المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم السبت 9 شباط 2008

إنجيل القدّيس متّى .27-13:7

«أُدخُلوا مِنَ البابِ الضَّيِّق. فإِنَّ البابَ رَحْبٌ والطَّريقَ المُؤَدِّيَ إِلى الهَلاكِ واسِع، والَّذينَ يَسلُكونَه كَثيرون. ما أَضْيَقَ البابَ وأَحرَجَ الطَّريقَ المُؤَدِّيَ إِلى الحَياة، والَّذينَ يَهتَدونَ إِليهِ قَليلون. «إِيَّاكُم والأَنبِياءَ الكَذَّابين، فإِنَّهم يَأتونَكُم في لِباسِ الخِراف، وهُم في باطِنِهِم ذِئابٌ خاطِفة. من ثِمارِهم تَعرِفونَهم. أَيُجْنى مِنَ الشَّوْكِ عِنَبٌ أَو مِنَ العُلَّيْقِ تين؟ كذَلِكَ كُلُّ شَجَرةٍ طَيِّبَةٍ تُثمرُ ثِماراً طَيِّبَة، والشَّجَرَةُ الخَبيثَةُ تُثمِرُ ثِماراً خَبيثة. فلَيسَ لِلشَّجَرَةِ الطَّيِّبَةِ أَن تُثمِرَ ثِماراً خَبيثة، ولا لِلشَّجَرةِ الخَبيثَةِ أَن تُثمِرَ ثِماراً طَيِّبَة. وكُلُّ شَجَرةٍ لاتُثمِرُ ثَمَراً طَيِّباً تُقطَعُ وتُلْقى في النَّار. فمِن ثِمارِهِم تَعرِفونَهم. «لَيسَ مَن يَقولُ لي «يا ربّ، يا ربّ «يَدخُلُ مَلكوتَ السَّمَوات، بل مَن يَعمَلُ بِمَشيئَةِ أَبي الَّذي في السَّمَوات. فَسَوفَ يقولُ لي كثيرٌ منَ النَّاسِ في ذلكَ اليَوم: «يا ربّ، يا ربّ، أَما بِاسْمِكَ تَنبَّأْنا؟ وبِاسمِكَ طرَدْنا الشِّياطين؟ وباسْمِكَ أَتَيْنا بِالمُعْجِزاتِ الكثيرة؟ فأَقولُ لَهم عَلانِيةً: «ما عرَفْتُكُم قَطّ. إِلَيْكُم عَنِّي أَيُّها الأَثَمَة! «فمَثَلُ مَن يَسمَعُ كَلامي هذا فيَعمَلُ به كَمَثَلِ رَجُلٍ عاقِلٍ بَنى بيتَه على الصَّخْر. فنزَلَ المطَرُ وسالتِ الأَودِيَةُ وعَصفَتِ الرّياح، فَثارت على ذلكَ البَيتِ فلَم يَسقُطْ، لأَنَّ أساسَه على الصَّخر. ومَثَلُ مَن سَمِعَ كلاَمي هذا فلَم يَعْمَلْ بِه كَمَثَلِ رَجُلٍ جاهِلٍ بَنى بَيتَه على الرَّمْل. فنزَلَ المطَرُ وسالتِ الأَودِيةُ وعَصَفَتِ الرِّياح، فضَرَبَت ذلكَ البيتَ فسَقَط، وكان سُقوطُه شديداً».

 

موسى مؤكدا عدم وجود تفسير جديد: نحتاج إلى اجتماع آخر وسليمان لا يزال المرشح التوافقي

بيروت - "السياسة":بعد سلسلة اتصالات ومشاورات داخلية وخارجية, نجح الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في عقد اجتماع رباعي ثانٍ, ضم إليه كلاً من رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري ورئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون والرئيس أمين الجميل, دام ما يقارب الأربع ساعات.

وبعد انتهاء الاجتماع قال موسى "جرت محادثات غاية في الأهمية في هذه الجولة القصيرة, وتناولت عدداً كثيراً من التفاصيل, وكان هناك الكثير من الكلام الجاد والمقترحات والمواقف التي نوقشت", وأضاف "هناك مجالات اتفاق وهناك مجالات ما زالت تحتاج إلى مزيد من النقاش, من منطلق النقاش الودي, والرغبة المشتركة في الوصول إلى حلول, بل إلى حل, ولذلك اتفقنا أننا نحتاج إلى اجتماع آخر سنتفق عليه بعد إجراء مشاورات إضافية".

واشار الامين العام إلى "ان هناك حاجة لاجتماع آخر, لأن الأمور المطروحة كلها دقيقة, وتتعرض لنقاط تحتاج إلى نقاش للوصول إلى توافق", مؤكدا أنه "لا تفسيرات جديدة للمبادرة العربية, وأن هناك تفسيراً واحداً", واضاف "بناء عليه تحدثنا في طروحات تتعلق بالتفاصيل التي لا أريد أن أدخل بها, ولا أريد أن أطلق عملية شائعات وتقسيمات وتقديرات والنتيجة تبقى سلبية على الدوام". وشدد على أن التوافق الأساسي الذي تم, هو التأكيد على أن العماد ميشال سليمان هو المرشح التوافقي, "وهناك إجماع من كل الحاضرين على هذا". وفي الاجتماع, جلست الشخصيات الأربع على طاولة مستديرة, ولوحظ أن عون جلس مقابل الجميل, فيما جلس الحريري مقابل موسى, كما سبقت الاجتماع الرباعي خلوة عقدت بين موسى وعون, بطلب من الأخير لمعرفة ما يحمله الأول من مقترحات جديدة للحل.

وبعد انتهاء اجتماع ساحة النجمة, التقى موسى كلا من رئيس مجلس النواب نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة, حيث كشف مصدر مقرب من بري, ان الامين العام قرر تمديد اقامته, بعد ان اعلن انه سيغادر بيروت امس, لافتا الى ان ذلك مرده الى "توقعات بأن يتم تحقيق خروقات في قضية تشكيل حكومة الوحدة الوطنية", التي تشكل جوهر الخلاف بين الجانبين.

بري: المعارضة متمسكة بالثلث او المثالثة

وكان الرئيس بري أبلغ موسى أن المعارضة متمسكة بالمثالثة في توزيع الحقائب الوزارية في الحكومة المقبلة أو بالثلث المعطل, وأنها لن تقبل بانتخاب العماد سليمان قبل التزام الغالبية بإحدى الصيغتين. كما التقى بري السفير السعودي لدى لبنان عبد العزيز الخوجة, في إطار الاتصالات التي يقوم بها لحل الأزمة القائمة, اضافة الى النائب غسان تويني الذي اكد اثر اللقاء ان بري "اكثر تفاؤلا".

في المواقف, اعتبر عضو كتلة التغيير والإصلاح النائب سليم عون أنه "يجب الاتفاق على السلة المتكاملة, اي على البنود كافة دفعة واحدة وتنفيذها يتم بالتسلسل", ورأى أن "إنجاح المسعى يبدأ بالاعتراف بالحقوق, فإذا كان مطلب من مطالب المعارضة يعتبر ليس حقا لها, من هنا يجب أن يبدأ النقاش, عندها المعارضة مستعدة أن تتخلى عن أي مطلب لا يكون من حقها, وبالمقابل ليست مستعدة للتنازل عن أي مطلب تعتبره أو يعتبره كل الرأي العام أنه من حقها". وأوضح عون أن "المعارضة لم تطمئنها صيغة الوزراء العشرة, وبالتالي ليس من الطبيعي ان تطمئن لصيغة التسعة", معتبرا انه "بدل أن نتقدم خطوة إلى الأمام نعود خطوة إلى الوراء".

المعوقات امام موسى "خارجية"

الى ذلك, أكد عضو اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور أنه "حتى اللحظة لا يزال عمرو موسى والمبادرة العربية بشكل عام يواجهان بنفس منطق التعطيل من قبل النظام السوري, بعدما قام هذا النظام بتفويض هذه المهمة إلى حلفائه في لبنان", مجدداً أسفه "لأن الصعوبات أكبر أمام مبادرة الجامعة العربية والحل العربي", ومشيرا الى انه "ليس هناك ما يشير إلى إمكان تحقيق اختراق حتى اللحظة في سير عمل المبادرة". واعتبر أن "عدم حصول أي جديد هو نتيجة الموقف المعطل", مؤكدا ان "هناك قرارا عربيا بإجراء الانتخابات في 11 شباط, لذلك فإن موسى مكلف ومطلوب منه أن يأتي إلى لبنان لإنجاز الاستحقاق من الناحية النظرية, ولكن المعوقات التي توضع أمام مبادرته ترتبط بمواقف خارجية".

 

مساعي موسى لإنجاز الحل تحتاج إلى معجزة

 المعارضة تتحرك قبل 14 شباط في بيروت والجبل "بعيدا عن الضاحية"

بيروت - "السياسة": أبدى مصدر سياسي محايد, قلقه الشديد من تصاعد حدة المواقف السياسية في لبنان من جانبي المعارضة والأكثرية, في الوقت الذي بكر الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في عودته الى بيروت بسبب نصيحة مصرية له, بعد أن لمس المعنيون في القاهرة خطورة الوضع في لبنان, واحتمال انفجاره في أي لحظة, وعليه فان المأمول أن تشكل هذه العودة المبكرة للمسؤول العربي في تهدئة الموقف قليلاً, وان كان من غير المتوقع أن يحقق اختراقاً هاماً في جدار الأزمة السياسية-الأمنية المستفحلة. واعتبر المصدر أن طرفي الأزمة يتحملان مسؤولية التأزيم والتصعيد, فمن جهة المعارضة ورغم الخطاب الهادئ للأمين العام ل¯"حزب الله" السيد حسن نصر الله والعماد ميشال عون في المقابلة التلفزيونية الأخيرة, فان الرجلين لم يتحركا قيد أنملة في المواضيع الخلافية, اذ تمسكا بسلة الحل المتكاملة, أي التوافق على الحكومة والانتخابات النيابية قبل انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان, بالاضافة الى تركيز نصر الله على التحقيق في أحداث الأحد الدامي, كشرط للاستمرار في تزكية سليمان للرئاسة, وهذا يعني بكل بساطة نسف المبادرة العربية ولو بكلام هادئ.

وأضاف "ما كادت حملة المعارضة على الجيش تنحسر مع ظهور النتائج الأولية للتحقيق, حتى عادت قوى 14 آذار الى النبرة العالية, سواء من خلال المؤتمر الصحافي للنائب سعد الحريري, أو من خلال مواقف النائب وليد جنبلاط الذي جدد اتهامه ل¯"حزب الله" بالمشاركة في الاغتيالات, وأضاف الدكتور سمير جعجع أن الحزب يريد اعادة القوات السورية, واكتملت الحلقة ببيان قوى 14 آذار الذي أعاد احياء خيار النصف زائد واحد, وهذا أيضاً في المحصلة استهداف مباشر للمبادرة العربية".  من جهتها, تعتبر قوى المعارضة على لسان مصدر قيادي, أن "هجوم الأكثرية المفاجئ على حزب الله وذرف دموع التماسيح على الجيش, وتصاعد حدة التحريض المذهبي, كلها أدوات لتجييش الشارع الموالي, لحشده في 14 شباط بمناسبة احياء ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري", مضيفا "هذا في الهدف المباشر, أما الاستهداف الأبعد فهو قطع الطريق نهائياً على انتخاب سليمان تنفيذاً للمبادرة العربية بكل بنودها, والتمهيد لانتخاب رئيس بالنصف زائد واحد, وهذا يعني الذهاب مباشرة الى الحرب الأهلية", وتابع "على كل حال فان للمعارضة خطتها وأجندتها الخاصة, واذا كانت تعطي عمرو موسى فرصته الأخيرة, فان تحركها لن يتأخر, ولن يحترم مواعيد الآخرين وحساباتهم".

في المقلب الآخر, يؤكد مصدر قيادي في 14 آذار مخاوفه من حصول تصعيد ما للمعارضة قبل 14 شباط موعد احياء ذكرى الحريري, وذلك استناداً الى معطيات سياسية ومعلومات أمنية من الأجهزة الرسمية, مضيفا "في الجانب السياسي تبين بوضوح أن الحملة المبرمجة على الجيش بعد أحداث الأحد الدامي, كانت تهدف الى تحييده عن أية مواجهة مقبلة في الشارع, ورغم صدور النتائج الأولية للتحقيق, حيث أثبت الجيش جديته في التعاطي مع مأساة سقوط الضحايا, استمرت حملة اعلام المعارضة على الجيش وقيادته العليا". تابع المصدر "وفي الوقت الذي حاول فيه نصر الله أن يقدم ضمانة لأفراد الجيش بالقول أن الاعتداء عليهم هو اعتداء على المقاومة, تضمن كلامه تهديداً مبطناً بأن هؤلاء بالفعل مهددون, داعياً أفراد الجيش الى عدم تكرار ما فعلوه يوم الأحد الدامي".

في الجانب الأمني, يؤكد المصدر أن المعلومات المستقاة من الأجهزة الرسمية, تكشف عن استعدادات ميدانية تقوم بها قوى المعارضة في عدد من المناطق الحساسة في بيروت وجبل لبنان, مع استبعاد تام للضاحية الجنوبية, "لأسباب مجهولة", نافيا "وجود نوايا تصعيدية لدى فريق الأكثرية", ومعتبراً أن "مواقف أقطابها وبيان اجتماع 14 آذار هدفا الى تشكيل خط دفاع عن المبادرة العربية التي تحاول المعارضة اسقاطها". وأكد المصدر صعوبة أن ينجح موسى في مهمته الجديدة لأن قرار المواجهة النهائية اتخذته المعارضة, وكان الأحد الدامي أول فصوله, ولن تتوقف قواها الا عندما تسقط الدولة "وهذا ما لن نسمح به".

 

دعا الأمم المتحدة إلى وضع ضوابط للأزمة اللبنانية

صفير: حزب الله مشكلة والدولة لا تحتمل وجود جيشين

 بيروت- »السياسة«: اكد البطريرك الماروني الكاردينال مارنصر الله بطرس صفير, ان استقالته غير واردة اطلاقاً, وان البعض يريد تفتيت البلد ولا يريد الجمهورية, مشيراً الى من وصفهم بادوات معروفة تفتح الباب لسورية التي تملك اساليب كثيرة للرد والانتقام. وحذر صفير من ان عودة سورية الى لبنان محتملة اذا كان لديها في البلد من يسهل هذه العودة, مضيفاً ان هؤلاء اصبحوا معروفين ويريدون تفتيت لبنان بحيث يصبح بلا رئيس للجمهورية, وبلا حكومة ولا مجلس نيابي.

واعتبر صفير ان قائد الجيش العماد ميشال سليمان سيسقط كمرشح توافقي في حال بدلت هذه الفئة رأيها فيه.

وقال في حديث الى مجلة »المسيرة« ينشر اليوم ان التهديدات الموجهة الى بكركي موجودة دائماً, وانه لم يغير موقفه ولم يتراجع عن قوله ان العماد ميشال عون زعيم مسيحي, مضيفاً ان رئيس تكتل التغيير والاصلاح هو الذي تغير كما اعتبر ان حزب الله اصبح مشكلة وان الدولة لا تتحمل وجود جيشين على اراضيها.

ولفت صفير الى ان المشكلة في لبنان ليست محصورة بين المسيحيين, لان هناك من يعمل وفق ارادة ايران او سورية وثمة من هم مشدودون الى الغرب وخصوصاً فرنسا واميركا مشيراً الى ان لكل طرف طريقته في التدخل, فالغربيون يحافظون على المظاهر اما الاخرون فيتدخلون عبر المال والنفوذ والسلاح بطريقة مباشرة ومكشوفة. وعما اذا كان سيستقبل الوزير السابق سليمان فرنجية في حال طلب موعداً منه قال صفير »عندما يطلب موعدا, تعرفون الجواب في حينه« مجدداً رفضه لخيار النصف زائد واحد, ولافتاً الى انه اذا بقي البلد سائباً, على هذا النحو فمن واجب الامم المتحدة ان تضع ضوابط قائلاً انهم: »قد يعينون حاكماً باسمهم«.

 

ماذا حدث قبل الاجتماع الرباعي في مجلس النواب

بيروت - "السياسة": وسط اجراءات امنية مشددة اتخذتها شرطة مجلس النواب انعقد اللقاء الرباعي في ساحة النجمة امس, وخضع الصحافيون لاجراءات التفتيش المعتادة, وان كان عددهم هذه المرة اقل من مناسبات اخرى وخصوصاً جلسات الانتخابات الرئاسية التي لم يكتمل انعقادها في الاشهر الماضية بسبب اصرار الرئيس نبيه بري على عدم الدخول الى قاعة المجلس قبل توافر نصاب الثلثين.  وسبق الاجتماع الرباعي خلوة ثنائية جمعت الامين العام عمرو موسى والعماد ميشال عون. واشاع احد مساعدي عون وهو النائب نبيل نقولا اجواء تشاؤمية عن امكان انعقاد اللقاء الرباعي, ملمحاً الى ان لا تقدم في النقاش حول المسائل العالقة, ولكن في جهة موازية حرصت دوائر مجلس النواب الخاضعة مباشرة لامرة بري على القول ان الاجتماع الرباعي سيعقد حتى لو فشل اللقاء الثنائي بين موسى وعون.

وكان حضر النائب سعد الحريري والرئيس امين الجميل حوالي الساعة الحادية عشرة ليبدا اجتماعهما مع عون وموسى الساعة الحادية عشرة والثلث, من دون حضور المستشارين والمساعدين لمدة ربع ساعة, وبعد ذلك استدعي المصورون الصحافيون لالتقاط صور الاجتماع وعندها شارك المساعدون في بقية الاجتماع وهم: مساعد عمرو موسى السفير هشام يوسف, والنائب نبيل نقولا والمهندس جبران باسيل (صهر عون), والمستشار الاعلامي للنائب الحريري هاني حمود, وسليم الصايغ مساعد الرئيس الجميل.

وخلال انعقاد اللقاء تسربت اجواء عن نقاش هادئ بشكل عام من دون ان يخلو من حدة في احيان قليلة. وقد تركز الجزء الاول من الاجتماع بغياب المساعدين والمستشارين, على ازالة التشنج الذي تسببت به التصريحات والمواقف والتسريبات والاتهامات التي تلت الاجتماع الرباعي الاول, وقد تطرق المشاركون عرضاً الى "مرض" عون الذي تسبب بالغاء الاجتماع الرباعي الثاني, حيث استعيض عنه باجتماع الصف الثاني.

وفي معلومات خاصة ل¯"السياسة", ان مصير اجتماع اليوم ظل معلقاً وغير مؤكد حتى فجر امس, وقد تردد عون اول من امس كثيراً في القبول بالاجتماع لانه لم يكن قد التقى موسى, وقد عمل بري على ترتيب الاجتماع الثنائي في مجلس النواب, قبل الاجتماع الرباعي وكتمهيد له.

ولم يقتصر الامر على بري بل دخل "حزب الله" على خط الاتصالات حيث شارك مندوبون عنه في الاجتماع الليلي الذي ضم: بري وعمرو موسى. وعلى الرغم من نفي المكتب الاعلامي لبري مشاركة مندوبين من الحزب, فان "السياسة" تاكدت من الامر, اذ حضر المعاون السياسي لامين عام "حزب الله" حسين الخليل والقيادي في الحزب محمود قماطي. وهذه المشاركة جعلت عون يقبل بحضور الاجتماع الرباعي, لان مسؤولي الحزب تواصلوا ليلاً مع جبران باسيل وابلغوه بضرورة حضور الاجتماع فرضخ عون لذلك.

 

بعدما نجح اللقاء الرباعي اليوم في " هزهزة" بنود كثيــــــرة

الجلسة النيابية لانتخاب العماد سليمان تتأجل للمرة الخامسة عشرة وعودة موسى مرتقبة في غضون عشرة ايام للقاء رباعي ثالــث

المركزية - حمل ملف الاستحقاق الرئاسي لانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا وفاقيا توافقيا وانقاذيا للجمهورية عنوان التأجيل للمرة الخامسة عشرة التي يتوقع ان يعلنها رئيس المجلس النيابي نبيه بري في خلال الساعات الاربع وعشرين المقبلة، بعدما لم يتوصل الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الى انجاز تفاهم بين طرفي الموالاة والمعارضة في الاجتماع الرباعي الثاني الذي انعقد مطولا ظهر اليوم حول طاولة مستديرة في المجلس النيابي وضم الى موسى الرئيس امين الجميل رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري عن الغالبية ورئيس تكتل الاصلاح والتغيير النائب العماد ميشال عون عن المعارضة.

الا ان اللافت في ما اعلنه موسى بعد الاجتماع هو انه تم في لقاء اليوم " هزهزة" العديد من المواضيع، ما يشير الى ان الامور بحاجة الى استكمال تشاور من خلال اشارته الى اجتماع ثالث يعقد قريبا.

عودة موسى مجددا: وكشف مصدر مطلع لـ "المركزية" ان موسى الذي سيغادر مساء اليوم، كما كانت "المركزية"اشارت الى ذلك قبل مجيئه الى بيروت، سيعود في غضون اسبوع او عشرة ايام على الاكثر، لافتة الى احتمال انتخاب العماد سليمان قبل الثالث من آذار وهو الموعد الذي رجح المصدر ان يحدده رئيس المجلس النابي نبيه بري في بيان تأجيل الجلسة النيابية العامة التي كانت مقررة الاثنين المقبل.

