المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الأحد 10 شباط 2008

نجيل القدّيس يوحنّا .30-23:12

فأَجابَهما يسوع: « أَتَتِ السَّاعَةُ الَّتي فيها يُمَجَّدُ ابنُ الإِنسان. الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: إنَّ حَبَّةَ الحِنطَةِ الَّتي تَقَعُ في الأَرض إِن لَم تَمُتْ تَبقَ وَحدَها. وإذا ماتَت، أَخرَجَت ثَمَراً كثيراً. مَن أَحَبَّ حياتَهُ فقَدَها ومَن رَغِبَ عنها في هذا العالَم حَفِظَها لِلحَياةِ الأَبَدِيَّة. مَن أَرادَ أَن يَخدُمَني، فَلْيَتْبَعْني وحَيثُ أَكونُ أَنا يَكونُ خادِمي ومَن خَدَمَني أَكرَمَهُ أَبي. الآنَ نَفْسي مُضطَرِبة، فماذا أَقول؟ يا أَبَتِ نَجِّني مِن تِلكَ السَّاعة. وما أَتَيتُ إِلَّا لِتلكَ السَّاعة. يا أَبتِ، مَجِّدِ اسمَكَ». فانطَلَقَ صَوتٌ مِنَ السَّماءِ يَقول: « قَد مَجَّدتُه وسَأُمَجِّدُه أَيضاً». فقالَ الجَمْعُ الَّذي كانَ حاضِراً وسَمِعَ الصَّوت: « إِنَّه دَوِيُّ رَعْد». وقال آخَرونَ: « إِنَّ مَلاكاً كَلَّمَه». أَجابَ يسوع: « لم يَكُنْ هذا الصَّوتُ لأَجلي بل لأجلِكُم

 

سعود الفيصل بعد لقائه ساركوزي: مصر والسعودية لن تحضرا قمة دمشق في ظل التعطيل في بيروت

 وكالات/حمل وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل"رسالة حازمة" من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيزالى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مفادها انه "ينبغي استخلاص النتائج من فشل كل المحاولات التي بذلت لاقناع سوريا بلعب دور ايجابي في لبنان، بما فيها المحاولات الاخيرة للمملكة العربية السعودية".وذكرت مصادر مطلعة في باريس ان الجانبين اتفقا على العمل على تعزيز حكومة فؤاد السنيورة والقوى الشرعية ممثلة بالجيش وقوى الأمن الداخلي، وحضّ الأسرة الدولية على اتباع هذا النهج، لأن سوريا تريد إضعاف هذه المؤسسات من خلال الاغتيالات وعرقلة انتخابات الرئاسية".

وأضافت المصادر ان فرنسا والسعودية "عازمتان على بذل كل الجهود لحضّ الأسرة الدولية على دعم كل المؤسسات الشرعية اللبنانية عبر الزيارات ورسائل التأييد على الصعيد السياسي، وأيضاً على الصعيد الاقتصادي عبر الاتفاقية المالية التي سيوقّعها وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في بيروت، أو السنيورة في باريس". وأشارت الى ان فرنسا تقدم ايضاً مساعدة للمؤسسة العسكرية اللبنانية عبر التجهيز والتدريب، وستستمر في ذلك.

واعتبرت المصادر انه "لا يمكن لدول مثل السعودية ومصر ان تحضر القمة العربية المرتقبة في دمشق التي من الصعب ان تعقد في ظل الحال الراهنة من التعطيل في لبنان".وتابعت المصادر انه تم التفاهم على ان تسعى فرنسا مع دول الاتحاد الأوروبي الى التحدّث بصوت واحد تجاه سوريا. كما أكدت ان لا بد من الإسراع في انشاء المحكمة الدولية وأن فرنسا ستدفع 6 ملايين يورو في هذا الاطار.

ولفتت المصادر الى ان "الذهنية الحالية المخيمة على السوريين ليست من النوع الذي يجعلهم يعملون على حل، وأن من المرجح ان يؤدي ذلك الى استمرار الوضع القائم على حاله، وطالما بقيت الأمور كذلك سيكون من غير الوارد لفرنسا ان تتّصل بسوريا، خصوصاً انها سبق ان أعلنت انها تترقب من الجانب السوري نتائج على صعيد الوضع اللبناني".

 

المواجهة الحملة السورية المستمرة على البطريرك صفير عبر أدوات نظام دمشق في لبنان

 المسيرة الشعبية في 14 شباط قد تنتقل إلى بكركي ووفد ماروني عالمي إلى الفاتيكان لفرض حرم على فرنجية وعون

لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

يجري البحث داخل ابواب قوى 14 آذار الحاكمة في لبنان حالياً حول انتقال جماهيرها التي ستحتشد الخميس المقبل في اكبر تجمع شعبي منذ 14 آذار (مارس) عام 2005 لاحياء الذكرى الثالثة لاغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري الى الصرح البطريركي في بكركي لمبايعة سيده البطريرك نصر الله صفير في وجه الهجمة السورية - الايرانية عليه انتقاماً منه لتفجير »ثورة الأرز« في بيان الاساقفة الموارنة عام 2000, وطرد النظام السوري خائباً لا يلوي على شيء بعد تجذر في لبنان استمر تسعة وعشرين عاماً حوله خلالها الى اقل من محافظة سورية نصب عليها »محافظين« هما الرئيس الراحل الياس الهراوي وخلفه اميل لحود وأعضاء بلديين عملاء لكل طارئ وغريب من ساسة مغمورين لم تعرف البلاد منذ استقلالها نظراء لهم لا في المستوى الوطني ولا في المستوى الاخلاقي ولا في مستوى العمالة الى الخارج.

واكد احد قادة 14 آذار ل¯»السياسة« في اتصال به في بيروت من لندن امس ان »الزحف المليوني المتوقع من جماهير ثورة الارز الخميس المقبل قد يتحول من ساحة الشهداء وشوارع بيروت والقرى المحيطة بها, الى بكركي لايفاء سيدها حقه في ما اداه طوال ثلاثين عاماً من واجب وطني نخر خلالها الاحتلال السوري في لبنان الى ان تمكن بعد 24 سنة من تسديد الضربة القاضية له التي افلتت اظفاره الدامية والملوثة عن عنق لبنان الاسير, فحررته من موبقاته وقذفت بنظام بشار الاسد الى زاوية العزلة والحصار, واخرجت ارهابيته من سريتها الى العلن حيث صب جام غضبه وانتقامه على القوى الديمقراطية الحرة التي كان البطريرك صفير محركها الاساسي, وباني صرحها القوي الراهن الذي لن تقوى عليه ابواب الجحيم السوري مهما تجبر وفعل«.

وقال قيادي 14 آذار ان »استشارة البطريرك بالزحف الشعبي على مقره في بكركي تأييداً لمواقفه ولعرفان اللبنانيين له بالجميل, ستتم اليوم الاحد او غداً, ونعتقد انه سيتجاوب استناداً الى بعض اساقفته الذين اكدوا ان اولئك المتطاولين عليه وعلى بكركي من هؤلاء العملاء الصغار لاعداء لبنان لن يعبروا مرة اخرى في حياتهم بوابة الصرح البطريركي واذا حاولوا, فان ارجلهم ستقطع«.

وفي رد على شائعات امكانية قبول البطريرك بالسماح لسليمان فرنجية بزيارة بكركي ل¯»توضيح موقفه« من حملته غير المسبوقة على صفير, على الرغم من رده هو (صفير) على تلك الشائعات اول من امس بقوله »عندما يطلب (فرنجية) موعداً تعرفون الجواب في حينه«, اكد احد قادة الاتحاد الماروني العالمي في سيدني الاسترالية امس ان البطريرك سيخسر هيبته وحكمته وصلابة مواقفه اللبنانية والمارونية في وجه اعداء لبنان, في عيون موارنة ولبنانيي الداخل والخارج اذا هو فكر في استقبال هذا العميل السوري المكشوف والمتبجح بعمالته على شاشات التلفزيون او بالصفح عن خطيئته المميتة التي لا تغتفر وان الموارنة انفسهم لن يسمحوا لهذا الشخص المنبوذ والمنعزل عن طائفته بأن تخط قدماه عتبات الصرح البطريركي«.

وقال قيادي الاتحاد الماروني العالمي ل¯»السياسة« في اتصال بها في لندن ان »البطاركة الموارنة لا يستقيلون« تعليقاً على دعوة فرنجية لصفير بالاستقالة, مؤكداً ان »وفداً مارونياً اغترابياً على مستوى القيادات العالمية يستعد للسفر الى الفاتيكان للمطالبة باسم ملايين الموارنة باتخاذ اجراءات كنسية جازمة وحاسمة بحق سليمان فرنجية وميشال عون في طليعتها فرض حرم كنسي عليهما وتجريدهما من هويتيهما الطائفية لعلهما يعتنقان العلوية او الشيعية مذهبين جديدين لهما«.

واكد القيادي »ان الوفد الماروني الدولي سينتقل بعد الفاتيكان الى بكركي لمقابلة البطريرك صفير والوقوف الى جانبه مع دعم موارنة ولبنانيي العالم, ولحضه على اتخاذ اجراءات كنسية بهذين المرتدين عن الطائفة المارونية والمنقلبين عليها, ليس انتقاماً لشخصه ولا لموقعه المتسامح, وانما لمنع امثالهما بعد الان من استهداف الكنيسة وبطاركتها واساقفتها وليكونا امثولة لشذاذ الآفاق والعملاء والجاحدين«.

 

رأت في كلام نصر الله إنذاراً للجيش وقائده

مصادر أمنية لـ »السياسة«: حزب الله أجاز تحويل سلاحه إلى الداخل

»السياسة« - خاص: قالت مصادر امنية مطلعة ل¯ »السياسة« ان حزب الله, اجاز لنفسه تحويل سلاحه الى الداخل اللبناني تحت عطاء حمايه مواطنيه في الضاحية الجنوبية, بعدما وجه اصابع الاتهام الى الجيش في الاعتداء على المنظاهرين في منطقة مار مخايل. واعتبرت المصادر »أن ما أشار إليه السيد نصر الله في حواره التلفزيوني بأنه لن يسكت عن هذا الموضوع بانتظار جلاء التحقيق ومعاقبة الضباط المتورطين في قتل المواطنين المتظاهرين, هو إنذار أخير للجيش اللبناني ولقائده ميشال سليمان بأن حزب الله لن يكون مسؤولاً عما يمكن حصوله بعد انتهاء مهلة التحقيق ومعاقبة مطلقي النار«.

واوضحت المصادر انه في الحالتين فإن حزب الله, يعتبر انه وجد لحماية قواعده الشعبيه أينما كانت سواء في الجنوب أو في الضاحية وبيروت أو في منطقة بعلبك الهرمل, وعليه فإن الحزب من الان وصاعداً وبعد الذي جرى في منطقة الشياح -عين الرمانة, سيجد نفسه مضطراً للدفاع عن سكان هذه المناطق بكل الوسائل المتاحة, وإلا ماذا يعني كلام السيد نصر الله بأنه لن يسكت عن هذا الأمر مهما حصل.

واكدت ان هذا الكلام يحمل تهديداً مبطنا للجيش اللبناني أولاً ولقائده ميشال سليمان ثانياً الذي لم يعد بنظره مرشحاً صالحاً للتوافق عيله لانتخابه رئيسا للجمهورية ولكل فريق 14 آذار الذي يقدم التنازلات لتدارك ما قد يحصل في المستقبل, ومن هنا يأتي ارتفاع منسوب الشروط التعجيزية لدى المعارضة لإفشال المبادرة العربية وتعطيل الاستحقاق الرئاسي, من ضمن خطة مدروسة لابقاء البلد في مهب الفراغ والفوضى مضيفه أن هذا ما أشار أليه رئيس المجلس النيابي نبيه بري في موضوع التسلح العشوائي الجاري في البلد بما يبرر ماتنوي المعارضة القيام به لاسيما وأنه سبقت أحداث مار مخايل احداث كثيرة متنقلة وممنهجة لاستفزاز الجيش في أكثر من منطقة لكن وبحسب المصادر »فان الطوابير الخامسة نجحت في منطقة الشياح عين الرمانة عندما دفعت بجمهور المتظاهرين للاعتداء على الجيش والسطو على الاليات العسكرية الموجودة بعهدته وتجريد عناصره من السلاح, وثم تتدخل اللجان المشتركة لحل الإشكال وإعادة العتاد المسلوب إلى الجيش بذريعة احتجاج الأهالي على الغلاء أو الكهرباء«. وختمت المصادر قائلة, لكن الذي تمكن من تفويت هذه الفرصة أو منع المتظاهرين من اقتحام عين الرمانة لإعادة الفتنة الطائفية من حيث انطلقت في العام 1975 أغضب حزب الله والدائرين في فلكه, فكان هذا الانذار الذي وجهه نصر الله بعدم السكوت عما جرى مقدمة لما قد يحصل في الايام المقبلة التي قد تكون صعبة, وتؤشر إلى الاعتداء على الجيش في أكثر من مكان سواء في بيروت أو في الجنوب او في البقاع وأخيراً لفتت المصادر الى وجوب ان تبقى القيادة العسكرية على اهبة الاستعداد لاحتواء اي اعتداء قد تتعرض له في اية لحظة.

 

الحريري من طرابلس: لن نقبل بتسليم لبنان الى سورية وإيران

بيروت - »السياسة«: اكد رئيس كتلة المستقبل, النائب سعد الحريري, في طرابلس امس, ان اغتيال الرئيس رفيق الحريري جاء ضمن هدف اعد له مسبقاً, ضمن هدف مشروع اغتيال لبنان كبلد مستقل ثم السيطرة عليه بالكامل, معتبراً أن التفجيرات الارهابية التى حصلت في بيروت والتي استهدفت نواباً وصحافيين وعسكريين ومدنيين تأتي ضمن اطار هذا المشروع. وشدد الحريري امام فاعليات وقيادات سياسية وروحية واقتصادية واعلامية شمالية على النزول في 14 شباط الى ساحة الشهداء, كما فعلنا في 14 آذار 2005لنقول لهؤلاء اننا مدركون لمشروعهم لاغتيال لبنان وسنحبط هذه المحاولة كما فعلنا من قبل, واصفاً ما حصل في مخيم نهر البارد بالهام جداً, حيث استطاع الجيش البناني والقوى الأمنية أن يتصدوا بقوة لمشروع الارهاب وقال: اننا نريد أن ننتخب وبأسرع وقت ممكن قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية ولا نطلب الا الشراكة الحقيقية لا التعطيل الحقيقي, واننا عشنا مسلسل التعطيل في المجلس النيابي الذي قامت به الاقلية فعطلت الدولة برمتها, وكيف سيكون الأمر عليه لو أخذوا الثلث المعطل?. واكد الحريري ان قوى14 آذار, لن تقبل تسليم لبنان, ولن تعود الى ايام الوصاية السورية الايرانية, فلبنان لجميع اللبنانيين ونحن لا نريد الغاء أحد ولا نقبل بان يهيمن الاخرون على حقوقنا وحقوق اللبنانيين. وكان الحريري حيا موقف وصمود ومقاومة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي كانت له اليد الطولى كما قال في صمود الدولة والحفاظ على مؤسساتها وتمكين اللبنانيين من مواجهة كل التحديات والصعوبات.

 

نصب تذكاري تخليداً لرئيس الحكومة الأسبق في منطقة الـ »سان جورج«

جمهور »14 آذار« يتحضر لإحياء ذكرى استشهاد رفيق الحريري

بيروت - عبدالسلام موسى- السياسة

يستعد جمهور الشهيد الرئيس رفيق الحريري لاحياء الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاده في 14 شباط 2008 وسيتجه كعادته من كل المناطق اللبنانية بقاعا وجبلا, شمالا وجنوبا, الى العاصمة بيروت, وفاء وولاء لخط الرئيس الشهيد, وتأكيدا على وجود »أكثرية« حريصة على الوطن تستخدم ساحته الرمزية لتخليد رجال اعطوا الوطن وفدوه بدمائهم الزكية. ومن المقرر ان تكون ساحة الشهداء في وسط بيروت مسرح الحدث والقلب الجامع لهذا الجمهور اللبناني بالقرب من »مستوطنات المعارضة« في ساحة رياض الصلح حيث سيكون المهرجان الخطابي بمشاركة قيادات »14 اذار« الذين سيلقون خطبا تكون بمثابة خارطة طريق للصمود في وجه المخطط الانقلابي الذي يتعرض له الوطن. وطبعا, سيحتاج هذا الجمع المقبل من كل المناطق ومن كل الاطياف والطوائف الى مؤازرة من الجيش اللبناني والاجهزة الامنية لتأمين سلامة التجمع لا لتأهب الجيش لمواجهة اعمال شغب, ولا لارهاق الجيش المرهق اصلا بسبب استخدام المعارضة للشارع ساعة تشاء بل لحماية هذا الجمهور الذي اثبت طوال السنوات الثلاث الماضية حضاريته ورقيه وابتعاده عن كل ما يخل بالامن ويسيء الى سمعة الوطن رغم انه يعاني من الازمات السياسية والاقتصادية والامنية التي يعاني منها غيره.

نصب تذكاري

وفي الساحة التي سالت فيها دماء الرئيس الشهيد اي ساحة ال¯ »سان جورج« وفي التوقيت الذي استهدفته فيه يد الغدر والارهاب اي الواحدة الا خمس دقائق, ستتوهج شعلة الشهادة والحرية والسيادة والاستقلال وستعانق اصوات التكبيرات »الله اكبر« واصوات قرع الاجراس في لوحة تجسد العيش المشترك الذي استشهد رفيق الحريري دفاعا عنه. هذه الشعلة ستتوهج في النصب التذكاري بالقرب من فندق »فينيسيا« الذي يجري العمل مكثفا لانجازه كي يكون حاضرا في 14 الجاري على مساحة تزيد على ال¯ 700 متر مربع محاطة بحديقة كبيرة مساحتها نحو 1200 متر مربع ليكون النصب الاضخم في لبنان وهو عبارة عن مجسم حديقة شبيهة بحديقة قصر قريطم مرفوعة على شلال مائي كبير ومحاطة بأرض خضراء مزهرة ويقوم الى جانبها تمثال كبير للرئيس الشهيد بارتفاع نحو ستة امتار كما ان النصب يضم ساعة وشعلة تتوهج يوميا بمجرد ان تشير الساعة الى الواحدة الا خمس دقائق ومع توهج الشعلة يصدح المكان كله ولمدة خمس دقائق بأصوات التكبيرات وقرع الاجراس. وسيكون تدشين النصب التذكاري محطة اساسية في احياء الذكرى الثالثة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري.

الشوارع تزدان بصور الرئيس الشهيد

ويطالعك وانت تسير في شوارع بيروت وعلى جوانب الطرق في كل المناطق اعلانات الذكرى الثالثة التي تظهر صورة الرئيس الشهيد مع عبارة »من لبناننا لن ينالوا« كما ازدانت الشوارع بالصور العملاقة للرئيس الشهيد ونجله رئيس كتلة »المستقبل« النائب سعد الحريري وباللافتات التي ستذكر رفيق الحريري وعطاءاته وتؤكد السير على خطاه لحماية استقرار واستقلال هذا البلد. كما تنشط الحركة الثقافية تحضيرا لهذا اليوم اذ ان النادي الثقافي العربي دعا الى حضور محاضرات عن »مشروع الحريري, العروبة واللبننة« وكتاب الصحافي جورج بكاسيني »الطريق الى الاستقلال: خمس سنوات مع رفيق الحريري«, و»رفيق الحريري كما عرفناه« بمشاركة فيصل سلمان ومحمد شقير. وتحيي الذكرى جمعية »رواد الكشاف المسلم«  في ندوة شعرية يشارك فيها الشاعران جورج طربيه وهدى النعماني وندوة بعنوان »رفيق الحريري.. لبنان اولا« ويشارك فيها الاعلاميان راجح خوري وفيصل سلمان.

الى ذلك فإن منسقات »تيار المستقبل« في كل المناطق وبالتنسيق مع قوى »14 اذار« تحولت خلية نحل استعدادا لاحياء الذكرى والتحضير لحشد مليوني يعيد الى الاذهان 14 اذار .2005

 

اللقاء الرباعي عكس استمرار المعارضة بالمناورة عبر عون

بيروت - "السياسة": عكس اللقاء الرباعي الذي عقد في ساحة النجمة بين مفوضي الاكثرية والمعارضة بحضور الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى, استمرار المعارضة في نهجها التعطيلي حتى اشعار آخر, عبر ربطها اي مسعى للحل بالسلة المتكاملة, ما دفع الرئيس الاعلى ل¯"حزب الكتائب" الشيح امين الجميل الى التعليق: "وهل تريدون ان تعرفوا كل واحد شو بدو يلبس كرافات?".وفي ضوء المعلومات المتوافرة عن الاجتماع الذي لم يتوصل الى اي نتائج, بدا واضحاً ان رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون ليس مفوضاً بالمطلق من المعارضة, وعليه اخذ الاذن قبل البت بالامور, على عكس كل المواقف التي تسعى لتعويمه سياسياً, وتبين انه وضع نفسه في مرمى النيران, واقتصر دوره على المناورة ومواصلة القفز فوق الدستور, والتنصل من حصيلة محادثات موسى مع حلفائه في المعارضة بالنسبة لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية, خاصة بعدما انكر ان المعارضة طرحت صيغة 10-10-10 لتشكيل الحكومة, فاضطر موسى الى قراءة محاضر تؤكد موافقة رئيس مجلس النواب نبيه بري ودمشق على صيغة العشرات.

وانطلاقاً من ان انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية, لا يزال نقطة الارتكاز في المبادرة العربية, سال كل من رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري والجميل, عون: "هل تريدون انتخاب رئيس للجمهورية يوم الاثنين ام لا? فكان رد عون التقليدي: جاهزون شرط التوافق على السلة المتكاملة".

