المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم  الاحد 6 نيسان/2008

إنجيل القدّيس متّى .46-41:22

وبَينَما الفِرِّيسيُّونَ مُجتَمِعون سأَلَهم يسوع: «ما رَأيُكم في المسيح؟ ابنُ مَن هُوَ؟» قالوا له: «اِبنُ داود». قالَ لَهم: «فكيفَ يَدعوه داودُ ربّاً بِوَحْيٍ مِنَ الرُّوحِ فيقول: «قالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: إِجلِس عن يَميني حتَّى أَجعَلَ أَعداءَكَ تَحتَ قَدَمَيك». فإِذا كان داودُ يَدعوه رَبّاً، فكيفَ يَكونُ ابنَه؟» فلَم يَستَطِعْ أَحدٌ أَن يُجيبَهُ بِكَلِمَة، ولا جَرُؤَ أَحدٌ مُنذُ ذلكَ اليَومِ أَن يَسأَلَه عن شَيء.

 

بعد انضمام أوروبا إلى واشنطن وتل أبيب على طريق الحرب

التخلي السوري عن »الثلث المعطل« يؤكد المخاوف من ردود الفعل الخارجية

 لندن - كتب حميد غريافي:السياسة

انكمش النظام السوري في دمشق على نفسه اكثر فأكثر أمس تجاه الجبهات اللبنانية والسعودية والاسرائيلية في اعتراف ضمني بمخاوفه من تداعيات العزلة التي وضع فيها خلال قمة دمشق في نهاية الشهر الفائت, واستغلال اسرائيل ابتعاد الدول العربية صاحبة القرار في المنطقة وهي السعودية ومصر والدول الدائرة في فلكهما عن سورية كي تضرب ضربتها المتوقعة مع اقتراب »الصيف الحار« الذي لفحت حدته وجوه الدولة العبرية وسورية وحزب الله اللذين اشرفا على الانتهاء من نصب اكياسهما الرملية استعدادا لتلقي »الرد الاسرائيلي الشديد والمؤلم« كما وصفه نائب رئيس هيئة الاركان العبري الجنرال دان مارئيل أول من امس في خضم اجواء الحرب الساخنة اعلاميا ولوجستيا وتعبويا على كل الجبهات.

وقد عكست كل هذه الأجواء المحتقنة بداية التراجع السوري الحاد والمفاجئ تحت الضربات العربية الموجعة لنظام الاسد حين القى سليمان فرنجية احد »كاتمي اسراره« وكبير عملائه على الساحة اللبنانية »قنبلة الانسحاب« من المعركة الدائرة على السلطة في لبنان, مساء أول من امس بقبوله التخلي عن »الثلث المعطل« داخل الحكومة المقبلة وهو »عنصر الحياة« بالنسبة لقوى 8 اذار السورية - الايرانية وخصوصا بالنسبة لحزب الله وسلاحه ودويلته, وباستعداده »للذهاب غدا« الى انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للبلاد مقابل »قشة« موافقة الغالبية النيابية الحاكمة في قوى 14 اذار على قانون 1960 للانتخابات النيابية المقبلة, وهو تراجع مذهل يلامس حدود الاستسلام في هذه المعركة الطويلة التي شلعت اوصال لبنان السياسية والامنية والاقتصادية والاجتماعية منذ حرب (يوليو) من عام 2006 ومازالت مستمرة حتى الان.

وقد ترافق هذا الانكفاء المرير على الساحة اللبنانية الداخلية مع انكفاء سوري اخر في التوقيت نفسه عبر »كلام تضمن دعوة للسعودية الى جهد مشترك لتشجيع« كل طرف (لبناني) ليقوم بخطوة تجاه الاخر حتى يلتقيا في نقطة توافقية واحدة« ما يوحي بأن مبادرة فرنجية الدمشقية المفاجئة تمثل هذه الخطوة من جانب بشار الاسد بانتظار خطوة السعودية للضغط على حلفائها للقبول بقانون الستين للانتخابات النيابية, فينهي الصراع بانتخاب رئيس للجمهورية وقبول عملاء نظامه بأقل من الثلث المعطل املا في ان يسيطروا على البلاد في الانتخابات البرلمانية المقبلة عام 2009 مؤجلين بذلك احلامهم بعودة الوصاية السورية اكثر من سنة.

اما الانكفاء الاقليمي الموازي فقد اعلنه في الوقت نفسه وزير الخارجية السوري وليد المعلم امام سفراء الاتحاد الاوروبي في دمشق حين اعاد التشديد على ان بلاده اتخذت السلام »خيارا سستراتيجيا« في الوقت الذي بدأ فيه نظامه يسمح قرقعة سلاح الحرب الاسرائيلية على حدوده الجنوبية وبعدما ادرك اخيرا البعد الحقيقي لانتشار السفن الحربية الاميركية قبالة سواحله الشهر الماضي, وان هذا الانتشار ليس ل¯ »عرض العضلات« حول لبنان كما وصفه وانما ايضا »لتغطية المناطق الشمالية والساحلية السورية حيث التجمع الاهم للترسانة الصاروخية الايرانية بما تحمله البوارج الحربية الاميركية من مئات صواريخ كروز (توماهوك) عصب الحروب الهجومية الاميركية عادة« حسب خبير دفاعي بريطاني في لندن امس.

ومع كشف وسائل الاعلام الاسرائيلية النقاب خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية عن ان »مستشارين لايهود اولمرت ومسؤولين كبارا في الادارة الاميركية على رأسهم مستشار الأمن القومي ستيف هادلي اجروا في الايام الماضية محادثات سرية في واشنطن في »قضايا تتعلق بالبرنامج النووي الايراني وفي مسائل ذات حساسية عالية تتعلق بحزب الله«, تكون حلقة الاستعدادات الاسرائيلية - الاميركية اكتملت بفرض الطوق العسكري على لبنان وسورية ممهدة بحشود برية عبرية هي الاضخم حتى الان على حدودي البلدين وباجراء تدريبات ومناورات وصفت ب¯ »الواسعة« للجبهة الداخلية لمعرفة جهوزيتها في وجه هجوم صاروخي ايراني (حزب الله) سوري, واعادة توزيع الكمامات الواقية من الاسلحة الكيماوية والبيولوجية التي يمتلك منها نظام الاسد الاطنان, وبالغاء وزير الدفاع ايهود باراك زيارة كانت مقررة لالمانيا الاسبوع المقبل.

وقال الخبير الدفاعي البريطاني ل¯ »السياسة« في لندن ان »المحاولات الاعلامية الاسرائيلية والسورية وتلك التابعة لحزب الله للتخفيف من حدة الاحتقان على الحدود مع اسرائيل في التركيز على ان »الحرب مستبعدة إما لان تل ابيب غير جاهزة ومازالت تلعق جروح حربها الاخيرة ضد حزب الله, او لان الاميركيين غير قادرين على فتح جبهة اخرى بعد العراق وافغانستان في المنطقة اذ قد تجرهم الى حرب تشنها اسرائيل ضد سورية ولبنان الى حرب موازية مع ايران« - كل هذه التطمينات لم تمنع نظام الاسد من نشر انظمة ايرانية في اراضيه للتنصت على اسرائيل, كما لم تمنعه من استدعاء قوات احتياط ونشر ألوية عسكرية جديدة على حدوده مع لبنان والدولة العبرية, ومن رفع حالة التأهب في الجيش الى اعلى ذراها, ومن اظهاره بعض الليونة المهمة في موقفه من الازمة اللبنانية التي على القوى الديمقراطية الحاكمة (14 اذار) ان تتلقفها فتعمد فورا الى انتخاب رئيس للبلاد طالما تخلت دمشق وحزب الله عن »ثلثهما المعطل«.

واكد الخبير البريطاني »ان ما نشاهده اليوم من ارتفاع لا مثيل له في وسائل الاعلام العبرية لحمى الحرب في المنطقة, لا يختلف في شيء عن الارتفاع الاعلامي الذي سبق كل الحروب الاسرائيلية على الدول العربية, وهو مؤشر سلبي حدا يمكنه ان يتلاعب بالمشاعر العامة لتقبل الحرب كما بامكانه تحديد مواعيد اقرب لها من الموعد المحدد من قبل القادة السياسيين والعسكريين الاسرائيليين«.

واعرب الخبير ل¯ »السياسة« عن قناعته بأن »ادارة جورج بوش التي كانت تضغط قبل الان على اسرائيل لاستئناف حربها ضد حزب الله للقضاء عليه واخراجه من معادلة الشرق الاوسط التي حدث فيها خلل فادح بوجوده في ظهيرة الدول العربية المعتدلة كجيش نظامي رديف للجمهورية الاسلامية في طهران, قد تكون ابلغت الاسرائيليين ان الوقت الممنوح لهم والذي طلبوه لاستيعاب حرب (يوليو) 2006 ولتصحيح ثغراتهم على اساس نتائجها قد انتهى, وانها لا تمانع في ان تشمل تلك الحرب القواعد الصاروخية والكيماوية والبيولوجية السورية, كما ان الادارة الاميركية توصلت بضغوطها خلال الاشهر الاربعة الماضية على حلفائها الاوروبيين الى اقناعهم بالانضواء تحت سياستها الهجومية سورية وحزب الله لان مصالحهم هم الاخرين مهددة في المنطقة, كما ان الصواريخ البالستانية الايرانية العابرة بدأت تنتشر على الساحل السوري, وهي بامكانها بلوغ نصف القارة الاوروبية تقريبا«.

 

الأكثرية اعتبرت ان موقف قائد الجيش موجه للمعارضة

كلام فرنجية بالتخلي عن الثلث المعطل وانتخاب سليمان رسالة سورية بأن لا حل قريبا للازمة

بيروت - »السياسة«:

انشغلت الأوساط السياسية اللبنانية في تفسير الموقف المفاجئ الذي اتخذه المرشح التوافقي لرئاسة الجمهورية قائد الجيش العماد ميشال سليمان, عندما قال أنه سئم من التجاذب المستمر حول اسمه كمرشح توافقي لرئاسة الجمهورية, لأنه بدأ يشعر بالمس بكرامته نتيجة تعليق هذا الأمر على توافق داخلي يزداد صعوبة يوماً بعد يوم, وتوافق عربي يقارب المستحيل, وأنه لن ينتظر حتى اليوم الأخير من خدمته العسكرية وإحالته, من ثم إلى التقاعد في 21 نوفمبر 2008, بل قرر الانسحاب في موعد أقصاه 21 اغسطس المقبل.

واعتبرت هذه الأوساط كلام سليمان ب¯"مثابة إنذار لفريقي الموالاة والمعارضة قبل أن يحسم أمره ويضطر لاتخاذ خطوات تصعيدية في هذا المجال بالعزوف نهائياً عن الترشح والإعلان عن ذلك قبل الفترة التي حددها في الحادي والعشرين من آغسطس المقبل".

وعزت موقف سليمان إلى أسباب عدة, من أبرزها: "عدم التعامل مع ترشيحه كمرشح توافقي من باب المسؤولية الوطنية بعد أن وصل الشرخ الخلافي بين الأفرقاء على الساحة حداً يستوجب اختيار شخص كالعماد سليمان يأخذ على عاتقه إنقاذ البلد, ليضع حداً لهذا الفلتان السياسي الذي بلغ الدرجات الدنيا من الانحدار اللامسؤول واللاأخلاقي في بعض الأحيان.

وبررت هذه الأوساط كلام سليمان بأنه إشارة إنذار لكل القوى السياسية التي لم تتعامل مع ترشيحه من موقع المسؤولية, بل اعتمدت التداول باسمه من باب التراشق الكلامي والمزايدة السياسية لا أكثر ولا أقل.

وقالت: اذا كانت الأكثرية قد رشحت سليمان بشكل جدي فإن المعارضة عندما طرحت اسمه كمرشح توافقي فان ذلك كان لقطع الطريق على مرشحي الموالاة آنذاك النائب بطرس حرب, والنائب السابق نسيب لحود, وقد نجحت إلى حد ما بتسويق اسم العماد قائد الجيش خاصة بعد زيارته إلى القاهرة, وتولي السفير المصري في لبنان تداول اسمه في أكثر من لقاء جمعه مع القوى السياسية المتخاصمة التي لم تتفق بعد لا على صيغة انتخابه كرئيس توافقي للجمهورية ولا حتى على مجرد وضع حد للفراغ الحاصل في الرئاسة الأولى.

واوضحت هذه الاوساط انه على هذا الأساس, فإن التداول باسم العماد سليمان يجري من باب المزايدة من قبل المعارضة على قاعدة إذا وافقت الأكثرية على شروطها بإعطائها الثلث المعطل واعتماد قانون 1960 للانتخاب, يمكن أن توافق على انتخابه رئيساً للجمهورية, هذا إذا لم تطرأ أية شروط جديدة, لأن المعارضة تحاول دائماً أخذ الأكثرية إلى حيث لا يمكن مجاراتها, وذلك بهدف الاستمرار بالأزمة والإمعان بالفراغ الذي تعتبره مميتاً بالنسبة للأكثرية لارتباط هذا الموضوع بالقوى المسيحية في 14 آذار, في حين ترد الأكثرية على شروط المعارضة بضرورة انتخاب سليمان أولاً, ومن ثم البحث في مسألة حكومة الوحدة الوطنية وقرار قانون جديد للانتخابات, ما يبقي على حال المراوحة السياسية التي لا فائدة منها إلا بإطالة أمد الأزمة السياسية, وتيئيس اللبنانيين من إمكانية استعادة الجمهورية. وعودة لبنان كدولة ذات سيادة تستقيم فيها جميع المؤسسات من رأس الهرم أي رئاسة الجمهورية إلى عودة الحياة للمجلس النيابي ومعالجة كل القضايا الخلافية.

وترى الأوساط السياسية أن عدم التعاطي مع العماد سليمان كرجل إنقاذ بعد أن أثبتت التجارب مدى جدارته في تحمل المسؤولية الوطنية منذ ما قبل اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري حتى اليوم مروراً بكل المؤامرات التي استهدفت ضرب الدولة من خلال نصب فخ للإيقاع بين الجيش وجمهور 14 آذار في مرحلة ما بعد اغتيال الرئيس الحريري مروراً بالتشكيك بمصداقيته الوطنية بعدم القدرة على حماية السلم الأهلي في عمليات الاغتيالات السياسية المتلاحقة وصولاً إلى مواقفه السياسية المتلاحقة وصولاً إلى موقفه الوطني والداعم للمقاومة في تصديها ومواجهتها للعدو الإسرائيلي, حيث قدم الجيش اللبناني 55 شهيداً على مذبح الوطنية والذود عن الوطن, وكأن هذا الاختبار الكبير لم يشف غليل المتآمرين فحاولوا الإيقاع به مرة جديدة من خلال أحداث 23 و25 يناير في يوم الإضراب الشهير وفي حوادث الجامعة العربية, وكان الرهان على انقسام الجيش وانكفائه إلى ثكناته لتعود قوى الأمر الواقع إلى الإمساك بزمام الأمور تماماً كما كانت الحال على مدى 15 سنة في فترة الحرب الأهلية بهدف إعادة تكليف النظام السوري بحفظ الأمن في لبنان. لكن الاختبار الصعب الذي خاضه الجيش اللبناني كان في مواجهة ما سُمي بعصابة "فتح الإسلام", حيث دفع فاتورة كبيرة من الضباط والرتباء والجنود الذين سقطوا دفاعاً عن لبنان وما تخلل ذلك من مواقف لا تخلو من استمرار التآمر على الجيش بشكل أو بآخر عندما أراد البعض أن يرسم خطوطاً حمراء بين الجيش اللبناني والجماعات الإرهابية.

واكدت ان كل هذه المحاولات باءت بالفشل, فأصبح من حق مؤسسة الجيش بشكل عام والعماد سليمان بشكل خاص التساؤل عن كيفية التعاطي السياسي مع هذه المؤسسة التي لولا حكمة قيادتها لكان الوضع في لبنان غير ما هو عليه الآن, هذا بالحد الأدنى, لأن التجارب السابقة ما زالت ماثلة للعيان. ففي أحداث 1958 لو لم يتخذ قائد الجيش آنذاك اللواء فؤاد شهاب جانب الحياد لكان الجيش اللبناني انقسم من ذلك الحين. وبعد عدوان 1967 عندما انقسم اللبنانيون بين مطالب بأن يكون لبنان دولة مواجهة وآخرين من الذين نادوا بالحياد الإيجابي تعطل دور الجيش اللبناني لتحل محله الفوضى, تم استبدال سلاح الدولة في الدفاع عن لبنان ضد إسرائيل بالسلاح الفلسطيني غير المنظم الذي أدى بعد ذلك إلى انقسام الجيش في عام 1975, الذي تحول من جيش يحمي الوطن إلى فرق عسكرية تأتمر بأوامر السياسيين من أمراء الحرب الأهلية يميناً ويساراً.

واوضحت انه من هنا يأتي عتب العماد سليمان على كل الطاقم السياسي في لبنان الذي يبدو بنظره مقصراً في قراءة ما تعرض له وقيادته من مؤامرات متعددة الجوانب, لأن قيام الدولة بنظر المتآمرين فوت عليهم فرصة إعادة وضع اليد من جديد على لبنان ولم يكتفوا بذلك حتى تعرضوا للجيش بصورة خاصة من خلال اغتيال العميد فرنسوا الحاج.

   مضيفة انه في الوقت  الذي ما زال عدد من القيادات السياسية من فريقي 8 و14 آذار يتمسكون بقائد الجيش وخاصة الرئيس نبيه بري الذي ما زال يعتبره مرشح إجماع, وكذلك قادة 14 آذار وفي مقدمهم رئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري, ورئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط الذي صارح العماد سليمان بموقفه ضد تولي شخصية عسكرية مهام رئاسة الجمهورية, ثم عاد وتبنى ترشيحه بشكل قوي بالإضافة إلى تأييد البطريرك فلم تتردد باقي القوى في المعارضة وفي مقدمها "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" والوزير السابق سليمان فرنجية وكل القوى التقليدية التي تأتمر بأوامر القيادة السورية بإظهار رفضهم انتخاب العماد سليمان رئيساً للجمهورية ما لم يذهب إلى بيت الطاعة أي إلى النظام السوري بالتحديد ليبارك له الرئاسة. لذلك فمن غير المستغرب بعد كل الذي جرى اتخاذ مثل هذا الموقف من قبل العماد سليمان.

 لكن مصدراً في الأكثرية قال ل¯"السياسة": لو شاء قائد الجيش الإدلاء بحوار صحافي لما كان تردد في ذلك, وكان الحديث المنسوب إليه اعتمد صيغة السؤال والجواب ولم يكن بالشكل التحليلي الذي أتى به, ولكن طالما أن مديرية التوجيه في الجيش لم تنفِ أو تؤكد ما نشر عن لسانه فإن ما صدر عنه كان في أفضل الأحوال بمثابة شكوى حقيقية من التعاطي اللامسؤول مع ترشيح رجل وطني ومسؤول مشهود له بتحمل المسؤولية وإنقاذ لبنان. وبرأي الأكثرية, فإن ما نقل على لسان سليمان من كلام يخص المعارضة أكثر مما هو برسم الأكثرية التي لم تغير رأيها بعد في شخص قائد الجيش والتي ما زالت ترى فيه رجل المرحلة الراهنة.

ثمة مؤشر إيجابي, تقول المصادر, يتمثل بعودة وزير الخارجية السوري وليد المعلم للتأكيد مرة جديدة بوجود قنوات اتصال ما بين النظام السوري والمملكة العربية السعودية بغية إيجاد حلحلة في الموضوع الرئاسي ضمن الدورة العادية للمجلس النيابي, لكن اقتراح الوزير السابق سليمان فرنجية انتخاب العماد سليمان مقابل الاتفاق على قانون الستين وتخلي المعارضة عن الثلث المعطل, رسالة سورية بهذا الاتجاه تقلل من صحة هذا الكلام, فهل يكفي تحذير سليمان للقوى السياسية لإطلاق عجلة معالجة الأزمة السياسية التي تبدأ من رئاسة الجمهورية?

 

تزامناً مع المناورات الإسرائيلية

»اليونيفيل« والجيش اللبناني و»حزب الله« في أعلى درجات الاستنفار

 بيروت - »السياسة«:

بعد إعلان إسرائيل القيام بمناورات عسكرية ضخمة بالذخيرة الحية (اليوم) الأحد في المنطقة الشمالية المحاذية للحدود مع لبنان, كثفت قوات "اليونيفيل" أمس من دورياتها المؤللة عل كل الطرقات الرئيسية المحاذية للخط الأزرق بهدف مراقبة الوضع عن كثب وتحسباً لأي طارئ, حيث توزع عشرات الضباط من هذه القوات في القطاع الشرقي من الجنوب مع سيارات عسكرية مجهزة بأجهزة اتصال ومراقبة في مواجهة السياج الشائك لمتابعة ما يجري في الجانب الآخر من الحدود, كما أقاموا الكثير من الحواجز العسكرية عند مفترقات الطرق المؤدية إلى المنطقة الحدودية.

إلى ذلك, سجلت حركة للطوافات الدولية فوق المناطق الحدودية وصولا إلى تخوم أجواء مزارع شبعا المحتلة لمراقبة ما يجري على طرف الحدود.

بدوره اعلن الجيش اللبناني حال الاستنفار لدى مختلف قطعه العسكرية في وقت قالت المعلومات أن "حزب الله" أعطى الأوامر لمقاتليه في الجنوب باتخاذ أقصى درجات الاستنفار لمواجهة أي تطورات دراماتيكية على الجبهة الجنوبية.

إلى ذلك, أكد وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ "أن المناورات الإسرائيلية مهما كانت حقيقتها, هي أعمال عدوانية لان الاجتهاد والعرف الدوليين استقرا على اعتبار المناورات الحربية التي تجري في مكان قريب من الحدود مع بلد آخر تهديدا بالعدوان ويحمل رسائل خطيرة على السلم والأمن الدوليين".

