المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الأحد 27 نيسان/سنة ألفين وثمانية

نجيل القدّيس متّى .27-24:17

ولَمَّا وَصَلُوا إِلى كَفَرناحوم، دنَا جُباةُ الدِّرهَمَينِ إِلى بُطرس وقالوا له: «أَما يُؤَدِّي مُعَلِّمُكُمُ الدِّرهَمَين؟» قالَ: «بلَى». فلَمَّا دَخَلَ البَيت، بادرَه يَسوعُ بِقَولِه: «ما رَأيُكَ، يا سِمعان؟ مِمَّن يَأخُذُ مُلوكُ الأَرضِ الخَراجَ أَوِ الجِزيَة؟ أَمِن بَنيهِم أَم مِنَ الغُرَباء؟» فَقال: «مِنَ الغُرَباء». فقالَ لَه يسوع: «فَالبَنونَ مُعفَون إِذاً. ولكِن لا أُريدُ أَن نَكونَ لَهم حَجَرَ عَثرَة، فَاذهَبْ إِلى البَحرِ وأَلقِ الشِّصَّ، وأَمسِكْ أَوَّلَ سمَكةٍ تَخرُجُ وَافْتَحْ فاها تَجِدْ فيه إِستاراً، فَخُذهُ وأَدِّهِ لَهم عنِّي وعَنكَ».

 

النائب الحريري زار البطريرك صفير وعقد خلوة معه بعد اجتماع موسع: متفائل بأن نتمكن في 13 ايار المقبل من انتخاب رئيس للجمهورية

وأن يكون هناك رئيس جديد للبنان وهذا أمر مهم للبلد ولكل العرب/الانتخاب الرئاسي أمر أساسي وأي أمور أخرى هي للعرقلة وغير مقبولة/إذا ذهبنا الى الحوار فيجب ان يكون ذلك بهدف انتخاب رئيس للجمهورية/نحن مع القضاء ومن يتهم الرئيس السنيورة بالتوطين هو من يريد ذلك/وليد بك حليف أساسي وكلنا في 14 آذار يد واحدة ولن يستطيع أحد ان يفرقنا

وطنية - 26/4/2008 (سياسة) زار رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري، عصر اليوم، البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، في بكركي، وبحث معه سبل ايجاد حل للازمة اللبنانية وضرورة الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية.

وفور وصول النائب الحريري الى الصرح البطريركي، عقد اجتماعا موسعا مع البطريرك صفير، حضره النائب السابق غطاس خوري والمستشاران داوود الصايغ وهاني حمود، اعقبته خلوة بين البطريرك صفير ورئيس كتلة المستقبل الذي تحدث إثرها الى الصحافيين، فقال:

"أردت ان اؤكد لغبطة البطريرك، ان هم تيار المستقبل وهم جميع اللبنانيين هو انتخاب رئيس للجمهورية، وان هذا الامر هو هم كل العرب والجامعة العربية، كما رأينا ذلك في الكويت وقطر وكل الدول التي تدعم المبادرة العربية، والتي اكدت ان انتخاب رئيس للجمهورية هو امر اساسي للبنان، الذي لا يستطيع ان يكمل من دون ان يكون لديه رأس للهرم، وان اي امور اخرى يتم وضعها فهي تهدف لعرقلة انتخاب رئيس للجمهورية وهي غير مقبولة".

أضاف: "اننا لا نستطيع اليوم كلبنانيين ان نكمل مسيرة التطور في لبنان من دون رئيس للجمهورية، ولقد جئت للقاء البطريرك صفير الذي هو ضمير لبنان، ويحمل هم لبنان، وتشاورت معه في سعينا الدائم لايجاد حل لهذا الموضوع في اسرع وقت ممكن".

سئل: هل تؤيدون الحوار الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري؟

اجاب: "نحن لم نكن يوما ضد الحوار، وقد ذهبنا الى حوارات ومشاورات عدة، كما أجرينا مشاورات جانبية التقيت خلالها بالرئيس نبيه بري والجنرال ميشال عون، وقد كانت كلها تهدف الى إيجاد حل في البلد.

ان الحوار يجب ان يكون مبنيا على أسس عدة، ونريد ان نعرف من هم الذين سيشاركون فيه، هل سيكون على مستوى الصف الاول ام الثاني؟ مع العلم ان كل الناس خير وبركة. وهل سننتخب رئيسا للجمهورية بعد الحوار؟ المهم لدينا هو ان رأس الهرم في لبنان غير موجود، وهناك مرشح توافقي هو ميشال سليمان، أي اننا اذا ذهبنا الى الحوار فيجب ان يكون ذلك بهدف انتخاب رئيس.

واود ان اؤكد من هنا ما سبق ان قاله الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومن هنا ايضا، وهو اننا نحن مع القضاء، كما انني اطالب في حال اجراء الحوار التأكيد على عدم التوطين".

سئل: لماذا يحاول البعض استعمال التوطين "كفزاعة" في رأيك؟

أجاب: "لان ليس لديهم امر آخر في السياسة سوى وضع اللبنانيين تحت وطأة وجود ازمة توطين في البلد، مع العلم ان دستورنا واضح. نحن كنا وما زلنا نرفض التوطين لانها قضية مركزية فلسطينية، وقضية فلسطين هي قضيتنا والشعب الفلسطيني هو شعبنا، لذلك فاننا نرفض التوطين لانه في حال حصوله فهو يلغي القضية الفلسطينية".

سئل: الرئيس فؤاد السنيورة يتهم من قبل المعارضة بانه يعمل من اجل التوطين، فما هو ردك؟

أجاب: "لا يستطيع احد ان يتحدث عن الرئيس السنيورة في هذا الشأن، فهو قومي عربي تاريخه ومستقبله ومواقفه كلها معروفة، والرئيس السنيورة هو اكثر مسؤول في هذا البلد يخاف على القضية الفلسطينية وعلى اخوتنا الفلسطينيين، ومن يتهمه بذلك هو من يريد التوطين، وموقفنا في تيار المستقبل وفي 14 آذار واضح من هذا الامر".

سئل: لقد أبدى النائب وليد جنبلاط ايجابية حيال الحوار وقبوله البحث بالحكومة وقانون الانتخاب، ومن ثم يصار الى انتخاب رئيس، فإلى هذا الحد وصل التباين معه؟

أجاب: "بالنسبة لي وليد بك حليف اساسي. يحاولون في المعارضة ان يصوروا ان هناك تباينا بيني وبينه او بين وليد بك وقوى 14 آذار، وانا اقول لهم انهم في هذا الاطار يستطيعون ان يحاولوا ما شاؤا وان يشيعوا الاخبار، الا اننا في 14 اذار كلنا يدا واحدة، وقد وافقنا على العماد ميشال سليمان رئيسا توافقيا، ووافقنا في السابق على ان نذهب الى الحوار وذهبنا ووافقنا على ان ننزل على الارض ونخرج الجيش السوري من لبنان ونجحنا، وكلنا يد واحدة ولن يستطيع احد ان يفرقنا".

سئل: برأيك هل سيكون تاريخ 13 ايار الذي حدده الرئيس نبيه بري تاريخا لجلسة تؤجل في ما بعد ام لجلسة انتخاب رئيس؟

أجاب: "انا باذن الله متفائل بأن نتمكن في 13 ايار من انتخاب رئيس للجمهورية، وان يكون هناك رئيس جديد للبنان".

 

النائب الحريري زار رئيس حزب الكتائب وعزاه باستشهاد الماروني وعاصي

وطنية - 26/4/2008 (سياسة) زار رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري، مساء اليوم رئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميل، في دارته في بكفيا، وقدم له التعازي باستشهاد كل من نصري الماروني وسليم عاصي، في حضور النائب السابق غطاس خوري ومستشار النائب الحريري هاني حمود ونائب رئيس حزب الكتائب شاكر عون ورئيس اقليم زحلة الكتائبي ايلي ماروني وممثلين عن عائلتي ماروني وعاصي.

بعد اللقاء قال النائب الحريري: "اننا ندين الجريمة التي ارتكبت في حق اهل زحلة وبيت الكتائب، وهذا البيت العريق الذي يترأسه فخامة الرئيس.ان هذا الاجرام الذي حصل في وضح النهار في زحلة مرفوض ومهما حاول مرتكبو الجريمة ان يهربوا، ومهما حاول البعض ان يخبئهم او يحميهم فان العدالة ستطالهم في النهاية، ويجب ان تحال هذه الجريمة على المجلس العدلي لكي يكون هناك فعلا قضاء مستقل".

أضاف: "اننا اليوم نتوجه بالتعازي الى فخامة الرئيس وعائلة الشهيدين، ونحن نأسف لرؤية وضع لبنان وزحلة خاصة، هذه المدينة التي تجسد تعايش جميع الطوائف، ان تشهد ما شهدته خلال مهرجان احتفالي. هذا أمر مرفوض، ونحن كتيار المستقبل وقوى 14 آذار لن نسمح بأن يستمر هذا الامر، وباذن الله سينال مرتكبو هذه الجريمة عقابهم. وأنا انصح أي فرد او حزب او تيار يحاول ان يخبئ هؤلاء المجرمين، بأن يسلمهم لانهم اذا لم يفعلوا ذلك، يكونون شركاء في الجريمة، ومن الافضل الا يكونوا كذلك".

سئل: هل تطرقتم الى انتخابات رئاسة الجمهورية؟

أجاب: "ان الانتخابات الرئاسية هي الاساس بالنسبة الينا، وقد اجرينا لقاءات وحوارات عدة. الا اننا نسأل على ماذا سنتحاور الان، ومن الذي سيشارك في الحوار. واذا عدنا الى طاولة الاربعة عشر هل سيحضر السيد حسن نصرالله والعماد عون الذي يرفض اصلا؟ وما هي الاجندة المطروحة؟ كل ما نطالب به هو انتخاب رئيس للجمهورية، واذا كنا جميعا متوافقين ونريد ميشال سليمان، فلماذا ندور حول النقطة نفسها، ومن ثم يتحدثون عن حق المسيحيين. ان حق المسيحيين هو من خلال انتخاب رئيس للجمهورية، وليس من خلال طرح حوارات لتعطيل الانتخاب. اننا لسنا ضد الحوار ولن نكون يوما كذلك، ولكن اذا ارادوا الحوار يجب ان يصار الى انتخاب رئيس للجمهورية. يجب ان ننتخب رئيسا للجمهورية، ولا يجوز ان لا يكون لدولة كلبنان رئيس جمهورية، خصوصا وان كل رؤساء العالم يطالبون باجراء الانتخابات وكذلك الجامعة العربية ومجلس الامن وغيرهما".

سئل: ما هو موقفكم كقوى الرابع عشر من آذار ازاء الحوار، خاصة وان النائب وليد جنبلاط تحدث بشكل مغاير عنكم بالامس؟

أجاب: "على العكس فان وليد بك تحدث عن الحوار واهميته، ولكن تحدث ايضا عن ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية كأساس لأي حوار. لا احد منا ضد الحوار ولا احد يملي علينا دروسا في الحوار، نحن ذهبنا الى الحوار مرات عدة وحاورنا النائب عون عندما سحب التفويض من الرئيس بري، ولكن النتيجة هي اننا لا نزال لغاية الان من دون رئيس للجمهورية".

سئل: هل انت متفائل بالوصول الى حل في المرحلة المقبلة؟

أجاب: "انا متفائل بذلك، لان الرئيس التوافقي المطروح هو توافقي فعلا، وباذن الله هو الرئيس الذي سيتم انتخابه، وسنبذل جميعا كل جهودنا لانتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا في 13 أيار المقبل".

سئل: النائب جنبلاط يقول ان الحوار السابق حقق مكاسب لقوى الاكثرية، ألا تعتقد ان الاكثرية يمكنها من خلال هذا الحوار ان تحقق بعض المكاسب أيضا؟

أجاب: "صحيح وأول مكسب هو رئيس للجمهورية".

الرئيس الجميل

من ناحيته قال الرئيس الجميل، ردا على سؤال عما إذا كان متفائلا بالمرحلة المقبلة:

"تفاءلوا بالخير تجدونه. واننا نشكر النائب الحريري على زيارته. ونؤكد اننا معا في السراء والضراء، وكل تحالف قوى 14 آذار، وقد اصبح الاستشهاد قوتنا اليومي في هذا البيت، وأدعو الله ان يبعد هذه المعاناة عن الجميع. وهنا أود ان اؤكد ان الاستشهاد ما هو الا حافز لنا، ونود ان نطمئن جميع المتآمرين على لبنان والذين يؤججون الفتنة، الى اننا مستمرون في مسيرتنا، ولن نركع ولن نستسلم "فليخيطوا بغير هالمسلة". ولا بد ان ينتصر لبنان بعد كل هذه المعاناة والنضال والمقاومة".

 

النائب الحريري زار المفتي قباني

وطنية - 26/4/2008 (سياسة) زار رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري، مساء اليوم، مفتي الجمهورية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني، في منزل الافتاء، وعقد معه اجتماعا حضره المستشار محمد السماك. بعد اللقاء، قال النائب الحريري: "اطلعت سماحة المفتي على الجولة التي قمت بها. وأكدنا من جديد على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، وكان سماحته واضحا في هذا الموضوع لجهة ضرورة ايجاد حل لمسألة الرئاسة في أسرع وقت ممكن، وان الوضع في البلد من غير رئيس امر غير مقبول وغير مسموح به. هناك المبادرة العربية التي صدرت عن الجامعة العربية، وهناك ايضا محاولات كثيرة حصلت لانتخاب رئيس جمهورية ولم تصل الى نتيجة لغاية الان". أضاف: "هناك موعد حدده الرئيس نبيه بري في 13 ايار، يجب ان يحصل عمل جدي بحيث لا نصل الى هذا الموعد ونضحك على انفسنا وعلى الناس ويصار الى التأجيل للمرة الثامنة عشرة او التاسعة عشرة. يجب ان تحصل الانتخابات في 13 ايار وان ينتخب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية لنفتح جميعا صفحة جديدة".

سئل: الا زلتم تراهنون على المبادرة العربية؟

أجاب: "بالتأكيد فان المبادرة العربية صادرة عن الجامعة العربية، وهي التي ثبتت التوافق اللبناني على العماد سليمان، وعلى ان يكون هناك حكومة وحدة وطنية، ونحن لسنا ضد ذلك، ولكن المبادرة اكدت في الاساس على انتخاب رئيس للجمهورية وسمت ميشال سليمان مرشحا توافقيا. لقد توافقنا مع المعارضة على العماد سليمان، لذلك يجب الا نلف وندور حول انتخاب رئيس للجمهورية، ويجب ان تحصل الانتخابات في التاريخ الذي حدده الرئيس بري أي في 13 ايار".

سئل: هل الحوار سيكون مساعدا للمبادرة العربية؟

أجاب: "على ماذا سنتحاور؟ هل سنتحاور على توافقنا وعلى ان العماد سليمان هو رئيس توافقي؟ نحن متفقون، فلننتخب رئيسا للجمهورية وحينها يكون الحوار بجدية اكثر وثقة اكبر لنبني الوطن جميعا".

سئل: الناس خائفة من الوضع، ماذا تقول لهم؟

أجاب: "لا يجب ان تخاف الناس، وتفاءلوا بالخير تجدوه. ليس علينا ان نخاف سوى من الله سبحانه وتعالى، ويجب على الانسان مهما حصل ان ينظر الى الغد بأمل. نحن كشعب لبناني عانينا الكثير ودفعنا ثمنا غاليا من خلال كل الاغتيالات التي حصلت والحروب التي شنت علينا والحروب الاهلية التي حصلت، لقد عانى الشعب اللبناني لكنه بقي صامدا وعنيدا ومطالبا باستقلاله وسيادته وحريته وعروبته، ونحن سنبقى متمسكين بهذا الامر وبالمحكمة الدولية وبحقنا بان يكون لدينا رئيس للجمهورية، وبعودة الفلسطينيين الى فلسطين، لذلك انا متفائل دائما كما كان الرئيس رفيق الحريري متفائلا".

 

النائب الحريري اجتمع مع رئيس الهيئة التنفيذية ل"القوات اللبنانية"

وطنية - 26/4/2008 (سياسة) زار رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري، عصر اليوم، رئيس الهيئة التنفيذية في حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في معراب، وعقد معه اجتماعا حضرته النائبة ستريدا جعجع والنائب السابق غطاس خوري والمستشار هاني حمود.

بعد اللقاء قال النائب الحريري: "لقد تصدر محادثاتنا موضوع انتخاب رئيس الجمهورية. وقد آن الاوان لان نجلس جميعا كلبنانيين وننتخب الجنرال ميشال سليمان فورا. كما تطرقنا الى اهمية اجراء الانتخابات، لان لبنان فعليا اليوم من دون رئيس جمهورية وبدون رئس للهرم. هناك مرشح توافقي لا يصار الى انتخابه، في حين يعمد الى التأجيل وكأن ذلك اصبح امرا طبيعيا، الا ان الامر الطبيعي هو ان يكون لدينا رئيس جمهورية وان ننزل الى مجلس النواب ونقوم بانتخاب الرئيس، وهذا ما جاء في المبادرة العربية وهو ما ينص عليه دستورنا. الا أن وضع الشروط واملاءها، في رأيي ليس امرا من مصلحة لبنان ولا أي لبناني، وانتخاب العماد سليمان كرئيس للجمهورية هو واجب وطني يجب ان نقوم به في أسرع وقت ممكن، والجامعة العربية والمجتمع الدولي يدعمان هذا الترشيح ويجب ان نقوم بالانتخاب في أسرع وقت ممكن".

سئل: ألا تعتقدون بأن هناك تباينا بين قوى 14 آذار في ما يتعلق بقانون الانتخابات؟

أجاب: "كل الطروحات التي تثار هي لابعاد النظر عن انتخاب رئيس للجمهورية، فكيف عسانا نجري انتخابات نيابية ونؤلف حكومة ونجري حوارا من دون انتخاب رئيس للجمهورية. كل الاحزاب والتيارات قالت انها تريد ميشال سليمان، إلا انهم لا يزالون يقولون انه يجب ان نبحث بقانون الانتخابات وتفاصيل اخرى.

سئل: هل تعتقدون ان مبادرة الرئيس بري الحوارية هي شرط آخر لانتخاب رئيس للجمهورية؟

أجاب: "لا احد منا ضد الحوار، ونحن دعينا مرات عدة الى الحوار وكنا السباقين اليه، وعندما سحب التفويض بالحوار من الرئيس بري واعطي للعماد عون حاورنا عون. نحن لسنا ضد الحوار ولكن اذا كان هذا الحوار سيجري فيجب ان يصار الى انتخاب رئيس للجمهورية بغض النظر عن نتائجه، في حال كان هناك حوار فيجب ان يكون هناك انتخابات رئاسية ايضا. واذا لم تحصل الانتخابات الرئاسية فهذه كارثة".

جعجع

وذكر المكتب الاعلامي لجعجع، أن اللقاء استمر قرابة ستين دقيقة "بحث خلاله المجتمعون آخر المستجدات على الساحتين اللبنانية والإقليمية، فضلا عن المواضيع الساخنة ولا سيما مسألة انتخاب رئيس للجمهورية و"نوايا" الرئيس بري للحوار".

وبعد اللقاء، أكد جعجع على ضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وقال "ان الدول العربية والمجتمع الدولي، أبدوا إلحاحا على إنتخاب الرئيس"، لافتا الى "أن هناك نقاط خلاف سياسية عديدة، ولكنها تحل تدريجيا بعد انتخاب الرئيس".

وجدد قوله أنه "لا دعوة حقيقية للحوار، وأنا يهمني أن أساير بري ولو كان هناك جدية في طرح بري لكان سعى اليها وحملها الى كل المسؤولين"، مضيفا أنها "مجرد محاولة لإبعاد التركيز على مسألة انتخاب رئيس للجمهورية"، وأن هذه الدعوة "ما هي إلا بمثابة إلهاء لجعل مسألة الإنتخاب ثانوية، باعتبار أن الدعوة الجدية تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية".

وسأل: "هل كلما أردنا انتخاب أحد أو الإتفاق حول أمر ما، يجب أن نحمل معنا سلة متكاملة من المطالب والشروط؟"، مردفا "نحن نريد قانون إنتخابي جديد كما نريد حكومة وحدة وطنية، ولكن لن نضرب عرض الحائط كل الأعراف والدساتير".

وردا على سؤال رأى جعجع أن تحديد يوم 13 أيار موعدا لجلسة إنتخابية من قبل الرئيس بري "ما هو إلا من قبيل ال"بريات" التي اعتدنا عليها، فالرئيس بري يجب ان يبعث الأمل ولو أن المعطيات غير موجودة، كما أنه لا شيء جديد يوحي باحتمال انعقاد الجلسة المقررة في التاريخ المذكور".

سئل: كيف تصف بداية المفاوضات العلنية وغير المباشرة بين سوريا واسرائيل، وأنتم دائما متهمون من قبل المعارضة بالتعامل مع إسرائيل؟

أجاب: "الإخوان في سوريا يحاولون الإيحاء بأنهم يسعون الى السلام، وأنهم مهتمون بالأجواء أكثر من اهتمامهم بالوصول الى نتيجة جدية، يمكن موقفي أن يدفع البعض الى الاستغراب لجهة عدم تأكيدي بوجود إتفاق بين سوريا وإسرائيل، فهذا الأمر، وحده التاريخ كفيل بإظهاره. واعتقد أن النظام السوري قائم على معاداة إسرائيل ولو في الظاهر، وعلى التلطي خلف القضية الفلسطينية والظهور بمظهر المدافع الشرس عنها، إنطلاقا من هنا اشك بأن يذهب النظام السوري في اتجاه سلام فعلي مع اسرائيل، في حين أنه ليس في حالة حرب فعلية معها، وفي الحقيقة فهذا النظام قائم على بقاء حرب وهمية مع اسرائيل، وهو يستغل القضية الفلسطينية ووجود دولة إسرائيل في هذا الشرق ليبرر استمرارية نظامه".