وبحسب المعلومات, فان جو الاجتماع بدا منذ اللحظات الاولى مشحوناً, رغم محاولات عمرو موسى كسر الجو ببعض "القفشات" على الطريقة المصرية,  وبعد ان اشتد السجال حول صيغة العشرات استاذن عون الحاضرين, واجرى اتصالاً ببري, الذي اوعز له ب¯"ان المعارضة متفقة على خيار المثالثة ولكن من ضمن سلة متكاملة", وهنا, اعرب عون عن استعداده لتبني اقتراح بري, ولكن "يجب الاتفاق على باقي الامور مسبقاً, ومنها من سيتولى رئاسة الحكومة, وكيف سيتم توزيع الحقائب الاساسية".وبعد ان فشل الجانبان في التوصل الى صيغة في هذه النقطة تحديداً, قال العماد عون بان التسوية يجب ان تشمل موضوع قانون الانتخاب, محدداً اياه "باعتماد القضاء على اساس قانون الستين", فقال الجميل: ان مجلس النواب ينظر في القانون, وقد يتم دمج اقضية او فصل اقضية او تعديل في تقسيمات بيروت, ومن السابق لاوانه البت في الموضوع من الآن". وسال موسى عون: لماذا تتمسك المعارضة بالثلث الضامن, فرد الاخير بالقول: ولماذا تخاف الاكثرية ان تعطينا الثلث المعطل ومع اننا اليوم ومن خارج الحكومة والبرلمان فعلق الجميل بالقول: نهنئك بافتخارك بهذا الموقف الذي تعاقب فيه الشعب اللبناني.

وعند هذه النقطة الخلافية انفض الاجتماع, وتناول الجميع طعام الغذاء بضيافة المجلس النيابي.

 

 البطريرك صفير استقبل نوابا وشخصيات مهنئين بعيد مار مارون: نرى الناس يتراشقون بالنابي من الكلام بغية التجريح والتهشيم

وهم يظنون انهم بهذه الطريقة يتغلبون على خصومهم وينقذون الوطن واذا ظلوا يسيرون على هذا الطريق فان العاقبة وخيمة وتقود الى الهلاك

النائب ابو فاعور:افشال المبادرة العربية يقود الى خيارات جذرية

الحملة على البطريرك صفير تستهدف كل مقومات الاستقرار والاستقلال

وطنية - 9/2/2008 (سياسة) ترأس البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير قداسا احتفاليا في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، بمناسبة عيد القديس مار مارون، عاونه فيه النائب البطريركي العام الاب جوزف البواري، امين سر البطريركية المونسنيور يوسف طوق وأمين سر البطريرك الاب ميشال عويط، في حضور الملحق الصحافي في السفارة الفرنسية فرنسوا ابي صعب ممثلا السفير الفرنسي اندريه باران، آمر فصيلة جونية في قوى الامن الداخلي الرائد روبير رحال ممثلا المدير العام للامن العام اللواء اشرف ريفي، رئيس جمعية تجار جونية وكسروان - الفتوح جاك حكيم، مدير العلاقات العامة السابق في طيران الشرق الاوسط خطار حدثي، وحشد من الفاعليات السياسية والعسكرية والدينية والمؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس، القى البطريرك صفير عظة بعنوان "اما انت فقد تبعت تسليمي"، قال فيها: "نحتفل اليوم بعيد أبينا القديس مارون، وهو ينطبق عليه ما كتبه بولس الرسول الى تلميذه طيموتاوس بقوله له: "أما أنت فقد تبعت تعليمي، وسيرتي، وقصدي، وايماني، وأناتي، ومحبتي، وثباتي". أجل ان القديس مارون تبع تعليم القديس بولس الذي تبع بدوره تعليم السيد المسيح. وتعليم السيد المسيح معروف، وقد طبقه على ذاته، قبل أن يسأل الناس تطبيقه على ذواتهم. وتعليم المسيح يمكن اختصاره بثلاث كلمات: الانقطاع الى عبادة الله، والاهتمام بحاجات القريب، ومحاربة الباطل وأهل الضلال.

1- الانقطاع الى عبادة الله

القديس مارون الذي عاش ما بين سنة 350 و410 انقطع الى عبادة الله، على مثال السيد المسيح الذي قال: "ان طعامي أن أعمل لا مشيئتي بل مشيئة من أرسلني، وأن أتم عمله". وترك العالم، واعتزل في نواحي حلب، في سوريا، تحت خيمة لا تكاد تقيه حر الصيف وبرد الشتاء، وكان الناس يتقاطرون اليه لطلب صلاته وشفاعته، وكان يجترح العجائب، ويلبي طلب الذين يأتون اليه، اذا كانوا أهلا لنيل ما يطلبون من نعم الله. وللقديسين أساليب مختلفة للعمل بمشيئة الله. وكان من بينهم في أجيال الكنيسة الاولى من يلجأون الى المغاور والكهوف هربا من مغريات الدنيا، والتماسا لوجه الله، وحده دون سواه. ووادي قنوبين، المكني بوادي القديسين، وما فيه من مغاور، يشهد على هذا النمط من الحياة. وقد وصفهم بولس الرسول بقوله انهم: "ذاقوا الهزء والجلد وأيضا القيود والسجن، ورجموا، ونشروا، وماتوا بحد السيف، وهاموا على وجوههم، لابسين جلود الغنم والماعز، وهم محتاجون، ومضايقون، ومدللون، ...هم الذين لم يكن العالم يستحقهم". أجل ان طريق القداسة ليست سهلة. لذلك قال السيد المسيح: "ادخلوا من الباب الضيف: لأنه واسع الباب، ورحب الطريق الذي يؤدي الى الهلاك، وكثيرون هم الذين يدخلون منه". ولكن الطريق الضيق يفضي الى سعادة أبدية، على ما قال السيد المسيح عينه: "ما أضيق الباب وأحرج الطريق الذي يؤدي الى الحياة، وقليلون هم الذين يجدونه". والقديس مارون اختار هذا الطريق الذي يؤدي الى الحياة".

2- الاهتمام بحاجات القريب

ان الذين عاصروا القديس مارون، ومن بينهم قديسون على مثاله، شهدوا له بأنه كان رجل الله. وما كان ليفصل عبادته تعالى عن تلبية حاجات الناس. ويقول توادوريطوس اسقف قورش، وكان معاصرا للقديس مارون، ان الجماهير أقبلت على هذا القديس من كل صوب. وكان يشفي أمراض الجسد والنفس بأدوية تناسبها حتى كثر عدد تلاميذه. وقد خلع عليه الاسقف المشار اليه ألقابا توحي بالاحترام منها أنه لقبه ب"مارون الأسمى"، و"مارون العظيم"، و"مارون الالهي". وكان يشفي أنواع الامراض، ودواؤه لم يكن الا الصلاة، ودعوة اسم الرب يسوع. وبعد وفاته تنازع أهل الجوار جثمانه، والذين أخذوه بنوا هيكلا، وبعد ذلك ديرا، على اسمه.

مات القديس مارون منذ ألف وستمائة سنة ولكن اسمه لا يزال يذكر في جميع الكنائس المارونية المنتشرة في مجمل بلدان العالم. وأبناؤه اليوم يعيدون له بمجالي التكريم، ويستشفعونه بايمان بما له من شفاعة لدى الله. لكن العيد لا يقوم على المظاهر الخارجية، انما على العودة الصادقة الى الله، والقريب، بمغفرة الاساءة، والعزم الثابت على العودة عنها، وبمد يد المساعدة له اذا كان يشكو الحاجة، على ما يقول الكتاب المقدس: "حب الله من كل القلب، وكل العقل، وكل القوة، وحب القريب كالنفس، هما أفضل من كل الذبائح والمحرقات". ولكن المحبة لتكون محبة صادقة يجب ان تترجم بالمساعدة الحقيقية، والمحبة الحقيقية لا تكون باللسان، ولا تكون بالكلام، على ما يقول القديس يوحنا: "ايها الابناء، لا تكن محبتنا بالكلام أو باللسان، بل بالعمل والحق". على مثال القديس مارون.

3- ومحاربة الباطل وأهل الضلال

ان القداسة والباطل لا يأتلفان، لذلك يقول بولس الرسول: "اخلعوا عنكم الانسان العتيق الذي أفسدته الشهوات الخداعة، في سيرتكم الاولى، وتجددوا في أذهانكم تجددا روحيا، والبسوا الانسان الجديد، الانسان الذي خلق على مثال الله، في البر وقداسة الحق".

ان ما نعيشه في هذه الايام يبعد بنا كل البعد عن تعاليم الانجيل، فنرى الناس يتراشقون بالنابي من الكلام، بغية التجريح والتهشيم، بدلا من أن يعملوا بوصية الله القائلة: "أحبوا بعضكم بعضا كما انا احببتكم". وهم يظنون انهم بهذه الطريقة يتغلبون على خصومهم، وينقذون الوطن. ولا يعلمون انهم يسيرون عكس السير. واذا ظلوا يسيرون على هذا الطريق فان العاقبة معروفة وهي وخيمة ولا حاجة الى التوقف عندها. فهي تقود الوطن حتما الى الهلاك. ولكننا على الرغم من كل العوائق، نؤمن ان الله لا يترك خائفيه، وان مار مارون يشفع لدى الله بشعبه حيثما استقر، ولذلك انا واثقون بان الكلمة الاخيرة لن تكون للكراهية والحقد بل للمحبة والوفاق.

وانا اذ نهنئكم جميعا بعيد أبينا القديس مارون، نسأل الله بشفاعته ان يسكب في قلوبنا محبته تعالى، ومحبة بعضنا بعضا، لنتمكن من المحافظة على وطننا لبنان ليبقى كما تركه لنا آباؤنا واجدادنا وطن الحرية والالفة والمحبة والسلام".

الاستقبالات

بعد القداس، غص صالون الصرح بالمهنئين بعيد القديس مارون، فاستقبل البطريرك صفير على التوالي: النائب وليد خوري، الوزير السابق جوزف هاشم، مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد الركن جورج خوري، رئيس الحركة الاجتماعية اللبنانية المهندس جون مفرج، المهندس جو صوما، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبدو ابو كسم، وفد من ممثلي طلاب القوات اللبنانية في ثانويات جبيل، رئيس جمعية تجار جونيه وكسروان - الفتوح جاك حكيم، الملحق الصحافي في السفارة الفرنسية فرانسوا ابي صعب ممثلا سفير فرنسا اندريه باران، آمر فصيلة جونيه في قوى الامن الداخلي الرائد روبير رحال ممثلا المدير العام اللواء أشرف ريفي، عضو مجلس حزب الكتلة الوطنية نخلة اده، رئيس مؤسسة البطريرك صفير الدكتور الياس صفير، رئيس الرابطة المارونية السابق الامير حارس شهاب ووفود شعبية من مختلف المناطق اللبنانية.

كما استقبل وفدا من عائلة ثانوية الراهبات الانطونيات مار الياس غزير برئاسة الام الرئيسة دومينيك الحلبي، يرافقها الهيئة التعليمية في المدرسة ولجنة الاهل والاصدقاء الذين عاشوا فترة نسك في وادي قنوبين.

وألقى البطريرك صفير كلمة رحب فيها بالوفد، وقال: "نشكركم جميعا لكونكم أتيتم في هذا اليوم الذي نحتفل فيه بعيد القديس مارون، ونشكر للذين تكلموا باسمكم ما ضمنوا كلامهم من عواطف طيبة تجاهنا. أيامنا في هذا الوقت صعبة وتعرفونها جميعا وتشعرون بها وانكم تعيشونها مثلما يعيشها جميع اللبنانيين، ولكننا نأمل من الله بشفاعة قديسينا وفي طليعتهم القديس مارون في ان تذلل كل الصعاب وان يعود لبنان الى سابق عهده من السلام والطمأنينة، وان يجعل ابناءه يحبون بعضهم بعضا ويتضافرون في سبيل بلدهم وإعادته الى سابق عهده من الطمأنينة والوفاق".

وقال: "إيماننا بالله كبير، وان ثقتنا بوطننا وبأهلنا كبيرة ايضا ولعلهم يعودون بعضهم الى بعض ويعيشون عيشة الاخوة ويعملون يدا واحدة وقلبا واحدا في سبيل إعلاء شأن لبنان وإعادته الى سابق عهده من الطمأنينة والسلام والكرامة".

واستقبل البطريرك صفير ايضا النواب فؤاد السعد، هنري حلو ووائل ابو فاعور الذي قال بعد اللقاء: "لقد تشرفنا انا وزملائي بلقاء غبطته ونقلنا اليه رسالة من رئيس للقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط هي رسالة اعتزاز بغبطة البطريرك واعتزاز للموقع الوطني له ولبكركي، وغبطته هو أب الاستقلال والمصالحة في لبنان، والمصالحة التي رعاها غبطته في الجبل والتي كنا أحد الشركاء فيها هي مصالحة ثابتة وراسخة ولا تنال منها بعض التصريحات الاعلامية، بل انها تحولت الى واقع اجتماعي يعيشه ابناء الجبل وواقع وطني وسياسي لا يتأثر حتى بالتباينات السياسية التي يمكن ان تكون قائمة في الجبل، وأكدنا لغبطته ان الحملة عليه لا تستهدفه شخصيا بل هي تستهدف كل مقومات الاستقرار والاستقلال في لبنان وكل مرجعيات الاستقرار والاستقلال في لبنان، وهي جزء من حملة تستهدف إسقاط موقع رئاسة الجمهورية وإسقاط الحكومة او محاولة إسقاطها وتستهدف ايضا المجلس النيابي والجيش اللبناني والمرجعية الوطنية الاستقلالية لبكركي".

سئل: هل فشل الامين العام عمرو موسى في مهمته وما هو السبب؟

أجاب:" مللنا من التكرار ومل اللبنانيون من سماع الموقف نفسه، ليس هناك من قرار لدى النظام السوري بحل الازمة في لبنان، كل الذي يحصل هو دوران في حلقة مفرغة، قرار النظام السوري الذي تعهد بعض حلفائه في لبنان تنفيذه وإفشال المبادرة العربية كما أفشلت المبادرة الفرنسية وكل المساعي الداخلي للحل في لبنان، يراد للبنان ان يبقى أداة ابتزاز للمجتمع العربي والمجتمع الدولي وللداخل اللبناني لتحصيل أثمان اخرى للنظام السوري على حساب هذا الوضع في لبنان، هناك محاولة اليوم في الاعتداء على الجيش اللبناني او التطاول عليه او التجرؤ عليه لتحويل الفراغ الحالي الذي هو حتى اللحظة آمن الى فراغ غير آمن، وبالتالي السيد عمرو موسى محكوم بهذه المواقف التي بدأت في جامعة الدول العربية وكان واضح المواجهة المباشرة بين الشرعية العربية وبين النظام السوري على خلفية ما يحصل في لبنان، وما حصل بالامس في المجلس النيابي في الاجتماعات تأكد حتى عندما طرح عمرو موسى صيغة العشرات الثلاث من باب التساؤل وأؤكد بمنطق تساؤلي وليس كطرح سياسي او كعرض سياسي رفض هذا الامر، وبالتالي يعني ذلك ان كل الحلول المطروحة مرفوضة الى ان يحصل النظام السوري على الثمن الذي يريده وهو إسقاط المحكمة والعودة الى لبنان".

سئل: ما هو مصير البلد؟

أجاب: "اعتقد ان إفشال المبادرة العربية كما يحصل وإدخالها في كل مرة في متاهة تبدأ ولا تنتهي يقود الى خيارات جذرية، وهذه الخيارات الجذرية ستكون محل نقاش مستقبلي، حتى اللحظة ما نقوله اننا نتمسك بالمبادرة العربية ونسهلها ونعطيها كل الإمكانات اللازمة لكي تنجح لاننا نعتبرها مبادرة عادلة ومتوازنة يجب ان ترضي جميع الاطراف في لبنان، اذا ما استعصى الحل واستمرت عمليات إفشال المبادرات بهذا الشكل الذي تحصل فيه، فاعتقد ان هناك خيارات جذرية ستضطر لها الاكثرية النيابية في لبنان وايضا الشرعية العربية والدولية تحت سقف ترشيح العماد سليمان لرئاسة الجمهورية".

كما تلقى البطريرك صفير، اتصالات تهنئة بالعيد أبرزها من وزير الاتصالات مروان حمادة والوزير السابق ميشال اده الموجود في باريس .

 

في حكم وصفه البعض بأنه "تاريخي" القضاء المصري يسمح لأقباط اعتنقوا الإسلام بالعودة لديانتهم الأصلية

المحامي رمسيس النجار يعلق على الحكم 

 القاهرة - ا ف ب

سمح القضاء المصري السبت 9-2-2008 باعادة كتابة بيانات الديانة الخاصة باثني عشر قبطيا وتغييرها من مسلم الى قبطي مع الاشارة في البطاقة الى انهم كانوا اعتنقوا الاسلام لفترة قصيرة, في حكم وصفه محامي الدفاع بانه "تاريخي". وافاد مصدر قضائي ان المحكمة الادارية العليا قبلت بتسجيل هؤلاء الاقباط في بطاقاتهم على انهم مسيحيون بعد ان قرروا العودة الى ديانتهم. ولكن المحكمة قررت ان يوضح في بطاقة الهوية ان هؤلاء الاشخاص "اعتنقوا الاسلام بصورة موقتة" تفاديا "لاي تلاعب بالاثار القانونية او الاجتماعية المترتبة" عن هذا الاجراء مثل الولادات او الزيجات. ومن المقرر اعلان الحكم خلال ساعات او ايام كما افاد مصدر قضائي. وقوبل الحكم بتصفيق من مقدمي الدعوى والمحامين وعدد من الاقباط الحاضرين الذين هتفوا "يحيا العدل". وقال المحامي رمسيس النجار انه "حكم تاريخي ينتصر لحرية العقيدة في مصر ويطبق المادة 46 من الدستور التي تنص على حرية العقيدة". وكانت محكمة القضاء الاداري (الدرجة الادنى في القضاء الاداري المصري) رفضت في نيسان/ابريل الماضي الطعن الذي تقدم به هؤلاء المواطنون الاقباط الراغبين في العودة الى دينهم الاصلي باعتبار انه مخالف للشريعة الاسلامية ويعد "تلاعبا بالاسلام". وطعن هؤلاء في الحكم لكن الحكومة حاولت منع بحثه كما اكد محاميهم. واعتبر رمسيس النجار ان "هذا الحكم بمثابة ارساء مبدا حيث ينطبق على كل الحالات المماثلة". وقال احد رافعي الدعوى ويدعى ياسر حلمي (27 سنة) "ان الحكم بمثابة عودة للهوية حيث لم استطع استخراج بطاقة شخصية وبالتالي حياتي كانت متوقفة". واوضح المحامي ان "والده هو الذي اسلم وحسبه مسلما بالتبعية بغير علمه وعلم والدته". ورغم انه لا يوجد في القانون المصري اي نص يتحدث عن الردة او يجرمها الا ان الاف المسيحيين المصريين الذين اشهروا اسلامهم لاسباب اجتماعية غالبا (كالرغبة في الزواج من مسلمة او الرغبة في الطلاق الذي تحرمه الكنيسة القبطية) وباتوا برغبون في العودة الى دينهم الاصلي يواجهون مشكلات ادارية جمة اذ ترفض السلطات تغيير ديانتهم في بطاقات الهوية او في اي اوراق رسمية. ويقدر عدد الاقباط في مصر بما بين 6 و10% من اجمالي سكان مصر البالغ عددهم 76 مليون نسمة.

 

فرصة أفلتت لإنتخاب رئيس للبنان الإثنين 

السبت 9 فبراير -  إيلي الحاج -ايلاف

 بري تعهد لموسى التسهيل وعون تشدد

إيلي الحاج من بيروت: كان المفترض أن يؤدي قبول قوى الغالبية في لبنان صيغة المثالثة 10- 10 -10 التي كان طرحها رئيس مجلس النواب نبيه بري لتشكيلة الحكومة العتيدة إلى انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسًا توافقيًا الإثنين المقبل. وسواء كان قبول الغالبية مناورة تلقفها الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى من الرئيس أمين الجميّل ورئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري اللذين لزما الصمت عندما طرح الأمين العام هذا الإقتراح خلال الإجتماع الرباعي، أم كانت موقفًا جديًا جرى التراجع عنه لعدم تجاوب قوى المعارضة ووضعها شروطًا إضافية للسير في انتخاب سليمان، فإن لبنان يبدو مرة أخرى على وشك تضييع فرصة مثالية أخرى للخروج من أزمته المستعصية.

وكان بري الذي يعد من أبرز أركان المعارضة قد شدد مرارًا على أنه فهم الإطار- الذي وضعه وزراء الخارجية العرب في المبادرة العربية- على أنه يقضي بتشكيل حكومة لا يكون فيها للموالاة ولا للمعارضة القدرة على تعطيل القرار بالثلث المعطل أو على فرض القرار بالثلثين من مجموع أصوات أعضاء مجلس الوزراء، وبالتالي تكون الصيغة الفضلى لذلك هي المثالثة في مجلس الوزراء. لكن موسى في زيارته السابقة الأخيرة لبيروت تمسك بشرح للخطة العربية يقول بعدم إعطاء الغالبية القدرة على فرض القرار والأقلية القدرة على تعطيله، أي لا ثلثين للجهة الأولى ولا ثلث للثانية. أما في زيارته هذه المرة فكانت المفاجأة خلال جلسة الحوار الرباعي اليوم في مقر البرلمان أن موسى تبنى المثالثة بعد موافقة قوى الغالبية عليها، وإن بصيغة افتراضية صامتة، لكن النائب الجنرال ميشال عون رفض هذا الطرح وتمسك بالثلث الضامن أو المعطل، في حين كان موسى تبلغ من بري أنه و"حزب الله" يوافقان على المثالثة ، لا بل اعتبر بري أن اعتماد هذه الصيغة هو انتصار للمعارضة.

