المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار الثلاثاء 1 تموز 2008

نجيل القدّيس متّى .38-36:9

ورأَى الجُموعَ فأَخذَته الشَّفَقَةُ علَيهم، لأَنَّهم كانوا تَعِبينَ رازِحين، كَغَنَمٍ لا راعيَ لها. فقالَ لِتلاميذِه: «الحَصادُ كثيرٌ ولَكِنَّ العَمَلَةَ قَليلون. فاسأَلوا رَبّ الحَصادِ أَن يُرسِلَ عَمَلَةً إِلى حَصادِه»

 

رغم مؤشرات متناقضة بشأن موعدهـــا المحتمل

أجواء الساعات الاخيرة توحي بولادة حكومية قريبة

المشاورات انتقلت الى داخل المعارضة تسهيلا الحل

المركزية - دخلت مرحلة تكليف تشكيل الحكومة اسبوعها الأول بعد الشهر على وقع مؤشرات متناقضة بشأن موعد الولادة الذي تتجاذبه هبّات ساخنة وأخرى باردة، فما ان تصل المشاورات الى مرحلتها شبه النهائية حتى يطرأ طارىء يعيدها الى نقطة الصفر لتتلاشى الآمال المعقودة على طيّ الملف الحكومي إفساحاً في المجال أمام انطلاقة واعدة لعهد الرئيس العماد ميشال سليمان.

الا ان أجواء الساعات الاخيرة أوحت بقرب انتهاء الازمة خصوصا ان الاتصالات العلنية التي توقفت الاسبوع الماضي عند نقطة رفض التيار الوطني الحر عرضا حمله اليه مستشار الرئيس المكلف للشؤون السياسية محمد شطح يقضي باسناد منصب نائب رئيس الحكومة وزير الدولة مع حقائب الاتصالات او الاشغال يضاف اليها الاقتصاد والشؤون الاجتماعية والزراعية والردّ عليه بالتمسك بحقيبتي الاتصالات والاشغال في آن مع ما ووجه به من رفض من الرئيس المكلف وقوى 14 آذار، تواصلت بعيدا عن الأضواء انما على خط واحد وداخل فريق المعارضة حيث اشارت اوساط متابعة لمفاوضات التشكيل الى ان الرئيس السنيورة ينتظر نتائج مشاورات تجري بين أطراف المعارضة وصولا الى طرح مقبول وتوافق على توزيع الحصة التي كرّسهـا اتفـاق الدوحة.

وسجل ايضا دخول رئيس الجمهورية بقوة على خط الاتصالات بالتشاور مع السنيورة حتى ان بعض هذه الاتصالات دخل حيز المواعيد الرسمية لاستقبالات الرئيس الذي كان تمنى السبت الماضي على القوى السياسية كافة تقديم تنازلات من أجل تسهيل قيام الحكومة وهو شديد الحرص على حكومة الوحدة الوطنية لا حكومة التنازع والتناقض داخل مكوّناتها.

التيار الحر: في غضون ذلك، أوضح مصدر في التيار الوطني الحر لـ"المركزية" ان ما يشاع عن ان رفض الطرح الاخير جاء من قبل التيار غير دقيق، باعتبار ان الرئيس المكلف هو مَن رفض بعدما لمس قبولا من التيار.

ولفت الى ان العرض الاولي قضى بأن يأخذ التيار وزارة سيادية مع وزارة الاشغال والاقتصاد والصناعة والشؤون الاجتماعية وان شطح في زيارته الاخيرة الى الرابية عرض استبدال الوزارة السيادية بمنصب نائب رئيس الحكومة وحقيبة خدماتية اخرى كالاتصالات او العدل ولم يجرِ التطرق الى سحب حقيبة الاشغال فوافق النائب العماد ميشال عون لتسهيل الحل لكن ليس على أساس سحب حقيبة الاشغال من السلة المطروحة. وقال المصدر:

فليأخذوا منصب نائب رئيس الحكومة اذا كانوا يعتبرونه حصة كبيرة طالما انه معنوي اكثر منه عملي فنحن غير متمسكين به كثيرا.

ونقل المصدر عن العماد عون استغرابه لان يعمد بعض وسائل الاعلام الى تحميله مسؤولية الازمة الحكومية. وقال: انه يطالب بحقائب تماما كما يطالب الآخرون، وهذه المطالبة شرعية ومن صلب اللعبة الديموقراطية، الا اذا كانوا يريدون ايضا ضرب الديموقراطية. ولفت الى ان المشكلة ليست عنده كما يحاولون الايحاء بل عند غيره. السراي: وردت اوساط السراي بالتأكيد ان العرض الاخير للعماد عون تضمن اما حقيبة الاشغال ومعها الاقتصاد والصناعة والشؤون الاجتماعية واما الاتصالات مع الحقائب الاخرى يضاف اليها منصب نائب رئيس الحكومة وزير الدولة الا ان الردّ جاء بالتمسك بالاتصالات والاشغال معا.

واشارت الى ان التفاوض يجري راهنا داخل فريق المعارضة ولا اتصالات جديدة بين الرئيس المكلف والتيار الوطني الحر انما يؤمل ان تؤتي المشاورات داخل المعارضة بين مختلف اطرافها بالنتيجة المرجوّة فيسهل الوصول الى تشكيلة حكومية مقبولة في أسرع وقت ممكن.

 

 سعيد: عدو الدولة اللبنانية هو حزب الله لأنه يريد تغيير طبيعة المجتمع اللبنانـي

المركزية - رأى الأمين العام لقوى 14 آذار فارس سعيد أن التمدد الأخير لحزب الله في جرود المتن وكسروان ليس جديدًا، إذ بدأ مع نهاية الحرب الأهلية في لبنان، يوم انتشر الجيش على خطوط التماس القديمة التي كانت تفصل الجبهة عن المناطق المسيحية، وكان يسمى آنذاك القوات المشتركة.

واضاف سعيد في حديث خاص إلى الموقع الإلكتروني الرسمي لحزب الكتائب اللبنانية، أن هذا الإنتشار يمتد من وسط جرد جبل لبنان، من عيون ارغش وصولاً الى كفريا في الشوف، لكن اللافت هو خفض عديد الجيش اللبناني في هذه المناطق. وقد اصبحت تلك المراكز التي كانت في حوزة حزب الله في المقلب البقاعي من جبل لبنان، خالية من أي رقابة من قبل قوى الأمن الداخلي. وإذ اشار إلى أن ما حصل في صنين يتكرر يوميًا، اشاد بحزب الكتائب اللبنانية الذي رفع الصوت في هذا الإتجاه، موضحًا أن الهدف من ذلك ليس تنظيم ميليشيا في مقابل ميليشيا حزب الله إنما للطلب من رئيس الجمهورية توافر الأمن للجميع.

وقال سعيد، "أفضل من تكلم في هذا الموضوع هو رئيس بلدية بسكنتا المستقل سياسيًا". مشددًا على أن أي تعد على مواطن من اي ميليشيا مدان بقوة، والمطلوب من الدولة أن تتحمل المسؤولية، لأنه إذا لم تتحمل مسؤوليتها فسيبرز أكثر فأكثر شعار الأمن الذاتي عند جميع المواطنين، وبالتالي عندما يسقط شعار أمن المجتمع اللبناني فوق كل اعتبار، سترتفع شعارات مجتزأة.

اضاف:"إن الانتشار الأمني في جبل لبنان ينذر بأن الحزب يحاول على مراحل وضع يده على سائر المناطق اللبنانية حتى تسقط الدولة اللبنانية ومؤسساتها". وتابع بأن القرار واضح عند 14 آذار وهو عدم تسليح أي ميليشيا في مواجهة حزب الله. ويبقى الرهان وحده على الدولة اللبنانية ودعم موقع الجيش اللبناني ورئيس الجمهورية واتفاق الدوحة. وقال:"في حال لم تؤد الدولة اللبنانية مهامها فالأمور ستفلت من يد 14 آذار وغيرها من القوى السياسية، وبالتالي ستبرز شعارات جديدة مثل "أمن المجتمع السني فوق كل اعتبار، وأمن المجتمع المسيحي فوق كل اعتبار، مثلما رفعت المقاومة شعارًا بأن أمنها فوق كل اعتبار.

ونفى سعيد ما حكي عن حفريات لحزب الله في بلدة لاسا مؤكدًا أن القرى الشيعية في جبيل هي خارج نفوذ حزب الله.

احداث الشمال: أمّا عن أحداث الشمال، فرأى سعيد أن إي صدام بين جبل محسن والتبانة، سيكون له تأثيرات خارج الحدود اللبنانية، تطال داخل سوريا. وقال:"ثمة من يتهم حزب الله بأحداث الشمال، منفصلاً عن قرار سوري من اجل ارباك سوريا من حيث أن المحادثات التي ستقودها مع اسرائيل، ربما تحظى برضى ايراني نسبي، وكل ذلك من أجل الضغط على سوريا والقول لها بإن ايران غير قادرة مع حزب الله على اشعال فتنة سنية علوية في لبنان قد تنسحب على الداخل السوري. وثمة من يقول أيضًا أن هذه الأحداث ليست مفصولة عن إرادة سورية بادخال السلاح الى طرابلس. مضيفًا بأن تراجع نفوذ الجيش اللبناني في طرابلس، سيُرفع شعار أمن المجتمع السني فوق كل اعتبار.

ودعا سعيد التيار الوطني الحر إلى تغيير اسم تكتله من الإصلاح والتغيير إلى تكتل حفار القبور، قائلاً:"إذا أراد فتح الملفات القديمة، فلنفتح كل ملفات الحرب اللبنانية، لأنه من المجحف وغير الأخلاقي تحميل مسؤولية الحرب اللبنانية إلى طرف واحد، وتحديدًا حزبي الكتائب والقوات اللبنانية".

وتطرق سعيد إلى الإعلام المركز من قبل بعض الوسائل العربية ووسائل اعلام النائب ميشال عون، من حيث توجيه اصبع الاتهام إلى جهة واحدة، وهي حزب الكتائب اللبنانية ومتفرعاته. ورأى في تصوير حزبي الكتائب والقوات كأنهما مجرمان، استغلالا انتخابيًا رخيصًا، إضافة إلى تمويل مباشر من قبل حزب الله لضرب المجتمع المسيحي وابقاء المسيحيين على هامش التغيير، في وقت يدخل العالم العربي في مرحلة انتقالية، لمواجهة الهجوم الايراني، فيضعون المسيحيين في موقع يكون فيه الماضي أمامهم والمستقبل وراءهم. وتحدث عن أن المجمع الماروني، المرجعية المارونية، هي التي تحدد الخطوط العريضة لسياسة المسيحيين من أجل تجاوز ما حصل في الحرب، وادبيات المجمع الماروني تقول بإن الكنيسة المارونية شهدت أولادها يُقتلون ويَقتلون ويتقاتلون، لذلك علينا طي صفحة الماضي، لأن الماضي قد يعيد التجربة في حال لم نتجاوز الماضي. واوضح أن أفضل رد من حزب الكتائب اللبنانية على حلقة اهدن التلفزيونية، كان في الندوة التي عقدت في البيت المركزي الكتائبي، بين الحزب ومنظمة التحرير الفلسطينية والرد الأفضل يكون بعدم الرد على سخافات ميشال عون واعلامه. ورأى سعيد أن إنتشار مراكز ما يعرف بتنظيم المردة في كسروان، دليل إلى أن الوزير السابق سليمان فرنجية يريد وراثة ميشال عون ويحاول طرح نفسه كتيار ماروني واسع له امتدادات خارج زغرتا، وهذه المحاولة مشروعة ولكنها حتمًا مستحيلة.

وعن موضوع اللامركزية، أشار سعيد إلى أن الصراع في لبنان ليس على ادارة الدولة بل حول طبيعة الدولة، وموضوع المركزية أو اللامركزية لا يُطرح عندما نصل إلى مرحلة الصراع حول ادارة الدولة. علينا اليوم أن نختار هل نريد دولة تنتمي الى ولاية الفقيه أو دولة تشبه دبي أو نريد لبنان مثل غزة؟ هل نريد مجتمعًا مقاومًا من أجل انهيار الكيان الصهيوني في الـ4000 ميلادية، أو نريد مجتمعًا راقيًا، حضاريًا، علميًا؟ هل نريد السلاح أوالاحتكام الى المؤسسات؟ هذا هو الخلاف اليوم وعندما نثبت طبيعة الدولة نطرح عندها موضوع ادارة الدولة، طرح اللامركزية الادارية سابق لأوانه.

قبل زيارة الاسد لفرنسا: وأكد سعيد أن الحكومة اللبنانية ستولد قبل زيارة الاسد الى فرنسا، مشددًا على أن عدو الدولة اللبنانية هو حزب الله لأنه يريد تغيير طبيعة المجتمع اللبناني، لذلك علينا شد العزم من أجل مواجهة هذا المشروع الخطر على الجمهورية اللبنانية.

وجدد التشديد على أن المساكنة بين الجمهورية وحزب الله غير ممكنة ويبقى السؤال هل هذه المساكنة ستنتهي بعنف أم باستيعاب.وقال:"بين الجمهورية وولاية الفقيه، نختار الجمهورية. وبين رئيس الجمهورية والأمين العام لحزب الله نحن مع رئيس الجمهورية. وبين الجيش اللبناني وحزب الله، نحن مع الجيش اللبناني. وبين منطق انهاء اسرائيل واتفاق الهدنة، نحن مع الهدنة. وختم بأن الخطر في الإنتخابات النيابية المقبلة هو خطر السلاح وليس المال فحسب. لأن المعركة السياسية للحزب يتمثل في دفع الأكثرية لتشريع سلاحه في المرحلة المقبلة.

 

عملية التبادل تبلغ مراحلها التنفيذيــــة في اسبوعينومعلومات صحافية عن حصولهـــا عند معبر الناقورة

المركزية - بعد موافقة الحكومة الاسرائيلية امس بأغلبية ساحقة على إتمام عملية تبادل الاسرى بين اسرائيل وحزب الله رغم ممانعة اجهزة الاستخبارات، بدأ العدّ العكسي لانجاز العملية.قالت مصادر لبنانية مطلعة ان الاسبوع المقبل سيشهد عمليا البدء باتمام عملية تبادل الاسرى بين حزب الله واسرائيل وفق ترجيحات ان يكون منتصف الاسبوع هو الموعد الاقرب لهذا الامر. ونقلت "وكالة الانباء الكويتية" عن هذه المصادر "انه من المرجح ان تتم العملية بترتيب يعتمد اسلوب التدرج عبر دفعتين ففي اليوم الاول يتم تسليم اشلاء الجنود الاسرائيليين من حرب تموز عام 2006 مع تسليم اسرائيل رفات وجثامين شهداء المقاومة اللبنانية والفلسطينية وبعضهم يعود الى العام 1978 لأن الاتجاه لدى الجانب الاسرائيلي هو اقفال المقبرة اللبنانية والفلسطينية في منطقة الجليل نهائيا وهي قاربت الانتهاء من نبش كل القبور لتسليم كل الرفات".

وتوضح المعلومات انه "في اليوم الثاني سيتم تسليم الجنديين الاسرائيليين - اللذين اسرهما حزب الله في 12 تموز 2006 مقابل تسليم عميد الاسرى اللبنانيين سمير القنطار واربعة من عناصر الحزب الذين اسرتهم اسرائيل خلال حرب تموز 2006" . واشارت المصادر الى ان المرحلة الثانية من عملية التبادل ستتم بعد شهر من اتمام المرحلة الاولى. وستشمل معتقلين فلسطينيين ستحدد عددهم اسرائيل ويرجح ان يكونوا من النساء والاطفال والمرضى. وقالت المصادر ان "الجانب السري من الاتفاق على عملية التبادل يتصل بموضوع الطيار الاسرائيلي رون اراد الذي اختفى في لبنان عام 1986 والدبلوماسيين الايرانيين الاربعة الذين اختفت آثارهم خلال الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982".

اضافت ان "تبادلا للمعلومات حصل بهذا الشأن وسيستكمل لاحقا عبر الوسيط الالماني" حيث توقعت مصادر اخرى ان يزور الوسيط الالماني غيرهارد كونراد اسرائيل ولبنان خلال اليومين المقبلين للتوقيع الرسمي على الصفقة. وأكد شقيق عميد الأسرى اللبنانيين في السجون الاسرائيلية سمير القنطار، بسام، أن إنجاز صفقة تبادل الأسرى لن يأخذ وقتاً طويلاً مشيراً إلى أن الحكومة الاسرائيلية أبلغت الوسيط الألماني أنها تريد إنجاز الصفقة قبل ذكرى الحرب الهمجية في 12 تموز 2006.

القنطار، وفي مداخلة تلفزيونية أكد أننا "سنكون سعداء جداً إذا كانت حكومة وطنية ستستقبل الأسرى".

ويجري مسؤول ملف الجنود الاسرى عوفر ديكل اتصالات خلال الايام القليلة المقبلة مع الوسيط الالماني غيرهارد كونراد بشأن كيفية تنفيذ الصفقة التي صادقت عليها الحكومة الاسرائيلية لتبادل الاسرى بين اسرائيل و"حزب الله".. وسيتوجه ديكيل الى المانيا لتوقيع صفقة التبادل وتلقي التقرير الاستخباري حول مصير ملاح الجو المفقود رون اراد وبعد دراسة هذا التقرير ستبت اسرائيل فيما اذا كانت ستنفذ المراحل القادمة من الصفقة.

وافادت صحيفة "هارتس" في عددها الصادر اليوم ان التقرير الذي ستنقله "حزب الله" الى اسرائيل بشأن مصير رون اراد سيشير الى ان "حزب الله" لم يتمكن من اقتفاء آثاره. وقالت مصادر رفيعة المستوى في القدس لصحيفة "الجريدة" الكويتية ان عملية تبادل الاسرى بين اسرائيل و"حزب الله" ستتم عند معبر الناقورة الفاصل بين دولتي اسرائيل ولبنان، وليس في المانيا او في مطار بيروت.

وتوقعت ان تفرج اسرائيل في وقت لاحق عن 12 اسيرا فلسطينيا لكنها ستقول ان الخطوة هي لفتة في اتجاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس وليست في اتجاه حزب الله. من جهته أكد رئيس الهيئة الامنية والسياسية في وزارة الدفاع الاسرائيلية عاموس جلعاد ان صفقة التبادل لا ترفع الثمن الذي ستدفعه اسرائيل لقاء اطلاق سراح الجندي الأسير لدى "حماس" جلعاد شاليط. واشار في حديث اذاعي صباح اليوم الى ان اسرائيل كانت قد دفعت ثمنا باهظا مقابل حصولها على اغراض شخصية تابعة لملاح الجو المفقود رون أراد. وعلل وزير المال الاسرائيلي روني بار اون معارضته لصفقة التبادل مع "حزب الله" خلال جلسة مجلس الوزراء امس بوجوب عدم الافراج عن قتلة احياء مقابل جنود موتى. اضاف انه يعارض ايضا "اطلاق سراح مخربين فلسطينين في اطار الصفقة مع حزب الله" معتبرا ان الافراج "عن المخرب سمير القنطار قد يؤثر على الاعتبارات لإطلاق سراح امين سر حركة فتح في الضفة الغربية مروان البرغوثي". وتابع الوزير بار اون في حديث اذاعي صباح اليوم ان "الصفقة مع حزب الله قد ترفع الثمن الذي ستضطر اسرائيل الى دفعه لقاء الافراج عن الجندي المخطوف جلعاد شاليط".

 

المسيحيون اللبنانيون وداعاً 

الإثنين 30 يونيو - الحياة اللندنية -  داود الشريان

كان المسيحيون اللبنانيون طرفا أساسيا في اتفاق الطائف، فأصبحوا في اتفاق الدوحة منشدي «كورال» يقفون بجانب، أو خلف الأطراف الرئيسة في الحوار، وبهذا المعنى يمكن القول إن الطائف كان اتفاقا للمحافظة على التركيبة اللبنانية بصيغتها التاريخية، في حين أن الدوحة بداية لتغيير هذه الصيغة وربما غيابها، ونقل المسيحيين إلى موقع يشبه موقع المسيحيين في العراق، أو «البدون» في دول الخليج، مواطنون بلا صوت أو وزن. هذا التغيير في موقع المسيحيين على الخارطة السياسية اللبنانية لم يظهر فجأة في الدوحة، فحرب أيار (مايو) الماضي أعلنت عن هذا التغيير صراحة، فالزحف جاء من الضاحية الجنوبية إلى بيروت الغربية، فخلال تلك الأيام استبدل اللبنانيون الحرب المذهبية، بالطائفية، ومن يستعيد قصص الحرب الأهلية اللبنانية، وأسماء القاتل والقتيل ويقارنها بمثيلاتها خلال احتلال «حزب الله» لبيروت الغربية، سيدرك أن المسيحي كان خارج الصورة، كان خارج الهدف والوطن. فما جرى تهميش لوجوده وموقعه ودوره.

هل كان هدف «حزب الله» تحرير لبنان من الوجود المسيحي؟ النتيجة تقول نعم حتى لو لم يقصد، فالانقسام الذي أحدثه الحزب، بإذكاء النزعة المذهبية بين المسلمين، ونقل السنة بالإكراه من مركز التقاء إلى طرف في الصراع غيب المسيحيين وهمشهم، فوجد المسيحيون أنفسهم للمرة الأولى في تاريخ لبنان وسط أزمة ليسوا طرفاً فيها، فضلاً عن أن وجود النائب ميشال عون وتياره خلف مشروع «حزب الله» المرتبط بأهداف غير لبنانية، غيب ملامح الحقبة الموحشة التي يتجه إليها لبنان. من المؤسف أن بعض الزعامات المسيحية اللبنانية لا يزال يتعامل مع كل ما جرى باعتباره فصلاً من فصول الأزمة اللبنانية في شكلها التقليدي، متجاهلاً الخطر الاستراتيجي الذي أحدثه انقلاب «حزب الله» على دور السنة في لبنان وموقعهم بين الطوائف، ومستقبل التركيبة اللبنانية والوجود المسيحي فيها، فلبنان ما بعد اتفاق الدوحة لن يكون وطناً لاحتضان المسيحيين، ولا حتى لاضطهادهم، فـ «حزب الله» اخرج المسيحيين من دون أن يقول لهم حتى وداعاً.

 

التهدئة بين المقاومة و«الخيانة»

الإثنين 30 يونيو - الحياة اللندنية - الياس حرفوش

تهدد «التهدئة» التي تشرف عليها حركة «حماس» مع الجانب الاسرائيلي أن تتحول الى مشروع فتنة داخلية داخل قطاع غزة بين الحركة والاطراف الفلسطينية الاخرى الموجودة في القطاع. وتشير عمليات الخرق التي اقدمت عليها كل من «كتائب شهداء الاقصى» وحركة «الجهاد الاسلامي»، وهي عمليات مرشحة للتكرار، الى أن هناك تشكيكاً من قبل هذه الفصائل في نيات «حماس» من وراء التهدئة. فهناك من يتساءل عن الثمن الذي حصلت عليه الحركة الاسلامية مقابل هذا الموقف المهادن والمخالف لمواقفها المعروفة السابقة، وهناك من يميل الى المزايدة على هذا القرار، ويدعو الى اسقاط «التهدئة»، لأنها في نظره «خيانة وطنية»، كما تقول بعض البيانات الصادرة في غزة.

