المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 25  تشرين الأول/2008

إنجيل القدّيس مرقس .29-26:4

وقال«مَثَلُ مَلَكوتِ اللهِ كَمَثَلِ رَجُلٍ يُلْقي البَذْرَ في الأَرض. فسَواءٌ نامَ أو قامَ لَيلَ نَهار، فالبَذْرُ يَنبُتُ ويَنمي، وهو لا يَدري كيفَ يَكونُ ذلك. فَالأَرضُ مِن نَفسِها تُخرِجُ العُشبَ أَوَّلاً، ثُمَّ السُّنُبل، ثُمَّ القَمحَ الَّذي يَملأُ السُّنبُل. فما إِن يُدرِكُ الثَّمَرُ حتَّى يُعمَلَ فيه المِنجَل، لِأَنَّ الحَصادَ قد حان».

 

رسالة إلى ديوغنيتُس (حوالى 200)

مزروعون في الأرض

إنّ المسيحيّين بالنسبة إلى هذا العالم هم كالروح بالنسبة إلى الجسد. إنّ الروح منتشرة في كلّ أنحاء الجسد كما المسيحيّيون منشرون في كلّ مدن العالم وهم "ليسوا من العالم" (يو17: 16). إنّ الروح غير المرئيّة مسجونةٌ في جسد مرئي وكذلك هي حال المسيحيّين، إنّهم في هذا العالم، لكنّ الإيمان الذي يحملونه لله يبقى غير مرئيّ. إنّ الجسد يكره الروح ويحاربها بإستمرار، رغم أنّه لم يلقَ منها أيّ سوء، فقط لأنّها تمنعه من أن يستمتع بالملذّات؛ وهكذا هو العالم؛ يكره المسيحيّين الذين لا يلحقون به أيّ ضرّر سوى أنّهم يعارضون ملذّاته. إنّ الروح تحبّ هذا الجسد الذي يكرهها، وأعضاءه، كما أن المسيحيّين يحبّون مَن يكرههم. إنّ الروح مسجونة داخل الجسد، غير أنّها هي التي تسهر على هذا الجسد؛ والمسيحيّون هم كسجناء في هذا العالم، إنمّا في الوقت نفسه هم الذين يصونون هذا العالم. إنّ الروح خالدة، لكنّها تسكن في خيمة هالكة؛ وهكذا هم المسيحيّون، يقيمون في الفساد بإنتظار ما هو غير فاسد (1قور15: 50)... والمركز الذي اختاره الله لهم رفيع لدرجة أنّه لا يُسمح لهم أن يهجروه.

 

صفير يمدّد اقامته في الفاتيكان للقاء سليمان

 المركزية - علمت "المركزية" ان البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الموجود في الفاتيكان حيث يشارك في سينودوس الكرادلة والاساقفة الكاثوليك من 5 الى 26 الجاري قرر تمديد اقامته الى 8 تشرين المقبل ليتسنى له الاجتماع برئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي يتوجه الى روما الخميس المقبل. كذلك سيتوجه البطريرك صفير في 7 تشرين الثاني المقبل الى منطقة في جنوب ايطاليا ليتسلم هو والنائب غسان تويني جائزة.

 

المجلس الأعلى اللبناني ـ السوري بالأساس غير دستوري ويجب إلغاؤه«

حنين لـ»المستقبل«: من لا يذهب الى المصالحة يمعن في التعطيل

المستقبل - السبت 25 تشرين الأول 2008 - أيمن شروف

يرى النائب السابق صلاح حنين أن على اللبنانيين أن »يطمئنوا ولا يشككوا في العلاقات الديبلوماسية بين لبنان وسوريا التي تخضع حكماً لاتفاقية فيينا الضامنة لسيادة الدولتين«، ويؤكد أن »المجلس الأعلى اللبناني ـ السوري بالأساس غير دستوري ويجب إلغاؤه«.

حنين وفي حديث الى »المستقبل«، يرى أن »من لا يذهب الى المصالحة يحمل مسؤولية تجاه الوطن، ولا يعترف بالآخر طالما أنه يهدد بالتعطيل دائماً«، وعن دعوة رئيس الجمهورية الى »كتلة نيابية وطنية مرجحة«، يسأل حنين عن طبيعة التحالفات ومع من ستكون، معتبراً أن »اللوائح المستقلة ليس لها ترجمة فعلية على الأرض«، معلناً عن »خوضه الانتخابات المقبلة والبدء في بلورة التحالفات في قضاء بعبدا بجدية«.

[ ما هو تقييمك لإقرار العلاقات الديبلوماسية بين لبنان وسوريا؟

ـ هذا مطلب لبناني قديم فلا ننسى أن الرئيس صائب سلام طالب بهذا الأمر وبقي 15 سنة ممنوعاً من الدخول الى لبنان، ولكن بشكل عام على المواطن اللبناني أن يكون مطمئناً لهذا القرار ولا يشكك فيه.

[ ما الذي يحكم هذا التبادل الديبلوماسي، وما هي الآلية التي تضمن الالتزام به؟

ـ التبادل الديبلوماسي خاضع لمعاهدة فيينا وله معانٍ كثيرة بالنسبة للاعتراف باستقلال وسيادة البلدين على أراضيهما، ومن هنا علينا ان نرى كيف سيكون التعاطي السوري في هذا الإطار والذي سيساعدنا في البدء بوضع العلاقات في الإطار الصحيح.

[ بعد إقرار العلاقات الديبلوماسية، هل من داعٍ للإبقاء على المجلس الأعلى اللبناني السوري؟

ـ هذا المجلس غير دستوري، حيث أن قراراته نافذة على الحكومة، فكيف يعقل أن يكون من أعضائه رأس السلطات الثلاث في البلد وهم لا يستطيعون أن يأخذوا القرارات لأن الحكومة وحدها التي تستطيع ذلك؟. إذاً، هذا المجلس بأساس إنشاؤه فوق الدستور، وليس هناك من ضرورة لوجوده، لا سيما أنه جاء نتيجة لمعاهدة الاخوة التي أقرت في ظل هيمنة سورية على لبنان.

[ من المستفيد من هذا القرار ومن الذي أوصل الى اتخاذه؟

ـ بشكل عام لا أحد يستطيع رفض العلاقات الديبلوماسية لأنه يصب في مصلحة الوطن ككل وليس لمصلحة فريق دون آخر، وهذا ما طالبت به قوى »14 آذار« في السنوات الثلاثة الماضية ومطالبتها هذه كانت لمصلحة كل اللبنانيين وقد تحقق ذلك من خلال إقرار العلاقات الديبلوماسية بين لبنان وسوريا.

[ ما أهمية أن تكون هناك مصالحة على الصعيد المسيحي في ظل الأجواء العامة في البلد والتي في جميعها تتجه في هذا الاتجاه الى حد الآن؟

ـ المصالحات لها أهميتها وتوقيتها جيد، ولكن من وجهة نظري كان يجب أن تتم قبل إقرار قانون العفو العام والمصالحة السياسية عليها أن تؤدي الى الاعتراف بالآخر بالإضافة الى الاعتراف والقبول بالنظام وغير ذلك هي تبقى سطحية ولا أهمية لها.

[ ولكن قانون العفو أتى في ظرف سياسي معين وهذا لا يمنع أن تأتي المصالحة لاحقاً واليوم هي مطروحة وبشدة؟

ـ نعم، اليوم نحن أمام واقع مختلف فقد أحسن من اعترف بخطئه ومن يقدم التنازلات في سبيل اتمام المصالحة، وكل فريق يذهب الى المصالحة تكون مسؤوليته كبيرة، ومن لا يذهب اليها أيضاً يحمل مسؤولية تجاه الوطن، وبهذا هو لا يعترف بالآخر ويهدد بأنه سيبقى يعطل دائماً.

[ في أي إطار تضع زيارة النائب ميشال عون الى إيران؟

ـ كل زيارة فيها انفتاح لمصلحة لبنان أؤيدها، وكل زيارة فيها كسب سياسي لطرف معين دون الآخر تكون مضرة بمصلحة الوطن لأنها تشكل باباً للتدخل في شؤوننا الداخلية، فالزيارات من هذا النوع يجب أن تكون محصورة بالدولة وحدها.

[ كيف قرأت دعوة رئيس الجمهورية الى »كتلة نيابية وطنية مرجحة«؟

ـ علينا هنا أن نسأل، هل هناك لوائح بالشكل، وهل سيكون هناك تحالف مع فريق دون الآخر؟ فكل القرارات مفتوحة على النقاش والى حد الآن لم تتبلور الأمور بالشكل المناسب، فرئيس الجمهورية يمشي في طريق مقنع، ويلعب دور الجامع بين اللبنانيين لتثبيت المصلحة الوطنية، وعدد كبير من التيارات والأحزاب متعاطف معه، ولكن كل ما أقوله إن اللوائح المستقلة ليس لها ترجمة فعلية على الأرض.

[ هل أنت مرشح الى الانتخابات النيابية، ومع من ستتحالف وكيف ترى المعركة في قضاء بعبدا؟

ـ نعم أنا مرشح وموضوع التحالف من المبكر الحديث عنه، ولكن أستطيع أن أقول إن التنافس في بعبدا سيكون شديداً وهناك تحالفات تُركب بجدية ويعلن عنها بوقتها.

[ الجو العام لدى الناس؟

ـ الجو العام مائل الى الخروج من القوقعة السائدة والإطلالة على الأمور بنظرة جديدة عبر التنويع بالأشخاص الذين سيجلبون معهم التجديد وسيكون لديهم الدافع للاطلاع على هموم الناس.

 

تعثّر المصالحات المسيحية همّ جديد على المفكرة الأمنية

كشف الشبكات الأصولية يزيد خطر التهديدات

هيام القصيفي     

مع كل تعثر جديد تشهده الساحة المسيحية، يرتفع مستوى الخطر الداخلي من انعكاس التوترات السياسية ميدانيا، في ظل ارتفاع عدد نقاط الضعف في النسيج اللبناني. ويبدو المشهد السياسي الحالي متعدد الاتجاه في ظل تقاطع المعلومات الامنية حول اخطار محتملة، نتيجة تعثر المصالحة المسيحية، والبطء في استكمال المصالحات الاسلامية. وكل ذلك وسط غرق الافرقاء المحليين في الاستعداد للانتخابات النيابية مما يرفع حرارة المواجهات الداخلية يوما بعد آخر.

لم يكن  تعثر المصالحة المسيحية أمرا مفاجئا لاي من الاطراف المتابعين لحركة الفريقين المعنيين، مباشرة، فحزب " القوات اللبنانية" دفع بمهارة هذه المرة نحو المصالحة، بعد تريث عامين، والنائب السابق سليمان فرنجيه، اعلن صراحة انه غير مستعد لاتمام مصالحة، تفيد منها " القوات " انتخابيا. واذا كان عارفو الطرفين يدركون سلفا ان المصالحة لن تنجز في المواعيد التي اطلقها بعض الغيارى، فان تعثرها سيكون له انعكاسه المباشر على فريقين، اولهما رئيس الجمهورية الذي حاول بعض "سعاة الخير"  من رجال دين وسياسيين، ومنهم من هو قريب من بعبدا، ادخاله طرفا في اتمام المصالحة عبر الحديث عن امكان اجرائها في القصر الجمهوري او حتى عقدها في بكركي في حضوره. وتعثر المصالحة، في وقت يسعى الرئيس ميشال سليمان في جولاته الخارجية الى تقديم نفسه على انه الطرف التوافقي، من شأنه ان يترك اثراً سلبيا على موقع الرئيس الذي اطلق الحوار بعد مصالحات طرابلس، وبدأ بعض السياسيين القريبين منه يتحدثون عن رعايته للمصالحة المسيحية.

اما الفريق الثاني المتضرر في صورة مباشرة وخطرة، فهو الساحة المسيحية لا سيما في الشمال. وعلى رغم ان المصالحة بين  العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع لم تتم في الشكل الذي يمكن ان ينهي النزاعات بينهما نهائيا، الا ان الطرفين لا يبدوان متحمسين، وهما غير جاهزين لخوض مواجهات مباشرة بينهما في اقضية جبل لبنان. وفي المقابل تتحول الساحة الشمالية ارضا خصبة لحصول مواجهات بين الطرفين، خصوصا ان المنطقة جاهزة اساسا بسبب تضافر كل العناصر التفجيرية فيها، لتصبح مع اقتراب موسم الانتخابات، مرشحة لتكون الخاصرة الاضعف في جسم لا يزال يعاني تداعيات 7 ايار الماضي.

وليس الحديث عن الخوف من تداعيات تعثر المصالحات المسيحية، كلاما سياسيا، فحسب، بل هو حديث أمني يتعزز تلقائيا مع ارتفاع حدة المواجهة بين الطرفين المعنيين، الامر الذي يجعل من الاستعدادات الامنية ، على المستويات كافة، لمواجهة كل الاحتمالات امرا مطروحا كل لحظة. في وقت يعتبر  الفريقان المعنيان، ان من حقهما الطبيعي خوض غمار الانتخابات في منطقة ذات حساسية بالغة ، بكل "الاسلحة"، من مهرجانات وتعليق صور ومواكب سيارة، وكل ما يمكن ان يؤجج العلاقة بين شريحتين.

ومشكلة تعثر المصالحة المسيحية ليست يتيمة بالمعنى السياسي كي تتفرغ لها القوى الامنية، بكامل عدتها، في حين ان مشاكل الشمال حاليا اكثر من ان تعد وتحصى. ولا يقلل المتابعون  من اهمية تضافر  العوامل المؤثرة في خربطة الوضع الامني شمالا، والتي  تقع على عاتق الجيش وقوى الامن مهمة مواجهتها بالوسائل الممكنة.

وهنا تكمن دقة الموقف السياسي في مواكبة التطورات الامنية.

فاعتقال الشبكة الارهابية اخيرا في الشمال، ليس امرا يسيرا في العرف الامني بعد متابعة دامت اشهرا، وتبلورت في الشهر الاخير، الامر الذي سمح بالقبض على أفرادها. لكن هذا الخطر لم يختف بعد بل ان المتابعة الامنية فرضت ايقاعا سريعا ومضبوطا في الايام الاخيرة،  في ظل تهديدات امنية، وصلت الى المراجع الامنية المختصة، لا يمكن الاستهانة بها، وإن كانت تحدث دوريا بعد كل كشف لشبكة ارهابية من مثل النوع الاخير.

وفي المعلومات ان الجيش اتخذ اخيرا سلسلة تدابير مشددة، وينصرف حاليا الى تعزيز قدراته تدريبا وانتشارا، في منطقة بالغة الحساسية، تفاديا لاي اخطاء يمكن ان تقع كما حصل في بصرما، حين وجه لوم الى  الجيش بعدم التحرك في سرعة لضبط الوضع الامني قبل استفحاله.

الا ان قيادة الجيش  التي بدأت تشكيلات داخلية على اكثر من خط، واعادة تنظيم يفترض ان تكون متجانسة، تتموضع حاليا في دائرة واحدة تابعة لقائد الجيش عسكريا. الامر الذي يجعل تحدياتها كبيرة، وخصوصا اذا حصلت اي ثغرة امنية، ما دامت التشكيلة الجديدة معروفة التوجه والاداء والولاء، وتتمتع حاليا بدعم كافة الافرقاء السياسيين، الذين يقدمون لها الدعم السياسي والمعنوي.

ولأن ثمة مهمات واستحقاقات كثيرة، تبقى أمام الجيش المنتشر شمالا، اكثر من مهمة، تبدأ من الحدود ولا تنتهي بملاحقة المنظمات الاصولية، وبضبط الوضع الداخلي بين الافرقاء المتخاصمين.

والاهمية القصوى تبدو امامه اليوم، في اعادة تدريب عناصره وتفعيل اداء القطع بعد فترة سياسية وامنية وتجاذبات تركت انعكاسها على ألوية الجيش، الذي يحتاج الى اعادة تأهيل وتفعيل داخلي.

ولا شك ان المؤسسة حاليا تحت المعاينة، بعد  المناقلات والتشكيلات والتجاذبات السياسية حولها، والاهم بعد عودة العلاقات الامنية والعسكرية بين الجيشين اللبناني والسوري. فاذا كانت الاتصالات بين قائد الجيش ورئيس الاركان السوري علي حبيب عادت في اطار التنسيق، بين الجيشين، يتوقع، كما يقضي العرف ، ان يقوم وفد سوري عسكري بزيارة قائد الجيش للتهنئة، وان يرد مدير المخابرات العامة السورية العسكرية اللواء آصف شوكت الزيارة التي قام بها مدير المخابرات العميد ادمون فاضل لدمشق. وهما زيارتان تبقيان على المفكرة في انتظار بلورة اكثر للعلاقات بين البلدين.

 واذا كانت المصالحات شمالا التي اعقبت اتفاق الدوحة قد خففت بعض الشيء من الضغط الامني على المؤسسة العسكرية ، فان عدم استكمالها سيترك مضاعفات، وتزيد من اعباء القوى الامنية، في وقت يتحدث بعض الاطراف المحليين شمالا، عن عدم شمولهم بالمصالحة، في حين لم يعقد بعد اللقاء الموعود بين رئيس "كتلة المستقبل"  النائب سعد الحريري والامين العام لـ" حزب الله" السيد حسن نصرالله.

وبينما يعتبر قريبون من الطرفين ان اللقاء سيعقد حين تصبح نتائجه اخف وطأة  على الساحة السنية، لدواع انتخابية، فان الخوف يبقى أمنيا من أي "خربطة" مسيحية تكون لها صلة بالوضع الانتخابي. وفي حين تنشغل  الساحة الداخلية بخلافات سياسية ، لا تواكب خطورة الوضع الداخلي، من نوع صلاحيات نائب رئيس الحكومة، فان الخشية الاكبر تعكسها تقارير امنية تحذر من تداعيات كشف الشبكات الارهابية، على الساحة الداخلية، وامكان توسع حلقة هذه الشبكات، واستخدام السلاح شمالا، الامر الذي يسمح بعودة تدخلات  اطراف اقليميين على اكثر من خط لحماية مؤيديهم في لبنان ولضبط الوضع الامني، في مواجهة الطرف الاصولي  في عمليات  على غرار نموذج السلوك التركي، في شمال العراق ضد "حزب العمال الكردستاني".

 

مصالحة؟!

المستقبل - السبت 25 تشرين الأول 2008 - »أبو رامز«

هكذا إذن يا إخوان، وبينما كنا نفتش عن مواقع ومعسكرات وثكنات ومغاور »السلفيين التكفيريين« في قرى الشمال، جاءتنا النسمة من الجنوب وتحديداً من جنوب بيروت، حاملة معها خبراً غريباً مفاده ان واحداً وعشرين عنصراً من جماعة فتحي يكن اعتقلوا ثم أطلق سراحهم بعد ان تبين انهم متوجهون الى معسكر للتدريب يديره »حزب الله«. وتتمة الرواية، ان هؤلاء عناصر في »سرايا المقاومة« مثلهم مثل آخرين يتبعون وئام وهاب وعبد الرحيم مراد وغيرهما من الذين أفنوا زهرة شبابهم وأحلى سنوات عمرهم في الكدح والنضال ضد الاسرائيليين والامبرياليين الأميركيين بدءاً من شوارع طرابلس وصولاً الى مداخل الشويفات، مروراً بقب الياس وتعلبايا وسعدنايل... وكنيسة لاسا في أعالي بلاد جبيل.