وبناء على طرح قوى الغالبية وموقف بري المتجاوب باسمه وباسم الحزب، قرر عمرو موسى البقاء في بيروت ساعات إضافية وعدم مغادرتها مساء كما كان مقررًا، وكانت مصادره ذكرت لـ "إيلاف" أن حظوظ انتخاب العماد سليمان الإثنين قاربت الستين في المئة ، لتعود ليلاً وتوضح أن هذه الحظوظ تراجعت إلى الأربعين في المئة بعدما تبين أن المعارضة، وتحديدا الجنرال عون الذيب أصر على سلة الحلول المتكاملة، وضعت المزيد من الشروط مثل ضرورة الإتفاق على رئيس الحكومة والبيان الوزاري وسياسة لبنان الخارجية وأسماء قائد الجيش وبقية قادة الأجهزة الأمنية وموظفي الفئة الأولى في الدولة، مما أوحى أن كل ما كان يسعى إليه موسى بمساعدة من بري الذي أقنعه بالبقاء يومًا إضافيًا في لبنان، ومن النائب ميشال المر وآخرين، قد ذهبت هباء . خصوصًا أن قوى 14 آذار/ مارس أعلنت في بيان أنها ليست في وارد البحث في شروط إضافية.

وفي رواية قوى الغالبية لمحضر الجلسة الرباعية أن الجلسة بدأت مشحونة، وشدد الجنرال عون خلال 40 دقيقة على شرط الثلث المعطل للمعارضة في الحكومة المقبلة. وعندما لفته الحريري إلى أنه لم يتحدث حتى عن حكومة تُشكل وفق صيغة 10+10+10، أجاب عون ان المعارضة لا توافق على هذه الصيغة، فتدخل موسى عمرو قائلاً ان حلفاء عون اكدوا انهم موافقون على صيغة 10+10+10، مشيرًا بذلك إلى الرئيس بري، فاعتبر عون ان المعارضة عندما تحدثت عن هذه الصيغة كانت تعطي تفسيرها لمبادرة الجامعة العربية لكنها لم تعلن موافقتها عليها، وقال صراحة: "إذا كانوا وافقوا على هذه الصيغة فأنا لم أوافق وأتمسك بسلة الحلول المتكاملة". ثم أجرى الجنرال عون إتصالات هاتفية بالخليوي من غرفة مجاورة لنحو خمس دقائق، عاد بعدها ليقر ان المعارضة توافق على صيغة 10+10+10 لكنه أشار الى ان ذلك يتطلب التوافق على اسم رئيس الحكومة وتوزيع الحقائب السيادية والبيان الوزاري وقادة الأجهزة والتعيينات وغيرها من الامور، لافتا الى ان الموضوع يتطلب الكثير من الوقت. وقال الرئيس الجميّل لعون: "يبدوأنك تريد أن تعرف أيضًا أي ربطة عنق يلبس كل وزير . إن ما تقوله مناقض للنظام الديمقراطي. هناك استشارات نيابية ملزمة وأصول دستورية لتشكيل الحكومة وأنتم تحاولون القفز فوقها كلها... أنت تطرح قضايا عمرها ربما من عمر الاستقلال وتريد حلها الآن بينما عندنا فراغ في الرئاسة الأولى وهذا الموضوع له الأولوية".

وقال موسى ان التوافق على الامور التي طرحها الجنرال واجب حتى لو حصلت المعارضة على الثلث المعطل، ووافقه عون.

أما في رواية المعارضة فقد توجه موسى الى عون سائلاً: لدينا اقتراح من الرئيس بري بالمثالثة في مجلس الوزراء فماذا تقول؟ رد عون: "أولاً، هل تقوم باختبار نوايا معي؟" وطلب من موسى طرح السؤال على الرئيس الجميّل والنائب الحريري الذي توجه فورًا إلى عون بالقول: "جنرال، إذا قبلنا معكم الآن بالمثالثة، فهل تنتخبون الرئيس الاثنين؟". فأجاب عون: "أريد مهلة لأتحدث إلى حلفائي"، وبعدما تأكد من بري مما دار بينه وبين موسى عاد إلى الاجتماع وقال: "إذا كنتم توافقون على مبدأ المثالثة، فلنعتبر ذلك أساسًا جيدًا، ولنتابع البحث في التفاصيل". ثم طرح الشروط الإضافية، بدءًا ممن يكون رئيس الحكومة المقبل ، وما هي الوزارات التي ستتسلمها المعارضة. ثم تحدث عن ضرورة الإتفاق على قانون جديد للإنتخابات النيابية، وركز على أنه يجب أن يكون جزءا من التفاهم.

هكذا ظلت المسألة الحكومية معلقة ولم يصل الاجتماع تاليا ى حل لحكومة وحدة وطنية. ورأت قوى 14 آذار / مارس ان رئاسة الجمهورية باتت "اداة ابتزاز"، وان جل ما تريده قوى المعارضة هو "تحصيل المكاسب من دون إبداء رغبة في الحل إلا لفظيًا". وخلصت مصادرها الى ان "القوى الحليفة للنظام السوري وإيران لا تريد انهاء الازمة، وان لحظة الحسم لن تكون في القمة العربية في دمشق يوم 28 آذار/مارس المقبل، انما في قرار يصدر عن مجلس الامن يحمل القيادة السورية المسؤولية عن تعطيل الانتخابات، ويطلب اليها تسهيل حصولها".

وأضاف أحد المسؤولين في أمانة 14 آذار/ مارس:"تنازلنا الى اقصى حد ممكن ووصلنا الى آخر مدى.رضينا بالمبادرة العربية وبتفسير الامين العام لجامعة الدول العربية 13+4+7 توزيعًا للحقائب الوزراية، ووافقنا على القضاء دائرة انتخابية. وغير ذلك مرفوض، ولا سيما الثلث المعطل وصيغة المثالثة 10+10+10". ولم يقرأ في كلام بري الا "محاولة لإشاعة جو مفرط من التفاؤل، على اساس تحميل قوى 14 آذار والنائب الحريري تحديدا مسؤولية اي فشل محتمل".

 وانعقد اجتماع ليلاُ في مقر عون في الرابية ضم إلى جانبه المعاون السياسي للأمين العام لـ«حزب الله" حسين خليل ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا والنائب علي حسن خليل ومسؤول العلاقات السياسية في "التيار العوني" جبران باسيل لتنسيق الخطوات المقبلة. . وتقرر أن يطل عون اليوم في مؤتمر صحافي يرد فيه على قوى 14 آذار/ مارس، وقال مقربون من عون إن الأكثرية تزور الوقائع عن حقيقة ما جرى في الجلسة.

 

الرئيس السنيورة اتصل بالبطريرك صفير مهنئا بعيد شفيع الطائفة المارونية

وبحث الأوضاع مع أمير الكويت ورئيس وزراء قطر ووزير خارجية مصر والأمير مقرن

وطنية-9/2/2008(سياسة) أجرى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة اتصالا هاتفيا بالبطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير للتهنئة بمناسبة عيد شفيع الطائفة المارونية القديس مارون، وكان الاتصال مناسبة للبحث في الأوضاع الراهنة.

من جهة ثانية، أجرى الرئيس السنيورة اتصالات بكل من: أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، وزير خارجية مصر احمد أبو الغيط والأمير مقرن بن عبد العزيز، وكان بحث في أخر المستجدات السياسية والأوضاع المتصلة بلبنان وشؤون المنطقة.

 

المفتي الأمين انتقد اعتذار قائد الجيش قبل الوصول لنتائج التحقيق: اجتهادات اتسمت بالعناد والمكابرة حالت دون تطبيق المبادرة العربية

البطريرك صفير مرجعية وطنية وشجرة مثمرة كلما هزت كلما أعطت ثمرا

"حزب الله" و"أمل" يغيبان الطائفة عن الحكم ويعرقلان قيام الدولة

وطنية- 9/2/2008 (سياسة) اعتبر مفتي صور وجبل عامل الشيخ علي الأمين في حديث إلى إذاعة "لبنان الحر" أن "هناك تكرارا في العديد من المواقف التي نسمعها وخصوصا بعد مجيء الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إذ صدر العديد من الاجتهادات تتسم بالعناد والمكابرة حالت دون تطبيق هذه المبادرة"، وقال: "ليس من الصحيح أن يجتهد المرء في إظهار مقصود صاحب النص وصاحب النص موجود".

وعن الخطاب التخويني السائد واللغة التصعيدية قال: "من يريد أن يشارك الآخرين في أي عملية سياسية لا يمكن أن يتلفظ بمثل هذه الألفاظ التي تكشف عن وجود فشل في المشروع السياسي وفي الرؤية السياسية، وهناك ذهاب إلى مزيد من التصعيد الذي لا يمكن ان يكون فيه مصلحة لأحد أو لطرف من الأطراف. هذه اللغة تكشف عن الرفض المسبق لما يحمله موسى بشأن لبنان".

وإذ أشار إلى ان "حزب الله وحركة أمل هما اللذان يعرقلان مشروع قيام الدولة"، توقف عند "القوة المالية والسياسية والعسكرية التي يتمتع بها حزب الله"، مؤكدا أن "كل هذه الواجهة لا تعبر عن تطلعات الطائفة الشيعية"، وقال: "ليس كل من هو ممثل الآن لطائفة أو لجماعة هو في موقع التمثيل الحقيقي لأن عملية الانتخاب كانت عملية محادل وبوسطات. ليس هناك اليوم طغيان من طائفة على أخرى إنما هناك طغيان لجماعة حزبية على جماعات أخرى وعلى مجموع الدولة ككل، كما أن هناك طغيانا لحزب الله على الطائفة الشيعية. هم يرفضون الاستماع إلى رأي الطرف الآخر داخل طائفتهم فكيف يستمعون لرأي آخر من خارج طائفتهم؟"

أضاف المفتي الأمين أنه "يجب أن نكون جزءا من عملية بناء الدولة لا أن ننتظر قيام الدولة لنندمج فيها. الحكومة الاسلامية لا يوجد لها أي مجال في لبنان. هل الديموقراطية التوافقية هي التي تؤدي إلى تعطيل مجلس النواب؟ وهل الديموقراطية التوافقية التي يريدها السيد حسن نصرالله تفترض وجود شلل في مؤسسات الحكم وفراغ في سدة الرئاسة؟ الديموقراطية التوافقية تفترض العودة والاحتكام إلى المؤسسات، والذي خرج من الحكم هو الذي لا يريد العيش المشترك لا من بقي ليملأ الفراغ ومنع الوصول إلى الفوضى الكاملة".

واتهم "حزب الله وحركة أمل بتغييب الطائفة الشيعية عن الحكم"، منتقدا "أداء الوزراء المستقيلين الذين يمارسون مهامهم عندما تفترض الحاجة الشخصية والمصالح الذاتية لذلك"، وقال: "اذا أراد الحزب أن يكون جزءا من المحور السوري-الايراني فهذا لا يعني أن نجعل لبنان ساحة لهذا المحور. لماذا يجب أن يكون الجنوب دائما ساحة حرب أو لبنان كله ساحة حرب؟"

وعن مقابلة النائب العماد ميشال عون والسيد حسن نصرالله اعتبر أن "الحوار يكون عادة بين فريقين لهما وجهات نظر مختلفة"، وقال: "كان يفترض بورقة التفاهم حماية مؤسساتنا الدستورية ومنع الفراغ والشلل الحكومي وتعطيل المؤسسات وإغلاق المجلس النيابي والحوادث التي تقع في الشوارع".

ونفى أن "يكون التحرك الذي حصل في الشياح-مار مخايل لأسباب مطلبية معيشية بل بخلفيات سياسية بامتياز، لأنه من خلال الشارع يريدون الحصول على حصص في السلطة وتحسين مواقع النفوذ، وهم لا يختلفون على حقوق الناس لأنهم لو كانوا على حقوقنا يختلفون لرجعت إلينا حقوقنا عندما يتفقون، غدا يتفقون وسيبقى المحرومون محرومين".

ورد الهجوم على المراجع الدينية إلى أن "السياسيين لا يريدون من رجال الدين أن يكشفوا الحقيقة التي تحفظ الوطن والناس"، واكد ان "البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير يشكل مرجعية وطنية كبيرة على الساحة اللبنانية لا يمكن أن يتجاوزها الأطراف كلهم، كما انه يمثل خط الاعتدال والانفتاح والصلابة في المحافظة على القيم والوطن، والبطريرك صفير هو كالشجرة المثمرة كلما هزت كلما أعطت ثمرا"، وأعرب عن أسفه "لتعرضه إلى مثل هذا النقد الجارح، فالبطريرك هو في طليعة الحكماء والكبار والعقلاء في لبنان وفي العالم والمثل يقول: "من ليس له كبير ليس له تدبير"، وعندما نضرب كبارنا كأننا نخرب بيوتنا بأيدينا"، والبطريرك الماروني يحاول جاهدا منع الاستمرار في الفراغ والوصول إلى انتخاب رئيس ومنع الفوضى".

وقال: لا يريدون من الجيش اللبناني أن يقوم بمهمته، ولا يريدون دولة قوية تبسط سلطتها وتفرض القانون، بل يريدون دولة تسمح لهم بحيازة السلاح وإنشاء دولتهم ضمنها. الجيش لم يقمع مواطنين يطالبون بمطالب معيشية إنما كان هناك تجاوزات، ومن مهمة الجيش منع التجاوزات التي تحصل، واعتقد أنه كان بالامكان الوصول إلى تسوية بين الجيش والمواطنين من دون تحقيق ولو كان هناك قتلى، لأن مهمة الجيش منع التجاوزات. من دفع هؤلاء المتظاهرين للنزول إلى الشارع؟ ما جرى في منطقة مار مخايل ليس تعبيرا عن الرأي".

وانتقد قائد الجيش لأنه "قدم اعتذارا قبل الوصول إلى نتائج في التحقيق، وليس من المفترض على المؤسسة العسكرية أن تقدم الاعتذارات". ولفت إلى ان "الجميع كان بانتظار مجيء عمرو موسى، وعندما نرى ما جرى في المرات السابقة وما يجري في المنطقة ككل، يتبين لنا أن المبادرة لا تزال المسافة طويلة بينها وبين الوصول إلى النتائج المرضية". ورأى أن "الساحة مفتوحة على الأحداث الأمنية ولا يوجد ضمانات لعدم حصولها".

وسأل عن "مدى جدوى التحرك في الشارع"، وأعتبر أن "الفتنة الكاملة في لبنان ستؤدي بنا إلى التدويل الذي لن يكون تدويلا للبنان فقط بل للمنطقة بأكملها، وأكبر المتضررين من هذا الأمر هي سوريا التي من مصلحتها الضغط على المعارضة في لبنان من أجل تسهيل الحلول في لبنان".

 

الطائفة المارونية احتفلت بعيد شفيعها القديس مارون

العظات شددت على الوحدة والعيش المشترك وحياة القديس

وطنية - 9/2/2008 (سياسة) احتفلت الطائفة المارونية اليوم بعيد شفيعها القديس مارون، فأقيمت القداديس في المناطق وشددت العظات التي القيت بالمناسبة على اهمية الشراكة الحقيقية "التي تضع في كل مسيحي بعضا من الاسلام وفي كل مسلم بعضا من المسيحية فلا نقود شراكتنا الى التقاسم، كوننا ابناء وطن فريد لا يقوم الا بوحدته كما لا يقوم الا بتنوعه"، كما دعت الى "ان تبقى السياسة خادمة للمواطنين لا سيدة عليهم او متحكمة برقابهم"، مؤكدة "ان لا حل مع هذه الحسابات ولا مع هذه التصرفات".

الجميزة

فقد احتفل رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر بالقداس الالهي بعيد مار مارون في الكنيسة التي تحمل اسمه في منطقة الجميزة في بيروت، يحيط به النائب العام لأبرشية بيروت المارونية المونسنيور جوزف مرهج وكاهن الرعية الخوري الياس الفغالي، في حضور السفير البابوي في لبنان المونسنيور لويجي غاتي، النائب البطريركي المطران رولان ابو جوده ممثلاً البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، متروبوليت بيروت للطائفة الارثوذكسية المطران الياس عوده، الارشمندريت الياس الهبر ممثلا مطران بيروت للروم الكاثوليك يوسف كلاس، رئيس الكنيسة الانجيلية القس سليم صهيون، وممثلي رؤساء الطوائف المسيحية.

كما حضر القداس، السيدة جويس الجميل ممثلة الرئيس امين الجميل، النائب السابق اميل اميل لحود ممثلا الرئيس اميل لحود، الرئيس حسين الحسيني، الرئيس رشيد الصلح، وزير السياحة جو سركيس، سفراء أجانب ووزراء سابقون ونواب حاليون وسابقون، نقيب المحامين رمزي جريج، نقيب الصحافة محمد بعلبكي، نقيب المحررين ملحم كرم، نقيب المهندسين سمير ضوميط، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق الشيخ وديع الخازن، ممثلو الهيئات الاقتصادية، القضائية، الاجتماعية، القيادات العسكرية ومؤمنون.

وبعد الانجيل المقدس، القى المطران مطر عظة قال فيها: "أيها الأحبَّاء، منذ انطلاقة الدولة اللبنانية في مطلع القرن الماضي وخصوصا مع بزوغ شمس الاستقلال في الأربعينيات ما زلنا نحتفل معا بعيد القديس مارون أب الكنيسة المارونية وشفيعها في هذا المعبد الذي رفع على اسمه في قلب عاصمتنا بيروت. وكان حضور فخامة رئيس الجمهورية مع صحبه الكرام من أركان الدولة والحكم وسفراء الدول وقناصلها، إلى جانب الأخوة المؤمنين، ليضفي على أجواء العيد بهجة فوق بهجة. فهل يحمل اليوم غياب رئيس للبلاد كان يفترض انتخابه منذ نيف وأربعة أشهر أي معنى لاهتزاز صورة الوحدة بين اللبنانيين ولانتكاس روح الشراكة التي ميزتهم عبر الأجيال؟ إننا لا نقبل بذلك ولا نرضى. لكننا نسجل تعثرا خطيرا في مستوى ملء الفراغ الرئاسي هو أيضا غير مقبول، ونأمل من روح الشراكة الوطنية الكبرى في أن تنير السبل أمام شراكة الحكم وتقودها إلى المسار القويم الذي يجب أن يكون مسارها".

وتابع: "إن لنا في حياة القديس مارون صاحب العيد وفي قداسته ما يرفع أنظارنا أولا إلى شراكة أسمى من هاتين الشراكتين معا، تلك التي نسميها في إيماننا شراكة القديسين، والتي تلهم في الدنيا كل شراكة نريد أن يكون لها نصيب في الاستقامة وفي البقاء.

شراكة القديسين: لقد خلقنا الله أولا من طين واحد وأطلقنا أسرة بشرية دعوتها التضامن والتآلف بين أبنائها، على أن يكون دستورها الحب وليس شريعة الغاب. ومن النعم التي سكبت علينا أن كل إنسان يصنع الخير والصلاح في أي زمان ومكان يرى صلاحه مضموما إلى صلاح الآخرين وكأنه يصب في خزان واحد هو للبشرية جمعاء. فيصبح أهل الخير قوة روحية لنا جميعا ونصبح نحن قادرين على الإفادة من صلاحهم لصلاح سيرتنا وخلاص نفوسنا. هكذا نعرف في حياتنا شراكة القديسين. وهكذا يقدم القديس مارون ذلك الناسك الذي انقطع عن الدنيا في القرن الرابع الميلادي وانتقل إلى جوار ربه في مطلع القرن الخامس برهانا ساطعا عن فاعلية القداسة والنعمة عبر كنيسة حملت اسمه بعد وفاته وقطعت في رحلة التاريخ أربعة عشر قرنا من الزمن، وفية لشهادته في عبادة الله ومحبة القريب وفي اعتناق قيم الروح وحضارة الإنجيل. ولئن كانت هذه الكنيسة ومعها كل جماعات الدنيا غير معفية من الضعف البشري بأعضائها أو المنتسبين إليها، إلا أن القديسين والأصفياء من أبنائها ومن كل أبناء الأرض هم الذين يحفظونها ويرعونها على الدوام بمقدار ما يجري التفاعل معهم وبمقدار الصحوة التي نصحوها والتوبة التي نتوبها عن قناعة وحق. فالله الذي يريد خلاصنا الأبدي لا يحرمنا على الإطلاق من وسائل تعيننا على تحقيقه. به كان رجاؤنا على الدوام، ومنه تعلمنا أن المؤمنين لا يقنطون أبدا ولا يستسلمون، وأنهم لا يتخلون عن سلاح المحبة الذي يبقى في النهاية أمضى سلاح، وأن الإيمان لا يقود إلى السماء وحسب بل هو مصدر الإلهام في كل عمل يؤدي إلى قيام الأوطان وتنظيم المجتمعات وبناء كل شراكة إنسانية لها أن تنهل هي أيضا من شراكة القديسين".

