيارة حسن نصر الله لمصر ستشكل (المجازفة الكبرى) له للخروج من لبنان منذ الحرب اللبنانية الثانية عام 2006 م .

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 22 تشرين الاول 2008

البلد

تكتسب معركة نقابة المحامين في طرابلس أهمية كبرى لاتها تأتي قبل اشهر قليلة من انتخابات 2009 , وستنعكس نتائجها على فريقي 8 و 14 آذار .

تلقت وزارة الأشغال سيلا من الشكاوى من طرابلس تطالب بوجوب انتهاء الأشغال قبل حلول فصل الشتاء منعا لحصول كوارث في شوارعها واحيائها .

نائب حالي في المتن يتميز بنشاطه السياسي والميداني نال المرتبة الاولى بين مرشحي هذه الدائرة , في استطلاع رأي الفئة المستقلة من قبل مركز احصائي معروف .

الشرق

نائب مسيحي - ماروني في تكتل معارض تعرض لانتقاضات لاذعة على خلفية اصراره على عدم قطع الامل من حصول مصالحة مسيحية لا تخضع لشروط مسبقة .

اوساط حزبية سمعت في لقاءات شعبية - انتخابية خطابا سياسيا متشددا يرفض المهادنة مهما اختلفت ظروف المرحلة .

نائب شمالي سابق برر تقربه من احد اقطاب منطقته بانه " بديل لخلافات غير بعيدة الحصول " بحسب اجتماع المطلعين على متغيرات محتملة في المنطقة .

النهار

جرى اكثر من اتصال ليلي بين طرفين سياسيين لتطويق حوادث فردية ومعرفة خلفياتها سواء في طرابلس أو بيروت.

مديرون عامون ورؤساء مجالس ادارة مضى على وجودهم في وظائفهم سنوات طويلة ويستفيدون من "التمديد" نتيجة عدم اقرار تعيينات جديدة، الى آخرين موضوعين في التصرف منذ سنوات.

لم يعلق الناطق الرسمي باسم الخارجية الفرنسية على التقرير الاخير للأمم المتحدة حول القرار 1559 بحجة انه لم يطلع عليه!

السفير

قطعت الصيغة الجديدة لقانون المجلس الدستوري الطريق على ترشح عدد من الطامحين للعضوية والرئاسة وبينهم وزراء وقضاة.

تمنى بعض الوزراء دعوة المجلس الأعلى للدفاع إلى الانعقاد ووضع خطة دفاعية قبل الجلسة الثانية للحوار في الخامس من تشرين الثاني المقبل.

يقوم مرجع سابق بزيارة مؤسسة غير مدنية في بداية تحركه خلال المرحلة المقبلة.

المستقبل

عُلم ان حزباً كبيراً أنهى مؤتمره التنظيميّ أواخر الأسبوع الماضي وسيُعلن نتائجه في الأيام القريبة.

إستغربت مصادر أمنيّة التسريب الإعلاميّ "المغشوش" عن "شبكة" في بلدة كفرشوبا تخطط لإستهداف "اليونيفيل" فيما الموضوع لا يتعلق ب "مسألة امنيّة".

تطرّق الحديث بين رئيس دولة عربيّة كبرى وزعيم لبنانيّ الى أهميّة حدث إفتتاح مسجد محمد الأمين ومعانيه.

اللواء

يردّد قطب نيابي واسع الاطلاع أن الأزمة المالية سببتها الولايات المتحدة، وهي قادرة على الخروج منها بعافية، في حين تحتاج الدول الأخرى إلى عقود!·

اكتفى قطب معارض بإعطاء معلومات قليلة وعامة عن المحادثات التي أجراها في عاصمة إقليمية كبرى قبل أيام·

تكاثرت عقد إصدار تشكيلات سلكية، الأمر الذي بات معه يُخشى من عدم صدورها بعد تأخيرها!·

 

إشكال أمني في عين الحلوة بين عناصر من "فتح  و"جند الشام"

وطنية - 22/10/2008 (أمن) أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في الجنوب عفيف محمودي عن وقوع إشكال أمني في مخيم عين الحلوة بين عناصر من حركة "فتح" واخرى من جماعة هيثم الشعبي من "جند الشام"، أدى إلى إطلاق نار وإصابة عنصر من "فتح" يدعى زهير سميح ابراهيم والفلسطينية مسرة ميستو بجروح مختلفة. وتم نقل الجريحين إلى أحد مستوصفات الطوارىء داخل المخيم. وأدى الحادث إلى حال استنفار، وتعمل التنظيمات المحلية على تهدئة الوضع.

 

الرئيس سليمان استقبل النائب السابق البون

وطنية - 22/10/2008 (سياسة)استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مساء اليوم في قصر بعبدا, النائب السابق منصور غانم البون وعرض معه التطورات الراهنة. الرئيس سليمان استقبل الوزير شمس الدين وسفيري الامارات وإيطاليا ورئيس الجامعة اللبنانية وعمداء الكليات ووفدا من حزب التضامن:

الديموقراطية ليست فقط الاقتراع الانتخابي بل هي ثقافة ونمط حياة المهم هو قبول الآخر والاعتراف بالنتائج وهذا ما يجب العمل لتعزيزه

هذا ورأى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ان الديموقراطية ليست فقط الاقتراع في الانتخابات، بل هي ثقافة ونمط حياة، والمهم فيها هو قبول الآخر والاعتراف بالنتائج، وهذا ما يجب العمل على تعزيزه، لافتا الى ان الجامعة الوطنية هي موقع اساسي في خلق مناخات التواصل والتلاقي والتنوع التي تعزز ثقافة الديموقراطية والشفافية عند الشباب اللبناني. كلام الرئيس سليمان جاء أمام وفد الجامعة اللبنانية ضم رئيس الجامعة الدكتور زهير شكر وعمداء الكليات.

وتحدث رئيس الجامعة مهنئا الرئيس سليمان بانتخابه لقيادة البلاد "في هذه الظروف لتحقيق ما يصبو اليه اللبنانيون من قيام دولة عادلة وقوية وقادرة هي دولة المؤسسات"، لافتا الى "أن الجامعة الوطنية التي بدأت في الفترة الاخيرة مرحلة جديدة من مراحل تطورها لجهة تطبيق الدكتوراه منتشرة في كل الاراضي اللبنانية وهي تضم نصف طلاب جامعات لبنان وثلث اعضاء الهيئة التعليمية، وهي تاليا في حاجة الى الدعم لانشاء المجمعات الجامعية في المناطق".

رد الرئيس

ورد الرئيس سليمان بكلمة أشار فيها الى ان الجامعة الوطنية مؤسسة مهمة على صعيد التنوع الذي يشكل ذخيرة كبيرة للطالب الجامعي، وهذا ما لا نراه في جامعات أخرى كما في الجامعة اللبنانية. ولفت رئيس الجمهورية الى ان هذا التنوع ينعكس في الثقافة وفي الديموقراطية التي ليست مسألة اقتراع في الانتخابات فقط بل هي نمط حياة. وأهم ما في هذه الثقافة هو قبول الآخر وتقبل النتائج، وهذا ما نحتاج الي تعزيزه في الجامعة الوطنية، وتاليا خلق مناخ تواصل على المستوى الوطني وليس على المستوى التعليمي فقط. ونوه الرئيس سليمان بجهود الجامعة رئيسا وعمداء وهيئات تعليمية، داعيا الى الاستمرار في تعزيز روح التنوع والديموقراطية وتعميم هذه الثقافة، الى جانب الرسالة التعليمية الاكاديمية في تنمية العلم والاختصاص في المجالات المتاحة.

الوزير شمس الدين

واستقبل الرئيس سليمان وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية ابراهيم شمس الدين وعرض معه للاوضاع الراهنة وشؤون وزارته. ثم استقبل النائب نقولا غصن وبحث معه في التطورات العامة.

وكان الرئيس سليمان استقبل صباحا سفير دولة الامارات العربية المتحدة محمد سلطان السويدي لمناسبة انتهاء مهماته في لبنان.

ومنح رئيس الجمهورية السفير السويدي وساما من رتبة ضابط أكبر تقديرا لدوره في تعزيز العلاقات بين لبنان ودولة الامارات وللجهود التي بذلها على هذا الصعيد.

واستقبل رئيس الجمهورية بعد ذلك، سفير ايطاليا غبريال كيكيا الذي بحث معه في تحضيرات الزيارة الرئاسية لإيطاليا نهاية الشهر الجاري وبرنامج لقاءات الرئيس سليمان مع نظيره الايطالي وعدد من المسؤولين الايطاليين.

ثم استقبل رئيس الجمهورية وفدا من حزب التضامن برئاسة المحامي اميل رحمة الذي قال بعد اللقاء: "إن زيارة حزب التضامن كانت لتأكيد وقوف الحزب الى جانب الرئيس ميشال سليمان وتأييد خطواته لاعادة لبنان الى دوره الطليعي دوليا وعربيا وعمله الدؤوب من اجل المصالحة الوطنية عموما والمسيحية خصوصا. وقد سمعنا من فخامته ما يطمئن الى مستقبل لبنان وقدرته على النهوض على رغم كل التحديات".

وكان الرئيس سليمان التقى على مدى الساعات الثماني والاربعين المنصرمة المديرون العامون لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي، والامن العام اللواء وفيق جزيني وامن الدولة العميد الياس كعيكاتي، واطلع منهم على سير التحقيقات الاخيرة والاجراءات والخطوات الامنية المتخذة على الصعيد الامني.

 

جعجع عرض مع السفيرة البريطانية التطورات في لبنان والمنطقة

وطنية - 22/10/2008 (سياسة) التقى رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، مساء في معراب على مدى ساعة ونصف ساعة، السفيرة البريطانية فرانسيس ماري غاي، في حضور مستشار العلاقات الخارجية في الحزب ايلي خوري، وتم البحث في آخرالتطورات على الساحتين اللبنانية والاقليمية.

وتوقف المجتمعون مطولا عند "موضوع مزارع شبعا لما لها من أهمية على المستويين السياسي والوطني". ونقلت السفيرة البريطانية "أجواء الاتصالات الاوروبية-السورية"، فاكدت من جديد "دعم بريطانيا لسيادة واستقلال لبنان وحرية شعبه من أي ضغوط وتدخلات خارجية".

 

حريق في وسط البترون اتى على مساحات شاسعة من الاشجار

وطنية - 22/10/2008 (متفرقات)افادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" في البترون لميا شديد عن انداع حريق كبير في الوادي الفاصل بين بلدتي راشكيدا وبجدرفل في وسط البترون، واتى على مساحات شاسعة من الاشجار الحرجية واشجار السنديان. وبسبب وعورة الوادي وبعد موقع الحريق عن الطرق، لم تتمكن فرق الدفاع المدني في مركز كفيفان من محاصرة النيران. وتمت الاستعانة بطوافة للجيش اللبناني لاخماد الحريق.

 

الوزير متري: حرصاء على كرامة نائب رئيس مجلس الوزراء ومقامه والمطلوب النظر بروحية الحوار والسعي إلى الإتفاق لا الاستخفاف

تحديد الصلاحيات مسألة دستورية تبحث داخل المؤسسات في الوقت المناسب

وطنية- 22/10/2008(سياسة) علق وزير الإعلام الدكتور طارق متري على ما أثير حول صلاحيات نائب رئيس مجلس الوزراء بالقول: "لا يخفى على أحد أن الإهتمام بقضية صلاحيات نائب رئيس مجلس الوزراء يتعدى أبناء الطائفة الأرثوذكسية. وأحسب أنه بحد ذاته لا يثير أي اعتراض. لعل المشكلة تكمن في السياق الذي تجري فيه السجالات بالطريقة المثيرة التي يتوسلها البعض ومن شأنها أن تجعل من قضية للتفكير والحوار سببا إضافيا للخلافات بين اللبنانيين. إن تحديد الصلاحيات المذكورة مسألة دستورية تبحث في الموضع المناسب داخل المؤسسات وفي الوقت المناسب. وهي تستحق أن تكون محل تشاور واسع بين الأرثوذكس وبينهم وبين شركائهم في الوطن. بطبيعة الحال, تبقى كل مطالبة مشروعة, غير أن إقحام الطائفة الأرثوذكسية في خصومات الظرف الحاضر والتي لها دوافعها وحساباتها لا تفيد البلاد ولا الأرثوذكس بشيء. أما الحرص على كرامة نائب رئيس مجلس الوزراء ومقامه وكيفية الإفادة من مساهمته في العمل الحكومي فشأن آخر لا ينبغي الإستخفاف به, بل النظر فيه بطريقة أخرى أي بروحية الحوار والسعي إلى الإتفاق".

 

قائد الجيش التقى وليلمز والنائبين سكر وبولس

وطنية - 22/10/2008 (سياسة) استقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في اليرزة, المنسق الخاص للامين العام للامم المتحدة في لبنان الدكتور مايكل وليامز, ثم وكيل الامين العام للامم المتحدة بدر عمر الدفع حيث قدما له التهنئة بمناسبة توليه قيادة الجيش وبحثا معه الاوضاع العامة في البلاد.

وفي الاطار نفسه, استقبل قائد الجيش على التوالي كلا من: النائب نادر سكر والنائب جواد بولس والنائب السابق جهاد الصمد ووفدا من جمعية تجار جونيه وكسروان الفتوح.

 

النائب فرنجية : نعيش اليوم مرحلة فاصلة والمحك هو طاولة الحوار

انتخابات 2009 ستكون محسومة ل14 اذار والعماد عون سيواجه صعوبة

وطنية - 22/10/2008 (سياسة) اوضح النائب سمير فرنجية في حديث الى برنامج "لبنان اليوم" عبر "تلفزيون لبنان" "اننا نعيش مرحلة فاصلة" واعتبر ان "المحك اليوم هو طاولة الحوار والسؤال الجوهري هل سيقر "حزب الله" بمبادىء القرار 1701 بأن يكون السلاح بإمرة الجيش اللبناني ويصبح هناك مساحة للحوار مع الافرقاء". ولاحظ النائب فرنجية "توترا وابتعادا بين سوريا و"حزب الله" ما افقد او يفقد الحزب قاعدته الخلفية وعليه اليوم ان يقتنع بمرجعية الدولة".

وطالب النائب فرنجية "بمصالحات في العمق وليس كما تحصل اليوم، وهو ما وصفه بفك الاشتباك والا فلنترك الانتخابات تحسم الامور", مؤكدا "ان فكرة ارسال مراقبين دوليين لمتابعة الانتخابات فكرة طرحها وفد 14 اذار الذي زار فرنسا اخيرا". وقال: "من ناحية ثانية ان الانتخابات 2009 ستكون اسهل بكثير من انتخابات العام 2005 وهي ستكون محسومة لفريق الرابع عشر من اذار وان العماد ميشال عون سيواجه صعوبة حتى بالترشح، لان ما صوت على اساسه الناس في ال2005 لم يعد موجودا عند العماد عون وناقضه تماما". وحمل النائب فرنجية على زيارة العماد عون الى ايران وسلوكه بشكل عام، قائلا ان "كلمة هادئة لم تصدر عنه الا حين كان في طهران", مؤكدا ان زيارته الى ايران "تشكل تهديدا في ظل المشكل القائم اليوم بين ايران والعالم العربي".ودعا العماد عون الى "تغيير سلوكه الذي اطال عمر الازمة والكف عن نبش صفحات الحرب".

 

العثور على مغارة في كفرصير تضم بقايا هياكل عظمية قديمة العهد

وطنية - 22/10/2008 (متفرقات) أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" علي داود أنه بينما كان المواطن أحمد حسين نعمة، يصلح بعد ظهر اليوم أرضه بواسطة جرافة، في بلدة كفرصير، قرب غاليري جفا، تم العثور على مغارة فيها بقايا هياكل عظمية قديمة العهد، وهي عبارة عن 6 قبور.

وفي الخامسة والنصف، توجه إلى المنطقة طبيب قضاء النبطية الدكتور علي ديب، فلفت إلى أن "المغارة مدفن قديم أثري فيها 6 قبور تعود إما إلى العهد الصليبي أو إلى العهد الفينيقي". على الأثر، توجهت إلى المكان عناصر من قوى الامن الداخلي

 

نائب رئيس الحكومة: لطرح موضوع الصلاحيات على التصويت في المجلس وساقاطع الجلسات ولن اعود إلا بعد إدراج الموضوع على جدول ألاعمال

وطنية - 22/10/2008 (سياسة) أكد نائب رئيس مجلس الوزراء اللواء عصام أبو جمرا، في حديث الى اذاعة "صوت الغد" "أن موضوع صلاحيات نائب الرئيس مطروح منذ تشكيل الحكومة، لكن بته ارجيء بناء على طلب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على أن يناقش لاحقا".

وكشف اللواء أبو جمرا أنه قدم "طلبا خطيا في هذا الشأن منذ الأول من أيلول الماضي، لكن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة إستمر في تجاهله ولم يدخله في جدول أعمال مجلس الوزراء. وهذا دليل الى الإنتقاص من قيمة الناس ومن يمثلون"، آملا في "أن تطرح القضية على التصويت في مجلس الوزراء ويتم القبول بما يقرره الوزراء، وإلا فساغادر الحكومة". ولفت الى "أن نائب رئيس الحكومة ليس منصب شرف, ففي الدولة مناصب للعمل وليس للشرف, إلا إذا كان الرئيس السنيورة يبغي مملكة لا يمكن لاحد الدخول إليها حتى لو طالب بالوحدة الوطنية". وانقد "الدكاكين التي تمارس السياسة من خلالها"، مشيرا إلى أنه "سيقاطع جلسات الحكومة ولن يعود إلا بعد إدراج موضوع الصلاحيات في جدول أعمال مجلس الوزراء". وأكد أنه "لاقى إيجابية كبيرة من الكثير من الوزراء في الحكومة الذين شددوا على ضرورة حل هذا الموضوع في أسرع وقت ممكن".

 

تعثر على خط المصالحة المسيحية وتقدم على الجبهة السنية - الشيعية

والمعارضة تؤكد وضع كامل ثقلها لكسب المعركة الانتخابية

المركزية - تبقى الملفات السياسية العالقة في دائرة المراوحة ولا سيما ملف المصالحة المسيحية - المسيحية الذي امكن القول انه تلقى ضربة يبدو انها ستدخله في دائرة الثلاجة بانتظار استئناف الرابطة المارونية لمساعيها في محاولة لانقاذ ما يمكن انقاذه وعدم الوصول الى نتائج مأسوية، وإن كانت مصادر الرابطة اقرت بصعوبة عملها على اعتبار ان العمل على خط المصالحة بين القوات اللبنانية وتيار المردة ليس بنزهة. وفيما لم تستبعد مصادر سياسية ان تحاول الرابطة مسعى اخير قبل ان تنفض يديها من غبار هذه المهمة استمر التراشق الاعلامي بين الطرفين واعتبرت اوساط القوات اللبنانية ان الوزير السابق سليمان فرنجية ليس جاهزا للمصالحة. وقالت لـ"المركزية": لقد منع السوريون فرنجية من لقائنا وتاليا لقد احرج عندما وجد عندنا كل استعداد وتجاوب. لكن المصادر اكدت في المقابل ان الاتصالات مع الرابطة المارونية لم تنقطع. في المقابل قالت اوساط تيار المردة ان التيار يريد مصالحة متينة وتمسك بتشكيل لجنة تناقش بنود المصالحة والبيان الختامي الذي سيصدر عنها. تنسيق أمني: وفيما طريق المصالحة المسيحية - المسيحية محفوفة بالألغام، سجل تقدم على خط المصالحة السنية - الشيعية، فيما يؤكد كل من تيار المستقبل وحزب الله على اهمية لقاء رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري بالامين العام للحزب السيد حسن نصرالله. وعلمت "المركزية" من مصادر متابعة ان خطوات حصلت اخيرا تتناول التنسيق الامني، فيما يؤشر الى الاهتمام من قبل الطرفين. وأكدت المصادر ان اللقاء سيتم ولكن لن يعلن عنه الا بعد حصوله.

