المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار الجمعة 4 تموز 2008

 

إنجيل القدّيس لوقا .23-14:11

وكانَ يَطرُدُ شَيطاناً أَخرَس. فلَمَّا خرَجَ الشَّيطان تَكلَّمَ الأَخرَس فأُعجِبَ الجُموع. على أَنَّ أُناساً مِنهم قالوا: «إِنَّه بِبَعلَ زَبولَ سَيِّدِ الشَّياطين يَطرُدُ الشَّياطين».

وطلَبَ مِنه آخَرونَ آيةً مِنَ السَّماءِ لِيُحرِجوه. فعرَفَ قَصْدَهُم فقالَ لَهم: «كُلُّ مَملَكَةٍ تَنقَسِمُ على نَفْسِها تَخَربُ وتَنهارُ بُيوتُها بَعضُها على بَعض. وإِذا انقَسَمَ الشَّيطانُ أَيضاً على نَفْسِه فكَيفَ تَثبُتُ مملَكَتُه؟ فإِنَّكم تَقولونَ إِنِّي بِبَعلَ زَبولَ أَطرُدُ الشَّياطين. فإِن كُنتُ أَنا بِبَعلَ زَبولَ أَطرُدُ الشَّياطين، فبِمَن يَطرُدُهُم أَبناؤكُم؟ لِذلِكَ هُمُ الَّذينَ سَيَحْكُمونَ علَيكم. وأَمَّا إذا كُنتُ بإِصبَعِ اللهِ أَطرُدُ الشَّياطين، فقَد وافاكُم ملَكوتُ الله. إِذا كانَ القَوِيُّ المُتَسَلِّحُ يَحرُسُ دارَه فإِنَّ أَموالَه في أَمان. ولكِن إِذا فاجَأَه مَن هُو أَقوى مِنهُ وغَلَبَه، يَنتَزِعُ ما كانَ يَعتَمِدُ علَيه مِن سِلاح، ويُوَزِّعُ أَسْلابَه. مَن لم يَكُنْ مَعي كانَ علَيَّ، ومَن لم يَجمَعْ مَعي كانَ مُبَدِّداً

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 3 تموز 2008

البلد

ذكر مصدر دبلوماسي غربي ان "بعد عودة المزارع الى السيادة اللبنانية يعود لبنان الى اتفاق الهدنة المعدل بموجب القرار 1701 الذي سمح بتمركز ما يقارب 15000 ضابط وجندي من الجيش".

أوصلت مصادر في المعارضة بطريقة غير مباشرة اشارات لوم الى أحد أركانها في الشمال للقائه عدداً من فاعليات الموالاة أثنا معالجة وضع طرابلس.

تبلغ المندوبون المعتمدون في القصر الجمهوري ان الرئيس سليمان سيحصر التغطية الاعلامية بالاعلام الرسمي لعدم توافر موازنة تغطي حضورهم في باريس.

الشرق

ديبلوماسي عربي قلل اخيراً من حركته السياسية والرسمية اكد لمقربين ان المناخ الداخلي مرشح لأن يشهد تحسناً ظاهراً في وقت قريب؟!

حزبي بارز ابلغ مرجعاً رسمياً عبر احد اركانه ان ظروفاً امنية قاهرة لاتزال تحول الى الان دون زيارته وتقديم واجب التهنئة له!

وزير من الذين سبق لهم ان استقالوا من الحكومة يستمر في انتقاد الرئيس فؤاد السنيورة وفريق الاكثرية وكأنه قطع الأمل نهائياً من حمل اية حقيبة في الحكومة الجديدة؟

النهار

تردد ان الرئيس سليمان فوجئ بسفر الرئيس بري وكان في نيته عقد لقاء معه للبحث في موضوع تشكيل الحكومة.

لم يصدر حتى الآن عن اي مرجع رسمي ما يؤكد او ينفي المعلومات المتداولة عن وجود مسلحين في مرتفعات صنين.

لم تطلب اسرائيل ولا الوسيط الالماني حضور ممثل عن الحكومة اللبنانية في مفاوضات تبادل الاسرى.

السفير

استغرب مسؤولون في مؤسسة أمنية البيان الصادر عن مؤسسة رسمية في بيروت والذي يتضمن انتقادات وإنذارات بسبب بعض المخالفات.

وردت معلومات الى بيروت عن تغييرات لعدد من الدبلوماسيين المعتمدين في لبنان عرباً وأجانب خلال المرحلة المقبلة.

تتفاعل قضية الحجز الذي وضعته وزارة المالية على أملاك لوقف احدى الطوائف المسيحية في بيروت.

المستقبل

لاحظت أوساط ديبلوماسية ان الأمين العام للأمم المتحدة أعدّ تقرير 1701 من دون ايفاد مبعوثين وارتكز إلى مسؤولي الأمم المتحدة في كل من نيويورك وبيروت.

قالت أوساط غربية ان عدم ورود تفاصيل حول الجهد الدولي لتحرير مزارع شبعا في تقرير 1701 يعود إلى انتظار نتائج المساعي لبلورة آلية محددة.

أوضحت مصادر أوروبية ان إسرائيل لم توافق بعد على المشاركة في مؤتمر موسكو للسلام الثامن على الرغم من التفاوض غير المباشر على مسارها مع سوريا.

اللواء

برزت مخاوف من نمو تيارات متطرفة في لقاء مسؤول رفيع في عاصمة معنية مع وفد معارض من العاصمة!·

لاحظت أوساط نيابية أن بعض الوزراء في الحكومة باستثناء غياب الجلسات، يتصرّفون وكأنهم أخذوا الثقة للتو من المجلس النيابي، وليسوا في فترة تصريف أعمال!·

لمس قيادي في تيار من الأكثرية أن ثمة كلمة سر أعطيت وتقضي بتشكيل الحكومة، ولكن بعد إطالة محدودة ومرتبطة بمناسبة كبيرة!·

 

سليم بو سركيس اللبناني الاصل رئيسا لمجلس النواب في الباراغواي

وطنية- 3/7/2008 (سياسة) اعلنت سفارة لبنان في اسنسيون - الباراغواي في بيان "ان مجلس النواب في الباراغواي انتخب بتاريخ 30/6/2008 النائب سليم بو سركيس رئيسا له، وهو حفيد مهاجر لبناني من آل سركيس من جونية".

 

البطريرك الماروني يغادر قريبا الى اوستراليا في زيارة رعوية

وطنية - 3/7/2008 (سياسة) يغادر البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في الساعات المقبلة الى اوستراليا، في زيارة رعوية هي الثانية له منذ عام 1993. وتندرج الزيارة في إطار لقاء الشبيبة العالمي الذي يجمع آلاف الشبان من مختلف دول العالم للقاء البابا بنديكتوس السادس عشر لثلاثة ايام في 18 و19 و20 تموز حين ترؤسة القداس الختامي. وينعقد ضمن هذا اللقاء الملتقى العالمي الأول للشباب الموارنة المتوافدين من مختلف أنحاء العالم ايام 10 و11 و12 تموز، ويترأس البطريرك صفير أعمال هذا الملتقى، ويختتمه بقداس احتفالي نهار الاحد 13 تموز يشارك فيه كبار المسؤولين الاوستراليين الروحيين والزمنيين ورؤساء الكنائس في اوستراليا، وآلاف الشباب والمؤمنين الموارنة.

ويشارك البطريرك صفير في نشاطات الزيارة عدد من المطارنة والكهنة والرهبان ومسؤولي الحركات الرسوية والشبابية، وقد بدأوا بالوصول الى اوستراليا منذ حوالى الاسبوع. ويرافق البطريرك صفير على متن الطائرة الخاصة، التي وضعها بتصرفه نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس، المطارنة شكر الله حرب، فرنسيس البيسري، سمير مظلوم، شكرالله نبيل الحاج، ادغار ماضي وسمير نصار، المونسنيور يوسف طوق، رئيس مؤسسة البطريرك صفير الإجتماعية الدكتور الياس صفير، الشماس جورج صليبا، ووفد إعلامي يضم الزميلين جورج عرب وحبيب شلوق، مصورون وعضوا مجلس البطاركة زكي فغالي وجوزف الياس. وسيوزع مجانا على الشباب المجتمعين في لقائهم العالمي، على متن الطائرة كتاب "ارض القداسة والتراث" الذي أعدته رابطة قنوبين للرسالة والتراث بالتعاون مع مؤسسة عصام فارس، وهو بمثابة رسالة الى الشباب تستوحي معاني المناسبة، وتحمل صورا مميزة لأبرز المواقع الروحية والتراثية في لبنان.

وقد شكل راعي ابرشية اوستراليا المارونية المطران عاد ابي كرم لجانا تنظيمية اعدت برنامجا حافلا للبطريرك صفير يتيح له لقاء أبناء الجالية اللبنانية وفاعلياتها، والرعايا المارونية في مختلف الولايات الاوسترالية، الى لقاءات المسؤولين الاوستراليين الفدراليين في الولايات من رؤساء الوزارات ومجلس النواب ومجلس رئاسة جامعة سدني، بالاضافة الى استقباله في مقر إقامته الجمعيات والرابطات والأحزاب اللبنانية. وقد نسق المطران ابي كرم النشاطات المتعلقة بالملتقى العالمي الاول للشباب الموارنة، وبمحطات زيارة البطريرك صفير مع الجامعة الكاثوليكية في سدني - اوستراليا، ومع عدد من الهيئات ومراكز الأبحاث المتخصصة في لبنان.

 

البطريرك الماروني تلقى رسالة من الأب قزي عن قرار البابا اعلان البطريرك الدويهي مكرما

وطنية- 3/7/2008 (متفرقات) تلقى البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، رسالة من طالب دعوى البطريرك اسطفان الدويهي، الاب بولس قزي جاء فيها: "بعد تقبيل أياديكم الطاهرة، وطلب رضاكم الأبوي، أسمح لنفسي بأن أتقدم من غبطتكم ونيافتكم بالتهاني بإعلان البطريرك اسطفان الدويهي مكرما جديدا في الكنيسة الجامعة الكاثوليكية وإعلان بطولة فضائله من قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر في الجلسة "Udienza Ex" حيث التقى قداسته رئيس مجمع القديسين نيافة الكاردينال خوسيه سرايفا مرتينس الساعة الأولى بتوقيت روما وأبلغه قرار اعلان البطريرك الدويهي مكرما. وصدر هذا القرار في الجريدة الرسمية "Romano Losservatore" ومختلف وسائل الإعلام داخل الفاتيكان وخارجه".

واضاف في الرسالة: "أتقدم بالتهاني القلبية وبالشكر البنوي للثقة الغالية التي منحتموني اياها لإعداد ملف دعوى إعلان قداسة البطريرك العلامة اسطفان الدويهي، حيث بدأت دعوى اعلان قداسته في 12 كانون الاول عام 2000 بحيث مهرتموها بختمكم المبارك، في كرسيكم الموقر في بكركي، إثباتا للحدث التاريخي الذي تم اليوم، بناء على الطلب الأساسي لغبطتكم وبعنايتكم الأبوية المباركة، يصدر المرسوم قريبا في كتيب، كما وقعه الأب الأقدس لتقديمه الى غبطتكم".

وختم: "حفظ الرب غبطتكم بشفاعة قديسي الكنيسة المارونية، وأعطانا في البطريرك اسطفان العلامة، قديسا جديدا من الوادي المقدس، لكنيستنا المارونية وللكنيسة جمعاء(...)".

قداسا شكر

الى ذلك، يحتفل البطريرك صفير عند الساعة السادسة مساء اليوم الخميس بقداس شكر في كنيسة سيدة الطرح -بكركي في حضور اعضاء مؤسسة البطريرك الدويهي.

كما تحتفل رعية اهدن الساعة 11,30 قبل ظهر الاحد 6 تموز بقداس شكر في كنيسة مار جرجس الرعائية.

 

الرئيس سليمان اتصل بالبطريرك صفير مهنئا باعلان البطريرك الدويهي مكرما

وطنية - 3/7/2008 (سياسة) أجرى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، إتصالا هاتفيا بعد ظهر اليوم بالبطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير، هنأه فيه بإعلان الفاتيكان البطريرك الراحل اسطفان الدويهي مكرما، معتبرا أن لهذا الحدث بعدين وطنيا ودينيا، نظرا الى ما كان يتمتع به البطريرك الدويهي من صفات روحية وزمنية، والدور الذي لعبه في تاريخ لبنان والكنيسة المارونية خصوصا.

كذلك تمنى الرئيس سليمان للبطريرك صفير، التوفيق في الرحلة التي يعتزم القيام بها إبتداء من الغد إلى أوستراليا لتفقد الرعايا اللبنانيين المنتشرين فيها، ولا سيما أبناء الطائفة المارونية.

النائب السابق غطاس خوري

إلى ذلك، واصل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لقاءاته، بعد ظهر اليوم، في إطار الاتصالات الجارية لمعالجة الوضع الحكومي والوصول إلى تشكيل الحكومة الجديدة. وفي هذا السياق، استقبل الرئيس سليمان، عضو "تحالف 14 آذار" النائب السابق الدكتور غطاس خوري، وتداول معه في ما آلت إليه الاتصالات الجارية لتشكيل حكومة جديدة. وبعد اللقاء، قال الدكتور خوري ان "زيارته هي استكمال للقاء الذي جرى بين رئيس الجمهورية والنائب سعد الحريري"، واصفا الأجواء المحيطة بتشكيل الحكومة بـ"الإيجابية والمشجعة"، متوقعا ولادتها "قبل سفر الرئيس سليمان إلى باريس في الثاني عشر من الشهر الحالي". ونفى "وجود خلافات بين مسيحيي قوى الرابع عشر من آذار"، معتبرا ما ورد في المؤتمر الصحافي للأمين العام ل"حزب الله" بأنه "نفس جديد وإيجابي".

وعن إمكان حصول لقاء على مستوى قيادتي تيار "المستقبل" و"حزب الله"، أوضح "أن الأولوية الآن للحكومة وكل شيء وارد بعد تشكيلها على صعيد اللقاءات".

وعما إذا كان العماد ميشال عون أعطى جوابا في شأن المقترح الأخير للتشكيلة الحكومية، قال: "هذا شأن الرئيس المكلف الذي يتفاوض مع العماد عون ويحل الأمور، ونحن طرف كبقية الأطراف".

العماد فيكتور خوري والعميد ميشال خوري

والتقى الرئيس سليمان الوزير السابق العماد فيكتور خوري قائد الجيش السابق، والنائب السابق العميد ميشال خوري، وتداول معهما عددا من مواضيع الساعة.

 

الرئيس سليمان تابع الاتصالات واللقاءات لمعالجة الوضع الحكومي

وطنية -3/7/2008 (سياسة) شهد قصر بعبدا، قبل ظهر اليوم، سلسلة لقاءات تناولت مواضيع سياسية وديبلوماسية وانمائية، فيما تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الاتصالات واللقاءات الجارية لمعالجة الوضع الحكومي في ضوء المواقف التي صدرت خلال الثماني والاربعين الساعة الماضية عن القيادات السياسية المعنية والتي تركزت على ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة الجديدة وتوظيف المناخات الايجابية لتحقيق ذلك.

كما تابع الرئيس سليمان المراحل التي قطعتها التحضيرات الجارية لانجاز خطوة تحرير الاسرى والمعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية. كما كانت لرئيس الجمهورية لقاءات تناولت شؤون الوزارات.

الوزير سركيس

وفي هذا السياق، استقبل الرئيس سليمان، وزير السياحة في الحكومة المستقيلة المهندس جو سركيس واجرى معه جولة أفق تناولت مختلف مواضيع الساعة.

واوضح الوزير سركيس ان اللقاء شكل مناسبة لعرض آخر التطورات على الساحة المحلية، وانه طلب من الرئيس سليمان رعاية واطلاق الحملة الوطنية التي تقوم بها وزارة السياحة للتصويت للموقعين السياحيين: مغارة جعيتا ومحميات ارز لبنان، لمناسبة انطلاق حدث اختيار العجائب الطبيعية السبع في العالم بطريقة التصويت الشعبي، والذي ستشارك فيه كل الوزارات والادارات والمؤسسات والجمعيات والمدارس والجامعات، بالاضافة الى اللبنانيين في الداخل ودول الاغتراب.

ونقل الوزير سركيس بعد اللقاء عن رئيس الجمهورية موافقته على اطلاق هذه الحملة، مشددا على أبعاد هذا الحدث الوطنية، مبديا استعداده للمساهمة ودعم الخطوات التي من شأنها ان تؤدي الى فوز الموقعين المذكورين.

وفي الشأن السياسي، اوضح الوزير سركيس انه جدد الدعم والتأييد القوي لرئيس الجمهورية وللرغبة في ان يكون عهده ناجحا وواعدا، مشيرا الى ان البحث تناول ايضا موضوع تأليف الحكومة الجديدة، بحيث اكد ضرورة ان تبصر النور سريعا، "لان التأخير الحاصل، وسببه تعنت البعض، يضر بانطلاقة العهد بالزخم المطلوب". وقال: "ان المطلوب ان يتفق رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف على التشكيلة التي يجدانها مناسبة، آخذين في الاعتبار مضمون اتفاق الدوحة والتمثيل الصحيح والعادل لجميع الافرقاء السياسيين، وليتحمل المسؤولية كل من لا تعجبه التشكيلة المقترحة لان البلد والناس لم يعد في مقدورهم ان يتحملوا المزيد من العناء".

الوزير أوغاسبيان

وزاريا أيضا، اجرى الرئيس سليمان جولة أفق عامة مع وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية في الحكومة المستقيلة جان اوغاسبيان الذي وضعه في اجواء ما تقوم به وزارته من مشاريع ولا سيما في ما خص "الحكومة الالكترونية" والمكننة الشاملة والكاملة لكل الادارات العامة، وما يستلزمه بعض الامور من تعديل للقوانين وتبسيط للاجراءات. كما وضعه في صورة ما آل اليه مشروع البطاقة الذكية الذي ينفذ بالتعاون مع الماليزيين ويعنى بالمكننة الشاملة للاحوال الشخصية وللجهات الضامنة كافة. اما في الشأن السياسي، فأوضح الوزير اوغاسبيان ان اللقاء كان فرصة لعرض الاجواء التي اعقبت زيارة رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري لقصر بعبدا، والتي سادها الانفتاح والتواصل والمرونة، ما جعلها اكثر ملاءمة لتأليف الحكومة في اسرع وقت، مشددا على ضرورة ان تتألف الحكومة افساحا في المجال امام التفرغ للاستحقاقات الاخرى وفي مقدمها مواجهة الاوضاع الاقتصادية والانطلاق بالحوار الوطني حول القضايا الوطنية كافة، من جهة، واضفاء المزيد من الجدية في عمل الادارات واعطاء الامل للبنانيين، من جهة ثانية.

ونقل الوزير اوغاسبيان عن رئيس الجمهورية اطمئنانه وترحيبه بالمواقف المنفتحة التي صدرت خلال اليومين الماضيين، مشيرا الى انه يقوم بكل مسعى وجهد لارساء مناخ من التفاهم والتواصل.

القائمة بأعمال السفارة الاميركية

ديبلوماسيا، استقبل الرئيس سليمان القائمة بأعمال السفارة الاميركية في بيروت السيدة ميشيل سيسون التي اعلمت رئيس الجمهورية انها ستغادر قريبا الى واشنطن للادلاء بشهادتها امام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الاميركي تمهيدا لتثبيت تعيينها سفيرة لبلادها في لبنان. وخلال اللقاء، تم التداول في عدد من المواضيع المتصلة بالتطورات الراهنة داخليا واقليميا، والتحركات التي تشهدها دول المنطقة.

الامين التنفيذي ل"الاسكوا"

ديبلوماسيا ايضا، التقى الرئيس سليمان، وكيل الامين العام للامم المتحدة الامين التنفيذي ل"الاسكوا" السيد بدر عمر الدفع على رأس وفد ضم كبار المسؤولين في المنظمة، الذين قدموا التهاني الى رئيس الجمهورية. واكد السيد الدفع خلال اللقاء الحرص على تعزيز التعاون بين المؤسسات الرسمية اللبنانية و"الاسكوا" والاستمرار في تنفيذ المشاريع والبرامج الموضوعة، شاكرا التسهيلات التي تقدمها الدولة اللبنانية للمنظمة على الصعيدين اللوجستي والامني.

