المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الإثنين 21 نيسان/الفين وثمانية

إنجيل القدّيس يوحنّا .19-15:21

وبَعدَ أَن فَطَروا قالَ يسوعُ لِسمْعانَ بُطرُس: «يا سِمْعانُ بنَ يونا، أَتُحِبُّني أَكثَرَ مِمَّا يُحِبُّني هؤلاء؟» قالَ لَه: «نَعم يا رَبّ، أَنتَ تَعلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ حُباًّ شَديداً». قالَ لَه: «إِرْعَ حُمْلاني».قالَ له مَرَّةً ثانِية: «يا سِمْعانُ بنَ يونا، أَتُحِبُّني؟» قالَ له: «نَعم يا رَبّ، أَنتَ تَعلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ حُباً شَديداً». قالَ له: «اِسْهَرْ على خِرافي». قالَ له في المَرَّةِ الثَّالِثة: «يا سِمْعانُ بنَ يونا، أَتُحِبُّني حُبّاً شديداً؟» فحَزِنَ بُطرُس لأَنَّه قالَ له في المَّرةِ الثَّالِثَة: أَتُحِبُّني حُبّاً شديداً؟ فقالَ: «يا رَبّ، أَنتَ تَعلَمُ كُلَّ شَيء، أَنتَ تَعلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ حُبّاً شديداً». قالَ له: «إِرْعَ خِرافي. الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكَ: لَمَّا كُنتَ شاباً، كُنتَ تَتَزَنَّرُ بِيَديكَ، وتَسيرُ إِلى حَيثُ تشاء، فإِذا شِخْتَ بَسَطتَ يَدَيكَ، وشَدَّ غَيرُكَ لكَ الزُّنَّار، ومَضى بِكَ إِلى حَيثُ لا تَشاء». قالَ ذلكَ مُشيراً إِلى المِيتَةِ الَّتي سيُمَجِّدُ بِها الله. ثُمَّ قالَ له: «اِتَبْعني!».

 

من آمن بي وإن مات فسيحيي

تتقدم المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية بأحرّ التعازي القلبية من حزب الكتائب وعائلتي الشهيدين نصري الماروني وسليم عاصي وتتمنى للجرحى الشفاء العاجل. إن زحلة الصامدة والقلعة لن تركع مهما زاد كفر وتجني وهرطقات أعداء لبنان من فرس وتيمورلنكيين ومرتزقة ومأجورين محليين. تطالب المنسقية باعتقال ومحاكمة القتلة وكل من يقف ورائهم.

 

الامانة العامة لقوى "14 آذار": جريمة زحلة لإعادة لبنان الى عصر الوصاية

وكالات/الاثنين 21 نيسان 2008

أعلنت الامانة العامة لقوى 14 آذار بعد اجتماع استثنائي مساء الأحد أن يد الارهاب والجريمة تحركت مجددا لترتكب اعتداء اجراميا على احد مقرات حزب الكتائب اللبنانية في مدينة زحلة سقط من جرائه مناضلان بارزان من قيادة اقليم البقاع في الحزب هما الشهيدان سليم عاصي ونصري ماروني.

وقال بيان صادر عن المجتعين ان قوى 14 آذار تتوقف بقلق واستنكار شديدين امام فظاعة هذه الجريمة، التي وقعت بعد اقل من 24 ساعة على المؤتمر الشعبي الحاشد الذي عقد في مدينة زحلة للمطالبة بملء الفراغ في مركز رئاسة الجمهورية وانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان فورا لرئاسة الجمهورية، والتي تندرج في مسلسل زرع الفتنة بين اللبنانيين واعادة لبنان الى عصر الوصاية.

وتابع: "ان قوى 14 آذار، اذ تؤكد التفافها حول حزب الكتائب وتضامنها الكامل معه في مواجهة هذا الاعتداء، تطالب الجيش وقوى الامن الداخلي والاجهزة الامنية بتوقيف الجناة فورا واحالتهم الى القضاء المختص، كما تطالب القوى السياسية من كل الاتجاهات برفع الغطاء بالكامل عن المجرمين وعن جميع من يظهر التحقيق مسؤوليته في هذه القضية. كذلك تدعو قوى 14 آذار الى المشاركة في يوم الحداد غدا الاثنين في مدينة زحلة وفي تشييع الشهيدين عاصي وماروني الى مثواهما الاخير. وختم البيان: "ان قوى 14 آذار عندما تطالب الجيش والسلطات الشرعية الى التحرك الفوري وتطبيق القانون بصرامة في هذه القضية، فلأنها تؤمن ان الدولة التي يسعى البعض الى تدميرها والنيل من هيبتها من خلال توزيع الاسلحة والتدريب والاخلال بالأمن والقانون والاعتداء على القوى الامنية الشرعية هي السلطة الوحيدة المسؤولة عن ارواح المواطنين ومصالحهم وعن احقاق الحق وتطبيق القانون الواحد فوق كل الاراضي اللبنانية.

 

سامي الجميّل: على سكاف أن يقف الى جانب ماروني في بيت الكتائب

وكالات/الاحد 20 نيسان 2008

 قدّم منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب  سامي الجميل باسم العائلة تعازيه الحارة الى زحلة بشهدائها الجدد. وقال: "نعزّي رئيس الاقليم بشقيقه وكل من عائلتي ماروني وعاصي". وأضاف: "في 13 نيسان 1975 سقط جوزف أبو عاصي، واليوم في نيسان 2008 يسقط الياس عاصي مع نخبة الشهداء الذين يدفعون ثمن سيادة لبنان واستقلاله وقيام الدولة فيه". وسأل  الجميل في مؤتمر صحافي عقده في بيت الكتائب في زحلة:"هل هناك دولة أم لا؟ هل هناك أجهزة أمنية أم لا؟ لا يمكننا أن نقبل أن يسقط شهداؤنا ولا نرى أحد وراء القضبان ".

ووجه رسالته  الثانية الى كل المعنيين بموضوع زحلة وفي مقدمهم النائب ايلي سكاف "الذي عليه أن يتحمل مسؤولية ما حصل من خلال رفع التغطية عن الذي ارتكب الجريمة وليستنكر الحادثة وليقف الى جانب ايلي الماروني في بيت الكتائب في زحلة". وقال:" اذا كان القتلة في منزل النائب سكاف فعلى القوى الأمنية أن تحضرهم من داخل منزله". وحمّل  الجميّل المسؤولية لكل الأحزاب والفئات التي تغطي الاغتيالات و"لكل الفئات الذين خرجوا عن المؤسسات، لأنه بخروجهم عن الدولة يسببون بالاعتداءات كالتي حصلت اليوم ". واكد منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب ان "البعض يحاول أن يكرر سيناريو عام 1975 عبر استهداف حزب الكتائب من بيار الجميل الى أنطوان غانم وصولا الى شهداء اليوم وهذا ما لن نقبل به أبداً".

 

دعوة الى الحِداد العام اليوم ومطارنة زحلة يعلنون "إقفال المدينة حتى تسليم القتلة"

قتيلان وجريحان للكتائب في اعتداء على مركز حوش الزراعنة

السنيورة يتصل بالجميّل وبوزيري الدفاع والداخلية وريفي لتطويق الحادث

المستقبل - الاثنين 21 نيسان 2008 - شهدت مدينة زحلة حادثاً أمنياً خطيراً، تمثّل في اعتداء مسلح على مركز حزب الكتائب في المدينة، نفذه أنصار للنائب ايلي السكاف، وأدى الى مقتل اثنين من أعضاء حزب الكتائب واصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة. وقد خلّف الحادث توتراً كبيراً في مدينة زحلة، دفع رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الى اجراء اتصالات مكثفة شملت خصوصاً رئيس الكتائب الرئيس أمين الجميّل والوزيرين الياس المر وحسن السبع واللواء أشرف ريفي.

كما رأس الجميّل اجتماعاً طارئاً للمكتب السياسي المصغّر في منزله في بكفيا، لمتابعة تطورات الحادث، داعياً الى التهدئة.

وأعلن مجلس مطارنة زحلة من مركز الكتائب، إقفال المدينة حتى يتم تسليم القتلة وسوقهم الى العدالة، فيما دعا رئيس اقليم زحلة الكتائبي المحامي ايلي ماروني، النائب سكاف، الى تسليم مطلقي النار للعدالة فوراً "وإلا، عليه أن لا يأتي الى المدينة". وقد ادعى سكاف أن عناصر تابعة للكتائب أطلقت النار على أشخاص مؤيدين له، "ما دفعهم الى الدفاع عن أنفسهم". وقد زارت السيدة جويس أمين الجميل مدينة زحلة مساءً موفدة من قبل الرئيس الجميل، وقدمت العزاء الى ماروني. وحثت الجميل أبناء المدينة من الكتائبيين على التهدئة وعلى الصلاة لراحة أنفس الشهداء، وتفويت الفرصة على هؤلاء القتلة الذين يسعون الى زرع الفتنة. كما تفقدت مركز حزب الكتائب في المدينة.

الاعتداء

وفي تفاصيل الاعتداء الذي وقع قرابة السادسة والنصف مساء أمس، أنه وبعدما دشّن سامي الجميّل، المركز الجديد في حوش الزراعنة، وغادر بعض الحضور مكان الاحتفال، مرّت سيارة، وأطلق من بداخلها النار على المواطنين وأنصار حزب الكتائب وحزبيين كانوا أمام المركز، ما أدى الى مقتل المسؤول الاعلامي لحزب الكتائب في زحلة والبقاع الأوسط، الزميل نصري ماروني، شقيق رئيس قسم زحلة الكتائبي المحامي ايلي ماروني، متأثراً بجروح أصيب بها في صدره وبطنه. كما توفي الكتائبي سليم عاصي (70 سنة) متأثراً بجروحه. وأصيب أيضا، رشيد سليم عاصي والياس عيسى (66 سنة). وقد نقل الجميع الى مستشفيات المدينة.

وأكد شهود عيان ومصادر حزب الكتائب أن مطلقي النار هم من أنصار النائب السكاف، وعُرف منهم جوزف الزوقي.

اجراءات أمنية

وضربت قوى الأمن الداخلي ووحدات من الجيش اللبناني طوقاً أمنياً حول مكان الحادث، وعملت لتنفيذ عملية بحث ومطاردة لمطلقي النار. ومساءً، جرت مضاعفة الاجراءات الأمنية في مدينة زحلة وعند مداخلها الرئيسية وقرب المراكز الحزبية ومنزل النائب ايلي سكاف. وأقيمت حواجز ثابتة ومتنقلة على الطرق الرئيسية في البقاعين الأوسط والغربي، أخضعت المارة لتفتيش دقيق.

يذكر أن مئات الكتائبيين والقواتيين وأنصار "14 آذار" احتشدوا أمام المستشفيات التي نُقل اليها الضحايا (مستشفى خوري) وأمام مقر حزب الكتائب في المدينة، فيما بدأت اتصالات لفعاليات المدينة لتطويق الحادث ومنع تفاقمه.

السنيورة: اتصالات وتوجيهات

سارع رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، وفور تبلغه بالحادث المؤسف الذي وقع في مدينة زحلة أثناء افتتاح بيت الكتائب، الى إجراء اتصالات مكثفة شملت كلا من الرئيس أمين الجميل ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني الياس المر ووزير الداخلية والبلديات حسن السبع والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي والمطران اندره حداد.

وقد أعطى الرئيس السنيورة توجيهاته للقوى الأمنية بمعالجة سريعة وحازمة لآثار الحادث، وبتدابير فورية في حق المتسببين بالحادث ومطلقي النار، وذلك لتطويق أية ذيول يمكن أن تقع أو يمكن أن يستغلها البعض لتعكير الأمن على المواطنين.

الكتائب: اجتماع طارئ

وصدر عن مصلحة الاعلام في حزب الكتائب اللبنانية البيان الآتي نصه: "فيما كان اقليم زحلة الكتائبي يحتفل عند الرابعة من بعد ظهر اليوم (امس)، بتدشين قسم الكتائب في حوش الزراعنة في المدينة، بحضور منسق اللجنة المركزية في الحزب الشيخ سامي الجميل وحشد كتائبي من ابناء المنطقة والبقاع.

وبعد لحظات على مغادرة الجميل موقع الاحتفال، اقدم مسلحون يستقلون سيارة، على اطلاق النار على المشاركين في الاحتفال ما ادى الى اصابة اربعة من الرفاق اعضاء اللجنة التنفيذية في الاقليم وهم: نصري الماروني، شقيق رئيس الاقليم، سليم عاصي ونجله رشيد، والياس عيسى.

وفور تبلغه بالنبأ، رأس الرئيس امين الجميل اجتماعا طارئا للمكتب السياسي المصغر في منزله في بكفيا لمتابعة التطورات الناجمة عن الحادث".

واضاف البيان: "وتبلغ الرئيس الجميل قبل قليل بإستشهاد رفيقين من الحرس هما سليم عاصي، وهو يحمل الشارة الذهبية وهو من القى كلمة في الاحتفال، كما الرفيق نصري ماروني اثر اصابته برصاصات قاتلة في بطنه وصدره.

واثر الحادث تلقى الرئيس الجميل، رئيس الحزب، اتصالات هاتفية من رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وعدد كبير من الشخصيات السياسية والحزبية معزية ومستفسرة عن الحادث ومستنكرة.

ومساءً، عقد المجلس السياسي الكتائبي اجتماعا مصغرا في مركز الحزب في زحلة، بتكليف من الجميل، وذلك لحث الكتائبيين على التهدئة. وصدر عن المجتمعين بيان اكد "ان مطلقي النار من انصار النائب ايلي سكاف، ومن اصحاب السوابق، وارتكبا الجريمة عن سابق اصرار وتصميم"، محملاً "الاجهزة الامنية والمعنيين بأمن الناس مسؤولية ما حصل".

واعلن "ان حزب "الكتائب" يحتفظ لنفسه باتخاذ التدابير والاجراءات اللازمة لملاحقة الفاعلين والجهات التي تحتضنهما".

واشار الى ان الحزب سيقيم للشهيدين "جنازة كتائبية في الرابعة من بعد ظهر غد الثلاثاء في كنيسة سيدة النجاة ـ الفزرل"

جعجع

على أثر الحادث المؤسف الذي أدى الى استشهاد مسؤولَين كتائبيَين في مدينة زحلة وجرح آخرين، اتصل رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع بالمسؤولين القواتيين في زحلة، وطلب منهم أن يبذلوا كل الجهود الممكنة لاحتواء التوتر وتفاعلاته السلبية.

كما اتصل جعجع برئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميّل معزياً، ومعرباً عن تضامنه العميق مع "الكتائب" اثر الحادث الأليم والمؤسف، معتبراً انه "غير مقبول بأي شكل من الأشكال".

وأكد "انه ينبغي أن تتوافر للجميع حرية العمل السياسي في الاطار الديموقراطي السليم، ولا يجوز بالتالي اعتماد القوة والعنف واللجوء الى السلاح تعبيراً عن الموقف السياسي".

كما أجرى جعجع اتصالاً برئيس الحكومة فؤاد السنيورة، وتمنى عليه العمل سريعاً لضبط الوضع في مدينة زحلة، من خلال اعطاء الجيش والقوى الأمنية التعليمات اللازمة للانتشار الكثيف واتخاذ الاجراءات الأمنية المطلوبة.

واتصل جعجع أيضاً بقائد الجيش العماد ميشال سليمان، متمنياً عليه نشر وحدات الجيش بكثافة، منعاً لأي تداعيات للحادث الذي تعرض له حزب "الكتائب" وقوى "14 آذار" في زحلة.

ودعا المراجع القضائية والأمنية المختصة الى القبض بأسرع وقت ممكن على المجرمين وتسليمهم الى العدالة.

سامي الجميل

وعقد منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب سامي أمين الجميل عند العاشرة من مساء أمس، مؤتمراً صحافياً في مركز الحزب في زحلة، ندد فيه بالجريمة البشعة. واعتبر "ان هذه العملية مشابهة لبدايات الحرب الاهلية". وطلب من النائب السكاف "أن يرفع يده عن المجرمين".

اقليم زحلة

دعا رئيس اقليم زحلة الكتائبي المحامي ايلي ماروني، النائب السكاف الى تسليم مطلقي النار على مركز حزب الكتائب للعدالة فوراً.

وقال لـ"المستقبل" ان الزحليين والكتائبيين ينصحون السكاف باتخاذ هذا الاجراء فوراً، والا، عليه ان لا يأتي الى المدينة. ليسمع السكاف نحيب النسوة، وانين الجرحى. هل هذا ما يريد؟.

اضاف: اذا ارادوا قتلنا ليرهبونا، فنحن لا نخاف الموت، اطلاقاً. شقيقي نصري من الابطال الذين تربوا على الشهادة. لم يكن يخاف ابداً قول الحقيقة لانه مؤمن بها. لن نغسل ايدينا من دم نصري ولا من دم الكتائبي سليم عاصي. ولن نقبل سوى بتعليق المشانق للمجرمين في ساحة زحلة، والا علينا وعلى اعدائنا يا رب، لان مسيرة القتل التي يشنها هؤلاء يجب ان تتوقف فوراً.

واكد ماروني، ان مجلة "مرحبا" ستستمر بالصدور لانها تقول الحقيقة في وجه المجرمين، والشهيد نصري سيبقى حاضراً وسيبقى امثولة للسياديين وانه شهيد الكلمة الحرة. وسليم عاصي شهيد الكتائب القوي، وسنبقى على نهج ودرب عريس الشهداء بيار امين الجميل.

السكاف

قال النائب السكاف في تصريح له ان "عناصر تابعة لحزب الكتائب اطلقت النار على اشخاص مؤيدين له ما دفعهم الى الدفاع عن انفسهم". واعرب عن اسفه للحادث، داعياً الى التهدئة وانتظار التحقيق في الحادثة، مشيراً الى انه ومنذ سنتين يحاول تجنب مثل هذه الحوادث.

قوى 14 آذار

وعقدت قيادات قوى 14 آذار في زحلة اجتماعاً طارئاً جرى خلاله مناقشة خلفيات الاعتداء واهدافه، ومحاولة المتضررين من الاستقرار الذي تنعم به المدينة توتير الاجواء واخذها باتجاه خطر. وأبقت قيادات 14 آذار في المدينة اجتماعاتها مفتوحة لمتابعة تطورات الموقف.

وقالت مصادر المجتمعين لـ"المستقبل" "ان النائب ايلي السكاف، لم "يبلع" النجاح الكبير للقاء الشعبي الذي عقد في زحلة مساء السبت، وطالب نواب القضاء بالقيام بواجبهم المقدس لانتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، فكان هذا الاعتداء الذي يعبر عن ضعف موقف السكاف وحلفائه".

ودان التجمع الإغترابي لقوى 14 اذار بشدة الجريمة، معتبراً "هذا الاستهداف محاولة دنيئة لعودة عقارب الساعة إلى الوراء وادخال البلاد في دوامة العنف وزمن الحرب الأهلية التي مزقت أوصال الوطن". واضاف، "يبدو أن البعض لم يتعظ من تجارب الماضي ومن ويلات الحروب ولا يزال يراهن عليها لتحقيق مأربه خدمةً للمتربصين بالوطن وتحقيقاً لمشاريع ضرب الدولة من خلال ضرب السلم الأهلي وجر البلاد إلى ما لا تحمد عقباه".

وتقدم التجمع بخالص العزاء من الرئيس الجميل وحزب الكتائب ومن عائلة الشهيدين عاصي وماروني، متمنياً الشفاء العاجل للجرحى.

كما استنكر رئيس مجلس بلدية زحلة ـ معلقة أسعد زغيب الجريمة. وقال في بيان صدر بإسم المجلس البلدي: "ان الجريمة النكراء آلمتنا، كما آلمت زحلة، مدينة السلام، وجميع الحريصين على تجنيبها أية خضة أمنية أو سياسية واستمرار مسيرة السلم الأهلي، لأنه أياً تكن الإختلافات في الرأي بين الفئات الزحلية، فإن المدينة لم تعتد يوماً في تاريخها هذا الأسلوب المجرم في التعاطي والذي ندينه بأشد العبارات. ونطالب السلطات الأمنية بإعتقال الفاعلين وتسليمهم للمحاكمة لينالوا جزاءهم".

وصدر عن يمنى بشير الجميل البيان الآتي:

"من المؤسف أن يعمد بعض "الزعران" الى الاعتداء على احتفال كتائبي مسالم في مدينة زحلة اليوم. لن أستنكر الجريمة، إذ لا نفع للاستنكار في هذا الجو المشحون، بعد سقوط اثنين من الرفاق شهداء وهما من خيرة المناضلين. لقد دافع هذان الرفيقان عن زحلة عندما كانت مُحاصرة، بينما كان بعضهم يتنعّم في بلاد الاغتراب. نطالب القوى الامنية، التي تعرّفت على المجرمين، أن تعمد فوراً الى توقيفهم وسوقهم الى العدالة، وعندها فقط نضبط النفس.

لقد تعوّدنا أن نقدم شهداء من أجل الوطن، لا أن يُعتدى علينا وعلى بيوتنا وشبابنا. وأدعو مع أبناء زحلة الى الاقفال التام غداً الاثنين حداداً على أرواح الشهيدين، واتمنى الشفاء العاجل للجرحى".

معزّون

وغص منزل الزميل نصري ماروني بمئات الزحليين والكتائبيين، وكذلك منزل سليم عاصي. وتحدثت مصادر قوى "14 آذار" في زحلة، وقياديين كتائبيين عن اقفال عام للمدينة اليوم "الاثنين" حداداً على ماروني وعاصي، واستنكاراً للاعتداء المسلح على مركز حزب الكتائب، واشارت الى ان مراسم التشييع تعلن لاحقاً، وربما تجري يوم غد الثلاثاء.

يذكر ان الزميل نصري ماروني كان قد كتب في جريدته المحلية "مرحبا" مقالاً وزع مؤخراً انتقد فيه سياسة السكاف، ودور رئيس البلدية اسعد زغيب في مواكبة هذه السياسة. وقد ترك مضمون المقال صدى كبيراً في المدينة.

 

الحريري يتصل بالجميل معزياً:

اتفاق على أن يأخذ التحقيق مجراه

المستقبل - الاثنين 21 نيسان 2008 - أجرى رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري اتصالاً بالرئيس امين الجميل، معزياً بشهيدي حزب الكتائب اللذين سقطا في الاعتداء على مركز الحزب في مدينة زحلة. وتم الاتفاق بينهما على ضرورة ان يأخذ التحقيق في الجريمة مجراه، وان يتولى القضاء دوره في ملاحقة المجرمين. وقد دعا رئيس الكتائب الى التهدئة

 

انتفاضة" المجتمع المدني.. هل تؤشر الى "انفجار" شعبي؟!

محمد مشموشي (*)

المستقبل - الاثنين 21 نيسان 2008 - قد لا يكون تحرك المجتمع المدني، ممثلا بخروج المجالس البلدية والهيئات الاختيارية ولجان الأمهات في المتن وجبيل وزحلة الى الشارع، مؤشرا على "انتفاضة" شعبية واسعة في وجه "لعبة" سياسية باتت ممجوجة وفاقدة لأي مسوغ، لكنه ليس من السذاجة في شيء النظر اليه من هذه الزاوية.. وحتى توقع أن تتسع مساحته ليشمل، على سبيل المثال، مناطق أخرى في الجبل والجنوب والشمال وبعلبك ـ الهرمل.

ذلك أن ما شهده لبنان في السنوات الثلاث الماضية، وخصوصا بعد انتهاء عهد الرئيس السابق اميل لحود، لم يعد مفهوما ولا معقولا ولا مقبولا من الرأي العام، بقدر ما لم يعد مفهوما ولا معقولا ولا مقبولا أيضاً السجال العقيم، بل "السخيف"، في ما بين القوى السياسية والحزبية والنيابية حول أولوية انتخاب رئيس للجمهورية (متفق عليه، كما يقال؟!) أو تشكيل الحكومة العتيدة للعهد العتيد أو الاتفاق على قانون لانتخابات نيابية يفترض أن تجري بعد عام كامل من الآن.

ولأن هذين، "اللامعقول" من ناحية و"السخيف" من ناحية ثانية، انما يحفران عميقا تحت أساسات بنيان الوطن والدولة اللبنانيين، وليس النظام والسلطة السياسية فقط، فقد بات من حق الشعب (حقه، أم هو واجبه؟!) أن يرفع صوته في وجه من يفترض أنه انتخبهم ليعبروا عن طموحاته ويعملوا لخدمة مصالحه.. وليس بين هذه الطموحات أو هذه المصالح، حتما، "جهنم" اللااستقرار الحالي، سياسيا وأمنيا واقتصاديا، أو الحرب الأهلية التي تلوح نذرها في الأفق أو تقسيم الوطن أو ضياعه بصورة نهائية!.

كانت الحُجة، بغض النظر عن صدقيتها، تقوم على دعوى أن "وكالة حصرية" ما أعطيت لهذا الرهط من "نواب الأمة" في الانتخابات النيابية الأخيرة، وأن هذه الوكالة مطلقة وغير قابلة للعزل بما يجعل "الوكيل" مفوضا مطلق الصلاحية في أن يفعل ما يريد، ليس في سياق التشريع في مجلس النواب ولا في سياق السلطة التنفيذية فقط، بل حتى على مستوى ما يشل البلاد ويعطل حياة المواطنين كما هو حالهم الآن. وتحت هذه الذريعة، لم يكن "نواب الأمة" (أو بعضهم) يفعلون الا أنهم يتمترسون خلف مواقف انجروا، أو جروا، اليها مدعين علنا، وبوقاحة لا سابق لها، أن هذا ما تريده أكثرية الناخبين (هنا بنسبة 100%، وهناك بنسبة 70%، وهنالك بنسب متفاوتة) وفق منطوق "الوكالة الحصرية" غير القابلة لا للعزل ولا للمساءلة أو التعديل!.

وعلى هذه الخلفية، بما هي تشويه كامل للواقع الشعبي اللبناني، تم في خلال الفترة الماضية اسقاط العديد من المبادرات المحلية والعربية والدولية لعقد تسوية، ولو مرحلية، تنقذ الوطن من السقوط والمواطنين من الجوع أو التهجير. بل وأكثر، فقد تم على أيدي "نواب الأمة" هؤلاء أنفسهم دفع البلد، على أكثر من صعيد وفي أكثر من مناسبة، الى شفير حروب أهلية ومذهبية ومناطقية ما يزال اللبنانيون يقيمون وينامون يوميا تحت كابوسها.

ولأن الحجة السابقة لم تكن كافية، فقد اضيفت اليها حجج من نوع جديد: الاستئثار بالسلطة، العمالة للأجنبي، خيانة الوطن، رفع التهميش عن المسيحيين، رفض المشاركة الحقيقية، ودائما ازالة الاعتداء من قبل ما يوصف بأنه "أكثرية وهمية" على ما يقال إنه "تمثيل حقيقي" جاء به استفتاء شعبي.. تماما كما هي الحجج المتوقعة الأخرى التي، ان لم تأت اليوم، فستأتي غدا أو بعد غد.