التزمت «حماس»، بموجب الاتفاق، كما هو معروف، بمنع اي اطلاق للقذائف باتجاه المستوطنات الاسرائيلية. وبات قادتها يهددون الآن باعتقال أي فلسطيني يخرق التهدئة، كما هدّد محمود الزهار الذي يعتبر بين «الصقور» داخل «حماس». المفارقة في موقف كهذا أنه يأتي من جانب طرف فلسطيني كان مأخذه الدائم على السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس أنه انحاز الى سياسة المهادنة مع اسرائيل على حساب خيار المقاومة. وكان هذا المأخذ بين جملة من الاسباب التي أدت الى تفجير الاوضاع في غزة بين «فتح» و «حماس» على خلفية التشكيك بمواقف «فتح» ورئيسها وقادتها الآخرين، والذين لم توفر «حماس» أي اتهام بحقهم. لكن الحقيقة ان «الذنب» الوحيد الذي ارتكبه هؤلاء أنهم كانوا يفعلون ويدعون الى ما تفعله «حماس» اليوم وما تدعو إليه. لقد كانوا ينظرون الى مصلحة الشعب الفلسطيني من خلال منظار اوسع من المواقف الايديولوجية الجامدة، وكانوا يأخذون في الاعتبار حسابات الربح والخسارة التي يمكن أن يتكبدها الشعب الفلسطيني من وراء اي عملية يمكن ان يقوم بها اي طرف لمصالح معينة، من غير أن تخدم أي هدف سوى جلب المزيد من القتل والدمار للفلسطينيين. وهو الموقف الذي كرره الرئيس الفلسطيني مراراً بشأن القذائف التي ظل يسميها «عشوائية» ويدعو الى التعامل مع مطلقيها من منطلق المصلحة الوطنية وحدها. أليس هذا ما يفعله اليوم قادة «حماس» في غزة عندما يلجأون الى التهديدات والاعتقالات ضد من يخرقون «التهدئة»، بحجة أن اعمالهم هذه مضرّة بمصلحة الفلسطينيين؟ وكيف يمكن تبرير أن يكون منع الصواريخ على اسرائيل عملاً مقاوماً و «وطنياً» عندما تأمر به «حماس»، لكنه يتحول الى عمل «خياني» عندما يدعو إليه قادة «فتح»؟

تجرّب «حماس» الآن معنى الالتزامات والتعهدات، كما تجرّب الفارق بين التحريض الايديولوجي وبين السياسات الواقعية. وهذه تجربة سوف تكون مفيدة لأن «حماس» تستطيع أن تتعلم منها معنى التعامل بمسؤولية مع القرارات التي تتخذها، آخذة في الاعتبار مصلحة المواطن الفلسطيني بالدرجة الاولى. ليس عيباً أن يكون ثمن وقف القذائف، ولو بالقوة، هو توفير الفرص لفتح المعابر وادخال ما امكن من الحاجات اليومية لهذا المواطن، رغم علمنا بالابتزاز الذي تلجأ إليه السلطات الاسرائيلية والتقنين الذي تفرضه لإدخال اقل كميات ممكنة من المواد الغذائية والطبية والوقود وسواها الى القطاع.

لا يمنع أيضاً أن تعتبر «حماس» أن الاتفاق مع اسرائيل، الذي تم عن طريق الوساطة المصرية، هو «اعتراف» من اسرائيل بسيطرة الحركة على القطاع وبشرعية تمثيلها للفلسطينيين هناك. اذا كان هذا هو الثمن الذي كانت تحتاجه «حماس» للعبور الى موقع المسؤولية الوطنية، فهو ثمن مقبول، شرط أن تتذكر «حماس» ان حركة «فتح» سبقتها الى الموقع نفسه وانطلاقاً من الاسباب والظروف ذاتها.

 

حزب الله سيرد على الخروقات الاسرائيلية البحرية، الجوية والبرية

نهارنت/ستقوم المقاومة بالرد على الخروقات الجوية و البحرية و البرية التي تقوم بها اسرائيل منذ سنتين دون ان تنجح القوات الدولية في ايقافها، بعد اتمام صفقة تحرير الاسرى بين حزب الله واسرائيل. وكان قد أشارالصحافي ابراهيم الأمين، المقرب من حزب الله، في جريدة "الأخبار " عن نية المقاومة في شن هجمات ضد اسرائيل و تنفيذ عمليات قتل جنود ومدنيين، اذا لم يتدارك الوسيط الالماني موضوع خرائط الألغام والقنابل العنقودية التي قد زرعها الجنود خلال حرب تموز2006 في أرض الجنوب كشق إجرائي. وأضاف " ان معاقبة المخططين والمقررين والمنفذين لعملية اغتيال القائد العسكري في المقاومة الشهيد عماد مغنية لم تنفّذ بعد. لكنّ ثمّة حدثاً كبيراً لا بد من أن يقع، وكل تأخير له أسبابه العملانية والتقنية". والجدير بالذكران قيادة حزب الله تشدد في جميع المناسبات على اختلاف اولوياتها حسب الظروف الآنية، وان بعد تحرير الاسرى و مزارع شبعا ستقوم بتحديد اولوياتها حسب جدولها الزمني الخاضع للتطورات الأمنية و السياسية في لبنان والمنطقة.

 

إنضمام حزب "الكتائب" إلى الإتحاد الدولي الديمقراطي لأحزاب الوسط

وطنية-30/6/2008(سياسة) صدر عن حزب الكتائب اللبنانية البيان الآتي: تتويجا لسلسلة من الإتصالات والزيارات التمهيدية والمتبادلة، بين بيروت وروما، تم الإعلان رسميا عن انضمام حزب الكتائب اللبنانية إلى الإتحاد الدولي الديمقراطي لأحزاب الوسط (IDC).

وفي هذا الإطار، وتكريسا للاعلان المذكور مؤسسيا، ومن خلال الهيكليات الحزبية المختصة، شارك وفد من حزب الكتائب اللبنانية في اجتماع الهيئة التنفيذية لل (IDC)، والذي عقد في باريس، يوم الجمعة الفائت، في السابع والعشرين من شهر حزيران 2008.

وقد ضم الوفد المذكور عضو المكتب السياسي في حزب الكتائب اللبنانية ألبير كوستانيان، ورئيس مصلحة الدراسات في الحزب، المكلف ملف العلاقات مع ال (IDC) ومع الإتحاد الديمقراطي المسيحي الإيطالي (UDC) شربل جمعة. هذا وترأس الإجتماع المذكور رئيس ال (IDC) السيد بيار كاسيني، وإلى جانبه نائبه فيشينتي فوكس، الرئيس المكسيكي السابق، والأمين العام لل (IDC) النائب الأوروبي لوبيز إستوريز. كما حضر الإجتماع عدد كبير من مسؤولي الهيئة التنفيذية، ومن المفوضين القاريين في كل من أوروبا وآسيا وأفريقيا، وبينهم عدد كبير من الرسميين، ومن المسؤولين الحكوميين الحاليين أو السابقين. وفي إطار البحث في بنود جدول الأعمال، رحب الرئيس كاسيني بحرارة بممثلي حزب الكتائب اللبنانية المشاركين في الإجتماع للمرة الأولى، وأبلغ الحضور بانضمام الحزب إلى ال (IDC)، وأعلن رسميا أن الهيئة التنفيذية "أخذت علما" بذلك، وأنه سيصار إلى التوقيع الرسمي على وثيقة الإنضمام في احتفال يقام خصيصا في بيروت، على أن يحضره وفد رسمي من ال (IDC)، برئاسة السيد كاسيني، ويشارك فيه أيضأ عدد من كبار مسؤولي الإتحاد. وبنتيجة المداولات التي أجراها عضوا وفد الكتائب مع مضيفيهم، ظهر جليا لديهم مدى الترحيب بانضمام الحزب إلى الإتحاد، ومستوى الإهتمام بالوضع اللبناني، عموما، وبتفعيل التعاون المستقبلي مع حزب الكتائب اللبنانية، خصوصا.

هذا ويذكر أن اجتماع الهيئة التنفيذية، كان قد سبقه عشاء أقيم مساء يوم الخميس، وضم السيدين كوستانيان وجمعة إلى الرئيس كاسيني وعدد من مسؤولي ال (IDC). وقد سلم السيد جمعة خلاله رسالة خطية موجهة من رئيس حزب الكتائب اللبنانية، الشيخ أمين الجميل، إلى السيد كاسيني، يشدد فيها على صلابة الإرادة المشتركة الهادفة إلى توطيد أواصر التعاون المنهجي بين الحزب والإتحاد، وإلى تفعيل سياقاته وتجسيدها من خلال مشروعات متعددة الأوجه. وقد تركزت أجواء الحوارات على عرض للتاريخ النضالي للكتائب، مع إبراز للقيم المشتركة التي تجمع ما بين الحزب والإتحاد، على الصعد الإنسانية والسياسية.

 

بري في الخارج... والأزمة مجمدة في الداخل

نهارنت/سافر رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الخارج في زيارة خاصة حيث عكست المغادرة اجواء مناقضة رغم اعلان مصادر عين التينة ان ابواب الحل يجب ان تبقى مفتوحة. وتوجه بري الى اسبانيا لحضور منتدى ثقافي. ومن المرجح أن ينتقل الى كندا لترؤس وفد نيابي قوامه النواب سمير عازار، نعمة الله ابي نصر وعبدالله فرحات، لحضور الدورة 34 للجمعية العمومية للبرلمانات الفرنكوفونية وللمشاركة في ذكرى 400 سنة على تأسيس "كيبيك". وقالت محطة المنار الناطقة بلسان حزب الله ان مغادرة بري لبنان في زيارة خاصة تستمر عدة أيام، أوحت بأن الامور قد تبقى مجمدة الاّ اذا حصل تطور جديد عبر الاتصالات التي يتولاها معاون الرئيس بري النائب علي حسن خليل لحلحلة العقد. وأضافت ان مصادر الرئاسة الثانية أكدت ان الأبواب يجب أن تبقى مفتوحة برغم كل ما حصل لأن فرص الحل حاضرة. ودعت الى اعادة تقييم ما حصل من أجل الانطلاق بزخم أكبر، لكن المهم ان لا يتخذ أحد أي قرار بخلفية ان الامور وصلت الى حائط مسدود. وجاءت الأنباء التي أشارت إلى سفر رئيس مجلس النواب، نبيه بري، إلى كندا لتزيد من ترجيح وصول تشكيل الحكومة المرتقبة إلى حائط مسدود، إذ أصدرت أوساط الأخير ما يشير إلى أنه سافر إلى كندا "لبضعة أيام." ويلعب بري، إلى جانب منصبه في مجلس النواب، دوراً بارزاً على صعيد الاستشارات الممهدة لتشكيل الحكومة، باعتباره رئيس "حركة أمل" التي تعتبر ثاني أكبر الحركات الشيعية المعارضة بعد حزب الله.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 30 حزيران 2008

البلد

نوّهت جهات غير لبنانية بالتحسينات التي شهدتها مدينة سياحية ساحلية لجهة قدرتها على استقطاب واستضافة اعداد كبيرة من السياح الاجانب وتأمين شروط سياحية عالية.

شكا قيادي في تيار موالٍ من عدم قدرة هذا التيار على لجم ظاهرة بدأت تتزايد أخيراً وهي تلطي بعض العصابات به للقيام بعمليات تعد على بعض المواطنين وممتلكاتهم.

يعاني جهاز أمني تابع لحزب معارض من ظاهرة انتشار السلاح في أيدي مناصريه بسبب استخدام هذا السلاح في تصفية الحسابات الشخصية.

الشرق

مسؤولان سابقان التقت مواقفهما الاخيرة لجهة الامتناع عن الاجتماع مع جهة سياسية كانت لها علاقة باحداث بيروت الامنية؟!

مسؤول حزبي اخذ على سياسي شمالي بارز قوله انه يقف وراء حليفه، فيما كان الاجدى به القول انه الى جانبه "حيث الفرق كبير بين وراء وجانب"!

مساعدات عينية تمنّع عن تسلمها من ارسلت من اجله كرد فعل على الاحداث الامنية في منطقة الجبل؟!

النهار

امتنعت جهات معنية عن نفي تسريبات في شأن العروض الحكومية الاخيرة وكشف بعض جوانب الاتصالات تجنباً لانهيار الجهود المبذولة.

قال عميد حزب الكتلة الوطنية كارلوس اده ليس في الحقائب ما يسمى سيادية بل ثمة وزير سيادي او غير سيادي.

قال ركن في قوى 14 آذار انه يعتقد بأن سياسة الولايات المتحدة حيال لبنان والمنطقة بدأت تتغير منذ إبدال سفيرها لدى الامم المتحدة جون بولتون بالسفير خليل زاده.

السفير

شن مرجع كبير حملة على بعض الأجهزة الأمنية التي لا تقوم بالمهام الموكولة اليها، كما قال، على رغم الوفرة الموجودة لديها من العتاد والافراد.

قال نائب وزير دفاع دولة أجنبية خلال لقائه بعض المسؤولين في الجنوب انه لم يلمس خلال جولة قام بها في بعض الدول المجاورة للبنان ان هناك حرباً كبيرة في المنطقة على رغم التصريحات المتشددة

نقل عن مستشار مرجع حكومي لائحة مكتوبة بمطالب تكتل نيابي ومنها مكتب لنائب رئيس الحكومة في السرايا مع تسهيلات مشابهة لما لدى رئيس الحكومة.

رئيس جمهورية سابق قال أمام زواره إنه مخطئ من يظن ان الخلاف داخلي مؤكدا ان الحل والربط في الخارج.

المستقبل

عُلم انه في إحدى مراحل التفاوض كان يفترض ان يشمل التبادل بين "حزب الله" واسرائيل تسلّم الحزب رفات نحو 300 شهيد موجودة في ما يسمّى "مقبرة الأرقام" داخل إسرائيل.

تؤكد مصادر حركة فلسطينية أن التهدئة التي تمّ التوصل إليها أخيراً ستصمد ستة أشهر.. على الأقل.

على الرغم من نفيه الانتشار في مناطق في جبل لبنان، يؤكد "حزب الله" في الكواليس أنه نفّذ عمليات انتشار في غير منطقة تحت عنوان "أمن المقاومة".

اللواء

يلعب دبلوماسي لبناني يترأس مكتباً في عاصمة عربية معنية بالوضع اللبناني دوراً فاعلاً في تأمين التواصل بين مراجع رفيعة في البلدين، وتقريب وجهات النظر في القضايا المطروحة!·

لم تفلح المساعي التي بُذلت مع قطب معارض لدعوة اللقاء الذي يترأسه لاستئناف اجتماعاته المعلّقة منذ انعقاد مؤتمر الدوحة، وذلك احتجاجاً على تغييب اللقاء عن اجتماعات العاصمة القطرية!·

أكد نجل شخصية بارزة في جبل محسن لقيادات طرابلسية أن مناصريه لا علاقة لهم بالاشتباكات التي دارت مع باب التبانة، والتي أشعلتها عناصر مسلحة جاءت إلى طرابلس من خارج المنطقة!·

 

البطريرك صفير عرض مع وزير المال وزوار الاوضاع والمستجدات

وطنية - 30/6/2008 (سياسة) عرض البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير، مع زواره، صباح اليوم، الاوضاع والمستجدات، فاستقبل وزير المال في حكومة تصريف الاعمال جهاد ازعور، ثم الامين العام للجنة الوطنية للحوار المسيحي - الاسلامي حارث شهاب، فمدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبدو بو كسم، ووفدا من مركز الصليب الاحمر في جونيه برئاسة السيدة روز كرم.

كما استقبل البطريرك صفير الدكتور انطوان زخيا صفير الذي اطلع البطريرك على نتائج مشاركته في القمة المصرفية في باريس.

والتقى البطريرك صفير الرئيس العام لجمعية المرسلين اللبنانيين الأب ايلي ماضي، على رأس وفد، من الكهنة الجدد، لأخذ البركة بعد السيامة الكهنوتية.

 

الرئيس سليمان تابع الاوضاع الامنية شمالا والاتصالات لتشكيل الحكومة

وطنية- 30/6/2008 (سياسة) كانت الاوضاع الامنية في طرابلس، والاتصالات السياسية الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة، محور اللقاءات التي عقدها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، حيث تمحور البحث مع زواره على أهمية تعزيز الامن والاستقرار في عاصمة الشمال تجاوبا مع رغبة جامعة لابناء المدينة، وكذلك تكثيف الجهود لتذليل العقبات امام التشكيلة الحكومية العتيدة.

وفد طرابلسي

بالنسبة الى الوضع في طرابلس، استقبل الرئيس سليمان وفدا من فعاليات مدينة طرابلس الروحية والمدنية، ضم: مفتي طرابلس والشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار، الوزير السابق عمر مسقاوي (نائب رئيس المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى)، المونسنيور بطرس جبور (نائب عام ابرشية طرابلس المارونية)، الاب جبرائيل باكومي ممثل المطران الياس قربان للروم الارثوذكس، المونسنيور يوسف سويف (النائب الاسقفي في ابرشية طرابلس المارونية)، الدكتور عبد الاله ميقاتي (ممثل الرئيس نجيب ميقاتي)، احمد الصفدي (ممثل الوزير محمد الصفدي)، النائب السابق عبد الرحمن عبد الرحمن، النائب السابق احمد حبوس (عن الطائفة العلوية)، النقيب المهندس جوزف اسحاق (نقيب المهندسين)، النقيب الدكتور نسيم خرياطي (نقيب الاطباء)، النقيب فادي كرم (نقيب اطباء الاسنان)، النقيب خلدون نجا (نقيب المحامين سابقا)، الشيخ محمد الامام (أمين الفتوى في طرابلس)، الدكتور الشيخ حسام سباط (مستشار المفتي الشعار)، الشيخ بلال بارودي (شيخ قراء طرابلس)، المهندس عبد الله بابتي (ممثل الجماعة الاسلامية)، وبشارة حبيب، ورئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين.

في مستهل اللقاء، تحدث المفتي الشعار مشيرا الى "ان الوفد أتى لشكر رئيس الجمهورية على تجاوبه السريع مع مطلب ابناء المدينة بتولي الجيش اللبناني وقوى الامن مسؤولية حفظ الامن في المدينة بعد الاشتباكات التي حصلت في محلتي باب التبانة وجبل محسن العالي، مؤكدا ان هذا الموقف وضع حدا للدماء التي سالت في حوادث مفتعلة، مطالبا بتعزيز الاجراءات الامنية. وقال: "إن الآمال العريضة معلقة على دور فخامتكم وهذا ما يطلبه أهل المدينة بالاجماع".

ورد الرئيس سليمان مرحبا بالوفد، معتبرا ان الحاضرين يعبرون عن ارادة طرابلسية جامعة بضرورة ضبط الوضع الامني في طرابلس واعادة الاستقرار الى احياء المدينة، مؤكدا ان القوى الامنية من جيش وقوى امن داخلي تعمل على فرض الامن وان التوجيهات اعطيت الى القيادات الامنية للتشدد في هذه الاجراءات، مقدرا دور القيادات الروحية والسياسية في المساعدة على ترجمة ارادة الطرابلسيين الجامعة.

تصريح المفتي الشعار وبعد اللقاء تحدث المفتي الشعار باسم الوفد فقال:

"قمنا بزيارة فخامة رئيس الجمهورية مع وفد يمثل طرابلس بكل فئاتها الدينية والمذهبية وسائر قيادات المجتمع المدني التي تضم جميع النقباء في طرابلس، لنقول أمرين:

الامر الاول: تقديم الشكر لفخامة الرئيس لتجاوبه السريع مع طلبات اهل طرابلس لجهة ادخال الجيش الى طرابلس، وخصوصا ان الاقتتال فيها ليس بين اهلها على الاطلاق وليس بين السنة والعلويين ابدا. وكان لهذا التجاوب السريع من فخامة الرئيس الاثر الكبير في استتباب اكثر من ثمانين في المئة من الامن في طرابلس.

وقد أتينا الى فخامته لنشكره ونتمنى عليه ان يعطي أوامره مجددا حتى يقوم الجيش بدوره كاملا ويأخذ الامور بجدية بالغة، لأن طرابلس لا تستحق ان يكون فيها اقتتال.

والامر الثاني: ان هيبة الدولة تتحقق من خلال هيبة وجود الجيش. هذا ما اردنا ان نعلنه الى اخواننا واهلنا في لبنان عبر فخامة الرئيس، وكان التجاوب كبيرا، اذ اعلن فخامته بالفم الملآن انه سيدعو اليوم بعض القيادات العسكرية من الجيش وقوى الامن الداخلي ليعطيهم الامر بصورة حاسمة حتى لا يبقى في طرابلس أي أثر من آثار الاقتتال".

النائب الاحدب

والشأن الطرابلسي عرضه ايضا الرئيس سليمان مع النائب مصباح الاحدب، الذي دعا بعد اللقاء الى ان تكون هناك مرونة اكبر في عمل قيادة القوات الامنية المولجة حماية الامن في طرابلس، ومواجهة التهديدات التي يطلقها البعض، والتي قد تدفع الى الذهاب نحو التسلح، "وهو امر لا نريده لانه يزيد الامور تعقيدا".

واعتبر "أن تصريحات الدعم لرئيس الجمهورية التي يعبر عنها الجميع، لا تكفي، بل يجب أن ترفق بالافعال". وأوضح "أن الدعم الاكبر للعهد الجديد، يكون عبر الاسراع في تشكيل حكومة العهد الاولى، وهو ما يتيح لرئيس الجمهورية زخما أكبر للمساهمة في ترميم الوضع الامني المتصدع".

الوزير فرعون

وفي إطار متابعة عمل الوزارات والاتصالات السياسية لمعالجة الوضع الحكومي، استقبل رئيس الجمهورية، وزير الدولة لشؤون مجلس النواب في الحكومة المستقيلة ميشال فرعون، وعرض معه الاوضاع على الساحة الداخلية، والاجواء المحيطة بتشكيل الحكومة.

وأكد الوزير فرعون بعد اللقاء "ضرورة تسهيل الاطراف عملية تشكيل الحكومة وحسم المطالب غير المنطقية، وتنفيذ الصيغ التي تبدو متوازنة جدا".

وأوضح من جهة أخرى، انه "سلم الرئيس سليمان نسخة من مشاريع القوانين المحالة الى مجلس النواب، والتي انجز درسها من قبل اللجان النيابية، او التي ما زالت موجودة لديها او لدى اللجان النيابية المشتركة، او تلك التي لم تحال بعد على اللجان النيابية".

النائب علي حسن خليل

وفي الاطار نفسه، استقبل الرئيس سليمان المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل وتداول معه الاتصالات الجارية لمعالجة الوضع الحكومي في ضوء المواقف التي صدرت عن القيادات السياسية المعنية. وأوضح النائب خليل ان لقاءه مع الرئيس سليمان يندرج في سياق المساعي القائمة لمعالجة الشأن الحكومي، معربا عن امله في ان تتبلور الصورة خلال فترة قريبة.

"حركة التجدد الديموقراطي"

كما استقبل الرئيس سليمان رئيس "حركة التجدد الديموقراطي" النائب السابق نسيب لحود على رأس وفد من الحركة ضم النائب السابق كميل زيادة، والدكتور انطوان حداد، والدكتور ملحم شاوول والسيدين وفيق زنتوت وميشال عقل.

وجرى خلال اللقاء عرض للتطورات الداخلية، ولاسيما في ما يتعلق بالمساعي الجارية للاسراع في تشكيل الحكومة الجديدة.

وأمل لحود بعد اللقاء من جميع الاطراف السياسيين، تسهيل تأليف الحكومة وفق القواعد التي ارساها اتفاق الدوحة، وعلى قاعدة ان المطلوب من الحكومة هو خدمة الوطن والمواطنين، وليس ان تكون اداة للتجاذب السياسي.

وأضاف ان اللقاء مع رئيس الجمهورية، تناول موضوع الحوار الذي سيرأسه بعد تشكيل الحكومة، اضافة الى المشاكل المعيشية والحياتية الضاغطة بشكل كبير على المواطنين. واوضح انه لمس من الرئيس سليمان اهتماما كبيرا بمعالجة الامور المعيشية، وباطلاق عملية اصلاحية كبرى على الصعيد السياسي.

المطرانان بشارة والبيسري

على صعيد آخر، التقى الرئيس سليمان راعي ابرشية انطلياس المارونية المطران يوسف بشارة والنائب البطريركي على حدث الجبة المطران فرنسيس البيسري، في زيارة تهنئة لمناسبة انتخابه رئيسا للجمهورية، وكانت فرصة تم خلالها عرض الاوضاع العامة في البلاد.

الرهبانية المارونية اللبنانية

والتقى الرئيس سليمان، الرئيس العام للرهبانية المارونية اللبنانية الاباتي الياس خليفة على رأس وفد ضم النائب العام الاب كرم رزق، والمدبر العام الاب نعمة الله هاشم، والمدبر العام الاب شربل كيروز، والمدبر العام الاب ميلاد طربيه، وامين السر العام الاب كلود ندره، والوكيل العام للرهبانية الاب جوزف القمر، والمدير العام لمدارس الرهبنة الاب حنا رحمة، ورئيس دير مار مارون عنايا الاب طنوس نعمة.

والقى الاباتي خليفة كلمة هنأ فيها الرئيس سليمان بانتخابه منوها بمواقفه، مؤكدا استعداد الرهبانية للتعاون معه لما فيه خير لبنان ومصلحته.

وشكر الرئيس سليمان الأباتي خليفة على عاطفته منوها بما تقدمه الرهبانية اللبنانية المارونية في المجالات الروحية والانسانية والتربوية والاجتماعية والصحية داخل لبنان وخارجه، مركزا على أهمية التضامن بين اللبنانيين في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان. وشدد رئيس الجمهورية على دور الرهبانية في التواصل بين الشباب اللبناني المنتشر في الخارج ليكون الارتباط اقوى بالوطن.