وقال: "ان القرار 1701 دعا إلى احترام سيادة لبنان وسلامته الإقليمية, وهذا يشمل الامتناع عن ممارسة أعمال الترهيب ضد هذا الإقليم".

ولاحظ صلوخ "أن إسرائيل تحاول استغلال اللحظة الإقليمية المتأزمة لرفع معنويات مجتمعها القائم على العدوانية, وبالتالي فان لبنان المتمسك بالقرار 1701 ينبه إلى ضرورة إلزام إسرائيل باحترام هذا القرار نصاً وروحاً, وهذا يدعونا إلى تكرار الدعوة إلى إقرار وقف إطلاق نار ثابت ودائم, لان بقاء الوضع على ما هو يوفر ذرائع لإسرائيل ويعطيها انطباعا خاطئا بوجود حقوق ارتفاق أمنية وعسكرية, وهو أمر لا يمكن السكوت عليه أو القبول به".

 

عبدو يستبعد عملاً إسرائيلياً ضد سورية لتعهداتهما المشتركة

 بيروت - »السياسة«:

استبعد السفير السابق جوني عبدو امس "أي عمل إسرائيلي ضد سورية نتيجة تعهدات مشتركة بين الجانبين", معتبراً "أن المناورة هي لرفع معنويات الجيش الإسرائيلي والشعب أيضاً, ويجري تضخيمها عمداً".

وقال: "ان الأشياء التي تتم تحت الطاولة, والدعم الإسرائيلي للنظام السوري, لا يخولني على الإطلاق أن أستقرئ أي مشكلة ما بين إسرائيل وسورية في الوقت الراهن, وأكبر برهان على ذلك, أن هناك تصريحاً إسرائيلياً قد يكون عجيباً لكل العالم, مفاده أن حزب الله لا يستطيع أن يقوم بأي عمل ضد إسرائيل يفاجئ سورية".

واعتبر عبدو "أن المناورة تأتي في هذا الوقت, لأن هناك علامات استفهام داخل إسرائيل حول جهوزية الجيش الإسرائيلي لمواجهة أي شيء قد يحصل ضدها, والهدف من المناورة إعادة المعنويات للجيش الإسرائيلي وللدولة وللشعب".

 

 

اغتيال رجل دين مسيحي في العراق

مهارنت/اعلنت مصادر امنية عراقية ان مسحلين مجهولين اغتالوا احد رجال الدين المسيحيين قرب منزله في وسط بغداد السبت. وقالت مصادر امنية متطابقة ان "مسلحين مجهولين يستقلون سيارة مدنية اطلقوا النار من اسلحة خفيفة على رجل الدين يوسف عادل". واضافت ان "عادل هو راعي كنيسة مار بطرس في شارع الصناعة، في وسط بغداد". بدوره، اكد مصدر في مستشفى ابن النفيس ان "الشرطة العراقية جلبت جثة راعي المصابة بطلقات نارية". وتابعت ان عادل "قتل اثناء خروجه من منزله في الكرادة متوجها الى الكنيسة

 

مناورات اسرائيلية الاحد: حزب الله يراقبها...السنيورة يحذر اليونيفل...والجيش في حالة استنفار قصوى

نهارنت/تبدأ اسرائيل الاحد اوسع مناورة عسكرية منذ تاريخ نشوئها وتستمر خمسة ايام .وقد اجرى لبنان اتصالات عبر القنوات الدولية تنلافيا لاي خرق للخط الازرق. وطلب رئيس الحكومة فؤاد السنيورة من قيادة "اليونيفيل" التنبه إلى أن المناورة الاسرائيلية، "لا يمكن أن تشكل بأية طريقة من الطرق، ذريعة إضافية تستعملها إسرائيل لتخرق الأجواء اللبنانية، أو لتقوم بأي عمل من شأنه زيادة حدة التوتر على حدود لبنان الجنوبية".

ودعا الجيش اللبناني "الى اتخاذ جميع التدابير اللازمة للحفاظ على سلامة المواطنين اللبنانيين الآمنين والتصدي إلى أي خرق قد تقوم به إسرائيل"، كما دعا قوات الطوارئ إلى التحوط لعدم قيام إسرائيل بأي عمل يؤدي إلى توتير الأجواء أو أي خرق للقرار 1701. وطلب قائد الجيش العماد ميشال سليمان وضع جميع ألوية ووحدات الجيش المنتشرة في الجنوب في حالة استنفار قصوى حتى انتهاء المناورة الاسرائيلية، وأعطى سليمان أوامر للعسكريين بوجوب التصدي لأي خرق اسرائيلي ل"الخط الأزرق" وأي استهداف للمدنيين، كما طلب سليمان من قيادة "اليونيفيل" تشديد اجراءاتها وعدم السماح بأي خرق للأجواء والمياه والأرض اللبنانية. من جهته، أكد مسؤول منطقة الجنوب في حزب الله الشيخ نبيل قاووق، أن "المقاومة التي تراقب جيداً كل المناورات العسكرية الإسرائيلية، لا تخشى هذه المناورات ولا التهديدات، لكنها في المقابل لا تستخف بجدية التهديدات والمناورات الإسرائيلية"، ساخراً من "زيارة قائد العمليات العسكرية في القيادة الوسطى للجيش الأميركي بيروت واجتماعه مع فريق الوصاية في لبنان".

ولفت قاووق إلى أن "المناورة ليست مظهر قوة، إنما تعكس حال الإحباط والعجز والاعتراف بالهزيمة التي حصلت عام 2006"، معتبراً أن "المناورات والأساطيل لم تعد قادرة على أن تنقذ المشروع الأميركي الذي يتهاوى شيئاً فشيئاً أمام صمود المعارضة وقوة المقاومة، وهو يكشف عن عمق التماهي بين فريق الوصاية والأمن القومي الأميركي، ويؤسفنا أن الإدارة الأميركية باتت تعتبر أن الحكومة الأكثر إصغاء للاملاءات الأميركية هي حكومة فؤاد السنيورة".

الا ان "اليونيفيل" اكدت ان أية اجراءات غير عادية لن تتخذ في صفوفها، أي سيستمر العمل بموجب "اللون الأصفر"الاعتيادي، لكن في المقابل، ثمة تدابير ادارية وتنظيمية تقرر اتخاذها ليس ربطا بالمناورة الاسرائيلية بل بمجمل الأجواء في المنطقة، وتشمل وضع تدابير تجمع وإخلاء بآليات محددة وواضحة تشمل قضايا تفصيلية مثل احتياطي الطعام والألبسة والاتصال واللوجستيات، كما تقرر تشكيل فريق مدني خاص للقيام بدوريات على مدار الساعة على طول الخط الممتد من شبعا حتى كفركلا ، ومهمته القيام برقابة صارمة على طول "الأزرق" لمنع أي خرق في الاتجاهين.

وأعلنت الناطقة الرسمية باسم اليونيفيل ياسمينا بوزيان "أن الجيش الإسرائيلي أبلغ "اليونيفيل" أن ما سيقوم به هو مجرد تمرين، ولا ينطوي على أي نوايا عدائية".

وبدأت دوريات مؤللة إسرائيلية تنفذ تحركات متواصلة في مواجهة القطاع الشرقي من جنوب لبنان والممتد من مستعمرة المطلة غرباً وحتى مزارع شبعا شرقاً، تمهيداً للمناورات التي أعلنت إسرائيل أنها ستنفذها اعتباراً من غد الأحد في المنطقة الحدودية. وسجّل تحركاً للطوافات التابعة للقوات الدولية العاملة في الجنوب اليونيفيل فوق الخط الأزرق، انطلاقاً من الناقورة وحتى الهضاب الغربية لجبل الشيخ. كما سيّرت القوات الدولية دوريات مؤللة على مختلف محاور القطاع الشرقي. 

 

محاكمة متهمي فتح الإسلام بينهم 51 سعودياً داخل السجن خوفاً من نقلهم للمحكمة

نهارنت/طلب مجلس القضاء الأعلى في لبنان من مجلس الوزراء بناء قاعة كبرى داخل سجن رومية ليتسنى للمجلس وهو أعلى هيئة قضائية بدء محاكمة 150 شخصاً ينتمون لتنظيم فتح الإسلام بينهم 51 سعودياً. وقال المجلس في المذكرة التي رفعها عبر وزارة العدل إنه لا يوجد في قصر عدل بيروت قاعة تتسع لهذا العدد الكبير، ومن ثم فإن "وضعهم في قفص اتهام واحد مستحيل" الأمر الذي يتطلب بناء قفص جديد. وأضاف المجلس أن إبقاء المحاكمة داخل سجن رومية يخفف على القوى الأمنية مسؤولية نقل هذا العدد الكبير من الموقوفين من السجن، ولا سيما في الظروف الأمنية الصعبة التي يمر بها لبنان.

إلى ذلك، لوحظ أن المحقق العدلي في القضية القاضي غسان عويدات يواظب كل خميس على الحضور إلى مكتب خصص له في قصر العدل لاستجواب المتهمين الذين يأتون أفراداً وجماعات وسط حراسة مشددة الأمر الذي يشير إلى قرب صدور قرار الاتهام. إلى ذلك أرجأت المحكمة العسكرية الدائمة اللبنانية برئاسة العميد الركن نزار خليل جلسة محاكمة 25 شخصا مدعى عليهم ينتمون إلى ما يسمى بتنظيم "جند الشام" إلى 23 من شهر يوليو المقبل. وكان المدعى عليهم اشتركوا في القتال ضد الجيش اللبناني في محلة التعمير بمخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في الجنوب اللبناني حيث سقط جنديان للجيش اللبناني في المواجهات التي جرت بينهما. وتشارف تحقيقات الأجهزة اللبنانية في أحداث مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان، بين الجيش اللبناني وتنظيم فتح الإسلام على النهاية، تمهيداً لصدور قرار الاتهام وبدء المحاكمة العلنية أمام المجلس العدلي. وستجري المحاكمات هذه المرة بسجن رومية المركزي. ويواصل المحقق العدلي في هذه القضية القاضي غسان عويدات تحقيقاته في قصر عدل بيروت مع المتهمين الذين تحضرهم القوى الأمنية وسط حراسة أمنية مشدّدة.

ويبلغ عدد الموقوفين من "فتح الإسلام" 150 شخصاً من أصل 250 مدعى عليهم بينهم ما لا يقلّ عن 100 شخص متوار عن الأنظار ومطلوب للعدالة. كما أن المتهمين ينتمون إلى جنسيات عربية وأجنبية وبعضهم من جنسيات لبنانية وسورية وسعودية وفلسطينية وأردنية وتونسية وجزائرية وعمانية ويمنية، وروسية وتركية وألمانية. وتتكتم مصادر التحقيق على الإدلاء بأي معلومات عن طبيعة هذه التحقيقات، قبل صدور قرار الاتهام في غضون شهرين على أبعد تقدير، تمهيداً للبدء بالإجراءات القانونية التي تمهّد عادة للمحاكمة ومنها قيام قضاة المجلس باستجوابات تمهيدية للموقوفين للتحقق من مطالبهم ومما إذا كان لديهم محامون أو لتعيين محامين لهم ، وإبلاغ الفارين بصورة غيابية ووضع اليد على أموالهم. ويواجه هؤلاء تهماً عديدة منها "تأليف جماعة فتح الإسلام بقصد ارتكاب جنايات ضد الأرواح والممتلكات والنيل من سلطة الدولة وهيبتها والتعرض لمؤسساتها المدنية والعسكرية، وحيازة أسلحة حربية ومتفجرات، وإطلاق النار والصواريخ على عناصر الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والمواطنين المدنيين، وقتل ومحاولة قتل العديد منهم، وارتكاب الأعمال الإرهابية وإيجاد حالة ذعر، وإثارة للفتنة، وإلحاق أضرار مادية بآليات عسكرية ومنشآت مدنية، وسرقة أسلحة وأعتدة عسكرية

 

اشكال بين انصار المستقبل وحزب الله في رأس النبع واطلاق نار في وطى المصيطبة

نهارنت/حصل ليل الجمعة اشكال في منطقة رأس النبع بين مناصري تيار "المستقبل" والحزب التقدمي الاشتراكي وآخرين ينتمون لحركة "امل" و"حزب الله" أدى الى جرح مواطن. وفي التفاصيل، ان شباناً تلاسنوا في ما بينهم في منطقة رأس النبع مقابل جامع "ذي النورين" شارع محمد الحوت على خلفية سياسية، فتعاركوا بالأيدي وجرح واحد منهم من آل رؤوف، فتدخلت القوى الامنية وضربت طوقاً امنياً، ومنعت المواطنين من المرور في نطاق محدد في المنطقة· ونقلت معلومات صحافية عن مصادر في الأكثرية ان اشكال رأس النبع نجم عن اقدام ملثمين على طعن احد مناصري "تيار المستقبل" بالسكاكين، وقد عرفت هوياتهم خصوصا ان احدهم من عناصر حركة "أمل"، وباشر الجيش عمليات دهم لتوقيفهم. وتطور الاشكال، ليمتد الى منطقة وطى المصيطبة شارع الزهيري مقابل محطة الوقود بين مناصرين لـ"حزب الله" وحركة امل مع مناصرين للحزب التقدمي الاشتراكي، فأقدم شخص يمتطي دراجة نارية من آل مخزومي على اطلاق النار على سيارة بداخلها شخص من آل عربيد وهرب الى جهة مجهولة، فتدخلت القوى الامنية على الفور وعملت على تفريق المواطنين في المحلة، وضربت طوقاً امنياً ومنعت المرور· 

 

خريس: بري سيواصل الدعوة للحوار والتفاهم من أجل إنقاذ الوطن

نهارنت/اعتبر النائب علي خريس "ان المناورة الإسرائيلية الحالية هي استعراض للعضلات، وهي في مثابة حرب وهمية على لبنان، زيادة على الخروقات الجوية والبرية والبحرية الدائمة",، مؤكدا "ان المقاومة والجيش اللبناني في حالة جهوزية دائمة وسريعة اذا ما خرجت هذه المناورة عن طبيعتها أو أدت الى حدوث أضرار للبنانيين". وأكد خريس "ان حركة أمل لن تخرج يوما عن الإجماع الوطني الذي يتيح للجميع المشاركة والتوافق والتعايش، لأن الرئيس بري سيبقى يدعو للحوار والتفاهم من أجل إنقاذ الوطن الذي نراه جميعا يدخل في النفق المظلم، وان الدعوة الى الحوار الداخلي يؤسس الى تسهيل المواقف السياسية لاستكمال المبادرة العربية". وأشار خريس الى "أهمية تحرك الإتحاد العمالي العام من أجل تحسين الظروف المعيشية"، مستغربا "محاولة البعض أن يضع تحرك المعلمين والعمالي في خانة التبعية السياسية لفريق دون آخر في الوقت الذي لا يفرق فيه الجوع بين مواطن وآخر".

 

اختفاء الشاهد محمد زهير الصديق من فرنسا

نهارنت/أكدت مصادر فرنسية نبأ اختفاء الشاهد السوري محمد زهير الصديق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، لكنّها قالت إنها لا تعتبره هارباً، بل هو استعمل ما يتيحه له القانون وسافر مع عائلته الى خارج الأراضي الفرنسية، رافضة تحديد وجهته أو مكان إقامته. وكانت مصادر أمنية أوروبية قد أشارت إلى اختفاء الصديق قبل بضعة أسابيع، بعدما دخل فريق من الشرطة الفرنسية يعمل في حماية الشخصيات الى منزله بعد يومين على "خروجه عن السمع". وبعدما لم يُعثر عليه، تبيّن أنّ زوجته قد لحقت به، وأكدت سلطات الحدود أنه غادر الأراضي الفرنسية باتجاه إحدى الدول الخليجية. ونقلت معلومات صحافية عن المصادر ان الصدّيق كان قد استفاد من قرار وزارة الداخلية الفرنسية نقل أمر مراقبته من جهاز حماية الشخصيات الأرفع في فرنسا المعروف بـ"raid" الى جهاز آخر يتابع الأمر نفسه ولكنه يتبع للشرطة الفرنسية "crs"، وهو أقل خبرة، وصار يغادر منزله بصورة غير دورية قبل أن يختفي نهائياً. لكن المصادر أشارت الى أن الصدّيق غير متّهم في فرنسا وغير ممنوع من السفر أو التنقل، وإنّما يخضع لنظام "المراقبة اللصيقة". وحصل أن سافر الصديق مرات عدة الى بريطانيا ومربايا في المغرب قبل أن يعود في وقت لاحق الى فرنسا، متذرّعاً بأنه كان في إجازة خاصة وأن عودته تمّت بعدما أنفق ما كان بحوزته. وقالت المصادر إن الصديق سافر أكثر من مرة الى الإمارات العربية المتحدة، وربما هو الآن هناك. وتحدثت المصادر عن أنه سبق لجهة أمنية رسمية فرنسية أن أعدّت تقريراً قالت فيه إنه يصعب حماية الصديق بسبب طبيعته الشخصية المتهوّرة واستعداده الدائم للتنقل. ومع أن المصادر نفت علمها بخضوع الصدّيق لبرنامج حماية الشهود من قبل لجنة التحقيق الدولية، ذكرت بأنه مطلوب للسلطات اللبنانية، وأن الاخيرة أرسلت عدة أسماء لعدد من الشهود الذين يخضعون الآن لبرنامج حماية الشهود، كما نقل عن المحقق العدلي في جريمة اغتيال الرئيس الحريري القاضي صقر صقر.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 5 نيسان 2008

البيرق

تتوقع بعض الدوائر الحزبية ان تشهد قضية حساسة بعض الانفراجات .

الشرق

نائب بيروتي سابق توقع تباينات داخل حزب عريق في ضوء ما صدر اخيرا عن رئيسه من تناغم مع قطب معارض بشكل لا ينسجم مع رأي الأكثرية .

مسؤول سابق استغرب اصرار المعارضة على انضمامه اليها على رغم كل ما صدر عنه لجهة عدم اقتناعه بتصرفاتها السياسية وغير السياسية .

اوساط سياسي بارز اكدت انه بدأ منذ وقت بعيد اعادة جدولة حساباته الانتخابية بعدما تأكد له ان تحالفاته الحالية لن تعمر طويلا .

البلد

بعد تحقيق لاحدى وسائل الاعلام عن تدريبات وتحركات عسكرية في مناطق معينة شمال الليطاني بدأت شريحة معينو تفكر بايجاد مساكن بديلة او رديفة خارج المنطقة خوفا من تطورات دراماتيكية .

كشفت مصادر في هيئات نقابية ان ما يحصل من نقاشات تتسم بالحدة قد يؤدي الى خروج مسؤولين من المعارضة الى الموالاة وبالعكس ما سيخلط الواقع الحالي تماما .

تواجه مؤسسة تجاذبا حادا لرفع توصيات الى هيئة حكومية في شأن تجديد عقود مع دولتين عربيتين من دولة الى دولة لتأمين حاجات المؤسسة من الفيول علما ان المهلة لاخذ القرارات لا تتعدى ثلاثة اشهر لبتها .

النهار

يتجاذب الغالبية النيابية رأيان: احدهما يدعو الى انتخاب رئيس للجمهورية بالاكثرية المطلقة , والآخر يعارض ذلك ويفضل استمرار الوضع الراهن على اساس ان " الكحل افضل من العمى".

ابلغ مواطن من ضاحية قريبة من العاصمة الى مرجع سياسي عن تنظيم مجموعات مسلحة لحماية منطقتهم في حال تعرضت لاعتداء من ضاحية مجاورة .

يرى بعض المراقبين ان دعوة الرئيس بري الى الحوار ان لم تكن محاولة للاتفاق على حل الأزمة اللبنانية , فانها تمنع الانفجار .

السفير

تقدم ثلاثة مديرين عامين باستقالاتهم من مراكزهم، بينهم مدير عام المالية الذي تعاقد مع شركة كبيرة بدءاً من حزيران المقبل، والآخران طلبا عدم الإفصاح عن اسميهما.

بدأ الإعداد لجدول أعمال مجلس الوزراء، والبارز فيه طلب تعيينات إدارية تقدم بها وزراء في إدارات تخصهم.

قال قطب سياسي إنه بدأ يتخوّف من حرب باردة أميركية روسية راحت بوادرها تظهر في لبنان أخيراً.

المستقبل

كشف سفير أوروبي ان متخصصين في الاقتصاد قالوا له ان كل المناطق اللبنانية دون استثناء تتأثر بالتعثّر السياسي والعراقيل التي توضع في وجه الحلول.

علم ان معظم مدارس البقاع الرسمية والخاصة طلبت من المعلمين محاولة إنهاء السنة الدراسية بالكامل في حد أقصاه الأول من حزيران.

يناقش مجلس الأمن الدولي موضوع الشرق الأوسط في جلسة خاصة يعقدها في 23 نيسان الحالي.

اللواء

كشف مصدر مقرّب من دمشق عن خطة تدرسها رئاسة القمة العربية لمقاربة الملفات الخلافية، ليس بينها الملف اللبناني.

فوجئ قطب معارض بطرح زميل له، الأمر الذي جعله ينكفئ عن طرح المبادرة التي وعد بها.

شهدت الانتخابات الطلابية خلط أوراق في الفروع الأولى، لمصلحة تيار إسلامي وسطي في أكثر من كلية ومعهد!.

الأخبار

لا تزال المملكة العربية السعودية تحثّ رعاياها على مغادرة لبنان، وخصوصاً العوائل منهم، وآخر التعليمات، الرسالة التي تلقّاها رجال الأعمال السعوديون من "غرفة الشرقية"، وفيها إفادة بـ"تلقّيها خطاب صاحب السمو الملكي أمير المنطقة الشرقية رقم 8 س/ 2507 وتاريخ 1/ 3/ 1429 هجرية بخصوص صدور الأمر السامي الكريم رقم 900/ مب وتاريخ 4/2/ 1429 هجرية، القاضي بتوجيه العوائل السعودية إلى عدم السفر إلى لبنان خلال العطلة الصيفية المقبلة".