اضاف: "الشراكة في الوطن: وإذا انتقلنا إلى الشراكة الوطنية وتأملنا في الكيان الذي بنيناه معا في لبنان، فإننا نذكر حياله أن الموارنة كانت لهم هوية روحية قبل أن يصوغوا لأنفسهم هوية وطنية. وهذا ينطبق على جميع اللبنانيين. فلئن كانت هذه الجبال العصية هي التي صنعت سكانها وصقلتهم على صورتها ومثالها، فإن هؤلاء أيضا هم صنعوا لبنان جيلا بعد جيل وتطورا بعد تطور. لم تمر هذه الصناعة عندهم بالغزو ولا بالفتوحات بل هم تنقلوا في وطنهم العتيد من منطقة إلى منطقة وتداخلوا في سكنهم وفي تحصيل قوتهم ورزقهم الحلال. ومن هذه الشراكة الطيبة في العيش تطلعوا إلى البناء الوطني الجامع وراحوا يدمغون تاريخ لبنان كل بدوره وبما حباهم الله من نعم ومن خصائص. فهناك طائفة منا كانت أول المجاهرين بضرورة استقلال لبنان في محيطه فأنشأت له الإمارة الكبرى على أرض الجبل. وطائفة أخرى فتحت أبواب الحرية الشخصية والمساواة في المواطنية وفي حقوق الإنسان فأدخلت إلى هذا الشرق لونا من الحداثة كان في حاجة إليه ليندرج في مشروع التلاقي بين الديانات المختلفة والحضارات على أنواعها. وطائفة ثالثة ذكرتنا جميعا بأننا ولو كنا نسعى في سبيل الاستقلال، إلا أن استقلالنا سيكون كاملا إذا ما أردناه استقلالا مع إخواننا العرب وليس ضدهم على الإطلاق. فيتأمن للوطن اندراج في محيطه ومدى واسع لرسالته في دنيا أشقائه ومحبيه. وإن طائفة رابعة حملت مسؤولية خاصة في تحرير الأرض من الاحتلال الغاشم الذي قبع زمنا على حدودنا. وكانت لها مع الشهادة العزة للبنان ولأهله جميعا دون تمييز.

فلئن جاءت هذه الاختبارات تباعا لتغني لبنان وأهله، فهل نتصور أن كل واحدة منها مدعوة إلى إلغاء ما قبلها، أم هي كلها لتصب في خزان لبنان الواحد وتجعل من هذا الوطن إرثا حضاريا وإنسانيا لا مثيل له في محيطه؟ إنها الشراكة الوطنية الحقة التي تضع في كل مسيحي عندنا بعضا من الإسلام وفي كل مسلم عندنا بعضا من المسيحية. وهي التي تحولنا إلى جسر ثقافي بين الأمم والشعوب. فهل نقود شراكتنا بعد ذلك إلى القسمة والتقاسم؟ وهل نستطيع هذا الأمر دون أن نبتر أعضاء لبنان بعضها عن بعض ودون أن نهدد الوطن الواحد بالتفكك والضياع؟ فحذار أيها الأخوة: إنكم طوائف متعددة لكل منها خصائص وعبادات، إلا أنكم أبناء وطن فريد لا يقوم إلا بوحدته كما لا يقوم إلا بتنوعه. إنها لكم شراكة المصير فلا تخطئوا حيالها لا فكرا ولا عملا. وإن كان لنا أن نبحث في المشاركة السياسية كما نحن اليوم فاعلون، فمن المحتم علينا ألا نتصورها إلا ترجمة صادقة للمشاركة الوطنية في عمق أعماقها وألا نجعل منها غاية والوطن وسيلة، فللسياسة أن تبقى خادمة للوطن والمواطنين لا سيدة عليهم أو متحكمة برقابهم".

وتابع: "الشراكة في الحكم: أم ترى قصرت مجالاتنا إلى هذا الحد وتقلص أفق حياتنا وأصبحنا أسرى تشكيلات وزارية لا جذور لها ولا سوابق في إرث هذا الوطن الكبير؟ فليكن معلوما، أننا إن كنا نحاذر بعضنا بعضا أو ننوي غير المودة بين فئة وفئة من نسيج هذا الوطن العزيز فإن أي ضمانة حسابية في حكومة عابرة ستكون دون فعل ودون نفع لأحد. والمحزن أننا نهدر فرص الحلول المتاحة الواحدة تلو الأخرى، ونغوص في حروب الكلام والإعلام وفي الاتهامات المتبادلة بالعمالة والتخوين مسقطين بعضنا عن بعض أخوة وطنية لا يمكن إسقاطها. لن يكون لنا حل مع هذه الحسابات ولا مع هذه التصرفات. بل الحل يكمن في تخطي هذه المواقف كلها وفي العودة إلى الاعتراف بعضنا ببعض وبالاطمئنان المتبادل إلى حسن نياتنا. عندها لا تهم الأرقام ولو جاءت كلها من جهة واحدة. فلبنان بالنسبة إلينا هو كل لبنان وجميع اللبنانيين وإلا وقعنا في الشرذمة والموت. فأنا المسيحي ليس علي أن أختار بين مسلم ومسلم لأرتاح إلى مصيري في لبنان، وليس على أخي المسلم أن يختار بين مسيحي ومسيحي ليرتاح إلى مصيره في لبنان. بل الجميع يختار الجميع، والجميع يتمسك بمشروع الدولة التي متنا وعشنا لنكونها، فهي ملاذنا ومكان حوارنا ورمز وحدتنا وكرامتنا بين الأمم".

وختم: "وفي هذا العيد الفضيل، حيث يجتمع الموارنة في لبنان والعالم للصلاة وطلب نعمة الثبات على إرث تسلموه من الآباء والأجداد، فليجددوا إيمانهم بربهم، وبدورهم التاريخي والتواصلي في هذا الوطن الغالي. لقد كان آباؤنا في الماضي واسطة العقد في لبنان يجمعون بين مناطقه وطوائفه ولا يفرقون أبدا. فهل لنا من دور في هذا الوطن أجمل من هذا الدور، أو من رسالة أسمى من هذه الرسالة؟ لا ضرورة في لبنان أن نفتش له عن وجه جديد غير وجهه ولا عن دور آخر غير دوره. فإن جوهره هو العطاء والحوار وعلينا بصدقنا واحترامنا لحقوق بعضنا البعض دون منة ولا تردد أن نفرض احترام لبنان على الجميع ولا نسمح بأن يكون وسيلة لأحد. لكن الأمر يتطلب تضحية وقلبا واسعا وفكرا نيرا وتوبة صادقة بعضنا إلى بعض. وهذا لن يتم من دون ذكر الله وطلب النعمة ممن عنده كل نعمة وليس فيه إلا الخير والنور الصافي. فلننظر اليوم إلى مارون الناسك القديس، الذي انقطع إلى ربه ليهدي الناس في سعيهم إليه تعالى وتنزيه حياتهم عن كل رياء وكبرياء، لعله يجتذبنا إلى هذا الصفاء الروحي وإلى المحبة التي تجدد نفوسنا والتي وحدها تخلص لبنان. وعلى هذا الأمل نضرع إلى الله ليؤلف بين قلوبنا فنتفق على إدارة البلاد وقيادتها نحو الشاطىء الأمين، وننتخب لها رئيسها اليوم قبل الغد وتكون لنا حكومة تجمع الصفوف بنية صادقة وقلب ودود. وتعود إلينا الأعياد بأفراحها، وترتاح عظام شهدائنا ويبقى لبنان كنزنا الأغلى وإحدى منارات الدنيا، سائلينه تعالى أن يسكب على الموارنة وعلى اللبنانيين جميعا، في وطنهم وفي دنيا انتشارهم، فيضا سخيا من نعمه وبركاته. آمين".

البترون

وترأس راعي ابرشية البترون المارونية المطران بولس اميل سعاده قداسا احتفاليا بالمناسبة في الكرسي الاسقفي في كفرحي ـ البترون، حيث هامة القديس مارون، وعاونه في الذبيحة الالهية نائبه العام المونسنيور منير خيرالله ولفيف من الكهنة في حضور الشيخ انطوان حرب ممثلا النائب بطرس حرب، النقيب ريمون خليفه ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي، رئيس رابطة مخاتير منطقة البترون جوزيف ابي فاضل، مأمور نفوس دوما شليطا خوري، رؤساء بلديات ومخاتير ورؤساء جمعيات ومؤسسات وحشد من المؤمنين الذين توافدوا الى الدير للتبرك من هامة القديس مارون.

المطران سعادة

وبعد تلاوة الانجيل المقدس، ألقى المطران سعاده عظة، قال فيها: "نلتقي على عادتنا في صباح عيد ابينا وشفيع كنيستنا القديس مارون الناسك لنصلي ونحتفل بالذبيحة الإلهية بحضرة ذخائر هذا القديس العظيم بين القديسين وفي الدير الذي كان يحمل في ما مضى اسم دير "ريش موران" نسبة إلى هامة القديس مارون التي جاء بها القديس يوحنا مارون ووضعها هنا في الدير الذي بناه وسكن فيه. والقديس مارون الذي نحي ذكراه في صباح هذا اليوم لبى دعوة ربه إلى حياة النسك والكمال، متحررا من قيود الجسد، تاركا اهله ومجتمعه، صاعدا إلى جبل عال في منطقة قورش عائشا بالنسك والتعبد للرب. ووجد على قمة الجبل ملاذا له ومرتعا لحريته. فقرر أن يعيش في العراء على مثال سيده ومعلمه يسوع المسيح الذي علق عريانا على الصليب بين الأرض والسماء. وأقام على الجبل مكرسا ذاته لله قاسما حياته جنبتين، جنبة على الله يستمد بها النعم من العلي وجنبة منفتحة على الانسان يغدق عليه النعم السماوية. هكذا خطا مارون طريقه للنسكية جديدة هي طريقة العيش في العراء. وسار عليها وراءه تلاميذه الموارنة. فملأؤا الجبال والأودية والمغاور وشقوق الأرض، وما أودية يانوح وايليج وقنوبين سوى الشاهد الحي على ذلك."

وأضاف: "لقد بارك الله القديس مارون الذي مات عن شهوات الدنيا ليحيا بكليته لله. باركه فصار كنيسة هي الكنيسة المارونية وصار شعبا هو الشعب الماروني الذي يملأ لبنان وبعض بلدان الشرق وها هم الموارنة اليوم منتشرون في أربعة أقطار المعمور يتابعون رسالة مارون الناسك ويشهدون له بحياة ايمان ثابت راسخ بالقيم الانجيلية. وها هم اليوم يجتمعون بعيد ابيهم مار مارون ويضرعون إليه ويصلون له ويستشفعونه ليبقى لبنان هذا الوطن الصغير منارة الشرق وملاذا للمضطهدين وواحة سلام ومحبة وعيش واحد يجتمع على أرضه بعيش كريم العديد من العائلات الروحية وهذا ما دفع بقداسة السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني إلى أن يصف لبنان بانه اكثر من وطن انه رسالة سلام ومحبة وعيش مشترك بين العديد من العائلات الروحية. عاش القديس مارون منقطعا عن العالم منفتحا على الله مقدما ذاته ذبيحة وقربان للمسيح الذي احبه وكرس له حياته. وسار الموارنة على خطى ابيهم فتخلوا عن سهول الخير والبحبوحة زاهدين بخيرات الأرض في سبيل ملكوت السماء وهذا ما عبر عنه أحد المستشرقين بقوله "لو كان الانسان يعيش من الماء لقلنا لماذا الموارنة اختاروا جبل لبنان. ولو كان الانسان يعيش من الهواء لفهمنا ذلك ولكن الموارنة اختاروا جبال لبنان الوعرة والشحيحة الخيرات لعلمهم أنه ليس بالخبز وحده يحيا الانسان"."

وتابع المطران سعاده قائلا: "لقد عاش الموارنة في لبنان متشبثين بأرضهم متأصلين بتراب هذا الوطن محافظين على حريتهم وكرامتهم ومعتقدهم، وفي سبيل معتقدهم استشهدوا وكان الموارنة عبر تاريخهم الطويل متضامنين متحدين متعاونين في ما بينهم وتحت سلطة مقدميهم على رأسهم البطريرك والذي كان يمثل الدور المركزي والمحوري والسلطة العليا روحيا وزمنيا.

وأشار الى أن المورانة كانوا "على عكس ما هم اليوم، كانوا متضامنين في ما بينهم متحدين خاصة في اوقات الضيق والاعتداءات. كانوا يجتمعون حول بطريركهم الذي له كلمة الفصل في اخذ المواقف."

وقال: "لقد عرف وطننا لبنان في السنوات الأخيرة احداثا جسيمة ومتغيرات خطيرة، فيما كنا نتوقع في هذه المرحلة اجماعا وطنيا لتخطي الصعوبات وبما يضمن الثمار المرجوة. ولكن المسيرة اخذت تتعثر والاغتيالات اخذت تتزايد ومقومات البلاد الاقتصادية اخذت تتعرض لضربات تدميرية رهيبة، فمركز رئاسة الجمهورية فارغ ومجلس النواب مقفل بوجه النواب ممثلي الامة. والحكومة معطل قرارها والبلاد مشرعة ابوابها على الكثير من الاحتمالات ومحاولات الانقاذ التي قام بها اصدقاء للبنان واشقاء له باءت بالفشل وهذه جامعة الدول العربية تجتمع مؤخرا وتصدر قرارات لا تنفذ وتبقى حبرا على ورق. والسؤال الذي بات ملحا بل شديد الالحاح والخطورة إلى أين نحن ذاهبون بالبلاد والعباد، ألم يحن بعد ان يتخذ كافة الفرقاء قرار الانقاذ. الكل يتكلم عن محبته للوطن وعن التضحيات التي قدمها للحفاظ على الوطن وحقوق المسيحيين والكل ينادي بالوحدة الوطنية والعيش المشترك والحفاظ على لبنان وطن الآخاء وحقوق الانسان ألم يحن بعد أن نجنب لبنان الأخطار والأهوال خدمة لأبنائه وصونا لمستقبلهم على أرضه الغالية. ألم يجدر بنا أن نتفق على السمات اللبنانية التي نتوافق عليه لنقيم على اسسها بناء وطننا ويكون توافقنا حولها شغلنا الشاغل. الكل يتحدث عن التوافق والوحدة الوطنية والعيش المشترك ولكن لا نرى توافقا ولا وحدة وطنية ولا تفاهما بل الكل يغني على ليلاه."

واضاف: "اننا في صباح هذا العيد ومن قرب ذخائر مار مارون ندعو إلى التضامن ورص الصفوف لنجتاز المرحلة الصعبة التي يمر بها وطننا العزيز لبنان، ولكي ينفرج هذا الجو المدلهم والمسيطر على الشعب اللبناني والقلق على المصير الذي يساور جميع اللبنانيين. لقد كنا نغرق في الخلافات التي تؤججها التصاريح النارية المتبادلة والمواقف الصلبة التي تتنافى والروح الوطنية الصحيحة. اننا ندعو إلى توحيد الجهود عبر النقاش الحر الصريح والمعتدل الذي يبني الوطن ويعلي شأن المواطن تفاديا لكل المضاعفات ووضع حد لتدهور الأوضاع والعودة بالبلاد إلى وضعها الطبيعي وإلى سابق عزها وازدهارها بانتخاب رئيس للجمهورية بعد فتح ابواب مجلس النواب لتذهب الحكومة ويتم انتخاب حكومة جديدة توافقية."

ودعا المطران سعاده "إلى المشاركة الفعلية بين اللبنانيين. فلبنان لا يمكن أن يقوم على قاعدة واحدة ولا يمكن أن يحلق الا بتضافر جهود جميع أبنائه. وان أي استئثار بالقرار والصير يضعف الجسم الوطني ويقضي على وجه لبنان الرسالة. ان لبنان وطن التلاقي لا وطن الخصام والفراق."

وختم قائلا: "في غمرة هذه المآسي التي يتعرض لها لبنان واللبنانيون وحيال هذه المؤامرة الكبرى على تفتيت الوطن والشعب وفي يوم عيد مار مارون نجدد ثقتنا بلبنان ووقوفنا بوجه المؤامرات التي تحاك على أرضنا. وندعو الجميع إلى العودة إلى الضمير والروح الوطنية ورفض لغة العنف والسلاح، كما ندعو إلى التضامن والوحدة والمحبة والعيش الواحد. أننا نسأل الله بشفاعة القديس مارون ان يلهم الجميع وبنوع خاص القيادات السياسية إلى تناسي الخلافات ورص الصفوف واعلاء شأن الوطن والاهتمام بالمواطن برباط المحبة والسلام".

وبعد القداس تقبل المطران سعاده التهاني بالعيد في صالون الدير.

النبطية

واحتفلت الطائفة المارونية في بلدات النبطية بعيد مار مارون، وللمناسبة اقيمت القداديس، وركزت العظات على الوحدة والعيش المشترك والمحبة وحياة القديس مارون.

ففي دير مار انطونيوس في النبطية، ترأس الاب باسيل باسيل قداسا حضره جمع من المؤمنين، القى خلاله عظة تمنى فيها "ان يعم السلام والامن والاستقرار ربوع لبنان"، مناشدا "العمل على تخليص لبنان من احزانه ومآسيه ليعود جنة في الشرق وبلد الازدهار والرخاء".

الكفور

وترأس الاب باسيل ناصيف قداسا احتفاليا في كنيسة سيدة النجاة في الكفور، القى خلاله عظة قال فيها: "ان الموارنة عندما أتوا الى لبنان وانتشروا فيه كانوا الطائفة التي تتلاقى مع كل الطوائف في المحبة والاخوة والشراكة والعيش المشترك والسلام والاطمئنان لهذا البلد الحبيب لبنان الذي هو وطن لجميع بنيه، وعلى الجميع تضافر الجهود لمصلحة بلدهم لاخراجه من حروب ودمار لم تجلب له الا الكوارث والاحزان".

بفروة

وترأس الاب نعمة الله ميلان قداسا في بلدة بفروة تحدث فيه "عن حياة القديس مارون"، مشددا "على المحبة والالفة بين اللبنانيين والتسامح والغفران".

العدوسية

وترأس الاب يوسف سمعان قداس العيد في بلدة العدوسية، تناول فيه ما "تعاني منه الناس من اوضاع اقتصادية ضاغطة، ومن اوضاع كئيبة يمر بها الوطن وتلقي بظلالها على عاتق الناس الذين من حقهم ان يعيشوا في دولة عادلة وآمنة ومستقرة تسودها المساواة والوحدة والمحبة".

وترأس كاهن رعية مار يوسف - الحجة الخوري ميخائيل قنبر قداسا للمناسبة حضره حشد من أبناء البلدة والجوار، وألقى عظة تحدث فيها عن معاني العيد والموارنة الذين "تمكنوا عبر العصور من المحافظة على هويتهم التاريخية عن طريق الثبات في الموقف ومحاربة الجور والظلم".

ودعا الموارنة إلى "العودة للجذور والأصالة ولعب دور الوسيط والحكم النزيه بين الجميع".

صور

وعمت احتفالات عيد مار مارون كنائس مدينة صور ومنطقتها، ففي مطرانية سيدة البحار - صور ترأس المطران شكرالله نبيل الحاج قداسا احتفاليا عاونه فيه الأب شربل عبدالله وجوقة المطرانية، وحضره المطران جورج بقعوني والأرشمندريت ارسانيوس حانوئيل ممثلا المطران الياس كفوري والرائد هاني خليفة ممثلا المدير العام لقوى الأمن الداخلي وحشد من المصلين.

بعد الإنجيل ألقى المطران الحاج عظة شدد فيها على معاني المناسبة وما تحمله من سلام واطمئنان، داعيا إلى "التخلي عن الانقسامات والخصومات التي تولدها المصالح الضيقة والأنانيات وشهوة السلطة ومحاولة إلغاء بعضنا البعض ومصاردة الوطن والشعب لمآرب شخصية".

وشدد على "ضرورة التحلي بروح الوحدة والالتفاف حول لبنان الواحد، لبنان القيم والمحبة ورسالة الأخوة والعيش المشترك والمؤسسات وعلى رأسها الرئاسة الأولى"، وأمل "العمل على ملء الفراغ في رئاسة الجمهورية والالتفاف حول الجيش وقوى الأمن وإبقائهما بعيدتين عن التجاذبات السياسية والسجالات والعمل على كشف من يقف وراء التفجيرات واستكمال التحقيقات في أحداث الشياح - مار مخايل".

ودعا الموارنة إلى "الالتفاف حول البطريركية التي قادت سفينة الطائفة طوال 1500 سنة، ويبقى البطريرك رمز وحدتنا وحامل رسالتنا وأب الجميع".

وأحيا معهد قدموس في صور عيد شفيعه القديس مارون، وأقام احتفالا حاشدا حضره رؤساء بلديات وفاعليات ورجال دين وخريجون.

بداية ألقى رئيس رابطة الخريجين محمود حلاوي كلمة اعتبر فيها أن "القديس مارون وقف في وجه الفساد ليمنع سقوط القيم والأخلاق وناضل من أجل أن يكون رسولا صادقا يحيا سلام النفس في علاقته مع ربه ومع أخيه الإنسان".

ثم دعا رئيس المعهد المرسل اللبناني الأب فادي المير إلى "تبني عيش السلام والحوار الأخوي مع جميع الشركاء في الوطن وعدم الغوص في شرور هذا العالم الحاقد والظالم".

بعد ذلك انتخبت رابطة جديدة لخريجي المعهد وأقيم كوكتيل للمناسبة وقداس في كنيسة المعهد احتفالا بعيد مار مارون.

من جهة أخرى، أقيمت القداديس الاحتفالية في مختلف كنائس دردغيا والنفاخية وقانا حيث أم الزوار من مختلف المناطق مغارة السيد المسيح.

رياق

واحتفل دير ورعية مار روكز الانطونية - رياق بعيد مار مارون بقداس، ترأسه رئيس دير وثانوية مار روكز ومدير الجامعة الانطونية فرع زحلة والبقاع الأب نجيب بعقليني وعاونه كاهن الرعية الأب كليم كرم.

الاب بعقليني

وألقى الأب بعقليني عظة تناول فيها تأثير قداسة مارون وحياته الإيمانية على الكنيسة المارونية. وركز على "دور الموارنة، لا سيما في الشرق في المحافظة على الانفتاح وقبول الآخر المختلف ونشر المحبة من خلال الغفران والمسامحة".