فسيقال، مثلا، أن تحرك المجتمع المدني في المتن وجبيل وزحلة لا يقوى على الصمود اذا ما قورن بالتجمعات المليونية التي كانت، وتبقى دائما، رهن اشارة "القائد" الملهم أو "الزعيم" المفدى هنا وهناك تأييدا لمواقفه "النظيفة" ودعما لرؤاه "البعيدة" في ما يتعلق بمستقبل البلد وبدور المسيحيين فيه،

وسيقال إن وراء حركة المجتمع المدني هذه قوى سياسية مناهضة، وحتى أجهزة في الداخل وفي الخارج، وأن من شأنها أن تضيف الى شعبية "الممانعين" محليا واقليميا ودوليا لا أن تضعف منها، وأنها في كل حال لن تفعل أكثر مما فعلته سابقا حركات شبيهة (انسحاب أفراد وجماعات من "التيار الوطني الحر") أو تهديدات بسحب التغطية المحلية والدولية من هذا الطرف أو ذاك،

وسيقال، كما هي النغمة المكرورة والمفضوحة، إن مالا سياسيا دفع بسخاء وأن وعودا طائلة قدمت، وحتى إن المجالس البلدية والهيئات الاختيارية نفسها مطعون بتمثيلها الشعبي ما دام انتخابها جرى في فترة الوصاية السورية،

وسيقال أخيرا إن الشعب اللبناني لم يكن في ما مضى، وليس هو الآن بعد ثلاثين عاما كاملة من الحروب الداخلية والخارجية، مؤهلا لـ"الانتفاض" ضد حكامه ـ فكيف ضد نوابه؟! ـ بالرغم من كل ما أصابه من ويلات الحروب وتسلط أمرائها والمتاجرين بها.

الا أن ذلك كله يبقى المزيد من الشيء ذاته، أي من الحجج الواهية اياها، ولن يكون ذا معنى أو دلالة، خصوصا في حال تصاعدت كما هو منتظر ـ حركة المجتمع المدني، الطبيعية والمنطقية جدا، في الأسابيع القريبة، وتوسعت لتشمل مختلف المناطق اللبنانية.

لكن السؤال يبقى: الى أين من هنا؟!، وهل ينفع ذلك في تغيير الصورة؟!.

من السابق لأوانه اعطاء جواب شاف الآن، خاصة وقد أثبت "نواب الأمة" (أو بعضهم على الأقل) ومرة تلو المرة، أنهم باتوا أسرى مصالح شخصية، أو مواقف موحى بها من الخارج، بالرغم من أنهم هم بالذات من يتعمد نظم قصائد رثاء بالوطن في ما لو بقيت مواقف الفرقاء على ما هي.

ومن السابق لأوانه أكثر توقع أن يصل صوت المجتمع المدني هذا الى "الرعاة" الاقليميين، بعدما أحكموا قبضاتهم الأمنية والمادية والسياسية على "الرعايا" المحليين في لبنان، وتاليا أن يقتطعوا جزءا من وقتهم لسماعه.. فيما هم لا يعترفون بالمجتمع المدني حتى في بلدانهم.

في ذكرى مرور ثلاثة وثلاثين عاما على بدء الحرب الأهلية، في 13 نيسان من العام 1975، قال اللبنانيون كلمتهم الرافضة ليس للحرب في ما بينهم فقط بل ولأية أنواع من الحروب على أرضهم.

وفي هذه الكلمة، كما في كلمة المجتمع المدني الداعية لانتخاب رئيس للجمهورية فورا ومن دون ابطاء، اشارة ـ لمن يريد أن يرى ـ الى أن "انتفاضة" الأيام القليلة الماضية مهيأة لأن تتحول الى "انفجار" شامل.. وأولا وقبل كل شيء، ضد الطبقة السياسية التي تتحكم بحاضر البلد ومستقبله.

مع ذلك، فـ"انتفاضة" المجتمع المدني اللبناني أخيرا، أيا كانت أطرها التنظيمية وتكويناتها الاجتماعية ومساراتها النهائية، هي مما يستدعي المراقبة الدقيقة والتوقف مليا أمامها. .. أو أقله، تصور ميزان قوى شعبي جديد في لبنان الغد، سينعكس حتما في أية أكثرية وأقلية نيابيتين مقبلتين: قاعدة النظام الديموقراطي اللبناني، اذا كان لهذا النظام أن يبقى كما عبر عن ذلك بصوت عال.

(*) كاتب سياسي

 

اتصالات مكثفة للرئيس السنيورة اثر حادث إطلاق النار في زحلة أثناء افتتاح بيت الكتائب

وكالات/20 نيسان 2008/

على اثر تبلغه بالحادث المؤسف الذي وقع في مدينة زحلة أثناء افتتاح بيت الكتائب باشر رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة اتصالات مكثفة شملت كلاً من الرئيس أمين الجميل، وزير الداخلية حسن السبع، مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء اشرف . وقد أعطي الرئيس السنيورة توجيهاته للقوى الأمنية بمعالجة سريعة وحازمة لأثار الحادث وبتدابير فورية بحق المتسببين بالحادث ومطلقي النار وذلك لتطويق أية زيول يمكن أن تقع أو يمكن أن يستغلها البعض لتعكير الأمن على المواطنين.

 

أنصار النائب الياس سكاف يرتكبون جريمة كبرى في زحلة كادت أن تتحوّل مجزرة

وكالات/20 نيسان 2008/

شهيدان و3 جرحى كتائبيين. وقبلهم كان أنصار النائب السابق سليمان فرنجية يرتكبون جريمة ضهر العين عام 2005 فيقتلون قواتيين، وجريمة البترون التي ذهب ضحيتها القواتي رياض أبي خطار. بماذا سيدافع اليوم ميشال عون وجماعة 8 آذار عن الارتكابات والجرائم التي يرتكبها جماعتهم؟ ألم يعد يقدر مثلا النائب سكاف أن يتحمل مهرجانا شعبيا حاشد يطالب بانتخاب رئيس للجمهورية؟ إنها ديموقراطية الإجرام في مفهوم جماعة 8 آذار. بئس جرائمهم، لكننا لن ننجر الى أي فتنة وسنظل نسعى الى قيام الدولة مهما ارتكبوا من جرائم.

 

استشهاد كتائبيان وجرح اثنان آخران في إطلاق نار استهدف بيت الكتائب في زحلة واجتماع طارئ للمكتب السياسي الكتائبي المصغّر

وكالات/20 نيسان 2008/

وقع في منطقة حوش الزراعنة في مدينة زحلة هذا المساء حادث أمني خطير أعاد اللبنانيين بالذاكرة إلى العام 1975 حيث تعرّض بيت الكتائب في المدينة وبعد حفل تدشينه من قبل منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب الشيخ سامي الجميل لإطلاق نار كثيف من قبل أحد أنصار النائب ايلي سكاف ويدعى جوزف الذوقي ما ادى الى استشهاد الكتائبيين سليم عاصي ونصري الماروني وجرح كتائبيين آخرين هما رشيد سليم عاصي، والياس عيسى.

وعملت فرق الصليب الأحمر على نقل الشهيدين والجرحى الى المستشفيات كما حضرت القوى الأمنية وطوّقت المكان في سبيل التهدئة ومنعاً لتفاعل الحادث. إشارة إلى أن الشهيدين هما عضوا في إقليم زحلة الكتائبي وأحدهما نصري الماروني شقيق رئيس إقليم زحلة الكتائبي ايلي الماروني وهو يتولى مسؤولية الاعلام.

الروايات تعددت حول ظروف الحادث ومنها أنه إثر الاحتفال مرّ جوزف الذوقي بسيارته فوقع تلاسن بينه وبين المتجمهرين عمد إثره الذوقي إلى إطلاق النار ما أدى إلى سقوط الشهيدين والجرحى. وعلى أثر الحادث عقد المكتب السياسي الكتائبي المصغّر اجتماعاً طارئاً لبحث المضاعفات. 

 

المطران عودة ترأس قداس الشعانين في كاتدرائية القديس جاورجيوس: لماذا يغلق وسط العاصمة ولم إغلاق مجلس النواب لأكثر من سنة؟

مشاكل السياسيين لم ولن تختلف ومجرم من يبقى صامتا عما يحصل

وطنية - 20/4/2008 (متفرقات) ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، صباح اليوم، قداس احد الشعانين، في كاتدرائية القديس جاورجيوس في ساحة النجمة، في حضور حشد كبير من المؤمنين وأطفالهم.

بعد قراءة الانجيل المقدس، ألقى المطران عودة عظة استهلها بالحديث عن المناسبة، ثم قال: "إذا تأملنا في العالم، قليلون يهتمون بالله ومشيئته. اذا تساءلنا لم يحصل ما يحصل عندنا، اجيب بصراحة لو كان كل مسؤول في هذا البلد يعرف الله ويحبه لكنا في التوبة الدائمة والمسامحة الدائمة والمصالحة الدائمة. نحن نرى ان المسؤولين يضعون مصلحتهم فوق كل مصلحة، ربما بعضهم يسعى ان يبقى حيا والبعض الآخر ان يبقى في مركزه او ان يحافظ على هيبته، وأين الله في كل هذا؟".

اضاف: "نسمع يوميا آلام الفقراء والمحتاجين والتجار واصحاب المصالح المفيدة للناس الذين يتذمرون مما آلت اليه أحوالهم، هل ترون اية قناة بين هؤلاء المواطنين المتألمين وبين المسؤولين؟ هل رأيتم من يهتم لامور المواطنين ويعمل من اجل مساعدتهم على العيش عيشة كريمة، وعلى حل هذه المعضلة المأساة؟ ألا نتساءل جميعا لم يغلق وسط هذه العاصمة التي كانت منارة ومقصدا؟ ومن يقوم بهذا العمل يتعلل بعلل الخطايا ليبرر عمله، لو كان محبا لله هل كان يؤذي البشر؟ في كل العالم الديموقراطي الاحتجاج مشروع ولكنه يدوم ساعة او ساعات لا اشهرا وسنوات. لو كان هؤلاء يعيشون التوبة الحقيقية والصلاة الصادقة، لو كانوا جالسين كمريم عند اقدام الله، اما كان سلوكهم مختلفا؟ في جميع الاديان هناك نساك وصوفيون يشكلون قمة في الصلاة والتعبد واعتقد ان علينا جميعا ان نسعى اليها لا الى الحضيض".

تابع: "مجرم كل من يبقى صامتا عما يحصل في هذا البلد، مشاكل السياسيين لم تختلف عن الماضي ولن تختلف في المستقبل، الحجارة من المقلع نفسه ولا تعدوا انفسكم بأي تغيير الا اذا التفت احدهم الى ربه وسأله النصح. هؤلاء كما يهوذا تهمهم ربما مراكزهم او جيوبهم وهم لا يفكرون الا بانفسهم".

وأردف: "نتساءل مجددا لم إغلاق مجلس النواب لأكثر من سنة؟ اذا لم يكن من واجب النائب الدفاع عن حقوق الشعب فمهمة من اذا هي هذه المهمة، ولم اللف والدوران واختراع الحجج عوض ان يقوم النائب بواجبه الذي انتخبه شعبه من اجله. مصيبتنا في هذا البلد اننا نعلم ان من امامنا لا يقولون الحقيقة لكننا نقنع انفسنا ان علينا تصديقهم. ينقصنا الصدق وتنقصنا المحبة، قد تكون هناك اوامر من هنا او هناك لكننا نريد ان نكون احرارا ولا نريد اي تدخل في امورنا من اية جهة كانت، ليتركونا لانفسنا وليكن اللبناني صادقا مع نفسه ومحبا لاخوته وكل الامور تصطلح".

وقال: "اما عن انتخابات رئاسة الجمهورية فماذا نقول، من تأجيل الى تأجيل والله وحده يعلم حتى متى، يعينون موعدا للانتخاب وكلنا نعرف سلفا انه سيؤجل، ونحن نسامحهم منتظرين ولكن الى متى؟".

واستطرد: "اذا عندنا اكثر من يهوذا يسلم يسوع الموجود في كل انسان، في كل فقير وكل محتاج ومتألم، ويقبض ثمنه رخيصا".

وختم معايدا الحضور بالقول: "أعاده الله عليكم والمسؤولون قد تغيرت افكارهم وقلوبهم ونفوسهم نحو الله، اسأله تعالى ان يبارككم ويبارك هذا البلد واقول لكل اخ واخت، مواطن ومواطنة: انتم تتألمون بسبب الشر المرفوض من الله، انتم تتألمون بسبب عصيان البشر في بلدكم لله، تتألمون بسبب خطاياهم وبسبب مصالحهم الذاتية، عندما يرضى الله عنهم يرضى عن وطننا، لذلك اصبروا لأن من صبر الى المنتهى يخلص".

وبعد القداس جرى زياح الشعانين في ساحة النجمة، وكان الاطفال يحملون الشموع وأغصان الزيتون ويتبعون المطران عودة والكهنة مرددين: "أوصنا في الاعالي مبارك الآتي باسم الرب".

 

المفتي الجعفري:كل لبنان يتألم ولا احد يسمع انين شعبه

وطنية - 20/4/2008(سياسة) ادلى المفتي الجعفري الممتاز سماحة الشيخ احمد قبلان بالتصريح التي ردا على المطران الياس عودة:

سامح الله من يرى بعين واحدة ولا بعينين وهبهما الله له ليرى الحق حقا والباطل باطلا. كل لبنان يتألم ولا احد يسمع انين شعبه , فالظلم شاع في البلاد وتحكم في العباد والظلم ظلمات يوم القيامة ورسالة الله الى الانسان العدل والمساواة والانصاف وعدم الظلم. كان حرى بسيادة المطران عودة كما عرفناه حكيما ان لا يحمل جهة دون الاخرى ازمة الوطن الذي هو لجميع بنيه سواسية كاسنان المشط لماذا لم تحمل يا سيادة المطران المسؤولية لحكومة ما زالت على تعنتها وتشبثها بمواقفها المعطلة لكل الحلول المنصفة التي يتشارك من خلالها كل اللبنانيين في ادارة وطنهم ولماذا يحمل فريقا كسؤولية ردة الفعل ويغيب الفعل وصاحبه. فهل من الانصاف يا سيادة المطران ان يستأثر فريق دون اخر في هذا البلد الذي يفرض مزيجه المتنوع ان نكون شركاء واخوة في السراء والضراء, فلا يجوز ان يؤذي الانسان اخاه ولا ان يعتدي على حقوقه بل يحافظ عليه ويصونه , فهل مطالبة فريق لشريكه واخيه بحقه هو لف ودوران؟ كلا يا سيادة المطران, ما هكذا هي العدالة التي جاء بها الانبياء بل العدالة ان نحفظ بعضنا البعض, نتحاور ونتوافق , نبني معا الدولة القوية والقادرة والعادلة.

 

البابا يصلي في موقع اعتداءات 11 ايلول

الأحد 20 أبريل - أ. ف. ب.

 نيويورك : وصل البابا بنديكتوس السادس عشر الاحد قرابة الساعة 13:40 ت غ الى موقع "غراوند زيرو" في نيويورك، في اول زيارة يقوم بها حبر اعظم لموقع اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001، حيث صلى لراحة انفس ثلاثة الاف شخص قضوا في تلك الهجمات. ووصل البابا الى الموقع في سيارة مكشوفة، ثم ركع على سجادة تحمل علمي الفاتيكان الاصفر والابيض وادى الصلاة في الموقع الذي انهار فيه برجا التجارة العالمي.وتم ذلك في اليوم السادس والاخير من اول زيارة يقوم بها البابا للولايات المتحدة، واشار خلالها مرارا الى فضيحة التحرش الجنسي التي طاردت كهنة اميركيين.  وكان في استقباله رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ ووفد من اجهزة الاسعاف (اطفاء وشرطة ودفاع مدني)، اضافة الى مصابين واقرباء الضحايا.وادى البابا صلاته بالانكليزية سائلا الله ان يجلب "السلام الى عالم عنيف" وان "يعيد الى درب المحبة من التهم الكره قلوبهم وعقولهم". وصافح بنديكتوس السادس عشر العديد من افراد عائلات الضحايا موجها اليهم عبارات المواساة.  وبعد الظهر، يحتفل البابا بالقداس في ملعب "يانكي ستاديوم" الذي شيد العام 1923. وسبق لسلفيه بولس السادس ويوحنا بولس الثاني ان احتفلا فيه بقداسين مماثلين، على ان يكون بنديكتوس السادس عشر اخر بابا يقيم فيه قداسا لان ملعبا جديدا سيحل محل الملعب القديم العام المقبل.  وكان البابا وصل الى الولايات المتحدة الثلاثاء، واعلن تصميمه خلال الزيارة على طي صفحة فضيحة التحرش الجنسي التي هزت الكنسية الكاثوليكية الاميركية منذ 2002. ويغادر البابا واشنطن مساء الاحد عائدا الى الفاتيكان في طائرة خاصة تابعة للخطوط الجوية الايطالية.

 

خذوا أسرارهم من... كبارهم!!!

نقلت صحيفة "الوطن" السورية تقديرات جهات نيابية تفيد أن النواب الأربعة الممكن انضمامهم إلى تكتل الإصلاح والتغيير من منطقة سياسية وسطية هم النواب بيار دكاش (بعبدا)، نادر سكر (بعلبك)، عبد الله حنا (عكار)، مصطفى حسين (عكار)

 

إسرائيل تضغط على أميركا وهولندا لتأجيل انطلاق المحكمة الدولية وأحد مسؤوليها يطالب الأميركيين بالتدخل لإطلاق الضباط الأربعة?!

 لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

كشف أحد نواب الأغلبية الديمقراطية في مجلس النواب الأميركي بالكونغرس النقاب أمس, عن »ان جهات اسرائيلية رسمية تضغط بشدة على بعض حلفائها الاوروبيين وداخل الادارة الاميركية نفسها من اجل تأجيل انعقاد اولى جلسات المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة قتلة رفيق الحريري وقادة لبنانيين اخرين, الى ما بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية العام المقبل, في محاولة مستهجنة لتأجيل توريط نظام بشار الاسد وعدد من اقربائه في هذه الجرائم, اذ يعتقد الاسرائيليون عن قناعة ان مسار المحاكمات منذ انطلاق المحكمة سيركز على الدور السوري في عمليات الاغتيال هذه استنادا الى ما لم يعلن في تقارير رؤساء لجنة التحقيق الدولية الثلاثة ميليس وبراميرتس وبلمار, من معلومات وادلة دامغة عن تورط عدد كبير من رجال اجهزة الاستخبارات السورية بينهم بعض كبار قادتها, وصولا الى رأس الهرم الرئاسي الذي كان يطلع على كل شاردة او واردة خصوصا في جريمة اغتيال الحريري تخطيطا وتنفيذا, لذلك فإن الاسرائيليين الذين يدعمون بقاء نظام البعث بقيادة آل الاسد في سورية لمنع سقوطه وتحول البلاد الى ايدي الاصوليين الاسلاميين (الاخوان المسلمون في نظر اسرائيل) في ظروف صعبة تعيشها المنطقة بكاملها قد تتطور الى انفجارات عسكرية في عدة امكنة في وقت واحد«.

ضغوط على هولندا

وقال النائب الأميركي ل¯ »السياسة« في اتصال به من لندن ان الاسرائيليين »توصلوا اخيرا الى فتح قنوات اتصال ببعض اجنحة الحكومة الهولندية المؤيدة لهم من اجل العمل على تأخير بدء اعمال المحكمة الدولية على ارضهم اشهرا عدة, حتى تكون الامور المعقدة الساخنة اتضحت معالمها في الشرق الاوسط, اذ تعتبر تل ابيب الاشهر الثمانية المقبلة خطرة جدا, وقد تضطر خلالها الى خوض حربين متزامنتين في لبنان وايران, لذلك تعمل على تحييد النظام في سورية الذي سيتعرض للخلخلة الخطيرة من جراء استدعاء المحكمة بعض قادته الامنيين والسياسيين حتى قبل صدور الاحكام عليهم, الذي قد يستغرق مدة طويلة, الا انه لمجرد توجيه القرار الظني الذي سيصدره بلمار ويقدمه الى المحكمة تهما الى ما بين 8 و15 اسما لمسؤول سوري كبير, فإن نظام الاسد بكامله سيكون في قفص الاتهام بالجرائم وبالتالي يصبح خارجا على القوانين والقضاء الدولي خصوصا اذا رفض تسليم هؤلاء المطلوبين الامر الذي سيؤدي الى فقدانه التوازن تمهيدا لسقوطه«.

وذكر البرلماني الاميركي »ان مسؤولين اسرائيليين حكوميين وبرلمانيين وعسكريين يزورون الولايات المتحدة باستمرار, حاولوا جميعا حمل حلفائهم داخل مجلسي الكونغرس من الحزبين الحاكم والمعارض وداخل مفاصل الادارة الاميركية, على التدخل لمنع انطلاق المحكمة الدولية قبل مطلع العام المقبل, وبلوغها مرحلة استدعاء الرئيس السوري بشار الاسد نفسه للشهادة والرد على الاتهامات التي تطوله في نهاية المطاف كمسؤول اعلى عن تصرفات قادة اجهزته, خصوصا اذا كان الاهم بينهم هو صهره مدير الاستخبارات اللواء آصف شوكت, وهو امر قد يدفع نظام دمشق الى تفجير واسع للاوضاع في لبنان وفلسطين, وتحاول اسرائيل راهنا منع حدوثه لاسباب عدة لانه سيورطها في مواجهتين متزامنتين مع اللبنانيين والفلسطينيين في الوقت الذي تركز فيه مخاوفها واهتماماتها على البرنامج النووي الايراني الذي قد يستدعي حربا اسرائيلية على ايران من اجل القضاء عليه.

رفض الصفقة!

وأماط النائب الاميركي اللثام عن ان هذه الضغوط الاسرائيلية على المسؤولين الاميركيين »هي التي حملت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس على الاعلان قبل نحو شهرين ان قوة صلاحيات المحكمة الدولية تشمل الرؤساء, وكذلك اعلان ديتليف ميليس في مقابلة تلفزيونية عربية قبل اسابيع, ان »قداسة البابا نفسه يخضع لاحكام المحكمة الدولية«, ما يعني ان الاميركيين رفضوا عقد اي صفقة مع السوريين بواسطة اسرائيل او دول اخرى لتحييد رأس النظام السوري واقربائه عن المحاكمة«.

وقال النائب ل¯ »السياسة« ان مسؤولا اسرائيليا كبيرا زار واشنطن الاسبوع الماضي للبحث في تطورات الاوضاع في الدول المجاورة لاسرائيل مثل لبنان وسورية وفلسطين, »فاتح احد مستشاري وزارة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط بامكانية التدخل لدى حلفائه في الحكومة اللبنانية لاطلاق سراح قادة الاجهزة الامنية الاربعة المعتقلين بأمر من لجنة التحقيق الدولية بكفالات مالية, الا ان هذا المسؤول الاسرائيلي ووجه بالاستغراب والرفض القاطع« وذكر النائب الاميركي »انه حتى الان لا نعرف سبب تدخل اسرائيل لاطلاق الضباط الاربعة في بيروت«.

 

زيارة كارتر تجدد إثارة اتصالات سورية وإسرائيل

الأحد 20 أبريل - نبيل شرف الدين

نبيل شرف الدين من القاهرة: مع زيارة عراب اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر إلى دمشق تجددت مرة أخرى الأنباء الواردة من مصادر إسرائيلية وغربية حول اتصالات جرت بين سوريين وإسرائيليين، بلوروا عبر سلسلة من الاجتماعات السرية التي تستهدف تحريك المفاوضات المتعثرة منذ العام 2000 مشيرة إلى ما وصفته بإبرام صفقة متكاملة تشمل عدة ملفات إقليمية منها المسألة العراقية والأزمة السياسية في لبنان، فضلاً عن القضية الفلسطينية، ومراجعة دور دمشق في تشجيع ودعم الفصائل الراديكالية، بالإضافة إلى بحث إمكانية تقليص تحالفها الاستراتيجي مع طهران أيضاً .

 وفي هذا السياق نسبت أخيراً تصريحات لوزير البنى التحتية الإسرائيلية بنيامين بن اليعازر قوله "إن حكومة إسرائيل بذلت جهوداً كبيرة خلال الفترة الماضية لدفع سورية إلى استئناف مفاوضات السلام"، لافتاً إلى أن هذه الجهود استمرت لمدة عام كامل دون أن يحدد النتائج التي أسفرت عنها تلك الاتصالات .

وأكد كارتر في تصريحاته أن طريق السلام لا بد أن يمر عبر دمشق، غير أن جهود كارتر التي تتمحور بالأساس حول أمكانية وقف إطلاق النار في غزة، تصطدم بسياسة "العزل والتهميش" التي تتبناها واشنطن التي تربط القضية بعلاقات سورية مع إيران، ودورها السلبي في الأزمة اللبنانية وإيواء الفصائل الفلسطينية الراديكالية .  وتعددت الروايات التي يكتنفها الغموض حول الرسائل المتبادلة غير المعلنة، كما تعددت أيضاً أسماء الوسطاء، غير أن الرئيس السوري أرسل إشارات هامة إلى حكومة إيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي، فقد أبدى الأسد استعداد بلاده لخوض الحرب وإن كان يستبعد ذلك وفقا للمؤشرات على الأرض، إلا أن أولمرت قال إن المفاوضات لن تستمر حتى توقف سوريا دعمها للميليشيات الفلسطينية وتقلص من تحالفها الاستراتيجي مع إيران، إذ يتهم البيت الأبيض سورية بإيواء عناصر الجماعات "الجهادية" المسلحة التي تتورط في أعمال العنف بالعراق .

 قصة الاتصالات

ووفقاً لتسريبات نشرتها صحف إسرائيلية من بينها صحيفة (ها آرتس) فإن الخطة التي جرى التباحث بشأنها مع سورية تقضي بأن يجري تحويل جزء كبير من هضبة الجولان لصالح كل من إسرائيل وسورية على حد سواء، فيما يتم إخلاء الحدود من الجانبين من الجيش، على حد قول الصحيفة، وأضافت هاآرتس أنه نشبت خلافات بين الطرفين، منها على سبيل المثال طلب المفاوض السوري أن يتم الانسحاب على مدى خمس سنوات، فيما طلب الإسرائيليون أن يستغرق ذلك خمس عشرة سنة على الأقل .  وفي خلفيات تلك الاتصالات فعلى الرغم من أن إبراهيم سليمان رجل الأعمال الأميركي من أصل سوري لم يكن فوض رسمياً في اجتماعات أنقره مع الإسرائيليين، غير أن معارضين سوريين ربطوا بين هذه التحركات السرية، وبين المحكمة الدولية لمحاكمة المتورطين في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، واتهموا سورية بالسعي إلى مقايضة المحكمة بإطلاق عملية سلام وفق قواعد جديدة .

ومضت المصادر قائلة أن الممثل السوري في المحادثات إبراهيم سليمان، زار القدس ونقل رسالة إلى مسؤولين كبار في وزارة الخارجية الإسرائيلية برغبة سورية في التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل، وقالت "إن السوريين طلبوا مساعدة لتحسين علاقاتهم مع الولايات المتحدة وبخاصة في رفع الحصار المفروض على سورية، وإنهاء حالة التهميش"، حسب المصادر المشار إليها .  وخلال شهر آب (أغسطس) من العام 2005، توصل الجانبان السوري والإسرائيلي إلى ما يمكن وصفه بالنسخة النهائية للوثيقة التي تعد أساساً لبدء التفاوض بين دمشق وإسرائيل، أما الاجتماع الأخير، فعقد بعد نحو عام، وتحديداً في خضم حرب يوليو 2006 في لبنان، يوم قتل حزب الله ثمانية اسرائيلين في الجليل، ثم عادت الأنباء لتتجدد مرة أخرى بالتزامن مع زيارة جيمي كارتر إلى سورية أخيراً كما أسلفنا .

 

بطرس والذئب!