ثم بعد ذلك، أي بعد تلك النسمة الخّبّرية، ونتيجة لها برزت أسئلة كثيرة جُلّها يتمحور حول معطيين اثنين الأول: ماذا يعني اتفاق الدوحة إذن، وهل كان هدنة فحسب فرضها انعدام القدرة على ابتلاع تداعيات »انتفاضة 7 أيار« كما سماها نواف الموسوي، وتأثيراتها محلياً وإقليمياً وإسلامياً، وبالتالي ان تلك الهدنة محكومة بسقف زمني محدد، وان العودة الى »الانتفاض« واردة مجدداً، في اللحظة المناسبة. أي في اللحظة التي ينتبه فيها »المنتفضون« الى ان المسار الديموقراطي لا يتلاءم مع أهدافهم كثيراً، وان قصة الانتخابات من أولها الى آخرها، لن تمر إلا إذا كانت على شاكلة تلك التي أوصلت غزة الى ما هي فيه؟

السؤال الثاني هو: هل ان فزَّاعة السلفيين التي حملها ودار فيها الحكم السوري، عارضاً خدماته على الأوروبيين والأميركيين »لمعالجتها«، واستعد ميدانياً وإعلامياً ومخابراتياً لذلك، قد انتهت، بعد ان أجهضتها قوى 14 آذار، وتحرّك الجيش اللبناني، وانتباه من بيدهم المفتاح، الى ان البضاعة المعروضة للبيع أمامهم منتهية الصلاحيات، وتعود الى العام 75 من القرن الماضي، والى زمن البيع والشراء والمساومة على أرواح اللبنانيين وأرضهم... وبالتالي فإن العودة الى الأدوات المحلية هي البديل، في سياق سيناريو تكسير الدنيا في وجه 14 آذار قبل الانتخابات وعشيتها للتأثير في نتائجها؟!

أسئلة أخف وزناً، فرضها الموضوع إياه، بعضها ليس في وقته، لكنه يتفرّع عن الآتي: عن أي مصالحة يتحدثون يا إخوان، ومصانع الفتن لا تزال تعمل بكامل طاقتها من الشمال الى بيروت والجبل والبقاع؟!!

 

من الصادق يكن أم وهاب أم رعد؟

المستقبل - السبت 25 تشرين الأول 2008 - بعد توقيف الأجهزة الأمنية 21 عنصرًا في منطقة الاوزاعي تابعين لرئيس »جبهة العمل الاسلامي« فتحي يكن أتوا من الشمال إلى بيروت وكانوا يتحضرون للالتحاق بمعسكر تدريبي تابع لـ«حزب الله«، توالت الروايات المتنافضة التي كذبت الخبر ثم أقرت بصحته وذلك وفق القول المأثور (صدق او لا تصدق). ففيما نفى يكن في تصريح أمس ما ذكر عن قيام »الجبهة » بتدريب مجموعات من الشباب على المقاومة، أشار رئيس »تيار التوحيد« الوزير السابق وئام وهاب في حديث الى موقع »ناو ليبانون« الالكتروني أمس، الى أنّ »حزب الله« سبق وأن أجرى دورة عسكرية تدريبية لعناصره. وقال: »هل من المعقول ان يفتح »حزب الله« معسكرًا من اجل 21 عنصرًا، أقول ومن غير ان اسأل عن الموضوع قد يكونوا مرافقين للأستاذ فتحي يكن و»حزب الله» يدربهم على المرافقة كما دربوا مرافقين لي.... وأنا عندي أكثر من 21 مرافقًا«. وكان عضو المكتب السياسي لـ »الجبهة» جميل رعد أعلن »أن الجبهة تعتبر العمل المقاوم من ضمن عملها، وبالتالي ان اي تدريب يمكن ان يحصل يكون مسألة طبيعية».

 

ضعف عون المسيحي يخيفه وإصرار »سوريي« لبنان على حصة يُزعجه ودخول سليمان على الخط يُربكه وإصرار بري على خلط التحالفات مخرجه

»حزب الله« يدعو »المستقبل« الى خسارة الانتخابات بلا.. معركة

المستقبل - السبت 25 تشرين الأول 2008 -فارس خشان

لا يريد »حزب الله« معركة انتخابية في الربيع المقبل، وهو يحاول بالتي هي أحسن أن يُقنع »تيار المستقبل« بالدخول معه في تحالف وطني عريض على امتداد الوطن. ويتوسل »حزب الله« من أجل تحقيق ذلك سبلاً عدة. من ناحية أولى، يُظهر قوته وقوة حلفائه، في تأكيد على أن الأكثرية النيابية ستنتقل حتماً الى الفريق الذي يُمسك هو به، معتمداً في ذلك على سيناريوات سبق وتعرّف عليها اللبنانيون في العام 2005، ذلك أن كل من يكتب اليوم عن توزيع الخارطة النيابية الجديدة إنما يستنسخ محتوياتها عن مقالات سبق له وكتبها، قبيل اغتيال الرئيس رفيق الحريري وبعده، كما يُقدّم إشارات على وفرة في المال الانتخابي، وما يُروى عن »كرم« طارئ عند العماد ميشال عون في المناطق المسيحية، يؤكده »حزب الله« لا بل يبتسم لكل من يقول إن مصدر هذا المال هو الحزب.

أما من الناحية الأخرى، فيقدم »حزب الله« كل ما من شأنه أن يُثبت بأن لا مصلحة لـ»تيار المستقبل« بخوض معركة من أجل الانتخابات النيابية، على اعتبار أن قوى الرابع عشر من آذار إن خسرت الأكثرية تكون قد خسرتها، وإن ربحتها فهي لن تستطيع أن تتجاوز الحزب، لأنه يمسك بالديموقراطية التوافقية من رقبتها، بفعل إمساكه بيد من حديد بالطائفة الشيعية التي يستحيل تجاوزها في إدارة شؤون لبنان وشجونه، بما في ذلك موضوع سلاح »المقاومة »الذي يحتاج اعتماد أي تصور له الى »إجماع وطني« محوره الأول والأخير »ما يقرره الجنوبيون«.

وبذلك، فإن »حزب الله« يقول لـ»تيار المستقبل« إنه ذاهب الى معركة انتخابية، من موقع الخاسر ـ الخاسر في حين أن »حزب الله« يخوضها من موقع الرابح ـ الرابح، وتالياً فعلى هذا التيار أن يرفع من الآن الرايات البيضاء، لأنه كلما أرجأ هذا الخيار، عرّض الطائفة السنية للأضرار، تارة بتعريضها لحملة تشويه سمعة تحت عنوان الإرهاب، وتارة أخرى بتعريض مكتسباتها السلطوية للخطر، من مدخل مسيحي، وليس ما يقوم به العماد ميشال عون حالياً سوى الرأس الظاهر من جبل الجليد. ومن تسنح له فرصة الاجتماع بمسؤولين في »حزب الله« يُدرك أن الحزب يعمل، بكل الوسائل،على إيصال رسالة واضحة، بهذا المعنى، الى النائب سعد الحريري، داعياً إياه من باب »الحرص(!)«، على إبعاد مجموعة صغيرة عنه، ناسباً إليها »كل البلاء« في العلاقة الثنائية.

حسناً، ولكن لماذا يفعل »حزب الله« ذلك، طالما أنه قادر على تحقيق أهدافه بفوز حسمته من العام 2005، مجموعة عبدو سعد الإحصائية؟

هنا لا يُقدّم »حزب الله« أجوبته الواضحة والصريحة، ولكن الإشارات المتوافرة تدل عليها.

يدرك الحزب أن لعبة التحريض ضد الطائفة السنية من مداخلها الدستورية والأمنية، لن تبقى بمنأى عنه، لأن اللاعبين هم حلفاء له، ويسخر لهم إمكاناتهم المادية والمعنوية والبشرية، وبهذا المعنى فهو لا يستطيع أن يسمح للعماد ميشال عون بإطالة أمد لعبته، بل يريد استثمارها سريعاً، وإلا فإن »حزب الله« سيكون أول ضحاياها، خصوصاً وأن »احتلال« وسط بيروت فغزوة العاصمة، جعلتاه في موقع المسؤول عن كل شاردة وواردة، وليس أدل على ذلك أنه هو من يتحمل تبعات ما ارتكبه الآخرون، تحت مظلته العسكرية، من موبقات بحق بيروت وأهلها، منذ السابع من أيار الماضي.

كما يعرف الحزب أن حالة العماد ميشال عون المسيحية تشهد ضموراً مخيفاً، فالحالة العونية في قضاء بعبدا على سبيل المثال لا الحصر تدهورت بشكل دراماتيكي من نحو سبعين في المئة في العام 2005 الى أقل من ثمانية عشرة في المئة حالياً، وتالياً فإن عون على المستوى الانتخابي يستطيع أن »يتمرجل« حيث هناك قوة دعم شيعية، ولكنه على حواف الإنهيار حيث تكون القوة الانتخابية هي قوة مسيحية صافية. ويعرف »حزب الله« معرفة يقينية أنه، على تخوم الانتخابات النيابية سيكون عليه أن يختار بين عون من جهة وبين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من جهة أخرى، ذلك أن الرئيس سليمان لن يقبل أن يخرج من الانتخابات بلا كتلة نيابية تعينه على إثبات وضعيته داخل الساحة المسيحية والوطنية، وهو لن يسمح لأي كان، بمن فيهم عون، أن يخيّروه بين أن يكون مجرد وكيل في القصر الجمهوري، وبين أن يخلو القصر لمن يعد ناسه أن زيارته لإيران ستُنقله الى بعبدا، بعيد انتهاء الانتخابات النيابية، الأمر الوحيد الذي يفسر عبارة عون الشهيرة: نتيجة زيارتي لإيران ستظهر بعد ستة أو سبعة أشهر أو سنة على الأكثر!

وثمة من يعتقد بأن دخول »حزب الله« على خط النائب ميشال المر، بعد »المصالحة« غير الاحتفالية في وزارة الدفاع مع الوزير الياس المر، هي بأفق ترتيب تحالف انتخابي بين المر وعون، ولكن العارفين ببواطن الأمور، يؤكدون أن هذه الزيارات على صلة بترتيب العلاقة الانتخابية بين آل المر الذين يعتبرهم »حزب الله« وكلاء سليمان الانتخابيين وبين الحزب، خصوصاً وأن كل المؤشرات تبيّن أن الحزب و«وكلاء الرئيس« سيكونان على تماس أقلّه في دائرتين: بعبدا، حيث يترشح إدمون غاريوس، رئيس بلدية الشياح وجبيل، منطقة سليمان.

ولا تقتصر المسألة هنا، بل تتخطاها الى واقع التحالف القائم بين »حزب الله« وسوريي لبنان، وفي هذا السياق، من الواضح أن النظام السوري يريد من »حزب الله« أن يحمل له ودائع عدة، الأمر الذي سيُصعّب عليه إدارة مهمة التوفيق بين الوزير طلال إرسلان وبين »الدمية« وئام وهّاب (بعبدا)، وبين العماد ميشال عون وبين الحزب السوري القومي الاجتماعي (حاصبيا ـ مرجعيون )، وذلك على سبيل المثال لا الحصر. كما أن العلاقة بين عون والرئيس نبيه بري »ملطوشة »، ويبدو بري أقرب الى نظرية خلط التحالفات في الانتخابات النيابية المقبلة، لأن ذلك يوفر عليه »الكباش« على الحجم مع »حزب الله«، على اعتبار أن التحالف مع قوى الرابع عشر من آذار في البقاع الغربي ـ راشيا وفي زحلة مضمون النتائج، الأمر الذي يسحب نفسه على الانفصال عن عون في جزين، بعدما ثبت أن شعبية سباق الحمير في بلدة روم فاقت شعبية الاستماع للعماد ميشال عون في بلدة جزين. ولعل اللافت للانتباه، أنه منذ بدء المصالحات أن ثمة فريقاً واحداً أبدى تخوّفه من عودة ما سمّي »الحلف الرباعي«، وطالب بضمانات، هو فريق عون، في مقابل فريق واحد أبدى رغبة بتكرار سيناريو العام 2005، وصارح الجميع بذلك، هو فريق بري

 

الميليشيات الأخرى وعلى رأسها »المردة« مطالبة هي أيضاً بـ »الاعتذار«

»ثقافة الموت« ـ طبعة سليمان فرنجية

المستقبل - السبت 25 تشرين الأول 2008 - وسام سعادة

يتحمّل الوزير الأسبق سليمان فرنجية، وحده، مسؤولية أي طارئ أمنيّ يقع في المناطق المسيحيّة بعد حادثة بصرما.

فالمصالحة، كما سعت إليها »الرابطة المارونية« كان لها هدف محدّد: تجنيب الشمال المسيحي أي نقطة دم إضافيّة وختم الأحزان بحادثة بصرما، وعدم ترك الأحقاد تتوارث من جيل إلى جيل وتحصد شبّاناً في ربيع العمر، معظمهم ولد بعد سنوات من »مجزرة إهدن«.

كان للمصالحة هذا الهدف، ونسف المسعى إليها يطاول بالتحديد هذا الهدف، ويعرّض أمن واستقرار الشباب المسيحيّ في الشمال اللبناني للخطر. أما العنف اللفظي الميليشاوي الذي أتى به تصريح »النسف« فليس أقل من دعوة صريحة إلى القتل.

ما كان هدف المصالحة بين »المردة« و«القوات« مراجعة تاريخ الحرب اللبنانية ولا تبادل الاعتذارات والاعترافات ولا أي شيء من هذا القبيل. كان الهدف محدّداً: ترك الأموات يدفنون موتاهم، وترك الأحياء يعيشون. ليس يعني ذلك أن الماضي لا يراجع، وإنما لأجل تعبيد الطريق لهكذا مراجعة ينبغي التفلّت من استبداد الماضي الدامي والأليم بالحاضر والمستقبل.

في الماضي حدثت مجازر كثيرة. اختزال كل الماضي إليها، واختزالها إلى مجزرة دون سواها، وتحميلها لطرف دون سواه هو تحريض على ارتكاب مجازر جديدة، وتحريض ضد الحق في العيش حاضراً ومستقبلاً. هنا أيضاً تتجلّى المبارزة بين »ثقافة الحياة« و«ثقافة الموت« وفي موضوع المصالحة المسيحية ـ المسيحية »ثقافة الحياة« يمثّلها سمير جعجع و«ثقافة الموت« يمثّلها سليمان فرنجية الحفيد.

لكن يشاء الزمن الرديء أن يخرج علينا أحد أساطين »التأمّل التجاوزي في الماركسية« بصيغة من قبيل: »لا يزال اعتذار سمير جعجع عن الجرائم المنسوبة إليه وإلى القوات اللبنانية خلال حروب 1975 ـ 1990 يتوالى فصولاً ويعوق المصالحة المارونية«. إنه الديالكتيك في واحدة من لحظات.. ابتذاله! فواضع مثل هذه التخريجة ينسى مثلاً أنه شارك هو أيضاً في الحرب الأهلية، وأن الحرب الأهلية كناية عن سلسلة لا آخر لها من الجرائم، وقد يكون هناك »تفاوت في الشرّ« بين فئة وفئة، وهو تفاوت متبدّل النسب والأحجام حسب المراحل والمنعطفات، لكن ليس هناك حرب أهلية تدوم ستة عشر عاماً ويجتمع فيها كل الشرّ في ناحية، وكل الخير في ناحية أخرى.

ثم إن الحكم على المشاركين في الحرب الأهلية لا يفصل عن تطوّر خطابهم السياسي وأداؤهم السياسي ككّل بعدها. والحال أنه إذا ما قابلنا الخطابين السياسيين لسمير جعجع وسليمان فرنجية لاتضح جيداً أن خطاب الأول ينتقي مفرداته ومصطلحاته بشكل راقٍ وتحليلي ومتسلسل، ولا يلجأ إلى الشتيمة ولا إلى الإشاعة الرخيصة ولا إلى قذف المحصّنات، ويكشف عن إحاطة ثقافية واسعة، بل وعن بعد فلسفي لا يستهان به. هذا مع أن القائم بهذا الخطاب، سمير جعجع، من قادة الحرب.

وفي المقابل، نجد أن خطاب سليمان فرنجية هو أقرب ما يكون إلى اللغة الميليشياوية المراهقة. صحيح أن فرنجية يبرز بين الفينة والفينة استعداداً لافتاً للإقلاع عن هكذا لغة، ويلجأ أحياناً إلى الربط المنطقي الذكيّ في محاكاة واضحة للغة سمير جعجع، لكنه لا يستطيع المثابرة مطولاً على هذا النحو، وغالباً ما يقع إما في الشماتة بشهيد، وإما في التعرّض للزعيم الروحي لطائفته، فـ»مردة« القرون الوسطى كانوا جنود البطريرك، أما رئيس »تيار المردة« فيزيّن لنفسه أنه »بطريرك من نوع جديد« أو أحد بطاركة الكنيسة »النيو - نسطورية« التي يؤسس لها العماد ميشال عون، ربطاً بولاية الفقيه.

يتحدّث سليمان فرنجية أحياناً كـ »الكبار« لكنه بسرعة فائقة يهبط إلى حيث المراهقة السياسية و.. »آدابها«. نضوجه ممتنع. »المصالحة« كانت محكاً لجرأته على النضوج، لكنه فضّل بدلاً من ذلك »المقاولة« في نبش القبور، وكفتاة مراهقة تقطف أوراق الزهرة وتقول »يحبّني. لا يحبّني. يحبّني« تراه »يصالح. لا يصالح. يصالح. لا يصالح«. ربّما لأنه يجهل كلياً أنه بحاجة هو الآخر لتقديم اعترافاته واعتذاراته. كان هو أيضاً زعيماًَ لميليشيا، ووريثاً لميليشيا. بل إن »مردة« آل فرنجية نشأت في الأساس كـ »ميليشيا« في حين أن »القوات« نشأت كذراع عسكري لحزب سياسي، ثم كتجربة توحيد سياسي وعسكري قسريّ ومركزيّ لميليشيات مسيحية متعدّدة. و »المردة« أو »جيش التحرير الزغرتاوي« كانت إلى جانب الميليشيات المسيحية الأخرى في البدء، ثم تماهت مع الجيش السوريّ (مع أن »مردة« القرون الوسطى في المأثور الأيديولوجي الماروني هم قوم سلخوا نفسهم عن »سوريا« لتأسيس »لبنان«). بخلاف مردة آل فرنجية صار للقوات تاريخ. تاريخ موزّع على مراحل: الميليشيا بحروبها وانتفاضاتها الداخلية، ثم الميليشيا بانخراطها في مشروع السلم، ثم الميليشيا المتحولة إلى حزب سياسي سلمي، ثم التيار المضطهد والمحارب لـ11 عاماً متتالية، ثم الشريك المسيحي الأقوى للأكثرية الإسلامية السنية والدرزية في صناعة الاستقلال الثاني.

ليس هذا حال المردة. برهن سليمان فرنجية الحفيد عن حنكة سياسية في التسعينات، لكنه تسرّع وصرفها في خانة التسويق للعماد إميل لحّود رئيساً، ولم يكسب شيئاً يُذكر من ذلك عام 1998. شارك في معارضة التمديد في صيف 2004 ثم أنهال على من عارضوه واتهمهم بالعمالة والخيانة وصار وزيراً للداخلية بعد التمديد. وزير للداخلية يوم حدثت جريمة 14 شباط التي كان عليها أن تجتمع في ذاكرته مع شهداء مجزرة إهدن. لكنه بدلاً من ذلك قرّر الخروج أكثر فأكثر من »السياسة«.

 

دعا الى جلسة مشتركة الاثنين لتعديل قانون الضمان واتصل بموسى حول الاجتماع في الموصل

بري: العلاقة بين »أمل« و»التقدمي« قدوة والأهم من الانتخابات الخروج بروح وطنية جامعة

فياض: اللقاء بين جنبلاط و»حزب الله« عندما تنضج الترتيبات وحريصون على رد الفتنة

المستقبل - السبت 25 تشرين الأول 2008 - أجرى رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس، اتصالاً هاتفياً بالأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في إطار النداء الذي وجهه أول من أمس، عن وضع المسيحيين في العراق ودعوته الجامعة العربية إلى عقد اجتماع على مستوى وزراء الأوقاف العرب في الموصل لبحث الوضع هناك. ووعد موسى بري بإجراء الاتصالات اللازمة لذلك.

واستقبل بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة وفدا من قيادة وكوادر الحزب التقدمي الاشتراكي ضم النواب: اكرم شهيب، علاء الدين ترو وايمن شقير، امين السر العام في الحزب المقدم شريف فياض، عضوي مجلس القيادة محمد ادريس وسرحان سرحان، مفوض الشؤون الداخلية يحيى خميس، مفوض الاعلام رامي الريس، وكيل داخلية جرد عاليه زياد شيا ومفوض الشباب والرياضة زياد نصر. وحضر عن حركة أمل النائبان علي بزي وناصر نصرالله ورئيس المكتب السياسي جميل حايك وعضو المكتب السياسي محمد خواجة والمستشار الاعلامي للرئيس بري علي حمدان وزياد الزين وعلي رحال.