استعدادات انتخابية: وفي سياق آخر، وبعد اكتمال الأطر الدستورية لاجراء الانتخابات النيابية مع اقرار مجلس النواب قانون المجلس الدستوري، تنشط قوى 8 اذار في تحركاتها وتعقد اجتماعات متلاحقة بين جميع اطرافها استعدادا للمعركة الانتخابية المقبلة.

وقال مصدر بارز في 8 آذار لـ"المركزية": على الرغم من انه لا يزال من المبكر جدا التحدث عن ترشيحات وأسماء لكن المعارضة تنوي خوض الانتخابات النيابية بشكل متضامن متكافل الى اقصى الحدود وسوف نكون يدا واحدة في كل المناطق. الفيصل: وأكد ان قوى 8 اذار وضعت كامل ثقلها لكسب هذه المعركة مع حرصها الشديد على خوض الانتخابات في اجواء من الديموقراطية والرقي والحضارة والقوة الشعبية في آن معا. وفي المشهد الخارجي، توقف المراقبون عند كلام وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، وتوسموا فيه خيرا لبدء حل الخلاف بين المملكة وسوريا التي تترقب في الايام القليلة المقبلة سلسلة زيارات لعدد من المسؤولين الغربيين. وقالت مصادر المعارضة ان الرياح الدولية اتجهت نحو الافادة مجددا من سوريا لحفظ الامن الاوروبي والامن الاميركي ايضا، ما سيحرج دولا عربية متناغمة مع السياسة الاميركية ويجعلها مضطرة لترتيب الامور مع سوريا. وعلى صعيد الزيارات الخارجية أكد قيادي في "حزب الله" لـ"المركزية" ان مصر وجهت دعوات عدة الى الحزب لزيارتها، سواء عبر بعض المسؤولين في السفارة المصرية او عبر وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط. ولكن الحزب لم يقرر بعد في شأن هذه الزيارة رغم ان الامور هي قيد الدرس.

 

فرنسا مرتاحة للتقدم في تنفيذ اتفاق الدوحة وتستعجل انشاء السفارتين بين لبنان وسوريا

المركزية - ابدت اوساط فرنسية ارتياحها الى مسار تقدم الامور في لبنان ولا سيما على صعيد تنفيذ بنود اتفاق الدوحة، وأعربت عن ترحيبها الحذر بالتطورات الاخيرة ولا سيما على صعيد اعلان العلاقات الديبلوماسية بين لبنان وسوريا، واستعجلت تسجيل المزيد من التقدم على صعيد الاسراع في انشاء السفارات وتبادل السفراء. واليوم قال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية اريك شوفالييه ردا على سؤال ان رأي بلاده مطابق لموقف الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي عبّر عنه في تقريره الاخير حول تنفيذ القرار 1559 بحيث نلاحظ حصول تقدم في تطبيق هذا القرار. كذلك سجل شوفالييه تقدما في مسار تنفيذ اتفاق الدوحة من انتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، الى تشكيل حكومة وحدة وطنية، واقرار قانون انتخابي جديد، كلها عناصر ايجابية وضعت حدا للجمود السياسي الذي كان سائدا. اضاف الناطق الفرنسي: ان فرنسا رحبت بما ورد في تقرير الامين العام حول اقامة العلاقات الديبلوماسية بين لبنان وسوريا ما يأتي ترجمة لما التزم به الرئيس السوري بشار الاسد خلال اجتماعه مع الرئيس نيكولا ساركوزي والرئيس ميشال سليمان على هامش قمة المتوسط. ولفت الى ان فرنسا تنتظر تعيين السفراء وبدء عمل السفارتين اللبنانية والسورية قبل نهاية العام. وهي تشجع البلدين على تسجيل تقدم في الملفات الاخرى وخصوصا ترسيم الحدود وملف المفقودين والمعتقلين. وتوقف شوفالييه عند ما ورد في التقرير حول تسليح الميليشيات متمنيا ان يصل الحوار الوطني برعاية الرئيس سليمان الى حلول لهذا الموضوع. وأعلن ان الخارجية الفرنسية تدعو جميع الافرقاء المعنيين الى الالتزام بقرارات مجلس الامن ولا سيما القرارات 1559 و1680 و1701.

 

نقل عن سليمان وعده بمتابعة ملف المعتقلين في سوريا

حوري: التبادل الديبلوماسي انتصار تاريخي لـ 14 آذار

المركزية - أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري، أن "التبادل الديبلوماسي بين لبنان وسوريا هو إنتصار لما كانت تطالب به قوى 14 آذار"، ناقلا عن رئيس الجمهورية ميشال سليمان "وعده بمتابعة ملف المعتقلين في السجون السورية".

وقال في حديث اذاعي: "ان تبادل السفارات هو إنتصار تاريخي للتيار الاستقلالي في لبنان، لمسيرة 14 آذار ولكل من عمل في هذا الاتجاه، وطبعا هذا الإنجاز سجل بشكل أساسي في عهد الرئيس ميشال سليمان. وأكدنا في الوقت عينه كقوى 14 آذار، ان هذه الخطوة لا بد ان تستكمل بخطوات تعيد الثقة بين البلدين، وتأتي في مقدمتها موضوع ترسيم الحدود بدءا من مزارع شبعا وليس كما يقال من مناطق اخرى".

وتابع: "تطرقنا في حديثنا مع الرئيس سليمان الى ان الجانب السوري، وفق ما أعلن يضبط الحدود ويقوم بإجراءات تنفيذا للقرار الدولي 1701، وكان مطلبنا ان يقوم الجانب اللبناني بتركيز قوات مماثلة من جهة الحدود اللبنانية لضبط هذه الحدود ومنع اي تهريب ومنع اي خرق. وتطرق الحديث ايضا الى تنفيذ مقررات الحوار الوطني في ما يتعلق بالسلاح خارج المخيمات، وأكدنا ان تبادل العلاقات الديبلوماسية هو في مكان ما تنفيذ لاتفاق الطائف الذي حسم نهائية لبنان ككيان وبالتالي هذه السفارات او العلاقات الديبلوماسية تكرس نهائية لبنان ككيان، ويحصل إعتراف رسمي لهذا الكيان".

أضاف: "في المحصلة هذه الافكار العريضة بحثت مع فخامة الرئيس، وكان ايجابيا جدا في تجاوبه وتفهمه لكل هذه المطالب وعلينا الا ننسى موضوع المفقودين اللبنانيين في السجون السورية والذي كان قد طرحه العماد سليمان في زيارته الاخيرة الى سوريا. وفي الوقت عينه وعد بمتابعته وألحّينا للوصول الى نتائج واضحة وحاسمة في هذا الملف حتى لو كانت هذه النتائج قاسية ولكن من حق أهالي المفقودين ان يصلوا الى الحقيقة في هذا الملف ويعرفوا مصير ابنائهم هناك".

وردا على سؤال، عما إذا تناول البحث مع الرئيس سليمان موضوع مزارع شبعا والطلب من دمشق الوثائق التي تثبت لبنانيتها لتقديمها الى الامم المتحدة، قال:

"في هذه الجلسة بالذات لم نتطرق تفصيلا الى هذه النقطة ولكن هذا مطلب عام لقوى 14 آذار منذ البداية وهو مطلب وطني لبناني عام، وموضوع مزارع شبعا يحتاج الى هذه الوثائق السورية التي ستساعد حتما على تسهيل عودة هذه المزارع الى السيادة اللبنانية".

 

الرئيس الحسيني عرض مع سفيرة بريطانيا وثيقة "المركز المدني للمبادرة الوطنية"

وطنية - 22/10/2008 0سياسة) استقبل الرئيس حسين الحسيني، اليوم في مكتبه في عين التينة، السفيرة البريطانية فرانسيس ماري غاي، وكانت مناسبة لعرض التطورات في لبنان والمنطقة، وب"الأخص مضمون البيان الصادر عن "المركز المدني للمبادرة الوطنية" المتعلق بسبل معالجة الأزمة اللبنانية، بإقامة الدولة المدنية القائمة على احترام الحريات العامة ولا سيما حرية الرأي والمعتقد وتحقيق العدالة الاجتماعية ومبدأ الفصل بين السلطات، كما نص عليه الدستور اللبناني".

 

النائب الأحدب: حقنا اختيار طريق للمصالحة يؤسس للبناء على قواعد سليمة

وطنية- طرابلس- 22/10/2008 (سياسة) استنكر النائب مصباح الاحدب في تصريح اليوم "مواقف البعض الرافضة للمصالحة في البلد"، مؤكدا أن "من حقنا ان نختار طريق المصالحة التي تؤسس لبناء الوطن على قواعد سليمة". وقال: "لقد شهدت منطقتا طرابلس وزغرتا احداثا اليمة في الماضي ثم تمت المصالحة بينهما، وهذا أمر جيد نتمسك به ونريد تحصينه والحفاظ عليه، وكما تصالحنا مع زغرتا، فمن واجبنا ان نتصالح مع القوات اللبنانية ومع الجميع اذا اردنا ان يكون خيارنا المصالحة والدولة والسلم الاهلي، أما الاستنسابية في انتقاء من نتصالح معه او لا، فهذا تأسيس لفتنة جديدة لان لا أحد يستطيع ان يستثني أحدا في لبنان".

ولفت الى "أن الحرص على المصلحة الوطنية يفرض على كل مسؤول أن يعمل للخروج من أجواء الماضي التي حملت ما يكفي من المآسي، وقد آن الاوان لهذا البلد ان يرتاح وتعمه المصالحات، دون أن تلغي اقتناعات الأطراف السياسيين، بل لتنظم الاختلاف بشكل حضاري وديموقراطي".

 

رابطة الروم الارثوذكس استغربت "الضجة" حول صلاحيات نائب رئيس الحكومة: تحديد مهام نائب الرئيس وتخصيص مكتب له لا يحتاج الى تعديل دستوري

وطنية - 22/10/2008 (سياسة) استغربت الرابطة اللبنانية للروم الارثوذكس، في بيان اليوم, "كل هذه الضجة غير المبررة في ما يتعلق بصلاحيات نائب رئيس الحكومة". وسألت الرئيس فؤاد السنيورة "اذا كان فعلا لا يرغب في طرح مسألة صلاحيات نائب رئيس الحكومة,الواردة صراحة في محاضر مؤتمر الطائف, على جدول اعمال مجلس الوزراء، لماذا وقع على مرسوم تشكيل الحكومة الحالية بكل عناصرها وبما فيها مركز نائب رئيس الحكومة والذي يشغله الان اللواء عصام ابو جمرة؟ مع العلم ان الجميع يدركون بأن تحديد مهام نائب رئيس الحكومة وتخصيص مكتب له، لا يحتاج الى تعديل دستوري".

 

الرئيس ميقاتي التقى البطريرك صفير في روما

وطنية - 22/10/2008 (سياسة) زار الرئيس نجيب ميقاتي، الموجود في ايطاليا، البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، مساء امس في مقر إقامته في المدرسة المارونية في روما، في حضور طالب دعاوى القديسين الاب بولس القزي. وتناول البحث الاوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة.

 

العماد عون عرض الاوضاع مع ممثل الامين العام للأمم المتحدة

كرم كرم: ما يجري لمسيحيي العراق يؤثر على الأمة كلها

وطنية- 22/10/2008 (سياسة) استقبل رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون صباح اليوم في دارته في الرابية، ممثل الامين العام للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامز، في حضور المسؤولين في "التيار الوطني الحر" سيمون ابي راميا وميشال دوشادرفيان. ثم التقى الوزير السابق كرم كرم الذي صرح بعد اللقاء: "تطرقنا الى مواضيع عدة، ولا سيما موضوع المسيحيين وما يجري اليوم في العراق، وهو تطهير عرقي لا يمس فقط مسيحيي العراق وأهلها بل كل أمتنا. هذا الأمر يهمنا نحن اللبنانيين من ناحية إنسانية لأننا لسنا مع أي تطهير في العراق، وفي أي بلد في العالم، سواء كان أهله سنة أو شيعة أو مسيحيين. ومن ناحية لبنان فهو يمثل التعايش بين طوائف هذا الشرق وفئاته، وان ما جري في العراق اليوم يؤثر على هذا التعايش. لماذا ضج العالم عندما حدث ذلك في البلقان، ولا نسمع ضجيجا حول ما يجري في العراق؟ هل الحكومة الكردية مسؤولة أو الحكومة العراقية أم المحتل الأميركي؟ لماذا يسمح أن يجري في العراق ما يجري اليوم؟ نحن في لبنان كمسيحيين لبنانيين وكمسيحيين عرب، نعرف ان ما جرى للمسيحيين في العراق كان سيجري في لبنان، لا نريد في لبنان ديموقراطية على مثال الديموقراطية العراقية التي أدت الى خلافات واشتباكات عرقية. لا نريد ديموقراطية كهذه لأنها أصبحت قصاصا للشعوب وليست مكافأة. إن ما يجري اليوم لأخوة لنا في العراق الحبيب يؤثر على الأمة كلها ووضع لبنان ومسيحييه. فدور المسيحيين اللبنانيين أكبر من تعدادهم، فهو دور نهضوي فكري وحضاري يؤثر على الأقليات في كل الشرق، وكأن المقصود أن تواجه هذه الأمة العربية بكل فئاتها هذه الحملات، وكان يخطط لمثلها في لبنان بين شيعي وسني. إن الدور الذي اضطلع به اللبنانيون في لبنان هو جسر بين كل الطوائف والمذاهب".

 

"التيار الوطني" في رده على النائب حرب

وطنية - 22/10/2008 (سياسة) جاءنا من "التيار الوطني الحر" في البترون، البيان الاتي: "انتظرنا من النائب بطرس حرب، وهو المحامي اللامع المشهور ب"نظافته" والسياسي المشرع المعروف بمصداقيته، ان يرد بالوقائع والاثباتات على ما زعمه، فاذا به يختلق جبهات وجمعيات ليتلطى وراءها، كتلطيه انتخابيا وراء المساعدات الحريرية. ولكن اين سيخبؤه "المستقبل" في المستقبل؟"

 

المكتب المركزي للتنسيق الوطني

توقفت الهيئة العليا للمكتب المركزي للتنسيق الوطني في اجتماعها برئاسة نجيب زوين، امام الذكرى الثامنة عشرة لاستشهاد داني شمعون، واسفت للانحدار الخلقي الذي وصل اليه البعض في استغلال دم الشهيد، واصدرت البيان التالي:

1. يتوجه المكتب الى روح الشهيد البطل داني شمعون في هذه الذكرى الاليمة ويرى في ذكرى استشهاده حافزا لكل محبيه ومريديه والسائرين على خطاه لمتابعة النضال للوصول الى الاهداف التي استشهد من اجلها. سقط داني لان الخوف لم يتسرّب الى قلبه، ولانه واجه الذل وجابه الاحتلال وقد استشهد داني بكل فخر واعتزاز لانه رفض التراجع امام الاخطار والاستسلام والهروب.

2. يستهجن المكتب ان يصل الحقد والكراهية والبغضاء عند البعض الى حد استغلال معنى الاستشهاد، وهم منه براء، والمتاجرة الرخيصة بمعنى التضحية في سبيل القضية.

استشهد داني شمعون لانه رفض ازدواجية القرار والسلاح، فأين التيار الوطني الحر ورئيسه اليوم وهم من اشد الداعمين لدولة ولي الفقيه؟

استشهد داني دفاعاً عن المؤسسات الشرعية ودعما للقوى العسكرية اللبنانية وفي طليعتها الجيش اللبناني القوي والمهاب اين العماد عون من ذلك وهو الذي طالب بالتحقيق مع قيادة الجيش اثر استشهاد النقيب حنا في سجد على يد مسلحي حزب الله؟

استشهد داني دفاعا عن الدولة الديمقراطية التعددية الحرة، اين موقع العماد عون من ذلك وهو المستميت في الدفاع عن غزوة ايار، والمستفيد من دماء الشعب اللبناني التي سفكت، والذي يمني النفس بالربح من قمع التعددية وفرض الرأي الواحد رأي ولي الفقيه؟.

صحيح كما يقول المثل اللبناني: "يللي استحو ماتو...!!!"

3. يؤكد المكتب ان بدء تنفيذ مسيرة العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري، ولو جاء متأخراً اكثر من ستة عقود، فهو نتيجة حتمية لنضال اللبنانيين الاحرار ومواجهتهم هذا النظام لاكثر من ثلاثين سنة. لقد فشل هذا النظام، في محاولاته المتعددة وبكل الوسائل الممكنة من ابتلاع لبنان وضمه الى جنة نظامه الدكتاتوري المخابراتي. إذ ان المقاومة اللبنانية الحقة التي انطلقت في العام 1968، وتوجت يوم 14 آذار 2005،  منعته من تحقيق احلامه وابتلاع لبنان وحافظت على الكيان بكل كرامة وعنفوان حتى اخرجته من لبنان في نيسان من العام 2005. ويرى المكتب ان المباشرة باقامة العلاقات الدبلوماسية تشكل بداية العد العكسي لأفول نجم هذا النظام التوتاليتاري المجرم. الا أنه لن يرتاح لنا بال ولن تكون هناك علاقات طبيعية على المستوى الوطني والشعبي الحقيقي قبل اقفال الملفات كافة ومحاكمة النظام السوري على جرائمه المرتكبة وقبل حلول العدالة الآتية مع المحكمة الدولية.

4. يطالب المكتب، كخطوة اولى بعد بدء العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، بما يلي:

الغاء معاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق، ومندرجاتها كافة، لانها تشكل استمرارا مرفوضا لعهد الاحتلال.

كشف مصير المفقودين والمخطوفين والمغيبين في سجون النظام السوري.

ترسيم الحدود بدءا من الجنوب اللبناني.

الاعتراف الصريح والواضح والخطي بلبنانية مزارع شبعا اللبنانية.

اقفال المعابر غير الشرعية، وهدم الانفاق على الحدود التي تستعمل لتهريب السلاح والارهاب.

انسحاب جيش الاحتلال السوري من الارض اللبنانية التي مازال يحتلها. (460 كلم مربع.)

اقفال البؤر الامنية والجذر الارهابية الخاضعة لسلطة اجهزة النظام السوري، من الناعمة الى قوسايا وغيرها التي تشكل ملاذا آمنا للارهاب، ومنظمة فتح الاسلام وشاكر العبسي خير مثال على ذلك. 

