المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الإثنين 28 نيسان/سنة ألفين وثمانية

 

إنجيل القدّيس لوقا .48-36:24

وبَينَما هُما يَتَكَلَّمان إِذا بِه يقومُ بَينَهم ويَقولُ لَهم: «السَّلامُ علَيكُم!»فأَخَذَهُمُ الفَزَعُ والخَوفُ وظَنُّوا أَنَّهم يَرَونَ رُوحاً. فقالَ لَهم: «ما بالُكم مُضطَرِبين، ولِمَ ثارَتِ الشُّكوكُ في قُلوبِكم؟ أُنظُروا إِلى يَدَيَّ وقَدَميَّ. أَنا هو بِنَفْسي. إِلمِسوني وانظُروا، فإِنَّ الرُّوحَ ليسَ له لَحمٌ ولا عَظْمٌ كما تَرَونَ لي». قالَ هذا وأَراهُم يَدَيهِ قدَمَيه غَيرَ أَنَّهم لم يُصَدِّقوا مِنَ الفَرَحِ وظَلُّوا يَتَعَجَّبون، فقالَ لَهم: «أَعِندَكُم ههُنا ما يُؤكَل؟» فناوَلوهُ قِطعَةَ سَمَكٍ مَشوِيّ. فأَخَذَها وأَكَلَها بِمرأًى مِنهُم. ثُمَّ قالَ لَهم: «ذلك كلامي الَّذي قُلتُه لكم إِذ كُنتُ مَعَكم وهو أَنَّه يَجِبُ أَن يَتِمَّ كُلُّ ما كُتِبَ في شأني، في شَريعَةِ موسى وكُتُبِ الأَنبِياءِ والمَزامير». وحينَئِذٍ فَتحَ أَذْهانَهم لِيَفهَموا الكُتُب، وقالَ لَهم: «كُتِبَ أَنَّ المَسيحَ يَتأَلَّمُ ويقومُ مِن بَينِ الأَمواتِ في اليَومِ الثَّالِث، وتُعلَنُ بِاسمِه التَّوبَةُ وغُفرانُ الخَطايا لِجَميعِ الأُمَم، اِبتِداءً مِن أُورَشَليم. وأَنتُم شُهودٌ على هذه الأُمور

 

الأسد: أبواب سوريا مفتوحة للعماد عون

الأحد 27 أبريل -صحافة عربية -ايلاف

دمشق: أكد الرئيس السوري بشّار الأسد ان "مبدأ الخلاف مع رئيس تكتّل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون لم يكن يعتمد على عداوة بالشكل الذي نراه نحن، فالعدو بالنسبة لنا هو إسرائيل". وعلّق الأسد في مقابلة مع صحيفة "الوطن" القطرية على الدم الذي سال في حروب عون وسوريا قائلاً "تسيل الدماء أحياناً بين أبناء البيت الواحد، في العائلة الواحدة وفي البلد الواحد لكن هذا لا يعني عداء، الدماء التي سالت هي جزء من الدماء التي كانت تسيل، كانت كل مرة تأخذ شكلاً واتجاهاً معينين، حصلت صدامات بين الحزب التقدمي الاشتراكي وحركة أمل وهم حلفاء، وبين أمل وحزب الله، وبين القوات السورية وحزب الله في 1987، وهذا لا يعني عداء". وجدد التأكيد على ان "أبواب سوريا مفتوحة للعماد عون عندما يرى أن الظروف مناسبة لزيارة دمشق، فهو له احترام وسنستقبله في قصر الشعب".

 

 اسرار الصحف لليوم الاحد 27 نيسان 2008

ورد في الصحف هذه الاسرار

النهار

اسرار الآلهة : أعاد مجلس الشورى الى السفراء الحق بالسفر في الدرجة الاولى، بعدما كان مجلس الوزراء خفّضها الى الدرجة الاقتصادية.

من المسوؤل : انتقد ملحق عسكري لسفارة أوروبية تخاذل دورية تابعة لـ"اليونيفيل" ازاء مسلحين صادفتهم في منطقة عملياتها، واعتبره تصرفاً غير لائق بها.

لماذا : أبدى مسؤول بارز انزعاجاً من موقف وزير مستقيل أيّد فيه خطوة سياسية لا تنسجم مع تحرك هذا المسؤول الذي كان قد سماه لشغل حقيبته الوزارية.

البلد

واكبت عين التينة عصر أمس جولة النائب سعد الحريري وتابعت مواقفه بعد كل محطة.

رغبت أوساط قريبة من الرئيس بري في عدم التعليق فوراً على مواقف الحريري بانتظار اتضاح الصورة.

رأت مصادر معارضة ان رفع بعض أقطاب 14 آذار السقف السياسي ضد الحوار محاولة للقول انها ليست ورا? النائب وليد جنبلاط.

المستقبل

أكدت مصادر الأمم المتحدة ان مجلس الأمن سيتفرغ لمناقشة التمديد للجنة التحقيق بعد الثامن من أيار موعد النظر في تقرير 1559.

أوضحت مصادر عربية ان مزيداً من التنبه مطلوب من اللبنانيين لتمرير المرحلة وسط وجود قوى تحاول العمل خارج تفاهمات التهدئة.

لاحظت أوساط بارزة في موسكو ان من بين أهداف اتفاقية إزالة التأشيرات بين روسيا وإسرائيل إتاحة المجال لعودة من هم من أصل روسي إلى بلادهم.

 

المطران عودة ترأس خدمة الهجمة وقداس الفصح في كاتدرائية القديس جاورجيوس: من الصعب أن يدين انسان انسانا في بلدنا لأن من يدين في معظم الأحيان هو ملطخ/ليتخط الجميع أنفسهم ومصالحهم وأية مصلحة خارجية لإنقاذ هذا الوطن وساكنيه/نتكلم عن الحوار فكيف نتحاور ولغة التخاطب التي نسمعها بلغت أدنى الدركات/نحن لا نؤمن بثقافة الموت وعلينا ان نبشر بالحياة لا بالموت وبالنور لا بالظلمة

وطنية - 27/4/2008 (سياسة) ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده خدمة الهجمة وقداس الفصح، عند السادسة من صباح اليوم، في كاتدرائية القديس جاورجيوس في ساحة النجمة، في حضور حشد كبير من المؤمنين.

بعد قراءة الإنجيل المقدس، ألقى المطران عودة عظة قال فيها: "المسيح قام ـ حقا قام، فلنسجد لقيامته ذات الثلاثة الأيام. المسيح قام من بين الأموات ووطئ الموت بالموت ووهب الحياة للذين في القبور. أيها الأحبة، اليوم يوم القيامة. إنه يوم النور بالنسبة للمسيحي الذي يؤمن بالإله المتجسد الذي "كان في البدء عند الله. به كان كل شيء وبغيره ما كان شيء مما كان. فيه كانت الحياة وحياته كانت نور الناس... إلى بيته جاء فما قبله أهل بيته. أما الذين قبلوه، المؤمنون باسمه، فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أبناء الله"، أولادا للنور".

أضاف: "المسيح إلهنا، الإله قبل الدهور، أتى إلينا ليرفعنا من الحضيض، من حضيض الخطيئة والآلام والتعاسة، من حضيض القلق والشدة والضيق، من حضيض التيهان في هذا العالم. أتى إلينا ليرفعنا فوقها كلها. بدءا إتحد بنا، بكل آلامنا وأوجاعنا، بجوعنا وعطشنا وتعبنا وحزننا، بكل ما فينا ما عدا الخطيئة. إتحد بنا ليميت ضعفاتنا كلها مع الخطيئة، على الصليب، ويعيدنا إلى ما كنا عليه في الفردوس، في وحدة مع الله، في رعاية الله وعنايته، عيوننا شاخصة إليه وقلوبنا متحدة بمشيئته. أتى متجسدا بعد أن عصا الإنسان الله وظن نفسه إلها. تواضع الرب أمام الإنسان وسأله أن يأتي إليه، منعما عليه بمحبة لا حدود لها، جوهرها الموت من أجل الحبيب، من أجل إعادته إلى النور والحياة".

وتابع: "القيامة هي هذا الفعل الإلهي الذي ورثه كل مؤمن لكي ينتصر على كل ضعف ومرض وألم وحزن، بالمسيح يسوع. كثيرون منا، أولئك الذين يحبون الله، يتألمون بل يختبرون القيامة في كل ساعة وكل يوم. وكما قال الرسول "من أجلك نحن نعاني الموت طول النهار... ولكننا في هذه الشدائد ننتصر كل الإنتصار بالذي أحبنا" (رو 8: 36-37).

القيامة بالنسبة للمسيحي هي جوهر حياته. هي قوته. لذلك يقول بولس الرسول إن لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل إيماننا (1 كور 15: 14)."

وقال: "الإنسان إذا مدعو إلى العودة إلى الله، إلى العزة الإلهية، إلى القوة الإلهية. كل قوة أرضية زائلة والقوى الأرضية تقهر الإنسان. وهي تقهر أولا القوي ومدعي القوة لأنه يدخل هلاك الكبرياء وعتمتها. القوي إنسان متكبر. لو كان متواضعا لم نكن نرى قوته إلا في المحبة. المتواضع ينحني أمام آلام أخيه ويرفعه إلى الرجاء. الأقوياء متكبرون وهم سبب كل هلاك فيهم وفي الناس.

الإنسان مدعو من الله إلى التأله ومعرفة معنى القيامة. في كل يوم نجابه الصعوبات والرب يذكرنا أننا أبناء القيامة. بولس الرسول يقول في رسالته إلى أهل فيليبي إني أحسب كل شيء خسارة، نفاية، ولا أحتاج إلا إلى معرفة ربي يسوع المسيح. أحتاج أن أعرف قوة قيامته، أن أشترك في آلامه، أن أتشبه بموته لعلي أبلغ إلى قيامة الأموات.

المؤمن يجب أن يتشبه بالمسيح الذي هو معلمه والقدوة. المسيح حياتي لذا أسعى أن أبقى في إثره ولا أنظر إلا إليه ولا ألتفت إلى الوراء بل أنسى ما هو ورائي وأسعى إلى ما هو أمامي".

وأكد المطران عودة "ان خبرة معرفة قيامة المسيح موجودة في من يؤمن به ويحبه. هذا يعرف معنى الرجاء. من كان في المسيح تعمل قوة القيامة فيه. من يعرف المسيح ومعنى آلامه وموته هو دائما مستعد للموت من أجل من يحب، وكل إنسان حبيب بالنسبة لنا. إذا كنت مستعدا أن تختبر الموت أي أن تميت ذاتك والأنا، تعرف حينئذ ما معنى القيامة.

الله قد أقام ابنه وسيقيمنا نحن بقوته لأننا أعضاء في جسده، في جسد المسيح. وإذا كان المسيح قد قام فكل عضو فيه سيقوم".

وقال: "القيامة لا تنحصر في الإنعتاق من الموت إنما هي أيضا التحرر من كل ألم. والألم يلازم المحبة. المسيحي الحقيقي يتألم لأنه يحب. من لا يحب يكفر بالله إذا ذاق الألم. المسيحي لا يكفر بل يشكر الله لأنه يشارك المتألمين آلامهم ويشاطرهم أوجاعهم. الرب دخل آلام الإنسان وموته لأنه يحبه. وقد أظهر لنا يسوع أن آلام المحبة لها نهاية في القيامة. الإنسان المحب يعرف أن صليبه هو أداة قيامته وأن في الصليب رجاء القيامة. المحبة المصلوبة تتحول إلى الإنتصار، إلى القيامة والإتحاد بحياة الرب. لذلك المؤمن قائم في الرجاء. المؤمن يرجو في كل حين، والرجاء هو أن تؤمن بما سيأتي، "لأننا بالرجاء خلصنا ولكن الرجاء المنظور ليس رجاء، لأن ما ينظره أحد كيف يرجوه أيضا؟ ولكن إن كنا نرجو ما لسنا ننظره فإننا نتوقعه بالصبر" (روميه 8: 24-25).

أضاف: "المؤمن يسلك بالإيمان لا بالعيان (2كور 5: 7)، الإيمان المرتكز على المحبة، محبته ليسوع. هذه المحبة هي لب حياتنا وهي التي تشكل سيرتنا مع الناس لأنها نازلة من فوق، والمخلص يسوع المسيح هو الذي سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده، جسد القيامة. يقول يوحنا الحبيب في رسالته الأولى: "نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولا. إن قال أحد إني أحب الله وأبغض أخاه فهو كاذب لأن من لا يحب أخاه الذي أبصره، كيف يقدر أن يحب الله الذي لم يبصره. ولنا هذه الوصية منه أن من يحب الله يحب أخاه أيضا" (4: 19-21). من لا يحب أهل بيته كيف يستطيع أن يحب الغريب أو البعيد؟ المحبة هي السبيل الوحيد الذي يجعل الإنسان قادرا أن يرى مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة ويتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد (2 كور 3: 18).

الله وحده هو ينبوع المحبة والرحمة والرأفات والصلاح والسلام. "الله الذي هـو غني في الرحمة، من أجل محبته الكثيرة التي أحبنا بها ونحن أموات بالخطايا، أحيانا مع المسيح ـ بالنعمة أنتم مخلصون ـ وأقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات في المسيح يسوع" (أفسس 2: 4-6)".

وتابع: "نحن سنقوم جميعنا لأن يسوع قد قام. فالذي أقام المسيح من الأموات سيحيي أجسادكم المائتة أيضا بروحه الساكن فيكم. نحن نخص المسيح وإذا قبلنا المسيح علينا أن نسلك بحسب وصاياه وأن نكون متأصلين فيه ومبنيين فيه وموطدين في الإيمان كما قال بولس الرسول".

وقال: "في هذا العيد المبارك علينا إذا أن نبشر بالحياة لا بالموت، وإن كنا نعيش في جو لا نرى فيه إلا السواد والقتل - نسمع بالقتلى بالعشرات وكأن الإنسان لا معنى له - والمحزن أن هذا يحصل باسم الله أحيانا. أنا لا أفهم كيف يستطيع قاتل أن يقتل إنسانا فكيف إذا كان طفلا؟ حياتنا عابقة بأخبار الموت والحروب والضحايا والإختبارات الذرية - التي يقولون أنها لخير الإنسان لكنها في معظم الأوقات تقضي عليه - وتبادل الإتهامات، ولا أحد يعرف من هو الصادق ومن هو غير الصادق".

أضاف: "نحن لا نشعر بالفرح وبالرجاء في بلدنا وهما من صميم إيماننا. يقول الرسول بولس: إفرحوا بالرب كل حين وأيضا أقول لكم إفرحوا (فيليبي 4: 4). والفرح وليد المحبة. المسيحي الحقيقي يحب ولا يقتل. عندما استل أحد الذين كانوا مع يسوع، ليلة أسلم، سيفه وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه قال له يسوع "رد سيفك إلى مكانه لأن كل الذين يأخذون بالسيف بالسيف يهلكون" (متى 26: 52). نحن لا نحارب لا بالسيف ولا بغيره ولا نقتل ولا نميت الآخرين لكي نعيش بل نموت من أجل الآخرين. نحن لا نؤمن بثقافة الموت. الحرب حرب والموت موت. الموت المبرر هو أن أموت من أجل غيري، لكي يحيا، وعلي أن أدرب نفسي على هذا الأمر. في إيماننا عندما تقتل عليك أن تتوب. لذا أقول لكل من يؤمن بالله أنه علينا أن نبشر بالحياة لا بالموت، بالنور لا بالظلمة، بعدم الفساد لا بالفساد الذي أصبح جزءا لا يتجزأ من حياتنا، لذلك من الصعب أن يدين إنسان إنسانا في بلدنا لأن من يدين في معظم الأحيان هو ملطخ أيضا".

وتابع: "علينا أن نبشر بالرجاء. القيامة هي الحرية، هي الإنتصار والفرح وأداتها صليب المحبة. صلاتنا أن ينزل الملاك ويدحرج عن قلوبنا كل قساوة وأن يساعدنا على فتح حواسنا المغلقة. قلوبكم هي مسكن الله، فيها يستقر وفيها يستريح. فيها يسود ويملك. لا تجعلوا قلوبكم قبورا مبيضة ظاهرها جميل وباطنها ممتلئ بعظام الموتى وبكل فساد (متى 23: 27) كما قال الرب يسوع للكتبة والفريسيين، ولا تتظاهروا بالبر والإستقامة لأنكم من داخل مشحونون بالرياء والإثم (متى 23: 28).

وأردف: "عيدنا اليوم يدعونا أن نرجو، أن نحب بعضنا بعضا كما أحبنا المصلوب، أن يبحث كل منا عن مصلحة الآخر، عن مصلحة المواطن الذي هو فرد من العائلة التي شاءها الله لنا. نحن نقطن في بيت واحد هو هذا الوطن الصغير. ليتخط الجميع أنفسهم ومصالحهم وأية مصلحة خارجية من أجل إنقاذ هذا البيت العائلي، هذا الوطن وساكنيه. لنحرر وطننا. لبنان أسير أبنائه فليعملوا جميعهم، يدا بيد، من أجل إنقاذه. العالم مشغول بنا ونحن غافلون عن المحبة التي وحدها تنتشلنا من قعر الهوة التي رمينا وطننا فيها، غافلون عن أولادنا الذين يفارقوننا وهم يحملون النبوغ إلى حيث يذهبون، غافلون عن مصلحة لبناننا الذي نتقاسمه كقطعة حلوى، عوض ترميم أجزائه. في كل مؤتمر في العالم يتحدثون عن لبنان ويبحثون أموره ونحن نتلهى بالشتائم وتحدي الواحد للآخر والشعب يعاني والوقت يضيع".

وقال: "نتكلم عن الحوار ولكن كيف نتحاور ولغة التخاطب التي نسمعها بلغت أدنى الدركات، والشك وعدم الثقة والخوف من الآخر متمكنة من النفوس. إسمعوا الأخبار واقرأوا الجرائد تدركون ما أقول. نحن نمتهن الكلام الرخيص والشتائم ولا نحترم المقامات.