اللجنة الاولمبية اللبنانية

على صعيد آخر، استقبل الرئيس سليمان، رئيس اللجنة الاولمبية اللبنانية اللواء المتقاعد سهيل خوري مع وفد من اللجنة ضم السادة: صالح عليوان (نائب الرئيس)، هاشم حيدر (نائب الرئيس)، الامير عبد الله شهاب (نائب الرئيس)، المحامي وليد يونس (نائب الرئيس)، المهندس عزت قريطم (الامين العام)، الدكتور روبير ابي عبد الله (أمين الصندوق)، والاعضاء: طوني خوري (عضو اللجنة الاولمبية الدولية)، محمود البدوي، مازن رمضان، كميل رزق، سليم الحاج نقولا، خليل نحاس، وجيه قليلات، والسيدة رولا عاصي (المحاسب).

وألقى اللواء خوري كلمة باسم الوفد هنأ فيها الرئيس سليمان على انتخابه، معربا عن الامل في أن تشهد الحياة الرياضية في عهده المزيد من التقدم والحضور في الداخل والخارج بالتنسيق مع سائر الجهات الرسمية الاهلية المعنية بالشأن الرياضي. ونقل الوفد الى الرئيس سليمان دعوة من اللجنة الدولية للالعاب الاولمبية لحضور افتتاح دورة الالعاب الاولمبية للعام 2008 التي ستقام في بكين في شهر آب المقبل.

ورد الرئيس سليمان شاكرا الوفد ومؤكدا أهمية الرياضة في جمع الشباب اللبناني في بوتقة واحدة من الانصهار الوطني الذي يشكل صورة عن لبنان الواحد المتضامن بين جميع ابنائه. كما اكد رئيس الجمهورية أهمية تعميم ثقافة تقبل الخسارة بروح رياضية، كما تقبل الفوز بالروح نفسها، مركزا على دور الشباب في تعميق الانتماء وتعزيز المصالحة، فضلا عن التواصل بين مختلف المرجعيات المعنية بالشأن الرياضي.

الهيئة العليا للتأديب

والتقى الرئيس سليمان، رئيس الهيئة العليا للتأديب السيد نقولا الضيعة، وعضو الهيئة السيد علي فقيه، اللذين اطلعاه على عمل الهيئة والمهمات الموكلة اليها. وشدد رئيس الجمهورية على اهمية اجهزة الرقابة في انتظام العمل في الادارات الرسمية ومتابعة مبدأ الثواب والعقاب، ومحاسبة الفاسدين والمرتشين، واعتماد معايير العدالة والكفاءة والخبرة في الترتيبات والتعيينات والمناقلات. واكد الرئيس سليمان على ان ورشة الاصلاح الادارية ستنطلق بقوة فور تشكيل الحكومة الجديدة.

برقيات تهنئة

الى ذلك، تلقى الرئيس سليمان المزيد من برقيات التهنئة لمناسبة انتخابه رئيسا للجمهورية من عدد من قادة الدول، أبرزها من رئيس جمهورية النمسا الدكتور هانس فيشر، رئيسة جمهورية سريلنكا ماهيندا راجابسكا، رئيس جمهورية قبرص ديمتريس كريستوفياس، رئيس جمهورية سلوفينيا الدكتور دانيلو تورك، رئيس جمهورية صربيا بوريس تاديش، رئيس جمهورية جورجيا ميخائيل سكاشفيلي، رئيس اريتريا اسباس افورقي، وسلطان بروناي الحاج حسن البلقية.

 

الرئيس سليمان ترأس اجتماعا أمنيا عرض التطورات وطلب تعزيز الاجراءات شمالا والتشدد في تطبيقها

وطنية- 30/6/2008 (سياسة) ترأس رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان عند الرابعة من بعد ظهر اليوم إجتماعا أمنيا حضره قائد الجيش بالنيابة اللواء الركن شوقي المصري والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء الركن أشرف ريفي ومدير المخابرات في الجيش العميد الركن جورج خوري، والمستشار العسكري لرئيس الجمهورية العميد عبد المطلب حناوي. وقد خصص الاجتماع للبحث في الأوضاع الأمنية في البلاد عموما، وفي طرابلس خصوصا، بعد الإجراءات التي اتخذها الجيش وقوى الأمن الداخلي لتثبيت الأمن والاستقرار في المدينة على أثر الاشتباكات التي وقعت في عدد من أحيائها. واستمع الرئيس سليمان إلى عرض مفصل للوضع الأمني في طرابلس، والتدابير المتخذة في المدينة، وأعطى توجيهاته بضرورة تعزيز هذه الإجراءات والتشدد في تطبيقها بحزم تجاوبا مع رغبة فاعليات المدينة والمواطنين كافة الذين عبروا عن ثقتهم بالقوى الأمنية ودعمهم الكامل لها في مهمة المحافظة على الأمن. وأعرب الرئيس سليمان عن تقديره للجهود التي يقوم بها العسكريون على رغم الظروف الصعبة التي يعملون فيها وضعف الإمكانات المتوافرة لديهم.

 

النائب زهرا طالب " مؤسسة مياه لبنان الشمالي " بإعادة النظر في سياسة توزيع المياه بشكل عادل على المواطنين في قضاء البترون

وطنية - 30/6/2008 (سياسة) وزع المكتب الاعلامي للنائب أنطوان زهرا البيان الاتي: "بناء على مراجعات المخاتير والفعاليات وابناء القرى، وبعد متابعتنا الموضوع على مدى ثلاث سنوات تبين لنا انه عندما كان القضاء - قضاء البترون - يتعاطى مع مصلحة مياه البترون (قبل دمجها في مياه لبنان الشمالي وتحولها الى دائرة واحدة) كان العمل يجري على اساس توزيع المياه بشكل معقول وان لم يكن مثاليا، وكانت اعمال الصيانة على الشبكات تجري خلال ايام وعمليات الجباية من المشتركين تتجاوز الـ 96 في المئة وكان لدى المصلحة وفر بقيمة مليارين و150 مليون ليرة وضعت بتصرف مؤسسة مياه لبنان الشمالي عند عملية الدمج.

اليوم يعاني اكثر من ثلثي اهالي منطقة البترون من عدم وصول المياه لفترات طويلة وتأخذ عمليات الصيانة اسابيع للحصول على موافقة المؤسسة وتوجه الانذارات للمشتركين الممتنعين عن دفع اشتراك العام 2007 بقطع الاشتراكات عنهم نهائيا، وسمعنا ان محطات الضخ لتوزيع المياه متوقفة نهائيا بسبب اعطال متزامنة في مولدات الكهرباء الموضوعة لتشغيل هذه المحطات. وايضا ان هناك قرى بكاملها تنتظر تنفيذ بئر البقيعة - مسرح الذي لزم بتاريخ 19-6، وينتظر البدء بالتنفيذ في 15-7، وتطالبهم المؤسسة بالاشتراكات عن 10 سنوات مضت لم يروا فيها قطرة ماء واحدة من المؤسسة.

خلاصة الامر ان مؤسسة مياه لبنان الشمالي تتعاطى مع منطقة البترون بإهمال متعمد في احسن الاحوال ولا تحترم كون هذه المنطقة من افضل المناطق اللبنانية التزاما بالقوانين ودفعا للرسوم والضرائب، وذلك كله انطلاقا من ان اهل منطقة البترون لم يكونوا يوما الا من الملتزمين الى اقصى الحدود بالدولة ومؤسساتها على كل الصعد، اما الآن وفي ظل الوضع الحالي فإننا نعلم مؤسسة مياه لبنان الشمالي بالتالي:

1- المطلوب اعادة النظر في سياسة توزيع كميات المياه المتوافرة بشكل عادل على المواطنين خصوصا في فصل الصيف، فحاجة الناس الى مياه الشرب تتقدم بما لا يقاس على مصلحة المشاريع الخاصة.

2- المبادرة الى ملاحقة عمليات الصيانة اللازمة بالسرعة القصوى وقد بلغ سعر صهريج المياه اكثر من مئة الف ليرة في منطقة (كما كل لبنان) اعطاها الله اكثر بكثير مما تحتاجه من هذه المادة الحيوية.

3- التريث في قطع الاشتراكات كي لا نضطر الى ملاحقة المسؤولين في المؤسسة قضائيا ومطالبتهم بالتالي بالتعويض عن كل الضرر اللاحق بالمواطنين جراء سياسة المؤسسة في توزيع المياه.

اخيرا، فإننا نعلن عن توجهنا الجدي للتفكير بضرورة اعادة فصل مصالح المياه عملا باتفاق الطائف الذي اوصى باللامركزية الادارية والانمائية خصوصا بعد رؤيتنا للنتائج المترتبة عن اتباع السياسة المعاكسة لهذا التوجه".

 

الرئيس الجميل أسف ل " غياب الدولة الكامل عن مفاوضات تبادل الاسرى"

وطنية - 30/6/2008 (سياسة) تمنى رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس امين الجميل أن "تشكل عملية تبادل الاسرى بين اسرائيل و"حزب الله" نهاية لمأساة تعيشها عائلات لبنانية كثيرة لها محتجزون في سجون اسرائيل وسوريا". وبعدما أسف ل"غياب الدولة عن هذه المفاوضات"، اعتبر ان " ما جرى التوقيع عليه من اتفاق بين دولة وحزب من لبنان, نمط جديد من التعاطي الدبلوماسي غير المباشر مع اسرائيل". وسأل الرئيس الجميل، خلال اللقاء الموسع لأعضاء المكتب السياسي والمجلس المركزي الذي انعقد عصر اليوم: "ما الذي يمنع قيام وسيط غير لبناني كالرئيس الفرنسي مثلا او العاهل الاردني لقيادة مفاوضات بين لبنان واسرائيل من اجل تحرير ما تبقى من اراض لبنانية ووقف الخروق الاسرائيلية برا وبحرا وجوا، لأن المفاوضات المباشرة بين الدولتين لم يحن اوانها بعد".

واعتبران " تشكيل الحكومة الجديدة اولى الخطوات لتدارك خطورة ما يحصل لتنطلق بعدها اعمال طاولة الحوار لمواجهة استحقاقات المنطقة وتدارك انعكاساتها السلبية على لبنان". استهل رئيس حزب الكتائب اللقاء، بعرض سياسي وامني مفصل. وتوقف عند الاستعدادات الجارية لاجراء عملية التبادل بين "حزب الله" واسرائيل وقال: "نستغلها مناسبة لتوجيه التهنئة الى عميد الاسرى سمير القنطار وكل المفرج عنهم وعائلاتهم، متمنيا ان تشكل هذه العملية نهاية مأساة تعيشها عائلات لبنانية من كل المناطق على كل الصعد الانسانية والعائلية والسياسية وفي هذا الامر انجاز مهم لا يمكن لأحد ان يتجاهله، مع ابداء املنا بالافراج عن المحتجزين في السجون السورية".

وقال الرئيس الجميل: "لا يسعنا من حيث المبدأ الا ان نسجل بأسف غياب الدولة الكامل عن سير المفاوضات التي ادت الى هذا الاتفاق لاطلاق سراح الاسرى، وإن كانت على علم بشكل أو بآخر بجوانب ما يجري من مفاوضات، إلا ان ذلك جرى بشكل محصور بين دولة اسرائيل وحزب الله وخصوصا من خلال ما تناقلته وسائل الاعلام من كلام عن نصوص اتفاقات جرى التوصل والتوقيع عليها بين الطرفين عبر الوسيط الالماني".

واضاف: "ان في مثل هذه الاتفاقات خرقا فاضحا للدستور اللبناني وآخرا سافرا لسيادة البلد، خصوصا ان في بعض بنودها ما يمكن اعتباره بالمعنى القانوني والدولي نوعا من المعاهدات أو الاتفاقات الدولية بين دولة هي اسرائيل وحزب لبناني هو "حزب الله" وتتصل نتائجها بمصائر مواطنين لبنانيين محتجزين في اسرائيل".

على صعيد آخر، قال الرئيس الجميل: "أما وقد افتتح حزب لبناني نمطا جديدا من التعاطي الدبلوماسي غير المباشر مع اسرائيل بمعزل عن كل الاعراف والاصول الدستورية، فإننا لا نرى اي عائق يحول من اليوم وصاعدا دون ان تلجأ الدولة اللبنانية الى مثل هذا النمط والمسار الدبلوماسيين من اجل تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر اللبنانية. ويمكننا الاستعانة بوسيط دولي تربطه علاقات خاصة بلبنان كما بالدولة العبرية مثل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أو العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني او غيرهما ممن هم على علاقة بالطرفين، من اجل البدء بمثل هذه الاتصالات السريعة وبدء البحث بمثل هذه الوسائل من اجل استكمال تحرير الاراضي اللبنانية المحتلة ووقف الخروقات الاسرائيلية بعيدا عن الدخول في مفاوضات سلام ما زالت سابقة لاوانها بين لبنان واسرائيل".

أضاف: "على خلفية كل هذه المواقف، فإننا نرى ان مثل هذه الخطوة باتت ضرورية وملحة على الاقل من وجهة نظرنا. وسنتقدم فور تشكيل الحكومة الجديدة بمشروع متكامل حول هذا الموضوع. ذلك ان سياسة النعامة لم تعد تنفع، لا بل باتت خطأ كبيرا بينما البلاد تواجه ما تواجهه من تحديات واستحقاقات وتهديدات خطيرة بدأت تمس جوهر الكيان اللبناني".

وبالمناسبة استذكر الرئيس الجميل الموقوفين اللبنانيين المحتجزين في السجون السورية وقال: "نأمل من الحكومة اللبنانية فور تشكيلها ان تتصدى لهذا الموضوع مع سوريا وهو المدخل الاول لمعالجة ازمة العلاقات بين لبنان وسوريا".

وفي مجال آخر، تناول الرئيس الجميل الوضع في تلال صنين وغيرها من جبال لبنان، وقال: "لم نأت بشيء مفبرك، ذلك ان ما حصل وما هو قائم يبدو انه حلقة في سلسلة مترابطة تمس سيادة لبنان ومستقبل وكرامة المواطنين، ذلك ان الاعتداء السافر على شباب لبنانيين واحتجازهم والتحقيق معهم من قبل عناصر ملثمة ومسلحة ومجهزة بكل وسائل الاتصال غير الرسمية لم تر ضيرا في التعريف عن هويتها بأنها من المقاومة، امر ثابت لا لبس فيه وقد تبلغت مخابرات الجيش بوقائع ما حصل وحققت وجمعت افادات الذين تعرضوا للتوقيف، وقد ثبت لدينا بأنها لم تفاجأ بما حصل وقد كانت على بينة من امر ما يجري هناك وفي مواقع اخرى وهي تعالجه بشكل من الاشكال، وإن عجزت عن ذلك الآن فقد تتمكن منه في الغد".

اضاف: "ان ما جرى في صنين ليس امرا محصورا بالمنطقة، فقد سبق للاهالي في مناطق اخرى كشرق جزين واعالي بعبدا والمتن وكسروان وجبيل وصولا الى شمسطار وطاريا ان تعرضوا لمثل هذه المضايقات اكثر من مرة، وهي تجاوزات مترابطة ومتصلة ببعضها البعض طالما ان طرفا اساسيا فيها هو نفسه وله قيادة واحدة مما يوحي بمصدر واحد للقرار بالانتشار وتحديد المهام مهما اختلفت الجهات المنفذة وهذا ما ظهر جليا في احداث بيروت والجبل بعد 7 ايار الماضي عندما توزعت المهام على مجموعات من تنظيمات واحزاب حليفة تخضع لقيادة مركزية واحدة".

وتابع: "ان اخطر ما في هذه الاحداث، ليس لجهة الترابط في ما بينها، انما على مستوى النتائج التي قد تترتب عليها في المستقبل سواء على مستوى حجم الانتشار الذي يمكن ان تستفيد منه جهات اقليمية ودولية قد تقود لبنان الى نزاعات تتخطى حدود الوطن الى اللعبة الاقليمية والدولية، فتعيده مسرحا أو ساحة لحروب تفوق قدراتنا على التحمل والاستيعاب. ولذلك ان من مصلحة لبنان واللبنانيين وعي خطورة ما يحصل في البلاد والعمل بكل الوسائل لوضع حد لها، ولعل تشكيل الحكومة الجديدة وتوليها مسؤولية اعادة ترميم العلاقات بين المؤسسات الدستورية في البلاد هو المعبر الاساسي لا بل الاجباري، لتنطلق بعد ذلك اعمال طاولة الحوار سعيا وراء كل ما من شأنه ان ينقذ البلد وتحديد الخطط الوقائية لاستيعاب ترددات ما يحصل في المنطقة وتوفير انعكاساتها السلبية على لبنان".

وختاما تطرق الرئيس الجميل الى التعثر في تشكيل الحكومة الجديدة قائلا: "مضى اكثر من شهر على انتخاب رئيس الجمهورية ولم تشكل الحكومة العتيدة بعد وهذا امر يضع البلاد على شفير احتمالات شتى تنبىء بأخطر النتائج، فالى الوضع الامني والتفجيرات المتنقلة بين منطقة واخرى تتفاعل كل القضايا المعيشية والاقتصادية والاجتماعية التي بلغت حدودا مأساوية ليس من السهل استيعابها ومعالجتها، كل ذلك يجري وما زال البعض يناقش في جنس الملائكة تحت شعارات مختلفة منها على سبيل المثال لا الحصر الحقوق المسيحية، وهي باتت مكشوفة من قبل الجميع وما علينا سوى ان ننتظر الترجمة الفعلية لمواقف الرئيس سليمان الاخيرة مع الامل ان تؤدي الى تجاوز كل العقبات المفتعلة الى مرحلة من الاستقرار المنشود على اكثر من صعيد حكومي وسياسي ووطني".

 

الرئيس السنيورة عرض والوزير الصفدي شؤونا وزارية وترأس اجتماعا بحث في الخطط الموضوعة لاعمار البارد

وطنية-30/6/2008 (سياسة) ترأس الرئيس المكلف تشكيل الحكومة فؤاد السنيورة بعد ظهر اليوم في السراي الكبير اجتماعا مخصصا للبحث في الخطط الموضوعة لإعادة إعمار مخيم نهر البارد, لا سيما بعد مؤتمر الدول المانحة الذي استضافته العاصمة النمسوية فيينا الأسبوع الماضي. حضر الاجتماع ممثل عن لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني ساطع أرنؤوط، رئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر، رئيس مجلس إدارة شركة "خطيب وعلمي" الاستشارية سمير خطيب، المستشار غسان طاهر وعدد من المعنيين. بعد لك استقبل الرئيس السنيورة وزير الأشغال العامة محمد الصفدي وبحث معه الأوضاع العامة وشؤونا وزارية

 

العماد عون ترأس الاجتماع الأسبوعي ل "التغيير والإصلاح": نهنىء المقاومة بالإنجاز الكبير لتبادل الاسرى مع اسرائيل

مصرون على ان تتألف الحكومة وأن نشارك فيها وهناك تدخلات دولية لتأخيرها ولا مصلحة لدينا في تأخير إقرار قانون الانتخاب وبدأوا يتهربون ويجتهدون

وطنية - 30/6/2008 (سياسة) ترأس النائب العماد ميشال عون الاجتماع الأسبوعي ل"تكتل التغيير والإصلاح" في منزله في الرابية.

وعلى الأثر، تحدث العماد عون إلى الصحافيين فقال: "توقفنا في اجتماعنا اليوم عند حفلة الإعلام الهجومية علينا كمعطلين ومعرقلين للحياة الديموقراطية في لبنان، علما بأننا من المتضررين الأوائل. في العام 2006، اعتصمنا وطالبنا بحكومة وحدة وطنية، كنا نقاتل. واليوم يتهموننا بعرقلة كل الحياة العامة في البلد حتى نشارك في الحكومة. والجميع يعلم أننا أبعدنا عن الحكومة الأولى. بالفعل، نحن متشوقون للمشاركة في الحياة العامة، مع أنها ليست لذة إلى هذه الدرجة في ظل الأجواء التي نعيشها اليوم، والعجز الذي وضعته الحكومة في هذا البلد منذ أن استلمت حتى اليوم. نحن مصرون على أن تتألف الحكومة وأن نشارك فيها، على الأقل نطلع على الوضع ونرضي فضولنا لنعرف ماذا ينتظرنا في ما لو استلمنا السلطة في شكل مسؤول أكثر في المستقبل القريب ان شاء الله بعد انتخابات 2009".

أضاف: "لدينا كل المصلحة، من ناحيتي الاطلاع والمشاركة، في أن تتألف الحكومة، ولا مصلحة لدينا في تأخير اقرار قانون الانتخاب، لأنهم بدأوا يتهربون ويجتهدون بالقول ألا تشريع في ظل حكومة تصريف أعمال، مع أن المسألة قديمة، منذ سنة 1969 في اتفاق القاهرة الذي صدق في ظل حكومة تصريف أعمال أيضا. واستهل مجلس 2005 بقانون العفو وتوقيف العمل بالمجلس الدستوري. كل هذا حصل في ظل حكومات تصريف أعمال. وهناك مقولة ثانية أن المعارضة لا تريد أن تدخل الحكومة لتكسب عطفا شعبيا. لدينا عطف شعبي كاف، "وكتر خير الله أكتر من هيك بيصير من الحب ما قتل". لدينا عطف شعبي ومحبة من الناس على قدر نكتفي به، يجب أن نرضي أمورا ثانية. كما قلت حشرية المعرفة، نريد أن نعرف ماذا هناك في الحكم".

وتابع: "نأسف لأننا نتعاطى مع أناس وضعوا يدهم على الدولة منذ العام 1990 حتى اليوم. إنهم يملكون البيت، وإذا أتى صاحبه أو أحد ما شريك فيه ليطالب به، يقولون الا علاقة له به. كأننا نأخذ منهم شيئا يملكونه. لديهم ذهنية الملكية والاحتكار، ويتصرفون كأنهم يعطون من جيبهم "عم نعطيك، يا خيي ما بتعطيني أنت". هذه حقوق مكتسبة لأننا نمثل شعب، لأن الحكم ينظم هكذا في لبنان والحكومة تتألف هكذا.

دائما نطلب شيئا، فنعطى شيئا آخر. أو يقولون: تنازل وخذ، فنتنازل ولا نأخذ. من الأساس قالوا، تنازل عن رئاسة الجمهورية وخذ ما تريده من وزراء وشروط، تنازل وليس هناك شروط. ثم يقولون تنازل عن الشروط تأخذ، أيضا نتنازل. هذا التنازل التدريجي ليس لغة صالحة حتى يبني أحد الثقة بين السياسيين والنواب أو وزراء سيشكلون سلطة في خدمة الشعب اللبناني".

وقال: "صدر في الصحف أن العماد عون شدد وتراخى فلان وتكاثرت المطالب. على العكس، فإن مطالبنا تنخفض، لأن هناك تنازلا. تنازلنا من الحقيبة السيادية الى الحقيبة الأساسية، والحقيبة الأساسية ستصبح نصف حقيبة خدماتية...إذا المطالب لا تتكاثر. ثم من قال إن أي شخص، في التفاوض، ملزم أن يقبل بأي شيء يعطونه اياه؟ بأي مبدأ وأي جريدة وشركة، إذا فرض على أحد ما عرض معين يكون مجبرا بقبوله؟ ليسوا مجبرين بقبول مطالبنا، ولكن لا يعرضونها هكذا.

أضاف: "هناك أمر معيب ومحزن ومخز على مستوى الإعلام لإطلاع الناس على حقيقة الأزمة، التي لن يلمسها أحد بيده، لكننا نعرفها. هؤلاء الذين يعرقلونها سيعودون إلى الدخول بعدما طردوا من الأزمة اللبنانية بسبب الحوادث الأخيرة. هناك متدخلون اقليميون طردوا من الأزمة وعادوا ودخلوها بواسطة التدخل في تكوين الحكومة وبواسطة الحودث التي تحصل على الأرض. لماذا نكذب على المواطنين، ونحمل بعضنا بعضا المسؤولية حتى نلهيهم عن السبب الحقيقي. هناك تدخلات دولية وجميعنا يعرفها، تحصل لتأخير تأليف الحكومة. يسألوننا، هل تقبلون إذا أعطيناكم هذه الحقيبة، نقول لهم نعم، فيقولون لا، ويكون هناك عرض ثان وثالث. فليتعاملوا بجدية. ألا تلاحظون أن هناك شخصا يعلق على مواقفنا، وهو لا علاقة له بالمشاورات التي حصلت. مبدئيا، المشاروات حصلت بين رؤساء الكتل والرئيس المكلف، آخر نائب في المنطقة يرد، واحد يعطي نيات وآخر وقائع. "يا حضرات ويا رئيسنا المكلف" نحن نحترمك ونحبك، ولكن ماذا تريد من هذا العمل والأسلوب؟ إذا كان لديك شيء للرد فقم أنت بالرد مباشرة؟ هل من الضروري أن تكلف النائب هادي حبيش أو النائب السابق غطاس خوري للكلام عنك؟ ما علاقتهما؟ أحدهما ليس بنائب والآخر أصغر شخص عندكم. تكلم أنت، أو ثمة صحافي يكتب أن المعارضة ممتعضة، الحمد لله لا، أكلنا على الوقت وصحتنا جيدة. لا أحد ممتعض اطلاقا، وكلنا صف واحد".