سن الفيل  22/10/2008     

 

شخص واحد إذا خضع للتحقيق يكشف 80% من ملابسات التفجيرات لكنه يتمتع بالحصانة«

عبده: نتائج التحقيق الدولي ستحدث زلزالاً أكبر من إعصار اغتيال الحريري

المستقبل - الاربعاء 22 تشرين الأول 2008 - اعتبر السفير السابق جوني عبده أن نتائج التحقيق في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ستحدث زلزالاً محلياً واسعاً، أكبر من إعصار اغتياله إن لم يكن أكثر وأشمل وأخطر، وأن النتائج السياسية ستكون أدهى وأفدح من الاغتيال الشخصي في 14 شباط 2005. وكشف ان مفاوضات ومقايضات حصلت بين فرنسا وسوريا حول المحكمة، مشيراً الى ان أميركا وفرنسا الشيراكية حذرتا من مغبة المساس بركني المعارضة اللبنانية أي الرئيس الحريري ووليد جنبلاطِ. ولفت الى أن شخصاً واحداً إذا خضع للتحقيق، فسيكشف 80% من ملابسات الاغتيالات، وأن لجنة التحقيق لا تحتاج الى اعترافات بل الى قناعات. واعتبر ان العماد ميشال عون تحول في بيروت الى اميل لحود آخر، وتحداه أن يقول بماذا يختلف عن الرئيس اللبناني السابق.

وقال عبده في حديث تنشره غداً الخميس مجلة الصياد رداً على ما نشرته جريدة الأنوار عن معلومات تنشر للمرة الأولى عن التحضيرات التي سبقت اغتيال الرئيس: الخبر أحدث خبطة دون شك. في البداية، كاد المرء يرسم علامات استفهام حول صدقية المعلومات. ومن حق أي قارئ ان يتساءل عن المصدر الذي تم استقاء الخبر منه. وما دفعني أنا شخصياً للميل الى تصديق المعلومات هو أولاً التوقيع لكاتبها. والسيدة إلهام فريحة لا تخترع أخباراً. ولم تعودنا في السابق الفبركة، وأتى بعد ذلك رد الناطقة باسم لجنة التحقيق الدولية، إذ وقعت في مطب لم يكن من المفترض ان تقع فيه. وللسيدة إلهام فريحة الحق في الاطلاع على بعض قضايا التحقيق من مصادر معينة بصفتها الاعلامية وموقعها في أكبر مؤسسة اعلامية في لبنان والعالم العربي. ومن حقها أيضاًً ان تنشر هذه المعلومات. أما الناطقة باسم لجنة التحقيق الدولية، فهي لا تملك الحق في معرفة مضامين التحقيق. وليس لها، تالياً، الحق في الرد، كان في وسعها القول انها لا تعرف، وليس من اختصاصها ان تعرف. وهي فعلاً لم تكذب الخبر. وأدلت بأقوال مفادها انه لا استباق للنتائج وأسماء المشتبه فيهم تعطى لاحقاً وليس الآن. وما تلا هذا الخبر بالذات ليس بقليل أبداً، ذلك ان محطة التلفزيون الايراني الناطقة باللغة العربية، وهي العالم، تبنت الخبر بتفاصيله وحذافيره، وتحدثت عن 120 شخصاً بين متهم ومشتبه فيه، من دون ان تذكر المصدر. هذا التبني يعني ان هناك معلومات. والسي.ان.ان والصحف الروسية والأوروبية تناقلت الخبر بدورها. من هنا حدوث الخبطة وتجاوز كل المعلومات السابقة التي كانت تتحدث عن تأخير وتباطؤ في اجراءات المحكمة، أي كل ما ينسف معنويات الذين ينتظرون قيامها ويراهنون عليها في الكشف عن الحقيقة. هذا الخبر قال للعالم، بما في ذلك الضباط الأربعة، ان لا أحد سينجو من عقاب العدالة إذا ثبت تورطه. أنا شخصياً، لا أعرف ماذا يجري داخل لجنة التحقيق، وأين وصلت. لكن لم أعد أسمح لنفسي بالتشكيك بالنتائج بعد خبر الأنوار، صاحبة المصداقية والنوعية الاعلامية.

وأكد ان نتائج التحقيق سوف تحدث زلزالاً محلياً، أكبر من الاعصار الذي شكله اغتيال رفيق الحريري، إن لم يكن أكبر، والنتائج السياسية قد تكون أدهى وأفدح من الاغتيال الشخصي في 14 شباط 2005، موضحا ان بعض الأطراف يعتقد ان لجنة التحقيق في حاجة الى اعترافات. هذا غير صحيح، اللجنة في حاجة الى قناعات في ضوء المعطيات والمستمسكات. ولم أرَ ولم أسمع بطرف ارتكب هذا الحجم من الاغتيالات واعترف بمسؤوليته عنها. في هذه الحال، لكان التحقيق قد انتهى منذ زمن بعيد. ان الأمور ليست كذلك، واليوم نلمس ان هذه اللجنة شكلت قناعة محددة حول مضبطة الاتهام، على أساس معلومات وإثباتات تساعد القاضي على اصدار الحكم.

وحول الاعتداء الآثم الذي تعرضت له زوجته في الضبية، وتعقب سيارته في بيروت، قال: انها مرحلة اسكات الصوت الجريء، والذين وقفوا وراء هذه الممارسات كانوا من المخابرات وأمن الرئيس السابق اميل لحود، يعرفون تماماً من أنا، وان هذا التخويف لا يخيفني، وهذا التهويل لا يؤثر فيّ. أرادوا في شكل أو في آخر، منعي من المجيء الى لبنان. ولو استطاعوا يومها اغتيالي، لما كانوا قد تأخروا دقيقة واحدة، بالطبع لم أترك لهم مجالاً لتنفيذ مآربهم. ولذلك ركزوا على بعض نقاط الضعف ولم يتصور أحد انهم قد يوجهون الأذى الى نساء. ولم يخطر في بالي انهم قد يستهدفون زوجتي، خصوصاً انني كنت في بيروت، يومئذ. ولماذا ليس أنا؟ يومها كنت في جنازة شقيقي. وحضرت للتعزية. وكانوا حاضرين في تقبل التعازي، وسجلوا أسماء المعزين ورصدوا الحاضرين والغائبين. هذه دلالة اضافية على ان هناك احداً حتى في التعزية. عقل سخيف وتافه لا يجاريه احد في السخف والتفاهة. عهد مشؤوم نشكر الله انه مضى. انا شخصياً، لم اتأثر بهذا الموضوع على الاطلاق، واصدرت بياناً للتعبير عن وجهة نظري. والحق يقال ان جريدة واحدة نشرت البيان كاملاً من دون اجتزاء هي الأنوار. حتى النهار حرفت فيه بناء لطلب جميل السيد واميل لحود ورفيق شلالا. وبدأت بياني التالي: ايها الجبناء وأيها الجبان الأول، ايها الخونة، وأيها الخائن الأول.. وكنت اقصد بـالجبان الأول والخائن الأول اميل لحود. وهو عرف انني اقصده. ولذلك طلب حذف هذه العبارة. وبهذا التاريخ، وحدها الأنوار نشرت البيان كاملاً. وكان هدفي ابلاغهم انني لن اسكت ولن اصمت، مهما فعلوا، خصوصاً ان الوطن في خطر، ويسير نحو شفا الخطر، ولا بد من ان ترتفع اصوات لوقف هذا التدهور. وإميل لحود ارتكب الخيانة العظمى، وان لم يكن احد يستخدم هذه العبارة. وطوال تسعة اعوام، كان هذا الرجل قائداً للجيش، وركز كل جهده مع مخابراته على تقوية حزب وميليشيا وسلاح على حساب الجيش. واذا كان لا بد من معالجة مسألة سلاح حزب الله، فلا بد من 18 عاماً على الأقل، للوصول الى ذلك، لاعادة القوة الى الدولة. ولا شك ان الدولة وحدها هي الرادع ضد استخدام حزب الله سلاحه في الداخل، وبالتالي لاعادة تكوين الدولة، والقضاء على التخريب الذي لحق بها، علماً ان البناء عملية صعبة في الظروف الحالية، حيث الجو المذهبي والطائفي يحول حتى الأحاسيس الى متاريس نفسية.

أضاف: لا أنسب الى لحود ذكاء خارقاً، اعتقد انه كان ينفذ التعليمات من دون ادراك خطورة المفاعيل والنتائج، الفارق بينه وبين ميشال عون هو ان هذا الأخير يعرف النتائج لكنه يتصرف مثل اميل لحود، بالتمام والكمال. كانت طموحاته في باريس ان يصبح مثل الجنرال ديغول. وبعد عودته الى بيروت، اصبحت طموحاته ان يتحول الى اميل لحود آخر. وهذا هو الخوف اليوم، ذلك ان عون لديه قاعدة مسيحية، في وقت افتقر اليها اميل لحود. ويغطي بشكل هائل سياسة لحود الأساسية. ولفت الى سلوك عون وتصرفاته ومواقفه، قائلاً أنا اتحدى ميشال عون ان يقول بماذا يختلف عن اميل لحود؟ بماذا يتميز عنه؟ قناعتي الشخصية ان الرجلين متشابهان الى حد التطابق. ولا شيء يميزها عن بعضهما بعضا، على الاطلاق لا في التحالفات، ولا في الصور التي نراها، وإلى جانب من يجلس في اجتماعات ما يسمى المعارضة في الرابية. الصور نفسها، الأشخاص أنفسهم. يكفي استبدال عون بلحود، لكي نحصل على الكليشيه نفسها. والخوف ان عون ليس رئيساً للجمهورية. ولو تبوأ هذا المنصب ولديه هذه القاعدة المسيحية، لكان شكل تغطية اكبر مما قام به حتى الآن، لسياسة اميل لحود، اي تنفيذ سياسات الآخرين على ارض لبنان.

وعن عمل لجنة التحقيق الدولية، قال: لا اعرف في الواقع، اين وصلت لجنة التحقيق الدولية، لا شك انها شكلت بعض القناعات. وبدا ان اي دولة اجنبية تتحدث مع اية دولة، تكون هذه المحكمة في صلب التداول، على اساس تخفيف ضعوطها ومفاعيلها. ويطرح المقايضات حولها وعليها.. وجرى ذلك مع فرنسا والرئيس ساركوزي ارتكب خطأ فظيعاً بفضح هذه المفاوضات. لأنه تم اتخاذ القرار بتمويل المحكمة الدولية. من هنا اريد القول ان المعلومات التي املكها، ابلغت الجزء الكبير منها الى الرئيس الشهيد رفيق الحريري، قبل اغتياله. وقد اتهم دولا كبرى باطمئنانه الى امور وضمانات مخالفة لهذه المعلومات. قيل مثلا ان اميركا وفرنسا الشيراكية نبهتا وحذرتا من محاذير المساس بركني المعارضة، اي الحريري وجنبلاط. هذا التحذير حدث بالفعل، ونقل الى الرئيس الحريري. ولم اكن قادراً انا شخصياً ولا غيري بين الذين نبهوه وحذروه، وطرحوا امامه بعض المعطيات التي كانت لديهم، وهي مخيفة، بأن عليه ان يصدقنا نحن، ان مصادر الرئيس الاميركي او الفرنسي اهم من مصادري، بكل تأكيد... وكنت في موقع العجز عن القول له انني لست مطمئناً مثل الرئيس الاميركي او الفرنسي. وهو شخصياً، كان اكثر اطمئناناً الى ضمانات بوش وشيراك ومسؤولين اوروبيين آخرين.

وعما ذكر بأن الرئيس جاك شيراك نصح الحريري بمغادرة بيروت، قال: لا اعرف اذا كان شيراك طلب منه فعلا مغادرة بيروت، وتتداول اطراف معلومات مفادها انه نصحه فعلاً بالمغادرة لكن اعتقادي الخاص أنه عندما كنا نبلغ الى الرئيس الشهيد معلومات خطيرة جداً وأن الاجراءات الأمنية اللبنانية المتخذة لم تعد تحميه، كان يجيب بأنهم اياً كانوا لن يفعلوها ولن يجرؤوا على ارتكابها، مما يعني ان لديه بوليصة تأمين من طرف كبير وفاعل ومؤثر أو اطراف كبيرة وفاعلة دخلت على الخط. فظن البعض أن ضجة الاغتيال تهدأ بعد يومين أو ثلاثة أيام. وجميل السيد رفع تقريراً في هذه المسألة، وجاء فيه أن صدمة الاغتيال في الشارع لن تدوم أكثر من 5 الى 6 أيام. والحريري يموت مثل كل الآخرين وينساه الناس. لم يأخذ في الاعتبار أن الحريري من الرجال العظماء. لم يصدق أنه من نادي العظماء في العالم، وعضو في النادي الدولي الكبير، الى جانب شيراك وبوش وشرودر وغيرهم. وجاء يوم جلسوا جميعاً الى طاولتهم المألوفة، والتفتوا يساراً ويميناً ولم يجدوه. كان رمزاً وكان كبيراً وشجاعاً.

وأوضح انني وقفت مرة واحدة أمام لجنة التحقيق ورسمت اللوحة. ولم أدل بمعلومات لكي لا أقع في مشكلة المصادر والأسماء التي قد تكون خاضعة لتهديدات وتعود عما تكون قد أدلت به، حرصاً على سلامتها، تحدثت بإسهاب عن الأجواء التي سبقت الاغتيال ومهّدت له. وفي اليومين قبل العملية، أي في 12/13/14 شباط 2005، كانت كمية المعلومات حول التصفية كبيرة. وفي ضوئها، كان لا بد للرئيس الشهيد من البقاء في دارته، مهما كانت الانشغالات. اعتقد أن هذا الاطمئنان المعطى من دول كبرى جعله يستخف بالخطر. بالنسبة الى ما استخلصته من لجنة التحقيق بعد مثولي امامها، هو أنها جدية في الوصول الى الحقيقة. وقد مثلت أمامها زمن المحقق الألماني ديتليف ميليس. وهو من أهم المحققين. لم يسيس الموضوع ولم يهتم إطلاقاً بانعكاسات القضية على الواقع اللبناني. حصر كل جهده في التحقيق. ولم ينظر في وقع وأصداء ومفاعيل النتائج التي يمكن أن تصدر عن الاستقصاء في الملابسات. أما (سيرج) براميرتس، فقد جرى لفت انتباهه الى أن لبنان بلد فسيفسائي، ولا يمكن الإعلان عن أي حقيقة فيه، وإذا أعلنت أي حقيقة، تتأثر موازين القوى الهشة والمناخ العام. وميليس أصدر الأوامر بتوقيف الضباط الأربعة على أساس أن ذلك ضروري لكي يكشفوا عن الحقيقة. وكان يعرف أن لديهم الكثير من المعلومات. من هنا الأسئلة التي طرحتها اللجنة عليّ كانت استفسارية وتقنية، نصحتهم بطرح أسئلة للجيش حول المتفجرات: هل نقصت المخازن؟ هل طلب الحرس الجمهوري متفجرات؟ وأين أنفقها؟ هذا الطراز من الأسئلة كانت له فاعلية في تركيز الأضواء على ألغاز وملابسات محددة.

وعن الصندوق الأسود في مديرية المخابرات، قال: يُصرف جزء من مبالغ الصندوق على حالات وأنشطة لا علاقة لها لا بالأمن المعلوماتي ولا بالاستقصاء. وليس هناك ما يُسمّى، رسمياً الصندوق الأسود بل مصاريف سرية تابعة للمخابرات ولا تخضع للرقابة. قد يسأل قائد الجيش عن كيفية الصرف، وهذا حقّ من حقوقه. وقد تحدث مساعدات لأسباب سياسية، وبناء لطلب رئيس الجمهورية، في بعض الأوقات. والاستفادات الشخصية التي حصلت على صعيد مديرية المخابرات، زمن الرئيس إميل لحود، بشكل خاص. لم نرها أبداً. إنه استغلال الوظيفة للإثراء غير المشروع والفساد. لم يحدث ذلك لا معي ولا مع الذين سبقوني على رأس المديرية.

وحول عدم قدرة الاجهزة الامنية على القبض على رأس خيط واحد، باستثناء خلية البداوي، قال: حتى الكلام على خلية البداوي، أعتقد أنه يفتقر الى الدقة. أؤكد، ان هناك شخصاً واحداً في لبنان، يمكن أنه يتمتع بحصانة، إذا خضع للتحقيق الجدي، يُصار الى اكتشاف ما هو فوق الثمانين بالمئة من الاغتيالات والتفجيرات التي حصلت في لبنان، في الأعوام الثلاثة الأخيرة، أي من مروان حمادة أطال الله عمره الى الشيخ صالح العريضي في بيصور رحمه الله هذا الرجل لديه حصانة. والعسكر لا حصانة لهم.

وعن تمويل جريمة اغتيال الرئيس الحريري، أشار الى أن العملية في حاجة الى قوة عقائدية، ثم الى قوة مالية. هذا يعني أن سوريا في تحالفها مع إيران، لم تعد كما كانت في السابق. والذين يتوقعون انهيار هذا الحلف قريباً، كما يظنون، فهم على خطأ. والدليل هو المال الإيراني الموزّع في بلدنا العزيز ولدى الحلفاء والمحاسيب. وعلى دول الخليج في شكل خاص أن تدرك حجم التمويل الإيراني في لبنان والوقوف في وجه التخريب الناتج عنه.

 

بيروت تغرق بالسيول والبرك وزحمة السير خانقة

موقع تيار المستقبل/تشهد طرق أغلب المناطق اللبنانية لا سيما مداخل المدن زحمة سير خانقة بسبب السيول الناتجة من تساقط الامطار الغزيرة. وذكرت غرفة عمليات بيروت في قوى الامن الداخلي ان جميع طرق العاصمة ومداخلها تغرق في المياه، وان الفرق المعنية تعمل على سحب المياه من البرك الكثيرة التي تجمعت عند المفاصل حيوية، وتسعى إلى فتح الطرق في أسرع وقت . واحتجز آلاف المواطنين في سياراتهم وتأخر وصول أعداد كبيرة من التلاميذ والطلاب إلى مدارسهم وجامعاتهم، خصوصاً أن الأمطار هطلت بكثافة بين الساعة السادسة والساعة السابعة والنصف صباحاً ولم تتمكن قنوات الصرف الصحي من تصريف السيول الغزيرة ففتحت أغطيتها في بعض المناطق وبدت أشبه بينابيع فوارة قوية . وعلقت طوابير من السيارات والحافلات في النفق الممتد بين خلدة وطريق المطار مدة طويلة وسط جو خانق ، وزاد الوضع سوءاً توقف الكثير من محركات السيارات لدى محاولتها عبور البرك التي توسعت في بعض المناطق وتحولت مستنقعات عميقة. وترك بعض السائقين سياراتهم المتوقفة في أمكنتها وسط البرك مما جعل المرور بطيئاً.

وطلبت غرفة العمليات من المواطنين غير المضطرين إلى التنقل البقاء في منازلهم ريثما تخف الزحمة .

