المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الخميس 3 نيسان/2008

 

إنجيل القدّيس متّى .15-11:28

وبينَما هُما ذاهِبتان جاءَ بَعضُ رِجالِ الحَرَسِ إِلى المدينة، وأَخبَروا عُظَماءَ الكَهَنَةِ بِكُلِّ ما حَدَث. فَاجتَمعوا هم والشُّيوخ، وبعدَما تَشاوَروا أَعطَوا الجُنودَ مالاً كَثيراً،

وقالوا لَهم: «قولوا إِنَّ تَلاميذَه جاؤوا لَيلاً فسَرقوه ونَحنُ نائمون. وإِذا بَلَغَ الخَبَرُ إِلى الحاكِم، أَرضَيناه ودَفَعْنا الأَذى عنكُم». فَأَخذوا المالَ وفعَلوا كما لَقَّنوهم، فَانَتَشَرَت هذِه الرِّوايَةُ بينَ اليهودِ إِلى اليَوم.

 

المطارنة الموارنة: لتحقيق المبادرة العربية واخراج لبنان من أزمته

الظرف العصيب يقضي على الجميع التعاون والتضافر للتغلب على المحنة

وطنية -2/4/2008(سياسة) عقد المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري في بكركي برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، وتداولوا في الشؤون الكنسية والوطنية. وفي نهاية الاجتماع، أصدروا بيانا تلاه أمين سر البطريركية المونسنيور يوسف طوق، جاء فيه:

"1- إن القمة العربية التي عقدت في دمشق والتي لم يحضرها لبنان لتعذر انتخاب رئيس للجمهورية فيه، وهذا امر غير طبيعي ومدعاة للاسف، قد شددت على الالتزام بالمبادرة العربية بخصوص معالجة الازمة اللبنانية. ويطالب الاباء جميع الافرقاء في الداخل والخارج بالتعاون لتحقيق هذه المبادرة واخراج لبنان من محنته.

2- ان وضع لبنان المزري يعوقه عن النهوض لشؤونه الحياتية الملحة. وهذا ما يدعو معظم القطاعات الاقتصادية ولا سيما الطبقة الكادحة الى رفع الصوت بالشكوى من غلاء المعيشة، ويحملها على التهديد بالإضراب. وهذا أمر على الحكومة وكل الجهات المسؤولة ان تنظر فيه بجدية وتعالجه بروح المسؤولية.

3- هناك شكوى ترتفع بين الحين والحين من بعض المواطنين الذين يكونون قد أخذوا من المحاكم اللبنانية احكاما على الدولة اللبنانية، لكن هذه تمتنع عن تنفيذ هذه الاحكام، وهذا ظلم فادح. والدولة يجب ان تكون دولة العدل لا دولة القوة فقط.

4- إن الوضع السائد في البلد قد يجعل موسم الاصطياف المقبل في حال بوار، وهذا ما أشار إليه بعض المسؤولين. لذلك على أولي الأمر أن يضاعفوا الجهد لينقذوا هذا الموسم ويعملوا ما بوسعهم لتهدئة الأحوال تسهيلا لمن تعودوا المجيء إلى لبنان.

5- يشكو المواطنون في بعض المناطق، ولا سيما في الشمال والبقاع، من استيلاء بعض الفئات على أراضيهم ومياههم، كما يشكون من تنفيذ قرار الدولة تنظيم المياه الجوفية والينابيع بطريقة تنقصها العدالة والمساواة، اذ انه ينفذ في مناطق معينة ويهمل في مناطق أخرى. إن الآباء يطالبون برفع الظلم ومعاملة جميع المواطنين بصورة عادلة ودون تمييز بين فئة وأخرى ومنطقة وأخرى".

6- إن الظرف العصيب الذي يمر به الوطن يقضي على جميع اللبنانيين التعاون والتضافر للتغلب على المحنة ومقابلتها برباطة جأش للسيطرة عليها وتلافي اذاها، والطلب الى الله تمكين اللبنانيين من اجتيازها بايجاد الحل الملائم لها. وليس على الله امر عسير".

 

ارتفاع في اسعار البنزين والكاز والمازوت والديزل اويل والفيول

وطنية -2/4/2008 (اقتصاد) ارتفع اليوم سعر صفيحة البنزين خال من الرصاص 98 اوكتان و95 اوكتان 300 ليرة لبنانية، وسعر صفيحة الكاز 500 ليرة لبنانية، والمازوت 200 ليرة لبنانية، والديزل اويل للمركبات الالية 400 ليرة لبنانية، وطن الفيول اويل (1% كبريت) 8 دولارات اميركية، وطن الفيول اويل للعموم 7 دولارات أميركية فيما انخفض سعر قارورة الغاز 200 ليرة لبنانية.

جاء ذلك في قرارات صدرت عن وزير الطاقة والمياه بالوكالة محمد الصفدي، حدد بموجبها الحد الاعلى لسعر مبيع المحروقات السائلة في الاراضي اللبنانية كافة، اعتبارا من اليوم الاربعاء كالآتي:

ل.ل/العشرين ليتر

بنزين خال من الرصاص 98 أوكتان 26900

بنزين خال من الرصاص 95 أوكتان 26100

كاز 30300

مازوت 30300

ديزل اويل (للمركبات الآلية) 31000

د.اميركي/كيلو ليتر

فيول اويل للعموم 570 (1% كبريت)

فيول اويل للعموم 527

الغاز سائل بوتان ل.ل/10 كلغ ل.ل/ 12,5 كلغ

المبيع في مركز التعبئة 15300 19200

عمولة التوزيع 1000 1000

عمولة المحل التجاري 300 300

المبيع في المحل التجاري 16600 20500

 

ولش: سوريا عزلت نفسها بنفسها والقمة العربية فشلت لانعقادها في دمشق

وكالات/ اعتبر مساعد وزيرة الخارجية الاميركية للشرق الاوسط ديفيد ولش بأن القمة العربية الاخيرة التي انعقدت في دمشق فشلت في معالجة اهم القضايا العربية وذلك على الارجح لانعقادها في سوريا. وقال من الدوحة "يبدو ان قمة دمشق فشلت في معالجة بعض القضايا المهمة التي تخص العالم العربي. يمكن ان يكون ذلك بسبب غياب بعض الزعماء من ذوي الثقل". وتابع المسؤول الاميركي "لا يبدو ان القمة العربية الاخيرة قد ساهمت في ايجاد حلول وقد يعود ذلك الى المكان الذي انعقدت فيه". ونفى ولش سعي بلاده الى عزل سوريا قائلا "ليس في نية الولايات المتحدة عزل سوريا، فسوريا عزلت نفسها بنفسها". واشار الى ان "لدى سوريا خلافات مهمة مع بعض اخوانها العرب في شأن ملفات مثل الملف اللبناني، واعتقد ان ذلك ساهم في ضعف المساندة لها وفي الحضور المتدني الذي كان واضحاً في القمة". واوضح انه بحث في الدوحة مع رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في جملة من القضايا من أبرزها تعزيز العلاقات الثنائية، الى قضايا إقليمية كالملف الفلسطيني وملفات لبنان والعراق وإيران ونتائج القمة العربية الأخيرة في دمشق. ومن المقرر ان يزور ولش الكويت بعد قطر ضمن جولة خليجية.

 

تعزيزات سورية في مواقع متقدمة عند الحدود الشرقية

وكالات/ ذكرت مصادر أمنية أن الوحدات الخاصة التابعة للجيش السوري آزرت المواقع التي يشغلها الفيلق العاشرالذي يقوده ماهر الأسد على طول الحدود الشرقية مع لبنان الواقعة عند هضاب جبل الشيخ لناحية الأراضي السورية من منطقة جديدة يابوس عند نقطة المصنع الحدودية مرورا بوادي بكا ووادي القرن وقطنة والصبورة ورأس العين ورخلة والديماس وصولا إلى الهضاب التي يشرف عليها مرصد جبل الشيخ. وفي التفاصيل، فإن الوحدات الخاصة السورية أخذت مواقع متقدمة على الحدود مع لبنان وفي أراضٍ وتلال تعود ملكيتها لمزارعين لبنانيين من القرى الواقعة عند سفوح جبل الشيخ، حيث انتشرت تلك الوحدات في الأودية وفي المواقع التي كانت قد حصنتها سابقا وحدات من فوج الأشغال والهندسة في الجيش السوري.  وأكدت تلك المصادر أن القوات السورية المنتشرة في تلك المواقع وفي الممرات الجبلية والمسالك والمعابر غير الشرعية والتي تربط لبنان بسوريا قد منعت المهربين من استخدام تلك الطرقات البرية وحذرتهم من معاودة العبور عبر تلك الممرات وذلك لضرورات أمنية وعسكرية وفق ما رواه بعض المهربين لمصادر خاصة. وقد حددت لبعض المهربين ممرات معينة ومراقبة قريبة من مزرعة دير العشاير حسب تلك المصادر. وذكرت معلومات أن جيش التحرير الفلسطيني "لواء اليرموك" عزز وجوده في المنطقة التي تقع تحت سيطرته بين وادي القرن وبكا ودفع بآليات إضافية إلى نقاط انتشاره، في وقت لا تزال مواقع فتح الإنتفاضة والجبهة الشعبية ـ القيادة العامة، تشهد حركة ليلية ناشطة في منطقة الوادي الأسود لناحية حلوى وفي مواقعه قرب المراكز التي كان يشغلها حزب العمال الكردستاني سابقا.

 

اسرائيل تريد توزيع اقنعة واقية من الغاز على المدنيين اعتبارا من 2009

وكالات/قررت السلطات الاسرائيلية توزيع اقنعة واقية من الغاز على المدنيين اعتبارا من مطلع العام 2009 تحسبا لاي هجوم باسلحة غير تقليدية على ما ذكرت الاذاعة العامة الاربعاء. وقام بهذه المبادرة نائب وزير الدفاع ماتان فيلناي الذي عرض هذا القرار خلال اجتماع مغلق للحكومة الامنية المصغرة برئاسة رئيس الوزراء ايهود اولمرت. وردا على استفسار من وكالة فرانس برس اكتفى ناطق باسم الجيش الاسرائيلي بالقول ان القيادة العسكرية "لم تتلق حتى الان اي امر من الحكومة بالاستعداد لتوزيع اقنعة واقية من الغاز على السكان". ودعا مسؤول اجهزة الطوارئ في الدولة الجنرال في الاحتياط زئيف زوكران ردا على اسئلة الاذاعة العامة السكان الى عدم القلق واصفا قرار توزيع الاقنعة بانه قرار "تقني" وليس مرتبطا بتدهور الوضع الامني في المنطقة. وتتحدث السلطات الاسرائيلية بانتظام عن تهديد بحصول هجوم باسلحة غير تقليدية من قبل ايران او سوريا. وسبق لاسرائيل ان وزعت اقنعة واقية من الغاز على السكان لا سيما في نهاية العام 1990 بعد اجتياح الجيش العراقي للكويت الذي تعرضت اثره لقصف بصواريخ سكود اطلقت من بغداد بين 15 كانون الثاني/يناير ونهاية شباط/فبراير 1991.

وعمدت السلطات اعتبارا من نهاية العام 2006 الى جمع الاقنعة التي يملكها المدنيون للتحقق من سلامتها وتغيير الفيلتر فيها. وتفيد وسائل الاعلام ان تمرينا واسع النطاق في الدفاع المدني سيجرى الاسبوع المقبل في اسرائيل.

 

 عطالله يؤكد أن "كل ما يؤذي لبنان يشكل نجاحاً لعون"

الشرق الاوسط /أعرب أمين سر حركة "اليسار الديمقراطي" النائب الياس عطالله عن "الذهول من مواقف رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون التي تعكس هذا الشعور بالارتياح لما لحق بلبنان من تطاول وأذى وتغييب للمرة الأولى عن مؤتمر قمة منذ تأسيس القمة ولا يحسب أن ذلك يولد شعوراً بالغصة".

النائب عطالله، وفي حديث إلى صحيفة "الشرق الأوسط"، استغرب "كيف نجد في لبنان من تتملكه مشاعر الغبطة وروح الشماتة لغياب بلاده عن القمة في حين ترهنت السعودية ومصر والأردن حضورها ليس على الخلافات العربية وإنما على حضور الرئيس المسيحي اللبناني لأنه يمنح المشهد العربي تنوعاً وتعددية مقابل ما يشكله البعض من انغلاق وصوت واحد مستنسخ". وإذ اعتبر عطالله أن العماد عون "لا يرى في كل فشل يصيب لبنان سوى نجاحاً لمشروعه الخاص ويرى في الفشل الاقتصادي وفشل المؤسسات الدستورية انتصارات" مستنتجا أن "كل ما يؤذي لبنان يشكل نجاحاً له"، أعرب عن اعتقاده أن عون "ليس صانع هذه السياسة التي ينتهجها وإنما هو مردد لمقولاتها وواجهة لها".

 

جنبلاط : مستمرون بتواصلنا مع بري والشيعة الذين يريدون دولة

السفير/أكد رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط لـ"السفير" انه "لا مهرب من الحوار والتشاور". وسأل رئيس المجلس النيابي نبيه بري عما "حدث بنقاط الإجماع التي تم الاتفاق عليها في مؤتمر الحوار قبل حرب تموز 2006 وإن كان سيتضمن الحوار اليوم هذه النقاط ؟". وشدد على "ضرورة التواصل المستمر مع بري وغيره من الفاعليات الشيعية التي تريد دولة". ورأى جنبلاط أن "قيام الدولة يعني ضرورة الاتفاق على السلاح وقرار الحرب والسلم واتفاقية الهدنة". وأشار الى انه "يميز بري عن "حزب الله" اذا استطاع ان يعيد الحزب الى النقاط التي تم الاتفاق عليها قبل حرب تموز من ترسيم الحدود الى نزع السلاح الفلسطيني ، "وبالأحرى السلاح السوري"، خارج المخيمات" إضافة الى "التوافق حول المحكمة وعلى النقطة الخلافية المركزية اي سلاح "حزب الله".

 

 مجلس المفتين: نطالب باعادة فتح ابواب مجلس النواب وانتخاب رئيس للجمهورية وفك الاعتصام في قلب العاصمة

وتأليف حكومة وفاق تضع قانونا جديدا للانتخاب

وكالات/تغيب لبنان عن القمة العربية تأكيد لرفض تغييب رئيس الجمهورية وما يرمز إليه 

عقد مجلس المفتين في لبنان اجتماعه الدوري برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ الدكتور محمد رشيد راغب قباني، وأصدر بيانا تلاه مفتي طرابلس الشيخ الدكتور مالك الشعار، جاء في نصه:"انطلاقا من التزام المجلس القضايا الوطنية العامة واهتمامه بشؤون المواطنين ومصير الوطن، فقد توقف طويلا أمام النتائج السلبية الخطيرة المترتبة على استمرار تعطيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية على رغم التوافق الذي تم على شخص العماد ميشال سليمان، وذلك بالمبادرة إلى إعادة فتح مجلس النواب وانتخاب رئيس للجمهورية، وفك الاعتصام الذي يشل الحياة الاقتصادية في قلب العاصمة بيروت، ثم تشكيل حكومة وفاق وطني تضع قانونا جديدا للانتخابات النيابية يحقق العدالة والإنصاف ويعكس الإرادة الصادقة للشعب اللبناني". وناقش المجلس النتائج التي أسفر عنها اجتماع القمة العربية الذي عقد في دمشق و تغيب عنه لبنان، للمرة الأولى في تاريخ القمم العربية، تأكيدا منه لرفض الأمر الواقع بتغييب رئيس الجمهورية وما يرمز إليه، وتمسكا منه بميثاق الطائف وما أرساه من قواعد دستورية. ودعا المجلس الدول العربية الشقيقة إلى العمل على تطبيق مبادرتها الإيجابية البناءة في لبنان، مشيدا بالتوضيحات التي صدرت عن وزير خارجية المملكة العربية السعودية الأمير سعود الفيصل وبين فيها بصراحة وصدق عمليات التعطيل التي تتعرض لها هذه المبادرة العربية.

وتوقف مجلس المفتين أمام الاشتباكات الدامية التي وقعت في العراق الشقيق، ودعا إلى وقف فوري لهذه الاشتباكات التي لا تخدم سوى المحتل الأجنبي وأهدافه، مؤكدا وحدة العراق أرضا وشعبا ومؤسسات. كما توقف المجلس أمام إمعان العدو الإسرائيلي في بناء مستوطنات جديدة وتوسيع المستوطنات القائمة في مدينة القدس وفي بقية الأراضي الفلسطينية المحتلة، خلافا لما تنص عليه قرارات الأمم المتحدة والمبادرات الدولية لإنهاء الاحتلال واستعادة الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني الشقيق وفي مقدمها حقه في العودة واستعادة أرضه. وأعرب المجلس عن تمنياته في أن يستجيب الأخوة الفلسطينيون إلى المساعي العربية للتوفيق في ما بينهم وبذلتها المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية وجمهورية اليمن. فمقاومة الاحتلال والاستيطان تتطلب أولا، وفي الدرجة الأولى، وحدة وطنية وترفعا عن الخلافات والانقسامات". وأشاد المجلس بالمواقف المنددة بهذه الانتهاكات وخصوصا ما صدر عن الأمين العام لمنظمة الأونيسكو".