كذلك تلقّى موظفون كبار في وزارة الخارجية السعودية التعميم الذي يوزّع على العاملين معهم وتحت سلطتهم بإلغاء كل الحجوزات الخاصة بقضاء العطلة الصيفية في بيروت منذ الآن، والعمل على ترتيب الأمور لقضاء الإجازة في أماكن أخرى.

أبلغت الجهات المعنية في الولايات المتحدة الأميركية قائد "القوات اللبنانية" سمير جعجع، بأنها تسهّل جمع تبرعات لحزبه من المغتربين اللبنانيين في أميركا، وتحثّ آخرين من أصدقاء الإدارة على تقديم الدعم إليه، وأنها تميّز بقوة بين "القوات" وبين التيار الوطني الحر، الذي يُمنع على أيّ من الأميركيين اللبنانيين المقيمين في الولايات المتحدة تقديم أيّ دعم مالي إليه مباشرةً أو من خلال دعم مؤسسات تابعة للتيار. وحصل أن تولّى لبنانيّون هناك جمع بعض التبرعات لمصلحة "القوات" خلال وجود جعجع هناك.

قال ديبلوماسي أوروبي إن الزيارة التي سيقوم بها وزير الخارجية الإسباني ميغل أنخل موراتينوس إلى بيروت قريبا هي"زيارة تضامن" من أوروبا، ورسالة إلى أنها لم تهمل لبنان، منذ آخر زيارة لوفد الترويكا الأوروبية إلى بيروت في النصف الثاني من تشرين الثاني الماضي، وضمت إليه وزيرا خارجية فرنسا برنار كوشنير، وإيطاليا ما سيمو داليما، للحؤول دون وقوع فراغ في رئاسة الجمهورية، ودعم المبادرة الفرنسية للاستحقاق الرئاسي. وأوضح الديبلوماسي الأوروبي أن موراتينوس لا يحمل أفكاراً جديدة، أو خطة أوروبية إلى بيروت، بل يحمل تأكيد دعم الاتحاد الأوروبي المبادرة العربية، وهو سيبلغ المسؤولين الذين سيجتمع بهم بأن أوروبا تدعم المبادرة العربية، والاستعداد لكل تعاون في هذا النطاق.

سأل صحافي أميركي يعتزم زيارة لبنان دوائر في الخارجية الأميركية: هل يتوجّه إليه في ضوء تصعيد المواقف والإجراءات والمناورات المتبادلة بين إسرائيل وسوريا وحزب الله، فأُجيب بأنْ لا خطط حرب في المدى القريب بين إسرائيل وسوريا، وبينها وحزب الله، كذلك لا خطط سلام، وأن ليس ثمة أمل في توصّل الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت إلى اتفاق ثنائي. ولاحظت الدوائر الأميركية، بحسب ما ينقل عنها الصحافي الأميركي، أن الأمل الوحيد المعقود هو في أن ينجح المصريون في وقف النار بين إسرائيل وحماس في غزة.

 

البطريرك صفير عرض الاوضاع المعيشية مع الوزير ازعور

وطنية - 5/4/2008 (سياسة) استقبل البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير، في بكركي، وزير المال جهاد أزعور واستمع منه الى شرح مفصل حول الاوضاع المالية والاقتصادية وسبل معالجة الحكومة للشأنين المعيشي والمطلبي. وأكد الوزير ازعور اهتمام الحكومة بالمطالب النقابية وعملها الجدي لاتخاذ تدابير لا تترك انعكاسات سلبية على بعض القطاعات والطبقات الشعبية. واستبقى البطريرك صفير الوزير ازعور الى مائدة الغداء، حيث استكملا عرض الاوضاع الحالية، واجاب الوزير ازعور على اسئلة عدد من المطارنة حول الاوضاع المالية.

 

العماد سليمان بحث وقائد العمليات في اركان الدفاع الايطالية سبل التعاون

وطنية - 5/4/2008 (سياسة) استقبل قائد الجيش العماد ميشال سليمان في مكتبه في اليرزة، قائد العمليات المشتركة في اركان الدفاع الايطالية الفريق VALOTTO Giuseppe، على رأس وفد عسكري مرافق، وتناول البحث سبل تفعيل التعاون والتنسيق بين الجيشين اللبناني والايطالي، وشؤون تتعلق بمهمة الوحدة الايطالية العاملة في اطار قوات الامم المتحدة المؤقتة في لبنان.

 

الرئيس بري استقبل سفراء ايطاليا واسبانيا واليونان وفرنسا

وطنية - 5/4/2008 (سياسة) استقبل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، ظهر اليوم في عين التينة، السفير الايطالي في لبنان غبريال كيكيا، في حضور مسؤول العلاقات الخارجية في حركة "امل" النائب علي بزي والمستشار الاعلامي علي حمدان، وجرى عرض للتطورات الراهنة والمبادرة الحوارية للرئيس بري.

ثم استقبل في حضور النائب بزي، السفير الاسباني في لبنان ميغيل بنزو وتناول البحث المستجدات وما يقوم به رئيس المجلس في إطار دعوته للحوار.

كما استقبل في حضور النائب بزي سفير اليونان في لبنان بانوس كالوبروبوليس وعرض معه الاوضاع الراهنة. وعند الساعة الثالثة والربع استقبل الرئيس بري القائم بالاعمال الفرنسي اندريه باران بحضور الدكتور محمود بري، وعرض معه للتطورات الراهنة ومبادرته الحوارية.

 

النائب عدوان: لبنان اما يكون ساحة المواجهة الوحيدة او وطنا ودولة

الرئيس بري تحول الى زعيم في المعارضة ولا نستطيع التعاطي معه كحكم

وطنية- 5/4/2008(سياسة) أكد نائب رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان ان الوضع بعد القمة العربية عكس حقيقة واقع إقليمي ودولي ، وظهّر حقيقة الأزمة الى العلن . وقال النائب عدوان في حديث الى صالون السبت من "صوت لبنان" إننا اليوم أمام مفترق طرق ولبنان أمام خيارين ، إما يكون ساحة مقايضة وبلد المواجهة الوحيد ، وإمّا يكون وطناً ودولة وهذه هي حقيقة المشكلة. وأضاف ان الخيار اليوم هو بين كيان لبنان الوطن ومنع قيام الدولة بإنتظار حلحلة قضايا المنطقة والعالم . وشددّ على ان المشكلة هي قرار الحرب والسلم خارج الدولة كلياً. وأكد ان القمة العربية كانت نقطة تحوّل كبيرة لأنه للمرة الاولى منذ زمن بعيد طرح العرب مشكلة لبنان بكل جرأة ووضوح ، وطالب الدول العربية والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بإيقاف التدخل السوري في الشؤون اللبنانية ومنع إدخال السلاح الى لبنان وجعله ساحة . ورأى النائب عدوان ان الرئيس نبيه بري إنتقل من رئيس مجلس نيابي الى زعيم في المعارضة ولذلك لم نعد نستطيع ان نتعاطى معه كحكم يدعو الى حوار لأنّه تخلّى عن دوره بعدما أقفل المجلس النيابي.

وقال لن ندخل في أي حوار او بحث وما من إستعداد لدينا في تضييع الوقت لأنّ الاولوية هي لإنتخاب رئيس للجمهورية وإذا لم نستطع ذلك يعني أن هناك قراراً بإبقاء سدّة الرئاسة فارغة لاسقاط الدولة ونحن لسنا على إستعداد لذلك . وتابع قائلاً إن الحوار يجب ان يكون في القصر الجمهورية لأن رئاسة الجمهورية يجب ان تستعيد دورها كحكم يُراعي الدستور. وقال إن الأكثرية اليوم مغلوب على أمرها وما حصل في آذار 2005 كان إسقاطا لحكم الوصاية من دون ان يحلّ محله حكم لبناني آخر . وأضاف نحن اليوم في وضع دولة أسوأ مما كان عليه منذ سنتين وما نختلف عليه هو نهايته الكيان اللبناني .

ورأى ان ما يجب ان نتفق عليه بعد إجراء الانتخابات الرئاسية هو الشراكة في قرارات الوطن أي بمعنى آخر هل ان قرار الحرب والسلم في يد الدولة ؟

ورأى ان عامل الوقت بالنسبة الى سوريا كان دائما عامل رهان لأنهم يعلمون ان لهم تواصلاً دائماً مع الفرقاء اللبنانيين وان العرب ممكن ان ينشغلوا بهموم أخرى إلاّ أن سوريا مخطئة اليوم بذلك لأنّ الإدارة الاميركية أيضا ومهما يكن الرئيس الاميركي الذي سيُنتخب بعد الرئيس جورج بوش سيكون له الموقف نفسه من لبنان .

وأشار الى ان ما ألمح اليه وزير الخارجية السوري وليد المعلم حول إتفاق مقايضة ممكن ان يُبرم مع سوريا حول المحكمة هو صحيح، وقال ان فرنسا إرتكبت خطأ بالسماح لسوريا بالعودة الى السياسة اللبنانية .

وأضاف يُخطىء من يعتقد إنه يستطيع التأثير على مسار المحكمة بشكل من الأشكال أو تسييسها .وشددّ على ان المحكمة سائرة بخطى جدّية وجيدة ومُطمئنة .

وإعتبر النائب عدوان ان القضاء اليوم ليس بأفضل حالته وبعض القضاة يمارسون الاخطاء تحت نظر رؤسائهم من وزير العدل والتفتيش المركزي ، ولا يمكننا المساءلة الاّ في المجلس النيابي، وعندما يُفتح باب المجلس سأتكلم عن جميع المخالفات التي تحصل في القضاء ، أنا مستعدّ ان أعطي جميع المعطيات المتعلقة بالمخالفات التي تحصل من قبل بعض القضاة بجلسة مغلقة او علنيّة .

وقال إتصلت بالرئيس الاول في جبل لبنان صلاح مخيبر وأعطيته المعطيات التي في حوزتنا وفوجئت إنه يملك المعلومات ذاته وإذا لم يتصرف سأقول الوقائع .

واشار الى اننا كنواب عندنا دور وواجب ويجب فتح المجلس النيابي لنمارس دورنا ، لأنّ إقفاله يؤذي مصالح الناس .

ودعا الرئيس بري الى فتح المجلس النيابي اليوم قبل غد، معتبراً ان الكلام عن الحوار هو لإبعادنا عن الموضوع الحقيقي الذي هو إقفال المجلس .

ولفت الى ان الحديث الأخير للعماد ميشال سليمان أتى تعبيراً عن ألمه من الوضع القائم ، وقال عندما إخترنا العماد سليمان كان بخلفية انه السبيل ليس للتسوية فقط بل لدخول المقاومة الى الدولة لأننا نعرف أنه من غير ان " تَرْكَبْ" الدولة في لبنان سوى بدخول سلاح حزب الله إليها .

وقال إذا وصلنا الى الحادي والعشرين من آب من دون قائد جيش فإنّ الحكومة ستختار قائداً.

وشددّ على أن الجيش لم ينقسم لأنه غير مرتبط بوضعية سياسية بل يُحافظ على القانون والسلم الأهلي. وأكد ان سليمان سعى الى الفصل بين وضعه كمرشح رئاسي وكقائد للجيش ، وإن الجيش سيسجّل له هذا الموقف. ورأى ان ما من أفق لحلول بين الدول العربية لأنّ ذلك يتطلب تغييراً في إستراتيجية الموقف السوري وهذا غير ظاهر في الأفق. ورأى ان لا أفق قريبا للمبادرة العربية، وقال نحن لم نعد ميّاليين للخوض في التفاصيل لأنّ ما نريده هو إنتخاب رئيس للجمهورية وهذا ما سنقوله لموسى لأن سوى ذلك سنعتبره مضيعة للوقت. وعن قانون الإنتخابات، قال النائب عدوان ان ما نريده هو قانون يؤمن صحة التمثيل ، وبين قانون العام 2000 وقانون العام 1960 سنختار الأخير ولكن سنحاول الاتيان بقانون أفضل منه لأنه غير كاف ومجحف بحق المسيحيين. وشددّ على أن من مصلحة المسيحيين التشبث بالطائف لأنّ أي تعديل عليه سيفتح الباب أمام المجهول. وشددّ على ان موضوع تسلّح القوات اللبنانية لم يعد حتى إحتمالاً لأن نهاية لبنان وزوال المسيحيين سيكون بعدم قيام الدولة. وأكدّ أن تحسين الوضع الإقتصادي يبدأ بالإستقرار السياسي لكي نشهد نمواً .

 

الاعلان عن تأسيس "التيار الاصلاحي العلوي الحر" في طرابلس

مامي: للعمل موحدين تحت راية الوطن وبظل حكومته الشرعية

وطنية- 5/4/2008 (متفرقات) أعلن اليوم في طرابلس عن تأسيس "التيار الاصلاحي العلوي الحر" برئاسة علي مامي، وذلك خلال مؤتمر صحافي عقده مامي في طرابلس في حضور عدد من اركان التيار ومناصريه. وقد ناشد مامي "الاهل والجيران في عكار وطرابلس العمل موحدين تحت راية الوطن وفي ظل حكومته الشرعية"، داعيا ابناء الطائفة العلوية الى "ان لا يخافوا ولا يسمحوا لاحد بان يكم افواههم"، مؤكدا "انهم تضرروا من حقبة الوصاية وليسوا ازلاما لاحد ولا مستفيدين من تلك الحقبة". وقال: "ان ما يجري في هذه الطائفة الكريمة، الا وهو حرب الردود على الردود والبيانات والاتهامات والمتاجرة المزايدة والبيع والشراء باسمها، كفانا ايها القيمون على شؤون هذه الطائفة، كفانا ما تتخبط به هذه الطائفة من بؤس وحرمان للحقوق، كفاها ذل وتزلم وقفز وجوع، بالله عليكم ماذا قدمتم لها، قولوا بالارقام لا بالكلام". اضاف: "على مدى ثلاثة عقود، تعاقب على تمثيل هذه الطائفة في البرلمان اللبناني خمسة نواب، ماذا فعلوا لها، الا نائبا عمل على انشاء مرجعية لهذه الطائفة وجاهد وناضل من اجله سنوات وحصل عليه مشكورا، اما الباقون ارجو ان تردوا علي بالارقام، ماذا قدمتم". وردا على سؤال حول موقف التيار من شرعية المجلس الاسلامي العلوي الحالي، اعتبر مامي انه "غير شرعي"، لافتا الى "ان تعيين اعضائه جاء عبر انتخابات غير قانونية وبغياب ممثل من رئاسة الحكومة ومجلس الوزراء"، داعيا الى "اجراء انتخابات شرعية وقانونية لاخراج المجلس من الوصاية التي سيطرت عليه منذ ثلاثة عقود".

 

المجلس الشرعي الإسلامي الاعلى استنكر الحملة التي يتعرض لها الإسلام ودعا إلى الخروج من الحلقة المفرغة بالمبادرة الى انتخاب رئيس

وطنية- 5/4/2008 (سياسة) عقد المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى اجتماعه الدوري برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني وحضور السادة الأعضاء. وبعد الانتهاء من مناقشة القضايا الواردة في جدول الأعمال، تداول المجلس في المستجدات اللبنانية والعربية، وأصدر بيانا أعرب فيه عن "إدانته واستنكاره لحملة الإساءة والتشويه التي يتعرض لها الإسلام في أجهزة إعلام بعض الدول الغربية، ولا سيما منها إعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية التي تفتري على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وفيلم فتنة المناهض للاسلام بما تنتهك حرمة القرآن الكريم وقداسته".

ودعا منظمة المؤتمر الإسلامي والمنظمات المتفرعة منها الى "العمل على إيجاد السبل لمواجهة هذه الحملة والتعريف بالإسلام وقيمه ومبادئه وتعاليمه السمحة".

وتوقف المجلس مطولا أمام "الوضع الخطير الذي تمر به البلاد والمتمثل في استمرار تعطيل المبادرة العربية وطرح شروط تعجيزية تحول دون انتخاب الرئيس التوافقي العماد ميشال سليمان، وكذلك في مواصلة إقفال مجلس النواب وتعطيل دوره الدستوري والوطني". ودعا إلى "الخروج من الحلقة المفرغة التي يعاني منها الوطن، وذلك بالمبادرة فورا إلى انتخاب رئيس الجمهورية التوافقي ومن ثم تشكيل حكومة وفاق وطني تضع مشروع قانون جديد للانتخابات البرلمانية على أساس القضاء دائرة انتخابية". ورأى المجلس "ان الرسالة التي وجهها رئيس مجلس الوزراء الأستاذ فؤاد السنيورة عشية انعقاد القمة العربية في دمشق أكدت على الثوابت الوطنية وحددت بوضوح أسباب الأزمة والمسؤولين عنها. ومن هنا يؤكد المجلس على أهمية المساعي التي تقوم بها الحكومة اللبنانية مع المراجع العربية والدولية لتنفيذ بنود المبادرة العربية التي جرى تجديد التأكيد عليها في لقاء قمة دمشق، والتي تلقى إجماعا لبنانيا وعربيا ودوليا وتحتاج إلى ترجمة عملية وفورية".

ونبه المجلس إلى "صعوبة الأوضاع المعيشية المتردية التي تثقل كاهل المواطن اللبناني وتدفعه إلى الهجرة". وأكد على "ان معالجة هذه الأوضاع تتطلب معالجة الأزمة السياسية التي تنعكس سلبا على الاقتصاد الوطني، كما تتطلب رفع كابوس الاعتصام عن قلب بيروت الذي يخنق العاصمة ويعطي للعالم صورة سلبية تحرم لبنان من الاستثمارات العربية والدولية، وتحد من قدرة الاقتصاد على إيجاد فرص عمل جديدة من أمام اللبنانيين، وتسهم في عدم تحسين نوعية عيشهم ومستواه".

وحذر المجلس من "النوايا العدوانية الإسرائيلية التي تترافق مع تهديدات ومناورات عسكرية تجري على طول الحدود الجنوبية والجنوبية الشرقية للبنان". ودعا الى "المزيد من التضامن الوطني لمواجهة هذه النوايا في إطار الدولة اللبنانية ومؤسساتها الشرعية". وأشاد بالتدابير الأمنية التي اتخذها الجيش اللبناني "للدفاع عن سيادة لبنان وعن سلامة أهلنا في الجنوب والبقاع، وبالإجراءات الاحترازية التي اتخذتها قوات اليونيفيل في إطار مهمتها المحددة بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1701". وينظر المجلس "بقلق شديد إلى أوضاع إخواننا في الأراضي المحتلة في فلسطين والعراق والخطر الوجودي الذي يتهددهم"، داعيا إلى "وحدة الصف والموقف والقرار".

 

الوزير العريضي: لا انتظر من اسرائيل الا النيات العدوانية والحكومة ملتزمة بالقرار 1701 والمطلوب إلزام اسرائيل به

وطنية - 5/4/2008 (سياسة) أكد وزير الاعلام الاستاذ غازي العريضي، في حديث الى اذاعة "صوت الغد"، "ان اسرائيل عدونا والولايات المتحدة لم تكن في صف لبنان وضد اسرائيل يوما". وطالب السياسيين "برفع الغطاء عمن يطلقون النار ابتهاجا كي تستطيع السلطات المختصة التصرف".

سئل: كيف تقرأ المناورات الاسرائيلية الكبيرة والضخمة الاولى من نوعها منذ عام 1948، ولبنان له رأي سياسي في الموضوع، علما ان الجانب الاسرائيلي طلب من اليونيفيل ابلاغ لبنان انه غير مستهدف؟

اجاب: "هذه الامور ليست مطمئنة على الاطلاق ولا يمكن ان يكون تطمين من اسرائيل في ظل هذه الممارسات التي ترافقها انتهاكات يومية للاجواء والمياه الاقليمية اللبنانية، والمطلوب من اسرائيل بدل القيام بكل هذه الامور الالتزام بالقرارات الدولية، الالتزام الدقيق بالقرار 1701، والمطلوب ايضا من القوات الدولية والمجتمع الدولي إلزام اسرائيل بهذا الامر".

سئل: في المقابل، الحكومة اللبنانية الحالية التي لها مكانة (معزة) خاصة لدى الادارة الاميركية ولدى مجلس الامن هل تقوم بأي مسعى او جهد او اتصالات للتعبير عن قلقها حيال ما يجري؟

اجاب:" اسمعوا لي ان اختلف معك في مضمون السؤال فهذه المكانة (المعزة) الخاصة من هذه السياسة الاميركية والسياسة الاسرائيلية لم تأت الا بكل الدمار والخراب للبنان. وفي المسألة الثانية الحكومة اللبنانية ملتزمة بالقرار 1701 وتدعو مجلس الامن، في اكثر من بيان وقلنا هذا الامر بعد الانتهاكات الاسرائيلية، الى تحمل مسؤولياته والزام اسرائيل تطبيق هذا القرار. للاسف لا نرى من الادارة الاميركية اي جهد في هذا الاتجاه وبالتالي مجلس الامن من خلال تركيبة وموازين القوى فيه وبعض الامور في نظامه كلها تحول دون ادانة اسرائيل وتحميلها المسؤولية. لذلك اقول لا يمكن ان انتظر من اسرائيل الا كل الشر والنيات العدوانية تجاه لبنان".

سئل: منذ يومين توفي احد الاشخاص نتيجة اطلاق النار ابتهاجا بعد خطاب سياسي معين، ومنذ اشهر الى اليوم توفي شخصان واصيب ثمانية. هل مجلس الوزراء بصدد اصدار اي قرار للاجهزة الامنية لاتخاذ اجراءات لدى اطلاق النار ابتهاجا؟

اجاب: "المؤسسات الامنية بطبيعة عملها تلجأ الى توقيف كل من يطلق النار. لكن في حالات نشهدها مع هذه الفوضى العارمة التي تعيشها البلاد واطلاق النار في اكثر من منطقة، أدعو القوى السياسية اولا لرفع الغطاء عن كل مناصر لها في اي منطقة من المناطق واي حزب بدءا من الحزب الاشتراكي، وان تتوفر التغطية الكاملة والحماية للقوى الامنية لوضع حد لهذه الحالة الشاذة، غير ذلك نحن ذاهبون الى حالة من الفوضى والفلتان تحت عناوين مختلفة في البلد".