وقال: "اننا نثق بحكمتكم وحسن ادارتكم لشؤون البلاد، كما كان الوضع عندما كنتم على رأس قيادة الجيش، وسنواصل التعاون للمساعدة على تعزيز الاستقرار في لبنان وتنفيذ المشاريع في كل المناطق اللبنانية".

ورد الرئيس سليمان شاكرا للسيد الدفع واعضاء الوفد المرافق التمنيات التي عبروا عنها، منوها بما قدمته "الاسكوا" من مساعدة للبنان، لا سيما في الظروف الصعبة التي اجتازها، وبابقاء بيروت مقرا لها. واكد رئيس الجمهورية ان لبنان حاجة عربية ودولية كبلد نموذج للحوار والعيش المشترك والاعتدال مما يجعل كل الدول معنية ببقائه واحة للتفاعل بين سائر الحضارات.

تصريح الدفع

وبعد اللقاء، صرح السيد الدفع: "جئت على رأس وفد من "الاسكوا" لتقديم التهنئة لفخامته ولتأكيد مساهمة اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا في عدد من المشاريع في لبنان. وقد شكرنا الرئيس سليمان على استضافة اللجنة وتقديم كل الدعم والتسهيلات لها".

واضاف: "تناول البحث ايضا المشاريع التي ستقوم بها "الاسكوا" في المناطق اللبنانية كافة على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي. وثمة ايمان كبير بالدور الذي تقوم به الامم المتحدة عن طريق " الاسكوا" وهي الذراع الاقليمي للمنظمة الدولية في المنطقة. سينعكس الاستمرار في لبنان على اداء المنظمة وسنرى في المستقبل القريب مشاريع عدة تقوم بها "الاسكوا" في المناطق اللبنانية كافة، مما يجعلها اكبر منظمة اقليمية في لبنان".

واشار السيد الدفع الى " ان في الاسكوا اكثر من 400 موظف، القسم الاكبر منهم لبنانيون يقومون بعمل جيد في كل مشاريع اللجنة".

وردا على سؤال، أوضح "ان هناك تحديات تواجه المنطقة ولاسيما لبنان"، مشيرا الى ان اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا ستقوم بمشاريع على صلة بايجاد فرص عمل، في مجال الصناعات الصغيرة والمتوسطة، وتوفير الكفاءات، والتدريب، والتأهيل خصوصا على مستوى الشباب".

النائب سرحال

سياسيا، استقبل الرئيس سليمان عضو "الوفاء للمقاومة" النائب الدكتور بيار سرحال وأجرى معه جولة أفق عامة تركزت خصوصا على المستجدات على الساحة السياسية ومواقف الاطراف منها.

الوزير السابق الامين

ومن زوار قصر بعبدا، الوزير السابق عبد الله الامين الذي بحث مع رئيس الجمهورية في المساعي الجارية لتشكيل الحكومة، بالاضافة الى ما تشهده الساحة المحلية من تطورات.

واثر اللقاء، نقل الامين عن الرئيس سليمان ارتياحه لتجاوب الافرقاء السياسيين مع الجهود التي يبذلها توصلا الى تأليف الحكومة. وقال : "ان رئيس الجمهورية يعتبر ان الطريق بدأ ينفتح طبيعيا لتحقيق هذه الغاية وان ما تبقى من قضايا عالقة بات في طريقه الى الحل".

النائب السابق الداوود

كذلك، التقى رئيس الجمهورية الامين العام ل"حركة النضال اللبناني العربي" النائب السابق فيصل الداوود الذي أكد أن "الزيارة لتهنئة الرئيس سليمان بانتخابه ولتأكيد مساندته الكاملة في مسيرته باعتباره "خشبة الخلاص للبنان بعد توافق وإجماع القيادات اللبنانية على شخصه".

وقال: "ان تجربة الرئيس سليمان السابقة كقائد للجيش في الظروف العصيبة التي مر بها لبنان جعلت منه الملاذ"، متمنيا ان "تشكل الحكومة في أسرع وقت لما لذلك من أهمية في تمكين رئيس الجمهورية وإعطائه القدرة على العمل في سبيل مصلحة لبنان".

وشدد على ان "تأليف الحكومة قبل سفر الرئيس الى فرنسا من شأنه اعطاء لبنان قوة إضافية، والافساح في المجال امام مساعدته على المستويات كافة".

 

الرئيس السنيورة عرض مع الوزيرة معوض وسيسون التطورات

وطنية- 3/7/2008 (سياسة) استقبل الرئيس المكلف فؤاد السنيورة قبل ظهر اليوم في السرايا الحكومية، القائمة بأعمال السفارة الاميركية ميشيل سيسون، وجرى خلال اللقاء عرض للتطورات المحلية والاقليمية. كما استقبل رئيس جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية محمد امين الداعوق وعرض معه اوضاع الجمعية.

وزاره راعي ابرشية الموارنة في الارجنتين المطران شربل مرعي يرافقه الاباتي فيليب يزبك والاب ايلي نصر، وعرض معه اوضاع الجالية اللبنانية في الارجنتين. ثم استقبل وزيرة الشؤون الاجتماعية نائلة معوض، وعرض معها التطورات واوضاع الوزارة.

 

جعجع عرض مع وزير الشباب والرياضة التطورات والتقى القائم بالاعمال القطري

الوزير فتفت: لو سمعنا خطاب السيد نصرالله في آب 2006 لكنا في وضع أفضل

وطنية - 3/7/2008 (سياسة) إلتقى رئيس الهيئة التنفيذية ل"القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب الوزير أحمد فتفت في حضور النائب ايلي كيروز ورئيس بلدية بشري الدكتور جورج جعجع.

وقال الوزير فتفت بعد اللقاء: "تداولنا مع الدكتور جعجع في الاوضاع الراهنة، وموضوع تأليف الحكومة، والتطورات السياسية ألاخيرة".

وأمل "ان يكون هنالك تطورات ايجابية على صعيد تشكيل الحكومة لأن المفاوضات تجري بين المعارضة والمعارضة حول توزيع الحقائب، فتوزيع الحصص على الفرقاء كان واضحا في اتفاق الدوحة". وأستغرب "ما حكي من كلام حول رفض الاعتذار لأهالي بيروت حيث طالب البعض الاعتذار من المقاومة"، متسائلا: "ممن يطلبون الاعتذار؟ من الناس الذين حضنوا المقاومة أم من الناس الذين استقبلوا في بيوتهم ومدارسهم أنصار المقاومة يوم هجروا من الجنوب من يجب ان يعتذر؟ من تعرض للاتهام بالخيانة والعمالة وكان دائما في موقع الدفاع عن النفس". وتمنى "أن يكون هنالك لهجة سياسية مختلفة تنسجم والخطاب الذي سمعناه بالامس، وكنا نتمنى لو سمعنا هذا الخطاب في 14 آب 2006 لكنا اليوم في وضع أفضل بكثير". وإلتقى جعجع ايضا القائم بالاعمال القطري في لبنان أحمد الكواري، في حضور مسؤول العلاقات الخارجية في القوات اللبنانية جوزف نعمه، وجرى خلال اللقاء الذى إستمر ساعة عرض للاوضاع الراهنة.

 

لماذا "تكتل الاصلاح والتغيير" لا يفتح عيونه جيدا على المواضيع الاصلاحية الفعلية حين تحصل فضائح مع حلفائه؟

وكالات/عقد إيجار دار سكن مؤقت لسفيرة لبنان في لندن بقيمة 765 ألف دولار أميركي!

دوّت فضيحة في الأوساط السياسية والدبلوماسية اللبنانية بعدما انكشف أمر عقد إيجار قام به وزير الخارجية فوزي صلوخ لدار سكن لسفيرة لبنان في لندن إنعام عسيران. وقد بلغت قيمة الإيجار 1148550000 (مليار ومئة وثمانية وأريعون مليونا وخمسمائة وخمسون ألف ليرة لبنانية) لمدة سنة واحدة، أي ما يفوق 765 ألف دولار أميركي وما يوازي 7500 جنيه استرليني أسبوعيا (أكثر من 22 مليون ليرة أسبوعيا). ومن الشائع في الأوساط اللبنانية أن السفيرة عسيران كانت تزوجت من رئيس مجلس النواب نبيه بري الأمر الذي يفسر سعي الوزير صلوخ الدؤوب لتأمين مخرج لعقد الإيجار الذي رفضه ديوان المحاسبة بشكل قاطع. وصلوخ كان حاول تمرير الملف أكثر من مرة على مجلس الوزراء لإقراره قبل انتخاب الرئيس العماد ميشال سليمان، أي قبل أن تصبح الحكومة بحكم المستقيلة، ولم يقبل الرئيس فؤاد السنيورة بتمرير الموضوع. كما أن مداخلات عدة جرت مع ديوان المحاسبة للعودة عن قراره بالرفض، إلا أن كل هذه المحاولات باءت بالفشل وبقي ديوان المحاسبة مصرا على رأيه الذي اعتبر فيه أن العقد "يتجاوز المألوف والمتعارف عليه مقارنة بدور سكن السفارات اللبنانية في الخارج".

تجدر الملاحظة أن مجلس الوزراء لم يوافق على هذا العقد رغم إصرار صلوخ على إدراجه على جدول الأعمال يوم كان لا يزال مستقيلا!

بعض الظرفاء طرحوا أكثر من سؤال حول هذا الموضوع: هل صحيح أن سفر الرئيس بري الأخير كان بهدف ضمنا الى أن يعرّج على لندن في طريقه الى كندا للاطمئنان الى سعادة السفيرة حرمه وطمأنتها حول إصراره على المضي بهذا العقد المخالف لكل الأصول والقوانين؟ و لماذا "تكتل الاصلاح والتغيير" لا يفتح عيونه جيدا على المواضيع الاصلاحية الفعلية حين تحصل فضائح من هذا النوع مع حلفائه؟

 

مصر تستعين بالأزهر لتدريب ضباطها على "مواجهة الفكر الشيعي"

رجال دين من الأزهر شاركوا في المحاضرات 

العربية نت

استدعت الداخلية المصرية عدداً من علماء الأزهر المتخصصين في المذاهب الشيعية، لتثقيف ضباط جهاز مباحث أمن الدولة حول الفكر الشيعي، وذلك في إطار "مواجهة التغلغل الشيعي في المجتمع المصري السنّي"، وفق ما قال أستاذ الثقافة الإسلامية في كلية الدعوة المصري عبد المنعم البري، الذي شارك في إلقاء هذه المحاضرات. وأكد البري، وهو أيضاً رئيس جبهة علماء الأزهر المنحلة، في لقاء مع صحيفة "المصري اليوم" المصرية الخميس 3-7-2008، ان الوزارة استدعته مع عدد من العلماء المتخصصين في دراسة المذهب الشيعي، لإلقاء محاضرات لضباط مباحث أمن الدولة في مقار الجهاز، وعدد من السجون، حول الفكر الشيعي ومذاهبه، و"خطط اختراق البلاد السنية". وأشار البري إلى أن الإستدعاء جاء "بعد دخول آلاف الشيعة إلى محافظة 6 أكتوبر، ومحاولتهم التغلغل في المجتمع لنشر مذاهبهم، وهو ما عرفت به وزارة الداخلية، وتقوم الآن بمواجهته عبر تعليم الضباط كيفية التعامل معه"، وفق ما قال.

وأشار إلى أن المحاضرات التي ألقاها أمام الضباط في سجن طرة "كانت للتعريف بخطر الشيعة وما يدعون له، وطالبتهم بالتحرك السريع للحفاظ على أمن مصر".

وتحدث البري عن وجود مجموعات شيعية انتشرت مؤخرا في عدد من المدن الجديدة، وأن معظمهم من فرق الإمامية الجعفرية الاثني عشرية، وتقدم عدد كبير منهم بطلبات لوزارة الأوقاف لإقامة مساجد شيعية المعروفة باسم "الحسينيات" والتي تلحق بها أماكن للطم الخدود وضرب السلاسل الحديدية حدادا علي استشهاد الإمام الحسين، لكن وزارة الأوقاف لم تستجب لهذه المطالب بعد رفض وزارة الداخلية. وأضاف: "هناك زحف لعدد من قيادات الشيعة في عدد من المحافظات بالوجه البحري تم الكشف عنها مؤخراً، ومنها مدينة أبوحماد في الشرقية". كما تحدث عن "تلقي لجان مركز التقريب بين السنة والشيعة الذي يرعاه الأزهر رشاوى من الجانب الإيراني، تحت مسمى بدل محاضرات بلغت نحو 3 آلاف دولار لكل لقاء يعقد"، وهو ما اعتبره مؤشر على وجود "نوايا غير سليمة لدى هؤلاء". لكن أمين عام لجنة التقريب بين المذاهب في الأزهر الشيخ محمود عاشور نفي تلقي اللجنة أية أموال، من أي جهة، "لأن التمويل ذاتي، وجميع العاملين من المتطوعين". وبينما رفض مصدر أمني بوزارة الداخلية التعليق للصحيفة على هذه المعلومات، لم ينفِ وكيل وزارة الأوقاف سالم عبدالجليل إمكانية وجود طلبات مقدمة لمديري إدارات الأوقاف لإنشاء مساجد للشيعة العراقيين في ٦ أكتوبر، إلا أنه أكد أن الوزارة "لم يصلها أي طلب، كما أننا نرفض ذلك من الأساس".

 

غبريال المر زار مقر قيادة حزب الطاشناق في برج حمود

النائب بقردونيان: كلنا شركاء في الوطن ولنعمل لوحدته

وطنية - 3/7/2008 (سياسة) زار غبريال المر اليوم مقر حزب الطاشناق في برج حمود، وكان في استقباله الأمين العام للحزب هوفيك مخيتاريان، والنائب اغوب بقرادونيان والوزير السابق سيبوه هوفنانيان. وبعد اللقاء قال المر: "من الطبيعي جدا ان اقوم بزيارة لقيادة حزب الطاشناق، وهو الممثل الأكبر والأقوى على الساحة الأرمنية، والطائفة الأرمنية اللبنانية لها دور منذ قيام لبنان ونشأته، كما ساهمت في مختلف المجالات وهي جزء لا يتجزأ من هذا النسيج في صميم هذا البلد".

وتابع: "أنا كان من واجبي أن آتي وأقف على خاطر هذه القيادة، ربما لتصحيح هفوة وقعت، فأوصلت الرسالة بأن هذه الهفوة انما هي غيمة مرت مرورا سريعا، وأنا في مركز حزب الطاشناق اعتبر نفسي في بيتي". واكد النائب بقرادونيان "أن زيارة غبريال المر لمركز حزب الطاشناق وقيادته هي زيارة مهمة، ونحن استقبلناه بكل ايجابية وبكل ترحاب. وفيما يتعلق بالكلام الذي قيل في انتخابات المتن الفرعية في آب الماضي، فإننا نستطيع القول بأننا طوينا تلك الصفحة، فنحن لسنا من الذين يبقون في الماضي، بل اننا نتطلع دائما الى المستقبل، ونستطيع ان ننسى ما حصل، ونفكر بما يمكن فعله لتحسين العلاقات ما بين قيادات المتن الشمالي، وبشكل أوسع بين المسيحيين". واضاف: "كل همنا في ذلك هو توحيد جهود وصفوف المسيحيين، لأن الطائفة المسيحية القوية في لبنان هي ضمانة للبنان قوي، كما ان الطائفة الإسلامية القوية في لبنان هي ضمانة للبنان القوي، إذ اننا كلنا شركاء في هذا الوطن، وعلينا ان نعمل جميعا لوحدته".

 

رابطة الروم الكاثوليك: نأمل ان يخرج اللقاء المسيحي برؤية جامعة

وطنية- 3/7/2008 (سياسة) عقد المجلس التنفيذي لرابطة الروم الكاثوليك اجتماعه الدوري برئاسة مارون ابورجيلي وحضور الاعضاء، وتناول البحث الأوضاع السياسية العامة وموضوع عودة الأسرى. ودعت الرابطة في بيان، "السياسيين الى الاستفادة من رياح التفاؤل التي تشق طريقها نحو مناخ سياسي إيجابي والى تلقف المواقف بفتح جسور التواصل المباشر بين الأطراف ومعاودة الإتصالات واللقاءات من اجل الإسراع في تشكيل الحكومة والمباشرة في ورشة عمل جامعة لبلورة حل شامل للقضايا الخلافية، وتغليب المصلحة اللبنانية العامة والإنطلاق بروح اصيلة لترميم الوحدة الوطنية وتكريس السلم الأهلي ومعالجة المشكلات العديدة التي يعاني منها الشعب والوطن". واملت الرابطة "ان يخرج اللقاء المسيحي الوطني الذي سيعقد في الرويال، برؤية مستقبلية جامعة للدور المسيحي في الحياة السياسية، وان تحوز هذه الرؤية على صداها المسيحي الفعلي على المستويين السياسي والوطني انطلاقا من ركيزتها الأساسية التواصل والوحدة والمصالحة بين القيادات المسيحية، وان ينبثق عنها برنامج سياسي ومشروع وطني شامل يؤمن المصلحة العامة للمجتمع والوطن". وهنأت "بالإنتصار الكبير الذي حققته المقاومة بنضالها وإصرارها وثباتها على إنجاز إطلاق سراح الأسرى من السجون الإسرائيلية"، آملة "أن تكتمل الفرحة الوطنية العرامة بوصولهم الى وطنهم وأهلهم".

 

المجلس الشيعي رفض التوصية البريطانية بوضع المقاومة على لائحة الارهاب

وطنية - 3/7/2008 (سياسة) عقد المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى اجتماعه الدوري بهيئتيه الشرعية والتنفيذية برئاسة نائب رئيسه الشيخ عبد الأمير قبلان.

وبحث المجتمعون الأوضاع العامة التي تمر فيها البلاد، وبالأخص ما يعود إلى "تشكيل حكومة الوحدة الوطنية اكمالا لتنفيذ اتفاق الدوحة والعقبات التي حالت دون ذلك حتى الآن". وتوجه المجتمعون إلى اللبنانيين بالتهنئة ل"الانجاز الوطني الكبير الذي حققته المقاومة في اتفاق تبادل الأسرى مع العدو الصهيوني، وتسليم جثامين الشهداء الذين قضوا في المواجهة معه دفاعا عن الأرض والكرامة والذي يترافق مع ذكرى الانتصار الكبير الذي حققته المقاومة في تموز عام 2006".

وصدر عن المجتمعين بيان جاء فيه الاتي:

أولا: يشجب المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بشدة التوصية الصادرة عن الحكومة البريطانية بوضع المقاومة على لائحة الإرهاب، فهي تشكل اعتداء صارخا على حق الشعب اللبناني في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي الذي يمثل الإرهاب الرسمي الذي طالما رعته ودعمته بريطانيا، كما أدان المجتمعون القرار الصادر عن ملكة بريطانيا بمنح وسام شرف للكاتب المرتد سلمان رشدي، ويعتبره تصرفا عدائيا تجاه الإسلام والمسلمين، ويدعو المجلس بريطانيا والغرب إلى الإقلاع عن هذه المواقف العدائية والعمل بدلا عن ذلك مع المسلمين لإنتاج موقف حضاري بعيد عن إيجاد حالات العداء بين أهل الديانات وخصوصا بين المسلمين والمسيحيين.

ثانيا: إن انتزاع الموافقة من العدو الإسرائيلي لاستعادة الأسرى اللبنانيين وجثامين الشهداء اللبنانيين والعرب هو انتصار جديد للبنان حققته المقاومة تتويجا لانتصارها التاريخي في حرب تموز وهو ما يثبت مرة أخرى مدى الحاجة إلى هذه المقاومة للحفاظ على الوطن وسيادته وتحقيق عزة وكرامة أبنائه، ويدعو اللبنانيين إلى انتهاز هذه الفرصة للالتفاف حول المقاومة التي أكدت مرة أخرى قدرتها على لجم هذا العدو وكسر إرادته، ويأمل المجلس أن يعكس هذا الانجاز الوطني على اللبنانيين مزيدا من الوحدة والتآلف حول قضاياهم وفي مقدمها تحصين وطنهم وحمايته من العدوانية الاسرائيلية، ويغتنم المجلس هذه المناسبة ليذكر المجتمع الدولي والهيئات والمنظمات الدولية بمعاناة آلاف المعتقلين الفلسطينيين والعرب في سجون العدو ويدعو للعمل على فك أسرهم.