 

مصباح الأحدب : ليس عون من يقرر إذا كان السنيورة شرعيا

الشرق الاوسط /علق النائب مصباح الأحدب على كلام رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون أول من أمس معتبراً أن الأخير "لا يقرر إذا كان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة شرعياً أم لا فالدستور هو الذي يقرر" مذكراً إياه "إذا كانت هناك حماية عسكرية تسمح له حاليا بتجاوز الدستور بأن لا لزوم لخبير دستوري ليعرف أن الدستور يتجاوز الفراغ وبالتالي ينص على أن السلطة الوحيدة الشرعية التي يجب أن يتم التعامل معها هي الحكومة اللبنانية التي يرأسها فؤاد السنيورة وليس حكومة السنيورة كما يطيب له أن يردد". الأحدب، وفي حديث إلى صحيفة "الشرق الأوسط"، تمنى لو كانت سوريا وإيران "اللتين يعتز عون بتحالفه معهما تتصرفان مع لبنان كما تفعل السعودية من خلال تعاملها مع الدولة الشرعية وليس مع حكومة السنيورة بشخصه" مؤكداً أن "لا عقدة لدى قوى 14 آذار في التعامل مع إيران الدولة الشيعية ولكن العقدة هي في التعامل مع دولة تشكل خطا متطرفا يتعاون مع التطرف السني ويريد تغيير الوضع سواء في لبنان أو العراق أو فلسطين أو أينما استطاع". وتابع الأحدب قائلاً "نرأب بالجنرال عون الذي يقول أنه قدم تضحيات في الماضي من التحول إلى أداة للجهة التي تمارس تقنية التخريب لامرار مشاريعها".

 

الرئيس الجميل يأمل في عودة رئيس مجلس النواب نبيه بري للبحث في سبل استكمال الحوار

وكالات/ دعا رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" أمين الجميل إلى التزام الحياد الإيجابي، متمنيًا أن يكون هذا البند من ثوابت كل حوار مستقبلي. واستنكر الجميل، بعد لقائه رئيس مجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، بشدّة الحملة التي طالت الرموز الأسلامية واصفًا مطلقيها بالكفار والملحدين. وردًا على مسألة التوطين، قال الجميل: "لا أحد يعطينا أمثولة في كيفية محاربة التوطين فقد دفعنا الدم من أجل منع التوطين في لبنان"، وأضاف: "ان مدخل حل الأزمة هو الإتفاق على الحياد الإيجابي البناء لأن هذه هي الطريقة الأسرع لمنع التوطين. وإلا إذا استمرينا في هذا النقاش العقيم وفي هذا المستنقع سيتركز كل وباء العالم في لبنان عندها لن نلوم إلا أنفسنا". وأكد أن موقفه من المشاركة في القمة العربية لم يتغير لكنه وراء الحكومة ويدعم كل قراراتها، وتابع: "أوضحت سابقًا أن من المهم مشاركة لبنان في القمة العربية لأن القمة مؤسسة ولا أحبذ منطق الكرسي الشاغرة والغائب دائمًا على خطأ. لم أتراجع عن موقفي ولكني قلت أيضًا أن القرار النهائي هو للحكومة التي أدعمها وأتضامن معها وادافع عنها وبالتالي أي قرار تتخذه حكومة الرئيس فؤاد السنيورة أدعمه". وأمل الجميل في عودة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى لبنان سريعًا من أجل البحث في كيفية استكمال الحوار بين اللبنانيين.

 

الامم المتحدة: الدولة التي ترفض التعاون مع المحكمة ستكون بوضع صعب

وكالات/شدد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون القانونية نيكولا ميشال على أن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ستعمل وفقاً لأعلى معايير المحاكم الجنائية. واعتبر أن الدولة التي ترفض التعاون مع العدالة الدولية ولا تتعاون مع المحكمة الدولية قد تخفي أمراً ما وسيكون وضعها صعباً جداً.

واكد ميشال في مقابلة تلفزيونية أن المحكمة الدولية غير مسيسة ولا تفرض الأحكام المسبقة على اي دولة أو جهة بل تنتظر استكمال عمل لجنة التحقيق كما تترك للمدعي العام في المحكمة الدولية أن يحدد المتهمين. ولفت إلى وضع خطة لحماية الشهود بالاستناد إلى خبرات سابقة متعلقة بعمل محاكم دولية أخرى.

وقال ميشال ان الأمم المتحدة تعمل على اتمام قيام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بهدف تأمين الظروف الملائمة لوقف الاغتيالات وتحقيق السلام الدائم في هذا البلد، وأشار إلى جلسة لمجلس الأمن الدولي ستعقد الأسبوع المقبل وتخصص لمناقشة التقرير الأول لرئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري القاضي دانيال بلمار للوقوف عند التقدم الحاصل في التحقيقات واتخاذ قرار بشأن مصير اللجنة التي ينتهي تفويضها في 25 حزيران المقبل

وأعلن ان صندوق المحكمة الدولية حصل على أكثر من 60 مليون دولار ما يغطي تكاليف السنة الأولى للمحكمة ويؤمن مصاريف إعادة تأهيل المقر الذي ستتخذه المحكمة في هولندا. ورفض ميشال التعليق بشكل مباشر على تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم حول تلقي سوريا عروضا لابرام صفقات حول المحكمة، فأكد ان الأمانة العامة للأمم المتحدة لا تدخل في أي صفقات في هذا الموضوع، وأنها تسعى لتنفيذ القرار 1757 وهذا الموقف حاسم لأن مندرجات القرار تعتمد الفصل السابع ما يعطيه طبيعة ملزمة، بالتالي فإن المحكمة لا يمكنها ان تكون موضع تسوية او صفقة، وجدد التأكيد بأن "الأمم المتحدة تعمل على تشكيل هيئة قانونية، وليس هناك اي نية ابدا لتحويل المحكمة أداة سياسية يتحكم بها البعض ضد البعض الآخر". ورأى ميشال ان أي دولة لا تتعاون مع المحكمة الدولية ستكون بوضع صعب لأن ذلك دليل على أن لديها ما تخفيه ولها مصلحة في حماية المتهمين، وهذه إشارة سيئة للغاية. وأشار ميشال إلى أن "السلطات اللبنانية القضائية هي الوحيدة المخولة بتوقيف الضباط الأربعة، وانا اعلم ان السلطات اللبنانية تسلمت كامل المعلومات حول هذا الموضوع".

 

النائب زهرا: المحكمة شكلت ومولت وأسنانها حديدية وستحاكم المجرمين والعدالة ليست للمقايضة

وكالات/نرفض وضع اي شرط لانتخاب رئيس بعدما تنازلت الاكثرية عن مرشح من صفوفها 

رأى عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا في حديث الى برنامج "بكل جرأة" من المؤسسة اللبنانية للارسال ان "المحكمة الدولية شكلت ومولت وهي ذاهبة الى أداء عملها في شكل جدي وان اسنانها طبعا اسنان حديدية كما قال مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون القانونية نيكولا ميشال، وانها ستطال المجرمين الا انها لن تحاكم انظمة كما يعتقد البعض بل ستحاكم المسؤولين المباشرين عن الجرائم وانه على شعوب الانظمة المتورطة ان تحاكم انظمتها".

ولفت الى ان "قول وليد المعلم ان هناك من عرض صفقات على سوريا بموضوع المحكمة هو اتهام لمن عرض هذه الصفقات اذا كان فعلا حصل ذلك وبالتالي فلماذا تعرض صفقة على سوريا اذا لم تكن متورطة، علما ان العكس حاصل وهو سعي سوريا الى مقايضة المحكمة بأي امر في لبنان الى ان ثبت لها ان العدالة الدولية ليست للمقايضة، اضافة الى اعتراف الوزير المعلم بأن سوريا هي من تعرقل انتخابات الرئاسة في لبنان بقوله ان مقايضة المحكمة كانت لتسهيل الانتخابات الرئاسية".

وأشار ان "ما يتجمع من مؤشرات عبر الاتصالات التي تتم مع جهات عليمة او عبر ما يتم نشره في وسائل الاعلام، يشير فعلا الى ان منطقة الشرق الاوسط في وضع اشبه ببرميل بارود لا ينقصه الا فتيلا ليشتعل، وذلك سواء اسرائيليا او سوريا او على مستوى حماس او "حزب الله" او على مستويات اخرى وصولا الى الحديث الموثق اميركيا عن سعي ايران الى انتاج اسلحة نووية. وعليه هناك توجس كبير من انفجار في الشرق الاوسط خلال الاشهر المقبلة، مشددا على ان من واجب اللبنانيين السعي الى تحييد لبنان عن هذه الانفجارات اذا حصلت، وأول خطوة يجب ان تتخذ في هذا الاطار هي اتنخاب رئيس للجمهورية في لبنان".

تابع "يصح القول ان من مصلحة سوريا ان يكون جارها مستقر لو كانت تعترف ان هناك جارا، غير ان دمشق تعتبر ان لبنان كيان مصطنع يجب ان يلغى او في احسن الاحوال ان تتم السيطرة عليه وادارته من دون ارادته الذاتية. ان الازمة السياسية اللبنانية ليس المطلوب طرحها على القمة العربية بل كان المطلوب طرح ازمة العلاقات اللبنانية ـ السورية وتأثير هذه الازمة على الازمة السياسية الداخلية، وعليه ليس مطلوبا من احد ان يحل المشاكل اللبنانية الداخلية بل ان المطلوب هو وقف التأثير الاقليمي على الوضع الداخلي اللبناني، وبالتالي فلبنان لم يخسر اي فرصة، بل ربح تأكيد حرصه على كرامته الوطنية بعدم تلبية دعوة ملتبسة، معتبرا انه لم يكن هناك من مبرر لعقد القمة العربية ما دام الحضور جزءا ممن حضر قمة داكار والمواضيع تكررت، وعليه لا نكهة ولا اهمية لاجتماع عربي يغيب عنه الرئيس المسيحي الوحيد وهو رئيس لبنان". ولفت الى ان "مؤتمر دمشق لا يمكن وصفه بالقمة بل بمؤتمر النصاب الناقص وباجتماع عربي حضره بعض القادة، وعليه لا يجوز اعتبار المؤتمر قمة بغياب نصف القادة العرب الاكثر تأثيرا".

وشدد على "انه ليس قدرا للبنان ان يكون الحلقة الاضعف في المنطقة، بل ان هذا قرار من اطراف اقليمية ومحلية ان يستعمل لبنان ساحة لتصفية الحسابات وللصراعات، مؤكدا انه بيد اللبنانين لو صمموا جميعا على تجنيب لبنان ان يكون ساحة صراعات وعلى تحصينه من خلال بناء مؤسسات الدولة والاحتكام للدستور والقانون وليس بمحاولة فرض الشروط حينا بالتخويف واحيانا بالتهويل وقوة السلاح والتعطيل".

وأوضح انه "يقدر للامين العام للجامعة العربية عمرو موسى حين يتصرف كديبلوماسي حيادي حيث لا يحدد المسؤول المباشر عن التعطيل وهو يعرفه تماما، وهو قد صرح اكثر من مرة ان فريق 14 آذار تجاوب مع تفسير الجامعة العربية للمبادرة العربية، اما الآخرون فلم يتجاوبوا". ولفت الى انه "من المؤسف وصف السياسيين بالغالب والشعب بالمغلوب اذ ان جزءا كبيرا من السياسيين، وانا بكل تواضع منهم، نحن من المقهورين وليس فقط من المغلوبين، وذلك على مستوى التهديد الامني، ومنعنا من القيام بواجباتنا الدستورية وشوقنا الى القاعة العامة لمجلس النواب التي لا نراها الا على التلفزيون ومن خلال تصوير سابق وكذلك على مستوى امكانية التواصل مع قواعدنا الشعبية وعلى مستوى متابعة قضايا المواطنين حيث وللاسف اننا في بلد يجب ان تتابع فيه قضايا الناس من السياسيين لكي تنجز، وعليه فإن الفئة من السياسيين التي تستهدف بالاغتيالات والتهديد ليست فئة ظالمة".

وقال: "انا اعترف كعضو في المجلس النيابي بأنني عجزت حتى الآن عن انتخاب رئيس للجمهورية وارغمت مع فريق كبير من اللبنانيين يشكل الغالبية النيابية على الخضوع لمحاولات وضع الشروط الابتزازية لانتخاب رئيس للجمهورية وهذا خارج اطار الدستور والمنطق والقانون، رافضا في هذا الاطار اي اقتراح بأي تأجيل ووضع اي شرط على انتخاب رئيس للجمهورية خصوصا بعدما تنازلت الغالبية عن حقها لانتخاب رئيس من صفوفها واتجهت الى رئيس توافقي من خارج هذه الصفوف، متسائلا لماذا لا يزال العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية مع وقف التنفيذ؟". ونفى في هذا الاطار ان "تكون المشكلة داخلية والا لتمكن موسى من التوصل الى حل بما له من احترام عند جميع الاطراف اللبنانية ولكن الامين العام يبذل جهودا في الخارج ويوسط اطرافا مؤثرة للضغط على سوريا لكي توقف ضغطها على فريق 8 آذار لتعطيل الانتخابات الرئاسية، مشددا على ان من يعطل الحياة السياسية والاقتصادية في لبنان هو من يملك القدرة على تعويض جمهوره اموالا نظيفة فلا يعنيه تعطيل مؤسسات الدولة وشل وسط بيروت لأن قيام دويلته يفترض الا يكون هناك دولة مركزية قوية ومؤسسات قادرة على فرض السلطة على كامل الاراضي اللبنانية لأن قيام هذه الدولة القوية يفترض الا يكون لديه قرار مستقل للحرب والسلم وحدود سائبة مع سوريا التي وللمرة الاولى في تاريخها وفي ظل الرئيس السوري بشار الاسد تكون بوابة ل"فرسنة" المنطقة ولا تكون محورا عربيا داخليا كي يتم التعاطي معها بمحاولة احتواء واحتضان".

اما في موضوع مزارع شبعا، فأكد انه "لو تم تثبيت ملكية هذه المزارع لجاز للبنان ان يطالب بتطبيق القرار 425 عليها، لافتا الى ما قاله رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ان هناك تواطؤا ما قد يكون منسقا او غير منسق بين اسرائيل وسوريا او قد يكون ذلك مجرد التقاء ومصالح حيث تقول اسرائيل ان ما ينطبق على هذه المزارع هو القرار 242 لأنها احتلتها من سوريا، وسوريا ترفض توقيع اتفاق ترسيم الحدود مع لبنان وتقول ان هذه هي ارض عربية محتلة وعندما تحرر نقرر لمن تكون، معتبرا ان سوريا بذلك تعيق الحق اللبناني في تطبيق القرار 425 على المزارع بهدف الابقاء على شرعية تسليح "حزب الله" لأن لسوريا اهدافا تتعلق بعدم السماح بقيام الدولة اللبنانية ومؤسساتها، لافتا الى ما قاله النائب وليد جنبلاط نقلا عن الرئيس السوري الاسد شخصيا انه اذا حلت مسألة المزارع فسنوجد ذريعة غيرها لاستمرار تسلح "حزب الله".

واستهجن قول الرئيس السوري الاسد امام الرؤساء والقادة العرب "ان سوريا لا تتدخل في لبنان وان المطلوب منها ان تتدخل، معتبرا ذلك استخفافا بذكاء الناس وبالقادة الحاضرين". وقال: "اذا كان المطلوب من سوريا تسهيل انتخاب رئيس فهو بامتناعها عن العرقلة التي تمارسها بواسطة حلفائها في لبنان، ولذلك بادرت الحكومة اللبنانية الى طلب ادراج الموضوع من اساسه على جدول اعمال القمة العربية وهو معالجة العلاقات اللبنانية ـ السورية".

وأوضح انه "ليس غريبا موقف العماد عون بتبني وتأييد ما جاء في خطاب الرئيس الاسد في القمة العربية وذلك بعد سلسلة المواقف التي انطلقت من ورقة التفاهم، معتبرا انه لا يصلح العطار ما افسده الدهر ولا يصلح "المونتاج" ما صرح به الجنرال الذي قال: اذا ضغطت سوريا علينا تلغي وجودنا السياسي وهي لا تريد الغاء هذا الوجود، وان حزف الجملة الاخيرة لا يلغي واقعة قولها على لسان الجنرال".

وعن تعرض الوزير السابق فرنجية للدكتور سمير جعجع، رأى ان "لا دور ولا حجم ولا الفعالية السياسية لجعجع تحتاج جميعها الى شهادة من سليمان فرنجية الذي يقضم شعبية الجنرال المتآكلة". وعن موضوع المصالحة مع الكنيسة، قال: "ان العجيب ان الوزير فرنجية يطلع علينا بنظرية غريبة عجيبة لم يعرفها التاريخ مفادها ان من حق الجنين ان يختار اهله حتى قبل ان يولد". وأكد ان "واجب الرئيس نبيه بري هو الدعوة الجدية والفعلية الى انتخاب رئيس للجمهورية وحضور كتلته النيابية في يومه المحدد الى جانب الغالبية اللبنانية لكي نتمكن من انتخاب رئيس في الجلسة المقبلة خلال هذا الشهر، معتبرا دعوة الرئيس بري الى حوار جديد ملهاة، والاكثرية ليست على استعداد للمشاركة فيها هذه المرة، مع التأكيد ان الرئيس بري هو ركن من اركان الطائفة الشيعية الكريمة التي لا نرى لبنان من دونها، غير ان الحوار يجب ان يكون في قصر بعبدا وبرعاية رئيس الجمهورية، رافضا تعويد الناس على وطن اسمه لبنان من دون رئيس جمهورية مسيحي يمثل الشراكة والتوازن الوطني الحقيقي في قمة السلطة، وان هذا الستاتيكو لن يستمر". وفي موضوع الضباط الاربعة، لفت الى ان "عدم تدخل الامم المتحدة المباشر في هذا الشأن هو ضمانة لاستقلالية المحكمة من جهة ولاستقلالية لجنة التحقيق الدولية من جهة ثانية. وانه لولا وجود مبرر كاف لدى القضاء اللبناني لما استمر في توقيفهم حتى الآن". وفي هذا الاطار وجه سؤالا الى اللواء الموقوف جميل السيد "عل الاجابة الصريحة عليه تدفع للتضامن معه والاقتناع بأنه مظلوم، وهو: من فجر كنيسة سيدة النجاة وكيف اختفى رمزي عيراني؟".