وقال: "عاش القديس مارون حياةالنسك والصلاة في صومعته ولكنه حمل هموم وقضايا الناس في صلاته منفتحا على الآخرين، فمارس المحبة متمثلا بمعلمه السيد المسيح".

ودعا الأب الرئيس الموارنة لا سيما في هذه الايام المصيرية التي يمر بها وطنهم لبنان "الى العمل مع سائر اللبنانيين على الانفتاح من خلال الحوار الصادق والتعاطي بشفافية في احترام الاختلاف على جميع الصعد". وذكرهم "بحاجة التلاقي حول عناوين صادقة تسهم في وحدتهم وتضامنهم امام الظروف الخطرة والاوضاع الحرجة التي تقرر مصير كيان وطنهم".

اضاف: "الكنيسة المارونية تشكل وحدة متماسكة بين الجذور والايمان والانسان المخلوق على صورة الله ومثاله، لذا لا بد ان يدرك الموارنة رسالتهم المقدسة ودورهم الطليعي ومسؤوليتهم الكبيرة في كل المحيط العربي، لانهم نموذج حضارة مبنية على المحبة واحترام حقوق الانسان، لا سيما ممارسة الحرية وتطبيق الديموقراطية باحترام الاختلاف عند الآخر".

ودعا الأب بعقليني اللبنانيات واللبنانيين الى "التلاقي حول القيم الانسانية والاخلاقية من اجل إنقاذ وطنهم متسلحين بالإيمان والتعاون والتعاضد داعمين شرائح المجتمع "المستقلين"، محاولين بذلك الحد من التشرذم السياسي والتناحر الأعمى والضغط على أصحاب القرار بالعودة الى الحوار البناء من أجل تخفيف معاناة الناس على جميع الصعد".

كسارة

واقيم قداس ظهر اليوم في كنيسة مار مارون - كسارة في زحلة، في حضور النواب:ايلي سكاف، سليم عون، كميل المعلوف وعاصم عراجي، النواب السابقين محمد علي الميس ، خليل الهراوي وفيصل الداود، المطارنة أندره حداد، اسبيريدون خوري وبولس سفر، رئيس بلدية زحلة - معلقة المهندس أسعد زغيب، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة والبقاع إدمون جريصاتي، الرائد اندريه حداد ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي، مدير فرع مخابرات الجيش اللبناني في البقاع العقيد نبيل ابو صالح، المدعي العام العسكري سامي صادر، السفير السابق فؤاد الترك، رئيس مجلس ادارة مصلحة الابحاث العلمية الزراعية ميشال افرام، مسؤول القوات اللبنانية في البقاع الاوسط المحامي عادل ليوم ، رئيس اقليم زحلة الكتائبي المحامي ايلي ماروني، اضافة الى رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات اجتماعية، اقتصادية، تربويةن رهبان وراهبات .

بعد الانجيل المقدس، القى راعي أبرشية زحلة المارونية المطران منصور حبيقة عظة تناول فيها معاني الاحتفال بعيد القديس مارون "اب الطائفة المارونية وشفيعها، وقديس الكنيسة الجامعة، في هذا الاسبوع الاول من الصوم، وفي هذه المرحلة من حياة الوطن التي تتركنا في قلق على الكيان والمستقبل، فيما مؤسساتنا الدستورية تعاني من الفراغ او الشلل او التعطيل، ونحن عاجزون عن إعادة إحيائها لانتفاء التعاون بين مختلف فئات المواطنين، ولتغليب المصلحة الفردية او الخاصة او الخارجية على مصلحة الوطن وكيانه ومستقبله. وقد استشرت هذه الحالة وطالت، وشمل ضررها الفرد والجماعة، وعم كل مستويات الحياة الانتاجية، الاقتصادية، الفكرية والامنية".

ودعا الاجيال المارونية الطالعة "لكي تبقى أمينة لتاريخها وتراثها، وتحافظ على تعلقها بهذا الوطن الذي حمى الأجداد وحموه عبر الاجيال". واعتبر "ان المارونية التي أحبت الحرية لنفسها، أحبتها لغيرها ايضا وأسهمت في توفيرها له، وبعد ان كان لها الدور الرائد في قيام لبنان لم يضرها قط ان تراه يتحول تدريجيا الى ملاذ لشتى الاقليات". وأكد "ان من ثمار هذا الانفتاح هي التجربة اللبنانية الرائدة في العيش معا مسيحيين ومسلمين بتكامل وتعاون كمن بينهم وحدة مصير". وقال: "بعد ان اصبح لبنان عنوان افتخار لبنيه ومصدر تفوق وغنى لهم، هل يصح ان يكون فيه، الى جانب هذه النخبة، شعب لا يقوى على ان يشكل رأيا عاما واعيا؟.

وختم: "مع ان هذه الارض المشرقية أرض الأديان والقديسين، ولبنان منها، وهو ارض مقدسة وطأتها قدما السيد المسيح وعطر القديسون أجواءها بأنفاسهم الطيبة، فليتنا كنا اقتدينا في ممارسة الشأن العام بمثلهم، فوضعنا كل قيمة في منزلتها الصحيحة وجعلنا السياسة فلسفة الافضل، وأبقينا الخلافات تحت سقف الحقيقة".

 

الشيخ قبلان: ليتفق اللبنانيون على رئيس يكون عونا لهم ويكونون عونا له

وطنية- 9/2/2008 (سياسة) قال نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان، في الدرس الأخلاقي اليومي الذي يلقيه في مقر المجلس، "أننا في لبنان بحاجة الى المحبة وان يحب اللبنانيون بعضهم باعتبارهم اخوة وشركاء ينطلقون من مجموعة مكونات روحية وانسانية ووطنية تحتم عليهم ان يلتقوا ويتعاونوا لما فيه مصلحة وطنهم، ونحن في لبنان تنقصنا فضيلة الحب لان كثيرين ارتبطوا بمصالح شخصية في علاقاتهم وتعاملهم مع الاخرين، لذلك أدعو اللبنانيين الى بناء علاقات في ما بينهم على قواعد إيمانية ووطنية بعيدا عن المنافع الشخصية والمصالح الخاصة، فيعملوا لمصلحة وطنهم واهله منطلقين من روحية ايمانية عنوانها الحب في الله من اجل مصلحة الوطن".

وخاطب السياسيين بالقول: "لماذا تصدرون خطابات متشنجة تثيرون بها أحاسيس الناس ومشاعرهم ولا تتعظون ممن جاء قبلكم، فهم ذهبوا وارتحلوا ولم يبق منهم الا ذكرهم، فعلى السياسيين ان يرحموا الشعب وان يحسنوا أداءهم ويلطفوا خطاباتهم ويبتعدوا عن كل ما يثير الحساسيات والخلافات، وان يحكموا مواقفهم ويتعاطوا بهدوء، فكل كلمة تثير الفتنة هي كلمة سوء تحرق صاحبها قبل ان تحرق غيره، واذا كان هناك من يريد اعاة الاستعمار والانتداب فإننا نرفض الوصاية الدولية لاننا بلغنا سن الرشد ونريد حاكما لبنانيا ينطلق من المجلس النيابي ليتعاون مع إخوانه ليكونوا عصبة واحدة، فليتفق اللبنانيون على رئيس للجمهورية يكون عونا للبنانيين ويكونون عونا له. من هنا ادعوهم الى التزام كل عمل فيه مصلحة للبنان فيبتعدوا عن العنف والتحدي والبغضاء فيكون اللبنانيون أخوة متحابين متعاونين على الخير عاملين لما فيه انقاذ للبنان".

وقال الشيخ قبلان: "ان ما نشاهده في كثير من مجتمعاتنا ليس مبنيا على قواعد إيمانية بل على مصالح شخصية ضيقة، فعندما تخلينا عن ديننا وابتعدنا عن تعاليم الأنبياء والأئمة المعصومين والعلماء المتقين العادلين فإننا سلكنا في التيه وابتعدنا عن الحقيقة، لذلك يجب ان نعزز تواصلنا مع الله ونترك مباهج الدنيا وزهوها ولهوها وملاذها ونعمل لآخرتنا فنبتعد عن الحرام الذي يشكل وبالا علينا وهلاكا لنا، فالحرام جرثومة سرطانية تدمر كل مقومات الحلال".

اضاف: "من احب الله وابغض الله واعطى لله وامتنع لله فهو ممن كمل إيمانه، فمحبة البشر لبعضهم البعض اما ان تكون لله او لمنافع خاصة وللدنيا، فالحب المبني على حب الله وفي سبيل الله ينطلق من دعامة أساسية ومصلحة تعود منفعتها على الخلق، فعندما نحب في الله ونكون منقادين لله وممتثلين له فيكون منبت الحب صحيحا وغايته حميدة وطريقه على الصراط المستقيم ممن كمل إيمانه فنحب الإنسان لإيمانه وبما امرنا الله به فنحب الإنسان لأنه مطيع لله وعامل في سبيله".

 

تأجيل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الى 26 شباط

وطنية - 9/2/2008 (سياسة) صدر عن الامانة العامة لمجلس النواب ما يلي: "قرر رئيس مجلس النواب نبيه بري تأجيل الجلسة التي كانت مقررة في 11 شباط الجاري لانتخاب رئيس للجمهورية الى يوم الثلاثاء الواقع في 26 منه، وذلك في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرا

 

الامين العام لجامعة الدول العربية غادر بيروت "ببعض الامل": المبادرة العربية مستمرة وهناك بعض الامل يجب ان نتمسك ونستثمره

سقف التخاطب السياسي اللبناني عال والوضع يحتاج الى التهدئة

ارجو ان لا يستخدم الشارع ويجب التعامل مع القضية بكثير من الرصانة

وطنية - 9/2/2008 (سياسة) غادر الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، بيروت قبل ظهر اليوم عائدا الى القاهرة، بعد زيارة للبنان استمرت يومين تابع خلالها الاتصالات والمشاورات مع المسؤولين والاطراف اللبنانية في اطار المساعي لحل الازمة اللبنانية ضمن المبادرة العربية المعلنة.

وكان في وداع موسى في المطار وزير الخارجية والمغتربين المستقيل فوزي صلوخ، مدير المراسم في الوزارة السفير جورج سيام، سفير مصر في لبنان احمد فؤاد البديوي ورئيس المركز القانوني في بيروت التابع للجامعة العربية السفير عبد الرحمن الصلح.

وقبل مغادرته لبنان تحدث موسى، فقال ردا على سؤال كيف تطمئن اللبنانيين في كل التشنجات القائمة وانتم تغادرون لبنان اليوم:"انا اغادر وعندي بعض الامل".

قيل له: الامل بحل قريبا؟

اجاب: "الامل ان شاء الله يكون بالحل وهذا هو جوابي".

سئل: كيف تفسر التناقضات التي وردت في وسائل الاعلام اليوم عن الاجتماع الرباعي بالامس؟

اجاب: "يفترض منكم انتم ان تفسروا ذلك، فالصحافيون يأتون بمعلوماتهم مع بعض الشائعات والتشنجات والمبالغات والتخيلات".

اضاف: "لا يمكن ان يكون كل ما نشر صحيحا لان كل ما نشر متناقض، انما بعضه صحيح".

سئل: ما مدى صحة المعلومات عن ان الاجتماع الرباعي المقبل سيعقد في 24 الجاري؟

اجاب: "شكرا لانك اعلمتني بالامر، لانني لم اكن ادري بذلك".

سئل: كيف تفسر اتهامك للمسؤولين اللبنانيين بالقصور، في حين انك كنت قد قلت سابقا ان حل الازمة اللبنانية يمر عبر طوابق اقليمية وعربية ودولية؟

اجاب: "يجب الا ننسى الدور اللبناني، طبعا هناك ادوار اخرى".

سئل: هل الطوابق الاخرى الثلاثة متفقة علما ان هناك معلومات عن تحفظ اميركي تجاه المبادرةالعربية؟

اجاب: "لا ادري اذا كان الاميركيون متحفظين ولا ادري لماذا اذا كانوا كذلك، انما في نفس الوقت هذه مبادرة عربية وليس لها ابعاد غير عربية في مجملها وتفاصيلها، وهذا ما ننطلق منه. وانا لا اريد ان ابالغ ولا ان اعطي أملا زيادة عن اللزوم انما وكما ذكرت انفا ان هناك بعض الامل".

سئل: الى ماذا يمكن ان ترد رفع السقف في التخاطب السياسي في لبنان وهل تتوقع ان ينعكس ذلك على الشارع؟

اجاب: "في الحقيقة، ان السقف في التخاطب السياسي اللبناني هو عال، ومرة اخرى انتهز الفرصة لكي يهدأوا بعض الشيء، خصوصا ان النبرة العالية وايضا بعض السباب وبعض الخروج عن اللياقة اصبح طابعا في بعض التصريحات اللبنانية، وهذه تنعكس بالسلبية على قائلها وعلى مجمل الوضع في لبنان. فالوضع في لبنان يحتاج الى الهدوء، وتهدئة الاوضاع".

اضاف:" وارجو ان لا يستخدم الشارع، وارجو ان نتعامل مع هذه القضية الحساسة في لبنان بكثير من الرصانة المطلوبة".

ولم يشأ الاجابة على سؤال عن مدى صحة المعلومات عن الطرح القائل بفكرة عشرة عشرة عشرة خلال الاجتماع الرباعي امس، وهل طرحت بالفعل وكيف كان التفاعل معها؟

سئل: هل فشلت المبادرة العربية ام انها ما تزال مستمرة؟

اجاب: "المبادرة العربية مستمرة، وهناك كما قلت بعض الامل الذي يجب ان نتمسك به ونستثمره".

وفي المطار، عقد الوزير صلوخ خلوة مع موسى. واوضح الوزير صلوخ انه اطلع منه عن حصيلة لقاءات المسؤولين والقيادات، متمنيا له التوفيق في مساعيه وجهوده في المستقبل.

 

اسرار الصحف الصادرة صباح اليوم السبت 9 شباط 2008

حملت الصحف الاسرؤار الاتية

البيرق

انعقد لقاء بين قطبين كبيرين قبل ايام استمر من السادسة مساء الى الخامسة فجرا وتناول كافة القضايا الحساسة وسبل التعاطي معها

البلد

لفتت مصادر امنية ان الرصاصة التي اخترقت زجاج سيارة الرئيس الحص هي رصاصة طائشة وهي في المرمى الاخير لقوس الرامي

تجرى احداث له دلالتها في اقاصي منطقة البقاع الشمالي تحاط بكتمان اعلامي على اساس ان الامر لا يحتمل التداول

النهار

اسرار الآلهة تعتقد اوساط سياسية ان الكلام على ان المحكمة ذات الطابع الدولي ستباشر عملها قريبا كان من اسباب التصعيد بين الموالاة والمعارضة.

المسوؤل تساءلت اوساط سياسية لماذا لا يطبق القانون كما في السابق في حق من ينالون من هيبة الجيش ويأتون على ذكر اسماء ضباط فيه عند عرض اي احداث امنية.

لماذا توقع ديبلوماسي اوروبي حسم موضوع الفراغ الرئاسي في لبنان قبل نهاية الشهر الحالي وان ادى ذلك الى مضاعفات.

السفير

لم ينجح وسيط عربي في مسعاهالذي قام به للتخفيف من حدة الاحتقان بين سوريا والسعودية

على الرغم من الاجواء التصعيدية السائدة لم تلغ دول اوروبية مؤتمرات ومباريات ستعقد في لبنان في النصف الثاني من الشهر الجاري في عدد من المنتجعات

قال مسؤول كبير انه سمع من اجانب ان لا حرب اهلية في لبنان لكن هناك حوادث متفرقة قد تحصل في اكثر من مكان

الشرق

دبلوماسي اوروبي اعاد الحمبة المركزة من المعارضة على المبادرة العربية الى خشية قيادات في قوى 8 اذار من تطور التفاهم بين الاكثرية والعماد سليمان الى حد التاثير في مجريات السياسة العانة في البلد

نائب سابق اكد انه يملك معلومات تشير الى احتمالات فشل المسعى الذي يقوم به عمرو موسى اكثر من احتمال نجاحه

مسؤول سابق راى فا تاخير الاعلان عن نتائج التحقيق عن احداث الضاحية الجنوبية مؤشرا الى ان المتورطين لصبحوا معروفين بالاسماء والانتماءات

المستقبل

تتخوف أوساط أوروبية من أن يصل تصعيد الشحن السياسي مجدداً الى افتعال اضطرابات أو استهدافات أمنية عشية احياء الذكرى الثالثة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري أو أثناء ذلك.

علم ان البطريرك الماروني نصرالله صفير تمنى على مجلس الوزراء استعمال صلاحياته لتسيير العديد من القضايا الحيوية التي تسهّل شؤون الناس.

أكدت أوساط عربية أن دمشق شعرت بنية حقيقية لدى الدول في الجامعة بمقاطعة القمة في سوريا أو تهميشها اذا بقي لبنان من دون رئيس حتى موعد انعقادها.

اللواء

طلب مرجع كبير من موفد الجامعة الانطلاق من خطورة الوضع، وانتظار ساعات عله يستطيع فعل شيء لإنقاذ المساعي!·

ربطت أوساط دبلوماسية بين حملة وزير سابق على مرجعية معروفة والمخاوف من إقدامه على تغطية خطوة قد تقدم عليها الأكثرية في غضون اسابيع!·

بعث نائب سابق برسائل خليوية الى زملاء سابقين ونواب حاليين لإبلاغهم عن حوار تلفزيوني معد·

 

الوزير فتفت:المبادرة العربية قادرة على ايجاد حل شرط تجاوب المعارضة

مشروعنا انتخاب رئيس وتفعيل المؤسسات ولم نتخل عن خيار النصف زائدا واحدا

وطنية- 9/2/2008(سياسة) رأى وزير الشباب والرياضة أحمد فتفت أن المبادرة العربية هي الوحيدة الموجودة حاليا والقادرة على إيجاد حل للأزمة اللبنانية شرط توافر النوايا الحسنة للحل لدى المعارضة التي لا يبدو أنها حتى الآن على استعداد للتعاون، ومعتبرا أن أهمية اللقاءات الرباعية تكمن في توفيرها وسيلة حوار تفسح في المجال أمام استمرار التواصل، وآملا ألا تضطر الأكثرية إلى اللجوء إلى مجلس الأمن في حال استمرار تعثر المبادرة العربية.

وأكد الوزير فتفت في حديث الى الموقع الاخباري "ليبانون فايلز" أن الأكثرية لم تتخل عن خيار النصف زائدا واحدا، "بل قلنا أننا لن نمارسه حاليا بالرغم من أنه حق دستوري لنا، لأننا لا نريد أن نزيد الأزمة تعقيدا، ولكن هذا لا يعني أننا في وارد التنازل الأبدي عن هذا الحق"، موضحا أن المقصود بالحفاظ على روحية البيان الوزاري الحالي، الذي ورد في الخطة العربية، اعتباره منطلقا، لا التقيد في حرفيته باعتبار أنه لا يمكن إعطاء نفس الحقوق دون الأخذ في الاعتبار ما حصل على الأرض اللبنانية من صدور القرار 1701 وانتشار قوات اليونيفل إلى سائر القرارات الدولية التي أعلن حزب الله، في هذه الحكومة بالذات، التزامه بها.

وكشف وزير الشباب والرياضة أن الهدف الأساس من وراء الحديث عن الجيش وكأنه فئات ومجموعات منقسمة شله وتعطيله كمقدمة لإشعال فتنة داخلية، ومكررا وجود مخطط متكامل لضرب كافة المؤسسات في البلد بدأ مع إقفال المجلس النيابي ومحاولة إسقاط الحكومة واستكمل بإفراغ رئاسة الجمهورية واستهداف الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، وقبل ذلك نهر البارد، وبعد ذلك محاولة إشعال الفتنة الداخلية، ومن ثم الهجوم على المراجع الدينية وعلى رأسها البطريرك الماروني.

واعتبر الوزير فتفت أن الندوة بين العماد ميشال عون والسيد حسن نصرالله لم تكن مناظرة بقدر ما كانت "مونولوغ"، والرسالة الشعبية كانت سلبية، لا إيجابية بعد ترك نسبة كبيرة من المشاهدين هذه الندوة بعد نصف ساعة على بدايتها، مشيرا إلى أن انسحاب الكتيبة القطرية في هذا الوقت بالذات ليس بالتأكيد رسالة إيجابية، ومؤكدا أن مشروع قوى 14 آذار الرئيسي واضح جدا: الإصرار على انتخاب رئيس للجمهورية، والإصرار على تفعيل المؤسسات، والإصرار على إثبات القوة السياسية وراء هذه الإرادة الهادفة إلى انتخاب رئيس وتفعيل المؤسسات.

ولفت الوزير فتفت إلى أن قوى 14 آذار استعادت المبادرة السياسية لحظة الدخول في الفراغ الرئاسي واقتراحها ترشيح العماد ميشال سليمان كمرشح تسوية، في حين أنها لم تفقد يوما زمام المبادرة على المستوى الشعبي، وعدم لجوئها إلى الشارع مرده إلى وجودها في السلطة ومحاولتها ممارسة هذه السلطة لمصلحة جميع اللبنانيين دون استثناء، ولكن في حال فرضت الظروف استخدام الشارع، فهي لديها شارع سياسي عريض وهذا الشارع السياسي سيلبي الحكومة، ومعتبرا أن الدعوة إلى التجمع الشعبي الحاشد بمناسبة إحياء الذكرى الثالثة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري هي كناية عن رسالة سلمية هدفها منع الحرب الأهلية والحؤول دون التقاتل، وذلك غير ممكن التحقق من دون مساندة قوية لجمهور 14 آذار الذي يريد إجراء تسوية حقيقية في مواجهة الفريق الساعي إلى الهيمنة السياسية والوصول إلى نظام أحادي وشمولي وإلغاء أسلوب عيش اللبنانيين عبر فرض ثقافة أخرى بعيدة عن تاريخهم وتراثهم.