ثالثا: إن لبنان الذي يستعد لاستعادة أسراه وأجساد شهدائه من سجون العدو الإسرائيلي يفتقد الأسير الكبير سماحة الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه سماحة الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين الذين لا يزالون في سجون النظام الليبي، وفي هذه المناسبة يؤكد المجلس أن قضية الإمام الصدر ورفيقيه ستظل قضية لبنان حتى كشف مصيرهم وتحريرهم من سجن النظام الليبي.

رابعا: يدعو المجلس القوى السياسية كافة للعمل الجاد على استكمال تنفيذ بنود اتفاق الدوحة، من خلال تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وإقرار قانون الانتخابات وفق ما تم الاتفاق عليه، حتى يتوجه الجميع إلى معالجة الأزمات ومنها الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها المواطنون، ويرى أن كل تأخير في انجاز هذا الاستحقاق يؤدي إلى مزيد من التوتر السياسي الذي بدوره يساهم في التوترات الأمنية التي تحصد المزيد من الضحايا الأبرياء وتضر بمصالح وممتلكات المواطنين.

خامسا: يدين المجلس الاعتداء على ممتلكات المواطنين في طرابلس واستمرار تهجير عشرات العائلات بسبب انتماءاتها، ويحذر من المخاطر التي يجرها هذا الاعتداء على تعايش اللبنانيين في ما بينهم، ويدعو الجهات الأمنية لإعادة المواطنين إلى منازلهم وحماية ممتلكاتهم والتصدي للمعتدين بكل قوة وحزم.

 

الوزير حماده: مناخ جديد وانفراج طرأ على المناخات منذ 36 ساعة

الثمرة تبقى مرتبطة بحسابات نرجو الا تبقى ضيقة عند أي فريق

وطنية - 3/7/2008 (اقتصاد) قال وزير الإتصالات مروان حماده في حديث الى "صوت لبنان" عن قراءته للمناخات المرتبطة بموعد ولادة الحكومة والمعطيات المستجدة التي ولدت اجواء التفاؤل: "دون الإفراط في التفاؤل لا بد من تسجيل إنفراج كبير جدا على الساحة المحلية، وأكاد اقول ان هناك إنقلابا في المناخات والمزاجات الوطنية عند كل الافرقاء منذ ست وثلاثين ساعة فمن مبادرة الشيخ سعد الحريري من بعبدا، الى خطاب السيد حسن نصر الله بعد ظهر أمس وهو خطاب جامع الى ردود الفعل عليه، وكلام الوزير وليد جنبلاط صباح اليوم، الى صحيفة "السفير" مرورا بعودة التواصل بين الرابية والسراي وكذلك الإتصالات بين قريطم وعين التينة، كل ذلك يدل على أنه وبعد نهاية اسبوع كئيبة بعد الإنذار الذي وجهه رئيس الجمهورية بوجوب تشكيل حكومة خلال 48 ساعة وبعد إنهيار مساعي السلات المختلفة الأسبوع الماضي، ما نراه اليوم هو فعلا تهيئة الأساس الذي من الممكن ليس فقط كثمار لذلك ان نبني مبنى حكوميا متماسكا الى حد بعيد لكن ايضا ربما تجاوز هذه المناخات قضايا تطرح منذ الآن ماذا عن البيان الوزاري، وماذا عن زيارة الرئيس ميشال سليمان الى باريس، ماذا عن الإنفراجات في كل المواضيع وماذا عن إطلاق الحوار وكلام السيد نصر الله بالأمس عن إستعداده لبحث الخطة الدفاعية دون أية عقد، كل ذلك يدل على أن مناخا جديدا يسود البلاد الآن، الثمرة تبقى مرتبطة بحسابات نرجو الا تبقى ضيقة عند أي فريق وان يتجاوز الرئيسان كل هذه العقبات ويشكلا الحكومة في أقرب وقت ممكن".

واذا تم إجتياز عقد التمترس عند مطلب التمسك بحقيبة معينة، وهل دخلت المداولات في تجاوز هذه العقدة، أوضح انه "بعد قول معظم قادة الكتل البرلمانية والكلام المنسوب الى رئيس الجمهورية بأن كل الحقائب سواسية، في النتيجة يصبح التمترس بحقيبة معينة من هذا الفريق او ذاك يقع في خانة التعطيل فقط وليس في أي شيء آخر لأن المواقع الوزارية ومن ثم وإستطرادا ما يبني عليه من مواقع في الصراع الإنتخابي كل ذلك لم يعد له محل في حسابات الشعب اللبناني الذي يريد حكومة متوازنة وفق إتفاق الدوحة تحترم إتفاق الطائف وتسير بالبلاد نحو الخروج من الأزمات المعيشية التي ذكر بها بالأمس بيان المطارنة الموارنة".

وعن قنوات التواصل في ضوء كلام النائب وليد جنبلاط وهل يمكن ان يسجل خرقا ما بمعزل عن مسيرة تشكيل الحكومة، توقع الوزير حمادة "بعد ان وصل التواصل الى مرتبته الحالية وهي التواصل عبر وسطاء أو عبر أشخاص من الصف الثاني والثالث الى التواصل في قمة الهرم السياسي مثلا بين الشيخ سعد الحريري وسماحة السيد نصر الله طبعا مع الرئيس (نبيه) بري القنوات مفتوحة في كل إتجاه ومع العماد عون يبقى ان ترتقي من المستوى الحالي الى مستوى محترم ولكن الى مستوى رئيس الحكومة المكلف والعماد عون". وقال: "اما بالنسبة الى الأستاذ وليد جنبلاط فأظن بأن قوله بأنه سيكون على رأس المشاركين في إستقبال الأسرى العائدين في هذا العرس الوطني المرتقب أظن ان هذا يتجاوز حتى كلمة التواصل، إذ ان التواصل بحد ذاته والجلوس الى جانب رفاق وربما أخصام الأمس على الصعيد السياسي في نفس المقاعد ونفس الموقع كل ذلك يدل على ان مناخا جديدا أكاد اقول إنقلابا في المناخات طرأ منذ ست وثلاثين ساعة".

وإذا كان يتوقع مع إستمرار هذه المعطيات ولادة الحكومة في عطلة نهاية الاسبوع، قال: "من الطبيعي ان تولد الحكومة وان لا يتوقف أحد لا اسم بالزائد أو بالناقص أو حقيبة بالزائد أو بالناقص طبعا ضمن المعادلة التي إتفق عليها في الدوحة لكي لا نعود الى متاهات المقايضة، ومن الأفضل ان ننتهز هذه اللحظة لحظة هذا الإنفراج". واعتبر "ان الكلام الصادر منذ ساعات ليست طويلة حول كيفية تعاطي اللبناني مع الآخر لكي تقفز ليس فقط الى حكومة ولكن الى ما بعد الحكومة من إعادة بناء المؤسسات وإستكمال إتفاق الدوحة الى الإتفاق على قانون الإنتخاب وإجراء المناقلات والتعيينات الضرورية، وخصوصا معالجة الشأن المعيشي بتنمية الموارد دون إرهاق المواطن أبدا، لأنه لا يستطيع ان يتحمل أكثر وخفض العجز وخصوصا إيجاد حل جذري لقضية كهرباء لبنان التي هي معضلة على اللبنانيين على أكثر من صعيد وعلى المالية العامة ايضا".

 

رابطة النواب السابقين:التأخير في تشكيل الحكومة يشكل خطرا على مسيرة الوفاق

إطلاق الاسرى يشكل حافزا لتوحيد الكلمة وصيانة الوحدة والعمل على تحرير الباقي

وطنية - 3/7/2008 (سياسة) إعتبرت رابطة النواب السابقين، بعد اجتماع عقدته برئاسة شفيق بدر، "أن التأخير في تشكيل حكومة جديدة حتى الان، بات يشكل خطرا حقيقيا على مسيرة الوفاق الوطني واتفاق الدوحة، وينعكس سلبا على الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والامنية في البلاد".

وقالت: "ان هذا يحتم على جميع المسؤولين ان يعملوا جادين من اجل انقاذ لبنان مما يتخبط فيه من فوضى اقتصادية وامنية"، معتبرة "ان تشكيل الحكومة الجديدة وفي اسرع وقت ممكن يعطي العهد الجديد دفعا قويا لتفعيل العمل في المؤسسات الدستورية والانتقال الى تنفيذ ما تبقى من اتفاق الدوحة خاصة اقرار قانون الانتخاب على اساس القضاء وفقا لقانون 1960". وهنأت الرابطة اللبنانيين جميعا بالموافقة على اطلاق سراح الاسرى من سجون العدو الاسرائيلي، معتبرة "ان هذا الانجاز الوطني يجب ان يشكل حافزا لتوحيد كلمة اللبنانيين وصيانة وحدتهم الوطنية والعمل على تحرير باقي الاسرى والمعتقلين".

وطالبت رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والرئيس نبيه بري والرئيس فؤاد السنيورة وجميع القيادات المسؤولة في البلاد "ان يتوصلوا الى حل جذري ونهائي لموجة الغلاء الفاحش الذي يحمل المواطن اعباء كبيرة لا يستطيع تحملها في هذه الظروف المعيشية التي تكتسح امكانات الشعب اللبناني وبخاصة الفئات الشعبية ذات الدخل المحدود". واكدت "أن الاستقرار الامني في البلاد يشكل الاساس في تثبيت العيش الكريم لكافة المواطنين، وان يوضع حد جذري لكل التوترات الامنية، وذلك عن طريق الجيش والقوى الامنية اللبنانية، وتمكين هذه القوى من الامساك بالوضع الامني على كل الاراضي اللبنانية والحؤول دون انتشار الفتنة الطائفية والمذهبية بين ابناء البلد الواحد". ورأت "أن موضوع التوقعات الجيولوجية بامكانية حصول زلزال مدمر في مناطق معينة في لبنان يحتم على المسؤولين والاختصاصيين كافة، ان يعيروا هذا الموضوع الاهتمام اللازم لارشاد المواطنين بغية إتخاذ الاجراءات الوقائية المطلوبة في حال حدوث اي زلزال والفرض، كما على الوزارات المختصة، تطبيق الشروط القانونية اللازمة لدى تشييد الابنية السكنية لمواجهة الكوارث الطبيعية الناتجة عن حصول الزلازل في المستقبل والتوجه الى أهل الجنوب بشكل خاص والاهتمام بشؤونهم واعطائهم الاطمئنان والرعاية الكاملين في هذه الظروف القاسية التي يعيشونها".

 

الشخصية التوافقية صفة تفاضلية للترشيح ولكنها لا تنسحب على المنصب

لأن لرئاسة الجمهورية مواصفات وطنية ودستورية عون يدعو سليمان الى "الوليمة" التي رفضها صفير

المستقبل - الخميس 3 تموز 2008 - فارس خشّان

منذ وصوله الى رئاسة الجمهورية، يحاول "التيار الوطني الحر" أن يضع العماد ميشال سليمان في إطار خاص جدا، فالناطقون باسمه يسعون، على مدار الساعة، الى التشديد على ان الرئيس سليمان هو رئيس توافقي، ويُفترض به أن يتصرف على هذا الأساس، ما يمنعه من أن يكون شريكا في السلطة أو أن يسعى ليكون له تمثيل شعبي أو يحسب نفسه في موقع يستطيع من خلاله أن يحمل الهم المسيحي. لا بل أن العماد ميشال عون، في مجالس خاصة مع من يعرف أنهم سينقلون رسائله الى بعبدا، يخلق إطارا وظيفيا للرئيس سليمان، يطالب رئيس الجمهورية بأن يعترف به مرجعية له كما يعترف الرئيس نبيه بري بالسيد حسن نصرالله والرئيس فؤاد السنيورة بالنائب سعد الحريري (!).

ولكن، هل هذه الإستنتاجات العونية صحيحة؟

قبل البحث في صحتها أو عدمها، فإن ما يدعو اليه عون ومناصروه ليس جديدا في تعاملهم مع المرجعيات الوطنية المسيحية، فهذه المسلكية سبق أن جربوها مع البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، بحيث حاولوا بعد الإنتخابات النيابية في العام 2005 أن "يقفلوا" بوابة بكركي و"فمها"، طالبين من سيّدها الإكتفاء، من الآن فصاعدا، بالكلام على المبادئ الوطنية، بعد مراجعة عون في شأنها، وعندما تجاوز البطريرك صفير هذه "القواعد" تعرّض لحملة شعواء، كانت الرابية محركها ومنبرها.

وهذا يفيد بأن العماد عون، لا ينتظر ممن يريده "تابعا" له أن يوافق على مطلبه أو أن يناقش معه في ملاءمته، بل هو جاهز "لمعاقبة" كل من يرفض "توجهاته".

وبالقياس على وضعية بكركي ـ الرابية يمكن استشراف مستقبل علاقة بعبدا ـ الرابية.

فماذا سيفعل الرئيس ميشال سليمان؟ هل سيسير على درب بكركي، أم تراه يفضل أن يفعل كما فعل الرئيس اميل لحود بعد عودة عون، بحيث قايض بقاءه في القصر الجمهوري بتسليم يده الى العماد ميشال عون، فكان يوقع على ما يشاء من مراسيم ويحجم عن توقيع مراسيم أخرى؟.

بطبيعة الحال، لم يناقش أحد مع الرئيس سليمان هذه الإشكالية، ولكن بعض عارفيه يؤكد أن الرئيس سليمان يرفض ان يناقش ذلك مع أي كان، على اعتبار أنه رجل هادئ ومنطقي، فكل ما يتوافق مع مصلحة لبنان العليا ومع المنطق يسير به، وكل ما يتجاوز هاتين الثابتين يعتبره مجرد ملهاة.

بناء على هاتين الثابتين، هل يمكن اعتبار "قواعد السلوك" التي يحاول عون فرضها على بعبدا تدخل في دائرة القبول؟

لا، تؤكد اوساط سياسية عدة.

في اعتقادها أن العماد عون يخلط بين مفهومين متباينين، فالعماد ميشال سليمان، بصفته شخصية توافقية، جرى ترشيحه لرئاسة الجمهورية، ولكن عند انتخابه رئيسا للجمهورية أصبح، بكل ما للكلمة من معنى، رئيسا للجمهورية، وهو غير مقيد إلا بأحكام الدستور التي تجعله رئيسا لكل البلاد وفوق كل الأطراف السياسيين، بمن فيهم العماد ميشال عون.

ووفق أحكام الدستور، فإن العماد سليمان قد يجد نفسه في موقع مناقض لعون، لأنه لا يستطيع إن كان يريد المحافظة على وحدة لبنان وتعايش أبنائه، أن يسير وراء الطروحات العونية التي هي في أبعادها طروحات انتخابية من جهة وتتحكم بها عقدة الزعامة من جهة أخرى، وفي هذا السياق، على سبيل المثال، فإن عون، وتحضيرا للإنتخابات النيابية يعوّم خطابا غرائزيا ضد الطائفة السنية وضد المملكة العربية السعودية، الأمر الذي يستحيل على سليمان تغطيته أو القبول به، بل إن واجبه الدستوري يحتم عليه، ومن أجل مصلحة لبنان العليا، أن يقاومه ويقف في وجهه.

وبناء عليه، فإن مطالب العماد عون المرفوعة الى العماد سليمان تبدو مرفوضة حكما، ولذلك يبدو أن "جنرال الرابية" يهيء نفسه "وقائيا" ضد "سيد بكركي"، ومن يُدقق في وقائع آخر مؤتمر صحافي له، يتأكد أن عون بدأ في "محاصرة" سليمان، بحيث بدت مطالبته بوزارة الإشغال محصورة بها واهم، وهو "تزفيت" طرق المنطقة الإنتخابية التي ينتمي رئيس الجمهورية إليها.

ووفق أوساط سياسية عدة، فإن مطالب عون الحكومية التي كانت المسؤولة عن عرقلة ولادة الحكومة الجديدة، كانت تستهدف عهد الرئيس سليمان، من خلال "منازعته" على حجمه ووزارئه من جهة أولى ومن خلال إظهاره عاجزا عن تحقيق الأمور البديهية، من جهة ثانية.

ولكن هناك من يلفت الإنتباه إلى ان عون نجح في هذه اللعبة السياسية لأنه إتكأ على إتفاق الدوحة الذي علّق الدستور في شأن تشكيل الحكومة، وذلك لمرة واحدة وبصورة ظرفية، ذلك ان اتفاق الدوحة قيّد الرئيس سليمان كما رئيس الحكومة المكلف بـ11 وزيرا للأقلية، وبالتالي فإن تجاوز موافقة الأقلية يعني خرقا لاتفاق الدوحة، الأمر الذي لا يمكن أن يقبل به الرئيس سليمان.

من هنا، فإن مطالب عون يستحيل أن تجد آذانا صاغية في بعبدا، وعليه من الآن الى الإنتخابات النيابية أن يختار بين التراجع الطوعي عنها وبين الإصطدام برئيس الجمهورية.

 

بين حجري الرحى

مصطفى علوش (*)

المستقبل - الخميس 3 تموز 2008 - وما الحرب إلا ما عرفتم وذقتم وما هو عنها بالحديث المرجم متى تبعثوها تبعثوها ذميمة وتضرى إذا ضريتموها فتضرم

فتعرككم عرك الرحى بثفالها وتلقح كشافاً ثم تنتج فتتئم (معلقة زهير بن أبي سلمى)

الرحى هي آلة بدائية من الحجر الخشن الثقيل تستعمل لجرش الحبوب وطحنها، وهي عبارة عن حجرين مستديرين يركب أحدهما فوق الآخر، ويكون السفلي ثابتاً فيما يتحرك الحجر العلوي حول محور خشبي أو معدني تكون قاعدته مثبتة في الحجر السفلي، وعندما تدور حجر الرحى فإنها تمر فوق حبات القمح أو الشعير التي توضع في فتحة دائرية صغيرة في وسط الحجر العلوي، فتتكسر تلك الحبات شيئاً فشيئاً بعد مرورها بين حجري الرحى لتصبح دقيقاً.

بين حجري الرحى، هذا هو واقع حال "تيار المستقبل" في مواجهة الوضع الذي خلقه "حزب الله" منذ بداية محاولة الانقلاب التي تلت حرب تموز 2006 عند استقالة الوزراء واحتلال ساحة رياض الصلح وما رافقها من استفزازات شبه يومية تعرّض لها أهل بيروت من غزوات راكبي الدراجات النارية التي كانت تعتدي بشكل دوري على الأحياء البيروتية ذات الحساسية المذهبية. لقد كان الهدف حينها وضع الحكومة تحت ضغط الشارع لدفعها الى الاستقالة قبل انتهاء عهد إميل لحود ولم يكن في الحسبان استثارة الحساسيات المذهبية. ولكن اللعب على حافة الهاوية، كما وصفها في ذلك الوقت أحد كتّاب "حزب الله"، والهجوم المركّز والظالم على الرئيس فؤاد السنيورة والحساسيات المذهبية التاريخية، أدخلت البلاد في مرحلة جديدة عنوانها الصراع المذهبي وهاجسها الأول كيفية تأمين الحماية الذاتية لأهالي بيروت من الغزوات الليلية التي كانت تنفّذها مجموعات راكبي الدراجات النارية التي يقال ان "حزب الله" قد اشترى اثني عشر ألفاً منها ووزعها بشكل أساسي في بيروت واستعملت بشكل كثيف أثناء الغزوة الأخيرة.

لقد تعرّض "تيار المستقبل" في الفترة التي تلت احتلال الوسط التجاري الى ضغوط شعبية شديدة لتأمين الحماية من الأعمال البلطجية والتي أخذت طابعاً مذهبياً شديد الحدّة بين فعل وردّات فعل. وبعد جدل تم إقرار دعم إنشاء نوع من اللجان المحلية للجم التعديات اليومية وضبط ردّات الفعل لمنعها من التفلّت من حدودها. لقد بدت هذه الخطوة ضرورية مع ارتجاليتها ولكنها استدرجت "تيار المستقبل" الى منطق الأمن الذاتي وأعطت للمؤيدين إحساساً كاذباً بالأمان ما لبث أن سقط سريعاً تحت وطأة الآلة العسكرية المتفوّقة لـ"حزب الله".