وتابع: "هل سمعتم أحد المسؤولين في المعارضة يصرح الا تضامن. "يا خيي يمكن عم نخبط بعضنا بيناتنا، بدكن أكتر من هيك. في شي لبرا شايفينو انو ممتعضين ومش متفاهمين؟". من أين هذه الخبريات؟ لماذا هذا التشويش؟ إذا كانوا هم من الداخل يختلفون في ما بينهم لا يحق لهم أن يرموا مشاكلهم علينا. مطالبنا قليلة، فنحن لسنا أطرافا متعددة، "3 جوا و1 برا، 4 يللي عم نتعاطى بهذه الأزمة"، لا أكثر ولا أقل. لا خلاف في ما بيننا والحصص مقسمة، فإذا كان هناك شجار فليس في ما بيننا، بل بيننا وبين الرئيس المكلف. إذا على الأقل، يجب أن نقوم بتقريب معين. آداب السلوك والكلام وقول الحقيقة للمواطنين. هذا الكلام أو الموقف يرتب مسؤولية. إذا كنا نحن من نعرقل فنتحمل مسؤوليتنا، ولكن بالتأكيد لا نقل بكل أمر يعرض علينا. نحن لا نقول إن كل شيء نطلبه مقبول، ولكن لا يقولوا إننا نزيد أو ننقص. يجب أن يعرفوا أنه سيأتي يوم يتكون فيه كل الحكم، ويصبحون معارضة ونعطيهم حصتهم على قدر ما يستأهلون من دون أن يرجونا، وحدنا نعرف ما هو الأمر العادل. ليس بالقليل أنهم أخذوا الحكم 4 سنوات هكذا، وحتى السنة الأخيرة، نصف الحق لن يعود. "واحد الك معو 100$ بيقلك عطيتك 50$، شو بدك أكتر؟ يا خيي ال100 لإلي مش ال50. عم تربحني جميلة من كيسي". إذا، يجب أن ننتهي من هذا الابتزاز المعنوي الذي نتعرض له يوميا في الصحف. نطلب من الجميع أن يحترموا أنفسهم في هذا الموضوع. نحن نتحضر لاعتداءات أكبر، ستأتينا الاعتداءات المالية التي سيوظفونها. هناك حروب وتنظيم قوى سياسية جديدة. كل هذا جيد ولكن كله ولا الكذب على الرأي العام. هناك أخبار جميلة. جميعكم يعرف أن طريق المطار مكتظة وكل يوم هناك أكثر من عشرة آلاف سائح يأتون الى لبنان، ولكن ان شاء الله "ما يحركشوا" كما تقول أغنية غسان الرحباني. ولكن لا، بإذن الله سيكون الموسم جيدا. وعدناكم به من قبل، منذ أن أتت المدمرة "كول" قلنا لكم لا تخافوا لا حرب. لا يمكن لأحد أن يعود الى الوراء، فلا تخافوا. الموسم جيد".

وقال: "إننا متضررون من عدم تأليف الحكومة، وفوق تضررنا يحملوننا المسؤولية المعنوية، هذا أمر مرفوض. و"بكل رواق" نقول لهم إننا في النتيجة لسنا من كلف تأليفها، هناك رئيس مكلف ومسؤول عن التأليف، وهو مجبر على أن يشرح للناس مباشرة وليس بتسريب الأخبار لناس لا علاقة لهم، حتى نتمكن من الإجابة. لا يمكن أن نجيب أيا كان عن مواضيع كهذه، لا تسريبات صحافية ولا حتى ان كانوا نوابا. هناك مسؤولية مباشرة على كل كلمة تحكى عن المشاورات".

حوار

سئل: سحبت المبادرة الأخيرة، هل تعودون الى مطلبكم الأساس، أي الحقيبة السيادية؟

واليوم مستشار الرئيس السنيورة محمد شطح يقول إنه يجب أن يكون في الحكومة الجديدة توازن بين ثلاث قوى مسيحية تمثل الشريحة المسيحية: رئيس الجمهورية، مسيحيو الموالاة والعماد عون. وفي الواقع، هناك 3 وزراء لرئيس الجمهورية، 7 وزراء لمسيحيي الموالاة منتخبون ب25 في المئة من أصوات الشعب و5 وزراء للمعارضة منتخبون ب75 في المئة من الأصوات. أين يكمن هذا التوازن؟

أجاب: "مع أن الأستاذ شطح ذكي ويفهم وهو متعلم، ولكن عندما تصل الأمور الى الحسابات لا أعرف لماذا يضيعون جميعا. هم دائما يحسبون ما معهم مرتين وثلاث مرات والذي ضدهم "بيعملو عليه حسم، TVA عالشعب بس عالكبار ما في TVA".

سئل: كيف تقرأ عملية التبادل التي نحن قاب قوسين أو أدنى منها وأبعادها على الداخل اللبناني، خصوصا تشكيل الحكومة اللبنانية؟

اجاب: "نحن نريد أن نهنىء المقاومة بهذا الإنجاز الكبير، وبالفعل هذا يضاف الى الانتصارات التي تحققت في حرب تموز. لو تعلمون كيف كانت لتنتهي هذه الحرب التي كلفتنا وكلفت اسرائيل والعالم كله، لو كان هناك تعقل من أميركا واسرائيل يوم حصل حادث الحدود".

اضاف: "وهنا أريد أن أعطي شهادة أمام اللبنانيين حتى يعرفوا الحقيقة كاملة. عندما حصل حادث الحدود وتعرضت دورية من "حزب الله" لدورية اسرائيلية وحصل الاشتباك وأخذ الحزب الأسرى، اتصل السفير الأميركي بالأستاذ جبران باسيل وقال له: أرأيت ما حصل؟ كان غاضبا جدا ويهدد. فاستغربت لماذا اتصلوا به، فقلت ربما لأنه كان يحضر الاجتماعات ويدون المحاضر، فأخبرني بالأمر. اتصلت آنذاك ب(الامين العام لحزب الله) السيد حسن نصرالله، الذي عاد واتصل بي، وكانت العملية لم تنته بعد على الأرض، وقال لي إنه سيطلعني على شيء ويمكن أن أؤكده لأي كان، وهو أن سقف العملية تحرير الأسرى في اسرائيل، لا ايران ولا سوريا ولا أحد. نقلنا هذه الرسالة كما هي إلى السفير الأميركي، فكان الجواب الحرب. ومنذ ذلك اليوم رأينا ماذا كانت نتائج الحرب الأولى والآن عدنا للمعادلة، يومها كانوا 3 أسرى".

سئل: في تداعياتها على الداخل اللبناني، خصوصا تشكيل الحكومة، هل يمكن أن يصارع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لاقتناص فرصة شرف المشاركة كرئيس حكومة مقاوم مثلا؟

اجاب: "والله لا أعرف، هذا يعود الى شعوره وتفكيره. لا يمكنني أن أحذر كيف يعقل أن يتصرف أحد ما لأننا نفاجأ أحيانا، إذ بالنسبة إلينا التصرف الطبيعي يمكن أن يكون تصرفا شاذا بالنسبة إلى الآخرين وبالعكس".

سئل: اليوم رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط تحدث عن الشروط التعجيزية في تأليف الحكومة ل"موغابي" لبنان الذي هو حضرتك. ماذا تقول؟ واليوم ينتظر من تكتل "التغيير والإصلاح" موقفا، هل فعلا تريدون العودة الى مطلب الحقيبة السيادية ولن تقبلوا مجددا بالتنازلات، أم أيضا ستدخلون مجددا في المشاورات وتقدمون على مزيد من التنازل؟

اجاب: "في الواقع، أشكر السيد وليد جنبلاط. يشبهني ب"موغابي" فهو رئيس دولة الزيمبابوي ولكن أنا أفتش له عن لقب ولا أجده. الحقيبة السيادية حق لنا. يجب أن يعرف كل العالم أننا نتنازل ولا نزيد شروطنا، على رغم كل ذلك، بما أننا قبلنا وتنازلنا عنه، أن نعود ونتنازل كي نسهل الحل. ولكن ليست كل الخطوات تراجعية عندنا في ما بقية الناس تقف مكانها. كما نحن نتنازل نريد أيضا أن يحسن غيرنا شروطه".

سئل: على أي أساس؟ يعني الاتصالات؟

اجاب: "لا أريد الاتصالات، من قال إنني أريد الاتصالات؟ هم عرضوها".

سئل: ما هي الحقيبة؟

اجاب: "القصة ليست حقيبة، بل قصة توازن. لدينا 5 وزارات ولكل منها أهميتها. أما من الناحية السيادية، فلا نعتمد واحدة سيادية، هذا تصنيفهم. لكل وزارة صوتها، ولكن هناك وزارات مهمة ووزارات أقل أهمية في القرار".

سئل: يصورونك اليوم وكأنك تريد مصالح، الكلمات التي يستخدمونها هي مصالح وأنك تريد مقاعد وحقائب. ما هو المعروض عليكم فعليا؟

اجاب: "لا نختلف على العدد، هناك من يأكل الفواكهة المهترئة وهناك من لا يأكلها فهو يريد الفواكهة الصالحة. هذه قصة ذوق. هناك أماكن يمكن أن يكون البعض يريد منها صفقات وأموالا. نحن نريد الزفت. نطلب أشغالا وزفتا، هل يوجد أبشع من الزفت؟ لأننا نشتاق في جرود جبيل إلى الزفت، لا أحد يمكنه المشي على الطرقات. فمنذ أيام الفرنسيون شقوا هذه الطرقات ولا تزال نفسها".

سئل: في انتظار تأليف الحكومة، هناك أسرى سيطلقون من اسرائيل. وهذا كله نتيجة مفاوضات ثنائية غير مباشرة ولكن ليس بين دولتين. الناس تسأل لماذا لا يكون هناك مفاوضات غير مباشرة مع سوريا من قبل المعارضة لإطلاق الموقوفين اللبنانيين في سجونها؟

اجاب: "الدولة ألفت لجنة للتفاوض وهي ليست في حالة حرب مع سوريا، الا إذا كانت الدولة اللبنانية تعتبر نفسها في حالة حرب، وهذه مسؤوليتها وكل قضية ستطرح أمام سوريا. هناك قضايا تستوجب تحقيقا خصوصا في هوية الذين نعتقد أنهم موجودون في سوريا، تستوجب متابعة تحقيق على الأرض اللبنانية، لأن إذا كان هناك من موقوفين فالسوريون يقولون إنهم لم يصلوا عندهم، بينما في لبنان جميعهم يقولون إنهم خطفوا وسلموا الى السوريين. نريد أن نعرف".

اضاف: "على الدولة أن تقوم بتحقيق، من خطف؟ ومن ادعى أنه ذهب الى سوريا؟ هناك تحقيق تستوجبه كل حالة على حدة. لا يمكن لكل شخص أن يذهب ويطالب. كانوا يذهبون ويطالبون، لكنهم قالوا لهم لم يعد لدينا. الآن يجب أن نحقق في أمر الباقين. هناك ملفات فيها مؤشرات ايجابية، واناس ما زالوا بعد في سوريا، ولكن هؤلاء يستلزمون تحقيقا اضافيا حتى يتحددوا. فلتتفضل دولتنا اللبنانية واللجنة التي ألفتها وتكلمت عنها في بيانها الوزاري، وتكمله. أيضا يمكن أن يكون هناك شيء على مستوى دولي، كيف أن فردا ليس في مركز المسؤولية هو من سيتحمل القرار".

سئل: الوحيدون الذين يملكون علاقات جيدة الآن مع سوريا هم جزء من المعارضة؟

اجاب: "ليس لدي علاقة مباشرة، لدي علاقة مواقف قدرت ايجابيا ونحن قدرناها أيضا، ولكن لا علاقات مباشرة لنبحث في مواضيع كهذه".

سئل: البعض متخوف من أن المماطلة في تأليف الحكومة يهدف الى استرجاع المرحلة السابقة أو المرحلة التي سبقت انتخاب رئيس الجمهورية. هل الخوف بمكانه؟ وعلى رغم كل هذا الغموض الذي نراه حول تأليف الحكومة، هل تتوقع أن تتألف قريبا؟

اجاب: "إذا كان البعض يفكر فيها هكذا، فلا يكونون قد تعلموا شيئا. لم يتعلموا شيئا من الأحداث السابقة، وتصبح كلفتها أغلى بكثير. ليقبلوا بما هو متفق عليه حاليا أفضل من أن يقبلوا في الآخر بكل شيء لا يرغبون فيه".

سئل: هناك طرح اليوم أن الحقائب السيادية كحل للمشكلة، تسند كلها إلى رئيس الجمهورية العماد اميل لحود وقد طرحه الاستاذ أميل رحمة.

اجاب: "لكن الأستاذ اميل رحمة ليس الرئيس المكلف، عندما يأتينا هذا الطرح من الرئيس المكلف نجيب عنه".

 

النائب الحريري إستقبل الوزير رزق وعرض معه التطورات

وطنية - 30/6/2008 (سياسة) استقبل رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري، في قريطم ظهر اليوم، وزير العدل الدكتور شارل رزق وعرض معه آخر التطورات.

 

العلامة فضل الله استقبل سفيرة بريطانيا ودعا إلى سحب تكريم رشدي: ما يجري في لبنان يدخل في اللااستقرار ولا يخرج إلى دائرة الحرب

وطنية - 30/6/2008 (سياسة) شدد العلامة السيد محمد حسين فضل الله على أن "ما يجري في لبنان يدخل دائرة اللااستقرار ولا يخرج إلى دائرة الحرب".

وأكد من جهة ثانية، إثر لقائه سفيرة بريطانيا في لبنان فرانسيس غاي، أن "على بريطانيا أن تسحب تكريمها لسلمان رشدي وأن يصار إلى الاعتذار من المسلمين"، مشيرا إلى أن "الأوساط الإسلامية فوجئت بإعادة إنتاج قضية سلمان رشدي من قبل ملكة بريطانيا"، ومؤكدا بأن "هذه القضية لا يمكن أن تفهم إلا في سياق توفير المناخات الثقافية والسياسية لكل المسيئين للإسلام ونبيه وتحت عنوان حماية حرية التعبير".

وعرض العلامة فضل الله الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، والموقف الأوروبي حيال عدد من القضايا العربية والإسلامية، وخصوصا ما يجري في فلسطين المحتلة، وموقف دول الاتحاد الأوروبي من المسألة النووية الإيرانية السلمية.

وأثار العلامة فضل الله مع السفيرة البريطانية، مسألة تكريم ملكة بريطانيا لسلمان رشدي، وتقليده وساما رفيع المستوى، مشيرا إلى "أن ذلك كان محل مفاجأة في الأوساط الإسلامية، وخصوصا أن هذا التكريم الذي يمثل إساءة لمشاعر المسلمين في العالم، عمل على إعادة إنتاج هذه القضية بكل ما تمثله من إهانة ومن استهتار بقيم وعقائد مليار ونصف مليار مسلم، وما تحمله في طياتها من محاولة تحد لمشاعر هؤلاء".

وتساءل: "ما هي الحكمة من وراء إعادة هذه المسألة إلى الواجهة، وخصوصا في هذا الوقت بالذات، الذي يسعى فيه الفريق الإسلامي المنفتح على المسألة الإسلامية الحضارية لإخراج العلاقات الإسلامية ـ الغربية من دائرة التعقيد والتوتير، إلى آفاق الحوار الجدي والصريح، بعيدا عن الإساءات المتكررة التي انطلقت وتنطلق على قاعدة التخويف من الإسلام وتقديمه كنموذج عنفي دموي لا يقبل الآخر ولا يعترف به؟".

وأكد أن "ما أقدمت عليه ملكة بريطانيا يمثل خطأ كبيرا وجسيما، وأن المطلوب هو سحب هذا التكريم بطريقة وأخرى، والاعتذار من المسلمين، وخصوصا أن هذه الخطوة لا يمكن النظر إليها إلا من زاوية ما تقوم به الكثير من الإدارات والمؤسسات في الغرب من توفير كل المناخات الثقافية والسياسية الملائمة لكل من يسيء إلى الإسلام والمسلمين، ودائما تحت عنوان حماية حرية التعبير".

وأبدى السيد فضل الله الخشية "من أن تعمق تصرفات من هذا النوع ما يتطلع إليه البعض من تعقيد في العلاقات مع الغرب، الأمر الذي قد يمهد السبيل للجماعات المتطرفة التي تفضل سلوك طرق العنف للإيغال في استخدام هذا الأسلوب متذرعة بمثل هذه الإساءات التي تنطلق من هنا وهناك".

وأشار إلى موقف دول الاتحاد الأوروبي الأخير من المسألة النووية السلمية الإيرانية، داعيا إلى أن "يخرج الاتحاد الأوروبي هذه المسألة من إطارها السياسي الذي يتحرك في نطاق ضغوط تمارسها الإدارة الأمريكية عليه"، مشيرا إلى أن "الموقف الإسلامي الشرعي الذي أطلقه مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، سماحة السيد خامنئي، في التحريم الحاسم لإنتاج أسلحة نووية، هو موقف صريح وواضح، وكان ينبغي على الدول الغربية وخصوصا دول الاتحاد الأوروبي أن تتلقفه وتعمل عليه في سياق السعي لإعادة بناء الثقة مع إيران على قاعدة سلمية ملفها النووي، بعيدا عن التهاويل التي تنطلق من هنا وهناك والتي تسلك طرقا سياسية ونفسية، وصولا إلى العقوبات الاقتصادية والتي بات المسلمون يفهمونها في إطار كونها محاولات متكررة تهدف إلى منع المسلمين من تطوير إمكاناتهم الذاتية على الصعيد العلمي والتكنولوجي". وحول الوضع اللبناني، شدد على أن "ما يجري في لبنان لا يخرج عن السياق نفسه الذي مرت به المسألة اللبنانية منذ إنشاء لبنان على قاعدة نظام المحاصصة الطائفية"، مشيرا إلى أن ذلك "يبقي لبنان في دائرة الااستقرار، ولكنه لا يخرجه إلى دائرة الحرب وإن طغت بعض الأمور ذات الطابع الأمني على سطح الأزمة اللبنانية التي تمثل الصورة الأوضح لما يجري في المنطقة عموما".

 

رئيس مجلس الجنوب أولم على شرف القوة الدولية المعززة في الجنوب: هي شاهد على الممارسات العدوانية الصهيونية ودورها انساني واجتماعي

وطنية - 30/6/2008 (سياسة) اولم رئيس مجلس الجنوب الدكتور قبلان قبلان على شرف القوة الدولية المعززة في الجنوب في دارته في بلدة ميس الجبل في حضور قائد القوات الدولية كلاوديو غراتسيانو وقائدي القطاعين الشرقي والغربي في قوات الطوارئ والنائبين علي بزي وقاسم هاشم ومحافظ النبطية الاستاذ محمود المولى ومدير عام الاعلام الاستاذ حسان فلحة وقضاة وشخصيات سياسية وفعاليات.

وشدد الدكتور قبلان على دور قوات الطوارئ في "الحفاظ على الاستقرار، وهي الشاهد على الممارسات العدوانية الصهيونية والانتهاكات التي تقوم بها قوات العدو الصهيوني". واكد الدكتور قبلان "العلاقة المتينة التي نسجت خلال الفترة السابقة بين قوات الطوارئ الدولية واهلنا في الجنوب اللبناني والاصرار على استمرار العلاقة". ووجه قبلان التحية الى قوات الطوارئ على "الدور الانساني والاجتماعي الذي تقوم به في الجنوب".

 

"القوات اللبنانية" ردت على "الإعلام العوني": لمصلحة من استنباط الأحقاد الدفينة والقيام بالدور الأخطر على لبنان؟

نأمل ان يتعاطى معنا أخصامنا السياسيين بالعقل والمنطق لا بالشتم والتزوير

وطنية - 30/6/2008 (سياسة) صدر عن القوات اللبنانية بيان جاء فيه: "على ضوء إصرار الإعلام العوني على الإقامة بين القبور يهمنا الإدلاء بما يلي:

ليس صدفة ان تتزامن عرقلة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الأولى لهذا العهد مع تفجيرات امنية مدروسة تتجول على مساحة الوطن وذلك بالتوازي مع إصرار الغيارى على المسيحيين على محاولة تدمير القوات اللبنانية لأنها المدافع الأول حاليا عن وجود الدولة اللبنانية من خلال الاستمرار في نكء الجراح واستحضار أحداث الماضي الأليم بشكل مشوه لا يمت الى الحقائق بصلة، بدءا بنبش المقابر الوهمية الموجودة في مخيلتهم ومرورا بتحريك السكين في الجرح القديم عبر بث حلقات تلفزيونية مسمومة وغير مهنية، غايتها الوحيدة زيادة الشرخ والإمعان في شرذمة المجتمع المسيحي الذي هو احوج ما يكون الى بلسمة الجراح عوض نفخ الهواء في النار، هذه النار التي تصوبونها اليوم باتجاه هذا المجتمع الذي كفر بأسلوبكم ونهجكم وافترائكم وتشويهكم للحقائق ومحاولاتكم تزوير التاريخ".

أضاف: "كل ذلك بعدما أديتم دورا لم يتجرأ عليه احد من قبل، لا بل اوجدتم سابقة خطيرة مقيتة وهي التطاول على ارفع مرجعيات هذا المجتمع الي تدعون الحفاظ عليه واستعادة حقوقه. فلمصلحة من استنباط الأحقاد الدفينة؟ ولمصلحة من تقومون بهذا الدور الأخطر على لبنان وعلى اللبنانيين سواء في البقاع او في طرابلس وقبلهما في بيروت والاستعاضة عنهما بأحداث باتت غير موجودة الا في ذاكرة الماضي الأسود؟ وبالرغم من هذه الصورة القاتمة التي رسمها البعض لمجتمعنا، فإن القوات اللبنانية مطمئنة الى ان من يكتب التاريخ هم مؤرخون عالمون عادلون وليسوا تجار جثث وصناع توابيت".

تابع "وبعد، فإننا نعتبر ان صفحة الماضي قد طويت الى غير رجعة مع التأكيد على وجوب اخذ العبر والتطلع الى مستقبل يليق بنا وبأجيالنا القادمة، آملين ان يرتقي مستوى النقاش السياسي من قعر الحفر الى أعلى القمم، وبذلك يمكن لأخصامنا السياسيين التعاطي معنا بلغة العقل والمنطق كما نحن نبادلهم وليس بلغة التجني والتشويه والشتم والتزوير. فلبنان لنا سويا، تعالوا نبنيه معا، كي لا نضطر دوما لبناء ما تهدمونه، فالكلمة الهدامة اكثر فتكا من مدافع الميدان، والكلمة البناءة اكثر نفعا في بناء الأوطان".

 

النائب جنبلاط: كيف يحق للبعض التفاوض لاستعادة الاسرى او لسلام مع اسرائيل

ولا يحق للبنان ان يطبق الهدنة ويتهم بالعمالة من يطالب بوصاية على مزارع شبعا؟

وطنية - 30/6/2008 (سياسة) أدلى رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط بموقفه الأسبوعي لجريدة "الأنباء" الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي ينشر غدا جاء فيه: "غريب كيف تسير الأمور بانسيابية تامة على كل المحاور باستثناء لبنان الذي لطالما دفع أثمان الصفقات والمتاجرات الاقليمية والدولية على حساب مصلحته الوطنية العليا وكأنه كتب على هذا الوطن أن يكون دائما موقعا لتصفية الحسابات أو بسط النفوذ، كما كأنه كتب له أن يدفع الاثمان تلو الأثمان لقاء مشاكل لا علاقة له بها.

فمن التوترات الامنية المتنقلة والمفتعلة في مناطق عديدة، إلى الشروط التعجيزية لموغابي لبنان في مسألة تأليف الحكومة إلى المفاوضات السورية - الاسرائيلية إلى التحضيرات لزيارة بشار الأسد إلى فرنسا إلى الاجابة الغامضة لأحد كبار مسؤولي الأمم المتحدة حول قضية المحكمة الدولية إلى إستقالة المستشار القانوني نيكولا ميشال من منصبه إلى عدد من المؤشرات الأخرى، لا بد من التساؤل ما إذا كانت سياسة متاجرة جديدة بلبنان والمحكمة قد بدأت وصولا إلى صفقة ما؟ فماذا حل بالمحكمة الدولية التي لم يعد أحد يأتي على سيرتها رغم أنها كانت الوسيلة الوحيدة لردع الاغتيال السياسي في لبنان ولإنزال القصاص بالقتلة؟".