 

تأملات في مسألة "لبننة" العماد عون بغرض تعويمه

فؤاد مطر- اللواء

يبذل اخواننا أهل الحكم في سوريا جهداً ملحوظاً من أجل تعويم العماد ميشال عون، أو فلنقل "لبننة العماد"· فالرئيس بشَّار الأسد يُبلِّغ "ممثل التيار العوني" الى كواليس قمة دمشق زياد الشويري المدير التنفيذي في محطة العماد عون (أو· تي· في) نقل تحياته الى العماد قائلاً "أُنقل سلامي الى العماد عون ولو كنا لا نعرفه شخصياً" مضيفاً وهو يبتسم "كل ما يصدر عنه ينسبونه الينا وهذا مغاير للحقيقة لأننا لا نعرفه"· (المصدر: الزميل عماد مرمل في جريدة "السفير)·

ووزير الخارجية وليد المعلم يقول: "هل ستستمع الينا المعارضة اللبنانية· الأكيد أن العماد ميشال عون لن يستمع الينا"·(المصدر: الإعلامية زينة فياض - تلفزيون "اي بي ان")·  هذه التوضيحات من جانب أهل الحكم السوري تدخل ضمن أسلوب ادارة الصراع، إلاَّ أنها لا تعكس حقيقة أساسية وهي أن العماد عون هو المتحدث الرسمي بإسم المعارضة التي تضم "حزب الله" كقاعدة أساسية و"حركة أمل" أحد الركنين حيث الثاني هو تيار العماد عون· وعندما يتخذ العماد المواقف ويعبِّر عنها في صيغة تصريح أو جواب رداً على سؤال فإنه يكون ناطقاً بإسم الطيف المعارض الاساسي أي "الحزب" و"الحركة" وهو طيف لا يمكن القول إن الحكم السوري وحليفه الحكم الايراني لا يصغيان الى رؤاه ولا إنه لا يأخذ في الاعتبار ممارسةً وتنفيذاً لما يسمعه منهما، إذ أن هذه مقتضيات العلاقة الُمحكمة التشابك·

 ومن جانبه فإن العماد عون يقول كصدى للنظرة السورية المعلَنة "إن سوريا لا تتعامل معنا بالضغط ولا يمكنها أن تضغط علينا من دون الحد الادنى الذي تنازلْنا عنه حتى الآن···"· وهذا الكلام للعماد يندرج أيضاً في جهود "التعويم" و"اللبننة" كما أشرنا اليهما، مع ملاحظة أن ما يقوله لا يمكن أن يقوله الطرف الاساسي في المعارضة أي "الحزب" و"الحركة" لأنهما في حال استعملا مثل هذه المفردات العونية يصبحان متجاوزيْن للياقات ولأصول التخاطب مع الحكم الذي له الفضل الكبير عليهما بعد الفضل الاكبر المتمثل بالحكم الايراني·

 هذا "التعويم" وهذه "اللبننة" من جانب الحكم السوري وتلك "الاستقلالية" المتمثلة بمفردات العماد يمكن أن تحقق أغراضها في حال تراجعت، بفعل التأجيل المتواصل لجلسة "التتويج" البرلمانية، صيغة التوافق على العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية وهذا ما يأمل العماد ضمناً حدوثه بأمل أن يكون هو البديل· اما اذا انتهت الامور الى نتيجة ايجابية وتحقَّق ما يصبو اليه عرب الحكمة متمثلاً بقول السفير السعودي الدكتور عبد العزيز خوجة قبل أمس "لا خوف على لبنان فهو دائماً في خير وإنني على ثقة بأنه سيجتاز هذه المحنة في وقت قريب للغاية"، وحدث في ضوء ذلك انعقاد الجلسة النيابية المعجزة، فإن العماد عون سيبذل في هذه الحال جهداً كبيراً لتأكيد "اللبننة" يضفيها على شخصه· وسنلاحظ عندئذ تبدلاً جذرياً في مفردات العماد الذي لن يعود متحدثاً بإسم المعارضة لأن طرفيها الاساسييْن سيفضلان أن يكون في العهد الجديد لكل منهما متحدِّثه الخاص به، ولأن الهدف الأبعد للجميع الذي هو رئاسة الجمهورية سينحصر في رئاسة الحكومة وبالتالي في السعي الحثيث من أجل مواقع وزارية يكون الصراع فيها محتدماً من أجل رئيس حكومة يخص هؤلاء بحقائب الخدمات التي من خلالها يزيلون تداعيات وإخفاقات سياسات ومحاولات تعطيل في مجالات السياسة والحياة المعيشية للناس··· وبالذات خيام التعطيل التي ستبقى مثل ندبة في الجبين وصدمة محفورة في الذاكرة اللبنانية·

 

الغالبية والمعارضة تملآن فترة الانتظـــــار بالتأكيد على المواقف

بري يعود الى بيروت خلال ساعــــات ويباشر مشـــــاورات

لعقد اجتماع لطاولة الحوار يحضره موسى للتفاهم على تنفيذ المبادرة

المركزية - لا تزال الساحة الداخلية وحتى العربية في مرحلة تقويم لنتائج القمة العربية التي انعقدت نهاية الشهر الفائت في دمشق، حيث ينتظر الجميع الاشارات الاولى للمساعي الجارية لاطلاق العمل العربي المشترك الذي شكل مع التضامن العربي عنوانا لهذه القمة حيث يقوم الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بمساع على مستوى اعادة ترتيب العلاقات العربية - العربية في وقت يتولى الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى مسألة العلاقات اللبنانية - السورية بعد تركيز جهوده راهنا وبتكليف من القمة على وضع المبادرة العربية القاضية في بندها الاول بانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا توافقيا للجمهورية والانصراف تاليا الى تنفيذ سائر البنود بعد الاتفاق على عناوينها العريضة.

تعزيز المواقف: وفترة الانتظار هذه فتحت الباب مجددا أمام القوى الداخلية اللبنانية من أجل تعزيز مواقفها ومواقعها استعدادا للمرحلة المقبلة المرشحة لان تكون مليئة باللقاءات والاتصالات، والدليل الى ذلك بحسب ما قال مصدر ديبلوماسي عربي لـ "المركزية" اليوم المواقف لبعض قوى المعارضة من كلام وزير الخارجية السعودية الامير سعود الفيصل في اثناء افتتاح قمة دمشق، وكذلك مواقف بعض قوى الغالبية من سياسة سوريا عموما والقمة التي انعقدت على ارضها بنوع خاص.

بري وموسى والحوار: وفي وقت ينتظر أهل الداخل عودة الامين العام للجامعة العربية الى بيروت بعد سلسلة اتصالات عربية يجريها وتتناول الشأن اللبناني. أكد مصدر مقرب من رئيس المجلس النيابي نبيه بري لـ "المركزية" ان رئيس المجلس لن يقوم بأي جولة عربية او اوروبية كما تردد في الاوساط السياسية والاعلامية قبل التشاور مع الامين العام للجامعة العربية في الخطوات المزمع التحرك على اساسها ليكون تحركه متكاملا مع المبادرة العربية. وكشف المصدر ان الرئيس بري سوف يعود الى بيروت في خلال الساعات الاربع وعشرين المقبلة، وينتظر عودة موسى الى بيروت المرتقبة اواخر الاسبوع المقبل وتحديدا قبل موعد الجلسة الثامنة عشرة لانتخاب رئيس الجمهورية الثاني والعشرين من الجاري.

وقال: ان رئيس المجلس سوف يباشر بعد عودته من الخارج وفي خلال الساعات الثماني واربعين المقبلة سلسلة اتصالات مع القيادات اللبنانية وخصوصا مع اركان طاولة الحوار تمهيدا لعودة جمع اركانها بحضور موسى الذي يكون عاد الى بيروت ليستأنف تحركه على خط المبادرة العربية.

وأشار المصدر الى ان الرئيس بري كان تشاور مع موسى في موضوع طاولة الحوار وارتأيا توسيع اطار اللقاء الرباعي الذي يضم الى موسى المفوض باسم المعارضة رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون وعن فريق الموالاة الرئيس امين الجميل ورئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري واعادة جمع اركان طاولة الحوار ليكون الجميع على بينة مما يجري من محادثات وصيغ توافق واتفاق في حال تم التوصل الى ذلك، وتاليا وضع الجميع امام خطورة الاوضاع ليس في لبنان وحسب انما في المنطقة ككل بعد فشل قمة دمشق في ترجمة حد أدنى من التوافق العربي وبالتالي وضع حد للخلافات العربية العربية التي يعيش لبنان اليوم انعكاساتها السلبية سياسا واقتصاديا.

قوى المعارضة: وفي وقت يسعى طرفا الصراع في الداخل الى مواصلة التشدد في طرح الشروط استعدادا لجولة الحوار المقبلة، كشف مصدر في قوى المعارضة لـ "المركزية" انها لا تزال تتمسك بالمبادرة العربية وتتمسك بتفسير واحد للبنود وتتمسك كذلك بأن يتم التوافق على البنود كلها ومن ثم الانطلاق في التنفيذ بندا بندا بحيث لا يكون امام الرئيس الجديد والعهد الجديد والحكومة الجديدة أي اشكاليات تعيد تكرار التجربة التي حصلت مع الرئيس اميل لحود في السنوات الثلاث الاخيرة. ودعا المصدر الغالبية الى التبصر في مفهوم الوفاق والتوافق وعدم تعطيل مسعى موسى، مشيرا الى ان قوى المعارضة التي كان البعض منها أعلن عن مبادرات سوف يقوم بها بعد القمة العربية اوقفت هذه المبادرات راهنا مفسحة في المجال أمام مسعى الرئيس بري الذي يتكامل مع مسعى الامين العام للجامعة من أجل وضع بنود المبادرة العربية موضع التنفيذ.

قوى الغالبية: في المقابل كشف مصدر في قوى الغالبية لـ "المركزية" ان هذه القوى هي ايضا مع المبادرة العربية ولكن هذه القوى وبعد سلسلة التنازلات التي قدمتها ليست في وارد الحوار قبل تنفيذ البند الاول من المبادرة وانتخاب العماد سليمان رئيسا يكون هو راعي الحوار وضامنا له ومشاركا في الرأي في العديد من المواضيع، لأنه من غير الجائز انتخابه وتقديم ملفات جاهزة لا رأي له فيها وتكون مهمته فقط التنفيذ، حتى من دون الحق في الاعتراض او ربما النقاش. وسأل المصدر هل بهذه الطريقة ينتهي التهميش المسيحي ونحفظ دور رئيس الجمهورية على خريطة القرار السياسي؟

وأشار المصدر الى ان هذه القوى مستعدة للحوار مع المعارضة في أي موضوع ولكن بعد انتخاب العماد سليمان لانه لا يجوز استمرار الجمهورية بلا رأس لان ذلك يزيد في تفاقم الاوضاع مع الخشية من ان تحصل ارتدادات وانعكاسات امنية نجح الافرقاء لغاية الآن في ابقاء سقفها مضبوطا ومعزولا عن الصراع والاضغان السياسي. ولفت الى انه ما دام الجميع موافقين على المبادرة وحتى على عناوين البنود الاخرى المطروحة، فمن مصلحة الوطن اولا ان يصار الى انتخاب الرئيس والتفاصيل التي هي موضع خلاف على مستوى تشكيل حكومة الوحدة او قانون الانتخابات تأخذ طريقها الى الحل عبر استئناف طاولة التشاور التي تكون برعاية الرئيس العتيد وحيث لا بد لاقطاب الحوار من ان ينجحوا في تذليل العقبات كما نجحوا في التفاهم على ملفات هي اصعب بكثير من ملف تشكيل حكومة جديدة او من قانون انتخابات تم التوافق على عنوان كل منهما.

 

 يلتقي في خلالها كبار المسؤولين الدوليين وأبناء الجالية

جولة راعوية للبطريرك صفير في ثلاث قـــــارات

وزيارات لجنوب افريقيا والولايات المتحدة واسبانيـــا

المركزية - يبدأ البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في الاسبوع الاول من شهر ايار المقبل جولة رعوية تشمل عددا من البلدان في ثلاث قارات من العالم هي افريقيا وأميركا وأوروبا حيث ستكون له سلسلة لقاءات واجتماعات رفيعة مع كبار المسؤولين يطرح في خلالها قضايا لبنان الساخنة ويعرض لوجهة نظره ازاء الازمة الراهنة وسبل تقديم المجتمع الدولي المساعدة اللازمة للوصول الى الحل المنشود. ويستهل البطريرك جولته من جنوب افريقيا حيث سيدشن كاتدرائية سيدة لبنان في جوهانسبورغ التي اشيدت اخيرا في منتصف ايار المقبل بعد وصول تمثال سيدة لبنان الشبيه بتمثال حريصا والذي تولت نقله الى هناك الشركة اللبنانية - الفرنسية للنقل البحري CMA - CGM. وتستمر زيارة صفير الى جوهانسبورغ اسبوعا يلتقي في خلاله ابناء الجالية اللبنانية للاطلاع على اوضاعهم كما يلتقي عددا من المسؤولين الافريقيين للتباحث معهم في الشؤون السياسية. ومن افريقيا ينتقل البطريرك الى الولايات المتحدة الاميركية حيث يلتقي في نيويورك الامين العام للامم المتحدة بان كي مون وعددا من المسؤولين في المنظمة الدولية ويعقد لقاءات مع ابناء الجالية التي اعدت له احتفالات خاصة للزيارة.

اما المحطة الاميركية الثانية ففي ولاية فيلادلفيا التي ستمنحه جامعتها للرهبنة الاوغستينية دكتوراه شرف ويعقد فيها اجتماعات مع المسؤولين ولقاءات مع الجالية. ومن فيلادلفيا ينتقل الى هيوستن التي سيدشن فيها كنيسة سيدة لبنان التي شيّيدت اخيرا كما تشمل زيارته الاميركية ولاية بنسلفانيا للاطلاع على اوضاع ابناء الجالية فيها. اما في اوروبا فيزور البطريرك صفير اسبانيا حيث يستقبله الملك خوان كارلوس وعدد من كبار المسؤولين الاسبان للتباحث معهم في اوضاع لبنان. كما يزور في اسبانيا بلدة القديسة فاتيما. وتستمر زيارة البطريرك في القارات الثلاث قرابة الشهر. ولهذه الغاية بدأت الدوائر المعنية سلسلة اتصالات تحضيرا لبرنامج الزيارة وترتيب المواعيد مع المسؤولين وأركان الجالية في البلدان التي يزورها.

وفي وقت تحرص هذه الدوائر على عدم الكشف على مواعيد اللقاءات لاعتبارات عدة تشير الى اهمية الزيارة - الجولة نظرا الى المواضيع المهمة التي سيتطرق اليها في خلال اللقاءات مع المسؤولين والشخصيات التي سيلتقيها. وأشارت اوساط متابعة الى ان الجالية اللبنانية في مختلف الدول التي سيزورها صفير ستطلب منه المزيد من الاهتمام من قبل الادارة المركزية اللبنانية بالمغتربين اللبنانيين في انحاء العالم وتفعيل دورهم وارتباطهم بالوطن الام من خلال اشراكهم في الانتخابات النيابية والحياة السياسية في لبنان والتأكيد على اهمية الدور الذي يمكن ان تضطلع به الجاليات اللبنانية في مختلف انحاء العالم لناحية تقديم الدعم المادي والمعنوي والسياسي الى لبنان من خلال الامكانات المتوافرة لدى عدد كبير منها في مختلف العواصم العالمية.

 

 "الوفـاء للمقاومــــة" اشــادت بنتائج قمة دمشق واعتبرت ان لا مسوغ لإحتجاز الضباط بعد تقرير بيلمار

المركزية - اشادت كتلة الوفاء للمقاومة بنتائج قمة دمشق وتأكيدها على التزام المبادرة العربية ولفتت الى ان بعد تقرير المحقق الدولي دانيال بيلمار لم يعد من مسوغ لاحتجاز الضباط الاربعة. عقدت الكتلة اجتماعها الدوري الاسبوعي ظهر اليوم في مجلس النواب برئاسة رئيس الكتلة النائب محمد رعد وحضور الوزير المستقيل محمد فنيش، والنواب: علي عمار، امين شري، جمال الطقش، حسن فضل الله، علي المقداد، كامل الرفاعي، نوار الساحلي، بيار سرحال، حسن حب الله، محمد حيدر، حسين الحاج حسن واسماعيل سكرية. بعد الاجتماع صدر عن الكتلة البيان الآتي: توقف المجتمعون عند دلالات انعقاد القمة العربية في موعدها ومكانها المقررين، والنتائج التي انتهت اليها رغم كل الضغوط ومحاولات التعطيل الاميركية لها. كما ناقشت الوضع اللبناني والانعكاسات المحتملة ازاء ازمته الراهنة في ضوء تأكيد القمة العربية على دعم المبادرة العربية. واذ هنأت الكتلة المسلمين بعيد مولد الرسول الاكرم محمد واسبوع الوحدة الاسلامية توجهت الى المسيحيين عموما واللبنانيين منهم على وجه الخصوص بالتهنئة في فترة صومهم واعيادهم متمنية للجميع الاستقرار وللبلاد النهوض والتقدم".

وفي ختام الاجتماع اصدرت االبيان الاتي:

1- ان القمة العربية التي انعقدت في دمشق اخيرا وما تخللها من مقاربات جادة وصريحة وما نتج عنها من اعلان ومقررات، اسست لمناخ اقليمي ملائم من اجل تصويب العلاقات العربية - العربية في ضوء رؤية مشتركة لاستراتيجية التحرك ازاء القضايا الساخنة في المنطقة وفي مقدمها قضية فلسطين والصراع العربي الاسرائيلي. وان الخطاب الرصين والحازم والاداء الواثق لقيادة البلد المضيف للقمة اكدا حرص سوريا على التضامن والعمل العربي المشترك على تنمية العلاقات الاخوية ومعالجة الازمات والتحديات بارادة صادقة تعكس التمسك بالحقوق والاستعداد للحلول، كما اثبتا ان دمشق ستبقى القلب النابض للعالم العربي لا يمكن عزله ولا مصلحة لاحد في التنكر لدوره.