واليوم وبعد سقوط كل الأوهام حول أهداف "حزب الله" السياسية والعسكرية، وبعد وضوح عدائيته المفتوحة تجاه الداخل، أصبح "تيار المستقبل" مطالباً، وبشكل عدائي أحياناً، من جمهوره بأن يأخذ مساراً أكثر عدائية في المواجهة بعد سقوط أوهام الاعتماد على القوى الشرعية للدفاع عن الخيارات السياسية من خلال الحيادية المريبة التي أبداها الجيش خلال غزوة بيروت.

يعيش "تيار المستقبل" على هذه الخلفية أزمة حقيقية لأن جمهوره أصبح يضع المسألة الأمنية في أول سلّم الأولويات، وبدأت تتردّد تعابير على نمط "الكرامة قبل العلم" و"الأمن قبل الصحة" و"السلاح أهم من الإنماء" الى ما هنالك من تعابير تعد انقلاباً على الشعارات التي يعتمدها هذا التيار بشكل تقليدي. بناء على ذلك فإن استمرار الأوضاع الأمنية في التأزم وتكرار التعديات قد يؤدي الى انفضاض بعض جمهور المستقبل عنه وتوجهه الى خيارات أكثر تطرفاً وأكثر بعداً عن منطق الدولة. وقد بدا اليوم واضحاً شعبية الأصوات المرتفعة التي بدأت تنادي بالتسلّح وبناء القوة الذاتية لمواجهة مشروع "حزب الله"، خصوصاً بعد الوصول الى قناعة عامة بأن هذا المشروع لا يمكن وقفه من دون الوصول الى مواجهة مفتوحة معه. والواضح أيضاً هو ضعف حجج التيار التي يردّدها أركانه في التمسك بمشروع الدولة وبحصرية حمل السلاح بالقوى الشرعية في الوقت الذي يشاهد المواطنون الترسانة العسكرية الهائلة التي يملكها "حزب الله" ويتفنن في استعمالها لتطويع باقي المكوّنات اللبنانية ويعطي من خلالها الشعور بالمنعة والعنفوان للطائفة التي يعتبرها جمهوره.

لذلك فإن ما يطالب به الآن معظم جمهور "تيار المستقبل" هو بناء قوة عسكرية ذاتية تحت الشعارات نفسها التي بنى "حزب الله" قوته من خلالها لتعطي هذا الجمهور الإحساس بالأمان والمساواة مع باقي المكوّنات اللبنانية. ويعتبر معظم المطالبين بهذه القوة الذاتية بأن مشروعاً من هذا النوع لا يمكنه النجاح من دون رعاية إقليمية مماثلة لما تقدمه إيران لـ"حزب الله" ويعتبرون أن هذا أمر منطقي لأن لبنان هو الآن الجبهة الأمامية في المواجهة مع مشروع ولاية الفقيه ويعد سقوطه مقدمة لوقوع مساحات أخرى من الوطن العربي تحت وصاية هذا المشروع (لقد صرّح صخر فخراني سفير إيران السابق في سوريا بأن: إذا صبرنا وعملنا بذكاء فإن لبنان سوف يقع في أيدينا ومن بعده سيأتي دور الآخرين).

قد يكون قرار المواجهة القرار الأكثر قرباً الى المنطق في ظل هذه المعطيات لكن قيادة "تيار المستقبل" غير قادرة ولا مستعدة لأن تستدرج تحت الضغط الشعبي لتتخذ قرارات تدخل لبنان في دوامة جديدة من الحرب الأهلية قد تحصد كل ما عمل مؤسس هذا التيار على إنجازه وتقضي على كل ما تحقق من إنجازات على مختلف الأصعدة. كما أن من يحمل في ضميره احتراماً للحياة لا يمكنه أن يقرر ببرودة أعصاب التضحية بالآلاف من الأرواح على نقيض ما يفعله القادة الإلهيون.

(*) نائب في كتلة "المستقبل" النيابية

 

من البقاع إلى الشمال: من يشعل الفتنة؟ وقائع السباق بين التصعيد والتهدئة

فادي شامية

المستقبل - الخميس 3 تموز 2008 - تحتاج الأمور إلى وقت لجلاء حقيقتها، فالاشتباكات المسلحة التي وقعت في البقاع وطرابلس تستدعي دقة في تقصّي أسبابها، وحقيقة ما جرى فيها، لا سيما أن الروايات متناقضة والظروف ملتبسة.

ثمة استنتاجات يمكن استخلاصها بشكل أكيد من خلال الوقائع المثبتة، فيما تكمّل الزيارات الميدانية والاتصالات باقي المشهد.

فتنة البقاع

الأكيد في الاشتباكات التي اندلعت في البقاع الأوسط في التاسع من حزيران والسابع عشر منه، أنها شهدت غزارة نيران واسعة، واستعمالاً للقذائف المدفعية، وأن أجواء الاحتقان المذهبي السائد بين السنة والشيعة قد وفّر الأرضية الخصبة لإذكاء نار الفتنة، وإن كانت الأسباب المباشرة لما جرى تبدو فردية. ما أظهرته الاشتباكات بشكل أكيد أيضاً أن "حزب الله" يمتلك مخازن أسلحة ثقيلة في أطراف قريتي سعدنايل وتعلبايا، وفي مرتفعات قريتي تويتي وقمل، وأنه استعمل مدفعية الهاون خلال الاشتباكات، وهو ما تدل عليه آثار القذائف في العديد من بيوت قريتي سعدنايل وتعلبايا.

من جديد أثبتت الاشتباكات أن لا وجود لميليشيا اسمها المستقبل في البقاع، من دون أن يعني ذلك أن الأهالي المؤيدين في غالبيتهم "تيار المستقبل" لم يستعملوا السلاح لـ"الدفاع عن النفس"، ومع أن الفارق العددي هو لصالح هؤلاء، إلا أن غياب التأطير العسكري جعلهم في موقف عسكري أضعف، الأمر الذي استدعى وصول "نجدات" من مواطنين بقاعيين من ذلك الصنف الذي يقاتل حتى "الشهادة"، ولاسيما من بلدة مجدل عنجر البقاعية.

ما تؤكده فعاليات البقاع الأوسط، بما فيها تلك المؤيدة لـ"حزب الله"، أن أطرافاً ثالثة، وذات مصلحة، دخلت غير مرة، على خط تأجيج الصراع في البقاع. وإذ تمتنع الفعاليات نفسها عن تسمية هؤلاء علناً، فإن العديد من المواطنين في البقاع الأوسط، يسمّون أشخاصاً بعينهم ممن كانت لهم ارتباطات بالمخابرات السورية سابقاً، وممن هو قريب حالياً من النائب السابق عبد الرحيم مراد.

في وقت لاحق، وعلى خلفية محاولة الجيش اللبناني فرض الهدوء على المنطقة، جرت عمليات اعتقال لبعض مطلقي النار، وكان واضحاً أنها تطال فريقاً دون آخر، ما ترك استياءً أجج من حدة الخلاف، لكن مديرية المخابرات في الجيش تداركت الأمر، وعملت على تهدئة النفوس، لاسيما بعد صرخات الاحتجاج التي أطلقها المفتي الشيخ خليل الميس، وعلى هذا الأساس انطلقت جلسات المصالحة الأهلية برعاية الجيش، والتي أثمرت تهدئة لا تُخفي جو الحذر السائد.

الفتنة في طرابلس

الأيام التي سبقت فجر الثاني والعشرين من حزيران كانت توحي بقرب اندلاع المواجهة المسلحة في طرابلس. الفتنة هناك أخذت طابعاً سنياً ـ علوياً، وأعادت فتح جراح غائرة منذ سني الحرب الأهلية البغيضة. الاستفزازات المتبادلة قبل الاشتباك الكبير جاءت على خلفية إشاعات سرت في باب التبانة عن تحضيرات عسكرية في جبل محسن، وعن وصول عناصر تابعة لـ"حزب الله" إلى هناك، ترافق ذلك مع إلقاء قنابل يدوية فجر اليوم الذي اندلعت فيه الاشتباكات. وفي المقلب الآخر، سرت إشاعة مفادها أن "ميليشيات السلطة تهاجم بعل محسن"، الأمر الذي دفع الناس باتجاه السلاح، تحت شعار الدفاع عن النفس.

سير المعارك أظهر بالفعل وجود عناصر غريبة عن المنطقة، قيل إنها تابعة لـ"حزب الله"، شاركت في القتال إلى جانب العلويين، الأمر الذي ترك أثراً واضحاً في ميزان القوى، في معركة يـُفترض أنها ليست في صالح الأقلية العلوية في الشمال، غير أن الوقائع الميدانية أظهرت عكس ذلك، إذ ان التقدم كان لصالح العلويين، وغزارة النيران أيضاً، ليس في التبانة فحسب، وإنما في القبة المطلة على بعل محسن أيضاً.

مرة جديدة أظهرت المعارك أن لا وجود لبنية عسكرية تابعة لـ"تيار المستقبل" في واحدة من أكثر المناطق حساسية، الأمر الذي جعل مجموعات إسلامية متعددة تتصدر "جبهة" العناصر "المدافعة عن مناطق السنة"، بالتوازي مع إطلاق بيانات عالية النبرة، من قيادات هذه الجماعات، كُتب في إحداها: "إن لحمنا مرٌ صعب أكله، وإن المقاومة السنية لن تترك أبناءها لقمة سائغة في أفواه دمشق وطهران"، وعُنونت أخرى بعبارة: "إن الجهاد هو السبيل للدفاع عن أهل السنة".

مع تقدم الاشتباكات كان لا بد من فعل شيء ما لوقف استنزاف الساحة السنية عموماً، والطرابلسية خصوصاً. تحرُّك المفتي الشيخ مالك الشعار كان هو المسار الذي آزره الجميع. الإعلان عن وقف إطلاق النار سقط أكثر من مرة، قبل أن ينجح أخيراً مع انتشار الجيش في مناطق الاشتباكات.

بعدما حل الهدوء الحذر على "خطوط التماس المستحدثة"، بات الحديث عن مشاركة عناصر تابعة أو مؤيدة لـ"حزب الله" في المنطقة أمراً يتحدث عنه الجميع، وبعض الأهالي يستشهدون اليوم بالعبارات التي كان يرددها المقاتلون في "الطرف الآخر" أثناء إطلاقهم النار من قبيل "يا مهدي"، و"يا زهراء". وقد أشار مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار إلى وجود "أيادٍ غريبة عن منطقتي بعل محسن والتبانة، هي التي (كانت) تعمل من أجل عدم استقرار البلد وعدم استتباب الأمن"، وذلك خلال الجولة التي قام بها وفد فعاليات طرابلس الروحية والمدنية على كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف أخيراً.

الهدنة في طرابلس لا تزال هشة، والشائعات المتبادلة عمن افتعل المشكلة، وعمن سلّح قبلها وأثناءها، وعمن يسلح اليوم، كثيرة، فيما الفرز والنزوح المتبادل بين السنّة والعلويين مستمر.

الخوف على عكار

توقُّع انتقال الفتنة إلى عكار كان القاسم المشترك بين المحللين المحايدين، وبين السياسيين الذين يتمنون ترويض مناطق خصومهم السياسيين. على هذا الأساس انطلقت مروحة واسعة من الاتصالات بين الفعاليات العكارية لتدارك الفتنة قبل أن تقع، لاسيما أن المنطقة كانت قد شهدت، خلال أحداث أيار الماضي، حادثة خطيرة وقعت في حلبا، وراح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى من "الحزب السوري القومي" ومن المؤيدين لـ"تيار المستقبل" والقوى الإسلامية.

أثناء المعارك في طرابلس، كان الهم الأول هو تجنيب القرى العلوية، وتلك السنية القريبة منها، شبح انتقال الفتنة إلى عكار، لاسيما بعدما رُصدت عناصر مسلحة قيل إنها تابعة للمخابرات السورية ولحزب "البعث" ولـ"التيار العربي الديموقراطي" في هذه القرى. وكما في البقاع وطرابلس، تحرك مفتي عكار الشيخ أسامة الرفاعي، لعقد اجتماع موسع للفاعليات في القرى التي يتجاور فيها السنة والعلويون. واجه الرفاعي صعوبات في التجاوب معه على خلفية المواقف الحادة التي اتخذها خلال الأزمة الأخيرة، لكنه نجح في نهاية المطاف في عقد اجتماع للفعاليات والمرجعيات الدينية، أسهم بلا شك في تهدئة الوضع. ولاحقاً عُقد لقاءان شعبيان للهدف نفسه، في بلدة عين الزيت في منطقة الدريب، ولقاء مشابه في بلدة البيرة، شارك فيه العشرات من رؤساء البلديات والمخاتير والفعاليات الدينية والشعبية.

وعلى الرغم من الحركة الاستباقية التي قام بها المفتي الرفاعي، ونواب "تيار المستقبل" في المنطقة، والنائب السابق خالد الضاهر، إلا أن الأجواء في عكار لا تزال حذرة، لاسيما أن "الحزب السوري القومي" يعبئ قاعدته على قاعدة الانتقام من "المفتي الأحمر"، أي المفتي الرفاعي كما يصفونه، وثمة تصريحات لـ"عميد الدفاع" في "الحزب السوري" يقول فيها: "مجزرة حلبا لن تمر وسنحاسب المجرمين والمحرضين في الوقت المناسب". وقد أسهم وصول أسعد حردان إلى رئاسة الحزب في تعزيز هذه الروح الانتقامية. في المقابل ثمة من يحذّر من عواقب المس بالمفتي أو بأي شخصية دينية أو سياسية في المنطقة.

الأجواء في عكار يصفها النائب السابق خالد الضاهر بالهادئة، لكنه لا يخفي تخوفه من وجود قرار للتفجير "عند اللزوم"، وفي هذه الحال يقول الضاهر: "سنترك للدولة أن تمارس دورها، وأن تحمي الناس، لكن إذا عجزت الدولة عن القيام بدورها، فمن حقنا أن ندافع عن أنفسنا، وليتحمل من يفتح المعركة نتائج عمله عند ذلك". في نظرة شاملة لما جرى ويجري في البقاع الأوسط، وفي طرابلس، وفي عكار، وفي منطقة التعمير المحاذية لمخيم عين الحلوة في صيدا. القواسم المشتركة كثيرة: استنزاف للساحة السنية، ودور متعاظم للمرجعيات الدينية، ودور ميداني ملموس للجماعات الإسلامية، وجروح قد تشعل الوطن الصغير، وسؤال جدلي دائم عمن يجب أن يحمي الناس اليوم: الدولة أم ميليشيات الطوائف؟!.

 

خبراء: ضرب إيران قد يكون أقل كلفة من تحولها لدولة نووية

الخميس 3 يوليو -سي.ان.ان

 دبي: أثار تسارع الأحداث في المنطقة على خط المواجهة المستمرة بين إيران وأميركا الكثير من التساؤلات، وخاصة لجهة ما عرفته الأيام الأخيرة من تهديدات متبادلة وتلويح بضربات "قاصمة" و"مدمرة"، وما إلى ذلك من تعابير عرفها قاموس الخطب المتبادلة بين طهران ووواشنطن وتل أبيب. وكانت الإشارات الأبرز إلى عمق التوتر الحاصل إشارة إيران غير المسبوقة إلى أنها قد تقفل مضيق هرمز الذي تمّر من خلاله إمدادات نفط الخليج إلى العالم، إذا تعرضت لعمل عسكري. فجاء الرد سريعاً على لسان الأدميرال كيفين كوسغريف، قائد الأسطول الأميركي الخامس، إذ أكد أن واشنطن "لن تسمح بذلك."

غير أن الأمور تبدلت بسرعة الأربعاء، حيث أكد البيت الأبيض أولوية الخيار الدبلوماسي مع طهران، ليخرج بعد ذلك قائد الأركان الأميركية، الأدميرال مايكل مولن، بتصريح أتى بمثابة الترجمة العسكرية لذلك، إذ أشار إلى أن ضرب إيران، إلى جانب الحرب بالعراق وأفغانستان، سيضع الجيش الأميركي تحت "ضغط هائل." وبينما رأى منظّرو احتمال حصول صفقة بين القوى المتصارعة في المنطقة هذه التطورات دليلاً على صحة ما توجهوا إليه، شدد خبراء على أن الخيار العسكري سيظل واردا،ً وأن تكلفته على واشنطن وحلفائها في المنطقة - بصرف النظر عن حجمها - ستكون أسهل بما لا يقاس من قبول تبدلات استراتيجيه يفرضها تحوّل إيران إلى قوة عظمى في المنطقة مع قنبلة نووية.

قهوجي: نتجه إلى حرب باردة في الشرق الأوسط

وفي هذا الإطار، رأى رياض قهوجي، مدير مركز الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري إن المنطقة أمام خيار من اثنين، "الأول احتمال المواجهة، والثاني اعتراف أميركي غير مباشر بعدم القدرة على حسم الملف عسكرياً حالياً." واضاف قهوجي: "سيفرض الخيار الثاني الانتقال إلى حرب باردة يستعاض عبرها عن المواجهة المباشرة بمواجهات على جبهات فلسطينية ولبنانية وعراقية، وتتجه المنطقة إلى مرحلة تأزيم طويلة." قهوجي استبعد أن تنجح فرص التوصل إلى صفقة بين واشنطن وطهران، معتبراً أن إسرائيل "لن تقبل بها، رغم أن بعض الجهات الأميركية تدعو إليها،" وخاصة إذا تضمنت الصفقة الحفاظ على بعض جوانب البرنامج النووي الإيراني، وفي مقدمتها التخصيب، الذي "لن تقبل به تل أبيب مطلقاً." لافتاً إلى أن الحلفاء العرب "لديهم أيضاً تساؤلات عن النوايا الإيرانية، وهم لن يسمحوا بتسوية تكون على حسابهم." ورفض قهوجي اعتبار أن أميركا عاجزة عن توجيه ضربه عسكرية لإيران، معتبراً أن هناك نوع من "الإنهاك المعنوي" للجيش الأميركي، أما الحديث عن الإنهاك المادي فهو "محدود،" خاصة وأن واشنطن ما تزال قادرة بكل المقاييس على خوض الحرب، باستثناء عائق الرفض الشعبي وضعف الجبهة الداخلية. غير أن الخبير العسكري حث إيران على "عدم النظر إلى الموضوع وكأنه ضمانة لها، وعدم اعتبار نفسها قوة عظمى، لأن أميركا قادرة على خوض حرب ثالثة، وتدمير البنية التحتية العسكرية الإيرانية خلال بضعة أسابيع، وإن كان هناك مخاوف من استخدام إيران لسلاح العمليات الإرهابية في المنطقة والولايات المتحدة نفسها."

ورأى قهوجي أن موقف طهران من واشنطن خلال الفترة المقبلة "سيتوقف على مدى حكمتها، واحتمال أن تفترض بأن أميركا في موقف انهزامي وعليها التصعيد لحصد مكاسب جديدة،" مشدداً على أن أميركا "تضع حدودا لن تسمح لإيران بتجاوزها." وحذّر قهوجي من احتمال انفجار الأوضاع في منطقة معينة، متسببة بسلسلة  تفاعلات تؤدي إلى انفجار شامل، داعياً القيادة الإيرانية إلى الأخذ بعين الاعتبار واقع أن الإدارة الأميركية الحالية تعيش أيامها الأخيرة، وليس هناك ما تخسره سياسياً، وهي على استعداد بالتالي للمجازفة.

وعن الموقف السوري حيال تصعيد عسكري ضد إيران قال: "سوريا أجندتها لا تتوافق مع أجندة إيران، فالنظام في دمشق عربي علماني هدفه استرجاع الجولان والحفاظ على نفسه وضمان سلامته، بينما النظام في طهران فارسي إسلامي شيعي هدفه التحول إلى قوة عظمى، والشيء الوحيد الذي يجمع بينهما هو حزب الله.. وأرى أن السوري سيتابع معالجة ملفاته وهو سيحدد متى يمكن له أخذ خطوة معينة قد تسمح لها بالمزيد من الحراك السياسي."