أضاف: "كيف يحق للبعض التفاوض لاستعادة الاسرى وهو مطلب محق، ويحق للبعض الآخر إجراء مفاوضات فوق الطاولة وتحت الطاولة مع إسرائيل لتحقيق السلام، ويحق للبعض الآخر ربما لظروف موضوعية التوصل إلى تهدئة مع إسرائيل، ولا يحق للبنان أن يطبق إتفاقية الهدنة التي نص عليها إتفاق الطائف؟ وكيف لا يحق للبنان أن يطالب بوصاية دولية على مزارع شبعا ويتهم بالعمالة كل من يطرح هذه الفكرة؟".

تابع "وبالعودة إلى مسألة تأليف الحكومة، لماذا هذا الاستيلاد المتتالي للشروط التعجيزية الواحد تلو الآخر؟ ولماذا في كل مرة يلوح أفق الحل في لبنان تظهر تلك اليد الخفية - المعروفة لتسقط الحل وتحدث التفجيرات والتوترات الأمنية في المناطق غب الطلب كما حصل ويحصل في طرابلس وغير طرابلس؟ ولماذا هذا التهافت يمينا ويسارا على بعض الوزارات مثل وزارة الاتصالات، في حين هناك تهرب تام من وزارات خدماتية أساسية لها علاقة بشؤون الناس مثل وزارة الطاقة والمياه؟".

وقال: "ان الأزمة الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة لا تفرق بين موالاة ومعارضة بل هي تطال جميع شرائح المجتمع على حد سواء وهي تتطلب معالجات جذرية لتخفيف المعاناة عن كاهل المواطنين في ظل الارتفاع الجنوني لأسعار المحروقات والمواد الغذائية، فما فائدة التلهي بالمحاصصة التي لن تنفع في حكومة لن تعمر أكثر من بضعة أشهر. لقد آن الأوان أن تتحمل كل القوى السياسية المسؤولية الوطنية وأن ترتفع في سلوكياتها إلى مستوى التحديات التي تفرضها المرحلة سواء أكان بالنسبة للظروف الاقليمية والدولية أم بالنسبة لقضية المحكمة الدولية التي كانت ولا تزال في لب الصراع أم بالنسبة للقضايا الاجتماعية والمعيشية التي ترهق كاهل المواطنين. إن إصرار بعض القوى على جعل لبنان ساحة اختبار لكل الاشكاليات الاقليمية والدولية هو مقاربة مدمرة لكل المنجزات التي تحققت حتى الآن وهو انقضاض على كل الصيغة اللبنانية بمرتكزاتها الديموقراطية والميثاقية. فهل هذا هو المطلوب؟".

 

الجالية اللبنانية الكندية احيت العيد الوطني الكندي في الفنار

وطنية -30/6/2008 (متفرقات) احيت الجالية اللبنانية الكندية العيد الوطني الكندي، في حديقة FANZONE في الفنار في حضور سفير كندا لويس دو لورينيه، رئيس بلدية الفنار السابق جورج سلامة، المحامية عزيزة رعد ووفاعليات وابناء الجالية. والقى الدكتور جورج كلاس كلمة اكد خلالها "ان لكندا فضل كبير على احتضان اللبنانيين واستقبالهم ايام المحن حيث نلن كامل حقوق المواطنية بعنوان SOUVIENS ME JE جاعلين من هذا الشعار قدوة لنا ولابناءنا في المستقبل. عيدنا هذا يعبر عن مشاعرنا ومحبتنا نحو بلد الحضارة والمحبة والرقي لكندا". بدوره رد السفير دو لورينيه بكلمة اشاد فيها باللبنانيين في كندا وقال:"انهم مواطنون يمارسون حق المواطنية في بلد حقوق الانسان"، وتناول العلاقات التاريخية التي تربط البلدين من النواحي الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وحتى السياسية، وحض اللبنانيين الذين يحملون الجنسية الكندية على الاتفاق للخروج برابطة تكون بوتقة لجمع اللبنانيين وتفاعلهم في الربط بين لبنان وكندا في المجالات كافة".

 

براج:العماد عون يضع الشروط التعجيزية للانضمام الى الحكومة

وطنية - 30/6/2008 (سياسة)رأى رئيس لجنة الدفاع عن الحريات العامة والديموقراطية سنان براج في تصريح اليوم ان النائب العماد ميشال عون ماض في ابتزاز للرئيس الكلف وللقوى السياسية واجمالا الشعب اللبناني عبر وضع شروط تعجيزية للانضمام الى الحكومة العتيدة".

 

النائب زهرا: حلفاء سوريا في لبنان عاملوا السعودية بطريقة لا أخلاقية

وطنية - 30/6/2008 (سياسة) رأى عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا، في حديث صحافي، ردا على سؤال عن تأثير زيارة الرئيس السوري الى فرنسا، انه "يمكن ان يكون اقتراب موعد الزيارة قد ساهم في تذليل العقبات الاقليمية من امام عملية تشكيل الحكومة خصوصا مع اجواء التفاؤل التي سادت في عطلة نهاية الاسبوع، قبل ان تتحول العقبات "بلدية" بفعل الشروط الاضافية التي وضعها العماد ميشال عون والتي ادت الى تبديد الموجة الايجابية وإعادة امور التشكيلة الحكومية الى بداياتها". وعن تأثير الخلاف السوري - السعودي وحملة حلفاء سوريا على المملكة العربية السعودية، قال: "ان الدور السعودي تقليديا وتاريخيا هو دعم الكيان اللبناني والدولة اللبنانية وليس الانحياز الى طرف لبناني، والسعودية عوملت بطريقة لا اخلاقية من قبل حلفاء سوريا في لبنان وصولا الى حد انه صار هناك حالة مرضية اسمها "فوبيا بندر" (طبعا اتكلم عن سمو الامير بندر بن سلطان ) عند بعض السياسيين وبعض الاعلام اللبناني بحيث انهم مهما تكلموا يتناولونه بما يوحي انه متآمر كبير، وكل شيء ضد مصالح العرب هو مؤامرة دولية يقف الامير وراءها. طبعا هذه الفوبيا بندر عند البعض يعبرون عنها بطريق او بأخرى اعلاميا وفي تصاريحهم وبسياسة الاصبع المرفوع عند بعض الناس الذين لا يستطيعون ان يرفعوا رأسهم. على اي حال أعيد ان موقف السعودية من النظام السوري هو نتيجة موقفه من لبنان ومن مصالح العرب جميعا، وبالنتيجة هناك ابعد من لبنان وهو ما فعلته سوريا بعد العام 2000 ووفاة الرئيس حافظ الاسد".

أضاف: "دعونا نتذكر انه مع الرئيس السوري بشار شكلت سوريا "دفرسوار" للفرس على منطقة الشرق الاوسط، ولو ان سوريا ما زالت سوريا حافظ الاسد التي استعملت الدعم الايراني للعب سياسة محورية عربية، وهذا شيء، وما حصل بعد وفاة حافظ الاسد والانسحاب الاسرائيلي من لبنان ان سوريا صارت طريقا وبابا واسعا وعريضا للتدخل الايراني الفارسي في المنطقة ولمشروع ولاية الفقيه ان يتسلل الى منطقة تمتد من المشرق الى المغرب العربي وحتى حدود اوروبا، وهذا الموضوع لا يمكن ان يسلم به لا عاقل ولا عربي سواء اكان سنيا او مسيحيا او شيعيا او ملحدا حتى، فهذا دخول فارسي تحت عباءة دينية تدعي انها ثورة اسلامية لمصلحة كل المسلمين في وجه الاستكبار وكل المعزوفة التي تعودنا عليها. وبالتالي فإنه من الطبيعي ان يكون الموقف السعودي كما الموقف المصري كما موقف كل دولة عربية تحترم نفسها وتحترم عروبتها وتناغم اهل المنطقة العربية مع بعضهم ان تكون رافضة لفتح الابواب مشرعة امام هذا التدخل الفارسي الوقح بشؤون الشرق الاوسط".

 

مفتي الجمهورية تسلم من جمعية المقاصد دعوة الى حفل تخرج في ثانوياتها

الداعوق: نرفض الإساءة لمقام مفتي الجمهورية أو أي مرجعية دينية أخرى

وطنية - 30/6/2008 (سياسة) استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني رئيس جمعية المقاصد أمين الداعوق الذي وجه اليه دعوة لرعاية حفل تخرج ثانويات المقاصد في العاشر من تموز المقبل، وحفل وتوزيع الشهادات القرآنية في الحادي عشر من تموز المقبل. وأكد الداعوق "أن المقاصد ترفض رفضا قاطعا الإساءة الى مقام مفتي الجمهورية أو أي مرجعية دينية في لبنان تصدر عن رواد وسائل الإعلام، لأن في هذا الجو السياسي الملبد يبقى للمرجعيات الدينية الدور الحكيم في تهدئة الأمور وبث روح الأخوة بين المواطنين ووأد الفتن المتربصة بالوطن". واستهجن "الحملات المغرضة التي يمارسها البعض للتهجم على دور المملكة العربية السعودية في لبنان وهي صاحبة الدور الأكبر في تقديم الدعم المادي والمعنوي للبنان وللقرى المدمرة ولجميع تلامذة المدارس الرسمية في لبنان ومصرف لبنان فضلا عن رعايتها الجالية اللبنانية الكبيرة العاملة في المملكة منذ سنين، والتي تؤمن لأهلها في لبنان رزقا وخيرا، ولم يصدر عن المملكة أية مواقف سلبية، فعلينا المحافظة على كرامتنا لأن كرامة المملكة العربية السعودية بأشملها هي من كرامة اللبنانيين". وأمل بأن "يعود كل مسؤول عن خلق العثرات في وجه رئيس الجمهورية والرئيس المكلف إلى صوابهم الوطني المزعوم، والعمل للإسراع في تشكيل الوزارة العتيدة رأفة بالوطن والمواطنين بعد طول انتظار لإعادة الوضع الدستوري للوطن".

 

جنبلاط: لماذا لم يعد احد يأتي على سيرة المحكمة الدولية؟

نهارنت/تسائل رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط ما إذا كانت سياسة متاجرة جديدة بلبنان والمحكمة قد بدأت وصولاً إلى صفقة ما؟ وقال "فماذا حل بالمحكمة الدولية التي لم يعد أحد يأتي على سيرتها رغم أنها كانت الوسيلة الوحيدة لردع الاغتيال السياسي في لبنان ولانزال القصاص بالقتلة؟"

وقال رئيس اللقاء الديمقراطي "غريب كيف تسير الأمور بإنسيابية تامة على كل المحاور بإستثناء لبنان الذي لطالما دفع أثمان الصفقات والمتاجرات الاقليمية والدولية على حساب مصلحته الوطنية العليا". واستغرب جنبلاط في موقفه الأسبوعي لجريدة "الأنباء" " كيف يحق للبعض التفاوض لاستعادة الاسرى وهو مطلب محق، ويحق للبعض الآخر إجراء مفاوضات فوق الطاولة وتحت الطاولة مع إسرائيل لتحقيق السلام، ويحق للبعض الآخر ربما لظروف موضوعية التوصل إلى تهدئة مع إسرائيل، ولا يحق للبنان أن يطبق إتفاقية الهدنة التي نص عليها إتفاق الطائف؟"وتابع "كيف لا يحق للبنان أن يطالب بوصاية دولية على مزارع شبعا ويتهم بالعمالة كل من يطرح هذه الفكرة"؟

وحول تأليف الحكومة، تساءل جنبلاط "لماذا هذا الاستيلاد المتتالي للشروط التعجيزية الواحد تلو الآخر؟ ولماذا في كل مرة يلوح أفق الحل في لبنان تظهر تلك اليد الخفية- المعروفة لتسقط الحل وتحدث التفجيرات والتوترات الأمنية في المناطق غب الطلب كما حصل ويحصل في طرابلس وغير طرابلس؟ ولماذا هذا التهافت يميناً ويساراً على بعض الوزارات مثل وزارة الاتصالات، في حين هناك تهرب تام من وزارات خدماتية أساسية لها علاقة بشؤون الناس مثل وزارة الطاقة والمياه".

ورأى ان "الأزمة الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة لا تفرق بين موالاة ومعارضة بل هي تطال جميع شرائح المجتمع على حد سواء.

وختم "لقد آن الأوان أن تتحمل كل القوى السياسية المسؤولية الوطنية وأن ترتفع في سلوكياتها إلى مستوى التحديات التي تفرضها المرحلة سواء أكان بالنسبة للظروف الاقليمية والدولية أم بالنسبة لقضية المحكمة الدولية التي كانت ولا تزال في لب الصراع أم بالنسبة للقضايا الاجتماعية والمعيشية التي ترهق كاهل المواطنين. إن إصرار بعض القوى على جعل لبنان ساحة إختبار لكل الاشكاليات الاقليمية والدولية هو مقاربة مدمرة لكل المنجزات التي تحققت حتى الآن وهو إنقضاض على كل الصيغة اللبنانية بمرتكزاتها الديمقراطية والميثاقية. فهل هذا هو المطلوب؟". 

 

 لبنان طلب رسمياً من الأمم المتحدة وضع المزارع تحت الوصاية الدولية

نهارنت/طلبت الحكومة اللبنانية رسمياً من الأمم المتحدة وضع مزارع شبعا تحت الوصاية الدولية "والسماح لأصحاب الأراضي بدخولها ريثما تحدد تبعيتها بشكل رسمي". واشارت الحكومة إلى "حق لبنان في استغلال الموارد المائية في المنطقة"، كما حذرت من أن "سمعة المجتمع الدولي على المحكّ". جاء هذا في ما نقلته صحيفة "الأخبار" من رسالة وجهتها الحكومة إلى مجلس الأمن ومكتب الأمين العام في 17 الجاري، إلا أنها ظلت طي الكتمان لأسباب غير مفهومة. وتطلب الرسالة تطبيق القرار 1701 بالكامل، ولا سيما "الانسحاب الفوري غير المشروط" من شمال الغجر، ووقف خروق الطيران الإسرائيلي المتزايدة للأجواء اللبنانية.

فيما تتهم إسرائيل ب"الانتقائية" في التعاون مع قوات الجيش اللبناني واليونيفيل في إعادة ترسيم الخط الأزرق. وعن الأسرى أكدت الحكومة أنها لا تعرف شيئاً عن مصير "الجنديين الإسرائيليين المختطفين"، منتقدة اتهام إسرائيل للبنان بعدم تسليمهما وفق 1701 "بينما هي تجري مفاوضات غير مباشرة مع حزب الله". 

 

علويو جبل محسن يحاولون شق طريق تصلهم بالبداوي

نهارنت/وقع اشتباك شتباك مسلح بين شباب من منطقتي جبل محسن والمنكوبين، بينما كان شبان الجبل يحاولون شق طريق فرعي باتجاه منطقة البداوي.

وجرت محاولة تعزيز بعض المواقع من قبل المتقاتلين برفع سواتر ترابية في المنطقة، فبادر الجيش اللبناني الى تطويق الاشكال وتوقيف عدداً من الأشخاص الذين شاركوا في اطلاق الرصاص قبل ان يمتد التوتر وتنتشر رقعته. وتسارعت الاتصالات بين مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار ورئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة ، مطالبا السنيورة بزيادة عديد الجيش في طرابلس لضبط الوضع و استتباب الأمن. وما زالت طرابلس و ضواحيها تتعرض لاشكالات أمنية حينا ولتصعيد تستعمل فيه جميع انواع الاسلحة الثقيلة احيانا اخرى.هذا بالاضافة الى الانفجار الذي استهدف مبنى عيد في الملولة - حي البازار في منطقة التبانة، وأدى الى سقوط قتيل واكثر من 24 جريحاً، اول من أمس. والهدوء الحذر الذي يسود مدينة طرابلس لم يوقف "تهجير" الأهالي الذين يحاولون الهروب من الضغوطات النفسية و المادية التي تلاحقهم خاصة ان الخسائر كبيرة جدا في الممتلكات و الأبنية السكنية و الشلل يصيب معظم القطاعات الحيوية في المنطقة. 

 

مسلحو الجرود: حزب الله ينفي والكتائب ترد

ّ نهارنت/ ردت الكتائب اللبنانية على نفي "حزب الله" وجود أي نقاط عسكرية له في جبل صنين، فأوضح ان "المسلحين الذين أطلقوا النار ومن ثم اختطفوا الشبان الاربعة العزل وحققوا معهم قالوا لهم بصراحة انهم "ينتمون الى المقاومة". وجددت الكتائب مطالبة الاجهزة الامنية ب "التحرك بغية الانتشار وضبط الوضع ووقف التعديات في تلك المنطقة"، داعية الاهالي الى "افادة الاجهزة الامنية والابلاغ عن اي تواجد مسلح غير شرعي في الجبل لأن الدولة وحدها هي الملاذ الآمن والملجأ الحصين لكل اللبنانيين". وكان "حزب الله"، وبعد سبعة أيام على إثارة الموضوع، وصف الكلام عن وجود مسلحيه في الجرود بأنه "كذب وافتراء"، وقال "يبدو ان قوى 14 آذار قد لجأت الى سياسة تميزها في خطابها الإعلامي تعتمد على: إكذب، إكذب حتى يصدقك الناس". وأشار الحزب الى أن الكلام عن نقاط عسكرية له في صنين هو "كلام عار عن الصحة ولا أساس له، وكان عليهم أن لا يوتروا الساحة بمثل هذه الأضاليل، وان يسألوا القوى الأمنية المعنية عن أية حادثة يريدون الاستفسار عنها، وهي المعنية باتخاذ الإجراءات المناسبة"، واضعاً "هذا الافتراء برسم القوى الأمنية والقضاء لكشف هذه الادعاءات". الى ذلك، نسبت أخبار المستقبل الى مصادر أمنية قولها ان غالبية المرتفعات والسفوح الشرقية للسلسلة الغربية تشهد وجود معسكرات تدريب وقواعد عسكرية لحزب الله. وتحدثت عن وجود شكاوى من مواطنين منعوا من دخول أراضيهم في سفوح منطقة زحلة، وعن انتشار كثيف للحزب في جرود بعلبك -الهرمل. 

 

جنبلاط يتمسك بالاتصالات في مواجهة عون

نهارنت/ابلغ رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي النائب وليد جنبلاط حلفاءه في قوى 14 آذار ومن بينهم رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري بأن إصرار رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون على التمسك بعدد من الحقائب بات يحتم عليه إعادة النظر في تخليه عن وزارة الاتصالات. ونقلت صحيفة "الحياة" ان رئيس مجلس النواب نبيه بري أُحيط علماً بموقف جنبلاط الذي يتعاون وإياه على تذليل العقبات لتسريع اعلان الحكومة، لتخوفهما من التوترات المتنقلة من مكان الى آخر، والتي لا يمكن محاصرتها إلا بتوفير الغطاء السياسي للجيش اللبناني للتدخل في الوقت المناسب لقطع الطريق على من يراهن على ضرب الاستقرار العام في البلد. يشار ان الرابية عادت الى المواقع التي كانت بها قبل مرحلة التفاوض الاخيرة اي المطالبة بحقيبة سيادية تضاف الى سائر الحقائب المعروضة.

وأكد مسؤول العلاقات السياسية في "التيار الوطني الحر" جبران باسيل تراجع التيار عن "تنازله الأخير الذي قبل من خلاله الحصول على حقيبتين أساسيتين مع نيابة رئاسة الحكومة"، مؤكدا العودة الى مطلب الحقيبة السيادية "كما نستحق"، وعلل ذلك بسحب رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة للطرح الذي عرضه على عون "الأمر الذي صعقنا في التيار". وردا على سحب الاكثرية عرضها المتضمن وزارة الاتصالات أعلن باسيل ان عون سحب عرضه بدوره وعاد الى المطالبة بحقيبة سيادية واخرى خدماتية لدخول الحكومة. 

 

اتمام صفقة الاسرى بين حزب الله واسرائيل خلال اسبوعين

نهارنت/تطبيق الاتفاق حول صفقة تحرير الاسرى بين حزب الله و اسرائيل سيستغرق عشرة أيام الى اسبوعين، و سيكون مكان التبادل في منطقة الناقورة بين لبنان والأراضي الاسرائيلية، فيما سيزور الوسيط الالماني غيرهارد كونراد اسرائيل ولبنان خلال اليومين المقبلين للتوقيع الرسمي للصفقة. مقابل اطلاق سراح سمير القنطار ورفاقه وأسرى فلسطينيّين وتسليم جثماني يحيى سكاف ودلال المغربي، ستستعيد اسرائيل جندييها إلداد ريغيف وايهود غولدفاسر اللذين أسرهما حزب الله في 12 تموز 2006 واللذين يعتقد انهما ليسا على قيد الحياة، و تبادل المعلومات عن مساعد الطيار الاسرائيلي رون أراد الذي اختفى في لبنان عام 1986، الديبلوماسيين الايرانيين الاربعة الذين اختفت آثارهم خلال الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982. وكان الاسرائيليون قد بدأوا في نبش عدد من المقابر التي تحتوي رفات المئات من اللبنانيين والعرب، تمهيدا لتسليمها لـحزب الله.

 

بري في الخارج... والأزمة مجمدة في الداخل

نهارنت/سافر رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الخارج في زيارة خاصة حيث عكست المغادرة اجواء مناقضة رغم اعلان مصادر عين التينة ان ابواب الحل يجب ان تبقى مفتوحة. وتوجه بري الى اسبانيا لحضور منتدى ثقافي. ومن المرجح أن ينتقل الى كندا لترؤس وفد نيابي قوامه النواب سمير عازار، نعمة الله ابي نصر وعبدالله فرحات، لحضور الدورة 34 للجمعية العمومية للبرلمانات الفرنكوفونية وللمشاركة في ذكرى 400 سنة على تأسيس "كيبيك".

وقالت محطة المنار الناطقة بلسان حزب الله ان مغادرة بري لبنان في زيارة خاصة تستمر عدة أيام، أوحت بأن الامور قد تبقى مجمدة الاّ اذا حصل تطور جديد عبر الاتصالات التي يتولاها معاون الرئيس بري النائب علي حسن خليل لحلحلة العقد. وأضافت ان مصادر الرئاسة الثانية أكدت ان الأبواب يجب أن تبقى مفتوحة برغم كل ما حصل لأن فرص الحل حاضرة. ودعت الى اعادة تقييم ما حصل من أجل الانطلاق بزخم أكبر، لكن المهم ان لا يتخذ أحد أي قرار بخلفية ان الامور وصلت الى حائط مسدود. وجاءت الأنباء التي أشارت إلى سفر رئيس مجلس النواب، نبيه بري، إلى كندا لتزيد من ترجيح وصول تشكيل الحكومة المرتقبة إلى حائط مسدود، إذ أصدرت أوساط الأخير ما يشير إلى أنه سافر إلى كندا "لبضعة أيام." ويلعب بري، إلى جانب منصبه في مجلس النواب، دوراً بارزاً على صعيد الاستشارات الممهدة لتشكيل الحكومة، باعتباره رئيس "حركة أمل" التي تعتبر ثاني أكبر الحركات الشيعية المعارضة بعد حزب الله.

 

 "حزب الله" يستعد لأجتياح الجبل المسيحي

Al Kalima news

نفي "حزب الله" وجود مقاتليه ووحداته العسكرية النظامية على جبل صنين وداخل حدود المتن الادارية لا يغير شيئا من حقيقة هذا الانتشار واهدافه الاستراتيجية البعيدة المدى. فالاكيد ان منطقة صنين – الزعرور تحولت الى مربع امني جديد يهدد عمق المناطق المسيحية في المتن وكسروان وزحلة ويقطع الطرق في ما بينها، نظرا الى الاهمية الاستراتيجية لهذه التلال التي تبين وجود المواقع العسكرية اللاشرعية فيها والتي تحتل مفترق طرق بين مختلف المناطق.

مصدر مسؤول وصف ما جرى بكلمات قليلة: "انها قوات حزب الله في اعالي المتن ولا صيغة اخرى لوصف ما جرى الا ذلك". واشار المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان ما شاهده المخطوفون ليس امرا عاديا ولا "خيم للمعازة" بل تحصينات عسكرية حقيقية ومتاريس وردميات ودشم كاملة ما يوحي بوجود ينية بنى تحتية كاملة لمواقع عسكرية معدة لأستيعاب المقاتلين او ما يشبه الثكنة الكبيرة، اضافة الى وجود شبكة اتصالات عسكرية تحدثت بواسطتها العناصر المسلحة مع غرفة عمليات او قيادة عسكرية ما للبحث في آلية التصرف والخطوة التالية التي يجب القيام بها.واعتبر المصدر ان الاجهزة الامنية الشرعية تعلم دون ادنى شك بوجود هذه المواقع المسلحة في اعالي المتن، لكن الاهالي والمجتمع المسيحي برمته لم يعلموا بوجود هذه التحصينات وهذه البقعة الامنية الضخمة الا بعد عملية خطف الشباب الكتائبيين. 