لا نريد الإساءة إلى أحد ولكننا بتنا نتساءل في هذا الجو الذي نعيش فيه هل كلمة "مسؤولية" ما زالت موجودة في قاموس المسؤولين وربما أكثر المواطنين؟ المسؤول المسؤول إنسان لا ينام إن لم يقم بواجبه، وضميره بوصلته في حياته، يؤنبه إذا أخطأ ويوعيه إذا تعثر. وكيف نتساءل عن المسؤولية وقد أصبحنا نشك في انتماء الكثيرين إلى هذا البلد؟ ولا نرى إلا عدم المحبة وعدم الثقة وانعدام الوطنية. شعبنا بحاجة إلى أن يتعلم الوطنية".

أضاف: "صلاتنا أن ينمي الله محبة اللبنانيين بعضهم لبعض وأن يزيدهم فيها سموا، لأن المحبة وحدها تنتشل هذا البلد مما هو فيه وتطلقه إلى مستقبل أفضل. صلاتنا أن يخرج هذا الوطن من قبره، أن يطلق من أسره، أن يشفى من آلامه التي يتخبط فيها. ودعاؤنا أن يحظى بقيامة مباركة مرجوة عند النفوس البارة آمين".

 

البطريرك صفير ترأس قداس الاحد والتقى شخصيات ووفودا: جاءنا جماعة من العمال وأرباب العمل وعرضوا معاناتهم من الاوضاع/نأمل أن يتم التفاهم بينهما بحيث لا تبور الصناعة ولا يجوع العمال/ايامنا فيها الكثير من القلق ولا نريد ان نذكر السنوات التي قضيناها على سدة البطريركية حيث يبدو ان اولها في الصعوبات مثل آخرها

وطنية - 27/4/2008 (سياسة) تحت عنوان "وأنتم شهود على ذلك", تابع البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في عظة قداس الاحد الذي ترأسه في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي الحديث عن "انجيل ملكوت الله" كما ورد في كتاب البابا بنديكتوس السادس عشر وهو يتحدث عن اراء بعض اللاهوتيين البروتستانت في المسيح, وعن الملكوت الذي سيسوده السلام والعدالة.

وعاون البطريرك صفير في القداس المطرانان شكرالله حرب وسمير مظلوم والقيم البطريركي الخوري جوزف البواري وخدمته جوقة اكليريكية غزير في حضور حشد من المؤمنين.

العظة

وبعد الانجيل المقدس, ألقى البطريرك صفير العظة الآتية:"بعد أن قام السيد المسيح من الموت، ظهر لتلاميذه وهدأ روعهم وأراهم يديه ورجليه، وأكد لهم أنه هو، وطلب اليهم شيئا يؤكل فقدموا له قطعة من سمك مشوي ومن شهد عسل، وقال لهم أن ما حل به كان قد كتب عنه في التوراة، وفتح أذهانهم ليفهموا الكتب وأكد لهم ارساله الروح القدس الذي كان أبوه وعدهم به.ونواصل الحديث عن أنجيل ملكوت الله كما ورد في كتاب البابا بنديكتوس السادس عشر، وهو يتحدث عن آراء بعض اللاهوتيين البروتستانت في المسيح، وعن الملكوت الذي سيسوده السلام والعدالة.هذا التضاد بين العبادة والأخلاق، بين الجماعي والفرد، قد أشعر أن له نتائج على مدى طويل. ومنذ حوالي الثلاثينات استعاده شراح الكتاب المقدس الكاثوليك ذواتهم. لدى هرناك (وهو لاهوتي بروتستانتي لوتاري)، هذا التضاد كان مرتبطا بالمعارضة بين الصيغ المسيحية الثلاث الكبرى، المسيحية الكاثوليكية، واليونانية - السلافية، والبروتستانتية الألمانية. وبحسب هرناك، ان البروتستانتية الألمانية قد أعادت رسالة المسيح الى نقائها. أي انه في بروتستانتيته ظهرت مواقف متناقضة:

ان موضوع الوعد ليس الفرد في حد ذاته، بل المجموعة، وبما أن الفرد هو أحد أفراد هذه المجموعة، فهو ينعم بالخلاص. وليس المهم ما يقوم به الانسان على الصعيد الأدبي، ذلك أن ملكوت الله يقتطع مركزا "أبعد من الأخلاق، ويتعلق تعلقا وثيقا بالنعمة، على ما تظهر ذلك الوليمة التي جالس فيها يسوع الخطأة".انتهى عصر اللاهوت الكبير المتسامح مع الحرب الكونية الأولى، وانتهى معه تغييرالمناخ الروحي الأساسي الذي تبعه. ولكن العلامات التي كانت تبشربالانقلاب كانت سابقة. وأول علامة كانت كتاب يوهانس وايب عن يسوع الذي ظهر سنة 1892. وأول أعمال تفسير للكتاب المقدس لألبرت شوايزر اتخذت هذا المنحى: وقد شاع القول ان رسالة يسوع تتعلق أصلا بأواخر الدنيا، وأن اعلانها اقتراب ظهور ملكوت الله يعني أنها تعلن اقتراب نهاية العالم, وبروز عالم جديد لله ولربوبيته على وجه التحديد.

واعلان ملكوت الله يجب أن يفهم من ناحية نهاية العالم على وجه الضبط. ولكن النصوص التي تخالف هذه النظرية فسرت بهذا المعنى، على الرغم منها، اذا جاز التعبير، كما هي الحال مع أمثال النمو كمثل الزارع، ومثل حبة الخردل، ومثل الخميرة، ومثل الزرع الذي ينبت منه لذاته. وهناك من راح يقول ان المهم ليس النمو، وان معنى كلام يسوع هو هذا: ان ما هو موجود الآن، انما هو الواقع الوضيع، لكن الواقع الأخر سيظهر فجأة، مرة واحدة. وواضح هنا أن النظرية تقدمت الأمانة للنص. وبذل مجهود كبير لترجمة هذه النظرية الأخروية المداهمة في الحياة المسيحية اليوم، التي هي غير مفهومة توا بالنسبة الينا. ان بولتمان مثلا استعان بفلسفة مارتين هايداغر:اما ما له قيمة انما هو الموقف الوجودي، اي الاستعداد الدائم. وقد فسر، بعد ارنست بلوك، وجورجن مولتمان، لاهوت الرجاء الذي رمى الى ترجمة الايمان على أنه التزام ناشط في بناء المستقبل.وفي هذه الفترة تطور، في دوائر واسعة لاهوتية، وخاصة في الوسط الكاثوليكي، تفسير علماني لمفهوم "الملكوت" الذي يطور رؤية جديدة للمسيحية، والأديان والتاريخ على وجه العموم، والذي بواسطة هذا التغييرالعميق، يدعي أنه يقرب من الأفهام ما يعتبر أنه رسالة المسيح. وقد أمكن القول انه قبل المجمع (المسكوني الفاتيكاني الثاني)، كانت تسود المركزية الكنسية:

وقد صورت الكنيسة على أنها مركز المسيحية. وبعد ذلك صار الانتقال الى تصوير المسيح على أنه مركز الكون وكل شيء. ولكن هناك من قال ان الكنيسة لا تقسم وحسب، بل المسيح أيضا، لأنه يخص المسيحيين دون سواهم. ومن المركزية المسيحية، صار الانتقال الى المركزية الالهية، والاقتراب شيئا فشيئا، بهذه الطريقة، من جميع الأديان. ولكن، على الرغم من ذلك، لا يصير، بهذه الطريقة، الاقتراب من الهدف، لأن الله عينه هو عنصر انقسام ممكن بين الأديان والناس.يجب الآن اجتياز الخطوة التي تقود الى الوسط المركزي، الى سمة الملكوت المركزي. وفي النهاية، هذا كان قلب رسالة المسيح، وهو يشكل الطريق القويم الى جمع القوى الوضعية للبشرية، في المسيرة نحو مستقبل العالم. "الملكوت" يدل اذ ذاك ببساطة على عالم حيث يسود السلام، والعدالة، وحيث يحفظ الخلق. وليس من أمر آخر. وهذا "الملكوت" يجب أن يتوطد بوصفه غاية التاريخ، ورسالة الأديان الحق، وان يعيش كل منها هويته،انما مع المحافظة على ما لها من هويات مختلفة، وعليها أن تتعاون من

أجل عالم يكون فيه السلام، والعدالة، واحترام الخليقة أمرا حاسما.الفكرة تبدو جذابة: وفق هذه النظرية، ويبدو ممكنا للجميع هضم رسالة المسيح دون القيام بعمل تبشيري في اتجاه الأديان الأخرى. ويبدو أن كلمة المسيح قد اتخذت، أخيرا وحاضرا، محتوى عمليا. ويبدو أن تحقيق "الملكوت" هو المهمة المشتركة، وتصبح بالتالي قريبة. ولكن، عندما ننظر الى ذلك عن قرب، نقع في حيرة: من سيقول لنا اذن ما هي العدالة؟, ومن سيقول لنا ما الذي يخدم العدالة عمليا في موقف معين؟, ويقول لنا بأية طريقة ننشر السلام؟, ولدى مراقبة اكثر انتباها، يبدو كل هذا العرض وهميا دونما مضمون واقعي، الا اذا استدعينا، دون أن نقول ذلك، العقائد الحليفة التي يجب أن تحدد محتوى هذه المفاهيم التي ينبغي أن يتقبلها كل من الناس.

ولكن ما نتحققه خاصة، هو أن الله غاب، وان الانسان وحده هو من يعمل. واحترام التقاليد الدينية ليس سوى أمر ظاهري. وفي الواقع، انا ننظر اليها كمجموعة عادات يجب أن تترك للناس، ولو لم يكن لها، في نهاية المطاف، أدنى أهمية. الايمان، والأديان، تجد ذاتها أنها أدوات في سبيل غايات سياسية. وتنظيم العالم، هو ما يؤخذ وحده بالحسبان. وليس للأديان من أهمية الا بقدر ما يمكنها أن تخدم ذلك. وانه لمقلق حقا ان نرى كم هذه الرؤيا الى الايمان والدين التي جاءت بعد المسيحية، هي قريبة من تجربة يسوع الثالثة.

ولنعد الى الأنجيل، والى يسوع الحقيقي. وان النقد الجوهري الذي وجهناه الى هذه الرؤيا الدهرية والوهمية، رؤيا الملكوت تعني أن الله قد غاب. وقد أصبح لا فائدة منه، لا بل أصبح مزعجا. ولكن يسوع أعلن ملكوت الله، وليس ملكوتا مبهما. ومتى من جهته يتحدث عن "ملكوت السماوات"، والحال ان كلمة "السماوات" هي مرادف كلمة "الله"، لأن في اليهودية، اذا أخذنا في الاعتبار الوصية الثانية، يحاذر المرء استعمال هذه الكلمة احتراما للسر الالهي. وفي التالي، ان عبارة "ملكوت السماوات" لا تنادي الا بشيء يتعلق بما وراء هذه الحياة فقط، ولكنها، تحيل الى الله الذي هو معا على الأرض وفي السماء، والذي هو جزء من عالمنا الذي يتسامى فوقه من دون حدود.ان التعليق اللغوي له، مرة أخرى، أهميته:

ان الأصل العبراني لكلمة ملكوت هو "اسم عمل، ويحيل- ككلمة ملك اليونانية - الى ممارسة الملك سيادته، والى شخصه السيدي". فلا يتعلق الأمر "بملكوت" سيأتي، أو سيتوطد، بل بسيادة الله على العالم الذي يصبح واقعا في التاريخ بطريقة جديدة.وبوضوح أكبر، يمكننا القول: ان يسوع عندما يتكلم عن ملكوت الله، أي الله الحي، الذي في استطاعته أن يفعل بطريقة حسية في العالم والتاريخ، والذي يفعل فيه الآن، فهو يقول لنا: ان الله موجود. وأيضا: ان الله هو حقا الله، أي انه يقبض بيديه على أعنة العالم. وبهذا المعنى، ان رسالة يسوع هي بسيطة. انها تدور فقط على الله. والفحوى الخاص الجديد برسالته هو ان الله يعمل الآن- وقد أتت الساعة التي يكشف فيها عن ذاته في التاريخ كسيد له، وكاله حي، وهذا ما يفوق كل ما عرفناه حتى الآن. ولهذا السبب، ان ترجمة "ملكوت الله" هي غير كافية، وأنه من المستحسن أن نتكلم عن سيادة الله، أو عن ربوبية الله.

وعلينا الآن أن نحاول أن نحدد، انطلاقا من محيط رسالة المسيح التاريخي، ما تخفيه هذه الرسالة عن "الملكوت". ان الاعلان عن ربوبية الله تقوم ككل رسالة المسيح، على العهد القديم، الذي يقرأه في حركته المتنامية، منذ البدء مع ابراهيم حتى ساعته، كواقع يقود توا نحو يسوع، عندما نتفهم كلية الحركة.هناك أولا المزامير المدعوة مزامير التنصيب التي تعلن ملك الله، وهو ملك في مفهومه الكوني الشامل، في وقت معا، الذي تقبلته اسرائيل في العبادة.

منذ القرن السادس، أمام الفواجع التي أصابت اسرائيل في التاريخ، ان ملك الله هو التعبير عن الرجاء في المستقبل. في كتاب دانيال، في القرن الثاني قبل المسيح، أثيرت مسألة سيادة الله في الوقت الحاضر، ولكن هذا الكتاب يبشرنا برجاء مستقبلي تصبح فيه صورة "ابن الانسان" مهمة، التي كان عليها أن تأتي بالربوبية. في اليهودية المعاصرة للمسيح، نجد مفهوم سيادة الله في عبادة مجمع أورشليم، وفي طقوس المجمع. ونجده في الكتابات الربينية وفي مخطوطات قمران (التي نبشت اخيرا في البحر الميت). ان اليهودي التقي يصلي كل يوم ويردد: "اسمع يا اسرائيل" ان الرب ألهنا هو الوحيد. عليك ان تحب الرب الهك من كل قلبك، ومن كل نفسك، ومن كل قوتك". وتلاوة هذه الصلاة كانت تعني أخذ المؤمن على عاتقه نير سيادة الله الذي يدخل هكذا العالم بفعل الذي يصلي والذي يحمله، والذي بتحديده بالصلاة طريقة حياته، وصفته اليومية، يكون حاضرا في مكان محدد في عالم المستقبل.

ان قراءة هذه الفصول من كتاب يسوع الناصري يقتضي لها تمهل وتفكير وصلاة.

وقد جاءنا في بحر الأسبوع الفائت جماعة من العمال وأرباب العمل، وعرض كل منهما ما يعانيه من جراء الأوضاع المزرية التي تسود الأسواق اللبنانية. ولكل وجهة نظره وحجته، وموقفه. واننا، وقد تفهمنا وجهة نظر الطرفين، نأمل أن يتم التفاهم بينهما بحيث لا تبور الصناعة ولا يجوع العمال، ريثما يكون لبنان قد اجتاز هذه المرحلة الصعبة من تاريخه الطويل. فعسى أن يكون بينهما وفاق يقي البلد المزيد من النكبات والويلات".

ستقبالات

وبعد القداس, استقبل البطريرك صفير في الصالون الكبير للصرح البطريركي المؤمنين المشاركين في القداس، واستمع الى شكاويهم وأوضاعهم الاقتصادية والمعيشية والانسانية.

كما استقبل رئيس "تجمع الشباب اللبناني" فايز حمدان يرافقه رئيس جامعة فلوريدا الجنوبية البروفسور بان اندرسون، رئيس "تجمع الكنائس" في فلوريدا القس بيل وايت, في زيارة تعارف بروتوكولية تم في خلالها عرض للواقع اللبناني، وبرنامج "زيارة البطريرك الى اميركا".

ولمناسبة العيد الثاني والعشرين لارتقائه السدة البطريركية, استقبل وفدا من "مؤسسة البطريرك صفير الاجتماعية والانسانية والثقافية" ضم رئيسها الدكتور الياس سعيد صفير، السيدة ميلاني صفير بريدي, كارولين ضاهر روفايل, المحامي وليد حنا، المحامي راني صفير، العميد الركن جورج خوري الذي رحب به البطريرك واصفا إياه بأحد اعضاء العائلة، شاكرا له حضوره رغم مشاغله الكثيرة.

وألقى رئيس المؤسسة الدكتور صفير كلمة هنأ فيها البطريرك لارتقائه السدة البطريركي وقال:

"باسم المؤسسة الاجتماعية والانسانية التي سلمتمونا أمانتها، لنؤدي رسالتها، بروح التضحية، نشكر الله تعالى، على نعمة وجودكم، في أصعب الازمنة، وأدق الظروف، ومواجهة الاخطار المصيرية، منذ اثنتين وعشرين سنة، على كرسي مار يوحنا مارون، خلفا لخمسة وسبعين من اسلافكم السعيدي الذكر، الطيبي الاثر، تتابعون الرعاية الابوية، للطائفة المارونية، والشهادة للوطن-الرسالة، لبنان، حامل ذخائر الايمان، والرجاء والمحبة، في الشرق والمثال الحي المرتجى، للعيش بسلام، بين الامم والشعوب، على اختلاف الاديان والعقائد، وتضارب المصالح وصراعات السلطة والنفوذ".

أضاف: "يا بطريركنا الجليل، الكلي الطوبى، لقد اوليتمونا شرف العمل، في مجال الخدمة المجردة، تحسسا لواجب التضامن، والشعور بالمسؤولية تجاه الآخر، استجابة للوصية الالهية: "احبب قريبك مثل نفسك". القريب هو المواطن، وهو الانسان، المواطنون اخوة، والبشر كلهم اخوة، والله ابو الجميع".

وتابع: "ان مؤسستكم تستوحي مبادئكم، وتهتدي في ارشاداتكم، جاهدة لتحقيق اهدافها، خصوصا في المجالات الصحية، والتربوية والثقافية. الحاجات كثيرة، يا سيدنا، والاوضاع حرجة، والامكانات متواضعة، ووسائل المساعدة محدودة، فاسمحوا لنا ان نشيد بغيرة الاصدقاء، وتعاطف اهل الخير والمعروف، وتعاون اخواننا الكرام، في اللجنة الادارية، ومجلس الامناء، الذي نسعى لاستكماله، ببركة نيافتكم".

وختم: "أمد الله في عمركم، وأخذ بيدكم، في الحل والترحال، أبا روحيا، ومرجعا وطنيا، تحملون هموم شعبكم، وأوجاع وطنكم،الى العواصم والاقطار، لانقاذ الصيغة الحضارية، التي حتاج العالم الى مثالها الحي، للمصالحة مع ذاته، والخروج من دوامة الكراهية، والقتل والتدمير .