العاني: مكاسب ضرب إيران قد تكون أكبر من الخسائر

من جهته، اعتبر مصطفى العاني، مدير قسم الأمن الوطني ودراسات الإرهاب في مركز الخليج للأبحاث في دبي أن تسلسل الأحداث في المنطقة شهد تسجيل تطورين أساسيين، الأول تأكيد الولايات المتحدة على لسان قيادتها العسكرية والسياسية أنها لن تقوم بعمل عسكري ضد إيران، طالما الخيار السياسي والدبلوماسي مفتوح. والثاني الرد الأميركي على تلويح إيران بإمكانية إقفال مضيق هرمز، حيث أكد قائد الأسطول الخامس أكثر من مرة أنه لن يسمح لإيران بذلك، وهذا ليس تناقضاً بل إثبات أن واشنطن لن تستبعد الخيار العسكري، وذلك للضغط على إيران.

وعن احتمال أن تتجه الأمور نحو ترتيبات تمنح إيران موقعاً في المنطقة، قال: "لا أجد مجالاً لصفقة كبرى بين أميركا وإيران في ظل إدارة بوش، ولكنها محتملة ومرجحة في ظل الإدارة المقبلة سواء أكانت جمهورية أم ديمقراطية، لأن الإدارة الحالية والنظام الإيراني عبرا عن يأسهما المتبادل من بعضهما."

وتوقع العاني ألا تقع ضربة أميركية على إيران "إذا ظلت الأمور على وضعها حتى دون نهاية ولاية بوش،" مشدداً على أن الصفقة هي "مطلب إيراني وأمنية لطهران، التي تريد الحصول على مكانة في المنطقة، والعودة إلى أن تصبح حليفة لأميركا." غير أن الخبير المتخصص في الشؤون الأمنية حذر من احتمال أن تقوم إسرائيل بعمل منفرد ضد البرنامج النووي الإيراني، قائلاً: "لدى إسرائيل سياسة مستقلة عندما يتعلق الأمر ببقائها وأمنها، وسياستها الخارجية مرتبطة بوضعها السياسي الداخلي، فإذا ظهرت ضغوط داخلية تدعوها إلى ضرب إيران فستفعل ذلك."

وأضاف: "واشنطن لن تستطيع إيقاف تل أبيب إذا كانت تشعر بوجود تهديد لبقائها، وقد سبق لإسرائيل أن وجهت ضربات عسكرية إلى دولتين عربيتين على خلفية برامج نووية، الأولى ضد مفاعل تموز العراقي عام 1981، والثاني ضد ما قيل إنه منشأة نووية سورية عام 2007، وقد خرجت من العمليتين بأقل قدر من الخسائر العسكرية والدبلوماسية، ويمكن لها الاعتماد على هذه التجارب للتحرك ضد إيران."

وعن وضع دول المنطقة العربية، قال العاني إن الأخيرة " لا تريد أن تجد نفسها بين فكي كماشة بين أميركا وإسرائيل وإيران، لكن إذا كانت الضربة العسكرية ستوقف طهران عن الظهور بمثابة دولة نووية تهدد المنطقة وتوازناتها، فالدول العربية ستؤيدها لأن إيران النووية تمثل تبدلا استراتيجياً على أرض الواقع في المنطقة." وقال إن إسرائيل ستتوقع بالتأكيد رداً من حزب الله إذا ضربت إيران، وأن واشنطن ستتوقع رداً إيرانياً في العراق والخليج إذا قامت شخصياً بالضربة.

غير أنه شدد على أن ذلك قد لا يحول دون استهداف البرنامج النووي الإيراني باعتبار أن "تحمّل ضربات إيرانية قد تستمر أياماً أو أسابيع سيكون مقبولاً بالقياس إلى الخسائر الإستراتيجية التي ستقع إذا امتلكت إيران السلاح النووي، وتبدلت موازيين القوى في المنطقة." ويذكر أن التوتر الأخير كان قد انعكس على القطاع الاقتصادي في الخليج والعالم، إذ تزايد القلق حيال إمدادات النفط، وسجلت أسعاره قفزات قياسية في الأسواق الدولية، وتعرضت البورصات في بعض الدول لهزات عنيفة.

 

 كم من الجرائم ارتكبت بإسمكم!

علي حماده

في الوقت الذي يفرح فيه اللبنانيون بقرب عودة الاسرى من اسرائيل( مع التحفظ على طريقة ادارة المفاوضات ) ، فإنهم يبدون اقل فرحا لما آلت اليه الحالة في الداخل. فمقابل فك اسر بضعة رجال من السجون الاسرائيلية يقع لبنان كله في قبضة الاسر في السجن الكبير بحراسة فئة من اللبنانيين تقول انها تقاتل اسرائيل دون غيرها و لكنها لا تتورع عن توجيه سلاحها نحو صدوربقية اللبنانين العُزّل. لذلك و بعيدا عن التكاذب على الطريقة اللبنانية دعونا نقول اهلا بعودة الاسرى الى دياهم لكن لا ينتظرن احد ان ينسى اللبنانيون ما لحق بهم في بيوتهم و ارزاقهم وكراماتهم بإسم الاسرى الذين نعتبر حقيقة ان لا دخل لهم البتة في كل ما جرى.

فبإسم الاسرى جرى توريط لبنان في حرب قتل جراءها اكثر من 1300 مواطن بريء. و تعرضت البلاد لدمار واسع في بناها التحتية ( عشرات الجسور والطرقات ) ، وفاقت الخسائر الاقتصادية عدة بلايين من الدولارات. و بإسم الاسرى تحول ثلثا الشعب اللبناني الى متهمين بالعملة و الاسرلة ، و بين ليلة و ضحاها صارت حكومة الاستقلال برئاسة رجل وطني مثل فؤاد السنيورة الى "حكومة اولمرت" ، و جرى التهكم على مشاعر انسانية بسيطة مثل الدموع التي اغرورقت بها عيناه.  وبإسم الاسرى ، استمرت التغطية على افظع جرائم الاغتيال السياسي في تاريخ البلاد، و هي تلك التي يعرف القاصي و الداني من كان يقف وراءها و من كان يفيد منها داخليا. و قد استعرت الحرب على العدالة لأجل الجلاد! وبإسم الاسرى ، جرى احتلال وسط بيروت  و بدأ مسلسل الاعتداءات على الاحياء والسكان لترويعهم في الوقت الذي كان هناك من يضرب عصب الاقتصاد اللبناني لمنع لبنان من النهوض من ضربات الحرب الورطة في تموز 2006.

وبإسم الاسرى ، اقفلت ام المؤسسات اي المجلس النيابي لآكثر من ستة عشر شهرا في سابقة في تاريخ البرلمانات في العالم ستبقى وصمة عار على جبين الديموقراطية اللبنانية. وبإسم الاسرى، تم توزيع السلاح على هامشيي الطوائف، وأنشئت معسكرات لتدريب الميليشيات. وتعززت المربعات الامنية لتشمل مناطق بأسرها يعشعش فيها الخارجون على القانون من كل الصنوف.

وبإسم الاسرى، كان إستئجار شتامي الشهداء و رجالات الاستقلال الكبار، والمقامات الروحية المتنوعة، واصدقاء لبنان الخُلّص في الوطن العربي و العالم.

وبإسم الاسرى، عُطّل انتخاب رئيس جديد للجمهورية لأكثر من ستة اشهر. وإستُبيح الدستور عبر فرض "قراءات" مليشيوية له حولت ارادة الغالبية العظمى من اللبنانيين الى هباء. وجعلت اقلية مسلحة بغير وجه حق تفرض رأيها قسرا وتسلطا. وبإسم الاسرى، شُنّت حرب مفتوحة على الشعب اللبناني الأعزل، واحتلت بيروت ، وجرى التحرش بالجبل، وقصفت قرى في البقاع ومعها احياء آمنة في الشمال. وخطف مواطنون على الهوية ، وهُجِّر آخرون من بيوتهم بفعل التهديدات، وصار نصف لبنان بالمساحة، "دار حرب" مستباحة يعيش في دائرة الخوف الدائم. في حين ان النصف الآخر قلق لما ينتظره.

وبإسم الاسرى ، كانت المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل، والسكوت التام على المفاوضات السورية – الاسرائيلية، ورفض عودة مزارع شبعا عبر الامم المتحدة، والهدنة غير المكتوبة مع "العدو"، في الوقت الذي تعتبر المطالبة بتطبيق هدنة 1949 وفق اتفاق الطائف خيانة عظمى!

و بإسم الاسرى، تبلغ المناورة لضرب عهد رئيس الجهورية الجديد بتعطيل تشكيل الحكومة الجديدة الذروة، و يعامل الرئيس بأقل مما كان يعامل فيه رؤوساء ادارة الازمات . وأخيرا وليس آخرا فبإسم الاسرى سيتواصل الانقضاض على لبنان الاستقلال، وعلى لبنان النظام الديموقراطي، وعلى لبنان الصيغة، وعلى لبنان الانسان الحر في سعي محموم لزج كل اللبنانيين في سجن الفاشيستية الجديد، تأبيدا لمنطق غلبة السلاح الفئوي على الارادة اللبنانية.

قصارى القول : اهلا بكم ايها الاسرى ، لكن ليتكم تعرفون كم من الخطايا ارتبكت بإسمكم !

 

لماذا استخدام ميشال عون لضرب الدستور؟ 

خيرالله خيرالله

الأربعاء 2 يوليو - الرأي العام الكويتية

في العام 1970، انتُخب مجلس النوّاب اللبناني سليمان فرنجية، رحمه الله، رئيساً للجمهورية. فاز سليمان فرنجية على حاكم مصرف لبنان إلياس سركيس بفارق صوت واحد. نال فرنجية خمسين صوتاً في مقابل تسعة وأربعين صوتاً لإلياس سركيس، الشهابي العتيق الذي عمل في ظل الرئيس الذي بنى بين العامين 1958 و1964 المؤسسات الحديثة للجمهورية اللبنانية، وسعى إلى تنظيم عصري لمختلف القطاعات وتعميم العدالة الاجتماعية على كل المناطق. جاء فؤاد شهاب إلى الرئاسة بعد أحداث العام 1958. ولما انتهت ولايته الدستورية، اختار الذهاب إلى بيته رافضاً التجديد، مؤكداً التزامه الحرفي للدستور نصاً وروحاً. لا تزال العبارة المشهورة التي كان يرددها باستمرار عالقة في ذهن كثيرين. كانت العبارة التي اعتمدها فؤاد شهاب هي الآتية: «ماذا يقول الكتاب؟». وكان يعني بالكتاب نص الدستور الذي أراد أن يفرض على اللبنانيين احترامه وتعويدهم على السير بموجب مواده أكانوا في السلطة أو خارجها، أكانوا مسؤولين أو من عامة الشعب...

انتخب فؤاد شهاب رئيساً خلفاً لكميل شمعون، رحمه الله. كان كميل شمعون الرئيس الذي بنى البنية التحتية للبنان بين العامين 1952 و1958 وكان صاحب أفكار ومشاريع طليعية وقوانين عصرية مكنت لبنان من أن يكون بالفعل قبلة الشرق والغرب. من كان يتصور أن بلداً مثل لبنان ينظم في الخمسينات مهرجانات بعلبك؟ من كان يتخيل فكرة كازينو لبنان التي تحولت إلى حقيقة في عهد كميل شمعون؟ من يريد أن يتذكر أن المدينة الرياضية هي من بنات أفكار كميل شمعون، كذلك سد الليطاني ومئات المشاريع الإنمائية التي بقي قسم كبير منها على ورق.

اضطر كميل شمعون رغم امتلاكه أكثرية نيابية إلى التزام الدستور في نهاية المطاف. كان التخوف من أن كميل شمعون يمكن أن يخرق الدستور ويسعى إلى التجديد نقطة سوداء في عهده الذي أسس للازدهار في لبنان على الرغم من شوائب السياسة الخارجية للوطن الصغير في ذلك العهد المبارك. في مقدّم الشوائب عدم استيعاب خطورة التحولات التي يشهدها الشرق الأوسط في ظل زعامة جمال عبدالناصر التي قادت إلى سقوط النظام الملكي في العراق في الرابع عشر من يوليو 1958 وإلى تطورات أخرى في غاية الأهمية والخطورة على صعيد الشرق الأوسط كله.

كان فؤاد شهاب مدرسة في احترام الدستور. كان يخاف على لبنان من جراء عدم احترام الدستور. كان يعتبر احترام الدستور في أساس ديمومة لبنان. تعلّم من التجربة التي مرّ بها كميل شمعون وقبله الرئيس الأول للبنان المستقل الشيخ بشارة الخوري الذي سعى إلى التجديد، فكانت ثورة شعبية أجبرته على الاستقالة في العام 1952.

ما يفترض تعلمه من فؤاد شهاب أن لا مفر من احترام الدستور الللبناني كي يكون هناك لبنان. كان احترام الدستور وراء وصول سليمان فرنجية إلى الرئاسة بفارق صوت واحد. كانت تلك الأكثرية أكثرية نصف صوت في الواقع إذ حصل على خمسين صوتاً من أصوات أعضاء مجلس النواب وعددهم تسعة وتسعون نائباً. لم يكن لبنان في حاجة إلى سليمان فرنجية في العام 1970. كان في حاجة إلى شخص مثل إلياس سركيس، رحمة الله عليه. من سوء حظ لبنان أن سليمان فرنجية، الذي لا يمتلك أي خلفية سياسية تتجاوز حدود قريته والحسابات المحلية الضيقة، انتخب رئيساً للجمهورية في المرحلة الأكثر دقة في تاريخ لبنان، بعد سنة من إقرار مجلس النواب لـ «اتفاق القاهرة» الذي شكل اعتداء على السيادة اللبنانية وعلى مستقبل لبنان كدولة مستقلة. حصل ذلك جراء الضغوط التي مارسها رئيس الوزراء رشيد كرامي، رحمه الله، على الرئيس الماروني شارل حلو الذي لم يستطع أن يسأله: «ماذا يقول الكتاب؟».

لا مستقبل للبنان من دون احترام للدستور. النظام السوري يعرف ذلك جيداً. كذلك الأوصياء عليه في طهران وأدواتهم اللبنانية، على رأسها «حزب الله» وأدوات الأدوات من أمثال النائب ميشال عون الذي كان قائداً للجيش ولم يتعلّم شيئاً من فؤاد شهاب أو من تجربة كميل شمعون أو من التجارب التي مرّ فيها العميد ريمون إده، رحمة الله عليه ألف مرة. لم يتصوّر ريمون إده يوماً أن في استطاعة نائب مسيحي أو غير مسيحي مخالفة الدستور وأن يرفض الذهاب إلى مجلس النوّاب لانتخاب رئيس جديد للجمهورية لدى انتهاء الولاية الدستورية للرئيس.

باختصار شديد، أن الانقلاب الذي يتعرّض إليه لبنان حالياً يستهدف القضاء على الكيان عن طريق وقف العمل بالدستور. لهذا السبب وليس لغيره، لم تُعقد جلسة لمجلس النواب بعد انتهاء ولاية إميل لحود بموجب الدستور. لهذا السبب أغلق رئيس مجلس النواب نبيه بري أبواب المجلس. بالطبع، يمكن تفهم مواقف رئيس مجلس النواب الذي هو في النهاية لاجئ سياسي عند «حزب الله» الذي أخذ الطائفة الشيعية الكريمة رهينة معتمداً على سلاحه و«الدولار الطاهر». ويحاول الحزب - الميليشيا حالياً أخذ لبنان كله رهينة، بعدما اعتبر أنه نجح في الاستيلاء على بيروت وتعطيل دور الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية الأخرى، معتمداً على الأداة المُستأجرة التي اسمها ميشال عون. أخطأ الرئيس فؤاد السنيورة عندما اعتبر عون «درعاً» لميليشيا «حزب الله». ميشال عون لا يمكن إلا أن يكون أداة ولا يحسن سوى أداء دور الأداة. السنوات العشرون الأخيرة تدل على ذلك. عمل ميشال عون طوال عقدين من أجل نشر التدمير والخراب في لبنان. ولذلك نراه اليوم يصرّ على أن يستخدم في عملية على القضاء على الدستور وتجريده من كل معنى...

لا أمل للبنان سوى في العودة إلى الدستور. لذلك تنصب الجهود حالياً على منع فؤاد السنيورة من تشكيل حكومة بموجب الدستور، وذلك عن طريق الاستثمار في ميشال عون لتنفيذ المهمة. أين أيامنا من أيام فؤاد شهاب؟ أين أيامنا من أيام كان فيها رئيس الجمهورية يسأل: «ماذا يقول الكتاب؟». الأكيد أن الرئيس ميشال سليمان تأثر بفؤاد شهاب ومدرسته. مجرد وجود شخص من هذا المستوى في الرئاسة يحمل بعض التفاؤل بأن يعود رئيس الجمهورية إلى التركيز على الدستور وما ورد في «الكتاب».

 

 عون يسعى الى الهيمنة على العهدّ بعدما عطّل الانتخابات الرئاسية ويحاول تعطيل تشكيل الحكومة

الثلاثي بري - نصر الله - عون يسعى الى الهيمنة على العهدّ

اميل خوري

يمكن القول ان المحور الايراني – السوري نجح في شلّ قدرة الأكثرية النيابية على اتخاذ القرارات المهمة من خلال توصله الى تكوين الثلاثي: بري – نصرالله – عون.وفي المعلومات التي باتت مؤكدة ان العمل على تكوين هذا الثلاثي بدأ منذ ان تقررت عودة العماد عون من فرنسا الى لبنان وذلك بجعله يرفع سقف مطالبه للحؤول دون توصله الى اتفاق على تشكيل لوائح انتخابية مع قوى 14 آذار ورفع سقف مطالبه أيضاً كي لا يشاركه في الحكومة بحيث يصور نفسه للرأي العام المسيحي انه كان ضحية تآمر قوى 14 آذار عليه وعزله فيكسب عندئذ اصوات الناخبين المسيحيين ويصبح زعيمهم الاوحد، وهو ما حصل فعلاً في الانتخابات الماضية مع التمسك بشعارات السيادة والاستقلال والمطالبة بالانسحاب السوري الكامل من لبنان، وهو موقف لم يمنع "التحالف الشيعي" المؤلف من "حزب الله" و"حركة امل" من تأييد لوائح العماد عون في مناطق وتأييد لوائح قوى 14 آذار في مناطق أخرى، رغم دخوله في تحالف رباعي.

وظهر الثلاثي: بري – نصرالله – عون الى العلن بتنسيق في ما بينهم وبتحريك من المحور الايراني – السوري عند انسحاب الوزراء الشيعة من الحكومة لخلاف على طريقة اقرار نظام المحكمة ذات الطابع الدولي وذلك بهدف شل عمل الحكومة بدعوى انها اصبحت غير شرعية وغير ميثاقية، واقفلت ابواب مجلس النواب في وجهها وحتى في وجه النواب، بحجة انه لا يجوز عقد جلسات لدرس المشاريع واقرارها الا بحضور الحكومة.

ولم ينجح هذا التحالف الثلاثي في اسقاط الحكومة بالاضرابات والتظاهرات والاعتصامات داخل الخيم في وسط بيروت، بل نجح في الحاق خسائر فادحة بالاوضاع الاقتصادية والمالية والمعيشية. وعندما دخلت المساعي الدولية والعربية على خط البحث في تشكيل حكومة وحدة وطنية رفع التحالف الثلاثي سقف مطالبه، فاشترط ان يكون له "الثلث المعطل" فيها تحقيقاً للمشاركة الفعلية... وقد تعذر الاتفاق على تشكيل هذه الحكومة. وعندما حان موعد الاستحقاق الرئاسي قرر التحالف الثلاثي مقاطعة الانتخابات للحؤول دون تأمين نصاب الثلثين وأشترط الاتفاق على مرشح توافقي واستبعاد اي مرشح من قوى 14 آذار. ولم يتم التوصل الى اتفاق على مرشح توافقي حتى من بين الاسماء التي وردت في لائحة البطريرك الكاردينال صفير، الى ان حظي ترشيح العماد ميشال سليمان بموافقة عربية ودولية وبموافقة الاكثرية النيابية. لكن التحالف الثلاثي ظل يعرقل اجراء الانتخابات مشترطاً الاتفاق المسبق على تشكيل حكومة وحدة وطنية وعلى قانون للانتخابات النيابية وعلى تعيينات في قيادات الاجهزة الامنية والعسكرية الى أن كانت لقاءات الدوحة التي توصلت الى اتفاق على انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، وعلى ان يكون القضاء دائرة انتخابية كما صار تحديده في قانون الـ60 وان يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية بعد ان حدد هذا الاتفاق نسب تمثيل الموالاة والمعارضة فيها.