2- لقد اكدت القمة العربية ان على دول المنطقة ان تعيد النظر في منهجية التعامل مع العدو الصهيوني الذي يصر على عدوانيته ويواصل انتهاكاته واحتلاله للحقوق وللاراضي العربية ويؤكد على الدوام رفضه الانصياع لقرارات المجتمع الدولي ويحول دون تحقيق الامن والاستقرار في العالم العربي.

ان اعادة النظر هذه تتضمن اقرارا باهمية دعم خيار المقاومة كسبيل اثبت جدواه في مواجهة العدوان الصهيوني، كما تؤشر الى عقم الرهان على استعادة الحقوق وتحرير الارض دون الارتكاز الى خيار المقاومة المعبر عن ارادة الشعوب وحقها المشروع في التحرير والتحرر.

3- ان تاكيد القمة على ضرورة الالتزام بالمبادرة العربية لحل الازمة اللبنانية واعتمادها سلة متكاملة لا يمكن تجزئتها، يتطلب من كل الاطراف التعاطي الايجابي المطلوب لتسوية الوضع اللبناني في ضوء هذا التأكيد.

ان الكتلة تدعو فريق السلطة مجددا الى التقاط هذه الفرصة والتصرف بمسؤولية وموضوعية لسلوك معبر الشراكة الحصري من اجل انقاذ البلد وانجاح الجهود العربية المبذولة.

4- ان الادارة الاميركية التي سعت بكل امكاناتها ونفوذها واداواتها لتعطيل القمة العربية فشلت في تحقيق غايتها رغم المذكرات التي ارسلتها للبعض ورغم المقاطعة التي ورطت بها فريقها في لبنان، وتأكد بالتالي ان تعليماتها ليست قدرا وان قدرتها على توجيه السياسات والتحكم بالاحداث والقضايا ليست مطلقة وان ممانعتها والاعتراض عليها هو امر ممكن عند توفر الارادة والمصلحة.

وهذه الحقيقة لا بد ان تحفز الاحرار والشرفاء للتمسك بمصالحهم الوطنية والقومية والمضي قدما لتحقيقها رغم كل محاولات التعطيل او العرقلة التي ينبغي ازاءها التيقظ والحذر الدائم.

5- اخيرا، ان الكتلة وبعد ان اطلعت على تقرير المحقق الدولي بيلمار في قضية اغتيال الرئيس الحريري، بات واضحا لديها انه لا يوجد اي مسوغ قانوني لاستمرار احتجاز الضباط الاربعة خصوصا مع عدم وجود اي اتهام موجه ضدهم، واصبح لزاما ان يقوم القضاء اللبناني بمسؤوليته في اخلاء سبيلهم وننتظر منه ان يقول كلمته الحاسمة في هذا المجال بعد ان طالت المسألة لدواع سياسية لا يجوز ان تحكم العمل القضائي المنصف".

 

 زيارة الجميل لقبلان تحوّلت لقاء عمل بانضمام حسن خليل اليــه

قبلان: آمل وانت في الخط المعتــــدل التواصل مـع بـــري

خليل: مبادرة بري ليكون الحوار بديــلا من الشـــــــارع

الجميل: التوافق على الحياد الايجابي مدخل الـى الحلــــــول

المركزية - تحولت الزيارة التي أجراها رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميل لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان في مقر المجلس الى ما يشبه لقاء عمل بعدما انضم الى المجتمعين المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل حيث توسع الحديث حول آخر الطروحات السياسية المتصلة بتطورات الوضع في لبنان والمنطقة والجهود المبذولة للخروج من المأزق الراهن.

وعلمت "المركزية" ان الرئيس الجميل وفور وصوله الى مقر المجلس يرافقه نائب الامين العام السابق في الحزب الدكتور طوني الحاج صودف وجود النائب علي حسن خليل في مقر المجلس فتمنى الرئيس الجميل ان يحضر خليل اللقاء لأن في ما سيطرح من قضايا وملفات تعني الجميع.

وقالت مصادر المجتمعين لـ" المركزية" ان الرئيس الجميل استهل اللقاء شارحا الاهداف التي قصدها من وراء هذه الزيارة التي تقع في إطار خطة تحرك واسعة سيقوم بها الرئيس الجميل على مختلف القيادات السياسية والروحية سعيا وراء توحيد النظرة الى سلسلة المخاطر المحيطة بلبنان على اكثر من صعيد في ظل الوضع القائم في المنطقة وحالات الغليان في الدول المحيطة بلبنان والعراق وفلسطين.

وشرح الرئيس الجميل خطورة استمرار تبادل الاتهامات بالانتماء لهذا الطرف أو ذاك الى هذا المحور الاقليمي والدولي أو ذلك، ودعا الى البحث الجدي في امكان طرح فكرة الحياد الايجابي للخروج من منطق التخوين وتقديم مصلحة لبنان العليا على كل المصالح الاخرى.

وأكد الرئيس الجميل ان الحياد الايجابي الذي يدعو اليه لا يعني بأي شكل من الاشكال سلخ لبنان عن محيطه العربي او التنكر لنصرة لبنان لكل القضايا العربية ولا سيما منها الصراع مع العدو الاسرائيلي وغيرها من القضايا التي تعني العالم العربي.

وقال الرئيس الجميّل: ان ما ندعو اليه ليس بدعة او مشروعا مستوردا من الخارج، ذلك ان الحياد هو وليد روحية الميثاق الوطني الذي توافق عليه اللبنانيون في محطات سياسية ووطنية كبيرة.

ولفت الرئيس الجميّل الى انه يرغب في ان تكون كل قنوات الحوار مفتوحة مع الرئيس نبيه بري او غيره وانه سيطرح موضوع الحياد في اي لقاء يجمعه مع اي مسؤول لبناني آخر.

من جهته رحب الشيخ قبلان بالرئيس الجميّل زائرا عزيزا على المجلس، وأجرى عرضا شاملا للتطورات السياسية من جوانبها كافة كما يراها المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى على خلفيات وطنية ترتقي فوق الخلافات الناجمة عن مواقف المرحلة الحاضرة. ودخل قبلان في التفاصيل عندما شرح ما آل اليه الوضع بسبب عدم قبول البعض بمنطق المشاركة الحقيقية ولفت الى ضرورة التجاوب مع المبادرة الاخيرة لبري توصلا الى اهدافها الوطنية والتي تتصل بالبحث في المخارج الممكنة للمأزق الراهن على كل الصعد ولا سيما السياسية منها. وبعدما تمنى قبلان على قوى الاكثرية التجاوب مع دعوة بري توجه الى الرئيس الجميّل وقال له: اننا نأمل بأن يكون لك دور في هذا الاطار بالنظر الى موقفك المعتدل والامكانات التي لديكم والتي تسمح لكم بالتقاء جميع الاطراف من دون تمييز بين موالٍ ومعارض.

واضاف: اراكم في الموقع الذي يقف فيه الرئيس نبيه بري ولا بد من ان تلتقوا فتضمون جهودكما سوية توصلا الى ما يمكن القيام به لتقصير المرحلة الراهنة بسلبياتها كافة، مرحبا بفكرة الحوار حول العناوين التي طرحها الرئيس الجميّل وخصوصا لجهة انهاء الوضع الشاذ.

من جهته شرح النائب خليل الظروف التي قادت بالرئيس نبيه بري الى طرح مبادرته الجديدة قبل اسبوعين وأهداف الاتصالات التي اجراها مع الداخل والخارج.

وقال خليل: ان في المبادرة ما يصبو اليه الرئيس بري من ضرورة احياء وربط الحوار بين اللبنانيين وهو هدف ابعد بكثير مما تضمنته المبادرة من افكار محددة، لافتا الى خطورة الفراغ القائم على الساحة الداخلية نتيجة فشل كل المبادرات التي طرحت حتى اليوم بمعزل عن النقاش الدائر حول آليات تطبيقها.

وحذر النائب خليل من ان بديل الحوار هو الشارع، وطالما ان الحوار قائم فإن بإمكان اللبنانيين ان يحتفظوا بما يؤمل بالخروج من الوضع الراهن الى ما هو افضل.

وفي ختام اللقاء ابلغ الرئيس الجميّل قبلان بنيته مواصلة مساعيه والاتصال بجميع الاطراف لشرح وجهة نظره من التطورات الاخيرة واعتبار ان التوافق على خيار الحياد الايجابي يشكل مدخلا الى كل الحلول المرجوة.

 

الجديد في العلاقات المميزة

نشرة ليسيس

 لم يأت الجديد في العلاقات المميزة بين قوى 8 آذار وسوريا من اندفاع حزب الله ووئام وهاب وفيصل الداوود وسليمان فرنجية في تسجيل الإستغراب من الموقف السعودي من قمة دمشق، ومن اتهام سوريا والمعارضة بعرقلة الحلول في لبنان، ولم يفاجئنا استغراب عمر كرامي مقاطعة القمة...

 وكل هذه المواقف لا تسجل جديداً في علاقات البعض مع السوريين والتي تتراوح بين التبعية الكاملة من البعض، والمصلحة الوجودية من البعض الآخر – تحديداً حزب الله – اما الجديد في العلاقات المميزة فقد سجلّه العماد ميشال عون الذي تراوح موقفه من سوريا وحلفائها بين رفض التحالف العلني مع بعضهم انتخابياً – العام 2005 – مثل الحزب القومي وحزب البعث وقت إذٍ، وبين الوصول الى مرحلة التكامل في المواقف على مستوى الداخل اللبناني من جهة وإقليمياً في خلافات النظام السوري مع العالم العربي من جهة أخرى، وابرز ما سجله عماد لبنان في هذا المجال كان كلامه أول من امس عن ان سوريا لا تستطيع ان تضغط "علينا" دون الحد الأدنى لأن هذا يؤدي الى الغاء وجودنا السياسي – وهي لا تريد ان تلغينا – واللافت في كلام عون انه لم يقل برفض الضغوط السورية بل تخوف من ان توصلهم الى الإفلاس السياسي! – وهذا ما حصل فعلاً – كذلك بدا ان العماد في موقفه هذا انما كان يغطي السوريين وممارساتهم وهذا اول ما يميز العلاقات بين نظام دمشق والمعارضة اللبنانية في المرحلة الراهنة.

والجديد الثاني في العلاقات المميزة لعون مع سوريا جاء في الإعلان عن ثقته بالمنظمات التي تعنى بموضوع المفقودين اللبنانيين والطريقة التي تعالج بها هذه المنظمات هذا الملف الشائك، وهذه الطريقة لم تؤد الى نتائج لتمنع سوريا عن التعاون، والعماد لا يريد ان يتطرق الى موضوع الأسرى لا مباشرة مع السوريين ولا بواسطة حزب الله! مع التسجيل ان بين المفقودين والأسرى عدد كبير من الضباط والجنود الذين قاتلوا تحت قيادة عون في عامي 89-90.

والجديد الثالث في العلاقات المميزة لعون وتياره ان فريق محطة OTV   البرتقالي تميز في المعاملة خلال القمة العربية!! وسُمح له بدخول الكواليس هناك وتغطية تحركات بعض الأمراء والرؤساء واهمهم "امير قارة قطر" الواهب الكريم عونياً والذي قدم "المغريات" لبعض الرؤساء لحضهم على حضور القمة وتعزيز النصاب! والتضامن العربي!!

والجديد الرابع جاء من رئيس اركان تيار العماد ميشال عون النائب نبيل نقولا الذي رأى ان التدخل الخارجي لا يفيد في حل الأزمة اللبنانية، وان الحوار الداخلي هو وحده ما يوصل الى النتائج المرجوة! وعدد نقولا التدخل الخارجي وتوزعه بين أميركا من جهة ومصر والسعودية من جهة أخرى مانحاً دمشق براءة ذمة لا يجرؤ حتى أركان الثنائية الشيعية على منحها علناً وجهاراً!! والشيء الوحيد الذي لم ينجح تيار عون في ان يكون سبّاقاً في الكلام حوله هو ما تطرق اليه "وي قام" امس في آخر نكاته عندما افتى بأن قمة دمشق نجحت بامتياز وان المملكة العربية السعودية تعيش اليوم في عزلة تامة!!

وفي شق كلام الوزير المعلم عن عرض المقايضة الذي تلقته بلاده بين المحكمة وتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، فإن كلام المعلم يدين سوريا من فمها، ويؤكد انها ضالعة في تعطيل الحلول في لبنان، وخائفة! ويعرف العالم كله انها متورطة حتى الأذنين في اغتيال الرئيس الحريري وكل عمليات الإغتيال التي سبقت وتلت!. ويبقى ختاماً ان اللبنانيين لم يفهموا عربي على الوزير السابق سليمان فرنجية الذي قال ان سبب خلاف الأكثرية مع عون هي انه لم يذهب معهم لإسقاط النظام في سوريا!! وما قاله فرنجية بحسب اعتقادنا هو مسعى ذكي "لتطفيش" من تبقى من جمهور عون وانفضاضه من حوله كي يتسنى للوزير السابق وراثة الذي لن يُبقي من بعد تصرفاته ما يستحق ان يورثه لأحد!.

 

العماد سليمان يلوحّ بالتقاعد المبكر من قيادة الجيش رداً على فكرة التمديد له

 "الأنباء" الكويتيّة/ ألمحت مصادر سياسية مستقلة لصحيفة "الأنباء" الكويتيّة بأن الدينامية العربية لن تقبل باستمرار الحال اللبناني على المنوال السابق للقمة، اذ رغم عدم طرح الموضوع اللبناني في المؤتمر شعرت دمشق بان ثمة نية عربية جماعية حول تفعيل المبادرة العربية في لبنان انطلاقا من تنفيذ البند الاول منها وهو انتخاب العماد ميشال سليمان. ونقلت المصادر عن العماد ميشال سليمان انطباعات غير مشجعة وانه يرى ان "الجرجرة"  الحاصلة لرئاسة الجمهورية مسيئة للرئاسة ولكل من تعنيه الرئاسة بقدر اساءتها اليه كمرشح توافقي حظي باجماع محلي ودولي لم يسبقه نظير. وطبقا للمصادر فإن بعض المماطلين او اللاهين بروزنامة الاستحقاق الرئاسي يقللون من اهمية الانتظار الحاصل رغم اقتراب العماد سليمان من السن القانونية في الخريف المقبل، بداعي ان ثمة سابقة تجيز التمديد لقائد الجيش سنة واثنين وثلاثة كما حصل للرئيس السابق اميل لحود يوم كان قائدا للجيش، لكن مفاجأة قد تنتظر هؤلاء وجميع الجهات العابثة بمصير رئاسة الجمهورية من جانب العماد سليمان تتمثل في طلب التقاعد المبكر من جانبه خلال الصيف، اي قبل الموعد القانوني في الخريف، لأنه يرفض لعبة التمديد التي ستكون حكما على حسابه وحساب الرئاسة وحساب مستقبل لبنان بينما يستطيع من يتحدث عن التمديد في قيادة الجيش ازالة العقبات من طريق انتخابه رئيسا للجمهورية.  وشبه المصدر وضعية العماد سليمان الآن كمن يدخل عيادة طبيب فينتظر وينتظر ويتفرج على الداخل والخارج ولا يأتي دوره فيؤثر الانصراف.

 

الصراع العربي - الإيراني

الأنباء الكويتية

وفي رأي المصدر ان الصراع العربي - الايراني كبير، وان لبنان من ضحايا هذا الصراع المفتوح وضمن الضحايا رئاسة الجمهورية ومجلس النواب وجزء من الحكومة يتمثل في الوزراء المستقيلين.  واشار المصدر الى ان الجميع يعتبر العماد ميشال سليمان مرشحا توافقيا كونه مستقل الاتجاه وغير قابل للانجرار الى هذا التيار او ذاك، وان هذه الخاصية تمثل عنصر القوة لديه تبعا لتعذر العثور على بديل له يحمل المواصفات ذاتها، وهو لو كان خلافا لذلك لقبل بانتخابه على اساس النصف زائد واحد، حيث التقى مع البطريرك الماروني نصرالله صفير على رفض هذه الصيغة الملغومة كما يصفها بعض المعارضين، واصر ولا يزال على انتخابه من جميع القوى وفي الطليعة حركة امل وحزب الله الذي لن يستطيع المتابعة في التردد عندما يدرك ان رحيل العماد سليمان عن قيادة الجيش الى بيته خسارة له توازي خسارة سليمان والتيارات التوافقية لفرصة الانتقال الى بعبدا وربما اكثر.  وفي رأي المصدر ان الغطاء الذي يشكله العماد ميشال عون لحزب الله والمعارضة المتحالفة معه لن يعمر طويلا في ضوء الاذى اللاحق برئاسة الجمهورية، الامر الذي يصعب على العماد عون نفسه وكذلك على حليفه النائب السابق سليمان فرنجية تجاهله طويلا.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 2 نيسان 2008

البيرق

سياسي مخضرم غير مستعد للدخول في اي حوار حول قانون الانتخابات , على رغم علاقته المباشرة بالموضوع .

الشرق

مسؤول سابق لم ينجح في مساعيه لجمع احد السياسيين المستقلين مع قيادات في المعارضة واعرب عن استعداده لبذل المزيد من جهوده لتأمين الاجتماع؟؟

مستشار بارز لقطب سياسي انتقل الى موقع مغاير بعدما ظهرت مفارقات وتباينات بين القطب والمستشار على خلفية مالية؟؟

مرجع رسمي تلقى رسالة مكتوبة من قيادي عربي تشرح اسباب وظروف مشاركته في اعمال قمة دمشق!

البلد

قال سياسي لبناني ان سوريا قوية لانها نجحت في تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية رغم كل المواقف الدولية والعربية وضغوطها .

يدور في مدينة جنوبية جدل حول دخول مجموعات مسلحة من خارج المدينة والاقامة فيها .

تستعد قوى المعارضة لاطلاق المشروع التنظيمي الجديد للمعارضة فيما تنهمك اوساطها في اعداد وثيقة سياسية تتضمن ردا غير مباشر على وثيقة 14 آذار الأخيرة .