 

جوني عبدو: نتائج التحقيق في إغتيال الحريري "زلـزال" واستجواب شخص "يتمتع بالحصانة" يكشف 80%من الجرائم 

 التاريخ: 21 تشرين الاول 2008 المصدر: مجلة الصياد

أعرب السفير جوني عبده عن اعتقاده بأن نتائج التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه سوف تحدث زلزالا محليا أكبر من الاعصار الذي شكله اغتيال الحريري، وان النتائج السياسية قد تكون أدهى وأفدح من الاغتيال الشخصي في 14 شباط 2005. ونفى ان تكون لجنة التحقيق في حاجة الى اعترافات بل الى قناعات في ضوء المعطيات والمستمسكات، ولمس ان اللجنة شكلت قناعة محددة حول مضبطة الاتهام، على اساس معلومات واثباتات تساعد القاضي على اصدار الحكم.

وفي حديث الى مجلة "الصياد"، وصف عبده عهد الرئيس اميل لحود بـ "العهد المشؤوم" شاكرا الله على انه مضى واتهمه بارتكابه الخيانة العظمى، وقال: "طوال تسعة أعوام، كان هذا الرجل قائدا للجيش وركز جهده مع مخابراته على تقوية حزب وميليشيا بالسلاح على حساب الجيش، واذا كان لا بد من معالجة مسألة سلاح "حزب الله"، فلا بد من 18 عاما، على الاقل للوصول الى ذلك، لاعادة القوة الى الدولة، مؤكدا ان الدولة وحدها هي الرادع ضد استخدام "حزب الله" لسلاحه في الداخل وتاليا لاعادة تكوين الدولة والقضاء على التخريب الذي لحق بها". واعتبر ان الرئيس لحود "كان ينفذ التعليمات من دون ادراك خطورة المفاعيل والنتائج" وان الفارق بينه وبين العماد ميشال عون "هو ان هذا الاخير يعرف النتائج لكنه يتصرف مثل اميل لحود بالتمام والكمال. فكانت طموحاته في باريس ان يصبح مثل الجنرال ديغول وبعد عودته الى بيروت، اصبحت طموحاته ان يتحول الى اميل لحود آخر"، وتحدى عون "ان يقول بماذا يختلف عن إميل لحود وبماذا يتميز عنه" معربا عن قناعته بأن "الرجلين متشابهان الى حد التطابق، ولا شيء يميزهما عن بعضهما بعضا.

وأكد عبده انه عندما كان يبلغ الى الرئيس الشهيد رفيق الحريري معلومات خطيرة جدا وان الاجراءات الامنية اللبنانية المتخذة لم تعد تحميه، كان يجيب بأنهم "أيا كانوا لن يفعلوها ولن يجرؤوا على ارتكابها".

وأشار الى أنه وقف مرة واحدة أمام لجنة التحقيق ورسم اللوحة ولم يدل بمعلومات لكي لا يقع في مشكلة المصادر والاسماء التي قد تكون خاضعة لتهديدات وتعود عما تكون قد أدلت به، حرصا على سلامتها. وكشف ان اميركا وفرنسا الشيراكية حذرتا من مغبة المساس بركني المعارضة اللبنانية، أي الرئيس الحريري والنائب وليد جنبلاط، وأعرب عن اعتقاده بأن الاطمئنان المعطى للرئيس الشهيد من دول كبرى جعله يستخف بالخطر.

وقال السفير عبده ان الكلام على خلية البداوي يفتقر الى الدقة، وأكد ان هناك شخصا واحدا في لبنان يمكن انه يتمتّع بحصانة، اذا خضع للتحقيق الجدي، يصار الى اكتشاف ما هو فوق 80 في المئة من الاغتيالات والتفجيرات التي حصلت في لبنان، في الاعوام الثلاثة الاخيرة.

ونبّه الذين يتوقعون انهيار الحلف السوري - الايراني قريبا "الى انهم على خطأ، والدليل هو المال الايراني الموزع في بلدنا ولدى الحلفاء والمحاسيب" مؤكدا أن على دول الخليج في شكل خاص ان تدرك حجم التمويل الايراني في لبنان والوقوف في وجه التخريب الناتج عنه".

وكشف عبده عن معلومات لفت الى انه استقاها من مصدر موثوق جدا ان ثمّة تواقيع على اعترافات أدلى بها بعض الضباط الموقوفين وتحديدا جميل السيد. ردا على سؤال حول مصدر ثروته، بمعنى "من أين لك هذا. وهي تقدر بأكثر من عشرة ملايين دولار". فأجاب في رد ممهور بتوقيعه: ان هذه الاموال مصدرها "فلان" وهو لبناني. غير ان "المصدر الذي أدلى أمامي بهذه المعلومات موثوق جدا، لانه كان على تماس قوي مع كل أصحاب المرحلة السوداء. والاعترافات الموثقة موجودة لدى المدعي العام".

وقال: "لا أتهم قضائيا الضباط الاربعة، لان ذلك يقتضي مستندات ووثائق لا املكها في الواقع، انما الاجواء العامة تشير الى غرابة واستهجان. لقد سجن سمير جعجع في زنزانات وزارة الدفاع. لكن الضباط الاربعة موقوفون في سجن رومية. وحولوا زنزاناتهم الى مكاتب اعلامية، والقضاء في غيبوبة أهل الكهف. بالطبع، ان المقارنة لا تجوز بين القضاء زمن إميل لحود، الذي كان منحازا وفاسدا ومفسدا، والقضاء اليوم الذي قد يكون متريثا، لديّ بعض المعلومات التي تقول ان النائب العام التمييزي سعيد ميرزا لديه من المعطيات والثوابت تجعله يتمسك باحتجاز الضباط الاربعة، أكثر بكثير مما نعرفه نحن."

ودعا القضاء الى تطبيق القانون، وأكد ان التريث في تطبيق القانون أمر في غاية السلبية، وقال:" لم أر في حياتي ولم أسمع سجينا يدلي بتصريحات شبه يومية ضد القضاء، وهو في زنزانته. لم تحدث هذه الهرطقة، لا في فرنسا ولا في الولايات المتحدة الاميركية. والادهى ان يلوذ القضاء، موضع الشكوى والهجوم بالصمت، ثمّة قوانين تطبق على الجميع، سجناء كانوا ام غير ذلك، ومن اجل ان تزداد ثقة الناس بالقضاء، والتدرج نحو الافضل، لا يمكنني القبول بما يقوم به الضباط الاربعة وسجناء آخرون ضد القضاء الذي ليس هو يتيما، كما كان الامر مع اميل لحود".

 

محاولات عونية لابقاء التشنج لتحويل الانظار عن تداعيات زيارة عون الى ايران

موقع 14 آذار/بدا واضحاً، أمس، ان البرنامج الموضوع للتهدئة ينفذ تباعاً من دون أن يتأثر، لا بتعثر مساعي المصالحة المسيحية وربما تفجرها من الداخل، ولا بانسحاب نائب رئيس الحكومة عصام أبو جمرة من جلسة مجلس الوزراء احتجاجاً على المماطلة بالبت بصلاحياته، مثيراً إشكالية غير دستورية، اذ اقتصر الاحتجاج على مغادرة القاعة، ثم عودته اليها، قبل ان يستأذن بالانصراف قبل انتهاء الجلسة لتفجير قنبلته.

وأكد مصدر حكومي لـ <اللواء> ان جو التهدئة ما زال مستمراً وقائماً، وكل الكلام الذي قيل في مجلس الوزراء يؤكد هذا المنحى، خصوصاً وأن الموضوع الذي طرحه اللواء ابو جمرة، ليس جديداً، وسبق ان نوقش في جلسات سابقة، سواء مع رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة أو في مجلس الوزراء ومنها جلسات عقدت في قصر بعبدا. ولفت المصدر إلى ان الرئيس السنيورة سبق وأبلغ ابو جمرة مرات عدة، انه لا يعتبر الموضوع شخصياً، وان رئيس الحكومة ليس باستطاعته توزيع صلاحياته على الوزراء، وان هذا الموضوع يتطلب تعديلاً دستورياً لا يرى الظرف مناسباً له، خصوصاً وأن منصب نائب رئيس الحكومة غير منصوص عنه في الدستور.

وأوضح ان الرئيس السنيورة كرر لأبو جمرة هذا الموقف داخل الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء مساء أمس، وبكل هدوء لكن الأخير، أراد بخروجه من الجلسة بطريقة دراماتيكية إبقاء الوضع متشنجاً تحت وطأة ضغط الرأي العام والخسائر المعنوية التي أصابت العماد ميشال عون بعد زيارته الأخيرة إلى طهران.

ولاحظ المصدر ان توقيت انسحاب أبو جمرة مدروس لتحويل الأنظار عن تداعيات زيارة عون إلى طهران، عبر الهجوم على رئاسة الحكومة، والرئيس السنيورة شخصياً، بدليل ان الوزير ماريو عون شن، أمس، هجوماً على الهيئة العليا للاغاثة، وكذلك فعل وزير الاتصالات جبران باسيل، عندما هدّد قبل دخوله الى المجلس بفتح ملف مجلس الانماء والإعمار، مما يعني ان التيار العوني يريد اثارة قضايا جديدة تدفع بالبلاد نحو التشنج، بالتزامن مع تفجّر مساعي المصالح المسيحية شمالاً،

أما بالنسبة الى مجلس الوزراء، فلولا مغادرة أبو جمرة الجلسة، لكانت مداولات المجلس بقيت عادية، حيث تمحورت حول قضايا العلاقات اللبنانية - السورية، والأزمة المالية، والقمة الفرنكوفونية، الى جانب موضوع الحرائق والتحضيرات الجارية للانتخابات النيابية، إلا أن إثارة أبو جمرة لموضوع عدم إشراكه في وضع جدول أعمال المجلس، وعدم الأخذ بطلبه إدراج موضوع صلاحياته على الجدول، وإيجاد مكان لإقامته، فتح نقاشاً بين الوزراء لم يخل من الحدة، حيث شارك في هذا النقاش الوزير باسيل مؤيداً زميله في طرحه، فردّ الرئيس السنيورة بأن الصلاحيات موضوع ميثاقي دستوري لم ينص عليه اتفاق الطائف، وأي بحث بمثل هذه الصلاحيات يستوجب تعديلاً للدستور في مجلس النواب، مذكراً بأن نائب رئيس الحكومة لم يكن له مرة صلاحيات يمارسها منذ إنشاء هذا المنصب، فتدخل الوزير علي قانصو موضحاً بأن كلام السنيورة ليس دقيقاً، لأنه في حكومات الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان عصام فارس نائباً لرئيس الحكومة وكان دائماً يكلف بترؤس اللجان الوزارية لبحث ودراسة الكثير من الملفات الحكومية.

فردّ الرئيس السنيورة مؤكداً بأن هذه مهمات وليست صلاحيات، وبالتالي فبالإمكان البحث في إيجاد عمل لنائب رئيس الحكومة من دون الحديث عن اجراء تعديلات دستورية. وتدخل وزير العدل ابراهيم نجار مبديا وجهة نظر قانونية، مشيرا بأن منصب نائب رئيس الحكومة منصب شرفي، واي بحث بصلاحياته يستوجب العودة الى المجلس النيابي، مقترحاً على ابو جمرة ان يعمد الى اقتراح تعديل الدستور في مجلس النواب. وهنا احتج ابو جمرة على عبارة <منصب شرف> وغادر القاعة، لكن عددا من الوزراء لحقوا به، وأعادوه مرة ثانية، حيث تابع المجلس النقاش السياسي في عدد من المواضيع المطروحة، قبل ان يخوض في بحث جدول اعماله المؤلف من 61 بنداً. وبعد ساعة طلب ابو جمرة الاستئذان بالانصراف، فخرج لتفجير قنبلة في مؤتمرصحفي، علما انه اتفق في الجلسة تخصيص مكاتب لوزراء الدولة: خالد قباني، ووائل ابو فاعور وقانصو في بناية اللعازارية، على ان يخصص مكتب ملائم لابو جمرة في نفس الاطار، لكن خارج السراي.

 

عيب...الأسلوب الزقاقي العوني داخل جلسة مجلس الوزراء

 الشرق/فوجئ اعضاء مجلس الوزراء بقيام نائب رئيس الحكومة عصام ابو جمرا بإثارة موضوع مطالبته بصلاحيات، ولما حاول رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اقناع ابو جمرا بالهدوء وتأجيل الموضوع خرج الاخير من الجلسة، ولكن ما جرى بعد ذلك هو انفعال وزراء عون، واطلاقهم كلمات نابية، حتى ان احد الوزراء، وصف ما جرى في الجلسة بالاسلوب "الزقاقي".

 

شمعون: لن أصافح السوريين طالما هناك مفقودون لبنانيون في سجونهم

صحف لبنانية/شدد رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون انه لن يصافح السوريين "طالما هناك مفقودون لبنانيون في السجون السورية ولم يتم ترسيم الحدود ولم يطبق القرار 1701 وما زالت اراضينا مستباحة لهم." ولفت شمعون في حديث الى "اخبار المستقبل" الى أن الناخبين في جبيل وكسروان والمتن خلال انتخابات عام 2005 "انغشّوا" برئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون كمنقذ مسيحي وسط تركيبة إدارية تابعة للسلطات السورية". وأشار الى أن "عون مستعدّ لأن يتحالف مع الشيطان بهدف الوصول الى السلطة والكرسي".واتهم شمعون عون بأنه "قام بتهميش الطائفة المسيحية الى جانب تهميش الدولة اللبنانية". وعن ترشحه للإنتخابات المقبلة في منطقة الشوف ضمن لائحة رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط وسط إعادة ترشيح "القوات اللبنانية" للنائب جورج عدوان، قال شمعون: "اللوائح لم تتألف بعد بصورة نهائية وهناك طروحات عدة، وعندما تتألف كاملة سنتكاتف مع حلفائنا، ونحن وصلنا الى مرحلة تجعلنا من المستحيل التراجع كما من المستحيل ان نخسر". ودعا شمعون قوى الرابع عشر من آذار إلى تأليف لوائح مشتركة تضم كل قوى الاكثرية، مؤكداً بأن هنالك امكنة تتسع للجميع ضمن المعقول، رافضاً في الوقت نفسه التنازل عن الترشيح لأي كان لأنه يعتبره "تقاعساً بالنسبة لنا ولجمهورنا". وعن زيارة عون لإيران قال شمعون:" لا يوجد خلاف مع الايرانيين كشعب المشكلة هي مع المسؤولين الذين يتدخلون في شؤوننا ومع جماعاتهم في لبنان الذين ينادون بقيام دولة إسلامية على غرار إيران وعن الدعم العسكري والمادي لهذه الجماعات على حساب الدولة اللبنانية".

 

لبنانيون «يتفرجون» على المصالحات: توارت «الفتنة» ... والهدوء أولوية

بيروت - منال أبو عبس - الحياة  - 22/10/08//

تحتل كلمة «مصالحة» صدارة قائمة الكلمات التي يتعرض لها اللبناني الآن. فبعد «الفتنة» و«الخط الأحمر» و«الانتصار» التي أخذ كل منها حيزاً كاملاً في مرحلة سابقة، خلت الساحة الآن «للمصالحات» والدعوات إلى «توسيع رقعتها» والحفاظ عليها لأنها «ضمانة للوطن». وترافق ذلك، مع تهدئة على «الجبهات» السياسية، فبات الخطباء يتفادون إثارة المسائل الخلافية الكبرى، ما استلزم غياب بعضهم عن المنابر، واكتفاء بعضهم الآخر بالحديث عن مواضيع عامة أو «سياحية»... وبقدر أقل مما قد يثير الحساسيات الداخلية. لكن ما يدور في الكواليس السياسية، ليس هو ذاته ما يدور في الشارع المنقسم - كما سياسييه - بين أكثرية ومعارضة. والتهدئة السياسية التي تفترضها عمليات التحضير لمصالحة تكمل ما حصل في الجبل والشمال، لم تنعكس تفاؤلاً عاماً لدى أنصار الفريقين في كل من الشارعين، والأمثلة كثيرة: ياسين مناصر لـ «حزب الله» لا يبدو مهتماً بما يدور من حديث عن مصالحات. فـ «السياسة لم تعد تهمني، وفي النهاية كلهم مثل بعضهم... كلهم مستعدون أن يبيعونا فداء لمصالحهم»، يقول. هو يسعى وراء أي فرصة للسفر وللحصول على جنسية جديدة.

ما يقوله ياسين قد يبدو مستفزاً لدعاة «الوطنية»، ولكن بالنسبة إليه: «إذا كانت الوطنية هي عبر اللحاق بالزعيم وقت الحرب وبالتطبيل له وقت المصالحة، فأنا لست وطنياً». على عكس ياسين، يبدو باسم أكثر اهتماماً بالموضوع. هو يعمل ويعيش في دبي، وكانت الأحداث الأمنية المتكررة منعته من زيارة أهله في لبنان العام الماضي. أما الآن، فـ «الحمد لله، كلهم يحبون بعضهم، والله يديم الوفق حتى نظل نزور لبنان». ينفي باسم أن تكون قناعته هذه منطلقة من منفعــته الذاتية، ويقول: «الأكيد أن المصالحات أمــر إيجابي، هي تخدم مصلحة البلد. ثم عملياً أيهـــما أحسن، أن يتخاصموا وتكثر التوترات الأمنيــة والتفجيرات، أو يتصالحوا وتهدأ الأمور»؟.

سؤال باسم الأخير سيجيب عنه فادي المناصر لـ «القوات اللبنانية» والمشغول الآن بأخبار المصالحة مع تيار «المردة». يقول فادي إن أجواء التهدئة وإن لم تقضِ نهائياً على التوترات الأمنية المتنقلة، إلا أنها ساعدت في تخفيفها الى حد كبير. ويتحدث عن ضرورة دعم الناس خطوات التهدئة والمصالحة «لأن البلد لازم يرتاح»، من دون أن يغفل الإشارة إلى دور فريقه «التوفيقي» في استيعاب الأطراف الآخرين وتقديم الممكن للوصول إلى قواسم مشتركة «تحمي الجميع والبلد». ولكن، هل فعلاً ستحمي المصالحات لبنان؟ يبتسم ويقول: «هل حمت جلسات الحوار البلد من حرب تموز»؟

حماية لبنان هي بالضبط ما يبحث عنه «أبو ربيع»، فلا يجد من يسعى إليه في «الطبقة السياسية الحاكمة». يتحدث عن بيروت التي كانت «تحمي الجميع»، ليستنتج أن ما يحصل الآن «ليس مصالحات، بل تسويات تفرضها المرحلة». فبالنسبة إليه «ما حصل في أيار (مايو) الماضي كانت تداعياته كبيرة على الناس والنفوس، إذ فرز البلد بين قوي وضعيف»، ليسأل: «ما الذي تغير منذ أيار لتحصل المصالحة، ثم من يصدق أن المصالحة بين القوي والضعيف ستكون متكافئة»؟.

«لن تكون متكافئة»، يجيب نادر الذي يعمل نادلاً في أحد مقاهي وسط بيروت. نادر خريج إدارة أعمال في الجامعة اللبنانية ويعمل بدوام جزئي في انتظار فرصة «تحمل تذكرة سفر». يقول إنه خلال السنوات الثلاث الماضية لم يناصر أياً من الفريقين، بل على العكس «كنت أسخر من رفاقي ومواقفهم السياسية، واليوم تأكدت لهم صحة موقفي». كيف؟ يجيب: «العالم منشغل بالأزمة المالية، والبلد غارق في الديون، وأكثر من نصف الشباب عاطل من العمل، وعلى رغم ذلك يتلهى سياسيونا بأمور تخدم مصالحهم وحدها. ليتهم يلتفتون إلى هموم الناس المعيشية وتأمين فرص عمل بدل كل ما يفعلوه».