وأشار المصدر الى ان موسى حمل معه أكثر من صيغة حكومية تندرج نسب التمثيل فيها تحت البند الثاني من بنود المبادرة العربية لجهة عدم اعطاء النصف زائدا واحدا للغالبية او الثلث زائدا واحدا للمعارضة على ان يكون الصوت الوازن لرئيس الجمهورية، وبحث مع ممثلي الغالبية والمعارضة في تفاهم سياسي شامل في شأن الملفات الاساسية المطروحة بحيث يكون هذا التفاهم منسحبا على الحكومة وبحيث يغني ذلك عن وجود مثل الضمانات التي تطالب بها المعارضة والتي تطالب بها الغالبية ايضا، وذلك من خلال استئناف طاولة الحوار التي تشكل المظلة السياسية الواقية اللازمة والضرورية لعمل الحكومة، على خلفية ان اي خلاف في داخل الحكومة كما حصل مع حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، هو انعكاس لخلاف القيادات، وتاليا فإن توافقهم يشكل عاملا مسهلا لتشكيل الحكومة وفق تفسير البند العربي الذي حدد الاطار من دون الدخول في نسب التمثيل لكل طرف.

من هنا، اشار المصدر الى اهمية الاجماع على شخص الرئيس التوافقي والوفاقي الذي هو العماد سليمان الذي هو الوحيد الذي يمتلك جسور التواصل مع طرفي الصراع الاساسيين وسائر الاطراف الاخرى بحيث يشكل الضمان لاستئناف اجتماعات طاولة الحوار التي تشكل " حكومة الظل" اذا جاز القول ويكون ذلك مثابة غطاء قيادي لبناني شامل هو لازم وضروري في هذه المرحلة من أجل اجتيازها ببنود الوزراء العرب الثلاثة كـ "خريطة عربية"لنقل البلاد من حال الازمة الى حال بداية الاستقرار والحلول، خصوصا وان استمرار الفراغ على مستوى رئاسة الجمهورية يبقي الساحة الداخلية المكشوفة سياسيا مكشوفة امنيا كذلك، وان ما حصل في مار مخايل الشياح منذ نحو اسبوعين مرشح لان يتكرر في حال لم يتم وضع مبادرة الجامعة العربية موضع التنفيذ

 

استقالتي مطروحة عند البعض لكنهـــا غير واردة اطلاقا

صفير: عون تغير ولا يمكننـــي جمع الزعماء بالقــوة

البعض يريد تفتيت البلد وأدوات معروفة تفتح الباب لسوريا

 المركزية - اكد البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير ان "استقالته غير واردة اطلاقا لافتا الى ان البعض يريد تفتيت البلد ولا يريد الجمهورية. واشار الى ادوات معروفة تفتح الباب لسوريا التي لديها اساليب كثيرة للرد والانتقام، ملاحظا ان عودتها الى لبنان محتملة اذا كان لديها مَن يسهل هذه العودة".

واذ اعتبر ان "لا حل الا بتضامن اللبنانيين وايجاد الطريقة المناسبة لانقاذ البلد اكد ان رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون تغير. ولفت الى ان "حزب الله" مشكلة والدولة لا تحتمل وجود جيشين فيها.

كلام البطريرك صفير جاء في حديث الى مجلة المسيرة ينشر غدا اعتبر فيه ان "ابناء هذا البلد، على الاقل من هم ادوات للخارج وهم معروفون يريدون تفتيت البلد فلا توجد رئاسة جمهورية ولا مجلس نيابي ولا حكومة ولا يريدون قيادة جيش ولا جيشا ولا مجلسا دستوريا". وقال: الظاهر انهم يريدون ابقاء الجيش من دون اي سلطات فعلية على الارض تمهيدا لتفتيت البلد والظاهر ان قائد الجيش العماد ميشال سليمان سيسقط كمرشح توافقي في حال بدلوا رأيهم.

واشار الى انه "حاول جمع قادة قوى 14 و8 اذار لكنهم فضلوا ارسال ممثلين عنهم ولا يمكننا جمعهم بالقوة، معتبرا ان المشكلة ليست محصورة بين المسيحيين لان هناك مَن يعمل وفق ارادة ايران او سوريا وثمة مَن هم مشدودون الى الغرب وخصوصا فرنسا واميركا ولكل طرف طريقته بالتدخل فالغربيون يحافظون على المظاهر اما الآخرون فيتدخلون عبر المال والنفوذ والسلاح بطريقة مباشرة ومكشوفة، ولديهم اساليب كثيرة للرد والانتقام واذا كان لديهم مَن يسهل عودتهم الى لبنان فتصبح عودتهم محتملة".

ولفت الى ان "المشهد السياسي مكشوف ولا يحتاج الى تمحيص" وقال: انا لم اغير رأيي بالنسبة الى قولي ان العماد عون زعيم لكن ميشال عون هو الذي تغير. ولاحظ ان لا حل الا بتضامن اللبنانيين وايجاد الطريقة المناسبة لانقاذ بلدهم وارسائه على قواعد معروفة وثابتة.

وشدد على ان "حزب الله" يشكل مشكلة ويجب الا تكون هناك فئة مسلحة فالدولة لا تحتمل وجود جيشين وخلاف ذلك يعني مشروع دولة بديلة في لبنان.

وعما اذا كان يستقبل الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية في حال طلب موعدا منه قال: عندما يطلب موعدا تعرفون الجواب في حينه.

ورأى البطريرك ان "هناك نية لاسقاط كل المؤسسات في لبنان من اجل ان يصبح البلد مفتوحا من كل الجهات فيستولون عليه ومواجهة سياسة التفريغ المنظم تكون من خلال تكاتف الشعب وتضامنه".

واذ لفت الى ان "الفرنسيين وقعوا ضحية المبادرة ونحن رحنا معهم اكد ان مَن يرفض سبعة اسماء مرشحين في اللائحة التي وضعتها بكركي فلن يقبل حكما باسم واحد".

واشار الى ان "التهديدات لبكركي موجودة دائما مشددا على ان استقالته غير مطروحة وغير واردة اطلاقا، معتبرا ان علاقته بالكرسي البابوي جيدة وطبيعية".

وجدد رفضه لخيار النصف زائدا واحدا لانه يستتبع ردود فعل كمثل انتخاب رئيس آخر، اكد ان حكومة الرئيس فؤاد السنيورة موجودة وتقوم بما يمكنها الاضطلاع به وان البعض يريدون فرط البلد.

وقال: اذا بقي البلد سائبا على هذا النحو فمن واجب الامم المتحدة ان تضع ضوابط وقد يعينون حاكما باسمهم.

النشاط: من جهة اخرى، استقبل البطريرك صفير في بكركي القائمة بالاعمال في السفارة الاميركية ميشال سيسون في زيارة بروتوكولية. ورفضت سيسون الادلاء بأي تصريح بعد اللقاء الذي استمر 40 دقيقة، ودوّنت على سجل بكركي الكلمة الاتية: "شرف لي وامتياز كبير أن يستقبلني البطريرك صفير صبيحة هذا اليوم وقبل يوم واحد من عيد القديس مارون".

وفد عراقي : ثم استقبل البطريرك صفير وكيل نائب الرئيس العراقي السابق طارق عزيز والمحامي العراقي بديع عارف عزت الذي اطلع البطريرك على الظروف الانسانية والصحية الصعبة التي عاني منها عزيز ورفاقه الـ15 المعتقلين في العراق. وكانت مناسبة لعرض الاوضاع والتطورات على الساحة العراقية من جوانبها المختلفة.

والتقى ايضا النائب السابق منصور البون وعرض معه المستجدات. ثم راعي ابرشية حلب المارونية المطران انيس ابي عاد فرجل الاعمال اللبناني في ابيدجان ادغار نصره، ثم وفدا من اللجنة العليا للاساتذة المتعاقدين في التعليم المهني والتقني الرسمي سلم اليه مذكرة بالمطالب، ابرز ما جاء فيها:

"صاحب الغبطة ان الاساتذة المتعاقدين في التعليم المهني يشعرون بالغبن لما يتعرضون له من قضم لمستحقاتهم المالية التي تنعكس عليهم سلبا على المستوى المعيشي والاجتماعي وياتي ذلك من خلال مجموعة قرارات تتخذ من قبل معالي الوزير الدكتور خالد قباني ضمن اطار تنظيم الخلل في القطاع المهني ويأتي هذا على حساب الاستاذ المتعاقد ليس اكثر.

ان البيان للاساتذة المتعاقدين يطالب اعادة النظر في:

- موضوع احتساب كل ساعتين مراقبة في الامتحانات بساعة واحدة.

- شطب ساعات الاستاذ المتعاقد عند الغياب القسري للطلاب والاكتفاء بدفع بدل ساعة للاستاذ من دون تأمين الساعات البديلة (القرار يعود اذا للطلاب فما هو دور الاستاذ؟).

- ضرورة اعادة النظر بموضوع تناقص عدد الساعات للاساتذة المتعاقدين من حملة شهادة الدكتوراة من 16 ساعة الى 10 ساعات.

- ضرورة دفع بدل ادارة للمدراء بالتكليف اذ لا يجوز تحميل المدراء اعباء ادارة المعاهد والمدارس الفنية بسبب النقص الفاضح في ملاك مديرية التعليم المهني والتقني.

صاحب الغبطة، اننا نناشدكم التدخل لدى معالي وزير التربية لاعادة النظر في مضمون بيان اللجنة العليا للاساتذة المتعاقدين اذ ان هذا البيان لم يتضمن سوى المطالب المحقة ولم يتضمن اي نوع من التصعيد او الاساءة. باسم الاساتذة المتعاقدين في التعليم المهني والتقني نطالب الجميع ضرورة ابقاء التعليم بكل مراحله وخصوصا التعليم المهني بعيدا عن التجاذبات السياسية حرصا على مصلحتنا جميعـا وعلى مصلحة هذا الوطن".

الفنان الصافي: وأجرى البطريرك صفير اتصالا هاتفيا بعائلة الفنان وديع الصافي للاطمئنان الى صحته بعد الوعكة الصحية التي ألمّت به، متمنيا له الشفاء العاجل.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 8 شباط 2008

البيرق

تدور أزمة صامتة بين تنظيم كبير وجهة اقليمية فاعلة .

الشرق

اعلامي حزبي تراجع عما قاله لجهة استعداده لترك المؤسسة التي يعمل فيها " بعد الاخذ بشروطه المادية التي كان قد وضعها تمهيدا للعمل في الخارج " .

نائب سابق توقع نتائج غير ايجابية لزيارة الامين العام لجامعة الدول العربية الى لبنان " لان ثمة من يرى في المعارضة استحالة الاخذ بمطالبهم " .

قطب شمالي استغرب عدم التجاوب مع طلبه الاجتماع مع شخصية بارزة وهدد باعلان موقف مختلف عن كل ما صدر عنه حتى الآن .

البلد

لفت المراقبين المحايدين الصراع الاعلامي الذي سجل اثناء بث مقابلة السيد نصرالله والعماد عون والردود التي صدرت عن تلفزيون " الاخبارية " .

بينت الأرقام التي صدرت عن مرجعين متخصصين في قضايا معيشية انها متباعدة بحيث انها تفاوتت بين 24 و 64 في ما خص زيادة الأجور .

توقعت مصادر سياسية مراقبة ان يبقى التوتر السياسي على اشده بين فريقي المعارضة والموالاة اقله حتى موعد انعقاد القمة العربية في دمشق .

النهار

تبين ان مطالبة البعض بنقل ضباط ذوي رتب معينة من مراكزهم يحتاج الى قرار يصدر عن مجلس الوزراء .

قال نائب سابق ان العماد سليمان لم يعلن هو ترشيحه للرئاسة الاولى كي يعود عنه , وان على من رشحوه ان يقرروا ذلك .

يفضل بعض اركان الموالاة ارجاء عقد اي حوار مع المعارضة الى ما بعد احياء الذكرى الثالثة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه .

السفير

استخدم احد القياديين في 14 آذار عبارة "لم تستو الطبخة" في اشارة الى ان لا جديد في موضوع الرئاسة الاولى.

اقترح وزير في الحكومة فتح مخيم لبعض المشاركين في ذكرى الرئيس الحريري الخميس المقبل، في مقابل مخيم المعارضة.

اعتذر مسؤول غير مدني عن عدم استقبال شخصيات سياسية، بسبب انهماكه في ترتيب شؤون المؤسسة التي يقودها.

المستقبل

لاحظت أوساط ديبلوماسية التزام واشنطن بتمثيلها الديبلوماسي على مستوى سفيرتها رغم الفراغ الرئاسي وعدم رغبتها في التدخل في صيغ تسليم الحكومة لأوراق الاعتماد وصلاحياتها.

قارنت مصادر غربية بين السفارات العربية الناشطة في واشنطن والناشطة منها تبعاً للمواقف السياسية لحكوماتها.

يقول مسؤولون عرب ان الرئيس السوري لا يزال يعتبر ان نظامه غير معني بالمحكمة في جريمة اغتيال الحريري وان الزمن تخطى هذا الأمر.

اللواء

تخوفت مصادر دبلوماسية من أن يكون كلا طرفي الأزمة يراهن على تطورات في غضون الأشهر الثلاثة المقبلة تُغيّر صورة المشهدين الإقليمي والدولي·

أجرى رئيس حزب فاعل اتصالات مع كوادر حزبه من الخارج مستفسراً عن حادث اطلاق نار، تبين لاحقاً أنه مرتبط بأسباب محض شخصية·

ترددت معلومات عن أن مسؤولاً سابقاً في حزب عقائدي أعيد الى واجهة العمل الأمني الذي زاوله في بداية ثمانينات القرن الماضي·

 

اجتماع في مجلس النواب برعاية الامين العام للجامعة العربية ضم الرئيس الجميل ورئيسي "تكتل التغيير" وكتلة "المستقبل"

وطنية- 8/2/2008 (سياسة) عقد في الحادية عشرة والنصف قبل ظهر اليوم في مجلس النواب اجتماعا ربايا ضم عن المعارضة رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، وعن الاكثرية الرئيس الاعلى لحزب الكتائب الرئيس امين الجميل ورئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري، برعاية الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى. وسبق ذلك اجتماع بين الامين العام والعماد عون، بدأ موسعا بحيث حضره النائب نبيل نقولا والمسؤول عن العلاقات السياسية في "التيار الوطني الحر" جبران باسيل ومساعد الامين العام هشام يوسف وطلال الامين وعبد الرحمن الصلح. ثم تحول الاجتماع الى خلوة بين العماد عون وموسى استغرقت نصف ساعة، قبل أن ينضم اليهما سائر الاقطاب.

وكانت المواكب الوهمية بدأت بالوصول الى المجلس تباعا عند الحادية عشرة، وقد وضعت في مكتب الرئيس بري طاولة ضمت أربعة كراس لكل من الاقطاب الاربعة، مع ملفات وأوراق. وبعد خلوة بين الاقطاب، عاد المساعدون فانضموا الى المجتمعين، ومن ضمنهم هاني حمود مع النائب الحريري وسليم الصايغ مع الرئيس الجميل. وانتهى الاجتماع الذي تخلله غداء الساعة الثالثة بعد الظهر، وقال موسى باسم المجتمعين: "في هذه الجولة القصيرة جرت محادثات غاية في الاهمية تناولت عددا كبيرا من التفاصيل، وكان اجتماع اليوم الذي دام أكثر من أربع ساعات فيه الكثير من الكلام الجاد والمقترحات والمواقف التي نوقشت. هناك مجالات اتفاق وهناك مجالات لا تزال تحتاج الى مزيد من النقاش الودي ورغبة مشتركة في التوصل الى حلول، بل والى حل، ولذلك اتفقنا على اننا نحتاج الى اجتماع آخر، وسنتفق عليه اليوم في بعض المشاورات اللاحقة، انما نحتاج الى اجتماع آخر".

قيل له: معنى ذلك أنك ستبقى في لبنان؟ فقال: "لا، أنا مضطر الى السفر اليوم وسأعود لاحقا ان شاء الله، وسيعقد اجتماع آخر يحدد في ما بعد".

سئل: يعني ذلك ان جلسة الانتخاب المحددة يوم الاثنين سترجأ؟

اجاب: "هذا السؤال يطرح على رئيس مجلس النواب".

واضاف: "نحن نحتاج الى اجتماع آخر لأن الامور المطروحة كلها دقيقة وستعرض النقاط الحساسة، ومن المفضل ان يتم النقاش حولها كما حصل اليوم، لأنها تجلي الكثير من الامور، وسنصل الى توافق في بعضها كما حصل اليوم، إنما أحب أن أقول لكم إن هناك نقاطا لا تزال تحتاج الى اجتماعات أخرى".

سئل: هل تحمل تفسيرا جديدا لبعض بنود المبادرة العربية؟

اجاب: "ليس هناك تفسير جديد أو قديم للمبادرة. هو تفسير واحد، وبناء عليه تحدثنا كثيرا عن حجم الطروحات التي تتعلق بالتفاصيل والتي لا أريد أن أدخل فيها ولا أريد ان اطلق شائعات وتقديرات وتقويمات أنتم بارعون فيها، والنتيجة تبقى سلبية على الارض".

سئل: تردد أنكم كلفتم مناقشة توزيع النسب بين فريقي الموالاة والمعارضة. هل توصلتم الى اتفاق على هذه النقطة؟

اجاب: "نعم، بحثنا في هذا الموضوع ولن ادخل في تفاصيل ما توصلنا اليه".

وسئل: هل ما زال العماد ميشال سليمان المرشح التوافقي الاقوى اليوم؟

اجاب: "التوافق الاساسي الذي تم هو على أن العماد ميشال سليمان هو المرشح التوافقي لرئاسة الجمهورية، والكل متفق على هذا".

سئل: هل صحيح انك حملت هذه المرة صيغة جديدة تقول ان العماد سليمان يأخذ احد عشر وزيرا والموالاة 10 وزراء والمعارضة 9؟

اجاب: "هذا كلام مختلق ومزور".

سئل: لماذا لا يتم التفاهم مع خارج الحدود لكي يحصل الحل في لبنان؟

اجاب متسائلا: "أنتم ستظلون على الدوام متنكرين أن لكم شخصية، يعني انتم ليس لكم شخصية حتى يحصل النقاش من شخصيات محترمة عندكم؟ وهل ستبقى حالة عدم الثقة؟ ان مثل هذه اللقاءات والجلسات تعالج حالة اللا ثقة".

سئل: هل تعتقد انهم ستحاورون من دونكم؟

اجاب: "طبعا يجب ان يتحاوروا من دوني، لكن الاجتماع المقبل سيكون في حضوري.

وسألتقي بعد قليل رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة".

وقال ردا على سؤال عن المعارضة: "المعارضة كما كانت ممثلة بالعماد عون، صريحة وواضحة، والنقاش جرى في جو ودي كبير في اطار المبادرة العربية".

سئل: يبدو من ديفيد ولش اثر لقاء معه في القاهرة انه اذا لم تحل الازمة قريبا فهناك خيارات كثيرة، اي اللجوء الى مجلس الامن؟

اجاب: "اسألوا ديفيد ولش، فهذا كلامه هو. أنا لم أتحدث في هذا الامر ولم يرد موضوع التدويل في مناقشاتي مع ولش".

سئل: هل يمكن ان تكون هناك لغة عربية مغايرة في حال فشلت جلسة الاثنين المقبل في 11 شباط؟

اجاب: "نحن سنتفق اليوم على كل شيء، وكل التفاصيل، كالاجتماع المقبل وغيره من النقاط".

سئل: كم تبلغ نسبة احتمال انتخاب العماد سليمان الاثنين المقبل؟

اجاب: "هل ستعود ثانية الى النسب؟"

سئل: هل سجل اختراق ما في اجتماع اليوم؟

اجاب: "استطيع القول اننا حركنا أمورا كثيرة".

سئل: هل تتخوفون من تفجير أمني على الحدود، خصوصا ان قطر سحبت قواتها العاملة في اليونيفيل بطريقة مفاجئة؟ وهل هناك تأزم على المستوى الاقليمي؟

اجاب: "هل هناك ازمة اكثر مما نحن فيه؟ هناك ازمة على المستوى الاقليمي، اما في ما يتعلق بالقوة القطرية فتسأل عنها حكومة قطر. انما انا لا اتعامل مع الشائعات لان معظمها غير صحيح".

سئل: هل ستزور سوريا مع زيارتكم لمالطا؟

اجاب: "ان شاء الله، ومن الضروري قبل القمة العربية المرتقبة".

سئل: متى سيكون الموعد الثاني لمعاودة اجتماعات اللقاء الرباعي؟

اجاب: "قريبا ان شاء الله".

سئل: هل سألت النائب سعد الحريري الذي كان له خطاب ناري أمس عن سبل المواجهة التي تحدث عنها؟

اجاب: "ان لجهة الخطاب لدى كل اللبنانيين حادة، وانا اتحدث ليس فقط عن خطاب النائب سعد الحريري انما عن الجميع، فاللهجة اصبحت حادة وعالية النبرة، وأتمنى أن يعود اللبنانيون جميعا الى نبرة هادئة في الخطاب السياسي، فالمبالغات وحدة الحديث تخرج عن اللياقات، وهذا يحتاج الى المعالجة من الجميع، ولن اتدخل في كلام الاكثرية ولا المعارضة".