النهار

وسيلة اعلامية مرئية تابعة للمعارضة لم تنقل خطاب الرئيس الليبي معمر القذافي فيما تولت وسيلة اخرى ذلك.

يطالب سياسيون مستقلون باستقالة اي حكومة يتم تشكيلها ولا تكون حيادية، اي لا مرشحين بين اعضائها، للاشراف على الانتخابات النيابية المقبلة.

افادت مصادر ديبلوماسية ان الرئيس نبيه بري تعرض لضغوط لكي يرد على وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، لكنه لم يفعل.

السفير

طلب رئيس كتلة نيابية من نوابه اتخاذ الاحتياطات الأمنية اللازمة في المرحلة المقبلة، ما دفع بعضهم إلى الحديث عن تصعيد أمني.

نُقل عن مسؤول دولي أنه لم يعط أي تعليمات لنقل الضباط الأربعة إلى الخارج، مشيراً إلى احتمال الإفراج عن اثنين منهم مع حجز جوازي سفرهما.

أوفد مرجع روحي مبعوثاً خاصاً إلى مرجعية كبرى في الخارج، لاستشارتها حول دعوة العاهل السعودي إلى لقاء الحوارات الإسلامية المسيحية اليهودية.

المستقبل

 لفتت أوساط متابعة الى "ظهور" رئيس "تيار معارض" مرتين متتاليتين في أقل من أسبوع ليبرئ النظام في دولة مجاورة من الاغتيالات في الأولى وليبرئه من التدخل في لبنان في الثانية.

أكدت مصادر ديبلوماسية غربية ان موقف دولة أوروبية رئيسية سيتصاعد تباعاً بعد القمة الأخيرة وسيبلغ مستوى غير مسبوق.

لوحظ في الأيام القليلة الماضية تولي "موالين" للنظام السوري "التبشير" بانفجارات أمنية وبشكل "جاف" اي بشكل أمني مباشر.

اللواء

قالت أوساط مطلعة في الأكثرية أنها تفضّل اتخاذ إجراء حاسم في ما يخص الرئاسة الأولى على أية خطوة تتعلق بالحكومة.

يعتبر مرجع روحي أن قانون الانتخاب وحده المؤهّل لإحداث خرق، ولكن ليس قبل بداية الصيف المقبل.

تجدّد البحث لتشكيل أمانة عامة للمعارضة، ويستمر الخلاف حول الشخصية التي يمكن أن تتبوأ هذا المنصب حين ولادته!.

الأخبار

يبدو أن العلاقة بين النائب وليد جنبلاط وسوريا لم تنقطع كليّاً، إذ يحتفظ جنبلاط بعلاقة وطيدة مع أحد رجال الأعمال السوريين المقرّبين من النظام الحاكم في دمشق، والذي لم يتوقّف عن بذل جهود توفيقيّة بين جنبلاط وحلفاء الأمس، رغم عدم تحقيق أيّ تقدم حتى الآن. وآخر تلك الجهود تمثّل باتّصال هاتفي أجراه رجل الأعمال السوري بجنبلاط، خلال انعقاد القمّة العربية الأخيرة في دمشق، لينقل له بعض الأفكار الخاصة بمباحثات القادة العرب بشأن لبنان وطريقة تعامل الدولة المضيفة للقمّة معها. وأكّد الوسيط السوري لجنبلاط خلال الاتّصال أنّ القيادة السورية ترحّب بأيّ مقترح من جانب جنبلاط للخروج بنتائج إيجابيّة من القمّة حول الوضع اللبناني.

أفادت جهات مطّلعة أن الزيارة السرية التي قام بها وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل إلى دمشق، يوم الأربعاء في 26 آذار، خُصِّصت فقط للبحث مع الجانب السوري في التُّهم الموجّهة إلى مجموعة من السعوديّين، أوقفتهم السلطات السورية على خلفية ضلوعهم في قضية أمنية تمسّ مباشرة رأس السلطة السياسية في دمشق.

أفادت مصادر أكثريّة أنّ مسألة إقدام قوى السلطة على توسيع أو ترميم الحكومة تصطدم بمعارضة البطريرك الماروني الذي يضع هذه الخطوة في إطار "الاستيلاء التدريجي على صلاحيات رئيس الجمهورية"، معتبراً أنها استكمال لتهميش الطائفة المسيحية وحقوقها.

وصل نائب وزير الخارجية الروسي، ألكسندر سلطانوف، الذي شارك في القمة العربية، إلى دمشق عن طريق بيروت. وفيما تحدّثت أوساط الأكثريّة عن أنّ مروره في بيروت كان للتعبير عن دعم موقف الحكومة اللبنانيّة، تبيّن أنّه اضطرّ للمرور ببيروت بسبب مجيئه في طائرة عاديّة لم يكن ممكناً لها الهبوط في مطار دمشق، الذي خصّص أثناء القمّة لطائرات رؤساء الوفود، فاختار مطار بيروت بدلاً من حلب لقرب المسافة مع دمشق، ولا أبعاد سياسية لهذا المرور.

دقّقت جهات عربيّة في توقيت صدور مذكرة عن القضاء اللبناني لاستدعاء الزعيم الليبي العقيد معمّر القذافي إلى التحقيق في قضية الإمام موسى صدر، واتّهمت الرئيس فؤاد السنيورة بالوقوف وراء هذه الخطوة، بقصد إثارة القذافي في وجه المعارضة، وإحراجه مع سوريا التي احتوت الموقف من دون أن تلزم الأطراف اللبنانيّة المعنية بقضية الصدر أيّ موقف من شأنه تعديل وجهة نظرها في هذه القضية. ونفت هذه الجهات العربية توسُّط أحد بين القذافي والجهات المعنية بقضية الصدر، لا قبل القمة ولا خلالها ولا بعدها.

 

حزب الله» يرد على سعود الفيصل وموسى يعدّ لجولة عربية قبل عودته والمعارضة تشترط «السلة» للتمسك بالمبادرة

بيروت - محمد شقير- الحياة - 02/04/08//

دخلت الأزمة في لبنان مرحلة جديدة من المراوحة على وقع استمرار الخلافات العربية التي تعاظمت بعد القمة العربية في دمشق، ما دفع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الى التريث في تحديد موعد عودته الى بيروت، رغم ان القمة أكدت في بيانها الختامي تمسكها بالمبادرة العربية، كإطار عام لتسوية النزاع بين الأكثرية والمعارضة في لبنان.  الى ذلك، وفي أول رد من «حزب الله» رداً على موقف وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل من تطبيق المبادرة العربية، صرح مصدر إعلامي في الحزب بأن الأخير «يرحب من موقعه في المعارضة الوطنية اللبنانية بأي مسعى أو مبادرة تساعد على حل الأزمة في لبنان، ويعتبر ان الشرط الأساسي لنجاح أي مبادرة هو في اتخاذها موقفاً وسطاً غير منحاز لأي من أطراف الأزمة». وقال المصدر ان الحزب يرفض «تحميل الوزير سعود الفيصل المعارضة مسؤولية تعطيل الحلول، متجاوزاً ومتناسياً كل ما فعله فريق السلطة من تعطيل للمبادرات العربية في مراحلها المتعاقبة، بخاصة المحاولات السعودية المتكررة»، ويعتبر ان هذا الاتهام بالتعطيل «يسيء الى دور المملكة ويضع علامات استفهام كبيرة على موقعها ودورها في الأزمة السياسية اللبنانية، ويجعلها في موقع المنحاز وغير القادر على لعب دور إيجابي في الحل».

وفي معلومات «الحياة» ان موسى يدرس قبل مجيئه الى بيروت القيام بجولة على عدد من الدول العربية، على رأسها المملكة العربية السعودية وسورية، بعد ان يستكمل مشاوراته مع القيادة المصرية في شأن الوضع العربي الذي لن يبدل بحالته الراهنة المعطيات لمصلحة تسريع تطبيق خطة الحل العربي للبنان، إن لم يُقَل أنها الى مزيد من التأزم، في حال بقيت الأبواب موصدة في وجه المحاولات الجارية لتبريد الأجواء وصولاً إلى تطبيع العلاقات العربية – العربية.

وبحسب المعلومات، اتخذ موسى اتخذ قراره القيام بجولة تبدأ بالرياض ودمشق، رغبة منه في استكشاف الأجواء لتحديد المسار العام الذي ستبلغه المبادرة العربية من ناحية، وللوقوف على إمكان الدعوة الى اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب، باعتبار ان المبادرة كانت في عهدته ولا تزال.

وتلقى رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة أمس اتصالاً هاتفياً من موسى، وأجرى اتصالات بوزيري خارجية مصر أحمد أبو الغيط والكويت محمد صباح السالم الصباح. وقالت مصادر وزارية إن «الاتصالات ما زالت في مرحلة مناقشة آفاق المرحلة المقبلة، ولا شيء جاهزاً، وتتركز الاتصالات على بلورة توجه موحد». وكان السنيورة رأس مساء اجتماعاً وزارياً تشاورياً تناول نتائج قمة دمشق.

وقالت مصادر وزارية إن السنيورة يستعد لزيارة الرياض والقاهرة الأسبوع المقبل على الأرجح. وأوضحت ان الهدف من الزيارتين التداول في التطورات اللبنانية، للتوصل الى قراءة مشتركة لمرحلة ما بعد القمة العربية. لكن المصادر رأت أن السنيورة سيتوجه الى القاهرة والرياض وفي جعبته مجموعة من الأفكار يعمل لبلورتها مع قيادات 14 آذار التي تنتظر عودة رئيس كتلة «المستقبل» النيابية سعد الحريري من الرياض، ليكون في إمكانها التوافق على رؤية سياسية مشتركة في شأن كيفية التعاطي مع المرحلة المقبلة، انطلاقاً من عناوينها الرئيسة، في ضوء المواقف التي صدرت اخيراً عن قيادات في المعارضة أجمعت على تأييد القمة.

وبكلام آخر فإن الأكثرية مدعوة كما يقول قيادي بارز فيها الى «وضع خطة عمل كاملة، شرط ألا تبقى محصورة في الجانب السياسي من الأزمة، من دون الالتفات الى الوضعين المعيشي والاقتصادي للبنانيين، لقطع الطريق على قيام المعارضة بتحريك الاتحاد العمالي العام لأهداف تتجاوز المطالب الحياتية، إلى إحداث مزيد من الإرباك في الوضع السياسي العام».

الى ذلك، قالت مصادر قيادية في المعارضة انها تتوقع من رئيس المجلس النيابي نبيه بري مع عودته الى بيروت في الساعات المقبلة، ان يتخذ قراره الرامي الى التريث في الدعوة الى احياء الحوار الوطني. وعزت السبب الى انه يفضل الانتظار الى حين جلاء حصيلة التحرك الذي بدأه موسى، لئلا يقال انه يدخل في منافسة معه، علماً ان بري كان لمح الى رغبته في استئناف الحوار كخطوة وقائية لاستيعاب التأزم العربي الذي قد يترتب على الاختلافات في القمة، وسيدفع في اتجاه تهديد مصير المبادرة العربية. وأكدت المصادر ان بري يؤيد تمديد الفرصة لموسى ليكون في إمكانه تحديد الخطوات التي سيقوم بها في ضوء ما ستنتهي إليه المبادرة العربية. ورداً على سؤال، قالت مصادر المعارضة انها تقف بشدة ضد تجزئة المبادرة، لا سيما بالنسبة الى عدم ربط انتخاب رئيس الجمهورية بالتوافق على تشكيل حكومة وحدة وطنية وقانون الانتخاب الجديد، مشيرة الى ان الإصرار على رفض الحل القائم على السلة الواحدة سيعفي المعارضة من التزامها المبادرة العربية، باعتبار ان فصل بند الانتخاب عن البنود الأخرى يتعارض مع روحيتها ويؤدي حتماً الى نسفها

 

الجامعة وميثاقها

عبدالله اسكندر -الحياة  - 02/04/08//

خلال يومي انعقاد القمة العربية في دمشق، اجرت الفضائيات العربية تحقيقات عن توقعات المواطنين العرب من هذا الاجتماع العربي الرفيع. وسمع المشاهدون تعليقات، من اقصى المغرب الى الخليج، تؤكد كلها ان لا شيء يؤمّل من هذا الاجتماع. وراح المسؤولون العرب، ومعهم المحللون في وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، ينحون باللائمة في عدم تمكن القمة من معالجة الأزمات الواردة في ملفاتها، الى الخلافات السياسية بين الدول العربية. واستشهدوا بالانقسام على كيفية تنفيذ القرار العربي لحل المشكلة اللبنانية. ولفتوا الى صعوبة التوافق على خطوات المصالحة الفلسطينية ومعها النظر الى النزاع العربي - الاسرائيلي. وشددوا على الاختلاف في التعامل مع السلطة العراقية الحالية والموقف من الاحتلال الاميركي.

لكن لنفترض، جدلاً، ان القمة استطاعت ان تضمن الاجماع على خطوات حل الأزمة اللبنانية، وفي اليوم التالي لاختتام لقاءات الزعماء العرب، توجه النواب اللبنانيون الى مبنى مجلسهم وانتخبوا المرشح التوافقي العماد ميشال سليمان وشكلوا حكومة الوحدة الوطنية وعدّلوا قانون الانتخاب وبدأت خطوات الحوار لتسوية العلاقات اللبنانية - السورية، لنفترض ان كل ذلك حصل في اليوم التالي للقمة، نتساءل عن التغيير الذي سيطرأ على حياة المواطن في المغرب والجزائر والصومال ودولة الامارات العربية، أو أي دولة أخرى عضو في الجامعة العربية؟

ولنكرر الافتراض نفسه بالنسبة الى القضية الفلسطينية او المشكلة العراقية، وتضمن البيان الختامي للقمة اجماعا عربيا على كيفية التعامل مع المسألتين، يصح ايضاً التساؤل عن الفائدة المباشرة التي سيجنيها العربي من هذا الاجماع.

والجواب بديهي في كل الحالات: لن يجني مواطنو البلدان العربية شيئا من مثل هذه الاجماعات. والسبب في ذلك بسيط جدا. وهو ان المواطن العربي، رغم اهتمامه بهذه الازمات الثلاث وغيرها من الازمات السياسية في المنطقة، وتطلعه الى ايجاد الحلول الملائمة لها، يرى ان ثمة قضايا ملحة جدا يعانيها في يومه وتتعلق بالمأكل والمشرب والمسكن والعمل والتربية والتنقل الخ... كما ان هذا المواطن يعتبر ان سوء عيشه الحالي وامكان تحسينه يرتبطان، ليس فقط بكلام عن قضايا سياسية تتكرر على جدول اعمال القمم العربية منذ نشوء الجامعة قبل اكثر من نصف قرن، وانما ايضا بخطط عقلانية لتكامل اقتصادي بين البلدان العربية، على نحو يتناسب مع معطيات كل منها. اذ ان تنفيذ مثل هذه الخطط قد ينعكس مباشرة على وضعه، ويصبح أي قرار من القمة في هذا المجال محسوسا وملموسا لديه. وهذا السبيل الأسهل لاقناعه ان ما بات يشهده سنويا يتجاوز البروتوكولات وتبويس الذقون وتكرار بيان ختامي سمعه مراراً.

وقد يكون أن سوء التفاهم بين هذا المواطن ولقاءات الزعماء العرب يعود أساساً الى طبيعة تشكيل الجامعة وميثاقها. واذا كانت ثمة نية لمنع الاحباطات التي تتكرر سنويا مع القمم العربية، فلا بد من اعادة النظر في هذه المؤسسة الاقليمية ووظيفتها، على نحو يعيد ربط الحياة اليومية بقرارات القمم، وهي قرارات اقتصادية واجتماعية بالضرورة. من دون ان يلغي ذلك الاهتمام بالازمات السياسية. أي ان المواطن يأمل من مؤسسة الجامعة، كمنظمة اقليمية ان تعيد ربط اعضائها باجراءات تمسّ الحياة اليومية. ومثل هذا التوجه يفرض على رئاسة القمة ان يكون في مقدم اهتمامها الإعداد لمثل هذه الاجراءات استناداً الى دراسات وابحاث وتوقعات موضوعية، وليس الاهتمام فقط بصورتها والتسويق لمواقفها السياسية. وتكون وظيفة القمة أساساً البحث في هذه الاجراءات وإقرارها، بعد ان يكون المختصون في كل دولة درسوها ووضعوا ملاحظاتهم، سلباً او ايجاباً، عليها. في مثل هذا الوضع الجديد، قد تكون الجامعة مضطرة الى التخلي عن كثير من الاوهام التي علقت بها منذ تشكيلها، خصوصاً تلك المترتبطة بايديولوجيا الوحدة والمصير الخ... بعدما باتت سيادة الدول مكرّسة. لكن ثمة مساحة كبيرة في ميادين الاقتصاد والاجتماع والتنقل وحماية حقوق الانسان والبيئة ما تزال شبه عذراء يمكن للعمل العربي المشترك ان يعالجها، وان يكون لهذه المعالجة مردود مباشر على حياة المواطن

 

قمة النجاح!

رندة تقي الدين -الحياة  - 02/04/08//

نصح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الحكومة البريطانية غوردون براون القيادة السورية خلال لقائهما الاخير في لندن، استخلاص معنى غياب قادة عرب بارزين عن قمة دمشق. وقال ساركوزي إن غياب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس المصري حسني مبارك عن هذه القمة ينطوي على معنى كبير. ونصيحة ساركوزي لها معنى كبير، إذ أن فرنسا ستترأس بعد ثلاثة أشهر الاتحاد الأوروبي، كما أنها تنظم في باريس قمة لدول المتوسط ينتظر أن يدعى إليها الرئيس السوري بشار الأسد. فكيف تشارك سورية في هذه القمة المتوسطية وهي تتجاهل كل الرسائل العربية والغربية التي توجه إليها؟

وبدلاً من ادراك اهمية النصيحة الفرنسية تلقت باريس جواباً سورياً تقليدياً على لسان الوزير وليد المعلم الذي انتقد أقوال ساركوزي، وأعلن ان لبنان أضاع فرصة ذهبية بعدم حضور القمة. وهي فعلاً فرصة ذهبية أضاعها لبنان الذي لم يتسن له حضور «قمة النجاح» التي عقدت بغياب نصف القادة العرب.