فياض

وقال فياض بعد اللقاء: تأتي زيارتنا الى دولة الرئيس نبيه بري في اطار استكمال اللقاءات التي تمت بين الحزب التقدمي الاشتراكي وحركة امل وتتويجا لهذه اللقاءات والاستماع الى ملاحظاته وآرائه. والزيارة تأتي ايضا بعدما قطعت الجهود المشتركة للحركة والحزب شوطا بعيدا في ترجمة قرار الانفتاح والتعاون بين مسؤولي القطاعات التنفيذية الامر الذي انعكس ايجابا على الارض وفي الوسط الشعبي الذي يحتضن الحركة والحزب في الجبل وفي كل المناطق اللبنانية وفي الوسط النقابي والتربوي والطلابي وفي مختلف القطاعات التي ننشط سويا فيها.

اضاف: ان حرص دولة الرئيس وحرص وليد جنبلاط على تعميم اجواء المصالحة يدفعنا الى العمل سويا بجد ومسؤولية وكل من موقعه لنحفظ لبنان ونرد الفتنة عن اهله ونمهد الطريق لحوار وطني شامل بدأه دولة الرئيس لنتوصل معا ومع باقي الاطراف الى تعزيز دور الدولة والى ممارسة السياسة داخل الاطر الدستورية ليبقى لبنان وطنا لجميع بنيه.

ورداً على سؤال عن سبب تأخر اللقاء الذي كان مقررا بين النائب جنبلاط ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، أجاب: اللقاء بين وليد جنبلاط وبين قيادة حزب الله سيتم في الوقت المناسب عندما تنضج الترتيبات لهذا اللقاء.

وعما اذا كان هذا اللقاء ينتظر لقاء رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري والامين العام لـحزب الله السيد حسن نصرالله، أجاب: اللقاء بين النائب سعد الحريري والسيد حسن نصرالله مهم جدا وكلنا ننتظر ان يحصل هذا اللقاء لما فيه من انعكاس ايجابي على الحركة السياسية وعلى اجواء المصالحة.

سئل: تتحدثون عن مصالحات والهجوم مستمر على النائب (ميشال) عون، أجاب: كلا هناك خلاف سياسي ونحن لا نهاجم احدا من موقع شخصي بل هناك خلاف سياسي لا بد من التعبير عنه، ولكننا قريبا سنلتقي على طاولة الحوار لدى فخامة الرئيس على امل ان نذلل هذه التباينات التي تفصلنا عن العماد عون.

وعن امكان ان يتبع ذلك اي لقاء يقرب بين الطرفين، أجاب: الامور مرهونة بأوقاتها والامور مرهونة بنتائج لقاء الحوار في بعبدا.

ونقل المجتمعون عن الرئيس بري تشديده خلال اللقاء على تعزيز نهج الحوار بين اللبنانيين، وعلى وجوب أن تكون العلاقة بين حركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي قدوة للعلاقات والمصالحات بين الاطراف في المرحلة المقبلة والاهم من الانتخابات هو الخروج منها بروح وطنية جامعة.

وأكد أن المقاومة من دون دولة ليست أمرا مطلوبا وان الدولة من دون حماية لشعبها ليست دولة، مشيرا الى أن اتفاق الطائف تضمن حق المقاومة ودورها وكذلك جاء اتفاق الطائف صريحا لجهة العلاقات اللبنانية ـ العربية والعلاقات اللبنانية ـ السورية.

وإذ أشار الى التمسك باتفاق الطائف بكل مندرجاته ، اعتبر أن العلاقة التاريخية بين حركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي نقلت لبنان من العصر الاسرائيلي الى العصر العربي، لافتاً الى أن الوحدة الوطنية التي برزت وتجلت خلال العدوان الاسرائيلي في تموز 2006 كان لها دور مهم في تحقيق انتصار المقاومة والشعب اللبناني. واستقبل بري سفيرة الهند نانغانا لوفوم في حضور حمدان، وعرض معها للاوضاع والعلاقات الثنائية. وتلقى برقية شكر جوابية من امير منطقة الرياض الامير سلمان بن عبد العزيز ردا على تهنئته بعيد الفطر. الى ذلك، دعا بري لجان: المال والموازنة، الادارة والعدل، الصحة العامة والعمل والشؤون الاجتماعية الى جلسة مشتركة تعقد العاشرة والنصف من قبل ظهر بعد غد الاثنين، لدرس مشروع القانون الوارد بالمرسوم الرقم 13760 الرامي الى تعديل بعض احكام قانون الضمان الاجتماعي وانشاء نظام التقاعد والحماية الاجتماعية.

 

المساعي السياسية تتحرك على جبهتي المصالحة وتوسيع الحوار

مصادر القوات تؤكد قبولها بكل الشروط لان الهدف اسمى وكرامي وفرنجية ينضمان الى طاولة بعبدا تأمينا للتوازن

المركزية - مع بدء العد العكسي لاستئناف مؤتمر الحوار الوطني برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في قصر بعبدا في 5 تشرين الثاني المقبل تتكثف الاتصالات والمساعي على جبهتين رئيسيتين لمواكبة هذا الاستحقاق الوطني.

جبهة المصالحات: الجبهة الاولى المعنية بالمصالحة المسيحية - المسيحية التي تتولاها الرابطة المارونية باشراف رئيس الجمهورية بين تيار المردة و"القوات اللبنانية" خصوصا بعد الموقف الحاسم الذي اعلنه الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية قبل ثلاثة ايام، وأكد فيه على كل الشروط التي يطرحها تيار المردة و"الا ستين عمرا ما تكون مصالحة".

مصادر القوات: وفيما أكدت مصادر الرابطة المارونية على استمرار مساعيها من دون ان تكشف عن تحركها الحالي، أكدت مصادر "القوات اللبنانية" لـ "المركزية" ان القوات مصممة على اتمام المصالحة المسيحية - المسيحية مهما كانت الشروط، لان هذه الشروط مهما كانت صعبة تبقى من دون أي قيمة أمام الهدف الاسمى، أي وحدة المسيحيين، خصوصا في هذه المرحلة. وتابعت: نحن ندرك ان الحرب تكون مؤلمة وتحصل فيها اخطاء ومآس بغض النظر عن ظروفها، ولكنها تصبح اشد ألما اذا استمرت تداعياتها في السلم وداخل البيت الواحد ومن هذه الرؤية والقناعة فإن القوات مستمرة في سياسة الاعتذار والانفتاح سواء نتيجة أعمال قام بها عناصرها ام غيرهم آنذاك وتسببوا بالاذى والضرر لأي شخص. وهذا ما أكد عليه الدكتور سمير جعجع في القداس الذي اقيم على ارواح شهداء "القوات اللبنانية"

وأشار المصدر الى ان المصالحة التي يعمل لها هي لازالة الاحزان والاحقاد من النفوس، اما الخيارات السياسية واللعبة الديموقراطية فلكل فريق او شخص ان يعمل لما يراه. وبالطبع ضمن الدستور والقوانين اللبنانية المرعية.

حزب الله - التقدمي: الى ذلك توقعت مصادر مطلعة ان يعقد لقاء بين وفد رفيع من "حزب الله" ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط في خلده بعيد عودة رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني الوزير طلال ارسلان من أجل تثبيت الوضع الميداني بعد احداث 7 أيار الماضي.

اما على صعيد لقاء الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ورئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري فلم تر المصادر جديدا بالرغم من عودة رئيس تيار "المستقبل" الذي ربطت اوساطه عودته بأنها للمشاركة في الاستحقاقات المقبلة، وخصوصا استحقاق الحوار الوطني.

توسيع الحوار: اما على الجبهة الثانية اي توسيع طاولة الحوار الوطني فتوقفت المصادر عند كلام رئيس الجمهورية امس والذي اشار فيه الى امكانية توسيع الطاولة ولكن بعدد قليل ومعقول، وكشفت المصادر ان الاتصالات الجارية على هذا الصعيد يتولاها الرئيس سليمان ومع الجهات المعنية من أجل أن تأتي هذه الخطوة في مكانها ولتؤمن توازنا تعتقد الاقلية انها تفتقد اليه، ليؤدي النتيجة المرجوة منها.

وكشفت المصادر عن امرين يجري التداول حولهما للجلوس الى جانب الاركان الـ14 الذين يشكلون الطاولة حاليا، اضافة الى الرئيس سليمان بالطبع والاسمان هما الرئيس عمر كرامي والوزير السابق سليمان فرنجية، اضافة الى اسم ثالث هو النائب اسامة سعد. واستبعدت المصادر اعتذار اي من الرئيس كرامي والوزير فرنجية عن عدم المشاركة بحجة وجود الدكتور جعجع، وأكدت ان المشاركة هي بدعوة من رئيس الجمهورية من أجل رسم صورة جديدة للبنان كما يريده اللبنانيون، وهذه مهمة تلقي على المدعوين اليها مسؤولية وطنية تاريخية، ومن هنا تتوقع المصادر ان يشارك الرجلان عندما توجه اليهما الدعوة، بحيث تنطلق طاولة الحوار بـ 16 ركنا بدل 14.

 

اتصالات وزيارات تأييد لمواقف ابو جمرة

المركزية - اعلن مكتب نائب رئيس مجلس الوزراء اللواء عصام ابو جمرة انه تلقى اتصالا هاتفيا من معاون بطريرك الروم الارثوذكس اغناطيوس الرابع هزيم في دمشق المطران لوقا الخوري الذي اعرب عن تضامنه ودعمه لموقف اللواء ابو جمرة وعن تأييده لمطالبته تحديد صلاحيات نائب رئيس مجلس الوزراء.

كما تلقى اتصالا من راعي ابرشيات المكسيك واميركا الوسطى وفنزويلا للروم الارثوذكس المطران انطوان الشدراوي اكد فيه دعمه لمطالبه التي وصفها بالمحقة.

وتلقى اتصالات عديدة داعمة لموقفه من شخصيات وفاعليات سياسية واجتماعية. واصدر المثقفون والممثلون عن الاهالي في قرى قرنة الروم الارثوذكس السبع في بلاد جبيل بيانا ايدوا فيه مطالب اللواء ابو جمرة وأكدوا على ضرورة احقاق الحق والعمل على تحديد صلاحيات نائب الرئيس بشكل صريح.

الى ذلك استقبل اللواء ابو جمرة في دارته في بعبدا وفودا متضامنة مع مطالبه من الاشرفية، بعبدا ومنطقتي حاصبيا ومرجعيون.

 

ترحيب فرنسي بطرح اسرائيل توقيع معاهدة مع لبنان لتجنب اعمال العنف

باريس - من مراسل الوكالة

المركزية - في اول رد فعل فرنسي على ما تناولته بعض الصحف الاسرائيلية بشأن درس اقتراح في وزارة الخارجية الاسرائيلية يرمي الى التوصل الى معاهدة طويلة الامد مع لبنان لتجنب تجدد اعمال العنف على الحدود الشمالية مع لبنان، اعلن الناطق باسم الخارجية الفرنسية ايريك شوفالييه ردا على سؤال بهذا الشأن ترحيب فرنسا بكل ما من شأنه ان يصب في الاتجاه الصحيح. وقال: قلنا اكثر من مرة اننا ندعم الوسائل والخيارات الديبلوماسية بمختلف اشكالها فكما رحبنا ودعمنا الخيار الديبلوماسي بين لبنان وسوريا ايدنا المفاوضات غير المباشرة الديبلوماسية بين اسرائيل وسورية بوساطة تركية. واضاف: في حال تقدمت اسرائيل بعرض من هذا النوع للبنان فإننا نرحب به.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 24 تشرين الاول 2008

البلد

غادر وزير سيادي محسوب على مرجعية الى كندا 5 أيام لحضور ولادة نجله الثاني وبذلك أصبحت وزارته مناطة بوزير سيادي آخر قريب من المرجعية نفسها.

تبيّن ان فاعلية شمالية مقصودة بالمصالحة تجري حسابات دقيقة لما يمكن ان تكون نتائجها المباشرة عليه وفي المقابل تنتظر فاعلية أخرى تسجيل نقطة تعطيه انتصاراً مؤثراً.

بدأ الصوت يعلو لدى المقربين من احد الرؤساء حيال استشراء الفساد لدى احد الوزراء المحسوب على هذا المرجع ويشيرون الى حجم الثروة التي جمعها من خدمته العامة!

الشرق

نائب عوني اكد ان المطالبة بصلاحيات لنائب رئيس الحكومة لن تتوقف لكنها لن تصل الى حد الانسحاب من الحكومة "لأن اتفاق الدوحة قد نص على تجنب مثل هكذا خطوة مهما اختلفت الاعتبارات"!

وزير جديد ظهر من خلال تحركاته انه على استعداد لأن يترشح كعضو على لائحة انتخابية وليس كرئيس لائحة؟!

نائب سابق اتهم قوى 8 آذار مجتمعة بأنها تتصرف من دون مشروع سياسي اعتقاداً من قادتها انه يكفيهم تأييد حزب الله (...).

النهار

تتوقع اوساط سياسية ان تنفجر الخلافات داخل الحكومة عندما يباشر الوزراء المرشحون للانتخابات نشاطهم وتدخلهم لتأمين فوزهم.

نقل عن ديبلوماسي اوروبي ان الولايات المتحدة بعد فشلها السياسي والعسكري في المنطقة والازمة المالية التي عصفت بها، لم تعد تملك لا عصا ولا جزرة!

تبين ان عدم اعتماد النظام النسبي في الانتخابات النيابية المقبلة يحول دون تمثيل المسيحيين تمثيلاً صحيحاً.

السفير

نقل عن مرجع مسؤول ان الحكومة صرفت سبعة مليارات ليرة لتأهيل المجاري قبل فصل الشتاء، وأبدى استياءه من الحملة ضدها في هذا المجال.

تحدث مطلعون عن مفاجأة سيطرحها مرجع كبير خلال الجلسة المقبلة للحوار، وهو يحرص على عدم الافصاح عنها.

ثلاثة امراء خليجيين خسروا في الأزمة المالية الأخيرة نحو ثمانية مليارات دولار أميركي.

المستقبل

أوضحت أوساط متابعة ان اللغط حول دعوة مرجع حزب معين الى بلد عربي لا أصل له علماً ان مسؤولاً من هذا البلد زار لبنان سابقاً أكد لوزير من الحزب انه مرحب به في أي وقت.

عُلم ان نائب رئيس الحكومة عصام أبو جمرة "خلط" بين تأييد احد وزراء الاكثرية "حقه" في طرح ما يريد وبين تأييد هذا الوزير الطرح في حد ذاته!

لفت موقف لمرجع رسمي شدد فيه على قيام "تكتل نيابي وطني" في إشارة على ما يبدو الى تكتل نيابي "وسطي" بين فريقي الصراع.

اللواء

برزت عراقيل في اللحظة الأخيرة من شأنها أن تؤخّر اندماج مجموعة مصرفية لبنانية مع مجموعة استثمارية عربية كبرى!·

يتجه تيار معارض لفتح قنوات اتصال انتخابية مع حزب يميني، لبحث إمكان التحالف في منطقة حساسة·

تتقصى دوائر أمنية ودبلوماسية معلومات عمّا إذا كانت الاشتباكات التي دارت قرب مطار عاصمة قريبة سقط فيها مطلوب كبير أم الزوج الثاني لابنته؟!·

 

الرئيس سليمان عرض مع نائب رئيس الحكومة الاشكال المتعلق بصلاحياته واستقبل السفير السعودي ووزيرة دولة فرنسية وسماحة ووفدا بريطانيا

وطنية- 24/10/2008 (سياسة) استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في بعبدا قبل ظهر اليوم نائب رئيس الحكومة اللواء عصام ابو جمرا، وعرض معه للتطورات الراهنة وصلاحيات نائب رئيس الحكومة والاشكاليات المتعلقة بهذا الملف.

واستقبل الرئيس سليمان بعد ذلك سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان عبد العزيز خوجه، وعرض معه للعلاقات الثنائية في ضوء الزيارة الاخيرة التي قام بها الرئيس سليمان والوفد المرافق للمملكة العربية السعودية. وسلمه دعوة للمشاركة في الاجتماع الذي تعقده الامم المتحدة في 12 تشرين الثاني المقبل و13 منه تحت عنوان الحوار بين الاديان والثقافات.

ثم استقبل رئيس الجمهورية وزيرة سكرتارية الدولة الفرنسية المكلفة شؤون سياسة المدن فاضلة عماره، يرافقها السفير الفرنسي اندره باران. وتناول البحث حقوق المرأة وموقعها في الحياة السياسية.

واستقبل الرئيس سليمان وفدا بريطانيا ضم مستشار رئيس الوزراء البريطاني للشؤون الخارجية السيد سيمون ماكدونالد ورئيس مكتب العرب-اسرائيل وشمال افريقيا في الكومنولث نيل ويغان في حضور سفيرة بريطانيا في لبنان فرنسيس غاي.

وأطلع السيد ماكدونالد الرئيس سليمان على أجواء جولته التي يقوم بها في بعض دول المنطقة، وتم تبادل الرأي في فرص التوصل الى تسوية في الشرق الاوسط.

وزار بعبدا أيضا وفد من جامعة البلمند برئاسة الدكتور ايلي اديب سالم، اطلع رئيس الجمهورية على نشاطات الجامعة وروزنامة عملها للسنة الدراسية الحالية.

واستقبل الرئيس سليمان بعد ذلك وفدا مشتركا من نقابتي المهندسين في بيروت والشمال عرض لشؤون النقابتين وواقع المهندسين بشكل عام، إضافة الى بعض المطالب ذات الصلة بعلاقة النقابة مع الدولة من خلال الوزارات المعنية.

واستقبل الرئيس سليمان الوزير السابق ميشال سماحة وعرض معه التطورات الراهنة.

 

مقتل شخص واصابة اخر بجروح في حادث سير على طريق ضهر البيدر

وطنية - 24/10/2008 (متفرقات)افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام خالد عرار عن مقتل محمود محمد بربر مواليد 1984 وجرح شربل منصور على طريق الطريق الدولية ضهر البيدر, في حادث سير مروع وقع على طريق ضهر البيدر الدولية.

وفي التفاصيل أنه بعد ظهر اليوم وبينما كانت شاحنة من نوع بيك أب تحمل لوحة سورية يقودها حسن مصطفى رقية, تتجاوز شاحنة فولفو يقودها محمود محمد بربر, متوجهة من ضهر البيدر الى شتورا, كانت سيارة من نوع بيجو تحمل لوحة رقمها 392770/م يقودها شربل منصور, متوجهة من شنورا الى بيروت, فتفاجأ شربل بالامر ولم يتمكن من الهرب فإذا به تحت الشاحنة أكثر من ثلث ساعة, ليتمكن فيما بعد عناصر الجيش اللبناني والصليب الأحمر والدفاع المدني من رفع الشاحنة وإخراج السيارة من تحتها مستعملين المقصات الحديدة لإنتشاله من داخل سيارته, وعملت عناصر الصليب الأحمر اللبناني على نقله الى مستشفى البقاع في تعنايل. هذا وقد تسبب الحادث بأزمة سير خانقة على الطريق الدولية حيث عملت عناصر قوى الأمن الداخلي على تنظيم السير لفتح الطريق.

 

نقابة المحامين: تهجير مسيحيي العراق نموذج لما ستؤول اليه المنطقة

نناشد الحكومة تحريك الجامعة العربية والامم المتحدة لدرء اخطاره

وطنية - 24/10/2008 (قضاء) عقد مجلس نقابة المحامين في بيروت اجتماعه الدوري برئاسة النقيب رمزي جريج وحضور الأعضاء، وبعد البحث في الأمور المدرجة في جدول الأعمال، أصدر البيان التالي:

"أولا: يدين مجلس نقابة المحامين جريمة ضد الانسانية ارتكبت وما تزال ترتكب حتى تاريخه بحق المسيحيين في العراق الشقيق، والتي أدت الى تهجيرهم من مدنهم وقراهم، لا سيما في الموصل، وتشتيتهم في أربع جهات الأرض، ودفعهم الى مغادرة أراضيهم ومنازلهم الى مواقع محددة داخل العراق وخارجه، وكل ذلك في سبيل إكمال عملية الفرز الديمغرافي العرقي والطائفي والمذهبي، التي ما فتئت تتوالى فصولا منذ تاريخ بدء الاحتلال الاميركي للعراق وحتى اليوم.