نتمنى لكم، يا سيدنا، عيد جلوس سعيدا، وفصحا دائما، متجددا ومجيدا، وخلاصا للوطن، ثابتا وأكيدا".

البطريرك صفير

ورد البطريرك شاكرا للدكتور صفير ما تفضل به من كلام وقال: "لقد شاء الله ان نقضي على سدة البطريركية اثنتين وعشرين سنة، هذه نعمة الله نشكره عليها، وكنا لا نود ان نبرز هذه الساعة, ولكنكم أبيتم الا ان تأتوا الينا لتذكرونا بها ونحن نذكرها بيننا وبين الله دون اي احتفال، والايام كما تعرفون هي ايام كنا نود ان تكون غير هذه الايام وهي لا تدعو الى الاحتفالات، ولكن شئتم ذلك فاننا نشكر لكم عاطفتكم ونسأل الله ان يعيد على كل منكم اياما سعيدة تكون غير هذه الايام التي نعرفها، ولكننا لا نريد ان نذكر السنوات التي قضيناها على سدة البطريركية حيث يبدو ان اولها مثل آخرها، اشياء لم تتغير والصعوبات لا تزال هي ذاتها ان لم تكن قد اشتدت اكثر، ولا يمكننا الا نذكر الذين قضوا ضحايا هذا الوضع الذي نحن نتخبط فيه".

أضاف: "لذا، نسأل الله معكم ان يهدينا سواء السبيل وان يؤتينا اياما، ايام سلام وطمأنينة وراحة بال غير هذه الايام التي فيها الكثير مما يدعو الى القلق".

وختم بالقول: "اننا نشكر لكم اهتمامكم بالمؤسسة التي جهدنا ان نؤسسها لخير الشبيبة الطالعة لكي تتمكن من ان تقبل على العلم دون ان يحول ذلك ضيق ذات اليد الذين من بينهم من يشكون, نسأل الله ان يوفقنا نحن واياكم الى كل خير".

كما التقى الشيخ كلوفيس الخازن الذي اشار بعد اللقاء الى دور بكركي الوطني الجامع بين اللبنانيين، وأكد "ان بكركي ستبقى المرجعية الوطنية الاولى رغم كل المحاولات التي تتناولها، ومحاولات تغييب الرئاسة الاولى للجمهورية حيث موقعها في الحياة اللبنانية عامة وليس الموارنة فقط", داعيا "الى ملء فراغ سدة الرئاسة كي تستقيم المؤسسات في الدولة ويستتب الامن فيها، وتسير بخطى ثابتة نحو المستقبل الزاهر الذي نحلم به جميعا". وظهرا استقبل البطريرك رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن الذي لم يشأ بعدها التصريح. وكان استقبل وفدا من الدفاع المدني - فرع جديدة المتن.

 

حزب الله": باكزاد كان مع شخص آخر في محيط منزل مسؤول في المقاومة وقد تم الاستفسار منهما عن تصوير المكان وعوملا بكل احترام ولياقة

لم تحصل الحادثة على طريق المطار وإنما في عمق الضاحية الجنوبية ودخلا بطريقة أمنية الى المنطقة المشتركة بين حارة حريك وبئر العبد

وطنية - 27/4/2008 (سياسة) صدر عن العلاقات الإعلامية في "حزب الله"، تعليقا على المؤتمر الصحافي الذي عقده النائب وليد جنبلاط والنائب الفرنسي كريم باكزاد في فندق البريستول، البيان التالي: "بتاريخ 26/4/2008 وفي تمام الساعة الرابعة من بعد الظهر اشتبه بعض الإخوة الذين يتواجدون في محيط منزل أحد المسؤولين في المقاومة داخل منطقة حارة حريك بسيارة تحمل شخصين يكثر أحدهما من تصوير عدد من الأماكن، ما أثار الريبة التي دفعت المعنيين بنقل الشخصين إلى أحد الأمكنة للاستعلام عنهما والإستفسار منهما عن طريقة تصرفهما، ومعرفة إذا ما كان لوجودهما خلفية أمنية او يقومان بعمل مشبوه. وعند التأكد من هويتهما وما برراه من وجودهما أعيدا إلى سيارتهما وقد تصرف المعنيون معهما بكل لياقة واحترام وبينوا لهم هدف هذا الإجراء بسبب الأخطار المحتملة من العدو الإسرائيلي على الضاحية وكوادر المقاومة.

كان الأمر ليمر بشكل عادي وطبيعي لو كانت الجهة التي تقف وراء هذا العمل لا تضمر شيئا للمقاومة، وقد برز الهدف بشكل واضح من خلال سرعة الدعوة إلى مؤتمر صحفي إنعقد بدعوة من رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي السيد وليد جنبلاط والمندوب الإشتراكي الفرنسي وحضورهما مع أمين عام الإشتراكية الدولية وأركان من جماعة 14 آذار، وهو في حده الأدنى يشكل إساءة إلى المقاومة وصرفا للنظر عن مأزق جماعة السلطة من الحوار ولن نتحدث عن حده الأقصى، فاللبيب من الإشارة يفهم الخدمات التي يبتغيها المؤتمرون.

وتوضيحا للرأي العام نبين ما يلي:

1ـ في الوقائع: لم تحصل الحادثة على طريق المطار وإنما في عمق الضاحية الجنوبية في المنطقة المشتركة بين حارة حريك وبئر العبد، ودخلت السيارة بطريقة أمنية، فلو كان القصد الإطلاع على الدمار في الضاحية لرافقت المندوب الإشتراكي الفرنسي قوى الأمن الداخلي. كما تبين بعد الحادثة أن السفارة الفرنسية لم تكن على علم بهذ الزيارة وهي التي نسقت زيارات إعلامية عديدة وجولات مختلفة حيث تجول المعنيون على راحتهم وأخذوا الصور التي يريدونها، حتى أن الممثلة الفرنسية المعروفة كاترين دونوف صورت فيلما وثائقيا في قلب الضاحية.

ثم تبين أن الجولة برفقة مندوب من الحزب التقدمي الإشتراكي كلفه مسؤول في منظمة الشباب التقدمي في لبنان بالمتابعة، ألا يعلم السيد جنبلاط وجماعته بحساسية وضع الضاحية من الإستهداف الإسرائيلي، وهل يستطيع أحد أن يمر في المختارة أو قريطم أو معراب أو أماكن أخرى من دون تنسيق وذلك للاعتبارات الأمنية، وهناك عدد من الذين مروا بتلك المربعات الأمنية لحقتهم سيارات مسلحة وتم التحقيق معهم للتأكد من هوياتهم. وما هو الهدف من تصوير مسجد ومغسل للسيارات وعدد من الأماكن بحجة تصوير صور الشهداء؟

وعندما حصل الإطمئنان أنهما لم يقوما بما يضر عادا أدراجهما إلى حيث يريدان من دون الحاجة إلى أن يتصل بنا أحد، بل اتصلنا لاحقا بالسفارة الفرنسية لتبيان وجهة نظرنا، لكن يبدو الإصرار عند السيد جنبلاط في إثارة المسألة إعلاميا لاستغلالها في غير موقعها عمل غير موفق.

2 ـ لم يتعرف المعنيون على راكبي السيارة إلا بعد السؤال والإستفسار وكان لا بد من التأكد وهذا ما لا يحصل خلال دقائق، خاصة مع وجود تجارب سابقة أتى فيها إسرائيليون بجوازات سفر أجنبية ثم نشروا جولاتهم في وسائل الإعلام الإسرائيلية مفتخرين ومتحدين الإجراءات اللبنانية، ولعل اللبنانيين يتذكرون كبير مراسلي صحيفة يديعوت أحرونوت رون بن يشاي الذي تجول في الضاحية بعد عدوان تموز 2006، والصحفية ليزا غولد مان التي تجولت في شوارع بيروت ولم تدخل الضاحية وتحركت يومها كل الأجهزة الأمنية اللبنانية لتبحث عن الخلل والإختراق!

وبعد التأكد من عدم حمل الفرنسي ومرافقه للجنسية الإسرائيلية لم تعد لدينا مشكلة وبالتالي لا توجد رسالة سياسية لأحد لأننا لم نكن على علم بهويتهما، وانتهت المشكلة بعد التعرف عليهما، نعم يوجد في المؤتمر الصحافي رسالة سياسية لاستغلال الحادثة المدبرة ممن استخدم مندوبا دوليا وغرر به ليدخل إلى الضاحية من دون تنسيق ولا مواكبة أمنية رسمية. إنه عمل غير مشرف في استغلال جهة دولية في تصفية حسابات داخلية أو غير ذلك.

3 ـ لدى المقاومة الإسلامية معلومات حول تحركات إسرائيلية وعبر عدد من العملاء لاستهداف شخصيات من الحزب وأعمال تخريبية أخرى، وهذا ما يجعلنا متيقظين من أي حركة مشبوهة، ولن تثنينا هذه الهمروجات الإعلامية الفارغة من الاستمرار بالقيام بواجبنا في أقصى درجات الحيطة لتعطيل أي استهداف إسرائيلي أو مواجهته بحسب ما يلزم".

 

النائب زهرا: قوى 14 آذار ستتخذ موقفا من الحوار قريبا ولا يجوز ربط انتخاب رئيس للجمهورية وملء الفراغ باي شروط

وطنية- 27/4/2008(سياسة) لفت عضو كتلة القوات اللبنانية النائب انطوان زهرا انه لم تتم الموافقة مبدئياً على العودة الى طاولة الحوار من قبل قوى 14 آذار مجتمعة ، مشيراً الى ما كان قد طرحه قبل ايام من ان لا احد ضد الحوار ولكن ماذا اذا ذهبنا الى الحوار ولم نصل الى نتائج نهائية ترضي الجميع بالمواضيع التي طرحها الرئيس بري، فهل يعاقب المسيحيون باستمرار الفراغ في سدة الرئاسة ويرغمون على توسل حلول لا ترضي جميع اللبنانيين فقط من اجل انتخاب رئيس ضمن شروط ؟.

وكرر التأكيد في حديث الى محطة "الجزيرة" انه لا يجب ربط انتخاب رئيس للجمهورية بأي شروط ، ونحن جاهزون للحوار بظروف معقولة وبكل المواضيع ، علماً ان الرئيس بري يحصر المواضيع اليوم في ما تناولته المبادرة العربية، وربط الذهاب الى انتخاب رئيس للجمهورية بالتوصل الى حلول في البندين الثاني والثالث وهي مواضيع حكومة الوحدة الوطنية وقانون انتخاب عادل وهذا الاشتراط لا تتضمنه المبادرة العربية .

واشار الى ان موقفاً موحداً بشأن الحوار سيصدر عن الاكثرية بعد اجتماع في وقت قريب جداً . ولكن ليس مقبولاً لدى فريق 14 آذار ان كل الازمة تختصر بحوار داخلي واتفاق على موضوعي الحكومة وقانون الانتخابات النيابية مما ينطوي على تبرئة للنظام السوري من التدخل في لبنان وهذا تحجيم للموضوع وحجب للانتباه عن الفراغ في سدة الرئاسة التي لا يجوز ان ترهن بأي موقف سياسي آخر .

واكد النائب زهرا ان مواقف الاكثرية لم تكن يوماً سلبية بل ان ما شكونا دوماً منه هو ان ما اتفقنا عليه في الحوار الوطني لم ينفذ من قبل فريق 8 آذار ، ونحن نتطلع دوماً الى وضع مستقر وآمن والى تمكين مؤسسات الدولة من القيام بواجباتها ، فالمؤسسات الدستورية في لبنان اليوم مغيبة وهناك تنازع لسلطة القوى العسكرية على الارض ، وبالتالي فإن جعل لبنان ساحة للصراعات الاقليمية ليس هو ما نصبو اليه بل اننا نريد تحييد لبنان عن كل الصراعات الاقليمية اذا حصلت .

وتساءل ما اذا كانت ستتقدم عملية السلام بين سوريا واسرائيل ام لا؟ لافتاً الى اهمية الموقف الايراني في هذا الصدد وذلك في ظل العلاقة الاستراتيجية الوثيقة بين سوريا وايران ، علماً ان هذا المسار كان قد بدأ منذ مؤتمر مدريد ، وان القمة العربية في بيروت تبنت المبادرة العربية للسلام والجميع يقول انه سيسعى الى السلام الدائم والشامل في الشرق الاوسط بما يضمن حقوق الجميع لاسيما حقوق الفلسطينيين ، ولكن بغض النظر عن كل هذه التطورات ، فإن الوضع في لبنان معلق ، والمؤسسات الدستورية مغيبة والمؤسسات الامنية تقوم بنصف واجباتها وليس بكل ما هو مطلوب منها. من هنا فإن مهمتنا السعي لاعادة بناء مؤسسات الدولة وتمكينها من القيام بواجباتها.

 

المفتي الجوزو: هناك فريقان يعملان اليوم على اثارة قضية التوطين الاول يحمل شعار تهميش المسيحيين والاخر يطمح بالحاق لبنان بايران

وطنية- 27/4/2008 (سياسة) صرح مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو بما يلي: "بعض الزعماء الموارنة في المعارضة يعملون على اثارة المشكلات التي تعزف على اوتار "التهميش" وتحريك الغرائز الطائفية من خلال نبش القبور التاريخية التي تثير الاحقاد والضغائن والكراهية بين ابناء الوطن الواحد، وتشدنا الى الوراء بمفعول رجعي متخلف اكل الدهر عليه وشرب. وهي الى جانب "التعطيل" والعرقلة تبحث عن امور تخدم قضيتها هذه ومنها "التوطين" وتملك العرب للاراضي اللبنانية".

وهؤلاء يشكلون عبئا على الثقافة اللبنانية والحضارة اللبنانية لانهم متخلفون وعنصريون ومتزمتون. يعزفون على اوتار "البغضاء" حتى بين ابناء الطائفة المارونية نفسها.الفلسطينيون على سبيل المثال اصبحوا مشكلة طائفية ومذهبية وبعض المرضى بالحقد الطائفي التاريخي يثيرون مشكلة "التوطين" بأسلوب استفزازي ومصطنع ولا يقوم على اسس صحيحة، ورغم ان الفلسطينيين يعلنون دائما وابدا انهم يرفضون التوطين، ويصممون على العودة الى ديارهم ووطنهم فلسطين، فان تجار الطائفية والمذهبية يدعون ان اميركا سوف تفرض التوطين على لبنان وتحمل الفلسطينيين مسؤولية ذلك او تحمل 14 اذار هذه المسؤولية ويتظاهرون بأنهم وحدهم الذين يغارون على لبنان وعلى هويته الطائفية، مع ان هذه الهوية بيعت منذ زمن بعيد للعرب ولغير العرب وكل من هب ودب حمل هذه الجنسية لمجرد انه ينتمي الى طائفة معينة. فالعقدة ليست في الهوية والجنسية بل العقدة في الطائفية، ولان الفلسطينيين من اصل السنة، فان الرفض ليس للهوية ولكن للانتماء الطائفي والمذهبي. وهذه هي الكارثة.

الامة المارونية اللبنانية جلها في المهجر والموارنة ينتشرون في بقاع الارض منذ زمن بعيد وقبل قيام لبنان الكيان والدولة، وفي البرازيل وحدها على سبيل المثال توجد اعداد ضخمة تتجاوز الخمسة عشر مليونا من اللبنانيين، الذين حملوا الجنسية البرازيلية ووصلوا الى اعلى المناصب في الدولة هناك. ولهم شوارع بأسمائهم وهؤلاء لم يعد لهم صلة بلبنان، ولا بالعرب، ونسوا اللغة العربية، وابناؤهم لا يعرفونها على الاطلاق، ولا يعرفون اين يقع لبنان على الخريطة واين مكانه في الكرة الارضية. ورغم ذلك فان بعضهم يحلم في ان يشرك هؤلاء في الانتخابات. الشعب اللبناني بطبيعته يحب الهجرة. وهو يحمل مختلف الجنسيات العالمية وهو يفخر بالذكاء اللبناني الفذ والعبقرية اللبنانية التي تنجح نجاحا منقطع النظير في المهجر، وتفشل فشلا منقطع النظير في داخل لبنان. ولذلك فان الذين يعلنون الحرب على التوطين اليوم قد اشعلوا حربا لا تبقي ولا تذر احرقت لبنان كل لبنان من قبل، مع ان اكثرهم قد عمل في الدول العربية وكون ثروة ضخمة هناك. ومرض لبنان الذي يعمل فيه تدميرا وتخريبا هو الطائفية والمذهبية ولبنان هو الضحية دائما. وفي جميع المعادلات. السنة وحدهم ليست عندهم هذه المشكلة ولا يحرصون على تجنيس الفلسطينيين ويعلنون انهم ضد التوطين لانهم متحررون من عقدة "الاقليات" التي تخاف من ان يزيد عدد السنة اذا حمل الفلسطينيون الجنسية اللبنانية. هناك فريقان يعملان اليوم على اثارة القضية، الفريق الاول يحمل شعار "تهميش" المسيحيين ويتاجر به، والفريق الاخر يطمح ان يخطف لبنان من المنطقة العربية كلها ليلحقه بايران".

 

الرئيس السنيورة اتصل بمرجعيات الأرثوذكس الروحية مهنئا بالفصح

وطنية - 27/4/2008 (سياسة) اتصل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، الموجود في مصر، بكل من بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس اغناطيوس الرابع هزيم، ومتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده، ورئيس طائفة الأقباط الأرثوذكس في لبنان وسوريا المونسنيور فلوباتير الأنبا بيشوي، مهنئا بعيد الفصح المجيد عند الطوائف الشرقية.

 

الشيخ قبلان بعد استقباله رئيس كتلة "المستقبل" النيابية: وطالبه ب"الانفتاح على الجميع والتواصل مع الرئيس بري و"حزب الله"

وطنية - 27/4/2008 (سياسة) استقبل نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان، عصر اليوم، رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري، في مقر المجلس في حارة حريك، في حضور المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان ومستشار المجلس المحامي نزيه جمول، المستشار الاعلامي للنائب الحريري هاني حمود وعضو المجلس الاسلامي الشرعي محمد السماك.