سئل: هل يعكس هذا الخطاب استياء سعوديا من الانفتاح الايراني على مصر؟

رفض موسى الرد على السؤال.

سئل: هل ستبقى الامور في اطار المراوغة الى حين انعقاد القمة العربية؟ وهل ستؤثر هذا الاجواء على القمة العربية؟

اجاب: "أرجو ألا تبقى الامور تراوح مكانها حتى القمة المقبلة، لان لها تأثيرها الكبير على القمة، فالقمة حدث ضخم جدا في العالم العربي ويعالج المشاكل العربية الكثيرة، ولذلك القمة المرتقبة مهمة ويجب الاعداد لها إعدادا جيدا، ومن ضمن هذا الاعداد نحرك المسألة اللبنانية".

ورفض موسى الاجابة عن سؤال الى من ستوجه الدعوة في لبنان لعقد القمة.

 

الرئيس بري التقى الامين العام لجامعة الدول العربية وعقدا خلوة قرر بعدها موسى ارجاء سفره لاستكمال مساعيه

وطنية - 8/2/2008 (سياسة) إستقبل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، الرابعة والنصف من بعد ظهر اليوم, الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى والوفد المرافق في حضور الدكتور محمود بري, وجرى عرض لنتائج الاجتماع الرباعي الذي عقد قبل الظهر في المجلس النيابي. واستمر اللقاء نحو ساعة وتخلله خلوة جمعت الرئيس بري وموسى. وعلم انه في ضوء هذا اللقاء قرر موسى ارجاء سفره الذي كان مقررا مساء اليوم لاستكمال مساعيه وجهوده

 

العماد سليمان استقبل سيسون في زيارة بروتوكولية

وطنية - 8/2/2008 (سياسة) استقبل قائد الجيش العماد ميشال سليمان في مكتبه في اليرزة, القائمة بأعمال السفارة الاميركية في لبنان ميشيل سيسون, يرافقها الملحق العسكري في السفارة المقدم دايفيد آلي, في زيارة بروتوكولية للتعارف

 

الرئيس الجميل عرض وباران المبادرة العربية ونتائج الاجتماع الرباعي وتأكيد على " تشجيع التلاقي ودعم المرشح التوافقي وتسهيل مهمة موسى "

وطنية-8/2/2008(سياسة)التقى الرئيس أمين الجميل في دارته في سن الفيل عند الرابعة من بعد ظهر اليوم القائم بالأعمال الفرنسي أندريه باران وشارك في اللقاء نائب رئيس حزب الكتائب جوزف أبو خليل. وتم خلال اللقاء التداول في المبادرة العربية والإجتماع الرباعي وموقف فرنسا الداعم لهذه المبادرة. وأبدى باران " كل الإستعداد لدعم هذا الحوار وتشجيع اللبنانيين على التلاقي وتسهيل مهمة موسى لأنها تساعد في تطبيع الوضع في البلد". وتم التأكيد "على دعم المرشح التوافقي العماد ميشال سليمان وضرورة إنتخابه في أسرع وقت، والتفاهم على حكومة الوحدة الوطنية ضمن الإطار الذي وضعته المبادرة العربية لتشكيل الحكومة". وأبدى باران إستعداد فرنسا لمساعدة لبنان لمواجهة الصعوبات الإقتصادية والإجتماعية.

 

"فرنجية كـان قطع وعدا بعدم التعرض للبطريـرك مجـددا"

حبيش: حملته تعبر عن انزعاج سوري من مواقف الكنيسة

المركزية - استغرب عضو كتلة المستقبل النائب هادي حبيش اعادة فتح النار على بكركي بعدما كان الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية قطع وعدا بعدم تناول البطريركية المارونية مجددا. ووضع الحملة في سياق مسلسل متكامل لضرب المؤسسات في لبنان ومن ضمنها البطريركية المارونية الرائدة في الدفاع عن لبنان واستقلاله. وأكد أنه "بقدر الحرص على جمع المسيحيين وعدم تفرقتهم فاننا حريصون على حماية الموقع المسيحي الاول والحفاظ على هيبته".

وقال حبيش في حديث الى "المركزية": يبدو ان مسلسل استهداف كيان لبنان من خلال استهداف مؤسساته الوطنية والروحية لا يزال مستمرا، وفي هذا الاطار أضع حملة الوزير فرنجية على ارفع موقع مسيحي لطالما كان المدافع الاول، منذ دخول الجيش السوري، عن حرية واستقلال وسيادة لبنان. ونأسف لكون هذا التطاول جاء من داخل البيت المسيحي. اما الخلفيات فهي سياسية محض تعبر عن الانزعاج السوري من ثبات الكنيسة المارونية في موقفها في الدفاع عن حرية الرأي في لبنان واستقلال هذا الوطن وقراره الحر. أضاف: استغرب بشدة حملة فرنجية في هذا الوقت، لان الرجل كان قطع وعودا بعد آخر حملة شنها على البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير بعدم التعرض الى هذا الموقع المسيحي. وعما اذا كان سيعقد اجتماع مسيحي ردا على حملة فرنجية قال: الفكرة لا تزال في طور البحث بين القادة المسيحيين، لكن أؤكد اننا سنكون الى جانب الكنيسة مرجعنا الاول والاخير وسنبذل كل ما في وسعنا لحمايتها وحماية غبطة البطريرك الذي لعب دورا اساسيا في انجازات ثورة الارز، ومن خلال تحصين هذا الموقع نحصن الوطن بأسره. وأكد ان اتصالات جرت بين القادة المسيحيين والبطريركية المارونية وتستكمل راهنا. وقال: غبطة البطريرك حريص على جمع المسيحيين لا تفرقتهم ونشاطره الفكرة لكن حرصنا هذا يقابله حرص مماثل في الحفاظ على هيبة بكركي وغبطة البطريرك وما يمثله من موقع مسيحي لان تهميشه يعني القضاء على كل مقومات المؤسسات في لبنان.

 

المطران بو جوده ترأس في طرابلس قداسا احتفاليا لمناسبة عيد مار مارون: صيغة لبنان المميزة في حالة خطر اليوم بسبب الخلافات والصراعات السياسية

المواقف المتحجرة والمتصلبة غرغرينا تضرب الجسم اللبناني فتشرذمه وتقسمه

وطنية - 8/2/2008 (سياسة) اقيم قداس احتفالي في كنيسة مار مارون في طرابلس، في عيد مار مارون، ترأسه راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، وعاونه النائب العام على الابرشية المونسنيور بطرس جبور، والمونسنيور يوسف سويف، والكهنة يوسف المختفي، جوزيف فرح، سليم الزريبي وفادي منصور، وبمشاركة راعي ابرشية طرابلس للروم الملكيين المطران جورج رياشي ولفيف من الكهنة.

حضر القداس المدير العام للتربية فادي يرق، رئيسا بلديتي كفردلاقوس المحامي باخوس حديد ومزرعة التفاح المحامي جوزيف صالح، وحشد من مدراء المدارس في الشمال وهيئات تربوية وثقافية واجتماعية. وبعد ان تلا المطران جورج رياشي الانجيل المقدس، القى المطران بو جوده عظة قال فيها: "الحياة النسكية، التي بدأها أنطونيوس الكبير والتي عاشها من بعده الكثيرون، ومن بينهم مارون كانت في الظاهر موتا وفناء، إذ ماذا يعني أن يتخلى الإنسان عن أرزاقه ومقتنياته وثروته وغناه، كي يذهب ليعيش في البراري والقفار، منفردا في مناجاة الله، متقشفا ومميتا ذاته عن الأفراح ومباهج وملذات الحياة، لو لم يكن متأكدا من جواب المسيح لبطرس عندما قال له هذا الأخير: "ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك"، فأجابه المسيح: "كل من ترك بيتا أو إخوة أو أخوات أو أما أو أبا أو زوجة وأولاد نال عوض الواحد مئة". اضاف: "في القديس مارون، الذي تخلى عن العالم وعاش في البرية والقفر في جبل قورش، نرى التطبيق الفعلي والعملي لهذا الكلام، فإنه من خلال حياة الصمت والتقشف والإماتة، ومن خلال تخليه عن خيرات الأرض، أصبح قدوة ومثالا للكثيرين، وأصبح تدريجيا أبا لأمة وشعب كبيرين ما زالا يجسدان روحانيته وأصبحا منتشرين في مختلف أصقاع الأرض. الحياة النسكية التي عاشها مارون وغيره من النساك والمتوحدين، كانت ردة فعل على حياة التراخي والإهمال الذي أصبح المسيحيون يعيشونها بعد إنتهاء الإضطهادات الكبرى التي عانوا منها طوال ثلاثة قرون. الكثيرون منهم أصبحوا يعيشون حياة البذخ والملذات غير ملتزمين بتعاليم الرب ووصاياه. فكانت ردة الفعل عند البعض الآخر في العمل والسعي إلى إماتة الذات والعودة إلى التقيد بالمشورات الإنجيلية والوصايا وتعاليم المسيح وإلى عيش روحانية التطويبات بالإبتعاد عن العالم وملذاته ومغرياته في سبيل تقديس الذات وتقديس العالم والمجتمع وليس كرها بهما، الشهداء قبلوا بالموت في سبيل الشهادة للمسيح، فسفكت دماؤهم وقطعت أوصالهم وألقوا أمام الحيوانات المفترسة ولم يستسلموا للمضطهدين الذين كانوا يطلبون منهم إنكار إيمانهم. فكانوا الشهود الحمر، شهود الدم الذين روت دماؤهم الأرض، فأصبحت على ما قال أحد الآباء القديسين: "زرعا لمسيحيين جدد، أما النساك والمتوحدون فإنهم إختاروا بملء إرادتهم إماتة الذات وعيش حياة التقشف والتجرد من أجل تنقية أنفسهم وتطهيرها من الخطيئة، فأصبحوا، كما قيل عنهم: "الشهود البيض أو الشهود الخضر، لأن دماءهم لم تسفك ولكنهم سفكوا حياتهم كلها حبا بالمسيح".

اضاف المطران بو جوده: "القديس مارون كان من هؤلاء الشهداء البيض، فقد عاش في نهاية القرن الرابع وبداية القرن الخامس في جبل قورش، في زمن كانت البدع والشيع قد بدأت تنتشر في الكنيسة. لا نعرف الكثير من التفاصيل عن حياته، لكن عندنا وثيقة تثبت وتؤكد حياة القداسة التي عاشها، وهي رسالة من القديس يوحنا فم الذهب، البطريرك المنفي إلى خارج البلاد بسبب خلافه مع السلطة المدنية، وهي رسالة يقول له فيها أن علاقة المودة والصداقة التي تربطنا بك، تمثلك نصب أعيننا كأنك حاضر لدينا، لأن عيون المحبة تخرق من طبعها الأبعاد، ولا يضعفها طول الزمان... إننا نهديك أطيب التحيات ونحب أن تكون على يقين من أننا لا نفتر عن ذكرك أينما كنا، لما لك في ضميرنا من المنزلة الرفيعة، وإن أخبار صحتك تولينا، على البعد، أجل سرور وتعزية في غربتنا وعزلتنا، فتطيب نفسنا كثيرا إذ نعلم أنك في عافية، وجل ما نسألك أن تصلي إلى الله من أجلنا".

واردف: "ما يميز مارون عن غيره من النساك هو أن أتباعه وتلاميذه الذين بقوا أمناء للايمان الصحيح ووقفوا في وجه البدع والشيع التي إنتشرت في أيامهم، تعرضوا للاضطهاد وقدموا ثلاثمائة وخمسين شهيدا. وهذا ما إضطرهم إلى الإنتقال إلى مناطق آمنة على ضفاف نهر العاصي أولا ثم إلى جبال لبنان ووديانه الوعرة، فتحولوا تدريجيا إلى كنيسة قائمة بذاتها مع بطريركها وأساقفتها، ثم إلى أمة مترابطة متضامنة حافظت على كيانها وإستقلالها الداخلي أيام حكم العثمانيين، وكان لبطريركها إلياس الحويك الفضل الأكبر في عشرينيات القرن الماضي، وعلى أثر الحرب العالمية الأولى، في إنشاء دولة لبنان الكبير. وقد إنتدبه للقيام بالمفاوضات في سبيل ذلك المسؤولون السياسيون من مختلف الطوائف اللبنانية، مسيحيين ومسلمين ودروزا".

وقال المطران بو جوده: "إن التضامن والتفاعل والحوار بين مختلف شرائح المجتمع اللبناني هي التي ساهمت في نشوء لبنان، الذي سعى إليه البطريرك الماروني وهو الذي ما زال البطريرك والكنيسة الماورنية يعملون من أجله اليوم، وهذا ما يميزه عن غيره من البلدان المجاورة التي كانت ولا تزال ذات لون واحد تتسلم الحكم فيها طائفة واحدة بالرغم من وجود طوائف أخرى من السكان الذين هم في الواقع من السكان الأصليين للبلاد. وهذه الميزة التي ميزت لبنان هي التي دفعت البابا يوحنا بولس الثاني إلى القول عنه إنه رسالة للشرق والغرب وللعالم كله، وليس مجرد دولة بالمعنى التقليدي للكلمة".

وختم: "هذه الصيغة التي ميزت لبنان هي في حالة خطراليوم بسبب الخلافات والصراعات السياسية المتحكمة فيه منذ سنوات, فالمسؤولون السياسيون عندنا منقسمون، ومتعادون ولم يعودوا يعرفون للحوار سبيلا، فكل فريق منهم متمترس في مواقعه يفرض الشروط على الفريق الآخر الذي يبادله شروطا أخرى، والجميع يدعون بأنهم يعملون لمصلحة البلاد بينما هم في الواقع يشرعون ويعملون، عن قصد أو عن غير قصد، على الموت السريع لهذه البلاد التي أصبحت بلا رأس، وأصبحت أعضاؤها مشرذمة مشتتة، كل فئة منها تحتكر قسما من السلطة، أتشريعية كانت أم تنفيذية. وقد تكون نتيجة تلك المواقف المتحجرة والمتصلبة غرغرينا تضرب الجسم اللبناني فتشرذمه وتقسمه. وهذا ما لا يريده الشعب، وما يطلب من المسؤولين عنه أن يتحاشوه، ليتهم جميعا يسمعون كلمة المسيح الذي قال: "كل مملكة تنقسم على نفسها تخرب وكل مدينة أو عائلة تنقسم لا تثبت" (متى12/25). وهذا ما نصلي من أجله اليوم طالبين من القديس مارون، أن يتشفع بأبنائه لدى الرب كي يعودوا إلى بعضهم البعض، فيصححوا علاقاتهم ويتخلوا عن السعي إلى مصالحهم الشخصية ويعملوا في سبيل مصلحة البلاد. وأن يتشفع كذلك بكل أبناء لبنان، مسيحيين ومسلمين، الذين تميزوا عبر الأجيال بعيشهم المشترك، كي يعودوا إلى أصالتهم وإلى بعضهم البعض، فيعيدون بناء البلاد على الأسس الصالحة والسليمة، وتعود الحياة فتحلو فيها ويعود الشعار الذي أطلق بعد أحداث القرن التاسع عشر الأليمة فيتجدد ويعود الجميع يقولون: "هنيئا لمن له مرقد عنزة في لبنان".

 

الرئيس السنيورة عرض وموسى نتائج لقاءاته واتصالاته والتقى وفدا من "14 آذار" والمدير العام للبيئة

وطنية- 8/2/2008 (سياسة) اجرى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة بعد ظهراليوم في السراي الكبير جولة مباحثات مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في حضور مدير مكتب الأمين العام للجامعة العربية المستشارين محمد شطح ورولا نور الدين، وتركز البحث حول نتائج آخر اللقاءات والتطورات والاتصالات التي قام بها موسى في إطارالسعي لتنفيذ مبادرة الجامعة العربية.

وفد "14 آذار" بعد ذلك استقبل الرئيس السنيورة وفدا من قوى الرابع عشر من آذار ضم النواب: هنري حلو، نبيل دو فريج، غازي يوسف، بالإضافة إلى أمين سر حركة "التجدد الديمقراطي" أنطوان حداد وعضو الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية إدي أبي اللمع, وجرى البحث في آخر التطورات.

هتجيان

وكان الرئيس السنيورة استقبل المدير العام وزارة البيئة برج هتجيان وبحث معه في سبل التخفيف من الآثار البيئية والاجتماعية التي خلفتها موجة الحرائق الأخيرة.

 

النائب غانم أسف ل"التطاول العبثي على هالة بكركي": نخشى أن تكون النيات الحسنة غير متوافرة لإيجاد حل

وطنية - 8/2/2008 (سياسة) اسف رئيس لجنة الادارة والعدل النائب روبير غانم لـ"تجدد الحملات العبثية الهادفة الى التطاول على بكركي بأسلوب غير مفيد لأحد سياسيا، ولا يؤدي سوى الى توهيج الهالة التاريخية لهذا الموقع الذي يشكل، سواء اتفق البعض مع شاغله او اختلفوا، أحد رموز الحضور الماروني والمسيحي في لبنان، ودرعا واقيا لقيم اللبنانيين جميعا ولعيشهم المشترك ولمبرر وجود وطنهم". وقال النائب غانم في تصريح اليوم: "ان تزامن التصريحات المسيئة الى بكركي وسيدها مع حلول عيد مار مارون، يزيد تألم جميع الموارنة وجميع اللبنانين، والأحرى بنا أن نجعل هذه المناسبة فرصة للعودة الى روح التسامح، والى الانضواء تحت لواء بكركي، بما تمثله من موقع وطني، يحرس قيم هذا الوطن ورسالته". ورأى أن "نزول اللبنانيين في 14 شباط لاستذكار الرئيس الشهيد رفيق الحريري، يجب أن يكون كذلك فرصة ليقولوا بصوت مدو انهم يرفضون الإنقسام والإصطفاف، وأنهم يريدون أن يستعيد لبنان استقراره ووحدته وصفاء إحساس الشراكة بين مواطنيه من خلال إحياء مؤسساته الدستورية، وأولها موقع رئاسة الجمهورية، لأن انتخاب رئيس للبلاد هو الخطوة الأولى نحو وقف التدهور على كل المستويات". وأمل النائب غانم في أن "يوفق الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في اعادة اطلاق المبادرة العربية، وفي تذليل العقبات من أمامها". وأبدى خشيته "من أن تكون النيات الحسنة غير متوافرة بالإجماع لتحقيق هذا الإختراق الحتمي"، محذرا من "أن يكون المقصود هو ابقاء وضع الفراغ قائما لدفع لبنان نحو مزيد من الفوضى". من جهة أخرى، أشاد النائب غانم بمبادرة المملكة العربية السعودية ايداع مصرف لبنان مبلغ مليار دولار، ورأى أن هذه الخطوة التي يتوقع أن تنفذ خلال أيام "تثبت مجددا الدور السعودي الأخوي والبناء".

 

النائب حيدر علق على تصريح النائب جنبلاط عن مقابلة السيد نصرالله والعماد عون: ساء البعض أن تسود لغة المحبة والمودة لانه اعتاد لغة التحريض والشحن والبغضاء

وطنية - 8/2/2008 (سياسة) اصدر عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد حيدر بيانا علق فيه على ما ادلى به النائب وليد جنبلاط اليوم، حول المقابلة التلفزيونية التي جمعت بين الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله والنائب العماد ميشال عون جاء فيه : "نظرنا بعين الشفقة إلى التصريحات التي أدلى بها النائب وليد جنبلاط وحالة الألم التي عبر عنها لان زعيمين لبنانيين كبيرين كرسا حالة التفاهم بين شريحتين كبيرتين من أبناء الشعب اللبناني, ومن حالة التلاقي الوطني والسلام الداخلي الصادق التي أدركها كل لبناني شريف تابع اللقاء التلفزيوني غير المسبوق بين العماد ميشال عون وسماحة السيد حسن نصر الله. وإذ انعكس هذا الحدث بردا وطمأنينة على غالبية اللبنانيين ساء البعض أن تسود لغة المحبة والمودة بين المجموعات والفئات اللبنانية المتنوعة لان هذا البعض اعتاد لغة التحريض والشحن والبغضاء وتأليب الفئات والمناطق اللبنانية بعضها على بعض. إن اللبنانيين يعرفون جيدا الجهة التي يسيئها التلاقي وتعترض على كل تفاهم بينهم وتعطل المبادرات وتفتعل التصعيد امتثالا لتعليمات الإدارة الأميركية، ويستطيعون أن يميزوا تماما بين وجه الطمأنينة والاستقرار الذي عبرت عنه الندوة التلفزيونية بشكل واضح وبين وجه المواجهة والفتنة التي يعبّر عنها رافضو الشراكة ومعطلو الحلول والمبادرا"ت.