 

الشيخ قبلان: توقيفات تطال البعض من دون محاكمة ولا يجوز المماطلة في حسم قضية الضباط الاربعة

وطنية - 5/4/2008 (سياسة) رأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان "أن مجتمعاتنا تعيش حالة من الجفاف الأخلاقي بفعل تحدي البعض لشركائهم وإخوانهم في الوطن ما يؤدي إلى زيادة الأحقاد وشحن الأنفس وزيادة العصبية, في وقت يجب ان يعملوا فيه لمحاسبة أنفسهم والابتعاد عن الأنانيات، والعمل لما فيه مصلحة الآخرين ووقف السجالات التي تسيء الى الوطن واهله، لذلك علينا ان ننصف بعضنا ونطالب بالحق والإنصاف حتى نعيش في استقرار وامن وسلام". واستنكر "التوقيفات التي تطال البعض من دون محاكمتهم, وهم كثر لا نعرف غالبيتهم، ولا سيما الضباط الأربعة الموقوفين من دون محاكمة، وبمنأى عن معرفتنا بهم، فإذا كانوا أبرياء فلماذا لا يطلق سراحهم؟ وإذا كانوا مدانين فيجب محاكمتهم، فلا يجوز المماطلة في حسم قضيتهم، ويجب أن يكون القضاء مستقيما وعادلا ويبادر الى إعطاء الحق الى أصحابه، فإذا كان هناك إثباتات تدين هؤلاء فليبرزها أصحابها، إذ لا يجوز ان يترك الضباط الأربعة لمصيرهم دون محاكمة، فاستمرار الاعتقال دون محاكمة أمر لا نقبل به، لذلك نطالب وزير العدل ومدعي عام التمييز وكل القضاة ان يحكموا ضميرهم ويتصرفوا بما يمليه عليهم الواجب". ورأى "ان الناس تعيش حالات قلق من المناورات الإسرائيلية على الحدود في وقت يحتفل الكيان الصهيوني في ذكرى الستين لاغتصاب فلسطين بمشاركة دول أجنبية تشهد على اغتصاب فلسطين وتشريد أهلها وقتل المدنين والأبرياء، وفي ذكرى الستين على اغتصاب واحتلال فلسطين وتشريد أهلها وقتلهم، نطالب المجتمع الدولي بإطلاق الأسرى في الزنازين الصهيونية، وإعطاء الفلسطينيين حقوقهم المشروعة في اقامة دولتهم المستقلة على ارض فلسطين بعاصمتها القدس الشريف بعد عودة اللاجئين الى ديارهم في فلسطين".

كلام الشيخ قبلان جاء ضمن الدرس الأخلاقي اليومي الذي يلقيه في مقر المجلس حيث شرح الحديث وقال "إن الجنة لا يدخلها إلا ثلاث: رجل حكم على نفسه بالحق، ورجل يزور أخاه المؤمن لوجه الله، ورجل آخر آثر على نفسه في الله", فقال: "هذه الفئات الثلاث المباركة قدوة لنا، فالحكم على النفس بالحق فضيلة لان الحق لا يتخلى عن صاحبه والنموذج الأول هو رجل جعل الحق ميزانا له يتحرك من خلاله ويلتزم الحق ولو كان عليه، فيتجاوز شهوات نفسه ورغباته ويتمسك بالحق الذي هو من أسماء الله تعالى، لذلك فان كل من سار على طريق الحق فانه يتحكم برغباته وشهواته ويصوب مساره في الاتجاه الصحيح، والنموذج الآخر هو المؤمن الذي يتفقد حال إخوانه تقربا إلى الله، فحق المؤمن على أخيه كبير، ولا ينبغي أن يضيع الإنسان حقوق إخوانه عليه فيزورهم ويتفقد أحوالهم ويتعاطى معهم بالحسنى، اما المؤمن الذي آثر عن نفسه فانه يحقق إنجازا كبيرا اذ يقدم الآخرين على نفسه ويفضلهم عليه فيقدم بذلك تضحية كبيرة ويتفانى في سبيل إخوانه, وانصع مثال على الإيثار هم أهل البيت الذين قدموا على أنفسهم اليتيم والمسكين والأسير اذ قدموا فطورهم المتواضع جدا والمشتمل على خبز الشعير والتمر الى الفقير والمسكين والأسير على مدى ثلاثة ايام, على رغم من أنهم كانوا صائمين فكان ان انزل الله تعالى سورة من القران تذكر إيثارهم وتضحيتهم".

ودعا الشيخ قبلان المؤمنين "الى التشبه بأهل البيت فيجعلوا منهم القدوة التي تستحق الإتباع فيكونوا مميزين في تضحياتهم وتفانيهم وفضائلهم, وعلى المؤمنين ان يتحروا مواقع الخير ويبتعدوا عن الشر ويعملوا على الدوام لمرضاة الله في سبيله".

 

النائب بزي رد على النائبين عدوان وفرعون

وطنية- 5/4/2008 (سياسة) رد النائب علي بزي على النائب جورج عدوان والوزير ميشال فرعون بالتصريح التالي: "إزاء هكذا نوعية في الموالاة، لم يكن الرئيس نبيه بري يوما من الايام الا معارضا، لا بل شيخ المعارضين، منذ الحوار الاول مرورا بالتشاور واللقاءات الحوارية وحتى في المستقبل القريب والبعيد. ومن يطالب بفتح المجلس النيابي، عليه ان يغلق هذه الحكومة التي يتشدق بالتمثل بها، اما بالنسبة الى قول الوزير فرعون حول الوعود، فبصراحة فاننا لم نفهم عليه كالعادة او ان معلمه لم يخبره بالحقيقة".

 

بيضون: العماد سليمان طرح مبادرة انقاذية تضع حدا لمهزلة تأجيل الانتخابات

اللبنانيون جميعا يريدون الرئيس التوافقي فورا وليس مرتبطا بسلة مطالب

من الضروري ان يبدأ عمرو موسى بحوار لاعادة العلاقات اللبنانية - السورية

وطنية - 5/4/2008 (سياسة) رأى النائب السابق محمد عبد الحميد بيضون، في تصريح اليوم، "انه من الضروري ان يقوم الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى باتصالاته الأولية لبدء حوار مثمر وعميق لاعادة العلاقات اللبنانية - السورية الى مسارها الطبيعي خصوصا بعد ان تحولت الازمة في هذه العلاقات الى ازمة عربية - عربية متصاعدة وتهدد بشرخ كبير في العمل العربي المشترك كما بدا واضحا خلال انعقاد قمة دمشق الاسبوع الماضي".

وشدد بيضون على "ان الصعوبة الاولية تكمن في وضع جدول أعمال دقيق وتفصيلي للحوار بهدف تأمين نجاحه وعدم الوقوع في أسر شيطان التفاصيل وهذا هو جوهر مهمة عمرو موسى كما كلفه بذلك مجلس وزراء الخارجية العرب على خلفية ان حل الازمة اللبنانية ومن ضمنها العلاقات اللبنانية - السورية صار المعبر الحتمي للمصالحة العربية والعودة الى نظام عربي قادر على لعب دور قيادي في جميع قضايا المنطقة وخصوصا موضوع الصراع العربي - الاسرائيلي لأن اسرائيل هي المستفيد الاساسي اليوم من الازمة اللبنانية ومن انقسام النظام العربي وهي تقوم بمزيد من العدوان التوسعي وبالاستعداد لكل انواع الحروب ورفع كفاءة مؤسساتها بينما العرب يتابعون خسارة مواقعهم ونقاط القوة التي يملكونها بسبب خلافاتهم".

من جهة ثانية، اعتبر بيضون ان حديث العماد ميشال سليمان طرح، وبمستوى عال من التجرد والوطنية، مبادرة انقاذية تضع حدا لمهزلة التأجيل المتتالي لعملية انتخاب رئيس للجمهورية ولترك الازمة مفتوح زمنيا بما يشكل تهديدا لمصالح الشعب اللبناني". وقال: "لا شك ان العماد سليمان يعيد تذكير جميع الاطراف بأن اللبنانيين جميعا يريدون الرئيس التوافقي فورا وليس مرتبطا بسلة مطالب تتوسع باستمرار حسب الاهواء والاجواء الاقليمية والدولية. والاهم انه منذ انتخابات عام 2005 اي منذ ثلاث سنوات لم يحصل توافق في البلد على اي نقطة او ملف سوى على شخص العماد سليمان كمرشح توافقي للرئاسة وان طرفي الازمة يحاولان اليوم اضاعة هذه الفرصة بالمماطلة وهذا ما ينذر بتمديد الازمة الى مدى غير معروف ويهدد لبنان بمخاطر الانهيار والتفكك".

اضاف: "ان جوهر الانذار المتأخر الذي وجهه العماد سليمان لاطراف الازمة هو التأكيد على ان المسار الحالي للامور اسقط كل المبادرات ومنها المبادرة العربية وان لبنان يتجه ليس الى فراغ مؤسساتي فحسب انما الى تفكك مؤسساتي يضاف الى ازمة اقتصادية معيشية متفاقمة تهدد بانهيار الدولة وعجزها عن متابعة مسؤولياتها، وبذلك تكون الاولوية رغم كل المطالب هي لانتخاب رئيس للجمهورية يمثل نقطة العودة الى حكم المؤسسات بدلا من حكم المزاجيات والمصالح الفئوية وموازين القوى. والعودة الى حكم المؤسسات او الاحتكام اليها تبقى دون نتيجة عملية وربما تتحول الى تعبئة وحشد للشارع كما حصل سابقا حتى وصلنا الى تسليح من لم يكن مسلحا وتعزيز من كان مسلحا سابقا وايصال البلد الى حدود الحرب الاهلية والانفجار".

 

الوزير فرعون في حديث الى اذاعة "لبنان الحر":

الرئيس بري في حاجة إلى اثبات مصداقية معينة كي يرعى الحوار

وطنية - 5/4/2008 (سياسة) رأى وزير الدولة لشؤون مجلس النواب ميشال فرعون، في حديث إلى إذاعة "لبنان الحر" ضمن برنامج على "مسؤوليتك"، "أن مسألة الانتخابات الرئاسية تخطت الواقع الداخلي اللبناني، وأصبحت مرتبطة بالملف النووي الايراني، وبالمحكمة ذات الطابع الدولي، وبالعلاقات العربية - العربية، ومن هذا المنطلق جاءت المقاطعة للقمة العربية التي عقدت في دمشق، في وقت كان لبنان المشارك الأول في القمم العربية كافة".

وانتقد الوزير فرعون "النظام السوري الذي لا يتجاوب مع المجتمع الدولي ومع الملفات التي تشغل لبنان، كملفات ترسيم الحدود والتمثيل الديبلوماسي ومزارع شبعا، وتهريب الأسلحة والمسلحين"، موضحا من جهة أخرى "أن هناك مصلحة مشتركة في أن تكون العلاقات جيدة بين لبنان وسوريا، ولكن على أسس ثابتة وواضحة ترتكز على احترام سيادة لبنان وحريته واستقلاله". ولفت إلى أنه "كان لدى السوريين رغبة بعدم حضور لبنان للقمة العربية"، معتبرا "أن المشاركة الضعيفة للدول العربية الكبرى كمصر والسعودية والأردن هي تعبير عن رفض السياسة الخطرة التي تنتهجها سوريا تجاه العالم العربي في حلفها مع ايران".

واعتبر "أن هناك من يستغل الساحة اللبنانية لتصفية الحسابات وتطبيق السياسات الاقليمية"، وسأل: "هل أزمة نهر البارد هي أزمة داخلية أم إقليمية؟، هل مسألة الاستراتيجية الدفاعية أو قرار الحرب والسلم مسألة داخلية ام مسألة خارجية؟، وهل القرار 1701 مسألة داخلية أم خارجية؟، وهل حتى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري مسألة داخلية أم خارجية؟. اضاف:" يجب علينا معرفة مكان تواجد قرار "حزب الله" في هذا الصراع الاقليمي الكبير". وحول الموقف الروسي تجاه لبنان والذي كان يصب لمصلحة سوريا، اعتبر الوزير فرعون "ان روسيا اليوم كجزء من المجتمع الدولي التزمت القرارات الدولية ووافقت على المحكمة الدولية، لأنها لمست وجود خطر حقيقي من استمرار الفراغ في رئاسة الجمهورية، ومن إقفال مجلس النواب، ما ينعكس سلبيا على وضع المنطقة ككل وليس فقط على الداخل اللبناني".

وعن موقف قائد الجيش العماد ميشال سليمان، رأى الوزير فرعون أن موقفه يعبر بشكل واضح عن رفضه تمديد الأزمة. وشدد على "أن الحل لتحييد لبنان عن المشاكل الكبيرة التي تواجه المنطقة يكون بتنفيذ المبادرة العربية وبالتالي الاسراع في انتخاب رئيس، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وبالتالي الوصول إلى استراتيجية دفاعية وطنية، تضبط السلاح ليكون سلاحا لبنانيا وليس سلاحا استراتيجيا لحسابات إقليمية". وعن مبادرة الرئيس نبيه بري، طالب "بتطبيق قرارات الحوار التي اتفق عليها بالاجماع، لأن الرئيس بري أثبت في المراحل السابقة كلها من الصراع السياسي أنه طرف في الأزمة ولم يتصرف كرئيس للبرلمان، وبالتالي كان يطبق المصلحة السورية على حساب المصلحة اللبنانية".

أضاف:" هناك عتب كبير على الرئيس بري حول بعض المسائل لأن جميع مواقفه وقراراته تصب في مصلحة التعطيل المستمر". واعتبر "أن الرئيس بري في حاجة إلى إثبات ثقة معينة ومصداقية معينة كي يرعى الحوار". وإذ شدد على أن الخطوات التي تقوم بها قوى 14 آذار تصب في خانة المصلحة الوطنية، أشار إلى أن "الانتخاب بالنصف زائدا واحدا هو قرار احتياطي ولن نستعمله في الوقت الحاضر إلا عندما تستنفد كل الحلول وعندما تباركه بكركي وعندما يوافق المجتمع العربي والأوروبي الذي يشارك في حل الأزمة الرئاسية في لبنان على دعم هذا الطرح". وأوضح ان هناك قرارا آخر واردا هو توسيع الحكومة. وإذ لفت إلى أن الأزمة ربما ستطول لأنها معقدة ومتشابكة، قال الوزير فرعون:" لقد دخلنا في مرحلة تطبيق المحكمة ذات الطابع الدولي، وهي محطة مهمة، وستساعد مع الوقت على وقف الاغتيالات السياسية والتفجيرات".

 

إعادة تشكيل الحلفاء

نشرة ليسيس

تحركت الماكينة السورية في لبنان مرة أخرى لإعادة تشكيل صفوف قوى 8 آذار، ولا يبدو ان دمشق في وارد السماح للرئيس نبيه بري بالتموضع في مقدمة الصفوف، ولا بإعادة إطلاق الحوار الذي وعد به رئيس المجلس النيابي بعد انتهاء القمة العربية، وتدل المؤشرات القوية والموثوقة ان الوزير السابق سليمان فرنجية انما سعى في كلامه الملتبس عن ربط انتخاب رئيس جديد للجمهورية بإقرار قانون 1960 الإنتخابي في جلسة واحدة الى القوطبة على التحرك الموعود لبري من جهة، والسعي الى مقدمة الصف السوري المنتظم من جهة أخرى، وأتى تحرك فرنجية متزامناً مع مسعى للعماد ميشال عون – في حديثه الى BBC  - الى قطع الطريق على الحوار الموسع وإسقاط اللقاء الرباعي والتأشير – مناورة – الى امكانية تحقيق اختراق في حوار ثنائي متجدد مع النائب سعد الحريري تسقط فيه المبادرة العربية وترشح العماد ميشال سليمان وتستهلك مواضيعه القديمة – الجديدة الوقت المطلوب سورياً لإستمرار السعي الى الصفقة المرجوة والتي تبدأ بإسقاط المحكمة الدولية، ولا تنتهي الا بإستعادة الوصاية على القرار اللبناني ووضع اليد على مؤسسات الجار الصغير!

وفي حين تقول المعطيات الواردة من دمشق ان الثنائية الشيعية ستنصرف لتحضير ملفات المواجهة الإقليمية والتي سيتولاها بالتساوي الحزب الإلهي وحركة امل، فإن مصادر أخرى عليمة تؤكد ان دمشق "شطبت" على دور الرئيس نبيه بري منذ ان نقل اليها حزب الله تمني رئيس المجلس بعدم الإعتراض الشيعي على ترشيح الأكثرية للعماد ميشال سليمان رئيساً توافقياً، لأن لا مصلحة بحسب بري للشيعة بالوصول الى تنافر مع الجيش وقائده! وتضيف المعلومات ان الوزير السابق سليمان فرنجية كلّف وجبران باسيل من قبل السوريين بتفشيل وعرقلة ترشيح العماد سليمان! ودفعت دمشق في نفس الوقت العماد ميشال عون لقيادة الحوار عن قوى 8 آذار في مسعى لإفشال المبادرة العربية وإسقاط المرشح التوافقي عبر سلسلة من المطالب التعجيزية التي لا تنتهي! وتضيف المعلومات ان كلام العماد سليمان عن شعوره بالمس بكرامته وباستحالة التوافق العربي على شخصه خير دليل الى نجاح المهمة الموكلة الى عون وفرنجية! وان ِإعادة تشكيل الصف المعارض إنما يأتي استعداداً لطي الصفحة الراهنة والإنتقال تالياً الى خطوة جديدة متقدمة.

وفي المؤشرات المؤكدة حول مراوحة مبادرة بري وفشل انطلاقها تزامن كلام عون عن عدم جدوى الحوار الموسع مع كلام مماثل لحزب طلال ارسلان! وتوصيف الرئيس عمر كرامي له بأنه سيكون حوار طرشان!! وامس انضم الوزير السابق ميشال سماحة الى الجوقة عندما شكك بكلام بري عن السعي لتقارب س- س اي سوريا والسعودية! وقبلهم سعى فرنجية لنسف الحوار عبر الهجوم غير المسبوق على كل اطراف الموالاة التي شاركت فيه سابقاً! بما يؤكد ان لا امل لإستعادة طاولة الحوار اجتماعاتها خصوصاً وان معظم المواضيع التي كانت قد أقرت سابقاً لم تنفذ، بما لا يُنعش الآمال  بإمكان حل البند الوحيد الذي ظل عالقاً وقتها وهو بند سلاح المقاومة والإستراتيجية الدفاعية، ناهيك عن ما استجد من كلام عن حكومة الوحدة الوطنية والقانون الإنتخابي الجديد وما سيلي في الأيام القليلة المقبلة.

يبقى ان النائب وليد جنبلاط الذي استشف المساعي السورية لعرقلة وتعطيل انطلاق مبادرة الرئيس نبيه بري، دعا الى استمرار التواصل مع رئيس المجلس النيابي، الذي يعتقد البعض ان كلام فرنجية وسماحة وقنديل ووهاب عن اغتيالات تستهدف المعارضين انما هو "رسائل مخابراتية سورية" ترمي الى تخويف بري وميشال المر وتجميد حركتهما! التي يمكن بحسب دمشق وحلفائها ان تؤدي عند احد المنعطفات المؤاتية اقليمياً ودولياً الى إنتاج حل لبناني بنده الوحيد انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً دون قيد او شرط.

 

التيار الشيعي الحر/المكتب الإعلامي

الحاج حسن يؤكد على ضرورة استمرار الدعم العربي لإنقاذ الجمهورية اللبنانية من الضياع بين أنياب الوحش الفارسي الذي يجتاح العالم العربي

عاد رئيس التيار الشيعي الحر الشيخ محمد الحاج حسن من جمهورية مصر العربية بعد زيارة استغرقت أيام ، وكان قد التقي عددا " من  الشخصيات السياسية والدينية أكد خلالها ضرورة استمرار الدعم العربي لإنقاذ الجمهورية اللبنانية من الضياع بين أنياب الوحش الفارسي الذي يجتاح العالم العربي ، واعتبر أن التمزيق الحاصل في العالم الإسلامي ينمي واقع الفرقة والتباعد بين المسلمين ، مؤكدا " أن الشيعة العرب لا يمكن لهم الإستغناء عن عروبتهم المرتبطة بثقافة وأصالة نبيهم المصطفى (ص) ، وعلى المرجعية الشيعية في النجف استعادة هيبتها التي تسعى إيران إلى إسقاطها وإضعافها وجعلها تابعة للمرجعية القمية التي تستخدم العنف بحق المراجع الذين لا يميلون إليها أو يؤمنوا بتوجهاتها . الحاج حسن قال : إن ما يحصل في العراق من إراقة للدم البريء وخصوصا" في الشارع الشيعي الذي يقوده السيد مقتدى الصدر يعود إلى الضوء الأخضر الذي منحه الرئيس أحمدي نجاد للحكومة العراقية في تصفية التيار الصدري وهو نتاج صفقة إيرانية – عراقية – أميريكية أدت إلى الإستغناء عن دور الصدر ، واعتبر أن الصفقات الآتية ستشمل حتما" حزب الله وحماس والفصائل الفلسطينية في المستقبل القريب ، وأضاف : من واجب القيادات العربية استحضار الأزمات العربية لا سيما العراق ولبنان وفلسطين في كل اجتماعاتهم ويمكن فرض الحل من خلال تكاتفهم وإيمانهم بضرورة الحل ، مشددا " على أن النظام السوري يسعى لإبقاء لبنان في حالة فراغ دائم حتى تنتهي المفاوضات حول مصير الأسد ونظامه المتعلق بالمحكمة الدولية وبالدور السوري في المنطقة ، والمعارضة في لبنان تبنت مخطط العرقلة وإفراغ المؤسسات ومنع استقرار الوضع وعدم السماح لقيام دولة سيدة حرة ، لأن حزب الله أصبح في آخر حلقة من مسلسله الطويل وهو يسعى لإقامة جمهوريته المذهبية التابعة لإيران ويعتبر أنها آخر فرصة له ليحقق حلمه . الشيخ الحاج حسن انتقد الإعلام في لبنان الذي بات في معظمه متطرف وغير موضوعي مذكرا" بأساليب المنار التي تحاول تمرير الأكاذيب على الناس كاستغلالها لحادثة استشهاد الطفل أحمد الساحلي خلال إطلاق الرصاص لدى إطلالة الرئيس السنيورة متناسية استشهاد حسين علي صلاح الذي قضى برصاص ميليشياوي عند إطلالة الوزير السابق طلال إرسلان دون أن يحرك لها ساكن  أو السيدة التي أصيبت في الأشرفية عند إطلالة الرئيس بري ، كفى متاجرة بمشاعر الناس واستغلال دماءهم وكفى تعبئة للمجتمع الشيعي ضد شركائنا في البلد ، فأبناء الطائفة الشيعية براء من ممارسات هذه الثنائية المستأثرة التي ترفض شراكة أحد في قرارات الطائفة ، منبها" إلى أن لبنان قد يشهد معركة ضروس ينبغي التنبه إليها ، ودعا أهل البقاع لرفض التستر بهم واستخدام دماء أبنائهم للصراعات الخارجية على أرض الوطن .