 

النائب رعد:لا يمكن ان تستدرج المعارضة لفتنة داخلية وليبحثوا عن اساليب اخرى

وطنية - النبطية - 9/2/2008 (سياسة) اقيم في بلدة كفرتبنيت ذكرى اسبوع حبيب جابر والد شهيدي المقاومة الاسلامية محمد وعلي جابر، في حضور النائبين امين شري وياسين جابر، النائبين السابقين محمد برجاوي وعماد جابر وشخصيات. وتحدث رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، وقال: "في الفترة الاخيرة شاهدنا محاولات عديدة منها زج الجيش اللبناني في مشكلة وفي ازمة مع المقاومة ومن خلال التعرض لجمهورها خارج كل سياق مألوف في تعاطي المؤسسة العسكرية مع المتظاهرين المدنيين وايضا في التحريض ضد التفاهم القائم بين "حزب الله" وبين التيار الوطني الحر بما هو مواد تفاهم على مستوى كل الشرائح الوطنية في هذا البلد، ايضا اجهضت هذه المحاولات الان نسمع لهجة تصعيدية ولهجة فيها تعريض للاكتاف واستعداد للمواجهة فيما لم نسمع هذه اللهجة ولم نشهد هذا الاستعداد في اثناء العدوان الصهيوني، من يريدون ان يواجهو؟ هل يريدون ان يواجهوا جمهور المعارضة هل يريدون تفعيل فتنة في الداخل يقولون نحن للمواجهة ونحن حاضرون لها، ونحن نقول لهم، قدر لبنان الوفاق ونحن له لا يمكن ان تستدرج المعارضة لفتنة داخلية، وليبحثوا عن اساليب اخرى من اجل اثبات جدارتهم بالوكالة التي اعطيت لهم".

اضاف: "الفتنة الداخلية لا تضر بالمعارضة كما يتوهمون بل تلحق بها خسائر، وسيكونون هم اعظم خسارة والخاسر الاكبر سيكون لبنان، هل المطلوب الاطاحة بلبنان خدمة للمشروع الاستكباري الاميركي او خدمة للتهديدات الاسرائيلية. نحن لدينا من الاساليب والطرق ما يجعلنا نكبر فوق مشاريع الفتنة ونقطع الطريق عليها دون ان نفتح ابوابا لا للمستكبر الاميركي ولا للعدو الصهيوني من اجل ان يتحكم بساحتنا لكن اذا كان الجور علينا خصوصا، اما اذا كان الجور على الوطن فنحن اسد اللقاء، لكن في مواجهة العدو الصهيوني جرتنا ساحات المواجهة الى ذلك".

وتابع: "نحن لسنا ضعافا على الاطلاق حتى يعرض الاخرون اكتافهم ويستدرجوننا للمواجهة في الداخل، نحن الكبار الذين يترفعون عن الانخراط والانزلاق في متاهات المشاكل والزواريب الداخلية من اجل ان نحفظ سيادة الوطن واستقلاله ومن اجل ان نحفظ سلامتهم ايضا، نحن خصوم في السياسة لكن لا نتعاطى معهم على اساس انهم اعداء، ربما نتعاطى معهم على اساس انهم مضللون، لكن مسؤوليتنا ان نحفظ البلد وان نقطع الطريق على ضياعهم وعلى دينهم خصوصا وان مأزقهم يزداد وان وجعهم يكبر وليست هذه التحرصات والهوبرات التي ربما سنشهد ارتفاعا لوتيرتها طوال هذا الاسبوع لشد العصب من اجل التحشيد في المناسبة التي سيدعون اليها في 14 شباط".

اضاف: "نحن واثقون ان الازمة وان طالت ستصل الى نهاياتها مع انسداد كل الافاق وامتناع كل المحاولات لدى فريق السلطة من ان يحقق اهدافها، سيجدون انفسهم في نهاية المطاف امام امر واقع هو ان لا نحيد عن شراكة وطنية في هذا البلد، تخريب البلد هو استدعاء التآمر عليه، من ناحية العدوان الاسرائيلي نحن نؤكد ان هذا العدو الاسرائيلي يفكر الان مليون مرة قبل ان يقدم على اي اعتداءات".

وقال: "المشروع الاميركي الان سيده الى افول، ومع بداية الاستحقاقات الرئاسية الانتخابية في الولايات المتحدة الاميركية تتقلص امكان التقليل لدى الرئيس الاميركي. هم امام وقت قصير حتى يذعنوا لارادة الشراكة الوطنية واذا ما تأملوا في تقرير لجنة فينوغراد سيدركون كم هو عميق المأزق الصهيوني الذي لا يستطيع مع وجوده ان يسعفهم وان يساعدهم. الان اذا كانت هناك جدية في معالجة اسباب الاخفاقات التي اشار اليها تقرير فينوغراد، العدوالصهيوني يحتاج الى سنتين او ثلاث سنوات".

وختم: "الان المبادرة العربية تنتظر المصير نفسه اذا بقي الموقف الاميركي على هذا الاساس وما لهجة التصعيد الكلامي التي يعمد اليها رموز فريق السلطة الذين باتوا يهزأون حتى من التفاهمات الوطنية لان مستواهم هو اقل بكثير من مستوى ما يتطلبه الوطن من تفاهمات، هذه اللهجة بالتصعيد نتيجة ضوء اخضر اميركي انه لا تعولوا خيرا على المبادرة العربية ولا على جهود الامين العام هم نعوا المبادرة العربية قبل ان يصل الامين العام وبدأوا يؤسسون لخطاب صاخب علهم يفتعلون مشكلة تصدع التماسك القائم في صفوف المعارضة ما سيخيب ظنهم مجددا وسنواصل صمودنا من اجل تحقيق الشراكة".

 

النائب حرب دعا مناصريه إلى المشاركة في ذكرى 14 شباط: مناسبة لتجديد ايماننا بالمبادىء الاستقلالية والسيادية

وطنية - 9/2/2008 (سياسة) دعا النائب بطرس حرب في بيان اليوم، "مؤيديه ومناصريه إلى المشاركة بكثافة في المهرجان الذي سيقام في ساحة الشهداء في بيروت، الخميس في 14 شباط لمناسبة الذكرى الثالثة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه. واعتبر النائب حرب "أن المناسبة هي لتجديد إيماننا بالمبادىء الاستقلالية والسيادية التي حاول أعداء لبنان القضاء عليها من خلال هذه الجريمة البشعة التي ذهب ضحيتها الرئيس الحريري والنائب باسل فليحان ورفاقهما، والتي نشهد استمرارها بحق لبنان، إذ لا تزال يد الإجرام تلاحق الاستقلاليين والشرفاء الأحرار من قادة الفكر والرأي والسياسة والمسؤولين العسكريين ومن المواطنين الأبرياء، وقد شهدت الممارسات الحاصلة هذه الأيام نمطا تدميريا جديدا يطاول النظام السياسي والمؤسسات الدستورية بدءا بتفريغ رئاسة الجمهورية وعرقلة قيام حكومة جديدة وتعطيل مجلس النواب انتهاء بالتطاول السافر على بكركي المرجعية المسيحية المارونية الأهم في لبنان، والتشكيك بالقوى العسكرية من جيش وقوى أمن واغتيالا لقيادات أساسية فيها". وقال: "إن مشاركتنا في تجمع 14 شباط تتجاوز في ما ترمز إليه من جريمة إرهابية طالت الرئيس الحريري ورفاقه إلى التمسك بمعاقبة المجرمين، وإعادة تأكيد إيماننا بالمبادىء التي يقوم عليها لبنان الواحد السيد الحر الخالي من الاحتلال والوصاية والإعلان عن تصميمنا على متابعة النضال لحماية الوطن واستعادة الكرامة. فمن هذا المنطلق أدعوكم إلى المشاركة الكثيفة في هذا اللقاء الوطني".

 

اجتماع رباعي في البرلمان اللبناني أعاد الأمور «إلى الوراء» والأمين العام ينفي بحث التدويل مع ولش ...

بري «فوجئ» بتمسك عون بالثلث المعطّل ومطالب أخرى ويطلب من موسى تأجيل سفره... بعد إعلانه مغادرته

بيروت، برلين-الحياة  - 09/02/08//

وعد رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بالتدخل لدى قيادات المعارضة لتليين موقفها من عدد من المطالب التي طرحتها، واعتبرتها مصادر مطلعة «عودة الى الوراء»، بفعل الاقتراحات التي عرضها زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون في الاجتماع الذي ضمه مع ممثليّ الأكثرية الرئيس السابق أمين الجميّل وزعيم تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري زهاء أربع ساعات أمس، في مبنى المجلس النيابي. فأجل موسى سفره مساء أمس، بعدما كان أعلن عنه إثر انتهاء الاجتماع الرباعي، وأبلغ عون ان تفسيره للمبادرة العربية مغاير لتفسير قيادات أخرى في المعارضة.

وعلمت «الحياة» ان بري «فوجئ» بطرح العماد عون مطالب تتعلق بالإصرار على الاتفاق على اسم رئيس الحكومة المقبل وتوزيع الحقائب والبيان الوزاري... وانه تمنى على موسى البقاء، على أن يسعى الى تذليل الصعوبات التي نشأت مؤكداً له انه لا يقبل بوضع الصعوبات. 

قبيل بدء الاجتماع الرباعي امس في مبنى البرلمان. (علي سلطان) 

وتزامن الاجتماع الرباعي مع مزيد من الاتصالات الخارجية حول لبنان، فطالب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والمستشارة الألمانية انجيلا مركل، جميع الأطراف بتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية، وصدر الموقف ذاته بعد محادثات أجراها وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير. وكان موسى نجح أمس في عقد اجتماع بين عون من جهة والجميل والحريري من جهة ثانية في مبنى المجلس النيابي لمتابعة الحوار حول تطبيق خطة الحل العربي، بانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً وتشكيل حكومة وحدة وطنية والتوافق على نسب التمثيل فيها، واستمر الاجتماع زهاء 4 ساعات، بعد اجتماع لساعة بين موسى وعون.

وقالت مصادر مطلعة على جهود موسى ان التأزم في العلاقات العربية – العربية كان حاضراً في لقاءاته في بيروت أمس وأول من أمس والتي هدفت الى تطبيق خطة الحل العربي في لبنان. وذكرت المصادر ان الأمين العام كان مدركاً لأهمية انعكاس هذا التأزم على لبنان، لكنه سعى الى إحداث اختراق يؤدي الى تهدئة الأوضاع ويفسح في المجال أمام متابعة الحوار بين الأكثرية والمعارضة، ولهذا السبب تحرك من أجل الاتفاق على عناوين معينة يمكن إحداث التقارب في شأنها على أن تترك عناوين للبحث، وهذا ما يفسر إصرار موسى على عودة الحوار. وهو سعى الى الانطلاق مما أسسه في زيارته الماضية حيث حقق ما يسميه آلية للمساعدة على تطبيق الحل العربي عبر اللقاء الرباعي بين ممثلي الفريقين، لذلك علّق أهمية على اجتماع الأمس، حيث افتتحه عارضاً وجهة نظره إزاء التأزم الحاصل في البلاد، محذراً من ذهاب الأمور الى الأسوأ، وداعياً الى أخذ مصلحة البلد وإنهاء التشنج القائم.

واعتبر موسى في مداخلته أثناء اجتماع أمس مع ممثل المعارضة العماد عون والرئيس الجميل والنائب الحريري، ان النقطتين اللتين أضيفتا في بيان وزراء الخارجية العرب الأخير (27 كانون الثاني/ يناير) تشكلان قاعدة لتقريب وجهات النظر وتسريع حسم الخلافات والدخول في التسوية.

وتلاه العماد عون فقال: «تفسيرنا للبند الثاني للمبادرة العربية، المتعلق بالحكومة هو ان تحصل المعارضة على الثلث الضامن»، ورد موسى مؤكداً انه سمع تفسيراً آخر وهو المساواة في التمثيل بين الأكثرية والمعارضة ورئيس الجمهورية أي 10+10+10، وانه سمع هذا الكلام مرات من الرئيس بري وان الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله أبلغه الموقف ذاته وهو مماثل للموقف الذي كان تبلغه من وزير الخارجية السوري وليد المعلم في القاهرة. ونقل عن موسى قوله لعون: «أنا كنت سمعت منك التفسير الذي يقول بالمثالثة في تمثيل الأطراف في الحكومة»، مستغرباً أن يعود ليطرح الثلث الضامن في شكل يتعارض مع ما يقوله فرقاء المعارضة الآخرون.

لكن عون رد قائلاً: «هناك تفسيران، واحد يقول بالثلث الضامن والآخر بالمساواة في عدد الوزراء». وتمنى موسى على عون ان يقوم بمشاورات مع حلفائه ليعود بجواب نهائي، وطلب عون الاستماع الى رأي الفريق الآخر إذ ان الحوار كان يدور في الجلسة حول هذه النقطة بينه وبين موسى فيما كان الجميل والحريري يستمعان. وعلمت «الحياة» ان الجميل والحريري قالا لموسى: «طالما هناك تفسيران، من الأفضل ان نعرف أي تفسير ستعتمد المعارضة، ونحن لنا تفسير آخر يتفق وتفسير الجامعة العربية». وخرج العماد عون لبعض الوقت ليجري اتصالات هاتفية بحلفائه، وليعود مجدداً الى إبلاغ الحضور انه بصرف النظر عن المعادلة الرقمية ونسبة التمثيل على أساس 45 في المئة للمعارضة و55 في المئة للأكثرية، أو الثلث الضامن الذي يعبر عن رأي جزء من المعارضة علينا الاتفاق على اسم رئيس الحكومة والبيان الوزاري وعلى توزيع الحقائب الوزارية. وكان موسى أجرى اتصالاً في الوقت ذاته مع الرئيس بري وأطلعه على ما جرى خلال الاجتماع، وقالت المصادر ان بري فوجئ. وأبدى موسى هنا ملاحظة قال فيها ان هناك آلية دستورية لهذه الأمور مستعيناً، بمواد دستورية في هذا الصدد، ومشيراً الى انه لا مانع من الاتفاق على عناوين رئيسة. واعتبرت المصادر المطلعة على نتائج الاجتماع الرباعي المطوّل ان هناك تراجعاً عن موقف المعارضة السابق.

وقالت المصادر ان الجميل والحريري ركزا على وقوف قوى 14 آذار مع المبادرة وتشكيل حكومة وحدة وطنية على أساس 13-10-7 الذي كان اقترحه موسى، ومع قانون انتخاب جديد على أساس القضاء. وكررا ما أعلنته الأكثرية في شأن الاستعداد للذهاب الى البرلمان بعد غد الاثنين لانتخاب العماد سليمان، على أن تناقش الأمور الأخرى لاحقاً.

وأبلغ موسى المجتمعين انه مضطر الى المغادرة مساء، مطالباً الفرقاء بالتواصل، وتهدئة الأجواء على أن يعود في الأسبوع الأخير من الشهر الجاري. واكتفى بعد الاجتماع بالقول ان الجميع متفق على ان العماد سليمان «هو المرشح التوافقي وان هناك مجالات اتفاق ومجالات تحتاج الى مزيد من النقاش». وأعلن انه مضطر الى المغادرة على أن يحصل اجتماع آخر لاحقاً، وأشار الى ان المعارضة ممثلة بالعماد عون كانت صريحة وواضحة وان النقاش كان ودياً. وشدد على أن ليس هناك تفسير جديد وقديم للمبادرة بل تفسير واحد، ونفى أن يكون بحث في إمكان تدويل الأزمة في لبنان مع مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ولش خلال لقائهما في القاهرة الثلثاء الماضي. وزار موسى الرئيس بري بعد انتهاء الاجتماع، واختلى به لساعة طالبه خلالها بري بالبقاء في لبنان وعدم مغادرته لاستكمال جهوده ومساعيه، بعد أن عرض له نتائج الاجتماع الرباعي. فطلب منه بري البقاء، فسأل الامين العام على اي اساس سيبقى، فاجابه رئيس المجلس: «انا مستعد ان احكي معك بافكار معينة، واتمنى ان تبقى». وهذا ما حصل. وبعد القاء انتقل موسى لزيارة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، ومن ثم التقى النائب الحريري حتى ساعة متقدمة ليلا.

رواية المعارضة

وقالت مصادر في المعارضة المسيحية ان النقاش خلال الاجتماع الرباعي كان سياسياً وتمحور حول انعكاس الأزمة الرئاسية الحالية على الوضع اللبناني بمجمله والقلق العربي حيال استمرارها. وأوضحت المصادر ان موسى أعرب عن استعداده لتقبل أي اقتراحات يتفق حولها كل من المعارضة والموالاة، وانه وخلال البحث في تفاصيل التركيبة الحكومية أبلغ موسى العماد عون ان رئيس المجلس النيابي موافق على صيغة المثالثة في توزيع الحصص داخل الحكومة، وان عون أجاب موسى بأنه ليس على علم بهذا الأمر، معرباً عن استعداد المعارضة للبحث في هذا الأمر. ولكنه سأل موسى عما اذا كانت الموالاة تقبل بهذا التفسير.

وتابعت المصادر في المعارضة المسيحية ان جواب الحريري لم يكن واضحاً وكان ميالاً الى رفض الاقتراح، مطالباً بصيغة متكاملة لمناقشتها. وحسب المصادر نفسها اتفق في النهاية الاجتماع على تحديد موعد آخر له في 24 شباط وبعد انتقال العماد عون الى منزله من الاجتماع الرباعي وافاه كل من النائب علي حسن خليل ومعاون الأمين العام لـ «حزب الله» الحاج حسين الخليل للاطلاع منه على ما دار في الاجتماع الرباعي وتبلغ عون والنائب خليل والخليل أثناء اجتماعهم الإعلان عن تأجيل موسى مغادرته لبنان بعد لقائه بري

 

مار مارون والتخلي عن الصغائر

بقلم كلوفيس مقصود

اعتقد ان الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى يعرف ان هذا اليوم هو عيد مار مارون القديس الذي جاء من سوريا واستوطن لبنان، ولعله يعرف ان وجوده اليوم في بيروت يجب ان ينتزع من الاطراف المتنازعين التزاما لينتخبوا العماد ميشال سليمان حتى لا تبقى رئاسة الجمهورية في حالة الفراغ التي هي فيها، وان تكون مناسبة هذا العيد الوطني للبنان، عيد ابي الطائفة المارونية، الفرصة التي يحتل فيها الرئيس التوافقي موقعه اخيرا، ويكون العيد... عيدا. واذ نجد انفسنا مضطرين الى حض الاطراف عاطفيا، فلعل ما قد يعوض الافلاس السياسي المستعصي على اخراج لبنان من هذا الاختناق، ادراك الطاقم المتحكم بشقيه "الموالي والمعارض"، وخصوصا الموارنة في كل من الطرفين، ان ابقاء الفراغ في هذا الموقع هو قمة التخلي عن المسؤولية المعنوية، اضافة الى المسؤولية السياسية. لقد حان الوقت لانهاء هذه المهزلة – المأساة، كما حان الوقت لوقف النزف في صدقية لبنان الواحد، وفي التعريف بعروبته، وفي كونه الاطار الابرز لحوار الثقافات، وبالتالي لعالمية لبنان.

واذا كان لتمديد وجود الامين العام للجامعة معنى، فان عليه اللجوء الى اسلوب الحض، اذ لم يخطر في بالي يوما ان الجأ الى توظيف مناسبة دينية لهدف سياسي، الا ان اللبنانيين و"المبادرين" العرب استنفدوا كل الخيارات المتاحة ديبلوماسيا واعلاميا وسياسيا وفكريا ووجدانيا، وعلى كل الصعد الدولية والعربية واللبنانية وباءت كل المحاولات بفشل معيب، واذا كانت مناسبة عيد مار مارون تدفعنا الى التخلي عن لاطائفيتنا، فهذا انحراف صار في هذا الزمن الرديء مطلوبا بالحاح.

فالى صديقي واخي السيد عمرو موسى، اقول: "وظّف، بل استغل، ولا تتردد، هذه المناسبة لوضع حد للاستعصاء، لعل "كبار الطاقم المتحكم" بشقيه الموالي والمعارض يتخلون عن صغائرهم وارتهاناتهم ويصبح عيد مار مارون عيدا وطنيا بمعنى تجاوز صغائر "الطوائفية"، ومماحكاتها ولا يكون لبنان كما وصفه الشاعر احمد الصافي النجفي عندما استُقبل المندوب السامي الفرنسي قبيل الاستقلال ساعة شاهد منظر الترحيب:

"لقد سموك لبنانا كبيرا، وانت تصر على ان تبقى صغيرا".

مناسبة عيد مار مارون، ومساهمات المقاومة وذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري يجب ان تعيد اللحمة التي غيبها الكثير من المندوبين السامين الحاليين، ولا يطلع شاعر عربي جديد يدين صغارة لبنان، بل يكون 11 شباط هذه السنة عودة "الكبير" الى لبنان العربي الواحد بجدارة واستحقاق.

 

المارونية العالمية

بقلم الأب نبيل مونس (•)     

منذ انبلاج الوعي الاول لتلك الرسالة السموية المتجسدة في أرواح مشتعلة بالمحبة المطلقة هؤلاء النساك من مارون وتلاميذه غمروا الارض بالقوة الالهية ورفعوا الانسان الى أعلى درجات قمم الروح والمجد الالهي. لأنهم تاهوا في القفار لم يهابوا قوى الطبيعة ووحوش الارض وعنف الانسان. لم يتراجعوا عند تحديات الذات ومعارك الروح وصراع القوى غير المرئية وقهروا أعداء الخير أبناء الظلمة البرانية. منذ سفر التكوين للروح المارونية ولدت عند الذين قاربوها بالنظر او بالمكان او بالقاء تساؤلات كبيرة.