 

النائبان بزي والساحلي عرضا في روما شؤون لبنان والمنطقة

وطنية - 8/2/2008 (سياسة) التقى النائبان علي بزي ونوار الساحلي، على هامش المؤتمر الذي يحضره الوفد النيابي اللبناني في روما، مدير دائرة الشرق الأوسط في الخارجية الايطالية سيزار غالين ومدير مجموعة المشرق في الخارجية الايطالية كارلوس فورموزا، وجرى البحث في شؤون ايطاليا ولبنان والشرق الأوسط

 

جمعية "حقنا نعرف": للكف عن المتاجرة بقضية المعتقلين في سوريا والعمل جديا لا اعلاميا لمؤازرة الاهالي وانشاء لجنة تحقيق دولية

وطنية - 8/2/2008 (سياسة) دعت جمعية "حقنا نعرف" في بيان اليوم "الاطراف كافة الى الكف عن المتاجرة الاعلامية بقضية المعتقلين وعدم زجها في ردودهم على بعضهم البعض", وجاء في البيان : "عادت مؤخرا قضية اخوتنا المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية الى الظهور الاعلامي من جديد، متصدرة عناوين خطب وتصاريح اطراف النزاع في لبنان، دون سعي جدي من اكثرية الاطراف الى العمل على الافراج عن المتعقلين. لذلك تدعو جمعية "حقنا نعرف" جميع الاطراف الى الكف عن المتاجرة الاعلامية بقضية المعتقلين وعدم زجها في ردودهم على بعضهم البعض، لا بل العمل بجهد حقيقي لا اعلامي على المساهمة في تحقيق مطلبنا ومطلب الاهالي، والذي هو انشاء لجنة تحقيق دولية، تقوم بمساعدة الصليب الاحمر بالدخول الى السجون، واجراء تحقيقا كاملا، سعيا الى الافراج عن اكبر عدد ممكن من اخوتنا الاحياء، واسترجاع رفاة من استشهد في اقبية السجون ليصار الى تكريمه تكريما يليق بحجم شهادته.

كما تدعو الجمعية جميع اللبنانيين الى مؤازرة الاهالي المتواجدين بشكل يومي في مكان اعتصامهم في حديقة جبران خليل جبران، ساحة رياض الصلح، وسط بيروت، خاصة ان الحادي عشر من نيسان يصادف ذكرى مرور ثلاثة اعوام على تواجدهم في خيمتهم، دون تلقي اي نتيجة تذكر من جانب اغلبية سياسيي لبنان".

 

النائب جنبلاط تعليقا على المقابلة المتلفزة للسيد نصر الله والعماد عون: نأمل لكما الهداية نحو إعطاء البعض من هذا الحب الأعمى لدولة هشمتما أسسها

وطنية - 8/2/2008 (سياسة) ادلى رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط بتصريح اليوم، تعليقا على المقابلة المتلفزة بين الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله ورئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون على شاشة ال"او.تي.في"، وقال:

"على مشارف عيد العشاق، تأثر اللبنانيون بمشهد الحب الثنائي المتلفز الذي حرك كل عواطفهم ومشاعرهم وأدمع عيونهم وقلوبهم بعد رؤية وسماع الثناء المتبادل وقصة الغرام الدرامية، والتزاحم على الاشادة بالانجازات الذاتية والمتقابلة، وظنوا لوهلة أنهم أمام مسرحية روميو وجوليت يمثل فيها قيس نصرالله وليلى عون وتم عرضها مراعاة لفهم جماهير التفاهم وإسقاطا لأفكار تتلاءم مع التقاطع المصلحي الصرف الذي فرضته القناعة المشتركة بالتعطيل والعرقلة كمنهج وسياسة وأداء.

وإزاء هذا المشهد المؤثر، لم يكن ممكنا سوى الانحناء أمام العواطف الجياشة والتضرع بألا تعم نعمة التفاهمات ومضامينها الملغومة المبهمة على اللبنانيين جميعا، لعلنا في ذلك نجد نهاية لهذا المسلسل الطويل والممل والممجوج من جر البلاد نحو مشاهد اكثر دراماتيكية ليس أقلها ثقافات العنف والموت والاطارات المشتعلة والطرقات المقطوعة. حبذا لو توسعت مشاهد الحب المؤثرة نحو إعادة الاعتبار للمؤسسات المقفلة والفارغة، وحبذا لو تم توظيف هذه الاطلالة الغرامية لصالح اللبنانيين جميعا عوض التغني بإنجازات ثنائية وهمية ليس لها ترجمة فعلية على الأرض، إلا إذا كان الهدف من أوراق التفاهم تعزيز ثقافة النرجيلة المشتركة بين اللبنانيين، فهذا قد يكون تحقق فعلا. إلى بطلي هذه المسرحية الغرامية، اللذين من الممكن أن تتحول قصة الحب العذري بينهما إلى عشق صوفي، نأمل لكما الهداية نحو إعطاء البعض من هذا الحب الأعمى لدولة هشمتما أسسها، ودكيتهما مرتكزاتها، وضربتما أمنها وإستقرارها، وأقفلتما مؤسساتها، وأحرقتما طرقاتها، وإحتليتما ساحاتها. فعلا، من الحب ما قتل". ومن المقرر ان يتحدث النائب جنبلاط يوم الاحد في مؤتمر صحافي سيعقده في بداية اجتماع الجمعية العمومية للحزب التقدمي الاشتراكي التي ستنعقد في مجمع الشوف السياحي في بعقلين وسيتناول فيه مجمل التطورات والاوضاع على الساحتين اللبنانية والدولية.

 

الوفد البرلماني اللبناني التقى وزير خارجية الفاتيكان

وطنية- 8/2/2008 (سياسة) واصل الوفد البرلماني اللبناني برئاسة النائب عبد اللطيف الزين وعضوية النواب روبير غانم، سمير الجسر، علي بزي، نوار الساحلي، ميشال موسى ونعمة الله ابي نصر، زيارته للفاتيكان، والتقى وزير الخارجية دومينيك مامبرتي في حضور سفير لبنان ناجي ابي عاصي لأكثر من ساعة.

وبعد اللقاء قال الوزير مامبرتي: "ان قضية لبنان هي من القضايا التي تشغل بال الفاتيكان الذي يشعر بالحزن على الوضع اللبناني الفريد من نوعه بصيغة العيش المشترك والذي يشكل تحد للوضع المعاصر". واكد ان "الفاتيكان كان لديه اتصالات دولية مكثفة من اجل حل الازمة اللبنانية التي لن تتم الا عبر تكاتف المجموعات كافة، واخذ كل العناصر الاقليمية بعين الاعتبار في الحوار والحل". وشدد على "دعوة البابا اللبنانيين الى التوافق والوحدة الوطنية ونبذ العنف وحل الاختلافات عبر الحوار"، معتبرا انه "لا مصلحة على الاطلاق للاطراف اللبنانية في العنف والانفجار، والسفير البابوي في لبنان هو نقطة التواصل معكم وسنقوم بكل ما بوسعنا من اجل لبنان ومصلحة شعبه".

 

السفير الألماني زار المطران مطر: ندعم المبادرة العربية على كل المستويات

وطنية-8/2/3008(سياسة) إستقبل رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر ظهر اليوم في دار المطرانية سفير ألمانيا في لبنان السيد هانس يورغ هابر, وأجرى معه جولة أفق حول الأوضاع على الساحة اللبنانية. وبعد اللقاء تحدث السفير الالماني إلى الصحافيين فقال: كانت زيارة تعارف لصاحب السيادة المطران بولس مطر الذي تربطه مع بلادي علاقات وثيقة ووطيدة منذ الحرب الأهلية في لبنان حيث اضطلع بدور إنساني وإجتماعي. وأنا هنا في مطرانية بيروت للتأكيد على هذه العلاقات التي بدأها أسلافي ويجب أن تتعاظم وتستمر, ولقد تحدثنا عن الأوضاع في لبنان وكنا على اتفاق على أن الخروج من هذه الأزمة بات ضروريا".

وردا على سؤال، قال السفير الألماني: "على اللبنانيين حزم أمرهم لانتخاب رئيس الجمهورية الذي يمثل برمزيَّته سيادة لبنان واستقراره واستقلاله. وعلى كل الأفرقاء أن يتفقوا لملء هذا الفراغ الرئاسي، ونحن ندعم بشكل كامل المبادرة العربية، التي هي، في هذا الوقت، الأمل الأخير للخروج من الأزمة, ونحن ندعم المبادرة العربية على المستويات كافة".

 

القوى الامنية تتابع تحقيقاتها في حادث إطلاق النار في دوحة عرمون

وطنية- 8/2/2008(أمن) تتابع القوى الامنية تحقيقاتها بجدية في حادث إطلاق النار في منطقة دوحة عرمون الاسبوع الماضي بعد تكليفها من القضاء المختص ولاسيما بعدما نشر تلفزيون المنار تقريرا عن هذا الموضوع. وتقوم مفرزة بعبدا القضائية في ملاحقة القضية بكل تفاصيلها معطية للموضوع الاهتمام اللازم.

 

إجتماع بين القوات الدولية والاسرائيلية لمناقشة التوتر على الحدود

وطنية - 8/2/2008 (أمن) أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في حاصبيا سعيد معلاوي، عن لقاء عقد اليوم بين ضباط من قيادة القوة الدولية المعززة "اليونيفيل" وآخرين من الجيش الاسرائيلي عند الطرف الشمالي للشطر اللبناني من قرية الغجر السورية المحتلة، بعد أجواء التوتر الذي خيم على الحدود منذ يوم الاحد الماضي وما رافقه من إستنفار إسرائيلي ودولي. وقال إن المجتمعين تداولوا في الوضع المتوتر بينهما، وما تقوم القوات الاسرائيلية من مضايقات لقوات اليونيفيل على هذا المحور، وما تنفذه من إعتداءات على المواطنين اللبنانيين والتي كان آخرها إطلاق النارب على المواطن عبدالله المحمد ما بين الغجر والوزاني مما أدى الى مقتله وجرح رفيقه سليم القبيسي. ولم تعرف بدقة نتائج هذا الاجتماع.

 

النائب أبو فاعور:هناك قرار عربي بإجراء الإنتخابات في 11 شباط وهناك قرار حاسم لدى النظام السوري بإبقاء لبنان في الفراغ

وطنية -8/2/2008(سياسة) أكد عضو اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان" أنه "حتى اللحظة لا يزال السيد عمرو موسى والمبادرة العربية بشكل عام يواجه بنفس منطق التعطيل من قبل النظام السوري، طبعا بعدما قام هذا النظام بتفويض هذه المهمة الى حلفائه في لبنان".

وجدد النائب أبو فاعور أسفه "لأن الصعوبات أكبر أمام مبادرة الجامعة العربية والحل العربي، ثم إضافة معوقات إضافية الى حركته في لبنان لذلك ليس هناك ما يشير الى إمكان تحقيق اختراق حتى اللحظة في سير عمل المبادرة". وأشار الى أن "موسى عاد لأن هناك تكليف جديد وانتداب واضح له من قبل جامعة الدول العربية، فهناك اجتماع عقد من قبل مجلس وزراء جامعة الدول العربية وهناك اجتماع عقد في القاهرة وتم اتخاذ قرار من قبل الجامعة بأن يكون موعد الحادي عشر من الجاري هو موعد لانتخاب رئيس للجمهورية العماد ميشال سليمان، لذلك هو يأتي لتنفيذ توصية صادرة من الجامعة".

واعتبر أن "عدم حصول أي جديد هو نتيجة الموقف المعطل، ولكن هناك قرارا عربيا بإجراء الإنتخابات في 11 شباط، لذلك هو مكلف ومطلوب منه ان يأتي الى لبنان لإنجاز الإستحقاق من الناحية النظرية ولكن المعوقات التي تضع أمام مبادرته كما قلت هي ترتبط بمواقف خارجية على بعض الأطراف في لبنان لإعادة هذه المبادرة". وعما إذا كان يعتبر أن المبادرة العربية وصلت الى نهاية المطاف الى مرحلة النعي أم أن هناك فرصا إضافية، أشار إلى أن "السيد عمرو موسى يحاول ابتداع أشكال خلاقة مع محاولة تحقيق اختراق في المبادرة العربية وفي قناعتي أن الأمور أصبحت واضحة وهي في الأساس كانت واضحة إلينا، هناك مسار تعطيلي في لبنان وهناك قرار حاسم لدى النظام السوري بإبقاء لبنان في الفراغ وتحويل الفراغ من فراغ آمن كما هو حتى اللحظة إلى فراغ غير آمن وغير مستقر كما حصل مع الجيش ، لذلك المبادرة ستستمر لأن هناك حرصا عربيا وقرارا عربيا بعدم ترك لبنان دون سقوف سياسية ودون سقوف أمنية، ولكن إذا لم يحصل تغيير ما على مستوى ميزان القوى بين الدول العربية وبين الشرعية العربية وبين النظام السوري، فأعتقد ان المبادرة سوف تدور في حلقة مفرغة".

وتابع:"للأسف نبدو أمام أزمة مفتوحة وإلا ما يبرر استمرار هذه الحملة التصعيدية كالإعتداء على الجيش والتشهير به وبقيادته وبالضباط الأساسيين في الجيش، واستمرار عمليات الشغب المنظم في الشوارع اللبنانية. وكما قلت القرار الاستراتيجي الواضح لدى النظام السوري هو فراغ غير آمن في مقابل محاولة عربية. وأريد أن أشير بأنه يتم الحديث كثيرا عن أن الخلاف العربي ينعكس على لبنان، الخلاف العربي أساسه ومحوره لبنان، فلبنان هو أحد أهم القضايا العالقة بين الشرعية العربية وبين النظام السوري، وإذا كان هناك من خلاف فمرد هذا الخلاف الى أن الشرعية العربية تريد حماية لبنان فيما النظام السوري يريد تهديم لبنان".

وأعرب النائب أبو فاعور عن اعتقاده أنه سيكون لديه اليوم اتصالات حاسمة لتحديد مسار ما للأمور، وربما تتواضع المبادرة العربية إلى حدود إبقاء صلات الوصل قائمة لمنع تدهور الأوضاع في لبنان من دون وجود طموحات كبرى بتحقيق اختراق ما، وبالتالي ستستمر المبادرة لأن هناك قرارا عربيا بعدم ترك لبنان وحيدا في هذا المأزق الذي يعيش فيه".

 

الحركة اللبنانية: المشاركة في ذكرى الشهيد الحريري رد على مشاريع الفتنة

وطنية-8/2/2008(متفرقات)اعتبرت اللجنة التنفيذية للحركة اليسارية اللبنانية, في بيان بعد اجتماعها برئاسة منير بركات, "ان معيار الالتزام بلبنان وطن الحرية والاستقلال والسيادة هو الانخراط في المشاركة الفاعلة في الذكرى السنوية الثالثة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، التي تشكل الرد الجماهيري الحقيقي على كل مشاريع الفتنة والتفتيت وتهديد الكيان اللبناني". وقال: "ان الاحتفال في الذكرى الثالثة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري يكتسب بعدا مميزا هذه السنة، لأسباب ترتبط بمصير لبنان وتبين الاهداف الحقيقية لاغتيال الرئيس الشهيد، من خلال انكشاف الأقنعة بالموقف والممارسة، ابتداء من تعطيل المؤسسات الدستورية، مرورا بعرقلة الانتخابات الرئاسية، وصولا الى استهداف المؤسسات الأمنية، وخصوصا الجيش الوطني اللبناني".

أضاف: "إن محاولات تفريغ البلد من كل مقوماته انما تعبر عن أطماع إقليمية واضحة من أجل املاء الفجوات المفتعلة، تلبية لمشروع سوري أمني سياسي، يرمي إلى استعادة الوصاية والتحكم بالسلطة وعرقلة المحكمة الدولية, وان معيار الالتزام في لبنان الوطن والحرية والاستقلال والسيادة هو الانخراط في المشاركة الفاعلة في هذه الذكرى الخالدة، والتي تشكل الرد الجماهيري الحقيقي على كل مشاريع الفتنة والتفتيت وتهديد الكيان اللبناني".

وأعلنت الحركة عن تشكيل لجان من أجل التعبئة والتحضير لمشاركة مناصريها في مختلف المناطق اللبنانية في الذكرى يوم الخميس المقبل.

 

بهيج حاوي: ذكرى 14 شباط مناسبة لتأكيد الخيار الديموقراطي

وطنية - 8/2/2008 (سياسة) دعا بهيج حاوي، شقيق الامين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني الشهيد جورج حاوي، في تصريح اليوم لان تكون ذكرى 14 شباط مناسبة لتأكيد الخيار الديموقراطي بعيدا عن التهويل الطائفي والمذهبي، والالتفاف حول الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي والحكومة وتجديد عهد الوفاء لشهداء ثورة الاستقلال

 

نواب بعبدا - عاليه دعوا الى المشاركة في ذكرى استشهاد الرئيس الحريري:

رسالة في وجه آلة القتل ومن يكرس الفراغ الرئاسي ويدمر اقتصادنا

وطنية - 8/2/2008 (سياسة) وجه نواب بعبدا - عاليه فؤاد السعد وانطوان اندراوس وهنري حلو وعبدالله فرحات، في بيان اليوم، نداء الى ابناء عاليه وبعبدا للمشاركة الكثيفة في الذكرى الثالثة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري وسائر شهداء انتفاضة السيادة والاستقلال، العاشرة من صباح الخميس المقبل في 14 شباط الحالي. واذ أكد النواب على استمرار "مسيرة السيادة والاستقلال"، داعوا "الاوفياء والشرفاء في هذه المنطقة، التي كانت وما تزل في طليعة المدافعين والمشاركين في انتفاضة 14 اذار، الى التأكيد على القيم والمبادىء الاستقلالية". واضاف البيان: "حيث لكم صولات وجولات من النضال في سبيل وحدة لبنان ومواجهة النظام الامني اللبناني - السوري الذي سقط في ساحة الشهداء، ساحة الحرية ساحتكم، يا ابناء عاليه وبعبدا يوم وقفتم مع رفاقكم واهلكم من كل المناطق رافعين الصوت عاليا للاحتلال السوري لا للقتل، لا للقمع، لا للفساد، لا للاغتيالات، نعم للبنان سيدا حرا مستقلا، وانتم اليوم مطالبون في الحفاظ على هذه الانجازات التي تحققت يوم خرج النظام السوري من لبنان على وقع قبضاتكم ونضالكم والتأكيد للقاصي والداني بان هذا النظام ولم يعود الى لبنان، فالاغتيالات لم تخيفنا ومهما بلغت تهديداتهم وتهويلهم ووعيدهم، فاننا واياكم على العهد باقون، لتكن مشاركتكم في الرابع عشر من شباط رسالة صارخة في وجه الة القتل والتعطيل والعرقلة في وجه من يكرس الفراغ الرئاسي ويقوض مؤسساتنا الدستورية ويدمر اقتصادنا. يا ابناء عاليه وبعبدا، اننا على موعد جديد الخميس المقبل، ندعوكم مجددا للمشاركة الحاشدة وما عاهدناكم الا في المقدمة، ملبين نداء واجب الحفاظ على الوطن ووحدة 14 اذار".

 

تمام سلام زار السفير السعودي :المملكة احتضنت وما زالت قضايا عربية واسلامية وتمنيت عليه ان ينقل الى الملك عبد الله شكرنا لمساندة الخزينة بمليار دولار

وطنية-8/2/2008(سياسة) زار النائب السابق تمام سلام, اليوم سفير المملكة العربية السعودية الدكتور عبد العزيز خوجه وتم التداول في الاوضاع العامة التي تمر بها البلاد . بعد اللقاء قال سلام: "ان لقائي مع السفير خوجة كان مناسبة للتداول في المستجدات, وخصوصا ما يدور هذه الايام من اتصالات ومباحثات ثنائية وغيرها بين القيادات والدول العربية، والتي لها التأثير الكبير على اوضاعنا في لبنان. وكانت فرصة جديدة اكد لي فيها الدكتور خوجة على الدور السعودي الحريص على توفير افضل الظروف العربية للتصدي للاستحقاقات الظرفية والدائمة التي تواجه الامة العربية،وخصوصا فيما يتعلق بالقضية اللبنانية التي تشهد ازمة سياسية مستعصية تنعكس سلبا على وضعنا الداخلي في لبنان وتأخذ حيزا على مستوى العلاقات العربية العربية".

اضاف: "اطلعني السفير خوجة على الرغبة المخلصة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في السعي المتواصل عبر كل الفرص المتاحة لمساندة لبنان واللبنانيين على الخروج من ازمتهم والانتقال الى مرحلة جديدة من التفاهم والتوافق بين القوى السياسية المختلفة. كما ان المملكة العربية السعودية احتضنت وما زالت العديد من القضايا العربية والاسلامية ووضعت لها امكانات كبيرة ان على الصعيد المعنوي او المادي، في سبيل تحسين وتطوير اوضاع الشعوب العربية في كافة ارجاء المعمورة". وتابع: "وبدوري ابلغت السفير خوجه مدى تقدير وتثمين اللبنانيين للجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية والدور الناشط والمميز الذي يحرص عليه شخصيا في تواصله مع القيادات اللبنانية كافة، ولا بد للجهود المخلصة ان تعطي نتائج طيبة في شكل او اخر".

وختم: "كما تمنيت على السفير خوجه ان ينقل الى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وافر الشكر والتقدير على ما خص به لبنان من دعم مادي سخي يتمثل بمليار دولار مساندة للخزينة اللبنانية في مواجهة الاعباء المالية الكبيرة للدولة اللبنانية في هذه الظروف الصعبة, ان الاريحية الملكية السعودية كانت وما زالت مسؤولة عن حاجة الشعوب العربية من تطوير وانماء وبخاصة في لبنان مرة تلو الاخرى وبدون حدود".