«الأهم من المصالحات هو أجواء التهدئة التي يعيشها لبنان»، هذا ما يسهل استنتاجه بعد استطلاع لآراء عدد من المواطنين. والأهم من أجواء التهدئة أن أياً من الفريقين لم يعد ينظر إلى الآخر على أنه «عدو مطلق»، إنما صديق محتمل، من دون أن يغيب عن البال أن في الأفق انتخابات نيابية مقبلة

 

أسرار جلسة مجلس الوزراء وقصة حرد أبو جمرا     

موقف موحد ولكن متدرج بحدته بين العوني والقومي وحزب الله

نجار:منصب نائب الرئيس بروتوكولي فقط

السنيورة :عدّلوا الدستور

الزئبق الأحمر والموازنة والإتفاقيات مع سوريا 

أسرة التحرير-يقال.نت

تميّزت الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء،على مدى أربع ساعات ونصف الساعة مساء أمس في السرايا الكبير برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة بانسحاب نائب الرئيس عصام أبو جمرا ،لوحده ،إحتجاجا على عدم البت بالصلاحيات التي يطلبها لنفسه ،وهي تبدأ بالحلول مكان رئيس الحكومة عندما يكون خارج البلاد ،وتمر بتوفير مكاتب له في السرايا الحكومي ،وتصل الى حد تشكيل لجنة أمنية دائمة تكون برئاسته .

وكان أبو جمرا وفي مستهل الجلسة ،وبعد تقديم سياسي من الرئيس السنيورة ،قد أثار موضوع إعداد جدول الأعمال ،فطالب أن يكون إدراج المواضيع عليه "أوتوماتيكيا"،بمجرد ورودها من الوزراء ،وألا تكون المسألة "مزاجية"بحيث تُهمل مواضيع مهمة وتُعطى أولوية مواضيع عادية أو "سخيفة"كتلك التي تُميّز جدول أعمال هذه الجلسة . وقال أبو جمرا :منذ شهرين رفعت الى رئاسة الحكومة موضوع البت بصلاحيات نائب الرئيس في مجلس الوزراء،لكن هذا الملف مبعد عن جدول الأعمال ،مع أن هذا المنصب أساسي ،وليس أدل على ذلك سوى وروده في مرسوم تشكيل الحكومة .

ودخل الوزير جبران باسيل على خط دعم أبو جمرا متحدثا عن أهمية إعطاء صلاحيات لنائب الرئيس ،"لأننا دخلنا الى الحكومة لنكون شركاء،وحتى نتمكن من أن نقوم بمهمتنا كشركاء يجب توفير ظروف المشاركة ". وتحدث الوزير القومي علي قانصو ،مطالبا بأن يتم ترئيس أبو جمرا لكل اللجان التي يُنشئها مجلس الوزراء،قائلا إن نائب الرئيس السابق عصام فارس لم "يُثر مسألة صلاحياته"(!)لأن الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان يطرح على ترئيسه على كل اللجان التي يتم تشكيلها وقال وزير "حزب الله"محمد فنيش إن الحاجة تتضح يوما بعد يوم الى وجوب تنظيم إدارة الجلسات.

وقد تكلّم وزير العدل ابراهيم نجار مستغربا طرح أبو جمرا ،بحيث أكد ان منصب نائب رئيس الحكومة غير موجود لا في الدستور ولا في الطائف ،وهو مجرد منصب بروتوكولي. ورد الرئيس السنيورة قائلا:"أنا متقيّد بالدستور واتفاق الطائف ،وفي كلاهما لا يوجد أي نص على صلاحيات نائب رئيس الحكومة ،وليكن الموضوع واضحا ،فأنا لا يمكن أن أمشي بأي موضوع من خارج الدستور واتفاق الطائف.أما إذا كان الموضوع ،يتصل بتعديل الواقع الذي أتحدث عنه ،فإن لذلك آلية خاصة ،هي آلية تعديل الدستور ." وهنا جمع أبو جمرا أغراضه وخرج ،فلحقه عدد من الوزراء الى الصالون الخلفي وأقنعوه بالعودة .عاد.جلس قليلا .ثم عاد فخرج ،حيث عقد مؤتمرا صحافيا (نعود الى مضمونه بعد قليل)

وفي الجلسة طالب وزير الدولة جان أوغاسبيان بتوضيحات حول "أسطورة "الزئبق،فقال وزير العدل إن القضاء بانتظار التحاليل النهائية للحسم باتجاه إبقاء الملف لدى المحكمة العسكرية على اساس أن هناك عملا إرهابيا أم بإحالته على القضاء العدلي على اساس أن هناك محاولة احتيال.

وفي الجلسة أيضا ،تمّ تذكير الوزراء بضرورة إيداع رئاسة الحكومة في مهلة أسبوع ملاحظاتهم على المعاهدة اللبنانية السورية بما يخص وزاراتهم ،بعد أن كانت الإتفاقيات قد وُزعت على جميع الوزراء قبل يومين . ويعتقد أن الجلسة المقبلة قد تكون مخصصة لمناقشة مشروع موازنة العام 2009 ،التي تمّ توزيع نسخ منها على الوزراء.

مؤتمر صحافي

 في مؤتمر صحافي أعلن أبو جمرا  أنه ترك "الجلسة بالفعل احتجاجًا على موضوع هام، يتمثل في رفض إدراج موضوع على جدول الأعمال لجلسات مجلس الوزراء رغم المطالبة بذلك من قبلي ومن قبل أحد الوزراء الآخرين منذ شهر ونصف أو شهرين، وحتى اليوم لا يُؤتى على ذكره ولا يُجاب على الوزير لا خطيًا ولا شفهيًا بشكل واضح، بينما نلاحظ على الجدول مواضيع ثانوية تنظر في أمور روتينية إلى درجة يشعر فيها الوزراء بالنُعاس في النهاية، فيمررون الأمور الواحد تلو الآخر"، على حد تعبيره. واعتبر أبو جمرا أن "كل المواضيع عبارة عن "تمريقات"، أو لا لزوم لها ويمكن الاستغناء عنها، لذلك تركت مجلس الوزراء الآن احتجاجًا على هذا الموضوع حتى يُؤخذ به في المستقبل"، مشددًا على أنه "حين يتم التقدم بموضوع يجب أن يُعرض خلال أسبوع، أو يُفاد الوزير المتقدم بالمشروع بسبب عدم عرضه على جدول أعمال مجلس الوزراء". وردًا على سؤال، أكد ابو جمرا أن "أحد هذه المواضيع هو أن نائب رئيس الحكومة يجب أن يكون فعلاً نائبًا لرئيس الحكومة، ومرسوم تنظيم أعمال مجلس الوزراء لا يأتي على ذكر هذا المنصب، ويجب أن يعدّل المرسوم بشكل يكون فيه اسم نائب رئيس الحكومة موجودًا كما هو، أي أنه ينوب عن رئيس الحكومة في غيابه، وأن يُمارس أعماله من مقر عام رئاسة مجلس الوزراء، فلا يجوز أن يبقى نائب رئيس الحكومة في بيته. وقد قال أحد الزملاء، وهذا مؤسف، إنها وظيفة شرفية، لكن في الوظائف العامة ليس هناك من وظائف شرف".

وأشار إلى أن حضوره في جلسات الحكومة المقبلة سيتقرر "حسب الوضع الذي سيكون قائمًا، فإذا عُرضت هذه المواضيع على مجلس الوزراء سأحضر بالتأكيد".

متري والبيان الرسمي

عقد مجلس الوزراء جلسته برئاسة الرئيس السنيورة وحضور الوزراء الذين غاب منهم الوزراء: الياس المر، الياس سكاف، غازي زعيتر، طلال أرسلان وإيلي ماروني ونسيب لحود. وقد غادر عدد من الوزراء قبل انتهاء الجلسة ولأسباب مختلفة. استهل الرئيس السنيورة الاجتماع بالإشارة إلى الجلسة التشريعية المهمة التي عقدها المجلس النيابي اليوم (امس)، والتي انتهت إلى إقرار قانون المجلس الدستوري، وهو ما يرتب على مجلسي النواب والوزراء مسؤولية لجهة الإسراع في تعيين أعضاء المجلس الدستوري العشرة. وأطلع الرئيس السنيورة الوزراء على الكتاب الذي وجهه إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشأن التهديدات الإسرائيلية والتي اعتبرها الكتاب بمثابة اعتداءات على لبنان. كما تحدث عن الكتاب الذي وجهه أيضا، تنفيذا لقرار سابق لمجلس الوزراء، إلى الأمين العام للأمم المتحدة بشأن ما خلفته القنابل العنقودية في جنوب لبنان، ولجهة مطالبته ببذل الجهد لكي تتوافر الأموال حتى يتابع العمل الحيوي في جنوب لبنان بالإمكانيات الضرورية له. وأبدى رئيس مجلس الوزراء ارتياحه الى نزع الصور في بيروت لما هي إشارة إضافية إلى تحسن الأحوال وسير لبنان باتجاه التهدئة والمسالمة بين اللبنانيين. وأشار أيضا إلى زيارة وزير الخارجية فوزي صلوخ لدمشق بعد إعلان الجمهورية العربية السورية إقامة علاقات ديبلوماسية مع لبنان، وتحدث عن الاتفاقات المعقودة سابقا بين سوريا ولبنان وعن دراستها من الوزراء أفرادا ومجتمعين بروح الحرص على مصلحة لبنان وعلى المصلحة اللبنانية ـ السورية المشتركة وعلى المصلحة العربية.

ثم تحدث الرئيس السنيورة عن تأثيرات الأزمة المالية الدولية على الاقتصاد الفعلي في العالم، وعن المراجعات والدروس والسياسات التي يتطلبها الخروج من هذه الأزمة وأهمها ما يتصل بالتعاون بين القطاعين العام والخاص، فالقطاع الناظم هو القطاع العام في غير مجال من مجالات الاقتصاد والمال. وأكد أننا في لبنان والحمد لله، ومن دون مبالغة ولا تباه، لم نتأثر بهذه الأزمة كسوانا، غير أننا بالرغم من ذلك مدعوون لأن نكون شديدي الدراية المالية والاقتصادية. وأشار إلى الورقة التي سبق توزيعها على الوزراء والمتعلقة بالدين العام وعن مشروع موازنة 2009، وقد أعد ووزع على السادة الوزراء وسوف يكون موضوعا لاجتماعنا في مجلس وزراء قريب. وبعد ذلك أطلع الوزير تمام سلام مجلس الوزراء على المشاركة اللبنانية في الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة الفرنكوفونية التي عقدت في مدينة كيبيك في كندا، والتي أظهرت مدى الاهتمام الفرنكوفوني بلبنان، والتقدير الذي يكنه الجميع لدور لبنان وللعمل الكبير الذي يقوم به بلدنا استعدادا للألعاب الفرنكوفونية التي ستجري في الخريف المقبل في لبنان.

وأشارت وزيرة التربية الوطنية بهية الحريري، إلى عدد من القضايا الملحة المتصلة ببدء العام الدراسي، ومنها تصديق عقود الأساتذة ومباراة اختيار الأساتذة في التعليم الثانوي. وفي هذا السياق جرت الإشارة إلى الهبة السعودية التي تغطي رسوم التسجيل والكتب للتلامذة في التعليمين الأساسي والمهني، وإلى تبرع النائب سعد الحريري ببناء عدد من المدارس في مختلف أنحاء لبنان.

ثم أثير موضوع الحرائق الكبيرة التي شهدها لبنان في الآونة الأخيرة وجرى البحث في ضرورة تعزيز القدرة بشكل سريع وجاد، على التصدي لها بشريا وتقنيا، وجرى بحث تفصيلي في عدد من القضايا في هذا الصدد.

وأطلع وزير المالية المجتمعين على ما دار في اجتماعات حضرها في لوكسمبورغ حيث التقى وزراء المال من الدول الأوروـ متوسطية، وعلى الاجتماع السنوي الذي عقد في واشنطن لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي والذي كان بالنسبة الى وزير المالية فرصة للقاءات مع المؤسسات الدولية والإقليمية المشاركة في الاجتماع ومع عدد من الوفود، فكان فرصة لإعطاء رسالة إيجابية عن استقرار الوضعين النقدي والمصرفي في لبنان، وللحديث عن المساعدات التي التزمت بها الدول المانحة في اجتماع باريس ـ 3 العام الماضي والتي تأخر بعضها لأسباب لبنانية، وبعضها الآخر لأن الدول المانحة ربطت المساعدات، كما قالت في باريس ـ 3 وليس هذا بالأمر الجديد، بإجراءات إصلاحية كان لبنان قد التزم إجراءها. وكان هذا البحث بين وزير المالية والمسؤولين في المنظمات الدولية والدول المانحة مناسبة للتأكيد أن هذه الحكومة، كما جاء في بيانها الوزاري، ستعمل على الإسراع في إنجاز الإصلاحات التي وعدت والتزمت بها. وأشار إلى تأكيد الاتفاق المبدئي بين لبنان وصندوق النقد الدولي والمتعلق بالمعاملة الاستثنائية التي خص بها لبنان منذ العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز 2006 وحتى يومنا هذا، وأهمية الاتفاق هذا لا تقتصر على مبلغ المساعدات التي يقدمها صندوق النقد الدولي بل على تعزيز ثقة المانحين الآخرين استنادا إلى تقويم الصندوق لوضع لبنان المالي والاقتصادي.

وتحدث وزير الداخلية زياد بارود عن الإعداد للانتخابات، وأشار إلى الكتاب الذي وجهه إلى الهيئات التي ستسمي مرشحين لتمكين مجلس الوزراء من تعيين الهيئة المشرفة على الانتخابات، وتحدث عن اجتماع عقده بالأمس مع الجهات المانحة التي أبدت استعدادها لدعم لبنان في الإعداد وفي تنظيم العملية الانتخابية، وهي جهات مختلفة عربية ودولية، فكان تحديد من لبنان للاحتياجات الرئيسية والمهل الزمنية التي يلزمها تنفيذ كل ما خطط له، حتى تستطيع الجهات المانحة في ضوء ذلك، أن تحدد التزاماتها وتفي بها. وتحدث الوزير بارود أيضا عن الإسراع في إعطاء بطاقات الهوية لطالبيها من اللبنانيين وقد استحدث لذلك 12 مركزا في المناطق اللبنانية كافة. وخلص إلى الحديث عن خطة الطوارئ لمكافحة الحرائق لا سيما لجهة شراء طوافات وغيرها من المعدات بأموال المتبرعين.

وبعد ذلك جرى بعض الأخذ والرد في كيفية مقاربة صلاحيات نائب رئيس مجلس الوزراء، وجرت مناقشة طريقة عمل مجلس الوزراء وصلاحيات رئيسه في وضع جدول أعماله بناء على اقتراحات الوزراء. ثم ناقش المجلس البنود الواردة في جدول أعماله واتخذ القرارات المناسبة بشأنها«.

حوار

بعد ذلك أجاب الوزير متري على أسئلة الصحافيين، وسئل عن سبب مغادرة بعض الوزراء الجلسة، فأجاب: »غادروا لأسباب مختلفة، والبعض منهم كانت لديه ارتباطات«.

وعن انسحاب ابو جمرا وعقده مؤتمراً صحافياً اعترض فيه على عدم ادراج صلاحيات نائب رئيس الحكومة على جدول أعمال مجلس الوزراء، أجاب: »عندما انسحب من الجلسة لم نعلم أسباب انسحابه، وأنا الآن أسمع منكم أنه قال لكم هذا الكلام. أنا لم أسمع قوله، ولكن في الحقيقة جرى نقاش كما قلت في مجلس الوزراء حول صلاحيات نائب رئيس مجلس الوزراء وكانت وجهة نظر رئيس الحكومة معروفة، ان هذه مسألة دستورية تتصل بتطبيق اتفاق الطائف، أو تعديل الدستور الذي عدّل بعد اتفاق الطائف، وقوله ان الوقت ليس مناسباً لتعديلات في الدستور، وان المكان ليس بالطبع هو لمناقشة الحكومة، هذا كان رأي رئيس الحكومة. هناك عدد كبير من الوزراء يشارك رئيس الحكومة هذا الرأي، ولكن عند الوزراء جميعاً وعند رئيس مجلس الوزراء استعداد للتفكير والحوار في أمر عمل نائب رئيس مجلس الوزراء داخل مجلس الوزراء من دون الحديث عن إجراء تعديلات دستورية«.

وعن سماع أبو جمرا كلاماً قاسياً وقول احد الوزراء ان هذا منصب شرف فتضايق من ذلك، وهل يجوز التعاطي مع نائب رئيس الحكومة داخل مجلس الوزراء بهذه الطريقة، أجاب: »لا أعرف إذا كنت حاضراً الجلسة أم لا، ولكن لا يجوز لوزير أن يشرح ان منصب نائب رئيس الوزراء لا ينص عليه الدستور، وهذا كان لقباً يعطى لأحد الوزراء، وأحياناً كان يعين نائب رئيس الوزراء من دون حقيبة وزارية، وطالما أن هذا المنصب غير منصوص عليه في الدستور فغالباً ما يكون شرفياً، لكن كان ايضاً نائب رئيس الوزراء يقوم ببعض الأدوار في بعض الحالات وهذا من باب توصيف الواقع التاريخي ولا أرى في هذا الكلام إساءة إلى أحد على الاطلاق«.

وعن تهديد أبو جمرا بمقاطعة جلسات مجلس الوزراء، وكيف سيتم ذلك، أجاب: »أنا لم أسمع تهديده، هو خرج من الجلسة ولم يهدد أحداً«.

وسعن تهديده في مؤتمره الصحافي، أجاب: »أعتقد ان هناك وسائل للحوار والمعالجة غير المؤتمرات الصحافية والتهديدات، أعتقد ان هنالك وسائل أفضل لحل هذه المشكلات من الوسيلة التي تقولين عنها«.

 

 موسوعة "تاراتاتا"...الدستورية     

فاضح الغشّاش/يقال نت

إلى من تذهبون عندما ينخر السوس أسنانكم؟ الى عالم دستوري أو بروفسور في القانون أم الى طبيب أسنان?

طبعا تذهبون الى طبيب أسنان. هذا ما فعله تماما العماد ميشال عون ،عندما كان في منفاه الباريس،بحيث تراكمت عليه فاتورة لطبيبه نبيل نقولا وصلت الى أربعين ألف يورو. ويوم قرر عون العودة الى لبنان ،إستدعى نبيل نقولا ،وقال له :"يا بوب،هل تريد فاتورتك أم نمرة زرقاء في لبنان؟"،فأجابه نقولا غير مصدق أذنيه :طبعا ،نمرة زرقاء ،وباسبور غير شكل، لا يضطرني أن أخلع حذائي في المطارات."(نبيل نقولا يكره هذا التدبير ،فجواربه تبقى ممزقة و"ريحتها"طالعة)

وهكذا طار نبيل نقولا من العيادة الى قبة البرلمان،وفق ما روى ،مرة بحضوري،أنا فاضح الكشاف في باريس على صحن "تارتار"وكأس نبيذ أحمر ،في مطعم "تياتر دو بار"في شارع "مونتاني"الراقي . إلا ان نبيل نقولا ،نسي أصول اللعبة ،فحسب أن الإختصاص هو إبن طبيعي ل"النمرة الزرقا"وليس للعلم والمتابعة ،لذلك نقل نفسه فجأة من مهنة "الخر-بر"الى مهنة تقديم الفتاوى الدستورية .