من هم هؤلاء النساك؟ بشر أم ملائكة؟ أرواح حق أم سلاطين سحر وشعوذة؟ من أين لهم هذه القدرة؟ كيف قهروا الجوع والبرد وسدوا أفواه الاسود، وشربوا العلقم والسم ولم يموتوا؟ سنين طويلة من السهر لم يغمض لهم جفن، كالرمح صامدون فوق الاعمدة مصلوبين مسلوقين لم يسقطوا، لم يهووا الى القعر، الى التراب، الى النفايات، الى النهاية؟ جيوش عبرت فوق أجسادهم، منها ما قدم الى الوحوش ومنها ما قطّع ونشرت مفاصله ليستسلم للقدر، للموت، للاهانة لكنهم انبعثوا من اللاوجود، انتصروا من الرماد، ارتفعوا فوق الجبال، اقتلعوا كل رماح الطعن. معهم تحولت السهام الى غيث من الامطار من الخير وأسقطوا نار السماء وصواعقها روحا جديدا يرفرف على شكل حمامة سلام. لم يلفوا بعد المسكونة كلها لأن الساعة لم تأت بعد. كثرت الاسئلة. كيف استطاع هذا الشعب الصغير ان يصمد وهناك حضارات وقلاع وامبراطوريات غلبهم الحسد وساقهم الى الجحيم، الى الفناء الى العدمية الساحقة.

اليوم اليوم وليس غدا نطرح السؤال. أبناء هذه المارونية انهم أمام الأعين عند متناول القبضة المسددة القاتلة، انهم اليوم تحت المجهر العالمي. الكل ينظر كيف تتطاير أجسادهم كالشظايا عند كل انفجار. الكل يعلمون ما يحاك من مؤامرات ودسائس داخلية وخارجية من أجل قطع عروقهم المتجذرة في أرض الوطن المغذية للحياة في جسم لبنان المصلوب. انهم مجلدون، يقطعون، يرمون في الساحات العامة أم ينفون ويهجرون. يحاصرون، يجزأون، يستقصون، يقذفون نحو المياه الباردة، فتتلقفهم العناية الالهية فتحول حيات الارض وكلاب البحر الى حيتان، الى آيات في وجه جيل شرير، زان يلج في طلب آية، ولن يعطى سوى آية يونان النبي "(متى 12/39) انها آية المارونية العالمية. ليعلم كل العلماء، علماء التوراة، علماء الكون، علماء الكتاب وعلماء الشريعة والحياة. أنكم قبضتم على مفتاح المعرفة، فلا أنتم دخلتم ولا تركتم الآتين يدخلون. فيا أيها العقلاء والقارئون انكم من يعرفون كل المعرفة ما من محجوب الا سيكشف (متى 12/2) ومن أخذ بالسيف يؤخذ (متى 26/25) فلا ندخل في التجربة، اننانساق كل اليوم الى خدع الشرير فلا ننخدع. التاريخ خير مثال ومعلم.

أجل إنني صوت صارخ من بعيد، أقول لكم سيؤدي هذا الجيل الحساب عن كل ما سفك من دم الأنبياء (لوقا 12/51050).

آية المارونية العالمية:

من اين اتت تلك الآية؟ وهل سيُسمع انذار يونان؟ اننا في زمن التوبة ام في زمن الانحطاط والشك والخيانة والانهيار؟ لقد فوجئنا بآية ليست في الحسبان. لم يُخطط لها، انما ولدت في قلب الارض من الاحشاء وتمخضاتها ولياليها المثلثة الايام. انها ليالي الارواح المقدسة، انها احشاء الابرار الصائمة الصارخة في وجه الموت والخطيئة والزنى، انها في قلب الايادي البريئة من الخطيئة الاصلية من الدماء والنار والغضب والقتل والشهوة والسلطة. انها حاضرة في الكواكب الثلاثة شربل والحرديني ورفقا، انها تستمر وتنتشر آية للخلاص، والحكمة والمحبة والسلام في ثلاثية الكواكب الجديدة الاخ نعمة والاب يعقوب الكبوشي والبطريرك اسطفان الدويهي. لم يأتوا بمشيئة بشرية او رفعوا فوق الرماح بارادة حديدية، تجيش شعبي او عسكري، انما ظهروا كما تطل علينا النجوم في دورانها وتشرق الشمس بقوة انوارها فوق تلالنا وودياننا وهي تضيء الارض كلها وتلامس وجه الانسان اينما كان وتدفىء القلوب وتلين الاجساد وترطب الحياة.

اليوم من جديد وقف العالم امام الضوء الصاعد في قلب العالم الآية المارونية العالمية، قديسون جدد من لبنان. ما هذه الآية؟ ما هذا القول؟ ما الهدف منه؟ أنحن امام ولادة منظمة جديدة تتخطى الامم وفيديرالياتها؟ اين هذه المارونية العالمية من الواقع الملموس للوجود؟ هل هناك اعتراف بها او قبول ذاتي ودولي وديني وجماهيري وكنسي ام انها تتمظهر فوق الحكومات والانظمة او العكس؟ بل العكس، فانها متخفية في قواعدها لا تعرف من كوادرها الا الرؤوس الجليدية التي تطفو فوق المحيط الكبير عند القطبين الجاذبين للشمال وللجنوب. انها تطفو فوق كل المياه، تعوم على الوجوه، تتناقلها الرياح التي تهب كيفما تشاء، انها تتمخض وتصرخ متوجعة. اننا امام رؤيا، انها المرأة المتشحة باكليل من نور من اثني عشر كوكبا، انها الآية العظيمة التي ظهرت في السماء، انها ام الفضائل – على وشك ان تلد، لن يبلع التنين ولدها، لكن فضائلها وصلت الى اقاصي الارض (رؤيا 12).

مارونية الفضائل

هذا ما ارتفع في قلب العالم فوق جدران المعابد العالمية المنتشرة فوق الارض. يوم اعلن البابا بينيديكتوس السادس عشر ان الاخ نعمة الراهب مكرم والاب يعقوب الكبوشي الراهن الكاهن للتطويب. ان وجه شربل يدور دوران الكرة الارضية، عجائبه فضائله وفضائل اخوته الحرديني ورفقا تطال كل القلوب تقفز فوق الحضارات تقرع ابواب المنازل لا تفرق بالاعتاب. انه مثال الفضائل الرهبانية والانجيلية من العفة والفقر والطاعة، من المحبة والايمان والرجاء، من التضحية والتواضع والتجرد حتى عن الذات، من الصبر والصوم والصلاة، من التقشف، والمشاركة والخدمة باعمال الرحمة واعمال الخير واعمال الحسنة، بالوداعة والغفران والفرح، بالعطاء الدائم، بكرم الاخلاق، بالتكريس للآخرين، بالثقة الكاملة، بالكلمة المقدسة، بحفظ اللسان، بلجم الحواس. تعذر كل شيء تتحمل كل شيء تجهد باللطف، تمارس الضيافة من غير تذمر، تسعى نحو المواهب العظمى مواهب الروح لكنها دوما متلحفة بثوب القناعة، تتألم مع المتألمين وتفرح مع الفرحين، تسعى دوما الى البر الى رياض الصالحين. تلقى دوما وابدا جميع همومها وهموم العالم في يد الله القادرة، ثابتة على الايمان وراسخة على الرجاء الصالح. هذه الفضائل وان نقبنا فيها هي مرسومة في قلب كل انسان او ضمير يحلم بالسلام والاخوة والامان. ما يجعل مارونية الفضائل عالمية هو ان ابناءها سعوا لم يتراجعوا حتى في زمن التخلي والتجربة عن ممارسة الفضائل، والتشبث بها. جذبوا اليها الكثير من المترددين، المتمردين والمشككين، من اتــعبهم الانسان والشيطان والنـــسيان والـــحرمان.

مارونية القيم

ما يجعلنا يتصل ببعض، ما يحملنا على التواصل والانعتاق، ما يدفعنا خارج الاقفاص والاحقاد والزحف تحت الاثقال، العمودية الذاتية، مأسورين الى التقوقع والعزلة هو عالم القيم. يمكننا ايضاً القول بأن البقاء والخلق والابداع والوجود لا استمرارية لها الا في عالم القيم، فإن الشعوب والأوطان والعالم باق. إن بقيت زالوا إ ن زالت أو اندحرت. كذلك وراء الحضارات الكبرى والعظمى كان هناك شعب او قائد او عالم او نبي او حالم او كتاب في فلسفة القيم في تراثها وتفاعلاتها وابعادها وهيكليات التعامل فيها وتطبيقها والعيش منها. حضارات عملاقة سقطت يوم تخلت وتخلفت عن اللحاق بهذه القوى الاساسية التي ترتفع عليها اعمدة البناء وما هي إلا نقط الارتكاز الاولية التي ادعوها من جديد القيم. لم ترحم هذه القاعدة. لم يخرج عنها قط احد. لن تستقيم امة ولن يستمر حكم ولن يبقى شعب او حضارة ان لم تقم قيامة القيم. هنا يكمن الجواب الاكبر: لماذا لم تسقط الاعمدة الخالدة للمارونية في لبنان او في العالم. لأنها التصقت وحتى هذه الساعة بقيم الانسان والروح والاخلاق. فالحق عندها يعلو ولا يعلى عليه. حق الانسان اي انسان. حق الاوطان اي اوطان، حق العبادة لكل الاديان، حق الوجود في الارض، في الحياة، في الاحشاء، في المدرسة، في المعبد، في الحقل، في المنزل، في الخبز، في الملبس، في العمل، في الفرص، في الحب، في السفر، في السياسة، في العدل، في القرار، في الخيار، في الحكم، في القول، في القلم، وفي الحرية ودائماً في الحرية لأن الحق وحده يحرّر.

الخلاصة

انني أحلم حلماً كبيراً، انني اسمع اجراس الحق تقرع، انني ارى الجبال تتلاقى وطريق الحق والحياة يعبر في الارض يلف حدود الكون، انني اشاهد عالماً جديداً، مدينة عظيمة منورة في قلبها مائدة وفي وسطها شجرة الحياة وعلى يمينها وشمالها انتصبت صفوف من اشجار الفضائل وفي صحونها وكؤوسها طعم الحرية، يجلس على عرشها الحق وقيمه، ابوابها مشرعة لطالبي الحكمة والعدل والمعرفة. الروح فيها يجمع، المواهب كلها تعمل في روح واحد، لأنها تنبع من قلب واحد وهو قلب الله.

(•) راعي كنيسة مار افرام في سان دييغو – كاليفورنيا.

بقلم الأب نبيل مونس (•)     

 

ماذا يجري في جبيل؟

موقع القوات اللبنانية/تبدو الطبيعة الرائعة في جرود بلاد جبيل هادئة تماما ولا شيء يعكر سكونها ورهبة وديانها الساحقة، والسكان الصامدون هناك في فصل الشتاء لا يتجاوز عددهم بضع مئات من اصل عشرات الالوف من المواطنين الذين ينزلون الى الساحل بعيدا عن الثلوج والزمهرير شتاء. لكن الاحوال ليست تماما على هذه الصورة من الطمأنينة والسكون والاخبار والاشاعات تسري مثل النار في الهشيم عن تبدل الاحوال في الجرود، وسماسرة العقارات الباحثون عن العقارات لشرائها يثيرون قلق الاهالي ومشاعرهم، خصوصا ان اخبار مشاريع التغيير الديموغرافي تملأ وسائل الاعلام وتحتل حيزا واسعا من النقاش الملتهب بين مكونات المجتمع اللبناني. واتى خبر قيام "التعبئة الاجتماعية" في "حزب الله" باقامة حفل زفاف جماعي ل 40 ثنائيا في بلدة لاسا الشيعية، بحضور النائب عباس الهاشم ومباركته ليضيء على اكبر عملية استيطان تتم في تلك الانحاء في غفلة عن النواب المسيحيين العونيين والاهالي الذين لا يعرفون ما يحيكهم لهم "حزب الله" من مصير اسود.

وللاطلاع على المشكلة لا بد من تحديد الجرود التي اثيرت التساؤلات عنها والتي تتصل  شرقا بحدود محافظة البقاع، وقضاء بشري شمالا وجرد كسروان جنوبا. وتضم  مساحات واسعة في خراج بلدة العاقورة الجبلية تمتد الى قناة الري في بلدة اليمونة البقاعية، بلدة المطران شكرالله حرب والتي كانت بلدة مسيحية ولا تزال كنيسة السيدة قائمة فيها حتى يومنا هذا. هذه الاراضي كانت مشاعات لقضاء جبيل وكانت دائما عرضة لتعديات الرعيان الاتين من البقاع والشمال مع قطعانهم، وهكذا تولى اهالي العاقورة قديما مسؤولية رد الاعتداء عن هذه البقعة، وكانوا يطلبون المال لقاء الحماية التي يوفرونها للجرد الشاسع الذي تبلغ مساحته 150 مليون مترا مربعا. ولاحقا وبعد قيام الدولة اللبنانية بتنظيم ادارتها بادرت وزارة الزراعة وبلدية العاقورة الى تضمين مراعي الجرد بمبلغ 75 مليونا في السنة. وكان الذين يستثمرون هذا الجرد يعمدون بدورهم الى تضمينه لرعيان قطعان المواشي الكبيرة التي كانت تسرح في الجرد خلال فصل الصيف. لكن هذا الوضع تغير مع اندلاع القتال في لبنان العام 1975 بين المنظمات الفلسطينية وحلفائها من جهة واحزاب "الجبهة اللبنانية"، فكان ان اندفعت الفصائل الفلسطينية المسلحة من ناحية اليمونة، وارتسمت خطوط تماس بين الجانبين وتمركز لواء اليرموك التابع لجيش التحرير الفلسطيني على جبهة العاقورة ، واستمرت هذه الجبهة قائمة بين اهالي المنطقة و "القوات اللبنانية" ولاحقا الجيش اللبناني ومن ناحية اخرى التنظيمات الفلسطينية المسلحة التي اخلت مكانها لقوات الجيش السوري الذي حول المنطقة الى خطوط دفاع عسكرية ضخمة واستمر في احتلاله للمنطقة الى حين انسحابه العام 2005.

بعد استتباب الامور عادت بلدية العاقورة ووزارة الزراعة الى استثمار الجرد ولكن مع تعديلات كبيرة، فقد اقتطع اهالي اليمونة مساحات واسعة من الجرد ومنعوا البلدية من الافادة منها لأسباب عدة، فكان ان تطور الخلاف وانتهى بتدخل الجيش بين الطرفين ورسم خطا فاصلا اصبح ثابتا مع مرور الايام رغم ان الامور واضحة قانونيا.

المحور الثاني في جرود جبيل هو خط بوداي – المنيطرة – افقا- لاسا والذي وصلت اليه الحرب عام 1975 لكنها توقفت بسبب العلاقات الاجتماعية بين الاهالي، وعدم تسلل التنظيمات الفلسطينية المسلحة الى تلك الناحية بكثافة. واقتصر الامر على انتشار بعض الفصائل اليسارية والاسلامية في بلدة آفقا التي ينتمي معظم ابنائها الى آل زعيتر احد اكبر عشيرتين شيعيتين في البقاع (الثانية عشيرة آل شمص). وفي حين انسحب محازبو الاحزاب اليسارية من المنطقة الى خارجها، التحق شباب من القرى باحزاب "الجبهة اللبنانية" مثل الكتائب والاحرار، وكان واضحا ان هناك تفاهما ضمنيا على عدم قيام اي من الفريقين المتنازعين بأي استفزاز او محاولة لتوريط المنطقة الجبيلية الجردية في صراعات غير مفيدة، وكان للاحزاب التاريخية مثل الكتلة الوطنية وعميدها ريمون اده والكتلة الدستورية دور في منع انفلات الامور ووأد الفتنة. واستمرت الامور على ما هي عليه طيلة سني الحرب وما اعقبها، الى عام 1990 عندما انهارت المناطق الشرقية واحزابها وعاد من غادر القرى الجبيلية الشيعية اليها لتبدأ المشاكل اعتبارا من عام 1994 .

 لاسا وآفقا والقصة المكررة

المفارقة ان 80 في المئة من اراضي آفقا والجرود المحيطة بها هي اراضي تابعة لبطريركية المارونية، والمثير في الامر ان وكيل البطريركية في المنطقة والمسؤول عن اراضي الوقف هو من آل زعيتر من آفقا ويدعى قزحيا موسى زعيتر، ويقال انه اطلق على احد ابنائه اسم مارون. لكن ما يدعو الى القلق ان اراضي افقا وجردها الشاسع جدا الذي تملك البطريركية المارونية غالبيته، هو من الاراضي غير الممسوحة وفي هذه الحال فأن مختار البلدة هو بمثابة قاض سجل عقاري. ويقال ان هذه الوضعية اضافة الى الفوضى الكبيرة التي حدثت اثناء الحرب ادت الى سيطرة الاهالي على مساحات واسعة من اراضي بكركي استنادا الى شهادات العلم والخبر العقارية التي وقعها المختار. واذا اضيفت الى هذه العوامل لا مبالاة الصرح البطريركي ووقف مار عبدا الماروني وتحديدا المطارنة شكرالله حرب، انطوان عنداري وغي نجيم  فيمكن ان يتصور المرء حجم العقارات التي جرى وضع اليد عليها من غير وجه حق.

وتنسحب هذه المشكلة ايضا على بلدة لاسا المجاورة لبلدة آفقا والتي تبلغ مساحة خراجها حوالى ثلاثة ملايين متر مربع، منها مليوني متر مربع ملك كرسي مطرانية عرمون (المطران نبيل عنداري) ومليون متر مربع لأهالي البلدة الذين يتوزعون بين 90 في المئة شيعة و 10 في المئة مسيحيين من عائلات سيف الدين والمقداد وعبيد والشامي. ويروي المعمرون في المنطقة ان الكنيسة المارونية اشترت منطقة لاسا بكاملها عام 1863 ووقدمت الاراضي الى الفلاحين للافادة من تلك الناحية ذات الاراضي الخصبة والينابيع الوفيرة، وبنيت كرسي مطرانية مارونية في تلك الانحاء لا تزال اثارها قائمة حتى اليوم. اما كيف وصل مليون متر مربع من الاراضي الى الاهالي فلذلك قصة تروى، ذلك ان البطريركية قامت خلال الاحداث بضمان عقاراتها الشاسعة الى المرحوم الدكتور فؤاد الشمالي الذي استثمرها زراعيا في شركة "شال".

وبالعودة الى تاريخ تملك الكنيسة المارونية لتلك الاراضي فهي اشترت غالبيتها من الشيعة عام 1863، واحتفظ الشيعة من الاهالي ببعض العقارات. ولكن التعديات الحديثة مكنت ابناء لاسا وآفقا من التعدي على اراضي الكرسي الماروني ووضع اليد على ما استطاعوا من عقارات على حساب المليوني متر المملوكة من الكنيسة. وهكذا انتقل حوالى مليون متر مربع من ملكية الكنيسة المارونية الى الشيعة من غير وجه حق. وكنتيجة لهذا الوضع غير الطبيعي فوجئت الكنيسة عام 2001 بالشيخ عيتاوي يدخل الى كنيسة السيدة الاثرية في لاسا والتي جرى بنائها عام 1963، معلنا ان هذه الكنيسة متنازع عليها عقاريا وهي مصلى لآل حمادة الذين كانوا يسكنون المنطقة منذ مئات السنين وانه يريد اعادتها الى آل حمادة. واما هذا الوضع عقدت اجتماعات عدة بين رئيس البلدية محمد المقداد والمطران نبيل عنداري والنائب السابق فارس سعيد واهالي البلدة من المسيحيين والمسلمين وتدخل "حزب الله"، وتم الاتفاق على سحب المشايخ من الكنيسة القديمة وحلت المشكلة مؤقتا علما ان المسيحيين طالبوا المطرانية بوضع صليب على الكنيسة لحسم هويتها لكن شيئا من ذلك لم يحصل كما لم يحصل اي شيء بالنسبة الى السيطرة على الاراضي وتسجيلها بأسم الاهالي من غير وجه حق . 

بوداي – عمشيت

لكن المشكلة في جرود العاقورة ولاسا وافقا لا تنتهي بالسيطرة على عقارات البطريركية، بل تمتد نزولا في اتجاه البحر المتوسط، ذلك انه ورغم وجود شبكة طرق محترمة ومعترف بها تربط كل انحاء المنطقة من الجرد نزولا الى الساحل، وتضم طرقا معبدة وواسعة مثل طريق عنايا - مار شربل. الا ان الاهالي فوجئوا عام 1994 وفي عز الهيمنة السورية  ورغم ان الامور كانت هادئة بين السكان ولا يعكر صفوها اي حزازات ومناكفات،  بالحكومة اللبنانية تقرر فجأة استملاك الاراضي ما بين بلدة بوداي البقاعية وبلدة آفقا في جرود جبيل. وانطلقت الجرافات لشق الطريق عام  1995 ، تحت عنوان ربط المناطق اللبنانية وتسهيل امور المواطنين الحياتية، علما ان المسافة من جبيل الى افقا هي اقصر بكثير منها بين افقا وبوداي وحدث بعلبك. لكن الكلام اخذ ينتشر بين الاهالي عن عنوان اخر هو ربط البقاع الشيعي بمنطقة جبيل الشيعية، وعن خط انتشار شيعي من حدث بعلبك – بوداي الى عمشيت لشق المنطقة المسيحية في جبل لبنان الى قسمين.