المكتب الإعلامي/بيروت في 5-4-2008

 

 

مواقف متباينة من طرح فرنجيه انتخاب الرئيس وإقرار قانون 1960

النهار/علق امس عدد من السياسيين على الحديث التلفزيوني لرئيس تيار "المردة" النائب السابق سليمان فرنجيه اول من امس.

• وزير الشباب والرياضة النائب احمد فتفت في حديث الى "وكالة اخبار اليوم": "استغرب كيف اتهم البطريرك الماروني (الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير) بانه اصبح خامنئي والولي الفقيه. فهذا الكلام لا معنى له، واللبنانيون كلهم يعرفون ممارسات "تيار المستقبل" وخصوصا اننا من اول الداعين الى انتخاب الرئيس. اما ربطه اجراء الانتخابات الرئاسية باقرار قانون 1960 في جلسة واحدة فغير دستوري وغير قانوني".

• النائب بطرس حرب رحب في بيان امس باقتراح فرنجيه  انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، وإقرار قانون الانتخاب على أساس القضاء دائرة انتخابية في الجلسة نفسها. "رغم موقفي المبدئي الرافض قرن عملية إنتخاب رئيس الجمهورية بأي شرط من الشروط لأن فيه مخالفة للدستور، إلا أنني، بغية تسهيل مرور هذا الاستحقاق وتفادي استمرار انزلاق البلاد نحو المجهول،  أعتبر أن ما قاله الوزير السابق فرنجيه قد يشكل مدخلا للحل، شرط أن يقترن ما طرحه بموافقة حلفائه، أي "حزب الله" وحركة "أمل" والرئيس نبيه بري و"تكتل التغيير والاصلاح".  إذا تمكن الوزير السابق فرنجيه من الحصول على موافقة حلفائه على ما طرحه، فإنني أدعو القوى السياسية في 14 آذار إلى الموافقة على هذا الطرح، على أن يصار إلى الاتفاق المبدئي على هذه الآلية، أي الموافقة على اعتماد القضاء حدا أدنى، والسعي إلى  تحسين قانون 1960، ولا سيما  توزيع المقاعد النيابية على الأقضية وإعادة النظر في توزيعها. فالتوزيع الذي لحظه قانون 1998 وتكرس بقانون 2000 لم يكن منصفا، والمقاعد النيابية التي أضيفت من 108 إلى 128 وزعت سياسيا وعشوائيا بشكل يلحق الضرر بالتمثيل المسيحي، ويناقض ما يطرحه الوزير السابق سليمان فرنجيه لجهة تحقيق تمثيل حقيقي خصوصا للمسيحيين (...)".

• النائب وائل ابو فاعور "لا نستطيع اخذ هذا الكلام على محمل الجد أو نعتبر أنه إقتراح اتى من قوى 8 آذار. هذا كلام إعلامي يطلق في سياق سياسة الإبتزاز. فقانون الإنتخاب يقر في مجلس النواب، وهناك ملاحظات كثيرة على قانون 1960، ومجلس النواب هو الوحيد المخول ان يقر هذا الأمر وإنتخاب رئيس للجمهورية ليس للابتزاز والمقايضة، فهو قضية قائمة في ذاتها".

• النائب هادي حبيش: "ان ربط الوزير السابق فرنجية انتخاب العماد سليمان بالموافقة على قانون 1960 على أن يكون الاقرار في جلسة واحدة يهدف الى وضع عراقيل جديدة في وجه انتخاب سليمان. هذا ليس بأمر جديد. فنحن نذكر أنه في بداية طرح اسم العماد سليمان، كان الطرح يتمثل بالتوافق على شخص الرئيس من دون الكلام على أمور اخرى، وبعد التوافق على شخص الرئيس عادت العراقيل لتوضع في وجه انتخابه". اضاف: "نحن مع قانون القضاء، أي قانون 2008، لا قضاء الـ1960".

• النائب عمار حوري: "لم نعد نعلم، من حيث الشكل، من هي الجهة المفوض اليها التحدث باسم المعارضة (...). ومن ناحية المضمون، تراجع فرنجية امس عن طرح الثلث المعطل، وعن بقية شروط المعارضة، متحدثا عن قانون الانتخاب لعام 1960،  وهو تحدث بصيغة شرطية فرضية اي ابيض او اسود، مع العلم ان الامور لا تكون وفاقا لهذا المبدأ في النظام الديموقراطي (...).  ووصف تعرض فرنجيه للرئيس رفيق الحريري والنائب سعد الحريري و"تيار المستقبل" بانه "معيب". واضاف: "ان المنطق الذي استعمله امس سياسيا يضعه في خانة الاتهام بالاغتيال السياسي".

• النائب انطوان زهرا: "ان ما طرحه السيد فرنجية مناورة سياسية، ومحاولة لاستدراج العطف المسيحي ظنا منه ان المسيحيين لا يزالون مخدوعين بان قانون 1960 يعطيهم صحة التمثيل، فضلا عن ان قوله بتأجيل انتخاب رئيس الجمهورية الى ما بعد عام 2009 هو نظري وغير واقعي".

• النائب حسن حب الله  "ان المعارضة متجاوبة مع اي طرح يصار الى الاتفاق عليه، مع العلم ان نقطتي الخلاف اساسيتين وهما: الحكومة وقانون الانتخاب(...). لن يجرى الانتخاب ما لم يحصل الاتفاق على الحكومة وقانون الانتخاب".

• النائب نبيل نقولا: "نوافق على ما طرحه الوزير السابق فرنجية على ان يصار الى انتخاب الرئيس واقرار قانون 1960 في جلسة واحدة. يجب ان ننتظر جواب الموالاة على ذلك".

• النائب علي خريس: "ان طرح الوزير فرنجية يحتاج الى نقاش، وان انتخاب الرئيس واقرار قانون 1960 ربما لا يكون متاحا دستوريا في جلسة واحدة".

• النائب السابق ناصر قنديل  "نؤيد طرح الوزير السابق فرنجية بانتخاب الرئيس غدا اذا اقر قانون 1960 في الجلسة نفسها. ولكن يبدو ان الاسهل على الموالاة ان تقبل بالعماد ميشال عون رئيسا على ان تقبل بقانون عام 1960 وذلك لعدم قدرة الفريق (الآخر) على ايصال اي مرشح للنيابة بحسب قانون 1960 الى المجلس".

• رئيس "جبهة العمل الاسلامي" فتحي يكن: "من موقعي على الساحة الاسلامية ومن مكاني في المعارضة ادعو كل قوى المعارضة للمبادرة الى انتخاب العماد سليمان لرئاسة الجمهورية. ان استمرار الفراغ الرئاسي والدستوري لا يخدم في الحقيقة الا مصلحة الموالاة، في حين ان كسر الحلقة المفرغة من شأنه اطاحة قاعدة اللعبة القائمة والتأسيس لمرحلة تمكن المعارضة وكل القوى الوطنية من الامساك بقيادة الحركة السياسية وتسجيل انتصار كاسح في الانتخابات النيابية". 

 

لا يريدون رئيساً !

"زيّان"

في النهاية كما في البداية، فالاستنتاج واحد والأسباب واحدة والغاية واحدة:

إنها ليست قصَّة رمانة ومشاركة وحكومة متوجَّة سلفاً بثلث معطل وقانون انتخاب مفصل على مقاس المعطّلين ووفق ما يشتهون فحسب، بل هي قلوب ملآنة من البلد برمته، أصلاً وفصلاً، وحتى الشفة. بل قصة "قرار مشترك" يقضي بابقاء لبنان فارغاً مفرغاً من كل سلطاته ومؤسساته، ومن دورة الحياة الاقتصادية والحركة المالية، ومن كل ما من شأنه مساعدته على النهوض من هذه الكبوة الكارثية. والأهم من ذلك كله منع اللبنانيين من العودة الى الحياة الطبيعيَّة كما كل الشعوب في كل بلدان العالم. وإبقاء هذه الرقعة الجغرافية، وهذه الصيغة، وهذه الدولة، برسم التأجيل والمصير المجهول.

ومَنْ يتمعَّن في سطور العماد ميشال سليمان وما بينها يصل الى الاستنتاج الذي يتداوله الناس في كل مكان. وحتى في المحيط العربي والمحيطات السبعة.

إنهم لا يريدون انتخاب رئيس للجمهورية يملأ الفراغ في قصر بعبدا وسدة الرئاسة، ويعيد الى البلد رأس السلطة الدستورية "المفقود" عمليّاً منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق. حتى لو كان المرشح لهذا المنصب توافقيّا، وبالاجماع. بل حتى لو كان في الأساس مرشحهم الضمني والسرّي، قبل أن يصبح ترشيحه حلاً توافقياً يؤيّده اللبنانيون، والعرب، والآخرون. وهذا ما فضحته غضبة قائد الجيش، وكادت الكلمات تدلُّ عليهم بالأصابع... فالاقتراحات التي تتعدَّل وتتبدَّل وفق الأجواء في المنطقة، وسلال المطالب التعجيزيَّة التي تتكسَّر بعضها على البعض كما تتكسَّر النصال على النصال، تقول بالفم الملآن ان "الفراغ" هو مرشّحهم الوحيد. والى أمد طويل، وما دامت المناخات السياسيَّة تخدم هذه الأهداف التعطيليَّة، بالمفرَّق والجملة. كل ما عدا ذلك باطلُ وقبض ريح. ومن لا يصدّق فليعد الى سطور العماد سليمان.

 

احتلال الجيران ؟!

راجح الخوري

حرص القادة العرب الذين شاركوا في قمة دمشق على أن يكون الكلام المخملي الهادئ إطارا للحديث عن الجزر الاماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى التي احتلتها ايران بالقوة العسكرية عام 1971! وكان هذا الحرص ظاهرا تماما في الاجتماع المغلق. اولا عندما ظل الحديث عن "الاحتلال الايراني" طي الكتمان فلم يُعلن، وثانيا عندما اعتمدت صياغة ديبلوماسية لا تغضب دولة الامارات ولا تثير حنق الايرانيين، للفقرة التي تحدثت عن هذه الجزر في "اعلان دمشق" حيث جاء النص كما يأتي:

"(...) تشجيع الاتصالات الجارية بين دولة الامارات العربية المتحدة والجمهورية الاسلامية الايرانية لحل قضية الجزر الاماراتية الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى، عبر الاجراءات القانونية والوسائل السلمية لاستعادة الامارات لهذه الجزر حفاظا على علاقات الاخوة العربية – الايرانية ودعمها وتطويرها".

واذا كان الحرص على استعمال اللهجة الايجابية حيال ايران ظاهرا في هذا النص، فان وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي تعمد توجيه صفعة قوية الى القمة والى الدول العربية التي حضرتها، عندما أدلى بتصريحات بعد القمة تضمنت اهانتين:

اولا بالقول جزما "ان هذه الجزر ايرانية"، وثانيا بالغمز من قناة العرب عموما عبر القول "ان على العرب ان يهتموا بتحرير فلسطين"!

لقد بدا الامر مثيرا تماما، فالذي يحتل ارض العرب في الخليج، اي الجزر الثلاث، يكاد يهزأ من الخليجيين بالقول ان عليهم تحرير فلسطين، ولكأن هناك في النهاية فرقا في مسألة احتلال الاراضي، فهنا ارض يحتلها الاعداء وهناك ارض يحتلها الاحباء والاصدقاء!

طبعا تقضي الموضوعية والواقعية بالتفريق بين العدو الاسرائيلي الذي يحتل فلسطين وقسما من الاراضي العربية، والجار الايراني الذي يحتل الجزر الثلاث ذات الاهمية الاستراتيجية الكبيرة في منطقة الخليج على تخوم مضيق هرمز. لكن وزير خارجية ايران تصرف في قمة دمشق على طريقة "يرضى القتيل وليس يرضى القاتل"، متناسيا ما يقال عن "ظلم ذوي القربى" مثلا، بمعنى انه رغم الحرص على استعمال لغة ديبلوماسية في الاشارة الى الجزر، جزم انها "ايرانية" وهذا تزوير فظ لوقائع التاريخ القريب، وقرع لطبول فلسطين ولكأن على دولة الامارات وحتى على دول الخليج والعرب اجمعين ان ينسوا الجزر بانتظار تحرير فلسطين.

ليس هناك قطعا من يريد ان يوازي بين الاحتلال الاسرائيلي والاحتلال الايراني، ولكن منطق الغطرسة الذي استعمله متكي يشكل استفزازا لكل العرب. ثم ان القمم العربية ادرجت بندا دائما في جداول اعمالها عن مسألة الجزر التي احتلتها ايران ولذلك بدا متكي كأنه يوجه اهانة مباشرة الى كل هذه القمم.

في الواقع هناك مئات الوثائق والرسائل التي تؤكد الحق العربي في الجزر الثلاث. وعلى سبيل المثال، لا الحصر، قام الوكيل الوطني في امارة الشارقة عام 1882 بتزويد "المقيمية البريطانية" عندما كانت بريطانيا تسيطر على كل منطقة الخليج تقريبا، مجموعة من المخطوطات والخرائط والوثائق التي تثبت ملكية الجزر الى حكام القواسم ورأس الخيمة، وقد اقر المقيم البريطاني عام 1887 في تقرير مفصل الملكية العربية للجزر الثلاث.

ورغم كل هذه الوثائق الدامغة قامت ايران ايام الشاه عام 1971 باحتلال الجزر الثلاث وذلك قبل يوم واحد فقط من انسحاب البريطانيين من المنطقة وامارات الساحل. وتكمن اهمية الجزر في موقعها الجغرافي الاستراتيجي الحساس وخصوصا انها تشرف على مضيق هرمز الذي يشكل اهم شريان للنفط تعبره ناقلة عملاقة كل 10 دقائق. ثم ان الجزر تشكل قواعد حساسة يمكن منها مراقبة سواحل العراق وايران والسعودية، وهي كذلك توازي اهمية جزيرة هرمز بالنسبة الى المضيق، او طنجة وجبل طارق في مدخل المتوسط، او عدن في حوض البحر الاحمر. ومن يسيطر على هذه الجزر يستطيع التحكم بحركة المرور المائي في الخليج وممارسة مقدار كبير من الضغط على الدول العربية المطلة على الخليج. "الجزر ايرانية اذهبوا واهتموا بتحرير فلسطين".

هذا هو كلام متكي الاستفزازي الذي اذا ابتلعه العرب الذين خسروا فلسطين فسيخسرون الجزر الثلاث الفائقة الاهمية وبعدها ربما يخسرون الخليج. وهذا امر لا يقع على عاتق دولة الامارات وحدها بل على العرب من المحيط الى الخليج. صحيح ان ايران دولة جارة وصديقة، ولكن الاصدقاء والجيران ليس من حقهم احتلال اراضي الغير، ولا من حقهم طبعا تعيير العرب باحتلال العدو الاسرائيلي!

 

الكعكة

علي حماده     

لا يوحي الحديث عن مبادرات جديدة، وخصوصا للرئيس نبيه بري، ان الحل قريب، بل بالعكس فإن كثرة الحديث عن مبادرات جديدة يكشف عن رغبة لدى اطراف عدة بحرق الوقت في انتظار تطور اقليمي ما. فمع ابتعاد القمة العربية في دمشق، واقتراب استحقاقات جديدة اكثر خطورة مثل المحكمة الدولية، يبدو ان المعطى الاقليمي والدولي يدفع في اتجاه ترك لبنان في حالة التعليق بين الازمة واللاازمة، او بين الحل واللاحل، فلا يقبل حل، ولا يقترب صدام ويستمر اللبنانيون في مراقبة الزمن والاحداث التي تتجاوز قدراتهم الذاتية على خلق هوامش داخلية يُعتد بها.

المبادرات، اي مبادرة، هي في الوقت الراهن ذر للرماد في العيون، وخصوصا عندما يفتقر مطلقها الى صدقية كافية تمكنه من لعب دور عملي وفعلي بعيدا من التحزب الى هذا او ذاك من الافرقاء. فإذا كان البعض يرى فائدة منطقية بترك الابواب مفتوحة مع الرئيس بري، في ظل انغلاقها تماما مع الطرف الاكثر خطرا ليس على المعادلة السياسية فحسب بل على الكيان برمته، فإن هذا لا يعفي رئيس المؤسسة الام في النظام البرلماني من مسؤولية تاريخية تقع عليه بعدما اقدم في سابقة لبنانية لا بل عالمية على غلق ابواب المجلس في وجه ممثلي الشعب حارما اياهم ممارسة مسوؤلياتهم والقيام بواجباتهم حيال الوطن والمواطن. من هنا تذكيرنا لأصحاب "المآثر" الدستورية ولسواهم بان لبنان حساس وبيئاته تتحسس بسهولة متناهية من بعضها البعض، فلا تدار شؤونه العامة والكيانية بالطريقة التي اديرت بها في السابق، على سبيل المثال، اخلاءات وادي ابو جميل او مستشفى بيروت الحكومي!

في لبنان المقيم على مفترق طرق بين مشاريع الحروب ومشاريع التسويات، يبقى خيار تقطيع الوقت ما دامت القوى الداخلية لم تتمكن من بلورة ارادة مستقلة تماما عن المعطى الاقليمي. وهي قادرة، اذا ما تمكنت ولا سيما القوى الاكثر ارتباطا بالمشاريع الاقليمية من التحرر، على اجتراح صيغة حياد للبنان الذي لن يفيد لا من هجمة "الديموقراطية الاميركية المجوقلة" في المنطقة، ولا من "الممانعة الظلامية السورية – الايرانية". فاللبنانيون، رغم كل شيء وبالتحديد متى شعر الاطراف الوازنون فعلا لا تلفزيونيا ان "حزب ولاية الفقيه" الذي يمثل حتى اللحظة الخطر الاكبر على الكيان، اتخذ قرارا تاريخياً باللبننة والذهاب نحو تحييد لبنان عن ازمات المنطقة - هؤلاء الاطراف الوازنون قادرون على اتخاذ القرار والانعطاف نحو تسوية حقيقية على قاعدة ان لبنان يمكن انقاذه وفق نموذج النمسا، اي أن تلتقي الرغبة المحلية مع التوافق الخارجي من اجل تعطيل لبنان ساحة الصراع وتفعيله ساحة تلاق. ان استمرار ارتهان بعض القوى لمشروع نسف الكيان، لن يقلب نظام الحكم او يغيّر في السلطة ولكنه بالتأكيد سيدمر الكيان الذي وحده في هذا الشرق المظلم يمنح المعارضات ضمانات، ويفسح المجال امام حرية الاختلاف، ويحمي التنوع والتعددية بكل اشكالهما. فليقلع بعضنا المليشياوي المنطلق والنزعة وربما المآل، عن التوهم أن في امكانه ان يأكل الكعكة ويحصل عليها في الوقت عينه!

 

المسيحيون في الشرق

بقلم عدنان شعبان 

هل للأقلية المسيحية في الشرق الاوسط قضية؟ حول هذا العنوان لا نجد اجماعا. فبعض المفكرين والمؤرخين والمستشرقين ورجال الدين اختلفوا في ما بينهم حول هذه النقطة، فحين اعتبر بعضهم ان للأقلية قضية، اعتبر البعض الآخر ان قضيتها الوحيدة هي جزء من قضايا شعوب المنطقة. على يد السيح المسيح انتشرت المسيحية في الشرق الاوسط لكن انتشارها كان خجولا وسريا حتى بداية القرن الرابع، ففي عام 312 سمح الامبراطور الروماني قسطنطين للمسيحيين ببناء الاديرة والكنائس واوقف اضطهادهم وملاحقتهم واعتنق بدوره الدين المسيحي وهو في الاربعين من عمره. في نهاية القرن انتعش الانتشار المسيحي بعدما اعلن الامبراطور تيودوسيوس الاول امبراطور بيزنطية اعتماد الدين المسيحي ديناً للدولة.

المسيحية والدعوة الاسلامية

استمرت المسيحية في الانتشار شرقا وغربا، ومع بدء الدعوة الاسلامية لم يفرض الرسول العربي على المسيحيين اعتناق الاسلام، انما اقام معهم معاهدات سمح لهم بموجبها  بالمحافظة على كنائسهم ورهبانهم على ان يدفعوا الخراج الذي اصبح لاحقا يعرف بالجزية واعتبروا ومعهم اليهود من اهل الكتاب وسموا "الذميين".