اوساط مراقبة تؤكد ان وجود مقاتلي "حزب الله" ليس جديدا في تلك المنطقة، وان الجيش السوري سلم مواقعه في الغرفة الفرنسية الاستراتيجية جدا في اعلى جبل صنين، الى قوات خاصة من "حزب الله" والحزب السوري القومي الاجتماعي انتشرت بالتوازي في مواقع استراتيجية اخلاها الجيش السوري المنسحب من لبنان في 29 نيسان 2005، وان هذه العناصر الحزبية كانت تتولى القيام بأعمال الحراسة والاستطلاع والافادة الى قياداتها عن كل ما يجري في محيط هذه المواقع التي تعني الكثير بالنسبة الى الامن الاستراتيجي السوري في قطاعات التنصت والاستطلاع والمراقبة.

وتضيف الاوساط المراقبة ان جزءا اساسيا من المعركة الاخيرة التي جرت في تعلبايا وسعدنايل جرت فصوله في محيط مدينة زحلة المسيحية التي جرى فصلها بالكامل عن اقضية كسروان والمتن وبعبدا من خلال التفاف واسع نفذته قوات حزبية مدربة انطلاقا من تلال بلدة الكرك شمال زحلة الى اعالي تلال قاع الريم ومنها الى حزرتا والتويتي نزولا الى اعالي تعلبايا. واعتبرت ان هذا الانتشار الواسع يحقق هدفا اخر هو الدخول الى عمق الجبل في قرنايل وفالوغا من خلال بوابة ترشيش – كفرسلوان.

اوساط عسكرية لا تخفي قلقها من الحادثة وتعتبر انها كشفت جانبا من التحضيرات القائمة لأجتياح المناطق المسيحية في جبل لبنان، او في ادنى الاحوال ارهاب ساكنيها والتأثير على معنوياتهم من خلال تسليط الضوء على وجود قوة عسكرية مهمة في اعالي المتن قادرة على اطلاق النار على المواطنين وسوقهم الى التحقيق دون اي اعتراض من المؤسسات الامنية الشرعية  في استعادة لتجربة "القوات المشتركة الفلسطينية – اللبنانية" التي حاولت ضرب المناطق المسيحية من خلال الانقضاض على مدينة بكفيا معقل آل الجميل والسيطرة عليها(...).

 

كنت مسؤولاً في حزب الله

كتاب "طريق النحل".. سيرة ذاتية لرامي علّيق

الشراع 2008/06/14

اذا نظرنا الى التاريخ القريب، الا نجد اننا في الجنوب، وفي لبنان كله، كنا وما زلنا وقوداً لكل الحروب الدائرة على ارضنا؟ ألم تضع الحروب والنـزاعات مجتمعنا في وضع غير مستقر، يتعرض اهله للاستغلال والتشرد والقتل، وكأن ذلك هو مصيرهم الموروث؟)).

((لماذا نضطر عند كل حرب ومأساة الى الاصطفاف وراء ساسة لا يجروننا الا الى مزيد من الانغلاق والعزلة، في وقت نتوق فيه الى الانفتاح والتواصل مع الآخر، كما عودنا على ذلك آباؤنا وأجدادنا؟ لماذا جرى احلال التطرف والانعزال اللذين غذتهما سياسات المحاور الاقليمية محل لغة الاعتدال والانفتاح الديني التي كانت سائدة، فبتنا نشعر بأننا لسنا سوى ضحايا عمليات التآمر علينا، المفبركة باتقان والمربوطة زوراً بتاريخنا الديني)).

((بعد الفرص والموارد التي اتيحت لنا للعلم والثقافة والابداع لماذا لا نستغل ذلك كله في سبيل تحقيق قدر اكبر من الرخاء الاجتماعي والاقتصادي؟ لماذا يلازمنا شعور بالانكفاء عن كوننا جزءاً لا يتجزأ من بنية هذا الوطن ومؤسساته على الرغم من توافر كم كبير من الطاقات البشرية الجديدة بيننا؟؟ ولماذا بقيت مقاليد امورنا بيد حفنة من الازلام الفاسدين الذين قدموا اسوأ النماذج في تمثيلنا في السلطة؟ ألم نكن نعاني، نحن الجنوبيين كغيرنا من اللبنانيين من سطوة الوجود السوري وطغيانه قبل الانسحاب الاخير؟

((ألم يكن وجود العمال السوريين بشكل غير منظم عبئاً يومياً على اليد العاملة اللبنانية يتردد صداه بين افراد اسرنا؟ لماذا نختار ان نصطف وراء هؤلاء الذين يجروننا الى المزيد من التطرف في مواقفهم عبر اطلاق شعارات رنانة تدغدغ عواطفنا؟ لماذا صرنا نتحرك وفق خطاب يحاكي لغة العصور البائدة، فيتم تكريس مقدسات ليست مقدسة، ويحل جو من الارهاب الفكري محل اجواء النقد الفعال)).

((هذه التساؤلات وغيرها الكثير طغت على احاديثنا التي امتدت لشهور، وما تزال، وقد اعادتني بالذاكرة الى لحظات مؤثرة مررت بها ابان الانخراط في العمل الحزبي)).

((لا انسى لحظة التقيت احد الاصدقاء المسؤولين في حزب الله، منذ اكثر من عقد خلا، بعد عودته من دمشق ساخطاً، اذ قال بأسى: ((وكأننا لم نوجد الا لنموت في الجنوب))، تعبيراً عن تأففه من طبيعية الدور الذي يقوم به الحزب في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي)).

((كذلك لا انسى حديث مسؤول آخر حينذاك عن ضرورة وضع سلاح الحزب في اطار مؤسساتي حزبي واضح، وعدم تركه تحت سيطرة افراد من العسكر يمكنهم التفرد بقرار استعماله)).

((ولا انسى كيف رفع مسؤول آخر صوته معترضاً على التحالف مع المسؤولين السوريين، الذين لا يؤمن جانبهم، ولا يتمتعون حتى بالحد الادنى من الاخلاقية والاحترام في التعامل مع الآخرين، ولا ينفكون ينهبون ثرواتنا، وغير ذلك مما يصب في الخانة نفسها)).

((كفانا ذوباناً في اولويات الآخرين ومصالحهم بعيداً عن اعتباراتنا الوطنية والاجتماعية، والتي لا يصح الا ان تأتي من كوننا امتداداً لبعضنا البعض)).

 دون ان نقرأ اسم صاحب هذا الكلام، او نعرف اسم الكتاب الذي ورد فيه، أو نعرف صفة مؤلفه السابقة، فإن ذهنك يذهب مباشرة الى كاتب او اعلامي او سياسي او حزبي ينتمي الى قوى 14 آذار/مارس كتيار المستقبل، او اللقاء الديموقراطي او القوات اللبنانية او حزب الكتائب.. ذلك ان ما قرأناه سوية في هذا المدخل من كتاب ((طريق النحل)) لمؤلفه رامي علّيق، هو لسان حال قوى انتفاضة الارز التي ثارت على الوصاية السورية على لبنان التي استمرت نحو 30 سنة التي ايدتها قوى 8 آذار/مارس بل واكتسبت هذا الرقم من تظاهرة الوفاء لهذه الوصاية، وكان من ضمنها عليق نفسه.

لكن،

الاهم في كل ما قرأناه هو قائله.. موقعه السابق، قناعاته التي جسدها في سيرة ذاتية ممتعة القراءة، بما يجعلك لا تترك الكتاب المؤلف من 200 صفحة من القطع المتوسط دون ان تكمل كل صفحاته التهاماً واعجاباً ودهشة بما تضمنه.

طريق النحل،

مؤلفه قيادي طلابي سابق في حزب الله، وصل الى مستوى الصف الاول والمسؤول الاول عن طلاب الحزب في الجامعة الاميركية في بيروت.

رامي علّيق من بلدة الخيام في قضاء مرجعيون في الجنوب، والده من بلدة يحمر في النبطية من اسرة تعمل في الزراعة، والده تخرج من المعهد التابع لوزارة الزراعة درس في معهد الهندسة الزراعية في جامعة دمشق، ارسلته وزارة الزراعة اللبنانية بعد تقديره العلمي الممتاز الى مصر ليحصل على تقدير ممتاز كإختصاصي في تنمية المجتمع.. اهتم ضمن اختصاصه عملياً بتربية النحل وتلقى مساعدة مهمة من زوجه في هذا الحقل.

اما والدته فقد ولدت في بلدة كفر تبنيت المحاذية ليحمر وهي ايضاً من اسرة ريفية، تزوجت وهي على وشك انهاء دراستها الثانوية، وعاشت مع بعلها بعد الزواج في بلدة مرجعيون المسيحية.

ابصر رامي النور في مرجعيون، لكنه كان في الرابعة من عمره حين هجرت عائلته البلدة المسيحية بسبب قربها من فلسطين حيث الاعتداءات اليومية للكيان الصهيوني على الجنوب وأهله.. فضلاً عن انفجار الحرب الاهلية في تلك الفترة مع ما صحبها من فرز سكاني بين المسلمين والمسحييين اولاً.. وبسبب هذه الحرب تنقلت عائلة رامي بين بلدات يحمر وكفرتبنيت والنبطية وزفتا، وتعددت المعارف والجيران مما لم يترك له ((صحبة طفولة)).

أول صدمة

اول صدمة تلقاها رامي في الطريق الى المدرسة عندما تعرض مع والده لحاجز لحركة فتح بين قريتي جباع حيث استقر لفترة وعين بوسوار، نتج عن تلاسن حصل بين الاب وعناصر الحاجز وتم اقتياده الى مركز مجاور ليعود ويعلم الجميع ان الوالد اشبع ضرباً من المسلحين الفلسطينيين.

أول درس

درس رامي في صيدا وتلقى دروساً دينية خلال دراسته الحديثة وتعلم أداء الصلاة والشعائر الدينية كما يقول على الطريقة ((السنية)) ولما كان والده يصلي مسدل اليدين سأله لماذا لا يضم يداً فوق الاخرى كما علمته مدرّسته التي كانت ترتدي غطاء الرأس في مدرسة صيدا، اعطاه والده اول درس في عدم التفرقة: ليس مهماً كيف تصلي لأن الله يقبل الصلاة بأي من الطريقتين.

الاجتياح والارز والحلوى

خلال اقامة اسرة رامي في عين بوسوار حصل الاجتياح الصهيوني عام 1982 وشعر الطفل والسكان يتفرجون على الطائرات الصهيونية تقصف القرى ومراكز المنظمات الفلسطينية ان الجميع كان يتوق الى رؤية المسلحين الفلسطينيين يرحلون عنهم بعد ان عاثوا في الارض فساداً عبر الاعتداء على حريات الناس، وفرض الاتاوات واحتلال البيوت، واقامة الحواجز المسلحة على الطرقات، والتجول بالسيارات العسكرية للمسلحين واطلاقهم الرصاص بين الناس، ناهيك عن التحكم بمقدرات البلد وسلب استقلاله وثروته، وهذا ما يفسر حسبما كتب رامي علّيق ربما مشهد بعض الاهالي ينثرون الارز على الدبابات الاسرائيلية لدى مرورها بمحاذاة بيوتهم.. وكان الاطفال يتقدمون باتجاه هذه الدبابات ليحصلوا على قطع اللبان والحلوى من الجنود الاسرائيليين.

امل ثم حزب الله

بعد مرور سنة على الاجتياح عادت اسرة رامي الى النبطية ليستأجر والده مسكناً في حارة المسيحيين القريبة من المدرسة، فكان معظم اصدقائه من اهل الحارة، عام 1983 كانت حركة امل تسلمت زمام المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي بعد افول نجم المنظمات اليسارية اثر اخراج المنظمات الفلسطينية، وفي الفترة نفسها ظهر حزب الله الى العلن للمرة الاولى في تظاهرات جرت في بلدة جبشيت وفي ضاحية بيروت الجنوبية.

يقول رامي:

شاهدت صور التظاهرات في الصحف ومنها صورة لإمرأة تغطي نفسها بالكامل بعباءة سوداء، علقت الصورة في ذهني لأنني لم اكن قد شاهدت شيئاً مماثلاً من قبل، وكان لافتاً في تلك التظاهرات وجود نساء بالشادور الاسود، وشعارات تشيد بالثورة الاسلامية في ايران، الامر الذي اعتبره معظم الناس ظاهرة غريبة عن مجتمعنا اللبناني في الجنوب في تلك الفترة، كما فهمت من كلام جيراننا وبعض الاساتذة في المدرسة، وبعض رفاقي الذين رددوا ما تناقله اهاليهم.

التفرقة

يكتب رامي ((اثناء اللعب مع اولاد اسر شيعية مقربة من حركة امل، كنت اسمع عبارات تفيد بأن المسيحيين عملاء للاسرائيليين، كان قسم من هؤلاء الاولاد رفاق صفي في المدرسة)).

 ((وكان لهذا الجو الاعلامي المشحون بالتوتر وأعمال العنف والقتل والتصفية الجسدية للمتعاملين مع اسرائيل، والتي تناقلتها الالسن، ومن تظاهرات ومظاهر مسلحة لعناصر حركة امل، ان دفع بنا الى اظهار حماسة لما تمثله الحركة على الساحة الشيعية، ادت بنا عام 1984 الى اعتبار ادارة المدرسة الانجيلية واساتذتها المسيحيين عملاء لاسرائيل)).

انعكست هذه الثقافة البدائية على حماس دفع رامي ورفاقه عند نهاية العام الدراسي الى رشق زجاج المدرسة بالحجارة لتهشيمه وارعاب من كان داخلها، والهرب بعد ذلك لتقييم ما حدث ثم لحضور شريط عن المستضعفين يتناول حياة الامام الخميني.

كذبة

يعترف رامي بعد ان جاء مدير المدرسة منذر انطوان الى والده يشكو له ما فعله غير مصدق، انه كذب وانه ظل يعاني عقدة الذنب تجاه هذه الكذبة حتى الآن، ومع هذا بعد ان علم والدي بالامر وضربني صممت على تمسكي بموقفي يومها كان والداي شديدي الاعتدال، وكنت انا مشدوداً الى ما يجري من اعمال عسكرية وعنف وأصوات دوي الانفجارات والمدافع وتشنجات كلامية وفعلية ومفردات لغة الحرب والعنف، ومع هذا حافظ رامي على صداقاته مع المسيحيين.. إلا ان مظاهر التزامه الديني في الملبس وطريقة التعاطي مع الآخرين والتحدث معهم دفعت إدارة المدرسة إلى طرده بعد انتهاء امتحانات آخر السنة.

بلغ رامي 13 عاماً من عمره فبدأ يقضي أوقاتاً متزايدة في الجامع تأثر ببعض الاصدقاء دون أن يمنعه هذا من المحافظة على صداقته مع أهل الحارة من المسيحيين. وبدأ نفوره من ممارسات حركة أمل وتجاوزات عناصرها ومنها إطلاق أحدهم النار على شاب آخر على مسبح الغازية حيث كان رامي مع أهله.

بدأ رامي التشدد داخل منـزله بمنع المسكرات والاستماع إلى الموسيقى والاغاني بحضوره، وضرب شقيقته ابنة العاشرة بسبب ارتدائها سروالاً من ((الجينـز)).

تقليد الخميني

باكراً قلد رامي عليق الإمام الخميني كمبدأ شيعي في تطبيق نظرية ولاية الفقيه وكان يراجع المشايخ في أصغر التفاصيل وأدقها.

تعلم رامي في المسجد ان أهل الكتاب، مسيحيين ويهوداً، هم نجسون ويجب تطهير الجسد حالة ملامسة أحدهم.. ومع استمراره في اللعب مع زملاء مسيحيين فإنه طلب منهم مرة أن يبعدوا عنه بعد ان لمسه أحدهم وان يلعبا معه بلا ملامسة.

إلى هذا تلقى رامي في المسجد ان أموال المسيحيين واليهود وأعراضهم مباحة لنا لكونهم من غير المسلمين، فغزا أشجار الاكي دنيا لأنها في أرض المسيحيين.

زواج المتعة

اقترب رامي من صبايا مسيحيات بقصد زواج المتعة.. مع أي واحدة منهن تنفيساً عن كبت جنسي، ويقول ان ما تعلمه من الجامع ان زواج المتعة هو زواج مؤقت تحدد مدته قبل إجرائه.. وان المتعة حلال للرجل المسلم مع الفتيات من أهل الكتاب ومع المسلمات الأرامل أو المطلقات.. لكن هامش زواج المتعة أخذ بالاتساع شيئاً فشيئاً من أجل إشباع غريزة الجنس عند الشبان والفتيات كما شاهده رامي من تصرفات العديد من الشباب، وكان المشايخ يوسعون دائرة هذا الزواج حتى طال الفتيات المسلمات من غير الأرامل أو المطلقات أو أهل الكتاب.

تعلم رامي أيضاً من المشايخ ان تغليب المصلحة السياسية على القيم الاخلاقية ممكن في إطار ولاية الحاكم الشرعي.. وشرط الحصول على ((فتوى)) أو إجازة من هؤلاء المشايخ ومنهم مسؤولون في الحزب.

عاشوراء

كانت عاشوراء في رأي رامي كما مارسها مشايخ حزب الله أساساً لاعتقاد لدى الشيعة بابتعاد المسلمين السنة عن طريق الاسلام الصحيح. فكان يتم شتم الخليفتين الراشدين أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب لسلبهما الخلافة من الامام علي كما يروج مشايخ الحزب.

الالتزام بحزب الله

في مسجد حي السراي في النبطية تعرف رامي إلى مسؤول التعبئة الطلابية لحزب الله، الذي كان بدأ ينتشر في الجنوب نتيجة عملياته العسكرية ضد الاحتلال الصهيوني، ونشر مبادىء الحزب التي يقوم بها مشايخه فتم تكريس رامي مسؤول التعبئة في مدرسته بالرغم من صغر سنه (14 سنة) علماً بأن طموحه كان الالتحاق بمجموعة التعبئة العسكرية.

 ((أول الغيث)) تهديد مدير المدرسة

في مدرسة حبوش الدولية كان أول نشاط علني حزبي لرامي ضد مدير المدرسة الذي رفض الموافقة على معرض صور للخميني في داخلها. فأنبه رامي لأن زوجه تلبس الجينـز وهي غير محتشمة، طرد المدير رامي فلجأ إلى الحزب الذي وعده بإعادته، فكان تهديد للمدير بالسلاح دفعه إلى إقفال المدرسة لثلاثة أيام، ثم لجأ إلى حركة أمل لإنقاذه من تهديدات حزب الله، ونتج عن هذا اعتقال أمل لرامي ووالده، الذي عاد إلى منـزله بعد فترة تاركاً رامي في سجن الحركة في النبطية.

ارتفعت أسهم رامي في الحزب حتى حصل على وعد من رئيس مجلس شورى الجنوب السيد عباس الموسوي بأن يتكفل الحزب بمصاريفه حتى إنهاء دراسته الجامعية.

كاد رامي أن يصبح شيخاً لولا رغبته بالدراسة العلمية وحاجة الحزب إلى متعلمين وليس إلى مشايخ..

يكشف رامي عليق في طريق النحل ان حزب الله الذي كان يدافع عن المنظمات الفلسطينية أثناء حرب المخيمات مع أمل، ويسرب لهم الأسلحة إلى داخل مخيمات الضاحية كان يرسل مقاتليه للقتال إلى جانب حركة أمل في الجنوب ضد الفلسطينيين أنفسهم.

ويكشف أيضاً مشاهدته لجموع في الحزب تتخذ من جامع السراي في النبطية مركزاً للانطلاق للقتال ضد الجيش العراقي خلال الحرب العراقية – الإيرانية (1980 – 1988).

ويكشف رامي كيف كان الحزب يقفل جامع التعمير في النبطية في وجه المصلين كي يجروا دورات على السلاح داخله.

وكشف رامي ارتفاع شعبيته في الحزب بسبب إبلائه بلاء حسناً في مقاتلة عناصر أمل أثناء المواجهات بينها وبين حزب الله حتى أصبح بالنسبة للحزب رامبو خاصة بعد اعتقاله في منـزله في النبطية ولم يكن تجاوز الـ15 من عمره..

في معتقله تلقى رامي توكيداً من مدير عام مؤسسة الشهيد المعتقل معه أيضاً بالتكفل بمصاريفه حتى إنهاء دراسته الجامعية ليصبح لديه وعدان منفصلان من الحزب ومؤسساته.

ويكشف رامي أخيراً انه لم يكن يعرف ان شقيقه وداخل منـزل الأهل كان يعمل متخفياً في حزب الله دون أن يكتشف أمره.. لكن هذا الأمر لم يمر دون آثار على الأهل بعد اعتقال الشقيق ونسف سيارة الوالد وإلقاء قنابل صوتية على شرفة المنـزل العائلي ثم حصول تطورات اجتماعية وثقافية دفعت الأم والشقيقة إلى وضع غطاء الرأس واتجاه الوالد نحو التدين.

الأهم،

ان حرص رامي وصموده أمام التعذيب في سجن أمل كان طريق الاعجاب الشديد به في الحزب حتى فتح له باب العمل في الجهاز الأمني بعيداً عن الجهاز العسكري وبشكل متخف ليحفظ له حياته ودوره.

الضاحية الجنوبية والجامعة الأميركية

بعد اشتداد المعارك بين حزب الله وحركة أمل طلب الحزب من رامي التوجه إلى الضاحية الجنوبية لتبدأ فيها مرحلة جديدة في حياته.. مع بدء المعارك في إقليم التفاح ضد حركة أمل التي شارك فيها رامي وأصيب في رأسه ومع هذا ورغم تغيبه عن المدرسة امتحن لصف البكالوريا وكان الناجح الوحيد على مدرسته.

ويروي رامي انه أثناء تواجده في قرية جب جنين في زيارة لعمه طلب من ابنة الجيران وكانت تجاوزت التاسعة من عمرها أن يعقد معها زواج متعة كي يتمكن من مصافحتها وملامستها.

نصرالله يرفض وعد الموسوي

بعد نجاحه في البكالوريا توجه رامي لدراسة الزراعة في الجامعة الأميركية سنة 1991 وواجهته عقبة القسط المرتفع فيها فطلب تنفيذ وعد أمين مجلس شورى الجنوب الذي أصبح أميناً عاماً للحزب السيد عباس الموسوي، لكن إسرائيل قتلت الموسوي وتولى حسن نصرالله الامانة العامة فرفض تنفيذ وعد الموسوي لأنه على حد قوله كان وعداً شخصياً وليس قراراً حزبياً، بما جعله يكتشف ان هناك خلافات عميقة بين السيدين نصرالله والموسوي.

تذكر وعد رئيس مؤسسة الشهيد فذهب إليه فكان الرد شبيهاً بالآخر فتحمل أهل رامي نفقات دراسته في الجامعة الأميركية.

إيران – سوريا

يقول رامي عليق تحت عنوان شهداء في كل مكان في الصفحة 51: ((انتهت الحرب بين أمل وحزب الله بترتيبات سياسية جاء على أثرها وزير خارجية إيران علي أكبر ولايتي ليقرأ العزاء على أرواح ضحايا الحزب والحركة)).

((كان الحديث يدور داخل الحزب حول ان الحرب التي حصلت ما هي إلا محاولة إيرانية للتأثير على الساحة اللبنانية بشكل مباشر من خلال حزب الله، من دون المرور بسوريا، مما دفع سوريا إلى استخدام أمل للوقوف في وجه هذه المحاولة)) لكن في النهاية تشكلت قناعة لدى إيران بأن دخول لبنان والتأثير الفاعل فيه لا يمكن أن يتم إلا من خلال البوابة السورية.

 رامي عليق يكشف: ضابط استخبارات ايراني قال لي: نحن نقول لنصرالله افعل هذا ولا تفعل ذاك

 التحق رامي عليق بالجامعة الاميركية – كلية الزراعة وشجع اخوته على الالتحاق بها، رغم العقبات المادية التي جرى تذليلها من خلال أمرين:

الأمر الاول هو اعتبار والدي رامي ان التعليم من اولى اولوياتهما.

الأمر الثاني هو حصول شقيقته رلى على منحة دراسية من مؤسسة الحريري (وهي المؤسسة التي انشأها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومكنت عشرات آلاف الطلاب من كل مناطق وطوائف لبنان من اكمال دراستهم الجامعية في ارقى جامعات العالم.. دون أي مقابل).