كلما سمع العلامة حسن الرفاعي يتكلم ،يهتز بدته،ويصرخ :أريد كاميرا ،فهذا الرجل يتكلم في الشؤون الدستورية ،وهو لم يعد يملك نمرة زرقاء."

وتركض "المنار"وشقيقاتها المناضلات على أسرة المال الحلال. وكلما سمع إبراهيم نجار يتحدث في القانون والدستور يثور وينفعل:من أين أتانا هذا الرجل في آخر زمان ،شو بفهمو ،فهل هو من استلهم الحكمة من علاج الفم الذهبي لمفتينا الأكبر ومرشدنا الأعلى وواهبنا مقعدنا الوثير.

 ويقرر نبيل نقولا ،بلا لف ودوران أن يضع حدا لهذه الخزعبلات التي يرميها أمثال حسن الرفاعي وابراهيم نجار ،فيخرج علينا حاسما :"كلام نجار على أن منصب نائب رئيس الحكومة هو منصب شرف خطر للغاية"،ويحدق بعينيه الى البعيد،ويتقصد أن يُبلور بحّة صوته ،لان ثمة من قالت له إنها "بحة جذابة"ويعلن :" أتفاجأ من سماع وزير العدل يتكلم هذا الكلام، وهذا الكلام خطير لانه اذا كان مركز شرف لا يعود لدينا الثلث الضامن، ثم اذا منصب شرف، هل نحمل اليوم الخزينة اموالا طائلة من اجل مناصب شرف؟".فظيع ،أنت يا "بوب".فظيع أنت يا "حاج". يسمع هذا الثناء مرفقا بالتصفيق من مجموعة ينخر السوس أسنانها، وبعضها لا ينام من الألم طوال الليل،لأن الدكتور نبيل مشغول بتصحيح الأخطاء الدستورية التي يرتكبها متطفلون أمثال الرفاعي ونجار ،فيُضيف :

"المقصود اليوم ليس ابو جمرا، بل الطائفة الارثوذكسية، لان لا دور لديها اليوم في الحكم" وسمع الجنرال أبو جمرا هذا الكلام ،ففرفح قلبه ،لأنه علم أنه يسير على السراط المستقيم ،فسارع متكئا على فتوى أخيه بالعونية نبيل نقولا ليقول لإعلام "حزب الله":"إنه ليس مستعدا ليكون مجرد ضيف شرف أو حامل حقيبة في الحكومة" مشدداً على أن لا وجوب لتعديل الدستور في حالته موضحاً أن مرسوم تنظيم أعمال مجلس الوزراء لا يأتي على ذكر اسم نائب رئيس مجلس الوزراء وهذا خطأ فادح يجب تصحيحه. وعلق أبو جمرا على الكلام عن أن فتح موضوع الصلاحيات أتى ليغطي على "تداعيات" زيارة العماد عون لايران مؤكداً أن "ايران ليست بحاجة لتغطية زيارتها" مشدداً على أن زيارة عون كانت مبرمجة وعلنية وايجابية في نتائجها.

وهنا لم يعد أحد يهتم بما يقوله حسن الرفاعي وابراهيم نجار فنبيل نقولا أفتى وعصام أبو جمرا وضع نقطته على السطر و"الجنرال"يُرندح "تاراتاتا"في عملية تهيئة نفسية لإطلالة تأديبية جديدة .

 

ماذا يبقى في المجتمع بعد استعمال السلاح والأذية؟

فؤاد عماد شهاب

لن ينسى اللبنانيون عموماً والبيروتيون خصوصاً رد فعل "حزب الله" في 7 أيار وما بعده على قراري حكومة دولة الرئيس فؤاد السنيورة. فالتجاوزات التي شهدتها بيروت والجبل تلك الأيام رسخت في أذهان المواطنين مشهداً كانوا إعتقدوا أنه أصبح من التاريخ بعد إتفاق الطائف.

تلك الحوادث خلفت قتلى وجرحى وأضرارا في الممتلكات، لكن الخسارة كانت في تكريسها روحا مذهبية حادة لطالما تخوف اللبنانيون من وصول عدواها اليهم، فتغيرت طريقة تعاطي الناس في ما بينهم وبرز شرخ عمودي في المجتمع تجلى بنصب اعلام الحزب المسيطر في كل منطقة. أما المواطن المقيم عند "الجانب الآخر" فعاش هاجس الرعب من بندقية تنتظره خلف العلم. تلك كانت نتيجة للوقع النفسي والاجتماعي الذي خلّفه استعمال السلاح في الداخل اللبناني الهش. وفي هذا الصدد يقول الدكتور نبيه عيد، الاختصاصي في علم النفس والاستاذ المحاضر في الجامعة اللبنانية- الاميركية، "إن للسلاح تأثيراً في نفسية الفرد له أوجه كثيرة، أولها النزوع إلى السيطرة بالقوة مما يولد في الفرد نزعة ً نرجسية. فامتلاك السلاح يعطي وهم القدرة على انتزاع ما لا يـُستطاع أخذه بالتعامل البشري العادي".

ويلاحظ أن "الأخلاق فـُقدت في العلاقات الاجتماعية والانسانية، لذا باتت العودة إلى احترام الرأي الآخر ضرورية جداً وأساسية . فلماذا فرض الرأي بالقوة من دون حوار، ولماذا اللجوء الى السلاح للفصل في خلافات سياسية؟".

استعمال السلاح من أجل الإعتداء او العنف يؤدي الى الأذية. وواضح أن الفرد الذي يلجأ إلى العنف يكون من دون رادع، فهو يسيّر الأمور كما يريد ويحاول إلغاء الطرف الآخر. وفي تذكير لما أدى إليه إستعمال السلاح في الحرب الاهلية، يقول عيد: "أبداً لم يحل السلاح اي مشكل، وأكبر مثل على ذلك الحرب الاهلية التي لم تؤد الى انتصار كامل لأي من الاطراف. ففي الأسس الديمقراطية والعلاقات الاجتماعية تحصل انتخابات ولكل فرد رأيه الحر في المجموعة". وتساءل عن الجدوى من النظر اإلى الأمور بنرجسية. وأعطى مثلاً على أهمية التربية في المنزل رابطاً إياها بالانتخابات: "الطفل الذي يتعلم منذ نشأته من التقليد ويرى السلاح ومشاهد العنف، يعتبر أن استخدام السلاح وسيلة مشروعة . بينما الراشد المدرك يعلم ان لا اكراه امام صندوق الاقتراع، فمن يستعمل السلاح قد يستطيع عرقلة حملة انتخابية ما، أو تعطيل الإنتخابات، ولكن يصعب ان يزور انتائجها، والنتيجة النهائية لن تتغير". فرأي الانسان لا يشترك فيه احد حتى تحت التهديد، ولا بد للمجموعة ان تكون اقوى حيث لا احد يستطيع ان يلغي صوت الآخر. والشعب اللبناني أكثر وعياً مما يظن بعضهم، على رغم امكان الانعكاس السلبي لما جرى على الانتخابات، والاتكال هنا على توعية تتولى فيها الصحافة وكذلك رجال الدين دوراً كبيراً.

وأكد أن السلاح مفيد في "المقاومة الشريفة التي تحرر الارض وكلنا معها". وأضاف: "في هذه الحال السلاح مطلوب لأن الهدف نبيل وهو تحرير الوطن والدفاع عنه. فالمقاومة أتت ثمارها في بيروت وفي الجنوب، ولكن ليس هناك اي دور للسلاح في الداخل. يجب افهام الناس ان صوتهم يكفي وان الوقت حان الوقت لتحديد الخيارات". وانطلاقاً من ذلك خلص الى إستنتاج ان السلاح ليس وسيلة للحل بل الحوار ("واجعلوا الامر شورى فيما بينكم")، الا اذا كانت هناك تهيئة لفرض الرأي بالقوة والخوة والترهيب".

أما الدكتور بول طبر، الاختصاصي في علم الاجتماع والاستاذ المحاضر في الجامعة اللبنانية- الاميركية فيشير إلى أن "تجربة ايار تركت من دون شك مردوداً سلبياً على العلاقات بين المجموعات السياسية في البلاد، اهمها انها ادت الى المزيد من الاصطفاف الطائفي والاستقطاب والتوتر في العلاقات بين الطوائف، في المعنى السياسي والاجتماعي والثقافي للكلمة. فلا شك ان العقم الاساسي في هذا الاسلوب يتأتى عن العنف والخروج عن الطريقة السلمية التي اعتمدها لبنان عبر نظامه السياسي لحل الخلافات في اطار القوانين والنظم اللبنانية، وهذه افضل بكثير من اللجوء الى السلاح اياً يكن الطرف الذي يستعمله".

ويشرح ان "استعمال السلاح لحل الخلافات يدل على ان مجموعة قررت رفض منطق الدولة بقرار ذاتي، ولكنه فوق ذلك يدل على عقم في النظام الذي يكون أثبت عجزه. فعندما يشعر اللاعب السياسي انه لا يستطيع حل خلافاته مع الاطراف الآخرين، تكون هناك ضرورة لاعادة النظر في النظام من اجل تفادي اللجوء الى السلاح والشارع والعنف لفض الخلاف".

وفي رأيه ان "العقم الاساسي يكمن في النظام السياسي، فهو نظام طائفي قائم على توازنات دقيقة، فأي مكسب لأي طرف حتماً سيكون على حساب طرف آخر، مما يعني ان اي تحسن في وضع اي طرف سيكون على حساب طرف آخر او طائفة أخرى ، وهذه عملية توصل الى تشنجات ودورات عنفية شهدها النظام اللبناني" . ويقول: " في تقديري اذا تم التطوير وصولاً الى نظام علماني يقوم على المواطنة بدل منطق التمثيل الطائفي، فستتولد ديناميات سياسية وقواعد عمل سياسي مريحة اكثر، فلا يتشنج الناس على اساس طائفي بل على اساس حقوق المواطن، وبالتالي لا ينقسم المجتمع طائفياً بل عقائدياً او على اساس سياسي يتخطى العائلية والمناطقية والطائفية".

ويرى طبر ان "الفرد طائفي لانه يخلق ويعيش ويتعرض لضغوط طائفية تدفعه في اتجاه طائفي. فاذا اردت ان تجد وظيفة، عليك ان تذهب إلى الزعيم الذي يدعي تمثيل طائفتك، مما يضطر الفرد الى التعصب او إلى ان يحد نفسه بالطائفة ويستدعيها لحل مشاكله ومساعدته في الحياة. فالمسألة ليست في الفرد بل في النظام".

ويختم بأن "مردود السلاح النفسي سيىء على كل الاصعدة ومن ضمنها الانتخابات النيابية، فالناس سيتشنجون والخاسرون في هذه العملية هم أبناء الأقليات الموجودون في دوائر معينة وسط اكثريات طائفية، فتصبح الأقليات ضحية العصبيات الطائفية للمناطق التي ينتمون اليها . والتشنج المسلح يؤدي الى شد الطائفة بعضها على بعض أو بالأحرى تصلبها، مما يؤدي الى ظلم الاقليات وبالتالي يسود منطق المدحلة وإن على مستوى قضاء . وهذه توصل إلى مزيد من العصبية الطائفية التي تولد انقساماً حاداً في المجتمع اللبناني".

 

عون يخطط لحكم البلاد وأبو جمرا يشعلها

موقع تيار المستقبل/المصالحة المسيحية على الرف بعدما اكد رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية ان المصالحة "يجب ان تتم وفق شروطنا، والا فستين عمرها ما تكون مصالحة. بقينا ثلاثين سنة بدون مصالحة، نبقى ثلاثين سنة أخرى".

اما الرئيس عمر كرامي فقال لصحيفة "السفير" انه لا يمكن أن تحصل مصالحة بينه "وبين سمير جعجع تحت أي ظرف، ولا تحت أي شرط مهما كان، إلا إذا استطاع جعجع أن يرجع الرئيس الشهيد رشيد كرامي". و ردّ النائب فريد حبيب على كرامي وفرنجية، مذكّراً الأول "بأن المجرم والقاتل الحقيقي هو ذاك الذي شلّ قدرات الجيش اللبناني وسعى الى تقويض ركائز الدولة اللبنانية، مشرعاً أبواب اللبنانيين أمام الغرباء"، معتبراً أن "التزام القوات اللبنانية اتفاق الطائف دفع ببعض الفاجرين للاعتقاد بأن تحميلها وحدها تبعات الحرب وكل الجرائم المروّعة، من شأنه إعادة إحياء واقعهم السياسي المفلس"، فيما رأى أن "فرنجية وجماعته مطالبون قبل سواهم بتبرئة ذمتهم تجاه مئات العائلات من كل الجرائم والانتهاكات التي سبقت حادثة إهدن وخلالها وبعدها".

صحيفة "النهار" نقلت عن مصادر في "القوات اللبنانية" قولها ان طرح فرنجيه مزيداً من الشروط "زاد اقتناع قيادة القوات بأن مسار عرقلة هذه المصالحة اصبح مكشوفاً، وان الفريق الآخر لا ينوي تسهيلها وعلى الارجح فهو لا يريدها".

مجلس الوزراء والانابيب

على محور مجلس الوزراء تبلغ امس المجلس من وزير العدل ابرهيم نجار ان التحقيقات في موضوع الانابيب المصادرة من مجموعة قيل انها ارهابية "لم تثبت اي شيء. وتوالى على الكلام عدد من الوزراء، فقالوا ان ما اثير في هذا الموضوع كان "تسويقا اعلامياً يريد الصاق تهمة الارهاب بلبنان". ونقلت صحيفة "النهار" عن مصادر امنية ان الانابيب التي ضبطت في حوزة ما اصطلح على تسميتها "خلية الانابيب" قدعرضت على الوكالة الوطنية للطاقة الذرية بناء على اشارة القضاء، بعد عرضها على كثير من المختبرات الخاصة، فتبين ان ليس فيها مواد مشعة.

ابو جمرا يشعلها

نائب رئيس مجلس الوزراء اللواء عصام ابو جمرا اثار في الجلسة موضوع صلاحياته فردّ الرئيس السنيورة بأنّ الامر دستوري وله آليات خاصة به. وأيده بعض الوزراء واقتصر تدخل الوزير جبران باسيل على موقف سريع فغادر ابو جمرا الجلسة احتجاجا ثم عاد الى الاجتماع ثم غادر الجلسة بعد ساعة، وأكد لـصحيفة "السفير" أنه قرر مقاطعة جلسات الحكومة من الآن فصاعدا، وأنه لن يشارك إلا إذا وضع اقتراحه على جدول الأعمال.

وزير الاعلام طارق متري قال ان مغادرة ابو جمرا الجلسة تمت "من غير ان يعرف المجلس السبب".

ونقلت "السفير" عن مصدر حكومي قوله إن ما قام به أبو جمرا يعود إلى أن رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون قرر إثارة قضايا ذات صلة برئاسة الحكومة لتحويل الأنظار في اتجاهها بعد الضغوط والانتقادات التي تعرض لها بسبب زيارته إلى إيران.

صحيفة "السياسة" الكويتية نقلت عن مصدر مطلع على أجواء زيارة العماد ميشال عون إلى إيران أن الاخير قدم نفسه هناك بأنه قادر على حكم لبنان في مواجهة المشروع الأميركي, إذا توفر له الدعم الخارجي, ووفقاً لخطة متكاملة تعيد ترتيب الوضع الأمني برمته, بحيث يتم إلغاء الطائف لصالح صيغة جديدة للحكم, وذكّر عون المسؤولين الإيرانيين أن اتفاق الطائف الذي نتج عن تسوية أميركية-سعودية-سورية, حرمت المسيحيين من قدرتهم على الحكم, فكان من الطبيعي أن تتقدم طائفة أخرى مدعومة من السعودية لتتحكم بالبلد, على حساب المسيحيين والشيعة.

ولفت عون المسؤولين الإيرانيين إلى أن خطته تتضمن البنود التالية:

1- تسهيل التدخل العسكري السوري في الشمال والبقاع اللبنانيين لضرب الحركات والقوى الإسلامية "المتطرفة", ويمكن أن يتم ذلك الشهر المقبل.

2- الإعداد للانتخابات النيابية بشكل مشترك بين قوى المعارضة "8 آذار" بمختلف قواها السورية والإيرانية.

3- بعد الفوز بالانتخابات ونيل أكثرية الثلثين في مجلس النواب, وتشكيل حكومة من قوى "8 آذار" يتم تجنيس - بواسطة قانون خاص - عدد كبير من المسيحيين العراقيين وخصوصاً الكلدان, بحيث يشكلون قوة موازنة ديمغرافياً للطائفة السنية, وتتولى الحكومة توزيعهم في المناطق التي تناقص فيها عدد المسيحيين اللبنانيين وتحولت إلى مناطق ذات أغلبية سنية, ومن أهم هذه المناطق مدينة طرابلس.

4- تعديل جذري في بنود اتفاق الطائف, وخصوصاً ما يتعلق بصلاحيات رئاسة الجمهورية, وإعادة النظر بمبدأ المناصفة, وتعديله بما يخدم الشيعة والمسيحيين.

5- تقصير ولاية الرئيس ميشال سليمان, وإجراء انتخابات مبكرة تدخل عون إلى سدة الرئاسة.

ويقول المصدر ان الايرانيين لم يوافقوا على هذه الخطة ولكنهم لم يرفضوها, و برأي المصدر المطلع أن مستقبل الدور الشيعي في لبنان ليس جلياً في هكذا مشروع, بالإضافة إلى أن إعادة توكيل النظام السوري بإدارة لبنان, وهو الذي بدأ مفاوضات منفردة مع إسرائيل, يجعل مصير "حزب الله" على المحك, لذا تريث الإيرانيون في إجابة عون, ولعلهم يريدون بت الأمر مع المسؤولين السوريين أولاً, من دون إغفال حساباتهم الدقيقة مع السعودية.

على الجانب السوري يبدو عون مطمئناً جداً لخطته, إلى درجة أن المصدر المطلع جزم أنها خطة سورية في الأساس, تريد دمشق فرضها على اللبنانيين وعلى حلفائهم الإيرانيين في الوقت نفسه, وقد جاء كلام عون عن نيته الأكيدة بزيارة سورية, كتحصيل حاصل.

وتفيد المعلومات أنه كان ينوي القيام بهذه الزيارة مباشرة بعد زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى دمشق, ولكن السوريين هم من نصحوه بالذهاب إلى طهران أولاً, كي لا يبدو أن عون مرسل من قبلهم, أو لتسويق خطتهم.