بدأت بعد وفاة الرسول الفتوحات الاسلامية، فسقطت اجنادين عام 634 وعام 635 سقطت دمشق على يد خالد بن الوليد، وسقطت اورشليم القدس عام 638 والقيصرية عام 640 ومصر وبلاد ما بين النهرين في عامي 639 و640. تغير وجه الشرق الادنى خلال عقد من الفتوحات وقطعت العلاقات مع روما وبيزنطية. وخلال قرن تغير وجه العالم وكانت انتصارات الاسلام عاملا مقررا في وقت نمو المسيحية في الشرق. في العصر الاموي عاش الخلفاء عربا في الدرجة الاولى ومسلمين ثانيا لذا كان حكمهم ليبراليا سياسيا ودينيا لم يُطلب خلالها الى المسيحيين التحول الى الاسلام باستثناء الخليفة عمر الثاني الذي حكم بين عامي 717 و720. اضطهد عمر المسيحيين، عزلهم من وظائفهم العامة ولم يسمح للمسيحي ان يكون شاهدا ضد مسلم، حظر عليهم الصلاة علنا ومنع عليهم قرع اجراسهم او امتطاء سرج او ارتداء القبة. اما العباسيون فقد تميزت خلافتهم حيال المسيحيين واهل الذمة بالقسوة وقلة العدل والتشريع ضد المسيحية واختلاق محاذير لنشاطها، وفرضوا ضرائب جديدة على الاديرة وأمرو بنزع الصلبان عن الكنائس، ومنعوا كل لغة باستثناء العربية، فهرب المسيحيون من سوريا وفلسطين الى قبرص وبيزنطيا بعدما اعتبر "الذميون" في مرتبة متدنية عن المسلم.

الوجود المسيحي في الشرق الاوسط

يتعرض المسيحيون في الشرق الاوسط لاضطهادين ديني وسياسي، اما في السودان فقد وصل الاضطهاد الى حد الاستعباد، فلجأوا الى السلاح خصوصا بعد وصول حكم اسلامي حاول اسلمتهم عام 1983، اما اعدادهم فتوزع على الشكل الآتي: السودان خمسة ملايين، مصر 10 الى 12 مليونا اصبحوا حاليا 6 الى 9 ملايين. لبنان 1,250,000، سوريا 800,000، الاردن 500,000، العراق مليون لكن انخفض العدد خصوصا بعد حرب 2003 الى ثلاثمائة الف.

في القدس شكلوا في السابق 80 في المئة من سكانها والآن اصبحوا 20 في المئة بعد الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين وظهور الحركات الاسلامية المتطرفة "حماس" و"الجهاد" وتنامي حركة صراع الحضارات. فالحضارة الغربية تقابل المتوسطية التي تعرف بالحضارة الاسلامية مقابل الحضارة المسيحية اليهودية Islamic Culture against Judio Christian . فمجموع المسيحيين اصبح حوالي 14 مليونا اي ما يوازي 1 في المئة من مسيحيي العالم.

اما في المغرب العربي، اي الجزائر والمغرب وتونس، وفي الجزيرة العربية، فقد انعدم الوجود المسيحي بعد الفتح الاسلامي ونشأ نوع من صراع القوميات. فمسيحيو مصر يعتبرون انفسهم من جذور فرعونية، ومسيحيو لبنان يعودون بجذورهم الى الفينيقية، ومسيحيو العراق يعودون الى الكلدانية والآشورية، والسوريون الى الآرامية، مقابل القومية العربية برغم مساهمة المسيحيين ولا سيما اللبنانيون منهم في بلورتها ونشرها.

عاش المسيحيون على هذه الارض منذ الفي عام، فقد قطنوها 600 سنة قبل الاسلام لكنهم يحيون اليوم كما قال البابا يوحنا بولس الاول "في قليل من النور وكثير من الظل"، اما كنائسهم فتتوزع على الشكل الآتي:

1 – كنيسة روما (للروم الكاثوليك واللاتين)

2 – القسطنطينية (الكنيسة اليونانية الارثوذكسية)

3 – انطاكية (اليعاقبة والكنيسة الاثوذكسية السورية)

4 – الاسكندرون (الكنيسة القبطية)

5 – الكنيسة الارمنية

6 – الكنيسة النسطورية

7 – الكنيسة المارونية.

8 – الكنيسة الكلدانية.

9 – الكنيسة الأشورية.

 اما التبشير في الكنيسة البروتستانتية فلم ينجح لذلك لم تنتشر.

الاقباط كانوا سباقين في رفع الصليب فرفعوه عام 68 ميلادياً بعد اعدام زعيمهم القديس مرقس St. Mark على يد الرومان، وقد تعرضوا للإضطهاد على يد الرومان ويد كل حكام مصر فعذبوا ونفوا حتى على أيدي اخوتهم المسيحيين بعد مؤتمر خلقيدونيا عام 451 ميلادياً. اما الرسول فقد أوصى بهم بعد ان تزوج باحدى نسائهم ماريا القبطية الوحيدة التي انجبت له طفلا ذكراً. مارس الاقباط حريتهم وشعائرهم طيلة 400 عام واستمرت لغتهم الخاصة حتى اليوم في الليتورجيا لغة الكنيسة. في الألف الثاني بدأت معاناتهم ففرضت علهيم الجزية وحددت شعائرهم وحرية ممارسة طقوسهم الدينية وقيدت عملية ترميم كنائسهم وحرموا من بناء كنائس جديدة وأصبحت شهاداتهم غير مقبولة في المحاكم وحدد لهم زي خاص، وتحول وجه مصر المسيحي عام 1200 من مسيحي الى مسلم، لكن وضعهم بدأ يتحسن على يد محمد علي باشا ورفعت عنهم الجزية وبدأوا بالخدمة في الجيش، إنما حالياً يتعرضون في مصر لاعتداءات على كنائسهم واديرتهم واستبعدوا عن ممارسة السلطة والوظائف العامة. ووصلت بهم الحال الى حد استصدار مرسوم رئاسي لترميم مدخل كنيسة او بناء دورة مياه.

مسيحيو لبنان

وصل الموارنة الى لبنان في القرن الرابع ميلادياً، وبعد الفتح الاسلامي في القرن السابع تحول قسم منهم الى الاسلام. وقد عانى المسيحيون الاضطهاد على يد الامبرطورية العثمانية وغالباً ما اعتمدوا على الدعم الخارجي لاستمرارهم واستمرار دورهم السياسي. عام 1188 تبع الموارنة الفاتيكان. يعتبر المسيحيون اللبنانيون ان ركائز حكمهم للبنان المستقل بدأت بعد احداث 1860 حيث سقط لهم 15000 قتيل. اعتمد نظام المتصرفية الذي اعتبر بداية حكم ذاتي للبنان بوجود متصرف تعينه السلطة العثمانية وتوافق عليه قوى اوروبا العظمى. عام 1943 حصل لبنان على استقلاله بعد ضم الاقضية الاربعة ونشأ نظام طائفي ساعد في سيطرة المسيحيين على مقاليد الحكم بين 1943 و1975 بداية انطلاقة الحرب التي اوصلت الى دستور جديد عام 1990. ان بدء انحسار السيطرة المسيحية كان عام 1958 اثر الصراع الذي دار بين حلف بغداد ومشروع ايزنهاور وبين القومية العربية بقيادة عبد الناصر، ثم كانت حرب 1967 التي ادت الى خسارة العرب وبدورها الى انطلاق الثورة الفلسطينية وابرام اتفاق القاهرة المشين عام 1969. خاف المسيحيون من الضياع في البحر العربي الاسلامي فلجأوا الى السلاح وكانت الحروب المتقطعة بين عامي 1975 – 1990، الايام الاحلك في تاريخهم هذا ناهيك عن صراعاتهم الداخلية.

مسيحيو العراق

رغم دورهم التاريخي تعرضوا للاضطهاد واستبيحت كنائسهم واعتدي عليهم من اسلاميين وانحصر عددهم من مليون وثلاثمئة الف بعد حرب 2003. في العراق يقول احد الاطباء "انا عراقي وطني لكنه منذ الغزو الاميركي يصفني العراقيون بالعميل الاميركي".

في السعودية يحظر بناء الكنائس ودور العبادة ويتعرض القائمون بقداسات سرية للسجن والجلد والترحيل خارج البلاد.

أما في سوريا وبعدما تولى احدهم فارس الخوري رئاسة الوزراء في أواسط القرن الماضي فيبقى الدور المسيحي مهمشاً خصوصاً في الحياة السياسية رغم ان فترة حكم حافظ الأسد حسّنت وضعهم نسبياً، حلفاً أقلوياً. في الأردن تبلغ نسبة المسيحيين 3 في المئة وقد شكلوا 6 في المئة قبل قرن. رغم ان الدين الرسمي هو الاسلام يمارس المسيحيون طقوسهم بسلام وقد عيّن احدهم نائباً لرئيس مجلس الوزراء وللمرة الأولى (مروان المعشر)، هناك سفيران مسيحيان، ولهم ستة مقعداً في مجلس عديده 55 مقعداً، لهم منصبان وزاريان، ويترقون في الجيش الأردني الى أعلى الرتب باستثناء القائد العام للجيش. يسيطر المسيحيون على 40 في المئة من القوى الاقتصادية.

اما مسيحيو فلسطين فقد تناقصوا بشكل كبير وانخفض عددهم في القدس من 45000 الى 5000 ومن أصل 53 قرية في نابلس وجوارها لم تبق رعية كنيسة واحدة ومن أصل مئة مسيحي حائز منحة جامعية للدراسة في الخارج، لم يعد الا ثلاثة، اثنان منهم عادا لأسباب صحية.

الهجرات المسيحية

هجرة ارمنية كثيفة أدت الى اقفال كنائس كثيرة وقد بقي من رعايا الكنائس الارمنية من بطريركيتهم الشرقية (لبنان، سوريا، العراق، تركيا، الاردن، فلسطين، مصر وايران) 17 في المئة من عديدهم الاساسي.

هجرة قبطية خصوصاً خلال الربع الأخير من القرن الفائت. هجرة جماعية تعزى الى اسباب رسمية مرتبطة بالدولة عن طريق اقصائهم عن شغل الوظائف العليا كالسفراء والديبلوماسيين الكبار وعمداء الكليات وتقييد بناء وترميم أماكن العبادة اضافة الى تنامي الأصوليات.

هجرة عراقية هي نزف خصوصاً خلال السنوات الأخيرة بين 2003 – 2007 هي هجرة كلدانية في اتجاه الدول الاسكندنافية زادت على مئة الف بتسهيل مسؤولين روحيين في الداخل والخارج.

استقرار ديموغرافي نسبي في الاردن:

هجرة مسيحية سورية هادئة حولت المسيحيين من 16 في المئة الى 9 في المئة.

هجرة لبنانية كثيفة نتيجة الحروب المتتالية جعلتهم 35 في المئة بعدما كانوا اكثرية خلال النصف الأول من القرن الماضي.

أليس من اللافت ان تلقى البعثات التبشيرية اليسوعية كل ترحيب ومساعدة في الصين فيما يفر المسيحيون من القدس وغيرها في اتجاه الغرب؟

كيفية المحافظة  على الوجود المسيحي في الشرق

على الغرب المساعدة سياسياً على نشر الديموقراطية وبطريقة ديموقراطية في دول الشرق وعليه تقديم المساعدات المادية عن طريق دعم منظمات المجتمع المدني والمساعدة في اطلاق مشاريع عمرانية واقتصادية كبرى لتأمين وجود مادي له على الارض. وعلى المسيحيين ان يسعوا الى وحدة الكنيسة لحماية جذور دياناتهم في مهدها وليس الوقوف متفرجين على ضمور المسيحية وانحسارها، وعليهم العمل على نشر السلام والعمل على تأمين حقوق الأقليات المسيحية ووقف الانتهاكات ضدها. فكما تدافع اوروبا عن حقوق الاقلية المسلمة فيها عليها الدفاع عن حقوق المسيحيين هنا، وذلك عن طريق فرض عقوبات اقتصادية على الدول التي لا تحترم حقوق الأقليات. على الغرب المساعدة في حل النزاع العربي الاسرائيلي فاسرائيل التي قامت على اساس علماني في الظاهر وديني في الباطن اعاقت عملاً عربياً لاطائفياً معتدلاً لمصلحة الحركات المتشددة يهودية كانت ام اسلامية.

اما مسيحيو لبنان فعليهم التخلي عن فكرة اقامة دولة مسيحية، لأنه حلم مستحيل التحقيق. عليهم وقف الهجرة وعلى الغرب التشدد في منح تأشيرات الهجرة. على مسيحيي لبنان وقف صراعاتهم الداخلية، وفتح الجامعات والصروح العلمية للتعلم وليس لنيل الشهادات فيغدون بمواكبة التكنولوجيا مصدر غنى للبنان. وعليهم فتح الكنائس والأديرة للإيمان وليس للتعصب، وعليهم فتح دور التوليد للإنجاب لأن الديموقراطية في النهاية هي مسألة عدد. التبشير في العالم المتحضر قد انحسر قد تكون العلمنة المستنيرة بالإيمان بوحدانية الخالق ووحدة الانسان هي المجال الأرحب لتحيا المسيحية وتنمو وتزدهر.

بقلم عدنان شعبان  (ضابط متقاعد)   

 

النائب جنبلاط التقى المطران ايلي الحداد ووفودا نقابية وشعبية

الأرشمندريت فرج: لا نستطيع الا ان نتلاقى ونتحاور لأن التباعد والحقد موت

وطنية - المختارة - 5/4/2008 (سياسة) التقى رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، في قصر المختارة اليوم، مطران صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران ايلي بشارة الحداد، يرافقه وفد كهنوتي، في حضور عضو اللقاء الديموقراطي النائب علاء الدين ترو. وقد استبقى النائب جنبلاط الوفد الى مائدة الغداء، وتم خلالها البحث في عدد من القضايا العامة وتلك التي تهم المنطقة خصوصا.

كما التقى النائب جنبلاط الرئيس العام للرهبانية المخلصية الارشمندريت جان فرج يرافقة عدد من الكهنة، في حضور النائب ترو، ووكيل داخلية اقليم الخروب في الحزب التقدمي الاشتراكي سليم السيد. واثر الزيارة قال الارشمندريت فرج: "انها الزيارة الاولى بعد انتخابنا رئيسا عاما على الرهبانية المخلصية الى هذا القصر العريق، وكانت مناسبة تبادلنا فيها والزعيم وليد جنبلاط الآراء كما شكرناه على معايدته لنا".

وأضاف: "ان العلاقة بين دير المخلص والمختارة نسجت عبر التاريخ منذ انشاء الدير في القرن الثامن عشر، وهي مستمرة حتى اليوم، ونصر على ان تبقى ودية وطيبة ونعمل على ان تكون علاقات العائلات اللبنانية جميعا بعضها ببعض وخصوصا في منطقتي الشوف واقليم الخروب على صورة العلاقة التي تجمعنا بالمختارة. نحن لا نستطيع الا ان نتلاقى وان نتحاور، لأن التباعد والحقد موت، ورسالة دير المخلص كانت وستبقى في سبيل خدمة الانسان وجمع القلوب. ونتمنى ونصلي كي يجوز وطننا لبنان هذا النفق المظلم الذي يمر به حاليا، وتعود مياه الوفاق بين ابنائه الى مجاريها ويرجع الى سابق عهده وازدهاره".

واجتمع النائب جنبلاط الى وفد من قطاع المهندسين في جمعية الخريجين التقدميين، ضم مئات المهندسين. وجرت مناقشة امور المهندسين والمشاكل والمصاعب التي تواجههم، كما تتطرق البحث الى الموضوع الانتخابي للمهندسين في 13 الجاري. وتحدث منسق قطاع المهندسن في الحزب التقدمي نزيه زيعور فشدد على التحالف الانتخابي بين احزاب وتيارات 14 آذار، كما طرح عددا من الامور النقابية.

وزار المختارة وفد من السائقين العموميين في الشوف، عرض للنائب جنبلاط هموم ومطالب السائقين، ووفد من رأس المتن شكر لرئيس اللقاء الديموقراطي اهتمامه بأمور تخص ابناء البلدة، وتقدمه قاضي المذهب الدرزي الشيخ غاندي مكارم، ورئيس البلدية مروان صالحة، وامين عام المؤسسة الدرزية للرعاية الاجتماعية عصام مكارم . ثم وفد من منظمة الشباب التقدمي في بلدة السمقانية طلب اليه رعاية نشاطه في مناسبة الاول من ايار في البلدة والمتضمن اقامة مسابقة طالبية لمدارس وجامعات المنطقة. الى وفود بلدية وأهلية عرضت له قضايا إنمائية وخدماتية وحياتية عامة.    

 

حربي من تكون؟

يحيى جابر/المواطنون حائرون ، يفكرون، يتساءلون، في جنون ...الحرب اين ومتى وكيف ستكون ؟اللبنانيون دائخون من" القلمون" حتى "عيثرون"... يستفسرون من اين ستندلع النار، من أي داخون..؟ اللبنانيون يتجولون في الشوارع كأنهم لآخر مرة يمشون !يتنفسون الهواء كأنهم لآخر مرة يزفرون قبل أن يشهقون !المواطنات والموطنون  ينظرون يحدقون في عيون بعضهم، كأنهم يدمعون يصافحون بعضهم بحرارة كأنهم يودعون !اللبنانيون أصبحوا كلهم منجمات ومنجمون وينجمون"حرب الحروب المقبلة كيف ستكون؟ هل هي حرب بالجملة أم بالتقسيط ؟ هل ستكون حرب على دفعات أم حرب كاش؟ كم سيكون وزنك ياحرب ؟ هل ستكونين خفيفة من وزن الريشة أم ناصحة  ومن الوزن الثقيل ؟ كم سيكون طولك يا مانعة نمونا ؟ كم سيكون عمرك ياقاصفة أعمارنا؟ كم ستكون مساحتك، كم دونم، كم فدان، كم كيلو متر ستشغلين؟ الحرب على الباب، على الشباك، على البلكون، لتصبح البنايات باطون بلا بشر ولا بشريون.. وكل ذلك بسبب ناس حجريون، متحجرون، يكرهون البشر ويعشقون  الحجر! انهم ضد البنائيين مع الحفارين ضد الحديقة مع المقبرة ضد الوردة مع العبوة ضد الاخضر مع اليابس أنهم ببساطة ضد أي سلم وأي كائن مسالم ، لذلك لايأكلون ولايشربون سوى من الحرب وأخواتها ...أيها اللبنانيون المدنيون أنتمي اليكم ، وأصرخ معكم: نعم للحرب ضد الحرب ...

رئيس تيار المـــَرده سليـــمان فرنجيــة ضمن برنامج كلام الناس: 

El Marada  04 نيسان 2008 

رأى رئيس تيار المرده سليمان فرنجية في برنامج كلام الناس عبر شاشة "LBC" أن القمة العربية لم تفشل وللبنان مصلحة في نجاحها، وأعتبر أن المناخ الأمني هو جو خصب لكل من يريد أن يستثمر، ودعا الى ازالة هذا المناخ عبر الوفاق اللبناني – اللبناني والوفاق العربي – العربي. كما طالب بعودة طاولة الحوار لانها توصل الى مكان افضل من الخلاف واشترط أن يكون انتخاب رئيس الجمهورية واقرار قانون انتخابي جديد في جلسة واحدة، وهنا النص الحرفي للمقابلة: 

  إستهلّ مارسيل غانم كلمته بالقول: " لفتني وأنا أدخل إلى بنشعي التدابير الأمنية وما يُبنى من أسوار". ردّ رئيس تيار المرده ممازحاً: " حتى لا نهجم وليس منعاً للهجوم علينا"، واستطرد قائلاً: " الأوضاع الحالية تستدعي تدابير أمنية مشددة أكثر".

وحول الكلام عن أنّ سوريا ستصفّي كل الشهود في المحكمة قال: سوريا تعرفنا جيداً كما نعرفها، وجاءنا محبّون يخبرونا بكلام مماثل عن تصفية شهود في المحكمة، ونحن ضميرنا مرتاح تجاه أنفسنا وقلنا ما يجب قوله. والقول بتصفيات هو للقول بأن سوريا تقوم بالقتل منعاً للشهود. وإذا ما حدث لي شيئاً فأنا أحمّل المسؤولية لإسرائيل أولاً ولكلّ الجوّ لأنهم المستفيدون، وما قدمناه نحن لآل الحريري وكرمى للشهيد رفيق الحريري لم يقدمه لا ميليس ولا برامرتس ولا أحد، ولكن ما يُشاع هو تهيئة مناخ، ونحن -لا سمح الله- إذغ ما حدث أمراً ما فإننا نحمّل المسؤولية لإسرائيل ولكل أعداء سوريا.

وتوقف فرنجية قليلاً ليوجه رسالة الى المناصرين بالقول: اليوم استشهد طفل برصاص الابتهاج اثناء كلام الاستاذ فؤاد السنيورة وهذه الشهادة درس لكل انصار السياسييين واطلاق الرصاص ليس عملا رجوليا، واطلاق الرصاص برهان على الرجولة فاشل. اتمنى على كل الملتزمين ان يلتزموا التهذيب ويكونوا صورة عن تيارهم او حزبهم. واطلاق الرصاص امر معيب وكل معني بسليمان فرنجية مطالب بالالتزام. 

وسئل لماذا الكلام عن تفجيرات وامور مماثلة؟ اجاب : انا اقول ان المناخ السياسي لم يتبدل والا لماذا لا نسأل ما الذي حصل سابقاً والأمر ليس معلومات، والظرف السابق الذي ادى الى تفجيرات واغتيالات لم يتبدل كذلك كل الوضع الاقليمي والدولي.