ورأى جعجع "أن ظهور بعض التباين داخل قوى 14 آذار، ما هو إلا مؤشر الى الديمقراطية بين اطيافها، وبالتالي لا انقسام في الرأي". ودعا الرئيس بري "الى فتح أبواب البرلمان وعقد جلسة مناقشة عامة في داخله".

 

بيضون: دعوة الرئيس بري الى طاولة الحوار هي دعوة الى وليمة مسمومة

وعلى قوى 14 آذار أن ترد عليها بمبادرة متكاملة لا برد وضعي أو جزئي

وطنية - 26/4/2008 (سياسة) رأى الوزير والنائب السابق الدكتور محمد عبد الحميد بيضون، في حديث الى "إذاعة الشرق"، أن مبادرة "إعلان النوايا" التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري "هي رد على الموقف العربي والدولي الموحد الداعي الى انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية من دون شروط مسبقة"، معتبرا أن المعارضة "تريد أن تنفس الموقف العربي السعودي - المصري، والموقف الذي تم التعبير عنه وبزخم دولي في لقاء الكويت الأخير".

وسأل: "هل تريد قوى 14 آذار تنفيس الزخم العربي والدولي من حولها، وتتجاوب مع مبادرة إعلان النوايا، وهل تمشي مع تصرفات وسلوكيات المعارضة التي لا تريد وبوضوح العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، وما يريده الرئيس بري شديد الوضوح: "تعوا ابحثوا معنا أسماء أخرى"؟.

وقال ان دعوة الرئيس بري ل14 آذار الى طاولة الحوار "هي دعوة الى وليمة مسمومة، وعلى قوى 14 آذار أن ترد عليها بمبادرة متكاملة وليس برد وضعي أو جزئي". وذكر بورقة "إعلان النوايا" التي أعلن عنها الرئيس بري "ووضعت حينها في جيب وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير وهي تنص على: انتخاب رئيس للجمهورية ميشال سليمان، وتشكيل حكومة وحدة وطنية من دون نسب وقانون انتخابي عادل"، مضيفا: "إذا هناك إعلان نوايا موجود في جيب كوشنير، وبإمكان الديبلوماسية الفرنسية أن تكشف عنه إذا أرادت، والذي تراجع عنه هو الرئيس بري نفسه بضغوط حينها من حزب الله".

ورأى أن الرئيس بري "لا يملك استقلالية في عمله السياسي وليس مستقلا، وإذا كان النائب وليد جنبلاط يراهن على استقلالية الرئيس بري "رح يفوت بالحيط"، معلقا على تصريح الوزير مروان حمادة عن التقاط فرصة اقليمية ودولية، بالسؤال: "ما هي ظروف هذه اللحظة في وقت أن التصعيد السعودي ـ السوري على أشده، وما هي شروط نجاح هذه الفرصة. وسبق وأن كان هناك إعلان نوايا سابقا وفشل".

واعتبر ان تصريح وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي عن الثلاث عشرات "ملفت، لعدم ربطه بشروط أخرى من مثل عدم التصويت، وهذا يشكل خرقا في التصريحات الايرانية، فهل يريد حزب الله مخرجا ما ولظروف ما تؤمن له تراجعا ما والايراني يؤمن له هذه الفتوى"، داعيا قوى 14 آذار "الى الضرب على هذا الباب واستكشاف مواقف حزب الله، لا سيما وأن موقف حزب الله في وجه الجنرال عون حين أعلن عدم القبول برئيس جمهورية من دون صلاحيات، ما يعني العودة الى صيغة 1943 أو 1920، جاء الرد من حزب الله سريعا وعبر النائب محمد رعد ليقول "نحن لا نريد تعديل الدستور ولا تعديل الطائف"، مما يعني أن هناك تراجعا من حزب الله، عبر عنه بكلام متكي عن تراجع في موضوع الـ3 عشرات".

وقال أن الموقف الايراني "يعني إلغاء فكرة الثلث المعطل، ما قد يفتح بابا للحل أمام المبادرة العربية، وهو الباب الوحيد الذي يسقط التعطيل مفتاحا للحلحلة، وإذا كان الموضوع سينتهي عند الثلاث عشرات من دون شروط إضافية، فهذا يعني ان المعارضة اسقطت فعلا مسألة التعطيل، وهي بداية صالحة وتدخل في فترة تهدئة واستعادة الرشد الى عمل المؤسسات".

وفي موضوع ترشيح قائد الجيش العماد سليمان تحديدا، اعتبر بيضون "ان المعارضة، وبكل تلاوينها، لا تريد سليمان رئيسا للجمهورية، وقد حسم الامر منذ زمن، بدءا من احداث مار مخايل الى تصريحات الوزير السابق سليمان فرنجية الى دور الجزر الأمنية الى احداث زحلة الاخيرة، وكلها تصرفات لا تريد سليمان رئيسا وما يريده بري هو ان تبحث معه 14 اذار اسما آخر، وسبق للوزير القطري حمد بن جاسم ان فتح الموضوع مع الفرنسيين الذين اقفلوا الباب، والاستاذ غسان تويني قال بوضوح ان الرئيس بري بحث معه بغير اسم ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، لذلك المعارضة تريد تنفيس الموقف العربي السعودي، لذلك فإن "اعلان النوايا" هي دعوة الى وليمة مسموفة، وما يجري الان هو محاولة ابعاد عمرو موسى، والذي سيأتي بالموقف الذي ترجم عربيا ودوليا في الكويت من خلال تفسير المبادرة العربية بانتخاب ميشال سليمان رئيسا للجمهورية من دون شروط مسبقة".

وكرر دعوته "الى فتح باب لاستكشاف مواقف حزب الله تحت الطاولة، في معزل عن همروجة الرئيس بري، وربما حزب الله في حاجة نتيجة ظروف ضاغطة عليه إقليميا الى "التموضع" تحت مظلة الدولة، وهذا مدخل الى حوار اكثر جدوى من مبادرة بري. اما كلام جنبلاط عن ان حزب الله في محل، وبري في محل، فهذا كلام غير دقيق. هناك موقف واحد هو لحزب الله وحوله ثلاثة بروباغندات من بينها الرئيس بري". كما دعا الى العودة "الى نقطة أساسية وهي القرار 1701، والى اتفاقية الهدنة 1949، واذا كان السوريون اعلنوا الوصول الى مراحل نهائية في مفاوضاتهم مع الاسرائيليين، فعلى اللبنانيين التركيز على تنفيذ القرار 1701، وتعزيزه وتعزيز قدرات الجيش اللبناني". واستنكر ما اعتبره "استعراضات حزب الله وكلامه ان قوات اليونفيل تعمل للتجسس على المدنيين الجنوبيين"، معتبرا "ان الجنوب وأهله في خطر وكذلك لبنان، والمنطقة كما لبنان لا يستطيعان تحمل رؤوس حامية ومغامرة جديدة". وحذر "من قوى تعمل على تقويض القرار 1701، مما يعني خطرا على مصير الجنوب، والدرس الحقيقي لحزب الله هو هذا، اذ ان الرؤوس الحامية لا تضع سياسة". ورأى أن "الانقلاب على المجتمع الدولي وعلى القرار 1701، في وقت يمشي السوريون في مفاوضات سلام، سيؤدي الى مخاطر كبيرة على الجنوب وعلى لبنان. والجهد السياسي يجب ان يبذل على هذه النقطة وليس على همروجة اعلان نوايا غير مفيدة".

 

مصلحة الطلاب في "القوات" أحيت الذكرى الثالثة للانسحاب السوري بزيارة للمعتصمين أمام الأسكوا وحواجز سلام في عدد من المناطق

وطنية - 26/4/2008 (متفرقات) أحيت مصلحة الطلاب في حزب "القوات اللبنانية"، الذكرى الثالثة لانسحاب الجيش السوري من لبنان، بنشاط رمزي بدأ بزيارة للمعتصمين أمام مقر الاسكوا، قام بها وفد من المصلحة برئاسة المحامي شربل عيد، الذي عبر عن تضامن "القوات اللبنانية" مع قضية المعتقلين في السجون السورية والاسرائيلية، مؤكدا بأن "الاستقلال يبقى غير مكتمل من دون حل عملي لتلك القضية الإنسانية والوطنية"، وأطلع أمهات المعتقلين في السجون السورية ولجنة الأسرى المحررين وجمعية سوليد الممثلة بالسيد غازي عاد، على الإقتراح الذي تقدمت به كتلة نواب" القوات" للحكومة من أجل رفع قضية المعتقلين في السجون السورية والاسرائيلية الى الأمم المتحدة، كما سلمهم المذكرة التي رفعها رئيس الهيئة التنفيذية سمير جعجع الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، لحل هذا الملف. بعدها توزع الطلاب ضمن حواجز سلام في عدد من المناطق على الشكل التالي: جبيل - مفرق الهوا تشيكن، كسروان - مستديرة الكسليك، المتن الشمالي - مستديرة الحايك وانطلياس ومستديرة المكلس، بيروت - ساحة ساسين وتقاطع الحكمة ومار مخايل النهر، المتن الجنوبي - تقاطع الشفروليه وطريق بعبدا مفرق الحدث، الشوف - مفرق الدامور في اتجاه قرى الجبل، جزين - الساحة، الشمال - شكا - المستديرة وكوسبا.

وقد وزع الطلاب على المارة أعلاما لبنانية وشعارات: "ما في علم بيعلى على علمك يا لبنان"، "ما تنسى أسرانا اللبنانيي في السجون السورية"، "حصن استقلالك ... سلاحك جيشك"، ما تخلي المحتل يعود ... طالب بترسيم الحدود"، "وقفتوا بوج الذل ... وطردتوا المحتل"، "بمقاومة وإيمان ... حررتوا لبنان"، "ما في محتل بيبقى ... ما تخلوه يرجع". وأفاد المكتب الاعلامي ل"القوات" ان هذا النشاط "لاقى تأييدا وحماسا من المواطنين الذين استرجعوا بالذاكرة يوم الانسحاب السوري الذي لطالما انتظروه منذ ثلاثين عاما".

 

الاب ناجي شيبان وصل لبنان حاملا "شعلة النور" من القبر المقدس

تقليد قديم تتبعه طائفة الروم الارثوذكس منذ القرن الاول للميلاد

وطنية - 26/4/2008 (متفرقات) وصل الى مطار رفيق الحريري الدولي عند السادسة والنصف من مساء اليوم, الاب ناجي شيبان آتيا من العاصمة الاردنية عمان, حاملا "شعلة النور" من القبر المقدس في القدس, وهذا تقليد قديم تتبعه طائفة الروم الأرثوذكس منذ القرن الأول للميلاد في كل سبت عظيم ظهرا وفقا للتقويم الفصحي. ويعتبر الروم الأرثوذكس "شعلة النور" أعجوبة وظاهرة لا زالت تتكرر من القبر المقدس في كنيسة القيامة المقدسة في القدس.

وتجري هذه الاعجوبة كما يروى في صباح السبت المقدس حيث تبدأ عملية التحضير للحدث, فيفتش القبر المقدس بدقة للتأكد من عدم وجود أي مادة أو أداة يمكن أن تحدث في المكان نارا, ومع ذلك تعمد السلطات المسؤولة الى ختم القبر المقدس بالشمع والعسل ويبدأ الاحتفال بفيض النور المقدس الساعة الثانية عشرة ظهرا وفيه تقليديا يدخل بطريرك الروم الاروثوذكس في تطواف يضم المتقدمين في الكهنة والشمامسة, اضافة الى كاثوليك الارمن فيما تقرع الاجراس تهيبا قبل ان يدخل البطريرك يحمل قندلفت كنيسة القيامة اناء الزيت الذي يبقى مشتعلا كل ايام السنة الا في ذلك اليوم ليستضيء ذاتيا من النور المقدس.

يدخل البطريرك المدخل الداخلي لكنيسة القديس يعقوب الرسول الى كنيسة القيامة ويجلس على العرش البطريركي, ثم ياتي ممثلو الارمن والعرب والاقباط وسواهم ويقبلون يمين البطريرك ليكون لهم بحسب التقليد ان يتلقوا النور المقدس من يده, ثم يبدأ التطواف لينتزع الختم عن القبر المقدس وينتزع البطريرك ملابسه الاسقفية الا قميصه الابيض, ويفتش من قبل حاكم القدس ومدير الشرطة امام عيون الجميع ليصار الى التأكد من انه لا يحمل شيئا يشعل النار به داخل القبر المقدس. فيدخل البطريرك حاملا رزمة شمع -33 شمعة غير مضاءة الى داخل القبر المقدس ويرافقه ترجمان ارمني، يركع البطريرك ويصلي ويتلو الطلبات الخاصة التي تلتمس من الرب يسوع المسيح ان يرسل نوره المقدس. فجأة في الهدأة الكاملة يسمع ازيز وللحال تتدفق شهب زرقاء وبيضاء من النور المقدس من كل مكان لتشعل آنية الزيت المطفأة عجائبيا. كذلك في القبر المقدس عينه تشتعل الشموع التي حملها البطريرك وهو يصلي تلقائيا وفي تلك اللحظات تتصاعد هتافات المؤمنين وتنفجر دموع الفرح والايمان من عيون الناس.

تاريخيا إن اقدم الشواهد المتوافرة في شأن النور المقدس يعود الى القرن الرابع الميلادي. والقديس غريغوريوس النيصعي, ثم القديس يوحنا الدمشقي, في ما بعد ينقلان معاينة الرسول بطرس للنور المقدس. ومن شهود القرن الرابع الميلادي الرحالة الاسبانية "ايثينيا" التي سافرت حوالي العام 335م الى فلسطين ونقلت خبر احتفال جرى في القبر المقدس. وكثير من الارثوذكس ينقل النور يالطائرة الى دياره كما الى بلاد اليونان وروسيا والى جبل آثوس ليصار الى ايصاله للمؤمنين والاديرة في قداس الفصح نصف الليل او صباح الاحد باكرا.

ومنذ ثلاث سنوات يجري استقدام شعلة النورالمقدس عبر الاردن الى لبنان ليصار الى اضاءة الكنائس عندنا, على مدار السنة بنور القبر المقدس كما العادة في كنائس ارثوذكسية اخرى, وكما كانت العادة قبل ان تتوقف رحلات الحج الى القدس بعد احتلالها العام 1967.

وكان في استقبال الاب شيبان والوفد المرافق النائب غسان مخيبر ورئيس دير البلمند الارشمندريت اسحاق بركات والاب انطوان مكلي والاب الحارث ابراهيم وعدد من الرعية. ولدى وصول الاب شيبان حاملا "شعلة النور" باشر الكهنة تلاوة صلاة الشكر في صالون الشرف في المطار, ثم انتقل الى دير البلمند لاستكمال الاحتفال.

 

بري حدد يوم 13 ايار المقبل موعداً جديداً لانتخاب رئيس للجمهورية

وكالات/حدد رئيس مجلس النواب نبيه بري يوم الثلاثاء في 13 ايار المقبل موعدا جديدا لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية. وقال بري: "كنت قد وعدت بتعيين جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية في اواخر الشهر الحالي في حال لم تجاوب الموالاة مع الدعوة للحوار خلال ثلاثة ايام، غير ان الاجواء الايجابية التي سادت مؤخرا والتي تنبىء بالتجاوب مع هذه الدعوة، دفعتني الى تقديم موعد جلسة الانتخاب من اواخر شهر ايار الى النصف الاول منه، وذلك ملاقاة مني للاخوة في الموالاة للاسراع في الحوار علنا نتوصل الى النتيجة المتوخاة التي تخرج البلد نهائيا مما يتخبط ونتخبط فيه".

وأمل بري في "ان يحسم الموقف بالتجاوب مع الدعوة الى الحوار كي نجلس سويا قبل الموعد الجديد". وكان بري أعرب عن أمله في "أن يكون التأجيل المنتظر، هو التأجيل الأخير، وأن نصل قريبا الى التوافق". وقال انه ما زال يراهن "على مساعي الخير القائمة، وسأستمر في رصد التطور الايجابي في اتجاه القبول بالحوار. وبالتالي يجب ان يشكل هذا التأجيل الجديد، حافزا مهما ودافعا قويا للجميع نحو التعجيل بالحوار في أسرع وقت ممكن، واليوم قبل الغد".

وأكد بري ان "اليد الإيجابية ممدودة الى الجميع، وإنني على استعداد لملاقاة الايجابية بمثلها أو بأكبر منها، ومن شأن ذلك ان يقود الى حوار سريع ، بل الى تقريب موعد جلسة الانتخاب". ورأى ان "كل ذلك مرهون بالايجابيات التي نأمل ان تسود في هذا الاتجاه. وفي أي حال، ومهما حصل، فإنني لن أيأس، بل على العكس، كل يوم يمضي، بل كل ساعة، ازداد حماسة للحوار وتمسكا بالحوار كمخرج إنقاذي للبلد". وأشار بري الى ان "إحاطة الحوار بتساؤلات وإشارات الى شروط معينة، لا تصب في خدمة التسهيل بل في خدمة التعطيل"، وقال ان "المبادرة الحوارية واضحة، وجدول اعمال الحوار محصور بالوصول فقط لا غير الى "اعلان نوايا" حول نسب التمثيل في الحكومة وحول أي دائرة انتخابية. وبالتالي لا تغيير على الاطلاق في جدول الاعمال، ولا تغيير او تعديل لأي حرف او نقطة او فاصلة فيها".

وقال "إن طرح شروط جديدة، لا يعطل الحوار فحسب، بل يضع عراقيل امام انتخاب رئيس الجمهورية".

ولفت بري الى ان "الهاجس الامني موجود لدى الجميع، والخطر محدق بالجميع، لكن الخطر الاكبر محدق بالبلد. وبالتالي فإن الحوار المنتظر، سيتم وفق الآلية التي اعتمدت في الجلسات التشاورية، أي حضور المتحاورين الـ,14 وكل الأطراف ستتمثل بقيادات الصف الأول، ما عدا "حزب الله"، حيث ينوب ممثل عن السيد حسن نصر الله للاعتبارات المعروفة". وحول دعوات بعض الفرقاء في الموالاة الى ادراج مقررات الحوار في جدول الاعمال، أكد بري "أن لا تغيير في جدول الاعمال، ولكن في ما خص مقررات الحوار، فهي مقررات مبتوت فيها، ونحن قررناها أصلا لتأخذ طريقها الى التنفيذ لا لتهمل، وبالتالي المطلوب تنفيذها، وهذا اكثر من ضروري وأكثر من ملح، علما ان الرئيس فؤاد السنيورة قد تعهد بذلك امام المتحاورين". واعتبر ان "مجرد إضافة بنود او وضع شروط جديدة، يعني تعقيد انتخاب رئيس الجمهورية، وبالعكس نحن نريد التسهيل لا التعقيد".

 

سوريا لا تزال حاضرة في لبنان 

السبت 26 أبريل - أ. ف. ب.

ايلاف/بعد ثلاث سنوات على انسحاب قواتها من لبنان بعد هيمنة استمرت ثلاثين عاما، لا تزال سوريا حاضرة في هذا البلد من خلال الازمة القائمة بين حلفائها ومعارضيها فيه والتي تشل الحياة السياسية اللبنانية. واتمت دمشق في 26 نيسان/ابريل 2005 سحب قادة اجهزتها الامنية الذين كانوا يسيطرون فعليا على لبنان وآخر قواتها العسكرية البالغ عديدها آنذاك 14 الف عسكري بعدما وصل في وقت سابق الى اربعين الفا وادت الضغوط الدولية والتظاهرات التي شهدها لبنان عقب اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري في عملية تفجير وجهت اصابع الاتهام فيها الى دمشق، الى خروج القوات السورية من لبنان بعدما دخلته عام 1976 بعد سنة على اندلاع الحرب الاهلية. غير ان سوريا لا تزال حاضرة في هذا البلد الذي يشهد ازمة خطيرة منذ اكثر من سنة ازدادت حدة مع خلو سدة الرئاسة عند انتهاء ولاية الرئيس السابق اميل لحود الموالي لسوريا في تشرين الثاني/نوفمبر.

وتدور الازمة بين حكومة فؤاد السنيورة المدعومة من الغرب ومن الدول العربية حليفة واشنطن وفي طليعتها السعودية ومصر والمعارضة التي يقودها حزب الله والمدعومة من سوريا وايران. وقال منسق الامانة العامة في قوى 14 آذار (الاكثرية النيابية) فارس سعيد لوكالة فرانس برس ان "لبنان كان استعاد سيادته ويبني دولته المستقلة لكن الازمة الحالية واقفال البرلمان والاغتيالات والعجز عن انتخاب رئيس، كل ذلك يثبت ان النفوذ السوري يتخذ شكل وصاية جديدة".