علي حماده

 بداية وقفة مع قول الجنرال ميشال عون :"ان المال السياسي هو الأخطر على لبنان لأنه جعل كل شيء مباحا"، و هو بالطبع قصد في ما قصد مال "حزب ولاية الفقيه" المتدفق على "التيار" واركان "التيار"، و هو المستخدم هنا و هناك لاختراق الطوائف اللبنانية بشلل من الهامشيين المنبوذين من الشمال الى الجبل، فالبقاع، و بيروت. كما  قصد مال السيد علي خامنئي الطاهر والنظيف الذي التقطته كاميرات البروباغاندا المتلفزة و هو يُوزع على مرأى من الناس  على المساكين الذين دمّرت بيوتهم إثر مغامرة حرب تموز التي شُنّت بالوكالة عن البرنامج النووي الايراني.  ومن المؤكد ان عون كان يشير في ما يشير الى مظاهر الإثراء الفاضح المتفشية في محيطه وهي  المتسببة راهنا بالظاهرة الاحتجاجية الداخلية في تياره ! في مطلق الأحوال يبقى خطاب الجنرال مناسبة من المناسبات الطريفة في ليل لبنان الحزين.

من الجنرال الى "قصة بطرس و الذئب" يذكّرنا بها رئيس مجلس النواب بتجهيزه كراسي طاولة الحوار، و إعلانه في جريدة "السفير" امس ان طريق الرئاسة تفتح متى صار الاتفاق على اعلان نيات حول الحكومة والدائرة الانتخابية. ولمن لم يتذكّر، فإن قصة بطرس والذئب تدور حول صبي شقي اعتاد ان يذهب الى الغابة، فخطر له ذات مرة ان يصيح بأعلى صوته: "الذئب الذئب"، فهرع اليه أهل القرية ظنا منهم انهم ينقذونه من الذئب، ولما وصلوا لم يجدوا الذئب بل بطرس يضحك لأنه خدعهم، فعادوا أدراجهم. في المرة الثانية أعاد بطرس الكرة، فهرع رجال القرية مخافة ان يكون الذئب التهم الصبي، فاكتشفوا ان قصة الذئب لم تكن سوى كذبة جديدة من بطرس فعادوا ادراجهم غاضبين هذه المرة. وفي المرة الثالثة وقع بطرس على الذئب حقيقة فصاح بكل قواه: "الذئب الذئب"، ولم يحرك أهل القرية ساكنا ظنا منهم ان بطرس عاد الى لعبته المعهودة، فما كان من الذئب إلا ان التهم بطرس النادم حين لم يعد ينفع ندم!

في قصة "بطرس والذئب" عبرة للحياة مفادها ان المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين، فالتجربة مع الرئيس بري لا تحمل على التفاؤل، ولا توحي الثقة. والحق ان العديد من الإستقلاليين يعتبرون ان تجربة مؤتمر الحوار الوطني، و من بعدها تجربة طاولة التشاور، كانتا فخاً نصبهما بري للغالبية النيابية، ولم يمنعه تجلببه بجلباب شرعية مجلس النواب من ان يغلقه في مخالفة دستورية وطنية وتاريخية لا سابق لها لا في لبنان ولا في العالم. كما انه لم يتوان عن المشاركة في احتلال وسط بيروت العاصمة وتعطيل حياة الناس ومصالحهم، ولم يتأخر محازبون له عن القيام بأعمال شغب جنبا الى جنب مع جماعات "حزب ولاية الفقيه" داخل العاصمة كادت ان تشعل فتنة أكثر من  مرة بين المسلمين. وما تخرصات احدى مذيعات محطته التلفزيونية لدى اغتيال النائب الشهيد وليد عيدو سوى الانعكاس الأمين لحقيقة ما يدور في اوساط بري. وفي النهاية محا الرئيس بري كلامه في مهرجان الامام الصدر الاخير في لحظة، وهو الذي اعلن خلاله مبادرة مضمونها التوافق على رئيس توافقي والانتخاب فورا. فأين ذهبت المبادرة ومعها الصدقية؟

اليوم يقول بري: "ان الوقت يدهمنا جميعا، والمطلوب ليس الاستغراق في الحوار والدوران في حلقة مفرغة، بل قيام حوار عاجل ومنتج نصل في نهايته الى "إعلان نيات " في شأن النسب في الحكومة المقبلة، وأي دائرة انتخابية ستعتمد. وبعد الاتفاق ، يصير فورا رفع الاعتصام من وسط بيروت، نذهب فورا الى انتخاب الرئيس التوافقي العماد ميشال سليمان ضمن السلة الكاملة(...).

ولعل اهم ما في كلام بري قوله: "... لقد بلغنا مرحلة الخطر ولا وقت للتشاطر، لقد وصلنا الى ساعة الحقيقة، فلنعلم ان الحل لبناني لبناني، و لا يحلمن احد، ايا يكن في الداخل والخارج، بأنه يستطيع ان يفرض علينا شيئا من الشرق او الغرب، او ان يمون علينا بأي حل يضر بالمعادلة اللبنانية القائمة وبمبدأ الشراكة التي كرسها اتفاق الطائف. فليسمحوا لنا، نحن نرفض اي حل يضرالمعادلة اللبنانية، الحل بالحوار اللبناني اللبناني، وليزعل من يزعل، ومن يرد ان يركب رأسه فليركبه".

كلام جميل حقا، لولا التجارب المُرّة مع قائله، ولولا انه يناقض في اقل من شهر كلاما آخر لقائله ان الحل هو على قاعدة (س- س.)، اي انه خارجي بين السعودية وسوريا وبعد ذلك ينعكس حلا بين اللبنانيين. فأي نبيه بري نصدق؟

مع ذلك، نبقى مع مبدأ الحوار الحذر بديلا من الاحتكام الى الشارع. وفي الوقت نفسه يصعب علينا ان نفهم كيف ان من احتكموا ويحتكمون الى الشارع حتى هذه اللحظة هم أكثر من يحاضر بالحوار!

 

سوريا تغلق ملف التحقيق في مقتل عماد مغنية  

وكالات/ذكرت صحيفة "أوان" الكويتية أن سوريا أغلقت ملف التحقيق في اغتيال المسؤول العسكري في "حزب الله" عماد مغنية، والذي قتل في دمشق في الرابع من شباط الماضي. وأكد مصدر دبلوماسي عربي للصحيفة أن سوريا رفضت إطلاع جهات عربية وبالذات لبنانية على مجريات التحقيق وما توصلت إليه من نتائج، كما رفضت إطلاع إيران على تفاصيل التحقيق.

وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قد أعلن في منتصف شباط الماضي، أن أجهزة الأمن السورية ستعلن قريبا وبالدليل القاطع عن الجهة التي تقف خلف اغتيال مغنية. وقال المعلم بعد مباحثات مشتركة مع نظيره الإيراني منوشهر متكي في دمشق، "أؤكد لكم أن أجهزة الأمن السورية تواصل التحقيق بجريمة اغتيال مغنية، والحفاظ على أمن الوطن والمواطنين، ونأمل أن تسمعوا قريباً هذا الجهد الجبار، نحن كدولة، سنثبت بالدليل القاطع الجهة التي تقف خلف الجريمة".

يشار إلى أن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة طالب سابقا السلطات السورية بإطلاع لبنان على التحقيقات التي تجريها في حادث مقتل مغنية. وكان مصدر عربي مطلع قد كشف لـ "أوان" أن مغنية قُتل أثناء قيامه بتفخيخ سيارة رباعية الدفع طراز "باجيرو". وقال المصدر إن مغنية كان يعمل على تفخيخ أكثر من سيارة من أجل شحنها إلى لبنان، لمنع قوى الأكثرية اللبنانية من إقامة المهرجان السنوي في الذكرى الثالثة لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. وأضاف أن السيارة التي انفجرت كانت متوقفة في ميدان بالشارع في حي كفرسوسة بدمشق على بعد 300 متر من مدرسة إيرانية.

وكان حزب الله قد اتهم إسرائيل بقتل مغنية، غير أن تل أبيب نفت أي دور لها، وأعلن الأمين العام لـ "حزب الله" حسن نصرالله حربا مفتوحة على إسرائيل خلال تشييع جنازة مغنية.

 

الطوائف الارثوذكسية إحتفلت بأحد الشعانين والزياحات عمت المناطق

وطنية - 20/4/2008 (متفرقات) إحتفلت الطوائف المسيحية الأرثوذكسية التي تتبع التقويم الشرقي بأحد الشعانين، وارتدى الأولاد ثيابهم الجديدة، وحملوا الشموع الملونة وسعف النخيل وأغصان الزيتون، رمز السلام المنشود.

ففي جديدة مرجعيون، ترأس متروبوليت صور وصيدا ومرجعيون وتوابعها للروم الأرثوذكس الياس كفوري يعاونه لفيف من الكهنة، الذبيحة الإلهية في كنيسة القديس جاورجيوس في جديدة مرجعيون التي غصت بالأطفال والأولاد الصغار وبذويهم وبحشد من المصلين، ومشاركة ضباط القوات الدولية من الوحدة الإسبانية العاملة في إطار قوة حفظ السلام في الجنوب "اليونيفيل" المعززة.

بعد القداس، طاف الأهالي خلف المطران كفوري في زياح الشعانين، حاملين أطفالهم والشموع المزينة وسعف النخيل وأغصان الزيتون، على وقع ترنيمة "هوشعنا في الأعالي مبارك الآتي باسم الرب".

وألقى المطران كفوري عظة من وحي المناسبة جاء فيها:" "هوذا عيد الأطفال والبراءة، حاملين الشموع المزينة يلوحون بسعف النخيل أغصان الزيتون، علامة السلام والإنفتاح". ودعا "السياسيين لأن يتمثلوا بهؤلاء الأطفال، ويلتقوا على الحوار والمصالحة، للوصول الى الحلول المنشودة لمشاكلهم وللأزمات المستحكمة بهذا الوطن، والإتفاق على انتخاب رئيس توافقي، يجمع المتخاصمين ويوحد الصفوف بين أبناء الوطن الواحد، والتأكيد على الاسس الديمقراطية والثقافية والروحية التي قام عليها لبنان، منذ الإستقلال لكي يعود إليه بهاؤه وسلامه وريادته".

اضاف، "إذا كان لبنان رسالة لا مجرد وطن كما قال قداسة البابا، فان اللبنانيين هم حملة هذه الرسالة، فليبرهنوا أنهم جديرون بحملها، وهم يفعلون ذلك عندما يعودون إلى أصالتهم، فينهلوا من تراثهم الكبير في الحرية والديمقراطية والمحافظة على الأمن والسلام والهناء وصون حقوق الانسان في بلدهم والعمل على دعم حقوق الشعوب المقهورة وفي طليعتها الشعب الفلسطيني الجريح".

وحيا المطران كفوري في المناسبة جهود القوات الدولية لحفظ السلام ونشر الأمن في ربوع الجنوب، الذين أتوا من بعيد تاركين خلفهم أهاليهم وعيالهم من أجل أن يؤمنوا لنا السلام والإطمئنان في هذه البقعة التي شهدت الكثير من العذابات".

أضاف: "دعاؤنا إلى من كان القيامة والحياة، وإلى من كان فرح الكل في مثل هذا اليوم في أورشليم، رسول السلام السيد المسيح له المجد، أن يمن علينا بالسلام والطمأنينة، وأن يزرع فرحه الإلهي الغامر، محبة نابضة في القلوب العطشى إلى الحياة".

عكار

وفي عكار، عمت الصلوات مختلف كنائس الروم الارثوذكس في بلدات العبدة وحلبا وعدبل ومنيارة والحاكور والزواريب والشيخطابا وجديدة الجومة وبزبينا وتلعباس الشرقي والشيخ محمد وجبرايل ورحبة وضهر الليسينة وبينو وكفرحرة ورماح وشيخلار والعوينات وشدرة .

وقد انتظمت الزياحات بعد القداديس وطافت جموع المؤمنين المشاركين فيها حاملين مع اطفالهم شموع العيد المزينة بالورود والرياحين واغصان الزيتون وسعف النخيل .

المطران بندلي

ففي كنيسة السيدة في بلدة شدرة عكار، ترأس راعي ابرشية عكار الارثوذكسية المطران بولس بندلي قداس الشعانين في حضور حشد كبير من المصلين. وبعد الانجيل المقدس القى المطران بندلي عظة هنأ في مستهلها الجميع وخصوصا الاطفال بهذه المناسبة المقدسة وقال:

"في هذا الحاضر المطل على الاسبوع العظيم المقدس نطرح على انفسنا هذا السؤال: كيف نستقبل الرب يسوع الاتي الى الالام الطوعية لاجل خلاص العالم اجمع ؟ هل نحن مستعدون ان نستقبله كلاطفال الابرياء الحاملين لسعف لنخيل والناس البسطاء الذين فرشوا ثيابهم تحت اقدامه قابلين اياه كملك وديع وليس كما تصوره رؤساء الكهنة اليهود والكتبة كرجل جبار على حسب فهمهم, اتيا لكي ينزع منهم سلطتهم على البشر, على حسب ظنهم فتآمروا على قتله ليس فقط هو بل ايضا لعازر الذي اقامه يسوع من بين الاموات ؟".

اضاف:"ايها الاحباء، ان التجربة الكبيرة التي نتعرض لها دوما هي تجربة العظمة الزائفة الباطلة. يخيل الينا اننا يجب ان نكون كبارا ولكننا كثيرا ما نتكل على وسائل بشرية لا تستطيع في النهاية الا ان تحجمنا.

ان ابتعادنا عن الله الذي نتج عنه حتما رفضنا الانسان الاخر الذي وضعته العناية الالهية في طريقنا لكي ننموا معا ونصل هكذا الى ملء قامتنا الحقيقية الكاملة التي خلقنا الله لكي تتحقق فينا كلنا, فهذا النمو المدبر للانسان منذ خلقه, اذا شئناه ان يتحقق في حياتنا فيجب ان ننتبه الى الاله الذي تجسد من اجلنا ورافق حياتنا كلها, وها هو ات فيحتمل الالام من اجل الجنس البشري, فاذا رفع على الصليب المعد لقصاص الانسان يجذبنا اليه جميعا كما اعلن هو كذلك, واذا قبلنا ان نرتفع معه على الصليب الذي صلب عليه رب المجد ينهضنا من جاذبية الارض ويضمنا بعضا الى بعض مؤكدا لنا تجدد خليقتنا بالدم المهراق لاجل نجاتنا من كل خطايانا".

وختم المطران بندلي:"اننا مدعوون ان نستقبله كمخلص لنا من التقزم المميت الذي سببته خطيئتنا فلنصرخ اليه مع الاطفال الابرياء الذين نحتفل معهم بهذه المناسبة المقدسة "اوصانا (اي خلصنا ) " انت يا من تاتي الى الالام الطوعية لاجل انقاذنا, انت المبارك والممجد الى ابد الدهور امين .

قضاء الكورة

كما احتفلت اديار وكنائس قضاء الكورة باحد الشعانين, فاقيمت القداديس الاحتفالية ودقت الاجراس فرحا تدعو الاطفال الى ملاقاة يسوع وهم يحملون الشموع الملونة والمزينة باغصان الزيتون والورود مهللين: "مبارك الآتي باسم الرب".

كوسبا

في كوسبا, ترأس الاكسرخس اميل شحادة القداس الالهي, والقى عظة حملها معاني العيد وقال: "هذا اليوم الفرح الذي يسبق اسبوع الآلام وطريق الجلجلة والصلب, ثم القيامة العظيمة حيث بذل الرب من اجل رفع خطايانا ابنه الوحيد".

واقيم بعد القداس زياح في شوارع البلدة شاركت فيه كشافة جنود الايمان الارثوذكس وحركة الشبيبة الارثوذكسية, وجموع المؤمنين المصطفين على جانبي الطريق والاطفال المحمولين على اكتاف آبائهم مما يزيد المناسبة فرحا وجمالا بريئا طاهرا.

اميون

وفي اميون في كاتدرائية مار جاورجيوس, ترأس الاب الياس نصار قداس الشعانين وسط حشد من المؤمنين والاطفال الذين طافوا في الزياح بعد القداس.

 

اسرار الصحف الصادرة صباح اليوم الاحد في20 نيسان 2008

ورد في الصحف هذه الاسرار

البلد

جمّد أحد الوزرا? بياناً كان سيوزعه على وسائل الاعلام يتعرض فيه بشكل غير مسبوق لدولة كبرى الى جانب اسرائيل محملاً اياها مسؤولية مجزرة قانا فضلاً عن ابدا? برودة حيال ذكرى تفجير السفارة.

تواجه فاعلية بقاعية احراجاً متزايداً بعد تحرك شعبوي وطلبت من معاونيها الحضور الفاعل لكن دون الاعلان عن ذلك لحفظ ما? وجهها بين الناس.

يبدو أن التقارير التي وصلت الى مرجعية معارضة ستلزمها بمناقشة تداعيات ما حصل على جبهتين لأنهما تشكلان عصب تحركها لتؤسس لمرحلة ما بعد هذا التحرك.

المستقبل

تتوقع مصادر ديبلوماسية أن يزور بيروت خلال وقت قريب موفد من وزارة الخارجية الأميركية في زيارة استتباعية لزيارة ولش.

قالت مصادر في الأمم المتحدة إن الإصرار على استصدار بيان رئاسي حول الـ1701 هو بسبب مرور فترة زمنية لم يتخللها موقف حول لبنان رغم عدم ارتفاع لهجة البيان الأخير.

لا ترى أوساط غربية أن ما سينتج عن مؤتمر الكويت حول لبنان سيكون أعلى من سقف أهداف زيارة ولش الأخيرة إلى بيروت.

النهار

اسرار الآلهة : طلب العماد ميشال عون من اتحاد بلديات جبيل ان تقتصر المطالبة في اللقاء الجبيلي على الدعوة الى انتخاب رئيس للجمهورية بدون تسمية.

من المسوؤل : قال مرجع ديني ان وحدة اللبنانيين هي التي تمنع التوطين وان هذه الوحدة هي التي تأتي برئيس للجمهورية يتصدى لخطره في مراكز القرار عدا ان حصول التوطين يفضي الى تجزئة لبنان وتقسيمه.

لماذا : يقوم صراع على النفوذ داخل عائلة زعيم معارض، بدأ ينعكس سلباً على قاعدته الشعبية.

 

البطريرك صفير ترأس قداس الاحد في بكركي والتقى شخصيات وفاعليات: طلب منا موظفو الميدل إيست أن نتوسط دون انتقال الشركة الى أيد غير لبنانية

اننا نناشد المسؤولين النظر في أمرهم لكيلا يزداد عدد الشاكين وما أكثرهم

وطنية - 20/4/2008 (سياسة) ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير قداس الاحد في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي عاونه فيه المطران شكرالله حرب والقيم البطريركي الخوري جوزف البواري, وخدمت القداس جوقة الاخوة في اكليريكية غزير المارونية في حضور حشد كبير من الفعاليات السياسية والحزبية والاجتماعية والنقابية والانسانية.

العظة

وبعد الانجيل المقدس, القى البطريرك صفير عظة بعنوان: "توبوا وآمنوا بالانجيل", تابع فيها الحديث عن كتاب البابا بنديكتوس السادس عشر "يسوع الناصرة", وجاء في العظة الآتي:

"نتابع الحديث عن كتاب البابا بنديكتوس السادس عشر: "يسوع الناصرة", ونرى اليوم كيف نودي بانجيل ملكوت الله، وما معنى لفظة انجيل، وهي تدل على شيء جديد، وكيف أن أباطرة الرومان كانوا يؤلهون ذواتهم، وأن ملكوت الله ليس شيئا بل شخصا وهو المسيح، وأن كلمة ملكوت لها ثلاثة أبعاد: مسيحاني، وصوفي، وكنسي. وان الكنيسة هي ملكوت الله على الأرض. وأن الانسان مأخوذ بأعماله، وأن حسابه سيكون عليها، وليس على انتمائه الى جماعة معينة كما كانت تقول اليهودية.

انجيل ملكوت الله

بعد توقيف يوحنا المعمدان، ذهب يسوع الى الجليل ليعلن انجيل الله؛ وكان يقول:"لقد تم الزمان، واقترب ملكوت الله، فتوبوا وآمنوا بالانجيل". وبهذه العبارات أعرب الانجيلي مرقس عن بداية رسالة يسوع التبشيرية، وقد أعلن في الوقت عينه، عن محتوى رسالته الجوهري. واختصر متى أيضا بدوره نشاط يسوع في الجليل بقوله: "وكان يسوع يطوف كل الجليل، ويعلم في مجامعهم، ويكرز بانجيل الملكوت، ويشفي الشعب من كل مرض، وكل علة". يدل الانجيليان مرقس ومتى على تبشير يسوع على أنه "انجيل". ماذا يعني هذا في الواقع؟.

ان لفظة انجيل ترجمت اخيرا بعبارة "الخبر السار". وهي لها وقع حسن على الأذن، لكنها تبقى دون البعد الذي اخذته لفظة "انجيل". هذه اللفظة تشير الى لغة الأباطرة الرومان الذين كانوا يعتبرون أنفسهم أسياد العالم، ومنقذيه، ومفتديه. وكانت رسائل الأمبراطور تحمل اسم "انجيل"، بقطع النظر عن محتواها، مفرحا كان أو مقبولا. والفكرة الكامنة تحت ذلك كانت أن ما يصدر عن الأمبراطور هو قضية خلاص، وليس خبرا بسيطا، بل تحويل للعالم يذهب في اتجاه الخير.

واذ كان الانجيلون عادوا الى استعمال هذه الكلمة، التي أصبحت بعد ذلك اسما عاما يدل على كتاباتهم، لأنهم يريدون أن يقولوا ان الأباطرة الذين كانوا يريدون أن ينظر الناس اليهم نظرتهم الى آلهه، على ما يزعمون خطأ، قد تحقق ذلك هنا في الواقع: أي ان رسالة معطاة بكل سلطة، هي واقع وليست خطابا بسيطا. وفي اللغة الحالية بحسب النظرية اللغوية، هناك من يزعم ان الانجيل لا يمت بصلة الى الخطاب الاخباري، بل الى الخطاب الواقعي، وانه ليس فقط تواصليا، أي مجرد نقل خبر، بل عمل، وقوة فاعلة تدخل العالم بالعمل على خلاصه، وتغييره. ان مرقس يتحدث عن "انجيل الله": ان الله هو من له القدرة على خلاص العالم، وليس الأباطرة. والمقصود هنا كلمة الله، التي هي كلمة، وفي الواقع فعل. فهي تحدث واقعا ما لا يقوى الأباطرة الا على تأكيده، دون أن يملكوا القدرة على تحقيقه. ويدخل هنا في ميدان العمل سيد العالم الحق:الله الحي.

ان رسالة "الانجيل" المركزية، هي ان ملكوت الله أصبح قريبا. غير أن هناك فاصلا زمنيا، وان شيئا جديدا يتحقق. وجوابا على هذه الهبة، يطلب من الناس الارتداد والايمان. وفي قلب هذا الاعلان، نجد رسالة اقتراب ملكوت الله، الذي يشكل في الواقع نواة الكلمة، ونشاط يسوع. وهناك عنصر يتعلق بالاحصاء يثبت ذلك: ان عبارة "ملك" أو "ملكوت الله" وردت مائة واثنتين وعشرين مرة في العهد الجديد، منها تسعة وتسعون مرة في الأناجيل الثلاثة الأول، (أي متى ومرقس ولوقا)، وتسعون مرة منها تتطابق وكلمات نطق بها يسوع. وفي انجيل يوحنا وسائر كتابات العهد الجديد، لهذه العبارة دور هامشي. ويمكن القول ان يسوع اذا كان قد اراد أن يركز تبشيره قبل زمن الفصح على رسالة ملكوت الله، فان التركيز على شخصية المسيح هو في وسط التبشير الرسولي اللاحق لزمن الفصح.

ولكن هل هذا يعني التخلي عن الاعلان الحقيقي الذي نادى به يسوع؟ وهل من الحق القول، كما فعل بلتمان، أن يسوع التاريخ ليس له مكانه في لاهوت العهد الجديد، بل يجب اعتباره معلما يهوديا يجب احتسابه في ما بين الفرضيات الجوهرية للعهد الجديد، دون أن يكون جزءا منها شخصيا؟.

وهناك بديل آخر عن هذه المفاهيم التي تحفر خندقا بين يسوع والتبشير الرسولي، وهو بديل يرتسم في جملة نطق بها الفرد لوازي، المستحدث الكاثوليكي المعروف، وهي: أن يسوع كان يبشر بالملكوت، ولكن الكنيسة هي التي جاءت". يمكننا أن نرى هزءا في كلامه، وأيضا حزنا: وعوضا عن ملكوت الله المنتظر بفارغ الصبر، والعالم الجديد الذي غير الله عينه، جاءنا شيء مغاير تماما، وكم هو تعيس: الكنيسة.

هل هذه النظرة الى الأشياء صحيحة؟ هل ان تكوين المسيحية في تبشير الرسل، في الكنيسة التي بنتها، يعني في الواقع سقوط انتظار شيء آخر لم يتحقق؟ هل الانتقال من موضوع "ملكوت الله" الى موضوع "المسيح" (مع ما يقابله مجيء الكنيسة) يشكل حقا انهيار وعد وظهور شيء آخر؟.

كل شيء يتعلق بالطريقة التي نفهم بها كلمة يسوع المتعلقة "بملكوت الله"، والعلاقة في ما بين ما يعلنه وبينه، هو الذي يعلن ذلك: هل هو فقط رسول عليه أن يدافع عن قضية في النهاية مستقلة عنه، أو ان حامل الرسالة هو عينه هذه الرسالة؟ والقضية الهامة ليست قضية الكنيسة، بل قضية العلاقة بين ملكوت الله والمسيح: وفي الجواب على هذه المسألة، تتعلق الطريقة التي تمكننا من أن نفهم الكنيسة.

وقبل أن نتعمق أكثر في كلام يسوع لنفهم رسالته -عمله وآلامه- من المفيد أن نتفحص في ايجاز مختلف مفاهيم كلمة "ملكوت" في تاريخ الكنيسة. وفي امكاننا أن نميز لدى الآباء ثلاثة أبعاد في تفسير هذه اللفظة الأساسية.

البعد الأول هو البعد المسيحاني. لقد سمى أوريجانس يسوع- انطلاقا من قراءة عبارات هذا الأخير- الملكوت بالذات شخصيا. يسوع هو عينه "الملكوت" . فالملكوت ليس شيئا، وليس مساحة سيادة على شاكلة ممالك الأرض.أنه شخص، وهو المسيح، وعبارة "ملكوت الله" قد تكون هي ذاتها عقيدة مسيحانية مغلفة. ان يسوع، في الطريقة التي يتحدث فيها عن ملكوت الله، يقود الناس الى الواقع الخطير، وهو أن الله حاضر فيه بين الناس، وأنه هو حضور الله بالذات.

وهناك تفسير ثان يعني أن "ملكوت الله" يمكننا أن نسميه تفسيرا "مثاليا" أو أيضا صوفيا؛ وهذا التفسير يعتبر أن ملكوت الله قائم أساسا في داخل الانسان. وان أوريجانس هو الذي دشن أيضا هذا النوع من التفسير. وفي مؤلفه عن "الصلاة"، يقول: "واضح أن الذي يصلي ليأتي ملكوت الله، يصلي في حق لكي ينهض فيه، ملكوت الله، ويثمر، ويكتمل. ان الرب يسكن في جميع القديسين الذين ملكهم الله (أي ان سيادة الرب موجودة، أي ملكوت الله)... ان الرب يسكن كما في مدينة مدارة جيدا...واذا كنا نريد أن يملك الله علينا اذن، ( وأن يكون ملكه فينا)، فلا تملكن الخطيئة أبدا على جسدنا المائت"... والرب يتمشى في الجنة كما في جنة روحية. وهو وحده يملك علينا مع مسيحه. ( ليكن ملكوته فينا). الفكرة الأساسية واضحة: ليس "ملكوت الله" نقطة على خريطة جغرافية، وهو ليس مملكة على مثال ممالك الأرض؛ ومكانه هو باطن الانسان. وهناك يكبر، ويعمل انطلاقا من ذلك المكان.