الشيخ قبلان

وتحدث الشيخ قبلان، خلال اللقاء، عن "مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ودوره بعد اتفاق الطائف في اعادة بناء الدولة". وطالب النائب الحريري "بأن يكون وريثا حقيقيا للرئيس الشهيد في أصالته اللبنانية وانتمائه العروبي ولعب دور الحكم والمحاور، وبالانفتاح على الجميع دون تفرقة لاي انتماء كان طائفيا او مذهبيا". وأكد له "ضرورة التواصل مع رئيس مجلس النواب نبيه بري و"حزب الله" ومع كل المخلصين الذين يريدون ان يعود لبنان جوهرة في محيطه وان تكون غاية الحوار انتخاب رئيس للجمهورية وحكومة الوحدة الوطنية وقانون انتخاب عادل يقرر فيه الشعب اللبناني مصيره".

 

مؤتمر صحافي عن توقيف المسؤول في "الاشتراكي" الفرنسي في الضاحية

النائب جنبلاط: نستنكره وهو النتيجة المباشرة لغياب سلطة الدولة/للدولة وحدها حق توقيف الاشخاص وحمل السلاح وإعلان الحرب والسلم

أيالا: حادثة لا يمكن القبول بها والسياسة تقوم على مبادىء وقيم واللبنانيون يريدون مؤسسات دستورية تضمن حريتهم ونحن نقف بجانبهم

باكزاد: الحزب يشجب الاختطاف الذي يشكل انتهاكا لسيادة الحكومة/المسلحون يتحدثون باسم "حزب الله" وهم اقتادونا معصوبي العينين

وطنية- 27/4/2008 (سياسة) عقد رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط والمسؤول في الحزب الاشتراكي الفرنسي كريم باكزاد والأمين العام للاشتراكية الدولية لويس أيالا مؤتمرا صحافيا في "البريستول" عند الحادية عشرة والنصف من قبل ظهر اليوم، تحدثوا خلاله عن تفاصيل التوقيف الذي تعرض له باكزاد أمس لمدة اربعة ساعات ونصف الساعة في الضاحية الجنوبية على طريق المطار.

حضر المؤتمر الوزير مروان حماده، النواب: وائل ابو فاعور، عاطف مجدلاني والياس عطالله، ممثل حزب الكتائب ميشال مكتف، ممثل "القوات اللبنانية" ادي ابي اللمع ومنسق قوى 14 اذار النائب السابق فارس سعيد. بداية ألقى باكزاد كلمة تحدث فيها عن إصراره على التحدث علنا عما حدث معه بالامس في بيروت وخصوصا انه ممثل الحزب الاشتراكي الفرنسي وشارك في اجتماع الاشتراكية الدولية عن مسألة المتوسط. وقال: "حتى ولو شكلت هذه القضية تجربة فريدة ومؤلمة بالنسبة الي، فإن النتائج السياسية لهذه المسألة أكثر أهمية من كونها تخصني".

أضاف: "كما تعلمون، الحزب الاشتراكي الفرنسي له علاقات عميقة مع لبنان البلد الغالي علينا، ولدينا شعور صداقة وتضامن مع الشعب اللبناني بكل مكوناته. والحزب عمل خلال السنوات الماضية على مساندة استقلال لبنان ووحدة اراضيه وسيادته وساند الحوار بين الموالاة والمعارضة بهدف احلال الوئام واحترام القواعد الديموقراطية مجددا في هذا البلد. وانعقاد الاشتراكية الدولية في لبنان هو بهدف واحد. كنا هنا في بيروت للمناقشة والحوار وتبادل الرأي عن الوضع ليس فقط في لبنان انما في دول المتوسط، وعلى سبيل المثال الازمة في قبرص، وماذا يجب القيام به من اجل تشجيع الحوار بين المجموعتين. وكان بحث في سبل التعاون والتنسيق بين مختلف دول حوض البحر الابيض المتوسط، وفي الوضع في لبنان لنرى كيف يمكن ان نساهم في معاودة الحوار البناء ضمن وحدة لبنان واستقلاله وديموقراطيته وسيادته. ولهذه الاسباب انا متأثر ومصدوم بما حصل معي بالامس".

وأكد أن "الحزب الاشتراكي الفرنسي يشجب بقوة هذا الاختطاف وهذا التوقيف الاعتباطي الذي يشكل على المستوى الدولي انتهاكا لشرعية وسيادة الحكومة والسلطة اللبنانية".

سئل: لماذا توقيفك؟

اجاب: "من اوقفونا انا ومرافقي لا يتحدثون الفرنسية والإنكليزية. سألونا لماذا انتم هنا ومعكم آلات تصوير؟ فشرحت لهم بواسطة مرافقي اللبناني لما نحن هنا وقلت اني اردت بعد انتهاء ابحاث المؤتمر رؤية مختلف الاماكن في بيروت. قدمت لهم نفسي، واعطيتهم هويتي، فتشوا آلة التصوير التي تحتوي صورا عن مختلف الاجتماعات التي قمنا بها في لبنان، واتصلوا مرات عدة بالمسؤولين عنهم ولم نعتبر في البدء بأن هذه الحادثة يمكن ان تأخذ بعدا آخر لأن مسلحين اقتادونا معصوبي العينين الى غرفة مغلقة خلال خمس ساعات في مكان منفرد".

سئل: ما هوية الذين اوقفوكم؟

اجاب: "هذا واضح. خلال الساعات الخمس التي اوقفت فيها كانوا يتحدثون باسم "حزب الله"، واوضحت لهم بانه من مصلحة "حزب الله" ان اتمكن من التحدث مع مسؤول سياسي في الحزب".

سئل: هل تعرف الى اي طرف ينتمون؟

اجاب: "لم يتبن احد شفهيا او بواسطة بيان عملية الاختطاف، ولكن كنا في الضاحية الجنوبية. لا اعرف جيدا الوضع في لبنان، ولكن عندما طلبت التحدث مع مسؤول في "حزب الله" قالوا لي بأنهم موافقون".

سئل: أعلن "حزب الله" أن لا معلومات لديه عن هذا الموضوع؟

اجاب: "لا يمكنني ان اقول شيئا. لا يمكن ان اتحدث باسم حزب الله".

النائب جنبلاط

بدوره قال النائب جنبلاط: "لحسن الحظ انتهت هذه القضية بطريقة سلمية ونستنكر باسم الحزب الاشتراكي اللبناني ولقاء 14 آذار حادث اختطاف الرفيق ممثل الحزب الاشتراكي الفرنسي. اتمنى الا يتكرر من جديد المسلسل الاسود الذي عرفناه خلال الحرب الاهلية وكان هناك تيري وايت وتيري اندرسون والباقون وسورا الذي اختطف وقضى نحبه. لا اعرف ما اذا كانت هذه رسالة موجهة الى الاشتراكية الدولية التي خرجت ببيان جد متوازن، وكل ما قلناه في هذا اللقاء بأنه يجب مساندة سلطة الدولة على كل الاراضي اللبنانية على الحدود وفي الداخل وما حدث امس من دون الدخول في الجدالات او اتهام هذا الطرف او ذاك".

أضاف: "ان سلطة الدولة ولسوء الحظ لا تمارس في بعض مناطق ضواحي بيروت ومناطق اخرى، وما حصل هو النتيجة المباشرة لغياب سلطة الدولة. اتمنى ان نصل في يوم من الايام الى رؤية سلطة الدولة في كل مكان، فللدولة وحدها حق توقيف الاشخاص واستجوابهم، ولها وحدها الحق في حمل السلاح وإعلان الحرب والسلم. مرة اخرى باسم قوى 14 اذار، وباسمي كحزب اشتراكي، الحمد لله على السلامة، والعبرة من هذه الحادثة انه من دون وجود دولة، نصل الى هذا النوع من الاوضاع، وآمل الا تكون هذه رسالة الى مؤتمر الاشتراكية الدولية".

سئل: هل تحدثتم مع "حزب الله"؟

اجاب: "لم نتكلم مع احد. تحدثنا مع المسؤولين في الدولة لمعرفة ما يحصل، وهناك ضابط اتى للقيام بالتحقيق. هذا وضع غير طبيعي ولن اضخم الامور. نحن ننتظر ان يكون هناك دولة واحدة في لبنان".

سئل: أوضح "حزب الله" انه لا يملك معلومات عن هذا الموضوع؟

اجاب: "هذا اسوأ، اذا كان "حزب الله" ليس على علم ببعض الاشخاص الذين يوقفون الناس في الضاحية التي يسيطر عليها "حزب الله". هذا خطير بالنسبة الى "حزب الله" وهو غريب جدا. على طريق المطار الجديدة والقديمة هناك صورة منتشرة، هناك صور جميلة وصور غير جميلة. عندما اذهب الى الجنوب، عندما كنت أستطيع أن أذهب، كنت ألتقط صورا لمقاومين ولاشخاص آخرين واعتقد ان هذه الصورة ليست لمراكز عسكرية".

سئل: الا تعتقد ان هذه الرسالة موجهة اليك لانك انت من دعوت هذا الشخص؟

اجاب: "كنت آمل الا تكون هذه الرسالة موجهة الى الاشتراكية الدولية، ولقد كان بياننا ايجابيا وتناولنا الازمات التي تلف منطقة المتوسط في قبرص ولبنان وكل المنطقة. لذلك لا ارى اي سبب لهذا الحادث السيء، لكي لا اضخم الامور، والذي يسيء الى وحدة الاراضي اللبنانية".

باكزاد

بدوره قال باكزاد: "اسمحوا لي ان اجيب عن هذا السؤال صراحة. ليس هناك أمور كثيرة لكي التقط لها صورا في لبنان، لذلك اريد ان اقول ان هذه مدينة رائعة. مبانيها رائعة جدا ولقد رأيت اعادة بناء المنطقة ككل، لكن كنا كما سبق وقلت في سيارة مكشوفة وكنت امر بالقرب من مسجد جميل جدا لا اعرف اسمه لكنه كان مسجدا جميلا جدا فالتقطت صورة هذا المسجد، وبعد ذلك عندما تم توقيفنا، اقترحت أن أمحو الصورة ان كانت تسبب اي مشاكل ولكن عندما ذهبوا ينظرون إلى الصور كانت آلة التصوير تتضمن صورا للعراق وارمينيا وأنا زرت اماكن عدة. ومن الواضح ان هذه الصورة لم تشكل اي مشكلة فقد اخذوا آلة التصوير وبما فيها هذه الصورة للمسجد الرائع الذي كان لونه ازرق. لكن لا بد من ان تعلموا أنني قدمت لهم بطاقة هويتي الفرنسية وبطاقة زيارتي الرسمية واوضحت لهم انني مسؤول في الحزب الاشتراكي الفرنسي وكنت استفيد من الساعات المتبقية امامي لكي ازور بيروت".

أيالا

أما ايالا فقال: "اسمحوا لي ان اعبر عن مشاعري الخاصة ومشاعر المنظمة. هذه حادثة لا يمكن القبول بها في لبنان او في اي مكان آخر. نحن هنا نعمل في السياسة، والسياسة قائمة على مبادىء وقيم وعلى العيش معا في لبنان. فالشعب اللبناني يعيش بسلام ويعمل على الرغم من الصعوبات التي نشهدها يوميا في دولة تفتح ابوابها امام المواطنين وامام اشخاص مثلنا. السياسة قائمة على قوانين ولا يمكننا ان نعيش في الادغال يوميا".

أضاف: "شددنا خلال المؤتمر على أن لبنان خلال السنة الماضية شهد ازمة سياسة كبيرة. لا بد من ان نضمن الا تحدث حادثة مثل هذه مجددا في هذا البلد. وانا هنا باسم الاشتراكية وباسم العائلة السياسية، ادين هذا التصرف غير المقبول ونحن نتطلع الى اليوم الذي لا يشهد حدوث مثل هذه الحوادث".

وتابع: "اقف بجانب الشعب اللبناني الذي يريد مؤسسات دستورية تضمن حرية المواطن واحترام حقوقه ليس فقط كلبنانيين بل كبشر ونحن اكيدون اننا في حياتنا اليومية ننشد كسكان في القرن ال 21، ولذلك تخطينا ايام الديكتاتورية والتوتاليتارية وها هو الشعب يطمح لتحقيق الحريات، والشرق الاوسط ومنذ هذه الفترة وانتم الشعب اللبناني تعملون على تقوية المؤسسات في دولتكم وهذا ينطبق على المؤسسات كافة وعلى البرلمان والمؤسسات الدستورية من دون استثناء. جميع المؤسسات لا بد من ان تكون ملتزمة هذه المبادىء ولا بد من ان تطبقها. هناك اجندة عمل سياسية كبيرة تنتظرنا جميعا".

وختم أيالا: "كان النقاش في لبنان جيدا جدا وتبادلنا الآراء ونعتقد ان هناك الكثير للقيام به الا ان اللبنانيين مستعدون لمواجهة هذه التحديات وهذا ما سمعته من المشاركين وهم مستعدون لدفع الامور قدما. انا آسف لاننا مررنا بهذا الحادث ولان كريم عاش هذه التجربة وهو عضو مهم في الاشتراكية وفي عملنا الدولي. لذا انا آسف لما حدث له وهو يقوم بعمل مهم ليس فقط في لبنان بل في انحاء العالم".

 

النائب الحريري زار الشيخ قبلان والمطران عودة: يجب ايجاد حل لانتخاب رئيس للجمهورية

وطنية- 27/4/2008(سياسة) زار رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري عند الساعة الخامسة من عصر اليوم نائب رئيس المجلس الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان في مقر المجلس الشيعي في حضور المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان والمستشارين محمد السماك وهاني حمود، بعد اللقاء تحدث النائب الحريري فقال:اردت زيارة سماحة الشيخ قبلان لانه كما تعلمون البلد يشهد اليوم وضعا غير طبيعي خاصة في غياب رئيس للجمهورية، وبوجود خلاف سياسي قائم حاليا.فليس من الطبيعي ان يكون لبنان البلد العربي الوحيد من دون رئيس جمهورية، وان توصلنا الخلافات السياسية الى ذلك، كما انه ليس من الطبيعي ان يستمر الوضع على ما هو عليه منذ عدة اشهر. لبنان بلد صغير ونحن مسؤولون عنه مسلمين ومسيحيين، سنة وشيعة وسائر الطوائف الاخرى.يجب ان يحصل تقارب فيما بيننا، كما يجب ايجاد حل لانتخابات رئاسة الجمهورية في اسرع وقت ممكن. لقد اجرينا مشاورات وحوارات ومفاوضات مرات عدة، واليوم هناك المبادرة العربية التي ندعمها وكنا قد توافقنا عليها وسرنا بها ،وهذه المبادرة تحث اللبنانيين على انتخاب المرشح التوافقي العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية ،ولكن اذا اردنا ان نحل كل الامور بنفس الوقت فكم سيستغرق بنا الامر؟

لذلك علينا انتخاب رئيس للجمهورية يكون حكما ووسيطا ويستطيع محاورة جميع اللبنانيين.من المهم ان نستطيع التوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية في 13 ايار لانه من غير الطبيعي ان نستمر في التأجيل، وان نصل في كل مرة الى موعد الانتخاب ولا ننتخب رئيسا، ولا نبذل أي جهد للانتخاب. وخلال هذا التحرك الذي اقوم به سألتقي مع الجميع،وسأحاول حتى ان التقي الرئيس نبيه بري، لكي يكون هناك تقارب في وجهات النظر.لا يجب ان يمر 13 ايار من دون ان يكون لدينا رئيسا للجمهورية،علينا ان ننتخب في 13 ايار الرئيس التوافقي، وان نفتح صفحة جديدة وندع هذا البلد يتنفس.علينا ان ننظر لما يحصل من حولنا في الدول العربية من نهضة وتنمية وعمران وفورة نفطية، والأجدى بنا كلبنانيين ان نعيد بناء بلدنا ونحاول ان نعيد له الاستقرار و الامن.

من هنا أردت ان اقوم بهذه الزيارة لسماحة المفتي قبلان حيث نجد لديه دائما الكلمة الطيبة والمنفتحة ونتعلم منه الكثير.

سئل:الا تعتقد ان الاستجابة لدعوة الرئيس بري الى الحوار يمكن ان تؤدي الى الاتفاق على البنود الثلاثة للمبادرة العربية؟

اجاب:ما أقوله هو اننا لسنا ضد الحوار ولكن لنكن واقعيين،نحن نريد انتخاب رئيس للجمهورية، ولكن اذا فتحنا حوارا ولم يؤد الى انتخاب رئيس للجمهورية فإلى ماذا سيؤدي ذلك سوى الى اغلاق الوسط التجاري مرة ثانية وتعطيل مصالح الناس.

لدينا رئيس توافقي، وكل الافرقاء السياسيين متفقون عليه،وهو العماد ميشال سليمان الذي لا يوجد لاحد مشكلة معه.

انا لست ضد حكومة الوحدة الوطنية ،كما اننا مع قانون انتخابي على اساس القضاء ولسنا ضد هذا الامر، ولكن هناك اولويات .ولا يجب او يقول احد اليوم بان انتخاب رئيس للجمهورية ليس اولوية،هل يقبل احد بان لا يكون للبنان رئيس وزراء او رئيس للمجلس النيابي؟كلا فهذه الامور كلها اولويات لنا كلبنانيين،هناك الجامعة العربية ورؤساء لكل الدول العربية ما عدا لبنان.هذا الوضع غير طبيعي.بالتأكيد يجب ان يكون هناك حوار وان ننفتح على بعضنا البعض، ونتواصل باستمرار ويجب ان ننتخب رئيسا للجمهورية وهذا الامر لا يشكل خسارة لاحد، بل سنكون جميعا رابحين بانتخاب رئيس للجمهورية.

سئل:لماذا لا تتوجهون الى الحوار؟

اجاب:ليس لدي مانع من الذهاب الى الحوار، ولكن اريد ان اعرف بأنني في 13 ايار سأنتخب رئيسا للجمهورية،لا احد يمانع التوجه للحوار ولكن يجب ان ننتخب رئيسا في 13 ايار، وأتمنى على جميع الافرقاء السياسيين ان يعملوا على ذلك،صحيح ان لبنان بلد صغير ولكنه موجود في العالم ولا يوجد بلد في العالم لا يوجد فيه لبنانيين يساهم معظمهم بالفورة الاقتصادية التي نراها.