ثانيا: يلفت مجلس النقابة النظر الى أنه لا يخفى على عين بصيرة، أن هذا التهجير المتعمد، الذي يتم وفق مخطط تقسيم العراق، بل تفتيته إن أمكنت الظروف، إنما يستهدف جعله نموذجا، لما ستؤول اليه حال المنطقة وأقطارها وشعوبها العربية، بحيث يصبح النموذج الكياني الصهيوني العنصري صورة اعتيادية لما هي عليه كيانات المنطقة العربية. ثالثا: يشير مجلس النقابة الى أنه لا يخطىء عارف في تقدير الأضرار الجمة التي ستلحق بظاهرة التنوع والتعدد الديني في العراق الشقيق، وفي كل تجربة حضارية مضمونها العيش المشترك، حيث تتلاقى الأديان والطوائف والمذاهب ضمن نمط حياة يفسح في المجال أمام الجميع من أجل تواصلهم وتفاعلهم بعضهم مع بعض -أفرادا وجماعات- ويقوم على أساس الاعتراف بالآخر، واحترام تمايزه واختلافه، والقبول به شريكا في البناء الوطني، دونما محاولة للسيطرة عليه أو استتباعه أو الغائه، كما سبق لنقابة المحامين أن عبرت عنه عند إعلانها "الميثاق اللبناني للدفاع عن الاستقلال وحماية الوحدة الوطنية والسلم الأهلي". رابعا: يؤكد مجلس النقابة مجددا، كما جاء في ميثاقه الآنف ذكره، أن العروبة رابطة ثقافية وإطار حضاري يجب أن يقوم على القيم الروحية والأخلاقية والانسانية، حيث يغني التنوع والتعدد الانتماء العربي، ولا يكون ذلك بغير نشر ثقافة الاعتدال والتسامح والحوار، ورفض كل أشكال الارهاب والتعصب والتطرف والانعزال عن الآخر ونبذه. ومن هذا المنطلق، فإن كل تهجير يصيب جماعة أو دينا أو مذهبا، بالاضافة الى كونه جريمة ضد الانسانية مستنكرة ومدانة، ستنجم عنه بالتأكيد، أعباء اجتماعية واقتصادية وسياسية، ليس فقط على البلد المعني بها مباشرة، وإنما على جميع دول الجوار، ناهيك عن الأقطار العربية كافة.

خامسا: يناشد مجلس النقابة الحكومة اللبنانية، أن تبادر فورا الى اتخاذ خطوات جريئة في هذا الصدد، من خلال تحريك الجامعة العربية ومنظمة الأمم المتحدة وسائر المنظمات المعنية من أجل درء الأخطار التي تنجم عن هذا التهجير، كما يحث الحكومة اللبنانية على متابعة هذا الأمر وضمان فاعلية الخطوات والقرارات التي يمكن أن تتخذ بهذا الصدد".

 

الرئيس السنيورة استقبل نائب رئيس مجلس الوزراء في حضور وزير التنمية

وطنية - 24/10/2008 (سياسة) أكد رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ان "الموضوع الذي يطرحه نائب رئيس مجلس الوزراء عصام ابو جمرا عن صلاحياته هو موضع تفكير لدي لأننا نريد أن نوزنه بكل تداعياته".

كلام الرئيس السنيورة جاء في دردشة مع الصحافيين عقب أدائه صلاة الجمعة، وقال ردا على سؤال: "ما قمنا به هو التالي: طرحي ما زال كما كان، وهو التعاون في ما بيننا في أمور عديدة، ونائب رئيس الحكومة يستطيع أن يؤدي عملا مفيد جدا بالتعاون معي. وهذا الأمر يندرج ضمنه ترؤس بعض اللجان التي يمكن أن تتألف وتكون برئاسته، وهذا الطرح ما زال قائما، وهو يرغب أيضا في أن يعرض هذا الموضوع على طاولة مجلس الوزراء وأنا قلت ان هذا الموضوع هو موضع تفكير لدي لأننا نريد أن نضعه في الميزان بكل تداعياته".

سئل: لكنه لمح إلى أن هذا الموضوع سيعرض على مجلس الوزراء، ولكن التوقيت فقط متروك لدولتكم؟

أجاب: "أنا قلت حرفيا ان هذا الموضوع هو موضع تفكير".

سئل: ما خطورة عرضه على مجلس الوزراء؟

أجاب: "كل شيء يجب بحثه بكل تداعياته وبما قد يحمله من أمور على صعيد كل لبنان. أنا لا أريد الدخول في التفاصيل، ولكن الامر يجب أن يبحث بكل تداعياته ولا سيما في الوضع الذي نحن فيه بحيث اننا في أشد الحاجة الى الابتعاد عن أي توتر أو تشنج في البلد. وأنا أترك لكل اللبنانيين أن يتبصروا في الموضوع".

سئل: ولكن أبو جمرا طالب بإيجاد مكتب له داخل السرايا وأن يمارس صلاحيات رئيس الحكومة في حال غياب رئيس الحكومة، فما كان ردكم؟

أجاب: "لا مجال للبحث في هذا الموضوع بهذه الطريقة، وكلامي كان دقيقا في هذا الشأن".

سئل: ما كان جواب رئيس الجمهورية ميشال سليمان في ذلك وهل هو يدعمك؟

أجاب: "أنا لا أتكلم باسم أي أحد آخر، هذا الموضوع هو موضع تفكير وتشاور في وقت لاحق".

سئل: هل سيبقى أبو جمرا غائبا عن جلسات مجلس الوزراء؟

أجاب: "حصل كلام في الوقت نفسه عن ممارسة بعض الأمور التي كنت طرحتها عليه خلال الفترة المقبلة".

سئل: ما فهم من كلامه لدى خروجه هو أنه يريد أن يحسم الامر،إما هناك نائب رئيس حكومة أو ليس هناك هذا المنصب؟

أجاب: "أنا مع هذا الطرح تماما وهو موجود وأنا أريده أن يكون موجودا".

سئل: لماذا لا تريدون إعطاءه مكتبا في السرايا؟

أجاب: "هذا الموضوع لا يتم بهذه الطريقة، هذا البلد قائم على توازن دقيق جدا في كل الأمور، وأي أمر يصار فيه إلى تغيير في أي من هذه التوازنات يلحق ضررا بأمور أخرى".

سئل: لكن الرأي العام يرى أن هذا الرجل لم يأخذ حقوقه في مجلس الوزراء؟

أجاب: "لنعد إلى الدستور ونقرأ على ماذا ينص، علينا ألا ندخل لا باجتهادات ولا بايجاد أعراف جديدة، الدستور كتاب وعلينا أن نلتزم ما يعنيه، وأنا شديد الحرص والتمسك به وأريد أن أسير على الكتاب كالسير على الصراط".

سئل: ما كان رد متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده خلال لقائه الوزير طارق متري؟

أجاب: "أعتقد أنه كان هناك وضوح وتفهم كامل".

أبو جمرا

وكان الرئيس السنيورة استقبل، صباح اليوم في السرايا الحكومية، نائب رئيس مجلس الوزراء اللواء عصام أبو جمرا، في حضور وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية إبراهيم شمس الدين. بعد اللقاء، قال أبو جمرا: "اتفقنا مع دولة الرئيس على آلية الحل، وان شاء الله يصدر قريبا في اجتماع مجلس الوزراء الذي يقرر وأنا أقبل بقراره. في الدولة اللبنانية القرارات الهامة يتخذها مجلس الوزراء مجتمعا، وأنا لا أريد الدخول في التفاصيل".

الوزير شمس الدين

أما الوزير شمس الدين فقال: "اللقاء الثاني الذي كان مقررا بين الرئيس السنيورة ونائب رئيس الحكومة عصام أبو جمرا، عقد اليوم وكان وديا جدا ولطيفا وإيجابيا. وأعتقد أن كلام دولة نائب الرئيس صدر وهو مبتسم، ونحن نبحث عن أشخاص كثيري الابتسامة، وابتسامة دولة نائب الرئيس كانت في موقعها وتوقيتها، وعن حق حصل كلام عن آليات جيدة للعمل ولنمط العلاقة، وأكرر ليست العلاقة الشخصية، وأعتقد أن هذه العلاقة ستكون جيدة وعملية وآلية العمل وضعت أسسها بشكل مرض، وأنا شخصيا راض ودولة الرئيس مرتاح ونائبه مبتسم".

سئل: هل سيعرض الموضوع على أول جلسة لمجلس الوزراء؟

أجاب: "إذا حصل اتفاق على آلية العمل وصيغته، فإن الأمر عند الرئيس السنيورة ليتصرف فيه بما هو مناسب، ومن التعابير التي استخدمت داخل الاجتماع ان رئيس مجلس الوزراء سيقوم بكل ما هو لائق ومناسب لكي تسلك القضية مسلكها الصحيح والمناسب وتخرج عن إثارة الغبار ولا تبقى موضع توتر".

سئل: ولكن الرئيس السنيورة قد لا يطرح الأمر على الجلسة المقبلة فماذا يمكن أن يحصل؟

أجاب: "لنعتبر أن اليوم التوقيت صفر والساعة تسير، فمثلا الأسبوع المقبل ليست هناك جلسة لمجلس الوزراء فلا يجب أن نقول إذن ان الموضوع تأجل، بل هناك حيثيات عملية للأمر، والمهم أن يطمئن الجميع الى أن المسألة خرجت من إطار التوتر والتجاذب، هناك أشخاص عاقلون وتصرفوا بالمسألة بعقل وحكمة وموضوعية والجو جو مصالحات عامة، وأمر طبيعي أن يكون هذا الموضوع موضع مصالحة وتصالح".

السفير السعودي

ثم التقى الرئيس السنيورة السفير السعودي عبد العزيز خوجة وعرض معه الأوضاع العامة والتطورات.

وزيرة فرنسية

وكان الرئيس السنيورة استقبل وزيرة سياسة المدن والضواحي الفرنسية فضيلة عمارة التي قالت بعد اللقاء: "زيارتي للبنان هي في إطار الدعوة التي وجهت إلي للمشاركة في مؤتمر المرأة وكنت سعيدة وفخورة بزيارة لبنان والمشاركة في المؤتمر، وأكدت للرئيس السنيورة تمسك بلادنا بدعم لبنان لأننا نستطيع ان نبني سويا مستقبلا من السلام والازدهار في إطار المشاريع المشتركة".

مستشار رئيس وزراء بريطانيا

والتقى الرئيس السنيورة مستشار رئيس الوزراء البريطاني سيمون ماكدونالد، في حضور السفيرة فرانسيس ماري غاي، وجرى عرض الأوضاع العامة والعلاقات الثنائية.

 

جعجع عرض التطورات مع السفيرة الاميركية والتقى عبدالله بو حبيب

سيسون:جهود جدية لضمان الانسحاب الاسرائيلي من الجانب الغربي للغجر

وطنية - 24/10/2008 (سياسة) التقى رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع، اليوم في معراب، سفيرة الولايات المتحدة الاميركية ميشيل سيسون، في حضور مستشار العلاقات الخارجية في الحزب ايلي خوري ومسؤول العلاقات الخارجية جوزف نعمة. واستمر اللقاء ساعة ونصف ساعة وعرض المجتمعون تفصيلا الاوضاع اللبنانية والاقليمية. وتركز البحث على مسألة مزارع شبعا. وقد أبلغت السفيرة سيسون جعجع أن "هناك جهودا حثيثة وجدية لضمان الانسحاب الاسرائيلي من الجانب الغربي لقرية الغجر". كما تداولوا مسألة الانتشار السوري فأكدت السفيرة الاميركية مجددا "تمسك بلادها بسيادة لبنان على كامل أراضيه".

ونقلت السفيرة سيسون الى جعجع أنه "مهما تكن نتائج الانتخابات الاميركية فإن موقف الادارة الاميركية سيبقى ثابتا تجاه لبنان".

كما استقبل جعجع نائب رئيس الرابطة المارونية السفير السابق عبدالله بو حبيب.

 

مجلس أساقفة زحلة جدد استنكاره الشديد للجريمة في الموصل: ما يجري ابلغ دليل على خطر يهدد العالم كله ما لم يتم تداركه

وطنية - 24/10/2008 (سياسة) أصدر مجلس أساقفة زحلة والبقاع بيانا اليوم جاء فيه:

"في زمن حوار الديانات والحضارات والثقافات، وفي زمن يسهل فيه التقدم التكنولوجي والعلمي التواصل بين البشر، نرى العنف يسود في المجتمع الإِنساني، ونرى القتل والتهجير والارهاب بسبب الدين والعرق، مسألة تهدد السلام في العالم.

ولعل ما يحدث في العراق، وبخاصة مع المسيحيين في الموصل وغيرها، هو أبلغ دليل على الخطر الذي يهدد العالم كله، إذا لم يبادر أصحاب الإرادة الصالحة، الى القيام بحملة توقظ ضمير الذين يقومون بأعمال لا يقرها الدين ولا تعترف بها القيم الانسانية.

ولذلك فإن مجلس أساقفة زحلة والبقاع، وقد هالته هذه الجريمة المرعبة، يعلن، مرة جديدة، عنِ استنكاره الشديد، لِما يتعرض له الكثيرون في العالم كله - وبخاصة المسيحيين في الموصل، ويدعو أبناء الأبرشيات البقاعية، لا بل جميع الناس:

أولا: إِلى الصلاة من أجل جميع المضطهدين والمظلومين لكي يرأف الله بحالهم، ولكي يتحول ما يتعرضون له إِلى نعمة تفتدي الذين يقومون بأعمال إِرهابية والذين يدعمونهم ليروا ما جنتْ أيديهم، علهم يتوبون.

ثانيا: إِلى تعزيز الصلاة بأعمال رحمة ومحبة وعطاء لمساعدة إِنسان قسا الدهر عليه

أو ظلمه إنسان آخر، واعتبار هذا العمل فعل تضامن مع الذين هجرهم التعصب وهدد وجودهم على أرض هي لهم قبل غيرهم".

ترحيب بهزيم وتبريك لخوري

ومن ناحية أخرى، دعا مجلس الأساقفة إلى "اعتبار زيارة صاحب الغبطة مار اغناطيوس هزيم بطريرك الروم الارثوذكس لزحلة لترؤس الاحتفالات التكريمية لصاحب السيادة المطران اسبيردون خوري متروبوليت زحلة وبعلبك وتوابعها بركة وعلامة رجاء.

ولذلك فهو يدعو الجميع إلى المشاركة في الاستقبال والاحتفالات، وفيما هو يقدر اسهام صاحب السيادة المطران خوري الفاعل والمثالي في نشاطات المجلس وسهره على خدمة المُبادرات لتعزيز الوحدة الكنسية، يتمنى لسيادته أن تكون أيامه سلامية وأن يدوم معافى ومديد الأيام.

كما أنه يشكر صاحب الغبطة البطريرك الكبير على زيارته لعروس البقاع ويأمل أن تعزز هذه الزيارة الحضور المسيحي في لبنان والعالم والحوار بين الأديان، وإيقاف كل أعمال العنف خصوصا تجاه الاخوة والأخوات في العراق".

 

النائب زهرا:اعتذار جعجع كان أخلاقيا عن اخطاء ارتكبت ربما عن غير قصد

من المجدي حصول المصالحة قبل الانتخابات لانها تهدىء من اثارة العصبيات

وطنية - 24/10/2008 (سياسة) كشف عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا في حديث لتلفزيون "OTV"، ما دار من اتصالات حول اتمام المصالحة المسيحية - المسيحية، فقال ان رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع اتصل به واخبره ان "الاجتماع صار قريبا جدا وطالبه اذا كان لديه اقتراحات عملية لترتيبات يجب ان تجري على الأرض فإنه يريدها الليلة (كان يوم احد)"، واضاف: "كنا نتوقع ان تتم المصالحة بسرعة لأن موضوعها هو ان الاختلاف السياسي مقبول وهو لا يجب ان يتحول الى خلاف عنفي بين اي طرفين على الساحة اللبنانية". ورأى زهرا ان "كل ما حصل قبل العام 1990 يجب ان نكون قد توافقنا على اننا تصالحنا بخصوصه ورميناه وراءنا في اتفاق الطائف، والا يكون هناك خلل ما في حياتنا الوطنية، اذ بعد ان دفعنا كل ما دفعناه ثمن هذا الاتفاق، ونعود لنقول اننا نحتاج الى المصالحة نكون كذبنا على بعضنا البعض في الطائف وهذا ليس رأينا على الاطلاق".

وأوضح ان "القاصي والداني يعرف أن جعجع كان مشاركا في عملية إهدن وأصيب في ساحة القصر وسحب من المكان واستلم شخص غيره المسؤولية"، معتبرا أن "كلام رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية عن أنه يسامح ولا ينسى ليس ملموسا لأنه يبدو انه يستمتع بالعودة الى هذه الواقعة في كل مرة يثار فيه الموضوع". واكد ان "هوية المتصارعين في حادثة اهدن فيها اشكالية، فمنذ 30 سنة نعم هناك مشكل حصل مع آل فرنجيه، ولكن هوية اصحاب المشكل ليسوا من يتصالحوا اليوم".

وذكر "بالذين سقطوا في أحداث سبقت بصرما ولم يتكلم أحد بشأنهم، وتساءل اليس هؤلاء ابناء ناس؟ بينما كبرت القصة عندما مات يوسف فرنجية مع احترامنا له وهو شخص نحترمه". وجدد التأكيد "أن اعتذار جعجع كان أخلاقيا وجدانيا عن اخطاء ارتكبت ربما عن غير قصد، ولم يكن المعني لا فرنجية ولا رئيس الحكومة الاسبق عمر كرامي ولا رئيس تيار "التوحيد" وئام وهاب ولا النائب السابق ناصر قنديل"، لافتا الى "أننا كقوات ننكر مسؤوليتنا عن مقتل رئيس الحكومة الاسبق رشيد كرامي، ونصر على هذا الإنكار، ولكن اذا كان أهل كرامي أو فرنجية أو أي أحد تضرر مما قامت به القوات فنحن نعتذر". وبالمناسبة نحن نثمن كلام الرئيس ميشال المر عن قبوله الاعتذار. ورأى النائب زهرا أنه "من المجدي أن تحصل المصالحة قبل الانتخابات لأن الانتخابات في لبنان تقليديا تثير العصبيات لذلك فالمصالحة قد تهدىء الجو قبل الانتخابات". وعن كلام فرنجية بأنه "اما مصالحة بشروطنا او ستين عمرها ما تكون"، قال: "اعتبر أن هذا جواب انفعالي نتيجة السؤال ونحن لم نرد على انفعالات اعلامية وننتظر من الرابطة المارونية ان تنقل الشروط والمطالب كي ندرسها ونجيب عليها".

ورأى النائب زهرا أن فرنجية "يحاول من خلال حديثه عن حضور رئيس حزب الكتائب أمين الجميل لقاء المصالحة تصوير أن هناك 4 اقطاب يختصرون الشارع الماروني هم فرنجية وجعجع والعماد ميشال عون والجميل وهذا غير صحيح، ففرنجية هو زعيم مناطقي محلي نعترف بوجوده وإرثه العائلي، ولكن لا يستطيع أن يقارن نفسه بوزن القوات والكتائب والتيار الوطني الحر".

واكد زهرا انه ليس صحيحا ان جعجع يعلن عن اهداف ويعجز عن تحقيقها، فما تعمل عليه القوات راهنا هو اهداف سياسية والخيار فيها بين حد اقصى وحد مقبول وما يتحقق يخضع لإعتبارات سياسية". وعن موضوع انتخاب الرئيس سليمان رأى "اننا تحفظنا على انتخاب الرئيس دون تعديل الدستور ولكننا انتخبناه كرئيس توافقي بعد فراغ في سدة الرئاسة دام ستة اشهر وكان المهم عندنا ان نعود الى الشراكة والمؤسسات وان نمللأ مركز الرئاسة وهذا ما تم".

وحول زيارة الرئيس سليمان الى سوريا وعلاقته الجيدة مع السوريين سأل النائب زهرا "من قال اننا لا نريد لرئيس الجمهورية ان يتعاطى مع سوريا؟ وسوريا استقبلته كأمر واقع وكرئيس جمهورية لبنان ونحن ربحنا معركة اننا انتخبنا الرئيس سليمان بعد الممانعة الاقليمية المعروفة".