ولم ينفذ من هذا الاتفاق حتى الآن سوى انتخاب العماد سليمان رئيساً للجمهورية لأن التحالف الثلاثي لم يكتف بالحصول على "الثلث المعطل" في حكومة ما يسمى "الوحدة الوطنية" بل يصر على ان يكون له حقائب سيادية وخدماتية تحقيقاً للمكاسب المطلوبة استعداداً للانتخابات النيابية المقبلة. ولكي لا تكون "حركة امل" او "حزب الله" سبباً لعرقلة تشكيل الحكومة، فانهما وضعا حليفهما العماد عون في الواجهة ليكون هو المعرقل وهو العقدة، فما يوافق عليه يقبلان به وما لا يوافق عليه يكون غير مقبول منهما، واذا لم يشارك في الحكومة فانهما يتضامنان معه ولا يشاركان ايضاً وهكذا انتقل دور "التحالف الثلاثي" من لعبة تعطيل الانتخابات الرئاسية مدة ستة اشهر الى لعبة تعطيل تشكيل الحكومة الى أجل غير معروف اذا لم يعط هذا التحالف، وتحديداً العماد عون الحقائب السيادية والخدماتية التي يريد وهو ما ترفضه الاكثرية، ووجد الرئيس سليمان والرئيس المكلف نفسيهما مقيدين باتفاق الدوحة الذي حدد نسب التمثيل في الحكومة للموالاة والمعارضة وترك توزيع الحقائب كموضوع خلافي جديد قد يحتاج الى تدخل خارجي لمعالجته، بحيث يكون لكل تدخل ثمن خصوصاً اذا كان من سوريا. وفي حال اعلان حكومة الأمر الواقع، ولم يعجب ذلك العماد عون، فانه ينسحب منها وقد يتضامن معه الحليفان: بري ونصرالله حتى وان لم يكونا مقتنعين بموقفه لأن المطلوب منهما وبايعاز من المحور الايراني – السوري المحافظة على تحالفهما معه وعدم التضحية به بالوقوف مع الرئيس سليمان لأن العماد عون هو الحليف المسيحي القوي في الانتخابات النيابية المقبلة، والتي يأمل التحالف الثلاثي الفوز فيها بأكثرية المقاعد، وتكون له السلطة والهيمنة على العهد وهو ما يبشر به العماد عون منذ الآن...

واذا رد الرئيس سليمان على الانسحاب من حكومة الأمر الواقع بتشكيل حكومة من خارج مجلس النواب مهمتها الاشراف على الانتخابات النيابية المقبلة ولا يكون بين اعضائها مرشحون لتأكيد الحرص على الحياد والنزاهة، فان تشكيلها يعتبر مخالف لاتفاق الدوحة، وقد يرد التحالف الثلاثي على ذلك ليس بحجب الثقة عنها فحسب، بل ربما بالعودة الى الشارع وتعريض استحقاق الانتخابات النيابية المقبلة لخطر التعطيل...

وهكذا يمضي "التحالف الثلاثي" بدعم من المحور الايراني – السوري في لعبة التعطيل ما لم يحصل على ما يريد. فبعدما حال دون وصول رئيس للجمهورية من قوى 14 آذار، والا فلا انتخابات، فانه يحاول ان يكون له الحقائب التي يريد بعد حصوله على "الثلث المعطل" والا فلا حكومة، وربما لا انتخابات نيابية في موعدها، وان هي جرت، فان "التحالف الثلاثي" يأمل في ان يفوز فيها بأكثرية المقاعد النيابية، ليفرض على الرئيس سليمان التعايش مع هذه الاكثرية التي تتشكل الحكومة المقبلة منها.

هذا ما يخطط له "التحالف الثلاثي" منذ ان قرر المحور الايراني – السوري تكوينه توصلاً الى ان يحكم لبنان بصورة غير مباشرة، من خلال الاكثرية الجديدة ومن خلال حكومة تشكل منها وتكون هي السلطة الاجرائية التي تكبل سلطة رئيس الجمهورية، وتجعله رئيساً يملك ولا يحكم، ويكون هذا "التحالف" هو الحاكم الفعلي، الا اذا لعبت الاقلية المعارضة في مجلس النواب المقبل الدور السلبي الذي تلعبه المعارضة الحالية، فيدخل لبنان مرة اخرى مرحلة اللااستقرار السياسي والامني والاقتصادي، ويصبح التعايش بين اللبنانيين على اختلاف مذاهبهم في حاجة الى نظام جديد يؤمن ذلك.

 

واقعية جنبلاط نبيل هيثم وهل يكون أول الملبين لدعوة نصر الله إلى اللقاء السياسي المفتوح؟

واقعية جنبلاط: لقد هُزمت.. لكنني لن أرفع الراية البيضاء

نبيل هيثم

أين وليد جنبلاط بعد 7 أيار 2008؟ ما يقود الى هذا السؤال، هو التكهنات المتناقضة التي تحيط حركة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، منذ تلك الفترة، وتضعها تارة بوصفها محاولة إعادة تموضع ضمن الاطار السياسي العام، وتضعها تارة ثانية في طور محاولة اعادة تموضع ضمن فريقه والإمساك بزمام 14 آذار من جديد وامتصاص الخسارة المعنوية والسياسية والميدانية التي نتجت عن «عملية 7 أيار»، والشروع في ما يشبه عملية تأسيس جديدة لهذا الفريق وبنصيحة سعودية ملحة واكبت زيارته الاخيرة الى المملكة. وتضعها تارة ثالثة في طور التحضير لانسحاب هادئ من «14 آذار» والانسجام مع «8 آذار» من خلال التطبيع التدريجي الذي بدأه مع طلال أرسلان، ويتابعه مع الرئيس نبيه بري.

لا شك ان حركة جنبلاط زرعت الإرباك في حلفائه وخصومه في آن معا. انطلاقا من «الهدنة الصوتية المؤقتة» التي التزمها قبل أسابيع حيال سوريا، والتي واكبت استشرافه المبكر لانسداد أفق المشروع الأميركي، وسقوط رهان الاكثرية عليه، وصولا الى «الدور المثير» الذي لعبه في تظهير كاميرات المراقبة في محيط المطار، وتوقعه اغتيالات على «المدرج 17». وفي اتخاذ «القرارين القاتلين» من قبل حكومة فؤاد السنيورة.. وفي الوقائع الميدانية والعسكرية الناجمة عنهما، وبعدها في إلغاء القرارين بحماسة أكبر، وصولا الى الصمت الكامل والكفّ عن مهاجمة «حزب الله» وإيران، وطيّ مطالبته بطرد السفير الإيراني.

كل هذا، على ما يقول مواكبون لحركة جنبلاط، يندرج في سياق دخوله المبكر في لعبة تخفيف الخسائر، ومحاولة تجنب الكأس المرة وخصوصا مع «حزب الله». ومن ضمن هذه اللعبة تجلى دوره اولا في الدفع الى اجتماع الدوحة، وثانيا في تسهيل تظهير اتفاق الدوحة، وثالثا في الدفع في اتجاه توليد سريع للحكومة وتحت طائلة عدم المشاركة فيها فيما لو استمر التأخير والمماطلة على نحو ما ابلغ حلفاءه. والتسريع هنا مبني على شعور لدى جنبلاط بـ«أن البلد لم يعد يحتمل، والمسألة لا تعدو 7 أو 8 أشهر، فعلى الأقل، لو تم تشكيل الحكومة اليوم، فعندها يصبح في الامكان ان تعطي للمواطن بعضا من انفراج.. او على الاقل نستطيع ان نلملم الوضع قليلا، لا سيما انه اذا ما استمر على هذا المنوال، فسنصل الى وضع شبيه بالعراق».

يفيد ما سبق، بأن جنبلاط مسكون بالمنطق التسووي وليس بمنطق المواجهة، ومن هنا يأتي التواصل المستمر مع الرئيس نبيه بري واللقاءات المباشرة على مستوى قيادتي حركة «أمل» والحزب الاشتراكي، والغاية منها كما يقول جنبلاط «محاولة إزالة رواسب أحداث الجبل الاخيرة من كيفون الى سوق الغرب الى عاليه الى بيصور الى القماطية». مع الاشارة هنا الى ان التحضيرات جارية على قدم وساق لجولة ميدانية ثنائية بين بري وجنبلاط في الجبل في وقت قريب وبعد تأليف الحكومة. على أن الأهم ما اعلنته «أمل» والاشتراكي في اجتماعهما ما قبل الأخير، بكون لقائهما يندرج في سياق لقاءات قد تتوسع في مرحلة لاحقة باتجاه اطراف آخرين، بمعنى تطبيع بالجملة. وافترضت مصادر سياسية ان من ضمن هؤلاء «حزب الله»، فماذا عن الحزب؟

تبدو الهوة بين الجانبين اكثر من عميقة، وإمكان ردمها صعب جدا، لا سيما أن العلاقة بين «حزب الله» وجنبلاط، سارت في السنتين الماضيتين، على حد السكين، وأثخنت بجراح إضافية مع الأحداث الاخيرة في الجبل. ولا يشعر «حزب الله» ان ابوابه تقرع من جانب جنبلاط، والعكس صحيح. ما خلا وقف الحملات الاعلامية على «حزب الله» وهذا قد يعتبر مؤشرا إيجابيا، ولكن من في هذا الجانب لم يبرز اي تقدم في الطرح السياسي في اتجاه الحزب».

ولا يبدو حصول هذا الامر قاب قوسين لدى جنبلاط، فهو كما يبدو مسلم بنتائج المعركة: «لقد ربح«حزب الله» المعركة، هل تريدون مني ان استسلم، لا لن اقدم على ذلك.. أنا أريد بالحد الادنى ان احافظ على كلمتي وعلى موقفي، فما قلته في الماضي عبرت فيه عن قناعاتي، بأن مشروعنا الذي نريده وعملنا من اجل تحقيقه هو مشروع بناء الدولة، وكذلك العلاقات النديّة مع سوريا واستيعاب المقاومة واستعادة مزارع شبعا، ومع الأسف ضـُرب هذا المشروع وهزم. ورغم ذلك ما زلت متمسكا بقناعاتي. ولن أحيد عنها، ولن اذهب الى مكان وأنا رافع الراية البيضاء وعلامة الاستسلام».

قد تكون زيارته الاخيرة الى السعودية عادية، لكن حصولها في هذا الوقت، جعلها محط اهتمام كثيرين في الداخل، واحاطها بعض المعارضة بتساؤلات حول ما اذا كانت في اطار محاولة لبعث الروح مجددا في جسم «14 آذار» بعدما أصابه جراء «عملية 7 أيار»، أم انها في اطار محاولة التفاف على جنبلاط نفسه بعد بروز كلام داخلي عن «انعطافة ما» في اتجاه الفريق الآخر، من شأنها اذا ما حصلت ان تطيح الاكثرية، لا سيما ان جنبلاط اشبه ما يكون بالبحصة التي تسند خابية 14 آذار، فإن حادت هذه البحصة ولو قليلا، فمعنى ذلك انها قد تؤدي الى تحطم الخابية كلها.

الواقع يقول إن ثمة مبالغة في تقدير موقف جنبلاط لهذه الناحية، او افتراض مغادرته موقعه او عزمه على ذلك او حتى التفكير بهذا الامر. وكلامه نهائي في هذا الشأن: لم اجر عملية تموضع فما زلت حيث انا. كما انني لست بصدد ذلك ابدا، انا مقتنع بكل حركة اقدمت عليها. من الاساس انا أؤمن بالواقعية السياسية، وهذه الواقعية تملي عليّ ان أقرّ بالهزيمة، وقد فعلت، وتملي عليّ أيضا أن أتقبلها، وأنا تقبّلتها، الا ان هذا لا يعني ابدا ان اغيّر، ثم انني لست انتهازيا لكي اعتبر اننا انهزمنا في مكان واستغل ذلك للانتقال الى مكان آخر. أنا لن اقدم على ذلك».

وفي المقابل، ليس في المعارضة من يكيل المديح لجنبلاط.. والتطبيع التدريجي الذي انتهجه جنبلاط بالمفرق ترصده المعارضة لفحص ثباته أو أنه مجرد مناورة لامتصاص الصدمات والتقاط الأنفاس تمهيدا للانقضاض مرة ثانية. ولكن في بعض زوايا المعارضة من يسجل له انه لم يشارك في اللعبة المذهبية على غرار حلفاء آخرين له، واستطاع ان يحيّد مناطقه وعناصره ومؤيديه عن الاشكالات التي تلت أحداث 7 أيار. ولكن البعض الآخر في هذا الجانب يعتقد ان جنبلاط انكفأ لاظهار المشكلة سنية شيعية فيبني على أنقاضها. وبعض ثالث يفضل الانفتاح لا الانغلاق على جنبلاط. لكن اللافت للانتباه ان جنبلاط نفسه لا يأخذ في الاعتبار في صف المعارضة سوى «حزب الله»، وفي رأيه الآخرون ليسوا سوى تفاصيل.

جنبلاط مسكون بالهاجس السوري، قلق على المحكمة الدولية، عينه على الانتخابات النيابية المقبلة، انما السؤال الذي يتطلب سؤالا: هل ما زال جنبلاط مؤمنا بأن هناك مشروعا لـ14 آذار يمكن ان تدخل به موحدة الى الانتخابات ام ان الظروف ووقائع الارض التي أنتجها 7 أيار والدوحة، لن تسمح لهذا الفريق بأن يذهب الى الانتخابات بذات الزخم الذي ذهب فيه الى انتخابات .2005

خلاصة المشهد، ان التواصل بين جنبلاط وحزب الله مقطوع، فهل تتبدل الصورة وتتأثر خاصة بعد كلام السيد حسن نصر الله أمس، وإعلانه الانفتاح على اي لقاء يساعد على لمّ الشمل وتجاوز لبنان المرحلة السابقة وهل يكون جنبلاط أول المتلقفين لهذه الدعوة قبل الآخرين من حلفائه؟ 

 

نهاية بلد شجاع

داود الشريان

الحياة - 03/07/08//

أعاد الرئيس اللبناني السابق ورئيس «حزب الكتائب» أمين الجميل الاثنين الماضي طرح حل مسألة مزارع شبعا مع إسرائيل عبر وسيط، وقال في مؤتمر صحافي «طالما أن الوساطة الألمانية بين حزب لبناني هو «حزب الله» وإسرائيل قد نجحت في حل قضية الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية، لماذا لا تباشر الحكومة اللبنانية بعد تشكيلها السعي إلى حل مسألة مزارع شبعا عبر وسيط بينها وبين إسرائيل يكون مقبولا من الطرفين كفرنسا أو الأردن مثلا».

الغريب أن تصريحات أمين الجميل الجديدة لم تثر اهتمام أصوات «الممانعة» في لبنان التي تعتبر مجرد الحديث عن إسرائيل خيانة عظمى، وفي السنوات القليلة الماضية تعرض صحافيون لبنانيون لعقوبات بتهمة التعامل مع إسرائيل، لمجرد الاشتراك في مناسبات مع إسرائيليين، ومع ذلك مر كلام أمين الجميل مرور الكرام، فـ «حزب الله» مثلاً كان يستطيع الرد على الجميل بسهولة، فتشبيه تبادل الأسرى، بالتفاوض على الأرض كلام غير صحيح، فتبادل الأسرى تقليد بين المتحاربين والأعداء، أما التفاوض على استعادة الأرض فهو دعوة إلى إحلال السلام، فاتفاقية كامب ديفيد قامت على أساس استعادة الأرض، والأمر ذاته بالنسبة الى الحديث عن الجولان، المحصلة هي السلام والوئام، حتى لو لم يأت الجميل على ذكر هذه الكلمة.

هل جاء هذا التجاهل بسبب انشغال «حزب الله» بقضية الأسرى، أم لأن الحزب، وأصوات «الممانعة» لا يستغربون من الجميل مثل هذا الكلام على اعتبار أن الرجل لحقت به اتهامات بعلاقات سهّلت انتخابه رئيساً للجمهورية العام 1982، أم أن هذا السكوت من علامات الرضا. كل شيء وارد. لكن الذي لا جدال فيه أن مزاج «أهل الشام» كلهم قد تغير من هذه الناحية، ويبدو أن تهمة «هذا إسرائيلي» ستلغى قريباً من قاموس المشتغلين في الهذر السياسي في لبنان، والبركة، في دمشق، ولعل هذا الموقف يذكر اللبنانيين مجددا بفضل سورية عليهم في الرخاء والشدة، في الحرب والسلام!

مشكلة اللبنانيين اليوم مع السلام انه أصبح مختلفاً، فهو بات وسيلة للمماحكة، بعد أن كان أداة للتخوين، فأهل «الممانعة» سابقاً، سيبطئون تحرك السلام ويربطون عجلاته بسرعة دواليب الجيران، والمولاة سترى في الاندفاع نحوه وسيلة للتخلص من هيمنتهم، وفي النهاية ستكون إسرائيل هي الرابحة في الحالتين.

 

أبعد من إطلاق الأسرى اللبنانيين

طوني فرنسيس

الحياة- 03/07/08//

لا تقف معاني إقرار صفقة التبادل بين إسرائيل و «حزب الله» عند الحدود التي يريدها الحزب، باعتبارها مجرد رضوخ إسرائيلي لمطلبه في إطلاق الأسرى اللبنانيين مقابل إطلاقه الجنديين الإسرائيليين، كما لا تقف عند حدود المطلب الإسرائيلي في استعادة الجنديين حيين أو ميتين. فبالنسبة الى الحزب كانت استعادة الأسرى أحد العناوين الثلاثة لاستراتيجيته التي تحولت في بيان حكومة لبنان برئاسة فؤاد السنيورة في تموز (يوليو) 2005 الى استراتيجية رسمية للدولة اللبنانية. وإضافة الى استعادة الأسرى ضمت تلك الاستراتيجية عنواني استعادة مزارع شبعا ووقف الخروق الإسرائيلية للسيادة اللبنانية. اما بالنسبة الى اسرائيل فكان أمر استعادة الجنود وحتى الأشلاء من أرض العدو مثار فخر ومزايدة في الدولة الصهيونية، فكيف اذا ارتبط مثل هذا «الإنجاز» بمعارك السياسيين الإسرائيليين الداخلية على السلطة، خصوصاً ايهود اولمرت الذي يسعى الى نجاحات تعيده لقيادة دولته، تبدأ بإعادة «أسيريه» مروراً بتحقيق شيء ما في عملية التفاوض على المسارين السوري والفلسطيني.

التبادل في هذا الوقت ولمناسبة الذكرى السنوية الثانية لانتصار «حزب الله» على إسرائيل في حرب تموز (يوليو) يتخذ أبعاداً سياسية محلية وإقليمية وحتى دولية، بقدر ما يثير أسئلة عن حقيقة تحول الموقف الإسرائيلي – الأميركي عما كان عليه قبل عامين، يومها رفضت إسرائيل التبادل وخاضت حرب «الاسترداد» ودعمتها الولايات المتحدة في تلك الحرب المدمرة التي أوقعت خسائر لا تعوّض في لبنان. أما اليوم فتسارع إسرائيل، وفي ذكرى «هزيمتها» تحديداً، الى القبول بما لم تقبل به قبل هذه «الهزيمة»، بل تذهب أبعد من ذلك فتضمّن «اتفاق التبادل» بندين لافتين، واحداً عن الديبلوماسيين الإيرانيين الأربعة الذين اختطفوا اثناء هجومها على لبنان عام 1982، والثاني عن إطلاق معتقلين فلسطينيين، الأمر الذي يعني ان «حزب الله» لم ينتصر فقط في حرب تموز بل هو فاوض إسرائيل باسم ثلاثة أطراف دفعة واحدة: لبنان وفلسطين وإيران، وفرض على العدو الذي يعيش أجواء الإعداد لهجوم على إيران وأجواء «كباشٍ» لا ينتهي مع الفلسطينيين (ومن ورائهم العرب)، تراجعاً استراتيجياً بالمعنى السياسي والنفسي، وسيكسب «حزب الله» من دون شك في هذه العملية مزيداً من التعزيز لموقعه ليس فقط على مستوى لبنان وإنما على مستوى المنطقة العربية والإسلامية، بوصفه صاحب شعار: التفاوض ينبع من فوهة البندقية، على عكس ما ساد سابقاً ويسود راهناً من مفاوضات غير مدعومة بعمل مقاوم.