تكللت القمة «بالنجاح» بتمنيها المصالحة الوطنية الفلسطينية ومباركتها المبادرة اليمنية، وبتمنيها استقرار العراق وسيادته ومعالجة أوضاعه، وبالاشارة الى أنه ليس لسورية أي دور أو تدخل في الوضع اللبناني. فمبروك هذا النجاح ومبروك أيضاً النجاح الأكبر في الضحك على كلمة الرئيس الليبي معمر القذافي المرتجلة! إذ كان هذا الضحك محرجاً بالنسبة إلى الشعبين الليبي والعربي بأسرهما!

المضحك المبكي كان عندما قال القذافي إن نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني كان حليف الرئيس العراقي السابق صدام حسين ضد إيران ثم كان وراء إطاحته وقتله، مضيفاً أنه سيأتي ربما دور الحاضرين في القمة لاحقاً! ومن يعرف مسيرة القذافي وما قام به لتبييض صفحته مع إدارة الرئيس جورج بوش وتشيني، لا يمكنه إلا أن يبكي ضحايا طائرتي «يوتا» ولوكربي والشعب الليبي.

وصف نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في حديث صحافي بيان رئيس الحكومة اللبناني فؤاد السنيورة الى القادة العرب بأنه أميركي - إسرائيلي. وهذا يعني أن سورية ترى في طلب السنيورة إقامة علاقات ديبلوماسية بين سورية ولبنان وترسيم الحدود والكشف عن الحقيقة حول جرائم اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، موقفاً مستوحى من الإسرائيليين والأميركيين.

لقد كان الرئيس السنيورة واضحاً وصريحاً ومعبراً عن شعور أي مواطن لبناني يريد السيادة والحرية والاستقرار لبلده. كما أن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل كان أيضاً صريحاً وواضحاً في شرحه لاسباب عدم مشاركة القيادة السعودية في القمة. فعبّر عن استيائه من عدم التزام بعض الدول العربية بقرارات اتخذتها الجامعة العربية بالاجماع، علماً أن سياسة المملكة تتميز بالاعتدال والعمل على الاستقرار في كل مكان وعلى جميع الأصعدة.

وكان الأمير سعود الفيصل لمس بنفسه عدم تجاوب القيادة السورية مع المبادرة العربية عندما زار دمشق في مسعى أخير وسمع من قيادتها كلاماً مشابهاً لكلام المعارضة اللبنانية. فأكدت له القيادة السورية أنها تخشى التدخل الخارجي ولذا فإنها تتمسك بالثلث المعطل. ومعلوم أن التدخل الخارجي بالنسبة إلى القيادة السورية هو المحكمة الدولية. وسورية حريصة على حكومة وحدة وطنية مع ثلث معطل، لتعطيل هذه المحكمة.

إلا أن كل ما يقال عن العلاقات السورية - السعودية بأنها سيئة لأسباب خارجة عن موضوع لبنان، فهذا أيضاً من قبيل الوهم. فالسعودية لديها مشكلة أساسية مع سورية هي لبنان، وهي تحاورت مع إيران، حتى أن الرئيس محمود أحمدي نجاد زار الرياض مرتين بدعوة من خادم الحرمين الشريفين. والقيادة السعودية مستاءة من عدم وفاء سورية بكل التزاماتها للمملكة حول لبنان، ولهذا فقدت ثقتها بها وأبلغت ذلك شركاءها الأوروبيين وليس العكس.

وخلافاً لما يردده الجانب السوري وحلفاؤه، فإن الغرب يسمع ما يقوله خادم الحرمين الشريفين ويستشيره قبل التحرك وليس العكس. فقبل أن يتوجه إلى دمشق، زار الأمين العام للرئاسة الفرنسية كلود غيان المملكة وأبلغها عن تحركه باتجاه سورية، وكانت نصيحة العاهل السعودي أنه سيصطدم بالتعنت السوري، لكنه تمنى له النجاح، ولم يفلح غيان في مهمته. وخلال زيارته إلى الرياض، قال ساركوزي إن خادم الحرمين الشريفين كان على حق عندما حذره من الفشل مع القيادة السورية.

واليوم وبعد «النجاح» الفائق لهذه القمة العربية، المرجو أن تسمع رئاسة القمة نصائح المملكة ليس فقط لوزنها في المنطقة وفي العالم، ولكن لتميزها بالعقلانية والاعتدال والحرص على تجنب الحروب والكوارث. وكل ما تحاول المملكة القيام به هو اقناع القيادة السورية أن من مصلحتها أن تفهم أن لبنان دولة سيدة ومستقلة وليس محافظة سورية - إيرانية وفقاً للمفهوم السوري

 

النائب الجسرأبدى عدم تفاؤله بالمرحلة المقبلة ولم يستبعد حصول اغتيالات: شروط العماد عون رد على الرئيس بري الذي قد يكون سحب منه التفويض للحوار

ترميم الحكومة سيقتصر على مقعد الشهيد الجميل ولن يشمل المقاعد الشيعية

وطنية - 2/4/2008 (سياسة) قال النائب سمير الجسر في حديث الى موقع "ليبانون فايلز"، ردا على سؤال عن قراءته للمرحلة المقبلة وإمكان كسر المراوحة داخليا، "لست متفائلا بالنسبة إلى المرحلة المقبلة فليس هناك حدث معين يمكن أن يغير الأوضاع، مع هذا أتوقف عند المبادرة العربية والتأكيد عليها في القمة، إضافة إلى الإشارات التي أعطاها السفير السعودي عبد العزيز خوجة التي تحمل بعض التفاؤل". وعن تقييمه لمقاربة الملف اللبناني في القمة العربية وهل يمكن القول أن القضية اللبنانية حضرت في القمة رغم غياب التمثيل اللبناني، أجاب: "معظم الكلمات تناولت الوضع في لبنان، الذي لم يناقش بناء على طلب منه، فاقتصر الأمر على البيان الإفتتاحي والختامي، وهذا ما كان ممكنا في ظل غياب لبنان، كما أن التأكيد على المبادرة العربية كان مهما في ظل محاولات طرح مبادرات جديدة تهدف إلى تقويضها". واذا كانت دعوة الرئيس بري الى الحوار هي بمثابة فقدان الأمل من المبادرة العربية لحل الأزمة وما هو موقف 14 آذار من هذه الدعوة، قال: "نحن لسنا ضد مبدأ الحوار، ولكن هذا الحوار يحتاج لمن يقوده، وعلى الرئيس بري أن يقرر ما إذا كان يريد أن يكون طرفا أو وسيط حوار. إضافة إلى ذلك، نسأل، أي حوار سنعقد؟ هل نطرح مواضيع جديدة أم أننا سنعيد طرح المواضيع التي كنا قد توقفنا عندها؟ كما أن إطلاق الحوار يعني إما استعادة الرئيس بري للمبادرة، كونه الطرف المحاور، أو أنها تمثل حقيقة محاولة لخلق ظروف جديدة. ولا أعتقد أن الدعوة إلى الحوار تمثل فقدان الأمل من المبادرة العربية لأنه ليس لنا غير هذه المبادرة". وحول حديث العماد ميشال عون عن رفض الحوار إذا لم يتم الإعتراف المسبق بالحد الأدنى من مطالب المعارضة، وأين المخرج وهل الاكثرية مستعدة للتنازل أكثر، أجاب: "كلام العماد عون رد على الرئيس بري لأنه قد يعتبر أن الأخير قد سحب منه التفويض للحوار. أما بشأن التنازلات فوصلنا إلى الأساسيات ولا يمكننا التنازل أكثر".

وردا على سؤال عن سبب الانتظار حتى الآن لطرح إعادة تعويم حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، وهل من خطوات أخرى ستقدم عليها الأكثرية إزاء الوضع القائم، قال: "البحث في عملية ترميم الحكومة أو توسيعها لم يأخذ أي خطوات إنما طرحت أفكار حول هذه العملية واقتصرت على ملء المقعد الشاغر باغتيال الوزير بيار الجميل، ولا أعتقد أن أحدا سيعارض ذلك في المبدأ لأننا لم نر معارضة لانتخاب بديل عنه في مجلس النواب، ولن يشمل هذا الترميم أي من المقاعد الشيعية لأنها ليست شاغرة، فالوزراء المستقيلون يمارسون أعمالهم ما يعني أنهم معتكفون وليسوا مستقيلون".

واذا كان من تعويل على دور ما لجامعة الدول العربية بشأن العلاقات اللبنانية - السورية خصوصا وأن موسى تحدث عن أن الأولوية بعد القمة هي لتحسين العلاقات العربية-العربية، رأى ان "جامعة الدول العربية هي الإطار الصحيح لتصحيح العلاقة مع سوريا ونحن ندعم ذلك، وإذا كان لدينا إشكالية مع النظام السوري فهذا لا يعني أن لدينا إشكالية مع سوريا ولا مع الشعب السوري، وأذكر هنا أن أول ما قام به الرئيس السنيورة بعد تأليف الحكومة كان زيارة إلى دمشق، ونحن نعتبر أن علاقات طبيعية ودية وغير تبعية مع بلد مجاور كسوريا، تؤكد سيادة لبنان". واذا كان يتوقع تصعيدا سياسيا وأمنيا على الساحة اللبنانية في المرحلة المقبلة، قال: "لا أستبعد الإغتيالات، ولكن تصعيدا أمنيا من نوع آخر هو أمر مستبعد، إذ أن الإشارات في الشارع هي للتهدئة أكثر منها للاثارة، وأرى أن السياسة والأمن يتواكبان، وأن مبادرة الرئيس بري هي لخلق مناخ من الإسترخاء يدوم أسبوعين أو ثلاثة".

 

النائب حوري: العقدة لن تحل الا بتزايد الضغوط على النظام السوري

ندرس وسائل كثيرة لانتخاب رئيس ضمن الدستور بعد تأمين المناخ المناسب

وطنية - 2/4/2008 (سياسة) كشف عضو "كتلة المستقبل" النائب عمار حوري، في حديث الى إذاعة "صوت لبنان"، ان "قوى الأكثرية تدرس الوسائل ضمن إطار الدستور لتحقيق انتخاب الرئيس بعد تأمين الظروف والمناخ اللازمين"، لافتا الى "ان الحوار الداخلي بشكل أو بآخر إستهلك فرصة هذا الحوار الداخلي الذي قدمت من خلاله الموالاة كل الإيجابية واصطدمت بهذا الكم الهائل من التصلب من المعارضة عاكسة هذا التعطيل السوري الذي لا يزال مستمرا والذي عبر عن نفسه في القمة العربية الخيرة بشكل رآه ولمسه الجميع". أضاف: "في الموضوع الخارجي أو التأثير الخارجي، من الواضح ان الازمة اللبنانية المعقدة في بعدها الإقليمي تصطدم بعقدة مركزية يسببها ويتابعها النظام السوري، هذه العقدة لن تحل الا من خلال تزايد الضغوط العربية والدولية على هذا النظام وكما قلنا في أكثر من مرة ليس للتدخل في لبنان ولكن لإيقاف التدخل في لبنان. وفي الموضوع الداخلي ايضا الموالاة ستتزايد تحركاتها باتجاه استكمال هذه العملية الدستورية بثلاثة إتجاهات او بثلاث وسائل: الوسيلة الأولى المزيد من الصمود القوي للموالاة وللأكثرية في هذا الإتجاه، الوسيلة الثانية التنسيق مع الشرعية العربية ومع الشرعية الدولية في شكل متزايد، والوسيلة الثالثة هي ترجمة هذه الوسائل الدستورية الى واقع وإزالة العقبات من أمام هذه الإمكانية". تابع "انهم يسألون تارة عن طريقة انتخاب الرئيس وتارة عن طريقة اجتماع المجلس، هناك الكثير من الوسائل التي يتم درسها الآن وطبعا لن يتم الإعلان عنها الآن ولكن هناك الكثير من الوسائل ضمن إطار الدستور نؤمن لها الظروف المناسبة والمناخ المناسب ونؤمن لها فرص النجاح". وحول المدة المرتقبة لمثل هذه الخطة قال: "لا يمكن ان تستمر الاوضاع هكذا الى ما لا نهاية، نحن نعلم ان البعض يحاول ان يوحي بأن الامور تبقى هكذا الى عام 2009 وواضح ان المؤامرة على لبنان وعلى المؤسسات الدستورية في لبنان تحاول اخذ الامور الى ما لا نهاية ليس فقط الى عام 2009 بل الى ما بعد ال 2009 في محاولة للقضاء على هذا الكيان اللبناني وهذا حتما لن يحدث والانتظار لن يستمر طويلا وأعتقد انه في المستقبل المنظور سيتم حلها".

 

النائب شهيب رد على حديث المعلم عن صفقة لمقايضة المحكمة بحل في لبنان: اعتراف صريح بأن نظامه اغتال الرئيس الحريري والا لماذا تطرح عليهم تسوية؟

وطنية - 2/4/2008 (سياسة) اعتبر النائب أكرم شهيب في تصريح، ردا على "حديث الوزير وليد المعلم عن صفقة عرضت على نظامه لمقايضة المحكمة الدولية بتسهيل الحل في لبنان، انه بمعزل عن الكلام الذي ينافي كل الوقائع وبعيدا كل البعد عن عدم قدرة اي منظمة او دولة، التأثير على مسار المحكمة بعدما أقرت تحت الفصل السابع رغم كل محاولات التعطيل المحلية والخارجية، تؤكد المعطيات التي لدينا من موفدين عرب وأجانب ان دمشق طلبت وتطالب في شكل مباشر او غير مباشر بالتفاوض على المحكمة، ومنهم من كان أكثر وضوحا، اذ ربط حل أزمة لبنان بكلمتين: الرئاسة مقابل المحكمة".

أضاف: "ان مجرد ادعاء وليد المعلم ان ثمة من طرح معهم المقايضة على موضوع المحكمة، اعتراف صريح بأن هذا الطرف يدرك ان الذي اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه هو نظام وليد المعلم، والا لماذا يطرح طرف دولي صفقة ما مع "سوريا الممانعة" لو لم يكن يعلم انها الجانية. هذا ان كان كلام المعلم صادقا".

تابع "وليد المعلم لم يكن معلما. فمن حيث يدري او لا يدري قال ان النظام العربي والدولي يتهم سوريا ضمنا وعلانية باغتيال رئيس حكومة لبنان ومن يريد ان يعقد صفقة معه يدرك بقرارة نفسه انهم القتلة والمسؤولون، والا لماذا طرحوا عليهم تسوية لو لم يكونوا مدانين. والمؤكد بعد حديث المعلم الاخير ان الأكثرية لم تعد وحدها تفترض ذلك بل معظم العرب والجهات التي ذكرها. فمن فمك أدينك".

 

الكتلة الشعبية: استمرار توقيف الضباط الاربعة من غير محاكمة يشكل خرقا فاضحا للقانون اللبناني واصول المحاكمات الجزائية

 وطنية-2/4/2008 (سياسة) تداولت الكتلة الشعبية لنواب قضاء زحلة, وحسب بيان صادر عنها في " موضوع انتهاك حقوق الانسان وتفاصيل الاعتقال السياسي الجاري في بلدنا، حيث توقفت مليا عند حالات خرق القانون اللبناني وشرعة حقوق الانسان الدولية المتجلية باستمرار توقيف الضباط الاربعة على ذمة التحقيق من دون اي سند قانوني يجيز هذه المدة الزمنية الطويلة للتوقيف الاحتياطي". وقال البيان:"ان استمرار توقيف الضباط الاربعة الاحتياطي من غير محاكمة يتجاوز القانون اللبناني ويشكل خرقا فاضحا لقانون اصول المحاكمات الجزائية، ويعرض من يتولاه للمساءلة امام الراي العام وللمحاسبة القضائية، كما ستتحمل الدولة التبعة عن اعمال مسؤوليها والقضاة الذين ارتكبوا تعديا على الحريات الشخصية المكفولة في الدستور والقوانين، وتمنعوا عن القيام بما يفرضه واجبهم عليهم".

اضاف "ان الضغوط الممارسة على القضاء اللبناني من عدة جهات محلية وخارجية لتحويل التوقيف الموقت الاحتياطي الى توقيف دائم بحجة انتظار تشكيل المحكمة الدولية، يشكل ايضا جرما جزائيا يعاقب عليه قانون العقوبات اللبناني. كما ان هذه الممارسات تسيء الى المحكمة الدولية، والتي نتائجها المرتقبة، وتضعها سلفا في خانة النتائج السياسية المخطط لها من قبل الدوائر الدولية على حساب النتائج القضائية البتحة الهادفة الى معرفة الحقيقة". اضافة الى انه لا يمكن لاحد ان يصادر مسبقا اهداف المحكمة الدولية او ان يفسر القرارات الدولية الصادرة بشانها كما يشتهي ، خصوصا منها القرار 1595 الذي يؤكد على صلاحية المحقق العدلي اللبناني الحصرية في اقرار اخلاء السبيل. كما لا يمكن لاي طامح ان يستخدم المحكمة الدولية مطية ليقفز من خلالها الى مواقع سياسية

وباعتقاده ان المزايدات بشأنها تخوله تبوؤ على المراكز.

وختم بيان الكتلة الشعبية :" ان اولى الاخطار على المحكمة الدولية تتمثل بداية في مزايدة المزايدين، واستغلال المستغلين، وفي تجيير الطامحين. كما في عدم احترام مبدأ فصل السلطات الدستوري، والتدخل اليومي في شؤون القضاء، وممارسة الضغوط عليه، وتوجيه الاوامر اليه".