 

النائب شهيب: سحب الكتيبة القطرية من "اليونيفيل" يطرح تساؤلات

هل هذه الخطوة مؤشر لمرحلة أمنية تأتي بعد إفشال الحل العربي؟

وطنية- 8/2/2008 (سياسة) علق عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب أكرم شهيب في تصريح اليوم على سحب قطر كتيبتها من "اليونيفيل"، ورأى في التوقيت "أكثر من علامة استفهام". وقال إنه "يتزامن مع مبادرة عربية تأكيدها واجب باعتبارها تشكل مخرجا للازمة السياسية اللبنانية، وتأتي مبادرة قطر في وقت كشف ان الذين تنسق اقليميا معهم هم تاريخيا اعداء اي حل او دور عربي في لبنان. وفي المقابل، تعمل الدول العربية الحاضنة للبنان بكل الوسائل سياسيا واقتصاديا لدعمه وتأتي الوديعة السعودية اليوم تأكيدا جديدا لضمان الاستقرار المالي والاقتصادي. كما يجيء التوقيت أيضا بعد التعرض للمؤسسة العسكرية وحوادث مار مخايل والاستهدافات المتتالية لليونيفيل في الجنوب من مجهول معلوم". وسأل: "هل بدأ التطبيق الاقليمي لخطة الاجهاز على القرار 1701؟ وهل هذه الخطوة مؤشر لمرحلة أمنية تأتي بعد إفشال الحل العربي؟ إنها أسئلة برسم الاجابة عنها من دولة كنا نتمنى أن تكون متناغمة مع لبنان، مع نظام القتل في سوريا".

وفي موضوع آخر، علق النائب شهيب على خبر زيارة وفد برلماني للفاتيكان، ناقلا تحيات رئيس المجلس الى البابا بينيديكتوس السادس عشر، ورأى "أن هذه الزيارة تذكرنا بالمثل اللبناني: "الكنيسة القريبة ما بتشفي"، علما ان الكنيسة عندنا شفت في السابق، وهي تدعو للشفاء اليوم"، وقال النائب شهيب: "الكنيسة البعيدة نحترمها ونقدر دورها وعملها وحرصها على لبنان ووحدته وسلامة اراضيه واستقلاله، لكن كم كنا نتمنى لو ان من نقلت التحيات باسمه الى الفاتيكان استجاب قبل إرسال الوفد لرغبة الكنيسة القريبة والبطريرك صفير ودعوتهما الصادقة لفتح ابواب المجلس وانتخاب رئيس للجمهورية، لكانت مهمة هذا الوفد زف البشرة للحبر الاعظم ان لبنان خرج من ازمته".

 

فراغ رئاسي أم تفريغ الرئاسة والحكومة؟

وليد شقير- الحياة  - 08/02/08//

بلغت الخلافات العربية حول الأزمة اللبنانية ذروة لم يسبق ان وصلتها قد تهدد بانشقاق عربي واسع، وقد تؤدي الى وضع سورية في مواجهة مع معظم الدول العربية وتنسف القمة العربية المزمع عقدها في دمشق في 28 و29 آذار (مارس) المقبل.

ومن الطبيعي ان تهتم دمشق بمعالجة الأسباب التي تقود الى ظهورها بمظهر الخارج عن التضامن العربي وتعمل على حشد صلاتها وعلاقاتها من اجل تجنب ذهابها الى النهاية في معاكستها غالبية الدول العربية. فامتناع دولتين رئيسيتين هما المملكة العربية السعودية ومصر عن حضور القمة في دمشق على مستوى القيادة سينقل الخلاف العربي حول لبنان الى مستوى جديد، لأن دولاً عربية عدة ستتضامن معهما حتى لو قرر قادتها الحضور. وحتى لو عُقدت القمة بمن حضر فإنها ستؤثر حكماً في رئاسة سورية لها خلال السنة المقبلة وفي دورها في إطار التضامن العربي والمرحلة المقبلة من العمل العربي المشترك.

وإذا كانت الخلافات العربية مع سورية تصاعدت حول لبنان في الأشهر الماضية، فإنها جاءت نتيجة تراكمات، في شأن ملفات عدة، منها الملف الفلسطيني، والملف العراقي والعلاقة مع إيران.

وإذا كانت مصر والسعودية وسائر دول الخليج أخذت تتبع سياسة خاصة بها، بالانفتاح على إيران، خصوصاً ان هذه الدول لا تؤيد سياسة القوة والعنف مع طهران التي تلوح بها على الدوام الإدارة الأميركية، فإن الملف اللبناني يبقى أساسياً نظراً الى مخاطر الفراغ الرئاسي على الوضع الداخلي وانعكاساته على الوضع الإقليمي.

هل تلجأ سورية الى «الخطة ب» في التعاطي مع الموقف العربي منها، لتفادي تصاعد التأزم في علاقاتها، والتراجع في موقعها؟ فلدى دمشق أوراق كثيرة، سياسية وميدانية تحتفظ بها لمواجهة الضغوط عليها، خصوصاً بعد ان بدت معرقلة للمعالجات المجمَع عليها عربياً. ومن هذه الأوراق ان تدعو حلفاءها الى انتخاب رئيس جديد هو قائد الجيش العماد ميشال سليمان، قبل عقد القمة العربية فتنزع حجة الجهات العربية التي قد يقاطع قادتها هذا الاستحقاق الإقليمي المهم، لتدفعهم الى حضوره فتتكرس شرعية العمل العربي المشترك انطلاقاً من دمشق مجدداً.

إلا ان لـ «الخطة ب» هذه مفاعيل أخرى إذا كانت دمشق تهدف الى تأمين عقد القمة من دون التخلي عن أوراقها الأخرى. فانتخاب العماد سليمان إضافة الى انه يعالج مشكلة الجهة التي ستوجه إليها الدعوة في لبنان لحضور القمة، سيؤدي الى حضوره القمة، لكن ما الضمانة بأن هذا الانتخاب سيؤدي الى تشكيل حكومة جديدة؟ فما الذي يمنع حلفاء دمشق من البقاء على شروطهم في شأن تشكيل الحكومة فيتعذر قيامها، بعد ان تكون حكومة الرئيس فؤاد السنيورة باتت مستقيلة حكماً وفق ما ينص عليه الدستور عند بداية ولاية رئاسية جديدة؟ وتحوّل سليمان من مرشح الى رئيس في هذه الحال سيبقيه مكبل اليدين لأن الحكومة المستقيلة التي تصرف الأعمال «على نطاق ضيق» ستكون مشلولة كلياً، فضلاً عن ان الرئاسة نفسها ستكون مشلولة لأن معظم صلاحيات رئيس الجمهورية يمارس في إطار مجلس الوزراء وليس خارجه، ما يعني تكبيل يديه في إدارة البلاد، والانتقال الى فصل جديد من التأزيم السياسي الذي قد يكون أشد وطأة وخطورة على البلاد مما هو الفراغ الرئاسي الحالي. وهو لا يعني إلا الانتقال من الفراغ الرئاسي الى الرئاسة الفارغة من مضمونها، أي ان هذا سيحول دون تعيين قائد جديد للجيش مكان سليمان، الذي ستؤول صلاحياته قائداً للجيش بغياب قائد أصيل الى رئيس الأركان الدرزي، الذي يصبح عندها هدفاً للتصويب عليه باعتبار ان قيادة الجيش للموارنة، وهو تصويب بدأ منذ الآن.

ان «الخطة ب» بهذا المعنى تصيب اهدافاً كثيرة، إضافة الى تفريغ الرئاسة من مضمونها في حال أجري الانتخاب من دون قيام حكومة جديدة، ومن اجل تمرير هدف عقد القمة العربية لا غيره، مع الاستمرار بالإمساك بالأزمة اللبنانية الى حين إحداث تغيير في موازين القوى لمصلحة المعارضة. وإذا كانت الحكومة الحالية تتولى صلاحيات الرئاسة نظراً الى عدم التمكن من انتخاب رئيس جديد، فإن انتخاب الرئيس قبيل القمة من دون تشكيل الحكومة البديلة، سيحول دون مشاركة الحكومة الحالية في القمة، وسيحول، باعتبارها مستقيلة، دون انتظام علاقتها مع العالم الخارجي.

إن القيام بخطوة يتيمة هي انتخاب رئيس، مع إبقاء الخلاف على تشكيل الحكومة قائماً بين فريقي الأكثرية والمعارضة، ينقل الأزمة من مشكلة حول الموقع المسيحي الماروني الأول في الدولة، الى مشكلة لهذا الموقع، ومشكلة أخرى ايضاً للموقع السني في السلطة التنفيذية وتصبح جوانب الأزمة أكثر تعقيداً وخطورة، ما يوجب السعي الى حل يشمل كل النقاط وعدم التجزئة إذا أوجب عقد القمة تسهيلاً سورياً لانتخاب الرئيس

 

بين مرحلة الإنتظار وترتيب الأوراق التعبير الحضاري ضروري

الهام فريحه

ما لم يتحقَّق تطورٌ عربي واقليمي ودولي، في خصوص لبنان، فعبثاً انتظار الاستحقاق الرئاسي، وعبثاً تحديد الموعد تلو الموعد، وعبثاً القول ان ملء كرسي الرئاسة سيتحقق في المدى المنظور. اذا نظرنا الى انهماكات الأطراف اللبنانيين في الفترة الحالية، نجد أن ملف الاستحقاق الرئاسي في المرتبة الأولى في سُلَّم الأولويات والاهتمامات، بالنسبة الى قوى الأكثرية المنهمكة بإجراء الانتخاب لصالح العماد ميشال سليمان في اليوم المحدّد الاثنين المقبل ثمّ بتصليب تماسكها الذي سيتبلور أكثر فأكثر في الرابع عشر من هذا الشهر، في الذكرى الثالثة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، وبعد تلك الذكرى تحلّ مناسبة ثانية تتمثَّل في إحياء ذكرى 14 آذار. من الضروري أن تُحيي قوى الأكثرية تماسكها، في انتظار نضوج الحلول أو إنضاجها، وفي المقابل تبدو قوى الثامن من آذار تنتهج خطة لجهة تجميع أوراقها واعادة ترتيبها، وقد بدأت هذه المهمة من خلال ما يلي: - إنعاش وثيقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر، بعد الخشية من تصدُّعها إثر أحداث (الأحد الأسود) في الشياح. - وضع خطة مواجهة في حال بقي الوضع على ما هو عليه من اليوم وحتى موعد الانتخابات النيابية المقبلة.

وبين إصرار الأكثرية على انتخاب رئيس للجمهورية وبين تشبّث المعارضة بطروحاتها، تبدو الحكومة أيضاً في موقع ادارة الأزمة على أساس ان هذه الأزمة تبدو طويلة، وتأتي في هذا السياق الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى المملكة العربية السعودية المشكورة دائماً وابداً بدعم لبنان دولة وشعباً حيث حصل على وعد بدعمٍ مالي يُمكِّن لبنان من تجاوز قطوع الاستحقاق المالي هذا الشهر، ولم يكن الرئيس السنيورة ليقوم بهذا المسعى لو ان معالجة الأزمة (على الأبواب). اذاً، تبدو المرحلة مرحلة انتظار، ولكن هل مَن يتلفَّت الى ان الشعب يتعب من الانتظار

الشعب في ضيقة حقيقية، وحسابات (حقل النزاع القائم) لا تُناسب (بيدر الآمال)، بانتخاب رئيس للجمهورية، اذاً فالمطلوب الصمود اللبناني والنزول الى ساحة الشهداء في الرابع عشر من شباط للتعبير الحضاري والاصرار على الاستقلال الثاني للبنان الحرّ العربي التواصل خاصة في ظلّ إنسداد آفاق الحلول آنياً.

لم يَعُد ينطلي على المواطن نقله من موعد الى آخر، لقد سئم المواعيد والوعود، وما يطلبه هو العيش الكريم مع جميع أبنائه وطوائفه بعيداً عن الإلتزام بأي طرف خارجي أياً يكن.

 

الخوف من المبادرة لا من المجهول

رفيق خوري

لا شيء يوحي أن الوضع أخطر مما نتصور أكثر من صمت عمرو موسى في المطار وسط الصخب المرتفع في بيروت. ولا أحد يعرف كيف تنتهي الجولة الجديدة في مهمة الأمين العام للجامعة، وإن سبقها نعي المبادرة العربية على ألسنة كثيرين. لكن البداية محكومة بسؤال محدد من موسى الى محاوريه: هل الخلاف على نسب التمثيل في الحكومة هو العقدة الوحيدة أم أنه يشمل عقداً أكثر بينها ما كان محل توافق على ترئيس العماد ميشال سليمان، ويصل الى قضايا أكبر تتجاوز لبنان? وإذا كان الجواب يحدد خريطة الطريق، فإنه يبقى قاصراً عن التحكم بالنهاية. وهو، مهما يكن، لا يلغي الحاجة الى البحث في جوانب الأزمة السياسية، ولا يحجب الأسئلة التي تبحث عن أجوبة في عواصم المنطقة والعالم. ذلك أن موسى استعد للمهمة بأكثر مما استعدت بيروت لها. هو أجرى اتصالات في الداخل والخارج رافقتها رسائل عربية الى عواصم أوروبية مهمة. ولم يكن اجتماعه مع المسؤول الأميركي ديفيد ولش في القاهرة سوى واحد من اجتماعات عدة مع أطراف عربية ودولية. وهي استمرت في تكرار المواقف المعروفة وشهدت أعمال التحريض على الفتنة وكادت تنزلق اليها بشكل مأسوي. ولم تكن السجالات بين المرجعيات والقيادات أقل من تعبير عن حرب أهلية باردة داخل خلافات عربية تقترب من مرحلة القطيعة. صحيح أن (الرأسمال) الذي وضعه الاجتماع الثاني لوزراء الخارجية العرب في يد الأمين العام أصغر من الذي حمله بعد الاجتماع الأول، وحالت الخلافات الصارخة في بيروت والهادئة في عواصم المنطقة دون توظيفه. لكن الصحيح أيضاً أن ليس أخطر من فشل التعريب على لبنان والنظام العربي سوى التدويل المحكوم سلفاً بالفشل إن لم يكن بتفجير الوضع. فالخيار أمام اللبنانيين هو (المبادرة العربية أو المجهول) كما قال الرئيس المصري حسني مبارك. والمفارقة أن هناك مَن يتصرف كأن الخوف من المبادرة العربية أكبر من الخوف من المجهول. لا بل ان البعض يتصور أن المجهول (معلوم) له مصلحة في الوصول اليه عبر الفراغ والفوضى.

  وهذا خداع للنفس، وإن بدا خداعاً للآخرين من خلال تغطية الأهداف الحقيقية بشعارات براقة. فلا اللعبة الداخلية تسمح بانتصار طرف على آخر، بصرف النظر عن القدرة على شل البلد. ولا اللعبة الخارجية فالتة من الضوابط وخالية من العواقب الوخيمة على صعيد المنطقة. والمخيف أن نتوقف أمام ثمن التسوية من دون أن نسأل أنفسنا عن البديل وثمنه الكبير والخطير.

 

حزب الأحرار" دعا إلى المشاركة الكثيفة في ذكرى 14 شباط الحالي

ونوه بإجماع الأشقاء العرب على مبادرة إخراج لبنان من مأزق الفراغ الرئاسي

وطنية-8/2/2008(سياسة) تمنى المجلس الأعلى لحزب "الوطنيين الأحرار" في بيان بعد اجتماعه الأسبوعي برئاسة الأستاذ دوري شمعون للأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى التوفيق في مهمته، ونرحب به مثمنين إجماع الأشقاء العرب على مبادرة إخراج لبنان من مأزق الفراغ الرئاسي الذي يكشف الوطن ويقضي على مناعته في مواجهة مخططات أعدائه وكل مقتنصي الفرص لتحقيق مآربهم، علما أن المبادرة واضحة تماما ومتناغمة مع النصوص الدستورية والتقاليد التي طالما احترمها اللبنانيون في الاستحقاق الرئاسي. غير أننا نأمل منه وضع قوله موضع التنفيذ بأن الموقف العربي لن يظل على حاله بعد 11 شباط إذا لم يتم انتخاب المرشح التوافقي رئيسا للجمهورية".

أضاف:"نقول هذا ليس من قبيل التحريض وهو لا يجدي أساسا، ولا بدافع الرغبة في إحراجه، إنما لإفهام المعرقلين ان صبر قادة العرب نفذ، وأن كرامتهم في الميزان وصدقيتهم على المحك. ونقوله أيضا محذرين من المخطط الذي ينفذه المعرقلون وقد انتقلوا إلى مرحلة استعمال العنف والتخريب وتهديد السلم الأهلي. ونسأل هؤلاء: هل يبقى خيار إلا خيار اللجوء إلى الشرعية الدولية ـ بديلا من الانزلاق إلى أتون الحرب الأهلية التي يزجون الوطن فيها ـ إذا مضوا في عنادهم وإصرارهم على تفشيل المبادرة العربية؟".

وتابع البيان:"نسجل مرة جديدة لبكركي وسيدها وقفتهم الوطنية المتقدمة في التحذير من مخطط شل المؤسسات لتفتيت الوطن، ووفاءهم للقيم التي دافع عنها السلف بشجاعة جعلت عددا من البطاركة يدفعون حياتهم ثمنها. ومن دون هذه المواقف التاريخية لما قام الوطن على الصورة التي أرادوها بقيادتهم نشأة لبنان الكبير ومواكبتهم بالموقف والكلمة مسيرة الاستقلال الأول والثاني. ونلفت مطلقي اتهامات التحيز والتغريب إلى إجماع الأشقاء العرب والمجتمع الدولي على تأكيد حقيقة هذا المخطط وخطره واستعدادهم لدعم اللبنانيين في إفشاله باستثناء طبعا سوريا وإيران والأدوات المحلية".

وأضاف:"ويمكن في ضوء هذا المخطط وتصدي الصرح البطريركي له فهم ردود فعل الذين تنكروا لكل الروابط الروحية وضربوا عرض الحائط الضوابط الأدبية والأخلاقية، فتطوعوا لمهاجمة من يفرض موقعه ودوره عليهم إذا لم نقل التعاطي البنوي معه للافادة من حكمته وبعد نظره، فأقله واجب الاحترام كحد أدنى في العلاقات الإنسانية. إلا أننا نقرأ سلوكهم انعكاسا للهلع الذي يصيب أصحاب مخطط ضرب صيغة لبنان وكيانه، فارتضوا أن يكونوا مطية لهم جراء تصدي بكركي له أمانة لدورها الثابت في الدفاع عن وطن العيش المشترك والتعددية والسيادة والحرية والديمقراطية".

وقال:"ولو كان المتهجمون صادقين في ادعائهم مصلحة المسيحيين لكان بمقدورهم إدراك وقع كلامهم السلبي على المسيحيين وإسهامه في تعميق انقسامهم من جهة، وتصور غضب المتعلقين بالصرح وبرسالته وما يمكن أن ينتج منه مما لا يتمنون ولا يريدون من جهة أخرى. لذا باسم هؤلاء نقول للمتطاولين المتوهمين حجما للوقوف ضد المرجعية المسيحية التاريخية: كفى وليرتدعوا".

وندد ب"التصريحات الموجهة التي تناولت المؤسسة العسكرية بالتصويب الخبيث خصوصا على بعض الضباط انطلاقا من انتماءاتهم الطائفية والمذهبية، مما يفضح نيات مطلقيها لعلمهم علم اليقين أن مثل هذه التصريحات قد فعلت فعلها في الماضي وحصد الوطن نتائجها الكارثية. الأدهى انها تقاطعت مع التماهي ـ تعبير تخفيفي تلزمنا أدبياتنا استعماله ـ الذي لمسناه على كل الصعد في المقابلة مع العماد عون والسيد حسن نصرالله، والذي ظهر صورة الانقلاب على الذات بالنسبة إلى الأول، رغم البرامج الموثقة والمواقف التي يحتضنها أرشيف السياسة اللبنانية في موضوعات عدّة مثل السيادة والممارسات السورية والسلاح غير الشرعي بما فيه سلاح "حزب الله"، والإيديولوجية المناقضة للتنوع والتعددية والمعتقلين في السجون السورية".

وقال:"من المؤكد أن استهداف الجيش يأتي ضمن مسلسل أصبح مكشوفا لضرب مقومات الوطن من شل موقع رئاسة الجمهورية، إلى إقفال مجلس النواب، إلى عرقلة الحكومة، إلى اغتيال مسؤولين أمنيين رفيعي المستوى وإلى التعرض لمقام بكركي. هذا المسلسل الذي يحاول الانقلابيون عبثا تمويهه وتغطيته بشعارات ومقولات فيما ينتقلون من تعطيل إلى تعطيل، بعضهم خدمة لأهداف استراتيجية وعقائدية وبعضهم الآخر لأغراض آنية وطموحات شخصية. من هنا مناشدتنا الأشقاء والأصدقاء عدم الإكتفاء بالمواقف المبدئية الشاجبة التي أثبتت عقمها في ردع المتآمرين على لبنان وكيانه".

وختم:" ندعو المحازبين والأصدقاء وكل اللبنانيين الذين أدركوا خطر المخطط الذي يستهدف الوطن والمتعلقين بالثوابت اللبنانية، إلى المشاركة الكثيفة في 14 شباط الجاري في ساحة الشهداء عند الساعة العاشرة، مستظلين العلم اللبناني ورافعين الشعارات التي تشهد للبنان السيادة، والاستقلال، والحرية، والعدالة، والحقيقة والديمقراطية.