في الجامعة الاميركية تكونت لدى رامي قناعة بأن بيئة الجامعة فاسدة لكونها تشكل نموذجاً اميركياً للحياة ولوجود المنكرات ومن ضمنها قيام الشباب والصبايا بجلسات العشق الحميمة.. رغم انه كان ارتبط بعقد متعة مع فتاة اسمها فاطمة.

هنا يقول رامي:

((كنت ارفض ما كان يحدث في العلن في حرم الجامعة وأسعى وراءه في السر لطالما سألت نفسي فيما بعد، ولو بصمت: أي نفاق هذا، ومن أين أتى، وكيف دخل الى حياتنا ليصبح نمطاً؟

ممثل التعبئة التربوية

تم تعيين رامي ممثلاً للتعبئة التربوية للحزب في الجامعة الاميركية مكتشفاً  ان حزبه لا يعير اهتماماً كافياً لها كأن الامر ناتج عن شعور بالنقص لديهم تجاهها كونها اميركية.. ربما ساعد على ذلك اعلان الحرب على كل ما هو اميركي بعد وصف الإمام الخميني لأميركا بالشيطان الاكبر.

لتغيير هذه النظرة سعى رامي للقاء امين عام الحزب حسن نصرالله لكن الاخير كان مسافراً الى ايران فالتقى نائبه نعيم قاسم عارضاً مخططاً للتحكم بأهم المفاصل الرئيسية في الجامعة المتعلقة بالطلاب والاساتذة والادارة قائلاً له: استطيع ان اجعل الجامعة في قبضة يدنا.. شارحاً ضعف بنيتنا التنظيمية للتعبئة التربوية بسبب تفوق الاجهزة الامنية والعسكرية عليها.

 

كان رامي يسعى لإطلاق يده في الجامعة متحرراً من سيطرة الحزبيين المطلقة معتمداً رفاقاً قدماء، وكان اول امتحانين نجح فيهما وانهاهما.

 

1- منع اقفال نادي التراث العربي الذي كان محسوباً على الحزب.

 

2- دعوة السيد محمد حسين فضل الله الى محاضرة كانت ممنوعة سابقاً.. لكن هذه الدعوة الناجحة طبعت في ذهن كثيرين في الحزب ان رامي محسوباً على السيد محمد حسين فضل الله الذي بدأ الحزب يبتعد عنه شيئاً فشيئاً حتى وصل الأمر الى حد منع الصلاة خلفه، وطرد من يقلده من الحزب بعد حرمانه من كل المزايا المالية والخدماتية والصحية والتربوية.. كان السيد فضل الله حريصاً على الإستقلالية بخصوص العلاقة مع السلطات الايرانية.. على عكس الحزب.

 

التكليف الشرعي

تنظيم صفوف الحزب في الجامعة اعتمد التكليف الشرعي كإمتداد لولاية الفقيه الممثل بولي أمر المسلمين في ايران، في اعتقاد انها تستمد حجيتها من الله، الى درجة مصادرة هامش المناقشة والنقد في سبيل تنفيذ الاوامر بشكل صارم.

 

 الامر بالمعروف والنهي عن المنكر

وأول مظاهره الغاء البيت المفتوح.. (Open House) وهو تقليد سنوي يسمح بزيارات متبادلة في يوم محدد بين الطلاب والطالبات.. حضر طلاب حزب الله الى (كير هول) ومنعوا بالقوة هذا النشاط رغم حضور 300 عنصر من قوى الامن الداخلي وأمن الجامعة.

انتشرت شعارات الحزب الدينية في الجامعة في المناسبات خاصة في عاشوراء ما دفع اذاعة ((مونت كارلو)) الى وصف حرم الجامعة بأنه متشح بالسواد.

سير الحزب دوريات لمنع جلوس الطلاب والطالبات بشكل حميم على المقاعد، ورشينا العشب بالمبيدات لحرقه لمنع الجلوس عليه. في وقت كان فيه شبابه وفتياته يسعين سراً الى الجنس والعاطفة.. كنا نعيش ازدواجية في معايير النضج لدينا كما قال رامي.

يقول رامي عليق ((رأى طلاب الحزب ان حرصي على مصالحهم كان في مقدمة أولوياتي. وكنت مستعداً لفعل ما يمنع تعرضهم لأي اذى وقد ترجم هذا افعالاً وتهديدات طالت عدداً من الاساتذة والاداريين عندما وقعت ايديهم على تجاوزات لأنظمة الجامعة قام بها طلاب الحزب)).

((اعتقاداً منا بأن الشيعة هم في تعرض مستمر لمؤامرة تهميشهم)) قمنا بمحاولات اختراق انظمة امتحانات الدخول وملفاتهم من اجل تمكين اكبر عدد ممكن من الطلاب من الشيعة من الانتساب الى الجامعة، وعندما انكشفت بعض تلك المحاولات طلبت بلغة لم تخل من الترهيب، الى الادرايين المسؤولين عن ملفات الالتحاق عدم اثارة هذا الموضوع فلم يفعلوا.

يتابع رامي عليق كتابته فيقول:

((من المهام التي اوكلت الي كإرث أسلافي الحزبيين، ولم يكن لي شرف السبق في ابتداعها، مهمة الطلب الى الاساتذة في نهاية كل فصل دراسي زيادة علامات طلاب الحزب، الذين كانوا بحاجة الى رفع معدلاتهم.. مضطراً الى تهديد الاساتذة لتحقيقها في بعض الاحيان)).

قمنا بتأمين خدمة التخابر الدولي وبيعها للطلاب عبر جهاز الهاتف النقال قبل اعتماد الهاتف الخلوي في لبنان.. واستطعنا التأثير بشكل كبير على قرارات اعطاء المنح الدراسية من قبل مكتب شؤون الطلاب، والتحكم بتوزيع عدد من الغرف في مباني السكن، وفيما عجزت النائبة بهية الحريري عن توفير غرفة لأحد الطلاب الجنوبيين نجحنا نحن في توفير هذه الغرفة.

 

((صندوق الحريري السري))

بلغت قوتنا داخل الجامعة حد تـزويد اداريين واساتذة لي بمعلومات لم تكن معروفة، ومنها صندوق الحريري السري لمساعدة الطلاب المحتاجين.

وأصبحت مرجعاً داخل الجامعة لحل خلافات الاساتذة الشيعة وكان التذرع في التدخل ان هناك محاولات لاقصاء الشيعة عن الساحة الجامعية.

 

 الاستقالة

برغم كل الانجازات التي حققها رامي عليق للحزب في الجامعة.. وانطلاقاً من حسابات شخصية ضيقة وادعاءات بأني محسوب على السيد فضل الله تارة، وبأنني لا اقوم بتنفيذ العديد من التكاليف الشرعية الموجهة اليّ من قبل جهاز التعبئة تارة اخرى، اوعز هؤلاء الى اعضاء جهازي شورى القرار والتنفيذ في الحزب، افتراءً بأنني لست من اتباع الخط الاصيل في الحزب، الخط النابع من التقيد الكامل بولاية الفقيه، عملوا على حبك الموضوع بشكل متواصل، مما ادى في النهاية الى نجاحهم في تحقيق هدفهم عن طريق فتح قنوات اتصال تنظيمية مع طلاب الحزب، في الجامعة دون علمي. وتسللاً وبسرقة الانجازات وإضافتها الى أرصدتهم لدى القياديين في الحزب بعد معرفتي بما كان يحصل قادني انفعالي، وبمرارة كبيرة الى تقديم استقالتي من العمل ضمن جهاز التعبئة منتصف عام 1994.. استقلت بعد ان نجحوا في مخطط الاحراج للإخراج، دون ان يسربوا خبر الاستقالة حتى لا يتأثر الوضع الحزبي والمؤيد لي وسط الجامعة.

 

 تساؤلات عابرة

اثر جو الجامعة المنفتح على منهج رامي لجهة التحفيز على الاختلاط بين اصحاب المشارب المختلفة، مع المحافظة على الالتـزام الديني متسائلاً عن جدوى هذا التعصب والانغلاق الديـني.

كانت هذه التساؤلات المقدمة الطبيعية لعمل ديموقراطي بين الطلاب بعيداً عن الحزبية والتعصب الديـني. ولإطلاق تحرك طلابي واسع مستغلين قرار الجامعة بزيادة على الاقساط السنوية.

بعد اعتقال احد الطلاب اثر خطبة ضد الزيادة دعوت الى الاضراب المفتوح وامهلت الادارة ساعة لاطلاق سراح الطالب.. استفحل الامر مما دعا الجامعة لتدخل قوى الامن.. ولم تفعل شيئاً فحضر العقيد جهاد عن الاستخبارات السورية ورفضت مخاطبته بحجة انشغالي فانسحب غاضباً مرسلاً مخبريه لإعتقالي، مما دفعني لاطلاق شعارات تلقفها الطلاب مرددة ضد أي تدخل سوري.

بعدها حضر مسؤول الامن في حزب الله وفيق صفا ومعه النائبان محمد برجاوي ونجاح واكيم طالبين مني وقف الاعتصام والتحرك والانسحاب منه.. بناء على تكليف شرعي صادر عن الامين العام حسن نصرالله، طالباً مني الاتصال به مع تعليمات بألا اعود إلا وأنت معي حتى لا يضع السوريون يدهم عليك.. أبلغته بعدم نيتي مخالفة التكليف الشرعي لكن من الخطأ الانسحاب لأن فيه انقلاباً غير اخلاقي على الطلاب المعتصمين من غير الحزبيين.

استمع إلي النائب برجاوي بشيء من التفهم، عاد واتصل بالسيد نصرالله شارحاً موقفي، ثم أخبرني في الخلاصة بأن الأمر يعود إليّ.

 

 سقوط تقديس التكليف الشرعي يقول رامي عليق بعد هذه الواقعة:

تعزز لدي تساؤل في الأيام التي تلت عن مغزى تقديس التكليف الشرعي إذا كان بصدد نتيجة عوامل سياسية أو اجتماعية غالباً ما ترتبط بمزاج من يصدره، كذلك ما الذي يمنع المشاركة في إصداره، أو إمكانية تغييره إذا تم إخضاعه للنقاش.. بما يمنع عنه صفة القدسية.

 

 استئثار

يقول رامي انعكست طريقة مقاربة أحداث الجامعة (التي استدعت تدخلات سياسية وأمنية لبنانية وسورية وأميركية) بشكل جلي على الكثير من المعالجات لقضايا طالبية تلت أحداث 10/10/1994 – كانت قضية عمل فيها رامي مع حسين الخليل ومصطفى ناصر (مستشار الرئيس الحريري) على تجنيب عدد من الطلاب الفصل وكان الحل ان تكفل الحريري بدفع 40 ألف دولار.. تسلمت المبلغ وقمت بتوزيعه على الطلاب المحتاجين، دون تمييز بين أولئك المنتمين للحزب وبين غيرهم، مما أثار حفيظة بعض المسؤولين في التعبئة التربوية لرغبتهم في ان توزع المبالغ على طلاب الحزب وحدهم.

 

المهم،

ان أحداث 10/10/1994 في الجامعة مثلت لرامي عليق نقطة تحول على صعيد حياته الخاصة لجهة بداية الخروج من الاطار الحزبي الضيق.. واللهفة إلى مد الجسور مع الغير.

جماعة التعبئة التربوية في الحزب حاولوا استدراك الأمر لاستيعابي فلم يفلحوا، حتى انهم اعتبروني متفرغاً معهم مخصصين لي مبلغاً من المال.. لتغطية المصاريف.. لكن هذا لم يمنع أثناء لقاء رامي أمين عام الحزب نصرالله أن يشهر له استقالته المقبولة ولن يكون جزءاً من أي خطة جرى الحديث بها أمام نصرالله.. ومع هذا فإن الاستقالة التي قيل له عليك أن تنساها.. رفضت أيضاً على مضض من جانب جماعة التعبئة التربوية.. ولكن الخلاف التنظيمي مع جهاز التعبئة لم يتم تجاوزه حتى كانت الاستقالة الفعلية من الجهاز سنة 1995.

 

مواجهة مع نصرالله

تطور الاوضاع سلبياً داخل الجامعة دفع عدداً من مديريها في مقدمتهم رئيس الجامعة إلى زيارة نصرالله للطلب إليه كما اختصره بالقول على لسانهم ((نرجوك أن تخلصنا من رامي عليق)).

في لقاء لاحق أبلغ نصرالله طلاب الحزب في الجامعة عن طلب سوري بتهدئة الأمور على ساحة الجامعة..

دافعت عن موقفي في الأطر التنظيمية وكنت حاداً مع نصرالله مما دفع المسؤول المركزي للتعبئة المركزية لمخاطبتي بالقول: ((لا يمكنك التكلم مع سماحة الأمين العام بهذه النبرة العالية)). وأحدهم نعتني بالوقح بسبب جرأتي في إثارة مسألة معينة (لم يشرح رامي ما هي).. أخذ نصرالله برأي بعض المسؤولين في جهاز التعبئة وأهمل رأيي على الدوام، وهذا ما بدا على الأقل من خلال نمط العمل مما دفع بي إلى رفض حضور اجتماع دعا إليه يوماً.

 

 تعمق في شؤون الحزب

نشاطي واجتهاداتي دفعت كثيرين داخل الحزب للتعرف عليّ وكونت من خلال احتكاكي بهؤلاء وتبادل الآراء وتداول المعلومات صورة جلية عن توزع مواقع القوى والنفوذ بين التيارات والمجموعات والافراد المختلفين، من معتدلين نسبياً أرادوا خلق هامش محلي لأخذ القرار مع الالتزام بمؤسسة ولاية الفقيه، ومتطرفين نسبياً لم يبغوا الاحتفاظ بهذا الهامش، بل اعتقدوا بضرورة ترك شأن القرار للقيمين على المؤسسة في إيران، كما تكونت لدي قناعة بوجود توازن قوي يحكم علاقات ذوي النفوذ ببعضهم البعض فضلاً عن التأثير الحاسم للأجهزة الإيرانية ولاحقاً السورية.

يقول رامي: كنت مستمعاً خلال لقاءات كثيرة.. عندما سألت أحدهم مرة عن سر الاحترام الكبير الذي لقيه شخص ما، أجابني بأن له ارتباطاً وثيقاً بمكتب القائد (خامنئي) وبالحرس (الثوري).

في لقاء آخر كان اثنان من الإيرانيين حاضرين، والكل يستمع إليهما باهتمام بالغ، سألت عنهما فقيل لي: ((انهما يتبعان لوزارة الأمن، صاحبة النفوذ الأبرز على الحزب هذه الأيام، بعد ان ضعف نفوذ وزارة الخارجية)).

ان ارتباط المجموعات النافذة بمراكز القرار في إيران أعطاها أفضلية في السيطرة على الاجهزة الحيوية الأساسية في الحزب، كجهازي الاستخبارات أو الأمن والعسكر، تلقى معظم أفرادها تعليمهم واعدادهم مباشرة من إيران، ان عبر الحوزة الدينية في قم أو عبر أجهزة رسمية أخرى منهم حسن نصرالله على سبيل المثال.

أما الجماعات الأخرى التي عولت على الحوار كطريق لإيصال أفكارها واكتساب النفوذ فكانت أقل حظاً، وإن تبوأ أفرادها مناصب بدت مهمة في الظاهر، لكنها لم ترق إلى حد التأثير في القرارات المركزية المهمة التي تتخذ في حلقات ضيقة. كان هؤلاء منتمين إلى أحزاب وتجمعات، كحزب الدعوة الإسلامية وحركة أمل وبعض أتباع الإمام موسى الصدر، أتوا إلى حزب الله مع أفكارهم، وكانوا يبحثون لها عن منبر أفضل. تفرقوا بين خطوط مختلفة، منها ما هو قريب من السيد محمد حسين فضل الله، ومنها ما هو بعيد عنه. اتصفوا بالاعتدال إجمالاً، وبسلوك النقد البناء الهادىء. كانوا يدعون إلى إشراك القواعد الحزبية في آلية اتخاذ القرارات وإلى اعتماد البنى المؤسساتية داخل الحزب في مقابل طغيان نفوذ بعض الأفراد.

كانت مشكلة الجماعات المعتدلة تكمن في تشرذمها وتفرقها، مما ساهم في استيعاب أفرادها من قبل المجموعات النافذة، كل على حدة. كما كان لهذه الجماعات نظرة مختلفة إلى طبيعة العلاقة مع الاجهزة الإيرانية لجهة التنسيق معها بدل الذوبان فيها، مع المحافظة على حد أدنى من الطابع المحلي اللبناني لروزنامة الأنشطة في الحزب.

شاركت هؤلاء الأشخاص نظرتهم، خصوصاً بعد تعلقي بمفهوم ((المجتمع اللبناني)) وشعوري بأهمية الانضواء تحت لواء الوطن بفضل تجربة العمل الطالبي في الجامعة. لم أكتف بهذه المشاركة النظرية، بل تعديتها إلى صياغة خطة عمل إصلاحية لم أوفر جهداً في محاولة تطبيقها بالاشتراك مع المعتدلين في الحزب.

 

إصلاح

كانت أهم عناوين هذه الخطة على الشكل التالي: أولاً ان يتخلص الحزبيون في الجماعات المعتدلة من حال التفرق والشرذمة ويستبدلوها بالتعاون في ما بينهم، بغية التمكن من خلق جبهة متراصة في وجه الحزبيين المتطرفين لاقتسام النفوذ معهم. ثانياً، أن يتم العمل على طرح برامج حزبية تقرّب الحزب أكثر من محيطه ومن واقعه اللبناني. ثالثاً، أن يتم الدفع باتجاه إرساء واقع مؤسساتي في الحزب على صعيد الهيكلية التنظيمية.

كان همي الدائم دفع الحزبيين المعتدلين إلى التلاقي والتفاهم من أجل خلق جبهة موحدة في ما بينهم. حاولت كثيراً، وبإصرار حتى الملل، بالأخص مع محمد ح. ومحمود ق. وحسين أ. وعامر ش. وحسين ك. ومحمد ر. ومحمد ف. وغيرهم. وجدت لديهم آذاناً صاغية، لكنني وجدت أيضاً ضعفاً وخوفاً من صقور الاجهزة المتحكمة، شكلا عاملاً معوقاً بالنسبة إليهم. دأبت على المحاولة طوال العام 1995 وخلال قسم من العام 1996. لكن، للأسف كانت الغلبة دائماً لصقور الأمن والعسكر، وكان نصيبـي مزيداً من الإحباط.

في النهاية، وجدت نفسي أمام واقع صعب تمثل بأمرين: الأول اصطدامي بجبهة مضادة من الحزبيين المتطرفين، يملكون الأدوات والوسائل الفعالة اللازمة والكافية لترهيب من اتفقت معهم في الرأي على ضرورة تطبيق الخطة التي طرحت والذين وافقوا نظرياً على الاقل، غذى وصولي الى هذه النتيجة تجربتي في الجامعة الاميركية، اما الامر الثاني فتمثل بمحاولة استمالتي من قبل بعض الاشخاص التابعين لأجهزة ايرانية نافذة.

رحمة الله!

في خضم انشغالي بفكرة الاصلاح الداخلي، عرفني صديق لي حسين أ، على احد الايرانيين ويدعى ((رحمة الله)) قال لي هذا الاخير بعد ان التقيته للمرة الاولى انه يعمل لصالح وزارة الامن في ايران، بعد ان اتصلت به، اقترح عليّ ان نلتقي في السفارة الايرانية في بيروت، حضرت الى هناك، وكان موعدنا الاول ظهيرة احد الايام في غرفة في الطابق الرابع كما اذكر.

بدا ((رحمة الله)) متواضعاً خجولاً، حاد النظر، حسن الاستماع، اخبرني حسين في وقت سابق انه من الاشخاص الذين ((يملكون القدرة على الحل والربط)) كان اللقاء اقرب الى التعارف، اردته ان يكون محاولة مني لطرق باب لم اطرقه بعد ((باب الابواب)) تكلمنا في مواضيع حزبية ودينية عامة، وركزت في سياق الكلام على احداث الجامعة.

عرض عليّ رحمة الله ان نلتقي مجدداً في الجامعة الاميركية، حضر الى هناك في موعد حددناه، تمشينا في ارجاء المكان، وكنت اخبره عن المباني، والاقسام التي كنا نمر بقربها، وسردت له قصص الانشطة والتحركات الطالبية، اتفقنا على موعد آخر في السفارة وتركز الكلام هذه المرة على شؤون الحزب، كنا وقتها بصحبة شاب آخر لم اعد اذكر اسمه، شارك في الحديث اردت ان ارى الى أي مدى يمكنه التأثير في القرارات الصادرة عن اصحاب النفوذ في الحزب، فسألته عن ذلك، لا انسى ابتسامته وجوابه: ((نحن نقول للأمين العام افعل هذا ولا تفعل ذاك)).

عندها، عرضت فكرتي عن الاصلاج الداخلي، شددت على ضرورة اعتماد الشفافية وأنظمة محاسبة تطبّق على الجميع، بمن فيهم المسؤولون في مناصب رفيعة، وأصحاب التجاوزات من جهازي الامن والعسكر، تحدثت عن الحاجة الى وضوح الانظمة الحزبية بالنسبة الى افراد الحزب جميعاً، وضرورة انسجام الخطاب السياسي المعلن مع القرارات الداخلية لتجنب استغلال الحزبيين والمؤيدين للحزب، طلب اليّ الاثنان صياغة افكاري وربطها بممارسات حصلت، بشكل خطي، ففعلت بعد بضعة ايام.

احضرت لهما مسودة مؤلفة من احدى عشرة صفحة، سلمتها اليهما بانفعال واضح، متسائلاً عن مدى قدرتهما على المبادرة، كنا في شهر ايار/مايو 1996، ان لم تخني الذاكرة، ونصحاني بزيارة ترفيهية الى إيران في ذكرى رحيل الامام الخميني ووجها اليّ دعوة سياحية مدفوعة التكاليف، بدت الدعوة محاولة للتخفيف مما ظهر لدي من توتر وانفعال.

سياحة

في اوائل شهر حزيران/يونيو، سافرت الى ايران برفقة آخرين كنت طلبت من ((رحمة الله)) ختم تأشيرة الدخول على ورقة مستقلة لئلا يشكل وجودها على جواز سفري عائقاً امام حصولي على تأشيرة دخول الى بلد آخر، فلبى الطلب بتفهم، استقبلنا على ارض المطار رجل يعتمر عمامة سوادء يدعى سيد ابطحي، استمرت الزيارة اسبوعاً، جلنا خلالها على مدن ايرانية مختلفة منها طهران وقم ومشهد، وعلى اجملها اصفهان.

كان لنا في احدى المحطات لقاء جمعنا ووفداً ايرانياً مع الولي الفقيه علي الخامنئي الذي القى فينا خطبة قصيرة، عند الاحتفال بذكرى رحيل الامام الخميني، حضرنا المناسبة وسط حشد كبير من الناس، وكنا نجلس في الصف الاول – كان طويلاً – امام المنبر.

اطل الخامنئي وسط هتافات عالية بحياته كالعادة وبدأ الكلام بالفارسية، لم اشعر باهتمام للاستماع الى لغة لا افهمها، ففتحت كتاباً من كتب منهج الحقوق للسنة الرابعة كان معي طوال الوقت، وصرت اطالعه، نهاني بعض الموجودين عن الاستمرار في القراءة لما يظهر في الامر من عدم اكتراث للخطبة، لكنني لم آبه، ربما لأن فكري كان في مكان آخر، الجامعة، الطلاب، الامتحانات القادمة، الاصحاب الجدد، شؤون اخرى..

بعد عودتي من الرحلة بقليل، التقينا مجدداً في السفارة، افتتح رحمة الله ورفيقه الحديث بالتركيز على اهمية التمسك بالاسلام ((الاصيل)) اسلام الائمة الاثني عشر، وتجسده في هذا الزمن على يدي الامام الخميني بإقامة الجمهورية الاسلامية، التي اخذت على عاتقها دعم ثورات المستضعفين في ارجاء الارض، وأهمها ثورة حزب الله، قالا بأن الاخطاء والتجاوزات تحدث هنا وهناك، لكن الله يسدد المسيرة، لا سيما في ظل وجود قادة حريصين على الاسلام كالسيد الخامنئي والسيد نصر الله ثم اضافا بأنهما قرآ باهتمام ما كتبته ولا ينكران وجهة نظري فيه، وبأنهما على دراية بالكثير من الممارسات التي ذكرت، لكن، كما اكملا، فكرتي حول الاصلاح لا تتلاءم مع طبيعة المهام الجهادية التي اعد لها الحزب ولا ضرورة لأن احمل هم الاصلاح بحدة وانفعال، فهناك امور اهم وطرق عديدة لخدمة الاسلام.