سئل:لماذا وضع الشروط على استئناف الحوار؟.

اجاب:ليس هناك من شروط،فهل انتخاب رئيس جمهورية هو شرط؟وهل هذا الامر لا يشكل اولوية عند كل اللبنانيين؟ما اقوله انه يمكن ان نتوافق على امور ونختلف على اخرى، الا اننا توافقنا اخيرا على رئيس جمهورية،فهل من الجائز ان لا ننتخبه؟

سئل:بالامس ايدتم قانون الانتخاب على اساس القضاء،فاي قانون قضاء،المصغر ام غيره وهل توافقون على تقسيم بيروت؟

اجاب:نحن مع أي قانون قضاء نتفق عليه ونسير به.

سئل:هل انتم مع تجزئة بيروت؟

اجاب:نحن مع تجزئة بيروت.

زيارة المطران عوده

ثم زار رئيس كتلة المستقبل النيابية متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الاورثوذكس المطران الياس عوده يرافقه نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري والنائب عاطف مجدلاني والمستشارين السماك وحمود، وبعد الزيارة تحدث النائب الحريري فقال:لقد جئت لمعايدة المطران عوده بمناسبة حلول عيد الفصح المبارك وان شاء الله نعايد لبنان لانه باذن الله سيكون لدينا رئيس للجمهورية، ونأمل ان يلتقي اللبنانيون دائما في هذه الاعياد المباركة، وتكون فرصة للتلاقي ولكي ننظر الى مصلحتنا كلبنانيين ولمصلحة لبنان اولا،وننظر الى الشعب اللبناني الذي يحتاج الى الاستقرار والامان والنمو الاقتصادي .اننا نتوجه بالمعايدة الى جميع اخوتنا اللبنانيين وخاصة الارثوذكس ونامل ان يكون هذا العيد مباركا على كل لبنان واللبنانيين.

 

احتفال في الذكرى السنوية الاولى لاستشهاد الزيادين

ممثل المفتي قباني: نطالب باحقاق الحق واقامة العدل ولنا ملء الثقة بالقضاء النزيه ليقتص من القاتل

وطنية - 27/4/2008(سياسة) أحيا اهالي ورفاق شهيدي الوطنية زياد الغندور وزياد قبلان، الذكرى السنوية الاولى لاستشهادهما، في احتفال تأبيني في وطى المصيطبة، حضره ممثل الرئيس امين الجميل انطوان بطرس، ممثل مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني الشيخ محمد خانجي، ممثل شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نعيم حسن الشيخ سامي عبد الحق، ممثل رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري المهندس خالد شهاب، النائب علاء الدين ترو ممثلا الحزب التقدمي الاشتراكي، مفتي صور الجعفري السيد علي الامين، ممثل "القوات اللبنانية" نبيل ابو شقرا، ممثلين عن القوى الامنية اللبنانية وعائلتا الشهيدين وممثلين عن الجمعيات والهيئات والاحزاب الاسلامية. استهل الحفل بالنشيد الوطني، ثم ألقت نوال غندور كلمة باسم آل الشهيد غندور، قالت فيها:" بما اننا نحلم جميعا ببلد خال من المشاكل والطائفية ، فبعيدا عن السياسة سوف أتكلم اليوم في ذكرى استشهاد اخي الحبيب زياد غندور، طفل البراءة والحنان الذي استشهد غدرا على أيدي مجرمين لا يزالون متوارين عن وجه العدالة، ولكن الى متى؟ الى متى سنبقى ببلد يعيش وينمو على الاغتيالات والحقد والطائفية؟ وكأننا لسنا ابناء بلد واحد".

وتمنت "على كل ضمير حي في هذا البلد من مسؤولين وغير مسؤولين، ان كان من هذه الطائفة او من طائفة اخرى، ان يرحموا اطفالنا وشبابنا الذين يقتلون يوما بعد يوم، كما أتمنى على كل اللبنانيين او يتحدوا ويحبوا بعضهم بعضا لكي نعيش بسلام من اجل غد افضل".

وختمت:" كفانا حربا، كفانا ظلما وقتلا ودمارا فشبابنا يموتون بذنب وبدون ذنب ، كما الشهيد عبد الباسط مطر، الذي قتل وهو في ريعان شبابه وغيره من الشباب.

وللمجرمين اقول:" لن تنالوا من عشقنا للفرح والحياة لن تنالوا". وألقى مدير فرع الحزب التقدمي في وطى المصيطبة أركان ابو مجاهد، كلمة أكد في مستهلها ان المنطقة" كانت وما زالت وستبقى رمزا للتعايش ورمزا للوحدة الوطنية". وقال:" ان تاريخ هذه المنطقة لا يستطيع احد ان يشوهه او يتنكر له ، لقد مرت الحرب الاليمة التي ألمت بالوطن على امتداده وبقيت وطى المصيطبة واحة للحرية الدينية والحرية الفكرية وحرية الانتماء . تلك التجربة يقر بها كل من سكن وعاش في هذه المنطقة، كما نتمنى ان تعمم هذه التجربة على كل مناطق لبنان لنصل جميعا الى بر الامان ونقول للجميع هكذا تبنى الاوطان.

في هذه الذكرى الاليمة لا يسعنا الا ان نقف مذهولين امام هول هذه الجريمة النكراء التي هزت الانسان والانسانية وكل ضمير حي.امام هذه الجريمة نقف ونتساءل كيف امتدت تلك اليد الآثمة على طفل لم يبلغ سن الرشد؟ في تلك اللحظة الرهيبة ألم يتوسل زياد غندور؟ ألم يرتعد ذلك الطفل خوفا؟ ألم يبكي بين يدي ذلك الجزار؟ أين الرأفة؟ أين الرحمة؟ ماذا يقول القرآن ؟ ماذا علمنا الانجيل؟ اننا نسأل هؤلاء القتلة الى اي شريعة تنتمون ؟ من تعبدون؟ ممن تخافون؟ ايها المجرمون.ان دموعك يا زياد غندور ستطاردهم وتقض مضاجعهم الى يوم القيامة.

اما انت يا عريس الشباب يا زياد بلان يا شهيد المظلومين يا شهما يا شريفا يا صادقا يا امينا ما الذنب الذي اقترفته؟ من قتلت؟ من ظلمت؟ ماذا فعلت؟ لتنال ما نلت. ان روحك الطاهرة يتقتص منهم ومن خلفهم ومن يحمي هؤلاء القتلة ودمك الزكي سيكون فداء للوطن وللوحدة الوطنية، وسدا منيعا امام كل فتنة يحيكها أعداء لبنان .

بالامس وقف وليد جنبلاط وقال:" فليكن دم الزيادين فداء للبنان وفداء للوحدة الوطنية، فليكونا آخر شهداء لبنان ، آخر شهداء الهمجية والطائفية والعصبية، كما قال: لا للفتنة لا للتفرقة لا لشريعة الغاب، نعم للقضاء نعم للحق نعم للعدالة وعلى هذا أتتنا الوعود الصادقة من صفر الوجه من هؤلاء المرتهنين وعلى القتلة يتسترون ، وممن يدعون انهم حماة للوطن وفي هذه المناسبة نقول للقتلة ومن يأويهم ان العدالة آتية ".

كلمة المفتي قباني

وألقى ممثل المفتي قباني الشيخ محمد الخانجي كلمة، قال فيها: "أوفدني مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني لأمثله في هذا التأبين الحزين ولأنقل اليكم تعازيه واعتذاره عن عدم الحضور شخصيا لاسباب لا تخفى على احد". أضاف: "يقول الله سبحانه وتعالى، "ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها، وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما". ويقول المولى سبحانه وتعالى: "ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا، فلا يسرف في القتل انه كان منصورا".

وتابع: "ليست العشائرية هي قتل الاطفال ولا قتل الشيوخ ولا قتل النساء، لانها قبل ان تضر بالمجتمع هي مضرة بالنخوة والمروءة. لقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم ان لا نقتل وان لا نعتدي لان هذه الصفات ليست الا صفات الهمجية والبغضاء. فكيف بنا اليوم نجتمع لاحياء ذكرى شهيدين شابين بريئين نالتهما يد آثمة لا تعرف طريقا للحب ولا تعرف الرجولة ولا الكرامة، لذلك اننا نطالب باحقاق الحق واقامة العدل، ولنا ملء الثقة بالقضاء النزيه ليقتص من القاتل، عملا بقوله تعالى: "ولكم في القصاص حياة يا أولي الالباب لعلكم تتقون". وأقول لأهل الشهيدين اصبروا فان الله لا يضيع حق مقتول وان الله سيقتص من القاتل ولو بعد حين".

وختم: "رحم الله الشهيدين المغدورين زياد غندور وزياد قبلان وأسكنهما فسيح جنانه وألهم أهلهما الصبر والسلوان وحمى الله وطننا لبنان من الفتن ومن علينا بالأمن والاستقرار، انه سميع مجيب".

وفي الختام ألقى النائب ترو، كلمة الحزب التقدمي الاشتراكي، التي استهلها بالقول: "تأتي الذكرى السنوية الاولى لجريمة اغتيال الزيادين والاوضاع تسير باتجاه مجهول نتيجة غياب عمل المؤسسات وتعنت المعارضة في مطالبها غير الدستورية وغير المحقة. وفي ظل منطق توزيع السلاح والمال. ان هذا المنطق وهذه الاساليب هي مصدر خوف لدى اللبنانيين لان هذا المنطق هو الذي أدى الى هذه الجريمة، جريمة اختطاف وقتل الزيادين، الذي نتساءل معكم اين اصبح تسليم الفاعلين واين اصبح التحقيق الذي نأمل الاسراع به ومعاقبة من تثبت إدانته ولماذا بعض الجهات السياسية ما زالت تخفي وتحمي بعض المتورطين في الجريمة التي عمل رئيس الحزب الرفيق وليد جنبلاط وكل قيادات وفعاليات البلاد من رجال الدين الغيارى على المصلحة الوطنية وحماية السلم الاهلي وتمتين اواصر العلاقات الاخوية بين اللبنانيين بمختلف انتماءاتهم الطائفية والسياسية ، لان منطق السلاح ومنطق الاختطاف ومنطق القتل والثأر يجب ان لا يسود. وان الدولة وحدها هي حامي حقوق المواطنين والجاد لمشاكلهم وحلها بمنطق القانون بمنطق العقاب والثواب سلاحها وحده يجب ان يسود وقانونها هو الذي يجب ان يسود وان لا يكون هناك مناطق مقفلة عليها يلجأ اليها المرتكبون سواء في جريمة الزيادين الي نأمل حلها سريعا وتسليم المطلوبين الى جانب قضية عبد الباسط مطر او قضية مقتل القواتيين في زغرتا وتهريب المجرم، او جريمة زحلة التي كادت تهز أمن البقاع وتورط الزحليين في قتال هم بغنى عنه. وهناك ايضا بعض الجهات التي تخفي المجرمين وتحمي هذا العمل الدنيء. فليسلم المجرمون للعدالة ولنكف عن حماية القتلة والدفاع عنهم. ان منطق السلاح ومنطق المال النظيف ومنطق المناطق المقفلة والجزر الامنية، والامن الذاتي ومحاولات اختطاف المواطنين لبنانيين واجانب كما حصل بالامس مع عضو الاشتراكية الدولية، ان هذا المنطق مرفوض منا كلبنانيين ومن المجتمع العربي والدولي لاننا نريد الدولة حاكما وحكما لا نريد العودة الى منطق الميليشيات التي حلت والتي انتهت ممارستها واساءتها والبعض من منطق المال والسلاح والخطف يتطلع اليها .

ايها الاخوة، ان منطق الحوار وضرورة الحوار هي التي يجب ان تسود ونحن في اللقاء الديموقراطي وفي 14 آذار لم نرفض الحوار يوما بل العكس كنا دائما من دعاة الحوار ومن دعاة ما اتفق عليه في جلسات الحوار الاولى الى تنفيذ بنوده التي هي المدخل لتصحيح عمل المؤسسات التي أولها انتخاب رئيس توافقي للجمهورية هو العماد سليمان وتصحيح العلاقات مع سوريا بدءا من ترسيم الحدود وبت مصير مزارع شبعا والتمثيل الديبلوماسي واحترام سيادة لبنان ومنع التدخل في شؤونه، لان المحكمة في الاغتيال السياسي بدءا من اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وغيره من قادة 14 آذار هو بيد الامم المتحدة والمجتمع الدولي ولا نريد تسييسه بل نريد الحق والعدل وقطع يد الاجرام في لبنان .

ايها الاخوة، في ذكرى الزيادين نعود لنؤكد على رفضنا لمنطق الاقتتال الداخلي للحرب الاهلية. مؤكدين على موقفنا الداعي والداعم للحوار وعلى عودة العمل للمؤسسات الدستورية ودعمنا لحكومة الرئيس السنيورة وتأييدن للقضاء كدائرة انتخابية بالشراكة مع جميع مكونات الوطن".

 

رحال: من يريد دورا فاعلا في لبنان عليه ان يكون وسيطا محايدا

وطنية - 27/4/2008 (سياسة) أكد مسؤول العلاقات الاعلامية في "حزب الله" الدكتور حسين رحال، في احتفال تأبيني في بلدة شحور - قضاء صور، أن المقاومة "ستبقى السند الى جانب اهلها دفاعا عنهم، ولن تمنعها التهويلات الاعلامية ل(الرئيس الأميركي) جورج بوش او لبعض الموظفين الدوليين المشبوهين، من ان تكون مستعدة وجاهزة لاي عدوان محتمل". ورأى "ان المشروع الاميركي هو الان في مرحلة على محك الازمة والاختناق، واذا كان جورج بوش يريد ان يغادر بأقل التكاليف فهل يستطيع الغريق ان يحمل غريقا آخر في لبنان وفي العالم العربي، هؤلاء يراهنون على غرقى لن يستطيعوا ان يمنعوا شعبنا من حقه في أي شيء".

وقال: "الحوار مطروح، والفرصة موجودة اذا قبلوا بالمبادرة العربية التي تتحدث عن خطة متكاملة في الرئاسة والحكومة والمشاركة. فإذا لم يستغلوا دعوة الحوار الاخيرة التي اطلقها الرئيس نبيه بري التي في صلبها عودة الى المبادرة العربية المتكاملة، يكونون قد ضيعوا فرصة اخرى قد لا يجدون بديلا عنها، وقد يندمون في اللاحق عندما لا يغتنمون مثل هذه الفرص. لانه لا يمكن لنا ان نتنازل عن مبادئ اساسية تشكل ضمانا لحقوق اهلنا في ان يشاركوا في صناعة القرار وحماية البلد من الوقوع في الهيمنة الامريكية وفي الاحتلال مجددا، لان هذه الطغمة تستعين بالاخرين في المنطقة وفي الخارج".

أضاف: "من يريد التدخل الايجابي في بلدنا، سواء أكان دولة اقليمية او اوروبية او غربية، انما يجب ان يدخل من المدخل الصحيح، والمدخل الصحيح هو النظر الى مصالح جميع الاطراف اللبنانيين واحترام ارادتهم. اما الانحياز الى طرف دون الآخر فيجعل هذا التدخل سلبيا وجزءا من المشكلة وليس جزءا من الحل. ومن يريد ان يكون له دور فاعل ومقبول في الساحة اللبنانية، عليه ان يكون وسيطا محايدا ولا ان يكون منحازا الى أي طرف ولا ينظر بعين واحدة، وعليه ان ينظر الى الجميع، والا فانه لن يكون مقبولا منه التدخل الذي سينتج مخاطر جمة". وهاجم موفد الأمين العام للأمم المتحدة المكلف متابعة تنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن، قائلا: "ان موظفا مشبوها ومرتشيا ومفسدا مثل تيري رود لارسن لا يستطيع ان يحكم بمصداقية على شعب ابي قاوم وانتصر". واستغرب تصريحات "بعض النواب" التي تضمنت "إدعاءات بوجود مقاتلين غير لبنانيين لدى حزب الله"، مضيفا "ان هؤلاء الذين يرددون الدعاية الاسرائيلية، هم مخطئون اذا ظنوا ان ما يقولونه ينطلي على احد لان شعبنا في لبنان وفي العالم العربي يعرف من هو المفسد ومن هو الصادق".

 

النائب حميد: دعوة الرئيس بري للحوار تأتي من موقع السعي الى خلاص الوطن

نور الدين: اميركا لا تريد حلا ولماذا التهجم على الرئيس بري والعماد عون؟

وطنية- 27/4/2008 (سياسة) استغرب عضو كتلة "التحرير والتنمية" النيابية عضو المكتب السياسي لحركة "امل" النائب الدكتور ايوب حميد، خلال احتفال تأبيني اقيم في عرمتى- جزين بمناسبة ذكرى وفاة احد كوادر الحركة المرحوم قاسم اسعد في حضور النائبين عبد اللطيف الزين وسمير عازار، "مواقف بعض قيادات الموالاة التي اطلقت بالامس والتي لا ترى جدوى في الحوار والتلاقي وتحاول ان تذكر بالماضي"، وقال: "نحن ايضا نذكر بالماضي الذي كانت فيه طاولتا الحوار والتشاور، والذي كان فيه ايضا اتفاق الرياض ومن الذي نقض هذا الاتفاق؟ ومن الذي افشل هذه النتائج الايجابية وقوض كل الايجابيات التي افضى اليها الحوار باجماع كل القوى"، مشيرا الى "انه من المفاجىء ان ينبري بعض قوى الموالاة الى عدم قول لا بالمطلق للحوار او عدم قول نعم بالمطلق بل يقولون "لعم"، لافتا الى "ان "اللعم" تحاول ان تضع العراقيل امام المسعى الايجابي لتلاقي اللبنانيين".

وسأل النائب حميد عن "الفريق الذي يحاول تغييب المؤسسة التشريعية الام ولأي اسباب يحاول فريق الموالاة استهداف المجلس النيابي ورئيسه"، مشيرا الى "ان هذا الفريق يسعى بشكل موتور لاستلاب مقدرات الوطن وكل امكانيات الدولة لخدمة مصالح البعض وليس لخدمة مصالح الوطن".