 

نصرالله فشل في نزع العلم الأصفر عن جنرال مطلوب استخدامه لمدّة أطول في مخطط استبدال الدويلة بالدولة

عون سقط في هاوية.. بيع الروح

المستقبل - الجمعة 8 شباط 2008 - فارس خشّان

نجح الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في حماية صورته ورمزيته بإطلالته المشتركة مع العماد ميشال عون، ولكنه فشل في مهمة تعويم "الجنرال" التائه في وادي طموحاته بين جبل ماضيه وجبل حاضره. أنصار عون الحزبيون يجدون أعذاراً دائمة لقائدهم. هذه عادتهم وهذه طبيعتهم، ولكن الحياديين وبينهم ديبلوماسيون تابعوا العرض المسرحي المتدثر بحوار تلفزيوني دمعت عيونهم شفقة على ميشال عون الذي تقزّم في سعيه الى التعملق. لم يحتملوا أن يروا هذا الذي يدّعي أنه الصخرة التي عليها ستتكسّر أمواج المؤامرة على اللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً، بصورة الولد الذي "يتبكبك" أمام "معلّمه" أو بصورة "المتّهم" الذي يسترحم "قاضيه" أو بصورة "المتلقي" الذي يُنفّذ أوامر "قائده".

الإطلالة المشتركة لنصرالله وعون التي هدفت الى تعويم الورقات الثلاث لتفاهم مار مخايل بعدما هوت في حفرتي وسط بيروت واضطرابات مار مخايل، قزّزت النفس من هكذا تفاهمات يعقدها طامح رئاسي مع طامع بالوطن، فيُقدّم الأوّل صدقيته والتزامه ومبادئه وروحه ليأخذ من الثاني كلمات لا تقدّم ولا تؤخر لأنها ليست نابعة من صاحب صلاحية في الأساس، ككلمات وطني ونزيه وشفّاف وملتزم.

في العادة ليس سليماً أن يتنطّح قلم ليرسم صورة سوداوية لزعيمين من قامة ميشال عون وحسن نصرالله، ولكن في العادة أيضاً ليس سليماً أن يتعمّد زعيمان من هذا الحجم استغباء العقول والعيون والطموحات الوطنية، كما حصل على مدى ثلاث ساعات ونصف الساعة مساء أوّل من أمس، وكما هو حاصل من أبواقهما طوال يوم أمس، وربما اليوم وغدا وبعده، بهدف تحقيق هدف واحد لا غير، وهو محاولة من نصرالله لينزع عن عون العلم الأصفر الذي رأى الناس يُلبسونه إياه في انتخابات المتن الفرعية التي كانت، ولولا ميشال المر، هزيمة كاملة لجنرال الرابية.

إذاً اللقاء الهادف الى تعويم عون ليبقى صالحاً لاستعمالات نصرالله في المدى القريب، كان مفعماً بما يمكن تسميته "الرياء السياسي"، فكما اتفق عون ونصرالله سابقاً على إخفاء ترشيح "حزب الله" لعون حتى لا تحرقه سمة "حزب الله" الإرهابية في العالم ـ بافتراض أن المجتمع الدولي غبيّ ـ كذلك كانت تلك الإطلالة المشتركة ـ بافتراض أن الرأي العام اللبناني غبي ـ فهي خفت القرار بتصفية ميشال سليمان المرشّح، والدولة الطامحة الى استقرار سيادي، والوطن المتطلع الى انتهاء استدعاء الحروب التدميرية، والطوائف اللاهثة وراء التوقف عن استغلالها في وجه الجماعة الوطنية المشتركة.

عون ونصرالله تكلّما عن السلام الذي أشاعته ورقة التفاهم بين المسيحيين والمسلمين الشيعة، ولكنهما لم ينتبها الى أن مئات الشباب الذين تجمعوا عفوياً، في عين الرمانة يوم الأحد الأسود، بعد اختراقها لمئتي متر من ناحية مستشفى الحياة، كانوا مسيحيين، وأن أبناء الشياح الذين اتهموا أبناء عين الرمانة بممارسة أعمال القنص كانوا شيعة، كما لم يبيّنا كيف أن بإمكان جمهور "حزب الله" أن يميّز عونياً عن قواتي خاضع للتحريض اليومي منذ أكثر من سنة، تماماً كما لم يشرحا لماذا اضطر تلفزيون "المنار" أن يقصد بعبدا للحديث مع عائلة مسيحية مرتاحة بفعل التفاهم في حين أن تلفزيون "أو.تي.في" وجد ضالته في حي الأميركان المتاخم لعين الرمانة. وإذا كان نصرالله ببضع كلمات عامة وبوجه بشوش يريح سكينة الطامح، قد تخطّى الماضي الذي كان يتّهم فيه عون بأنه عميل صهيوني، خصوصاً بعد الرحلة الى الكونغرس الأميركي، فإن عون ظهر خجولاً بماض كان مليئاً بالمواقف التي تضع "حزب الله" في قبضة محافل مقاضاة الإرهابيين.

في الحاضر يتذكر عون أنه كان يقوم بدوريات في مزارع شبعا، وأن "حزب الله" قام بأعمال بطولية وأن سلاحه حاجة تستمر حتى إشعار آخر، ولكنه في الماضي الذي حاول بالأمس أن ينسفه، لم يكن كذلك على الإطلاق. العودة الى ما قبل العام 2000 قد لا تكون منصفة لعون، على الرغم من أنّها حملت الكثير من التهجمات الإلغائية لـ"حزب الله"، ولكن العودة الى ما بعد العام 2000 تكفي.

بالنسبة لعون كان "حزب الله" متواطئاً مع إسرائيل "لتحرير قوتها التدميرية وتحليل استخدامها" ("النهار" في الرابع من شباط 2002) وبعد ستة أشهر وفي "اللواء" يعتبر أن "المقاومة تطيل أمد الإحتلال"، بعدما "أودت بالإقتصاد اللبناني" ومن ثم في "السفير" في الحادي عشر من تشرين الثاني 2004 وتوضيحاً لكلام سابق له (ولاحق طبعاً) عن أن "حزب الله" حالة تقسيمية يقول عون: "أنا أطرح تساؤلات حول معنى أن يكون لحزب الله استقلاله المادي والإداري والعسكري وحتى استقلاله في سياسة خارجية". بالنسبة لعون فإن نصرالله يقود ناسه في حالة غنمية وهو يقول في "النهار" في التاسع والعشرين من تشرين الثاني 2004: "كيف يقول حسن نصرالله إن من هم مع القرار 1559 هم أشد عداوة من الإسرائيليين؟ إن ذلك تحريض طائفي وإثارة للمشاعر. إنّهم يستخدمون الناس مثل قطيع الأغنام تحت ضغط العوز والحاجة والخوف، ثم يتحدثون عن الديموقراطية. يريدون استخدام من يتقاضى رواتب من حزب الله ومن الأجهزة، لأن كل الأحزاب والجمعيات لا تستطيع الحشد من دون الإرهاب".

وفي "اللواء" في السابع عشر من أيلول 2004 قال ميشال عون: "إذا كان حزب الله يريد أن يحرر القدس فأنا ميشال عون أقول له إنني سوف أفتح لك طريق إسرائيل، تفضّل وحرّر، أمّا أن يحمل السلاح لكي يبقى في الضاحية الجنوبية، فكلا انتهى، فنحن لا نريد أن يكون السلاح وسيلة ضغط".

وفي "النهار" في 27 شباط 2002، قال عون: "حزب الله كيان مستقل ضمن الدولة، فهو يشتغل سياسة والدولة تلحق به. وهو يرفع سعر سوريا في لبنان لا أكثر ولا أقل، والى أين امتداده ومع من؟ وما دور المقاومة؟ أنا أعرف ماذا قام به خارج إطار الشرائع والإتفاقات الدولية، وهي أعمال تنطبق عليها مواصفات الإرهاب".

وفي "النهار" الصادرة بتاريخ الحادي والثلاثين من كانون الثاني 2005 قال عون لا فُضّ فوه: "نحن نطالب حزب الله بتسليم سلاحه لأن مهمته انتهت، واللبنانيون يدركون هذه الحقيقة وكذلك حزب الله، وقصة مزارع شبعا ذريعة ساقطة قانونا وشكلا وجوهراً والقرار 1559 يشكل مخرجاً لأن الحزب عالمياً يقع تحت تأثير القرار 1566 الذي ينص على محاربة الإرهاب".

عون وفي كلام نقلته عنه "النهار" أيضا في الرابع والعشرين من نيسان 2004 يذهب الى أبعد من ذلك ويقول: "سواء كانت مزارع شبعا لبنانية أو غير لبنانية، ومن دون الدخول في جدل حول الغايات المشبوهة لهذه الهدية المفخخة الى لبنان، فإن تحريرها يخضع للقرارين 242 و338 الصادرين عن مجلس الأمن الدولي عامي 1967 و1973 والداعيين الى وقف إطلاق النار والتفاوض حول الإنسحاب من الأراضي المحتلة وليس الى الإنسحاب الفوري كما نص القرار 425".

طبعاً ثمة الكثير غير ذلك، إلا أن الأدهى في تلك الإطلالة التلفزيونية المشتركة أن عون كان مربكاً في تبرير الأسباب التي حالت دون إعادة اللبنانيين الهاربين الى إسرائيل، فراح يتحدث بتردد عن القضاء العسكري الى أن "نهره" نصرالله قائلاً إن المسألة سياسية، فأفاض عون متهماً الرئيس فؤاد السنيورة باستدعاء القضاة وإجبارهم على عدم التهاون. إرباك عون كان مفهوما، فنصرالله بيّن دوره الأساسي في المحكمة العسكرية عندما تحدث عن لقاءات ثنائية عقدها حزبه وقضاة المحكمة، بالإضافة طبعاً الى أن عون يعرف تماماً من يمون على القضاء بشقيه المدني والعسكري، فملفاته طوتها صفقة مع اميل لحود وسوريا بغمزة عين، وكذلك ملفات ضباط كانوا معه، بحيث انقلب الحكم بإعدام فايز كرم الى البراءة بلحظة واحدة، لا غير.

وفي باب تسجيل الفواجع المنطقية في هذه الإطلالة ـ المسرحية يقول نصرالله إن أصواته صبّت لعون في كل مكان باستثناء بيروت وبعبدا ـ عاليه والبقاع الغربي. هذا يعني أن عون كان متحالفاً مع "حزب الله" في انتخابات خاضها ببرنامج انتخابي معاد لذريعة مزارع شبعا وللسلاح التقسيمي وللدويلة المستقلة، وهو كان يتمتع بفائض أصوات "حزب الله" في الوقت الذي كان يشيّع خطاباً إنتخابياً يقوم على تحالف المسلمين ضد المسيحيين، وهو تفوّق على نسيب لحود وفارس سعيد وآخرين بحجة أن هؤلاء جزء من منظومة تحالفت مع "حزب الله" في حين كان تنسيقه الإنتخابي قائما حتى قعر المؤامرة مع هذا الحزب؟

ولو اكتفى عون بذلك، لكانت المصيبة محمولة، ولكنه ذهب بعيدا عندما وضع المرآة أمامه وقال إن الأكثرية كانت تتآمر على "حزب الله" في الإدارة الأميركية وأنها ذهبت الى واشنطن لتطيل فترة السماح قبل أن تُقدم على ما به تعهّدت. وحده إليوت إبرامز، يعرف أن عون هو الذي تعهّد بذلك، وعاد فحاول أن يسوّق كذبة البند العاشر من تفاهمه مع "حزب الله" بأنها خارطة طريق نحو تنفيذ وعده بالقضاء على الجناح العسكري لـ"حزب الله". نصرالله، لم يكن ينظر الى عون. عون لم يكن يتوقف عن النظر راجياً رضى نصرالله. إنّه لقاء المذنب التائب مع السيّد المطاع. إنها عودة الأب الضال، يا سمير قصير الصارخ فينا قبل أن ترتاح من مهازل الزعماء في قبر الخلود

 

لبنان والشرق الأوسط في الصحافة الاسرائيلية

"هآرتس": باراك ليس قادراً على تغيير عقيدة الجيش

تزداد الانتقادات التي توجهها الصحف الاسرائيلية يومياً للجنة فينوغراد، وقد وصلت الى اتهامها بالخضوع للضغوط السياسية. وأمس كتب يسرائيل هرئيل في صحيفة "هآرتس" مقالاً انتقد فيه ايهود باراك، ومما جاء في المقال: "السبب الوحيد الذي قدّمه ايهود باراك لتبرير بقائه في الحكومة هو مواجهة الأخطار الأمنية الكبيرة القريبة منها والبعيدة. وقال: كي نبقى متأهبين يجب ترميم قدراتنا العسكرية وإحداث تغيير في القيم. وقال للناس إنه الرجل الصحيح في المكان الصحيح، واذا قدم استقالته اليوم فلن يكون هناك من يستطيع القيام بمهمة اعادة بناء العقيدة والقدرة العسكريتين. يحظى الشق العسكري من هذا الكلام بتأييد واسع، بعكس الشق السياسي الذي يثير ردوداً سلبية. فكثيرون يعتقدون، حتى خصومه، انه الرجل المناسب. في حرب لبنان الثانية، عانى الجيش الاسرائيلي مشكلتين أساسيتين وفقاً لما أشارت اليه لجنة فينوغراد: عقيدة قتالية خاطئة، وأداء سيئ، وخصوصاً في سلاح البر. وفي رأي اللجنة ان هاتين المشكلتين مصدرهما التدهور في قيم المجتمع الاسرائيلي، مما يثير قلقاً جدياً على مستقبل الدولة والجيش. كثيرون في الأجهزة العسكرية والعامة يعتقدون أن ظروف الحرب جعلت من باراك الوحيد القادر على احداث التغيير المطلوب في الوعي والمعنويات، ولكن اذا ألقينا نظرة ثانية على الولاية الأولى لباراك وزيراً للدفاع، ولدى تحليل النهج الذي يطبقه الجيش في قتاله هذه الأيام في الجنوب، نشك في قدرة هذا الرجل على تغيير العقيدة القتالية الخاطئة للجيش الاسرائيلي.

ان العقيدة القتالية الهجينة التي تحولت نموذجاً ومثالاً منذ حرب لبنان، تعود في صورة اساسية الى وزير الدفاع باراك الذي اعتمدها عندما جرى خطف الجنود الاسرائيليين وتعرضت مستوطنات الشمال للقصف الدائم. ولقد بلغت ذروتها في الانسحاب المتسرع من جنوب لبنان الذي تسبب بزعزعة المكانة الإقليمية لإسرائيل، وخصوصاً في مواجهة ايران. حتى ارهاب الانتحاريين الذي انتهجه ياسر عرفات والذي لا يزال مستمراً حتى اليوم هو نتيجة لهذه العقيدة. هذا ما يقوله منذ ذلك الحين القادة العسكريون بمن فيهم رئيس الاركان شاوول موفاز ونائبه موشيه يعالون.

 علينا ان نرى ما اذا كان باراك قد تعلّم من اخطائه. ففي الحرب على الإرهاب، ورغم مئات القتلى في الحافلات وفي الأماكن العامة، واصل باراك تمسّكه بالعقيدة القتالية الهجينة لأنه لم يستطع لجم الارهاب، ولو جزئياً، وخسر في الانتخابات. وحدها الحكومة التي ترأسها أرييل شارون تجرأت على القيام بعملية السور الواقي ونجحت في تقليص العمليات الانتحارية في صورة واضحة. من هنا، كل من يخاف على مستقبل الجيش والدولة لا بد من ان يتوصل الى الخلاصة التالية: باراك لم يغير النظرة الاستراتيجية الخاطئة التي هي في صلب مهمة وزير الدفاع. ليس باراك هو القادر على تغيير النظرية التي أساءت الى عقيدة الجيش".

 

رأيان يتجاذبان المعارضة: إبقاء "الستاتيكو" أو الحسم في الشارع

هل تردّ الغالبية بانتخاب رئيس بالنصف زائد واحد؟

اميل خوري

يتجاذب المعارضة رأيان: أحدهما يدعو الى النزول الى الشارع لحسم المعركة بينها وبين الموالاة اذا اخفقت كل المساعي لتنفيذ بنود المبادرة العربية، وباتت افق الحلول مسدودة ولا أمل في قيام مساع جديدة عربية أو إقليمية أو دولية، والآخر يدعو إلى إبقاء لبنان في مرحلة الـ"ستاتيكو" الحالية في انتظار حصول تطورات ومتغيرات محتملة في المنطقة، تنعكس سلبا او ايجابا على الوضع في لبنان. وحالة "الستاتيكو" تعني ان لا انتخابات رئاسية في المدى المنظور ولا تغيير لحكومة الرئيس السنيورة، ولا فتح لأبواب مجلس النواب، واذا كانت هذه الحالة تعرض الاوضاع الاقتصادية والمالية للانهيار والحياة المعيشية للمواطنين لصعوبات جمة، فانها تظل أفضل وأسلم من تعريض البلاد لحرب أهلية وفتنة.

ويرى أصحاب هذا الرأي من جهة اخرى، ان المعارضة اذا كانت هي البادئة بتحريك الشارع، فان الموالاة ستحملها المسؤولية امام الرأي العام الداخلي والخارجي وتتخذ من ذلك ذريعة للرد عليها ومن موقع الدفاع عن النفس اذا عجزت قوات السلطة المسلحة عن ضبط الشارع ومنع اعمال الشغب والفوضى والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة لا بل ان الموالاة قد تجدها فرصة لانتخاب رئيس للجمهورية بنصف زائد واحد، وانها اذا كانت قد تجنبت اجراء هذا الانتخاب حفاظا على السلم الاهلي ومنعا لحصول فتنة ولقيام رئيسين وحكومتين في البلاد، فان المعارضة اذا ما قررت النزول الى الشارع لحسم المعركة مع الموالاة، تكون هي البادئة في ضرب السلم الاهلي واحداث فتنة ولا يعود انتخاب رئيس بنصف زائد واحد هو المسبب لذلك كي تتحمل الموالاة المسؤولية. وما دام الشارع سيواجهه شارع والبلاد تنقسم على نفسها نتيجة هذه المواجهة، فقد يكون قيام رئيسين وحكومتين عامل ضبط للفوضى في المناطق الخاضعة لسيطرة كل منهما، الى ان تحصل تطورات تزيل هذا الوضع الشاذ وتعيد للبنان وحدته ارضا وشعبا ومؤسسات.

اما المعارضون الداعون الى تحريك الشارع بعد استنفاد كل المساعي والمبادرات، فيعتقدون انهم حاليا في وضع اقوى فيه من الموالاة، وقادرون على ان يسجلوا انتصارا عليها يمكنهم من العودة الى السلطة بعد تحقيقهم انقلابا ناجحا على "ثورة الارز" و"انتفاضة الاستقلال" فالولايات المتحدة الاميركية مشغولة في انتخاباتها الرئاسية وغارقة في مستنقع العراق وافغانستان، واسرائيل مشغولة باحتواء تداعيات تقرير لجنة فينوغراد وفي تطوير جيشها وفي طريقة وضع حد لتساقط صواريخ حركة "حماس" على المستوطنات وتسبب الهلع لسكانها. وفرنسا تعيش حالة ارباك وفقدان هيبة خصوصا بعد التجربة الفاشلة للمساعي التي قامت بها لحل ازمة الاستحقاق الرئاسي في لبنان.

وبعدما كانت الموالاة تعتمد على القوات المسلحة للدولة في مواجهة المعارضة في الشارع وتحميلها تبعة منع اعمال الشغب والفوضى وحماية مؤسسات الدولة ومنع التعدي على الممتلكات العامة والخاصة، فان حوادث الشياح – مار مخايل والتحقيقات الجارية من شأنها ان تشل تحركها المعول عليه، وتجعلها تلتزم الحياد في المواجهة بين الموالاة والمعارضة واقصى ما تستطيعه محاولة الفصل بينهما ان امكن، ومنع تصادمهما تجنبا للفتنة وابقاء المواجهة في الشارع في حدود القانون والنظام، لان الفتنة كما اعلن قائد الجيش العماد ميشال سليمان "خط احمر والحياد لا يعني تخلي الجيش عن دوره".

لكن المعارضة تعتقد بان القوات المسلحة قد تفقد بعد حوادث الشياح – مار مخايل قوة التدخل لفرض الامن والنظام والتصدي لكل من يتجاوز حدود الحرية في التعبير عن رأيه في الشارع، وعندها تصبح المعارضة هي المتفوقة على الموالاة كون "حزب الله" يشكل القوة الضاربة ويملك حرية الحركة في مواجهة الموالاة التي تكون قد فقدت اعتمادها على القوات المسلحة للدولة في هذه المواجهة، وعندها يكون المحور الايراني – السوري قد انتصر بواسطة حلفائه في لبنان على المحور الاميركي وتحقق تهديد آية الله خامنئي بانه سيهزم اميركا في لبنان. وهذا يذكر بالبيانات التي صدرت عن "حزب الله" وفيها ان "المراهنات الجديدة على تطورات في المنطقة لن تكون الا على شاكلة المراهنات الخائبة السابقة، ومهما ارتفعت اصوات الابواق الداخلية لجماعة الادارة الاميركية، فهي اعجز من ان تنال من قوى المقاومة والمعارضة". وصدرت عن بعض المعارضين وتحديدا عن الوزير السابق وئام وهاب تصريحات تعلن عن وضع خطة للتحرك في اللحظة التي تتوقف فيها المبادرات العربية والدولية، وعندما تبدأ المعارضة بتحركها، فسوف يكون مدروسا وشاملا ومفتوحا حتى اعادة البحث في النظام السياسي القائم. وقوله بصراحة: "هناك مشروعان يجب ان يخسر مشروع ويربح آخر. والا فالازمة تبقى مفتوحة ولا نوهم الناس بالوصول الى حل لها"...