وشهد لبنان اكثر من عشرين اغتيالا وتفجيرا منذ العام 2004 استهدفت بصورة عامة شخصيات مناهضة لسوريا. والبرلمان الذي يرئسه نبيه بري احد اقطاب المعارضة مقفل منذ عام. قال بول سالم المحلل في مركز كارنيغي للشرق الاوسط لوكالة فرانس برس ان "سوريا لم تعد تدير لبنان لكنها تحتفظ فيه بنفوذ قوي من خلال حلفائها وربما ايضا اجهزة استخباراتها". رأى سالم ان "الحضور المفترض لاجهزة الاستخبارات (السورية) اقل حجما من الناحية العددية لكنه لا يقل خطورة" عن قبل.

وقال الياس عطالله النائب من الغالبية ان "التدخل يظهر بصورة خاصة من خلال ارسال الاموال والصواريخ وعناصر الاستخبارات" الى حلفاء سوريا.

ويتهم حزب الله الشيعي، اكبر احزاب المعارضة والوحيد الذي احتفظ بسلاحه بعد انتهاء الحرب الاهلية (1975-1991)، بتلقي اسلحة تمر عبر سوريا.

ورأى عطالله ان "عدم وجود دولة سيدة" في لبنان يحول دون تطبيق قرار مجلس الامن الدولي 1701 الذي وضع حدا للحرب بين اسرائيل وحزب الله في صيف 2006 وينص على نزع سلاح الميليشيات. قال سالم انه "الى ان تقوم دولة سيدة، سيظل لبنان ساحة معركة لقوى اجنبية".

وتابع انه من اجل قيام دولة سيدة "يجب تحقيق تقدم في الشق السوري الاسرائيلي من عملية السلام لان دمشق استخدمت لبنان مسرحا لمواجهتها مع اسرائيل، وهو ما فعلته الدولة العبرية ايضا". وقال عطالله ان "سوريا تريد ان تجعل من لبنان رهينة تستخدمها لمبادلتها بمنافع سياسية وامنية واقتصادية ولا سيما لاسقاط المحكمة الدولية" التي ستحاكم المتهمين باغتيال رفيق الحريري. يرفض حلفاء دمشق هذه الاتهامات. وقال الوزير السابق وئام وهاب انه "بدون الوجود السوري، فان لبنان سيتحول بسبب السنيورة وحلفائه الى قاعدة اميركية او اسرائيلية". واضاف ان "بعض اللبنانيين يعادون دمشق باوامر اميركية سعودية، لكن الغالبية الكبرى تريد اقامة علاقات ممتازة مع سوريا".

 

بين الجولان والمفاعل المزعوم

الياس حرفوش - الحياة - 26/04/08//

قد يكون مجرّد مصادفة أن يأتي إعلان سورية، وعلى لسان الرئيس بشار الاسد، عن استعداد اسرائيل للانسحاب من الجولان مقابل السلام، في اليوم ذاته الذي كان الكونغرس الاميركي يستمع الى صور وافادات من الادارة «تؤكد» أن الموقع العسكري الذي دمّرته اسرائيل في الغارة التي شنّتها في ايلول (سبتمبر) الماضي كان موقعاً معداً للاستخدام العسكري النووي بمساعدة من كوريا الشمالية.

لكنها صدفة خير من ميعاد! فالاعلان السوري عن المفاوضات غير المباشرة بواسطة القناة التركية يعني ان دمشق ليست مهتمة بالحلول العسكرية التقليدية للنزاع، ناهيك عن الحلول النووية، وانها على استعداد لإبرام صفقة سلام حالما يتوفر الشرط اللازم من وجهة نظرها لذلك، أي عند استعادة ارضها المحتلة سنة 1967. ولا يمنع ان يذهب الظن ايضاً الى الاعتقاد ان دمشق لا تعتبر علاقتها بكل من «حماس» و «حزب الله» عائقاً في وجه مثل هذه الصفقة. أي ان «التهمة» الموجهة الى العاصمة السورية، من قبل الاميركيين والاسرائيليين، أن رعايتها لهذين التنظيمين هي التي تحول دون توفير ظروف افضل للسلام على المسار الفلسطيني، فضلاً عن تعطيل الحل في لبنان من خلال دعم «حزب الله»، هذه «التّهمة» تسقط تلقائياً مع دخول الحل على المسار السوري طريق التنفيذ، فيذهب كل من «حماس» و «حزب الله» عندها الى السعي وراء رعاية اخرى، أو هكذا يُفترض.

الا أن الإعلان الاميركي عن تفاصيل الموقع النووي المزعوم في دير الزور يفترض ايضاً استنتاجات من نوع آخر. فإذا كانت اسرائيل هي التي حصلت على اشرطة الفيديو وحتى الصور المأخوذة من الارض، وهي التي قامت بتسليمها الى واشنطن، فما الذي كان يمنع أن يتمّ الاعلان عنها من اسرائيل نفسها، وهي المعنية قبل الولايات المتحدة بالموقع واهدافه، طالما انه موجّه ضدها بالدرجة الاولى، نظراً الى العداء بين البلدين؟

الجواب في واشنطن على هذا السؤال هو من شقين: الاول محاولة اميركية لقطع الطريق على أي امكانية للتقدم على المسار التفاوضي بين سورية واسرائيل، نظراً الى أن ما تنتظره واشنطن من دمشق، سياسة ونظاماً، هو أوسع وأشمل مما يمكن أن يرضي اسرائيل، وهو ربما ما دفع الرئيس الاسد الى الاعراب عن قناعته أن اي تقدم سيكون صعباً في ظل الادارة الحالية. أما الشقّ الثاني المتصل بدور كوريا الشمالية، فيشير الى رغبة الجناح المتشدد في ادارة بوش، ممثلاً خصوصاً بنائب الرئيس ديك تشيني، في التركيز على دور بيونغ يانغ في نشر السلاح النووي في مناطق حساسة، وبالتالي التشكيك في فرص نجاح المفاوضات الجارية مع كوريا الشمالية بشأن هذا الملف، والتي يديرها الديبلوماسي كريستوفر هيل، الذي كان لافتاً تأكيده امس ان التعاون النووي بين سورية وكوريا الشمالية «اصبح من الماضي». ي كل الاحوال، تبدو اثارة قصة الموقع السوري من جانب واشنطن على هذه الصورة الآن وكأنها اختبار للنوايا السورية اكثر مما هي قائمة على معطيات حقيقية. فحتى لو كان هذا الموقع قائماً للاغراض التي تتحدث عنها ادارة بوش، فإن الخبراء الاميركيين انفسهم يؤكدون ان الولايات المتحدة واسرائيل لم ترصدا أي عملية فيه لفصل اليورانيوم أو أي منشآت لصناعة اسلحة نووية، فضلاً عن عدم وجود دلائل حول كيفية قيام سورية بتوفير الوقود لهذا المفاعل المزعوم.

اذا كان الأمر اختباراً للنوايا، فان الرد السوري المتعلق بعرض السلام لن يعتبر رداً كافياً، لا من جانب اسرائيل او حتى من جانب الولايات المتحدة. فحتى لو تم اسقاط ادارة بوش من المعادلة وعدم الرهان عليها، فإن حسابات السلام من وجهة النظر الاسرائيلية تقتضي ما هو اكثر من نفي وجود موقع نووي في دير الزور الى اشارات اخرى تتمثل في سياسة سورية حيال القضايا المتصلة بالنزاع، واهمها الموقف من التنظيمات الفلسطينية الرافضة لمبدأ السلام وما يتطلبه من التزامات. فلا يكفي القول ان مصير الرعاية السورية لهذه التنظيمات رهن بمستقبل التفاوض، لأن خيار السلام هو تعبير عن قناعة بالدرجة الأولى وليس مجرد قرار تكتيكي يخضع للتوقيت وحسابات المصالح

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 26 نيسان 2008

البيرق

زار قيادي كبير ليل امس مرجعا دينيا بعيدا عن الأضواء ولم يرشح شيء عن هذه الزيارة .

البلد

تتكثّف زيارات الدبلوماسيين الذين تشارك دولهم في قوات اليونيفيل إلى الجنوب بعد تقرير بان كي مون ويشدد الزائرون على اتخاذ هذه القوات المزيد من الاحتياطات الأمنية.

ذكرت مصادر مقرّبة من عين التينة ان الرئيس بري قد يمدّد مهلة الأيام الثلاثة للجواب على مبادرته بعد اختراقات ايجابية مقبولة من قبل 14 آذار.

رأت مصادر في المعارضة أن موقف رئيس كتلة من مرشح جا?ت متمايزة عن التكتل الأوسع الذي يشارك فيه مستفيداً من حادثة مؤلمة ليطل بهذا الموقف

الشرق

حوار ساخن ميز اجتماعا لشخصيات درزية معارضة بعدما اعترض قطب ديني على استمرار مناهضة الدور الوطني للنائب وليد جنبلاط " لغايات ومصالح لا علاقة لطائفة الموحدين فيها " .

سياسي شمالي يصر على رفضه اي اصطفاف مهما اختلفت تسميته وابلغ مراجعيه " ان علتنا في البلد ناجمة عن تفضيل البعض مصالحهم الشخصية على المصلحة الوطنية .

وزير مستقيل يرى في طريقة التعاطي الرسمي معه وكانها لا تعبر عن نظرة مرجع حكومي الى كونه من تشكيلة المعارضة .

النهار

تملك سفارات عربية واجنبية معلومات عن الجهة التي حركت ايمن الظواهري في هذا التوقيت بالذات.

تمنى مرجع ديني لو ان الرئيس بري اغلق ابواب المجلس على النواب الى ان ينتخبوا رئيسا للجمهورية، لا ان يقفلها في وجوههم.

تردد ان المساعي بين بكركي والرابية توقفت عند نقطتي انهاء الاعتصام في وسط بيروت، وتأمين النصاب لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية.

السفير

جرت لقاءات في إحدى العواصم الأوروبية بين مستثمرين لبنانيين وخليجيين وأوروبيين، لوضع اللمسات الأخيرة على مشروع في لبنان كلفته مليار ونصف المليار دولار.

قرر أحد الوزراء العودة الى تصريف الأعمال من وزارته من دون حضور جلسات مجلس الوزراء، بهدف تسهيل شؤون المواطنين.

تبين أن قرارات عدة اتخذها مجلس الوزراء لمعالجة اوضاع السجون، لكنها لم تنفذ، ومنها مسألة كثافة المساجين.

المستقبل

تستغرب اوساط ديبلوماسية كيف ان اطرافاً خارجيين يعمدون الى المساهمة في ادارة الازمة في لبنان وليس في حلها.

قالت مصادر في واشنطن ان مسعى الرئيس الاميركي جورج بوش الى حل الازمة الفلسطينية ـ الاسرائيلية قبل انتهاء ولايته، يأتي في سياق درجت عليه كل الادارات قبل انتهاء ولاياتها.

اوضحت مصادر عربية ان استمزاج مستوى الصدقية السورية، عربياً ودولياً بالنسبة الى السلام والجولان، هو من بين اهداف الطرح الذي تعمل عليه تركيا بين دمشق وتل ابيب.

اللواء

تخشى مصادر دبلوماسية من أن تكون إثارة ملف التعاون النووي الكوري - السوري رسالة اعتراضية أميركية على تحريك المسار السوري - الاسرائيلي في هذه المرحلة!·

يدور صراع خفي، داخل تيار معارض بين نسيب لرئيسه وقريب منه، على خلفية وراثة الزعامة في الوقت المناسب·

لا يبدي مرجع كبير حماساً قوياً للتحرك النقابي في الشارع، ويفضّل حصول تفاهم على زيادة غير مرهقة للمالية العامة·

الأخبار

بعدما رفضت حكومة إمارة دبي طلبات أميركية بالإفراج عن أحد الموقوفين بتهمة الاختلاس من شركة كبرى في الإمارة، بادر الرئيس فؤاد السنيورة إلى التواصل مع المسؤولين البارزين هناك من أجل الطلب نفسه، وذلك لكون الشخص الموقوف الذي ترأس مجلس إدارة شركة تعنى بأمور غالبية سكان الإمارة، هو من أصل لبناني حاول أصدقاء له وأقارب العملَ على إطلاقه قبل انتهاء التحقيقات معه. وقد اعتذر المسؤولون من السنيورة عن عدم القدرة على تلبية مطلبه. الجدير بالذكر أن السنيورة يوحي عادةً بأن اتصالاته هذه تندرج في إطار الاتصالات السياسية الخاصة بالوضع في لبنان.

أنهت القوات اللبنانيّة تنظيم صفوفها في معظم المناطق اللبنانيّة، باستثناء كسروان التي سيبدأ العمل فيها قريباً. وسجّلت مرجعيات قواتيّة معارِضة لجعجع مفاجأتها بقدرة الأخير على لمِّ شمل المحازبين، وتنظيم صفوفهم من دون الاصطدام بمشاكل على خلفيّة توزيع المهام والمناصب.

بدأت مباحثات جديّة بين أكثر من طرف في المتن الشمالي لتأليف لائحة ثالثة، يتمتّع أصحابها بصدقيّة شعبية وبسجل نظيف، تكون قادرة على التأثير في نتائج الانتخابات النيابية المقبلة وخرق ثنائية المعارضة والموالاة.

تجهد مرجعيّة مارونيّة موالية لشراء وسيلة إعلاميّة إلكترونيّة بعدما اقتنعت بضرورة الإعلام الإلكتروني وأهميّته، وخصوصاً لدى شريحة المحايدين، وشعورها بأن الوسيلة المذكورة تؤثّر سلباً عليها في الرأي العام.

يحاول تيار المستقبل إعادة جمع مناصريه في عدّة بلدات عكاريّة أدّت الخلافات الشخصية بين مؤيدي التيار فيها إلى انقسام التيار واختراقه بمجموعات موالية للنائب السابق وجيه البعريني.

رأت شخصية معارضة أنّ محاولات استئثار قوى السلطة وصلت إلى حدّ محاولة السيطرة على الجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني. وهذه المحاولات السلطوية لا تقتصر على "تفريخ" الجمعيات والمؤسسات، بل تتعدى إلى "السيطرة على المجالس الإدارية لمنظمات غير حكومية موجودة وفاعلة على الأرض في مجالات مرتبطة مباشرةً بقضايا سياسية".

 

الرئيس بري عين الثلاثاء 13 ايار موعدا جديدا لجلسة انتخاب الرئيس وأمل بالتجاوب مع الدعوة الى الحوار لاخراج البلد مما يتخبط فيه

وطنية - 26/4/2008 (سياسة) صدر عن الامانة العامة لمجلس النواب ما يلي: "قرر رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، يوم الثلاثاء في 13 ايار موعدا جديدا لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية ، وذلك في تمام الساعة الثانية عشرة. وبعد تعيين جلسة انتخاب رئيس الجمهورية ادلى الرئيس بري بالتصريح الاتي: " كنت قد وعدت بتعيين جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية في اواخر الشهر الحالي في حال لم تجاوب الموالاة مع الدعوة للحوار خلال ثلاثة ايام، غير ان الاجواء الايجابية التي سادت مؤخرا والتي تنبىء بالتجاوب مع هذه الدعوة، دفعتني الى تقديم موعد جلسة الانتخاب من اواخر شهر ايار الى النصف الاول منه، وذلك ملاقاة مني للاخوة في الموالاة للاسراع في الحوار علنا نتوصل الى النتيجة المتوخاة التي تخرج البلد نهائيا مما يتخبط ونتخبط فيه، آملا ان يحسم الموقف بالتجاوب مع الدعوة الى الحوار كي نجلس سويا قبل الموعد الجديد، والله ولي التوفيق".

 

النائب دندشي ردا على "حزب الله" عن التوطين: ما جدوى الحوار في ظل لعبة الأكاذيب المسمومة؟

وطنية- 26/4/2008 (سياسة) سأل النائب عزام دندشي في رد اليوم على كلام "حزب الله" عن التوطين عن "جدوى العودة إلى الحوار في ظل لعبة المزايدات الممجوجة والأكاذيب المسمومة عن التوطين؟ وهل الدعوة لنا للجلوس إلى الطاولة لكي تحاورونا أم إلى داخل صحنكم لتلتهمونا وإلى أين تريدون أخذ هذا الوطن مع كل هذه الأحقاد ولحماية مصلحة أي وطن؟" وقال: "ذهلنا في تظاهرة 8 آذار بجهركم بالقول "شكرا سوريا" بعد زلزال 14 شباط يوم ضربتم بعرض الحائط مشاعر غالبية الشعب اللبناني، فأتاكم السيل الجارف في 14 آذار، كما أذهلنا بعد حرب تموز تخوينكم للغالبية الشعبية والنيابية ولحكومة السيادة والاستقلال. وبالأمس لامستم الفتنة الداخلية بقيادتكم للضغوط من أجل الإفراج عن عصابة الضباط الأربعة بعدما سبق وفشلتم في عرقلة إقرار المحكمة الدولية لمعاقبة قتلة شهيد كل لبنان والذي شرع دوليا المقاومة، ولأن الوفاء يعني الديمومة حتى بعد الممات فكيف بعد الاستشهاد، وهي دلالة على رقي الإيمان، فقليل من الوفاء يا "جماعة الوفاء للمقاومة".

وسأل: "اليوم في الذكرى الثالثة لخروج قوات الوصاية والاحتلال السوري، هل المطلوب وحدة المسار والمصير مع مفاعل طهران؟ فقليل من الوطنية يا جماعة ريف دمشق وضاحية طهران".

 

المكتب الاعلامي لجعجع: خبر اعتراض مسلحّين من حزب الله لليونيفيل ورد في تقرير بان وكلام الموسوي غير ذي فائدة

 وكالات/ردّ المكتب الاعلامي لرئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع على كلام مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله نوّاف الموسوي والذي يتهّم فيه رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية باستغلال كل الوقائع "للتحرش" بحزب الله وبأن الدكتور جعجع قد تبنّى الرواية الاسرائيلية المتعلقّة باعتراض مسلحّين من حزب الله دورية لليونيفيل حاولت منعهم من تهريب شاحنة سلاح الى جنوب الليطاني، فأصدر بيانا جاء فيه:

 اولاً: إن حزب الله ومسؤوليه باتوا لا يفوّتون فرصةً للتصويب على الأطراف اللبنانية التي تعمل لرفع سيف التسلّط السوري والايراني عن أعناق اللبنانيين ويجترّون مفردات القاموس السوري الشهير في التخوين والعمالة لإسرائيل الذي مجّه اللبنانيون خلال عقودٍ طويلة من القهر والاضطهاد، وكلام السيّد نواف الموسوي جاء هو الآخر ليُثبت صحّة هذه النظرية ويصّب في الخانة السورية ذاتها.

يقول العلاّمة السيّد علي عاشور في الصفحتين 325 و 327 من كتابه "ولاية الفقيه" الصادر عن دار الهادي: أن كل قرارات حزب الله خاضعة لرقابة ولي الفقيه، سواء كان ذلك بطريق مباشر او غير مباشر، امّا أوامر ولي الفقيه فهي غير خاضعة للجدل او النقاش ويتوجّب على حزب الله تنفيذها دون أي اعتراض.

امّا وأن يكون السيّد نوّاف الموسوي قد اعتاد هذا النمط في تنفيذ أوامر الولي الفقيه في إيران بانصياعٍ تام  واسترخاءٍ كلّي، فهي مسألة نربأ بأنفسنا عن نفيها أو التصديق عليها، ولكن ما يهمّنا  في الأمر هو التأكيد للسيد موسوي ولحزب الله من خلفه أن تصعيد النبرة الكلامية ورفع سبابة اليد وتوجيه الإتّهام بالعمالة لإسرائيل، كلها محاولاتٍ بائسة لن تُثني القوات اللبنانية وبقية اللبنانيين عن التعبير بكلّ حرية وديمقراطية عن آرائهم بعدما دفع هؤلاء اللبنانيين بشكلٍ عام والقوات اللبنانية والمسيحيين بشكلٍ خاص ضريبة دمٍّ باهظة لكي تبقى هذه البقعة من أرض الشرق منارة للحضارة والحرية.

 ثانياً: إن خبر اعتراض مسلحّين من حزب الله لدورية اليونيفيل، ورد، بحسب وكالة "الاسوشيتد برس" في التقرير النصف السنوي الذي رفعه الأمين العام للأمم المتحدّة بان كي مون نهار الثلاثاء في 22 نيسان الجاري، وبات جليّاً والحالة هذه، أن كلام السيّد نوّاف الموسوي غير ذي فائدة تُذكر ومردود سلفاً مع الشكر الجزيل.