واعتبر "ان دعوة الرئيس بري الى الحوار تهدف الى امر اساسي هو ان نختطف بالشكل الايجابي الوطن من البراثن التي تريد له ان يبقى رهينة حتى اشعار آخر"، لافتا الى "ان الدعوة للحوار لا تأتي اطلاقا من موقع الضعف او الوهن انما من موقع القوة ومن موقع السعي الى خلاص الوطن الذي هو مصلحة كبرى لكل اللبنانيين وللذين يقبلون بالحوار والذين يرفضونه". واكد النائب حميد "ان الدعوة للحوار تأتي في هذه الايام ليس من باب الانقلاب على المسعى العربي ولا على كل المبادرات التي سبقته والتي اطلقت عليها النيران الاميركية واجهضتها في المهد، انما تأتي انقاذا للمبادرة الحوارية وانقاذا لكل مسعى خير يريد الخير للوطن ولا يريد له ان يبقى في المجهول". واشار الى "ان الدعوة للحوار هي دعوة على اسس واضحة ومحددة بعدما قبل الجميع بالعماد ميشال سليمان رئيسا توافقيا، وانه من الضروري بمكان ان لا يترك الرئيس العتيد يواجه المجهول من خلال التعقيدات الداخلية ولكي يشكل الحوار قاعدة صلبة لعهد جديد ينطلق من تفاهم اللبنانيين الذي يجب ان يقوم على اعلان نوايا طيبة في موضوع المشاركة وتحديد الدوائر الانتخابية وفق اي مستوى".

نور الدين

بدوره دعا عضو المجلس السياسي ل"حزب الله" الشيخ خضر نور الدين قوى الموالاة الى "الكف عن اللعب بالوطن ومصيره"، مؤكدا "ان الادارة الاميركية لا تريد حلا في لبنان"، متسائلا عن "الاسباب التي تدفع بالبعض الى اطلاق النار واستهداف الرئيس نبيه بري ومبادراته"، مشيرا الى "ان تعنت فريق الموالاة وبعض قياداته يدل على انهم اصغر من انهم يمتلكون حرية القرار"، مستغربا "التهجم الدائم على المعارضة وقياداتها لا سيما على الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون".

كما القى العلامة السيد علي مكي كلمة باسم المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى.

 

ممثل الاشتراكي الفرنسي يكشف ظروف احتجازه في ضاحية بيروت

الأحد 27 أبريل -إيلاف

هل تستعيد بيروت مشهد خطف الرعايا الأجانب في الثمانينيات؟ ممثل الإشتراكي الفرنسي: احتجزت 5 ساعات معصوب العينين في الضاحية

أبرز ما تطرّق إليه جنبلاط: *لحسن الحظ انتهت قضية احتجاز رفيقنا الاشتراكي في الضاحية وأمل ألا تتكرر الصفحات السوداء من الحرب اللبنانية عبر خطف الأجانب. أعتقد انها رسالة موجهة لاجتماع الاشتراكية الدولية خصوصا ان بيانها كان معتدلا وطالب ببسط سلطة الدولة على كافة أراضي لبنان وللأسف هذه نتيجة مباشرة لغياب الدولة عن بعض المناطق.

*سيادة الدولة غير منبسطة في مناطق لبنانية واتمنى في يوم ما ان تحتكر الدول حق التوقيف والحرب والسلام.

*باسمي واسم 14 آذار أقول لباكرزاد حمدا لله على سلامتك وآمل ألا يكون احتجازه رسالة للاشتراكية الدولية.

*لم نتحدث في الموضوع لا مع "حزب الله" ولا مع أي أحد ونأمل أن يصبح في لبنان دولة واحدة تستجوب الناس

*صور المقاومين ليست مراكزً عسكرية وانا لا ارى اي سبب لهذا الحدث السيء

  إيلاف من بيروت: أدان رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط توقيف ممثل الحزب الاشتراكي الفرنسي في مؤتمر اللجنة المتوسطية كريم باكزاد مساء أمس في منطقة طريق المطار، وإحتجازه من قبل عناصر مجهولة لمدة خمس ساعات في منطقة الضاحية الجنوبيّة واضعاً ما حصل في اطار الرسالة الموجهة الى البيان "المعتدل" الصادر عن مؤتمر الاشتراكية الدولية التي عقدت إجتماعاً على مدى اليومين الماضيين في بيروت. وأمل جنبلاط خلال مؤتمر صحافيّ خصصه لشرح ملابسات الحادثة اليوم الأحد في فندق "البريستول" في منطقة الحمرا، بمشاركة الأمين العام للإشتراكية الدولية لويس آيالا وباكرزاد، في ان يكون للدولة الحق الحصري في احتجاز الأشخاص والقرار بالحرب والسلم.  واذ لفت الى أن صور الشهداء ليست بمراكز عسكرية حتى يمنع تصويرها، أكد أنه لم يتم التداول بالامر مع "حزب الله"، لافتاً الى أن ضابطاً يجري تحقيقاً حول الموضوع.

وكان باكزاد الذي شارك الاسبوع الماضي في اجتماع للجنة المتوسطية للاشتراكية الدولية احتجز أمس السبت لساعات في ضاحية بيروت الجنوبية، وهي معقل رئيسي لحزب الله بعدما التقط صورًا لأحد المساجد وتُرك بعد التحقيق معه.

وأوضح باكرزاد خلال المؤتمر الصحافي "جئنا الى لبنان للمشاركة في إجتماع الإشتراكية الدولية ولدينا شعور المحبة والوحدة مع الشعب اللبناني كحزب إشتراكي فرنسي". وأكد "على استقلال لبنان والحوار بين الاكثرية والمعارضة واحترام قواعد الديمقراطية"، وقال "لم نستطع الكلام مع من أوقفنا لأنهم لا يتكلمون لا العربية ولا الفرنسية، وتولى صديق لي التواصل معهم وسألوني عما افعله وقدمت لكم بطاقتي الشخصية وعرفت عن نفسي ودققوا في آلة التصوير التي بحوزتي وأجروا إتصالات عدة".  إلا أنه أكد أن احتجازه تم في الضاحية الجنوبية، وانه قدم لمحتجزيه، الذي كانوا يرتدون لباساً موحداً، بطاقة هويته الفرنسية وبطاقة مشاركته في اجتماع الاشتراكية الدولية في بيروت.  وأضاف "بعدها أقلونا في سيارة لهم وأغمضوا عينينا في طريق لا نعرفه واوقفوني لمدة خمس ساعات، وطلبنا الحوار مع مسؤول ديبلوماسي في حزب الله، وحاورت أحدا لم أعرفه نظرا لطبيعة الغرفة التي لا تسمح لي برؤية مع من أتكلم".

أما جنبلاط، فأعرب عن أمله في أن لا تكون عملية الاحتجاز رسالة الى الاشتراكية الدولية، وقال انه لا يرى اي سبب لهذا الحادث السيئ . ودعا الدولة الى بسط سلطتها على كامل الاراضي اللبنانية، مبدياً أسفه لما جرى وآملا أن تنتهي أساليب خطف الأجانب التي تذكر بالحرب الأهلية. وقال "ولا نعرف اذا تعدت هذه الرسالة الداخل اللبناني إلى المجتمع الدولي". ورداً على سؤال قال "لم نتكلم مع أحد لا حزب الله ولا غيره وسنتابع الموضوع لمعرفة ماذا حدث وننتظر"، وإستغرب موقف الحزب من عدم معرفته بما جرى فكيف يسيطر حزب الله على منطقة ويسمح لآخرين بتوقيف أناس واستجوابهم.

إلى ذلك، وصف أمين عام الاشتراكية الدولية لويس أيالا الحادث بالسيئ، وقال إنه لا يمكن القبول به لا في لبنان ولا في مكان آخر. وأضاف آيالا "نتطلع لليوم الذي لا تحدث فيه مثل هذه الحوادث ونقف الى جانب الشعب اللبناني".ولم يصدر أي تعليق من حزب الله على ما اعلنه الاشتراكي الفرنسي عن عملية احتجازه في الضاحية الجنوبية كما لم يصدر تعليق فوري على مؤتمره الصحافي المشترك مع جنبلاط . وكان حزب الله اتهم بالوقوف وراء العديد من عمليات خطف الرعايا الأجانب في الثمانينيات من القرن الماضي خلال الحرب الأهلية.

نص "إعلان بيروت"

وكانت "لجنة المتوسط في الاشتراكية الدولية" دعت في "إعلان بيروت" الذي أصدرته في ختام مؤتمرها في لبنان، الى "انتخاب فوري لرئيس جديد، وإعادة تفعيل دور البرلمان الوطني"، وتطبيق "كل مقررات الحوار الوطني الإجماعية، خصوصا تلك المتعلقة بالعلاقات اللبنانية - السورية". ومما جاء في نص إعلان بيروت:

" يعكس عقد إجتماع لجنة المتوسط في الإشتراكية الدولية اهتمامنا بإستقرار حوض المتوسط وبمنطقة الشرق الأوسط ككل حيث يرتدي حل النزاعات القائمة أهمية رئيسية.

واذ نحتفل بالذكرى الثالثة للانسحاب السوري من لبنان، نعبر عن قلقنا العميق إزاء الأزمة المؤسساتية الراهنة في لبنان وندعو إلى إنتخاب فوري لرئيس جديد ولإعادة تفعيل دورالبرلمان الوطني. وهذا يتحقق من خلال الإحترام الكامل للعملية الدستورية والمبادئ الديمقراطية.

من الضروري أن يعكس الحوار الإرادة السياسية الصادقة لجميع الأطراف المعنية مع تطبيق كل مقررات الحوار الوطني الإجماعية خصوصاً تلك المتعلقة بالعلاقات اللبنانية- السورية.

إننا نتطلع إلى إستقرار ووحدة وسيادة وإستقلال لبنان الذي لا يتحقق بإعتماد العنف، والتدخل الخارجي، والترهيب، وضرب الإستقرار، ونعتبر أن سياسة الحياد الايجابي تحمي لبنان من التمزق بفعل الصراعات الاقليمية والدولية.

وندعو للتطبيق الفوري لتوصيات الجامعة العربية ولإحترام إتفاق الطائف ولكل قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ولاسراع تشكيل المحكمة الدولية من أجل لبنان لإيجاد حل نهائي لحالات الإغتيال السياسي في البلاد.

ونجدد دعمنا للجهود المهمة من قبل الدول المشاركة ضمن قوات حفظ السلام- اليونيفيل.

إن حل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني هو ضروري جداً لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة بأكملها. ولا بد من تطبيق وإحترام مقررات مؤتمر أنابوليس دون تأخير. المفاوضات يجب أن تؤدي إلى سلام دائم بالارتكاز إلى حل الدولتين. كما ان المؤسسات الشرعية الفلسطينية يجب أن تستعاد، والاعتداءات الاسرائيلية وقصف غزة الذي أدى إلى قتل المئات من الفلسطينيين يجب أن يتوقف فورا، كما يجب ان يتوقف إطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل.

إن حلف الحضارات في الأمم المتحدة هو مبادرة مفيدة ووسيلة للتواصل بين مجتمعاتنا وخاصةً في الإطار المتوسطي.

اننا نؤكد ادانتنا الحازمة للإرهاب ونذكر أن محاربته يجب أن تتم وفق مبادئ حقوق الإنسان وسيادة القانون.

إننا نعبر عن رغبتنا بالمساهمة في تحسين الأمن من خلال تطوير وزيادة التعاون الأمني والقضائي بين الدول، بالإضافة إلى تشجيع التفاعل بين المجتمعات المدنية في الدول المعنية وخلق مساحات مشتركة في مجالات التعليم والبحوث والإبداع.

إن التعاون بين شمال وجنوب البحر المتوسط يجب أن يتابع لتدعيم النمو الإقتصادي في المنطقة الذي يساهم في تقليص الفقر والحد من البطلة وتأمين فرص عمل أفضل للشباب الصاعد في بلدانهم. إن أزمة الغذاء العالمية الحالية يجب معالجتها كواحدة من أبرز المشاكل للعائلة الإشتراكية حول العالم.

بالتساوي مع ذلك، إن حقوق اللاجئين السياسيين والمهجرين يجب احترمها بالكامل ويجب بذل المزيد من الجهود لمعالجة الوضع السيئ الذي يعانون منه.

اننا نأمل أن يكون الإتحاد المتوسطي سنداً لعمليات برشلونة بمشاركة جميع دول الاتحاد الاوروبي والدول المتوسطية غير الاوروبية. ان سياسة الحوار الاوروبية الجديدة يجب الا تنسى أهمية المقاربة المتعددة الجوانب للعلاقة بين الشاطئ الشمالي والشاطئ الجنوبي للبحر المتوسط. إن الديمقراطية والسلام يجب أن تكونا في صلب هذه العملية.

 إن منطقة المتوسط تحديداً حساسة للتغيرات المناخية، وهذه الظاهرة العالمية تتطلب استراتيجيات عالمية. اننا نرحب بأي مبادرة مشابهة لمبادرات Hot spot investment programme

Horizon 2020 وكخطوتين للتعاون بين الإتحاد الأوروبي والدول الجنوبية والشرقية للمتوسط، ونتطلع لزيادة هذا النوع من برامج التعاون.

اننا ندعو الأحزاب الشقيقة وحكومات بلدان المتوسط لتطوير الأدوات اللازمة لمحاربة

الهجرة غير الشرعية والمافيات المرتبطة بها، ولتطبيق سياسات الإندماج الإجتماعي للسكان المهاجرين كأطر حقيقية للحوار والتبادل المعرفي. إن تدفق الهجرة يجب أن يكون متصلاً بسوق العمل مع اتفاقيات بين المصدر ودول المقصد كسبيل أكيد لهذا الهدف.

اننا نرحب بالمحادثات المتجددة في قبرص بين القبارصة الأتراك واليونانيين ضمن إطار الأمم المتحدة وقراراتها والتحضير لمفاوضات مستقبلية لاعادة توحيد الجزيرة ونؤكد إلتزامنا المساهمة في هذه العملية.  إن لجنة المتوسط في الإشتراكية الدولية تجدد دعمها للإستقرار والسلام والديمقراطية في لبنان وكل المنطقة، وهو ما لا يتحقق الا من خلال التعاون السياسي والحوار الذي يؤدي إلى إيجاد الحلول التي تحقق طموحات جميع المواطنين".

 

 مسؤولان اسرائيليان يرفضان التفاوض مع سوريا

الأحد 27 أبريل - وكالة الأنباء الكويتية - كونا

رام الله : قال رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الاسرائيلي تساحي هنغبي اليوم انه لا يجوز البدء بالمفاوضات مع سوريا بالتنازل عن الجولان.وأضاف هنغبي في مقابلة مع الاذاعة الاسرائيلية "حتى لو بدأت المفاوضات مع سوريا فانها لن تحقق نتائج ملموسة في فترة قريبة وأن الاسرائيلين يمكن أن يعبروا عن موقفهم من المفاوضات أثناء الانتخابات القادمة". من جانبه قال النائب عن حزب الليكود سيلفان شالوم ان اقدام اسرائيل على اجراء مفاوضات مع سوريا من شأنه أن يعطي الشرعية لدمشق وسيكون ذلك مكافأة كبيرة "للجهات المتطرفة".وأضاف شالوم ان "سوريا ما زالت تنتمي لمحور الشر" كما أنها تؤوي قيادات التنظيمات التي وصفها ب"الارهابية وتسمح بنقل أسلحة الى حزب الله من ايران عبر أراضيها". وكانت صحيفة معاريف الاسرائيلية ذكرت في عددها الصادر اليوم أن رئيس الحكومة ايهود اولمرت لا يرفض لقاء الرئيس السوري بشار الأسد ان طلب الأخير ذلك.وكان مصدر سياسي في الحكومة الاسرائيلية أعلن أخيرا ان اولمرت على استعداد للانسحاب من هضبة الجولان السورية في اطار اتفاق سلام مع سوريا.

 

 في ذكرى الهولوكست المسيحي

الأحد 27 أبريل - سليمان يوسف يوسف

ايلاف/في مثل هذه الأيام من شهر نيسان من كل عام يحي مسيحيو الشرق، وبشكل خاص الأرمن والآشوريون"السريان" منهم، ذكرى "الهولوكست المسيحي"ابان حكم السلطنة العثمانية التي افتت، بعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولى، بقتل جميع المسيحيين المتواجدين على اراضيها،ولتحقيق ذلك اعلنت في 24 نيسان 1915 "الجهاد الاسلامي" عليهم.هذا وقد شكل الدور الريادي والبارز الذي لعبه المسيحيون المشرقيون في انطلاق حركات التحرر القومي والوطني لشعوب بلاد الرافدين وسوريا وبلاد الشام ومصر ضد الاستعمار العثماني حافزاً اضافياً لممارسة قادة الاتحاد والترقي وشيوفينتهم على المسيحيين وتنفيذ المذبحة التي وصفها الكثير من الباحثين والمؤرخين، بينهم اتراك، بـ"التطهير العرقي".فهي تفسر ظاهرة تلاشي المسيحيون من مناطقهم التاريخية، في ارمينا وبلاد ما بين النهرين وسوريا، التي احتفظت بها تركيا.لم يفيد الدولة التركية الحديثة، وريثة السلطنة العثمانية، تنكرها لـ"المجزرة" وسعيها لمحوها من ذاكرة التاريخ.فقد ظلت لعنة مذابح المسيحيين تلاحق الدولة التركية الراغبة في الدخول الى الاتحاد الأوربي واضطرت أخيراً،تحت ضغط المجتمع الدولي الذي يطالبها بالاعتراف بالجريمة والاقرار بمسؤوليتها عنها،لفتح ملف المذابح وان مناورة بحثاً عن مبررات ومسوغات لها،طبعاً من غير ان  تعترف بها حتى الآن.