يهمنا، بالتأكيد، ان الأسرى وعلى رأسهم سمير القنطار والشبان الذين واجهوا العدو في قرى الجنوب اللبناني سيعودون الى أهلهم وأرضهم، وهذا سيكون مثار فخر للبنانيين، ويوم عودتهم ينبغي ان يتحول الى عرس وطني، لكن ما يثير التساؤل ويجب أن يثيره، هو ما تخبئه إسرائيل فعلياً وراء «كرمها» الزائد في ذكرى انتصار «حزب الله» على جيشها عندما منعه من ان يحقق أهدافه في صيف 2006.

فإذا كان حديث الحرب في المنطقة هو السائد، وهذا ما نتلمس ملامحه يومياً في التهديدات المتبادلة بين إيران وإسرائيل وأميركا، فإن إسرائيل تعتبر ان «حزب الله» سيكون طرفاً في هذه الحرب، ولم تقصّر التصريحات الإيرانية في إيضاح هذه الفكرة، فهي تعتبر لبنان عمقاً «استراتيجياً مترامياً» كما انها لم تكفّ، في سياق تهديدها بردع أي عدوان إسرائيلي، عن التذكير بكيفية تلقين «المقاومة الإسلامية» العدو الصهيوني دروساً في حرب الـ33 يوماً.

وعندما تهدد إيران بقصف صاروخي لإسرائيل، فإن تل أبيب تترجم هذا التهديد، باستعادة صورة صواريخ «حزب الله» وهي تتساقط عليها في تموز وآب (اغسطس) 2006، خصوصاً أن شكوكاً تقنية تحيط بقدرة إيران على الرد وإصابة مواقع في إسرائيل في حال اعتداء إسرائيلي عليها، نظراً لبعد المسافة بين الدولتين واحتمالات عدم دقة سلاح الصواريخ الإيراني.

هذا يعني ان إسرائيل تتساءل، وتخطط على الأرجح، للخلاص من «الصواريخ القريبة»، في حال قررت السير في مغامرتها الإيرانية، ما يعني ايضاً ان احتمالات عدوان استباقي على لبنان واردة قبل «الموقعة الكبرى» مع إيران، بهدف منع انطلاق صواريخ لبنان وتفرغاً للمهمة البعيدة المدى، وفي النتيجة فإن ما تخبئه إسرائيل للبنان في سياق ما يُطبخ دولياً قد يكون عدواناً تدميرياً أبشع بكثير من حرب تموز، وفي ظروف لبنانية داخلية لا يشتهيها أي عاقل.

لذلك، مهمة جداً معرفة استثمار الانتصار في عملية استرجاع الأسرى اللبنانيين، لمصلحة هؤلاء الأسرى ولمصلحة الشعب اللبناني الذي زادته غزوات أيار (مايو) الماضي تشرذماً وتباعداً، وهنا يتحمل «حزب الله» مسؤولية عظمى في كيفية تقديمه إنجاز استرجاع الأسرى الى الشعب اللبناني. ومن نافل القول انه يمكن استخدام الإنجاز في شكل فئوي يزيد القضايا اللبنانية تعقيداً، كما يمكن استخدامه في شكل وطني شامل، يعيد الحياة الى التواصل الداخلي ويسهل قيام الدولة، وفي ذلك فقط ما يحمي لبنان ويصون «حزب الله» ولا يحوّله خروفاً على مائدة الاحتفالات الحربية الإقليمية.

* كاتب لبناني من أسرة «الحياة».

 

حزب الله وأسباب تخليه المتتابع عن حمولته العربية

غسان المفلح

الحياة - 03/07/08//

ما لم يدرس حتى الآن من الوجهة السورية غير السائدة، هو اللحظة التأسيسية لحزب الله، هذه اللحظة التي أتت بخلفية إيرانية واضحة، وبحمولة عربية أتت نتيجة لحداثة عهد الاجتياح الإسرائيلي للبنان 1982وما تلاه من دخول القوات المتعددة الجنسيات إلى لبنان، وقيام الحزب بتفجير مقرات المارينز، بمساعدة واضحة وتوجيه واضح ومعزز من قبل الرئيس الراحل حافظ الأسد في تلك الفترة.

ثلاث دعائم قام هذا الحزب عليها:

الأولى- الدعامة السورية ببعدها العربي- أقله أيديولوجياً تحت صيغة المقاومة- واللوجستي، والتناغم الذي فرضته هذه الدعامة مع بعض من النسيج الفلسطيني.

الثانية- الدعامة الإيرانية بأبعادها الدينية والطائفية والسياسية.

الثالثة- الوضع الهامشي للطائفة الشيعية وخاصة أبناء الجنوب، الذين يشكلون أكثرية الشيعة في لبنان. وبقي الحزب يعيد إنتاج سطوته على الطائفة الشيعية، تبعا لعوامل كثيرة، لكن أهمها على الإطلاق هو رمزية المشروع الإيراني دينياً وماله الحلال، الذي أعطى ثماره بعد عقدين من الزمن، لينتج أكبر مؤسسة سياسية وميلشياوية في تاريخ لبنان المعاصر، حتى أصبح القول إننا أمام دولة داخل دولة. مع ذلك تجدر الإشارة هنا إلى ما حدث في نهاية ثمانينات القرن العشرين، حيث انتهت الحرب العراقية- الإيرانية في 1988 وتبعها مباشرة انهيار السوفيات، الذي أضعف الموقف السوري دولياً وإقليمياً، مما جعل الحضور الإيراني في الساحة اللبنانية عموماً، أكثر تواجداً. ولم يكن أمام القيادة السورية الجديدة بعد أن حسمت خيارها، إلا رفض الانصياع للموجة الديموقراطية العالمية، في ذلك الوقت، مما جعل هذه السياسة تبحث عن قاعدة ارتكاز جديدة لمشروعها الفاسد سياسياً. ولم يكن أمامها سوى طريقين: إما أن تنال رضا الأميركيين دون أن تقدم أي تنازل على الصعيد الداخلي، أو أن تجد حليفاً جديداً، وكانت إيران جاهزة وتعمل منذ زمن من أجل أن تتحول سورية إلى منطقة نفوذ إيراني، وجدت صداه من خلال العمق الوجداني المشترك لأتباع سيدنا الإمام علي.

هذا التحالف الذي سرعان ما تحول إلى حالة من الذيلية السياسية للقيادة السورية تجاه إيران، لدرجة أنها تورطت على أكثر من صعيد تبعا لتلاقي مصالح إيراني وسلطوي سوري. هذه الذيلية وإن كانت ذات طابع غير مستقر تماما، تشكل علامة قوية على قدرة السياسة الإيرانية على قلب الطاولة على رأس السلطة السورية لحظة تشعر بأن هذه السلطة قد تغدر بها. حتى أن هنالك من يتحدث عن تواجد نشاط دعوي داخل صفوف الجيش السوري من قبل الاستخبارات الإيرانية ومن لف لفها من بعثات تبشيرية إيرانية. وانطلاقاً من هذه المقدمات السريعة، كانت عملية تأسيس الحزب وسياقاته تقتضي، حمولة عربية، منها ما أتى موضوعياً، نتيجة للصراع مع إسرائيل، ومنها ما أتى نتيجة للخطاب العربي الذي يدعم المقاومة، وتتبناه سلطات بعينها. لحظة التأسيس هذه كانت، سورياً، تحتاج إلى هذه الحمولة العربية، حاجة الموقف السوري نفسه لها، من أجل استمرار حالة اللاحرب واللاسلم التي كانت ولازالت تعيش عليها السلطة في سورية من أجل السيطرة الخاصة على المجتمع السوري التي أخذت خصوصيتها من الحضور اللامشروع في الصراع العربي الإسرائيلي، وعدم مشروعيته ناتجة عن أنها صاحبة مشروع ضيق يخسر كلما استمر، وللتدقيق يكفي أن نسأل أين كانت سورية وأين أصبحت الآن؟

أما إيرانياً فكانت الحاجة لهذه الحمولة العربية كبيرة جداً، بحكم حربها مع العراق من جهة، ووقوف المجتمع الدولي نسبياً مع صدام حسين، إضافة إلى مشروع نفوذها كدولة ذات مصالح في المنطقة. وهو نفوذ يعتمد أساساً على منطق الطائفة - الحزب، بمعزل عن كونه شيعياً أو سنياً. إن حزباً من طراز ديني عموماً لا يمكن ألا أن يكون طائفياً، فما بالنا إن كان حزباً دينياً وطائفياً في الآن معاً. ثم هنالك خروج النظام السوري من شعار التضامن العربي الذي اعتاش عليه عربياً منذ عام 1970 وحتى 2005 واستبداله بالمحور الإيراني. هكذا تمهد الطريق لانكشاف كم يكاد البعد العربي في سياسة حزب الله وأيديولوجيته يكون معدوماً. والسبب الأكثر مباشرة أن سلاحه المقاوم لم يعد له من ضرورة، وهي ما كان يعطيه هذا البعد العربي. لقد أصبح عبئاً فاتجه الى ان يضرب بعرض الحائط ما تبقى له من بعد عربي، من خلال غزوته لبيروت.

* كاتب سوري

 

النائب حردان تسلم رئاسة القومي من سلفه وأعلن الخطوط العريضة للحزب

وطنية - 3/7/2008 (سياسة) تسلم الرئيس المنتخب للحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان من الرئيس السابق علي قانصو, في مؤتمر صحافي عقد في قاعة الشهيد خالد علوان - "البريستول".

استهل المؤتمر بالوقوف دقيقة صمت عن أرواح شهداء الحزب والمقاومة, ثم ألقى الرئيس السابق للحزب قانصو كلمة قال فيها: "بكل ثقة وطمأنينة، وبكل اعتزاز، وأمل ورهان، أسلم اليوم الأمانة، رئاسة الحزب، إلى الرئيس الجديد، المعروف من الجميع".

واستغرب "لماذا قرأ البعض مجيء أسعد حردان إلى رئاسة الحزب على أنه إعلان حرب"، وقال: "ألا يدري هذا البعض، أن الحزب السوري القومي الاجتماعي، هو حزب سلام، سلام المجتمع مع نفسه، المبني على الاخوة القومية، لا على تكاذب أمراء الطوائف والمذاهب، وحرب الحزب الدائمة هي حربه ضد العدو اليهودي وليس لنا من عدو إلاه، كما أن المواجهة الدائمة التي يخوضها الحزب منذ تأسيسه هي بوجه كل ما يفجر وحدة المجتمع، ويهدد سلامه وسلامته، وفي الطليعة العصبيات المذهبية والطائفية، لكنها مواجهة مدنية، ثقافية وسياسية، تقوم على التفاعل، وعلى الحوار، وعلى الإقناع، وغرضها الارتقاء بالانتماء، ليستوي انتماء إلى الوطن، إلى القضية الجامعة".

اضاف: "يعرف الرأي العام، أن رئاسة الحزب ليست موقعا للشهرة، بل هي موقع متقدم للنضال، وطبيعي جدا ألا يصل إليها وينجح فيها إلا المناضلون، الرؤيويون والمؤمنون حقا بأن قضية الحزب، قضية النهوض بشعبنا وارتقائه، تساوي وجودهم. ورئاسة الحزب لم تكن في تاريخنا، حكرا على فرد، أو موقعا يرثه الأبناء من الآباء، فليس من حزب لا في لبنان ولا في كل المشرق ولا في العالم العربي، عرف هذا العدد من الرؤساء الذي عرفه حزبنا، ودائما تنتقل الرئاسة من قائد إلى آخر، بكل ديموقراطية وسلاسة. وبين عهد رئيس وعهد رئيس آخر، اتصال لا انقطاع، فالرئيس الخلف يضيف إلى إنجازات السلف، لتتراكم الإنجازات وتشكل قاعدة لانتصار الأهداف الكبرى لحزبنا".

النائب حردان

ثم ألقى النائب حردان كلمة أعلن فيها الخطوط العريضة لخطة الحزب السياسية, ومما قال: "كان التغيير في قيادات حزبنا يتم على قاعدة المؤسسات الواحدة المستمرة، لكن المؤسسات مدلولها البرامج والمشاريع لا الأشخاص والأفراد، بل إن ما يميز المؤسسة عن الفرد يعود إلى كون المؤسسة ذات استمرارية ورسوخ ليسا للفرد مهما عظم شأنه. من هنا أهمية المؤتمرات التي يعقدها حزبنا في شكل دوري، بوصف المؤتمر مؤسسة دستورية تنبثق عنها قيادة شرعية يختارها القوميون الاجتماعيون بإرادتهم ووعيهم وعقلهم المعياري".

ونوه ب"الكفاءة والشجاعة التي قاد بها الحزب الرئيس السابق قانصو، في إحدى أخطر المراحل وأكثرها حساسية ودقة"، وحيا "جميع مناضلي الحزب وقيادييه الذين أعطوا وضحوا وساهموا في تعزيز وضع الحزب ومواقعه".

ودعا "الرفاق في مختلف الفروع الحزبية، في الوطن والمغتربات على حد سواء، أن ينخرطوا في ورشة العمل الجادة التي سينهض بها حزبهم، بدءا من هذه اللحظة التموزية التي يمثلها شهر الاستشهاد والتضحية والفداء".

وقال: "خير ما نستهل به هذا اللقاء هو تحية للأسرى الذين سنستقبلهم محررين بيننا في الأيام المقبلة، وتهنئة شعبنا كله بهذا الإنجاز الذي حققته المقاومة تنفيذا للوعد الذي قطعه السيد حسن نصرالله. إننا نشارك الأسرى وذويهم فرحتهم بعودة مناضلين إلى ساحات الجهاد بعد طول انتظار، كما نشارك أهالي الشهداء مشاعرهم التي لا توصف باستقبال الجثامين. إن هذا الإنجاز نصر يضاف إلى انتصارات المقاومة وهو مدعاة اعتزاز وطني وقومي، وقيمته التعبيرية أنه ثمرة نضالات شعبنا ومقاومينا، وهو يرمز إلى استعادة الحق وانتصار معادلة المقاومة".

اضاف: "ان الاستحقاق الدستوري الذي أنجزه حزبنا في سياق مؤتمره العام الذي انبثقت منه هيئة جديدة للمجلس الأعلى انتخبت بدورها رئيسا جديدا للحزب الذي أنجز هو نتيجة عملية ديموقراطية دستورية طبيعية ميزت حزبنا، تاريخيا، وعكست نموذجا حيا ومتقدما في العالم العربي وعموم الشرق في عملية انبثاق السلطة وتداولها. وفي شهر تموز، شهر التضحيات والشهداء، شهر العدوانات المتكررة منذ اغتصاب فلسطين عام 1948 إلى 1949 إلى 2006 نوجه تحية إكبار واعتزاز إلى المقاومين المنتصرين على العدوان بالدم والإرادة والعلم والقيادة النوعية. لقد ثبت، من قلب الإعصار القائم الذي يلف أمتنا والمنطقة، أن المقاومة البطلة قد انتصرت، وأن العدو قد انهزم وفي هذه الحقيقة الثابتة تكمن نقطة التحول الكبرى في تاريخ صراعنا مع العدو الإسرائيلي، وإن كانت المعركة لم تنته بعد".

وتابع: "تعصف ببلادنا أنواء مشروع معاد ومزدوج، هو المشروع الأميركي ـ الإسرائيلي الذي تقوم أولوياته على صون أمن العدو وتحقيق تفوقه الدائم ماديا ومعنويا، عسكريا وسياسيا واقتصاديا، وهذا المشروع يقوم على اغتصاب الأرض وإذلال الشعب وإلغاء حقه في أرضه ووطنه، والسيطرة على خيرات الأمة، وتبديل أولويات أبنائها من خلال تقديم التصادم المتنقل والاحتراب المتواصل على أولوية التضامن والتعاضد والتوحد. كما تقوم أولويات المشروع المعادي على إبقاء النفط سلعة استراتيجية طيعة في يد الإمبراطورية الأميركية وحلفائها".

وأشار الى "ان الحزب القومي الذي تأسس على قاعدة الفكرة القومية والعقيدة القومية الاجتماعية الوحدوية وعلى رفض الأمر المفعول، يعي برؤيته الاستشرافية الجذرية ضخامة المؤامرة واستهدافاتها، وهو مصمم على لعب دوره كاملا في عملية الإنقاذ"، وقال: "ان خطة التفتيت المرسومة ضد شعبنا ووطننا يراد منها القضاء على نبض الحياة في الأمة، وعلى معالم التمرد وروح المقاومة في المجتمع، وهي خطة تفكيكية تفتيتية لن يقيض لها النجاح لأننا نثق بقيم شعبنا الوطنية التوحيدية، ونثق بقدرات أمتنا وبعزمها على الانتصار في معركة الوجود التي فرضت عليها. وإنني اليوم، وفي شهر الفداء والوفاء أدعو شعبنا إلى الاعتصام بمبادىء وحدته للانتصار الفاصل على مشروع تفتيته وتمزيقه".

اضاف: "إن الحزب السوري القومي الاجتماعي أدرك منذ تأسيسه مركزية الشأن القومي الوحدوي. وفي فلسفة نشوئه ان فقدان السيادة القومية هو الذي جلب على أمتنا الويل بعد الويل. وإن من مهام الحركة القومية الاجتماعية بل في صلبها أن تستعيد أمتنا سيادتها على أرضها ووطنها، كاملة غير منقوصة.

أولا - في لبنان:

تنص التعاليم التأسيسية لحزبنا على أن لبنان يجب أن يبقى نطاق ضمان للفكر الحر، أي لحرية الرأي والمعتقد والتعبير، خصوصا متى حافظت تلك الحرية على وحدة المجتمع ووحدة الدولة ووحدة الشعب. وقد ساهمت الحركة القومية الاجتماعية في نهضة لبنان الفكرية والأدبية والشعرية والمسرحية وفي حركة الحداثة التي عم تأثيرها العالم العربي في المشرق والمغرب. كما ساهمت الحركة القومية الاجتماعية في النضال الميداني وفي المقاومة لاسترجاع الحق من العدو المغتصب، وفي ثقافة المقاومة وتعزيز عوامل الاستقرار والوحدة الوطنية في لبنان والحؤول دون تقسيمه طائفيا وتفتيته مذهبيا، والوقوف في وجه المشاريع الاستعمارية وأدواتها المشبوهة المكشوفة. وسيبقى الحزب في موقع المواجه للتهديدات التي تستهدف لبنان في وحدته واستقراره وارتقائه من خلال إضعاف مشروع الدولة، والنفخ في بوق الطائفية المؤججة لموروثات العهود الاستعمارية فيه تفكيكا وشرذمة وتشويها لمعنى المواطنية الحقيقية لدى مواطنيه، بهدف تحويله من بلد للاشعاع والإبداع والحرية والمقاومة، إلى بلد مجسد للذل والخنوع والتبعية والهجرة، فتهتز أركانه تمهيدا لسقوطه في مكامن الضعف، ليصبح عبئا على أهله ومواطنيه ومحيطه الطبيعي بدل أن يكون عامل قوة وشراع استنهاض.