مفاجأة الأسد

على محور آخر نقلت "السياسة" عن ديبلوماسي خليجي في مقر الامم المتحدة بنيويورك قوله ان السوريين "قد يكونون أبلغوا الامانة العامة للمنظمة الدولية رفعهم الحظر عن ارسال قوات دولية بعدد محدود بألفي جندي من جنوب لبنان الى الحدود الجنوبية - الشرقية مع سورية لاستكمال سد الحدود برمتها بين الدولتين الجارتين بعد الانتشار السوري الكبير بنحو 12 الف جندي من مشارف البقاع الشمالي حتى الحدود البحرية الشمالية, تنفيذا لتعهدات بشار الاسد المتتالية للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ولوعد قطعه وزير الخارجية السوري وليد المعلم لنظيرته الاميركية كوندوليزا رايس منذ ثلاثة اسابيع تقريبا بتطبيق حميم للقرار الدولي 1701 الذي يمنع تهريب السلاح والمقاتلين من سورية الى "حزب الله" والفصائل الفلسطينية المتطرفة في لبنان وقد اعلن الاسد نفسه ان هذا الانتشار هو تنفيذ لهذا القرار". واعرب الديبلوماسي عن قناعته "بأن تستمر الخطوات السورية الايجابية تباعا كأن يفاجئ الأسد المجتمع الدولي بقبول ترسيم الحدود مع لبنان ابتداء من مزارع شبعا ومنح الحكومة اللبنانية وثيقة تثبت لبنانيتها لاحراج اسرائيل تمهيدا لاخراجها من تلك المزارع".

وقال الديبلوماسي "يبدو أن الرئيس السوري حصل اخيرا على تطمينات غربية بألا يتجاوز القرار الظني في المحكمة الدولية الذي سيعلنه رئيس لجنة التحقيق دانيال بلمار في اواخر هذا العام المتهمين الرئيسيين في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري ورفاقه من امنيين وسياسيين سوريين ولبنانيين الى المناصب العليا في النظام السوري والنظام اللبناني السابق المتمثلة برئاستي الجمهورية وقيادات الاستخبارات ونيابة الرئاسة السورية ومواقع رفيعة محيطة بها".

مطالب 14 آذار في بعبدا

وامس زار وفد من الأمانة العامة لقوى 14 آذار قد زار رئيس الجمهورية ميشال سليمان في بعبدا وكشفت مصادر مطلعة لصحيفة "اللواء" أن الوفد طرح مع رئيس الجمهورية أربع نقاط، سبق وأثارها مع رئيس الحكومة:

1- الاستفادة من الموقف السوري الايجابي لتنفيذ كل مندرجات القرار 1701.

2- ضبط الحدود من الجانب اللبناني وإرسال جيش وقوى أمن للقيام بهذه المهمة.

3- بحث قضية المعتقلين والمفقودين في السجون السورية، بصرف النظر عن النتائج المأساوية، إذ أنه لا بد من مواجهة الحقيقة.

4- سحب السلاح الفلسطيني خارج المخيمات انفاذاً لمقررات مؤتمر الحوار الوطني.

وقالت المصادر ان رئيس الجمهورية أكد أنه مع تنفيذ كامل بنود القرار 1701، وانه يسعى مع السوريين وغير السوريين لتنفيذه.

اما بالنسبة لضبط الحدود فقال ان ما تطالب به قوى 14 آذار هو مطلب حق، لكن الامر صعب التحقيق، لان معظم افراد الجيش مكلفة بمهام في الداخل، وهي مهمات دقيقة، فلا نستطيع ان نفرغ عناصر الجيش للقيام بهذه المهمة في الوقت الحاضر.

وحول قضية المعتقلين في السجون السورية رأى انه مع ضرورة البت بسرعة في هذه المسألة لكنه لمس عندما اثار هذا الموضوع مع الرئيس الاسد ان النتائج ستؤدي الى وضع مأساوي للبعض. 

 

سليم عون: منصب نائب رئيس الحكومة ليس منصب شرف

صوت الشعب

اتهم عضو"تكتل التغيير والإصلاح" النائب سليم عون الطرف الآخر" بالمماطلة في إدراج موضوع صلاحيّات نائب رئيس مجلس الوزراء"، مشدّداً على" أنّ هذا المنصب ليس منصب شرف". ودعا إلى" أن يكون هناك نظام داخلي في المجلس الوزاري يرعى أكثر صلاحيات نائب الرئيس ليصل إلى مواءمة الوزراء مع بعضهم البعض "، نافياً مطالبة "تكتل التغيير والإصلاح" بـ"تعديل الدستور في هذا المجال". وأضاف: "لو لم يتم استفزاز نائب رئيس مجلس النواب عصام أبو جمرا من قِبَل أحد الوزراء في الجلسة أمس، لما أقدم على هذه الخطوة"، معلناً عن" خطوات تضامنية سيتخذها "التكتل" بعد القيام باتصالات ومشاورات". وعن المصالحة المسيحية رأى وجوب" أن تتم بطريقة مدروسة"، متهماً "القوّات" بأنها تريد "استغلال المصالحة لدواعٍ انتخابية ". واعتبر عون ان" الزيارة الأصعب تمّت إلى إيران"، وسأل عن" الجدل الذي سيتم عند يزور عون سوريا ".

 

عون يستحضر أساليب نظام الوصاية السابق لمواجهة خصومه السياسيين 

 معروف الداعوق

التاريخ: 22 تشرين الاول 2008 المصدر: اللواء

يحرص رئيس تكتل الاصلاح والتغيير النائب ميشال عون، على استحضار نفس اساليب ووسائل نظام الوصاية السوري السابق، لمواجهة خصومه السياسيين، ويكرر استعمال نفس التعابير، لتسليط الضوء على بعض الملفات والقضايا المعنية، وفبركة التهم الملفقة واختلاق قصص الفساد والسرقة الوهمية من حولها، في محاولة مكشوفة لتشويه سمعة هؤلاء الخصوم قدر الامكان، وتقديمهم الى الرأي العام بأسوأ مظاهر الفساد، على امل ان تؤدي مثل هذه الحملات الى قلب توجهات الرأي العام من حولهم، وانكفاء التأييد الشعبي الممنوح لهم على ابواب الانتخابات النيابية المرتقبة أواخر الربيع المقبل، لمصلحة عون وحلفائه·

كان على النائب ميشال عون العودة بالذاكرة قليلاً الى المرحلة التي لجأ اليها نظام الوصاية السوري لاعتماد الاساليب المذكورة منذ منتصف تسعينات القرن الماضي وللتحضير يومها لوصول السيّئ الذكر، الرئيس السابق اميل لحود الى سدة الرئاسة، بعدما كانت بعض الشخصيات السياسية في السلطة يومئذٍ تتوجس شراً، من هذا الخيار، الذي كان يبشر بمرحلة سوداوية مظلمة مقبلة على لبنان، في ضوء الممارسات السلبية التي كانت تطبق لعرقلة انطلاقة الدولة عموماً، وتعطيل المؤسسات الدستورية عمداً، ووضع العصي في دواليب المشاريع الانمائية والاعمارية على مستوى الوطن كله·

ولكن رئيس تكتل الاصلاح والتغيير، لم يكلف نفسه عناء التدقيق ومراجعة كل تفاصيل هذه المرحلة والنتائج التي اسفرت عنها سياسة فبركة الملفات الوهمية، التي اصبحت بامتياز من سمات عهد الرئيس لحود، ومن ابرز انجازاته، بعدما انشغل عن ممارسة مهماته الرئاسية والاهتمام بشؤون البلاد والعباد، بالانكباب على محاولة تصفية خصومه السياسيين، تارة من خلال فبركة الملفات الوهمية حول المشاريع المنفذة، او من خلال حملات الشائعات الشخصية المزيفة ضدهم، واختلاق الاخبار، التي تمس الحياة الشخصية بالسوء، وترمي الى تلويث السمعة والممارسة السياسية معاً·

لقد كان الاجدى للنائب عون الاطلاع بنفسه على حملات الافتراء والتضليل التي قادها الرئيس السابق لحود بنفسه، والتي بلغت ذروتها منتصف العام الفين، اثناء التحضير لاجراء الانتخابات النيابية، في مواجهة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولم يوفر العهد السابق وادواته واجهزته في طول البلاد وعرضها، وسيلة، او ادارة او نفوذاً، كي يتم اضعاف شعبية رئيس الحكومة الاسبق، ومنع فوز مرشحيه في الانتخابات النيابية، وبالتالي قطع الطريق عليه، لئلا يتولى رئاسة الحكومة من جديد· ويومئذٍ، جاءت نتائج الحملات واساليب التهجم الافترائية التي حاكها نظام الوصاية المشؤوم وحليفه الرئيس لحود، عكسية تماماً، واثبتت فشلها الذريع في اضعاف الرئيس الحريري، الذي حققت جميع اللوائح المدعومة منه فوزاً كاسحاً في جميع المناطق، بينما سقط معظم مرشحي السلطة في أماكن اساسية وحساسة، ويبدو ان النائب عون، يصر على استعمال الاساليب الفاشلة سابقاً على الرغم من نتائجها السلبية المعروفة، وعدم انشداد الرأي العام اليها، فيستعير نفس العبارات التي روج اليها النظام السابق، ويركز على نفس الملفات التي حاول من خلالها النيل من الرئيس الحريري، لينال من رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي يشارك عدد من وزراء تكتل الاصلاح والتغيير فيها في الوقت الحاضر·

يذكر بأرقام الدين العام ومسؤولية رئيس الحكومة الحالي عنه عندما كان يتولى مسؤولية وزارة المال في عهد الرئيس الشهيد رفيق الحريري، يتحدث عن مخالفة الدستور والهدر في المال العام وينعت خصومه بأبشع الصفات ويتهمهم علناً بالسرقة والفساد والتسلط على الادارات والمؤسسات العامة·

ينتقد النائب عون نفس المؤسسات الامنية الرسمية، التي يتولى مسؤوليتها اشخاص ينتمون الى خصومه السياسيين، في الوقت الذي يتولى النظام السوري واجهزة اعلامه الانتقاد الاستباقي لهذه المؤسسات، التي لم تؤتمر بأوامرهم·

ولعل رئيس تكتل الاصلاح والتغيير، لم يعد يتذكر، ايضا انه كان يتولى مسؤولية رئاسة الحكومة الانتقالية في أواخر الثمانينات، وكان مسؤولا عن تدمير البلد برمته وقتل الآلاف وجرح الآخرين من ابنائه وتهجير عشرات الآلاف منهم·

لم يعد يتذكر النائب عون مسؤوليته عن الاموال التي استولى عليها من جبايات الرسوم والضرائب التي استوفاها من المواطنين يومئذٍ، ووضعها في حساباته الشخصية، وما تزال تشكل العناصرالاساسية في ملف ملاحقته القضائية المطوى بأوامر من نظام الوصاية السوري، استناداً الى الصفقة التي عقدها معه لتسهيل عودته الى لبنان على اساس الوقوف في وجه خصوم النظام المشؤوم، وهو مايتأكد يومياً من خلال ممارسته السياسية، والدفاع عن تعديات النظام السوري المتواصلة على لبنان واللبنانيين· لو تذكر رئيس تكتل الاصلاح والتغيير، النتائج العكسية، لحملات النظام السوري واتباعه المزيفة، على خصومهم، الاستقلاليين في لبنان، لكان بالفعل تجنب اعتماد نفس الممارسة الفاشلة، ولكنه يبدو انه لم يعد يتذكر مسلسل الفشل الذي رافقه منذ تسلمه المسؤولية وهو مستمر في السير على نفس الخطى·

 

مسيحيو الموصل يدفعون الأثمان

جورج ناصيف   

يدفع مسيحيو الموصل، كبرى مدن محافظة نينوى في شمال العراق، ومعهم مسيحيو كركوك والبصرة وبغداد، أثماناً عدة دفعة واحدة:

يدفعون ثمن ضعفهم العددي، خصوصاً بعد تراجع عددهم من قرابة مليون عند سقوط نظام صدام حسين الى بضع مئات من الآلاف القليلة.

واذا كانت اعتداءات اليوم بحقهم هي الثانية في العصر الحديث، بعد عمليات القتل والتهجير التي تعرضوا لها بين 1959 و1963 عندما أضطرت نحو 30 ألف عائلة الى الهجرة، إلا انها الأخطر بسبب دمويتها، واجتماع عناصر عدة على تطهير أرض العراق من مسيحييه، هم الذين استقبلوا الفتح العربي عام 13 هـ وزوّدوا جيوش الفاتحين بالمؤن، تعبيراً عن غضبهم من الحكم البيزنطي، ومناصرتهم بني قومهم العرب.

ويدفعون ثمن ما ينسب الى حكومة اقليم كردستان من رغبة في ضم سهول نينوى الزراعية الى منطقة الحكم الذاتي، فيما يطالب بعض سكان المنطقة بحكم ذاتي يضمهم مع سائر الأقليات من الشبك والأيزيديين والكاثوليك. كذلك يبدو تهجيرهم بمثابة خدمة لمشروع اقليم كردستان الذي يجاور مناطق سكنهم، بحيث يقدم الاكراد نفسهم بصفتهم اقليم حماية للاقليات الكثيرة (من كلدان وأشوريين وأرمن وصابئة مندائيين وأيزيديين وشبك وكاثوليك).

ويدفعون ثمن لجوء كثيرين من مسلحي "القاعدة" الى مناطقهم، بعد مطاردتهم في سائر مناطق العراق.

ويدفعون ثمن انكفاء (أو تواطؤ) قوات الاحتلال الاميركي عن حمايتهم، تنفيذاً لموجبات اتفاق جنيف الذي يلزم الجانب المحتل حماية المدنيين في مناطق احتلاله.

ويدفعون ثمن "ثرائهم" النسبي، وهم بمعظمهم تجار ورجال أعمال، مما يغري اللصوص وقطاع الطرق باستهدافهم واستهداف أرزاقهم، ومطالبتهم بالخوات المالية.

ويدفعون ثمن انتشار حركات المتشددين الأصوليين الذين راحوا يلزمونهم بدفع الجزية للحفاظ على أرواحهم.

ويدفعون ثمن تراخي المؤسسات الدولية، من أمم متحدة الى هيئات دولية، في الدفاع عن وجودهم وأرزاقهم.

ويدفعون ثمن الغاء المادة 50 من قانون انتخاب مجالس المحافظات العراقية، مما حرمهم نسبة في المقاعد في نينوى وبغداد.

ويدفعون، منذ سنوات، ثمن كل موقف يثير حفيظة الأصوليين: من الرسوم الكاريكاتورية المسيئة الى الرسول، الى بعض خطب البابا بينيديكتوس السادس عشر ومواقفه.

أثمان تاريخية وراهنة اجتمعت على اكتاف اقلية مستضعفة تمثل روح العراق الحضاري القديم. فهل يدرك عقلاء المسلمين، من حكام الى نخب فكرية فالى مراجع دينية، أن صورة الاسلام هي المستهدفة، وهي الضحية، لا مسيحيو الموصل وحدهم؟ وهل يتعلم مسيحيو لبنان، وموارنته أولاً، من تجربة مريرة، أم انهم ماضون في العمى يضرب أبصارهم فتعشى، حتى تذهب ريحهم، ويصبحوا لاجئين في ديار الله الواسعة؟

 

تقرير بان عن الـ1559 يؤكد »عدم ترك« لبنان ويتحدث عن ضغطَين داخلي وخارجي يواجههما

لماذا إذاً لا تكون مراقبة دولية ـ عربية للانتخابات؟

المستقبل - الاربعاء 22 تشرين الأول 2008 - نصير الأسعد

قبل أسبوع، أصدر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تقريره بشأن مسار تطبيق القرار الدولي 1559. ويكتسب هذا التقرير أهمية كبيرة من جوانب رئيسية عدة. لا شك أن صدور التقرير في موعده الدوري يمثّل »تذكيراً« بأن القرار 1559 لا يزال »ساري المفعول« وواجب التطبيق من وجهة نظر المجتمع الدولي. وتزداد أهمية هذا »التذكير« إذ يعتبر بان أن القرارين1680 و1701 »ينبثقان من القرار 1559«، ما يعني أن الـ1559، بعد أربع سنوات ونيّف من صدوره، هو »الأصل«.

سلاح »حزب الله«.. ومسؤولية سوريا

كذلك، فإن جانباً آخر من التقرير مهم جداً. ذلك أن الأمين العام يقارب سلاح »حزب الله« هذه المرة مستنداً الى »تجربة« أيار الماضي. وفي هذا السياق، يعتبر أن »إدارة حزب الله لمنظومة سلاح وبنية تحتية منفصلة (مستقلة) تشكل تحدياً أساسياً لتوجه الحكومة إلى بسط سيادة الدولة اللبنانية وسلطتها«. ويرى، في ضوء إستخدام »حزب الله« السلاح في الداخل في أيار أن »لبنان كان على وشك الإنجرار الى حرب أهلية محتومة«. ويسجل أن »إشتباكات أيار والحوادث الأمنية (الأخرى) تسلّط الضوء على التهديدات التي يمثلها وجود الميليشيات المسلحة على إستقرار البلاد«.

وفي جانب ثالث مهم هو أيضاً، يحمّل التقرير سوريا مسؤولية مباشرة عن عدم الإستقرار في لبنان. مرة بـ«مطالبة سوريا« ضمان »التزام الفصائل الفلسطينية (الموالية لها) تنفيذ قرارات الحكومة اللبنانية«، وقرارات حوار 2006 بشأن إنهاء السلاح خارج المخيمات وإقفال المعسكرات والمواقع العسكرية. ومرة بمطالبتها ـ مع إيران ـ بالعمل على أن يتحول »حزب الله« الى »حزب سياسي«. ومرة بدعوة »دول الجوار الى الإلتزام بقرار حظر السلاح« إلى لبنان. ومرة بالتشديد على ترسيم الحدود وعلى »أهمية اتخاذ إجراءات ملموسة آنية نحو ترسيم الحدود بين سوريا ولبنان«.

وأهمية هذا الجانب، أن التقرير الذي يتزامن مع إقرار العلاقات الديبلوماسية بين بيروت ودمشق، يذكّر سوريا بـ«الشروط« التي يتوجب عليها إتمامها لـ«إقفال« ملف المرحلة السابقة من العلاقات اللبنانية ـ السورية، ويتماشى مع الشق اللبناني من »خارطة الطريق« الفرنسية الموضوعة أمام النظام السوري لسلوكها.

تقرير بان يؤكد ضغظ السلاح والضغط السوري

يمكن القول إذاً إن تقرير بان كي مون يعكس التضامن الدولي مع إستقلال لبنان ومع الدولة اللبنانية وسيادتها. ولا يغيّر من ذلك كون الأمين العام رأى أن »نزع سلاح الميليشيات يجب أن يأخذ طريقه من خلال الحوار السياسي«. فلا القرار 1559 نفسه يتضمن آليات لـ«نزع« سلاح الميليشيات أصلاً، ومن الأساس كان إقتناع القوى الإستقلالية اللبنانية بأن »مسألة سلاح حزب الله« تُعالج في إطار حوار لبناني ـ لبناني.

على أن ما يتضمنه التقرير من »توصيف« للوضع اللبناني والتهديدات التي يواجهها إستقراره، يقود الى استنتاجين رئيسيين.

الأول هو أن المجتمع الدولي يتابع الوضع اللبناني عن كثب، ولم يُسقطه من الإهتمام.