تأتي ذكرى المذابح هذا العام والجرح التاريخي المسيحي  يشتد نزفاً ويزادا وجعاً.يستشعر الخطر، على الوجود والكيان والمصير،الآتي من "الاسلام المتطرف" ومشروعه التدميري"دولة الخلافة الاسلامية".الاسلام المسلح بثقافة الارهاب والموت والقتل من أجل الماضي.ثقافة الحقد والكراهية والالغاء ورفض الآخر وارغامه على العيش كأهل ذمة بأحسن الأحوال أو الرحيل.بدأت تباشير هذا المشروع في العراق الذي اعلن "امارة اسلامية" من قبل هذا الاسلام المتطرف.والذي يمارس عمليات تطهير عرقي واجتثاث ديني بحق المسيحيين والأقليات الأخرى الغير اسلامية،كالأيزيد والصابئة المندائيين والشبك وغيرهم.وفي مصر يضطهد المسيحيون الأقباط،رسمياً وشعبياً،مما يشجع المجموعات الاسلامية المتطرفة على قتل الأقباط وخطف الفتيات وحرق الكنائس والممتلكات.ولبنان، المفخخ بالعديد من التنظيمات والمجموعات الاسلامية الارهابية مثل فتح الاسلام التي فجرت نهر البارد، مهدد بـ"حرب طائفية" جديدة على خلفية تفاقم أزماته الداخلية بابعادها الاقليمية والدولية،سيكون المسيحيون أكبر ضحاياها.قبل ايام صرح الرجل الثاني في تنظيم القاعدة"ايمن الظواهري" بأن لبنان سيكون له في المرحلة القادمة دوراً محورياً في مقاتلة الصليبين واليهود. ويرى العديد من المراقبين في بيان المطارنة الموارنة اللبنانيين لشهر تموز 2007 والذي اشار الى مشروع"اسلمة لبنان" ناقوس خطر ليس على مسيحيي لبنان فحسب وانما على مسيحيي الشرق الأوسط عامة.وفي "غزة" بفلسطين حرق وتدمير مكتبات ومراكز مسيحية وقتل اصحابها. فضلاً عن حوادث مشابهة في دول اسلامية اخرى مثل تركيا والجزائر والصومال والسودان وباكستان وافغانستان وغيرها.

هذه الأوضاع المأساوية في الشرق الأوسط، المرشحة لمزيد من التفاقم والتدهور والانحدار في ظل تأزم الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والسياسية والاجتماعية وانتشار بؤر التوتر في المنطقة كاحدى مضاعفات السياسات الامريكية في المنطقة وغزوها للعراق وافغانستان،هذه الأوضاع دفعت بقضية "مسيحيي الشرق" من جديد الى الواجهة العالمية.فيكاد لا يمر يوماً من دون أن نقرأ مقالاً أو تقريراً أو خبراً في الصحافة العربية أو الاجنبية أو برنامجاً تلفزيونيا يتناول محنة المسيحيين والمخاطر التي تحيط بهم في هذه المنطقة.وفي هذا السياق تنبأت الكاتبة الفرنسية  آني لورنت " بعد أحداث ايلول 2001،بأن المسيحيين في العالم الإسلامي سيكونون شهداء العقيدة المسيحية التي يؤمنون بها وضحايا العدوان الإسلامي المتطرف عليهم".كما شهدت أكثر من عاصمة ومدينة أوربية وغربية العديد من المؤتمرات والندوات عقدت لذات القضية. منها لقاء خاص في باريس في شهر ايار 2007 نظمه المونسيور فيليب بريزار رئيس "مؤسسة الشرق المفتوح الخيرية"حضره سبعة من بطاركة الشرق تحدثوا الى مجموعة من رجال السياسة كان من بينهم الرئيس السابق جاك شيراك. وبعده بأشهر اقام ريجيس دوبريه رئيس "المعهد الأوروبي لعلوم الأديان" وفي باريس ايضاً حضرته وفود المسيحيين الشرقيين جاءوا ليعبروا فيه عن قلقهم على مستقبلهم داخل البلدان العربية والإسلامي.هذا وقد عبر بابا الفاتيكان بنديكتيوس السادس عشر في أكثر من مناسبة عن قلقه وحزنه الشديدين على محنة مسيحيي العراق والشرق الأوسط.وبحسب وكالات الأنباء  كانت هذه المحنة من المواضيع البارزة التي ناقشها البابا مع الرئيس بوش في زيارته الأولى لأمريكا في نيسان الجاري.هذه الزيارة كانت مناسبة لتأسيس تجمع خاص للدفاع عن حقوق الأقليات الدينية والقومية في الشرق الأوسط من قبل نواب امريكيون، ديمقراطيون وجمهوريون .هذا الاهتمام الغربي بـ"محنة مسيحيي المشرق"على الرغم من أنه لم يرتق بعد الى مستوى القضية وحجم المشكلة واقتصاره على النواحي الانسانية كتسهيل هجرة المسيحيين الى اوربا وامريكا، ومن غير أن يمارس الغرب أية ضغوط فعلية على حكومات الدول التي يتعرض المسيحيون فيها للاعتداءات، اثار حفيظة العديد من الحكومات والأوساط السياسية العربية والاسلامية.حيث تضع هذا الاهتمام في اطار التآمر الغربي على العرب والمسلمين وتعتبره تدخلاً في الشؤون الداخلية لدول المنطقة تحت ذريعة الدفاع عن حقوق المسيحيين والأقليات الأخرى،مستشهدة بما حصل في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين.في مقاربة سياسية موضوعية لأحداث تلك الحقبة من تاريخ المنطقة نرى أن "الشعوب العربية" هي أكثر من استفاد من احداثها.فبفضل الجيوش الأوربية تفككت الامبراطورية العثمانية وتخلصت الشعوب العربية من الاستعمار العثماني، الذي حكم المنطقة لاكثر من اربعة قرون باسم الخلافة الاسلامية، وكونت الشعوب العربية دولها الخاصة بها. في حين لم يحصد مسيحيو الشرق(آشوريون"سريان/كلدان"أرمن، موارنة،أقباط) سوى مزيد من الاضطهادات والمذابح والويلات على ايدي الغزاة الأوربيين والحكومات المحلية معاً.وحرم الآشوريون من اقامة كيانهم القومي في موطنهم التاريخي"بلاد ما بين النهرين".يبدو أن التاريخ يعيد نفسه اليوم على الآشوريين في بلاد الرافدين وعلى مسيحيي الشرق عامة.حيث كانوا ومازالوا الضحية الأولى لكل الغزوات التي حصلت عبر التاريخ، من الغزو الروماني البيزنطي الى الغزو العربي الاسلامي مروراً بالغزو الفارسي والعثماني وصولاً الى الغزو الأوربي في القرن الماضي والغزو الأمريكي الغربي الجديد.لامست النخب المسيحية المشرقية المضاعفات الخطيرة لغزو العراق على مسيحيي المشرق.ففي كتاب  "آخر الهنود الحمر" لمهى ياسمين نعمة، توقعت  ان يكون مصير المسيحيين في الشرق موطنهم الأصلي كمصير مصير الهنود الحمر في  موطنهم الأصلي في اميركا الشمالية ، وعلى يد السلطة الامبراطورية العالمية نفسها.

بغض النظر عن نوايا الغرب- راعي انظمة الاستبداد في المنطقة طيلة العقود الماضية- وأهدافه من اهتمامه الخجول بمحنة المسيحيين والاقليات المضطهدة في الشرق،لا يبرر الصمت العربي والاسلامي ازاء ما يتعرض له المسيحيون في بعض دول المنطقة، خاصة إزاء الوضع المرعب لمسيحيي العراق،معظمهم من الكلدوآشوريين سكان العراق الأوائل، المتروكون لقدرهم يواجهون المجهول.صحيح أن جميع شعوب واديان وقوميات العراق تعاني من عمليات الخطف والقتل ومن مضاعفات الغزو والحرب الأهلية العبثية ومن تقاتل التنظيمات والميليشيات القومية والدينية والمذهبية،الشيعية،السنية،العربية،الكردية، على تقاسم الكعكة العراقية، التي تمسك بها قوات الاحتلال الامريكي. لكن صحيح أيضاً أن المسيحيين العراقيين هم مستهدفون من قبل معظم هذه الميليشيات المتصارعة وهم أكبر ضحايا حروبها،ومن غير أن يكونوا طرفا في هذه الحروب، وانما فقط لمجرد أنهم مسيحيون.الأنكى من الصمت،العربي والاسلامي،الذي يشجع التنظيمات الارهابية على تماديها في ارهابها واعتداءاتها على المسيحيين،هو تهجم بعض الحكومات العربية والاسلامية على المرجعيات والشخصيات المسيحية المشرقية والتشكيك بوطنيتها،تلك التي تشارك في مؤتمرات، اقليمية أو دولية، تدعى لها حول قضية مسيحي الشرق، كما تفعل مصر مع الاقباط.

لا شك، أن النخب المسيحية المشرقية تتطلع الى معالجة"محنة المسيحيين" كأحدى القضايا الوطنية داخل دولهم ومع حكومات بلادهم وتحت سقف الوطن في اطار وطني ديمقراطي لقطع الطريق امام الخارج الراغب في استغلال وتوظيف هذه المحنة لأهداف ومصالح سياسية معينة.لكن للأسف حكومات دول المنطقة سدت ابوابها أمام أي حوار وطني حول محنة المسيحيين وهي لا تعترف اصلاً بوجود محنة فكيف بها معالجتها.حتى "الحوار الاسلامي المسيحي المشرقي" الذي انطلق براعية رسمية منها هو يأتي في سياق سياسية التضليل الذي تمارسه هذه الحكومات على شعوبها.فهذا الحوار مازال يقتصر على المسائل اللاهوتية يدور في حلقة مفرغة من غير أن يخوض في الواقع المزري لمسيحيي المشرق وفي تحديد المسؤوليات عن محنهم.فالمهم من هذا الحوار هو أن يشيد كل طرف بسياسة حكومة بلاده ويطلق المديح لها.والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: ما الجدوى والفائدة من "الحوار الاسلامي المسيحي المشرقي" بينما الشرق يخلو من مسيحييه يوماً بعد آخر.لقد تخلى مسيحيو الشرق،آشوريون وأرمن واقباط وموارنة وعرب، عن الكثير من حقوقهم القومية وخصوصياتهم الثقافية والاجتماعية والدينية وضحوا بها لأجل "حقوق المواطنة" الكاملة في دولة ديمقراطية ليبرالية. لكن هذه الدولة سقطت بين "مطرقة"استبداد الأنظمة و"سندان" الشريعة الاسلامية.هذه الحقيقة السياسية والتاريخية تؤكد على أن قضية المسيحيين المشرقيين ترتبط بشكل اساسي بأيديولوجيا "اللامساواة الدينية" التي جاء بها الاسلام. فضلاً عن الآيديولوجيات "اللامساواة القومية والسياسية" السائدة في المجتمعات العربية والاسلامية.لهذا فبقاء المسيحيون ووقف نزيف هجرتهم وتعزيز وجودهم وحضورهم في اوطانهم يحتاج،أولاً: الى تخلص شعوب ومجتمعات المنطقة من هذه الآيديولوجيات المنافية للمنطق وللطبيعة الانسانية.ثانياً: احياء مشروع الدولة المدنية الحديثة "دولة المواطنة" القائمة على فصل الدين عن السياسة والعدل والمساواة.ثالثاً: دول تنتفي فيها سياسة تهميش المسيحيين وتنظر للانسان على أنه قيمة مطلقة وتضع حقوق المواطنة فوق كل الاعتبارات والآيديولوجيات والعقائد، الدينية والقومية والسياسة.في ضوء المعطيات،السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية والتعليمية، الراهنة في دول المنطقة، لا يبدو أن هذه القضايا ستتحقق على المدى المنظور أو القريب.وهذا يعني بقاء مسيحيو الشرق في مواجهة خيارات صعبة وبقاء خطر الخطف والقتل والتهجير على الهوية يلاحقهم، وقد تشهد المنطقة مذابح وابادة وهولوكستات مسيحية جديدة؟.

سليمان يوسف يوسف

سوري آشوري... مهتم بحقوق الأقليات.

shosin@scs-net.org

 

"لمحة عن لبنان" للخارجية الأميركية مقرونة بالتحذير المتجدّد لرعاياها

النهار/ما الذي يميز "التحذير" الذي أصدرته وزارة الخارجية الاميركية من التوجه الى لبنان عن ذاك الذي وجهته الى رعاياها والعاملين في بوروندي؟ كلمة واحدة: المنع. فالتحذير هو في المستوى نفسه عملياً. صحيح انه تخطى مرحلة التنبيه، وهي الدرجة الثانية في سلم خوف الولايات المتحدة العالمي على رعاياها ومواطنيها وموظفيها، الا انه اتخذ منحى ناجزاً في بوروندي التي "حرم" موظفو الادارة الاميركية التوجه اليها. أما في لبنان، فلا تزال اللغة الناجزة الواردة في التحذير الاميركي الذي وضع في 21 نيسان الجاري، ودخل حيز التنفيذ بدءاً من امس، تحمل قليلا من أخذ ورد. وفي الحالين، لا تصدر الادارة الاميركية مثل هذه التحذيرات اذا كانت الدول المقصودة على مقدار من "الخطورة او اللااستقرار"1.

"القاعدة" و"جند الشام"

ماذا في التحذير الذي الغى تحذيرا مماثلاً كانت أصدرته الادارة الاميركية في 17 تشرين الاول 2007؟

"يجدد هذا التحذير من السفر الى لبنان المعلومات عن التهديدات الامنية واستمرار الضغط السياسي في لبنان، ويُعلم المواطنين الاميركيين بأمنهم وسلامتهم. ان وزارة الخارجية تستمر في حض الاميركيين بقوة على ارجاء السفر الى لبنان، والمواطنين الاميركيين هناك على التأني لأخطار بقائهم فيه.

ان الولايات المتحدة تبقى خائفة من التهديدات بهجومات ارهابية تشن على مصالح غربية وحكومية في لبنان.

ان مجموعات مثل "القاعدة" و"جند الشام" موجودة في لبنان، وقد اصدرت بيانات تطالب بالهجوم على مصالح غربية في البلاد. وتخشى وزارة الخارجية الاميركية ايضاً صراعات مسلحة بين ارهابيين اصوليين والجيش اللبناني، كما حصل في مخيم نهر البارد في شمال لبنان بين أيار وايلول 2007، وهذا ما يمكن ان يتكرر في مخيمات أخرى في لبنان. إن المواطنين الاميركيين الذين يزورون مخيمات اللاجئين في لبنان يخاطرون في الوقوع رهائن ابان هذه الصراعات المسلحة.

شهد لبنان في السنوات الاخيرة اغتيال عدد من الامنيين والسياسيين. في 12 كانون الأول 2007 اغتيل عنصر من الجيش اللبناني (اللواء الركن فرنسوا الحاج) بتفجير سيارة. وبالطريقة نفسها اغتيل عنصر من قوى الامن الداخلي (الرائد وسام عيد) في 25 كانون الثاني 2008. كذلك، اغتيل نائبان معاديان لسوريا (وليد عيدو وانطوان غانم) في تفجير سيارتين في بيروت في حزيران وايلول 2007.

في 15 كانون اثاني 2008، تضررت سيارة تابعة للسفارة الاميركية، وأصيب اثنان من موظفيها في انفجار سيارة ايضاً. في الحوادث كلها، جرح او قتل اناس ابرياء.

في 7 حزيران 2007، انفجرت قنبلة في مدينة زوق مصبح شمال بيروت. منذ 20 ايار 2007، تتالت التفجيرات في ضواحي بيروت، في الاشرفية وفي فردان، وفي سد البوشرية وفي المنتجع السياحي في عاليه. ان المجموعة "الارهابية" التابعة لـ"حزب الله" هددت باللجوء الى مثل هذه الوسائل بسبب اغتيال أحد كوادرها عماد فايز مغنية في سوريا على ايدي مجهولين في 12 شباط 2008. مسؤولون بارزون في "حزب الله" هددوا بأن يثأروا لمقتل مغنية، وقد حملوا الولايات المتحدة "جزئياً" المسؤولية في مقتل مغنية. وهناك احتمال ان يندفع احدهم بالاعتداء على مصالح الولايات المتحدة او الاميركيين.

كذلك، فإن الالغام والقذائف غير المنفجرة تشكل خطراً على مقدار من الاهمية في جنوب لبنان كله، ولا سيما جنوب نهر الليطاني، وفي الامكان حيث كان القتال قوياً ابان الحرب "الاهلية" اللبنانية. وكان قتل اكثر من 12 مدنياً وجرح اكثر من 100 من جراء القذائف غير المنفجرة التي خلفها الصراع في تموز – آب 2006 (حرب اسرائيل على لبنان).

على المسافرين ان ينظروا الى اللافتات المكتوبة عن الالغام، ويتفادوا في شكل كامل التوجّه الى المناطق حيث يمكن ان تكون موضوعة.

تستمر وزارة الخارجية في حض الاميركيين بقوة على ارجاء السفر الى لبنان، والمواطنين الاميركيين هناك على ان يتأنوا من اخطار بقائهم فيه. ان المواطنين الاميركيين الذين يختارون البقاء في لبنان مطالبون بالمحافظة على اعلى درجة من الحذر، وبالتأكد من صلاحية جواز سفرهم، ومراقبة الوضع الامني الداخلي والاستعداد للمغادرة الفورية والسريعة في حال اي تدهور أمني.

على المواطنين الاميركيين المسافرين الى لبنان او القائمين فيه ان يعوا ان سفارة الولايات المتحدة حدت من قدرتها على الوصول الى المناطق اللبنانية كلها. لا يمكن السفارة ان تضمن امكان ان يساعد موظفوها الرعايا الموجودين في مناطق حيث سلطة الحكومة محدودة، من مثل جنوب لبنان حيث لا يزال "حزب الله" يستمر ناشطاً.

في حال تدهور الوضع، يكون المواطنون الاميركيون مسؤولين عن تدبير وسائل نقلهم الى المطار. واذا لم يتمكنوا من ذلك، تؤمن لهم الحكومة الاميركية عبر سفارتها في لبنان المساعدة، على أن يعيد المسافر المال الذي صرفته الحكومة لاجلائه. ان عدم توافر الاوراق الرسمية كلها سيبطئ القدرة على تأمين المساعدة.

تعتبر وزارة الخارجية الاميركية ان التهديدات ضد الطاقم الحكومي الاميركي في بيروت خطرة الى درجة انها تطلب منهم ان يعملوا ويعيشوا من ضمن اجراءات امنية صارمة. لذا، فان انتقال الموظفين الحكوميين الاميركيين أو أحد أفراد عائلتهم الى لبنان في شكل غير رسمي يحتاج الى موافقة مسبقة من وزارة الخارجية الاميركية".