سألاني اخيراً: ((ما رأيك بمشروع مختلف؟ ثم عرضا عليّ العمل معهما من ضمن اقتراحات اقدمها اليهما، يكون لي فيها هامش الابتكار والتأثير والتميز، وأعربا عن استعدادهما لتقديم الدعم المادي والمعنوي اللازم، شعرت بالصدمة.

كان همي في واد آخر، لكي اكون منصفاً لا انكر انني لقيت تقديراً واهتماماً بالغين من قبلهما، لكن هذا كان لقاءنا الاخير، خرجت من الاجتماع بغصة منعتني من متابعة الحديث، وفي داخلي خيبة كبيرة، وحسرة لا ابالغ اذا قلت ان عيني دمعت بسببها بعد ان وصلت الى سيارتي، اعتبرت عرضهما ارضاء لخاطري والتفافاً على ما اتيت اليهما من أجله.

لا اخفي ان ما حملته من نظرة للاصلاح نتج من انطباعات وكلام وشكاوى عبّر عنها آخرون وتبنيت انا مضامينها، فالكل كان يخبرني عما يحتقن في داخله من معاناة مصحوبة بقلة الحيلة في التأثير، بالرغم من تقلد المناصب الرفيعة، كلام كثير وغزير، اجج في فكرة الاصلاح من جهة وفكرة لوم من كان في تلك المناصب والغضب منهم، لاستسلامهم للضعف، من جهة اخرى، ربما دار في خاطر هؤلاء الشاكين انه يمكنني ان انجز ما لم يستطيعوا انجازه، فأولوني ثقتهم، في مآل الامور، باتت عناوين ومقدسات تتهاوى امامي كأوراق الخريف، وهي امور كنت استشرس في الدفاع عنها سابقاً.

في هذه المرحلة، لا اخفي وجود شيء من التناقض بين تبدل الافكار لدي، انعكس سلوكاً تمثل بالنـزعة نحو الابتعاد عن الاجواء الحزبية، وبين الاستمرار في اللقاءات مع الايرانيين، لعل الجواب يكمن في محاولتي دق هذا الباب الاخير، كما اسلفت لتتأكد لدي فناعاتي المستجدة، قبل ان ادير ظهري للحزب، خصوصاً ان من اجتمعت بهم يشكلون اعلى مواقع القرار، ما يتوج مشواري الطويل والمتشعب في صفوف الحزب.

لو سنحت لي هذه الفرصة من قبل، لما كنت ترددت في تلقفها. أما أن تتاح لي الآن في ظل اهتزاز قناعاتي والتقلب الحاد في أفكاري، فهذا لم يعن لي أكثر من الاطمئنان إلى بلوغ آخر المشوار. أردت حينذاك أن أكون أقرب إلى أصدقاء جدد، أشخاص يشبهونني أكثر، أشخاص يعنيهم الصدق وتعنيهم الأخلاق أكثر.

 

هل تخفق النخبةُ كما فشِل السياسيون

النهار في 30 حزيران 2008

سجعان قزي

حين يتحدّث البعضُ عن الـنُـخبة يظـنّها جنساً مُجتمعـيّـاً ممـيَّـزاً، ويَضعُها آلـيّـاً في مواجهةِ الشعب (متفوِّقـة عليه) والطاقمِ السياسيّ (أكفأ منه)، في حين أنّ الـنـخبةَ تنتمي إلى كلّ فئات الشعبِ وطبقاته. ولا قيمةَ إضافية للنخبة إلا مِقدار ما تساهمُ في التقدِّم العام وتلتزمُ مسؤوليةَ نهضةِ المجتمع. الـنُـخبةُ ليست طبقةً بل نوعـيّـة، والـنُـخبويّ ليس مُبشِّراً بل قُدوة.

بين أفضلِ عشرِ شخصيات نُخبويّـة اختارها الفرنسيّـون العامَ الماضي، لم يَرِد اسمُ أيِّ شخصيّـة سياسيّـة مع أنّ السياسيّين الفرنسيّين، عموماً، نخبويّون بامتياز. بَرز طاهٍ وكاتبٌ وموسيقار وتقنيّ ومهندس معماري وفـنّـانٌ تشكيلي ومُخرج سينمائي. وعام 2006، صنّـفت مجلةُ فوربس Forbes العالمية الطاهي الفرنسي ألان دوكاس Alain Ducasse ضُمن أهمِ مئةِ شخصٍ مؤثّرين في العالم.

النخبة إذن متعدِّدةُ الطاقاتِ والمستويات وعابرةُ كلّ المهن: هناك النخبُ الفقيرة والغنـيّـة، الأكاديمـيّـة والنقابيّـة. هناك النخب التقليديّـة والتجديديّـة، الدينـيّـة والعَلمانـيّـة. هناك النخب الشعبيّـة والبورجوازيّـة، المدينيّـة والمناطقـيّـة. هناك النخب اليمينـيّـة واليساريّـة، العسكريّـة والأمنـيّـة. هناك نخبٌ تَستهويها السياسةُ سبيلاً إلى عملٍ وطنيّ، وأخرى تتلـهّـف إلى السياسة شَغفاً بوجاهة. هناك نخبٌ تحبّ الشأن العامَّ كجُزءٍ من عملٍ اجتماعيٍّ وإنساني، وأخرى تُفضِّل الشأن الخاص رافداً يَصبُّ في الازدهار العام. وهناك "نخبٌ" تَجـتَـرُّ أنانـيّـتَها ونرجسيّـتَها وتعيش في عالمٍ آخر: نيرفانا التفاهة.

والحال، لا شيءَ يَضمَنُ أنّ كلَّ نـخبويٍّ يتمتّع حتماً بمناعةٍ أخلاقـيّـة ووطنـيّـة أقوى من السياسيّين الذين نشكو منهم، أو يَملِك حدْساً صائباً يتفوَّق على حدْسِ الناس العاديين، فإيّـانا أن نَستخِفَّ بـ"حِكمة الشعب". من هنا الاستنتاجات الثلاثة التالية: 1) ليست الشِهاداتُ العالية والمهارات فقط ما تصنعُ الـنـخبة. 2) لا يكون المرءُ نُخبويّـاً إذا حصَر طاقاتِه في إثراءِ ذاتِه ماديّـاً، ولو حَلالاً واستحقاقاً. 3) لا يُصنَّـفُ نخبويّـاً إلا أصحابُ كرامةٍ ومبدأٍ ومناعةٍ وشجاعة. الأذِلّـةُ، الوصولـيّـون، الجبناء، والخونةُ ليسوا نخبويّين ولو كانوا علماءَ وفلاسفةً وقادة. ومن المؤسف أنّ النجاحَ ليس دائماً مرادِفاً للالتزام بالقيَم، ولا التقدمُ العلميّ والتكنولوجيّ مرادِفٌ للتقدّم الأخلاقيّ.

الأخلاقُ لا تعني التهذيبَ فقط. التهذيبُ عِلم البرتوكول، والأخلاق عِلم القيم. والنخبويُّ هو من يلتزِم بها ويَصدّ التجاربَ الشريرة، وهو من يتحلّى بالصلابةِ أمام الترغيبِ والترهيب، لاسيما تجاه المال والقوة. المثاليةُ ليست خَيالاً: إنها من هذا العالم، وهي فضيلةٌ قابلةُ التطبيق. والفسادُ ليس قدَراً: إنه آفةٌ مندَسَّـةٌ على الطبيعة البشريّـة وهي قابلةُ القهر. لذا، إنّ محاولةَ تحييد الأخلاق والقيَم عن العمل الوطنيّ هي ذريعةٌ لاستباحةِ الساحةِ السياسية، ولتبريرِ تعاطي أشخاصٍ لا يتمـتّـعون بالمواصفاتِ المطلوبة الشأنَ السياسيّ. إنْ لم يكن السياسيّ نزيهاً لا يكون حراً. ومن لا يكون حراً ليس نخبويّـاً، ولا يقود شعباً.

في البدء، ما نَشأت الدولةُ لهدفٍ سياسيٍّ بل لحاجةٍ إداريّـة هي: الاهتمامُ بشؤونِ الجماعةِ وحُسْنُ تنظيمِ الشأنين العامّ والخاص. ومن ثم صار شَكل الدولةِ الناشئةِ ديكتاتوريّـاً أو ديمقراطـيّـاً، وسياستُها سلميّـة أو عدائـيّـة، وعقيدتُها يمينـيّـة أو يساريّـة. لكنَّ التطوّر الإنسانيّ حتَّـم، مع الوقت، تآلفَ الإدارة والسياسة أي تلازُمُ الأخلاقِ والوطنـيّـة، فبرز مفهومُ النخب.

في تاريخه الحديث عرَف لبنان مجموعةَ نُخبٍ مخضرَمة (لبنانـيّـة ـ عروبـيّـة ولبنانـيّـة ـ غربـيّـة) نقلَتْه، رغم اختلاف مشاربها، من التمزّقِ والاحتلال والانحطاط والفقر إلى الوحِدة والاستقلال والنهضة والازدهار. الـنـخبة الأولى كانت مارونـيّـة، خاطرَت وطالبت بلبنان الكبير (أي لبنان التاريخي). الثانية كانت مسيحـيّـةً شاملة، آمنَت بالكِيان المنبعِث وجاهدت لتسويقِه لدى مختلفِ الطوائف اللبنانـيّـة. الثالثة كانت مسيحـيّـة وإسلامـيّـة، جَـمّدت أهواءها الإقليميّـة، تعايشت مع الانتداب الفرنسي، وبَنت دولةً ديمقراطـيّـة بمؤسّساتِها الدستوريّـة والإداريّـة والتربويّـة والاقتصاديّـة. تَحَـيّـنَت هذه الـنـخبةُ الوطنـيّـة اللحظةَ التاريخـيّـة، فانتزَعَت الاستقلالَ من الفرنسيّين وابتدَعَت ميثاقَ تعايشٍ طائفيّ ووطنيّ عُرف بالصيغةِ اللبنانـيّـة النموذجـيّـة. وفيما كانت هذه الـنـخبة المتَعدِّدَةُ الطوائفِ والمذاهب تَحكم لبنان، استمرّت نخبٌ أخرى مسيحـيّـة وإسلامـيّـة تَحِنُّ إلى لبنانَ صغير، أو تَتوق إلى لبنان متَّحِدٍ بأمّـةٍ سوريّـةٍ جغرافـيّـة أو بأمَّـةٍ عربيّـة إسلامـيّـة. وإذا كان مُكوِّنُ النخبةِ المسيحـيّـة الأخيرة التحق تدريجاً بمسيرةِ الاستقلال، فمكـوِّنها الإسلاميّ، قَـبْـلَ أن يُقسِمَ على لبنانَ أولاً، عاندَ عقوداً مستمِدّاً حيويّـة من المدِّ الناصريّ والثورةِ الفلسطينـيّـة وانتشارِ الفكرِ العقائديّ القوميّ واليساريّ.

كل تلك النخبِ المتتاليةِ تَستحِقُّ التقدير: فمنها من أسهَم في تأسيسِ وطنٍ سحَر الشرقَ والغرب عقوداً وإنْ أصيبِ فتـيّـاً بجراثيمَ ذاتـيّـةٍ ودخيلة. ومنها من أطلق فكراً قوميّـاً جريئاً خَصَّب المنطقةَ العربيّـة وإنْ مات جنيناً بداءِ الثورات المزوّرةِ فالأصوليات الجامحة.

لكنَّ تلك النخبَ ارتكبت، في القرن المنصرِم، أخطاء استراتيجيّـةً قَوّضَت مشاريعَها وأحلامَ الشعب اللبناني. ومن ثقوبِ تلك الأخطاءِ تَسلَّلت الحروبُ إلى لبنان: المَوارنةُ، الذين تَشبَّـثوا بالأمّـةِ اللبنانـيّـة، مارسوا الحكم وكأنَّ لبنانَ أمّـةً مسيحيّـة. والمسلمون، الذين تَقـبَّـلوا الكِيان اللبناني، أشرَكوا بولائِهم له. والعقائديّون اللبنانـيّون، الذين اعتبروا لبنانَ جُزءاً من كياناتٍ أوسع، تجاهلوا طغيانَ الدينِ الإسلاميِّ على فِكرهم القوميِّ العَلمانيّ وأَمْسوا مُعتمَدين محليّين لأنظمةٍ عربية. والزعماءُ، الذين أرسَوا النظامَ الديمقراطيَّ، أبقَوْا لبنانَ إقطاعيات وراثـيّـة. ولما تنـبّه بعض تلك النخب اللبنانـيّـة إلى أخطائه، وأسرع يُصحِّحها، وجَد أنّ الزمنَ أدرَكَه، فلم يجِد لا أمّـةً مسيحيّـةً ولا أمّـةً لبنانـيّـةً ولا أمّـةً عربيّـةً ولا ميراثاً يُـوَرِّثه. الدولةُ العصريّـةُ أصبحت ذِكريات العَجَزة، والصيغةُ النموذجيّـة صارت مُتحفَ شَمع، والوطنُ الكبير تحوّلَ مجموعةَ أوطانٍ قيدَ الإنشاء.

منذ أن اندثَرت الـنُـخبُ الأولى (1920 / 1989)، بدأت عملياتُ البحثِ عن نخبةٍ جديدة. شاقةٌ المهمّـة، فدخول النخب إلى الحياة السياسية اللبنانية أصعبُ من "إدخالِ جَمَلٍ في خِرْمِ إبرة". الطاقَمُ السياسيّ في القرن الماضي، وكان نخبويّـاً رغم أخطاء، خرج تِباعاً من رَحَم المتصرفـيّـةِ والانتدابِ والاستقلالِ والإرسالـيّـات الجامعيّـة والمقاومة اللبنانـيّـة. أما الطاقَم السياسيّ النخبويّ المنشود فمِن أين سيُطِلّ؟ من خنادقِ الحرب، وقد كانت في فصولها الوسيطةِ والأخيرة قذرة؟ من صناديق الانتخابات النيابيّـة، وقد كانت في مُجملها مزوَّرةً بالقانون والمال والتحالفات؟ من مراكز المخابرات السوريّـة، وقد كانت مهمّـتُها حتى 26 نيسان 2006 مطاردةَ النخب واضطهادِها (ليالي الذُلِّ في عنجر والبوريفاج)؟

ما عدا السهو والغلط، إنَّ أسوأ أنواع الوصوليّـين والانتهازيّين والمتزلِّفين ظهر في صفوف النخبِ اللبنانية في السنوات العشرين الماضية. يكفي أن نستعرضَ الأسماءَ "النخبويّـة"، وأن نعرف كيف انسلَّ هذا النخبويّ إلى لائحةٍ انتخابيّـة، وكيف هبط ذاك النخبويّ على مقعَدٍ وِزاريّ، وكيف احتلَّ ذلك النخبويّ منصِباً إداريّـاً أو حزبيّـاً أو استشاريّـاً. وكيف وضع نخبويّون كفاءتهم في خِدمة أميّـين لأنهم أثرياء، أو في خِدمة حاكمين لأنهم أصحاب سلطان. وكيف انتقل نخبويّون من يمينٍ إلى يسار، من عَلمانيّة إلى أصوليّة. يكفي أن نكتشف هذه الحقائق المؤلمة، لنُدركَ أنّ لبنان يعيش مَغيبَ القِـيَم وكسوفَ الأخلاق، ولنَتَأنّى في تحديدِ النخب الحقيقية. إن السوقَ اللبنانـيّـة مغمورةٌ بالنخب المزوَّرة.

النخبُ الصحيحة خالفتْها الظروفُ في السنوات الماضية: النخبُ المسيحيّةُ قرَعت أبوابَ الأحزاب والدولةِ فلم تُفتح لها. النخبُ الشيعيّـةُ اصطادَتْها الأصوليّـةُ فخرجت من مألوفِ المجتمع اللبنانيّ. النخبُ السنيّةُ انتَهزَتْها تيارات المالِ والبحبوحةِ فيَسَّرَت شؤونَها. النخبُ الدرزيّـة لم تَجهَد نفسَها فالتَزَمَت إجمالاً ثنائيّةَ بني معروف. أما النخبُ المتمرِّدةُ على التصنيفِ الطائفيِّ، وهي نُخَبٌ مميَّـزةٌ، فـتُـقيم ندواتِ تفكيرٍ هي أشبهُ بمجالسِ عزاء، إذ تَعجِز عن ترجمةِ تفكيرها الجديد، وعن تحويلِه واقِعاً تغييريّـاً. حَـتَّـامَ نَقبل بذلك؟ أين دَورُ هذه القوى الحيّـة، أين مؤسّساتُها ومبادراتها؟ أين تصميمُها ومثابرتها؟ أين تأثيرُها في السياسيّين والشعب؟ أين تمرُّدها وعصيانها؟ أين انقلابُها الأبيض؟ أين تضحياتها لإنقاذ لبنان من واقعِ الانحطاط الحضاريّ والسياسيّ والفكريّ والطائفيّ؟

ما عدا بعضَ الشخصيّات الوطنيّة، الطاقَمُ السياسيّ الحالي هَجينُ المنشأ: فئةٌ ضَخَّمَتها المنظّماتُ الفلسطينيّة إبّـانَ سيطرتِها على أجزاءٍ من لبنان. فئة صنّعها الاحتلالُ السوريّ واستَـنْسَخها بالعشرات. فئةٌ بَقيت من فُلول الميليشيات. فئة اختلَست النيابةَ سنةَ 1992 عبرَ انتخاباتٍ قاطعتها غالِبيّـةٌ شعبيّة. فئةٌ نَصبّها المالُ الحَرام أو الحلال. فئةٌ خَرّجَتها الثورة الإيرانـيّـة وأغدقت المال عليها والسلاح. فئةٌ خلقَتها تياراتٌ من العَدم وأتت بها من المجهول. فئةٌ استغابَت أصحابَ الكراماتِ والجِباه العالية فاعتاد الشعبُ خدماتها الخاصّة على حساب خِدمة الوطن. فئة خرجت من بطون أمهاتها فوجَدت مقاعدَها جاهزةً مع "المُـغْلي". وأخيراً، فئةٌ قليلةٌ جدّاً بَلغت مواقِعها بنضالِ السنين ومقاومةِ المحتلّين، فاضطُهِدت سنوات، أو عُزِلت، أو أُقصِيت، أو نُفيت، أو سُجنت، أو اسُتشهدت. ورغم معاناةِ هذه الفئة القليلة، فأكثريةُ شخصيّاتِها لم تَتعلَّم كفايةً من تَجاربها القاسية ولا من الهزائمِ التاريخيّـة والمآسي. واللافتُ أنَّ كلَّ هذه الفئات تَضُمُّ في صفوفِها أو في حدائقها الخلفيّة نُخباً ـ بمفهوم حَمَلةِ الشَهادات ـ تَتصرّف وَفْـقَ دفترِ شروطِ نُخب البَلاط.

إنّ ظروفاً سلبيّـةً وأخرى إيجابيّـة، تسمح اليوم بأن تخرجَ النخبُ الحقيقيّـة من تردُّدِها وتقتحمَ الساحةَ الوطنيّة. الظروف السلبيّـة هي: تعثّر القوى السياسيّة اللبنانيّة كافة. فالقوى المسيحيّة منقسمة، والقوى الشيعيّـة أسيرة سلاحٍ انحرف عن مساره المعلَن وصار أداةَ تنفيذِ مشروعٍ مبَـطَّن. والقوى السنـيّـة أُصيبَت بـ"دِفرْسوار" عسكريّ ونكسةٍ سياسيّـة، والقوى الدرزيّـة في الجبل تشعر، على بسالتها، بحالة حصار جغرافيّ. والمؤسّسات الدستوريّة والرسمـيّـة والإداريّـة فَقدَت توازنَها وفعاليّـتها. بكلمة، كلّهم أمام مأزق. منهم من فَشِل ومنهم من فشَّـل تحقيق مشروعِ الدولةِ المستقلَّة الحرّة رغم انتصار سنة 1982، وتحريرِ سنة 2000، وانتفاضة سنة 2005، وصمود سنة 2006، وأسطولٍ من القرارات العربيّـة والدولـيّـة.

أما الأسباب الإيجابيّـة فهي: انتخاب رئيسِ جمهوريّةٍ جديد، ورغبةُ فئاتٍ واسعة من الشعب بالرِهان على الدولة الجديدة بَدل بعضِ الكتلِ والأحزابِ التي خيَّبت أمالها في السنوات الأخيرة. تشجيع المجتمع الدولي اللبنانيّين على تجديدِ حياتِهم السياسيّة من خلالِ مجموعاتٍ سياسيّـةٍ جديدة. ووجودُ ملامحِ تطوّرات إقليميّـة من شأنها أن تعطيَ قوةَ زَخمٍ لفكرة التغيير والتجديد في لبنان وعددٍ من دول المنطقة.

مسؤوليةُ النخبِ أن تلتقِطَ مختلَفَ هذه العناصر والظروف وتُحوّلَها قاعدةَ انطلاقٍ في الشأن العامّ على أسسٍ وطنـيّـة وأخلاقـيّـة مرتكزةٍ أساساً على المفاهيمِ التالية:

العملُ على جمعِ شَمْلِ التجمّعات النخبويّـة في منظومةٍ مؤسّساتـيّـة وطنـيّـة جديدة تتخطّى الانقسامات السياسيّـة الحالـيّـة، فتكون مَلاذَ الراغبين بالعمل في الشأن العامّ في إطارٍ ديمقراطيّ حقيقيّ. إن استمرار التجمّعات النخبويّـة تتناسل كالفُطْرِ من دون أيِّ تنسيقٍ في ما بينها سيُبقيها عقيمة، لاسيما وأنَّ الحسدَ والأنانـيّـة بين النخب تفوقان أحياناً الصراعات بين أهل السياسة (قلّما وقعتُ على نخبويٍّ يُشيد بزميله).

مهمّة هذه المنظومةِ المؤسساتـيّـة وضعُ مشروعِ تغييرٍ يتعدّى العملَ السياسيّ إلى نمطِ التفكير والأداء العامّ في المجتمع والحياة. وعلى أساس هذا المشروع تَرسم المنظومةُ حدودَ علاقاتها بالقوى الموجودة. إنّ سببَ فشل النخب الحالـيّـة في أن تكون بديلاً ذي صُدقـيّـةٍ عن الطاقم السياسي الحالي، هو تردّدُها في قَطع "حَبْل السُرّةِ" مع القوى التقليديّـة، وبلوغُها بالمفَـرَّق بعض المناصب من دونِ احترام المبادئ التي كانت تنادي بها قبل وصولها (أو وصولـيّـتها).

الإيمانُ بقضيّـةٍ والاستعدادُ للتضحية في سبيلها. مَن يتعاطى السياسةَ في لبنان يجب أن يكون صاحبَ قضية، فلبنان وطنٌ وقضية قبلَ أن يكون دولةً وإدارة. ومن يَحمل قضيةً لا يَربط نجاحَه بانتصارٍ فوريٍّ وسريعٍ، بل بمسيرةٍ قد لا يَقطفُ هو ثمارَها، إنما الأجيال الآتية.

اعتبار تولّي المسؤولـيّـات الدستوريّـة واجبٌ وطنيّ يتعدّى الطموحَ الشخصيّ، فيخوض النخبويّون كل استحقاقٍ انتخابيٍّ من دون خجل.

عدمُ ربطِ العمل في الشأن العام ببلوغِ المناصب النيابيّـة والوزاريّـة حصراً؛ فالسلطة في العالم الحديث لم تعد مناصب رسميّـة فقط، بل مواقع تأثير ونفوذ. في أميركا وأوروبا، الاقتصاديّون يصنعون السياسية، والإعلاميّـون يصنعون السياسيّين.

      هذه المطالعةُ تضع النخبويّين أمام امتحانٍ صعبٍ لأن الشعوب عموماً تقليديّـة ومحافِظة، ولَـمّـا تثور فلِتغـيِّـر أنظمتَها لا لتغـيِّـر نفسَها. والمأساة، أنه كلّما جمعت فرصةُ التغيير الشعبَ والنخب، ذهبَ كلُّ واحدٍ في طريق مختلفٍ عن الآخر: الشعب عاد إلى طبعه واختار التقليديّين، والـنُـخب نَأَتْ عن المواجهةِ إذ تَخال نوعيّـتها تُعفيها من النضال، وهذا وَهْمٌ. مسؤوليّـة الشعب أن يختار الأفضل، وواجبُ النخب أن تكافحَ وتُقنعَ الشعبَ بمشروعها؛ فصعوبة التغيير لا تَجعله مستحيلاً بل ضروريّـاً. وأملي ألا تخفِقَ النخبة في تولّي السلطة كما فشِل السياسيّون في بناء الدولة.

* صدر له حديثاً كتاب جديد: "لبنان والشرق الأوسط بين ولادة قيصرية وموت رحيم".