 

الوزير سركيس: لطرح بري خلفيات هدفها الإستمرار في تأجيل الاستحقاق الرئاسي لدى الدكتور جعجع معلومات دقيقة بأن الزوقي نقل بسيارات معروفة الى الجنوب/قرار إعادة فتح المرفأ السياحي في جونية خطوة ستنعكس إقتصاديا بشكل إيجابي

وطنية- 26/4/2008 (سياسة) أكد وزير السياحة جو سركيس، في حديث إلى إذاعة "لبنان الحر" ضمن برنامج "على مسؤوليتك"، أن الدكتور سمير جعجع "يتبع منذ خروجه من السجن وحتى اليوم خطا سياسيا واحدا ومتماسكا، فالقوات اللبنانية ليست ضد الحوار، وموقف جعجع الأخير من دعوة الرئيس نبيه بري ليس موقفا متطرفا أو متشددا"، ولفت الى "أنه بعد كل التجارب السابقة بالنسبة إلى جلسات الحوار التي انعقدت قبل حرب تموز 2006، لم نتمكن من تنفيذ أي من هذه القرارات التي اتخذت وتم التراجع عنها من قبل بعض الأطراف المشاركة في الحوار". وقال الوزير سركيس "ان توقيت هذا الحوار وعدم وجود أي مضمون جدي يدعم مبادرة بري هما موضع شكوك"، واصفا المبادرة ب"الجوفاء". وأعرب عن اعتقاده بأن "لطرح بري أبعاد وخلفيات هدفها الإستمرار في تأجيل الاستحقاق الرئاسي"، مشددا على "ان القوات اللبنانية تريد بالدرجة الأولى الوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية وبعدها يتم الحوار في قصر بعبدا بإشراف رئيس الجمهورية لبت المسائل الخلافية". وإذ أكد "أن مشكلة لبنان ليست بين فريقين لبنانيين يتصارعان على السلطة كما يريد أن يصورها البعض"، أشار إلى "ان الصراع هو بين أكثرية اللبنانيين والنظام السوري الذي لا يعترف بلبنان ككيان ودولة"، لافتا إلى توقيت تحرك الرئيس بري "الذي هو موضع تساؤل عشية ما يحكى عن مفاوضات بين اسرائيل وسوريا"، معتبرا "أن اللعبة أكبر من لعبة حوار"، ومشددا على "أهمية التنبه وعدم الدخول في هذه العملية الاقليمية الكبيرة، لعدم السماح باستعمال لبنان ساحة لتنفيذ الأهداف والمخططات الاقليمية التي لا تصب في مصلحته".

واكد الوزير سركيس "أن قوى 14 آذار تؤيد مبدأ الحوار كسبيل للوصول إلى حل، وهي ستجتمع للخروج بموقف موحد حول هذا الموضوع". وذكر بأنها "ليست المرة الأولى التي تدخل فيها سوريا في مفاوضات مع اسرائيل، وبالتالي فالسوريون اليوم تحت الضغط ومحاصرون بسبب المحكمة الدولية، من هنا ارتأت سوريا فتح مجال للحوار مع الاسرائيليين يخفف عنها الضغط والحصار الدولي الآتي". وأعرب عن اعتقاده "بان السوريين لن يصلوا إلى حد توقيع اتفاق سلام مع اسرائيل إنما يقومون بمجرد مناورة لتخفيف الضغط الدولي"، مشيرا إلى "ان مبادرة الرئيس بري تدخل في هذا الاطار".

وعن حادثة زحلة وتداعياتها، أشار إلى "أن حزب الله لديه مشكلة مع القوات اللبنانية منذ أمد بعيد"، مذكرا بتجربته في انتخابات بلدية بيروت "حيث قاطع ممثل حزب الله جلسة تصوير اللائحة بسبب وجود ممثل للقوات فيها، وفي ما بعد تم إخراج الصورة ووضعت صورته من خلال المونتاج".

واعتبر الوزير سركيس "أن حزب الله يحمل مشروعا مستوردا لا يخدم مصلحة لبنان والعيش المشترك والتعددية التي تميز لبنان"، وأكد "المعلومات التي وردت على لسان الدكتور جعجع الذي اتهم حزب الله بأنه هرب منفذ جريمة زحلة"، وقال: "الدكتور جعجع لديه معلومات جدية ودقيقة والسلطات الأمنية لديها معلومات أيضا بأن الزوقي تم نقله بسيارات محددة أرقامها معروفة كما المكان الذي ذهب اليه الزوقي في منطقة الجنوب بعد اقترافه الجريمة".

وعن علاقة القوات بالعماد ميشال عون، ذكر الوزير سركيس بأن "أول زيارة قام بها الدكتور جعجع عند خروجه من السجن كانت للعماد عون بهدف طي صفحة الماضي والتطلع نحو المستقبل علما أن العماد عون زاره في السجن قبيل خروجه منه"، ولفت الى "أن الخلاف اليوم أصبح كبيرا، وهو خلاف جوهري"، مشيرا إلى "أن المسيحيين الذين اقترعوا في العام 2005 بنسبة 60 أو 70% للعماد عون لم يتغيروا بل بقيوا على ثوابتهم، لكن العماد عون ونوابه هم الذين تغيروا". وقال "إن المسيحيين سمعوا ذلك الحين من العماد عون كلاما يطمئنهم"، لافتا إلى "أن الذي حصل هو تبدل الخطاب والموقف من قبل العماد عون والتيار الوطني الحر ونواب التكتل"، واعتبر "أن العماد عون وفريقه السياسي ذهبا بعيدا في الخيارات البعيدة كل البعد عن الخيارات المسيحية".

وقال: "ما يحصن الوضع المسيحي هو وعي الرأي العام المسيحي، إضافة إلى وعي القيادات المسيحية داخل قوى 14 آذار التي تعلمت من تجارب الماضي ولا تريد الدخول في حرب أهلية في المناطق المسيحية، إن كان بين المسيحيين وحزب الله أو بين المسيحيين أنفسهم".

وإذ أكد "ان القوات اللبنانية لن تنجر أبدا إلى أي فتنة"، أكد "أنه ليس باستطاعة احد اليوم تشويه صورة القوات اللبنانية إن من خلال تلفيق الأكاذيب أو نبش القبور"، معتبرا "أن محاسبة القوات تكون من خلال حضورها السياسي وأدائها وانفتاحها على الوطن، ومن خلال العمل الذي تقوم به في الحكومة وفي المجلس النيابي وعلى الصعيد الشعبي، وليس من خلال نبش القبور". أضاف: "السعوديون والايرانيون أكدوا عدم السماح بأي فتنة في لبنان قد تؤدي إلى مشكلة سنية- شيعية، ولكن الفريق السوري يريد حربا أهلية في لبنان لسببين، السبب الأول لكي يبرر عودته إلى لبنان والتي يحلم بها عقائديا وتاريخيا، والسبب الثاني، سعيا لتعطيل لايقاف مسار المحكمة الدولية إذا أمكن". وإذ تمنى الوزير سركيس على الجميع في لبنان "وعي دقة المرحلة"، تطرق إلى الوضع الاقتصادي، فاعتبر "أنه اذا نجح الموسم السياحي في لبنان سيكون لذلك انعكاسات على جميع اللبنانيين، وعلى قطاعات المناطق كلها، وبالتالي من مصلحة الجميع إنجاح الموسم السياحي".

وكشف على صعيد آخر "أن مساعيه بالتعاون مع المعنيين أثمرت قرارا بإعادة فتح المرفأ السياحي في مدينة جونية"، مؤكدا "أن هذه الخطوة ستنعكس إقتصاديا بشكل إيجابي ليس على كسروان فحسب، بل أيضا على منطقتي المتن وجبيل". ونوه في هذا المجال ب"الجهود التي بذلها وزير الأشغال والنقل محمد الصفدي وتجاوبه لإنجاز هذه الخطوة".

 

النائب يعقوب: حريصون على عدم زج البلد في الفتنة

وطنية - 26/4/2008 (سياسة) أكد عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب حسن يعقوب، خلال ندوة سياسية أقامها "حزب الله" في بلدة دير سريان، "أنه عندما يقال اننا لا نريد لبنان ساحة، فهذا لا يعني ان نأخذ كل الساحة ونضعها في أحضان الغرب والمشاريع الاخرى. وعندما لا يريدون ان لا نكون ساحة للتجاذب فهم بالمقابل، يريدون تقويض كل الساحة وتحويل وجهة الصراع بالكامل وتحويل الواقع الداخلي اللبناني والالتفاف على كل المفاهيم الوطنية، ومفاهيم المقاومة في لبنان بالاتجاه الآخر الاستسلامي". واعتبر النائب يعقوب "ان الموضوع هو موضوع حق وباطل ومواجهة ومقارعة الظلم في مقابل الاستسلام، وهذا هو الواقع الذي اخترنا الجزء الاكبر منه ولم يعد هناك امكانية لهذا المشروع ولا لعملية التفاف على أي مشاريع لا تندرج الا في سياق مصلحة هذا الشعب الذي هو الموضوع الاساس الذي لا يمكن ان يتم تضليله او الضحك عليه لأنه دفع ضريبة الدم والجهاد وضريبة العرب، واستطاع ان يمسك مصيره بيده بغض النظر عن كل الاقاويل وكل الاحاديث التي تأتي من هنا وهناك من مصادر ترف ودلع وفنادق. الواقع، وللأسف الشديد انه يتم عملية اطالة امد عمر حكومة السنيورة وفريقه الحاكم".

وقال: "نحن الحريصون على عدم زج البلد في الفتنة وعلى اخراج البلد منها حتى لو طال الوقت ولو فرضت عملية ابتزاز واستعداء. فالآخر لا يريد الدخول في التسوية وسوف يفقد الحيثية الموجود فيها، وبالتالي السيد الذي يحركه يعتبره غير مجد وهو يؤمن الاستمرار لهذا الفريق الذي يسرق أموال الهيئة العليا للاغاثة، والذي يريد أن يلتف على الامر ويجيره بشكل أو بآخر والذي يضرب كل المؤسسات الدستورية في الدولة، ونحن نمارس عملية مراعاة لاعتبار عدم الصدام وعدم الانطلاق بما يريدون وبعدم تطبيق المشروع الذي انتهجه دايفد وولش وغيره". وختم النائب يعقوب بالقول: "نحن مهما طال الزمن، فالنتيجة معروفة وهي أن الذي نستطيع ان نؤمنه لشعبنا ولأهلنا هو واقع معلوم وواضح بكل تفصيله، ولكن نحن اهل الصبر والحمية نعتبر ان هذه المشاريع قد وصلت وشارفت على النهاية، وقد انكشفت كل الخلفيات الخطيرة والنتائج التي كانت يمكن ان تنتج من هذه المشاريع قد كشفت بالكامل".

 

الوزير رزق وصل قطر لتمثيل لبنان في "المؤتمر الاقليمي الثاني للعدالة"

وطنية- 26/4/2008(متفرقات) وصل إلى قطر ظهر اليوم وزير العدل الدكتور شارل رزق على رأس وفد قضائي ضمّ النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا ورئيس الغرفة السادسة لدى محكمة التمييز القاضي رالف الرياشي، بدعوة من وزيرة العدل الفرنسية السيدة رشيدة داتي والنائب العام في دولة قطر الدكتور علي بن فطَيْس المَرّي لتمثيل لبنان في "المؤتمر الإقليمي الثاني للعدالة" الذي تنظمه في الدوحة وزارتا العدل والخارجية الفرنسيتين والنيابة العامة في دولة قطر تحت عنوان "فصل السلطات واستقلال القضاء وإسهام النيابات العامة في دعم دولة القانون". وقد دُعِيَتْ إلى هذا المؤتمر جميع الدول العربية للاستفادة من التجربة الأوروبية في التنسيق بين الأنظمة القانونية المختلفة وصولاً لتحقيق تعاون وثيق وشامل بين الأنظمة القضائية العربية ونظام النيابة العامة الفرنسية في إطار الاتحاد الأوروبي.

 

الرئيس بري عرض التطورات مع الوزير السابق منصور

سلام: نحن امام فرصة داخلية للولوج بجدية إلى الحوار

وطنية- 26/4/2008 (سياسة) استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم في عين التينة الوزير السابق البير منصور وعرض معه للتطورات المحلية.

ثم استقبل النائب السابق تمام سلام الذي قال بعد اللقاء: "لقائي مع دولة الرئيس بري يأتي في وقت تشهد فيه الساحة السياسية انطلاقة جديدة او تحركا جديدا باتجاه مزيد من الحوار الذي لم يتوقف بل ربما أخذ أشكالا مختلفة ثنائية او ثلاثية منها في الداخل ومنها في الخارج ومنها من خلال مبادرات عربية وغيرها، ولكن المادة الحوارية برأيي هي هي، وتم قطع شوط كبير فيها في الماضي واتفق على خطوط رئيسية وأساسية تتعلق بكثير من التحديات الداخلية. واليوم تأليف الحكومة وقانون الانتخاب هما أبرز ما يدور عنهما الحوار الذي لا يجب ان يحول دون إجراء انتخابات رئاسية وأن يتم ذلك في ظل وجود رئيس جديد للجمهورية، علما ان الخيار الآخر صعب، واذا ما استمرت الامور على ما هي عليه من تعقيدات واستحالة للخروج من المأزق قريبا سنكون ليس فقط من دون رئيس جمهورية ولكن ايضا من دون قائد جيش". اضاف: "مؤسسة الجيش ما زالت من أمتن وأقوى المؤسسات الوطنية التي نحرص عليها، ضمانة لكثير مما يواجه الوطن من أخطار أمنية ومطبات مررنا بها وما زلنا نتحسب .وبالتالي هل من الافضل ان نصل الى ذلك الوضع وأي حوار ساعتئذ سيكون وفي أي أجواء؟ من هنا استمعت اليوم الى الرئيس بري ولنواياه في دفعة جديدة الى الامام للحوار، وهو يعتقد أنه اذا ما صفيت النيات والتقت قيادات الصف الاول واجتمعت واتفق بالمبدأ على شكل الحكومة بعناصرها العريضة وليس بالتفصيل أي النسب وكذلك قانون الانتخابات من دون الدخول في التفاصيل، عندئذ تصبح ربما عملية انتخاب رئيس الجمهورية تحصيل حاصل".

سئل: اليوم عاد رئيس تيار "المستقبل" النائب سعد الحريري واليوم حدد الرئيس بري موعدا لجلسة انتخاب الرئيس، فهل من رابط بينهما؟

أجاب: "لعله يكون فأل خير التلازم بين هذين الأمرين. من الطبيعي ان يكون لعودة الشيخ سعد الحريري تأثير مباشر على تفعيل عجلة الاتصالات وربما الحوار والمساهمة المباشرة في طرح أفكار وتصورات. لم يتسن لي بعد لقاء الشيخ سعد الحريري لأفهم منه ما هي الأجواء، ولكن اعتقد اننا امام فرصة محلية داخلية بعيدا مرحليا عن المبادرات الخارجية العربية وغيرها، لولوج خطوات جدية باتجاه عقد لقاءات او اجتماعات لطاولة الحوار وآمل ان يتم ذلك والناس تنتظر شيئا في هذا الاتجاه، علما انني لا أتجاهل العقد والسلبيات التي تراكمت عبر الأشهر الماضية داخليا واقليميا، وبالتالي الجهد الجبار الذي يجب ان يبذل من الأفرقاء يبقى المدخل الجدي وخصوصا اذا ما حاولنا ان نبتعد قليلا عن الكلام التهجمي والاستنسابي والآراء الحادة والمواقف والخطابات الصدامية وخصوصا عند القيادات الاساسية".

 

النائب خليل: موقف النائب جنبلاط شجع على تقديم موعد الانتخاب ويجب ان يكون حافزا للقوى الاخرى للدخول في حوار جدي مسؤول

وطنية - حاصبيا - 26/4/2008 (سياسة) اعلن المستشار السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي حسن خليل، في تصريح خلال جولة له في منطقة حاصبيا، تعقيبا على تحديد الرئيس بري موعد جلسة انتخاب رئيس للجمهورية في الثالث عشر من ايار المقبل، "ان الجلسة التي كانت النوايا متجهة لعقدها في نهاية الشهر المقبل تم تقريب هذا الموعد نتيجة المناخات الايجابية التي تولدت خلال الايام الماضية من خلال حركة الاتصالات التي حصلت والتي برز فيها موقف النائب وليد جنبلاط المؤيد للحوار". وقال: "مثل هذا الموقف شجع الرئيس نبيه بري على تقديم هذا الموعد الى 13 ايار، وتحديده لا يعني على الاطلاق اقفال الباب امام انعقاد طاولة الحوار، بل على العكس هذا الامر يجب ان يكون حافزا للقوى الاخرى لاعادة النظر في موقفها الرافض والدخول في حوار جدي مسؤول متواصل سريع، برأينا يمكن ان يؤدي الى تفاهم حول النقطتين العالقتين من المبادرة العربية، حيث لا خيار امام اي فريق من الفرقاء الا هذا الامر، لان حالة المراوحة السائدة اليوم في ظل اوضاع معقدة على مستوى المنطقة وعلى تشنجات على مستوى الداخل تنذر بمخاطر اذا ما اعتقد البعض او ظن انها لمصلحته او تريحه على المدى البعيد".

 

القوات" ردت على اتهام الموسوي لجعجع باستغلال الوقائع للتحرش ب"حزب الله": تصعيد النبرة الكلامية ورفع سبابة اليد وتوجيه الإتهام بالعمالة

محاولات بائسة لن تثنينا عن التعبير بكل حرية وديموقراطية عن آرائنا

"القوات" تستذكر شهداءها في ذكرى الانسحاب السوري وتهنىء المسيحيين بالفصح

وطنية - 26/4/2008 (سياسة) صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع البيان الآتي:

"تعليقا على الكلام الوارد على لسان مسؤول العلاقات الدولية في "حزب الله" نواف الموسوي والذي يتهم فيه رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" في استغلال كل الوقائع "للتحرش" ب"حزب الله", وبأن الدكتور جعجع قد تبنى الرواية الاسرائيلية المتعلقة باعتراض مسلحين من "حزب الله" دورية لل"يونيفيل" حاولت منعهم من تهريب شاحنة سلاح الى جنوب الليطاني، يهم المكتب الإعلامي للدكتور جعجع توضيح الآتي:

"اولا: إن "حزب الله" ومسؤوليه باتوا لا يفوتون فرصة للتصويب على الأطراف اللبنانية التي تعمل لرفع سيف التسلط السوري والايراني عن أعناق اللبنانيين ويجترون مفردات القاموس السوري الشهير في التخوين والعمالة لإسرائيل الذي مجه اللبنانيون خلال عقود طويلة من القهر والاضطهاد، وكلام السيد نواف الموسوي جاء هو الآخر ليثبت صحة هذه النظرية ويصب في الخانة السورية ذاتها.

يقول العلامة السيد علي عاشور في الصفحتين 325 و 327 من كتابه "ولاية الفقيه" الصادر عن دار الهادي: "أن كل قرارات "حزب الله" خاضعة لرقابة ولي الفقيه، سواء كان ذلك بطريق مباشر او غير مباشر، اما أوامر ولي الفقيه فهي غير خاضعة للجدل او النقاش ويتوجب على "حزب الله" تنفيذها دون أي اعتراض.

اما وأن يكون السيد نواف الموسوي قد اعتاد هذا النمط في تنفيذ أوامر الولي الفقيه في إيران في انصياع تام واسترخاء كلي، فهي مسألة نربأ بأنفسنا عن نفيها أو التصديق عليها، ولكن ما يهمنا في الأمر هو التأكيد للسيد موسوي ول"حزب الله" من خلفه أن تصعيد النبرة الكلامية ورفع سبابة اليد وتوجيه الإتهام بالعمالة لإسرائيل، كلها محاولات بائسة لن تثني "القوات اللبنانية" وبقية اللبنانيين عن التعبير بكل حرية وديموقراطية عن آرائهم بعدما دفع هؤلاء اللبنانيين في شكل عام و"القوات اللبنانية" والمسيحيين في شكل خاص ضريبة دم باهظة لكي تبقى هذه البقعة من أرض الشرق منارة للحضارة والحرية.

ثانيا: إن خبر اعتراض مسلحين من "حزب الله" لدورية "اليونيفيل"، ورد، بحسب وكالة "الاسوشيتد برس" في التقرير النصف السنوي الذي رفعه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون نهار الثلاثاء في 22 نيسان الحالي، وبات جليا والحالة هذه، أن كلام السيد نواف الموسوي غير ذي فائدة تذكر ومردود سلفا مع الشكر الجزيل".

بيان

من جهة اخرى صدر عن الدائرة الإعلامية في "القوات اللبنانية" بيان بمناسبة الذكرى الثالثة لانسحاب القوات السورية من لبنان، جاء فيه:

"إن ننسى لا ننسى الذين استشهدوا كي نبقى نحن. أن ننساهم إنها الخطيئة المميتة"،

26 نيسان 2005 في مثل هذا اليوم منذ ثلاث سنوات ازيح الكابوس الجاثم على صدر اللبنانيين فأشرقت شمس الحرية من خلف جبل لبنان الأشم ليعم نورها الوطن أجمع. في مثل هذا اليوم منذ ثلاث سنوات، أطل فجر الكرامة والعنفوان الذي لطالما دغدغ مشاعر المسيحيين مذ وجدوا واستماتوا في الذود عن مرتع الحرية هذا في الشرق. إن "القوات اللبنانية" في ذكرى انسحاب جيش الوصاية السوري النظامي عن أرض لبنان، إذ تستذكر شهداءها وشهداء حركة الرابع عشر من آذار الاستقلالية، الأحياء منهم والأموات، الذين ضحوا دفاعا عن لبنان ورفضا للهيمنة الخارجية عليه، تعاهد اللبنانيين أنها لن تحيد عن خط حدده هؤلاء الشهداء بالدم، ولن تستكين حتى تحقيق السيادة الوطنية الناجزة وبسط سلطة الدولة اللبنانية، بمؤسساتها الرسمية كافة، على كامل التراب الوطني".

تهنئة

الى ذلك أصدر حزب "القوات اللبنانية" البيان الآتي: "لمناسبة عيد الفصح لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي، تتقدم "القوات اللبنانية" بأحر التهاني من اللبنانيين بشكل عام ومن الطوائف الأرثوذكسية على وجه التحديد، متمنية لهم أعيادا سعيدة وفصحا مجيدا. اضاف: "إن عيد الفصح في هذه السنة يتزامن مع أزمات سياسية مفتعلة تؤدي في ما تؤدي اليه الى شلل إقتصادي وتقويض لمقومات الدولة وركائزها. وإن "القوات اللبنانية"، إذ تغتنم هذه المناسبة المقدسة لحض الأطراف اللبنانية كافة على الإرتقاء بسلوكها السياسي عن المصالح الأنانية الضيقة وعن الإرتهان للخارج، ترجو أن تكون قيامة المسيح الحي من بين الأموات مقدمة لقيامة لبنان واستعادة حريته وعافيته".