لذلك سبق تنفيذ خطة التحرك هذه تنفيذ مخطط إحداث فراغ امني بعد الفراغ السياسي بافتعال حوادث الشياح - مار مخايل لامتحان قدرة الجيش على المواجهة او جعله ينسحب من مراكزه وينكفئ الى ثكنه، كي تعود الدويلات الى الدولة. وعندما ترفض المعارضة بلسان اكثر من ركن فيها اجراء انتخابات رئاسية بحجة انه لا يجوز اجراؤها في ظل الانقسام الداخلي والاستقواء بالخارج كي يستمر الفراغ الرئاسي، وعندما تفرض المعارضة الشروط التعجيزية لتشكيل حكومة وحدة وطنية، لتستمر الحكومة التي تصفها المعارضة باللاشرعية واللاميثاقية وتجعلها شبه مشلولة، وعندما تبقى ابواب مجلس النواب مقفلة، ولا امل في درس واقرار المشاريع المهمة خصوصا تلك التي تتصل بمعالجة الاوضاع الاقتصادية والمالية وبالتزامات لبنان حيال مؤتمر باريس 3، كي تسير هذه الاوضاع نحو الكارثة، وعندما تتكرر حوادث التحرش بالجيش في محاولة لضرب هيبته وفرض تحييده في المواجهة المحتملة في الشارع بين الموالاة والمعارضة، فمعنى ذلك ان الفراغ الشامل لا يفتح الباب للفتنة والفوضى فحسب، بل لمزيد من الاغتيالات وتصفية الحسابات المحلية والاقليمية والدولية على الساحة اللبنانية، ولا يعود في الامكان، في ظل هذا الوضع الخطير، البحث عن تسوية لا غالب فيها ولا مغلوب، بل عن استسلام مغلوب لغالب...

     

 الفراغ مرشح الخوف والعجز

سركيس نعوم         

نرجو الامين العام لجامعة الدول العربية ألاّ "يزعل" مما يقرأه في هذه الزاوية، وخصوصاً اليوم عن انعدام فرص نجاحه في حل الازمة اللبنانية الحالية المستعصية وألاّ يعتبر ذلك موقفاً سلبياً "مسبقا" منه ومن الجامعة او حتى من العروبة يخفي في طياته ميلاً دفيناً الى التدويل اي تدويل الازمة المذكورة وتدويل الحل الضروري لها. فنحن من المؤمنين بالحلول اللبنانية اولا لأي مشكلة لبنانية ثم بالحلول العربية لها اذا تعذرت الحلول اللبنانية. اما الحلول الدولية فهي "آخر الكي"، كما يقال، وخصوصاً عندما يصبح لبنان امام مصير من اثنين، إما الانتهاء وإما محاولة العودة الى الحياة المستقرة وإن من خلال تدخل دولي رغم ان نجاحه لم يكن عاماً ولا شاملاً على مدى الاعوام السابقة والماضية. لكننا لسنا من الحالمين ولا من هواة زرع الآمال اذا لم تكن لها اساسات واقعية وصلبة. ولا يعود ذلك الى طبع متشائم متأصل فينا، بل الى حذر دقيق وتجارب سابقة مريرة على مدى نيف وثلاثة عقود ثبت خلالها ان الامل الكاذب او الخادع كان اكثر ضررا للناس وللوطن من الحقيقة العادية، وإن مقلقة بل مخيفة.

ما هو مبرر هذه المقدمة "التشاؤمية"؟

مبررها ان المعلومات المتوافرة عن الفريق الدولي – الاقليمي، وتحديدا العربي، تشير الى ان غالبية الدول العربية بقيادة المملكة العربية السعودية ومصر ترغب صادقة في حل ازمة لبنان الراهنة ولكن على نحو لا يُغلِّب فريقاً على فريق، ولا يقضي في الوقت نفسه على امكان اقامة دولة لبنانية مستقلة كاملة المؤسسات، ولا يبقي لبنان ساحة لصراعات خارجية يطول اذاها افرقاء كثيرون لا بد ان يكون العرب في مقدمهم. لكنها تشير في الوقت نفسه الى عجزها عن فرض حل كهذا على الاطراف اللبنانيين، او بلغة ديبلوماسية عن اقناعهم به وخصوصاً لانها هي فريق في الصراع الدولي – الاقليمي الكبير الدائر. انطلاقاً من ذلك تتكل الدول العربية المشار اليها على المجتمع الدولي بزعامة اميركا للقيام بالمهمة المطلوبة، اي بفرض حل على اللبنانيين ومن يقف وراءهم من غير اللبنانيين، او باقناعهم به. لكن هذا الإتكال او الإعتماد ليس في محله لأن المجتمع الدولي، رغم امكاناته السياسية والمادية والتسليحية والاقتصادية الجبارة، لا يستطيع فرض الحل المطلوب. اولاً، لأنه طرف في الصراع الدائر على ساحة لبنان وعلى لبنان نفسه. وثانياً، لأن الفريق المحلي – الاقليمي الذي يواجهه مصمم على عدم التسليم او عدم الاستسلام، بل على الحاق الهزيمة به. وثالثاً، لأن الظروف الراهنة لهذا المجتمع لا تسمح له باستعمال كل امكاناته لفرض الحل الذي يراه مناسباً او الذي يعتقد قسم مهم من اللبنانيين انه مناسب لهم. وما يعنيه ذلك هو ان المرشح الفعلي، وإن غير معلن رسمياً لهذا الفريق المؤلف من غالبية الدول العربية ومن اميركا وغالبية المجتمع الدولي، هو الفراغ الرئاسي في لبنان، في ظل العجز عن ايصال رئيس موالٍ له وللفريق الداخلي المتحالف معه، وفي ظل رفض ان يكون الرئيس من الصف "المعادي" خشية ان يتسبب ذلك بفشل كبير ذي ترددات ومضاعفات غير محسوبة.

ومبرر المعرفة التشاؤمية نفسها هو ايضاً المعلومات المتوافرة عن مواقف الفريق العربي – الاقليمي اي السوري – الايراني و"حليفه اللبناني" سواء من الاستحقاق الرئاسي او من الازمة الناشبة في البلاد منذ اكثر من سنة والتي صارت مستعصية ربما على الحل بعد فراغ سدة الرئاسة الذي سبقه شلل مجلس الوزراء واقفال مجلس النواب. وهذه المعلومات تشير الى رفض هذا الفريق رئيساً من الفريق المنافس له او المعادي، والى حكومة ليس له فيها ثلث ضامن او معطل، والى "مشاركة" حقيقية من ضمن ديموقراطية توافقية تحفظ له انجازاته ومكامن قوته في البلاد واهمها دوره الواسع وسلاحه الكثيف وجيشه المنظم. وتشير ايضاً الى عجز الفريق نفسه عن فرض ما يريده على الفريق اللبناني الآخر وعلى حلفائه الخارجيين. ومن شأن ذلك دفعه الى منع الفريق الآخر من الربح، اذا كان هذا الربح متعذراً عليه. اما السبب الاساسي الدافع الى موقف كهذا فهو اعتقاد الحليف الاقليمي لهذا الفريق اللبناني، اي سوريا وايران، انهما مستهدفتان مباشرة من غالبية الدول العربية ومن اميركا ومعظم المجتمع الدولي ومن اسرائيل كذلك، واعتقاد حليفه اللبناني انه يتعرض للاستهداف نفسه ومن القوى نفسها. وطبيعي ان يخلق ذلك عندهما نوعاً من الخوف وليس "الارتعاب" طبعاً لأن وضعهما الميداني قوي وأن يدفعهما الى تعطيل كل محاولة ملء فراغ رئاسي او غير رئاسي في لبنان اذا لم تكن تؤمن حماية كاملة لهما، لأن لا احد يهوى الخسارة وخصوصاً اذا كان تجنّبها متاحا.

الى متى يستمر هذا الوضع؟

الى ان يصبح العاجز (الدولي – العربي – المحلي) عن فرض حله قادراً على فرضه او اقلّ عجزاً، أو الى ان يتبدد خوف الاقليمي اي السوري – الايراني – المحلي او يصبح اقل خوفاً. وهذه معادلة قد لا يرفضها اللبنانيون وخصوصاً ان لا بديل امامهم غيرها. لكن ما يثير القلق هو ان الاوضاع في الداخل اللبناني، وربما حتى في المنطقة، قد لا تبقى هادئة في الحد الادنى ريثما يتحقق المذكور اعلاه، اي تقلص العجز او زواله وتقلص الخوف او زواله ولاسيما في ظل اقتناع كثيرين بأن تغيير المعادلة المذكورة لا يمكن ان يتم على البارد. لذلك يا صديقنا وصديق لبنان بل محب لبنان، يا أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى نعتذر منك لتشاؤمنا.

 

الأكثرية والمعارضة تتبارزان على خط المحكمة وقانون الانتخاب

تحدّيات امنية تتحكّم بحماية تظاهرة 14 شباط

هيام القصيفي

لعل من أهم المفارقات التي طبعت اللقاء الثنائي الذي جمع العماد ميشال عون والامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، انه تزامن مع الدعوة التي وجهتها قوى 14 آذار الى الاحتفال بذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في 14 شباط، وعلى لسان الرئيس امين الجميل تحديدا. وفي لبنان لا شيء يمكن ان يحصل مصادفة وخصوصا ان الشيطان يكمن في التفاصيل. وما حدث ليلة الارعباء كان تفصيلا مهما.

تحاول الاكثرية اعادة استنفار قواعدها، لاحياء ذكرى شهدائنا، في ساحة رياض الصلح، لكن الذكرى تحل هذه المرة مختلفة في المضمون وفي المظهر الاحتفالي ايضا. فالجيش الذي حمى التظاهرات سابقا منذ اغتيال الحريري وما تلا ذلك من تظاهرات موالية ومعارضة، اصيب بثلاث نكسات جعلته لا ينتشي طويلا بنصر نهر البارد. وعلى رغم تطمينات قائد الجيش العماد ميشال سليمان المرشح لرئاسة الجمهورية، فان ثمة مكانا لفراغ اصيب به الجيش بعد اغتيال مدير العمليات اللواء الركن فرنسوا الحاج، ومن جراء التحقيق الذي طال ضباطا وعناصر اثر حوادث الشياح، ومن خلال دوائر التشكيك التي ترسمها بعض القوى حول ترشيح سليمان نفسه. وهذا يعني ان ثمة استحقاقا امنيا يواجه الجيش، وهو الذي سبق ان رفع سواتر حديد عازلة بين ساحتي المعارضة والاكثرية العام الماضي، منعا للاحتكاك بينهما في ذكرى 14 شباط.

ومعلوم ان المعطيات الامنية مستمرة في التحذير من ارتفاع منسوب الخطر ولم تزله من حساباتها ، وان بعض السفارات الاجنبية لا يزال يضع مواطنيه في لبنان في اطار التحذيرات المتكررة من ضرورة التنبه خلال التنقل داخل لبنان او المجيء اليه.

 لم يكن تفصيلا، ان تطل الامم المتحدة، في هذا الوقت بعد انكفاء الادارة الاميركية عن التدخل المباشر في القضايا الاقليمية وانصرافها الى ترتيب البيت الجمهوري الانتخابي، لتعيد الزخم الى المحكمة الدولية اعلاميا وقضائيا وماليا، وتكثر الترويج لحماية الشهود، وتأمين سلامة القضاة اللبنانيين وعائلاتهم، في ضغط دولي ومحلي متسارع ومكثف على سوريا. وكذلك لم يكن تفصيلا ان يعود الشركاء المسيحيون، في هذه المرحلة الدقيقة، ليحتلوا موقعهم على طاولة الحوار في 14 آذار، فيما كان نصرالله يقدم الى جمهوره شريكه المسيحي الماروني، معيدا الى الواجهة تبني الحزب ترشيحه غير المعلن له. وبهذا المعنى، فان الطرفين السني والشيعي غير قادرين على تخطي الحصة المسيحية التي يحتاج كلاهما اليها، ان للثلث الضامن او للاكثرية في مجلس الوزراء، في اي مبادرة عربية او غير عربية مطروحة للحل. وفي وقت تتقلص فيه اولويات الاكثرية، بعد وصول المبادرة الفرنسية ومن بعدها العربية الى طريق مسدود، لتنحصر اولا وآخرا في موضوع المحكمة الدولية، يقدم "حزب الله" منذ مدة غير قصيرة اداء سياسيا يراوح مكانه ولا يتخطى السقف الذي رسمه حول ساحة رياض الصلح وتوابعها. فالحزب الذي اختزل قوته منذ حرب تموز وما قبلها وما بعدها، صار محاصرا هو الآخر، تماما كالحصار المفروض على السرايا وقد ادرك بعد حوادث الاحد في الشياح ان الحدود التي وضعها لنفسه في اللعبة الداخلية باتت تقيده، ولم يعد في استطاعته تاليا ان يذهب في اتجاه الداخل اكثر مما جرى في موضوع التحقيق العسكري الذي اجراه الجيش. وبهذا المعنى فان الحزب بات هو ايضا يحتاج الى الشريك المسيحي، لكونه الرئة الداخلية التي يتنفس من خلالها. من هنا جاء اللقاء الرباعي الذي كلف الحزب عون تمثيله فيه، ومن هنا ايضا جاء الجميل الى اللقاء نفسه شريكا مسيحيا للطرف السني في المعادلة اياها. ومن هنا جاءت اعادة تأكيد ترشيح عون، وكأنها تعويم للشريك المسيحي، ولو تحت سقف الطائف، الذي لا يزال معمولا به، ويتم التحرك كحصص وتوازنات من خلاله حتى اشعار آخر.

 لكن الحزب لا يملك ورقة داخلية كورقة المحاكمة، التي تفاوض بها الاكثرية، ولو لم تحصل الا على قرار ظني فحسب. وورقة السلاح والمقاومة ورقة اقليمية، تصغر وتكبر عند الحاجة الاقليمية. لكن اللعبة الداخلية لها شروطها، وجمهور الحزب المتجانس بات محاصرا في منطقتين بقاعية وجنوبية. وعلى رغم ان المنطقتين تعتبران منفصلتين جغرافيا عن الباقي اللبناني ويسهل على الحزب عزلهما شيعيا، فان هذا التجانس سيف ذو حدين. فالشراكة الشيعية المسيحية لها ملامح ايجابية بالمفهوم الاجتماعي والطائفي في لبنان الذي عانى طويلا الانقسامات الطائفية، ومشهد نصرالله وعون بهذا المعنى قدم نموذجا كان يمكن ان يحتذى، لولا ان ثمة طرفا مستترا بينهما هو الفريق السني، الذي تمكن، لاسباب اقليمية ومحلية، من عزل الخلاف الشيعي - السني وتحييد الشارع عنه. وكذلك فان التجانس لدى الحزب لم يسمح بان يكون الاختراق المسيحي الذي تحقق حتى الان، قادرا على احداث فجوة انتخابية وتحالفية كبرى على مستوى القاعدة، بخلاف ما حصل لدى الاكثرية التي جمعت قواعد الشركاء المسيحيين مع القاعدة الدرزية والسنية.

من هنا فان الورقة الخلافية المقبلة التي سيدور حولها نقاش حاد، هو قانون الانتخاب الذي يبحث حاليا في بعض الدوائر. فالحزب وفق المفهوم الذي عزل نفسه به، لن يكون قادرا على استيعاب اي قانون قائم على النسبية مهما تكن حجم الدوائر. ومعلوم ان الطرف الشيعي كان قدم سابقا وخلال الوجود السوري في لبنان مقاربة مؤيدة للنسبية في لبنان، في حين تشبث المسيحيّون بقانون القضاء. لكن الصورة اليوم اختلفت. فالقضاء او قانون 1960 ، كان، كما ترشيح الاكثرية للعماد ميشال سليمان اليوم، " ضربة معلم" ايام الوجود السوري في محاولة يائسة لفتح ثغرة في الحائط المسدود ، ان لجهة المعارضة المسيحية او حلفاء سوريا حينها الذين كان وصل الخلاف بينهم حول التمديد للرئيس اميل لحود الى حده الاقصى. وكان طموح الذين اعدوه اعادة انتاج طبقة سياسية تغطي بعض العجز القائم حينها. اليوم لم يعد القضاء يلبي تلك الحاجة الانتخابية، وطموح المسيحيين الواعين، ان يذهبوا في اتجاه دوائر وسطى مع النسبية. وهذا الامر لن يكون حتما لمصلحة الطرف الشيعي، نظرا الى الاختراقات الداخلية التي يمكن ان يخلقها القانون، مع العلم ان بري قال، قبل الخروج السوري، انه يقبل بالنسبية ولو اتت الى المجلس ببعض معارضيه. لكن هذا الامر صار من الماضي، والطرف الشيعي قد يذهب في اتجاه تأييد القضاء على اساس انه يلبي مطلب المسيحيين المزمن. وهذا يعني ان رفض القانون الجديد سيكون على غرار رفض ترشيح سليمان، ما ان يصل الى مرحلة الاستحقاق حتى يتبخر.

 

لبنان والأرقام... التي يهرب «حزب الله» منها! 

الجمعة 8 فبراير

 الرأي العام الكويتية - خيرالله خيرالله

أخيراً صدر تقرير فينوغراد الإسرائيلي في شأن حرب لبنان صيف العام 2006. استطاعت حكومة إيهود أولمرت تجاوز محنة التحقيق في ظروف الحرب رغم كل الانتقادات التي وجهت إليها بما في ذلك اتهامها بالتقصير. كل ما في الأمر أن العدو الإسرائيلي حاول الخروج بخلاصة من نتائج هذه الحرب. تقول الخلاصة إن الجيش الإسرائيلي لم يستطع تحقيق أهدافه من خلال الحرب. تبين أنه لم يكن مستعداً لها. تبين أيضاً أنه استخف بقوة مقاتلي «حزب الله» الذين قاوموه ومنعوه من أن تكون حرب لبنان نزهة. تحية لمقاتلي «حزب الله» ولكل شهيد لبناني في تلك الحرب التي كلفت لبنان الكثير والتي لا تزال تكلفه الكثير. ولكن يبقى السؤال الأساسي ما الذي يهم اللبناني من التقرير ومن النتائج التي أسفرت عنها الحرب التي أسفرت بالأرقام، التي لا تدحض، عن هزيمة ساحقة ماحقة للبنان.

ما يفترض أن يهم اللبناني من الحرب هو الأرقام. كم خسر لبنان جراء الحرب؟ كم كان سيربح من دون تلك الحرب التي تسبب بها «حزب الله»؟ بالطبع سيقول الحزب إنه لم يفتعل الحرب وإن إسرائيل كانت ستشن الحرب على لبنان خطف الجنديين عند «الخط الأزرق» المعترف به دولياً أم لم يخطفهما. هذا الكلام مجرد حجج واهية تستهدف الهرب من الواقع والحقيقة والأرقام. كل ما في الأمر أنه كان مطلوباً من «حزب الله» افتعال تلك الحرب كي تتمكن إسرائيل من إعادة البلد الصغير ثلاثين عاماً إلى خلف. الأرقام تتكلم والباقي تفاصيل وكلام من فوق السطوح. كم خسر لبنان؟ كم لبنانياً هاجر من لبنان؟ كم عربياً أو غير عربي توقف عن زيارة لبنان أو الاستثمار في لبنان؟ هل «حزب الله» على استعداد لمواجهة الحقيقة التي اسمها الأرقام، أم يريد الاستمرار في الهرب منها؟

يبقى السؤال الأهم وهو لماذا تحول «حزب الله» إلى الداخل اللبناني في هذا الشكل الوقح بعد الحرب مباشرة؟ إنه السؤال الذي يؤكد أن «حزب الله» افتعل الحرب خدمة للنظام السوري الذي أمره بخطف الجنديين الإسرائيليين بغية استكمال عملية تدمير لبنان ومؤسساته. كل ما في الأمر أن النظام السوري اغتال رفيق الحريري باني لبنان الحديث، وجاءت إسرائيل التي تذرعت بخطف «حزب الله» الجنديين لتدمير مشروع رفيق الحريري، أي مشروع إعادة الحياة إلى لبنان وإلى الصيغة اللبنانية القائمة على العيش المشترك. ولما لم تستطع إسرائيل ضرب البنية التحتية اللبنانية بكاملها، تولى «حزب الله» استكمال المهمة مستعيناً بأدواته المستأجرة من مستوى وئاب وهام أو ميشال عون أو سليمان فرنجية او طلال أرسلان...وما شابه ذلك...