ورداً على سؤال حول القمة العربية : قال قد لا تكون نجحت ولكنها لم تفشل والأهم انها حصلت في موعدها، وليس هناك دول درجة أولى ودرجة ثانية، اكتمل الحضور بالرغم من التفاوت في التمثيل، ولم يغب الا لبنان. ونحن اين مصلحتنا في فشل القمة التي قد لم ينجحوا في ارجائها، والاتفاق بين العرب ينعكس ايجاباً فلماذا الامل بأن يختلفوا؟ والدول العربية التي تدّعي احترام لبنان نسته 20 سنة وهي التي كانت تبارك الوجود السوري.

ما يحدث اليوم ان سوريا خرجت من لبنان فاعتبرت السعودية ان لبنان بات مقاطعة لها وصرنا مسرحاً للنفوذ من سوري الى سعودي و مطلبنا نفوذ لبناني، والصراع بعد 14 آذار صراع نفوذ سوري-سعودي. والمملكة تريد حسم السيطرة عبر التسليم لحلفائها. والفارق بين سوريا والسعودية ان سوريا لم تكن ديموقراطية ولكننا لم نصل الى ان يرافق احدهم اميراً في زيارة لباكستان. وانا سألت سعد الحريري منذ فترة بضرورة حسم جنسيته ولم نحصل على الجواب لانه لا يمكن له ان يحسم.

ولماذا يُنبش تاريخنا ولاننبش تاريخ غيرنا؟ واستعاد فرنجية كلاماً للرئيس الحريري الذي تربطني به علاقة اخوية ولكن لا نشوّه التاريخ بمجرّد الشهادة، وكل كلام ممنوع لاننا نمس الشهادة فيما هم مسموح لهم الكلام والتطاول.

وفي مجلة الافكار عدد 70 تاريخ 24 تشرين الاول 1983

يقول وليد عوض عن لسان رفيق الحريري

ان رفيق الحريري لا يسلم من الشائعات التي تربط المساعي الخيرة بالربح والفائدة وكانها مجرد عمليات مصرفية ومن هنا يتضايق الرجل من شائعات ترشحه ليكون وزيرا للمال واخرى ترشحه ليكون رئيسا للحكومة التي ستخلف حكومة الرئيس المستقيلة حتى اشعار اخر، ويشدد على انه مواطن سعودي ويقوم بمسعى سعودي وبتكليف من جلالة الملك فهد، وهذا المسعى يستهدف حقن الدم واشاعة السلام والامان في لبنان.

ويقول:" هل يريد اللبنانيون ان اتي بل"كفية والعقال" كما فعلت في دمشق ليتاكدوا انني وسيط سعودي ولا علاقة لي باهواء السياسة اللبنانبة؟"

وانا لا ازال لليوم احفظ مودة شخصية للرئيس الحريري ولكن التاريخ تاريخ، واتهامي بالمحور السوري – الايراني مسموح فيما انت لبنانياً ولا تتكلم بلهجة لبنانية.

وانا لست ادافع عن سوريا والحديث عن المعتقلين تحدثت عنه السيدة جوليا بطرس نقلاً عن الرئيس الاسد الذي قال لها ان سليمان فرنجية تحدث بهذه القضية. ولكن القول بعلاقة جيّدة هو امر ضروري، ولكن العلاقة حسب المصلحة كما مرّت مشاريع السوليدير والاتصالات والتليفونات فحينها كانت العلاقة مسموحة وجيّدة. وانا ادعو الى تحقيق كامل وشفاف من يوم دخول سوريا الى لبنان لمعرفة من شارك في الصفقات وليحاكم الجميع وليس محاكمة استنسابية من يوم الخروج. ولماذا لا نسأل عن تصريح سلبي لرفيق الحريري عن سوريا، فالرئيس الحريري استشهد مع سوريا

فليعرف اللبنانيون المستثمرين والمشاركين في الصفقات خدمة للمصلحة الخاصة وعلى حساب المصلحة العامة. والكلام عن ان علاقة السفير السعودي جيدة مع الجميع فهي تشبه حالة الوجود السوري سابقاً وهناك اطماع سعودية في لبنان ولماذا السعودية لا تمون على حلفائها بتقديم التسهيلات لو كانت السعودية يهمها الوفاق و"تأخذ وتعطي" لكانت اعطت المعارضة الثلث، ولكن ما قاله السفير السعودي في اتصال هاتفي لأحد السياسيين اللبنانيين بوجودي "لا تحلموا ان تأخذوا الثلث"، يبرهن ان السعودية ليست مسهّلة للحل، وما كنت اتمناه لو ان السعودية ترعى الوفاق ان تقول:" تفضلوا هذا هو الثلث". وعن سبب التمسّك بالثلث ردّ فرنجية: "ما يمكن ان يقوم به الثلث يتجلى بثلاثة بنود: الاتفاقات الدولية، التعيين الدبلوماسي، وامرار مشاريع محلية مثل الخصخصة التي هي "بيت القصيد" في الثلث. يمكن للمعارضة ان تعرقل عدة مشاريع خصخصة مثل الكهرباء والهاتف الخليوي. ومجلس النواب الحالي عليه اشكالات والمجلس الدستوري ألغي لالغاء الطعون، اذاً المجلس مشكوك بشرعيته وانا كما سبق وقلت رئيساً توافقياً فسارعوا الى فرض الامر لتسهيل تشكيل حكومة، فلماذا المطلوب تسهيل الرئاسة الاولى لتمرير الحكومة على مزاجهم. والكلام عن الطائف يجب الانتباه الى ان الديمقراطية في لبنان ديموقراطية توافقية.

الاتفاق والتوافق على مجمل الامور واليوم يقال بان الحوار يؤدي الى "مشكل".

وسئل عن فتح الحسابات السورية وعن تسرب فلسطين عبر الحدود وامور مماثلة عن تموضع امني وشراء اسلحة وتدريبات عسكرية.

اجاب: انا صديق سوريا اليس كذلك وسألتني عن التدابير الامنية، اذا كنا من نقتل فلماذا نحترز، ولكن الصحيح ان المناخ مؤات والارض خصبة وكل من يريد الاستثمار الامني قادر ولا بد من وفاق عربي – عربي ولبناني – لبناني لقطع دابر هذا المناخ الامني. ولكن المطلوب ان تفرض سوريا على حلفائها على لبنان للسير مع السنيورة .

انا لا يمكن لاحد ان يمون علي ان ألغي نفسي. وانا ما اتخوف منه ان الطامع اليوم هو حليف غير مباشر لاسرائيل كونه سعيداً باجتياح اميركي، بالبارجة كول، بعدوان تموز، وبامور مماثلة كالساعين لضرب اي دولة عربية، فانا مثلاً لا اكون سعيداً بضرب السعودية او اي دولة عربية لانني مع كل دولة عربية.

وسئل كيف قرأت تصريح العماد سليمان؟

اجاب: القول انه من الآن وحتى 21 آب سنبقى بلا رئيس انصح حلفائي بعدم القبول بعد ذلك برئيس من خلال هذا المجلس لان الوقت يصبح ضيقاً، فلينتخب حينها رئيس من مجلس نيابي ممثّل. وفي المعارضة معلوم ان هناك اخواناً سُنّة فيما الاكثرية شيعية ومسيحية والسؤال المقعدان المعطلان اليوم الرئيس وبعد ذلك قيادة الجيش ومن المستفيد تيار المستقبل ووليد جنبلاط؟ هناك طرحان لا ثالث لهما او يبقى السنيورة رئيساً للحكومة يمارس صلاحيات الرئيس او نأتي برئيس لا يمثل بمعزل عن الكلام عن المرشح التوافقي الذي اذا قبلوا به ممنوع علينا ان ننقاش. وهكذا الامر يسري على قيادة الجيش. نحن من نعطّل لاننا لا نقبل برئيس لا يمثل، لان الماروني ماروني في المذهب والسياسة وفي الدين. وانا اعطي رأيي بكل صراحة وقد اخطىء ولكن قناعتي اقولها. قانون الانتخابات مثلاً يريدون اللعب به للعودة الى قانون 2000. وفي موضوع التوطين كل شخصية لا تعلن موقفا واضحاً وحاسماً فانا اشك بذلك. مثلاً اللاجئون الفلسطينيون حين اتوا الى لبنان هم غير لاجئين اذا اتخذوا جنسية اي دولة اخرى يصبح الامر خلاف ذلك. وانا حين الغيت جنسية عدد كبير من المجنسين يعود السبع ليلغي توقيعي اليس هذه سياسة توطينية؟ وطالما هذا البلد مبني على التركيز الطائفي فالامر صعب جداً. والعماد سليمان قال اليوم لا مانع لدي من قانون 1960، المطلوب القول انا مع قانون الـ 1960 ليكون الرئيس العتيد صاحب موقف، العتيد صاحب موقف، والعماد سليمان صاحب هيبة فليمارس هيبته. واذا كان لا يحق له اتخاذ موقف كون ذلك يفرض مروراً بكل المؤسسات فلماذا المطالبة برئيس لا صلاحيات له ولا قادراً على اتخاذ موقف. كل ما نطالب به الثلث وغيرنا يريد تطيير المجلس العدلي، كان ممنوعاً على الرئيس لحود ان يتخذ قراراً، الم يشارك السنيورة في كل القمم والاجتماعات للقوطبة على الرئيس لحود والتشكيك بدوره وتمثيله. الذي يصادر الدور المسيحي هم تيار المستقبل واليوم يعيبون عليهم التحالف مع الشيعة فصاروا في "محور الشر". على عكس ايام الحلف الرباعي والدعم المستميت للمقاومة. نحن كنا ولا نزال ونبقى مع لبنان واحد وموحد مع كل ابناء لبنان بمختلف طوائفهم، وتحالفي مع حزب الله وامل تحالف لبناني – لبناني وليس مع ايران. وقرار حزب الله في لبنان. الم يحضر احمدي نجاد في الرياض وشكل يده الملك عبدالله ولماذا تعيبون على منوشهر متكي حضوره في دمشق. والدعم مشروع. ولماذا الكلام عن دعم ايراني واين المال السعودي في الانتخابات وفي المشاريع. الاموال والاسلحة من كل الدول، بالامس دولة الرئيس يدعي انه رجل دولة، اطلق له الرصاص ابتهاجاً ويقولون عن سلاح بيد اللبنانيين.

المشكلة اتهام البعض بحيازة السلاح فردة الفعل تظهر ان السلاح في يد اللبنانيين. ليقاتل تيار المستقبل اسرائيل والسلاح يؤمّن له. رفيق الحريري كان مع المقاومة ومع سلاحها بشكل واضح فما الذي تبدّل بعد 2005. هناك امران تبدّلا او ان الرئيس الحريري كان يصرّح عكس ما يضمر وهذا كلام يسيء اليه او انه فعلاً كان مع الموضوع والذي حصل كان لنصل الى ما وصلنا اليه. استشهد الرئيس الحريري انسحب السوريون، جرت انتخابات مع المقاومة وكان البيان الوزاري وانقلبت الامور والبعض هلّل في حرب تموز وباتوا الغائبين وحين لم يصح رهانهم بعد حرب تموز اعتمدوا كل الوسائل المتاحة لهم.

وعاد غانم بالحديث عن سليمان وما مدى صحة "فيتو" سليمان فرنجية في خلال جلسات عدة؟

اجاب فرنجية:" قلوبنا مع العماد سليمان صافية، هو صديق عزيز ولا احد يحاول ان يشيع جواً معاكساً، وانا انتمي لموقع سياسي له شروط واضحة ثلث في الحكومة، هواجس عدة في المؤسسة العسكرية وامور اخرى مثلما مررت هاجساً حول قيادة الجيش بمعزل عن رأينا بالشخص، ونحن كمعارضة وخصوصاً المقاومة بعد حرب تموز لولا وقوف الجيش قربها لكان الوضع اصعب وانا اثق بما قاله العماد سليمان في موضوع المقاومة، ولكن الاسئلة – الهواجس مع العماد سليمان كانت حول الحكومة وحين اجتمعنابه لاحظنا انه ليس مع جوّ الحكومة والحصص وما يريده من حصة وهذا حقه ولكن حين قمنا بالحسابات على اساس الكتل النيابية ومع حصة الرئيس انخفضنا الى ما دون الثلث . وحين سمعت كلاما مماثلاً حتى عن عدم ضمان قانون الانتخابات وكان صريحاً في ما قال وطمأننا حول قيادة الجيش. حين لاحظنا عدم ضمان الثلث الضامن وقانون الانتخابات . حين لاحظنا عدم ضمان الثلث الضامن وقانون الانتخابات وهذا كان اتفاقاً بين السوريين والفرنسيين وحين حملنا اجواء العماد سليمان ابلغنا السوريين رفضنا للاتفاق واعلن ساركوزي علناً بالقاهرة اذا بشار الاسد لا يفرض على حلفائه ما اتفق عليه فاننا نلّوح بالمحكمة الدولية. وكيف نكون عملاء وسوريا تبنّت موقعنا.

وسئل عن تكرار اللقاء مع العماد سليمان فقال:

العلاقة الشخصية ممتازة ولان الكلام السياسي اثّر على العلاقة الشخصية كان لا بد من تأكيد وتعزيز الصداقة والعماد سليمان يعرف ذلك. المعارضة لها مطالب واضحة، البعض يقول انني لست قادراً على التعطيل والبعض يقول انني من "اخربط" انا كل ما قمت به انني اعطيت رأيي، وانا اثق بالعماد سليمان قدر ما كنت اثق بالعماد لحود الذي هو ثابت على قدرنا جميعاً، والتجربة تعلّم، الرئيس لحود اختار وزراءه لم يبق منهم الا الوزير يعقوب الصراف. ونحن حين الحصص اقترحنا الداخلية لشخصية محايدة وهذا ما وعد به العماد سليمان وليس قصة الياس المر نحن قلنا لا لاي واحد من 14 آذار لان هذه الوزارة هي المعنية بانتخابات 2009 والياس المر ليس وسيطاً ويقول انه ليس من 14 آذار كذلك روبير غانم يقول ذلك وقد يقولها سعد الحريري غداً. والعماد سليمان مرشح توافقي وفريق 14 آذار حسم ترشيحه بعد امر من مصر والسعودية بعد جملة ملاحظات عليه. ونسأل لماذا فجأة كانوا ضد واصبحوا مع والسؤال مشروع. لو اعطانا العماد سليمان وضمن لنا قيادة الجيش وقانون القضاء لكان منذ 3 اشهر رئيساً للجمهورية، فلماذا الاستحالة طالما قبلنا بالاقلية ولكن كشريك .

والكلام عن اولوية انتخاب الرئيس رأي ونحن لنا رأي آخر، الوثيقة الدستورية فالاتفاق الثلاثي، طار الاثنان والاثنان يشكلان 15% من الطائف والطائف ليس مقدساً وبعض التعديلات قد لا تضرّ. والطائف محمّل بخلفية ليبقى لنا وعلينا وصاية، ثلاثة رؤساء اي ثلاثة رؤوس ليظلّ هناك وصي وراع، او ما تريد، ذهب الوصي الوحيد ووفد الينا اوصياء يتقاتلون على هذا الوطن. المغبون في اتفاق الطائف هو المسيحي فهو نُفذ بزمن تحالف سني-شيعي وبدعم سوري فبلا تهويل لا احد يستطيع ان يأخذ البلد وحده لا الشيعي ولا السني ولا المسيحي. وصلاحيات الرئيس اليوم لمن ذهبت وكيف لنا ان نعيد بعض الحقوق خصوصاً لجهة صلاحيات رئيس الجمهورية وضرورة ان يعود حكماً ويملك صلاحيات بنسبة مماثلة للرؤساء الآخرين. وقانون انتخابي يسمح للمسيحي ان يتمثل منطقياً وقد توافق اللبنانيون حول قانون القضاء، والحريري هو مع القضاء على القضاء لان التفصيل على قياسات البعض في بيروت وفي الجبل وفي المتن. زياد بارود ويوسف الدويهي قدّما شرحاً اكاديمياً فاختار البطريرك اكاديميا كمن يختار سيارة مصروفها اقلّ. انا ماذا اجبت؟ قلت ليقنعوا حلفاءهم وانا مستعد لاقناع حلفائي بالرغم من ان الرئيس بري رفض فهل يقبل الحريري بتقسيم بيروت الى 7 دوائر وعكار الى 3 والشوف الى 3 ؟ اذا مشوا فنحن مستعدون، وقانون 1960 وقبل ساعة من استشهاد الرئيس الحريري كان الرئيس يقول ب 1960 كما هو وهناك محضر.

انا اقتراحي اعطونا قانون الانتخابات ويتم في نفس جلسة انتخاب الرئيس اقرار قانون الانتخاب، يقترحه عشرة نواب ويتم اقراره. ينتخب الرئيس تقفل الجلسة وتفتح اخرى يتم فيها اقرار القانون يتم التصويت عليه ونحن نمشي. وما يفصلنا عن الانتخابات سنة وحينها نشكل حكومة وطنية وانا اتوقع ان امون على الحلفاء ليقبلوا بهذا الطرح.

اعطونا قانون 1960 وبعدها تسير الحياة السياسية بشكل مشروع الرافض في المعارضة والالية تكون برئيس فحكومة فانتخابات نحن نطلب اليوم قانونا يصوّب الحياة السياسية والوطنية. يقولون اننا لم نعد نمثل المسيحيين لا الجنرال عون ولا نحن وقانون الستين يمنع وصول 20 نائباً مسيحياً تقريباً. واذا كنا لا نمثل فلماذا هم خائفون من قانون 1960 والمسيحيون الموزعون موزعون في مناطق اكثرية سنية ودرزية ، اذا كانوا واثقين اننا نقترح قانوناً لنعود الى المجلس فكيف نعود اذا لا نمثل؟ ولكن قانون مماثل يفرض علينا احترام ارادة النائب. لان هذا القانون يصوّب اللعبة ويعيد بناء الهرم. يخيفوننا من ولاية الفقيه ولا احد يلعب دور الفقيه الا البطريرك هو يقرر ونحن نمشي. البطريرك على رأسنا ولكنه ليس المرجع الصالح لانه لا نائب ولا محامي ولا مشرّع هو رجل دين.

وردا على سؤال قال فرنجية انا اعتبر ان عمرو موسى طرف وهذا رأي وعودته قد تحمل نفس الطروحات بشكل مختلف، والمبادرة العربية اذا لم تفكك من محل ما قد لا تصل الى نتيجة.

وردا على قول غانم ان المعارضة تتخذ الناس رهائن قال:

فعلاً نحن وراء 44 مليار دولار التي باتت 50 مليار دولار، اليست السعودية مع لبنان فلماذا لا تدعمه بموضوع البترول وبدل ان يتم الدفع من تحت الطاولة فليكن الدفع علنياً ولمصلحة كل اللبنانيين . لماذا لا تدفع السعودية حصة لبنان في المحكمة الدولية فلبنان ليس قادراً ولماذا الدفع لمحكمة تعني شخصاً واحداً لماذا لا يدفع لاستشهاد الرئيس رشيد كرامي؟

هناك خلاف على شكل المحكمة وليس على المحكمة لان عدم المناقشة يعني كأنك قتلت الرئيس الحريري ولكن المواطنين ليسوا مضطرين للدفع فليدفع اصحاب الاموال.

ما اتمناه على سيدنا البطريرك ليجمع المسيحيين ما ينّفس 70 بالمئة من الاحتقان.

الاساس هو صورة لبنان بعد 2009.

وحول ما تظهر عليه الموالاة من تماسك وتشتت في المعارضة قال فرنجية:

نفتش عن شخص مثل فارس سعيد ولم نجد اميناً عاماً لان كل المماثلين في 14 آذار ولسنا نحن بصدد تقليد 14 آذار وثانياً اي موقف للمعارضة لم تظهر فيه منسجمة والمطلوب تصفيق ولقاءات اعلامية ونحن بصدد البحث عن صيغة للتواصل اكثر لانه في بعض الاحيان قد يكون لدي ممثل كفوء فيما ممثل تيار اخر غير متابع فتصل المعلومات منقوصة. اما الاجتماع لمجرد الاجتماع اعلامياً فليس هذا المطلوب.

واكد فرنجية ان المعارضة موحدة بنظرتها وقناعتها لقانون الانتخاب، قد لا يخدم الموضوع على الصعيد الشخصي شخصيات معينة خصوصاً الطائفة الشيعية ولكن حزب الله وامل يقفان معنا.

لان المطلوب من الطرف اللآخر الغاؤنا، مطلبنا ان نتمثل بشكل صحيح ومبروك لكل من يختاره الشعب.

واستشهد سليمان فرنجية بما كتبه خالد صاغية في "الاخبار" حول الامور المطلوبة. القول بخلاف فارسي- عربي ما دخل قانون الانتخابات بذلك، ليعطونا القانون ويجربوننا.

وسئل هل الحملة على البطريرك تمت بدعوة من الرئيس الاسد؟ اجاب: انا محرج احياناً من مواقفي لان موقفي يطاول أصحابي مرات سورية ومرات حزب الله ومرات الجنرال عون وقيل موقفي لحماية الجنرال. سليمان فرنجية لا يعمل حسابات اخماس واسداس قبل اتخاذ اي موقف انا اتخذ مواقفي من قناعاتي وانا اقسم بابنتي الوحيدة ان بشار الاسد لامني على كلامي وكذلك السيد حسن نصرالله والجنرال عون طلب تهدئة الجو، ولكن كلام البطريرك عن ان سوريا ليس لها حلفاء بل ادوات وعملاء وطفح الكيل حين تم الحديث عن التدويل ويقولون اننا نتطاول على مقام بكركي، بكركي رمز لنزاهة الشخص وليس متراساً للشخص لشتم الناس وليس مسموحاً لمرجعية تمثّل الله على الأرض ان تكره او تكون فريقاً ضمن طائفته وله موقف سياسي يرجّح كفّة فريق على آخر. والكنيسة التي هي مرجعيتي الأولى والأخيرة لا أقبل أن تتطاول عليّ. وحين يقولون ان البطريرك لا يقصدنا ونحن إذاً لا نقصده حين تحدثنا عن السنّ فلماذا الإلتفاف بهذا الشكل؟ أنا أريد ان تحسب بكركي كلّ موقف وكل كلمة حتى لا تتعرض، ان يكون كلامها متزناً وموزوناً حتى لاتصبح عرضة. وحول الوارد على لسان المطران مطر والمطران مظلوم كلام ثقة لأنهما ساعيا خير وبدأ كلامهما يُترجم فتكون بكركي قد بدأت تترجم النية السليمة. حين الكلّ كان ضدّ بكركي قمت أنا وتقدمت بقانون يرضي البطريرك والطائفة، قانون يأتي بصولانج الجميّل نائبة وستريدا جعجع بالأصوات الحقيقية.وكلنا يتذكر كيف التف الجميع على القانون وقاموا بحلف رباعي وانا اخترت شرف الخسارة على ربح مقعد فارغ او شاغر لي. والكل يتذكر ان عتباً شاب العلاقة مع الرئيس بري لمدة سنة.