 

النائب الحريري يلتقي البطريرك صفير

وطنية - 26/4/2008 (سياسة) وصل رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري، الى الصرح البطريركي في بكركي، حيث التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، ولا يزال اللقاء مستمرا.

 

النائب كنعان: "التيار" هو الأقوى مسيحيا ومن حق العماد عون الترشح للرئاسة

الوصاية حرمتنا الديموقراطية وحرمتنا حقوقنا ولم نستعد أيا منهما حتى اليوم

وطنية - 26/4/2008 (سياسة) أكد النائب إبراهيم كنعان في حديث الى "المؤسسة اللبنانية للارسال" أن "التيار الوطني الحر، لا زال رغم كل السجالات السياسية والحملات الإعلامية الموجهة ضده، الأقوى سياسيا وذا الحضور الأوسع مسيحيا"، مضيفا أن آخر إستطلاع للرأي أظهر أن نسبة التأييد ل"التيار" في المتن الشمالي ارتفعت أربع نقاط منذ الإنتخابات الماضية". سئل: كيف يفسر نتائج الإنتخابات الفرعية الأخيرة في المتن ما دامت شعبية "التيار الوطني الحر" لم تتراجع؟.

أجاب: "أن لكل إنتخابات فرعية ظروفها الخاصة, وفي المتن كان هناك تأثيرات كثيرة على الصعيد العاطفي وعمل الماكينات الإنتخابية والكثير من العوامل التي لعبت ضد التيار ومع ذلك كانت النتائج لصالحه. وتجدر الإشارة إلى أن كل تجارب الإنتخابات الفرعية أثبتت أنها مختلفة عن العامة لجهة عدم حصول تبادل أصوات فيها وتعدد المرشحين". ورأى "أن البلد اليوم في حالة إستقطاب سياسية حادة, ولا يمكن إختصار الحالة السياسية بطرف واحد، هناك طرفان وكل من يحاول الدخول بينهما سيلاقي صعوبة لا بل إستحالة في إمكانية تكوين حالة. الحل يكمن إما في التسوية وإما في الحسم وأي محاولة وسطية تصبح حركة بلا بركة".

وعما إذا كان موضوع البلديات والمخاتير أحرج تكتل النائب العماد ميشال عون؟ أوضح: "أن هذا الأمر لم يحرجنا لأننا نعرف بلدياتنا جيدا وكل بلدية هي موزاييك من مختلف الأحزاب اللبنانية وهناك أعضاء بلديات ومخاتير ينتمون إلى حزبنا".

وقال في موضوع الرئاسة "نحن مقتنعون أن رئيس جمهورية لبنان لا يجب أن يكون ثمرة توافق إقليمي دولي فقط، المطلوب أن يكون للبنانيين رأي يتكرس في إنتخابات تمثلهم تمثيلا صحيحا، كي يأتي رئيس يكون حكما أو حاكما وليس محكوما", مضيفا "أن رئيس الجمهورية بعد الطائف لم يعد في إستطاعته ضمان حق المسحيين لأن صلاحياته لا تسمح له بذلك، والمزاج المسيحي اليوم هو مع إنتخاب رئيس فاعل، حاكم وله دور".

وشدد على "ضرورة إشراك جميع الفرقاء في القرار الوطني لأنه ليس هناك اليوم تعاط صحيح مع من يمثلون الطائفة المسيحية, وبالتالي ليس هناك مشاركة وطنية صحيحة, والوسيلة الوحيدة هي قانون إنتخابات عادل يحل الكثير من الأمور، عندما سيتأكد إبن عكار وإبن زغرتا وإبن البترون وجزين ومرجعيون والأشرفية بأنه أصبح قادرا على إيصال من يمثله وأصبح لديه دور في الحياة السياسية كما يجب, عندها ستتغير الصورة وتحل الأمور".

وحذر "ممن يحاولون طمأنة اللبنانيين في موضوع التوطين"، قائلا "أن كل المؤشرات تدل على نية بتوطين الفلسطينيين في لبنان، إنطلاقا من الجالية التي جنست في عهد حكومات "تيار المستقبل"، مرورا بطلب مجلس شورى الدولة الذي يقضي بإعادة النظر في منح تلك الجنسيات والذي لم ينفذ منذ 1990 وحتى اليوم، وصولا إلى الجولات والمحادثات العربية التي تناولت اخيرا صندوق تعويضات الفلسطينيين بهدف إبقائهم في أماكن إقامتهم الحالية وخصوصا اللاجئين الفلسطينيين في لبنان".

وقال "أنه من حق العماد عون الترشح لرئاسة الجمهورية", مشيرا إلى "أنه في كل نظام ديموقراطي يملك رئيس كتلة بحجم كتلة العماد عون حق الترشح لرئاسة الجمهورية". وتمنى "لو كان اللبنانيون يعيدون الديموقراطية في الذكرى الثالثة للانسحاب السوري من لبنان", مردفا أن "الوصاية حرمتنا الديموقراطية وحرمتنا حقوقنا ولم نستعد أيا منهما حتى اليوم". وذكر المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية والمفقودين، معتبرا "أن هناك تقصيرا من قبل الحكومة اللبنانية والمجتمع المدني في هذا الملف، لكن هذا لا يعفي الدولة السورية من مسؤوليتها".

 

العلامة النابلسي: لبنان يجب ان يكون قويا امام دولة ارهابية

وطنية - 26/4/2008 (سياسة) استغرب رئيس هيئة علماء جبل عامل العلامة الشيخ عفيف النابلسي، في محاضرة القاها في حوزة الامام الصادق، "المواقف المتشددة التي تصدر بين الحين والآخر حول تسلح "حزب الله ولا تقابلها مواقف متشددة حول تسلح اسرائيل، التي أقر لها تقرير فينوغراد اعداد العدة لعدوان جديد على لبنان". وقال: "لبنان يجب ان يكون قويا امام دولة ارهابية عدوانية تجمع الى امكانياتها العسكرية اسلحة نووية ودعما اميركيا مطلقا. فهل تريدون مجددا لبنان قويا في ضعفه". اضاف: "لماذا تحرمون التسلح على "حزب الله" الذي يؤكد ان وجهة سلاحه هي فقط باتجاه العدو الاسرائيلي ولحماية لبنان، وتبيحونه او تغضون النظر عن ظاهرة التسلح لدى بقية الاحزاب اللبنانية"، متسائلا عن "وجهة هذا السلاح".

 

إسرائيل تلتزم الصمت ودمشق تنفي «الادعاءات» وتعتبر واشنطن «طرفاً» في الغارة على دير الزور

ملف المفاعل النووي السوري أمام الوكالة الذرية والتسريب الأميركي «تحذير» من تصعيد محتمل

واشنطن, دمشق, نيويورك، فيينا - جويس كرم, ابراهيم حميدي – الحياة- 26/04/08//

أكدت مصادر أميركية مسؤولة وأخرى قريبة من الادارة أن تفادي اشعال حرب في المنطقة كان السبب وراء الانتظار سبعة شهور قبل اعلان تفاصيل الغارة الاسرائيلية على موقع في دير الزور والتعاون السوري - الكوري الشمالي لبناء مفاعل نووي، مضيفة أن خروج الادارة عن صمتها اليوم يحمل السبب نفسه، وهو حشر دمشق دوليا وتحذيرها من اتخاذ أي دور في مواجهة أخرى محتملة هذا الصيف قد تشمل «حزب الله». واعلنت المصادر احالة هذا الملف على الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي قال رئيسها محمد البرادعي انه سيتحرى دقة المعلومات. وفيما التزمت اسرائيل الصمت امس، نفت دمشق «الادعاءات» الاميركية، واتهمت الادارة بـ»تصعيد الضغوط السياسية» عليها، وبأنها كانت «طرفا في تنفيذ» الغارة الاسرائيلية على الموقع. 

وكان مسؤولون في الادارة الاميركية عرضوا اول من امس على الكونغرس «ادلة» على ان الموقع العسكري السوري الذي تعرض للقصف في دير الزور في ايلول (سبتمبر) الماضي، هو مفاعل نووي كانت دمشق تبنيه بمساعدة خبراء من كورية الشمالية ظهر بعضهم في شريط مصور. وافاد بيان اصدره البيت الابيض انه بناء على «معلومات متنوعة»، فان «كوريا الشمالية ساعدت سورية على اجراء نشاطات نووية سرية»، من بينها بناء المفاعل النووي السري الذي استهدفته الغارة الاسرائيلية وكان قادرا على انتاج البلوتونيوم، ولم يكن لاهداف سلمية.

ونفت دمشق الادعاءات الاميركية، معربة عن «أسفها واستنكارها لحملة الافتراءات» التي تهدف الى «تضليل الكونغرس والرأي العام العالمي بادعاءات لتبرير الغارة الاسرائيلية ... التي كانت هذه الادارة على ما يبدو طرفا في تنفيذها»، مضيفة: «اصبح واضحا ان هذا التحرك يأتي في اطار المفاوضات المتعلقة بالملف النووي الكوري». واوضحت اوساط سورية لـ»الحياة» في دمشق ان الادارة الاميركية تريد تحقيق أمرين: «الضغط على بيونغ يانغ، وتصعيد الضغوط السياسية على سورية».

اما في اسرائيل، فالتزم المسؤولون الصمت بناء على تعليمات من رئيس الحكومة ايهود اولمرت الذي نقلت الاذاعة الاسرائيلية عن اوساط قريبة منه قوله انه «ليست هناك منفعة من استفزاز الرئيس بشار الاسد». في الوقت نفسه، رأت مصادر اعلامية ان كشف تفاصيل الغارة «يعزز القدرات الردعية لاسرائيل، ويزيد مخاوف دول اخرى في المنطقة من تطوير برنامج نووي سري مستقبلا»، مشيرة الى ان تل ابيب وواشنطن نسقتا في الشهور الاخيرة التفاصيل التي ستكشف.

من جانبه، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي في بيان ان الوكالة ستباشر التحري من اجل التحقق من صحة المعلومات الاميركية ودقتها. وانتقد سورية لعدم ابلاغ الوكالة عن نشاطاتها النووية،. كما انتقد كلا من واشنطن لعدم اطلاع الوكالة على المعلومات التي بحوزتها، واسرائيل لاستخدامها القوة من جانب واحد.

وفي نيويورك، أكد مسؤول أميركي أن الولايات المتحدة ستستمر في التعاون مع الوكالة الذرية، وفي مراجعة المعلومات التي لديها «وترد بما هو مناسب». وأوضحت انه في الوقت الحاضر لا تنوي واشنطن طرح المسألة في مجلس الأمن.

وأفادت اوساط اميركية مطلعة في واشنطن ان كشف تفاصيل الغارة يشكل «مفترقا» في العلاقة السورية - الاميركية سيصعب على اي رئيس مقبل تجاوزه. وفيما اكدت ان المعلومات الاستخباراتية «لم تشر الى صلة مباشرة لايران في القضية»، رأت ان هناك قلقا بالغا من التصرف السوري وتحالفاته في المنطقة، مشيرة الى ان واشنطن ليست بوارد «رعاية اي محادثات سلام بين دمشق وتل ابيب». في الوقت نفسه، نفى مسؤول اميركي رفيع المستوى ان تكون واشنطن اعطت اسرائيل الضوء الاخضر لشن الغارة الجوية، مشيرا الى ان واشنطن بحثت مع اسرائيل اللجوء الى خيارات سياسية بعد اكتشاف مبنى المفاعل، وان اسرائيل اتخذت قرارها بالتحرك منفردة.

وقال لـ»الحياة» المحلل السياسي في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، المسؤول السابق في قسم الشرق الأوسط في وزارة الدفاع (البنتاغون) ديفيد شانكر، أن تضاعف ضغوط الكونغرس على الادارة لكشف التفاصيل، الى جانب تفتيش واشنطن على وسائل لزيادة الضغوط على سورية، كانا وراء كشف الصور والتقارير المفصلة عن الضربة. وقال شانكر الذي يقدم استشارات دورية للادارة في الملفين السوري واللبناني، ان التسريب رسالة أميركية الى دمشق احد بنودها «تحذير ضمني» من أي تصعيد في المنطقة الصيف الحالي، ومن لعب أي دور في اشعال حرب أخرى بين «حزب الله» واسرائيل. واضاف ان واشنطن ستسعى من خلال احالة الملف على الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الى زيادة الضغط الدولي على سورية ووضعها في موقع شبيه بموقع ليبيا سابقا، تمهيدا لفرض المزيد من العقوبات الدولية عليها في حال عدم تجاوبها مع المطالب الاميركية

 

ثلاث سنوات على الانسحاب السوري.. وثورة الأرز مستمرة

السبت 26 نيسان 2008

إنها الذكرى الثالثة لخروج الجيش السوري من لبنان بعد ثلاثين سنة من الوصاية أو "الأخوة" أو الاحتلال. قد تختلف التسمية ولكن النتيجة واحدة: ثلاثون سنة من تهديم مقومات الدولة ووضع اليد عليها والسيطرة على مواردها وزرع الشقاق بين اللبنانيين وتحريض بعضهم على البعض الآخر. ثلاثون سنة من التنكيل والخطف والتعذيب والترهيب والقمع، ثلاثون سنة من خلق الازلام والاتباع والعملاء.

ثلاث سنوات على بدء مسيرة الاستقلال الثاني وانطلاق ثورة الارز التي مهّد لها نضال سنوات سابقة، وقافلة طويلة من الشهداء والمعتقلين في السجون السورية. الثورة التي اخذت زخمها من استشهاد الرئيس رفيق الحريري وباسل فليحان وسمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني وبيار الجميل ووليد عيدو وانطوان غانم واللواء فرنسوا الحاج والرائد وسام عيد وعشرات الشهداء والجرحى الذين ساروا على درب الجلجلة نحو قيامة الوطن.

 26 نيسان 2005 محطة مفصلية في تاريخ لبنان الحديث وحلقة رئيسة في مسلسل الاستقلال، خرج فيها الجيش السوري من لبنان والنضال مستمر لإخراج اجهزته الاستخباراتية و"استئصال جرثومة العمالة" التي زرعوها في ضعاف النفوس، وكفّ يد النظام السوري عن العبث بلبنان وتحويله ساحة مستباحة ومواجهة هذا النظام في عرقلته قيام الدولة اللبنانية. والنضال مستمر من أجل قيام لبنان الدولة الديمقراطية السيدة القادرة والقوية على كامل الـ10452 كلم2، ومن اجل تنظيم العلاقات اللبنانية ـ السورية على اساس من الندّية واحترام سيادة لبنان، كشرط أساسي لاستقلاله واستقراره.

في هذا الوقت لا يزال لبنان جمهورية بلا رئيس وهو من ربط رئيس مجلس النواب نبيه بري انتخابه بشرط تلبية دعوته للحوار في ظلّ تخوف قوى 14 آذار من أن يكون حوارًا عقيمًا لا ينتج عنه سوى مزيد من المراوحة وإضاعة الوقت إضافة إلى عدم تحبيذ أن يرأس أحد أقطاب المعارضة الرئيس بري طاولة الحوار والاختلاف الحاصل حول أولويات جدول الأعمال والآليات المقترحة والضمانات التي تكفل تطبيق المقررات التي ستصدر عن هكذا حوار كي لا تنضم الى ما سبقها من نقاط قيل إنه قد تم الاجماع حولها ولكنها لا زالت خارج إطار التنفيذ.  وفي جديد التأجيل المستمر لانتخاب الرئيس حدّد الرئيس بري 13 أيار المقبل موعدًا جديدًا لجلسة الانتخاب النيابية من اجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وقال "كنت سأحدد موعد جلسة انتخاب الرئيس أواخر أيار، لكن نتيجة موقف الموالاة الايجابي تجاه الحوار قرّبت الموعد الى 13 منه، وآمل ان يحسم الموقف من الحوار بسرعة حتى نخرج البلاد مما تتخبط فيه".

وكانت أوساط الأكثرية قد قالت لـ"النهار" ان المسألة "لم تعد مطروحة على مستوى الحوار او عدم الحوار، لان الحوار هو دوماً مطلب الاكثرية من حيث المبدأ ولم ترفضه، لكن المسألة هي على مستوى التحضير للحوار ليحقق النتائج المرجوة منه لمعالجة الأزمة الرئاسية. من هنا اهمية التفاهم على جدول الاعمال والاجابة بوضوح عن اسئلة تتعلق بحقيقة المعارضة ككل وما اذا كان رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون سيشارك في الحوار، وهل سيتغيّب الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله لدواع امنية؟".

"النهار" نقلت كذلك عن الرئيس بري قوله "اقدر عالياً الحركة التي يقوم بها الاستاذ وليد جنبلاط من مساع وبذل جهود كبيرة لدى فريق الموالاة لنسير معاً موالاة ومعارضة على سكة الحوار ولنبحر في مركب واحد الى الشاطئ الامين الذي يجلب الامن والاستقرار وعلاج ازماتنا. مرة اخرى اقول: تعالوا الى مركب الحوار". أما السفير فنقلت عن بري إعتباره أن "إحاطة الحوار بتساؤلات وإشارات الى شروط معينة، لا تصب في خدمة التسهيل بل في خدمة التعطيل". وأضاف ان "المبادرة الحوارية واضحة، وجدول اعمال الحوار محصور بالوصول فقط لا غير الى "اعلان نوايا" حول نسب التمثيل في الحكومة وحول أي دائرة انتخابية سيتم اعتمادها".

غمْزُ بري وقوى 8 اذار من قناة جنبلاط ومحاولة تصوير موقفه بأنه يمكن ان يمهد لأكثر من تمايز مع قوى 14 آذار، جاء الجواب الشافي حوله على لسان جنبلاط نفسه الذي اكّد لصحيفة "السفير" أنه "ليس لدينا بديل من الحوار"، وأنه ينتظر الاجتماع مع بقية حلفائه "لاتخاذ القرار المشترك والموحد".

وبالامس، دخل حزب الله على خط اثارة المخاوف من التوطين. فاعلن رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين ان الرئيس الاميركي جورج بوش "التزم للكيان الصهيوني انهاء ملف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان خلال الفترة المتبقية من ولايته". واذ اتهم رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة بالارتباط بهذا الموضوع، أضاف "ان التوطين ليس فزاعة بل هو أمر خطير قادر على نقل لبنان من ضفة الى أخرى". واعتبر ان "بعض الاطراف اللبنانيين لا يعرف والبعض الآخر يعرف حتماً، وما هي إلا أسابيع وسيأتيهم القرار الاميركي فماذا سيفعلون؟". وعلق الوزير مروان حماده لـ"النهار" على تصريح صفي الدين: "بصفتي عضواً في أشرف حكومة اعتبر ان ما صدر من كلام على التوطين هو أسخف ما سمعته في حياتي".

 

كيف نموضع الظواهري لبنانياً؟

حازم صاغيّة

يصعب، بل يستحيل، تنسيب أيمن الظواهري و «قاعدته» الى أيّ من كتلتي الانقسام اللبنانيّ، 8 و14 آذار.

فالأخيرتان، تعريفاً، حصيلتا مجموعات شعبيّة - طائفيّة تتقدّم من السياسة، في وضح النهار، بوصفها هذا. و «القاعدة»، تعريفاً أيضاً، تنظيم سرّي وإرهابيّ لا تزال الأسئلة التي تتناول طبيعته وتكوينه وطرق اشتغاله أكثر من الإجابات.

لهذا كان سخيفاً جداً ما فعله بعض الـ8 آذاريّين، وما زالوا يفعلونه، حين أوحوا بعلاقة ما بين 14 آذار، لا سيّما منها «تيّار المستقبل»، وبين «القاعديّين». والحال أن الإيحاء هذا، الذي لا يكتم ارتكازه الى طائفيّة جلفة ومباشرة مصدرها الغمز من سنيّة الطرفين، يتغافل عن حقيقة أبعد: أن السياسيّ الذي يمثّله «المستقبل»، على كلّ ما قد يؤخذ عليه ويقال فيه، هو، في لبنان، الحاجز أمام نموّ اللاسياسيّ الذي تمثّله «القاعدة». والعكس صحيح، بمعنى أن أيّة انتكاسة يتعرّض لها الأوّل، وتعانيها السياسة من ثمّ، جائزة يضيفها الإرهاب و «القاعدة» الى رصيدهما.

وإنما للسبب هذا تحديداً، لا تزال «القاعدة» في لبنان، على رغم ازعاجاتها الأمنيّة المتقطّعة وبعضها كبير، أقرب الى الجعجعة منها الى الطحن وأشبه بالصوت منها بالفعل. بل للسبب ايّاه يضطرّ أيمن الظواهري الى تذكيرنا بـ «دور محوريّ» للبنان في المعركة ضدّ «الصليبيّين واليهود»، أي القوى التي يقول الـ8 آذاريّين ان «المستقبل» متواطئ معها.

وطبعاً من السخيف، في المقابل، ربط الظواهري و «قاعدته» بـ8 آذار، أو بسوريّا لتي تقف وراء 8 آذار، ناهيك عن ايران التي تعرّضت أخيراً لهجوم حادّ من النجم «القاعديّ».