وردا على سؤال حول الترشيحات والترشيحات المضادة داخل "14 آذار"، قال: "في البترون قد يكون هناك 30 مرشحا ولكن وقت الانتخابات هناك مقعدان فقط في البترون سيترشح عنهم شخصان"، نافيا أن يكون هناك "خلاف حقيقي على المقاعد الانتخابية مع الكتائب"، مستشهدا بأنه "في بيروت الأولى المرشح كتائبي تفاهمنا عليه هو نديم بشير الجميل، وفي زحلة رغم ان الاحصاءات تقول أن "القوات" هي أكبر قوة سياسية ولكن سندعم المرشح الكتائبي، والأمر نفسه في كسروان".

وعن صلاحيات نائب رئيس الحكومة ذكر "ان الطائف وزع المناصب الرئاسية بين الطوائف الثلاث الكبيرة، وقد نسمع بعد الحديث عن صلاحيات نائب رئيس الحكومة، مطالبة بإيجاد منصب نائب رئيس الجمهورية، والمختصر ان قصة الصلاحيات ليست وطنية ولا ملحة كي تعالج كما يتم الأمر راهنا".

 

قائد الجيش عرض ومدير الاركان الكوري سبل التعاون واستقبل النائب حوري والمدير العام للمال ووفدين

وطنية - 24/10/2008 (سياسة) استقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي اليوم، في مكتبه في اليرزة، النائب عمار حوري، ثم المدير العام لوزارة المال الدكتور آلان بيفاني، كما استقبل المدير الاعلى للعمليات في اركان الدفاع الكورية الفريق وانغ إيل شانغ يرافقه الملحق العسكري العقيد جيوانغ ليم، وتناول البحث مهمة وحدة بلاده العاملة في اطار قوات "اليونيفيل"، وسبل التعاون والتنسيق بين الجيشين اللبناني والكوري، واستقبل في وقت لاحق على التوالي وفدا من مؤسسة الحريري الطبية برئاسة الدكتور نور الدين الكوش، ووفد الرهبنة المارونية المريمية برئاسة الآباتي سمعان بو عبدو.

 

الاحرار:الدعوات إلى توسيع دائرة المتحاورين خروج متعمد على اتفاق الدوحة وندعم كل مبادرة لتعزيز المشاركة في المسؤولية وبينها نيابة رئاسة الحكومة

وطنية-24/10/2008(سياسة) عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه دوري شمعون، وحضور الأعضاء. وقد استهل الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت عن روح الشهيد داني شمعون، وزوجته انغريد وطفليهما طارق وجوليان. وفي ختام الاجتماع صدر البيان الآتي:

"1- نرى أنه في الوقت الذي تجدد الأمم المتحدة، على أعلى المستويات، وصف إقامة علاقات ديبلوماسية بين لبنان وسوريا بالحدث التاريخي، ويشاطرها الرأي قادة العالم المهتمون بالشرق الأوسط وخصوصا لبنان، وبينما تتكرر تصريحات المسؤولين السوريين المدنيين والعسكريين وعلى رأسهم الرئيس بشار الأسد، الذي كرس وقتا لاستقبال وفود ومواطنين لبنانيين بينهم مطربون وفنانون، وكلها تشيد بالتبادل الديبلوماسي وتؤكد متانة العلاقات وحسن النيات، أصبحت دمشق مطالبة بخطوات عملية تكسب مواقفها الكلامية صدقية، وتساهم في طمأنة اللبنانيين المكتوين بممارساتها طوال ثلاثة عقود والمتوجسين مطامعها وطموحاتها منذ الاستقلال. ويأتي في طليعة هذه الخطوات إطلاق المعتقلين اللبنانيين في سجونها والتعاون الصادق مع المراجع اللبنانية المختصة لجلاء مصير المفقودين، وترسيم الحدود اللبنانية بما فيها منطقة مزارع شبعا، التي يؤشر التجاوب السوري في موضوعها إلى رغبة حقيقية في تقوية موقف لبنان ضد إسرائيل، وحسم مسألة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات الذي كان موضع توافق المتحاورين اللبنانيين منذ عام 2006 والذي يتعلق مباشرة بالجانب السوري، وطي صفحة التدخل المباشر وغير المباشر في الشؤون الداخلية اللبنانية.

2 - نسمع كلاما عاليا ومنمقا على المصالحة وعلى التفاهم والحوار يصدر بوتيرة متسارعة عن بعض الذين يعتبرون أن الظرف يقضي ذلك. إلا أن أصحاب هذه المواقف التوافقية يكملون في المقابل دورة حركتهم ونشاطهم في كنف الدولة ومنطقها، مثل إقامة مخيمات لتدريب وتطويع المقاتلين ومدهم بالعتاد والسلاح، على ما ورد في بعض وسائل الإعلام. ولكم كانت دهشتنا كبيرة امام اعتبار الأمر طبيعيا بدليل إطلاق سراح الملتحقين بمخيم التدريب بعد تدخل عناصر من حزب الله. هذا الأمر يدعو إلى اتخاذ موقف واضح لا سيما أنه ينسحب على كل الأطراف الدائرين في فلك المحور السوري ـ الإيراني، تحت غطاء المقاومة. ويؤكد خصوصا ما درجنا على المطالبة به على صعيد المصالحات التي يجب أن تكون، بمعزل عن اللقاءات وتبادل القبلات، مرادفا للمصالحة مع الذات ومع الوطن وثوابته، مما يؤدي إلى التزام الدستور والقوانين، والابتعاد عن لغة التخوين وعن الاحتكام إلى الشارع وخصوصا إلى السلاح والعنف.

3 - نعتبر الدعوات إلى توسيع دائرة المتحاورين خروجا متعمدا وموصوفا على اتفاق الدوحة، وتندرج في سياق ضربه بعد المحاولات العديدة لحرف اتفاق الطائف عن مساره وإفراغه من مضمونه. ونلفت إلى تقاطع هذه الدعوات مع مطلب إضافة موضوعات أخرى على جدول أعمال طاولة الحوار، والذي يهدف إلى الإلهاء وإلى عدم التركيز على المسائل المحددة توافقيا في اتفاق الدوحة، وخصوصا موضوع سلاح حزب الله من خلال الاستراتيجية الدفاعية.

لذا نجدد المطالبة، رغم اقتناعنا بضرورة الحوار الدائم داخل المؤسسات الدستورية، باحترام الاتفاقات وفي مقدمها اتفاقي الطائف والدوحة، والإسراع في بت الأمور العالقة والتي تشكل مصدر خلاف عميق مرشح للتفاقم بين اللبنانيين، بحيث يعد عدم بتها أو العمل على إغراقها ببحث إشكاليات أخرى ليست من اختصاص طاولة الحوار، مغامرة تعرض الوطن للخطر، وتبقي الساحة اللبنانية مكشوفة أمام التدخلات الخارجية ومفتوحة على أسوأ الاحتمالات.

4 - ندعو، في موضوع ما اصطلحت تسميته صلاحيات نائب رئيس الحكومة، إلى الابتعاد عن السجالات التي تجافي أحكام الدستور وتنحو باتجاه إثارة الخلافات الطائفية واستغلالها في شكل رخيص. وندعم كل مبادرة إلى تعزيز مشاركة جميع مكونات المجتمع في تحمل المسؤولية الوطنية على الصعد كافة، ومن بينها طبعا من خلال نيابة رئاسة الحكومة ما دام نص عنها مرسوم تشكيل الحكومة. وعندنا أن ذلك يتم باعتماد لغة العقل والحق، تحت سقف الدستور والميثاق وبتوخي الوحدة الوطنية وتحاشي كل ما من شأنه الإساءة إليها. ونحن مقتنعون بإمكان التوصل إلى حل لهذا الأمر إذا ما تم سلوك هذا الطريق".

 

النائب عون استقبل المبعوث البريطاني الخاص للشرق الاوسط

وطنية - 24/10/2008 (سياسة) إستقبل رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، قبل ظهر اليوم في الرابية، الشيخ عمر الكيلاني يرافقه منسق "التيار الوطني الحر" في عكار جيمي جبور. ثم التقى العقيد ميشال كرم وعرض معه أوضاع منطقة جبيل.

كذلك استقبل النائب عون المبعوث البريطاني الخاص للشرق الاوسط سيمون ماكدونالدز ترافقه سفيرة بريطانيا فرانسيس ماري غاي.

 

تأييد جعجع في سوريا جريمة عقوبتها الإعدام فورا

يقال نت/أعربت منظمة العفو الدولية عن قلقها إزاء العبث بمسرح جريمة اغتيال كل من جوني سليمان وسامي معتوق، في قرية المشيرفة في وادي النصارى (ويصر النظام السوري على تسميته بغير اسمه ويقول إنه نادي النضارة)قرب الحدود مع لبنان في 14/10/2008، حيث يشتبه أن الأمن السوري ارتكب عملية تصفية لأسباب سياسية تتصل بواقع التعاطي مع الملف اللبناني . ووفق معلومات واردة من سوريا ل"يقال.نت" فإن سبب "إعدام" جوني سليمان بوجه خاص،من قبل الأمن العسكري السوري يعود الى أن جوني كان يعبّر عن آارئه الداعمة لرئيس الهيئة التنفيذة في "القوات اللبنانية "سمير جعجع وقوى الرابع عشر من آذار،ويندد بسياسات ميشال عون "القاتلة للمسيحيين في لبنان وسوريا ،لأنها تزيد من تعسف النظام السوري الذي يمارس طائفية حادة بحق الأكثرية السنية كما بحق الأقلية المسيحية التي أصابها ضمور غير طبيعي في السنوات العشر الأخيرة ".  وبعثت المنظمة رسالة إلى وزير الدفاع السوري حسن علي تركماني رحبت فيها بـ"مبادرة النائب العام العسكري إلى فتح تحقيق في مقتل سامي معتوق وجوني سليمان، لكنها أعربت عن القلق إزاء عدم معاينة مسرح القتل دون إبطاء كما يبدو عقب إطلاق النار، وفيما بعد تم العبث به، في محاولة واضحة لإتلاف الأدلة".

وحثت منظمة العفو الدولية الوزير على "التأكد من جمع أية أدلة مادية متبقية في مسرح القتل على وجه السرعة". ودعت إلى "إجراء التحقيق وفقاً للمعايير الدولية لحقوق الإنسان، مثل مبادئ المتعلقة بالمنع والتقصي الفعالين لعمليات الإعدام خارج نطاق القانون والإعدام التعسفي والإعدام بإجراءات موجزة. وبشكل خاص، إجراء التحقيق بصورة شاملة ومستقلة وحيادية؛ ونشر نتائجه على الملأ؛ وحماية شهود الحادثة من التخويف؛ وتقديم المسؤولين المزعومين إلى العدالة في إجراءات للمحاكمة تتقيد بالمعايير الدولية للعدالة ولا تنطوي على إمكانية توقيع عقوبة الإعدام".

وقد قُتل سامي معتوق وجوني سليماني عند حوالي الساعة التاسعة من مساء 14 تشرين الأول/ أكتوبر 2008 على يد عناصر من الأمن الذين "اقتربوا من مجموعة من الأفراد كانوا يتبادلون أطراف الحديث أمام منازلهم. وبحسب الأنباء التي تلقتها منظمة العفو الدولية، كان الأفراد جالسين بمعظمهم ولم يحمل أي منهم سلاحاً أو يشكل خطراً على حياة أو سلامة الموظفين الأمنيين أو أي شخص آخر. وقد فتح الموظفون الأمنيون نيران أسلحتهم مستهدفين جوني سليمان من مسافة قريبة كما يبدو. وأشارت بعض الأنباء إلى أن النار أُطلقت عليه من مسافة عدة أمتار وأنه أصيب بعشرات الطلقات النارية. ويبدو أن سامي معتوق أُصيب بالرصاصات التي أُطلقت على جوني سليمان وتوفي نتيجة لذلك. وتشير الأنباء التي تلقتها منظمة العفو الدولية إلى أن الموظفين ربما ينتمون إلى الأمن العسكري".

وفي صبيحة 20 تشرين الأول/ أكتوبر "أشعلت مجموعة من الأشخاص مجهولي الهوية النار كما ورد في الأشياء الموجودة في مسرح القتل، وبالتالي طمست كما يبدو العلامات الموجودة على أرض المكان الذي أُردي فيه الرجلان واستخدمت مطارق لتوسيع وتعميق الثقوب التي أحدثتها الرصاصات التي أُطلقت في يوم الحادثة في جدران المباني الملاصقة، وبالتالي بات من المتعذر التعرف على نوع الرصاص".

وعبرت المنظمة عن قلقها الشديد من أن "عمليتي القتل هاتين كانتا غير قانونيتين وتشكلان حرماناً تعسفياً من الحق في الحياة، وأن قتل جوني سليمان بشكل خاص ربما كان متعمداً... أي عملية إعدام خارج نطاق القضاء".

 

خطف رجل أعمال إسرائيلي في غانا والدولة العبرية تخشى تسليمه لحزب الله

يديعوت أحرونوت

ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت اليوم الجمعة أن مسلحين محليين خطفوا قبل عدة أيام رجل أعمال إسرائيلي في غانا ،غرب أفريقيا وأنهم يجرون مفاوضات يطالبون من خلالها بفدية مقابل إخلاء سبيله، في وقت تخشى فيه السلطات الإسرائيلية أن يتم تسليمه إلى حزب الله الشيعي اللبناني. وأفادت الصحيفة أن وزارة الخارجية الإسرائيلية تتابع قضية رجل الأعمال المخطوف البالغ من العمر أكثر من ستين عاماً. وذكرت يديعوت أحرونوت أن السلطات الإسرائيلية خشيت خلال المفاوضات مع خاطفي "رجل الاعمال" أن يبيعه الخاطفون إلى حزب الله الذي يهدد بخطف إسرائيليين انتقاما لاغتيال القيادي العسكري في الحزب عماد مغنية.

ويطالب الخاطفون بفدية قيمتها 300 ألف دولار بعد أن كانوا طلبوا في البداية نصف مليون دولار. وتعالج وزارة الخارجية الإسرائيلية الموضوع بشبه سرية على اثر استخلاص عبر من اختطاف رجل الأعمال الإسرائيلي ايهود أفني قبل شهرين في نيجيريا. ويتابع الموضوع السفير الإسرائيلي في نيجيريا موشيه رام، إذ لا وجود لسفارة اسرائيلية في غانا. وتخشى تل أبيب من أن يؤدي انتشار الخبر إلى التأثير على الاتصالات مع الخاطفين. وعقد مسؤولون في وزارة الخارجية الاسرائيلية اجتماعا مع أفراد عائلة الإسرائيلي المخطوف أمس تم خلاله التداول في القضية. وكان شريك المخطوف، وهو رجل أعمال إسرائيلي أيضا، قد أبلغ عن عملية الاختطاف وعلى ما يبدو فإنه هو الذي يجري المفاوضات مع الخاطفين.

 

الأسباب "الظاهرة "لتعثر لقاء الحريري-نصرالله

يقال نت/إستغربت مصادر تعمل على ترتيب لقاء بين رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري والأمين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصر الله الأجواء التي يتم الترويج لها في اليومين الأخيرين في الصحافة السورية وما يقع في حكمها من وسائل إعلام لبنانية ،بفعل ارتباطها بالمخابرات السورية .

وقالت هذه المصادر إن كلا من الحريري ونصرالله أبلغا موافقتهما النهائية على مبدأ اللقاء، تاركين لفريق أمني رفيع المستوى الإهتمام بالتفاصيل.

وأشارت الى ان العقبة البارزة تمثلت في ان نصرالله يرفض التحرك في هذه المرحلة ،لأسباب أمنية ،ففريقه الأمني يعتبر ان حياته في خطر جدي والأجهزة المخابراتية المعادية تستنفر كل طاقاتها للوصول إليه ،وتاليا فإن انتقاله من من مكان الى آخر في هذه المرحلة من شأنه أن يخلق ثغرات بتداعيات "خطرة "،في حين أن الفريق الأمني المكلف من الحريري ترتيب اللقاء، فيعمل بهدي قرار سياسي مفاده ان مكان اللقاء يجب ان يكون ضمن الأماكن التي تصلح عليها صفة "المكان الحيادي"،وذلك لأسباب أمنية من جهة، لأن أمن نصرالله سيكون متيقظا لحماية سرية المكان والموعد، ولأسباب سياسية ،من جهة أخرى بفعل عدم موافقة قواعد

تيار المستقبل"على أن يكون اللقاء لدى نصرالله. وقالت هذه المصادر إنها ،وفي سياق عملها ،على ترتيب اللقاء لم تسمع من أي من الطرفين أي شروط سياسية كتلك التي تحاول أن تروج لها ماكينة المخابرات السورية . ولم تستبعد أن تكون هذه الماكينة تحاول الإستفادة من "العراقل اللوجستية "لتسجل نقاطا في السياسية.

ولكن متى سيحصل هذ اللقاء؟ تجيب المصادر:نحن نعمل ،ومتى توصلنا الى تفاهم نهائي على كل التفاصيل ،فلن يعلم أحد إلا بعد الإجتماع وبساعات .

 

 حقائق عن "الجنّة العونية"     

يقال نت/اتهم الامين العام للأمم المتحدة النظام الايراني بانتهاك حقوق الانسان وقمع الاقليات الدينية ومصادرة حقوق النساء. واكد بان كي مون تصاعد نسبة اعدام المعارضين والفتيان، في وقت ادعى النظام الايراني ان هذه الاعدامات تخص مهربي المخدرات والمجرمين.

ووفقا لتقارير رسمية تابعة لمنظمات فاعلة في هذا المجال، تم اعدام 286 شخصا، منهم 45 شخصا على الملأ واعدام 14 سجينا سياسيا و4 نساء، وتم اعدام 33 شخصا تقل اعمارهم عن 18 عاما ورجم 4 اشخاص. ويدعي تقرير لاتحاد الصحافيين وجود انتهاك واحد كل 18 ساعة للاعلاميين والصحافيين. واعلنت السلطة القضائية في الآونة الاخيرة منع اكثر من 100 الف شخص من السفر الى الخارج.

تمييز ديني ومذهبي

وبشأن المذاهب والجماعات الدينية تم اعتقال العشرات من عناصر وقادة جماعة الدراويش (كناآبادي) في مدن قم وكرج وخرم آباد. واكد التقرير اعتقال العشرات من الجامعيين، واصدار قرارات بالسجن على آخرين، منهم الجامعي مهدي احمدي من جامعة شيراز، الذي حكم عليه بالسجن 8 اعوام، واصدار حكم بالسجن لمدة 6 اعوام على الجامعي حسين رحماني والسجن عامين للجامعي ارمان صداقتي. وسجن الجامعي مهران امير آبادي 4 اعوام بتهمة انتمائه الى جماعة البهائية. وذكر التقرير استدعاء اكثر من 30 في جامعة شيراز واعتقال العشرات في جامعات طهران وتبريز واصفهان وبابل وهمدان. واشار التقرير الى اعتقال وسجن السياسي عماد الدين باقي واستدعاء واستجواب 55 سياسيا وناشطا خلال العام الماضي. وندد التقرير بما وصفها الانتهاكات التي ارتكبت ضد الاقليات الدينية، خصوصا اهل السنة في شرق وغرب ايران. واستغرب التقرير ادعاء اجهزة النظام بعدم وجود اي انتهاكات لحقوق الانسان، وعدم تعرض اي من المواطنين لاي ضغط وكبت، والزعم بزيف ما وصفت بالتقارير المغرضة لاجهزة الاعلام الغربية والمنظمات الايرانية والدولية في مجال حقوق الانسان.