لبنان اميركياً

في هذا الاطار التحذيري كله، ربما يكون مفيداً الوقوف عند اللمحة التي توزعها الولايات المتحدة عن لبنان، سياسة وديموغرافيا. صحيح ان لبنان بالنسبة اليها جمهورية ذات نظام برلماني، الا انها ترى ان السلطة السياسية فيه ترتكز على ثلاثة: رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب، وكل منهم يمثل واحدة من اكبر الطوائف فيه (الموارنة المسيحيون، السنة والشيعة).

وتقول إن مجموعاته الاتنية الاساسية هي: العرب بنسبة 95 في المئة، والارمن أربعة في المئة وغيره واحد في المئة (ملاحظة: كثير من اللبنانيين المسيحيين لا يعتبرون أنهم عرب، إنما متحدرون من الكنعانيين الاوائل، ويفضّلون ان يسمّوا فينيقيين). اما الطوائف فهي: مسلمون بنسبة 60 في المئة (شيعة، وسنة، ودروز، واسماعيلية، وعلوية ونصيرية)، مسيحيون بنسبة 39 في المئة (موارنة كاثوليك، وروم ارثوذكس، وكلدانيون، واشوريون، واقباط وبروتستانت) وغيره واحد في المئة. وبحسب الادارة الاميركية التي ساقت هذه الارقام والنسب، فإن أي احصاء سكاني رسمي لم يجر من عام 1932، مما يعكس "الحساسية السياسية في لبنان على التوازن الطائفي (الديني). ولأنه لا احصاء رسمياً دقيقاً، يمكن القول ان الشيعة والسنة والموارنة يمثّلون المجموعات الثلاث الاكبر في البلاد".

وتتابع: "هناك 400 الف فلسطيني لاجئ، بعضهم في لبنان من عام 1948، لم يمنحوا الحقوق القانونية التي يتمتع بها سائر المواطنين".

وفي السياسة، تقول ان "انقساماً اساسياً قائم راهناً بين قوى مناهضة لسوريا واخرى مؤيدة لها، غالباً ما يطلق عليها قوى 14 و8 آذار، بعد تظاهرتين كبيرتين نظمتا عام 2005. ففي 8 آذار القوى الشيعية لحركة "امل" و"حزب الله" الحليفتين راهناً لـ"التيار الوطني الحر" (مسيحي)، في حين ان 14 آذار تتضمن "تيار المستقبل" (سني)، والحزب التقدمي الاشتراكي (درزي)، و"القوات اللبنانية) وتجمع قرنة شهوان (مسيحي)".

واذ تشير الادارة الاميركية الى ان "لبنان في حال حرب مع اسرائيل منذ عام 1973"، تقول ان "المواطنين الاميركيين الذين يحملون الجنسية اللبنانية يمكن ان تطبق عليهم القوانين اللبنانية. وتالياً، فإن اللبنانيين الذين يكتشف انهم اتصلوا أو سافروا الى اسرائيل، على سبيل المثال، يكونون عرضة للتوقيف والسجن".

وفي حين تشير الى ان الجريمة في البلاد "متوسطة"، تقول ان الطبابة في البلاد متوافرة، ولاسيما في المدن وبيروت، وان الاطباء والمستشفات يطلبون الدفع فوراً لقاء الخدمات الطبية التي يوفرونها. فمن دون المال، يرفض كثيرون توفير الخدمة الطبية وان في حالات طارئة".

ويستوقف في رسم الولايات المتحدة "اللمحة" عن لبنان، وصفها طرق القيادة فيه: "ان السائقين اللبنانيين غالباً ما يقودون بشراسة، ولا يعيرون الاشارات الضوئية والوقف أهمية كبيرة. كذلك، فان الخطوط على الطرق نادراً ما تكون ظاهرة، والزفت نادراً ما يكون حاضراً في الطرق خارج العاصمة، وعلى المشاة خصوصاً ان ينتهبوا ويحتاطوا كثيراً".

ريتا شرارة     

 

 لقاء سياسي بين "الحرية والتنمية" و"الانتماء اللبناني"

الأسعد: علينا مواجهة المتأسلمين بكل طاقاتنا قبل فوات الأوان وترجمة آلية الضغط تبدأ بانتخاب رئيس فوراً بالأغلبية

المستقبل - الاحد 27 نيسان 2008 - طرابلس ـ "المستقبل"

أقامت "حركة الحرية والتنمية" لقاء سياسيا في طرابلس أمس، تحت عنوان "السنة والشيعة في لبنان الى اين؟"، بمشاركة رئيس الحركة احمد الايوبي ومؤسس "لقاء الانتماء اللبناني" احمد الاسعد، وحضور وزير الاشغال العامة والنقل محمد الصفدي ممثلا بمصطفى الحلوة، النائب سمير الجسر ممثلا بجلال حلواني، النائب مصباح الاحدب ممثلا بعلي الغول، منسق "تيار المستقبل" في الشمال ممثلا بعامر الرافعي، عضو مجلس الاسلامي الاعلى المحامي محمد مراد، مدير مكتب "جمعية الفرسان" نضال صبح، وعن "حزب الله" محمد درة ولفيف من العلماء ورجال الدين وفاعليات سياسية وحزبية واقتصادية واجتماعية وحشد من المهتمين.

وقال الايوبي: "منذ اللحظة الأولى لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري ووقوع لبنان على خط الزلازل السياسية الكبرى، شهدنا تحديات ألقت بظلالها على حياتنا، حتى باتت تخنق الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وتهز ركائز الكيان اللبناني وتهدد وحدته وصيغته الحضارية القائمة على العيش المشترك بين الطوائف اللبنانية، ومما زاد الطين بلة، تحول الخلاف السياسي إلى صراع سني ـ شيعي ظاهر حيناً، ومستتر أحياناً أخرى، نتيجة الاصطفاف الحاصل في البلد بعد اغتيال الرئيس الحريري، وسلسلة من المواقف التي اتخذها تحالف "حزب الله" وحركة "أمل"".

واعتبر ان "من أسوأ نتائج مذهبة الخلاف السياسي في البلد، إثارة المرويات والأساطير حول الخلاف السني ـ الشيعي، بعيداً عن أي قاربة علمية، لأهل العلم ورجال الفكر، بل ترِك الشارع للغوغاء، إثارة وتحريضا وانفلاتا".

واقترح "أن تتولى دار الفتوى والمجلس الإسلامي الشرعي الأعلى، والمجلس الشيعي الإسلامي الأعلى، لجنة علمائية ـ فكرية تتوصل إلى رؤية واضحة وصريحة، في ضوء الواقع اللبناني، تستقي ثوابت الإسلام وطبيعة الواقع في لبنان، وضرورة عزله عن المؤثرات الإقليمية الضاغطة، لنتوصل ولمرة أخيرة كمسلمين لبنانيين (سنة وشيعة) إلى هذه الرؤية الإسلامية المشتركة".

واشار الى "ان النظام الإيراني استغل شعار الوحدة الإسلامية، ليمد شبكاته ويخترق العالم العربي، عبر واجهات ومؤسسات، بقيت خلال مراحل سابقة كامنة ومحتفظة بالهدوء، إلى أن جاءت لحظة الظهور، فانكشفت أدوارها في الفتنة، وتحولت مؤسسات الحوار إلى مواقع للتحريض والصدام، وانتقلت من الكلمة إلى الشارع، ولمسنا وفي محطات مختلفة الآثار السلبية لهذه الواجهات في عدد من الدول العربية مثل مصر والبحرين والمملكة العربية السعودية..وفي سوريا، يعمل النظامان الإيراني والسوري على إحداث اختراقات لصالح التشيع السياسي الفارسي، لضرب العمق العربي الإسلامي في سوريا".

واشار الى "ان اداء "حزب الله" وخطابه ترك تأثيراً خطراً على صيغة العيش المشترك في لبنان، لأسباب كثيرة أهمها،اعتماد تسعير النعرات المذهبية وترك الشارع للغوغاء، وما الثلاثاء الأسود ومحاولات اجتياح بيروت وحادثة الجامعة العربية وحادثة مار مخايل، وغيرها، إلا نماذج لإرادة تسعى إلى خلق وقائع سلبية بين الناس وفي حياتهم اليومية، تجعلهم يعيدون النظر في طبيعة علاقاتهم الاجتماعية والسياسية، احتلال وسط بيروت والإصرار على إقامة هذه المستوطنة التي تنهك اقتصاد مؤسسات عائدة لمواطنين لبنانيين من مختلف الطوائف والمذاهب، وإشاعة جو من الحقد على بيروت، إلى درجة اعتبار أهلها عملاء لأن العدو الصهيوني لم يدمرها خلال حرب تموز".

اضاف: "ومن المؤثرات السلبية لأداء "حزب الله" على العيش المشترك، إصراره على اختراق الساحة السنية، فقط لإيجاد واجهات تتطاول على المرجعيات الدينية والسياسية لأهل السنة والجماعة، وصولاً إلى إحداث اختراقات أمنية باسم المقاومة وفتح هواء شاشة المنار لاستهداف هذه المرجعيات، إلى درجة أن بعض الصغار الذين باتت شاشة المقاومة تدمن على تظهيرهم، أفتى بعدم جواز الصلاة على (رئيس مجلس الوزراء) فؤاد السنيورة في حال وفاته..طبعاً، نحن ندعو للرئيس السنيورة بطول العمر في طاعة الله والثبات على الحق، ولكن هل يجوز الهجوم المتواصل على المحكمة الدولية والدفاع عن عصابة الضباط الأربعة".

الاسعد

اما الاسعد فقال: "لبنان والمنطقة بأسرها على مفترق طرق. والمرحلة التي نعيشها اليوم هي التي ستحدد مصيرنا ومستقبلنا ومستقبل أولادنا واحفادنا، وعليه هناك مسؤولية تاريخية ملقاة على عاتقنا، فالمداراة والمواقف الرمادية لم تعد مقبولة بعد اليوم، وواجبنا المعنوي يفرض علينا جميعا المجاهرة بالحقائق من أجل إنقاذ مجتمعنا".

اضاف: "هناك من يود إعادتنا إلى ما قبل الجاهلية، هناك من يعمل لابقائنا في دوامة الدم والفقر والجهل، هؤلاء يتغطون بعناوين اسلامية، لكنهم بعيدون كل البعد عن جوهر الاسلام. ان هذه الأحزاب والحركات السياسية باتت تهدد الأسرة الاسلامية بكليتها، ناهيك عن باقي الأسر الإنسانية. والمسؤولية الأكبر هنا، تفع على عاتق جميع علماء الدين الحقيقيين، أكانوا من أتباع السنة أو الشيعة".

واعتبر ان "الصراع اليوم، ليس كما يظن البعض بأنه بين الشرق والغرب أو بين الحضارة الغربية والحضارة الشرقية.الصراع اليوم ليس بين المسلمين والمسيحيين أيضا!!، الصراع اليوم ليس بين السنة والشيعة إطلاقا!! الصراع اليوم هو أولا وأخيرا، بيننا نحن المؤمنين برسالة الاسلام جميعا وبين أصحاب البدع، أولئك المتأسلمين الذين يدعون أنهم من أتباع الطائفة السنية أو الطائفة الشيعية. وحقيقة الأمر أن سنة رسول الله وشيعة اهل البيت هم براء منهم، فهؤلاء قاموا بخطف رسالتنا الاسلامية العظيمة، ومن ثم قاموا بتحويرها وتشويهها بشكل منظم ومبرمج. هذا هو واقع صراعنا اليوم، وعلينا الاعتراف به وعدم المراوغة او الهروب الى الأمام، علينا مواجهة هؤلاء المتأسلمين بكل طاقاتنا قبل فوات الأوان، فالزمن ليس لصالحنا بل لصالحهم".

وقال: "عندما اتحدث عن المواجهة، لا أعني المواجهة العسكرية، إنما أعني طبعا المواجهة السياسية، المواجهة الاقتصادية، العلمية، الاجتماعية....علينا الارتقاء الى مستوى المسؤولية، إلى مستوى المرحلة المصيرية التي نحن في صددها، والتنسيق سويا بكل ما للكلمة من معنى. فلدينا الهواجس نفسها وعلينا العمل لمجابهة المخاطر نفسها، لأن المتأسلمين موجودون في صفوف السنة، كما في صفوف الشيعة".

وشدد على "ان التقوقع مرفوض، والتعصب مرفوض ،ليس فقط لأن ذلك يصب في مصلحة المتأسلمين لإشعال الفتن، بل لأن التعصب هو نقيض للإسلام، فالإسلام يمثل العدل والانفتاح، إنه احترام الرأي والرأي الآخر".

واكد "نحن مسلمون، نؤمن بإنسانية الإنسان، لكننا أولا وأخيرا لبنانيون، نعم نحن لبنانيون، مستقبلنا مرتبط بمستقبل لبنان، ومصلحتنا هي من خلال بناء الدولة اللبنانية. فالأموال الإيرانية على سبيل المثال، مهما تدفقت على بعض الأحزاب والتيارات السياسية، تلك الأموال لن تخدم ولن تفيد إلا فئة صغيرة من اللبنانيين!! أما مشروع الدولة، وإذا توصلنا ذات يوم إلى بناء الدولة اللبنانية سنتمكن حينئذ من الحفاظ على الامن والاستقرار في البلد".

واشار الى "ان الدولة تعني أيضاً دولة القانون، القانون فوق رؤوس الجميع وتحت أقدام البعض الآخر، الأمن وسيادة القانون يؤديان حكماً إلى دولة مؤهلة لاجتذاب الإستثمارات، أي دولة ذات حركة إقتصادية ونمو إقتصادي وفرص عمل للجيل الصاعد ونمو للناتج القومي وللقوة الشرائية لدى المواطن اللبناني".

وشدد على "ان هذه الدولة ليست لشريحة محددة فحسب، بل هي لكل اللبنانيين. مشروع الدولة هذا يفيدنا جميعاً من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، لكن طموحاتنا هذه تواجه بمشروع آخر. هذا المشروع الآخر يهدف إلى تفتيت الكيان اللبناني وإبقاء لبنان ساحة مفتوحة وورقة بيد المحور الإقليمي، فالدولة اللبنانية هي نقيض هذا المشروع الآخر، وقيام تلك الدولة اللبنانية هي بالتالي إضعاف للمشروع الآخر".

وسأل: "هل من فريق في العالم بأسره، يتنازل عن صلاحياته، نفوذه، أمواله، سلاحه ودولته لله بالله؟ وهل يتنازل الطرف الآخر؟ هل يتلبنن من دون ضغط قوي في المقابل!!! وأين هذا الضغط؟ أين الخطة العلمية والعملية من قوى الأكثرية من أجل مواجهة هذا المشروع الإقليمي؟ ما هو الذي تنتظره قوى الأكثرية؟ أهو الفرج؟ المعجزة؟ أم ماذا؟".

أضاف: "ان الفرج نصنعه نحن، المعجزة تتحول إلى واقع وحقيقة إذا كنا بمستوى رجال الدولة، بصلابة رجال الدولة، باقدام رجال الدولة وحسمهم. وترجمة آلية الضغط هذه، تبدأ بانتخاب رئيس الجمهورية فوراً وذلك بالأغلبية النيابية. نعم قد تكون هناك أثمان وتداعيات على لبنان مع تنفيذ قرار كهذا، لكن الثمن الذي يدفعه لبنان اليوم، من خلال عملية المراوحة هذه هو أكبر بكثير".

واشار الى "لبنان ينهار بين أيدينا ونحن ننتظر، لبنان يضيع وشبابه يهاجر، مع طاقاته ومبدعيه، ونحن نتفرج. لذا لا بد من المواجهة، لا مفر من المواجهة السياسية، ضمن خطة محكمة ومدروسة. أما ما يسمى بالحوار، فإنه في الحقيقة مضيعة للوقت، وأقولها مرة أخرى، الوقت ليس لصالحنا بل لصالحهم، فالحوار دون آلية ضاغطة هو حوار الطرشان"، معتبرا "ان حواراً كهذا غير كاف لإرغام الطرف الآخر إلى التنازل".

وقال: "نعم لبنان على مفترق طرق. فاما الحوار والتطور وإما الفقر والتخلف. إما أن يصبح لبنان دولة بكل ما للكلمة من معنى، دولة جزءاً من العالم الحديث، دول القرن الحادي والعشرين، وإما أن يبقى مرتبطاً بالمحور الإقليمي إلى أبد الآبدين. نعم لبنان على مفترق طرق، طريق إلى الأمام، وآخر إلى الوراء، طريق باتجاه لبنان، لبنان الذي يعبر عن طموحاتنا جميعاً وآخرة يربطه بالمصالح الإقليمية. نعم من المستحيل دمج هذين المشروعين، لا بد من نجاح مشروع واحد. إما مشروعنا نحن أو مشروعهم، من هنا حتمية الضغط، من هنا ضرورة الإقدام وحسم القرارات".

وشدد على "وجوب العمل من خلال خطة لمواجهة هذا المشروع الآخر، فلا بد من أن يتنازل مشروع لصالح الآخر. نحن اليوم في قلب الصراع، وفي نهاية المطاف، فإما أن يربح لبنان، وإما أن يربح المحور الإقليمي، إما أن يربح النور وإما أن يربح الظلام، إما أن يربح الدين وإما أن يربح المتأسلمين، إما أن تربح الإنسانية وإما أن تربح الغوغائية، وما يحدث في لبنان اليوم سيكون له تداعيات على المنطقة بأسرها".

وتساءل: "إذا لم نستطع التغلب على تلك القوى الظلامية في لبنان، كيف لنا أن نتغلب عليها في باقي الدول العربية؟ إذا كنا في لبنان، لبنان المعروف بماضيه الديموقراطي، بحرية الرأي، بالإنفتاح على العالم والحضارات، إذا كنا في لبنان كهذا لا نستطيع التغلب على القوى الظلامية، كيف لنا التغلب عليها في باقي الدول العربية؟"، لافتاً الى "انها معادلة بسيطة، التغلب على تلك القوى الظلامية في لبنان يعني إمكان التغلب عليها في باقي دول المنطقة، أما تغلب تلك القوى الظلامية علينا في لبنان، فذلك يعني سقوطاً حتمياً لدول المنطقة مع مرور الزمن. وهذا يعني أن مسؤوليتنا ليست محصورة بلبنان فحسب، بل تشمل مستقبل المنطقة والمعنى الحقيقي لمفهوم العروبة".