طلب الكنيسة منا ان يتوحد الصف المسيحي مع بكركي ، فنحن لم نرفض بل ما كل ما نطلبه تفاهم واضح على اساس وعلى برنامج ثابت كي لاتكون القصة قصة تبويس لحى لتفرض بكركي احترامها على الجميع وليس ان تشتري احتراماً. وانا لا انتظر اشارات ايجابية ولست مستقتلاً للمصالحة، ما اسعى اليه هو التصحيح لتصحيح الوضع الماروني في البلد والخلل موجود ولولا ذلك لمل ايدت نسبة كبيرة كلامنا. بكركي قادرة على خلق حالة استعابية لكل ابنائها على اساس كلام مريح. اذا شتمني ابني استوعبه وافتح معه نقاشاً ولا اعزله وليس صحيحاً التصرف على اساس الفعل وردة الفعل ومهمة الكاهن السماح والمسامحة.

وحول الضغط الفاتيكاني أوضح: من مصلحة البعض عدم حصول جوّ ايجابي مع بكركي بل يعملون على تعزيز الانقسام على غرار شروط اعتذار او تقديم اشارات، كل ما اطلبه أنا هو برنامج واضح هذا مطلبنا الجنرال عون وانا، إذا اخطأنا نعتذر وإذا سيدنا أخطأ ليس المطلوب الإعتذار بل السماع. مثلاً كان على البطريرك ان يطلب من الإستاذ بارود أن يضع النواب المسيحيين في الجو لأنّ ذلك ليس من مهام الأساقفة أو البطريرك. نية البطريرك قد تكون سليمة ولكن النتيجة قد" تطيرّ" الكلّ. حتى لو البطريرك كان معنا لكُنا سُعدنا ولكن يبقى الأمر غير سليم.

وحول الدعوة الى تنحي البطريرك صفير قال : انا مع ان تصبح بكركي مؤسسة ما يعني ان الشخص لا يقدّم ولا يؤخر وليس خطأ تنحي البطريرك صفير، فمثلاً المطران مظلوم يعطي رأيه بصراحة وهو لم يكن معي بمواقفي ولكن يعالج الموضوع روحانياً.

وفي الختام لفت مارسيل غانم أن أسئلة عديدة ووفيرة وصلت عبر البريد الإلكتروني. ومنها سؤال حول الوضع السياسي داخل زغرتا؟

إنني لا أتابع أخبارهم ولا أقرأ ’’الحسناء‘‘ ولست في معرض منافسة مع أحد.

وحول مصافحة جعجع قال : إن شاء الله ونحن كنا في السلطة تخطينا الوضع الشخصي وساهمنا ولكن حين إعتبرنا غير موجودين فأنا قلت أنه ’’نكرة‘‘. وبين أن أحبه أو أكرهه فهو لا يعني لي شيئا وإذا كان ظُلمَ جعجع في السابق فلأن ملفاته وحده فتحت ولم نفتح ملفات غيره وهذا لا يعني أن ليس لديه ملفات وقد صدرت بحقه أحكام، فيما سجن الضباط الأربعة هو ظلم، لأن سَجنهم هو من غير محاكمة أو حكم. أنا تعاطفت معه في السجن لأن ملفه فتح وليس كل الملفات، وأنا لم أصوّت مع حل حزب القوات اللبنانية، وقد حُوكِمَ وإهدن إعترف بها وكان يفتخر بها ولم نفتح ملفّها، كما حوكم بجريمة داني شمعون والقول القرار السياسي يتحمل وأنا أتذكر أن الرئيس الجميل لم يكن موافقًا وقد نبّهنا إلى ذلك آل الجميل إعتبروا مجزرة إهدن ’’عارًا‘‘ فيما هو إعتبرها مجد وفي مقابلات صحافيية عدة إفتخر وإعترف وتخطينا ذلك فلماذا تجبرني على تذكرها. واليوم يتصرفون كما وكأنني لست موجودًا لا شخصيًا ولا كتيّار مـــََرده وهذا غير مسموح، وجعجع قال سليمان فرنجيه ووئام وهاب وغيرهم لايستطيعون أن يقوموا بحرب ولكن لم يقل أنه هو غير قادر. إذا أردت أن ترجع إلى ضمير سعد الحريري فهو لا يريد حربًا وكذلك نسبة كبيرة من الموالاة لكن لا مصلحة لسمير جعجع بالوفاق ولا فؤاد السنيورة لأنه سيكون ’’خروف‘‘ أي تسوية وكذلك وليد جنبلاط المستفيد من هذا الجو.

أدعو بكـركي وبوجود الجنرال عون رعاية حقيقية لأي مصالحة مسيحية.

وأنا أؤكد أن لا حرب سنيّة-شيعية ونحن متحالفون مع الشيعة وطنيًا ولست ضد السنة فأنا تاريخيا وجغرافيًا مع السنة ولكن لست أقبل بأي حالة إالغاء حلفي مع الشيعة ضد إسرائيل وبالإطار القومي العربي ومع تحالفي لإستعادة حقوقي هناك ما هو إستراتيجي وهناك ما هو تصويب للحياة السياسية في الداخل. حلفائي الشيعة اليوم يوافقون على ما نقرر في قانون الإنتخابات وأين الخسارة فيما لو جاء سعد الحريري ووافق، ولكن يأتي الردّ على كلامنا أننا قتلة ونستهدف السنة من المحيط إلى الخليج ...

وتساءل أين صنع قانون 1960 في سوريا أم في إيران؟ وكيف لهذا القانون ان يُغرق لبنان في المحور الإيراني-السوري؟ وأي وثيقة تفاهم هي وثيقة محور، فيما وزراء مسيحييون في تيار المستقبل وضع سليم!، وزراء الأرمن يمثلون 5% من الأرمن وضع سليم!.

لبنان للجمع و المطلوب التصحيح وعلى المسيحي ألا يقطع الأمل.

وخسارته في حالة الشرذمة ويتوحد المسيحيون باعتراف الأقلية المسيحية بالأكثرية المسيحية، اليوم اذا ضعف الجنرال عون وله كتلة من 22 نائباً يضعف البطريرك ولا يقويه والتلطي ببكركي ليس لتقوية بكركي بل تضعف الطائفة سياسياً.

الأموال المساعدة اذا دُفعت من جهة لماذا لا تُدفع من جهة أخرى؟ الاموال تُدفع قبل كل استحقاق، وانا انصح المواطنين ان يستعيدوا أموالهم لأن المدفوع لهم مسحوب من جيبهم، ليستفيدوا وحين الاقتراع يقترعون حسب ضميرهم.

وأكد ان التيار الوطني الحرّ تجمعه خصومة الآخرين. وحول الخيم الفارغة قال:

كم هم جبناء إذا خيم فارغة وتخيفهم، وانا مستعدّ للتفاوض حول إزالة الخيم لماذا لا يفتح الشارع من البريستول الى قريطم. اجراءاتي الخاصة لا تعرقل لا شارعاً سكنياً

ولا حيّاً فلماذا لا يبتعد اي شخص مهدد امنياً عن الناس ويتخذ مسكناً له لا يهدّد امن الناس.

مثلاً نحن قد نكون نقوم باجراءات امنية لحماية السراي الحكومي.

انتظر بعد ذلك لننتقل الى مرحلة البناء بعد الخيم لنسأل عن اصحاب الاملاك الحقيقيين وانا قمت باكثر من مساءلة ولم اصوّت يوماً الا ضد سوليدير وكذلك كتلتي النيابية. وانا كان لي كلام اشبه بشهادة في اجتماع بين الرئيس الشهيد الحريري والرائد باسل الاسد حين رفض الرئيس الحريري رفضاً قاطعاً لاي تعديل.

اراضي الدولة اتخذت بـ 500 مليون دولار وهي تملك 30 بالمئة تقريباً، سوليدير اتخذت والبنية التحتية على نفقة الدولة، لذا سوليدير نفذت على حساب الدولة، البنية التحتية كلفت ما نسبته 120 مليون دولار ودفعت الدولة 500 مليون دولار حتى باتت الدولة مديونة للسوليدير.

سوليدير في الامارات وفي الاردن على طريقة الدولة اما في لبنان فعلى طريقة المستثمر.

وفي السؤال الاخير لفت الى ان سوريا مرتاحة داخلياً، نحن نرفض عودة الاوضاع الى ما كانت عليه ولكن اين مصلحة لبنان في معاداة سوريا؟

وختم رئيس تيار المرده بقراءة عمود خالد صاغية في الاخبار منذ ثلاثة ايام. وهنا النص:

تنازلات

خالد صاغيّة

مطالب لبنان لحضور القمّة العربيّة في دمشق كانت بسيطة:

1ـ أن يكفّ النظام السوري عن التدخّل في الشؤون اللبنانيّة.

2ـ أن يبتسم أركان النظام السوري كلّما سمعوا سياسيّاً لبنانيّاً يدعو إلى إسقاطهم.

3ـ أن يقوم الرئيس بشار الأسد بزيارة مصالحة إلى المملكة العربيّة السعوديّة، ويقبّل يدَيْ خادم الحرمين الشريفين.

4ـ أن تُزيل سوريا اعتراضاتها على المشروع الأميركي في المنطقة، وأن تعلن استعدادها للسير فيه من دون الحصول على أيّ ضمانات لها علاقة باستئناف عمليّة السلام على المسار السوري، وباستعادة الجولان المحتلّ.

5ـ أن تتمثّل كل الدول العربيّة بقادتها خلال القمّة.

6ـ أن يوقّع النظام السوري إقراراً واضحاً وصريحاً بأنّه خطّط ونفّذ وموّل كلّ عمليات الاغتيال والتفجيرات التي جرت في لبنان منذ عام 1975.

7ـ أن يعلن البيان الختامي للقمّة تبنّيه لثقافة الحياة.

8ـ أن يسلّم عمرو موسى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية إلى السيّد فارس سعيد.

9ـ أن تفكّ سوريا تحالفها مع إيران، وتكفّ عن دعمها لحزب اللّه وحماس.

10ـ أن تؤيّد سوريا الاحتلال الأميركي للعراق.

إذا ما نفّذت سوريا كلّ هذه المطالب، يعدها الرئيس فؤاد السنيورة بزيارة إلى دمشق. لكنّ النظام السوري، كالعادة، يمضي في إضاعة الفرص الذهبيّة!

نائب الرئيس السوري اليس حليفهم اليوم لماذا لا يخبرهم، لماذا لا يقول لنا عن الاغتيالات من اغتال الرئيس رينيه معوض. ليس هناك من نظام علوي في سوريا بل نظام عروبي. هذه نظرة من الخارج اما من الداخل فالوضع مختلف. اختاروا النفاذ عبر الطائفة لكن داخل سوريا ليس من ثقافة طائفية.

وحول المحكمة الدولية، اذا كانت ما يقول ساركوزي هي سيف فاذا كان هناك وقائع واثباتات يجب محاكمتها وليس محاكمة سياسية. وقد قال لي مرة السفير فيلتمان ان ميليس لم يكن صادقا في تحقيقاته.

وهل من حرب اهلية؟ قال: حزب الله سيرّد على اغتيال الشهيد مغنية ولكن ليس على حساب لبنان وامنه وسلامته، اسرائيل مع كل عدائنا لها وكراهيتنا للكيان الصهيوني لا يمكن ان ننكر انها ديمقراطية والرأي العام يسقط نظاماً وهذا الرأي العام خائف من صواريخ حزب الله ويحسب للفعل وردة الفعل.

 

الجنرال... وأزمة الرئاسة اللبنانية 

السبت 5 أبريل

 الوسط البحرينية - وليد نويهض

المفاجأة السياسية التي أطلقها قائد الجيش اللبناني ميشال سيلمان يرجّح ألا تمر من دون تداعيات. والتصريحات التي نشرتها صحيفة «السفير» نقلاً عنه في مناسبة الكلام عن التمديد لقيادته في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل وجّهت رسالة سياسية قوية للأطراف المحلية والإقليمية والدولية بشأن خطورة «الفراغ الهادئ» الناجم عن تعطيل مؤسسة رئاسة الجمهورية.

الجنرال سليمان المرشح التوافقي المدعوم عربياً أبدى ضجره من الانتظار وتحكّم عقلية المماطلة و التسويف وربما «المتاجرة» بمصير بلد يُعاني من أزمات أمنية واقتصادية واجتماعية. فالجنرال أبدى انزعاجه من التواء السياسة في لبنان وعدم قدرة الأطراف على التوافق على مسألة دستورية خطيرة تمس سيادة الدولة. والجنرال أيضاً أبدى تحفظه من سلسلة شروط لا تتوقف ومجموعة حواجز لانهاية لها وضعت كلّها على درب استحقاق دستوري يتطلب الانتباه حتى لا تنزلق الطوائف والمذاهب في مشروع فتنة أهلية.

كلام الجنرال أربك مختلف القوى المحلية التي تتجاذب الساحة اللبنانية وتتقاسمها مناطقياً تحت مظلات جوارية وإقليمية. فالمترشح التوافقي طرح فكرة الانسحاب من سباق التنافس إذا كانت مثل هذه الخطوة تساعد على إنقاذ البلد من الانهيار. وهو أوضح أيضاً أنه غير قادر على البقاء في منصبه العسكري إلى الأبد في انتظار المصالحة اللبنانية أو التصالح العربي - العربي. لذلك لمح للمرة الأولى أنه سيُغادر موقعه العسكري في 21 أغسطس/ آب المقبل وقبل ثلاثة أشهر من نهاية ولايته المرتبطة بنظام التقاعد. فهو لا يريد التمديد ولا يُريد الانتظار إلى موعد يتخطى التزاماته الدستورية والوطنية.

كلام الجنرال جاء رداً على نقطتين: الأولى تتعلّق بالحكومة وما نقل عنها أنها تفكّر بالتمديد لفترة قيادته للجيش حتى لا تقع المؤسسة العسكرية في مشكلة فراغ دستوري على غرار رئاسة الجمهورية. الثانية تتصل بتلك التصريحات المنسوبة لمجموعات سياسية محسوبة على سورية أبدت فيها تحفظات على المترشح الرئاسي وأطلقت تلك الشكوك التي طرحت علامات استفهام بشأن قدرته على تمثيل كلّ القوى اللبنانية من دون انحياز لهذا الجانب أو ذاك.

ردة فعل الجنرال على احتمال التمديد والبدء بالتشكيك في عدالته طرحت أسئلة تدور حول مصير الجمهورية ومستقبل الكيان اللبناني وإمكانات استمرار «الفراغ الهادئ» إلى أجل غير محدود زمنياً.

ردة الفعل ولّدت شرارات سياسية يرجّح أن تؤتي تلك النتائج المتوقع حصولها في القريب. والقريب لا يتجاوز موعد 22 أبريل/ نيسان الجاري. فإذا أرادت القوى السياسية إقفال ملف الرئاسة فإنها لاشك ستتوجّه إلى قاعة المجلس النيابي وتنتخب سليمان لهذا المنصب. وإذا أرادت القوى المعنية الاستمرار في سياسة المناكفة فإنها ستلجأ إلى تأجيل الجلسة إلى موعد آخر... وآخر إلى أنْ ينهار البلد أو تأتي من «الخارج» تلك الإشارات الخضراء أو الصفراء أو الحمراء المطلوبة لإعادة ترسيم صورة بلاد الأرز في الفترة المقبلة.

الأزمة الدستورية التي حاول الجنرال في تصريحاته الأخيرة إعطاء صورة عن تعقيداتها ليست شخصية وإنما هي في جوهرها السياسي تتعدّى الكيان اللبناني. فالمشكلة الدستورية التي بدأت بعدم قدرة الكتل النيابية على تأمين «نصاب الثلثين» لانتخاب رئيس وفاقي فتحت الباب أمام أزمات إقليمية وجوارية ودولية أخذت تعصف بالمؤسسات السيادية. وبسبب ضعف الكتل النيابية وعدم التزامها باللعبة الديمقراطية شكّلت أزمة «نصاب الثلثين» تلك الرافعة الدستورية التي حملت معها مختلف الأزمات وعلقتها على «شمّاعة» دولية وإقليمية وجوارية عززت من إمكانات تطوّر منسوب التدخل في الشئون المحلية. أزمة «نصاب الثلثين» تتجاوز بدورها مسألة الدستور؛ لأنها في جوهرها تشكّل ذريعة لتعطيل الحل ومنع القوى من الذهاب باتجاه محدد. وحين يتعطل على القوى السياسية اختيار الاتجاه تصبح كلّ الاتجاهات مفتوحة. وهذا يعني في لغة القانون ذهاب البلد باتجاه الضياع الدستوري والتخبّط السياسي والفوضى العامّة.

مشكلة جنرال

مشكلة الجنرال أكبر من تلك الدائرة التي رسم حدودها في إطار شخصي. فهي مشكلة ممتدة إقليمياً وجوارياً ودولياً. والامتداد خارج حدود الكيان لا يعني أنّ جذور الأزمة ليس لها تلك القواعد والأنصار في بلاد الأرز. الجنرال مثلاً استغرب تضخم الشروط واتساعها حتى يتم التوافق عليه بصفته ذاك الشخص الوفاقي الذي قاتل الإرهاب في معارك مخيّم «نهر البارد» في الشمال وحارب إلى جانب المقاومة في التصدّي للعدوان الأميركي - الإسرائيلي في صيف 2006. فالجنرال يرى أنّ هذا السجل العسكري النزيه والمشرّف يكفل له تحمّل مسئولية الرئيس الأوّل لكونه يمثل ذاك الضابط الذي يحترف الوطنية ويضبط مصالح القوى مجتمعة من دون انحياز لهذا الجانب أو ذاك. هذه الحسنات التي ذكرها الجنرال ربما تكون السبب وراء تعطيل فرصة انتخابه رئيساً لبلاد الأرز. فالكلام عن مكافحة «الإرهاب» يرضي فئة ويغضب فئة. والكلام عن مقاومة عدوان الصيف (الأميركي - الإسرائيلي) يرضي فئة ويغضب فئة ويربك واشنطن وتل أبيب.

مشكلة الجنرال أنه يعيش في عالم يقرأ الصورة من زاوية سياسية مختلفة. فحين يؤكّد التزامه بالمقاومة واستعداده لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية وتطويرعقيدة الممانعة في مؤسسة الجيش فمعنى ذلك أنه وضع نفسه في موقع لا يلقى ذاك الارتياح في مراكز القرار الأميركية والإسرائيلية. وحين يشير مراراً إلى أنه يُريد أفضل العلاقات مع سورية والدول العربية على اختلافها وأنه يضع مسألة المصالحة الوطنية على رأس أولويات برنامجه الرئاسي فمعنى ذلك أنه اتخذ قرار احتواء أزمة لبنانية مختلفة الوجوه والجوانب في وقت تبدو الرياح الدولية والإقليمية والجوارية ذاهبة باتجاه الدفع نحو مزيد من التفكيك والتقويض. وحين يؤكّد الجنرال أنه على مسافة واحدة من «8 و14 أذار» وأنه يحرص على السلم الأهلي وحق الشوارع اللبنانية في التعبير عن مشاعرها من دون تدخلات قمعية تعطل إرادة الحرية فمعنى ذلك أنه قرر السير في حقل ألغام وصواعق تفجير دولية وجوارية وإقليمية.

مشكلة الجنرال ليست شخصية والصورة التي رسمها صحيحة لكنها لا تعطي فكرة عن أزمة تتجاوز الحدود اللبنانية. فالجانب الشخصي ليس هو السبب في عدم التعجيل في اختياره وإنما الجانب المسلكي المتصل بسيرته الذاتية وكلامه العام عن مواقفه السابقة وإشاراته السريعة لمشروعه المقبل. المشكلة في السياسة المحلية وامتداداتها الجوارية والإقليمية والدولية. وهذه المشكلة المركبة من مجموعة عناصر والمفتوحة على احتمالات لم تحسم اتجاهاتها حتى الآنَ، وهي تشكل ذاك العائق الذي يمنع التواصل الداخلي ويؤخر ذهاب القوى النيابية الى قاعة البرلمان وانتخاب رئيس للجمهورية.

المفاجأة التي أطلقها قائد الجيش تبقى مهمّة حتى لو جاءت في لحظة تبدو فيها المنطقة مقبلة على متغيّرات غير واضحة في معالمها النهائية ولكنها تكشف عن تقاطعات دولية وإقليمية وجوارية لا يعرف من الآنَ كيف ستنعكس صورتها السياسية على ميدان لبنان ومحيطه المشرقي. فالتقاطع لا يعني دائماً التطابق وإنما أحياناً يشير إلى توافق ضمني على مسألة محددة تمثل مصلحة مشتركه لقوى متخالفة في تصوراتها الإقليمية والجوارية. وهذا التقاطع في المصالح الموضعية يُرسل إشارات باتجاهات مختلفة منها مثلاً التوافق على تمديد الأزمة الرئاسية في لبنان بانتظار اتضاح معالم خريطة «الشرق الأوسط الجديد».