 

دمشق تدخل على خط انتخابات المتن

لبنان الآن/ كشفت مصادر سياسية متابعة لملف الانتخابات النيابية في دائرة المتن أن الاتصالات غير المباشرة بين النائب ميشال المر والرابية لم تفلح في ازالة العراقيل من امام تشكيل لائحة موحدة تضم التيار الوطني الحر والمر والطاشناق، تماماً كما حصل في انتخابات العام 2005، ومرد هذه العراقيل الى ان المر يرفض التركيبة القائمة في اللائحة المعروضة عليه والتي تمنحه مقعداً نيابياً واحداً، ويعتبرها مجحفة بحقه، ولا توازي قوته الانتخابية، ويطالب المر بكتلة خاصة به من ثلاثة أو اربعة نواب كشرط لاحياء التحالف مع الرابية، وهذا ما يرفضه العماد عون الذي يصر على ترك مقعد واحد لآل المر. وتقول المعلومات ان المر الذي عانى طيلة السنوات الثلاث الماضية من كونه عضواً متساوياً مع باقي اعضاء كتلة الاصلاح والتغيير، ابلغ الوسطاء انه لا يقل شأناً عن النائب الياس سكاف، ولا عن الوزير السابق سليمان فرنجية، وعلى هذا الاساس فله الحق والقدرة على ان يكون له كتلة نيابية في المجلس المقبل، تخوله الاشتراك في جلسات الحوار الوطني كونه يمثل كتلة نيابية، وليس كشريك مع قوة أخرى في تمثيل الطائفة الارثوذوكسية". هذا الواقع ادى الى الى المزيد من التصلب في المواقف، الامر الذي دفع دمشق الى تدخل مباشر على الخط، بعدما عجزت المبادرات المحلية عن الوصول الى حلٍ يرضي الطرفين، وتقول المعلومات الخاصة بـ”nowlebanon.com” أن دمشق وبمبادرة مباشرة من الرئيس السوري بشار الاسد، وجهت دعوة الى الوزير الياس المر لزيارة سوريا، ظاهرها موضوع الملف الامني والانتشار العسكري السوري على الحدود والتعاون الامني بين البلدين، وباطنها ملف الانتخابات النيابية في دائرة المتن

 

زهرا: لا خلاف بين القوات والكتائب حول المقاعد الإنتخابية

لبنان الآن/اعتبر عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا ان "الاعتذار الذي تقدّم به الدكتور جعجع لم يكن مقصوداً منه السياسيين الحاليين ولا ناصر قنديل أو وئام وهاب، انما هو اعتذر عن مرحلة سابقة كان اللبنانيون فيها يرفعون السلاح في وجه بعضهم البعض"، مؤكدا ان هناك "بروباغندا" واضحة تريد ان تُظهر ان سمير جعجع هو وحده قاتل والباقون هم ملائكة سلام، مقدّرا في هذا المجال تعاطي النائب ميشال المر مع اعتذار سمير جعجع. وأضاف: "ننتظر من الرابطة المارونية ان تنقل إلينا مطالب "المردة" لانّ من الممكن ان يكون ما يُطرح في الاعلام غير دقيق". وسأل زهرا في حديث الى قناة "OTV": "من قال ان الرئيس الجميل والعماد عون والدكتور جعجع والوزير السابق فرنجية هم فقط من يمثل المسيحيين"؟ معتبرا "ان من  المبكر ان نعتبر سليمان فرنجية زعيما على مستوى الوطن، فهو زعيم مناطقي ومحاولاته المتكررة اختصار الموارنة بهؤلاء الاربعة لن تنجح". وشدد زهرا ان لا خلاف بين "القوات" و "الكتائب" في ما يتعلق بالانتخابات النيابية، و"أن ما يجري اليوم هو كالانتخابات التمهيدية، والدليل اننا تفاهمنا على الكثير من المقاعد النيابية مع "الكتائب"، ودعمنا علنا مرشحي الحزب في الاشرفية وكسروان، وعلى رغم أننا نتمتع بأكبر قوة انتخابية في زحلة فسندعم المرشح الكتائبي أيضاً، مؤكدا على ان اذا اقتضت المصلحة بانسحابه من المعركة الانتخابية في قضاء البترون فسينسحب. واصرّ زهرا على ان ما ذكرته صحيفة "السفير" حول الكلام المنسوب للدكتور جعجع في القاهرة كذب وليس له اي اساس من الصحة، مستغرباً ردّ العماد عون عليه بعد اسبوع كامل من نفيه، "حتى بدأنا نعتقد ان هذا الخبر كُتب عمداً ليُردّ عليه"، مذكرا المطالبين بصلاحيات لنائب رئيس مجلس الوزراء "اننا عندما لوّحنا باستعمال نائب رئيس مجلس النواب لصلاحياته الدستورية هُددنا بشنّ حرب شعواء على اساس اننا نمسّ بحقوق الطائفة الشيعية".

 

حــزب الله" دخل على خط لمّ الشمل بقوة بين عون والمر وتخوف من "تكبير الضجة" حول صلاحيات نائب رئيس الحكومة

سليمان يرسم "خريطة طريق" العهد إلى ساحة النجمة

لبنان الآن/رسم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أمس "خريطة طريق" العهد الى ساحة النجمة. فبعد تأكيده ان "الانتخابات النيابية ستجري في موعدها وسنعترف بنتائجها"، اشار الى ان لبنان بحاجة الى كتلة نيابية وطنية ترجح المصلحة الوطنية وتكون بجانب الوطن وليس بجانب رئيس الجمهورية". وفي سيناريو قد يعتمده العهد لتكوين قاعدة نيابية تمنحه قوة سياسية إضافية وهامش تحرك اوسع في اللعبة النيابية، قال العماد سليمان: "أنا رئيس توافقي لكل البلاد، لكن هذا لا يمنع من قيام مستقلين ليس بالضرورة أن يكونوا اصدقاء للعهد بل اصدقاء للوطن بمعنى مستقلين اصدقاء للمصلحة الوطنية". موقف سليمان المراهن على مكاسب في اللعبة الانتخابية والمترفّع عن الدخول في دهاليزها، جعل مشهد التحالفات الانتخابية أكثر غموضاً.

وفي إطار الترتيبات التي بدأ يقوم بها كل من فريقي 8 و14 آذار مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية من أجل ترتيب بيتهما الداخلي من جهة وكسب حلفاء انتخابيين من جهة أخرى، أكدت مصادر مطلعة على حركة "حزب الله" تجاه المتن الشمالي لصحيفة "صدى البلد"، ان ما يشاع عن خلافات بين رئيس كتلة الاصــلاح والتغيير ميشال عون والنائب ميشال المر ينتمي الى الحقبة الماضية. ووصفت ما نقل عن احد نواب التكتل المنتقد للمر امس بأنه لا يعبر عن موقف "التيار" اليوم ولفتت هذه المصادر الى ان "حزب الله" دخل على خط لمّ الشمل بقوة بين عون والمر، وقد طلب من قيادة "التيار الوطني الحر"، عدم الهجوم السياسي على المر ونجله الوزير الياس المر. وأشارت المصادر الى ان وفداً من الحزب "السوري القومي الاجتماعي" سيزور المر في الايــام المقبلة كما رجحت قيام وفد من قيادة منظمة حزب البعث السوري بزيارة النائب المر. وهـذه الخطوات التي يقوم بها "حزب الله" وجانب الاتصالات التي يجريها الوزير الـسابق سليمان فرنجية مع القيادة السورية لترتيب زيارة لوزير الدفاع الـياس المر الى سوريا في وقت قريب، ستشكلان خطوة دفـع للقاﺀ عون والمر تمهيداً لتحالف انتخابي ترجحه المصادر المطلعة على موقف "حزب الله".

وعلى مسافة 12 يوماً من انعقاد طاولة الحوار الوطني في قصر بعبدا، أوضح الرئيس سليمان في حديثه أمام خريجي كلية الاعلام في الجامعة اللبنانية "أن توسيع طاولة الحوار سيكون بموافقة الجميع وبعدد قليل ومعقول"، مشددا على أن الحوار هدفه التوصل إلى نتائج مهما استغرق الأمر من وقت. إلا أن المواقف المعلنة من فريقي 8 و14 آذار تشير الى صعوبة تحقيق إجماع حول توسيع مروحة المشاركين في الحوار. وعلمت صحيفة "السفير" أن مشاورات تجري بعيداً من الأضواء، تحضيراً لانعقاد الجولة الثانية من الحوار في الخامس من تشرين الثاني المقبل غداة صدور نتائج الانتخابات الأميركية، وقالت مصادر مشاركة في الحوار "حتى الآن ليس هناك ما يفيد أن الحضور سيشمل الصف الأول مع المساعدين، والأرجح أن يقتصر الأمر على الصف الأول، كما حصل في الجلسة الأولى، ولكن ثمة عقبة ستعترض الجولة الثالثة إذا لم يحسم أمر التوسيع. ووفق زوار الرئيس نبيه بري، فإنه "إذا كان لا بد من التوسيع فيجب أن يتم ذلك وفق قاعدة معينة. فكما كان الحال في حوار آذار 2006، أي قاعدة

الـ14 (كل أربعة نواب يتمثلون على الطاولة) وهي أصلا قاعدة الـ15 بعدما حال خلاف الأحزاب المعارضة على من يمثلها آنذاك، أما اليوم فقد اتفق هؤلاء على أن يمثلهم النائب أسامة سعد (أي النواب اسعد حردان ومروان فارس وقاسم هاشم وأضيف إليهم النائب نادر سكر).

وبالعودة الى مسألة صلاحيات نائب رئيس مجلس الوزراء التي كانت مدار بحث في السراي الحكومي بعد ظهر أمس بين رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ونائبه عصام ابو جمرا بمسعى من وزير التنمية الادارية ابرهيم شمس الدين، فلم تستبعد مصادر مطلعة ليل امس عبر صحيفة "النهار" تكبير الضجة التي اثارها انسحاب أبو جمرا من مجلس الوزراء في جلسته الاخيرة بفعل دخول عوامل سياسية اخرى على هذه القضية. وقالت هذه المصادر لـ"النهار" ان لقاء السرايا بدا كأنه ادخل قضية اعتراض ابو جمرا في بداية حل يناقش في لقاء آخر يعقد اليوم. وقد ابلغ السنيورة نتائج هذا اللقاء الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان لدى اجتماعهما لاحقا في قصر بعبدا. لكن اصرار السنيورة على ان تكون المعالجة تحت سقف الدستور قابله تمسك ابو جمرا باعتبار مطالبته بصلاحيات نائب رئيس مجلس الوزراء ضمن العرف والقانون والدستور في آن واحد. وفي انتظار ما سيفضي اليه اللقاء الذي سيعقد اليوم. تحدثت المصادر عبر "النهار" عن معطيات تفيد ان عدم التوصل الى حل في السياق الذي يطلبه ابو جمرا قد يجعل قوى في المعارضة تتبنى طرحه بما يوسع اطار المشكلة. لكن اوساط الرئيس السنيورة أكدت انه يسير في توجّه لمعالجة كل الامور المطروحة ضمن التعاون في المؤسسات وتحت سقف الدستور. وعلم ان اللقاء التمهيدي للسنيورة وابو جمرا سادته اجواء ودية وتوافق على استمرار العلاقة بينهما ضمن اطار التعاون، ولو لم يخوضا في التفاصيل.  ووصف ابو جمرا اللقاء بأنه "كان عرضا"، كما وصف النتيجة بأنها "لا سلبية ولا ايجابية". وفي حديث ادلى به ليلا للـ"LBC" تمنى على السنيورة الاستجابة لمطلبه وعرض موضوع الصلاحيات على مجلس الوزراء. ورأى ان السنيورة "برفضه الصلاحيات اما خائف من شيء يخفيه واما مستأثر".

 

من يصدق ذئباً يشكو بطش فريسته؟

الجمعة 24 أكتوبر /ايلاف

 جوزيف بشارة

 ارتفعت في الأيام الأخيرة أصوات كثيرة تبرر عمليات الاضطهاد الوحشي والتهجير القسري التي يتعرض لها المسيحيون في العراق. تعبر هذه الأصوات عن رؤى مجموعات متطرفة كبيرة تنفذ بهمة مخطط تفريغ العراق من مسيحييه كمرحلة أولى من المخطط الأوسع الذي يشمل القضاء على الوجود المسيحي في بلاد العالمين العربي والإسلامي.لم تتم مواجهة هذا المخطط المشئوم حتى الأن رغم مضي سنوات على بدء الإرهابيين العمل على تنفيذه، ورغم التحذيرات التي لم يتوقف المهتمون بحقوق الإنسان عن التحذير من أثاره المدمرة على التعايش المشترك بين أتباع الديانات والطوائف المختلفة في بلادنا. ومن المؤسف أن يعتمد الإرهابيون في تنفيذ مخططهم على تجنيد الشباب المسلم بعد إخضاعهم لعمليات غسيل مخ تتم عبر تزويد الشباب وإقناعهم بمغالطات ومعلومات كاذبة.

 من المثير أن المتطرفين يصنعون المغالطات التي تحول الإرهابيين إلى ضحايا ويفبركون المعلومات الكاذبة التي تجعل من الحملان ذئاب ثم تجدهم بغرابة شديدة يصدقون مغالطاتهم ويدافعون عن أكاذيبهم باستماتة كما لو كانت حقائق مدعومة بوثائق. الأمثلة على صناعة المغالطات كثيرة ومتنوعة. يدعي المتطرفون على سبيل المثال أن المسيحيين العراقيين يتحالفون مع حملات التبشير التي تقودها قوات الاحتلال الأجنبية. وفضلاً عن الأسلوب غير المهذب الذي يستخدمه المتطرفون في توزيع اتهاماتهم فإنهم يزعمون في المقال المعنون "الخروج الكبير لنصارى العراق إلى الأبد" المنشور على أحد مواقعهم الإلكترونية الكثيرة بأن دعوة المبشرين الأمريكيين لقيت تجاوباً من "الحاقدين من نصارى العراق الذين يشكلون السواد الأعظم منهم فانخرط عشرات الألوف منهم في برامج حملات التنصير الأمريكية ضد مسلمي العراق وقدموا كل أشكال الدعم بالترجمة والمساعدة وتلقوا في المقابل ملايين الدولارات والتجهيزات والعتاد من أسيادهم لينفذوا مخططهم القذر تحت الاحتلال." لست أعتقد أن عاقلاً يمكنه أن يصدق هذه الأكاذيب إلا بالطبع صانعيها أنفسهم. فمن يصدق أن عشرات الألاف (!!!!!) من المسيحين المتبقين في العراق الذين لم يعد يتجاوز عددهم ثلاثمائة ألفاً ينفذون فيما بينهم مخططاً تبشيرياً أمريكياً.

 من المغالطات الأخرى التي يغرسها المتطرفون في عقول المجندين المسلمين الادعاء بأن المسيحيين يخونون العراق عبر التعاون مع قوات الاحتلال الأجنبي. لم أجد ما هو أسخف من هذا الاتهام الباطل لأن المسيحيين في العراق لم يتعاونوا أبداً مع المحتل ولم يقبلوه وصياً عليهم ولم يخضعوا لحمايته التي لم يوفرها لهم من الأصل. فالقوات الأمريكية أصرت على ألا تقيم أية شكل من العلاقات مع المسيحيين حتى تضمن ما هو أهم لها وهو الحفاظ على علاقات جيدة مع الطرف المسلم الذي يشكل الإغلبية العظمى في العراق. ولو كان المسيحيون أقاموا علاقات قوية مع القوات الأمريكية لوفرت لهم الحماية الأمنية اللازمة ضد اعتداءات المتطرفين الإسلامين ولضمنت لهم تمثيلاً في المجلس التشريعي وفي المناصب السياسية.

 إنها مأساة ما بعدها مأساة أن تكون هناك عقليات مريضة كهذه تعيش بيننا وتفرض مخططاتها على شعوبنا وتهدد مستقبل مجتمعاتنا وتفتت وحدة أوطاننا. يقول المتطرفون العراقيون الذين يرتكبون العمليات الإرهابية والتي يسيئون بها للإسلام إساءة ما بعدها إساءة أن مختلف طوائف الكنائس العراقية متورطة في حملات التبشير المكثفة الموجهة للطعن في الدين الاسلامي، وأن القساوسة العراقيين يقومون باستغلال معاناة المسلمين، من أهل السنة تحديداً، في المناطق المنكوبة والمحاصرة من أجل ردتهم عن دينهم تحت وطأة الحاجة والجوع والمرض. ويدعي المقال أن المسيحيين العراقيين يقومون بسب المسلمين ودينهم ويتطاولون على مقام الرسول جهاراُ ومتى أتيحت لهم الفرصة التي يصفها المقال بأنها سانحة. ترى كم علامة تعجب كان يجب وضعها خلف هذه الاتهامات الكاذبة؟ من الملاحظ أن الإرهابيين استخدموا تعبير "مختلف طوائف الكنائس العراقية" وهو الامر الذي يعني أنهم (الإرهابيون) لا يقبلون بأي وجود مسيحي على أرض الرافدين. ودعونا نتساءل هنا عن سبب معاناة المسلمين السنة في العراق التي يتحدث عنها الإرهابيون. أليس السبب هو الإرهاب الأعمى الذي يمارسه بعضهم وهو تسبب في إلحاق الأذى ببقية السنة فضلاً عن مقتل عشرات الالاف من

المسلمين الأبرياء من السنة والشيعة على السواء.

 يمضي أرهابيو العراق في كيل المزيد من الاتهامات للمسيحيين العراقيين الأبرياء الذين يكشف تاريخهم في أرض الرافدين عن مدى عمق علاقتهم مع إخوتهم المسلمين وذلك قبل أن يتغلغل الإرهابيون بين قبائل وعشائر المسلمين زارعين في قلوبهم الحقد الأسود والعنصرية البغيضة. يزعم الإرهابيون أن المسيحيين العراقيين يقومون باختطاف إيتام المسلمين وبيعهم لمنظمات تبشيرية غربية تعمل بتواطؤ من الحكومة العراقية على ترحيلهم إلى الخارج. من المؤكد أن مؤلفي هذه الكذبة قد لم يعودوا يفرقون بين الظلام والنور أو بين الباطل والحق أو بين الإرهابيين الحقيقيين الذين يهددون ويخطفون ويروعون ويقتلون والمواطنين المسالمين الذين يتجرعون بصبر وطول أناة كأس الاضطهاد المرير الذي لا يبدو أنه سيفرغ قريباً.

 أما الاتهام الكاذب الأخطر الذي يوجهه إرهابيو العراق للمسيحيين فيقول بأن المسيحيين العراقيين يعملون على تمزيق العراق عبر محاولة إنشاء دولة مسيحية تكون عاصمتها نينوى. غير أن الإرهابيين سرعان ما يناقضون أنفسهم بكذبة أخرى حين يزعمون بأن قادة المسيحيين بمساعدة قوات الاحتلال الأمريكي يدعون إلى طرد المسلمين من العراق حتى تهدم الكعبة بمكة وينبش قبر الرسول. ويدّعي الإرهابيون بأن المسيحيين العراقيين يتنكرون لـ"أصلهم العربي" ويتبرأون من "لسانهم العربي" حتى صاروا أشد قسوة على المسلمين من بني صهيون. الأكاذيب هنا جلية للعين غير العمياء، إذا كان الجميع بمن فيهم علماء الأنروبولوجيا يقرون بأن أصول المسيحيين العراقيين غير عربية، إلا أنه أبداً لم يتنكر المسيحيون للعراق، ولم يعلنوا استقلالهم عن بلدهم الذي يسري حبه في دمائهم. ثم أن المسيحيون لم يرتكبوا أبداً خطيئة تمزيق العراق التي ارتكبها الإرهابيون السنة الذين أعلنوا قبل سنوات تشكيل "الإمارة الإسلامية" في الأنبار قبل أن يفقدوها لمصلحة قوى سنية معتدلة. أما فيما يتعلق بمطالبة المسيحيين طرد المسلمين من بلدهم فلست أعتقد بأن عاقل سيؤمن بأن ثلاثمائة ألف مسيحي قادرون على طرد نحو ثلاثين مليون مسلم من العراق. ثم ما هي العلاقة بين مكة وقبر الرسول الواقعين في السعودية والمسيحيين العراقيين؟

 أليست كل هذه الاتهامات مغالطات مكشوفة وأكاذيب مفضوحة؟ بالتأكيد هي مغالطات وأكاذيب. هل هناك إنسان ذو عقل راجح يمكنه تصديق كل هذه المغالطات والأكاذيب؟ هل يمكن أن يصدق أحد ذئباً يشكو بطش فريسته؟ الإجابة هي نعم هناك منفقدوا بصيرتهم ومن تم تغييب عقولهم من الذين يسيرون على طريق الإرهاب الأحمق. هل هم قلة؟ نعم هم قلة ولكنهم للأسف الشديد في ازدياد بفعل غياب الوعي وتغييب العقل. كيف يمكن التعامل مع صانعي كل هذه الأكاذيب؟ وكيف يمكن الحد من تأثيرهم المدمر؟ لست أرى طريقاً معيناً، المستقبل يبدو داكناً لأن كل الطرق قابلة للفشل مع من باعوا ضمائرهم. ولكن من المهم أن تبقى ثقة المسيحيين العراقيين بأنفسهم وأن يبقى إيمانهم بعدالة قضيتهم وأن يبقى حبهم للعراق ولإخوانهم المسلمين. وليدرك كل مسيحي أن تضحياتهم لن تضيع هدراً. لقد علمتنا المسيحية أن التضحية تقود دائماً إلى الخلاص وعلمنا التاريخ أن التضحية تقود إلى دائماً إلى النصر. لن يسفك دم المسيحيين في العراق أبداً من دون خلاص ولن يطرد مسيحي من منزله من دون نصر. وليت إرهابيي العراق يعون بأن المسيحية قاست ما هو أقسى من اضطهادهم وما هو أشرس مخططاتهم، ولكن أياً من هذه الاضطهادات أو تلك المخططات نجحت في القضاء على المسيحية.