إن قضيتنا في لبنان ليست قضية تشكيل حكومة، بل هي قضية شعب - قضية أمة. إنها ليست مسألة وزير يتسلم هذه الحقيبة أو تلك بمقدار ما هي مسألة موقف لبنان وموقعه وقراره وخياراته الاستراتيجية. إنها مسألة انتمائه وتوجهاته وبوصلته القومية. هكذا نقرأ المتغيرات على الساحة اللبنانية في السنوات الأخيرة. وهي متغيرات شاركت فيها الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية عن سابق تصور وتصميم، ودخل على خطها العدو الإسرائيلي الذي دس السم في الدسم، ولعب على وتر الانقسامات اللبنانية الداخلية، لكن تلك الخطة المحبوكة الخبيثة تلقت ضربات موجعة ودروسا في صمود الشعب ومقاومته الشريفة وقواه الحية. إلا أن لبنان ما زال عرضة للمخطط المعادي والفتنة المتنقلة، الأمر الذي يستوجب اليقظة القصوى والشعور العالي بالمسؤولية الوطنية.

ويزيد من صعوبة الأزمة في لبنان أن المواطن يعاني عدم القدرة على تسديد حاجاته المعيشية والخدماتية وينوء تحت أعباء جائرة من الضرائب والرسوم والغلاء غير المضبوط. إن ثمة حاجة فعلية إلى خطة اقتصادية اجتماعية إنقاذية تعزز دور الدولة الرعائي الحاضن لجميع المواطنين وتقيم العدل الاجتماعي بما في ذلك ضمان الشيخوخة لجميع المواطنين ودونما تمييز. ان هناك حاجة أيضا إلى خطة إنمائية عامة هدفها تركيز الاقتصاد على أساس الإنتاج، وتأمين فرص العمل للطاقات الشابة وخريجي الجامعات والمعاهد الفنية، والحد من الهجرة التي باتت آفة كبيرة تستنزف الأدمغة والخبرات.

إن اتفاق الدوحة قد وضع الجميع أمام مسؤولياتهم، وهو اتفاق ذو بنود متكاملة ينبغي العمل على تطبيقها كاملة. لقد أيد حزبنا منذ البداية اتفاق الدوحة وأمل أن ينعكس ذلك انخفاضا في منسوب الخطاب الطائفي والتشنج المذهبي. وإن حزبنا يؤكد على موقعه التحالفي مع قوى المعارضة اللبنانية، التي تعمل على نزع الألغام السياسية والاقتصادية والطائفية والأمنية في الساحة اللبنانية، وعلى إرساء سلم أهلي قائم على قاعدة الوحدة الوطنية في السلطة الإجرائية، وفي السياسة الخارجية والسياسة الاقتصادية، وعلى حماية المقاومة اللبنانية باعتبارها عامل قوة وعزة وكرامة، وقدرة ردع ودفاع وتحرير.

ان حزبنا الساعي منذ تأسيسه إلى إقامة المجتمع اللاطائفي الموحد، يسره أن يعلن اليوم أنه في صدد تشكيل لجنته التحضيرية لعقد المؤتمر التأسيسي للتيار اللاطائفي الضامن للسلم الأهلي وللمقاومة. وهو يدعو النخب الفكرية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية، المؤمنة بالوحدة الاجتماعية والسلم الأهلي، ليكونوا معه في هذا المشروع الوطني الجامع، بحيث تصبح حياتنا في لبنان أكثر أمنا وأصلب عودا، وأسرع تقدما، وأوفر فرصا، وأنقى طرحا، وأصدق مسؤولية.

ثانيا - في الشام:

للشام في معجننا القومي نكهة السنابل ورحيق الياسمين. فيها ابتكر شعبنا أبجديته الأولى، ومنذ ذلك كانت أوغاريت وأخواتها المضيئات ينبوعا حضاريا للعالم كله، ولذلك قال مؤرخون كبار وعلماء آثار أجانب إن لكل إنسان وطنين: وطنه الأم وسوريا.

لقد أتيح لقلب الأمة النابض - منذ مطلع السبعينات - قيادة تاريخية دشنها ونهض بها القائد التاريخي حافظ الأسد. ثم حمل المشعل بكفاءة أصحاب القضية الرئيس المقاوم بشار الأسد. وقد وجد حزبنا في دمشق قلب الأمة النابض كرامة وممانعة وكبرياء. من هنا علاقته العضوية والاستراتيجية بعاصمة الثوابت. لقد ساد هذه العلاقة مناخ من الثقة والتقدير والنبل والترفع، تحكمه مصلحة الأمة العليا وقضيتها المقدسة. وقد جرى تمثيل حزبنا في القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية، وفي الحكومة السورية ومجلس الشعب، أي أن العلاقة تأطرت على مستوى الدولة والشعب والمجتمع. وبذلك ينخرط القوميون الاجتماعيون في جميع المحافظات السورية في العمل الجبهوي، السياسي والاجتماعي والتنموي، يعززون ثقافة الوحدة والنهوض بالمجتمع. فهم معنيون بمصلحة الدولة ومصلحة الشعب وهذا راسخ في قسم انتمائهم وولائهم القومي، يستلهمون قدوة سعاده العظيم ويستودعون أنفسهم قبسا من يوسف العظمه، ونفحة من سلطان باشا الأطرش وإبراهيم هنانو وصالح العلي، وعبرة مضيئة من منارات تاريخنا الثقافي - السياسي - القومي. أليست القضية قضيتهم؟ أوليس الجولان جولانهم وطبريا بحيرتهم؟ أليس هم الذين آمنوا بأن كل ما فيهم هو للأمة حتى الدماء - الوديعة التي فيهم فإذا طلبتها الأمة سفحوا دماءهم على مذبحها راضين فرحين بغبطة العطاء الأكبر؟

تواجه سوريا منذ سنوات ضغوطا كبيرة غير مسبوقة لثنيها عن مواقفها المبدئية القائمة على التشبث بالحقوق المشروعة في تحرير الأرض المحتلة وفي الحياة الحرة العزيزة الناهضة. وقد ترافقت تلك الضغوط السياسية والاقتصادية والأمنية الهائلة مع حملة إعلامية تضليلية تصور الوقائع على غير ما هي عليه، فتصور العدو صديقا والشقيق عدوا، وتسمي المقاومة المشروعة إرهابا، والإرهاب دفاعا عن النفس، وتزيف الحقائق وتحاول زرع الأسافين بين المواطن وأخيه في الوطن. وقد شاركت في هذه الحملة المبرمجة أقلام وأفواه غربية، وأخرى عربية مع الأسف، وظفها المشروع المعادي في صحف وفضائيات ومراكز أبحاث وخلايا تخطيط، من أجل تضليل شعبنا وتضييع بوصلته القومية لكن سوريا صمدت صمودا أسطوريا، وانتقلت من مرحلة الصمود إلى مرحلة متقدمة في كسر الهجمة المعادية ودحرها على أكثر من صعيد وفي غير ساحة من ساحات المواجهة.

إننا ندعو المكابرين من اللبنانيين والعرب إلى وعي حقيقة الدور السوري الإيجابي في الحفاظ على وحدة لبنان وعروبته وإلى وعي أهمية الترابط الاستراتيجي الذي لا يمكن إنكاره بين لبنان وسوريا. فكفى مكابرة، ولتكن لنا الجرأة التاريخية على تجاوز المرحلة السوداء الماضية التي أقامت جدارا من العدائية بين الأخوة والأهل وضربت المصالح الحيوية المشتركة للمواطنين، تمهيدا لبناء علاقة إيجابية وواقعية وأخوية وبناءة مع دمشق، دون أن ننسى بأن المواجهة القائمة بين المشروع القومي من جهة والمشروع المعادي من جهة أخرى تستلزم تضافر الجهود وحماية خيار المقاومة، من لبنان إلى فلسطين إلى العراق، ونحن على ثقة بأن مكانة الشام ومن حولها قوى المقاومة تشكل عصب هذه المواجهة وقلعتها الحصينة.

ثالثا - في فلسطين:

منذ مطلع القرن الماضي وعى مؤسس حزبنا الخطر الصهيوني على فلسطين، واعتبر أن المسألة الفلسطينية شأن لبناني في الصميم كما هي شأن شامي في الصميم وشأن عراقي في الصميم، وأن الخطر الصهيوني هو خطر على الجميع، أي على كل المنطقة.

ومنذ لحظة انخراطهم في صفوف النهضة القومية الاجتماعية، يتنسم أعضاء الحزب أريج فلسطين وعطر برتقالها، ويلفحهم دم شهدائها بلفحة العز الذي نشأوا عليه، وقدموا في مسيرته أول شهدائهم كسعيد العاص وحسين البنا اللذين رويا بدمهما أرض فلسطين منذ الثلاثينات، أي قبل أن يتوج سعاده بدمه السكيب عقد الأربعينات شهيدا لفلسطين - القضية، وفلسطين - الأرض والكرامة ووقفة العز.

والحقيقة أن العدو الإسرائيلي استهدف منذ البدايات التنفيذية لمشروعه ثالوث فلسطين. فهو استهدف أولا الأرض بالضم والمصادرة والاحتلال والتهويد، واستهدف ثانيا الشعب بالنفي والتشريد والمجازر والاغتيال، واستهدف ثالثا التراث الفلسطيني والذاكرة الفلسطينية بالتزوير والمحو والإلغاء. لكن شعبنا انتفض وصمد منذ ثورة القسام إلى معركة الكرامة ويوم الأرض، ومن الانتفاضة الأولى إلى الانتفاضة الثانية، إلى الصمود اليومي في الضفة والقدس وغزة. وهكذا يكتب شعبنا في فلسطين، باللحم الحي، ملحمة الفداء والحرية. لو كانت ملكية فلسطين من ماء لأهدرها الأعداء ولو كانت من ورق لمزقوها، لكنها الملكية المقيمة في الوجدان القومي ولذا لا يستطيع أحد إلغاءها.

إننا ندعو شعبنا الحي ورفقاءنا في فلسطين إلى مزيد من الصمود، وندعو قادة الفصائل الفلسطينية إلى تفويت الفرص على الأعداء، عبر اعتماد الحوار والتنسيق والتلاحم لأن الأخطار التي تتهدد فلسطين والأمة كلها لا تفرق بين كيانات الوطن إلا فيما تقتضيه المخططات المعادية من تكتيك هنا وتفكيك هناك. لكن فلسطين تبقى شأنا مركزيا في نضالنا القومي وقضيتنا القومية. على أن حزبنا يؤمن أن الترابط حتمي بين النضال الذي نخوضه في لبنان من جهة، وبين نهوض القوميين الاجتماعيين بمسؤولياتهم في المجتمع. ونحن نتوجه إلى رفقائنا في العراق وفلسطين لنؤكد لهم أن الحزب سيخصص جزءا حيويا من اهتمامه للمسؤوليات التي يفرضها واقع الوضع العام في الساحتين العراقية والفلسطينية عليه.

كما نتوجه إلى الأحزاب والهيئات الأهلية في العالم العربي بالدعوة إلى إبقاء راية القضية الفلسطينية خفاقة لأن أي تفريط أو موافقة على التفريط سينعكسان على العرب جميعا تاريخا وكرامة ومصداقية.

رابعا - في العراق:

من شرائع حمورابي إلى ملحمة جلجامش إلى المدنية السومرية، ومن عاصمة العباسيين إلى أرض عصية على الاحتلال، تنتصب أرض الرافدين واحة حضارية يستهدفها المشروع المعادي بالاجتياح ونهب التراث الحضاري والإغتيال المنهجي للأدمغة واختراق الموساد والأجهزة الغربية لبناه التحتية والفوقية.

إن العراق محتل عسكريا ومستتبع سياسيا ومخترق أمنيا. وهذا يستدعي آلية تنسيق بين تنظيماته المقاومة وهيئاته الأهلية من أجل وضع حد للاغتيالات المجانية والتفجيرات العشوائية والتناحر المذهبي. إن شعبنا في العراق مدعو إلى التبصر بعواقب العبث بأمنه وثروته القومية وببقائه ساحة للمشاريع المصطرعة على أرضه، وللنهب الموصوف لثرواته الطبيعية وفي طليعتها ثروته النفطية.

إن القوميين الاجتماعيين في العراق مدعوون إلى تفعيل دورهم التوحيدي على الساحة العراقية، من أجل أن يغلب شعبنا في العراق انتماءه القومي على أي انتماء آخر إتني أو مذهبي أو عشائري، وإن حزبنا سيعكف في المرحلة المقبلة على دراسة المساهمة في الدعوة إلى احتضان القوى الوحدوية في العراق ضمن جبهة توحيدية للمجتمع من أجل مواجهة الاحتلال ومفاعيله، وهو متفائل بأن غالبية شعبنا في العراق تقف إلى جانب الاتجاه الوحدوي الجامع الذي يشكل ضامنا شعبيا ومساحة أمان رحبة لحاضر العراق ومستقبل شعبه.

خامسا - في الداخل الحزبي:

إن رئاسة الحزب السوري القومي الاجتماعي عازمة على تفعيل جميع المؤسسات الحزبية وإفساح المجال الحقيقي أمام جميع الامكانات الحزبية والطاقات الإنتاجية من أجل الانخراط الفاعل في الميادين النضالية والإدارية والإنتاجية المتعددة، وخصوصا في حقول الإذاعة والإعلام والثقافة والفنون.

إن الثقافة ليست ترفا ولا برجا عاجيا ننظر فيه، الثقافة مشاركة حاذقة وعملية في شؤون المعرفة، وإغناء لملكات العقل، وإنماء للذوق، وتقويم للرأي، وتهذيب للقوى الروحية، وبناء لمنهجية التفكير وتوسيع لآفاق الإنسان.

العقول تلتقي في فرح الكشف المعرفي وبهجة الإبداع، والإبداع تغذيه الثقافة. ان التقدم عينه لا يتحقق إلا بالثقافة في معناها الأوسع المادي والروحي. فعل المقاومة يلزمه فعل ثقافة وخلفية ثقافية حتى الحق وآلية ابرازه يلزمهما ثقافة. حضارة المجتمعات لا تبنى إلا على الإنتاج الثقافي المبدع المتراكم وكذلك التطور والإنجازات النوعية".

وقال: "إن الحزب السوري القومي الاجتماعي هو حزب العقل بامتياز، وحزب الثقافة النهضوية - بالمعنى الحركي الإنشائي الخلاق. وهذا الأفق المفتوح يتيح لذوي الإمكانات الأصيلة أن يترجموا تلك الأصالات إنتاجا ثقافيا نوعيا يثري حركة الفكر التنويري والثقافة الهادفة، كما يثري نزعة البحث العلمي التي باتت سمة المجتمعات المتقدمة التي تسميها أدبيات الأمم المتحدة "مجتمعات المعرفة". إلا أن أمرا أكيدا لا ريب فيه وهو أن الثقافة من أجل الثقافة لا طائل منها، كما أن الفن من أجل الفن لا يجدي نفعا. إنما الثقافة والفن مجالا إبداع. والإبداع رؤية تغييرية نحو الأفضل، وهذا هو الهدف الأسمى للانسان بل للانسانية قاطبة".

وختم: "باسم الحزب السوري القومي الاجتماعي، أدعو القيادات السياسية والشعبية في دول الهلال الخصيب إلى فتح صفحة جديدة من التنسيق والتعاون البناء، خصوصا في هذه الظروف القاسية والخطيرة على مجمل وجودنا القومي ومستقبلنا، والتي تمارس فيها شتى أنواع التضليل وتقلب الحقائق ويبالغ بإبراز المصالح المتضاربة بين أبناء الشعب الواحد، وذلك باستخدام مصطلحات غريبة ومفردات دخيلة على طبيعة شعبنا ونفسيته وتاريخه ومصالحه.

تأسيسا على ذلك، وانطلاقا من مفاهيمنا المعنية بمصالح الشعب وخصوصا في عصر التجمعات الكبرى، أدعو إلى إقامة مجلس تعاون مشرقي يؤمن مصالح الدول المنضوية وهي مصالح متكاملة، وذلك كحل عملي لمشاكلنا المستعصية وبالأخص لجهة صيانة مصالح الشعب وتكاملها، أسوة بالدول التي استجابت لمصالح شعوبها وأوجدت حلولا لمشكلاتها كدول مجلس التعاون الخليجي، ودول الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي. إن مجلس التعاون المشرقي هذا يشكل استجابة عملية متقدمة لحاجة الشعب الاستراتيجية في ميادين الصناعة والزراعة والتجارة والسياحة وسائر حقول الإنتاج.

لقد ثبت كم أننا بنظر جبهة الأعداء أمة واحدة، فعندما يتلقى المشروع الصهيوني ضربة قاسية في لبنان تجبره على الانسحاب في العام 2000، لا يتأخر عن الرد باحتلال العراق في العام 2003. وعندما يتعثر في الساحتين يتجه لضرب القلعة التي تمثلها دمشق. وعندما يفشل في فرض منطق القوة ويستنفد الرهان عليها يتجه إلى الرهانات على تفتيت الأمة وكياناتها إلى عصبيات وقبائل وطوائف ومذاهب، من لبنان إلى العراق إلى فلسطين.

إن نقطة الارتكاز في مشروعنا الحالي هي أن نقول جميعا: لا حاسمة لمشروع التفتيت المعادي، ونعم جازمة لمشروع مقاومة التفتيت وصيانة السلم الأهلي والهوية القومية.

ثقوا بأن شعبنا جدير بالحياة وأن أمتنا ستنتصر.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار ـ كل شهدائنا منذ تأسيس الحزب وحتى شهداء مجزرة حلبا البربرية الجبانة. إنهم في شهر الفداء والوفاء وفي كل حين يمثلون طليعة انتصاراتنا.

قال شهيد الثامن من تموز ـ سعاده العظيم: "إننا لو شئنا أن نفر من النصر لما وجدنا إلى ذلك سبيلا".

القيادة الجديدة

ووزعت أسماء القيادة الجديدة للحزب على وسائل الإعلام وهي على الشكل التالي:

أسماء السلطة التشريعية في الحزب السوري القومي الاجتماعي (المجلس الاعلى):

ـ الوزير السابق محمود عبد الخالق

ـ الدكتور ربيع الدبس

ـ الأستاذ توفيق مهنا

ـ النائب أسعد حردان

ـ الأستاذ جبران عريجي

ـ النائب السابق غسان الأشقر

ـ الوزير السابق علي قانصو

ـ الأستاذ انطون اسبر

ـ الإعلامي يحيى جابر

ـ المحامي جورج ديب

ـ المحامي رياض نسيم

ـ الدكتور يوسف كفروني

ـ الأستاذ عبدالله وهاب

ـ الدكتور صفوان سلمان

ـ المحامي احمد هاشم

ـ النائب السابق بشرى مسوح

ـ الأستاذ قاسم صالح

ـ الأستاذ فارس فياض

ـ المحامي سمير عون

ـ الأستاذ ميشال معطي

ـ العميد الركن المتقاعد وليد زيتوني

ـ المحامي جمال فاخوري

أسماء السلطة التنفيذية في الحزب السوري القومي الاجتماعي (مجلس العمد):

ـ الأمين المحامي حسين عيسى، عميدا للداخلية،

ـ الأمين الأستاذ عصام حريق، عميدا للمالية،

ـ الرفيق الدكتور جورج خليل، عميدا للخارجية،

ـ الأمين المحامي جمال فاخوري، عميدا للإذاعة والإعلام،

ـ الرفيق المحامي إيلي غصان، عميدا للقضاء،

ـ الأمين الأستاذ قيصر عبيد، عميدا للاقتصاد،

ـ الأمين المهندس وائل حسنية، عميدا للدفاع،

ـ الأمين الأديب فهد الباشا، عميدا للثقافة والفنون الجميلة،

ـ الأمين الدكتور كمال النابلسي، عميدا للعمل والشؤون الاجتماعية،

ـ الأمين الأستاذ صبحي ياغي، عميدا للتربية والشباب،

ـ الأمين الأستاذ لبيب ناصيف، عميدا لشؤون عبر الحدود،

ـ الرفيقة المهندسة ميسلون سعادة، عميدا لشؤون البيئة،

ـ الأمين الدكتور محمود خريباني، عميدا من دون مصلحة رئيسا لمكتب الدراسات والتخطيط،

ـ الأمين الدكتور وليد عبد الرحيم، عميدا من دون مصلحة رئيسا للكلية الحزبية،

ـ الأمين الدكتور مروان فارس، عميدا من دون مصلحة،

ـ الأمين الأستاذ سبع منصور، عميدا من دون مصلحة.