 

فالاختلاف المذهبيّ، وإن لم يحل دوماً دون تقاطع ذي طابع أمنيّ، كافٍ لجعل العلاقة بينهما علاقة قاتل بقتيله المؤجّل، أو، حين يسمح الظرف، قتيله الراهن.

 

مع هذا، ثمّة في تاريخنا وتاريخ غيرنا شواهد كثيرة على تلاقي الأضداد والنقائض خدمةً لغرض يحظى لديها جميعاً بالمقت والنفور. فإذا جاز مثلاً استخدام المثال العراقيّ أمكن الجزم بأن المقاومين السنّة المسكونين بقتل الشيعة والمسلّحين الشيعة المهجوسين بقتل السنّة يجمعهم العداء لفكرة الدولة العراقيّة بديلاً من الساحة العراقيّة المفتوحة. وقد يقال إن كلاً من الطرفين يملك صورة عن دولة مثلى هي التي يهيمن وحده عليها. لكنْ لمّا كانت هذه الصورة مستحيلة في مجتمع مركّب ومتعدّد باتت الساحة المفتوحة مفضّلة لديهما على الدولة الوحيدة الممكنة.

 

في المعنى هذا فإن «القاعدة» في لبنان، كما في العراق وكلّ مكان آخر، هي التصويت المطلق للساحة والسعي الدؤوب الى بلوغها. وتعبّر الإطلاقيّة هذه عن نفسها لغةً بـ «اليهود والصليبيّين» دلالةً على القطيعة المبرمة مع المجتمع الحديث والدولة الحديثة، لكنها تعبّر عنها أيضاً بدفع هامشيّتها التمثيليّة الى ذرى غير مسبوقة في التطرّف.

 

فـ «القاعدة»، إذاً، وفي معزل عن قدرتها على إنجاز ذلك، أعلى مراحل الردّ بالساحة على الدولة. وقد يكون المفارق، في حالتها، ان المثال والواقع ينسجمان ويتكاملان على نحو لا يوجد إلا في الكليشيه أو ربما في الكاريكاتور.

 

وهو ما يجعل منظّمة بن لادن - الظواهري آخر بنات، وأعلى تشوّهات، التمرّد على منظومة الدولة – الأمّة في المنطقة. فالمسار الذي ابتدأ بالمقاومة الفلسطينيّة مروراً بـ «حزب الله»، وليس بين الطرفين من رابط إلاّ رابط قتل الأب، ينتهي، في حال انحطاطه الى أفق «قاعديّ». أما في حال عدم انحطاطه فسوف يترجّح مصيره بين خنقه على يد الدولة - الأمّة المشرقيّة الأكبر، أي سوريا خصوصاً إذا جنحت الى السلام مع الدولة العبريّة، وخنقه على يد الانتقاميّة الدمويّة الإسرائيليّة. وفي هذا التعاقب ما من أحد يشبه أحداً بالطبع، إلا أن العداء لمنظومة الدولة - الأمّة، لا سيّما متى كانت صغرى، تركة يرثها الأب عن الجدّ والابن عن الأب في تعاظم تصاعديّ لكريّات دمنا الفاسد. فالمختلفون - المتشابهون يقدّم واحدهم للآخر الذريعة حتّى وهو يفكّر في استئصاله.

 

الحاج حسن : لا حل ّ إلا ّ بالعودة إلى المؤسسات واعتصام بيروت هدفه تعطيلي

زار رئيس التيار الشيعي الحر الشيخ محمد الحاج حسن النائب مصباح الأحدب في منزله في طرابلس وعرض معه آخر التطورات ، وقال بعد اللقاء :

هذه الزيارة طبيعية في هذه الظروف الدقيقة والتي تتطلب تكثيف الجهود لانتخاب رئيس للجمهورية والعودة إلى مؤسسات الدولة من خلال الحوار الذي يرعاه هذا الرئيس ، لأنه من غير الجائز استمرار الأزمة بهذه الطريقة العنفية والتي تكرس واقع الإنقسامات السياسية والإصطفافات المذهبية والطائفية وتنامي ثقافة الجرائم المنظمة والقتل المتعمد وقمع الكلمة الحرة تحت أي ظرف كان. واعتبر الحاج حسن أن هدف اعتصام المعارضة في وسط بيروت تعطيلي وقمعي ومعرقل لقيام مشروع الدولة وتقوية لمشروع الدويلة التي يسير بها البعض ، متسائلا" عن موقف حزب الله والمعارضة من التحرك السوري باتجاه المفاوضات مع اسرائيل مؤكدا" أن ذلك سيكون على حساب ورقة المقاومة في لبنان وحماس في فلسطين. هذا وشارك الشيخ محمد الحاج حسن على رأس وفد من التيار في الندوة التي دعت إليها حركة الحرية والتنيمة وحاضر فيها رئيس الحركة أحمد الأيوبي ومؤسس لقاء الإنتماء اللبناني الأستاذ أحمد الأسعد تحت عنوان : " السنة والشيعة في لبنان .. إلى أين ؟ بحضور عدد كبير من الشخصيات ورجال الدين . المكتب الإعلامي

 

فرنجيه لـ "صوت لبنان": الحوار ممكن ان يُشكّل الوسيلة وقوى 14 آذار لا تستطيع ان تُنافس حزب الله في برنامجه

صوت لبنان/أكد النائب سمير فرنجيه في حديث لبرنامج "صالون السبت" من "صوت لبنان" ان الملف الداخلـي صار خارج لبنان وإنّ السؤال المطروح اليوم على الطرف الآخر " هل نبقى في إنتظار التطورات من الخارج ؟ أم نقوم بخطوةٍ إستباقية نحمي فيها البلد ، مع إستبعاد منطق لا غالب ولا مغلوب" ؟

ولفت فرنجيه الى ان ما يجري اليوم هو إنقلاب على إتفاق الطائف وأكد ان قوى الرابع عشر من آذار لا تستطيع ان تُنافس حزب الله في برنامجه ، إلاّ أن هذا لا يعني ان مطلبنا إلغاء حزب الله إنمّا الإحتكام الى النصوص المشتركة وإعتبر ان حل المشاكل الداخلية لا يتم إلاّ عبر الرجوع الى النقاط التي يتلاقى عليها الجميع .

وشدد فرنجيه على ان عرض قوى الرابع عشر من آذار هو الدعوة الى الإحتكام الى النصوص المرجعية والتي تتمثل في إنتخاب رئيس للجمهورية فوراً ومشاركة اللبنانيين على مستويات مختلفة كالحكومة والرئاسة واللامركزية وحماية بلدنا وبسط السيادة والتي يجب ان تُشكل نقاطاً رئيسة .

وقال إذا رفض ما نعرضه سنقول ان لبنان بلدنا وحول ما إذا كانت الأكثرية ستنتخب عندها ذلك رئيساً بالنصف زائداً واحداً قال فرنجيه سنرى .

وأشار الى ان البنود ستُعرض على الشعب اللبناني ، لافتا الى ان الحوار ممكن ان يُشكّل الوسيلة .

وذكّر فرنجيه الرئيس نبيه بري بما قاله بأن قانون 2000 مريض وقانون 1960 يعني الموت متسائلاً كيف يعتبره اليوم الرئيس بري بأنه الحلّ . وإعتبر فرنجيه ان الغاية من جريمة زحلة وضع حد للتغيير الحاصل في الوضع المسيحي والذي بدأه النائب ميشال المر والذي إنتقل من المتن الى جبيل وكسروان وإمتدّ الى زحلة مشدداً على أن القصد من هذه الجريمة هو منع هذا التحوّل ، وأعلن فرنجيه ان موقف النائب سكاف كان مفاجئاً ، مستغرباً ان تكون هذه صورته في البلد. ورأى فرنجيه ان الفريق الآخر كان في اطار التفتيش على حلول الى حين بدأت قضيةالمحكمة الدولية التي شكّلت خطرا على سوريا. وشدّد فرنجية على ان العماد سليمان هو رئيس منتخب عربيا ودوليا مع وقف التنفيذ ويبقى مرشح الأكثرية لحين انتخابه. وأكّـد أنه مع خروج الجيش السوري حدث زلزال في لبنان اعتبرناه امرٌ داخلي لاستعادة لبنان استقلاله وقراره الوطني ، شبّه هذا الزلزال بسقوط جدار برلين التي استمرت تداعياته خمس عشرة سنة. وقال إن مسألة لبنان شكلّت زلزالاً في العالم العربي. ولفت الى اننا لم نستطع أن نؤسّس بعد لمرحلة من طبيعة مختلفة ، إلاّ ان ما يجري اليوم من سجالات وتحركات يدل على جدية مميّزة

 

النائب الحريري عاد من السعودية 

صوت لبنان/عاد رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري صباح اليوم الى بيروت قادما من المملكة العربية السعودية.

 

عادل مالك لـ "صوت لبنان": ليس أمام اللبنانيين سوى الحوار لأن البديل هو الإقتتال

صوت لبنان/شددّ المحلّل السياسي والصحافي عادل مالك على ان اللبنانيين يستحقون معاملة أفضل مشيراً الى ان لبنان يرزح اليوم تحت خلافات دولية وإقليمية أكبر منه بكثير ، وقال في حديث الى "صالون السبت" من "صوت لبنان" ان لبنان المسرح يجب ان يحوّل الى ساحة للوطن وهذا هو التحدي الأكبر.  ورأى ان قوى الرابع عشر من آذار لم تكن تظاهرة بل ظاهرة عبّر فيها اللبنانيون عن الحاجة الى فجر جديد وشدد مالك على ان إتفاق الطائف لم يعد يُحاكي الأوضاع الحالية. ورأى ان طريقة الطرح العربي والدولي لترشيح العماد ميشال سليمان هي نوع من التعديل لإتفاق الطائف وإعتبر انه مع مرور الزمن لا يمكن أن يبقى سليمان مرشحاً توافقياً مشيراً الى الخوف من التآكل من حالة المرشح التوافقي مشدداً على ضرورة الحسم إنما بطريقة ترضي اللبنانيين. وإعتبر ان لبنان يواجه إنقساماً حاداً والشراكة في الوطن تقتضي تنازلات تبادلية لافتاً الى ان طبيعة لبنان لا تحتمل حالة الإنقسام. وقال ان لبنان اليوم فاقد للقدرة على أخذ القرار الوطني وعاجز عن مواجهة المشاكل التي تواجهه ، وأضاف ان لبنان فاتورة كبيرة ومردودها ليس للشعب اللبناني بل للأطراف الإقليمية والدولية .  ورأى مالك ان لبنان يعيش فترة حائرة بين فريق يعتبر ان لبنان يخضع لحلّ عربي وبين أطراف تقول ان لبنان مدّول، وتابع مالك ان بين التقريب والتدويل ما من هوية واضحة للأزمة القائمة مجددا التأكيد ان لبنان في الداخل غير قادر على إبتكار موقف وطني يفرض إرادته.

 ورأى مالك ان غياب الحلّ يفتح الباب أمام مطبات أمنية مشيرا الى انه ليس أمام اللبنانيين سوى الحوار لأن البديل هو الإقتتال.  وقال ان دعوة بري الى الحوار جاءت بعد جولة عربية إطلع في خلالها على معطيات معينة. وإعتبر إنّ الحكمة هي في تقديم التنازلات التي لا يمكن ان تكون ضعفا لأنها تقدّم في سبيل مصلحة لبنان العليا. وأشار الى إن الإنطباع خارج لبنان يقول إن الأزمة مستمرة وان الفراغ سيستمر لسنة او لسنة ونصف في ظل إستمرار حكومة الرئيس السنيورة بفعل التأييد الخارجي .

 

موسى: الصيف سيكون حاسماً بالنسبة الى لبنان

صوت لبنان/رأى الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ان "مخاوف اللبنانيين من التدويل في غير محلّها لان الازمة اللبنانية مدوّلة أصلاً".وأوضح، في حديث الى صحيفة "الاخبار"، ان ما سعى اليه بحضوره اجتماع الكويت هو "تعريب الازمة اي العودة الى الحلّ العربي عبر مبادرة الجامعة العربية ذلك انه ينبغي إبعاد لبنان عمّا آل اليه كمركز للصراع في منطقة الشرق الاوسط وخصوصاً في ظلّ وجود من يسعى الى تعميم الصراع السني-الشيعي الذ يُعدّ وصفة خراب للمنطقة". موسى أعرب عن اعتقاده بان "هذا الصيف سيكون حاسماً في لبنان ومن ينتظر نتائج الانتخابات الاميركية وتغيير الادارة الاميركية فهو واهم لان الادارة الجديدة ستأخذ وقتاً طويلاً قبل انطلاقتها الجديّة، فضلاً عن انها لن تكون بالضرورة أفضل من الادارة الحالية، لذلك لا شيء يبرّر تأجيل انتخاب رئيس للجمهورية".

 

جنبلاط: الحاجة ملحة للحوار ويمكن من خلاله تحقيق الكثير

صوت لبنان/أكد رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، في حديث لصحيفة "السفير" انه "ليس لدينا بديل من الحوار" وانه ينتظر الاجتماع مع بقيّة حلفائه لاتخاذ القرار المشترك والموحّد. جنبلاط قال: "نحن لا نخاف الحوار. في الماضي تمكنا من انتزاع مكتسبات مهمة، برغم أنها نظرية، لكنها تحولت الى قواعد عمل. ليس لدينا بديل عن الحوار. الحاجة ملحة والفرصة مؤاتية ايضا".  أضاف جنبلاط انه ينتظر الاجتماع مع بقية الحلفاء قريبا لكي نتخذ القرار المشترك والموحد، ولكي نتفق على جدول الاعمال. وأعتقد أننا نستطيع من خلال الحوار ان نحقق الكثير من اهدافنا لا سيما انتخابات رئاسة الجمهورية". رئيس اللقاء الديمقراطي كان قد اكد في افتتاح مؤتمر الاشتراكية الدولية في "البريستول" ان دور مسيرة الارز "لم ينتهِ بعد". واعتبر انه لو كان لدينا دولة تملك قرار الحرب والسلم في العام 2006 لكّنا وفرّنا كل القتل والدمار لافتاً الى ان اللبنانيين بدأوا حواراً قبل حرب تموز. وقال إن من ضمن بنود الحوار ضرورة ارساء علاقات دبلوماسية صحيحة مع سوريا لان ليس بامكاننا اقامة دولة حرّة وديمقراطية من دون ان تنتهي من نظام الهيمنة السورية على لبنان. وشدد على ضرورة ترسيم الحدود بين البلدين رابطاً تحسين العلاقات اللبنانية - السورية بهذا الترسيم وببت قضية مزارع شبعا التي لم يتمّ حسم هويتها بعد. وقال جنبلاط في حال تأكدنا انها لبنانية يجب ان تحسم قضيتها بالطرق الدبلوماسية او غيرها. وطالب جنبلاط قوى الرابع عشر من آذار بيلاء الشأن الاجتماعي اهتماماً اكبر لأنه سيشكل عائقاً امام استمرار ثورة الارز.

وفي ما يتعلق  بقضية السلاح في المخيمات الفلسطينية اعتبر جنبلاط ان هذا السلاح ليس سلاحاً فلسطينياً بل هو سلاح لمجموعات موالية لسوريا داخل المخيمات.

ورأى انه من شان ضبط الحدود ان يؤدي دوراً بضبط السلاح داخل المخيمات. كلام جنبلاط جاء في الجلسة الافتتاحية للقاء الاشتراكية الدولية الذي عُقد اليوم في البريستول بدعوة من الحزب التقدمي الاشتراكي.  الامين العام للاشتراكية الدولية اعرب عن القلق من الوضع في لبنان وانتقد استمرار اقفال المجلس النيابي مشدداً على التطبيق الكامل للقرارات الدولية وعودة الؤسسات الدستورية الى العمل

 

أولمرت للأسد: نظامك باقِ لو تعرّيت!!

المستقبل - السبت 26 نيسان 2008 - أديب طالب(*)

عندما قلنا إن الصانع الرئيس للسياسة في الشرق الأوسط، هو المثلث الاسرائيلي ـ الإيراني ـ التركي. قال لي صاحبي (وهذا استعارة مشكورة من فيصل سلمان) قال: ظلمت العرب، عرب الصمود والتصدي. أقول لصاحبي: جملة "قصيرة" نقلت عن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان للاسد؛ بأن اسرائيل تعيد الجولان مقابل سلام حقيقي معه، جملة قصيرة ومنقولة وليست تصريحاً رسمياً علنياً لأردوغان. جملة، قيل عن قال، حركت الجمود واللبس والتخبط حول مسار التفاوض السوري ـ الإسرائيلي، وأثارت، احتفالية وأفراحاً في الإعلام السوري؛ بدت معها الاحتفالية بدمشق عاصمة للثقافة العربية فضلاً عن خزعبلات وأضاليل مؤتمر تجديد الفكر القومي... بديا هزيلين قميين ولا لزوم لهما، وعلى عمال النظافة الاسراع في القائهما في معامل القمامة تحت طائلة المسؤولية.

لا وكلا يا صاحبي، لم اظلم العرب، عرب الصمود والتصدي وقلبهم الاسدي الممانع النابض بالفرح واقتراب الفرج.

بعد هذا الكلام الواقعي البائس اليائس الحزين، فلننتقل إلى الحاضر السياسي السوري الاسرائيلي، وإلى التصريحات الهائجة الواعدة الموعودة لإعلاميين ومسؤولين سوريين يعلنون فرحتهم بأن حلم الاسد بالتفاوض العلني مع اسرائيل اصبح قريب المنال (بثينة شعبان، بشار الجعفري، الشعيبي، الفضائية السورية، كافة مواقع المخابرات السورية الالكترونية).

1 ـ قالت وزيرة المغتربين بثينة شعبان، قالت وردة الاعلام السوري الاصطناعية لـ"الجزيرة" في 23/4/2008: "إن هناك جهوداً ـ لاحظوا الجمع في كلمة جهود ـ تبذلها اطراف صديقة ـ تركيا مثلاً ـ لتحقيق الاتصال العلني بين سوريا واسرائيل، هذه ليست حديثة، وأن الجانب الاسرائيلي يعلم كل العالم ما هو مقبول وغير مقبول لدى سوريا". رائع جداً تفاهم الأحبة وتبادل القبول. وألقى الأسد النكتة الماركسية التالية: "المسؤولية في ارتفاع الأسعار تقع على السياسات اللاعقلانية التي تنتهجها بعض الأطراف الدولية". قال: "بعض" ونسي العولمة ـ تسلم لي شو ديبلوماسي.

3 ـ بشار الجعفري مندوب النظام السوري في الأمم المتحدة قال: "نحن منخرطون في عملية السلام بشكل علني، وليس هناك أي اتصالات سرية". لاحظوا كلمة منخرطون، بوركت للجعفري جذالة الفصحى الفظعى العربية. الجعفري ينكر وجود المفاوض السري السوري مع الاسرائيليين ابراهيم سليمان وينكر الاتصالات العشرين. اظن ان سليمان ولينيل أصدق من الجعفري، وما يؤكد ذلك ان "مارك ريفيف" الناطق باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي لم يؤكد أو ينفي زيارة رئيس طاقم مستشاري أولمرت قبل بضعة شهور للأسد.

4 ـ قال أولمرت في إحدى رسائله السرية للأسد: "لا نزال نرفض إسقاط نظامكم". مبروكة على النظام وطنيته ومبروك على خصومه التحاقهم بالأميركان.

5 ـ قال الشعيبي الاعلامي السوري الديجتال المعدل سلطوياً، قال: "آن أوان انطلاقة المسار السوري ـ الاسرائيلي. وطالب بـ "عملية سلمية رصينة بين السوريين، والاسرائيليين". لاحظوا الابداع في لفظة رصينة. ونصح الشعيبي عائلة بوش أن تحمّل ابنها جورج دبل يو بوش مسؤولية انهيار سمعة العائلة ـ الشعيبي ذو الضمير الوطني الحر حريص على سمعة العائلية البوشية، ويقدم نصائحه مجاناً ـ وهذا من العجائب والتفاهات، ومع هذا فالشعيبي يرى أن السوريين يشترطون وجود الطرف الأميركي كشريك نزيه، والمتغيرات مكثفة وواعدة. ان فرويد وتلامذته عاجزون عن تحليل العبقرية الاعلامية للديجيتال الاعلامي السوري العظيم. الشعيبي يغلف رغبة الاسد المحمومة بالتفاوض العلني مع اسرائيل؛ بورق الشروط الهشة الرديئة، ويعلبها بجمل مشوشة ومرتبكة وانشائية فارغة تؤكد تهافت سيد سيد سيد سيد سيده الأسد المهرول نحو اعلان اسرائيل بحماية نظامه من السقوط، رغم تعهد اولمرت بذلك سراً.