البعد الثالث في تفسير ملكوت الله هو ما يمكننا أن نسميه كنسيا: فهو يضع على صلة، تحت أشكال مختلفة، ملكوت الله والكنيسة، وبين الاثنين علاقة أكثر ما تكون قربا.

وان هذا التفكير الأخير، على قدر ما يمكنني أن أحكم على ذلك، قد تقدم على سواه، خاصة في لاهوت العصر الحديث الكاثوليكي، ولو كان التفسير الذي اتخذ اتجاها الى باطن الانسان، وأن علاقته بالمسيح لم تغب تماما. ولكن في لاهوت القرن التاسع عشر، وفي بداية القرن العشرين، كان الكلام يتركز على الكنيسة بما أنها ملكوت الله على الأرض؛ وكانت تعتبر الكنيسة تحقيقا لملكوت الله في صميم التاريخ. غير أن فلسفة الأنوار، في الوقت عينه، أثارت لدى اللاهوت البروتستانتي انقلابا في التفسير الكتابي، أدخل، في وجه خاص، تفسيرا جديدا لرسالة المسيح المتعلقة بملكوت الله. غير أن هذا التفسير الجديد ما لبث أن انقسم انقسامات عديدة.

ان أدولف هرناك، الممثل لللاهوت الحر في مطلع القرن العشرين، كان يرى في اعلان يسوع ملكوت الله ثورة مزدوجة بالنسبة الى يهودية العصر. وفيما كان كل شيء في اليهودية مركزا على الجماعة، وعلى شعب الله المختار، جاء اعلان يسوع حصرا افراديا: ان يسوع توجه الى الفرد واعترف بقيمة الفرد اللامتناهية، وجعل منها أساس تعليمه. وهناك مسالة ثانية مختلفة لدى هرناك. في نظره، ان ما ساد في اليهودية، انما هو الوجه الطقوسي (ومعه في التالي الطبقة الكهنوتية)، فيما ان يسوع قد وضع جانبا الناحية الطقسية، ووجه رسالته، من وجه الضبط، شطر الناحية الأدبية. وما فكر بقضية التطهير والتقديس الطقوسي: أي مسلك الشخص الأدبي، وأعمال المحبة لديه، هذا ما يقرر دخوله ملكوت الله أو أقصاءه عنه. لا يفهم المسيح كما هو الا المسيح. أما نحن معشر البشر المؤمنين، فنحاول أن نفهم ما في امكاننا أن نفهم قدر المستطاع، وهو الذي يجود علينا بنعمة الفهم. فلنطلب اليه دائما أن يجود علينا بالقدرة على فهم ما نستطيع من أسراره وكيانه. وقد جاءنا في بحر الأسبوع الفائت عدد من موظفي شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية، وشكوا أمرهم، وطلبوا الينا أن نقوم بوساطة للحيلولة دون انتقال هذه الشركة الى أيد غير لبنانية، وهذا ما قد يعرضهم الى خسارة مواقعهم. اننا نناشد المسؤولين النظر في أمرهم، لكيلا يزداد عدد الشاكين في لبنان. وما أكثرهم في هذه الأيام. أخذ الله في يد المسؤولين".

استقبالات

وبعد القداس, استقبل البطريرك صفير المؤمنين المشاركين في الذبيحة الالهية. كما استقبل عائلة المرحوم الشيخ ايليا عبدو التي جاءت من القبيات لتشكره على مواساته لها في فقيدها الغالي, وعلى الرقيم البطريركي الذي نوه فيه بصفات ومزايا الراحل. كما استقبل البطريرك صفير بعد ذلك, المدير التجاري في البنك اللبناني - السويسري فرع ادونيس انطوان عبدو البعقليني فالسيد شربل طربيه.

 

المطران الراعي مثل البطريرك صفير في مئوية معهد المريميين-جبيل: نحن في حاجة الى من يحسن خياراته ويثبت عليها للخروج من المأساة

وطنية- جبيل- 20/4/2008 (متفرقات) رعى راعي أبرشية جبيل المطران بشاره الراعي ممثلا البطريرك الماروني احتفال افتتاح اليوبيل المئوي لتأسيس معهد سيدة لورد للاخوة المريميين - الفرير في عمشيت وجبيل، واستهله بقداس احتفالي ترأسه في باحة المعهد في جبيل، شارك فيه المطران بولس دحدح، وعاونه فيه المونسيور بولس نصرالله ورئيس دير كفيفان الاب ميشال ليان. حضر الاحتفال قائد الدرك العميد انطوان شكور، القائمقام حبيب كيروز، الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الاب مروان تابت، رئيس الصليب الاحمر اللبناني الشيخ سامي الدحداح، رئيس جمعية الاخوة المريميين الاخ اندريه ديلالند، رئيس معهد جبيل الاخ جوزيه ريميرو، رئيس معهد الشانفيل الاخ جورج طراد، جوزف باسيل ممثلا رئيس جمعية المصارف الدكتور فرنسوا باسيل، نائب رئيس بلدية جبيل المهندس زخيا صليبا وحشد من مدراء المدارس وأهالي الطلاب ومدعوون.

الراعي

بعد الانجيل، ألقى المطران الراعي عظة حمل في مستهلها بركة البطريرك صفير وتهنئته لاسرة الصرح التربوي ودورها الرائد في تربية الاجيال والشبيبة، ورفع الصلاة "لصاحب الغبطة والنيافة لكي يبقى ملبيا دعوة رعاية الكنيسة بمحبة المسيح"، وقال: "هذا اليوبيل هو عودة الى الجذور، عودة الى المؤسس القديس مرسلان الذي اطلق جمعية تميزت بقيم التواضع والعطاء والتفاني في سبيل الشبيبة الاكثر حاجة ثقافيا وتربويا وروحيا ومعنويا، وشكلت مثالا وقدوة بتجسيدها روح الاخوة في مجتمع اضحى بامس الحاجة الى استعادة روابط الاخوة في زمن التشرذم والتباعد والتخوين والانشطارات، ولقد كان المؤسس حريصا على ان تعطي مدارس الاخوة المريميين افضل معرفة الى جانب الاهتمام بالتربية الانسانية والخلقية والاجتماعية والروحية والوطنية لتنمية شخصية كل انسان على الثقة بالنفس والقدرة الذاتية على اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية وكأنه نبي لهذا الزمن حيث معظمنا راح يفقد الثقة بالذات ويتطلع ويستجدي من هنا وهنالك ماذا نقول وماذا نقرر وكيف نحل شؤوننا حتى بات هذا الوطن يعيش مستعبدا لهذا وذاك من البلدان، وذاك وذلك من السياسيين والقوى".

أضاف: "لقد أراد مؤسس جمعية الاخوة المريميين ان تكون التربية انفتاحا لا تقوقعا، انفتاحا على الغير. ايها النبي مرسلان تخاطبنا اليوم على ان الانسان تكمن كل قيمته بان يكون منفتحا ويمد الجسور، فلا يعادي الغير ولا يتقوقع ولا ينعزل، وأراد ان تكون التربية ايضا تنشئة على الايمان ليكونوا الطلاب اصحاب رسالة، وتنشئة على محبة الوطن ليكونوا مواطنين مخلصين لوطنهم، وتنشئة على القيم لكي يحسنوا خياراتهم اليومية على مختلف الصعد ويثبتوا عليها. ألسنا في حاجة اليوم الى مثل هذا المواطن في لبنان؟ ألسنا في حاجة اليوم الى مثل هذا المسؤول في لبنان؟ هل بالإمكان ان يخرج الوطن من مأساته وأزماته من دون مثل هؤلاء الاشخاص؟" وختم المطران الراعي رافعا الصلاة "لكي يعضد الرب كل المسؤولين حتى يدركوا ان مسؤولياتهم دعوة إلى خدمة المحبة لكي يخرج لبنان من ظلمة الازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لأن من يتسلح بحضارة المحبة لن يعمل الا الخير ولن يقول الا الحقيقة ولن يبني الا السلام".

 

النائب زهرا: العماد عون مساهم اساسي في اسقاط مشروع الدولة وكل مقومات الوجود المسيحي الحر والفاعل

وطنية- 20/4/2008(سياسة) شدد عضو كتلة القوات اللبنانية النائب انطوان زهرا على عدم جواز ان يبقى اللبنانيون ساحة ومادة لتقلبات امزجة العماد ميشال عون. واكد في حديث ل "صوت لبنان" ان القوات لا تخاف شيئاً مما يُثار حولها او يستهدفها، وان العماد عون يعرف كما كل اللبنايين ان ليس لدى المسيحيين الا مشروع واحد هو مشروع الدولة الذي يُسهم العماد عون نفسه وبشكل اساسي بإسقاطه، معتبراً ان الأسباب التخفيفية التي كانت تُعطى للعماد عون بالقول ان طموحه الشخصي وشهوته الى السلطة يبرران تصرفاته لم يعد جائزاً ان تُعطى له بعد تجاوزه كل ما يمكن ان يوضع من خطوط حمر لعلاقات الناس ببعضها البعض، وان العماد عون اصبح وسيلة لإسقاط كل مقومات الوجود المسيحي الحر والفاعل في لبنان من الداخل بعد ما تبين ان هذا الوجود لا يمكن إسقاطه من الخارج.

واضاف النائب زهرا: ان هذه ليست الا واحدة من سلسلة من عمليات التدمير المنهجي لكل مقومات المجتمع المسيحي من الكنيسة لرئاسة الجمهورية للأحزاب السياسية ومنها حزب الكتائب وحزب الأحرار والكتلة الوطنية والرئيس الشهيد رينيه معوض وحالياً القوات اللبنانية، حيث يتذرّع كل يوم بذريعة، منها على سبيل المثال موضوع شراء الأراضي والتوطين وهو ما سأرد عليه بالتفصيل كونه تناول منطقة البترون حيث تبين ان هناك اردنياً تملّك عقاراً بمساحة 1511 متراً مربعاً وزوجته من قضاء البترون فحوّلوا ذلك الى عملية توطين! ولفت الى انه من المؤسف ان يُسقط العماد عون تحت عناوين برّاقة كل مقومات استمرار وصمود المجتمع المسيحي وإمكانية المشاركة المتوازنة في الوطن والدولة من خلال رئاسة الجمهورية، فيما يبحث بالمقابل عن حجج يظن انها تُقنع المسيحيين بعدما بدأ بإعلان شهوته الى السلطة عبر سرقة شعارات المقاومة المسيحية في الثمانينات.

 

النائب حسن خليل مثل الرئيس بري في مهرجان تكريمي في كفررمان-النبطية: لا نريد للوطن أن تتحكم فيه فئة والحل الجزئي لا يمكن ان ينتج تسوية

وطنية- النبطية- 20/4/2008 (سياسة) رعى رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري ممثلا بمعاونه السياسي النائب علي حسن خليل المهرجان التكريمي الحاشد الذي نظمه "نادي الرسالة" في بلدة كفررمان - النبطية في ذكرى مجزرتي قانا والنبطية الفوقا وشهداء كفررمان وتكريما للفنان العربي دريد لحام.

حضر المهرجان النائب عبداللطيف الزين، ممثل النائب ياسين جابر المحامي جهاد جابر، النائب السابق رفيق شاهين، المسؤول التنظيمي لحركة "أمل" في الجنوب باسم لمع، نائب رئيس الاتحاد العمالي العام حسن فقيه، مدير مكتب الرئيس بري في المصيلح هاني قبيسي، رئيس دير مار انطونيوس في النبطية الفوقا الاب ناصيف باسيل, رئيس اتحاد بلديات الشقيف سميح حلال ونائبه سطام ابو زيد، المدير العام لمستشفى النبطية الحكومي الدكتور حسن وزنة وحشد من الشخصيات والفاعليات والمواطنين. بعد النشيد الوطني ونشيد حركة "أمل"، ألقى رئيس النادي محمد حسين معلم كلمة شكر فيها كل من ساهم في هذا المهرجان وشارك فيه ورعاه.

قرداحي

وألقى الاعلامي جورج قرداحي كلمة رأى فيها أن "هذا الوطن للجميع وليس حكرا على أحد، لا على طائفة ولا على مذهب ولا على حزب ولا على شخص، انه للجميع ويحتاج للجميع ويتسع للجميع وهو لا يستغني عن أحد من أبنائه وليس مقبولا أن يستغني أحد عن هذا الوطن"، واعتبر أن "الوطن لا يعزل احدا الا الخونة بالطبع، فليس مسموحا للشرفاء أن يحاول أحدهم عزل الاخر داخل الوطن ولبنان هو وطن غير كل الاوطان، هو وطن العيش المشترك وليس التعايش وهو وطن ثمانية عشر مذهبا ووطن التوافق والمشاركة والمحبة ولا خلاص لنا الا بالمحبة وبدفاعنا عن بعضنا البعض وتضامننا ووحدتنا وبذلك نستطيع أن نبني وطنا جميلا وأمنا ومستقرا".

لحام

وألقى المكرم لحام كلمة وجه في مستهلها التحية الى ارواح الشهداء "الذين نحن نكرمهم بهذا اللقاء، بل هم كرمونا بشهادتهم واخرجونا من مستنقع الذل الى واحة كرامة طال أنتظارها"، وقال: "فخور أن أكون حاضرا في محراب هذه اللحظة الموجعة لندق معا نواقيس الفرح لنصر إلهي وارواح الشهداء تملأ الفضاء وتزرع الرعب في قلوب الصهاينة".

أضاف: "لما كانت الثقافة من صلب تقاليدنا العربية ومنها الاختلاف على معايير الثقافة، حاولت أن اصل الى تعريف محدد لكلمة ثقافة، لذلك لجأت الى من حولي بسؤال محدد وقالت لي زوجتي نقلا عن سقراط ان الثقافة هي ان الاختلاف في الرأي ينبغي الا يؤدي للعداء والا لكنت أنا وزوجتي من ألد الاعداء. وقال لي مواطن يريد العيش ان الثقافة هي ان تعرف كيف تزحف وانت مرفوع الرأس. ونقل لي ترجمان محلف ان الثقافة هي أن تقنع المشاهد على شاشة التلفزيون ان كل الكلمات النابية في الافلام الاميركية ترجمتها "تبا". وقال لي رجل مخابرات ان الثقافة هي أن تجعل المقبوض عليه يعترف بما نريد وليس بما يعرف. وقال لي متسلق الأفرست ان الثقافة في القمم هي ان يستطيع مؤتمر القمم المقبل وفي بيانه المفترض ان يغير خمسة كلمات على الاقل عن بيانه السابق من دون الاستعانة بصديق. وقالت لي الشمس ان الثقافة هي أن أشرق كل يوم ولا أنتظر النائمين".

وتابع: "جوجلت ما سمعت ولم أصل لتعريف مقنع للثقافة حيث سقطت أكثر التعريفات السابقة من ثقوب الغربال إلى أن قال لي مجاهد ان الثقافة هي أن نسقي بدمنا أرضنا المقدسة بثرى الاجداد لتزهر شقائق نعمان تعطر فضاء الاجيال بعبق الكرامة وهنا وصلت الى ضالتي وفهمت ان الثقافة هي ارادة ومقاومة".

النائب حسن خليل

ثم ألقى ممثل الرئيس بري كلمة أبدى في مستهلها "الفرحة والامل بهذا اللقاء الرائع في كفررمان" وتطرق الى الاوضاع السياسية وقال: "اليوم نحن امام نموذجين من الاوطان، نموذج المجازر الاسرائيلية الممتدة من دير ياسين الى آخر مجزرة في غزة حيث سقط 21 شهيدا بينهم مجموعة من الاطفال اصبحوا في عالمنا العربي ارقاما تضاف الى ارقام الشهداء في العراق والذي يحاول الاحتلال الامريكي ان يعممها ليصبح شهداؤنا ارقاما".

أضاف: "اليوم في مقابل المجازر هذه، نعطي انموذجا عن الحياة التي نريدها في هذا الوطن، نحن عشاق حياة وفرح ونرى ان شهداءنا هم الذين يعطوننا هذا الدفع من اجل ان نعيش حياة الثقافة والفن والفرح لا ان نموت وان تقتل هممنا مع سقوط هؤلاء الشهداء، هم عندما سقط قتلاهم اصيبوا بالاحباط وأعادوا قراءة مستقبلهم وتاريخهم وواقعهم الصعب، ونحن كلما سقط لنا شهيد نصبح اكثر شموخا وعلوا وحبا للحياة والفن والعطاء. هذا الفرق بيننا وبينهم. هم يقلقهم غياب اجسادهم ونحن تحيينا اجساد الشهداء، هم يسقطون مع كل صدمة يقعون بها ونحن قد جوهرتنا وعمقتنا وعمقت ارواحنا والتزامنا لهذه الارض والتضحيات التي قدمناها في سبيل كل الوطن".

ورأى أن "السياسة اليوم لا معنى لها خارج هذا السياق، وعندما تصبح السياسة اقتتالا على الموقع والمنصب ومصالح الطائفة او المذهب او الجماعة على حساب مصلحة الوطن فانها لا تصبح سياسة تشرف بل سياسة الاعاقة للانسان وتطوره وسموه الى المستوى الذي اراده الخالق لهذا الانسان. السياسة في معناها الحقيقي هي العصفور الذي انطلق مفتشا عن الحب وهو يعرف الثقافة على لسان الفنان دريد لحام والسياسة نفسها الثقافة التي مثلها الشهداء الذين لم يسقطوا ابدا من اجل مكسب صغير، ومن يسقط من أجل مكسب صغير يضحي بجزء من حياته ولكن الذي يعطي كل حياته هذا يكسر قواعد السياسة المألوفة فيضحي من اجل الأسمى الذي هو الوطن وعرفه الاعلامي جورج قرداحي".

وقال: "لا نريد من سياستنا وفعلنا الا هذا الوطن. نحن قاومنا من اجل ان يكون هذا الوطن عزيزا كريما موحدا لجميع ابنائه. ندعو إلى المحافظة عليه الذي هو نقيض اسرائيل العنصرية. لبنان النموذج الحضاري الذي يقف جورج قرداحي فيه ليمثل فاتحا قرآننا وفاتحتنا على صور مجد وعطاء وسمو ورفعة للوطن والذي يقف فيه دريد لحام يخرق حدودا مصطنعة لعالم عربي قوي قدمنا الى حدود طموحات بعض القادة السياسيين الذين قصروا كثيرا عن مستوى الشهداء وتضحياتهم.

وتابع: "الوطن الذي نريد هو هذا الوطن القوي القادر العادل الذي يلبي طموحات انسان. الوطن النموذج الحضاري بتفاعل ثقافاته وتلاقيها مع بعضها لتنتج مثالا قل نظيره على مستوى العالم بل يمكن ان يكون قد ندر في مقابل ندرة وجود اسرائيل العنصرية التي تقوم على الاغتصاب والتفرد والانعزالية ومحاربة القيم. هذا هو الوطن الذي نناضل من اجله، وطن العدالة الاجتماعية الذي لا دين له ولا مذهب".

أضاف: "الوطن الذي نريد، قدمنا من أجله المشروع تلو الاخر من اجل انقاذه وقلنا منذ اللحظة الاولى اننا لا نريد لهذا الوطن ان تتحكم فيه فئة على حساب اخرى، لا نريد ان نحكم البلد بمفردنا او نسيطر على قراره السياسي، مشروعنا هو مشروع تكامل كل ارادات ابناء هذا الوطن، كل مكوناته وشكلياته من اجل المحافظة على هذه الصيغة التي لا يمكن الحفاظ عليها الا بسلطة قادرة وعادلة تلتزم روح الميثاق الوطني وتدار على قاعدة الالتزام لنصوص الدستور. هذا هو مشروعنا الذي ناضلنا من أجله طوال السنوات الماضية وحققنا ملامحه في هذا الميثاق الوطني الذي خرق خلال الحقبة الماضية من خلال مراهنة البعض على قدرتهم على الاستئثار والسيطرة والحكم بشكل منفرد ومنعزل عن التكامل مع الآخر، وعلى الرغم كل ذلك، سنبقى نمد اليد مرة تلو الاخرى ومبادرة تلو المبادرة من اجل الوصول الى المشترك بيننا لنوسعه بالقدر الذي يسمح بتشكيل قاعدة ومخرج لازمتنا السياسية القائمة اليوم. هذا ما نريده وما زلنا نريده وما نراه من امكانية تحقيقه من خلال مبادرة الرئيس بري الاخيرة التي اتت لتترجم المبادرة العربية وتضعها موضع التنفيذ من خلال التفاهم على سبل المشاركة وقانون انتخابات جديد ينظم حياتنا السياسية ويفتحها على مزيد من التطور نحو الامام".

وسأل "بعض الذين راهنوا في السابق على قدرتهم على الاستمرار في الحكم خارج اطار المشاركة، إلى اين اوصلتم هذا الوطن؟ اليوم نحن نختبىء وراء اصبعنا ونعتقد واهمين ان الوطن بألف خير. ان مستوى الانقسام في الخطاب السياسي وصل الى مرحلة خطيرة جدا لانه عكس نفسه على القواعد الشعبية التي بدأت تتحدث بلغة بغيضة قد افتقدناها طوال السنوات الماضية، لغة ما قبل انتهاء الحرب الاهلية، وهذا اخطر ما يكون لان الانقسام يبدأ باستعادة شعار الانقسام ومن جهة اخرى الوضع على مختلف المستويات في مرحلة لا تحمد عقباها. نحن اليوم في مأزق مالي، اجتماعي واقتصادي حقيقي عندما يرفع العمال صوتهم مطالبين بتصحيح الاجور او بدراسة واقعهم الصعب انما يعكسون واقعا حقيقيا بدأنا نشعر به خصوصا في هذه القرى المحرومة التي دفعت الكثير وعلينا الا ننسى ان الجوع اذا ما وصل الى مرحلة لدى الناس يمكن ان يأسر كل قواعد السياسة التي نكتبها لبعضنا البعض في خطاباتنا وعلاقاتنا لان الجوع لا دين له ولا طائفة ولا مذهب ولا اتفاق سياسي، لا يميز بين 14 اذار و8 اذار".

وسأل: "فلتقل لنا السلطة كيف تعالج هذه المعضلة وكيف تتعاطى معها؟ اين هي الخطط التي لا تأتي بارادات سياسية جامعة تمثل كل الناس الذين عليهم ان يتحملوا مسؤولية ايجاد المخارج لهذا الوضع المأزوم؟"

وعن زيارة مساعد وزيرة الخارجية الاميركية دايفيد ولش قال النائب حسن خليل: "للاسف بدأنا نسمع تكرارا للنغمة التي قالها تجاوزا لقواعد الحل التي ارستها المبادرة العربية القائمة على السلة المتكاملة. الحل الجزئي لا يمكن ان ينتج تسوية في البلد بل مكسبا سياسيا لفئة على حساب اخرى وهذا يؤدي الى نتائج لا تحمد عقباها لكن اذا ما خرجتم من هذه الوصاية الغير مباشرة التي حاول تعميقها وتكريسها موفد وزيرة الخارجية الامريكية خلال اليومين الماضيين على الخطاب السياسي، اذا ما استطعتم ان تخرجوا من هذا التعميم وان تعودوا الى ذواتكم سترون اننا امام فرصة حقيقية للدخول معا في تسوية تؤمن التوافق على ما يشكل اليوم موضع اختلاف في ما بيننا، ولكن للاسف نرى بعض السياسين يراهنون على مصلحتهم في ابقاء الوضع على ما هو عليه وهم يجهلون او ربما يعلمون ان مثل هذا الامر يمكن ان يضعنا في اي لحظة على حافة الانفجار السياسي لان المراوحة في هذا الشكل هي مراوحة خطيرة ويمكن ان تفتح، على مستوى اقتصادي او اجتماعي او سياسي نتيجة التصعيد الحاصل على مستوى المنطقة، جرحا في اي مكان او زمان في هذا الوطن. لذا علينا تجاوز الامر ونتجاوز معه اوهام استمرار السيطرة من خلال ابقاء الوضع على ما هو عليه حتى موعد الانتخابات النبيابية المقبلة".

وختم النائب حسن خليل: "اذا ما وصل الامر الى ذلك، نصبح امام خيارين اما العودة الى قانون عام 2000 الذي يشكو منه الجميع، وللاسف ان بعض 14 اذار يراهنون على العودة اليه من اجل الابقاء على زعاماتهم ومرجعياتهم التي صادروها باسم الناس نتيجة هذا القانون المجحف خلال الانتخابات الماضية، والبعض الاخر من الذي لا يثق بالناس ولا يثق بقدرته على تفعيل هؤلاء الناس ربما كان يفكر بالتمديد للمجلس النيابي. نحن قلناها ونعيدها اليوم، يكون تمديد للمجلس النبيابي الحالي ولن يكون هناك انتخابات على قاعدة قانون 2000 بل المخرج يكون ان نجتمع سويا على طاولة الحوار وان نفتح نقاشا جادا. نقبل بقانون 1960، اتونا بما يقبلون به واطرحوه على طاولة النقاش ونحن سنكون بأعلى درجات الايجابية للتوصل الى تفاهم وقاسم مشترك بين المكونات المختلفة في لبنان وبهذا نكون وضعنا البلد على سكة الخلاص ويكون السياسي يمثل الناس ولا يمثل ادوارا عليهم وعلى مصالحهم، وعندئذ ترتقي السياسة الى مستوى الوطن".

بعد ذلك وزعت الدروع التقديرية للنائب حسن خليل ولحام وقرداحي.

قعقعية الجسر

وفي قعقعية الجسر، احيت حركة "امل" واهالي البلدة الذكرى السنوية للشهيدين القائدين نعمة حيدر (خلدون) وابراهيم سبيتي ولشهداء البلدة، في احتفال تأبيني حاشد، حضره النواب: علي حسن خليل، علي بزي، عبد اللطيف الزين، ممثل النائب ياسين جابر جهاد جابر، المدير العام لوزارة الاعلام الدكتور حسان فلحة، رئيس مجلس الجنوب قبلان قبلان، مدير مكتب الرئيس نبيه بري هاني قبيسي، نائب رئيس الاتحاد العمالي العام حسن فقيه، رئيس الهيئة التنفيذية لحركة "امل" محمد نصر الله، المسؤول التنظيمي لحركة "امل" في الجنوب باسم لمع، الشيخ حسن شريفي ممثلا المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، ممثل امام النبطية الشيخ عبد الحسين صادق الشيخ محمد بزي وفاعليات المنطقة.

النائب حسن خليل

والقى النائب حسن خليل كلمة حركة "امل" وقال فيها:" لقد سقط شهداؤنا دفاعا عن ارض الوطن الذي لم يتعود بعض ابنائه الانتصار على العدو، فنظروا الى كيفية الخضوع والخنوع والاستسلام، فيما كان هناك رجال اشداء قادرون على ان يقلبوا الموازين ورسموا صورة وطن قادر على المواجهة، ولا زالت المعركة هي ذاتها: عن اي وطن نبحث وندافع؟.

اضاف:"ان المعركة السياسية الداخلية تتوسع مساحات الاختلاف فيها بقدر نسبة التدخل الخارجي الذي يسعى الى تعميق الازمة التي ارادها البعض ان تحدث اختلالا في التوازن الوطني الداخلي، ونحن نقول ان الحل يكون على قاعدة ما ارتضيناه في ميثاقنا الوطني ولا نريد مشاركة الا على قاعدة هذا الميثاق".