 

 قراءة نقديـّة في وثيقة قوى 14 آذار

محمد علي مقلّد(*)

المستقبل - الاربعاء 2 نيسان 2008 -

كان على مثقفي 14 آذار أن يراجعوا نص الوثيقة قبل إعلانها، لأن الذين صاغوها سياسيون، على ما يبدو، ومن موقعهم هذا، حملوا الثقافة والمثقفين أثقال السياسة والسياسيين... وبما أنهم لم يراجعوا، أو لم يعرض عليهم أن يراجعوا، كان عليهم أن يعترضوا على الوثيقة بعد إعلانها.

لئن كنا في كتابة النصوص أو في قراءتها ننحاز إلى المثقف ضد السياسي، فالأمر طبيعي. أولا لأن هذه من مهمات المثقفين ومن اختصاصهم، وثانياً لأنهما يختلفان في منهج القراءة والكتابة: ففي حين لا يمل المثقف من البحث عن كل الصيغ الممكنة لطرح الأسئلة، يستعجل السياسي الجواب، وفي حين يستخرج المثقف من كل سؤال سؤلاً جديداً لكي يحول مجموع الأسئلة إلى إشكالية، يميل السياسي إلى اختزال القضية والإشكالية، وفي حين يعمق المثقف البحث حتى تكون الحقيقة دامغة يجد السياسي نفسه أمام واجب اتخاذ القرار، إلخ. هذا من طبيعة الأمور، بل من طبيعة الاختلاف بين حقلي النشاط، السياسة والثقافة، إنه انحياز موضوعي إذن، خصوصاً أن الوثيقة تحدثت عن الثقافة فيما هي تريد الكلام عن الإيديولوجيا. لو استبدلت هذه بتلك لاستقامت الأمور.

ورد في مقدمة الوثيقة أن الوثيقة لم تأتِ من فراغ... وهي بدأت من المؤتمر الدائم للحوار اللبناني في التسعينات وأصبحت جزءاً من لقاء قرنة شهوان... ثم إلى لقاء البريستول... إلخ. كان على الوثيقة أن تضيف لقاء نقابة الصحافة، وقبله المنبر الديموقراطي الذي لم يكن غيره ملاذاً لكل المعارضين في حينه.

يقول النص "إن أعمق ما في هذا الخلاف هو البعد الثقافي، حيث تتواجه نظرتان مختلفتان إلى العالم... وإن الاختلاف بين هاتين الثقافتين اختلاف جذري". والصحيح أن الاختلاف ليس بين نظرتين بل بين فريقين سياسيين، ولذلك فهو اختلاف سياسي وليس ثقافياً. والوثيقة، بهذا المعنى، خطاب إيديولوجي، مثل كل الخطابات، أو هي تصريح أو بيان صحافي يرمي إلى الشحن السياس وتعبئة الرأي العام المحازب ضد خصوم "الفريق الآخر".

إذا صح أن جبهتي الاختلاف ليستا مكونتين تكويناً طائفياً صافياً، والوثيقة محقة في قول ذلك، حيث تضم كل منهما قوى من جميع الطوائف، غير أن كلا منهما تستخدم اللغة الطائفية أفضل استخدام، فيتبارى الفريقان المسيحيان المتواجهان في الدفاع عن مصالح المسيحيين لا عن مصالح الوطن، أما الخطر الداهم على الجبهة الإسلامية فهو الخلاف السني الشيعي؛ والشحن المذهبي داخل الطائفة الشيعية يتوسل تأجيج الغرائز ويستنفر المشاعر المذهبية باسم المقاومة والجنوب، وتحت راية التخوين المنفلتة من عقالها، مع أن لغة التخوين منتشرة على الجبهتين، ولو بجرعة أكثر تهذيباً على جبهة 14 آذار(علمنا أخيراً أن يوم المولد النبوي عند غلاة الشيعة هو غيره عند سائر المسلمين).

تزعم الوثيقة أنها تنطق باسم ثقافة السلام والوصل، وتتهم ثقافة الفريق الآخر بأنها ثقافة "قسمة العالم إلى فسطاطين: خير وشر". ولم تنتبه إلى أن جوهرها الذي يشكل لحمتها وسداها ليس سوى هذه القسمة بين ثقافة وصل هي كل الخير وثقافة فصل هي كل الشر، وإلى أن أصحابها هم الخير والآخرون هم الشر. أليست ثقافة فريق الفصل هي التي "تنظر إلى المواطنين بوصفهم مجرد أعداد متراصفة داخل طوائفها"، وهي التي تستغل عاملي الكبت والخوف لدفع الطوائف إلى التماس حمايات خارجية" إلخ؟؟ بينما ثقافة فريق الوصل من أهل الوثيقة تقوم على "التنوع والانفتاح الثقافي والتفاعل" (على أي ثقافة يكون الانفتاح الثقافي، إذا لم يكن على ثقافة الآخر؟؟) للأسف طريقة التفكير "الفسطاطية" ذاتها تحكم عقل الفريقين... التخوين ذاته والاتهام بالعمالة وادعاء القبض على الحقيقة، كل الحقيقة... والآخر شيطان دوماً وقبالته الملائكة!!!

تنطلق الوثيقة من الاعتقاد بأن فريق 8 آذار إنما يختار مواقفه من موقع ارتباطه بسوريا وإيران، فيبنى على هذا الاعتقاد تخوين الآخر واتهامه بالعمالة. ولئن كانت قوى الثامن من آذار لم تقصر لحظة في مضمار التخوين، بل تجاوزت كل آداب الحوار والسجال، وأسقطته إلى حضيضه اللاأخلاقي، ثم أضافت إلى ذلك لغة ديماغوجية تدافع عن الموقف على طريقة الحكواتي وبأسلوب يجافي المنطق الشكلي والمنطق الجدلي وكل صنوف المنطق، إلخ... إلا أن الطرفين يتشابهان في تفسير أسباب الأزمة استناداً إلى تشابه علاقة كل منهما بسوريا، منذ أن دخلت سوريا إلى لبنان مع بداية الحرب الأهلية، حتى خروجها في عام 2005.

إذاً، هل يكمن العطل، في العلاقة مع الخارج؟ في الارتباط بالخارج؟ أم أن علينا أن نبحث عن أساس العطل في الداخل اللبناني، على ما يقول المثل الريفي "سوس الخشب منه وفيه"؟.

لنقل إن الخارج عنصر من عناصر الأزمة. بيد أن الكلام عن العلاقة بالخارج يسهل مهمة المتراشقين بالتهم، وفي التراشق يختفي الحوار، كل حوار، وبالتالي لا يعود مجدياً أن يدعو فريق 8 آذار إلى المشاركة، مع "خونة" أو أن تعلن الوثيقة مد اليد إلى خصومها من أصحاب "ثقافة الفصل". إن نظرية العطل الخارجي تعطل إذن كل احتمالات التعاون بين فريقي الصراع اللبناني، وبالتالي من المستحيل، حتى لو كانت صحيحة، بناء الحل اللبناني على أساسها، وبهذا المعنى، وبلغة الفلسفة، يبدو أن نظرية العطل الخارجي تسقط، كنظرية، بسقوط مفهومها الإجرائي. إذاً، أين يقع العطل؟ أو بالأحرى، أين ينبغي البحث عن حل؟.

ينبغي أولاً الخروج من لغة التخوين، السافرة في خطاب قوى 8 آذار ومن التحق بها من أيتام الأجهزة السورية، أوالمموهة في خطاب 14 آذار باحترام آداب السجال. إذاً، كان على الوثيقة أن ترى العطل في حزب الله وحركة أمل والتيار العوني، لا في علاقة الأطراف الثلاثة بسوريا وإيران. مواقف هذه القوى هي المضرة بمصالح الوطن لا بسبب "عمالتها أو ارتباطاتها الخارجية"، بل لأن برامجها تتعارض مع مصالح الوطن. نعم برامجها، هذا إذا كان لديها برامج! إن طبيعة برامجها هي التي تدفعها إلى البحث عن حلفاء لها في الخارج والبرنامج هو الذي يستدرج الخارج وليس العكس، وإلا فكيف يمكن لطرف خارجي أن يحول المخبرين والجواسيس إلى حركة جماهيرية؟

أزمة الوطن غياب وحدته الوطنية التي تجسدها دولة القانون. لا حزب الله يريد دولة القانون ولا حركة أمل ولا العماد عون وبإمكاننا تقديم الأدلة من الممارسة السياسية لكل منهم، بالرغم من كل أشكال النفي التي نسمعها ونتوقع المزيد منها. التيار العوني يزعم أنه "علماني" ولا يستخدم غير لغة طائفية تطالب بحقوق المسيحيين المحصورة بانتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية! ويضيف على هذا المطلب ديكوراً عنوانه محاربة الفساد، وهو ربما لا يعرف أن أفسد الفساد هو دولة المحاصصة... أما الفساد بما هو نهب المال العام فليس من مصلحة أحد في الثامن من آذار أن يفتح هذا الملف!!! حركة أمل من جهتها، رفعت شعار بناء الدولة، وهي قاتلت بالسلاح من أجل قيام الدولة، وحين بلغت سدة السلطة بدا بوضوح أن ما تريده هو بالضبط دولة المحاصصة لا دولة القانون. الرئيس بري اعتصم منتظراً حل الأزمة السورية السعودية، ما يعني أنه قد يدعو المجلس إلى الانعقاد حالما تجد هذه الأزمة حلاً، ثم نراه في كل مناسبة يعزو إقفال المجلس إلى وجود حكومة "لاشرعية ولا دستورية ولا ميثاقية"، مشوشاً وعي نواب الأمة ومشترعيها ومواطنيها حول معاني الميثاق والدستور والقانون!!! حزب الله لا يمل من الكلام عن حرصه على الدولة، لكن! حين تقوم سيكون معها، وقبل ذلك فحصته كبيرة، وهي بالتأكيد أكبر من أي حصة سيحصل عليها في ما لو قامت الدولة. من أجل ذلك ترتبط هذه القوى بالنظام السوري وتلتقي معه التقاء مصالح (لا بسبب عمالتها له)، طالما أن النظام السوري، هو الآخر، لا يريد بناء دولة القانون في لبنان.

أما العلاقة مع إيران فهي ليست أبداً علاقة إيديولوجية. لا حزب الله ولا إيران "يناضلان" من أجل الثأر للإمام الحسين، بل لتحسين مواقعهما: النظام الإيراني يريد تثبيت وتأبيد مواقعه داخل إيران، على غرار النظام السوري، ولذلك يسدد على عدو خارجي، وهذا من عدة الاستنهاض القومي الذي سبقته الحركة القومية العربية إليه يوم حددت أعداءها بالصهيونية، على الأقل، واستبعدت أي احتمال في أن يكون الاستبداد والتخلف أكبر عدوين لهذه الأمة التي لا تزال، على رأي بعض مفكري الأمة، خارج التاريخ. أما حزب الله فهو أيضاً يريد أن يرسخ نفوذه اللبناني، ويترجم قوته اللبنانية. ومأزقه أنه لا يستطيع تكبير حصته من النظام السياسي إلا على حساب حليفه اللدود حركة أمل، وإلا فإن تعطيل الدولة هو الخيار الأربح.

أما حركة أمل فمن الظلم اتهامها بالعمالة لإيران، وهي التي خاضت حرباً شرسة ضد حزب الله قبل الطائف بقليل، وكان شعارها حماية عروبة الجنوب ضد تفريسه. ولا داعي للكلام عن لقاء أيديولوجي بين الجنرال عون وإيران.

من ناحية ثانية، الاختلاف مع فريق 8 آذار هو اختلاف على الموقف من القضية القومية، لا على الثقافة، وما اللقاء بينه وبين سوريا وإيران إلا تطابق في المواقف من هذه القضية، حتى لو تمايزت مقاومة حزب الله الذي أرغمه النظام السوري على اعتماد سياسة الممانعة بديلاً عن المواجهة. والممانعة في مصطلح النظام العربي تعني عدم الاعتراف بالهزيمة، بل تعني التغني بالانتصارات الملتبسة على غرار "الانتصار" في حرب تشرين، أو انتصار الصحاف (وزير الإعلام العراقي) على العلوج، أو أحمد سعيد على إسرائيل في الإذاعة، وتعني الإنفاق على التسلح من أجل تأبيد الأنظمة الاستبدادية، إلخ، إلخ.

والخلاف مع فريق 8 آذار ليس على الثقافة بل على خيارات حضارية: إما الدولة المدنية أو الدولة الانكشارية (الميليشيات )، وخياره دولة الإنكشارية التي يتحول فيها الوطن، أي وطن، إلى مناطق نفوذ ومربعات أمنية وتنموية ومذهبية، وتسود فيه شرائع الاستبداد والاستئثار ومصادرة القرار، ويتقاضى فيه الناس أمام مسؤولي المخابرات ورجال الدين لا أمام القضاء المدني، وتعتمد فيه دساتير شبيهة بفرمانات السلطان الهمايونية (سن الدستور العثماني ثلاث مرات ولم يطبق، أو للدقة، طبق الثالث ثم تم تعليقه على الفور)، وتجرى فيه انتخابات تزور فيها الإرادة الشعبية بكل الوسائل، وعلى رأسها قوانين الانتخاب التي يتقرر سلفاً فيها أسماء الفائزين من بين المرشحين. إنها إذن دساتير تعيين الحكام لا انتخابهم. ومن المؤسف أن الخطاب السياسي يتحفنا يومياً بعشرات التصريحات التي يرشح منها الجهل بأبسط المصطلحات المتعلقة بالدولة والقانون والدستور، وخصوصاً من نواب الأمة المولجين حماية القانون والتشريع.

دولة القانون خيار ينتمي إلى الحضارة الحديثة التي راحت تبشر، على الصعيد السياسي، بمشروعها الديموقراطي، وعلى الصعيد الاقتصادي باقتصاد السوق. أما خيارات فريق الثامن من آذار فهي، في ما يرشح من حناجر قادته وسباباتهم وسلوكهم اليومي، فهي محاربة الديموقراطية لا اقتصاد السوق ؛ وهي التعامل مع الغرب الرأسمالي باعتباره عدوهم وشيطانهم الأكبر، ومنفاهم وملاذ عائلاتهم للعمل والطبابة والرفاهية!!!

الأدهى من كل ذلك، أن الوثيقة "وصفت" الفريق الآخر، أي شتمته، والفريق الآخر أكثر براعة في الشتم من غير ما حاجة إلى وثيقة. بعد "الوصف" لم يرشح مشروع سياسي لإنقاذ الوطن إلا في العنوان العام: بناء الدولة، مع المواصفات والأسس التي ينبغي أن تقوم عليها، إلا أن "التكفير" الذي رمي به فريق "الفصل والعنف والحمايات الخارجية" ألغى مسبقاً أي إمكانية للقاء معه على ترسيخ أسس الوحدة الوطنية وبناء الدولة، بحيث صارت دعوته إلى المشاركة في بناء الدولة (من موقع العمالة) يشبه الدعوة المقابلة إلى الشراكة في حكومة "فيلتمان وعملاء إسرائيل". هذا ليس بحوار، بل هو أقرب إلى حوار الطرشان.

أما البنود الأخرى في ما سمي "القرارات الجذرية "فهي تكرار لعرض نقاط الاختلاف التي عرضت على طاولة الحوار: نزع سلاح حزب الله، وإدانة السياسة السورية، والمساواة بين الخطرين الإسرائيلي والإيراني، وتمجيد "التحول الجاري في العالم العربي" القاضي بالخروج من الديماغوجيا... إلى ثقافة الوصل بديلاً عن ثقافة الفصل" (كان على من قرأ النص أن يشطب هذه العبارة ويؤنب كاتبها على فعلة شنيعة ارتكبها، لأن ثقافة الوصل، في سياق النص لا تعني سوى الصلح مع إسرائيل).

من ناحية أخرى، ليس عادلاً ولا صحيحاً اختزال ماضي العلاقات اللبنانية الفلسطينية ووصفه بأنه "صفحة أليمة"، فالأمر أكثر تعقيداً، والوثيقة، على ما يبدو، لم تقرأ ولم تراجع، وصدرت على عجل... إن الصفحة الأليمة موجودة حقاً بين الفصائل الفلسطينية المسلحة من جهة والدولة اللبنانية والميليشيات "المسيحية" وأدوات سوريا، من جهة أخرى. لكنها لم تكن بالمستوى ذاته من الألم مع حلفاء الثورة الفلسطينية من اليسار اللبناني الذي استند إلى سلاح الثورة لإحداث التغيير في لبنان، في حين استند سواه إلى إسرائيل وسوريا على السواء. أما العلاقات بين الشعبين فينبغي أن تعالج من زاوية مختلفة. باسم من كتبت الوثيقة، طالما أن بين من حضر المؤتمر خصوم أمس للثورة الفلسطينية وحلفاء أمس، وعن أي صفحة تتحدث الوثيقة؟

الأدهى أن الوثيقة تؤرخ للهجمة الشرسة التي يتعرض لها لبنان من ثلاث سنوات فحسب، أي منذ "ثورة الأرز". إن في ذلك هروباً من مسؤولياتنا، نحن اللبنانيين، عن جلب الدب إلى كرمنا، فالهجمة بدأت على وطننا يوم قررت القوى السياسية اللبنانية، يميناً ويساراً، التفريط بالوحدة الوطنية وتحويل لبنان إلى ساحة، يوم عقدت قمم عربية لمباركة قرار اغتيال كمال جنبلاط، وعقدت قمم عالمية لتشرع للتدخل السوري في لبنان، ويوم قررت القوى السياسية والعسكرية اللبنانية أن تغتال بعضها بعضاً، لحساب مشاريع الخارج. هذا الذي نطلبه اليوم من فريق الثامن من آذار، ارتكبناه جميعاً من ذي قبل، وما لم يعلن نقد ذاتي صريح عن تلك الأخطاء، فإن مخاطر العودة إلى كل صيغ التفريط بالوحدة الوطنية كامنة كالنار تحت الرماد، وفي طليعتها عقلية المحاصصة الواضحة وضوح الشمس في لغة الوثيقة القائمة على الفسطاطين: "نحن وهم"، وهي لغة خطيرة لأن الشعب اللبناني لا تختصره القوى السياسية الآذارية.