استكمل الحزب الإيراني المُعار للنظام السوري المهمة باحتلاله وسط بيروت بغية المساهمة في تعطيل الحياة الاقتصادية في البلد وإفقار اللبنانيين ودفعهم إلى الهجرة. كيف يستطيع حزب يدعي بأنه إلهي احتلال الأملاك الخاصة والعامة من دون خجل أو وجل ومن دون أن يطرح ولو مجرد سؤال عن حجم الأضرار التي لحقت بعائلات لبنانية نتيجة قطع أرزاق المئات من العاملين في المؤسسات التي أقفلت أبوابها في وسط بيروت؟ هل من قانون إلهي يسمح بمثل هذه الأعمال والتصرفات التي لا يبررها سوى رغبة النظام السوري في الانتقام من لبنان والدعم الإسرائيلي الواضح لهذا التوجه؟

لعل أهم ما في تقرير فينوغراد توقيت صدوره. انتظرت إسرائيل التقرير سنة ونصف السنة. كانت تلك المدة أكثر من كافية كي تتمكن حكومة إيهود أولمرت من امتصاص النتائج. بات في استطاعة أولمرت القول إن الاقتصاد الإسرائيلي حقق تقدماً كبيراً في الأشهر التي تلت توقف القتال مع لبنان. والأهم من ذلك، يتبجح رئيس الوزراء بأن الجليل لم ينعم يوماً بهدوء شبيه بالذي ينعم به هذه الأيام نتيجة التوصل إلى القرار الرقم 1701 الذي تعززت بموجبه القوة الدولية في جنوب لبنان. هذا القرار الذي أتاح للجيش اللبناني العودة مجدداً إلى جنوب لبنان بعد غياب استمر ثلاثين عاماً بسبب المنظمات الفلسطينية في مرحلة معينة والاحتلال الإسرائيلي في مرحلة لاحقة والوجود العسكري لـ«حزب الله» في مرحلة أخيرة استمرت حتى صيف العام 2006.

استوعبت إسرائيل تقرير فينوغراد الذي يحتفل به «حزب الله» وكأنه شكل انتصاراً مبيناً له على العدو. إنها مأساة ليس بعدها مأساة ألا يدرك الحزب بأنه صمد ولم ينتصر وأن انتصاره الحقيقي يكون على الذات أولاً، وذلك تكريماً لشهدائه. والواقع أن تكريم هؤلاء الشهداء الذين استبسلوا في قتال العدو والذين لا يمكن لأي لبناني سوى الانحناء أمامهم، لا يكون بتوجيه السلاح إلى اللبنانيين وإلى الداخل اللبناني. من يعتبر نفسه منتصراً حقيقياً لا يقدم على تهديد اللبنانيين الآخرين ولا يستولي على أرزاق الآخرين وسط بيروت ولا يمنع انتخاب رئيس جديد للجمهورية ولا يغلق قبل ذلك مجلس النواب. المنتصر فعلاً لا يفتعل أحداث الثالث والعشرين والخامس والعشرين من يناير 2007 ثم يتراجع بعدما خذل الشارع المسيحي ميشال عون، وبعدما تبين أن النظام الإيراني لا يرى مصلحة له في فتنة شيعية - سنية في لبنان. من يعتبر نفسه منتصراً لا يهدد اللبنانيين ويتوعدهم، بل يفكر في كيفية المساعدة في الخروج من المحنة التي يمر فيها لبنان بدلاً من العمل على استغلال المحنة لتغطية جرائم النظام السوري وتمكينه من ممارسة سياسة الابتزاز التي لا يتقن غيرها مع العرب الآخرين الذين يمثلهم الأمين العام لجامعة الدول العربية ومع المجتمع الدولي.

أخيراً، من يعتبر نفسه منتصراً لا ينتقم من الجيش اللبناني، بسبب انتصاره في مخيم نهر البارد على عصابة شاكر العبسي السورية، عن طريق افتعال أحداث «الأحد الأسود» على خط التماس القديم بين الشياح وعين الرمانة. للمرة الألف، من يعتبر نفسه منتصراً فعلاً لا يتصرف على أرض الواقع من منطلق أن الانتصار على لبنان بديل من الانتصار على إسرائيل...

 

 

التيار الشيعي الحر

المكتب الإعلامي

حمل رئيس التيار الشيعي الحر الشيخ محمد الحاج حسن على قوى المعارضة متهما" إياهها بالجرثومة القاتلة لمشروع الدولة ، معتبرا" أن تصريحاتهم التهيجية الحاقدة تهدف إلى إفراغ المؤسسات وإغراق البلد بالفوضى والرهان على عصابات الشوارع التي قطعت العهد لبشار الأسد بإشعال النيران وعدم تمكين فريق الأكثرية من بناء دولة سيدة حرة مستقلة بعيدة عن معمل إنتاج دمشق واللجوء إلى المنتوج السياسي الوطني ، وإذ وصف قادة حزب الله بالموتورين حمل الشيخ نعيم قاسم مسؤولية كل نقطة دم تسقط من اللبنانيين لأنه ومن معه أتخمونا بخطاباتهم السامة التي تزيد حدة الإنقسام السياسي والبغض الطائفي والمذهبي ، معتبرا" أن حزب الله لديه مشروعه المذهبي الفارسي الخاص ولن يتخلى عنه حتى لو كلفه آلاف القتلى ويعتبر أنها فرصته الأخيرة ليفرض هذا المشروع على سائر اللبنانيين ، ونحن كشيعة في لبنان بتنا نستشعر الخطر الذي يحيط بنا نتيجة ارتهان حزب الله لإيران واستئثاره بالقرار الشيعي اللبناني والمطلوب انتفاضة شيعية عارمة ترفض هذا الواقع المأساوي . وانتقد الشيخ الحاج حسن مقابلة روميو وجوليات ( نصرالله وعون ) التي بثت قبل يومين معتبرا" أن نصرالله جرد عون من كل معايير ومواصفات الزعيم وشوهد عون كالتلميذ المطيع أمام أستاذه حتى أنه لم يتجرأ على قول ما يرغب به ضمنا" واكتفى بالتأييد الأعمى لمقولات السيد الذي كرر ثلاثا" عبارة عون وطني ، كأننا نسينا خطابه في التسعينات ومن برج البراجنة يصفه بالإسرئيلي والخائن ، كم هم كاذبون في أقوالهم ومنافقون في أفعالهم ويتاجرون بالناس ويسوقونهم حيث تشتهي مصالحهم ، نحن قطعنا العهد ومهما كان الثمن لن ننثني عن نضالنا في سبيل خلاصنا من بؤرة الإستئثار والإرتهان وسنرفع راية الحرية وسنتحدى من يحاول المساس بنا ، وأحذر من لعبة تموز جديدة قد يلعبها حزب الله لإلهاء الرأي العام بعد انكشاف قناع التعطيل عن وجهه الإيراني – السوري ، ونحن متأكدون أن المخابرات السورية أوعزت إلى أكثر من طرف لبناني يعيش على فتات حزب الله بالتخريب واغتيال الأحرار واستهداف شخصيات من قوى 14 آذار وربما شخصيات دينية وأمنية . ووصف شارل أيوب بالنعامة التي لا تقبل رؤية الحقيقة ، حيث اتهم تيار المستقبل والشيخ سعد الحريري بالعمالة الإسرائيلية والأمركة نتيجة لقاء الحريري مع الرئيس بوش متناسيا" استقبال حزب الله لأمير قطر في عقر الضاحية وعلى جثث العوائل ودماء جراحاتهم وهو الذي فتح لإسرائيل الجسر الجوي إبان حرب تموز ناقلا" إليها القنابل الذكية ، ولكم أتحفنا بالأمس بنكاته الهزلية حيث حاول التهييص والمتاجرة بحرصه على دماء أهل الجنوب عله يحظى بدفعة من المال الطاهر ليقامر بها في الكازينو .

وختم الحاج حسن بالدعوة للمشاركة في يوم 14 شباط ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه والتجمع أمام مركز التيار في النبعة عند الثامنة من صباح الخميس المقبل .

المكتب الإعلامي

التاريخ :8/2/2008

 

المفتي قبلان :المبادرات ستفشل طالما هناك من قرر سلفا العمل على تعطيلها

ندعو الجميع للتروي والتفكر مليا ووقف السجالت وخلق المناخات الايجابية

وطنية - 8/2/2008 (سياسة) أدى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان صلاة الجمعة في مسجد الإمام الحسين - برج البراجنة، وألقى خطبة الجمعة دان فيها ما جرى من أحداث في منطقة الشياح - عين الرمانة التي أدت إلى "سقوط شهداء أبرياء وجرحى بين مواطنين لا ذنب لهم سوى أنهم كانوا يطالبون بالحد الأدنى من مقومات العيش الكريم"، معتبرها "جريمة فظيعة لا يمكن السكوت عنها وبالتالي، وعلى قيادة الجيش أن تتحمل المسؤولية كاملة وأن تستمر في مواصلة التحقيقات بكل شفافية وجدية لإظهار الحقائق وإنزال العقوبة في حق كل من يثبت تورطه المباشر وغير المباشر في ما حدث بين الجيش والمحتجين، فالظلم ممنوع، ودماء الأبرياء ليست مستباحة، وعلى الذين تسببوا بحصول هذه الجريمة المأساة أن يحاسبوا الحساب الذي يستحقونه".

وقال: "نعم الجيش هو المسؤول، وكذلك هذه السلطة المستأثرة التي لم يعد يرف لها جفن فهي مسؤولة أيضا، بل مسؤوليتها أكبر كونها هي من أوصل العباد والبلاد إلى هذا الدرك من الهشاشة في الأوضاع السياسية والاقتصادية والمعيشية, وهي من حال ويحول دون خروج البلاد من هذا المأزق السياسي الخطير باستئثارها وبسياستها التيئيسية والتفقيرية للناس وحرمانهم من حقوقهم في التعويضات عن الأضرار التي لحقت بهم جراء حرب تموز وكأن المطلوب هو إلحاق الأذى بكل من واجه ووقف في وجه العدوان الإسرائيلي ومعاقبة أهل المقاومة وشعب المقاومة تحت عنوان أن المقاومة هي من تسبب بكل هذا، وهي من دمر المنازل، وهي من هجر وهي من جوع وأفقر الناس، هذه التهم باطلة ومرفوضة ولا يمكن فهمها إلا في السياق التحريضي والاستهدافي للمقاومة التي دفعت دماء زكية من أجل عزة وكرامة لبنان، وإلا ما معنى وقف دفع التعويضات للذين تهدمت منازلهم، وإدارة الظهر لكل ما هو حقوق مطلبية للناس، وعدم الشعور مع الأغلبية الساحقة من اللبنانيين الذين يعانون اليوم صعوبة في الحياة وشظفا في العيش".

وأضاف: "نحن لا نريد أن نتحدث في السياسة بعد ما تحولت إلى جدليات تبدأ ولا تنتهي، كما لا نريد أن نتكلم عن المبادرات التي باتت لا تعد ولا تحصى، وقد فشل أصحابها حتى الآن في التوصل إلى تحقيق أي وفاق أو اتفاق بين الأفرقاء السياسيين، وقد يفشلون مجددا طالما هناك من قرر سلفا العمل على تعطيل المبادرات، ورفض ويرفض باستمرار أن يتشارك مع غيره في السلطة واتخاذ القرار. ولكن نريد أن نقول طالما أن الحل في لبنان غير متيسر في ظل هذه الظروف الإقليمية والدولية المعقدة والمتوترة، وطالما أن اللبنانيين رهنوا أنفسهم وبلدهم وكل شؤونهم الداخلية بما يجري في الخارج، أليس من الحكمة والعقلانية أن يعمل الجميع على تهدئة الخطاب السياسي؟ وتخفيف حدة التشنج؟ بعد ما قال كل فريق ما شاء أن يقول، وبكل الصيغ المقبولة وغير المقبولة، وكانت النتيجة لا شيء، بل مزيدا من التوتر والتصادم وجنوحا أكثر باتجاه الفتنة، التي طالما حذرنا منها وننبه دائما إلى عدم الانزلاق فيها، لأن الساعين إليها كثر والمتربصين شرا بهذا البلد لا يتورعون عن الدفع في اتجاهها". وقال: "من هنا ندعو الجميع إلى التروي والتفكر مليا، ووقف هذه السجالات التي لم يعد لها أي معنى، والعمل معا على تجاوز هذا الظرف العصيب، وخلق المناخات الايجابية التي تساعد على إنجاح المبادرة العربية وفق مبدأ ومفهوم الشراكة الوطنية".

 

العلامة فضل الله:ننتظر انتهاء تحقيق الشياح ولا بدأن يحاسب المخطىء

لا قدسية لأحد سواء أكان في موقع ديني أو حكومي أو سياسي أو أمني

وطنية-8/2/2008(سياسة) ألقى العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله, خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية:

"لا يزال الجدل السياسي يهز الكيان الصهيوني حول الحرب العدوانية التي شنها على لبنان في تموز 2006، حيث بتنا نجد تغييبا لسلسلة من القواعد التي كان العدو يتباهى بها من قبيل المحاسبة وصولا إلى المعاقبة حتى على مستوى رؤساء الحكومات, الأمر الذي يخفي وراءه اهتزازا بنيويا أصاب هذا الكيان في كثير من مستوياته, وكانت النتيجة أن اعترف العدو بالهزيمة أمام المقاومة في لبنان، من دون أن يرتب على هذا الاعتراف آثارا سياسية داخلية، تحت سلسلة من الحجج والعناوين التي أظهرت كيان العدو كأي دولة من دول العالم الثالث في طريقتها في إدارة شؤونها السياسية والقضائية أمام الاستحقاقات الكبرى".

وقال:" لقد اعترفت إسرائيل بهزيمتها أمام المجاهدين المقاومين، في الوقت الذي شعر كثير من العرب بالعقدة من المقاومة, لأنها تربك مشاريع السلام التي يلهثون وراءها، إضافة إلى التعقيدات الداخلية اللبنانية التي حملت المجاهدين مسؤولية الحرب، وأثارت الحديث عن مأساة الصامدين مع المقاومة، وأدخلت قضية الانتصار في الجدل الداخلي، حتى كأن إسرائيل هي المنتصرة، وانطلق الحديث عن المطالبة بنزع سلاح المقاومة حتى والحرب لم تضع أوزارها، من دون أن ينطلق تخطيط على المستوى الرسمي لتسليح الجيش ودعمه ومنحه القرار السياسي ليصبح قادرا على رد العدوان الإسرائيلي, الأمر الذي يوحي بغياب المسؤولية عن الوطن والمستقبل لدى كثير من الطبقة السياسية. إننا نعتبر أن الهزيمة التي أصابت إسرائيل هي ـ أيضا ـ هزيمة للادارة الأميركية، التي كانت الحرب حربها، حيث اعتبرت هذه الحرب بوابة أميركا إلى الشرق الأوسط الجديد، وقد مارست الإدارة الأميركية ضغوطا هائلة لإطالة أمد العدوان، خصوصا وأن مجلس الأمن لم يصدر إلى الآن قرارا بوقف إطلاق النار، مانحا كيان العدو نوعا من حرية تجديد العدوان عبر القرار 1701 الذي اعتبرته إسرائيل نصرا لها".

وتابع:" وهذا هو منهج الإدارة الأميركية تجاه كل شعوب المنطقة وقضاياها، حيث لا تزال تشجع العدو على قصف المدن والقرى الفلسطينية وارتكاب المجازر وتحريك الاغتيال، تحت حجة الدفاع عن النفس، تماما كما يدافع الذئب عن نفسه حين يقتل الحملان الوديعة. ولكن أبطال الانتفاضة لا يزالون يواجهون العدو بصواريخهم التي هزت أمنه وأربكت مستوطناته، ومثلت آخر عملياتهم العملية الاستشهادية في ديمونة صدمة عسكرية ومعنوية للعدو، ولاسيما أن المجاهدين قد استعادوا هذا الأسلوب الموجع في حربهم مع العدو".

اضاف:" وإننا نأسف أن تصدر الرئاسة الفلسطينية بيان استنكار وإدانة للعملية، متناسية أن العدو يحرك قراره السياسي وترسانته العسكرية لقتل المدنيين وتدمير البيوت وجرف البساتين, لأن المسألة لدى هذا العدو هي تخدير السلطة الفلسطينية من خلال الاجتماعات الثنائية وإذلالها والامتناع عن منحها أية مبادرة لتخفيف الضغوط عن الشعب الفلسطيني على المعابر وفرض الحصار التجويعي والحيوي على المدنيين بما يمثل العقاب الجماعي الذي رفضت أميركا إدانته في مجلس الأمن، ومنعت استصدار قرار لرفع المقاطعة عن قطاع غزة, لأن إدانة هذا الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين يمثل إدانة للاحتلال الأميركي للعراق وأفغانستان".

وأكد "إن الولايات المتحدة لا تؤمن بحقوق الإنسان العربي والمسلم والمستضعف، وهي تتعامل مع الأنظمة العربية كأدوات لخدمة مشاريع هيمنتها في المنطقة، أو كمصارف تمول كل حروبها عليهم، أو مجرد أوراق لصرف الأنظار عن أزمات داخلية تعانيها الإدارة الأميركية في واقعها الداخلي".

وقال:" ان على الحكومات العربية أن ترجع إلى صوابها، وأن تفهم طبيعة اللعبة التي تمتد من فلسطين إلى كل بلد عربي خاضع للسياسة الإسرائيلية والأميركية، والتي تجعل من الاستقلال نكتة سمجة في العالم العربي. وفي مظهر للاستكبار العالمي الذي يرفض أن تتحرك شعوب المنطقة في عملية صناعة القوة الذاتية، سارعت واشنطن إلى التنديد بالخطوة الإيرانية في خروجها إلى الفضاء الخارجي، من طريق إرسالها لصاروخ إيراني الصنع، صمم لإطلاق أول قمر اصطناعي للبحوث، في خطوة تظهر التقدم العلمي الذي حققته طهران في المجال التكنولوجي والعلمي، وعبر البيت الأبيض عن الأسف أن تواصل إيران اختبار صواريخ، معتبرا أن النظام الإيراني مستمر في اتخاذ خطوات "لن تؤدي إلا إلى زيادة عزلته وعزلة الشعب الإيراني عن المجتمع الدولي"، من دون أن يخفي بعض المحللين العسكريين الأميركيين أن هذا الاختبار قد يثير قلق الولايات المتحدة وإسرائيل".

وتابع:"أما تعليقنا على ذلك، فهو أن أميركا لا تريد لإيران الحصول على التقدم العلمي الذي يتمكن من إنتاج صواريخ دفاعية، وقد تحدث المحللون إن هذا الاختبار جاء بعد مرور أسابيع قليلة فقط على قيام إسرائيل باختبار صاروخي، ليكون هذا الاختبار الإيراني رسالة من إيران تقول فيها لإسرائيل: إننا نستطيع أن نفعل ما يمكنكم عمله مهما يكن. والملاحظ أن أميركا لم تنكر على إسرائيل اختبارها الصاروخي، انطلاقا من استراتيجيتها في أن تبقى إسرائيل أقوى دولة في المنطقة وفي استخدامها، إذا لزم الأمر، لمهاجمة إيران بقصف مواقعها النووية السلمية. أما حديثها عن عزلة إيران عن المجتمع الدولي، فإننا نلاحظ أن أميركا هي التي أصبحت تعيش العزلة السياسية عن شعوب العالم الثالث من خلال رفض هذه الشعوب لاستراتيجيتها العدوانية الاستكبارية، وخصوصا في المآسي التي تلحقها بالشعوب الأفريقية بالتخطيط مع حلفائها، أو في صراعها مع بعضهم الآخر، كما في كينيا وتشاد والسودان والصومال".

وتطرق العلامة فضل الله الى الوضع في لبنان, وقال:"اما لبنان، فلا يزال الشعب ينتظر انتهاء التحقيقات العسكرية والقضائية التي تكشف المجرمين الذين أطلقوا الرصاص على الضحايا من شهداء وجرحى، والذين خططوا لتحويل الحركة المطلبية في التظاهر السلمي إلى مأساة إنسانية في خطة خبيثة تعمل على أن يفقد لبنان خصوصيته الحضارية في المطالبة بقضاياه الحيوية وتطلعاته السياسية وأوضاعه الاقتصادية، كما يفعل ذلك كل شعوب العالم المتحضر الذين قد تتطور تظاهراتهم إلى أعمال سلبية تخريبية، من دون أن تثير أية ردود فعل عنيفة على مستوى الجرائم الدموية، أو تنطلق التصريحات برفض النزول إلى الشارع لأنه لا يحل مشكلة، كما يزعمون".

اضاف:" إن لبنان هو بلد الحرية السياسية الشعبية التي يريد البعض أن لا تنطلق إلا لحسابهم، ونحن نؤكد أن مسألة الشارع لا مشكلة فيها، بل هي حركة إيجابية إذا كانت سلمية لا عنف فيها. ولذلك فإن رفض النزول إلى الشارع الذي انطلق من مواقع دينية رسمية أو سياسية أو حزبية، سوف يفقد لبنان خصوصيته في أنه بلد الحرية.هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فإن المجازر التي حدثت في منطقة الشياح لم تحرك لدى كثيرين العنصر الإنساني لرفض الجريمة، بل استخدمت استخداما سياسيا لا يملك العقلانية والموضوعية، بل حاول البعض تحريك المسألة في عملية ردود فعل تختزن التهديد اللاواعي. ونحن نعرف أن الإخلاص للوطن يفرض على الجميع أن يدققوا في تصريحاتهم وكلماتهم للابتعاد عن عناصر الإثارة".

وختم:" ثم إن الحديث عن بعض الجهات الأمنية الرسمية بأسلوب العصمة المطلقة التي لا يمكن محاسبة من أخطأ منها، ولا محاكمتها إذا أجرمت، هو حديث يبتعد بالمشكلة عن الحل، فلا بد أن يحاسب المخطىء ويحاكم المجرم، فلا قدسية لأحد عندما تكون القضية قضية الشعب كله، سواء كان في موقع ديني أو حكومي أو سياسي أو أمني, ومن هنا تبدأ حركة الدولة نحو احترام نفسها وإنسانها وحماية مستقبلها".