في ضوء هذه الاحتفالية الاعلامية الراقصة، وعلى وقع الدبكة الديكتاتورية السورية الهائجة المائجة بفرحة الايجاب والقبول بين أولمرت والأسد، في ضوء تلك المهزلة؛ على مؤتمر المحامين العرب، والمؤتمر القومي العربي، ومؤتمر الأحزاب العربية، وجملة الممانعين الأشاوس افراداً وجماعات، شيوعيين سابقين وقوميين لاحقين، وقوميين سابقين ولاحقين، على كل تلك الهمروجة ان تبحث عن مكان آخر غير دمشق، تطلق منه صواريخ الممانعة القادرة على هزيمة اسرائيل واقامة الامبراطورية العربية العظمى. واقترح أن تكون طهران مكان مؤتمراتهم المقبلة، فطهران حينها جديرة ان تكون قلب العروبة النابض. وقنبلتها النووية ضمانة العرب والمسلمين لهزيمة المشروع الأميركي الشرق أوسطي، وانتصار المهابيل وعباد احلام اليقظة المخبولة، وأجُراء العقل الديكتاتوري في أرض العرب المجيدة لو صحت الجملة المنقولة عن أردوغان، ومن أولمرت للأسد، وأظنها صحيحة شكلاً وملتبسة مضموناً. ولو تم فرح النظام السوري بالعناق مع الإسرائيلي في عرس كما يشاء ويحب، ولا أظنه سيتم، ولو دلّعت أميركا إسرائيل بموافقتها على التفاوض، ولا أظنها ستفعل الا في حدود المناورة، وشرط ان يقعد المفاوض الديكتاتوري السوري عارياً خلف طاولة التنازلات لا المفاوضات، عارياً من قفطانه الإيراني وكوفيته الحماسية الزرقاوية وقفازاته المجرمة في لبنان.

ولو ولو ولو... فان الحقيقة التي لا لبس فيها أن النظام السوري كسب جولة بقائه لزمن أطول، حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا، وأظنه المحكمة الدولية. والمحكمة هنا ليست فقط لمحاكمة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، وانما هي أيضاً محكمة للضمير والعدالة والحضارة الدولية في نهاية الأمر.

وأرجو أن لا تسخروا من هذه الجملة الاخيرة، فلو مات الضمير الحضاري الدولي، على الانسانية السلام، وعلينا جميعاً لعنة الرجال البدائيين سكان الكهوف الحجرية.

(*) معارض سوري

 

الرئاسة المخطوفة وحوار الطرشان

الشيخ خلدون عريمط

المستقبل - السبت 26 نيسان 2008 -

منذ ما يزيد على الثلاث سنوات، خطفت الرئاسة اللبنانية وبالتحديد مع بداية التمديد القسري المشؤوم، الذي سعى إليه الرئيس السابق إميل لحود بتشجيع من مجموعة من بطانة السوء التي رأت في النظام الأمني المركّب لبنانياً وسورياً فرصة تاريخية للمحافظة على شهوة السلطة، وخطف مقام الرئاسة بالتمديد القسري كان الخطوة الأولى لضرب مشروع حلم الدولة القوية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وأمنياً وبشرياً الذي جسّده الرئيس الشهيد رفيق الحريري بالسعي لتطبيق وثيقة الطائف والتركيز على لبننة العرب بطموحاتهم، وتعريب لبنان في خياراته الوطنية، وإنصهاره في مجموعته العربية، بحيث يصبح هذا الوطن الصغير نموذجاً في تعدديته، لتعددية المشروع العروبي النهضوي القادر على التعايش، والإستفادة من الطفرة المالية العربية ومن إيجابيات العولمة التي بدأت تغزو المجتمع الدولي المعاصر، ومن المؤكد أن خطف الرئاسة بالتمديد لم يكن كافياً باقتراف جريمة العصر باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ليتسنى لخاطفي الرئاسة وبطانة السوء من تنفيذ مشروعهم الجهنمي، بمنع قيام الدولة المدنية الحديثة المعاصرة، الراعية لكل أبنائها بأطيافهم المتعددة وعقائدهم الممتنوعة، وقد توّج خطف الرئاسة بالفراغ الرئاسي منذ ما يزيد على السبعة أشهر بمنع انتخاب رئيس جديد، والمانعون لإنتخاب الرئيس سواء بمقاطعة مجلس النواب، أو بإقفاله أو بتأجيل جلساته، ووضع الشروط العرقوبية، هم بطبيعة الحال إمتداد لأولئك الذين مارسوا التمديد القسري، واغتالوا الرئيس الشهيد سياسياً، قبل أن يغتال جسدياً مع رفاقه في المدينة التي أحبها وعشق دورها العربي الحضاري المميز، ومن المستغرب أن من خطفوا الرئاسة في لبنان ما زالوا يحتجزون هذا الموقع في كهوفٍ مظلمة، رغم إجماع اللبنانيين والعرب والمجتمع الدولي ومناداتهم لضرورة تحرير الرئاسة المخطوفة بانتخاب رئيس توافقي يشكّل ضمانة لكل اللبنانيين، والضمانة كما يراها اللبنانيون والعرب والمجتمع الدولي تجسّدت بالمؤسسة العسكرية وعمادها قائد الجيش ميشال سليمان، غير أن أركان المعارضة من الرئيس نبيه بري، إلى السيد حسن نصرالله إلى الملحق بهما ميشال عون، وبعض صغار المنتفعين بالأموال الطاهرة الوافدة إلى لبنان، لا زالوا يراهنون على سراب يأس اللنانيين واستسلامهم لمشروع جعل لبنان ساحة لتصفية الحسابات، وخوض المعارك الدولية، وموقعاً متقدماً لمنازلة المشروع الأميركي والإسرائيلي في المنطقة، في الوقت الذي يسعى هؤلاء لعقد الصفقات السرية والمعلنة مع هذا المشروع المشبوه.

ويمكن القول أن دعوة الرئيس نبيه بري للحوار هي دعوة حق يراد بها باطل، وهي دعوة للمشاركة في مسرحية حوار الطرشان التي أعدّها وأخرجها أركان المعارضة، لإجهاض المبادرة العربية ومنع إنتخاب الرئيس، وحوار الطرشان هذا عاش اللبنانيون تداعياته قبل حرب تموز العدوانية عندما التقى أطراف الأزمة اللبنانية في مجلس النواب واتفقوا والتزموا بالعديد من القرارات والتوصيات، غير أن هذه التوصيات وتلك القرارات لم تبصر النور، لأن من خطف الرئاسة وأفرغها من الرئيس لا يريد حواراً للتوافق، إنما يسعى إلى حوار للطرشان، لإيهام الرأي العام اللبناني والعربي بطبخة البحص هذه، ولإجهاض كل المبادرات الإنقاذية ليستمر الخاطفون لموقع الرئاسة في طرح شروطهم، والإصرار على فدية أو صفقة لتفريغ المحكمة الدولية من مضمونها وتضييع الحقيقة، وتغييب العدالة ليستمر مسلسل الاغتيالات سيفاً مسلّطاً على رقاب دعاة الحرية والسيادة والاستقلال وعروبة لبنان.

وحوار الطرشان الذي أراده الرئيس بري فجأة رغم رفضه المتكرر لهذا الحوار، باليد الممدودة التي أطلقها الشيخ سعد الحريري منذ اغتيال والده الشهيد، لا يمكن له أن يكون صادقاً إلا بالتوجه إلى قاعة المجلس النيابي، وإنتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً توافقياً لينتقل الحوار الفعلي، لا حوار الطرشان إلى قصر الرئاسة في بعبدا برعاية الرئيس التوافقي، لينطلق هذا الحوار لبنانياً بالتخلص من عقدة أل س/س التي أطلقها الرئيس بري، لينحصر الحوار عندها بأل لام/لام، أي الحوار اللبناني/اللبناني، الذي دعا إليه منذ أشهر زعيم الأكثرية الشيخ سعد الحريري، ليخرج هذا الوطن من جاذبية المحاور الإقليمية والدولية، ويتحرر من دويلات الأمر الواقع الممتدة من الجنوب إلى الوسط التجاري في بيروت إلى بعض المناطق اللبنانية التي يهيّمن عليها أيتام المال الطاهر الوافد بمئات الملايين من خارج المنطقة العربية، وخاصة من الشقيقة إيران الطامحة لتحرير بيت المقدس من الفلسطينيين قبل تحريرها من الحركة الصهيونية العنصرية

 

الاستسلام ليس خيارنا» ... يوميات سفير أميركا الصِدامي لدى الأمم المتحدة (1 من 6) ...

 جون بولتون: المنظمة الدولية متحف شمع ... بوش أرسلني لإصلاحها وسبحت ضد التيار

الحياة - 26/04/08//

يقدم جون بولتون سفير الولايات المتحدة السابق لدى منظمة الأمم المتحدة نفسه مدافعاً صلباً عما يراه مصلحة بلاده في مواجهة العالم أجمع ويقرن هذه المصلحة بمصالح إسرائيل فتكاد لا تعرف أين تبدأ المصالح الأميركية وأين تنتهي المصالح الإسرائيلية. وفي كتابه الجديد «الاستسلام ليس خيارنا» الذي نقله الى العربية عمر الأيوبي وتنشره في أول الشهر المقبل دار الكتاب العربي في بـــيروت، يروي بولتون يومــيات عمـــله في أروقـــة المـــنظمة الدولية ومجلس الأمن طوال 16 شهراً، كــان علــيه أثــناءها أن ينــقل موقــف إدارة الرئيس جورج بوش من أزمات كبرى أبرزها الملف النووي الإيراني والقضية الفلسطينية، خصوصاً بعد فوز حركة «حماس» في الانتخابات الفلسطينية و«حرب تموز» الإسرائيلية ضد لبنان، وكذلك مواكبة الموقف في لبنان وسير عمل لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري والجرائم التي أعقبتها...ولم يخف بولتون في كتابه استخفافه بالمنظمة الدولية وبيروقراطييها، فهي أصبحت «مكاناً يردد صدى الانتقادات المضادة للغرب، ولأميركا على وجه الخصوص، واستخدمتها الكتلة السوفياتية وملحقاتها بفعالية كبيرة».

وكان بولتون يفضل بالتالي «التعبير الديموقراطي عن الرأي في المجتمعات الحرة مثل مجتمعنا بدلاً من المفاوضات الدولية الغامضة» التي يجريها ذوو المبادئ الأخلاقية العليا، لكنني كنت أسبح ضد التيار». م يبق مسؤول في الأمم المتحدة إلا وتعرض لنقد بولتون اللاذع، من الأمين العام السابق كوفي أنان وصولاً الى «الزملاء» وممثلي الدول الكبرى «الحليفة» على الأخص، فنائب السفير البريطاني آدم طومسون «سميناه هاري بوتر» ومستشارة الوزيرة كوندوليزا رايس شيرين طاهر - خيلي «اتفقت مع نيكولاس بيرنز ان أفضل ما نفعله معها هو وضعها في طائرة وإخراجها من نيويورك»، غير ان بولتون الصدامي كان يتمتع بالدعم في واشنطن، وقال الرئيس بوش لأنان في أحد اللقاءات: «لقد أرسلنا بولتون لإصلاح الأمور»، وطمأن إليوت ابرامز صاحب الشاربين الشهيرين منذ أيام جامعة ييل بأن «رايس وستيف هادلي يشعران بارتياح (له)... هناك الكثير منا هنا (في واشنطن) يحمون ظهرك».

وعمل بولتون منذ البداية على تسخيف «متحف الشمع» كما كانت إدارة بوش تسمي الجمعية العامة للأمم المتحدة، فقال ان هيئات المنظمة الدولية «لا عمل لها سوى استهلاك الأوكسجين والورق»...

إلا ان الوقائع وتناقضات المصالح جعلت بولتون يرضخ من دون قناعة وفي روايته للأحداث التي عمل عليها يظهر كيف ان تحليلات واشنطن لم تكن مطابقة لرغباته، فكان ينفذ ما يطلب اليه حتى جاء موعد استقالة الرجل الذي قيل ان وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني رشحته خلفاً لجورج بوش! 

بوش مودعاً بولتون خلال اجتماعهما في البيت الأبيض عام 2007 

في ما يأتي حلقة أولى من كتاب بولتون:

صباح الاثنين 1 آب (أغسطس)، وصلت أنا وغرتشن إلى البيت الأبيض بعد إعلان الرئيس في العطلة عن تعييني. وقبل وقت قصير من الوقت المحدّد في العاشرة، توجّهنا إلى المكتب البيضاوي فرحّب بنا كبير الموظفين أندي كارد بحرارة، ورافقنا عبر غرفة السكرتيرة إلى المكتب البيضاوي، حيث كانت رايس وهادلي وكراوتش مجتمعين مع الرئيس. شكرت بوش ثانية على وقوفه إلى جانبي في أثناء معركة التثبيت وعلى قرار التعيين في العطلة. ردّ كما لو أنّ لديه «معطيات» قائلاً: «سيكون لديك هدف كبير ساطع عند عودتك إلى نيويورك، أكبر حتى مما كان عليه. أعرف أنّك تعرف ما يجب عمله، لكن اعلم أنّ بعض البيروقراطيين الليبراليين الحاقدين سيبحثون عن فرصة لإحداث المتاعب». عبّرت عن تقديري للنصيحة وردّ بوش: «سيصوّبون عليك، لا شك في ذلك». ثم قال: «التسلسل القيادي يمرّ بالطبع مني إلى كوندي فإليك، لكن عليك البقاء على اتصال بنا هنا»، وكان ذلك مريحاً لأنّ بوش يدرك مصاعب إدارة وزارة الخارجية. أطلعني على البطاقات التي دوّن عليها ملاحظاته، وسأل إذا كنت قد أعددت شيئاً. أخرجت نصف صفحة أو نحو ذلك من الملاحظات التي كتبتها وأريتها له. فسأل، والسرور بادٍ عليه لقصرها: «هل هذا كل شيء»؟ سأل هادلي عن جنيفر سارة، وكانت ابنته زميلة لها في مدرسة هولتون آرمز. أوضحت أنّها مرشدة في مخيّم إنترلوتشن آرتس في متشيغن حيث أمضت الكثير من المخيّمات الصيفية، وتستعدّ لبدء سنتها الثانية في يال، التي درس فيها بوش أيضاً وتخرّج قبلي بسنتين(...).

عندما وصلت إلى مكتبي الجديد، الذي كان ولا يزال غير متميّز، بحثنا ما يجب عمله في الأيام القليلة التالية، بما في ذلك زيارات المجاملة للممثّلين الدائمين الآخرين، وهي عنصر مهم في البداية. من الشكليات أن يقوم «رئيس البعثة» الجديد بإرسال برقية تقرير معتادة إلى وزارة الخارجية باستخدام اللغة التقليدية: «وصل السفير بولتون إلى موقعه يوم الاثنين 1 آب 2005، في الساعة الثانية بعد الظهر، وتولّى مهامه». مضى اجتماع العاملين في البعثة في شكل جيد، وكذا الجولة اللاحقة على كل المكاتب. كنت أعتقد أنّ هذا النوع من التعريف الشخصي مهمّ جداً، نظراً للدعاية السلبية التي رافقت معركة التثبيت. ففي وسع البعثة الأميركية في الأمم المتحدة أن تتحقّق على الأقل من أنّه ليس لدي قرنان وذيل. وقد أكدت في هذا الاجتماع والاجتماعات اللاحقة أنّ علينا ألا نتوخّى الحذر في تقاريرنا إلى واشنطن عما تقوم به الأمم المتحدة. فنحن لسنا هنا للدفاع عن الأمم المتحدة. هذا النوع من الدفاع متوطّن في البعثة الأميركية في الأمم المتحدة، وهو نوع متعدّد الأطراف من «المحسوبية» المستشرية في المكاتب الإقليمية لوزارة الخارجية. كنت أريد القضاء على المحسوبية، في أثناء شغلي المنصب على الأقل(...).

في اليوم التالي، اهتممت بأكثر المشاكل إلحاحاً، «قمة العالم» التي تقترب بسرعة لتعقد في أواسط أيلول (سبتمبر)، لا سيما ما سمي بابتذال «وثيقة النتائج» التي تخضع للمفاوضات منذ أشهر عدة. كانت القمة ترمي إلى الاحتفال بالذكرى الخامسة لقمة الألفية عام 2000، إضافة إلى الذكرى الستين للأمم المتحدة، وهي جزء من سلسلة من العروض التي تواصلت طوال التسعينات، بدءاً بقمة ريو دو جنيرو للبيئة عام 1992، ومؤتمر القاهرة للسكان والتنمية عام 1994، والقمة الاجتماعية في كوبنهاغن عام 1995، وقمة المرأة عام 1995 في بكين، وقمة الألفية عام 2000، وغيرها. طالما اعتقدت أنّ هذه التجمّعات، والإعلانات التي اعتمدتها، شديدة الضرر، لأنّ قراراتها، على رغم أنّها لا تلاحظ كثيراً في الولايات المتحدة، كانت جزءاً من عملية «التقعيد» التي يعتقد الكثيرون أنّها من الأدوار الحاسمة للأمم المتحدة. فالبيانات العريضة التي تمخّضت عنها تلك القمم صيغت بلغة غامضة وعامّة، وغالباً ما امتلأت بعبارات طنّانة استُخدمت في الغالب ضدّ الولايات المتحدة لاحقاً. كنت أفضّل التعبير الديموقراطي عن الرأي في المجتمعات الحرة مثل مجتمعنا، بدلاً من المفاوضات الدولية الغامضة التي يجريها ذوو المبادئ الأخلاقية العليا، لكنّني كنت أسبح ضدّ التيار في دوائر الأمم المتحدة(...).

من الشكليات المهمة الأخرى تقديم أوراق اعتمادي إلى الأمين العام كوفي أنان، وهو ما فعلته في اليوم التالي لقدومي إلى نيويورك. وكان أنان أجرى للتوّ جراحة في الكتف، وكانت ذراعه مربوطة، وبدا فاقد الحيوية، ربما بسبب الدواء. قبل التقاط الصورة التذكارية، تبادلنا القصص عن الصحراء الغربية، وهي مشكلة لا تزال بلا حل حتى بعد مرور خمس عشرة سنة على وجود قوّة الأمم المتحدة للسلام هناك. نصحني أنان بتجاهل كل ما حدث في أثناء عملية التثبيت، إذ لن يهتم أحد في نيويورك بذلك على أي حال، وهو ما تبيّن أنّه صحيح. وبصرف النظر عن أي شيء آخر يظنّه الممثّلون الدائمون الآخرون، فإنّهم كانوا يريدون شخصاً يستطيع التحدّث بحزم عن الولايات المتحدة، وقد حصلوا عليه الآن(...).

بيّنت سلسلة اجتماعاتي التمهيدية اللانهائية على ما يبدو مقدار سعادة الأوروبيين بالطريقة التي تسير عليها الأمور، ومقدار استياء بلدان العالم الثالث التي يشار إليها أحياناً باسم «مجموعة السبعة والسبعين»، على رغم وجود 130 بلداً فيها (لأنّ الأمم المتحدة هي من يقوم بالعدّ)، وهذه المجموعة نفسها تعرف أيضاً باسم «حركة عدم الانحياز» الذي استخدم في أثناء الحرب الباردة وأصبح الآن من المفارقات التاريخية. لن نقبل بطبيعة الحال أي سياسات جوهرية تريدها بلدان مثل باكستان والهند ومصر وجنوب إفريقيا، لكنّ الكثير من آراء الاتحاد الأوروبي لم تكن مستساغة جداً أيضاً. وعلى رغم أنّ البعثة الأميركية إلى الأمم المتحدة تعمل جادّة منذ أشهر لكي تنعكس مواقفنا في وثيقة النتائج، فإنّها لم تنجح، وقد كافحت لكي أدرك السبب.

في أيامي الأولى في نيويورك، كانت الحكومات الأعضاء تنتظر ظهور المسوّدة الثالثة لوثيقة النتائج من مكتب جين بنغ، وزير خارجية الغابون، رئيس الجمعية العامة الحالية. وكانت مسؤولية بنغ التعيسة تقديم المشروع النهائي لوثيقة النتائج لكي تقرّه قمة أيلول، إذ لم يكن أحد يتوقّع أن يتفاوض رؤساء الدول والحكومات الذين يحضرون القمة على النص أو حتى أن يقرأوه. كان هذا الطقس النفاقي من المشاكل الحقيقية لوثيقة النتائج (وإعلانات القمم السابقة أيضاً)، التي كانت مسوّدتها الثالثة تبلغ نحو أربعين صفحة أحادية التباعد بين السطور. كان ذلك منتج البيروقراطيين لا القادة، ومع ذلك عندما يتمّ إقراره فإنّ العديدين سيتعاملون مع نصه على أنّه مقدّس، وذلك ما يثير قلقي...

عندما رجعت إلى واشنطن في 5 آب، التقيت بنيكولاس بيرنز، الديبلوماسي الذي حل محل مارك غروسمان كوكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية، ومساعدة وكيل مكتب المعلومات كريستن سيلفربيرغ. كنت أعرف بيرنز قليلاً من عدد من اللقاءات السابقة وأشعر بالقلق من أولوياته السياسية. وكان هناك خبر شائع أنّ ديك هولبروك في مؤتمر ويركوند في ميونيخ عام 2004، قدّم بيرنز، بعد احتسائه أكواباً عدة من المشروب المحلي، بأنّه سيكون وكيل الوزارة للشؤون الخارجية عندما يصبح هو وزيراً للخارجية. وقد حدث أمر مضحك لهولبروك، لكن بيرنز بقي على الموعد كما توقّع هولبروك. والتقيت بسيلفربيرغ أول مرة في أثناء إعادة عدّ الأصوات في مقاطعة بالم بيتش في تشرين الثاني (نوفمبر) 2000، وقد عملت في البيت الأبيض في فترة بوش الأولى كمستشارة في السياسة الداخلية.