إن مفتاح الحل الداخلي للأزمة اللبنانية يتجسد في سن قانون جديد للانتخابات، وكم كنا نتمنى لو قرأنا شيئاً في الوثيقة عن هذا الأمر، أو لو تجرأت الوثيقة على نقد المواقف التي تعرقل سن مشروع يؤمن التمثيل الصحيح للبنانيين، حتى لا يبقى الكلام في هذا الموضوع مجرد مادة لشتيمة النظام السوري، و"مشروع غازي كنعان". إن كل المناقشات غير الجادة حول هذا الموضوع تشير إلى تواطؤ بين فريقي 14 و8 آذار على محاصصة جديدة، وهي مثل كل المحاصصات، تفريط، كما قلنا للتو، بالوحدة الوطنية (لا محاصصة الاستقلال أمنت استقراراً ولا محاصصة الطائف، ولا محاصصة النظام الأمني اللبناني السوري). وحده قانون على أساس النسبية والدائرة الواحدة (مع إزالة كل المخاوف من الأكثرية العددية) هو الكفيل بتأمين استقرار في البلاد، هذا بعد أن يقتنع اللبنانيون بأن لبنان هو وطنهم النهائي، وبعد يحولوه من ساحة إلى وطن.

(*) قيادي في الحزب الشيوعي اللبناني ـ حركة الانقاذ

 

 

 

مشروع "حزب الله" لاختراق الساحة السنية عبر الإسلاميين

نتائج سلبية وسقوط "محزن" لـ"الأدوات"

المستقبل - الاربعاء 2 نيسان 2008 - فادي شامية

مصلحة "حزب الله" في تلوين "المعارضة" التي يقودها بالسنّة والدروز والمسيحيين أكيدة. "اختراقه" للساحة المسيحية من خلال العماد ميشال عون كان مدوياً، ولا سيما في المراحل الأولى لتفاهم مار مخايل، أي قبل بدء العد العكسي لتراجع القوة التمثيلية لـ"التيار الوطني الحر". "تحالفه" مع طلال إرسلان وتسمينه لوئام وهاب من خلال "المدد" الدرزي السوري أحدث خرقاً لا بأس، وإن كان البون ما زال شاسعاً جداً بين الحجم التمثيلي لوليد جنبلاط وبين "المعارضة" الدرزية.

أهمية "اللون" السني

بالرغم من أهمية "اللون" المسيحي والدرزي في "المعارضة"، إلا أن الأهم لدى "حزب الله" كان وسيبقى السنّة، ليس لأنهم الطائفة الأكبر انتخابياً في لبنان، وأنهم جزء من غالبية ساحقة في العالمين العربي والإسلامي فحسب، وإنما لعلم "حزب الله" أن أية فتنة محتملة في لبنان ستكون مذهبية أي بين السنة والشيعة، وليس طائفية بين المسلمين والمسيحيين، كما كانت عليه الحال في العام 1975.

المشكلة التي واجهها "حزب الله" بعد انهيار التحالف الرباعي، أن الغالبية الساحقة من السنّة كانت قد محضت سعد الحريري ثقتها، بنسب تجاوزت بارتفاعها التأييد السابق للحريري الأب، وأن توجهات تيار "المستقبل" باتت على طرفي نقيض مع خيارات "حزب الله"، فكان لا بد من الاعتماد على "بدلاء" سنّة، بالتزامن مع استنزاف وحرمان الحريري من تظهير قوته التمثيلية في الحكم والممارسة السياسية. "جسر العبور" إلى السنّة من جديد ارتكز على تيارين: الإسلاميين أولاً والقوميين ثانياً، وذلك استناداً إلى شعارات المقاومة ومواجهة أميركا و"إسرائيل" وهي شعارات "إسلامية" و"قومية" بامتياز. ليس سهلاً الجهد الذي بُذل على صعيد "القوميين" بعد تراجع "مدّهم"، لكن الإسلاميين كانوا الأهم، سيما أنهم في مرحلة صعودهم. "الجماعة الإسلامية" لم تكن ذلك الهدف الذي يبحث عنه "حزب الله" بدليل التراجع المستمر في علاقته بها بدل أن يحصل العكس. مواقفها من جهة وصعوبة استتباعها على النحو الذي يريده الحزب، دفعه للبحث عن قوى وتيارات سنية أخرى، مستغلاً تناقضات معينة وشعارات مزينة، لـ"تسمين" القوى القائمة و"استيلاد" المزيد.

بدأ العمل على حركة "التوحيد الإسلامي" بجناحيها: بلال شعبان، وهاشم منقارة، باعتبار أن علاقة الحركة بإيران قديمة جداً. وتوسّعت مروحة العمل بإنشاء "جبهة العمل الإسلامي" بقيادة الدكتور فتحي يكن، وهو شخصية قوية ومعروفة في أوساط الإسلاميين في لبنان والعالم، وقد ضمّت الجبهة العديد من المجموعات والشخصيات والتيارات الإسلامية في صفوفها. مثل: "لقاء الجمعيات والشخصيات الإسلامية"، "قوات الفجر"، "مؤتمر إقليم الخروب"، وغيرها من الأطر المرتبطة بـ"حزب الله" بشكل أو بآخر. كما فعّل الحزب دور "تجمع العلماء المسلمين"، المدعوم من إيران، بهدف استقطاب أعداد إضافية من المشايخ السنّة.

مرحلة السقوط

ارتداد "حزب الله" نحو الداخل بعيد حرب تموز شكّل بداية النهاية لـ"مشروع اختراق الساحة السنية من خلال الإسلاميين"، فمع كل تصاعد للأزمة كانت هذه "القوى" تشعر بأنها باتت محاصرة شعبياً أكثر، بالرغم من أن "حزب الله" لم "يقصّر" في دعمها مادياً ومعنوياً، غير أن محاكاة هذه القوى لطروحاته التي لم تعد مقبولة "سنياً"، كان كفيلاً باعتبارها مجرد أدوات مثيرة للقلق في أوساطها.

بهدوء ابتعدت شخصيات شاركت في الاجتماعات التأسيسية للجبهة في منزل الدكتور فتحي يكن، كان أبرزهم داعي الإسلام الشهال الذي أصدر بياناً في ذلك، وآخرين باتوا اليوم من أشد خصوم الجبهة كالنائب السابق خالد ضاهر، كما انسحبت لاحقاً أطر عديدة من "جبهة العمل الإسلامي"، كـ"جمعية الدعاة" و"مسلمون بلا حدود"، وغيرها، لكن الانهيارات الأخيرة كانت الأقسى في مسيرة الجبهة، ليس لأنها دقت في العصب الشمالي وهو الأهم المتمثل بحركة التوحيد والعناصر التي جرى استقطابها "على عجل"، وإنما لأن الانشقاقات كانت "فاضحة" و"صاخبة".

ففي 8 آذار 2008 أعلن الشيخ سيف الدين الحسامي عن انشقاقه عن "جبهة العمل الإسلامي"، وتشكيله وقرابة 160 عنصراً "هيئة طوارىء"، وذلك "بسبب انكشاف الموقف الحقيقي لقيادة الجبهة من قضية المقاومة، وتعمّدها توريط الشباب المسلم في أعمال ذات صبغة عسكرية وأمنية". وقد نفت الجبهة انتساب الحسامي إليها أو إلى حركة التوحيد، قبل أن تعود وتعترف بأنه ينتمي إلى حركة التوحيد وعلى علاقة بالشيخ هاشم منقارة. وفي 15 آذار أي بعد أسبوع واحد سيطرت مجموعة أخرى على مركز طبي، في محلة مُحرّم، تابع لـ"حركة التوحيد الإسلامي" بدعوى أن مسؤول منطقة محرّم ومجموعته قد انشقوا عن الجبهة وانضموا إلى "هيئة الطوارىء". وفي 25 آذار قامت مجموعة أخرى بقيادة حسين مراد بالإنشقاق عن "جبهة العمل الاسلامي"، خلال لقاء جمعهم في منزل مراد في منطقة البداوي. وفي 26 آذار أعلنت مجموعة رابعة بقيادة الشيخ خضر عواد، في منطقة القبة هذه المرة، انضمامها إلى هيئة الطوارئ واصفة الجبهة بأنها "لم تكن أكثر من واجهة لتجميع الشباب لصالح حزب الله في الشارع السنّي"، وثمة معلومات من الشمال تنذر بالمزيد من الانسحابات والانشقاقات، وأن قيادة "الجبهة" تحمّل هاشم منقارة مسؤولية هذا الواقع، فيما ترد مصادر أخرى الأمر إلى تفرّد الدكتور فتحي يكن بالقرار وإهماله للشورى، وأن "حزب الله" ساخط على هذا المستوى من الأداء الذي سبّب له إحراجاً كبيراً، وأنه قد طلب من قيادة الجبهة القيام بما يتوجب عليها لضبط الوضع.

النتائج العكسية

في قراءة لمآلات مشروع "حزب الله" لاختراق الساحة السنية من خلال الإسلاميين تبدو النتائج معاكسة لما أراده الحزب بصورة مذهلة:

1 ـ لقد كان الهدف الأساس لـ "حزب الله" وما يزالـ من دعمه "المفرط" لـ"حلفائه"، "استنبات" و"تسمين" قوى ذات وزن تمثيلي مقبول في أوساط الإسلاميين وفي عموم السنة، الأمر الذي لم يحصل حتى في ذروة صعود القوى والأطر التي يدعمها الحزب، وما تحقق كان عكس ذلك تماماً، إذ شعرت "الجماعة الإسلامية"، القوة الأساس وسط الإسلاميين السنة، أنها مستهدفة بهذا المشروع، وأن استخدام المال السياسي في "ساحتها"، ولا سيما من خلال الدكتور فتحي يكن، ليس بالأمر الذي يُسكت عليه، الأمر الذي انعكس تدهوراً غير مسبوق في العلاقة مع "حزب الله"، وسخطاً كبيراً من قبل مناصريها ومؤيديها على "حزب الله"، و"توتر" في النظرة إلى الحزب حتى في أوساط الإسلاميين الساخطين على "تيار المستقل" و"الجماعة الإسلامية" و"14 آذار".

2 ـ بالرغم من أن إغداق "المال النظيف" القصد منه دعم المرتبطين بـ"حزب الله" شعبياً، من خلال تمويل حركتهم السياسية والتنظيمية، ومؤسساتهم الاجتماعية سواء تلك التابعة لحركة التوحيد، أو التي انبثقت عن "جبهة العمل الإسلامي" كمؤسسة الريادة، أو وسائلهم الإعلامية الجديدة كجريدة الثبات، وقبلها "نون والقلم"، فإن هذا الأمر على وجه التحديد قد أدى إلى ظهور قوى وأطر سنية مناوئة، لم تكن معروفة من قبل، وهي تستكمل حالياً تأطير نفسها، وثمة اجتماعات وتنسيق يجمع بينها بعيداً عن الأضواء، من شبعا في أقصى الجنوب إلى الضنية في أقصى الشمال.

3 ـ أدى سعي "حزب الله" للترويج إلى مفهومه الخاص لـ"مشروع المقاومة"، وتسليحه وتدريبه لبعض العناصر التي لا يتناسب تاريخها ولا حاضرها مع هذا المشروع، إلى انحدار كبير في النظرة إلى المقاومة، لدرجة ألجأت البعض، بدافع السخط، إلى رفض مشروع المقاومة من أساسه، أو على الأقل التشكيك بدوافعه.

4 ـ على عكس ما يعلنه "حزب الله" ويسعى إليه من تجنب الاقتتال بين السنة والشيعة فقد أدت "الاعترافات المتلفزة"، وبدون تحقيق أو ضغط، إلى نتيجة مفادها أن الحزب "يدفع المال ويسلّح الشباب ويدربهم في النبي شيت في البقاع وفي إيران"، ليستعمل هذه المجموعات كوسيلة ضغط داخلية و"فرض الأمر الواقع في الشوارع والأحياء"، كما جاء على لسان مجموعة خضر عواد المنشقة عن الجبهة، الأمر الذي يعتبر فضيحة حقيقية، لا سيما عندما يقول المنشقون إن المدربين في معسكرات "حزب الله" قالوا لهم: "نحن نحمي الجنوب من العدو الإسرائيلي، وأنتم عليكم حماية الداخل اللبناني بقتال عملاء اليهود في الشمال".

5 ـ بفعل هذا الجو، بات شعار "الوحدة الإسلامية" الذي رفعه العديد من الإسلاميين السنة والشيعة، وعملوا من أجله بإخلاص، مجرد كلام فارغ المضمون، وقد انقلب عليه بعض الذين حملوه، وأسهم الأداء الداخلي لـ"حزب الله" بشكل كبير في هذا السقوط، الأمر الذي وضع في مهب الريح جهود سنوات طويلة من عمل "تجمع العلماء المسلمين"، الذي انطلق لهذه الغاية على وجه التحديد، وقد انتهى حاله إلى أنه تجمّع في خدمة إيران و"حزب الله".

6 ـ بطبيعة الحال، فقد استتبع سقوط "مشروع الاختراق"، إلى سقوط "محزن" لأدواته في الشارع السني، لا سيما "أصحاب التاريخ" منهم، بعدما باتوا موضع رفض وتشكيك من "إخوانهم" و"أبنائهم" ومحيطهم. وعلى عكس ما كان يخطط "حزب الله"، فقد ظهر هؤلاء مجرد "أدوات"، يتقاضون المال جراء تأييدهم له، وإن كانت الحقيقة أنهم ليسوا كذلك كلهم، لكن النتيجة باتت واحدة، إذ حتى عندما تبرر "جبهة العمل الإسلامي" الانشقاقات بوجود جهات تدفع المال من أجل ذلك، فإنها تعترف ضمناً أنها تضم المئات ممن انتسبوا إلى الحركات التي تتشكل منها الجبهة لأجل المال، وأن هذه العناصر مستعدة للتحوّل إذا وجدت مصلحة مالية، هذا على فرض صحة هذا التبريرـ فكيف تريد الجبهة من الناس أن يأتمنوها بعد ذلك، أو أن يأمنوا جانبها وسلاحها!!.

إن أي قراءة موضوعية من قبل "حزب الله" تفضي إلى أن حجم "الاستثمار" الكبير في الشارع السني قد خدم الآخرين... أولئك الذين يعتبرهم "حزب الله" أدوات للمشروع الأميركي، بدل أن يكون "الاستثمار" لصالح الحزب، وأن أية زيادة في هذا "الاستثمار" ستعني زيادة في الخسارة، لكنها ستعني أيضاً زيادة في المخاطر المحدقة بالبلد واستقراره!.

 

تعزيزات سورية في مواقع متقدمة عند الحدود الشرقية

المستقبل - الاربعاء 2 نيسان 2008 - راشيا ـ عارف مغامس

آزرت الوحدات الخاصة التابعة للجيش السوري المواقع التي يشغلها الفيلق العاشرالذي يقوده ماهر الأسد على طول الحدود الشرقية مع لبنان الواقعة عند هضاب جبل الشيخ لناحية الأراضي السورية من منطقة جديدة يابوس عند نقطة المصنع الحدودية مرورا بوادي بكا ووادي القرن وقطنة والصبورة ورأس العين ورخلة والديماس وصولا إلى الهضاب التي يشرف عليها مرصد جبل الشيخ، وفق ما ذكرته مصادر واسعة الإطلاع.

وفي التفاصيل، فإن الوحدات الخاصة السورية أخذت مواقع متقدمة على الحدود مع لبنان وفي أراضٍ وتلال تعود ملكيتها لمزارعين لبنانيين من القرى الواقعة عند سفوح جبل الشيخ، حيث انتشرت تلك الوحدات في الأودية وفي المواقع التي كانت قد حصنتها سابقا وحدات من فوج الأشغال والهندسة في الجيش السوري. وأكدت تلك المصادر أن القوات السورية المنتشرة في تلك المواقع وفي الممرات الجبلية والمسالك والمعابر غير الشرعية والتي تربط لبنان بسوريا قد منعت المهربين من استخدام تلك الطرقات البرية وحذرتهم من معاودة العبور عبر تلك الممرات وذلك لضرورات أمنية وعسكرية وفق ما رواه بعض المهربين لمصادر خاصة. وقد حددت لبعض المهربين ممرات معينة ومراقبة قريبة من مزرعة دير العشاير حسب تلك المصادر. وذكرت معلومات أن جيش التحرير الفلسطيني "لواء اليرموك" عزز وجوده في المنطقة التي تقع تحت سيطرته بين وادي القرن وبكا ودفع بآليات إضافية إلى نقاط انتشاره، في وقت لا تزال مواقع فتح الإنتفاضة والجبهة الشعبية ـ القيادة العامة، تشهد حركة ليلية ناشطة في منطقة الوادي الأسود لناحية حلوى وفي مواقعه قرب المراكز التي كان يشغلها حزب العمال الكردستاني سابقا.

 

توفيق سويد نائبا لرئيس الكتائب لشؤون الاغتراب والمحامي انطوان ريشا رئيسا للهيئة الاغترابية

وطنية - 2/4/2008 (متفرقات) عين المكتب السياسي الكتائبي في آخر اجتماع عقده برئاسة رئيس الحزب الرئيس امين الجميل، وبناء على اقتراحه، المغترب اللبناني توفيق سويد نائبا لرئيس الحزب لشؤون الاغتراب انقاذا لتوصية المؤتمر العام السابع والعشرين للحزب الذي انعقد في 14 و15 و16 كانون الاول 2007، وهو الذي أوصى المكتب السياسي باتخاذ الاجراء الذي يراه مناسبا لتمثيل الاغتراب اللبناني في القيادة الحزبية. كما عين المكتب السياسي، بناء على اقتراح الامين العام للحزب، المحامي انطوان ريشا رئيسا للهيئة الاغترابية في الحزب التي استحدثت أخيرا لتحل محل مصلحة المغتربين وفق التنظيم الجديد الذي يتناول ملف الاغتراب الذي بوشر تطبيقه على كل المستويات المحلية والخارجية.