أما الثاني فهو أن المجتمع الدولي »يقول« عبر تقرير بان إن لبنان يواجه ضغطَين، داخلي وخارجي. الداخلي هو السلاح والميليشيات »وحزب الله لا يزال الميليشيا الأبرز« كما يقول الأمين العام. والخارجي هو المتأتي من سوريا، أي تهريب السلاح والمسلحين عبر الحدود، وسلاح المنظمات الموالية لسوريا. وحتى وهي تُعلن أن إنتشارها العسكري قبالة الحدود اللبنانية يندرج في إطار تطبيق القرار 1701، فانّ دمشق تواكب هذا الإنتشار بضغط سياسي على الداخل اللبناني.

إستقرار لبنان ليس شأناً لبنانياً محضاً

هذان الإستنتاجان يُفضيان ـ منطقياً ـ الى التشديد على مسؤولية المجتمع الدولي عن حماية لبنان »مِن« الضغطين الداخلي والخارجي اللذين يواجههما، أي مسؤوليته عن الضغط على الضغطين الآنفين.

فالمجتمع الدولي، ومن ضمنه المجتمع العربي، يعتبر أن إستقرار لبنان المستقل السيد الحر ليس شأناً لبنانياً محضاً إنما هو مسؤولية عربية ودولية بنسبة كبيرة. العلاقات العربية ـ العربية تأزّمت من بوابات عديدة لكن الوضع في لبنان كان العنوان الرئيسي. وفي مواقف لوزير الخارجية السعودي سعود الفيصل يتكرّر قوله إن المملكة العربية السعودية تصلها حقوقها إذا سلم لبنان. وكذلك الحال بالنسبة الى جمهوريّة مصر العربيّة التي تؤكد قيادتها لكل من يزورونها هذه الفترة ان لبنان أولويّة وانه غير متروك. وما سميّ الإنفتاح الغربيّ ـ الفرنسيّ خصوصاً ـ على سوريا في الشهور الماضية كان منذ البداية مشروطاً بتغيير السلوك السوريّ حيال لبنان. لا بل تؤكد الديبلوماسيّة الفرنسيّة ليس فقط ان هذا الإنفتاح لم يكن على حساب لبنان، إنما »أعطى« النظام السوريّ في لبنان ولم »يأخذ« منه ولن يكون مسموحاً له أن »يأخذ« وسيبقى مطالباً بـ«إقفال« ملفات المرحلة السابقة من العلاقات اللبنانيّة ـ السوريّة.

وأن يكون في إعتبار المجتمع الدوليّ ومن ضمنه المجتمع العربيّ أن إستقرار لبنان ليس شأناً لبنانيّاً بحتاً، فذلك معناه أن ثمة إهتماماً عربيّاً ـ دوليّاً استثنائيّاً بـ«لبنان الصيغة« على الخارطة الإقليميّة.

»لبنان الصيغة« والإنتخابات

على قاعدة ما يعنيه كون الإستقرار اللبنانيّ شاناً عربياً ودوليّاً، يترتب على المجتمعَين العربيّ والدوليّ »تأمين« الإنتخابات النيابيّة اللبنانيّة المقبلة.

الإنتخابات النيابيّة ربيع 2009 ليست إنتخابات »عاديّة« ولا في ظروف عادية. هي إنتخابات ستقرّر الى حد كبير جداً مصير »لبنان الصيغة« أو »الصيغة« في لبنان. ولأنها كذلك، لا بد أن تكون آمنة ونزيهة وديموقراطية. فـ«على الأقل« إذا كانت هذه الإنتخابات مصيرية الى هذه الدرجة، لتكن ديموقراطيّة ولا تُفرض نتائجها فرضاً، ولا تفرض أقليّة نفسها بالقوة.

1559 والمراقبة الدولية

في »الأصل«، صدر القرار 1559 عشية التمديد المشؤوم لإميل لحود في أيلول 2004. صدر بحيثيّة رئيسيّة هي وجوب إجراء إنتخابات رئاسيّة نزيهة وفقاً للدستور اللبناني. أي ان المجتمع الدوليّ إعتبر التمديد خطراً على لبنان، وأعلن منذ ذلك التاريخ رعايته للبنان العيش المشترك والمستقلّ.

فإذا كان تقرير الأمين العام يشير الى ضغطَين على إستقرار لبنان، فإن هذين الضغطَين يواجهان العمليّة السياسيّة السلميّة الديموقراطيّة متوّجة بالإنتخابات النيابيّة التي يُفترض ان تنقل لبنان الى مرحلة الإستقرار. ومسؤوليّة المجتمع الدوليّ، ومن ضمنه المجتمع العربيّ، تأسيساً على القرار 1559، أن يرسل مراقبين دوليين وعرباً لهذه الإنتخابات بتفويض من الأمم المتحدة. ليس المطروح هنا أن يأتي مراقبون من منظمات غير حكوميّة، وقد يأتون على كل حال. المطروح حضور مراقبين تحت سلطة المنظمة الدوليّة وقرارها. وفي ذلك واحدٌ رئيسيّ من أشكال حماية البلد وعمليّته السياسيّة.

 

انتظره الأميركيون من الشرق فنشر جيشه في الشمال وطالبه الفرنسيون بالتبادل الديبلوماسي فأوحى للبنانيين بأنها عودة مقنعة لمخابراته

مسؤول أوروبي عن طريقة تعاطي الأسد مع لبنان: »مراهقة سياسية«

المستقبل - الخميس 23 تشرين الأول 2008 - فارس خشّان

في جلسة انعقدت قبل أيام قليلة في عاصمة أوروبية ضمّت »نخبة« منتقاة من »كبار المحللين« لشؤون الشرق الأوسط، صارح مسؤول أوروبي الشخصية اللبنانية الوحيدة التي كانت مدعوة الى »لقاء العصف الفكري« بالقول: »تمتلكني الشفقة على بشار الأسد كلما قرأت ما يصدر في الصحافة السورية وفي الصحافة التي تقول الملخصات الواردة إلينا إنها مقربة من النظام السوري».

استوى جميع الموجودين وأعطوا آذانهم جيّداً لهذا المسؤول المعروف عنه أنه »يأخذ ولا يعطي«، وراح يشرح مراميه: »يدرك الأسد جيّداً أن تعاطينا معه محكوم بمجموعة شروط، وهو كلّما أعطى في الأساس يأخذ في الشكل. عندما قدّم في لبنان أخذ من فرنسا ما يمكن تسميته »بروتوكوليات«. كان موضوع لبنان مهماً بالنسبة لنا، ليس على قاعدة وجدانية أو مبدئية، بل لأن لبنان يعتبر من أبرز ساحات التلاقي الإيراني السوري، وكنا متيقنين من أن إيران تريد جرّنا إليها لتُقدّم في لبنان، وتالياً هي ستمارس ضغوطاً على الأسد حتى لا يخطو أيّ خطوة الى الأمام. إلا أن الأسد الذي تؤكد كل التقارير الواردة من دمشق بأنه يعيش حالاً من الخوف غير المسبوق، هجم نحونا منفرداً، مما اضطر إيران الى الدخول على الخط لئلا تبقى وحيدة وتُتهم من دول الجوار التي تخطب ودها في هذه المرحلة، بأنها تحتل عاصمة عربية، هي بيروت، في ضوء ما حصل في السابع من أيار الماضي».

وتابع هذا المسؤول الأوروبي: »أكثر ما يُزعجنا هنا في أوروبا في سلوكية بشار الأسد هو هذا الضخ المستمر من المعطيات المشوّهة، فهو يدّعي أن المجتمع الدولي تراجع أمامه، في حين أنه يُبدي استعداداً للتراجع عن كل شيء لقاء حصوله على تطمينات ببقاء نظامه، ولكن جل ما يطلبه الأسد من موفدينا ولا سيما من البعثات المخابراتية السرية التي يبدو أنه يطمئن إليها كثيراً لأنه يصارحها بأمور كثيرة يخفيها عن الوفود الديبلوماسية بحجة أن الديبلوماسيين ثرثارون، هو إعطاؤه فسحات زمنية لازمة تسمح له باستدارة لا تُسقطه في متاعب داخلية وخارجية، من شأنها تعريض نظامه للخطر».

ويروي هذا المسؤول أن بشار الأسد وبعد الانتخابات الرئاسية في لبنان وتشكيل الحكومة برئاسة »الرمز« فؤاد السنيورة، قال إنه مستعد لفك تحالفه الاستراتيجي مع إيران ولكن هذا يتطلب »تنظيفات داخلية«، على اعتبار أن إيران قد تغلغلت أمنياً في الأجهزة السورية، ومالياً في الأجهزة الإدارية، ودينياً في النسيج الوطني.

ويكشف أن الأسد طلب من الأوروبيين الضغط على اللبنانيين، من أجل ضبط إعلامهم بالنسبة الى المسألة السورية، معربا عن انزعاجه من التعاطي الإعلامي اللبناني مع كل حدث أمني يقع في بلاده، طارحا سؤالا أساسيا: »كيف أُكمل مهمتي إذا كانت القوى اللبنانية المتحالفة معكم تنتظرني على الكوع لتُشكك الشعب السوري بقيادتي؟، وفي هذه الحالة كيف تريدونني أن أُقدّم لكم ما من شأنه أن ينتزع روحي؟».

ويعترف المسؤول الأوروبي بأن الفرنسيين وبعدما تلقوا شكاوى لبنانية من الأداء السوري الذي يريد أن يحوّل التبادل الديبلوماسي الى وعد عُرقوبي بلا آليات تنفيذية في ظل استباحة كاملة للحدود اللبنانية السورية بهدف تحويل لبنان الى وكر للإرهابيين، طلبوا من الأسد أن يُحدد موعدا نهائيا لبدء التبادل الديبلوماسي مع لبنان من جهة ويتّخذ إجراءات تؤكد نيته ضبط الحدود من جهة أخرى، ليتمكنوا من أن يتمنوا على »أصدقائهم » اللبنانيين الانضباط إعلامياً.

ويشير هذا المسؤول الى أن هذا فعلاً ما حصل، لكن »المراهقة السياسية« التي تميّز أداء الأسد قلبت الصورة رأساً على عقب، بحيث سمح لجماعته في سوريا ولبنان بأن يُغطوا تنازلاته الجوهرية بدخان كثيف اسمه التهديد بعودة الجيش السوري الى لبنان، تحت ستار مكافحة الإرهاب، فقامت القيامة في لبنان، وتحوّل الانتشار العسكري السوري من عمل »تطميني« الى عمل عدواني، وتمّ تصوير التبادل الديبلوماسي، كما لو كان دخولاً مخابراتياً سورياً بقناع جديد على الساحة اللبنانية، وقد رُفعت إلينا تصريحات مقربين من الأسد تطلب من اللبنانيين ألا يفرحوا كثيرا بقبول الأسد للتبادل الديبلوماسي لأن القيادة السورية سوف تُقيم ممثلية وقنصلية لها في كل مدينة وإذا دعت الحاجة في كل حي!.

وترتسم ابتسامة سخرية على محيا المسؤول الأوروبي قبل أن يتابع :«عندما أبلغنا أصدقاءنا الأميركيين بما قام به الأسد وبما ينوي القيام به، فوجئنا بأنهم يعرفون كل فاصلة وشاردة، ولما شاهدنا مسؤولاً في الخارجية الأميركية في المنزل القروي لإيلي الفرزلي، عرفنا السبب».

وقال: »إن الأميركيين أفهموننا بصراحة أنهم لا يثقون بالأسد، وهم سوف يُبلغونه عبر وزير خارجيته وليد المعلم، بأن ما يُنقل إليهم، مباشرة عبرنا أو بصورة غير مباشرة عبر أصدقاء مشتركين، لا قيمة له على الإطلاق، لأن النيات بالأعمال، وهم يريدون من الأسد أجوبة تفصيلية عن جدول زمني للتنفيذ بما يختص بمكاتب منظمات فلسطينية في دمشق يعتبرها الأميركيون إرهابية، وبما يختص بتجفيف مصادر »حزب الله»، وبما يختص بقطع العلاقة التحالفية مع إيران، الأمر الذي يجعل إيران في واد والمنظمات التابعة لها في واد آخر».

وتابع: »إن الأميركيين أعطونا نموذجا عن أسباب عدم ثقتهم بالأسد، وهو الانتشار العسكري على الحدود الشمالية للبنان».

وشرح: »يقول الأميركيون إن الإدارة الأميركية سبق لها ووجهت لوما الى المسؤولين الألمان، بسبب طريقة تعاطيهم الرخوة مع مسألة ضبط الحدود اللبنانية السورية، بحيث تركوا للسوريين مجالا رحبا للسيطرة على الحدود الشرقية للبنان، مكتفين بضبط الحدود من الجهة الشمالية». وأضاف: »يؤكد الأميركيون أن الخبراء الألمان بالتعاون مع قوة لبنانية مشكلة من الأجهزة العسكرية الأربعة (الجيش، قوى الأمن الداخلي، الجمارك والأمن العام) ضبطوا، بعد انتهاء معارك مخيم نهر البارد الحدود اللبنانية - السورية على امتداد مائة كيلومتر من الجهة الشمالية، في حين بقيت الحدود من الجهة الشرقية فالتة فلتاناً مطلقاً، وهذا ما تأكد منه لاحقا فريق المراقبة الذي أرسلته الأمانة العامة للأمم المتحدة، ولكن الذي حصل أن بشار الأسد تذاكى على الجميع، بحيث نشر عسكره، في ظل ماكينة دعائية تهديدية للبنانيين، على الجانب الحدودي غير المشكو منه، تاركا الجانب المشكو منه على حاله، الأمر الذي أعطى قوى ثورة الأرز صدقية عالية في كل الدوائر، لأن الانتشار السوري تمّ كيفياً، فهو أتى في منطقة لا تحتاج الى ضبط، من جهة أولى ومن دون أي تنسيق مع لبنان أو مع الأمم المتحدة، من جهة ثانية، ومتزامنا مع طلبات سورية خجولة من خلال المخابرات الفرنسية بالسماح لجيش الأسد بالقيام بمهمات محدودة في الشمال اللبناني على غرار المهمات التي يقوم بها الجيش التركي في شمال العراق، من جهة ثالثة.

وأفاد المسؤول الأوروبي: »هذا المنطق الأميركي أزعجنا، لأنه أظهرنا بوقا دعائيا عند الأسد، وقد أدى ضغطنا لاحقا، حفاظا على ماء الوجه، الى قبول الرئيس السوري بادعاء أن انتشاره هو تطبيق للقرار 1701، وهو أبلغنا موافقته على ان هذا الادعاء سيُحتّم عليه استكمال انتشاره، على كل الحدود مع لبنان».

ويشير هذا المسؤول الى أن المعلومات التي أوصلها المسؤولون اللبنانيون الى الأمم المتحدة، وباتت بعهدة الألمان تنفيذيا، تفيد أن القوة اللبنانية المشتركة بالتعاون مع الخبراء الألمان، ستبدأ في الأيام القليلة المقبلة عملية انتشار على مساحة سبعين كيلومترا، نحو الحدود الشرقية».

وجزم ضاحكا: »حينها أنا متأكد من أن الأسد سوف يوسّع رقعة انتشار جيشه، لأنه في حقيقة الأمر يريد أن يراقب ما يحصل من الجانب اللبناني وليس الاحتماء منه، لأن لبنان هو من يجب حمايته من مخططات الأسد».

وهنا التفت المسؤول الأوروبي الى الحضور وقال: »دعونا نعود الى موضوعنا، هل تعتقدون أن الأسد يستطيع أن يتحرر من إيران؟«.

وعند هذا الحد، أوقفت الشخصية اللبنانية التي كانت تشارك في الاجتماع نقل الوقائع، لأن ما تبقى »لا يزال من المبكر الإفصاح عنه«.

 

إثر الحصانة القانونية التي منحها الأسد إلى قوات الأمن

 منظمة حقوقية تطالب بتشكيل لجنة للتحقيق بحوادث قتل تمارسها المخابرات السورية

السياسة/أعلنت اللجنة السورية لحقوق الإنسان, امس, أن تكرار حالات إطلاق النار في الفترة الأخيرة من قبل عناصر قوات الامن السوري, يأتي في أعقاب "صدور قوانين إضافية تمنحهم المزيد من الحرية في إطلاق النار, والمزيد من الحصانة القانونية".

وأكدت اللجنة ذلك في سياق تعليقها على حادثتي مقتل مواطن في مفرزة للأمن العسكري في معرة النعمان, قبل إلقاء جثته إلى الشارع, وقبله مقتل شابين قرب الحدود اللبنانية برصاص رجال الجمارك, اذ قتل أحمد رمضان, بعد اعتقال زوجته لأنها لم تبلغ عنه, اذ كان مطلوباً على خلفية إسلامية, وحينما علم باعتقالها حضر إلى المفرزة, لكنه قتل بعد وقت قصير من دخولها. ونقل موقع "اخبار الشرق" عن الناطق الإعلامي باسم اللجنة, ان "إقدام السلطات السورية على القتل بالرصاص الحي ورمي الجثة من فوق سور مقر المخابرات يدل على سلوك ينتهك القوانين المحلية والأممية ويستهتر بكل القيم والمقدسات التي تحترم النفس الإنسانية وتحافظ عليها مهما كانت الأسباب الداعية لفعل خلاف ذلك". وشددت اللجنة الوطنية أيضا,ً على أن "اعتقال أفراد أسرة الضحية وزوجته تعتبر أساليب غير إنسانية وظالمة وانتهاكا واضحا للقوانين لأنه لا تزر وازرة وزر أخرى, وكل إنسان مسؤول عن عمله, لكن سلوك النظام السوري وأجهزته الأمنية في اعتقال أفراد الأسرة والأقرباء لم يتحسن منذ أكثر من أربعين عاماً, ولقد عانى ويعاني من جراء هذه المعاملة آلاف الأسر لمجرد تصنيف أفراد منهم معارضين للنظام الحاكم".

ولفتت إلى انه تكرر "في الفترة الأخيرة إطلاق النار بصورة مستهترة من عناصر المخابرات والأمن, الذين قويت شوكتهم على مواطنيهم بعد صدور قوانين إضافية تمنحهم المزيد من الحرية في إطلاق النار, والمزيد من الحصانة القانونية بوجب مرسوم جمهوري يحمل (الرقم 69), فقد أطلقت عناصر المخابرات النار في قرية المشيرفة غربي محافظة حمص في 14 أكتوبر الجاري على شابين بريئين يجلسان مقابل منزليهما وهما سامي معتوق وجوني سليمان وأردتهما على الفور, وقبل ذلك بيوم واحد أطلقت النار على الشاب أحمد رمضان في ظروف يلفها الغموض وانعدام مصادر معلومات محايدة لمعرفة ما جرى, ومن يدري ماذا يجري على الساحة السورية كل يوم في جو الغموض وانعدام الشفافية السائد". وطالبت اللجنة "السلطات السورية بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في الحادث وتقديم المتورطين للقضاء, وبتشريع سريع لضبط استخدام النار والرصاص الحي من قبل أجهزة الأمن, وإصدار توجيهات للحفاظ على حياة المواطنين ووقف اعتقال رهائن بدلاً عن المطلوبين لأجهزة المخابرات والأمن".