واكد " اننا لا نريد لهذا الوطن الا ان يعيش بسلام على قواعد سياسية حقيقية تؤمن المشاركة للجميع، فهل هذه خطيئة تستوجب مثل هذا التحدي الكبير الذي يمارسه البعض اليوم، وهل يستوجب مثل هذا الارتهان والارتباط والتوجه نحو الخارج لحماية مصالح آنية سوف تنقلب على اصحابها وعلى المراهنين عليها في المستقبل القريب".

اضاف:" اليوم ما نريده، مشاركة حقيقية، ونريد ان نرسي قواعد لنظامنا السياسي من خلال التفاهم حول قانون جديد للانتخابات ينتج قيادة سياسية وسلطة سياسية تعبر بوضوح وبصراحة عن كل الناس".

ورد النائب حسن خليل على الدكتور جعجع بقوله:"اننا لا نريد الانتصار الا للوطن ولاي صيغة تحفظ قواعد الميثاق الوطني والدستور. نقول له ولكل المراهنين بأن المعارضة اصبحت في وضع ضعيف: اياكم ان تتوهموا هذا الامر، فنحن ضعفاء فقط امام الفتنة الداخلية والاقتتال الداخلي، لكننا اقوياء امام اعادة بناء مشروع الوطن وصيانته وحمايته. ونمد يد الحوار والانفتاح لانها السبيل الى حل الازمة السياسية الراهنة".

اضاف:" نحن قلنا لا نريد حوارا بالمطلق ولا نريد حوارا نفتح فيه سجالات حول قضايا خلافية، نريد حوارا يترجم ويحقق قدرة على تطبيق بنود المبادرة العربية. المبادرة العربية فيها ثلاث نقاط واصبح الامر معروفا ومعلوما. لكن البعض يريد التشويش على حركة ومبادرة الرئيس بري الاخيرة ودعوته الى الحوار. المبادرة العربية ملخصها واضح هو الاتفاق على رئيس جديد للجمهورية وقد اتفقنا على الرئيس، ايدناه، وما زلنا نؤيده ونعتبره الخيار التوافقي الجامع لكل اللبنانيين".

وتابع:" وعلى المستوى الحكومي، قلنا اننا نلتزم بنص وبروح المبادرة العربية، اعطونا تفسيرا آخر لنناقشه معكم وقلنا بقانون انتخابات، هذا هو مشروعنا الذي تقدمنا فيه اكثر من خطوة الى الامام باعتبار انه كان تلبية للكثيرين في هذا الوطن، لكن اذا اردتم ان تطرحوا البديل فاطرحوه في العلن من خلال بيان واضح لقوى 14 آذار تقولون فيه: هذا هو مشروعنا للانتخابات النيابية. ونحن مع حلفائنا في المعارضة سنكون منفتحين على اي قانون. نحن طرحنا قانون 1960، فليأتوا بأي قانون ويقولوا هذا القانون الذي نريد ونحن نعلن موقفنا ونقول ما هو القانون الذي ينفعكم ويؤسس لحياة سياسية لا تجلب الحروب علينا".

 

النائب كنعان خلال حفل عشاء التيار الوطني الحر- جسر الباشا: لا نركع ولا نخضع ولا نقوم بصفقات على حساب الارض والسيادة والكرامة

الطريق الاقرب الى انتخاب رئيس للجمهورية التوافق على قانون انتخاب

وطنية- 20/4/2008 (سياسة) أقامت هيئة التيار الوطني الحر في جسر الباشا حفل عشاء في مطعم الباشا، برعاية رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون ممثلا بأمين سر التكتل النائب ابراهيم كنعان الذي استقبل امام المطعم بنحر الخراف واطلاق الأسهم النارية. وشارك في العشاء رئيس بلدية سن الفيل نبيل كحالة وعدد من اعضاء المجلس البلدي، العميد فايز كرم، منسق التيار في جسر الباشا جوزف ساسين اضافة الى فعاليات المنطقة وحشد من مناصري التيار. وألقى النائب كنعان كلمة بالمناسبة استهلها بنقل تحيات العماد عون الى مناصري التيار. وقال: "قدرنا ان نواجه معا في أيام الصعاب الحملات والاستهدافات التي تطال اولا لبنان وتطال كل المبادىء والثوابت التي نشأنا عليها، ان مدرسة المواجهة الوطنية التي لنا الشرف ان نحمل لواءها لم تعتد ان تركع وتخضع، ولم نعتد التنازل عن حقوقنا وبيعها ، ولا نقوم بصفقات لا تحت الطاولة ولا فوقها، فحقوقنا دفعنا دما من اجلها وهي حقوق اللبناني في أرضه وسيادته وكرامته واستقلاله وخصوصا في ديموقراطيته". وتوجه النائب كنعان الى المتنيين قائلا: "لنا الشرف ان نمثلكم في الندوة البرلمانية، لنا الشرف اننا اخذنا وكالة منكم، وكالة تشرفنا وتحملنا في الوقت نفسه مسؤولية كبيرة لأنها لم تأت نتيجة صفقات ولا نتيجة اي ضغط او إكراه، ولم تأت نتيجة صفقات ولا نتيجة اي ضغط او اكراه، ولم تأت على النصف او على الزيح، أنما أتت وكالة كاملة بكامل ثقتكم ب57 الف صوت في المتن".

أضاف: "لقد تكلمنا وعبرنا عمن لم يستطع ان يتكلم في ال15 سنة الماضية، وعمن لم يستطع قول كلمة الحق في ظل الوصاية والأحتلال. لقد كنا نطالب من أي مكان سواء من الإغتراب او من السجون او من المنفى، ومن كل بقاع هذا الوطن بكلمة الحق وهي السيادة والحرية والإستقلال. نحن سنكون دائما امامكم في قول كلمة الحق وفي الدفاع عن حقوقنا وحقوقكم على الرغم من الحملات التي تستهدفنا وتستهدف تاريخنا ونضالنا وتشكك فينا ، أنما اليوم يذكرنا بالأمس. لقد رأينا في خلال ال15 سنة الماضية الويلات ورأينا ان الديموقراطية تعيينات وتزوير تحت شعار وفاق لبنان وتحريره، أتى اتفاق الطائف ومورست أسوأ انواع الديمقراطيات  لا بل الديكتاتوريات وأسوأ أنواع الوصايات". تابع قائلا:"حينها قيل عنا كما يقال اليوم وأكثر، قيل اننا نريد الكرسي واننا مشروع صهيوني واننا مجانين لا نعرف قيمة الوطن ولا قيمة الوفاق والديموقراطية، وبعد 15 سنة التحق بنا الكل على مراحل ووصلنا الى بداية الإستقلال. واليوم نرى مجددا في موضوع رئاسة الجمهورية وتحت عنوان براق ولماع كيف يريدون تمرير أسوأ التسويات على حساب لبنان".

وسأل: "ما هو الطريق الأقرب الى انتخاب رئيس للجمهورية، فهل هو في الفتنة والإنقسام في داخل مناطقنا، وفي وضع الناس وجها لوجه وإستخدام السلطة، أم في وضع قانون إنتخاب لطالما إنتظره اللبنانيون والمسيحيون خاصة؟. لقد اعتلى سدة الرئاسة على مدى 15 سنة رئيسان وبالامس أقر الرئيس لحود امام الشعب اللبناني انه على مدى تسع سنوات وبالرغم من المحاولات والدعم من سلطة الوصاية لم يستطع انجاز قانون إنتخاب، ألا يحق لنا ولأولادنا ان يكون لنا قانون إنتخاب يعجز أي رئيس ان ينجزه من دون تفاهم اللبنانيين وخصوصا من دون التفاهم مع فريق يقول بالفم الملآن ومن دون أي تحفظ ان بيروت لا تقسم، واننا لسنا مستعدين للتنازل عن المكتسبات التي حصلنا عليها".

وقال:" لن نسلم شعبنا مرة أخرى ونتنازل عن حقوقنا من اجل كرسي ومن اجل بعض المكتسبات الحكومية وغير الحكومية، ومن اجل الحفاظ على الادارات ، فهذا لا يجوز بحق الشهداء ولا بحقنا ولا بحق كل من اعطانا ثقته. كلنا متفقون على إنتخاب رئيس للجمهورية، إنما لن نقبل باستغلال الإستحقاق الرئاسي لتمرير مرة أخرى نظام مجحف بحقنا وغير ديموقراطي ومرتبط بمشاريع نعرفها كلنا".

وردا النائب كنعان على من يتكلم عن "كذبة وفزيعة التوطين"، بالقول: "لست انا من سيذكركم بالشهداء الذين سقطوا ولا بالبواخر التي كانت تنتظر ، ولست انا من سيذكركم في الامس وقبله وفي جنيف وفي ال2003 وفي ال1996 باتفاقات يوسي بيلين وياسر عبد ربه وبالتعويضات التي يحكى عنها في كل الامم وخصوصا في جولة الرئيس الاميركي الاخيرة، لست انا من سيذكركم بالتجنيس الذي وبالرغم من صدور قرار من مجلس شورى الدولة للتدقيق بكيفية اعطاء هذه الجنسيات، لم يحصل أي تدبير وأي اجراء قانوني بهذا الشأن".

وأكد النائب كنعان ان "الصراع ليس صراع سلطة إنما صراع حقوق ووجود "، وقال: "قد نتنافس وقد نتحالف ولكن يجب الا نختلف في أي وقت على حقوقنا وعلى كرامتنا ووجودنا". وختم : "نقول لمن يراهن على الغائنا وعلى تبخرنا ان المال يتبخر والسلطة تتبخر ولكن التيار الوطني الحر لا يتبخر لانه نابع من قناعات ومن دماء ونضال حتى الاستشهاد، نحن مقتنعون وضميرنا مرتاح فلا سوري استطاع إخضاعنا، ولن يستطيع لا ايراني ولا سوري ولا اميركي ذلك. لذلك خرجنا من المعادلة في التسعين ولذلك عدنا بكرامتنا وبأصوات احبائنا وأهلنا في ال2005 لبناء لبنان الجديد والجمهورية الثالثة".

 

فضل الله: علينا ان لا ننحني بعقولنا لاي جهة مهما كبرت

لقد خلق الله الانسان حرا وعلينا الا نستعبد عقولنا لاحد

وطنية - 20/4/2008 (سياسة) استقبل العلامة السيد محمد حسين فضل الله وفدا من المركز الإسلامي الثقافي، والمكتبة العامة في جمعية المبرات الخيرية، لمناسبة أسبوع المطالعة برئاسة السيد شفيق الموسوي، وحضور أمناء المكتبة الذين وضعوه في أجواء عمل المكتبة التي تضم أكثر من 60 ألف كتاب، والتي من المفترض أن تحتوي زهاء مليون كتاب في المرحلة القادمة. وألقى السيد فضل الله كلمة قال فيها: "عندما ندرس حركة المستقبل في أنشطة الأمة بعامة، وفي تطلعات الإسلام، فإننا نستوحي من القرآن الكريم في مفاهيمه التي تعبر عنها آياته، أنه يخطط لصنع العقل الإنساني الذي ينفتح على آفاق المعرفة، معرفة الله، والخلق والكون... ومن خلاله نفهم كيف أن الله تعالى أعطى الحرية للعقل في أن يفكر في كل شيء، فليست هناك مناطق ممنوعة عليه، وليست هناك عوالم مقفلة أمام تطلعاته ولا مواقع يمكن أن يحشر فيها... إننا نستوحي من القرآن الكريم أن هناك إصرارا على إقحام العقل في كل أوضاع الكون، فالعقل حر يأخذ حريته من الله الذي أوحى له بأن لا حدود لحركته وتفكيره، ولكن على الإنسان أن يتحمل المسؤولية في ما يفكر، ولا بد للإنسان من أن يقدم حساب عقله أمام الله إلى جانب حسابات الجسد، إن للعقل شهادة يقدمها أمام الله: كيف فكر، وأي منهج سلك، وكيف استنتج، وما هي النتائج التي توصل إليها؟

أضاف: "إن العلم هو كنز من الكنوز الكبرى التي ينتجها العقل التأملي أو التجريبي، ومن هنا يأتي دور القراءة، القراءة في الكون. فالله أرادنا أن نقرأ في كتاب الكون حتى نستطيع أن نفهم الظواهر الكونية ولنحاول أن ننتج من خلال هذه القراءة إبداعا جديدا من خلال هذا الانفتاح التدريجي على أسرار الكون... إن القراءة الواعية تعطينا وعي ما أنتجه الآخرون من خلال تجاربهم وتأملاتهم، ولا بد للقراءة من أن تكون واعية، علمية، ناقدة، لأن تجربة الآخرين ربما دفعت بهم إلى الانحراف في الاستنتاجات، أو ربما كانوا قد أخطأوا في تأملاتهم".

وتابع: "إننا نحتاج في القراءة أن نستجمع كل ما انطلق به المبدعون، لا لنتجمد أمام إبداعاتهم، ولكن لنحاول أن نرتقي في إبداع جديد، وأن ننفتح على ما انطلق به المفكرون، لا لنتجمد أمام ما أنتجوه ولكن لنصنع آفاقا ثقافية جديدة، إن علينا أن نعد العدة ـ بحسب إمكاناتنا ـ لبناء أجيال جديدة تفكر بطريقة علمية ونقدية وتضيف أشياء جديدة إلى تراث الآخرين وتنفتح من خلال ذلك على المستقبل، علينا ألا نقرأ القراءة الساذجة التي تستظهر ما تقرأ، بل القراءة العلمية التي تحاول أن تبدع. إن هناك من المفكرين من يقول إن المسلمين قد توقفوا عن إنتاج الفكر بعد ابن رشد وابن خلدون، ونحن نقول إن حركة الفكر الإسلامي لا تتوقف، وقد نجد عمقا في تجربة معينة وسطحا في تجارب أخرى، ولكن الأمة لم تكف عن إنتاج المفكرين كصدر الدين الشيرازي وكالسيد محمد باقر الصدر وغيرهم في مصر وإيران ومواقع أخرى، ولكن المسالة أن تجارب الفكر تختلف"...

اضاف: "إن علينا أن نكف عن أن ننحني بعقولنا لأية جهة من الجهات مهما كبرت، أو أن نسلم تسليما مطلقا لأية جهات قيادية سياسية كانت أم مرجعية، بل أن نعمل لاكتشاف نقاط الضعف في القيادات، ولا نكتفي عند التحديق في نقاط القوة الكامنة في شخصياتهم، وعلينا أن نعرف أنه لا مقدس أمام النقد، فيمكن أن ننقد أعلى المرجعيات الدينية وأكبر المرجعيات الثقافية وأبرز المرجعيات السياسية... لقد خلق الله الإنسان حرا في عقله وعلمه وحركته، وعلينا أن لا نستعبد عقولنا وأنفسنا لأحد ولا نسترقها أمام أحد، وعلى القيادات أن تتقبل كل نقد علمي بناء ولا تهرب من مسؤولياتها أمامه... وعلينا أن نعرف أن الله وحده هو المعبود وأنه سيحاسبنا على تقصيرنا في مسألة الإحساس بالحرية، لنقدم حساب الحرية بين يديه ليجزينا على ما أصبنا فيه ويحاسبنا على ما قصرنا فيه أيضا".

وختم، مشيرا إلى "أننا كنا الأمة التي قرأت في كتب الأمم الأخرى وعملت على أن تثري الأمم الأخرى من خلال قراءتها، فلم تستأثر بنتائج العلم الذي أبدعته ولم تنكمش على نتائجها المبدعة، ولكننا نجد أن ثمة أمم قرأت في كتابنا وأبدعت عندما استفادت من حضارتنا لبناء حضارتها الحديثة، ولكنها تحاول الاستئثار في حركة الإبداع العلمي وتريد لنا أن نبقى سوقا استهلاكية لمنتجاتها، حتى في الوقت الذي تصادر ثرواتنا وتستولي على أدمغتنا ومبدعينا، ولذلك فإن التحدي الكبير الذي ينتظرنا يكمن في قرارنا بأن نصر على الانضمام إلى قافلة المبدعين بين الأمم، لأننا إذا لم نسلك هذا السبيل فسوف نواصل السير انحدارا في متاهات التاريخ وغياهب المستقبل".

 

قنديل: نتحداهم أن يجاهروا بقانون واحد لنناقشه معا لأن ما يريدون ان يعلنوه يجب أن يتقبله البطريرك صفير

وطنية - 20/4/2008 (سياسة) رأى النائب السابق ناصر قنديل "أن الصراع داخل فريق السلطة بدأ منذ شهرين وهو الصراع الظاهر الأقوى بين النائبين وليد جنبلاط وسعد الحريري، ولذلك غادر النائب الحريري ولم يعد إلى الآن, لأنه لا يستطيع مقابلة النائب جنبلاط في إجتماع مشترك دون تقديم جواب واضح على قانون الإنتخاب". كلام قنديل جاء في خلال لقاء سياسي نظمه "حزب الله" في بلدة المروانية في حضور شخصيات سياسية، حزبية، إجتماعية، وفعاليات من المنطقة.

أضاف: "هم لا يستطيعون أن يجاهروا بقانون واحد، ونحن نتحداهم منذ أشهر إتفقوا على قانون واحد لنناقشه معا، لماذا لا يجرأون، لأن القانون الذي يريدون ان يعلنوه يجب أن يتقبله البطريرك صفير أولا في اعتباره غطاءهم في الساحة المسيحية في وجه العماد عون". وختم: "لقد أخطأوا الخطأ القاتل عندما رفضوا منح المعارضة الثلث الضامن، لأن المعارضة لو قبلت تكريس مبدأ أن ألأقلية النيابية لها حق دائم بالحصول على الثلث الضامن, لكنا حصلنا عليه لسنوات وحصلوا عليه مدى الحياة، لذلك حسنا فعلوا أنهم رفضوا أن يكون للمعارضة الثلث الضامن".

لقاء سياسي

وفي لقاء سياسي دعا اليه "حزب الله" في بلدة كفركلا، قال النائب السابق قنديل: "ان ما نشهده لدى فريق السلطة لا علاقة له بالحسابات اللبنانية"، معتبرا "أنه عندما تصر المعارضة على المشاركة في القرار السياسي فليس ذلك فقط من اجل حماية المقاومة والمكاسب الوطنية التي تحققت بل تجربة المعارضة مع هذا الفريق الحاكم تؤكد انه في اليوم الذي يطمئن الى ان شرعية حكمه راسخة سوف يبيع البلد، لذا فالمعارضة لن تمنحهم شرعية الحكم". وختم: "ان من يتوهم انه اذا مارس ضغطا على المعارضة تحت عنوان "الى متى!!"، يمكن ان يخدم مشروعها فهو مخطىء، فالمعارضة لن تخضع لضغط الوقت لأن ذلك من شأنه ان يدفع بها الى زواريب الحرب الاهلية، وهذا يعني الوقوع في الفخ الامريكي".

 

قبلان: سنستمر في مشروع المقاومة الذي هو الطريق الوحيد لصيانة الجنوب

وطنية - 20/4/2008 (سياسة) لمناسبة الذكرى الثانية عشرة للعدوان الاسرائيلي على لبنان (18 نيسان 1996), جال رئيس مجلس الجنوب وعضو هيئة الرئاسة في حركة "أمل" قبلان قبلان برفقة نائب رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان حسن فقيه على عدد من قرى منطقتي النبطية ومرجعيون مطلعا على اوضاع الاهالي.

وقال إثر الجولة: "إن دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الحوار ليست جديدة, فهو اول من دعا الى حوار اللبنانيين وتلاقيهم, وسيستمر في هذه الدعوة من منطق الحرص على مصلحة لبنان وعن مستقبل لبنان, وسيستمر في هذه الدعوة مهما حاول الآخرون ان يعرقلوا وان يشوشوا وان يلعبوا على تقطيع الوقت".

اضاف: "نحن نؤيد المحافظة على هذا الوطن والوحدة الوطنية والعيش والتعايش ليبقى حرا, سيدا ومستقلا, ونحن مع حفظ الوطن وبقائه في مشروع المقاومة والممانعة والمواجهة, فهو الهدف الاساس الاول في عملنا السياسي, حماية الجنوب الذي دعا اليه الامام موسى الصدر في الستينات قبل الاحتلال وكان استشعر الخطر الاسرائيلي على المنطقة قبل حصوله, ونحن نعيش اليوم في قلب هذا الخطر, ولذلك سنستمر في المحافظة على مشروع المقاومة الذي هو الطريق الوحيد لصيانة الجنوب ودماء الشهداء, المقاومة هي الطريق الوحيد لحفظ هذا الشعب, والمجتمع الدولي ومجلس الامن لم يهدر شبرا واحدا من ارض الجنوب الذي تحرر فقط بالمقاومة, ولا نريد ان نرتكب خطيئة ونتخلى عن هذا السلام الذي هو مصدر عزة للوطن".

 

الوزير سركيس خلال حفل عشاء للقوات في نهاية جولته في اوستراليا: الحكومة المدعومة من قوى 14 آذار متماسكة وتسير بلبنان الى الخلاص

الإرث اللبناني تسلمناه لبنانيا ولن نسلمه الا لبنانيا أكثر

وطنية-20/4/2008 (سياسة) أنهى وزير السياحة المهندس جوزف سركيس جولته الاوسترالية التي استمرت اسبوعا، التقى فيها الجالية اللبنانية وتحدث اليها عن الوضع في لبنان، مشددا امامهم على "ضرورة دعم لبنان وزيارته، لانه في حاجة الى دعم ابنائه". وقبل انهاء الزيارة شارك الوزير سركيس في عشاء "القوات اللبنانية" في اوستراليا، أقامه ممثل الهيئة التنفيذية، وقد اكد الوزير سركيس في كلمة القاها: "ان الحكومة المدعومة من قوى 14 آذار متماسكة كما هي وتسير بلبنان الى الخلاص والأمان"، داعيا المغتربين اللبنانيين الى ان "يكونوا إيمانا واحدا يخلص لبنان وينزله عن الصليب"، مشددا على ان "الإرث اللبناني تسلمناه لبنانيا ولن نسلمه الا لبنانيا أكثر"، وداعيا اللبنانيين الى "حزم الحقائب وتمضية الصيف في لبنان آملا في موسم زاهر ومثمر، لأن صيف لبنان لا مثيل له ولا بديل".

وتحت عنوان "لقاء المقاومة" نظمت القوات اللبنانية وككل سنة منذ العام 1994 عشاءها السنوي في حضور الوزير سركيس، رئيس شؤون قطاع الإغتراب في القوات اللبنانية انطوان يارد، عدد كبير من المسؤولين الاوستراليين من الحكومة ومن المعارضة، ممثلين عن قوى 14 آذار، القنصل اللبناني العام روبير نعوم، عدد كبير من رجال الدين اضافة الى حشد كبير من القواتيين وأبناء الجالية اللبنانية من جمعيات وروابط.

أستهل الاحتفال بالنشيدين الأوسترالي واللبناني، ثم كانت كلمات للمسؤولين الاوستراليين الذين اجمعوا على "حق لبنان في إستعادة إستقلاله وإزدهاره وإنتخاب رئيس للجمهورية"، مشددين على "أهمية دور الدكتور جعجع كزعيم مسيحي أول في قوى 14 آذار"، مذكرين ب"معاناته في السجن لمدة 11 عاما ظلما".

والقى رئيس "تيار المستقبل" في اوستراليا محمد الصديق كلمة 14 آذار حيث أكد على "التمسك بالوحدة الوطنية والسلم الأهلي والعيش المشترك على اساس اتفاق الطائف"، وقال: "لا احد اهم واكبر من الدولة وفوق القانون ، ولا سلاح الا سلاح الجيش اللبناني والقوى الأمنية"، كما أكد رفض "كل أشكال التخوين الإستقواء بالسلاح وبالخارج". وقال: "نريد رئيس منا ولنا، رئيسا للبنان ولجميع اللبنانيين، نريد العماد ميشال سليمان"، منتقدا الأقلية "التي تناور وتطرح الشروط التعجيزية وتعطل المبادرات والفرص"، كما انتقد رئيس المجلس النيابي "الذي يقفل المجلس ويعطل المؤسسة التشريعية بمنعه ممثلي الشعب من اللقاء".

وقال: "ان معظم اللبنانيين يسعون الى العدالة وتواقون الى معرفة الحقيقة، حقيقة من نفذ عمليات الإغتيال والتفجير والأعمال الإرهابية لفريق واحد من اللبنانيين الذين رفعوا صوتهم ضد الإحتلال السوري البغيض".

القنصل نعوم

ثم القى القنصل نعوم كلمة رحب فيها بالوزير سركيس في اوستراليا وتوجه اليه بالقول: "لم نلقاكم سابقا ولكننا نعرفكم، نعرفكم من أصالتكم ومن قضيتكم ومن إلتزامكم ونشاطكم، ونعلم حقيقة انكم تعملون بكد وجد في طليعة الغيارى والمخلصين في الحكومة، حكومة المقاومة السياسية من اجل ان يقوم الوطن الرسالة بدوره الريادي على أكمل وجه ، ومن اجل ان نسترد فرادتنا في النبوغ والإبداع والعطاء". أضاف: "ان وطننا يمر في ظروف معينة لكنها ورغم دقتها وصعوبتها تبقى أصغر من ان تؤثر على ايماننا وعقيدتنا ومعنوياتنا، وصحيح ان هناك انقساما، لكن كل قسم يضم مجمل الطوائف، وان هناك صراعا لكن المواجهة سياسية وليست طائفية او مذهبية، صراع الحق والباطل، صراع بين قوة الحق في المحافظة على الهوية اللبنانية وحق القوة لتغيير هذه الهوية". مشددا على "ضرورة حق المنتشرين في الإقتراع وتعزيز التعاون مع الإعلام المنتشر خدمة للسياحة الأهلية والإجتماعية والإنمائية".

عبيد

بعد ذلك، كانت كلمة رئيس مكتب القوات اللبنانية في سيدني طوني عبيد، قال فيها: "ان الذي ينذر نفسه وحياته من اجل الحرية والإيمان من اجل التاريخ والمستقبل في مكان واحد وجغرافيا معروفة وفي بلد ميزته انه وطن الرسالة، الذي ينذر نفسه لكل هذه الأهداف، وهذه القيم لا يستطيع الا ان يكون الشعلة التي تحترق مثل كل مرة في تاريخنا القديم والجديد من اجل إضاءة الطريق". اضاف:"القوات اللبنانية لم تعد وحدها في هذا المشروع، لان جميع حلفائها وخصوصا مكونات 14 آذار واعون بوضوح ويسعون بكل جدية لتحقيق دولة عصرية، ديموقراطية سيدة على ارضها، حرة في نظامها، مستقلة عن جيرانها".

الوزير سركيس

والقى الوزير سركيس كلمة قال فيها:"انا آت اليكم حاملا معي تحية شخصية من رجل لبنان القوي، قائد القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الذي كلفني ان احمل اليكم ايضا تفاؤله القوي بأن لبنان الحقيقي باق لكم وعائد اليكم وضالع فيكم رغم جميع الزبد الموبوء الذي يطفو منذ مدة على وجه مياه لبنان ويعكر صفاءه".

أضاف: "لأجل شعبنا نعمل ونقاوم، ولاجل مصلحة لبنان العليا نحالف ونتحالف ونحلف بالله العظيم الا يكون بيننا يوضاسيون خونة، والا يكون بيننا بطرسيون ناكرون، لان لبنان لن يرحم، ولان في لبنان أغصانا كثيرة من التين عليها حبال تنتظر اليوضاسيين في ساعة الندم".