كبرت علامات الاستفهام عن المغزى من شق هذا الطريق وبهذه السرعة، وازدادت التساؤلات حدة مع الشروع في ربط الطريق الجديد بأخرى جديدة تمر عبر قرية لاسا الشيعية وتنحدر منها عبر طبيعة وعرة جدا الى قرية شيعية عند ضفاف نهر ابراهيم تدعى قرقريا، وتمر هذه الطريق ايضا في عقارات تملكها البطريركية المارونية، وجرى تنفيذ هذا المشروع غيلة وبسرعة فائقة خلال ايام الوزير نجيب ميقاتي الذي كان وزيرا للاشغال العامة في احدى حكومات رفيق الحريري. ويروي العارفون ان النائب حسين الحاج حسن كان يتابع موضوع شق الطريق التي تربط افقا ولاسا بقرقريا لأن كل عائلات البلدة الاخيرة هم من آل الحاج حسن. ولا تنتهي قصة الطريق الاستراتيجي في قرقريا بل تعبر نهر ابراهيم الى قرية تدعى فراط يسكنها آل علام وهي متصلة ببلدة اسمها علمات يسكنها الى عواد وحيدر احمد ، والتي تتصل بدورها بقرية مشان الشيعية التي تتصل بدورها بطورزيا وراس اسطا (الواقعة على طريق عنايا - مار شربل) وتتصل ايضا ببلدتي بشتليدا وفدار ومنهما الى كفرسالا (الحي الشيعي في عمشيت) الذي اصبح مركز استقطاب لعشرات العائلات الشيعية التي تقطن المنطقة للسكن فيها بحيث يتوقع ان تصبح كفرسالا في وقت قريب جدا اكبر من بلدة عمشيت وضاحية جديدة او مربعا امنيا في قلب جبل لبنان المسيحي.

ويروي العارفون انه وخلال العام 1993 جرى تلزيم دراسة وادي نهر ابراهيم المصنف على لائحة التراث العالمي كأحد المواقع الطبيعية الرائعة الجمال في لبنان والشرق الاوسط والعالم، والذي يفترض منع البناء فيه. وجاءت نتيجة التصنيف متناسقة مع مشروع الطريق، حيث سمح للقرى الشيعية بالبناء واستخدام عقاراتها لهدف السكن في حين لم يسمح للقرى والبلدات المسيحية بذلك وفرضت عليها شروط قاسية للبناء، وكان المسؤول عن هذه الدراسة السيدة د. ابراهيم من بلدة طورزيا الشيعية. 

الاهالي في جرود جبيل ينظرون بريبة الى ما يدور ويستهجنون هذا الاصرار المتمادي على شق هذا الطريق من لاسا الى قرقريا وفراط، والذي يؤمن التواصل بين القرى الشيعية في بعلبك وجبيل دون حاجة الى المرو في البلدات والقرى المسيحية. وهم يعتبرون ذلك خطوة مرفوضة في بلاد جبيل التي اعتادت التعايش المشترك ولم تشهد ضربة كف طيلة الاحداث. وتزداد المخاوف مع الاخبار التي تسربت عن قيام شقيق النائب عباس الهاشم علي حسن الهاشم بمحاولات مستميتة لشراء العقارات في منطقة اللقلوق وتحديدا عن طريق وسطاء من النائب ميشال فرعون الذي يملك اراضي هناك ورفض بيعها الى الهاشم لمعرفته بحقيقة ما يهدف اليه. وعلى ذمة الاهالي في جرد جبيل فان هذا الخط استخدم خلال حرب تموز 2006 لنقل التموين الى "حزب الله" ولتأمين تحرك قياداته في شكل سري وبعيدا عن الاعين. ويروي الاهالي ان السبب المباشر لقصف الجسور في المعاملتين وجبيل، كان محاولة اسرائيلية لأغتيال ضباط ايرانيين رفيعي المستوى كانوا يتنقلون بأستمرار على هذا الخط بين سوريا والبقاع وجرود جبيل وصولا الى الضاحية الجنوبية، وان الطيران اصاب موكب الضباط في شكل مباشر ونقلوا الى احد مستشفيات كسروان حيث قامت الاجهزة الامنية بنقلهم على وجه السرعة الى مكان مجهول.

ومشاريع شق الطريق لا تتوقف عند حدود قضاء جبيل وتاليا شق المناطق المسيحية تاريخيا في جبل لبنان الى نصفين، بل يمتد الى قضاء كسروان وذلك من خلال الاصرار على شق طريق من بلدة قرقريا الى المربع الشيعي في كسروان والذي يضم بلدات المعيصرة والزعيترة وغيرها وصولا الى بلدة يحشوش التي تضم 85 صوتا شيعيا بين ناخبيها. وهذا ما يتيح الربط ايضا بين بعلبك والعقيبة في كسروان والاشراف على مصب نهر ابرهيم  المطلة على الطريق الدولية. واذا اضيفت الى هذه الوقائع المعلومات المتداولة عن توزيع الاسلحة وتخزين كميات ضخمة من السلاح الثقيل والمتوسط والذخائر في جرود جبيل لصالح "حزب الله" لأمكن الحديث عن مشروع متكامل لأسقاط مناطق جبيل وكسروان بالضربة القاضية .

والسؤال الكبير الى كل المسيحيين والى البطريركية المارونية هو : لماذا شق هذه الطرق وهل هي للسياحة، علما ان المنطقة تملك شبكة جيدة من المواصلات، ام هي لغرض امني او للوصول الى تغيير ديموغرافي من خلال دفع جماهير الشيعة من البقاع الى جبيل وكسروان. وما هي صحة المعلومات عن نقل كميات كبيرة من الاسلحة الى هذه البلدات الشيعية وما هي وجهة استخدامها ؟  

 

النائب نقولا: تأجيل جلسة انتخاب رئيس للجمهورية جاء بطلب من النائب الحريري

وطنية - 9/2/2008 (سياسة) كشف عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب نبيل نقولا في حديث الى تلفزيون ال OTV "أن جلسة انتخاب رئيس للجمهورية المقرر عقدها في 11 الحالي قد أجلت بناء على طلب رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري، الذي يريد التفرغ لتحضيرات 14 شباط".

النائب نقولا نفى "ان يكون الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى من طرح المثالثة في الاجتماع الرباعي الذي عقد امس بل كان ذلك سؤالا افتراضيا من الحريري"، مؤكدا ان "لا خلاف بين رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون ورئيس المجلس النيابي الاستاذ نبيه بري".

وانتقد النائب نقولا "الموالاة التي لا تتعامل بجدية مع المشاورات الجارية"، متهما اياها بالسعي الى "تعطيل الجلسة النيابية وبالتالي محاولة التضييق على الرئيس الجديد بالطريقة نفسها التي حصلت مع الرئيس الاسبق اميل لحود".

ورد النائب نقولا على تهجم رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط على مقابلة رئيس التكتل العماد ميشال عون والأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله التلفزيونية الأخيرة، مشبها طلات الزعيم الدرزي ب"دراكولا ومصاصي الدماء"، وذكره بالمثل الشعبي القائل: "من بيته من زجاج لا يراشق الناس بالحجارة"، لافتا الى ان "من الأجدى لو يعيد النائب جنبلاط المهجرين الى الجبل".

ولم يستغرب النائب نقولا ان يصدر هذا الكلام "ممن لا تزال تراوده أحلام التقسيم والتهجير"، متمنيا "أن تتعمم ورقة التفاهم بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" على مجمل الشعب اللبناني".

 

النائب خليل ردا على النائب مكاري: فريقك هو من عطل الحياة النيابية

وطنية- 9/2/2008 (سياسة) أدلى النائب علي حسن خليل، ردا على نائب رئيس مجلس النواب النائب فريد مكاري، بما يلي: "ان من عطل الحياة النيابية هو فريقك الذي رفض منطق الشراكة التي وحدها تحمي وتطور الحياة السياسية في لبنان والتي اكد عليها الرئيس بري دوما وآخرها خلال اليومين الاخيرين مع الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى".

 

حقائق الصراع السوري - العربي حول لبنان: لماذا حاولت دمشق اسقاط ترشيح سليمان ونسف المبادرة ؟

بقلم عبد الكريم أبو النصر

المجموعة العربية – الدولية الداعمة لبنان المستقل المتحرر من الهيمنة السورية هي في حال تأهب سياسي وديبلوماسي وامني ومتابعة دقيقة لكل ما يقوم به نظام الرئيس بشار الاسد في الساحة اللبنانية من اجل منع تفجير الاوضاع الامنية على نطاق واسع بأيدي حلفاء دمشق لأي سبب من الاسباب.

وهذه المجموعة، التي تضم خصوصا مصر والسعودية واميركا وفرنسا وعددا من الدول الاخرى البارزة والمؤثرة، لم تتراجع اطلاقا عن التزامها القوي حماية استقلال لبنان وسيادته والعمل على معالجة ازمته المعقدة ومنع تدهور الاوضاع الامنية فيه، ولم تقلص دعمها لهذا البلد، خلافا لما يحاول القريبون من دمشق ايحاءه، بل انها وجهت اخيرا رسائل واضحة ومحددة الى القيادة السورية شددت فيها على انه ليس مسموحا لنظام الاسد تجاوز خمسة خطوط حمر في الساحة اللبنانية، لانه سيتحمل العواقب والمسؤوليات الناتجة من تجاوز هذه الخطوط".

هذا ما كشفته لنا مصادر ديبلوماسية عربية واوروبية وثيقة الاطلاع في باريس، واكدت ان هذه المجموعة حذرت نظام الاسد تحديدا من تجاوز الخطوط الحمر الخمسة الآتية:

أولاً، ليس مسموحا لنظام الاسد وحلفائه احباط المبادرة العربية ودفع الاوضاع في لبنان نحو المجهول. فانتخاب العماد ميشال سليمان كرئيس توافقي للبنان، وفقا لما تنص عليه المبادرة العربية، ليس مطلبا لبنانيا عاما فحسب بل انه ايضا مطلب عربي ودولي جدي لن يتم التراجع عنه نتيجة الضغوط او عمليات المماطلة السورية. واذا لم يتم انتخاب العماد سليمان رئيسا توافقيا في وقت قريب واظهر نظام الاسد وحلفائه تصميما واضحا على تعطيل اجراء انتخابات الرئاسة لاشهر اخرى، مع ما ستكون لهذا القرار انعكاسات مدمرة، فان ذلك سيكون مؤشرا واضحا الى ان المسؤولين السوريين يريدون فعلا دفع اللبنانيين نحو الاقتتال الداخلي الواسع. وستتعامل الدول المعنية مع سوريا على هذا الاساس وتتخذ اجراءات جديدة قاسية وحازمة ضد نظام الاسد، سواء في اطار مجلس الامن او على صعيد العلاقات الثنائية او على اصعدة اخرى.

ثانياً، ليس مسموحا اسقاط حكومة فؤاد السنيورة الدستورية والشرعية والمدعومة من الغالبية النيابية والشعبية بالقوة وعلى ايدي "حزب الله" وحلفائه وبقرار سوري، لان ذلك سيعني في نظر الكثيرين انتصار طائفة هي الطائفة الشيعية على الطائفة السنية وطوائف اخرى عبر استخدام العنف والسلاح وليس عبر الانتخابات، مما يؤدي الى نسف صيغة تقاسم السلطة المستندة الى اتفاق الطائف ويهدد الوحدة الوطنية والسلم الاهلي ويدفع البلد نحو حرب طوائف طويلة لن يخرج حلفاء دمشق منها منتصرين.

فحكومة السنيورة تسقط إما بقرار من الغالبية النيابية في حال عاود مجلس النواب، المغلق منذ اكثر من سنة بطلب سوري، اعماله واجتماعاته، واما بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية، واما وفقا للاجراءات الاخرى المنصوص عليها في الدستور. واي حرب شيعية – سنية في لبنان ستكون لها انعكاسات خطرة على المنطقة وعلى العلاقات السورية – العربية والعربية الايرانية.

ثالثاً، المجموعة العربية – الدولية لن تسمح لنظام الاسد، مهما فعل وماطل وتهرب من التزاماته المختلفة، باسقاط لبنان كدولة ومؤسسات بالقوة المسلحة وبوسائل العنف المختلفة، بهدف اخضاعه مجددا للهيمنة السورية ولمصالح محور دمشق – طهران، لان ذلك يشكل تهديدا للامن القومي العربي ولموازين القوى في المنطقة ولمصالح دول عربية عدة، كما انه يشكل تهديدا لامن الدول الغربية ومصالحها.

رابعاً، المجموعة العربية – الدولية تحمّل نظام الاسد فعليا المسؤولية الاولى عن تعطيل الحياة السياسية وعرقلة ايجاد حل عادل ومتوازن للازمة اللبنانية. وهذه المجموعة لن تسمح لنظام الاسد بأن يواصل جهوده المعطلة هذه الى ما لا نهاية، وخصوصا ان هدفه هو انهاك الاستقلاليين اللبنانيين عبر استخدام وسائل غير شرعية، بل ان هذه المجموعة ستتخذ "في الوقت الملائم" اجراءات تصعيدية عدة ضد القيادة السورية لمحاسبتها على سياستها التدميرية هذه.

خامساً، المجموعة العربية – الدولية لن تسمح لنظام الاسد بتحقيق هدفه الاساسي غير المعلن وهو تعطيل عمل المحكمة الدولية المكلفة النظر في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وفي جرائم سياسية اخرى، بل ان دول هذه المجموعة مصممة على الذهاب الى النهاية من اجل محاسبة جميع المتورطين في هذه الجرائم ومعاقبتهم. وسيكون صدور القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الحريري وما يمكن ان يتضمنه من اتهامات لعدد من المسؤولين السوريين واللبنانيين ومن يرتبط بهم، الدليل الاقوى والاوضح على مدى الجدية والحزم في التعامل الدولي مع الذين يستخدمون سياسة الاغتيالات والاعمال الارهابية لمحاولة تحقيق اهدافهم.

خلافات جدية سورية – عربية

وكشفت لنا مصادر ديبلوماسية عربية وثيقة الاطلاع ان هناك خلافات جدية وعميقة بين الدول العربية المعنية بمصير لبنان وبين النظام السوري تتركز خصوصا على المسائل الاساسية الآتية:

أولاً، تريد القيادة السورية ان تبدي الدول العربية اهتماما بمصالحها ومطالبها في لبنان اكثر مما تبدي اهتماما بمصالح اللبنانيين وحقوقهم ومطالبهم المشروعة من منطلق "ان سوريا دولة مهمة وان لبنان بلد ثانوي صغير يمكن الاستغناء عنه" على ما قال مسؤول سوري لشخصية عربية بارزة، لكن الدول العربية المعنية بالامر تعارض كليا هذا المطلب السوري، المرفوض دوليا ايضا على نطاق واسع، كما ان الدول العربية ترفض تبني ودعم اي مطلب سوري ترفضه القوى الاستقلالية اللبنانية التي تشكل الغالبية.

ثانياً، يحاول السوريون باستمرار تفسير اي مبادرة عربية واجنبية تتعلق بلبنان وفقا لمفهومهم الخاص ولحساباتهم، ولذلك برز خلاف عربي – سوري عميق حول مفهوم المشاركة الحقيقية والمتوازنة في السلطة بين الافرقاء اللبنانيين. فالشراكة التي تريدها القيادة السورية تبدأ بموافقة المجموعة العربية على المساواة بين الغالبية والاقلية بحيث يتم الغاء نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت عام 2005 بعد الانسحاب السوري، وهو ما يضعف، في حال حصوله، الغالبية النيابية ويعزز مواقع حلفاء دمشق ويجعلهم اكثر قدرة على فرض هيمنتهم على السلطة. ووفقا لديبلوماسي عربي مطلع "فان هذا المطلب السوري يظهر ان نظام الاسد يريد تغيير مسار الاوضاع في لبنان لمصلحته بسرعة خوفا من المحكمة الدولية، كما يظهر ان هذا النظام ليس واثقا من احتمال فوز المعارضة المتحالفة معه في الانتخابات المقبلة". وهذا المطلب السوري مرفوض كليا من الدول العربية المعنية بالامر والتي تتمسك بوجود غالبية واقلية وباحترام ارادة اللبنانيين.

ثالثاً،ً الحل التوافقي للازمة اللبنانية يتطلب، وفقا للنظام السوري، إما سحب ترشيح العماد سليمان للرئاسة ودعم مرشح آخر تختاره دمشق، واما موافقة العرب على شروط دمشق لانتخاب سليمان رئيسا. وابرز هذه الشروط: ضرورة قيام سليمان بزيارة سوريا قبل الانتخابات والتوصل الى تفاهمات خطية محددة بينه وبين نظام الاسد، ومنح المعارضة الثلث المعطل في الحكومة المقبلة او توزيع الحقائب الوزارية بالتساوي بين الغالبية والمعارضة وميشال سليمان على اساس المثالثة.

كما تريد دمشق ان تختار هي رئيس الحكومة المقبل وليس ترك الغالبية تختاره وفقا لما ينص عليه الدستور. وهذا ما ترفضه الدول العربية الاخرى.

رابعاً، المجموعة العربية مصممة على ابقاء لبنان خاضعا للرعاية والحماية العربيتين والدوليتين لانها ليست راغبة في تكرار تجربة اتفاق الطائف الموقع عام 1989 اذ تخلت آنذاك عن الرعاية المباشرة لتطبيق هذا الاتفاق وتركت النظام السوري يتصرف كما يريد مما ادى الى ضم لبنان فعليا الى سوريا. والقيادة السورية منزعجة جدا من هذا الاهتمام العربي والدولي بلبنان، وتحاول بمختلف الوسائل دفع العالم الى التخلي عن اللبنانيين وتركهم يواجهون وحدهم مخططات دمشق. لكن كل هذه المحاولات السورية باءت بالفشل.

خامساً، الدول العربية المعنية بالامر تعطي الاولوية لانتخاب ميشال سليمان رئيسا وباسرع وقت ممكن ولو تم تأجيل قضية حكومة الوحدة الوطنية الى ما بعد تسلمه مهماته على اساس انه يستطيع القيام بدور توفيقي لتسهيل تشكيل هذه الحكومة.

لكن الحكومة السورية ترفض هذا الموقف العربي وتريد ان تقوم هي بالدور الحاسم في انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة الجديدة ولذلك تضع شروطا تعجيزية وغير دستورية عبر حلفائها لتأمين اجراء انتخابات الرئاسة. وبقدر ما تحرص المجموعة العربية على ملء مركز الرئاسة بسرعة وعلى وضع حد لمعاناة اللبنانيين، فان القيادة السورية مستعدة لاطالة امد الفراغ في موقع الرئاسة لاشهر اخرى في محاولة لتحقيق اهدافها، كما انها تستغل معاناة اللبنانيين لاضعاف القوى الاستقلالية. والواضح ان القيادة السورية هي التي تعمل على اضعاف نفوذ المسيحيين في لبنان، بالتعاون مع المعارضة، ومن خلال فرض شروط عدة على انتخاب رئيس الجمهورية خلافا لما ينص عليه الدستور.

دمشق وميشال سليمان

وفي هذا المجال كشفت مصادر ديبلوماسية غربية وثيقة الاطلاع في باريس معلومات جديدة توضح حقيقة الموقف السوري من مسألة انتخاب ميشال سليمان رئيسا للجمهورية وشددت على الامور الآتية:

أولاً، ان قريبين من القيادة السورية هم الذين يسربون عمدا الى جهات مختلفة معلومات عن "عدم رغبة" دمشق في انتخاب سليمان رئيسا، اذ ان انتخابه يضعف النفوذ السوري في لبنان اكثر لان قائد الجيش هو خيار عربي ودولي ولبناني في الدرجة الاولى ولن يكون منفذا للتعليمات السورية.

ثانياً، حاولت القيادة السورية فعلا نسف مبادرة الحل العربي وتجاوزها من خلال ارسالها اقتراحا الى الرئيس نيكولا ساركوزي عبر قطر يتضمن استعداد دمشق لتأمين انتخاب رئيس للبنان بسرعة وتذليل العقبات التي تضعها المعارضة اذا ما تخلى الفرنسيون عن دعم سليمان وتبنوا ودعموا انتخاب مرشح تطمئن اليه القيادة السورية كليا. وقدم السوريون الى الفرنسيين، عبر قطر، قائمة باربعة مرشحين للرئاسة مقبولين منهم، احدهم قريب من الرئيس نبيه بري والثاني مقبول مبدئيا من العماد ميشال عون، والثالث ضعيف الشخصية وله صفة حيادية، والرابع هو فارس بويز وزير الخارجية الاسبق الذي تفضله دمشق على سواه. لكن ساركوزي رفض فورا هذا الاقتراح السوري ولم يقبل الدخول في نقاش في شأنه واكد دعمه الكامل للمبادرة العربية ولانتخاب سليمان رئيسا، ايا يكن الموقف السوري منه.

ثالثاً،ً نتيجة فشل هذه المحاولة السورية يبدو نظام الاسد مستعدا اليوم لدعم انتخاب سليمان رئيسا لكنه يتمسك بثلاثة شروط اساسية هي: النظام السوري يريد، اولا، ان يقدم سليمان له ولقيادة حزب الله ضمانات تتعلق بسلاح الحزب وبالمحكمة الدولية وبطريقة تنفيذ قرارات مجلس الامن بما يؤمن الاهداف السورية. ويريد، ثانيا، منح المعارضة الثلث المعطل في الحكومة الجديدة او المساواة بينها وبين الغالبية. ويريد، ثالثا، اختيار شخصية حيادية تطمئن اليها دمشق لرئاسة الحكومة الجديدة.

وقد لخص لنا ديبلوماسي اوروبي الوضع بقوله: "ان حل الازمة في لبنان هو في الخارج لكن المشكلة هي في الداخل، وهذا يعني انه مسموح للبنانيين ان يعانوا ويتألموا ويلحقوا الاذى ببعضهم البعض، لكن ليس مسموحا لهم تسوية مشاكلهم بأنفسهم ومن دون تدخلات خارجية. ولذلك يعجز اللبنانيون عن انتخاب رئيس، هو ميشال سليمان، يحظى بدعم جميع الافرقاء اللبنانيين".

بقلم عبد الكريم أبو النصر