إنه درس ليت ذئاب العراق يعونه.

 

سوريا ولبنان والاتجاه المعاكس

ايلاف/ الجمعة 24 أكتوبر /شاكر النابلسي

-1-

 قرأنا في التاريخ السياسي القديم والمعاصر، أن تبادل التمثيل الدبلوماسي بين الدول يتم بعد أن تُحدَّد وتُرسَّم حدود الدولتين جغرافياً، قبل أن يتم أي تبادل للسفارات فيما بينها. وهكذا كان الحال بعد الحرب العالمية الأولى والثانية، وكذلك حديثاً بين مصر وإسرائيل وبين الأردن وإسرائيل بعد توقيع معاهدة السلام بينهم. فكل دولة عرفت أين حدودها مع الدولة الأخرى، وجرى الاعتراف، وتبادل التمثيل الدبلوماسي على هذا الأساس.

أما ما حصل بين لبنان وسوريا في الأيام الماضية من خطوة للتمثيل الدبلوماسي، وفتح سفارة لبنانية في دمشق، وأخرى سورية في بيروت قبل ترسيم الحدود، فهو الفقه السياسي المعاكس الجديد، الذي جاء به نظام الحكم في سوريا، والذي يجعل من سفارة سوريا في بيروت مجرد مركز جديد للمخابرات السورية، بدل عنجر الماضي، والبوريفاج الماضي.

-2-

السؤال المضحك المبكي هو:

-    أي لبنان ذلك الذي اعترفت به سوريا، وما هي حدوده بالضبط؟

-    وأين حدود لبنان المعترف بها سوريا، والتي تريد سوريا فتح سفارة فيها؟

-    وكيف تفتح سوريا سفارة في بلد مجاور لها، وهي لا تعترف بحدوده معها حتى الآن؟

-    وماذا يمنع سوريا من ترسيم حدود لبنان معها، لكي تضع خارطة لبنان (الدولة المعترف بها) في وثائق الخارجية السورية رسمياً؟

-    وماذا كان يُمثِّل ميشيل سليمان رئيس الجمهورية اللبنانية عندما زار سوريا.. هل كان يُمثِّل لبنان المعترف به، وبحدوده مع سوريا؟

-    لقد تمَّ ترسيم الحدود بين إسرائيل ولبنان، وعرف كل طرف حدوده، فلماذا لا تفعل سوريا الفعل ذاته، وتُريح اللبنانيين، لكي يهدأ بالهم الذي ظل مشغولاً منذ 1943 إلى الآن؛ أي أن سوريا ترفض ترسيم الحدود منذ 62 سنة، وهو عمر أطول من عمر القضية الفلسطينية؟

-    وأخيراً، هل هناك سفارات لسوريا في بلدان – ما عدا لبنان - لا تعترف سوريا لها بحدودها الجغرافية الشرعية؟

-3-

أسئلة لا جواب مقنعاً عنها، غير جواب أن السفارة السورية في بيروت، ليست كباقي سفارات سوريا في العالم، وإنما هي مركز جديد لسوريا في قلب بيروت، يقوم مقام مراكز المخابرات السورية التي كانت في عنجر وشتورا والبوريفاج وغيرها من مراكز المخابرات السورية. أما السفارة اللبنانية في دمشق فستكون دار ضيافة للزعماء السياسيين اللبنانيين الموالين لسوريا، الذين يزورون دمشق لبوس الأيادي، وتلقي التعليمات اللازمة، وإن كان عدد هذه الزيارات سيقلُّ مستقبلاً، لأن "الشام" أصبحت في قلب بيروت من جديد. ولن يزور السياسيون اللبنانيون الموالين لسوريا دمشق، إلا في الحالات الاضطرارية.

فهل اكتشف اللبنانيون العقلاء معنى الخطوة الدبلوماسية السورية نحو لبنان؟

وهل أدركوا أن هذه الخطوة ما هي إلا لذر الرماد في العيون الأوروبية والأمريكية، وبعض العيون العربية؟

وهل فهموا بأن سوريا لا تتخذ الآن أية خطوة نحو لبنان إلا بعد الاتفاق مع إيران وحزب الله الذي يحكم "الجمهورية اللبنانية الجنوبية الإسلامية" بامتياز، وأن السفارة السورية في بيروت ما هي إلا سفارة في "الجمهورية اللبنانية الجنوبية الإسلامية"؟

فتلك "الجمهورية اللبنانية الجنوبية الإسلامية"، ومن يدعمها من المسيحيين (عون وفرنجية والمُرّ وسكاف) والأرمن (حزب الطاشناق) والدروز (المير طلال أرسلان، ووئام وهاب) هي فقط ما تعترف به سوريا.

 -4-

معظم السياسيين المسيحيين اللبنانيين، يعترفوا بأن "الجمهورية اللبنانية الجنوبية الإسلامية" قد تمت إقامتها، وأن سوريا وإيران تعترف بها اعترافاً ضمنياً. وهذه الجمهورية لا تحتاج إلى أكثر من هذا الاعتراف الآن، الذي يؤمن لها المال والسلاح والدعم السياسي، وهذا كل ما تحتاجه لنهوضها وسيطرتها السياسية على باقي أنحاء لبنان، كما هو الحال الآن.

إن حزب الله في لبنان، قد قام بانقلاب أبيض، والناس في لبنان نيام. وسيطر على منطقة الجنوب اللبناني، وأصبح له أرضه وشعبه الذي يحكمه، وأصبح له ميزانيته السنوية (يقال أنها 500 مليون دولار) التي تأتيه من إيران، وأصبح له جهازه الخاص بالخدمات (إعلام، كهرباء، اتصالات، تعليم، صحة، نظافة.. الخ)، وهو في غنى عن الدولة اللبنانية الجبلية البيروتية، التي يرأسها ميشيل سليمان.

 -5-

فالرئيس سليمان لا يحكم جمهورية لبنان الجنوبي الإسلامية، ولا يستطيع أي مسؤول لبناني مهما كبُر أو صغُر، أن ينال من أظفر أي مواطن من مواطني هذه الجمهورية. وعندما شرب فؤاد السنيورة (حليب السباع)، وأقال العميد الشيعي شقير (رئيس جهاز أمن مطار بيروت) وهدد بإزالة نظام الاتصال الخاص بحزب الله، قام حزب الله بإغلاق مطار بيروت تماماً لمدة يومين، واحتل بيروت وأجزاء من الجبل. وكشف حزب الله للسنيورة ولحكومته عن (العين الحمراء) التي اقتنع بعدها السنيورة وبدو 14 آذار، أن لحم حزب الله مُرٌ، ولا تستطيع أسنان الدولة اللبنانية التي يعتقد حزب الله أنها غير موجودة، أن تعضَّ هذا اللحم المُرَّ.

 -6-

ما هي نية سوريا من عدم ترسيم الحدود اللبنانية – السورية، واستباق هذه الخطوة بخطو التمثيل الدبلوماسي المتبادل؟

لقد قلنا كلاماً كثيراً في مقالنا يوم الأحد الماضي (النظارة في السفارة.. من عنجر إلى بيروت) إجابة عن هذا السؤال.

فمنهم من قرأ وفهم، ومنهم من قرأ ولم يفهم، ومنهم من فهم قبل أن يقرأ، وما بدلوا تبديلاً.

فسوريا كما قرأنا في هذا المقال، تسير مع لبنان، ومع لبنان وحده، في الاتجاه المعاكس.

فلماذا؟

لأن لبنان لا جيش قوياً له، ولا دولة قوية له، وهو بالنسبة لسوريا ما زال المحافظة الخامسة عشرة، تفعل بها وفيها، ما لا تقدر أن تفعله في أية دولة أخرى، وتضحك على ذقون سياسييه من خصوم سوريا بقطعة العظم (السفارة) التي رمتها لهم، لعلهم يكفون عن... ويسكتون. السلام عليكم

 

 جعجع و...الآخرون     

سحر إبراهيم/ يقال نت

هل سمعتم بذاك المغسل الذي تداعى أمراء الحرب، ليغتسلوا فيه من كل آثام الحرب وبالمستحضر الذي أعد لهم خصيصاً من أحل الاستبراء من جميع ما ارتكبوه، وأنهم وقفوا في طابور طويل لينتظر كل منهم دوره بعد خروج سابقه. وأن الدكتور سمير جعجع قد ارتضى حينها أن يكون آخر الواقفين في الطابور مفسحاً المجال أمام زملائه باعتبار أنه أطولهم صبراً وأكثرهم تحملاً للانتظار. وما إن حل دوره حتى فوجئ بأن المستحضر الخاص قد نفذ من جراء إسراف سابقيه في استخدامه. وأنهم غادروا جميعاً ذلك  المغسل وقد استبرؤا من أدران الحرب، بل ونسوا ما ارتكبوه فيها، إلا هو الذي لم يستطع أن يغتسل بالمستحضر الذي نعموا به.

 أردت من هذه المقدمة وبشيء من الخيال تصوير الواقع القائم اليوم الذي يجعلنا نرى أمراء الحرب جميعاًَ وقد حسبوا أنفسهم متطهرين من جميع ما ارتكبوه خلال الحرب من فظائع وأن سوء حظ سمير جعجع جعله دون سواه يحمل ما ارتكبه فيها وما لم يرتكب، بل لقد حمل الرجل من فرط سوء حظه ما ارتكبه غيره.

وبالرغم من ذلك ارتضى الرجل أن يحمل كل أوزار الحرب وحده، وأوصله تأمله وتفكره -وهو المعروف بهما- إلى قرار جريء يصعب على غيره اتخاذه، فوقف بين ضيوفه وأمام عشرات الآلاف من أنصاره ليعلن أمام الدنيا بأسرها اعتذاره عن جميع ما ارتكب خلال  الحرب بيده أو بأيدي أنصاره.

خرج سمير جعجع من ذلك المهرجان وفي اعتقاده أنه بما فعله قدم أمثولة لزعماء الحرب الآخرين تجعلهم يحذون حذوه، إلا أن هؤلاء الخارجين من الحرب دون أن يعلق بـأثوابهم ولو النزر اليسير من درنها، لم يرضوا له أن ينضم إليهم، في نادي المغتسلين من آثام الحرب الذي دخلوا إليه دون أن يظهر أي منهم ولو مجرد الأسف على ما فعل.

وكأني بهم قد استفاقوا جميعاً غداة الحرب مصابين بفقدان جزئي للذاكرة جعلهم ينسون كل ما ارتكبوه فيها، فلم يحتاجوا لا لندم ولا اعتذار ولا مجرد أسف.

فليسمح لنا هؤلاء أن نتجاسر للوقوف على أعتاب النادي الذي استوطنوه لنسمعهم كلمتين، علَّهم بذاك يستعيدون ما فقدوه من ذاكرتهم يوم خرجوا من ذاك المغسل الموهوم.

إن من يمتنع اليوم عن قبول الاعتذار، مطالب هو بالاعتذار عما اقترفت يداه أو أيدي تابعيه أثناء الحرب، لا استثني من ذلك أحداً.

إن من لا يقبل اليوم الاعتذار، مطالب بالاعتذار عما ارتكبته ميليشياته من جرائم أثناء الحرب، ومنها اقتياد ركاب الحافلة المتجهة إلى طرابلس  التي عرفت آنذاك بـ "بوسطة شكا" وقتلهم بناء على تعليمات من والده.

إن من يعطي دروساً في أصول الاعتذار، مطالب بالاعتذار عن جر البلد إلى حربين مدمرتين أزهق فيهما مئات الأرواح طمعاً في تحقيق حلمه المريض، مستتراً بشعارات عاد هو وانقلب عليها دون أي خجل.

إن من يحسب نفسه غير معنى بالاعتذار، مطالب بالاعتذار عن اعتداء ميليشياته على بيروت في 22 آذار/مارس 1984 وفي 16 نيسان/أبريل 1986 وفي  8 و 9 و 10 أيار/مايو 2008 وعن إقامة معتقل في أقبية برج المر في أواسط ثمانينات القرن الماضي، اقتيد إليه زهرة شباب بيروت، ومنهم من لم يخرج حياً، ومنهم من تمنى بعد خروجه لو كان مات بين أيدي معذبيه المجرمين قساة القلوب. 

إن من يُنَظِّر اليوم  في جدوى الاعتذار، مطالب بالاعتذار عن الحروب التي خاضها في الضاحية الجنوبية وفي إقليم التفاح وفي البقاع وعن الاغتيالات التي نفذها لاستكمال إخلاء الساحة من أي مزاحم له، وعن اعتداء ميليشياته  على بيروت بالتكافل والتضامن مع شركائه في الجريمة في  8 و 9 و 10 أيار/مايو 2008.

كلكم مطالب بالاعتذار بل أكثر من الاعتذار، لا أن توجهوا سهامكم إلى صدر الرجل الذي كان أول من ارتضى خيار السلم الأهلي ورد السهام عن اتفاق الطائف بصدره يوم كان يحتاج الاتفاق لغطائه ولا يحتاج هو له. أم تراكم صدقتم أنه هو من فجر الكنيسة التي يعلم جميعكم أن الانفجار الذي دُبِّر فيها كان يستهدف الإيقاع به، لأنه أبى أن يكون مجرد رقم ينضم إلى المعادلة لإحداث توازن حسابي فيها.

لقد أمضى الرجل 11 سنة من عمره في سجن أدخلوه إليه بتهمة زائفة دبرت للاقتصاص منه عن رفضه الانصياع لرغبات سادتهم وعرضوا عليه في سجنه أن يسلم لهم ليخرج، فأبى بالرغم من ظلمة القبر الذي سجنوه فيه. خرج من السجن بعد 11 سنة من الظلمة والوحدة، غير مدفوع بالانتقام أو الاقتصاص، بل اختار بناء الدولة وصمد في خياره بالرغم من كل ما واجه هذا الخيار من تحديات.

لقد وقف الرجل في معراب غداة العدوان الأثيم على بيروت وأهلها وتاريخها وتراثها ليقول:

"ان بيروت لم تسقط يوماً أمام الاجتياح الإسرائيلي، ولن تسقط اليوم. بيروت اجتاحتها غدراً جحافل حزب الله، بيروت التي حمتهم برموش عيونها فأداروا سلاحهم إلى صدور أهلها فاجتاحوا أحياءها ودكوا منازلها عبر الصواريخ من إيران، فاستشهد من استشهد وجرح من جرح وهجر من هجر وبقي من يتعلق بإرادة لبنان الحرة، فتحية لأهل بيروت الصامدة وسيكتشف المعتدون سريعا عمق الجرح الذي أقاموه في قلب لبنان".

هذا هو سمير جعجع الذي صالحناه وتحالفنا معه ووضعنا يدنا في يده.

ولي كلمة قبل الختام، عندما اعتدت الميليشيات الطائفية على بيروت بالسلاح، واحتلوا العاصمة وأهانوا أهلها، قتلوا بعضهم، واقتادوا آخرين إلى السجون للتعذيب، في أتون تلك الحرب عقد الرئيس عمر كرامي مؤتمراً صحافياً في طرابلس ليلتمس العذر للمعتدين بقوله إن الاعتداء كان بالأسلحة الخفيفة. لقد نسي دولته وسامح دون وجه حق على جرائم كانت دماء ضحاياها لا تزال على الأرض، ولن أزيد.

 

واكيم "يهنئ" المعارضة على خسارتها ويتهمها بالغش واللاديموقراطية

 قناة المنار /هنأ رئيس "حزب الشعب" نجاح واكيم المعارضة بخسارة الحرب قبل أن تضرب ضربة كفّ، لتحويلها الحالة السياسية في البلد الى مذهبية بامتياز، مما يُخسرها الإجماع على القضايا الوطنية، مؤكداً أن قبولهم قانون الانتخاب الحالي ما هو إلا "زعبرة وغشّ".

ورأى أنه لا توجد معارضة الآن بعد أن دخل جميع أفرقائها الى الحكومة لأنه من غير المنطقي أن تُتنازع السلطة التنفيذية التي يجب أن تكون قراراتها جامعة وموحّدة، على أن تُترك المعارضة للمجلس النيابي حيث مكانها الصحيح. وتساءل عن كيان الدولة ووجودها عندما يسقط قتلى في الشوارع ولا تتحرك النيابة العامة، أو عندما يصرّح القادة والزعماء عن رفع الغطاء السياسي عن المجرمين، "فأيّ بلدٍ هذا الذي لا يقدر القضاء فيه على التحرك إلا اذا قال الزعيم لتابعه، قوم روح على المحكمة؟". وانتقد سياسيّي المعارضة "الذين يحاولون تبرير ذكائهم المفرط بإيجاد دلائل على غباء قادة الموالاة"، متهماً إيّاهم بعدم الديمووقراطية والتحايل على المواطنين وخاصة المسيحيين بحجة إرضاء بكركي والتي لا ينفذون شيئاً من إرادتها، والرضا بقانون الستّين الذي كان من أوّل طارحيه على الساحة الجنرال ميشال عون، وهو القانون الذي اعتبره واكيم فتيل تفجير الحرب الأهلية في لبنان، "كلّ ذلك خدمةً لمصالحهم التي تتعارض حالياً مع الأهداف الوطنية، لأن كل واحد مكوكش على جماعته ويريد أن يعرف حصّة من الجبنة المعفّنة".

وأضاف"اذا كان فريق المعارضة الذي كنت أنتمي إليه مخطئاً فلا أطبّل وأزمّر له، لأنه يرتكب خطيئة "أكبر من رأسه"، محذراً من تحوّل "البراغماتية المتشددة الى قُصر نظر فظيع ومرعب عندما تزيد عن حدّها"، معتبراً ان قادة الشيعة في لبنان "يدفعون السّنة نحو المحور السعودي لقاء احتكارهم للشيعة"، موضحاً ان المقاومة يجب أن تكون جزءاً من الدولة ومكمّلة لها. كما أكد أن "المعارضة لا تريد تجنيب البلد المشاكل لأها متحمّسة لإثارة النعرات وتساهم في التحضير للفتنة الشيعية السنية وتعمل على زيادة الانقسام في الصف المسيحي، مستغرباً ربط المصالحة والسياسة بالإيمان والانتماء الى الدين، معلقاً على كلام سليمان فرنجية "ما دخل السياسة بمن هوَ مسيحي أكثر؟"، لافتاً الى أن البعض يتصرّف بعقل "الدكنجيّة". ونبّه واكيم من خطورة الفخ الذي وقع فيه "العباقرة المحليون والإقليميون" والمتمثل بقانون الانتخابات المرشح للتفرقة المذهبية، معرباً عن قلقه من "عدم إجراء الانتخابات لأن كلا الفريقين لن يرضى بالخسارة"، مطالباً الرئيس سليمان "بالمحافظة على الدستور من خلال تحويل القانون الانتخابي الى المجلس الدستوري للبت في دستوريته، من أجل ايقاف الدمار المُقبل على لبنان، مشدداً على موقفه من المعارضة عندما تقوم بأخطاء تودي بالبلد الى الخراب".