وتابع:"أما نحن وأنتم فجميعنا لن يلحقنا الندم لأن ضميرنا اللبناني حي فينا ولان شهداءنا أحياء في ضمائرنا ولأن الإرث اللبناي تسلمناه لبنانيا ولن نسلمه الا لبنانيا أكثر". وأضاف: "يا خجل الذين خانوا القضية، او انحرفوا عنها، او تفاهموا مع من يؤذي قضية لبنان وشعبه ومستقبله، كونوا واحدا كما العلم اللبناني واحد، كونوا قوة كما الجبل اللبناني قوي، كونوا مقاومة كما شعب لبنان مقاوم عنيد، وكونوا ايمانا واحدا يخلص لبنان وينزله عن الصليب، ولا بد انه آت،آت،آت يوم القيامة ".

وقال: "ان الحكومة هي حكومة استقلاليه فعلا لا قولا، فعلى رغم محاولات الحصار والإحتلال الذي يشل وسط العاصمة واللجوء الى الشارع، والعنف مرات عديدة، وعلى الرغم من محاولات اسقاطها من الداخل اعتكافا ثم إستقالة، فإنها بقيت في موقعها وشرعيتها، فلا الرئيس السنيورة هرب من دون ان يضب أمتعته، ولا الزملاء الوزراء خافوا او تراجعوا ، بل ان إغتيال الشهيد بيار الجميل، زادنا تمسكا بالحق ورفضا للخضوع، فكم بالحري وان بيننا وزيران من الشهداء الأحياء بل الشهود الأحياء ، هما الزميلان الياس المر ومروان حمادة. وطالما الحكومة اليوم مدعومة من قوى 14 آذار متماسكة كما هي، تسير بلبنان الى الخلاص والأمان، فلن يكون شهداؤنا وعلى رأسهم الرئيس رفيق الحريري، سقطوا سدى ويكون شهداؤنا الأحياء شهودا على ان لبنان قد يضعف لكنه لا يسقط".

وختم الوزير سركيس داعيا "المغتربين الى تمضية إجازة الصيف في لبنان، لبنان الصيف الذي لا مثيل له ولا بديل، لبنان اهاليكم الذين ينتظرون الصيف كي يبتهجوا بكم، لبنان الذي ينتظر الصيف كي يستقبلكم أنتم قبل ضيوفه وسواحه وزواره، فأنتم الأحرى بالعودة اليه موسما زاهرا مثمرا مفيدا، وانتم من سينعش دورة لبنان الإقتصادية والسياحية والإجتماعية، هناك في لبنان حيث تنتشرون في جباله وسهوله ومصايفه وبحره وتملأون حنينكم بفاكهته وخبزه وحلوياته. كونوا دائما لبنان حيثما أنتم، هكذا تنتصرون وينتصر بكم لبنان".

 

الوزير المستقيل صلوخ:المطلوب المضي بتطبيق اتفاق الطائف نصا وروحا

علينا جميعا أن نتنازل وهذا أمر بديهي لمن يريد مصلحة بلده قبل مصالحه

وطنية - 20/4/2008 (سياسة) شدد وزيرالخارجية والمغتربين المستقيل فوزي صلوخ في حديث لصحيفة "المصري اليوم" على "ضرورة توافق اللبنانيين في ما بينهم للتوصل لحل للمأزق السياسي الحالي"، وقال ردا على سؤال: "المبادرة العربية لا نستطيع القول إنها فشلت بل هي نجحت أولا في استقطاب تأييد داخلي واسع يقارب الإجماع، وكذلك تأييد خارجي، رغم المواقف غير الواضحة لبعض الدول الكبرى، إضافة لذلك أقامت المبادرة العربية من خلال وساطة السيد عمرو موسى قناة اتصال بين الأطراف اللبنانية من خلال الاجتماع الرباعي في مجلس النواب، كل هذه الأمور تسجل للمبادرة العربية وهي قابلة للتطوير والتزخيم لكي تتمكن من الوصول إلي الحلول المنشودة. وإن كان من وهن أو ضعف يمكن الكلام عنه في المبادرة العربية، فهو غياب التنسيق والاتفاق بين الأطراف التي ترعاها، والتي يفترض فيها أن تتكامل جهودها لأجل إنجاح مبادرتها".

سئل: وكيف ترى الدور المصري في لبنان وكيفية تطويره؟

اجاب: "لا يمكن لعاقل أن ينزع عن مصر تأثيرها ووزنها في العالم العربي فمصر هي الشقيقة الكبرى وطبيعي أن يكون دورها وازنا ومؤثرا، وكلما تعاظم دور بلد ما دفعه ذلك إلى الابتعاد عن دعم فريق دون فريق آخر، لأنه في الحسابات الكبرى يبقى للاستقرار أهميته القصوي، وهذا الاستقرار لا يضمنه سوى الوفاق الوطني والتآلف بين مختلف الفرقاء بعيدا من المحاور والاستقطاب، وأعتقد أن الاستقرار في لبنان هو مصلحة مصرية ومصلحة عربية قصوى، لذلك فإنه من الطبيعي أن نرى مصر تعمل لأجل توافق اللبنانيين، يبقى أن أي دولة مهما كان حجمها لا تستطيع الحلول مكان اللبنانيين الذين يبقي عليهم أن يدسوا وفاقهم بأنفسهم علي أن تتوفر الأجواء العربية المواتية لهذا الوفاق".

سئل: ماذا تنتظرون من دعوة دولة الرئيس نبيه بري الأخيرة للحوار؟ ولماذا قد يثمر هذا الحوار بينما أخفقت المحاولات السابقة؟

اجاب: "الحوار دائما مجد، وأهم ما في الحوار أنه لا بديل منه ومن لديه بديل فليقدمه، وطبعا النتائج غير مضمونة سلفا، ولكن الحوار ينتج عادة دينامية مواتية لاستيلاء الأفكار المؤدية للحلول، لأنه بمجرد أن يجلس الأشخاص المختلفون وجها لوجه ويطرحون التباينات بصراحة، لا بد من أن تطرأ فكرة ربما لم تكن بالحسبان وتؤدي إلى كسر الحلقة المفرغة، هذه هي فلسفة المبادرة التي أطلقها دولة الرئيس نبيه بري، والتي تأتي في سياق الدعم والمؤازرة للمبادرة العربية باعتبارها تنطلق من عناصرها الثلاثة (انتخاب الرئيس، وحكومة الوحدة الوطنية، وتعديل قانون الانتخابات) لمحاولة توفير الوفاق الداخلي عليها".

سئل : "يعاني لبنان من حالة فراغ رئاسي، ومن تشكيك في شرعية حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، غير أنه مهدد بحالات فراغ أخري، تشمل قائد الجيش ومجلس النواب، فهل يحتمل أن يصل لبنان فعلا إلى حالة الفراغ الكاملة؟ وما الحل برأيكم لتجنبها؟

اجاب: "هذه كلها ظواهر لداء واحد، وهو حالة الفراغ في الوفاق الوطني، حينما تصاب المناعة التي يؤمنها الوفاق الوطني بالوهن والضعف، نرى هذه الظواهر تتفش وتتفاقم ويصبح كل استحقاق دستوري أو إداري أو أمني مشكلة إضافية تضاف إلي المشاكل الموجودة، لذلك يقتضي أن يتوجه العلاج إلي بيت الداء وليس إلى الظواهر الخارجية، أي إلى معالجة قضية غياب الوفاق الوطني، وهذا كفيل بتسوية سائر المشاكل المتفرعة".

سئل: يرى البعض أن اتفاقية الطائف أصبحت ضيقة علي الجسد اللبناني، ويرون أن حل الأزمة الحالية في تعديلها أو حتي إقرار اتفاقية جديدة، هل تتفق مع هذه المقولة أم لا ولماذا؟

اجاب: "أنا لا أتفق مع هذه المقولة، بل علي العكس تماما، أعتبر أن المطلوب اليوم المضي بتطبيق اتفاق الطائف نصا وروحا بكل ما يتضمنه هذا الاتفاق من إصلاحات نوعية علي صعيد المؤسسات، وعلى صعيد احترام خصوصية الصيغة اللبنانية القائمة علي العيش المشترك، اتفاق الطائف لا يمكن الحكم عليه مادام تطبيقه غير مكتمل بعد، لذلك ينبغي الشروع بالتطبيق الفعلي والحريص لهذا الاتفاق بنصه وروحه، وحينها يمكن قياس حاجته للتعديل أو التطوير من خلال اتفاق اللبنانيين جميعا".

سئل: يعاني لبنان وجود فريقين لكل منهما اتجاهاته وتحالفاته الخارجية، كيف أثر ذلك علي عملكم كوزير خارجية، وهل يتعامل الآخرون مع الوزراء وفقا لانتماءاتهم للأحزاب اللبنانية، أم للدولة اللبنانية، وكيف تحددون أولويات وزارتكم في ظل هذا الانقسام الداخلي حول علاقات لبنان الدولية والإقليمية؟

اجاب: "لا شك أن هذا الموضوع هو من أصعب ما واجهنا خلال عملنا الوزاري، فوزارة الخارجية والمغتربين لديها خصوصية معينة في أنها تتعاطي مع المواضيع التي تتركز بشأنها خلافات اللبنانيين. ان الأطراف اللبنانية غير منقسمة علي السياسة التربوية، أو السياسة الاقتصادية أو البيئية، بل إن الخلاف يتمحور في شكل أساسي حول السياسة الخارجية وارتداداتها في الداخل. من هنا كان العبء الأكبر علي وزارة الخارجية في صوغ معالم سياسة خارجية تتحرك ضمن المساحة اللبنانية المشتركة لئلا تزيد الانقسام بين اللبنانيين، وكنا دائما حريصين علي مراعاة جميع الآراء في إطار المصلحة الوطنية وأنا مؤمن بأن السياسة الخارجية الناجحة لا يمكن أن تكون سياسة فئة أو جماعة أو حزب، فبقدر ما تحتضن السياسة الخارجية آراء الأحزاب السياسية، بقدر ما تصبح أنجح وأفعل ولها وقع وصدى، وهذا ما دأبت عليه في الوزارة التي تسلمتها في أصعب الظروف".

سئل: انتقد البعض استمرار استقالة وزراء المعارضة على الرغم مما تعانيه البلاد من أزمات اقتصادية شديدة وفراغ سياسي مستمر، ما رأيكم في هذه الانتقادات؟

اجاب: الاستقالة حق سياسي وقانوني ودستوري، فالحكومة التي تم تشكيلها عام 2005 حكومة ائتلافية، تشكلت إثر تفاهم سياسي خيضت علي أساسه الانتخابات النيابية، وحين ينهار التفاهم السياسي من الطبيعي أن تتأثر المؤسسات التي تشكلت علي أساسه، وهذا شأن الأنظمة الديموقراطية العريقة في العالم، انطلاقا من هذه المبادىء تقدمنا باستقالتنا من الحكومة الائتلافية، التي كنا أعضاء فيها، فاختارت هذه الحكومة عدم قبول هذه الاستقالات، وحينها أصبحنا أمام خيار من اثنين، إما أن ننقطع نهائيا عن ممارسة الأعمال الوزارية مع ما يسببه ذلك من عرقلة لمصالح الناس والمرافق العامة، وإما أن نستمر بتصريف الأعمال بالمعني الإداري الضيق، وهذا واجبنا وحقنا القانوني باعتبار أن الوزير يبقى وزيرا لحين صدور نص قانوني ينزع عنه هذه الصفة، أما الأزمات الاقتصادية، فمن المعروف أن القرار الاقتصادي في الدولة اللبنانية كما القرار السياسي، ليس موجودا لدى المعارضة، خاصة أن الحكومة استمرت في ممارسة عملها بعد استقالتنا وكأن شيئا لم يكن، فما الذي يمنعها من اتخاذ الإجراءات الكفيلة بمعالجة الأزمة الاقتصادية بعيدا من إلقاء التبعات علي الآخرين؟

اضاف: "ان الأزمة اللبنانية متعددة الأبعاد، وكل بعد فيها يؤثر على الآخر سلبا أو إيجابا، أعتقد أن الحل يجب أن يبدأ من خلال الاتفاق على تشخيص المشكلة، لأنه حين نتفق على التشخيص نعرف أين نبحث عن العلاج، الآن هناك هدر كبير للوقت والجهد في تحميل الأزمة لعامل واحد دون عوامل أخرى، في حين أن المطلوب هو التوازن بين الأبعاد الداخلية والخارجية الإقليمية والدولية، داخليا علينا جميعا أن نتنازل وهذا أمر بديهي لمن يريد مصلحة بلده قبل مصالحه الآنية، لأنه مهما كانت مصلحة الطرف السياسي فإنها تصغر أمام مصلحة الوطن".

سئل: أدى طول فترة الخلاف بين المعسكرين اللبنانيين إلي زيادة الملاسنات والانتقادات بين اللبنانيين في الشارع.. ألا تخشى من تأثير هذا الانشقاق «الشعبي

علي الجسد اللبناني؟ وكيف يمكن تداركه؟

اجاب: "إن أخطر ما في الأزمة الراهنة هو انعكاسها على صعيد العلاقات بين المواطنين وإيجاد خطوط انفصال بينهم، اللبناني بطبعه يهوى السياسة ويتمسك بآرائه السياسية، لذلك فالأزمة السياسية التي يعاني منها لبنان تركت ذيولا بين المواطنين العاديين، هناك دون شك مسؤولية ملقاة علي رجال السياسة بألا يذهبوا بالخلاف إلى الجانب الشخصي، وإلى المساس بعواطف الناس وتجييشها، لأن في ذلك سيفا ذا حدين، يجب أن نعتاد على ثقافة الاختلاف، لأن الخلافات السياسية مهما كانت كبيرة فإن مصير اللبنانيين أن يلتقوا معا وأن يتشاركوا العيش في مجتمع واحد وفي وطن واحد".

 

النائب رعد: مشروعنا هو دولة اللبنانيين وإعادة إنتاج مؤسسات السلطة

نرنو الى حل يخرج البلاد من أزمتها ولا نرى غير الحوار طريقا للخلاص

وطنية- 20/4/2008 (سياسة) أكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ان "الادارة الاميركية التي وقفت وجيشت كل مواقف الدول الغربية إعتراضا على التمديد الدستوري لرئيس الجمهورية السابق اميل لحود بإعتبار ان التمديد هو فاجعة تخل بالدستور وبمواثيق الأمم المتحدة، وتستدعي إصدار قرار من مجلس الأمن يفرض وضع اليد على هذا لبلد، تأتي اليوم الإدارة نفسها وعبر وزيرة خارجيتها التي أسرت لبعض الديبلوماسيين أمثالها عى هامش إنعقاد جلسة دولية فتقول ما ضير ان تبقى هذه الحكومة قائمة وتمتلك صلاحيات رئيس الجمهورية؟ وماذا يضير لو إنه لم تحصل إنتخابات لرئيس جديد للجمهورية وبقيت هذه الحكومة تمارس صلاحيات رئيس الجمهورية؟ وما المانع أن يمدد بعدها للمجلس النيابي اذا وجدوا آلية لذلك التمديد؟".

وتابع النائب رعد: "ان التمديد السابق يصب في مصلحة الإدارة الاميركية، أما الآن غض النظر عن التمديد للمجلس النيابي ولإبقاء صلاحيات رئيس الجمهورية بيد حكومة غير دستورية وغير شرعية طالما انه يخدم مصالح الإدارة الأميركية، فما المانع منه؟".

وقال: "هناك ازدواجية في المواقف تبعا للمصالح وليس تبعا لما يحقق إرادة الناس ومصلحتهم في لبنان".

ولفت النائب رعد في ذكرى اسبوع مدير مكتب اوجيرو في النبطية الحاج كمال اسماعيل اسماعيل، في حسينية بلدة كفربيت، في حضور النواب: عبداللطيف الزين، علي عسيران، ميشال موسى، وفد من "حزب الله" وحركة "امل" و"التيار الوطني الحر"، مدراء عامون ، رؤساء دوائر وفعاليات بلدية واجتماعية وحشد من الأهالي، ان "هذا التصريح نفسه جاء من يريد ان يوضحه لأنه أصاب بعض الفريق المسيحي من قوى السلطة بالإحباط، لأنه يتجاهل إنتخاب رئيس الجمهورية، جاء من يوضح من الاميركيين العاملين في لبنان، ان وزيرة الخارجية لم تصرح بهذا الكلام، ومن قال ان الوزيرة صرحت للاعلام بهذا الكلام، إنما ما صرحت به هو لديبلوماسيين ووزراء خارجية دول كبرى، وهؤلاء الوزراء هم الذين نقلوا وإستغربوا وناقشوها في هذا الكلام ، هي لم تعط تصريحا للاعلام".

وتابع: "إذا كانت الصداقات الدولية توظف في لحظات الحاجة، فلبنان والأصدقاء للقوى الدولية فيه هم اليوم بأمس الحاجة الى ترجمة هذه الصداقات، لكن العالم المستكبر لا يصادق أخلاقيا ، وإنما يصادق من أجل تحقيق مصالحه، هو يستخدم ولذلك بعض الأصدقاء الذين نقلوا السلاح من كتف الى كتف رهانا على الإدارة الاميركية، بدأوا يعيشون الآن التردد والإحباط لأنهم بدأوا يشعرون ان الإدارة الاميركية تريد ان تقاتل بهم وليس ان تقاتل دفاعا عنهم ولا لحمايتهم".

ورأى النائب رعد انه "في الوقت الذي نرنو فيه الى حل يخرج البلاد من أزمتها لا نرى غير سبيل الحوار طريقا للخلاص. الذي يرفض الحوار هو الذي يرفض السيادة والذي يرفض الوحدة الوطنية والذي يرفض الحل للأزمة، الذي يرفض الحوار ويستخف به، هو لا يشعر بأن المواطنين في مشكلة طالما انه يؤدي دوره المطلوب منه، فكيف اذا وقع هو في مشكلة؟".

اضاف:"الآن قد تمتد الأزمة الى إنتهاء ولاية المجلس النيابي الحالي، وسأل: "من قال ان هناك نية لتمديد ولاية المجلس النيابي؟ ومن قال ان الدولة لا تسقط كل مؤسساتها؟ من قال ان الشارع لا يحتكم لنفسه ولعصبياته ولتجمعاته؟ وهل نكون أدخلنا البلد في طريق الحل أم نكون أسهمنا وفتحنا الطريق أمام مزيد من الفوضى والبلبلة؟ لمصلحة من؟ لمصلحة ان نمكن الإسرائيلي من ان يعاود عدوانه على لبنان في ظل إنقسام داخلي؟".

وتابع: "اذا كنتم تراهنون على هذا الامر فنحن نقول لكم، جمهور المقاومة غير منقسم وموحد حول رجاله المقاومين، وسيلقي الرعب في قلوب المعتدين، وسيجعل الكرة في ملعب المعتدين، اذا ما حاولوا ان يرتكبوا حماقة مراهنين على دوركم في الداخل أقلعوا عن هذه المراهنات السخيفة، لأنه ليس هناك مجال للخلاص في هذا لبلد الا بالعودة الى التوافق والتفاهم، والفرصة المتاحة هي فرصة ذهبية قد لا تعود وشعبنا يعرف ان من يعطل الحوار، ومن يدفع بعيدا إمكانية إنتهاز مثل هذه الفرص الذهبية هو الذي سيتحمل مسؤولية الفوضى التي ستحصل في البلاد لا سمح الله". وختم النائب رعد قائلا:"نحن نريد إعادة إنتاج السلطة وفق قاعدة الوفاق الوطني ولا نريد تعديل أي بند من بنود الطائف، التسوية التي توافق عليها اللبنانيون نحن نرتضيها ونقبل بها كما هي دون أي تعديل في نص من نصوصها، ليس لنا مشروع خاص أو دولة خاصة، وإنما مشروعنا هو دولة اللبنانيين وإعادة إنتاج مؤسسات السلطة الدستورية في لبنان على قاعدة الوفاق الوطني والشراكة الحقيقية وكل ما يقال خلاف ذلك هو كذب وتحريض وضرب من ضروب التجزئة وضرب المصالح الوطنية".

 

النائب خليل رد على النائب حوري: مخططكم لوضع اليد على لبنان سينتهي الى الفشل

وطنية- 20/4/2008 (سياسة) رد النائب علي حسن خليل على تصريح النائب عمار حوري بالتصريح التالي: "سمعنا اليوم صدى صوت النائب المغترب سعد الحريري عبر كلام قلة الأدب السياسي لأحد "حوريه" الذي إتهم الأخصام والمعارضين بصفاته من التحجر والكذب والتزوير. نقول بكل حزم ان مخططكم لوضع اليد على لبنان وتحويله الى شركة قابضة من شركاتكم وأراض مفرزة للبيع لمؤسساتكم، هذا المخطط سينتهي الى الفشل. الحوار الذي يدعو اليه دولة الرئيس نبيه بري ومساعيه من اجل إنقاذ لبنان تكشف خشيتكم من العري أمام حلفائكم وأمام الرأي العام بأنكم لا تريدون حلا، وخاصة في ما تعلق بقانون الإنتخاب سوى قانون الألفين او التمديد كما علمتكم المعلمة رايس. مع الإشارة الى اننا اذا صدقنا ان أضرار الإعتصام بلغت 3 مليارات دولار، فإن خمسين مليار دولار من الديون على حاضر ومستقبل لبنان هي نتيجة عدم إعتصامكم بحبل الله. من ينتظر الثلاثاء بشوق كان يجب ان يستجيب لنداء الحوار الذي يطفىء شوقه... وإلا فهو المسؤول عن كل تأخير وتأجيل ونحن نعلم انكم فعلا تخططون لذلك".

 

النائب صالح: ولش وادارته يريدان وضع الحوار في الثلاجة بينما الرئيس بري يريد تسييره حرصا على عدم التمديد للفراغ

وطنية - 20/4/2008 (سياسة) دعا عضو "كتلة التحرير والتنمية" النائب عبد المجيد صالح، في احتفال تأبيني في بلدة برعشيت، "أقطاب الموالاة للاستجابة للدعوة الصادقة والصريحة لرئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري والجلوس الى طاولة الحوار، حيث أعيد تركيبها في مجلس النواب التي أعطاها زخما جديدا لتقريب المواقف وتضييق مساحة الخلاف". وقال: "ان الرئيس بري أكثر الفرقاء حرصا على عدم التجديد للفراغ في مواجهة ما أفصحت عنه زيارة ولش الذي يعرج لخيارات صعبة على حد ما صرح به سمير جعجع، متخطيا (ولش) المبادرة العربية ويريد الاستثمار من عامل الوقت والتباعد بين اللبنانيين وهو لن يغلب مصلحة لبنان على مصلحة اميركا للحظة واحدة. والفرق بين موقف الرئيس بري والموقف الاميركي ان ولش وادارته يريدان وضع الحوار في الثلاجة بينما يريد الرئيس بري تسيير الحوار وتكثيفه حرصا على عدم التمديد للفراغ قبل مداهمة الاستحقاقات القادمة". اضاف: "آن الاوان ليقلع بعض رموز الموالاة من توصيف الرئيس بري تارة بالصعب وطورا بانه مغلوب على امره. وليلتفت "فتفت" الى ذاكرته السياسية وليتذكر بان الرئيس بري هو اول من أطلق ثقافة الحوار السياسي في مشهد وطني عام والذي قطع اشواطا بعيدة لولا العراقيل المتعمدة والنوايا الخبيثة التي تتخايل لتثمر على عامل الوقت رهانا على شيء ما يغير في المعادلات الداخلية، وهذا ضد رغبة اللبنانيين، في تسوية لا تقوم على صيغة لا غالب ولا مغلوب ".

 

بري لـ «الحياة»: الحوار لتسهيل الانتخاب ومنع اعتياد اللبنانيين على غياب الرئيس

بيروت - محمد شقير- الحياة - 20/04/08//

حذّر رئيس المجلس النيابي نبيه بري من المخاطر السياسية التي تهدد لبنان والمترتبة على التكيف مع استمرار الفراغ في سدة الرئاسة الأولى، وقال لـ «الحياة»: «اليوم أنا متمسك أكثر من أي وقت مضى بالحوار الذي لا بديل منه للوصول الى إعلان نيات في شأن تشكيل حكومة وحدة وطنية وقانون الانتخاب الجديد باعتبارهما مدخلاً لتتويج توافق اللبنانيين على انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية».

كلام بري جاء قبل يومين من موعد الجلسة الثامنة عشرة (بعد غد الثلثاء) لانتخاب رئيس جمهورية جديد للبنان. وأراد بهذه المناسبة أن يطلق صرخة باتجاه جميع الأطراف اللبنانيين لشعوره بأن مصير الجلسة النيابية محكوم بالتأجيل كسابقاتها.

وسبق حديث بري طلبه من الدوائر المعنية في البرلمان، إعادة تركيب طاولة الحوار في قاعة المؤتمرات العامة، بما يعكس جديته في استئناف الحوار «بصفته الخيار الوحيد للتفاهم على مخرج للحل ينسجم والبنود الواردة في المبادرة العربية».

وأضاف بري: «لا مانع لدي في عقد جلسات ماراثونية للحوار لنخرج جميعاً في نهاية المطاف باتفاق على إعلان نيات هو بمثابة عناوين رئيسة لتشكيل الحكومة وقانون الانتخاب من دون الغرق في التفاصيل». وقال: «بمجرد اتفاقنا على إعلان النيات ننتقل فوراً جميعاً من طاولة الحوار الى قاعة الجلسات وننتخب العماد سليمان رئيساً على أن يسبق الانتخاب قرار برفع الاعتصام من وسط بيروت وإزالة الخيم»، مؤكداً أن «الجلوس الى الطاولة والتفاهم هما الطريق الوحيد الى الحل».

وأعرب بري عن خشيته من «أن يعتاد اللبنانيون الفراغ في الرئاسة الأولى على غرار اعتياد فريق على تجاهل رئيس الجمهورية السابق إميل لحود خلال فترة التمديد له». وقال: «تعذر الاتفاق كان يؤدي الى تأجيل جلسات الانتخاب، وهذا ما سيحصل في جلسة 22 نيسان (ابريل) الجاري، لكن ألا يمكننا الإفادة من الوقت بالحوار والجلوس معاً، وأن يكون ذلك فرصة لتوفير الأجواء المواتية لنصل الى الموعد المقبل للجلسة باتفاق يخرجنا من الأزمة؟».

 

وأضاف: «أنا أتحمل مسؤوليتي رئيساً للمجلس ومسؤولاً سياسياً، وعلى الآخرين أن يتحملوا مسؤولياتهم لأننا نمر في فترة عصيبة ومصيرية تتطلب منا الترفع عن الحساسيات وتلزمنا جميعاً بالاتفاق».

 

ولفت بري الى أن أكثر ما يخشاه «أن يتكيف الناس مع الفراغ الى حين انصرافهم لخوض الانتخابات النيابية في ربيع 2009 وبعدها يقولون من الأفضل أن يُنتخب الرئيس من البرلمان الجديد بذريعة أنه سيكون أقوى لأنه منتخب من مجلس جديد، لا من مجلس تنتهي ولايته بعد سنة. وهذا أمر خطير تجب مقاومته لمنع فرضه أو تكريسه كأمر واقع، إلا أن التصدي له، لا يكون إلا بحوار ينتج تفاهماً».