عندما شرحت ما حصل معي في نيويورك، تبيّن أنّ لدينا مشكلة في شخص شيرين طاهر ـ خيلي، مستشارة رايس لشؤون الأمم المتحدة. كانت طاهر - خيلي التي عيّنت قبل قدومي أنا أو سيلفربيرغ، وهي مواطنة متجنّسة باكستانية الأصل، تتولّى المفاوضات الخاصة بالإصلاح. وقد دعمت كل اقتراحات أنان، لكن لم يكن لديها أي اقتراح، وترك أسلوبها في العمل، البعثة الأميركية إلى الأمم المتحدة حائرة جزعاً. غير أنّه بغياب الممثّل الأميركي الدائم، لم يحاول أحد رفع التحدي في وجه شخص قريب شخصياً من رايس، ونتيجة لذلك أطلقت يدها في العمل. كانت طاهر - خيلي تعتقد، وطمأنت بيرنز بانتظام، بأنّ بنغ سينفّذ ما نريد وأنّه لن تكون لدينا مشاكل مع المسوّدة النهائية لوثيقة النتائج. اتفقت أنا وبيرنز على أنّ أفضل ما نفعله هو وضع طاهر - خيلي في طائرة وإخراجها من نيويورك. وحاولت أيضاً أن أشرح لبيرنز أنّ المشاكل الحقيقية «لإصلاح الأمم المتحدة» التي تحفز الجمهوريين المحافظين لا علاقة لها بما نناقشه في نيويورك، لكن كان في وسعي إدراك أنّ الرسالة لم تصله. وحاولت أيضاً أن أصف الخلل في العملية الإجمالية في نيويورك، ولماذا تسير وثيقة النتائج في الاتجاه الخاطئ، وهو ما فهمته سيلفربيرغ على الأقل. وكانت قد قالت سابقاً: «كوفي يعتقد أنّه سيعطينا بعض الأشياء التي نريدها مقابل الكثير من الأشياء التي لا نريدها». وذلك بالضبط ما أنوي منع حدوثه(...).

في الأيام التي تلت وصولي إلى نيويورك، اتصلت بعشرات الشيوخ الذين كانوا ضالعين في معركة التثبيت، بدءاً من رئيس لجنة العلاقات الخارجية لوغار، لأشكرهم على دعمهم وأطلب البقاء على اتصال. وتحدّثت أيضاً إلى جون ماكين فقال: «نصيحتي إليك أن تكون حازماً. فـ90 في المئة من الأميركيين يعتقدون أنّ ذلك المكان بحاجة إلى إصلاح جذري، وأنت رجل تلك المهمة». وقال مل مارتينيز على نحو مماثل: «لا تتغيّر. لا تنسَ لماذا أرسلك الرئيس إلى هناك». وقال جو ليبرمان إنّه لو جرى التصويت على تسميتي بالقبول أو الرفض لصوّت لمصلحتي إذ «لدينا آراء متشابهة في قضايا السياسة الخارجية الرئيسة». وقال لنكولن تشافي: «إنّني شاكر لك لأنّك اتصلت بي»، وقال جون ورنر إنّ علي «متابعة الموضوع بحماسة تامة». وكان هناك المزيد من الملاحظات المماثلة. ومن المكالمات المهمة تلك التي أجريتها الاتصال بجورج فوينوفتش في 18 آب، رداً على كتاب أرسله إلي عن المبادئ المسيحية للإدارة. شكرته على الكتاب والرسالة اللطيفة التي أرفقها به، وتحدّثنا عن الأمم المتحدة وإدارة البعثة الأميركية إلى الأمم المتحدة وقضايا شخصية. واختتم بالقول: «إنّني أقدّر حقاً اتصالك، ودعنا نبقى على اتصال»، فطمأنته إلى أنّني سأفعل .

فيما كانت تجري كل هذه الأمور، أصدرت لجنة فولكر التي عيّنها أنان للتحقيق في فضيحة النفط العراقي مقابل الغذاء تقريرها الثالث في 8 آب. وقد أنتج تحقيق فولكر، على رغم أنّه محدود، تحليلاً دامغاً، كما كانت التحريات الجنائية التي تجريها وزارة العدل، إلى جانب لجان عدة من الكونغرس تقترب من الهدف بالفعل. اجتمعت بفولكر بعد بضعة أسابيع في مكتبه في مركز روكفلر، وقال إنّ تقريره التالي سيكون جاهزاً بعد عيد العمل، قبل بدء قمة أيلول. أثار تقرير فولكر، على تواضعه، إلى جانب احتمال فشل القمّة، مخاوف الأمانة العامة من أن تعصف بها «عاصفة تامة». فإذا كانت وثيقة النتائج النهائية سلبية من وجهة النظر الأميركية بقدر سلبية مسوّدة «بنغIII»، فستقع عاصفة تامة بالفعل، لكن ذلك ما كنت أعمل على تفاديه. أما بالنسبة إلى لجنة فولكر، فسيكون ردّ فعل أنان اختباراً حقيقياً إذا ما كان يدرك مقدار عمق الجرح الذي أصاب الأمم المتحدة من جراء كارثة النفط مقابل الغذاء. وقد اعتقد بعض الممثّلين الدائمين أنّ الأمور سيّئة جداً بحيث ربما يستقيل أنان في أعقاب قمّة أيلول، لكنّني لم ألحظ أي دليل للأسف على أنّه يفكّر جدياً في ذلك(...).

زوّدتني رايس بأوامر واضحة يوم الخميس في 25 آب، قبل أن تغادر في إجازة، عبر نظام إرسال فيديوي آمن. أوضحت أنّني ما فتئت أقول منذ ما يقرب من أربعة أسابيع في نيويورك إنّ الولايات المتحدة لديها مصاعب جوهرية في مسوّدة وثيقة النتائج الحالية، وإنّنا اقترحنا صيغاً بديلة، بما في ذلك نهج الصفحتين إلى ثلاث صفحات الذي يتوافق مع القادة، وحثثنا على الشروع في مفاوضات حقيقية. أنصتت رايس ثم قالت بصراحة إنّها تريد التحرّك في اتجاه نهج الورقة المكوّنة من صفحتين إلى ثلاث صفحات. كان ذلك مهماً لأنّه يعني فقد ما بين ثلاثين وخمس وثلاثين ورقة من التعابير البلاغية. وعندما تحدّث أنان إلى رايس بعد بضعة أيام، وافق على وثيقة الثلاث صفحات التي يقرّها الرؤساء، وقال إنّ بنغ موافق أيضاً، على رغم أنّه حاول لاحقاً أن يتناسى أنّه أدلى بتلك الملاحظات. وعلى رغم أنّ تقييمي السلبي للحالة الراهنة في نيويورك بدا جديداً على رايس، فإنّها لم تعترض على نهجي الإجمالي. بل إنّ سيلفربيرغ أخبرتني على انفراد بعد المكالمة المتلفزة أنّها تعتقد بأنّ توقّعات رايس العامة من قمة أيلول تدنّت كثيراً(...).

عقد بنغ أول اجتماع «للمجموعة الأساسية» يوم الاثنين في 29 آب، وكنت أتطلّع إليه لكي نبدأ المفاوضات الجوهرية، بدلاً من الدوران حول المسائل المتعلّقة بآلية العمل. كان على هذه المجموعة أن تناقش قضايا الإرهاب، لكنّنا اختلفنا على الفور في شأن تعريف الإرهاب الذي تجنّبته مسوّدة وثيقة النتائج. كانت الولايات المتحدة تعتقد بأنّ لا يوجد شكل «مقبول» من أشكال الإرهاب، في حين أنّ العديد من البلدان الأخرى ترى أنّ كل الخطوات التي تتخذها «حركات التحرّر الوطني»، خصوصاً الفلسطيني ضدّ إسرائيل، ليست «إرهاباً». وذلك لن يمرّ بالنسبة إلي، وقد نسّقت بالفعل تكتيكاتنا مع السفير الإسرائيلي الذي رأى الأمر برمّته بمثابة تهديد لإسرائيل. لقد كانت المشكلات المتعلقة بقسم الإرهاب ملازمة في الواقع لفكرة أنّ الاتفاقات ذات المغزى ممكنة نظراً لنطاق وثيقة النتائج. ومن الممكن تحقيق مزيد من التقدّم إذا كان نطاق القمة محدوداً. غير أنّ مثل هذا الحدّ يقوّض نسيج التظاهر الذي تقوم عليه العملية بأكملها...

طلب أنان مقابلتي في 31 آب لبحث وثيقة النتائج، لكنّ النقاش اتسم باللامبالاة. بدا أنان منشغل البال تماماً، وهو ما عزوته إلى تنامي قلقه من التقرير التالي للجنة فولكر، وقد سمح له فولكر بمراجعة مسوّداته عن سلوكه. أطلعني كريس بورنهام، وهو وكيل الأمين العام للإدارة المعيّن حديثاً نسبياً، وصديق من وزارة الخارجية وحليف وثيق في نيويورك، على نسخة من الخلاصة التنفيذية لتقرير فولكر بعد يومين. وتبيّنت لماذا بدا أنان منشغل البال. على رغم أنّ فولكر لم يتهم أنان بسلوك جرمي، فإنّه كان لاذعاً في تقييم «إدارة» أنان لبرنامج النفط مقابل الغذاء(...).

طمأنني إليوت أبرامز أنّ رايس وهادلي يشعران بارتياح كبير إزاء تقدّم الأمور في نيويورك، وأنّهما يدركان أنّ العديد من الأخبار الصحافية تشخّص دوري بسبب الهدف الذي حمّلني بوش إياه عندما أعلن عن تعييني مؤخّراً. وقال أبرامز، «إنّهما يعلمان أنّك غير مخطئ، وهناك العديد منا هنا ممن يحمون ظهرك»، وذلك من حسن حظي، وسلوك مشكور جداً. جاء بعض الانتقاد من أصدقائنا المفترضين. فقد أبلغني العديد من الممثّلين الدائمين الأوروبيين أنّ جونز باري قال في اجتماع للاتحاد الأوروبي في 31 آب، «إنّ بولتون يلعب على هواه»، وأنّ تعليماتي تأتي من تشيني ورامسفيلد بدلاً من رايس. وفي أثناء محادثة مع نائب الممثّل الدائم الفرنسي ميشيل دوكلاس بعد بضعة أيام، اشتكى باري جونز من عدم تعاوننا مع الاتحاد الأوروبي. فواجهته بالملاحظات التي أدلى بها في اجتماع الاتحاد الأوروبي، وقلت إنّها غير صحيحة وغير مساعدة، فامتقع لونه أكثر من المعتاد. والتزم دوكلاس صمتاً ملحوظاً، لكنّه لم ينبرِ للدفاع عن جونز باري...

بقيت على اتصال مع رايس على الهاتف في عطلة أسبوع عيد العمل ووجدت أنّ جاك سترو نقل إليها إحباطات باري جونز المتنامية. كان العديد من البريطانيين يعتقدون بأن دورهم في الحياة لعب دور أثينا مقابل روما الأميركية، فيعيروننا حسن دماثتهم الفائقة ويصقلون حوافنا الاستعمارية الخشنة. في أثناء الحرب العالمية الثانية وبعدها، ذاعت قصيدة (في لندن على الأقل):

في واشنطن، همس اللورد هاليفاكس

في أذن اللورد كينز ذات مرة

«صحيح أنّهم يمتلكون أكياس النقود

لكننا نمتلك العقل والفكرة»

من الواضح أنّ جونز بيري من ذلك الصنف، لكنّني كنت مصراً على أن أفوّت الأمر على أثينا هذه المرة. كانت رايس لا تزال مصرّة قائلة، «إذا كان هذا الأمر سينهار، فإنّني أفضل المحاولة في إصلاح الإدارة على أي شيء آخر»، وتلك أخبار طيّبة. أطلعت رايس على الحالة العامة في نيويورك، وذلك مفيد قبل أن يبدأ الأسبوع الأخير من المفاوضات الصعبة قبل انعقاد القمة. صدرت افتتاحية لصحيفة «وول ستريت جورنال» بعنوان «التنقيح الذي يجريه بولتون» تؤيّد تماماً ما أحاول القيام به، وكان ذلك مسعفاً جداً في تقديم شرح واسع عما نحاول تحقيقه، وطرق التفكير المحيّرة في الأمم المتحدة(...).

عندما عاد الجميع من عطلة عيد العمل، وجدنا أنّ الأمم المتحدة وفريق الصحافة الكبير مهتمون بتقرير فولكر المقرّر رفعه في 7 أيلول إلى مجلس الأمن في شأن النفط مقابل الغذاء، بدلاً من مفاوضاتنا المتواصلة في شأن وثيقة النتائج. ونظراً لأنّ هذه هي الأمم المتحدة حتى في ما يتعلّق بشيء مهمّ مثل تقرير فولكر، فقد سيطرت المسائل الإجرائية على استعدادات مجلس الأمن. أقرّت الأمانة العامة بأنّ على فولكر تقديم تقريره في جلسة عامة، لكنّها كانت تريد أن ينعقد المجلس خلف أبواب مغلقة لإجراء «مشاورات غير رسمية» لكي يردّ السفراء على ما سمعوه. لم تكن تلك صيغة غير مألوفة، حيث يستمع المجلس إلى الأمانة العامة في جلسة عامة، ولا يتحدّث أعضاؤه إلا في جلسة خاصة. لم أقتنع بهذا الترتيب. فأعضاء مجلس الأمن ليسوا نباتات مزروعة في أصص أو ملحقات بالمسرح تتلاعب بها الأمانة العامة. لذا أصررت على أنّه إذا كانت الأمانة تريد إطلاع المجلس في جلسة عامة، فعلى أعضاء المجلس الرد علناً. وإذا كان التقرير حساساً يستوجب أن يكون عرضه في جلسة خصوصية فليكن ذلك، وسيردّ أعضاء المجلس في جلسة خصوصية. وأعلنت أنّني سأردّ على تقرير فولكر في الجلسة العامة، إذ لكل عضو في المجلس الحقّ في ذلك، وليقرّر بقية الأعضاء كيف سيردون. وعندما ذاع أنّني سأتكلّم، قرّر كل الأعضاء الآخرين التحدّث علناً.

كان عرض فولكر أمام المجلس نقداً شديداً لأداء الأمانة العامة في برنامج النفط مقابل الغذاء، وكان شديد الانتقاد أيضاً لمجلس الأمن بسبب تخليه عن دوره الإشرافي، وهو ما وجدته مبرّراً جداً. فقد أنشئ برنامج النفط مقابل الغذاء بموجب قرار مجلس الأمن 986 الصادر في سنة 1995، ويرمي إلى استخدام عوائد العراق النفطية لتقديم المساعدة الإنسانية للشعب العراقي. وبدلاً من ذلك، استخدم صدام حسين إيرادات النفط للرشوة والفساد والتلاعب بالبرنامج لغاياته الخاصة، وحرفه عن مساره لتعزيز سلطته بالسيطرة على توزيع المساعدة. وقبل أيام فقط من صدور التقرير، وجّه المدعي الأميركي في مانهاتن اتهاماً رسمياً إلى مسؤول كبير عن موازنة الأمم المتحدة، فلاديمير كوزنتزوف، بالفساد مسلّطاً الضوء على تقرير فولكر، إذ لم يكن أحد في الأمم المتحدة مهتماً كثيراً(...).

كان من المنتظر أن يصل الرئيس بوش بعد ظهر يوم الثلثاء في 13 أيلول لكي تنطلق القمة، ولم نكن قد توصلنا إلى وثيقة النتائج بعد. اتصلت بجونز باري في الثامنة والنصف صباحاً، وقال إنّه لم يسبق له أن شهد اقتراب حدث مهمّ من دون التوصّل إلى نص نهائي، وأنّ هناك «احتمال ظهور نص من مكان ما». كان ذلك كل ما أحتاج إلى سماعه. اتصلت بأنان على الفور، فراوغ في شأن ما يعتزم بنغ وإلياسون القيام به. من الواضح أنّ بنغ وإلياسون والأمانة العامة كانوا يعملون بالفعل على «ملء الفجوات»، كما عبّر أنان عن ذلك. وقال أنان إنّه ربما استطاع أن يشرح لي مع بنغ كيف يمكنهما «الاستفادة من النص المتفق عليه»، واقترح علي المجيء إلى مكتبه(...).

بدت وثيقة النتائج غير شبيهة بما يمكن أن تكتبه الولايات المتحدة، وكانت لا تزال تحتوي على كثير من اللغو، لكنّنا تمسّكنا بخطوطنا الحمر على الأقل. بل إنّنا حقّقنا قليلاً من التقدّم، مثل إعادة التأكيد على معارضتنا الواضحة لهدف المعونة الخارجية البالغ 0,7 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلدان المانحة، وهو كأس مقدّسة تسعى إليها حركة عدم الانحياز (مجموعة 77) منذ عقود للمحافظة على مستويات عالية من المعونة الأجنبية المتدفّقة بصرف النظر عن الرغبة فيها أو فعّاليتها. لقد استغرق هذا الإنجاز الهزيل سبعة أسابيع تقريباً من الجهود المتواصلة، وغالباً في وقت متأخّر من الليل وفي الصباح الباكر، التي قام بها عشرات إذا لم يكن مئات من الموظفين الحكوميين الأميركيين، ونتج من ذلك وثيقة طويلة تضمّ من الكلام أكثر مما تحمل من معنى. كما أنّه لم يتحقّق شيء، أو تحقّق القليل، حيال ما تريده الولايات المتحدة حقاً، مثل «الإصلاح»، وقد اتضح أكثر من أي وقت مضى أنّنا بحاجة إلى خطة «أميركية» للإصلاح، لا خطة يأتي بها أنان لزيادة استقلاليته...

على أي حال، كان لدي رئيس قادم أنشغل به. انتظرت عند أسفل السلالم الكهربائية داخل مدخل الوفود إلى الأمم المتحدة، كما طلب الأمن. دخل بوش ورايس، بصحبة حراس الرئيس وغيرهم بعيد الثالثة بعد الظهر. كانت هذه المرة الأولى التي أشاهد فيها بوش منذ مناسبة 1 آب في قاعة روزفلت، لذا كنت أريد أن أعرف إذا كان لديه أي نصح أو انتقاد في شأن الأسابيع العديدة الماضية. بعد الصورة المعتادة مع أنان، توجّهنا إلى مكتب الاحتفالات الصغير في الأمانة العامة خلف مسرح الجمعية العامة حيث قام بوش بزيارة المجاملة. وعندما جلس الجميع سأل بوش أنان، «كيف تجد أداء بولتون؟ هل نسف المكان»؟ وجدت ذلك رائعاً، لكن أنان ابتسم ابتسامة خافتة فقط، لعله كان يفكّر في الموقف الحرج الذي وضعته فيه للتوّ في شأن وثيقة النتائج. وقد أبلغ أنان الصحافة لاحقاً في ذلك اليوم أنّني كنت «بنّاء جداً» في أثناء مفاوضات وثيقة النتائج، ما جعل من الصعب بالتأكيد لوم الولايات المتحدة على مضمونها الهزيل.

على أي حال، كان بوش يمهد لكلامه. فبعد المجاملات، قال إنّ المسألة الحقيقية بالنسبة إلى معظم الأميركيين هي هل نبقى في الأمم المتحدة أصلاً. وقال بوش إنّ هذا ما يعتقده الناس حيث قدم، خلافاً لنيويورك، ولا يعني ذلك أنّه يؤمن به، لكنه يريد أن يعرف أنان أين تقف الأمور. صارت الابتسامات في جانب الأمم المتحدة من الغرفة الصغيرة متكلّفة أكثر فأكثر. انتقل بوش بعد ذلك إلى إيران، ملاحظاً أنّنا «بحاجة إلى حل ذلك ديبلوماسياً»، وإلا فإنّ الإسرائيليين سيحلّون الأمر بطريقة أخرى. عندئذ، تعافى أنان وقال إنّه تحدّث مع محمد البرادعي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ليحض إيران على إبداء مزيد من التعاون. وبعد وصف كوريا الشمالية بأنّها أحد أسوأ الأمثلة على القمع في التاريخ، أثار بوش مسألة العراق قائلاً إنّه يريد حضوراً أكبر للأمم المتحدة هناك للمساعدة في الاستفتاء الدستوري الوشيك. تذرّع أنان بعذره الدائم منذ تفجير مجمّع الأمم المتحدة في بغداد - أنّه لا يوجد ما يكفي من الأمن - فردّ بوش ورايس على ذلك. وانتقد بوش سورية على مواصلة تدخلها في لبنان، لكن بدا أنّ أنان فقد التركيز ولم يستطع أن يبحث الموضوع في شكل منسجم(...).

في التاسعة من صباح اليوم التالي، انتظرت أنا وغرتشن رايس في القاعة الصغيرة في والدورف تاورز، ثم ركبنا الليموزين الرئاسي بانتظار قدوم الرئيس والسيدة بوش، وانطلقنا في طريقنا عبر الشارع الخمسين إلى الأمم المتحدة، ثم سلكنا الاتجاه الخاطئ إلى الجادة الأولى لاختصار الرحلة. وفيما لوّح بوش لمجموعة من متظاهري فالون غونغ الذين يحتجّون على السياسات القمعية للقيادة الصينية، طرأ موضوع بيل كلينتون، ولاحظت أنّ بيل وهيلاري كلينتون تخرّجا قبلي بسنة واحدة في كلية الحقوق بيال، فسأل بوش، «قبل أن تربي شاربيك؟» ما أضحك السيّدات في السيارة. كنت سأوضح أنّني كنت ذا شاربين في كلية الحقوق، لكنّنا وصلنا إلى الأمم المتحدة في ذلك الوقت(...).

غداً حلقة ثانيةهو السادس والعشرون من نيسان .