 

العماد عون يكتشف بلاد فارس

وسام القاضي

 لم نكن نعلم ان العماد ميشال عون بما له من خبرة في العسكر والسياسة، كما يشاع، انه ضعيف بمعلوماته التاريخية والجغرافية، فبعد هذه السنين الطويلة من حياته لم يعرف عن ايران بموقعها وكبر حجمها الا بعد ان زارها. فاذا كان لا بد له من زيارة كل بلد بشكل مباشر لكي يعلم عنه كل المعرفة فهذا يعني انه بصدد التحضير لجولة حول الكرة الارضية شبيهة بجولة ماجلان التاريخية

وبعد هذا الانبهار الكبير الذي لمسه بحجم ايران العددي، كيف سيكون الوقع لديه اذا زار الصين على سبيل المثال، او الهند من دون ان نتوسع نحو الشرق الادنى وصولا الى اليابان، ربما تأخذه التكنولوجيا اليابانية الى عالم آخر، ولكن بكل تأكيد هو بحاجة للتقنية اليابانية ليحسب ما سيحصده في الانتخابات النيابية القادمة، نتيجة للخط السياسي الذي ينتهجه وقد بشر ان حصاد زيارته لايران سيبصر النور بعد الستة اشهر اوالعام.

ربما ما زال موعودا او متأملا، اذا صح التعبير، ان كاسحة الالغام الانتخابية الايرانية ستزيل من امامه كل المعوقات وستأتي له بكتلة نيابية فائقة الحجم وبالتحالف مع حلفائه في قوى 8آذار سيكتسحون اكثرية المجلس النيابي، وبالتالي قادرون على تقصير ولاية الرئيس ميشال سليمان، ومن ثم يعمدون لانتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، ان هذا السيناريو لا يفارق مخيلة العماد عون، فبعد زيارته لايران قد اعلن عن التحضير لزيارة سوريا، وهو بالتالي يشدد على هذا الربط الكبير لتحالفه مع القيادة الايرانية والنظام السوري.

لم تعد الولايات المتحدة الاميركية بشكل خاص ولا الغرب بشكل عام يشكلان للعماد عون العمق السياسي والاستراتيجي، حيث ان الديمقراطية الغربية بما تمثل لا تتلاءم مع النهج العسكري التفكير للعماد عون. حيث لا مكان لعبارة "انا او لا احد" في المفهوم الغربي للديمقراطية، بينما في قاموس العماد عون الامر يختلف كليا.

لم ير في طهران نسبة التلوث الكبيرة في العاصمة الايرانية نتيجة موقعها الطبيعي بل اخذ يتحدث عن نظافة الشوارع والفرق ما بين اعداد سكانها في الليل والنهار، انه بلا شك سائح مهم يلاحظ كافة الامور السياحية من حوله، لكنه للاسف لا يقرأ السياسة من بابها العريض. ربما بسبب خدمته العسكرية لم تسنح له الفرصة بالسفر الى الخارج للسياحة، وها هي تحالفاته السياسية اتاحت له هذه الفرصة، فاستطعم جيدا بالمطبخ الفارسي وسيتنشط اكثر بالمطبخ البعثي، كيف لا وان جل هدفه ينصب في الانا الذاتية، اما لبنان وشعبه ومستقبله لا حاجة للبحث فيه، انه شعار "انا ومن بعدي الطوفان". فهنيئا للعماد عون على اكتشافاته الفارسية ولاحقا سيكتشف مآثر واعمال مؤسس حزب البعث ميشال عفلق، اذا كان هنالك من يتذكره انه المؤسس، وكيف تحول الحزب من حزب عقائدي الى حزب عائلي. للسياحة مآثر والعماد عون يحب الاكتشافات، وبانتظار ان يتحفنا بنتائج زيارته القادمة.

 

ما هي اسباب تعثّر المصالحة المسيحية – المسيحية؟

اميل خوري

اذا كانت حوادث 1860 انتهت بعبارة: "مضى ما مضى" وحوادث 1958 انتهت بعبارة: "لا غالب ولا مغلوب" وحروب عام 1975 انتهت باتفاق الطائف، واحداث 7 أيار المحدودة في بيروت والجبل انتهت باتفاق الدوحة، فان طي صفحة الماضي بكل مآسيها وفتح صفحة جديدة على مستقبل واعد، ينبغي ان يحصل بالمصالحات الشاملة وبدون شروط مسبقة، بحيث لا تعوق المصالح الشخصية والحسابات السياسية الضيقة والانتخابية ذلك، فهذه المصالحات - كما قال الرئيس ميشال سليمان - "ليست خيارا سياسيا للزعماء والمسؤولين اللبنانيين، بل واجب وطني تجاه الوطن والشعب الذي اولاهم ثقته" واكد انه قد "انجز العديد من المصالحات بين فرقاء طالما تمسكوا بمواقف متباعدة، وما لم ينجز بعد يتم تحضيره بدقة وستظهر نتائجه في وقت قريب".

وكان الرئيس سليمان قد اعلن لدى عودته من الولايات المتحدة الاميركية "ان المصالحة هي ربح للجميع وقطار المصالحة قد انطلق، والشعب سيحاسب كل من يتخلف عن الصعود اليه". رغم كل هذه المواقف الصريحة المعلنة للرئيس سليمان من المصالحات، فان النائب السابق سليمان فرنجيه فاجأ الاوساط الرسمية والسياسية والشعبية في الداخل والخارج بقوله بنبرة عالية لا تخلو من التحدي والاستفزاز: "ان المصالحة التي تتم وفق شروطنا اهلا وسهلا بها، والا فستين عمرها ما تكون مصالحة"، مشيرا الى انه ليس بمستعجل لتقديم هدايا او براءة ذمة لسمير جعجع وان اي مصالحة تحتاج الى تحضير والى توافق حول بيان ينتج عن اللقاء"... والاسئلة التي تطرح حول اسباب هذا الموقف المتشدد للزعيم الشمالي تختلف الاجوبة عليها باختلاف مصادرها، خصوصا بعدما كان قد اظهر مواقف معتدلة من المعالجات ودعا الى استعجال اجرائها بدون شروط مسبقة بحيث يقوم التنافس في الانتخابات بدون تصادم وتقاتل، معتبرا ان اجراء المصالحات اليوم افضل من الغد. اذ ليس من الضروري اجراؤها بعد سقوط مزيد من القتلى، ما دامت هذه المصالحات سوف تتم في نهاية الامر.

لقد تمت المصالحات بين السنة والسنة، وبين السنة والشيعة، وبين الشيعة والدروز، وبين الدروز والدروز بدون شروط مسبقة وبدون اتفاق مسبق على بيانات، فلماذا مطلوب ان تكون المصالحة المسيحية – المسيحية خاضعة لشروط وان يصير اتفاق مسبق على البيان الذي سيصدر عنها؟ ستكون هذه المصالحة عندها مجرد "تبويس لحى"... افلا يدل هذا على ان ثمة من لا يريد مصالحة بين رئيس تيار "المردة" النائب السابق سليمان فرنجيه ورئيس الهيئة التنفيذية لـ"القوات اللبنانية" سمير جعجع لأن المصالحة بينهما هي الاساس، وهي بيت القصيد باعتبار ان المصالحات بين الزعماء المسيحيين الآخرين قائمة ضمنا ولا تحتاج الا الى لقاء يجمعهم فقط، وانه اذا كان ثمة خوف من حصول تصادم وتقاتل فهو بين المردة و"القوات اللبنانية" في الشمال وليس بين احزاب اخرى مسيحية؟ فلماذا اذاً الابقاء على احتمال حصول هذا التصادم والتقاتل في الشمال؟

ثمة من يقول ان جهات خارجية تحاول عزل الدكتور سمير جعجع بتأليب كل القوى ضده لانه لا يزال وحده – تقريبا - متمسكا بمواقفه المتشددة، في حين بدا معظم الزعماء الآخرين في قوى 14 آذار معتدلين ومنفتحين وقد خففوا لهجة خطابهم حيال سوريا. وان المنافس الشديد المراس للعماد ميشال عون في الجبل وللنائب السابق سليمان فرنجيه في الشمال هو الدكتور سمير جعجع، فاذا ما صار إضعافه وعزله حتى عن المصالحات، لا سيما بينه من جهة وبين عون وفرنجيه من جهة اخرى، فان معركة الانتخابات النيابية المقبلة التي قد تكون معركة "كسر عضم" بين المسيحيين قد تصبح لمصلحة عون في الجبل وفرنجيه في الشمال مع امكان البحث في تشكيل لوائح ائتلافية حيث يمكن ذلك مع بعض مرشحي قوى 14 آذار المعروفين باعتدالهم او ترك مقاعد خالية لهم عند تشكيل اللوائح.

لذلك، فان معركة العزل تستهدف جعجع كقوة فاعلة ومؤثرة في الانتخابات النيابية المقبلة، والقادرة بتنظيمها على مواجهة قوة عون. وعندما تنجح محاولات اضعاف جعجع، فلا يعود عندئذ خوف على نتائج الانتخابات في المناطق المسيحية ولا على لوائح العماد عون، في غياب القوة "القواتية" الضاربة. بل يصبح في الامكان التنافس بهدوء وبدون تشنج مع الزعماء المسيحيين الآخرين.

ومعركة عزل جعجع لإضعافه وقطع الطريق على مصالحته مع اي ركن من اركان قوى 8 آذار والمتحالفين معها تضعه بين خيارين: إما ان يعتدل في مواقفه وفي خطابه السياسي كي يكون له مكان الى طاولة المصالحات، مثلما اعتدل رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط وكذلك رئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري، او لا يكون له مكان الى هذه الطاولة، ويواجه مرشحوه عندئذ معارك انتخابية قاسية.

وثمة من يقول ان ابقاء الخصومة السياسية شديدة بين الدكتور جعجع والنائب السابق سليمان فرنجيه من شأنها ان تبقي باب الصدامات والاقتتال مفتوحا في الشمال اذا اقتضى الامر، وذلك بهدف تعطيل الانتخابات في المنطقة اذا لم تكن نتائجها مقبولة لدى اي طرف، او للرد على ما قد يتضمنه القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه، ويكون هذا الرد بديلا من الاقتتال السني – الشيعي الخطر، الذي قد تكون له امتدادات في المنطقة.

وثمة من يقول ان قاعدة فرنجيه الشعبية غير متحمسة للمصالحة وتعتبرها في مصلحة الدكتور جعجع، وتفضل الاحتكام اولا لصناديق الاقتراع وبعدها يكون لكل حادث حديث.

وثمة من يقول ان النائب السابق فرنجيه صعَّد مواقفه ورفع سقف شروطه ليس لنسف المصالحة المسيحية – المسيحية فحسب، والتي يهتم الرئيس سليمان لتحقيقها باعتبارها واجب وطني، بل لنسف طاولة الحوار ايضا بطلب توسيعها، فتبقى المصالحة الوطنية مفتوحة وغير شاملة لتحقيق اهداف معينة، ويبقى الحوار معلقا كي لا يقترب المتحاورون من موضوع دقيق هو موضوع سلاح "حزب الله" لتقرر نتائج الانتخابات النيابية المقبلة مصيره.

هل تستطيع الرابطة المارونية برئاسة الدكتور جوزف طربيه اصلاح ما افسده الدهر سواء بلقاءات تعقد بالمفرق او بالجملة مع اجواء تسودها الاحقاد والضغائن والثارات ونيات غير صافية وإرادات مسيّرة لا مخيرة؟

وهل يضطر الرئيس سليمان الى التدخل شخصيا من اجل تذليل العقبات امام المصالحات المسيحية – المسيحية، لانه يعتبرها "ربحا للجميع وتؤدي الى بناء الدولة القوية، وان الشعب سيحاسب كل من يتخلف عن ركوب قطارها" وان المصالحات اذا لم تكتمل بمصالحة المسيحيين، فانها تبقى ناقصة وبدون مفعول؟

الجواب عن الاسئلة والتساؤلات حول اسباب تعثر المصالحة المسيحية – المسيحية، سواء تقرر ان تتم بالمفرق او بالجملة، لا بد ان تأتي به الايام المقبلة بجهد مشترك للرئيس سليمان والرابطة المارونية.

 

المجلس الوطني لثورة الارز

بيروت في 24-10-2008

بيان/علّق الامين العام للمجلس الوطني لثورة الارز ومنسق عام لجنة متابعة تنفيذ القرار 1559 طوني نيسي على تدريب حزب الله لجماعة الداعية فتحي يكن بما يلي :طالعتنا وسائل الاعلام اليوم بخبر مفاده أن القوى الامنية اعتقلت ثلاثة وعشرين شخصاً اعترفوا أنهم متوجهين من الشمال إلى بيروت ومنها إلى مخيم للتدريب العسكري. وبعد ان تدخّل حزب الله مرغماً القوى الامنية على إطلاق الموقوفين تبين أنهم من المسلمين السنة أتباع الداعية فتحي يكن ومتوجهين للتدريب في أحد مخيمات الحزب حيث تم إيصالهم بعد استلامهم.

فإلى متى ستبقى قيادة حزب الله الحكومة الفعلية لهذا البلد وما هو موقف الحكومة الرسمية مما جرى؟

وإلى متى ستبقى القوى الامنية رهينة سياسة الاغطية، فلكل مجرم وجماعة إرهابية غطاء ذات ماركة معروفة، والقانون لا يطبق إلا على من لا يستطيع أن يشتري لنفسه غطاء؟

والاهم من ذلك كلّه:

لماذا يدّرب حزب الله هذه المجموعة الاصولية؟ فهل هو:

أ‌- يحضّر معركة سنية سنية ؟

ب‌- يحضّر مجموعات مسلّحة غير شيعية ليبتدع نظرية هامايونية جديدة للكذبة المسماة إستراتيجية دفاعية؟

ت‌- يحضّر مجموعات سنية اصولية يستعملها، تحت إسم القاعدة  لتعزيز موقعه وإبعاد الشبهات عنه عندما تدعو الحاجة؟

ث‌- يحضّر إنقلاباً كاملاً كذلك الذي شهدنا تجربة له في السابع من أيار الماضي، ولكن هذه المرة بالمشاركة العسكرية لكافة حلفائه، وهل لما نشهده من زيارات لطهران وإستقبلات في سوريا وانتشار سوري داخل وخارج الاراضي اللبنانية ليس إلا استكمالاً لتحضيرات هذا الإنقلاب؟       

إذ نضع كافة هذه الاسئلة بين أيدي المسوؤلين ونريد أجوبة عليها، نؤكد بأن كل تسليح وتدريب على الاراضي اللبنانية خارج اطار القوى الشرعية، وخاصة تحت شعار البدعة المسماة مقاومة، سيحول لبنان إلى "حارة كل مين إيدو إلو" ويجّر عليه الويلات وسينقله شعباً ودولة ومؤسسات، من رهينة بيد الإرهاب كما هو اليوم، إلى شريك للإرهاب في وجه العالم الحرّ.

طوني نيسي

الأمين العام للمجلس الوطني لثورة الارز ومنسق عام لجنة متابعة تنفيذ القرار 1559

 

 

لبنان لا يقبل باتفاق عدم اعتداء مع إسرائيل لتقويضه فرص الحل العادل وفرضه مفاوضات

المستقبل - السبت 25 تشرين الأول 2008 - ثريا شاهين

الموقف الإسرائيلي بدعوة لبنان الى الاتفاق حول عدم الاعتداء بين البلدين، يتزامن، استناداً الى أوساط ديبلوماسية لبنانية بارزة مع ظروف إقليمية عديدة، تجعل من هذا المطلب مستحيل التطبيق، أو القبول به من جانب لبنان، فضلاً عن الثوابت اللبنانية في النظرة الى الوضع الذي يحكم ضرورات التعامل مع الدولة العبرية.

أولاً: ان هناك تمنعاً إسرائيلياً عن التخلي عن مزارع شبعا وإعادتها الى السيادة اللبنانية. وهذا ما توصلت إليه مختلف المساعي والوساطات الدولية في هذا الشأن خلال الشهرين الماضيين. وتبعاً لذلك تفيد الأوساط بأن إسرائيل لا تريد رد المزارع لأنها تربطها بالجولان السوري والمفاوضات السورية ـ الإسرائيلية القائمة، بحيث تقصد من خلال ذلك العمل لجر لبنان الى التفاوض معها حول مصير هذه المنطقة، وتطبيع العلاقات في مرحلة لاحقة. كما أنه من خلال إبقاء النزاع قائماً بين لبنان وإسرائيل حول هذه المنطقة، تستفيد إسرائيل من إذكاء التباعد في وجهات النظر اللبنانية الداخلية حول إحتفاظ »حزب الله« بسلاحه ما يزيد من تناحر الشعب اللبناني، ومن تعزيز مناخات الفتنة، عبر بقاء إسرائيل في المزارع.

ثانياً: إن رمي إسرائيل فكرة الاتفاق على عدم الاعتداء مع لبنان، بالتزامن مع التفاوض بينها وبين سوريا، وعدم القبول بالتخلي عن مزارع شبعا، من شأنه ربط مصير لبنان في استكمال تحرير ما تبقى من أرضه، بمصير التفاوض مع سوريا، من جهة، ويقلل، من جهة أخرى، الفرص أمامه لاسترداد المزارع من دون مفاوضات، واستناداً الى القرارات الدولية ذات الصلة لا سيما القرار 1701 والقرارين 425 و426. ويؤدي هذا الأمر بنظر إسرائيل الى إجبار لبنان على تقديم تنازلات في إطار عملية تفاوض تلي التفاوض السوري ـ الإسرائيلي، ذلك أن اتفاق عدم الاعتداء في ظل وجود أراض محتلة من إسرائيل، يعرقل التوصل الى الحل المنشود، ويزيد في تعقيدات الموضوع، ويضعف الموقف اللبناني، لأن إسرائيل تسعى بذلك الى فرض ترتيبات أمنية، لبنان في غنى عنها.

ثالثاً: ان للمطلب الإسرائيلي الأخير، وجهاً متصلاً بخلفية النزاع الإسرائيلي ـ الإيراني على مسألة الملف النووي الذي تطورة طهران، بحيث إن أي لجوء الى الحل العسكري بمشاركة إسرائيلية ـ دولية لهذه المسألة، سيحمّل لبنان مسؤولية في خرق الاتفاق على عدم الاعتداء، في ظل أي تحرك أمني أو عسكري لـ«حزب الله« ضد إسرائيل لرد أي هجوم على إيران.

رابعاً: ان على إسرائيل الانسحاب من الأراضي اللبنانية التي تحتلها ولبنان لن يعتدي عليها، ولا هي يُفترض أن تعتدي عليه، لا بالخروق ولا بعدم تنفيذ القرارات الدولية. وفي سياق عدم الاعتداء، يجب أولاً، وقبل البحث في اتفاق عدم الاعتداء، أن تُعيد إسرائيل الأرض لأصحابها. إذ، في ظل استمرار الاحتلال لا يجوز النظر في إقامة مثل هذا الاتفاق، لأنه يعني قبولاً باحتلال الأرض، وأيضاً عدم القدرة على تحريرها لا بالطرق الأمنية ـ العسكرية، ولا بالطرق السلمية، وأن الدخول لاحقاً في تفاوض حولها، قد لا يكون الوسيلة الناجعة، لأن التفاوض قد يجر مزيداً من الوقت وسيكون مكبلاً بهكذا اتفاق.

خامساً: ان اتفاق عدم الاعتداء يتم في حالات كثيرة حين لا تكون إحدى الدول المنضمة إليه، محتلة للأرض وتخرق بشكل يومي المجال الجوي للدولة الأخرى، وتهددها، وتتوعدها بعدوان. ويعني في مثل هذه الحالة أن الدولة التي لديها أرض محتلة تغاضت عن حقوقها في أراضيها وألحقتها الدولة المحتلة بها، ولا تزال في الوقت نفسه تعتدي أو تهدد باعتداءات.

وليس لمصلحة لبنان التخلي عن القرارات الدولية ذات الصلة، ولا عن المبادرة العربية للسلام التي يتمسك بها كحل شامل للنزاع العربي ـ الإسرائيلي. وبالتالي لن يقبل بأي اتجاه لتحجيم حقوقه والسبل الآيلة الى الحصول عليها، وتقويضها