وعن المقصود من «إعلان النيات» والمبادئ العامة، قال: «أنا لا أطلب الاتفاق التام على تركيب الحكومة الجديدة، ولا التفاهم على قانون الانتخاب بكل تفاصيله. لكن التفاهم على المبادئ المتعلقة بهذين الأمرين من شأنه أن يسرّع في انتخاب سليمان من ناحية ويضعنا على سكة الحل لتحقيق الانفراج من ناحية ثانية». وأوضح ان «أقصى ما أطلبه هو الاتفاق على حصة كل فريق من الوزراء في الحكومة الجديدة من دون الدخول في الأسماء أو توزيع الحقائب، ولا أظن اننا نختلف إذا صفت النيات»، متجنباً الدخول في العملية الحسابية المتعلقة بالتوزيع.

وبالنسبة الى قانون الانتخاب، قال بري: «المطلوب الآن من طاولة الحوار الاتفاق على تحديد ما هي الدائرة الانتخابية، وأن يتفق المتحاورون على أي مشروع قانون انتخاب يتعلق بتقسيم الدوائر، خصوصاً أن أمامنا مجموعة من المشاريع أبرزها قانون عام 1960، وقانون الألفين والمشروع الذي أنجزته اللجنة الوطنية برئاسة الوزير السابق فؤاد بطرس التي كلفها مجلس الوزراء إنجاز المشروع، إضافة الى اقتراح آخر كان يناقشه الرئيس رفيق الحريري قبل استشهاده مع وزير الداخلية آنذاك سليمان فرنجية واقتراح الوزير السابق جوزف الهاشم، علماً أنني مع لبنان دائرة انتخابية واحدة على أساس النسبية أو المحافظة دائرة انتخابية وفقاً لنظام النسبية لكن الأمر لا يعود إلي وحدي».

وعزا بري حصر النقاش حول قانون الانتخاب على طاولة الحوار بتعريف الدائرة الانتخابية، الى أن «هناك آلية دستورية لا يمكن القفز فوقها وهذه الآلية يتشارك فيها البرلمان ومجلس الوزراء». وأكد أن قانون الانتخاب بكل تفاصيله «ملك للمؤسسات الدستورية وهي التي تضمن التوافق، خصوصاً أن الآراء في الأكثرية كما في المعارضة غير متفقة على تصور واحد للقانون... وأنا أقترح أن يكون مشروع الهيئة الوطنية أساساً للنقاش».

وجدد بري تأكيده أن لا عودة عن المقررات التي أجمع عليها مؤتمر الحوار الوطني الأول في البرلمان، وقال إنها «ملزمة للجميع وكنت أعلنت من دمشق بعد لقائي الرئيس السوري بشار الأسد التزام سورية وتأييدها هذه المقررات

 

 

نفى لـ «الحياة» حصول تقارب مع سورية ... أبو الغيط: أزمة لبنان ستطول والحوار قد يخفف من «التوتر»

باريس - رندة تقي الدين-الحياة     - 20/04/08//

وصف وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أمس الوضع في لبنان بأنه «بالغ الصعوبة» واستبعد انفراجاً سريعاً للأزمة في هذا البلد، ورأى أن الحوار بين الأطراف اللبنانيين قد يخفف من «خطورة التوتر». جاء حديث أبو الغيط في مقابلة مع «الحياة» في باريس حيث اجرى محادثات مع نظيره الفرنسي برنار كوشنير الذي استضافه على غداء في قصر الخارجية، قبل ان يعود الى القاهرة على أن يلتحق بالرئيس حسني مبارك لدى وصوله الى باريس غداً في زيارة رسمية يلتقي خلالها الرئيس نيكولا ساركوزي مساء الثلثاء على عشاء عمل، ويجري محادثات مع رئيس الحكومة ويلتقي رجال أعمال فرنسيين.

وشدد أبو الغيط في حديثه الى «الحياة» على وجوب «التدقيق والبحث المعمق في فكرة الحوار بين أطراف المعارضة والأكثرية، لأنها تخفف من خطورة التوتر في غياب تنفيذ المبادرة العربية وانتخاب رئيس». ورأى أن الأسباب التي دفعت الرئيس حسني مبارك الى عدم المشاركة في قمة دمشق ما زالت قائمة، ولم يحصل اي تطور في المواقف، مشيراً الى التنسيق والتشاور المستمر بين السعودية ومصر.

وأوضح وزير الخارجية المصري أن «الوضع اللبناني صعب للغاية ولا أرى انفراجة سريعة للمسألة اللبنانية حالياً. ولكن يجب أن نستمر ونفعّل ونعمل ونقنع اللبنانيين بأن يجتمعوا وأن يعملوا معاً. ففكرة الحوار اللبناني مرة أخرى ليست سيئة لأنها قد تؤدي الى خفض التوتر».

وعن رفض الأكثرية فكرة الحوار قبل انتخاب رئيس، اعتبر أبو الغيط أنه «لا داعي للحوار لو انتخب رئيس» لأنه سيعمل على جمع الأطراف، «لكن إذا كانت فكرة انتخاب الرئيس غير قابلة للتنفيذ حالياً، علينا أن ندقق ونبحث في فكرة الحوار لأنها تفتح الطريق لبعض التهدئة في التوتر الموجود». إلا أن الوزير المصري عاد وشدد على أن «ما أقوله ليس تأييداً لهذه الفكرة، ولكن البحث والتدقيق فيها».

 

ونفى أن يكون هناك مسعى بين سورية والسعودية، لكن «هناك مشاورات سعودية مصرية مستمرة وناشطة في تقويم أوضاع المنطقة بدءاً من الخليج ووصولاً الى غزة ولبنان»، مشيراً الى أنها كانت «تركز أساساً على اجتماعات دول الجوار للعراق واجتماع 6+2+1 الذي سيعقد في البحرين الاثنين، وكيف نتعامل مع هذا الطرح». وأوضح أن «الفترة المقبلة صعبة جداً وتحتاج إلى تنسيق المواقف واستمرار الدعم للحكومة اللبنانية ومساندتها» وهي «مسائل مستمرة ونواصل تنسيق المواقف بيننا».

 

وأضاف أن محادثاته مع وزير الخارجية الفرنسي «تركزت أساساً على لبنان وعلى الوضع في غزة والجهد المصري لتحقيق التهدئة. وذكرت له ما نقوم به وحجم التقدم الذي حققناه حتى الآن. تحدث عن لبنان وعن المؤتمر الذي سيعقد حول لبنان في الكويت على هامش مؤتمر الجوار».

كما نفى وجود أي تقارب سوري - مصري، «بل بالعكس عقدت بعض الاجتماعات أخيراً ولم تشارك فيها سورية مثل اجتماع آسيا - الشرق الأوسط»، مقراً بوجود خلاف مع دمشق «على القراءة السورية للمبادرة العربية» حول لبنان.

وقال إن الأزمة في لبنان «ستطول. ولم أقل إننا نؤيد فكرة الحوار، ولكن يجب اعطاؤها حقها من البحث لأنها قد تؤدي إلى خفض التوتر، إذ تجلس كل الأطراف مع بعضها حتى لو كررت مواقفها». وأضاف: «ستقولين لي ولكن ينبغي انتخاب رئيس أولاً. من الواضح أنه ليس هناك اتفاق حتى الآن على كيفية الوصول إلى اختياره بمعزل عن بقية الصفقة مثلما تصممها المعارضة اللبنانية. ومن ناحية أخرى، لو انتظرنا انتخاب الرئيس من دون حديث بين الأطراف، فهذا له أخطاؤه». ورأى أن «هذه فكرة ينبغي التفكير فيها على أن تخضع الى كثير من التقويم والتقدير حتى نتأكد من أنها ستكون مفيدة وتحقق الهدف من منع الاصطدام وتصعيد الموقف، وليست فكرة لمجرد اضاعة الوقت. هناك البعض الذي يراها مجرد مضيعة للوقت ومحاولة لكسب الوقت من المعارضة، والجانب الآخر يقول إنها تمثل فرصة لتحسين الأجواء، فلنفكر فيها بتعمق».

وعن اجتماع لبنان في الكويت، رأى وزير الخارجية المصري أن «أكثر من أربعة شهور مضت منذ الاجتماع الأخير، وهناك حاجة الآن الى تبادل الرأي على مستوى الأمم المتحدة والجامعة العربية ومصر والسعودية وايطاليا وفرنسا وبريطانيا والمانيا والولايات المتحدة وروسيا. وكلها لها اهتماماتها في لبنان. والمهم أن تبادل الرأي سيحصل على مستوى وزراء الخارجية، وربما يصدر بيان أو لا. ولكن في كل الأحوال لن يكون اجتماعاً حاسماً ولن تنتج عنه مبادرة جديدة».

وعن الوضع العراقي، قال أبو الغيط إن «اجتماع دول الجوار (في الكويت) سيؤكد التصميم على وحدة أراضي العراق والتصدي للميليشيات ووقف الإرهاب وتأييد السلطة العراقية»، مشدداً على أن «توقيت هذه المسائل مهم بعدما حدث بين حكومة المالكي وميليشيات الصدر»، في اشارة الى المواجهات الأخيرة بين القوات الحكومية وميليشيا «جيش المهدي» في مدينة البصرة ومناطق أخرى.

وسيتطرق الرئيس المصري حسني مبارك مع نظيره الرئيس ساركوزي في باريس «إلى المواضيع الاقليمية والثنائية والوضع في لبنان وقمة الاتحاد من أجل المتوسط والطرح الفرنسي وكيف تتفاعل مصر معه على مستوى القمة»، وفقاً لأبو الغيط. وأشار الوزير الى أن مصر لن تتخلى عن مسؤولية الرئاسة المشتركة مع فرنسا للقمة المتوسطية في حال دعاها اجتماع أوروبي - عربي الى ذلك

 

مــراجعــة لــثــلاثــة خطــابـــــات للسيـــد حسـن نصــر اللـــه

أسعى في هذه المقالة إلى قراءة هادئة وتحليل معمق (قدر ما أستطيع) لثلاثة خطابات للسيد حسن نصر الله: يوم 14 شباط 2008 في تشييع أحد أبرز القادة العسكريين لـ"حزب الله" عماد مغنية (الحاج رضوان) الذي قتل في انفجار في دمشق لمّا تتضح ظروفه؛ ويوم 22 شباط 2008 في ذكرى استشهاد ثلاثة من قادة الحزب: الشيخ راغب حرب والسيد عباس الموسوي (ذكرى سنوية) وعماد مغنية (ذكرى مرور أسبوع على الاغتيال)؛ ويوم 24 آذار 2008 لمناسبة مرور 40 يوماً على اغتيال مغنية. لماذا اختيار السيد حسن نصر الله دون غيره؟ لأنه رئيس "حزب الله" وقائد المقاومة الإسلامية وقائد المعارضة وقائد انتصارين كبيرين في تاريخ لبنان الحديث بل في تاريخ الحروب العربية - الإسرائيلية منذ عام 1948.

وسأتوقف عند ثلاثة عناوين تجمل المواضيع الرئيسية في الخطابات الثلاثة المتكاملة: الدين كعامل طاغٍ للتعبئة والاستنهاض؛ قراءة السيد نصر الله لإسرائيل ولحرب تموز 2006؛ مشروع "حزب الله" للبنان.

I - الدين كعامل طاغٍ للتعبئة

والاستنهاض وثقافة المقاومة الإسلامية

ليس غريباً أن يطغى الأسلوب الديني والمصطلحات الدينية على كل خطابات قائد المقاومة الإسلامية، فهو أولاً مفعم بالإيمان والثقافة الدينية، وهو ثانياً وبداهة يفيض في خطابه بعفوية صادقة بما يملأ عقله وقلبه فيجسد في المصطلحات والأداء والصور المقاتل المسلم ومعنى الجهاد في الإسلام بعامة وفي التراث الحسيني بخاصة. ويكفي أن ننقل نموذجاً لهذا الخطاب بخصوصياته مضموناً ومصطلحاً وصوراً ومفردات، في بعض ما ورد في القسم الأول من خطاب السيد يوم 14 شباط: المقاتل المسلم "ينتظر" الشهادة و "يطلبها" "بشوق". "يحمل دمه على كفه وكفنه على كتفه". الشهادة تستحق التهنئة والتبريك كونها "وساماً إلهياً رفيعاً". والجهاد والرجال "لله" وحياة المجاهدين "صدقة سر مع الله" وهم "جنود الله المجهولون في الأرض والمعروفون في السماء" وعلى الأمة أن تنصفهم و "تكشف وجوههم" بعد الاستشهاد، علماً بأن أي مديح لهم هو "جزء من الدنيا الفانية لا يساوي شيئاً في حسابات الواصلين".

ونكاد نفهم من هذا التركيز الحصري أن الجهاد بدأ مع المجاهدين المسلمين سواء في لبنان أو فلسطين،ربما على أساس أن كمال جهادهم يَجُبّ ما قبلهم.

فعند استشهاد الشيخ راغب حرب "تصاعدت المقاومة وخرجت إسرائيل من بيروت والجبل ومعظم المناطق اللبنانية باستثناء الجنوب" وهذا "من فعل مقاومته ودمه الزكي". "وهكذا كان الحال مع السيد الشهيد القائد عباس الموسوي فتصاعدت المقاومة وبعد سنوات قليلة خرجت إسرائيل مهزومة ذليلة مدحورة عام 2000 بفعل دمه والمقاومة...". و "من حرب تموز 2006 إلى دم الشهيد الحاج عماد فليكتب العالم كله يجب أن نؤرخ لمرحلة بدء سقوط دولة إسرائيل. إذا كان دم الشيخ راغب أخرجهم من أغلب الأرض اللبنانية، ودم السيد عباس أخرجهم من الشريط الحدودي المحتل باستثناء مزارع شبعا، فإن دم الشهيد عماد مغنية سيخرجهم من الوجود إن شاء الله".

كان يمكن أن نأخذ في الاعتبار حالة الغضب والانفعال التي تسيطر على السيد في مثل هذا الموقف الصعب لفقدان الحزب قائداً مميزاً لولا أن السيد نصر الله يؤكد لنا أن "هذا الكلام ليس من موقع الانفعال أو العاطفة بل من موقع تبصر وتأمل" (خطاب 14 شباط).

وإذا استعصى علينا فهم المعادلة فإن السيد نصر الله يوضح ذلك في خطاب 24/3 وينسبه إلى معركة الوعي الشاملة التي تواكب المعركة العسكرية والتي مرت في ثلاث مراحل: مرحلة 1982 والسؤال الشائع: "هل يمكن أصلاً أن نقاتل إسرائيل؟" جاء الجواب بين 1982 و 1985: نعم يمكن أن نقاتل إسرائيل. أما السؤال الثاني: هل يمكن أن نهزم إسرائيل؟ فجاء الجواب عنه عام 2000: نعم يمكن أن نهزم إسرائيل. والمرحلة الثالثة وسؤالها: هل يمكن أن تزول إسرائيل؟ وكانت الهزائم والرد السلبي الناجم عنها أنتجا القبول بدولة فلسطينية في المناطق التي احتلت عام 1967. لكن الجواب جاء في حرب 2006: "نعم وألف نعم يمكن أن تزول إسرائيل من الوجود".

وفي هذا كله ابتسار لنضال عابر للعصور. فالمقاومة والحروب العربية - الإسرائيلية لم تبدأ عام 1982 والفلسطينيون قاومــوا المشروع الصهيوني منذ بنـاء المستعمرات الأولى في فلسطين وبدايات الهجرة اليهودية. ولم تتوقف مقاومة الشعب الفلسطيني، بأساليب مختلفة، المستندة إلى وعي جذرية الصراع طوال القرن العشرين ولا تزال مستعرة. إن صراعاً تاريخياً كالصراع ضد المشروع الصهيوني، وخصوصاً الخلل في الإمكانات وفي التكافؤ لمصلحة إسرائيل يمر في مراحل ركود وإحباط ويأس، وتفاوت في زخم النضال صعوداً وهبوطاً، لكن من الظلم للشعب الفلسطيني أن نؤسس "وعياً" يوحي بأن حرب المقاومة الإسلامية اللبنانية (على أهمية انتصاراتها ودروسها) وجهاد الإسلاميين في فلسطين هي كل الصراع أو معظمــه، وهـي فـي الحقيقـة إضافـة مهمـة لصــراع امتـد منـذ أواخـر القــرن التاســع عشر وشغل القرن العشرين بكامله ولا يزال أبرز قضية في قضايا عالم القرن الحادي والعشرين الكبرى. ومن المبكر أن نستنتج أنه سينتهي بزوال إسرائيل في السنوات القريبة المقبلة.

ينتج عن هذا، أن علينا الاعتراف بوجود نهجين وثقافتين للمقاومة: ثقافة دينية لمقاومة إسلامية، وثقافة وطنية لمقاومة وطنية، وأن الخلط بينهما هو خلط بين المقدس والغيبي والتسليم والتحريم وتمجيد الموت (يذكّرنا السيد بقول الإمام الخميني: اقتلونا فإن شعبنا سيعي أكثر فأكثر ـ خطاب 24/3) وبين سلوك طريق العقل والمنطق والديمقراطية والتعدد والتنوع والشجاعة في الإقدام من أجل هدف محدد: تحرير الأرض والشعب وفي طلب الحياة وتحاشي "الاستشهاد" في آن واحد.

II - قراءة إسرائيل في ضوء نتائج حرب تموز 2006

في خطابيه (14 و 22 شباط) ذكّر السيد نصر الله بنبوءة مؤسس إسرائيل ديفيد بن غوريون أن إسرائيل لا تحتمل الهزيمة في أكثر من حرب واحدة، فهي تنتهي عند خسارة حرب. وقد أجمعت إسرائيل بيمينها ويسارها ومتطرفيها ومعتدليها أنها أخفقت في حرب تموز 2006 "وبات محكوماً عليها بحسب القوانين التاريخية... بالسقوط..." (14/2). "إن زوال إسرائيل من الوجود هو حقيقة حتمية... نحن نتحدث عن مسار تاريخي في المنطقة. وأعتقد أن هذا المسار التاريخي سيصل إلى نهايته خلال سنوات قليلة" (22/2). وعدّد السيد الأسباب الذاتية والموضوعية التي تحتم نهاية إسرائيل. وتحدث عن فقدان الزعامات السياسية الإسرائيلية "شارون آخر ملوك بني إسرائيل"، وتداعي الفكر الصهيوني، و "التخلف الاجتماعي والإنساني والثقافي في المجتمع الصهيوني ورفض الالتحاق بالجيش". كما تحدث عن "سقوط الجيش الإسرائيلي وسـقوط الهيبــة والقـــدرة على الردع...". "... كل ذلك من آثار انتصار عام 2000 وتصاعد عمليات المقاومة في فلسطين ومن نتائج حرب تموز...". "كان هناك نقاش في الحروب الماضية في إسرائيل إذا انهزموا أم لا، ولكن في حرب تموز ليس هناك نقاش... في إسرائيل إجماع على الخسارة. وإذا أردنا تطبيق كلام بن غوريون فهذا معناه أن إسرائيل بدأت مرحلة السقوط...".

ويرى السيد نصر الله أن إسرائيل تراهن على القيام باجتياح واسع وكبير للبنان، إذ ثبت في حرب تموز أن سلاح الطيران غير قادر على حسم المعركة. "نحن مستعدون للمواجهة والدفاع ولصنع نصر جديد... ولا يستطيع أحد... أن يحمي الجبهة الداخلية من صواريخنا... إذا دخلتم الجنوب المجاهدون الأبطال سيتصدون...". "... وأقسم لكم ستحملون دباباتكم وجنودكم وآلياتكم وسينهار جيشكم عند أقدام عماد مغنية... سنقاتلكم... قتالاً لم تشهدوه طوال تاريخكم وسيدمر جيشكم...". "وستبقى إسرائيل بلا جيش. إسرائيل عندما تبقى بلا جيش لا تبقى". "ليس لنا شغل في مجلس الأمن والمجتمع الدولي... لنا بعد الله سواعد مجاهدينا وأبطالنا الشجعان... ولنا محبة أهلنا أنتم وأمثالكم على امتداد الساحة اللبنانية وفي كل الطوائف اللبنانية... إنهم بالفعل أشرف الناس وأطهر الناس وأكرم الناس".

وقد وردت التوقعات نفسها وبالجزم نفسه على ألسنة المسؤولين الإيرانيين جميعاً بعد حرب تموز.

1- معركة بحجم حرب

ربما استدعت متطلبات التعبئة والتجييش لجمهور متحمس أن يبسّط السيد نصر الله قضايا مهمة لا يصح، في المبدأ، تبسيطها لخطورتها وللضرر الذي يمكن أن يلحقه التبسيط في فهم "الجمهور" وحتى في تعبئته إذا استغرق تحقيق أهداف النضال وقتاً طويلاً.

صحيح أن بن غوريون واستراتيجيين كثيرين اعتبروا أن إسرائيل لا تستطيع أن تخسر حرباً وأنها تنهار في أعقاب أول حرب تهزم فيها هزيمة كاملة. لكن عدوان تموز لم يكن حرباً بهذا المعنى (هزيمة كاملة). كما أن إسرائيل دخلت العصر النووي، مبكراً، إدراكاً منها للمخاطر المصيرية التي تحيط بها. فتغيرت المقاييس بتغير الظروف والأحوال.

أطلقت الحكومة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي رسمياً صفة حرب على عدوان تموز/ آب 2006 الذي استمر 33 يوماً وانتهى دون أن يحقق أهدافه عسكرياً، فبادرت الإدارة الأميركية إلى التعويض بنصر ديبلوماسي عبر الأمم المتحدة، ما أدى إلى انتشار الجيش اللبناني والقوات الدولية جنوبي نهر الليطاني، وانكفاء المقاومة الإسلامية إلى ما وراء النهر شمالاً وهو هدف (ونجاح نسبي) طالما تحدث الإسرائيليون عنه وطالبوا به.

ثمة مقاييس عسكرية استخدمها الجيش الإسرائيلي لتسمية العملية العسكرية حرباً لا معركة. وازعم أن ما حققته المقاومة في حرب تموز 2006 هو انتصار في معركة كبيرة من حرب لا نزال نشهد (ونعيش) استمرارها، وستستمر، لسوء حظنا، أكثر من سنوات قليلة، كما قدر السيد نصر الله. فالجيش الإسرائيلي الذي تكبد في المواجهة مع المقاومة الإسلامية خسائر مادية وبشرية، وعانى، في مواجهات كبيرة، وضعاً مهيناً وجرحاً لن يشفى بسرعة، لم يحقق هدفه الذي خاض الحرب من أجله (سحق "حزب الله" وإنهائه) على الرغم من الدعم الأميركي الوقح أمام العالم كله. لكن هذا الجيش خرج من المعركة سليماً في مختلف أسلحته البرية والبحرية والجوية، وفي بنيته وهيكليته. وبالتالي، فإن الخسائر التي تكبدها يمكن تعويضها، والخلل الذي ظهر في المعركة يمكن تصحيحه. وهذا بالضبط ما يجري حالياً في إسرائيل.

كان يمكن وصف نتيجة حرب تموز بالهزيمة الكاملة للجيش الإسرائيلي لو أدت إلى تدمير أسلحته وتشريد جيشه كما حصل للجيش المصري في حرب حزيران 1967، أو للجيش العراقي الذي تاه في الصحراء بين الكويت والعراق نتيجة العمليات الحربية للجيش الأميركي وحلفائه، وخاصة سلاح الطيران (1991).

ولو صح التقدير بأن الجيش الإسرائيلي خرج من اليوم الثالث والثلاثين من حرب تموز مهزوماً ومنهكاً ومشتتاً، لكان مثيراً للاستغراب ألا يصدر الرئيس بشار الأسد، بصفته القائد الأعلى للجيش السوري، أوامره باغتنام هذه الفرصة التاريخية لتحرير الجولان المحتل منذ 35 عاماً، وأن يتوقف فور إنجاز التحرير عند حدود الجولان دون المس بإسرائيل، تحاشياً لأي رد فعل دولي معاد.

2- هل انهيار إسرائيل

رهن "سنوات قليلة"؟

أميل إلى التسليم بنبوءة الرئيس المصري الراحل أنور السادات من أن حرب أكتوبر 1973 هي آخر الحروب (النظامية) بين العرب وإسرائيل؟ فالحرب المقبلة تتحول إلى نووية متى لامست تهديد صميم وجود دولة تملك السلاح النووي. ونذكر أن قادة إسرائيليين فكروا باستخدام السلاح النووي تحت وطأة المفاجأة التي أحدثها العبور العسكري المصري قناة السويس وتقدم الجيش السوري في الجولان في حرب 1973، فسارع الحليف الأميركي إلى مد إسرائيل بالأسلحة والخبراء العسكريين عبر جسر جوي، ما مكنها من اسـتعادة المبـادرة ووقــف الانهيـار، بل وقــف الحرب ـ بهندسة أميركية ودولية ـ على حدود توازن ما بين الهزيمة والنصر سمح بفتح الباب واسعاً لمفاوضات انتهت على الجبهة المصرية بتوقيع أول معاهدة سلام بين دولة عربية وإسرائيل، وبهدنة ثابتة ومستقرة تشبه السلام على الجبهة السورية.

أما وقد تغيرت مقاييس الهزيمة الكاملة التي تؤدي إلى الانهيار الشامل، بفعل امتلاك إسرائيل، إضافة إلى الأسلحة التقليدية الأحدث والأمضى، السلاح النووي المركب على رؤوس صواريخ منتشرة، بجهوزية كاملة، في أنحاء إسرائيل وفي طائرات حربية تصل، كما الصواريخ، إلى مسافات بعيدة، وأسلحة نووية تكتيكية وأخرى جرثومية وكيميائية إلخ... وبفعل امتلاك أعداء إسرائيل أسلحة كيميائية وبيولوجية وجرثومية وغيرها محمولة أيضاً على رؤوس صواريخ، وربما، بعد سنة أو أكثر قليلاً أسلحة نووية (إيران على الأقل)، فإن الكلام على نهاية إسرائيل في سنوات قليلة يحتاج إلى التدقيق.

في العصر النووي يصبح توازن القوى سبيلاً إلى تثبيت الأمر الواقع وإحداث تغييرات (مكاسب) محدودة، ما دام كل من الطرفين المتحاربين يملك القدرة على تدمير الآخر وإفنائه. إن قيمة السلاح النووي في فرض توازن الرعب لا في إفناء الخصم. فالطرف الثاني يملك توجيه الضربة الثانية التي تدمر الطرف الأول البادىء. وأمامنا مثل الهند وباكستان النوويتين، فإن أياً منهما لا يمكن أن يذهب بها الجنون إلى استعمال السلاح النووي.

وإذا افترضنا أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ملكت السلاح النووي، مع كل العداء الذي تكنه لإسرائيل. هل توجه قنبلة نووية إلى إسرائيل فتصيب اليهود والعرب الإسرائيليين على السواء، وتلوث بالإشعاع النووي الضفة الغربية وجزءاً من الأردن، وجنوبي لبنان على الأقل، ثم تتلقى الضربة الثانية من إسرائيل؟

ولا أظن أن الرئيس بشار الأسد يقدم على حرب تؤذي إسرائيل ولكنها أيضاً تدمر سوريا وتعيدها عشرات السنين إلى الوراء. فإذا كانت هضبة الجولان مهمة وغالية، فإن سوريا أهم وأغلى، والرئيس الأسد أكثر حرصاً على عمران سوريا وتطور منشآتها وسلامة شعبها، من حرص اللبنانيين على عمران بلدهم وتطوره وسلامة اللبنانيين.

3 - "الأسباب الذاتية

والموضوعية التي تحتم نهاية إسرائيل"

إذا كان السيد حسن يتحدث عن الحتمية التاريخية التي تحكم مصير دولة صهيونية عنصرية مزروعة بالقوة في قلب الوطن العربي، فإننا نتفق معه على أن هذه الظاهرة لن تجد الأمان والاستقرار يوماً ما دامت معتدية وعنصرية وغير مقبولة من شعوب المنطقة. لكن مصير إسرائيل يظل رهن عاملين أساسيين: (1) نهضة عربية شاملة و (2) شعب فلسطيني موحد في جبهة وطنية وبرنامج وطني للتحرير طويل المدى.

ذلك أنه على الرغم من الوهن الذي أصاب إسرائيل في العقدين الأخيرين (وسنعود بعد قليل إلى أسبابه وهي أبعد من نتائج حرب تموز) فإنها لا تزال دولة متطورة، بل هي في الإنتاج الأكثر حداثة وتطوراً. وفي مستوى الدخل وفي التعليم والخدمات الصحية وغيرها واحدة من الدول الأكثر تقدماً في العالم. وأعجب كيف يتحدث السيد عن "التخلف الاجتماعي والإنساني والثقافي في المجتمع الصهيوني..." وكأنه يغض الطرف عما تعانيه الجماهير الغفيرة أمامه، الغارقة كأكثر الشعوب العربية في "التخلف الاجتماعي والإنساني والثقافي"، كما يشيح عن الأرقام الإحصائية التي أذيعت أخيراً عن أن نسبة الأمية في الشعوب العربية هي الأعلى بين شعوب العالم.

أما حديث السيد عن "فقدان الزعامات السياسية" فهو صحيح. لكن المؤسسات الإسرائيلية اليهودية ونظام الحكم (الديموقراطية والانتخاب، القضاء، الأحزاب، مستوى التعليم الجامعي، مراكز الأبحاث إلخ) التي تنتج الكوادر والنخب الحاكمة، تعمل بانتظام لا مثيل له في أي بلد عربي، والكنيست الإسرائيلي لا تزال أفضل من أي برلمان عربي، دون إغفال أن ديموقراطية اليهــود

ولا يتسع المقام هنا للحديث عن "تداعي الفكر الصهيوني" فهو موضوع جدل، على مستوى رفيع، بين المثقفين والمفكرين الإسرائيليين تحت عنوان "ما بعد الصهيونية". وليس في هذا النقاش ما يشير إلى "انهيار إسرائيل" بقدر ما يحملنا، كعرب، على الأمل بتحسس أهلها مأزق العقيدة الصهيونية كأحد أعمدة قيام إسرائيل، وتحولها (الحتمي؟ إذا أراد اليهود فيها العيش بأمان مع العرب) نحو مجتمع يهودي غير صهيوني، أي مسالم ومتعايش. وهذا طموح لا يزال بعيد المنال.

وتحدث السيد عن "سقوط الجيش الإسرائيلي وسقوط الهيبة والقدرة على الردع..." و "رفض الالتحاق بالجيش" "كل ذلك من آثار انتصار عام 2000 وتصاعد عمليات المقاومة في فلسطين ومن نتائج حرب تموز 2006".

ليس كل ما أصاب الجيش الإسرائيلي هو من فعل انتصارات المقاومة الإسلامية عامي 2000 و 2006. ولا يحتاج مجد هذين الانتصارين الحقيقي إلى تحميلهما ما فوق طاقتهما، فهما الصفحة المشرقة في تاريخ الحروب العربية مع إسرائيل، والانتصار النادر وغير المختلَف على تقييمه. وليست المقاومة الفلسطينية اليوم في أفضل حالاتها، بل العكس تماماً، إنها تمر في مرحلة ضمور وتشتت. وفصل غزة عن الضفة كفيل بحد ذاته بتدمير القضية الفلسطينية وإجهاض النضال الطويل للشعب الفلسطيني.

4- الجيش الإسرائيلي:

أسباب الوهن

أ ـ معاهدات السلام، أوسلو، الانفتاح العربي

أوجد اتفاقا السلام مع مصر والأردن وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة ابتداء من عام 1994، وانفتاح العديد من الأنظمة العربية على إسرائيل، سراً وعلانية، مناخاً سلمياً أحدث نفوراً من الشبيبة الإسرائيلية إزاء الانخراط في الجيش والخدمة الإلزامية، وانصرافاً متزايداً إلى نمط حياة غربي (حفلات، نوادٍ ليليــة، سفر ترفيهي، إلخ) وكأن كوابيــس الحروب ومآسيها أخذت تبتعد عن أفكار الشباب وتحل محلها أحلام السلام والانتشار اليهودي في البلاد العربية (مشروع الشرق الأوسط الجديد لشمعون بيريس). وقد نتج عن سيادة هذا المناخ أيضاً وانحسار مخاطر نشوب حروب نظامية مع جيوش عربية لتفاوت ساحق في موازين القوى: قرارات وتدابير مثل خفض الموازنة العسكرية وتقليص فترة الخدمة الإلزامية والتساهل في القيود المفروضة لأدائها.

ب - "الحرب السهلة"

تميزت السنوات الممتدة منذ الانتفاضة الأولى (1987) مروراً بالانتفاضة الثانية (2000) حتى حرب تموز 2006 بنمط من القتال، ضد المقاومة الفلسطينية بمختلف أطرافها وأساليبها، يبتعد عن نمط القتال في مواجهة جيوش نظامية وما يفترضه من نوع التدريب وسباق التسلح ووسائل القتال وتكتيكاته إلخ، ما أحدث، لسنوات طويلة، روتيناً في مختلف مجالات القتال بما في ذلك أنواع التدريب والتجهيز والتخزين. كما أحدث نوعاً من الاطمئنان إلى استبعاد العودة إلى نمط الحروب النظامية، أو إلى حرب غوار في بعض وجوهها ونظامية في وجوهها الأخرى (حرب تموز) وهو نوع لم يعرفوه سابقاً، وأن جبهتهم الداخلية المطمئنة ستواجه وابلاً من الصواريخ. وكانت هذه أيضاً إحدى مفاجآت حرب تموز الكبيرة.

جـ - الحسم بالسلاح الجوي

منذ حرب الخليج الثانية (الأميركيون وحلفاؤهم لإخراج الجيش العراقي من الكويت عام 1991) حدث تطور في الحروب النظامية ظل غالباً حتى حرب تموز 2006، هو دور سلاح الطيران في الانتصار بكلفة أقل في الأرواح. وكان لإسرائيل إسهام في هذا التحول في حربيها ضد لبنان عامي 1993 و 1996، حتى إنها كانت تفخر في أنه لم يسقط في حرب 1996 "عناقيد الغضب" أي جندي إسرائيلي، إذ تولى سلاح الطيران والقصف البحري والبري تحقيق أهداف هذه الحرب دون كلفة بشرية. ثم جاء الحسم الجوي لجيوش الحلف الاطلسي في كوسوفو عام 1999 ليدعم هذا التوجه. وبرع الإسرائيليون في استخدام سلاحهم الجوي بأنواعه المختلفة في اصطياد القادة الفلسطينيين والمناضلين في فصائل المقاومة في بيوتهم ومكاتبهم وفي الطرق بعمليات "جراحية" دقيقة، كقتل قائد الجبهة الشعبية أبو علي مصطفى من نافذة مكتبه في مبنى في البيرة ـ رام الله (27/8/2001). وكان من نتائج سيادة هذا التوجه في إسرائيل تعيين قائد سلاح الطيران (الجنرال دان حالوتس) رئيساً للأركان العامة، للمرة الأولى في تاريخ الجيش الإسرائيلي.

د- حرب تموز 2006 ومفاجآتها

فاجأت حرب تموز، إذن، إسرائيل التي اعتادت، لنحو عقدين من الزمن، كسب الحروب السهلة بأكلاف متدنية. وتولى رئيس الأركان إدارة حرب مع وزير للدفاع ورئيس للحكومة لم يسبق أن تمرسا بخوض الحروب وإن بلَوا خططها وأساليبها، ولم يساوره شك إلى ما قبيل نهاية هذه الحرب أنه سيكسبها بسلاح الطيران دون الحاجة إلى سلاح البر. وعندما تقدمت القوات البرية لتخوض المعارك على تخوم الجنوب اللبناني كان الأوان قد فات، وكانت إدارة الرئيس بوش، تخوض الحرب السياسية ـ الديبلوماسية عن إسرائيل، المنهمكة بحربها النارية على الأرض، وبدلاً من أن يأتي الانتصار السياسي ترجمة للانتصار العسكري، جاء ليغطي الهزيمة القاسية للجيش الإسرائيلي المتعثر. وكانت مفاجآت حرب تموز: عجز سلاح الطيران عن الحسم، فاعلية السلاح المضاد للدروع بيد المقاومة، الصمود النموذجي لرجال المقاومة وبراعتهم في المزج بين استخدام أساليب حرب الغوار والحرب النظامية بكفاءة عالية، القدرة المفاجئة على زج الجبهة الداخلية الإسرائيلية في الحرب وإشاعة الرعب في حياة الإسرائيليين وإذاقتهم ويلات التدمير والقتل والتهجير التي تقتصر عادة على الشعبين الفلسطيني واللبناني.

ولم تكد الحرب تتوقف حتى انصرف الجيش الإسرائيلي إلى التصحيح وسد الثغرات على كل المستويات: موازنات كبيرة للجيش، تكثيف دورات التدريب، تصفيح السلاح المدرع، معالجة مسألة الصواريخ بتطوير الأسلحة المضادة والجبهة الداخلية، مخازن التموين، العودة إلى الاهتمام بسلاح البر ودوره في الحروب إلخ. ولا شك في أن المقاومة الإسلامية، تستعد من جانبها لمواجهة مختلف سيناريوات الحرب المقبلة.

يصر السيد حسن (خطاب 24/3/2008) على أن إسرائيل لم تستفد من عبر ودروس حرب صيف 2006، والدليل: هزيمتها في غزة. فقد كان هدف هجومها على غزة: وقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل وقفاً كاملاً، وإسقاط حكومة "حماس". والنتيجة: "لا سقطت حكومة حماس ولا توقفت الصواريخ". ويرى السيد أن الشعب الفلسطيني يدعم حماس "لأنه لا توجد وسيلة عند الفلسطينيين لحماية قياداتهم ونسائهم وأطفالهم إلا هذا الصاروخ... ليس هناك خيار آخر".

ولقد استخلص قادة "حماس" في غزة استنتاجاً مماثلاً عندما أعلنوا الانتصار وتراجع الجيش الإسرائيلي دون أن يحقق أهدافه.

ولعل صدر الأخوة في "حماس" وفي المقاومة الإسلامية يتسع للملاحظات التالية: (1) لم يكن هدف الهجوم الإسرائيلي إسقاط حكومة "حماس" في غزة. والانقسام الحاصل بين الضفة والقطاع الذي يقف على شفا حرب أهلية، هو وضع مثالي لإسرائيل لا ترغب في بديل منه سوى الحرب الأهلية التي تقضي على القضية الفلسطينية. (2) لم يكن هدف الهجوم الإسرائيلي احتلال قطاع غزة فقد خرج الإسرائيليون منه لأنه عبء بلا مكاسب ولا يريدونه. ثم انهم يسألون: نحتل القطاع، هل نبقى فيه ونعود إلى ما كان عليه الوضع سابقاً دونما حاجة ؟ هل نحتله ثم نخرج منه فتعود المقاومة وتستأنف إطلاق الصواريخ؟ (3) المعادلة التي أعتقد أن الإسرائيليين انتهوا إليها (وهذه من دروس حرب تموز 2006) هي الرد على إطلاق الصواريخ بهجمات بمختلف الأسلحة وقتل أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين إلى أن تضطر المقاومة إلى التوقف تحت وطأة خسائر متواصلة لا يمكن احتمالها. وهذا ما فعلته وتفعله إذ قتلت وجرحت المئات وهدمت وخربت الكثير خلال معركة استمرت يومين استخدمت فيها الطيران، وسلاح البر في اقتحامات محدودة. وهي مستمرة في الحصار والقتل والتدمير. (4) إن سجال القتال لا يزال قائماً، ومن الأفضل أن يفكر المرء كثيراً قبل أن يعلن الانتصار في غزة، وإن كان الجنود الإسرائيليون يشهدون بتطور عسكري نوعي في أداء وسلاح رجال "حماس" وصمود وبسالة في القتال. ومن الواضح أن ثمة تردداً في الإقدام على احتلال القطاع نظراً إلى توقع مقتل عدد كبير من الجنود فضلاً عن لا جدوى الاحتلال والانسحاب أو الاحتلال والبقاء. (5) أما أن يكون إطلاق الصواريخ هو الوسيلة الوحيدة المتبقية أمام كفاح الشعب الفلسطيني، وأنه "لم يعد هناك خيار آخر"، فهو - لا سمح الله، نعي لا مبرر له للثورة الفلسطينية وكفاح شعبها الذي اخترع وأبدع وسائل كثيرة للنضال (في الانتفاضة الأولى مثلاً) وهو قادر دائماً على ابتكار أسلحة الصراع ووسائل الكفاح ليحقق أهدافه في التحرر وإقامة دولته المستقلة. هذا، فضلاً عن أن الصواريخ لم تحمِ النساء والأطفال والمدنيين مقابل ضآلة مردودها.

5- أين الخطأ؟

لا خلاف على أن المقاومة الإسلامية بلغت مستوى من القوة يجعل هدرها وإلغاءها واستنزافها في حروب داخلية صغيرة جريمة تاريخية يقترفها العرب حكومات وشعوباً إزاء عدو لا حدود لأطماعه وطغيانه.

الخلاف هو أن "حزب الله" يدير، بعد حرب تموز، ظهره للتركيبة اللبنانية، وينخرط في مشروع إقليمي يهدف إلى تغيير المنطقة، ويؤدي حكماً إلى إنهاء التعددية اللبنانية. "... لبنان هذا سيبقى... بلداً للمقاومة وبلداً للانتصار...". "... من يطلب الطلاق فليرحل من هذا البيت..." (خطاب 14/2)

يتوق الشعب اللبناني لبناء دولة قوية عزيزة ذات دور ورسالة في محيطها العربي وفي العالم، بعد أن عاش منذ أواخر الستينات حياة القتل والتدمير والتشرد والرعب والهجرة والفقر. ومن حق الشعب اللبناني أن يتطلع إلى أن تضع المقاومة الإسلامية إمكاناتها في بناء الوطن العزيز المقتدر، غير التابع للولايات المتحدة الحليف الأبدي لعدونا المغتصب، والمضطلع بدوره في نصرة القضية الفلسطينية العادلة.

منذ نهاية حرب تموز نهج "حزب الله" استعداء نصف اللبنانيين على الأقل، واتهام قادتهم بأنهم عملاء للإدارة الأميركية وحتى إسرائيل. وبإصراره على استمرار الانحياز إلى الحلف الإيراني - السوري، يسهم - دون قصد - في إذكاء خطر حرب مذهبية سنية شيعية لن تلبث أن تمتد نارها إلى المدن والبلدات العربية والإسلامية. علماً بأن قيادة "حزب الله" والقيادة الإيرانية تبذلان الجهود الحثيثة الصادقة للجم حرب من هذا النوع لا تبقي ولا تذر. والفريق اللبناني الآخر يدلي بدلوه في التجييش من جهة واللجم من جهة أخرى، كي تبقى هذه "الفتنة" جاهزة كما لو كانت سلاح ردع يفرض حالة من الرعب لإدراك جميع الأطراف في الداخل اللبناني والخارج العربي والإيراني أخطار انفجارها.

إن الصراع مع إسرائيل الصهيونية المعتدية يستمر وينتصر بكفاح الشعب الفلسطيني الموحد والمنظم أولاً، وبالقدر نفسه باستراتيجية عربية لمواجهة هذا الخطر انطلاقاً من تنظيم إمكانات الشعوب ومنحها حقها في الديموقراطية والحريات والحياة الكريمة وتنظيم صمودها ومقاومتها، فالشعوب الحرة هي التي تقاوم وتصمد. لقد آن لهذا النظام العربي أن يعترف بحتمية الإصلاح والتطور، فلم يعد في العالم مثيل له في الاستبداد السياسي والديني والتخلف، حتى أصبح بحق مشكلة القرن الحادي والعشرين ومريض العصر، بل وباءه المستعصي على المعالجة.

III - ما هو مشروع "حزب الله" للبنان؟

"ليس لنا شغل في مجلس الأمن والمجتمع الدولي... لنا بعد الله سواعد مجاهدينا وأبطالنا الشجعان... ولنا محبة أهلنا أنتم وأمثالكم على امتداد الساحة اللبنانية وفي كل الطوائف اللبنانية... إنهم بالفعل أشرف الناس وأطهر الناس وأكرم الناس". "إسرائيل غير موجودة بقوتها الذاتية بل بفعل الإرادة الدولية التي ستتغير خلال سنوات قليلة".

"... سندافع عن أنفسنا بالطريقة التي نختارها وبالزمان والمكان الذي نختاره نحن بقرارنا الوطني المستقل...". (مقتطفات من خطاب السيد 22/2).

يمكن استخلاص "مشروع" "حزب الله" من الخطابات موضوع هذه المراجعة (وخطابات السيد الأخرى وأدبيات "حزب الله"):

1 - تستمر المقاومة حتى: تحرير مزارع شبعا، وتحرير الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية، وحتى قيام الدولة القوية القادرة على حماية الحدود مع إسرائيل وفق استراتيجية دفاعية يوافق عليها الحزب.

2 - النظامان السوري والإيراني يمدان المقاومة بما يمكنها من أداء مهماتها: السلاح والمال والتدريب والخبراء. فهما حكما وواقعاً الحليفان الطبيعيان للمقاومة. ومن يطلب منها الانفصال عنهما إنما يستخدم التورية في طلب إلغاء المقاومة ليس إلا. وإذا كانت المقاومة حليفاً طبيعياً للنظامين السوري والإيراني فإن المصلحة اللبنانية تقتضي أن يكون لبنان حليفهما أيضاً.

3 - حياد لبنان غير ممكن لأن إسرائيل لن تتركه وشأنه.

4 - في فلسطين المقاومة الإسلامية حليفة "حماس" و"الجهاد" ومع تحرير فلسطين من البحر إلى النهر. لكن " لا أحد يقول بأن إسقاط النظام الصهيوني هو مسؤولية لبنانية" (خطاب 24/3).

5 - الأنظمة العربية المتحالفة مع الولايات المتحدة والمتصالحة مع إسرائيل لا تخدم في ذلك القضية الفلسطينية ومصلحة الشعوب العربية. وبالتالي من مصلحة لبنان أن ينأى بنفسه عن تأثير هذه الأنظمة.

6 - قوة المقاومة وحدها تحمي لبنان، وهي غير معنية بـ "مجلس الأمن والمجتمع الدولي" إذ تكفينا "سواعد أبطالنا" ومَن هم "أشرف الناس" من اللبنانيين. هذا، مع العلم بأن "الإرادة الدولية (التي تحمي إسرائيل) ستتغير خلال سنوات قليلة".

أعترف بأن موقف المقاومة الإسلامية المبدئي ونضالها البطولي في مواجهة إسرائيل ودعمها الفعلي للقضية الفلسطينية ( من خلال دعم الإسلاميين) يربك لبنانيين عروبيين (وأنا منهم) ويضعهم أمام خيارات صعبة: من حيث المبدأ هم مع المقاومة الوطنية ( لا الدينية) وهم مع القضية الفلسطينية على أساس الجبهة الوطنية الفلسطينية وبرنامجها اللذين يعكسان التراث العلماني والتعددي للشعب الفلسطيني. وهم معادون لإسرائيل والنظام الأميركي حليفها الأول في العالم.

ازعم أن العروبيين اللبنانيين لا يستطيعون أن يكونوا إلى جانب "حزب الله" ومقاومته الإسلامية، ببرامجها وتحالفاتها ونظرتها إلى لبنان ومستقبله،على الرغم من إدراكهم أن هذه المقاومة أدخلت على الحروب العربية ـ الإسرائيلية فاعلية يستحيل إنكارها. وأنها تجربة فريدة في صراع وجود متواصل وعابر للأجيال لن ينتهي إلا بهزيمة الصهيونية كحركة استعمارية استيطانية واختيار اليهود اللاصهيونيين أن يعيشوا بسلام مع عروبة تحتاج، بدورها، إلى نضال عسير لتطوير مجتمعاتها وأنظمة الحكم في بلادها، لترقى إلى مجتمعات مدنية تعددية ديموقراطية تحترم حقوق المواطن وحقوق الإنسان وحقوق الأقليات.

لا يمكن لبنان أن يكون محايداً في بيئته العربية، ولكنه يستطيع أن يكون محايداً في صراعات الأنظمة، ملتزماً القضايا العربية في التحرير والتطوير، محافظاً على خصائصه التي يؤمن بها معظم اللبنانيين (مجتمع وحكم مدني متعدد، حر وديموقراطي). وليس قليلاً ما يستطيع هذا اللبنان أن يقدم للقضايا العربية والقضية الفلسطينية تخصيصاً. فلا القضية الفلسطينية، ولا القضايا العربية، تنتصر بالسلاح وحده ـ على أهمية دوره في الصراع مع إسرائيل.

يعرف السيد نصر الله، وحزبه جزء أساسي في حرب داخلية شرسة قسمت اللبنانيين معسكرين، أن لبنان المنقسم إلى قسمين متكافئين تقريباً لا يستطيع أن "يبقى بلداً للمقاومة" إذا كان نصف اللبنانيين يتخذون من مشروعه موقفاً معادياً. وإذا كان اقل ما يُتهم به هذا النصف بالعمالة إلى الأميركيين والإسرائيليين فإن هذا الخطاب ليس الخطاب المناسب لإقناعه بالانضمام إلى "خيار المقاومة" (الإسلامية على وجه التحديد). فهل ثمة سبيل آخر للإقناع؟ الاقتتال الداخلي؟ فرض الهزيمة والاستسلام على النصف الآخر؟ الحصار الاقتصادي حتى التجويع؟ التطهير المذهبي في المدن والبلدات والقرى اللبنانية؟ سلماً؟ قتلاً وترويعاً؟

يستند السيد نصر الله (خطاب 24/3) إلى استطلاع رأي نشر أخيراً سئل فيه لبنانيون يمثلون عينات من الطوائف الرئيسية: هل تؤيد العمل على إسقاط النظام الصهيوني؟ فأجاب بالإيجاب 90.3% من "الطائفة السنية الكريمة"، و 77.4% من "الطائفة المسيحية الكريمة"، و 66% من "الطائفة الدرزية الكريمة". أما الشيعة (يمون السيد على أهل البيت فلا يقرن اسمهم بالطائفة الكريمة) 94.4%. ويشدد السيد على "إسقاط" وليس "سقوط" ليوحي بأن تكليفاً من أكثرية الشعب اللبناني للمقاومة بأن تستمر في القتال، كجزء من معركة تنتهي بزوال إسرائيل، مع أنه " لا أحد يقول بأن إسقاط النظام الصهيوني هو مسؤولية لبنانية". وليست المقاومة ذاهبة إلى "فتح جبهة في الجنوب". (الخطاب نفسه).

يحتاج اللبنانيون إلى أن تطرح عليهم استراتيجية متكاملة لـ "خيار المقاومة" ليختاروا مستقبل بلدهم بإرادة حرة. خصوصاً أن تحالف "خيار المقاومة" يعج بالانتهازيين والنفعيين والفاشلين والمرتكبين ذوي التاريخ الحافل في الحكم وخارجه.

من حق الشعب اللبناني بكامله أن يقرر ما إذا كان يريد أن يستمر نفر من المسلمين اللبنانيين محتكراً لنفسه حق حماية لبنان والقتال ـ بعقيدته وفكره وخطابه ومعجمه الديني الخاص وتحالفه الإقليمي ـ إلى زمن غير محدد، مستخدماً أحياناً خطاباً غير مقبول (التخوين العشوائي)، وأساليب غير مقبولة (احتلال رئة العاصمة وقلبها والاعتداء على أملاك الناس وحرمان الطلاب والعمال الكادحين من العمل لكسب العلم والرزق الحلال).

ومن الطبيعي أن يجيب معظم اللبنانيين بالإيجاب على سؤال: هل تؤيد إسقاط النظام الصهيوني؟ والسؤال الذي ينبغي طرحه مثلاً هو: هل ترغب في أن يستمر لبنان وحده في المواجهة مع إسرائيل والى متى؟ أو: بعد تحرير الجنوب عام 2000، هل تعتقد بأنه كان على المقاومة الإسلامية أن تندمج بالدولة ضمن استراتيجية دفاعية لتحرير مزارع شبعا والأسرى في السجون الإسرائيلية أو أن تستمر وحدها في القتال حتى إنجاز هذا الهدف وفي الاحتفاظ بسلاحها إلى أن تقوم في لبنان استراتيجية دفاعية يطمئن اللبنانيون إلى قدرتها على حماية لبنان؟

يدير السيد ظهره للأمم المتحدة والمجتمع الدولي وللأكثرية العربية الساحقة، ويكتفي بالدعم السوري والإيراني وبالله "وسواعد مجاهدينا... ومحبة أهلنا..." ويقرر أن هذا ملائم للبنان.

وينفي القوة الذاتية لإسرائيل الموجودة "بفعل الإرادة الدولية" التي ستتغير "خلال سنوات قليلة". وهي أحكام قاطعة تحتاج إلى الكثير من المناقشة والتدقيق: إلى تقدير واقعي للقوة الذاتية لإسرائيل وهي غير قليلة؛ واستشراف عالم الغد المتعدد القطب ومكان العالم العربي فيه، خصوصاً أن العرب فقدوا منذ أواسط السبعينات من القرن الماضي صداقات مهمة في آسيا قريبة من أن تكون تحالفات (روسيا، الصين، الهند...) وعلاقات وثيقة مع العديد من دول أفريقيا. وقد احتلت إسرائيل مكان العرب في الكثير من هذه المواقع. ولن تكون استعادة تحالفات وصداقات دون جهد مخطط ومركز.

أنجزت المقاومة التحرير عام 2000، واعترف بها الشعب اللبناني بكامله والعالم بطلاً وطنياً ومحرراً. وكان يجب أن تنخرط فوراً في استراتيجية وطنية للدفاع عن لبنان. كان هذا ممكناً وطبيعياً. وقد تحقق مثله في الكثير من بلدان العالم التي حررتها المقاومات الوطنية. ولا يزال هذا ممكناً وطبيعياً إذا لم يكن ثمة ارتباط بمشروع آخر.

أما أن اذهبوا وأقيموا الدولة القوية القادرة ثم تعالوا للتحدث معنا، كما قال السيد نصر الله في أحد خطبه، فهو طلب المستحيل. إذ لا يمكن لبنان أن يكون واحداً، وأن تقوم دولته القوية القادرة، دون أن تضع الطائفة الشيعية، وهي إحدى ركائزه الأساسية، إمكاناتها الكبيرة في خدمة هذا الهدف، وأن ينخرط سلاح المقاومين من أبنائها، المادي والبشري، في الاستراتيجية الوطنية الدفاعية، وأن ينضم حزبها الرئيسي إلى الحياة الحزبية والسياسية المدنية.

إننا، في الواقع، أمام معادلة بسيطة: لا يتوحد لبنان إلا بالاتفاق على استراتيجية دفاع وطني للدولة. ولا تستطيع المقاومة أن تستمر في خيارها الكبير: نصف اللبنانيين مع ونصفهم الآخر ضد. فلماذا إذاً إضاعة الوقت، ولماذا لا تتضافر كل الجهود للاتفاق على الاستراتيجية الدفاعية التي تحمي لبنان ما دام استمرار المقاومة، الإسلامية تحديداً، بنصف اللبنانيين، بات أمراً غير واقعي وغير مقبول؟

محمود سويد

(كاتب لبناني – مدير مركز الدراسات الفلسطينية في بيروت)