المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار الأحد 6 تموز 2008

إنجيل القدّيس لوقا .32-27:11

وبَينما هو يَقولُ ذلك، إِذا امَرأَةٌ رَفَعَت صَوتَها مِنَ الجَمعِ فقالَت لَه: «طوبى لِلبَطنِ الَّذي حَمَلَكَ، ولِلثَّدْيَيْنِ اللَّذَينِ رَضِعتَهما!» فقال: «بل طوبى لِمَن يَسمَعُ كَلِمَةَ اللهِ ويَحفَظُها!». واحتَشَدتِ الجُموعُ فأَخَذَ يقول: «إِنَّ هذا الجِيلَ جيلٌ فاسِدٌ يَطلُبُ آية، ولَن يُعْطى سِوى آيةِ يُونان. فكما كانَ يونانُ آيةً لأَهلِ نِينَوى، فكذلِكَ يَكونُ ابنُ الإِنسانِ آيَةً لِهذا الجيل. مَلِكَةُ التَّيمَنِ تَقومَ يَومَ الدَّينونَةِ مَعَ رِجالِ هذا الجيلِ وتَحكُمُ علَيهِم، لِأَنّها جاءَت مِن أَقاصي الأرضِ لِتَسمَعَ حِكمَةَ سُلَيمان، وههُنا أَعظَمُ مِن سُلَيمان. رِجالُ نِينَوى يَقومونَ يَومَ الدَّينونَةِ مَعَ هذا الجيلِ ويَحكُمونَ علَيه، لأَنَّهم تابوا بإِنذارِ يُونان، وههُنا أَعظمُ مِن يُونان.

 

يمتلك 30 مليون دولار في فرنسا ووصله من صدام أكثر من 20 مليوناً

عون أمام القضاء قريباً لمواجهة ملفاته "غير المشروعة" مذكرات أحد رفاقه "هكذا فتحت للجنرال خط اتصال بإسرائيل"

لندن - بيروت - »السياسة«:

لا تستبعد أوساط غير مدنية وروحية في بيروت ان يفاجأ اللبنانيون بمرأى رئيس الحكومة اللبنانية الاسبق ميشال عون ماثلا امام القضاء اللبناني بتهم »تبذير أموال الدولة ونقل مبالغ طائلة من لبنان الى الخارج خلال ترؤسه الحكومة العسكرية الانتقالية في أواخر الثمانينات وقبل وبعد هروبه الى فرنسا أمام الاجتياح السوري لقصره الرئاسي في بعبدا ووزارة دفاعه في اليرزة, كما لا تستبعد ان تطرح وثائق دامغة عن التحويلات المالية تلك وتهريب أموال نقدية اخرى بواسطة بعض افراد عائلته من بيروت الى باريس الى جانب وثائق مفاجئة تدحض كل الاقوال التي قيلت عن عدم اتصاله بالاسرائيليين, وهي وثائق كافية لكشف النقاب عن أخطر مرحلة مر بها المقيم سعيدا في الرابية خلال »حرب التحرير« التي اعلنها على سورية وانتهت بهزيمته وفراره الى العاصمة الفرنسية«.

وقالت الاوساط الروحية في اتصال بها من لندن امس انها »اطلعت على مذكرات احد اقرب المقربين من عون خلال فترة الحرب تلك التي كان محاصرا فيها داخل القصر الرئاسي, يائسا مغلوبا على امره هي الان في طريقها الى احدى دور النشر في عاصمة عربية, يؤكد فيها كاتبها بالوثائق كيف فتح هذا الاخير خط اتصال مباشر مع رئيس الوزراء العبري بعدما لاحت له الهزيمة على يد السوريين الا انه حسب تلك المذكرات عاد وأقفل هذا الخط بعد فترة قصيرة بعدما علم السوريون به فقاموا من جهتهم بفتح مفاوضات معه قدموا له خلالها »المن والسلوى« بغية ضرب اسفين بينه وبين الاسرائيليين فتراجع بالفعل امام وعود حافظ الاسد الواهمة, واوقف اي اتصال له بهم وبذلك تم حينئذ استفراده والقضاء عليه«.

وذكرت الاوساط الروحية ان كاتب المذكرات اكد في احدى صفحاتها« ان الجنرال استدعاني في احد ايام الحرب الساخنة الى القصر الجمهوري وطلب مني تأمين خط الاتصال بالاسرائيليين, فسارعت الى اطلاعهم على طلبه في اليوم نفسه, وبالفعل فتحت بعد اقل من 24 ساعة بينهم وبينه قناة اتصالات مباشرة لكنها لم تعمر الا فترة وجيزة بسبب التدخل السوري السري معه الذي كان يخشى ان تؤدي تلك الاتصالات الى دخول اسرائيل الحرب الى جانبه (عون) ضد الجيش السوري.

وقالت الاوساط غير المدنية المطلعة عن كثب على ملفات عون المالية التي »وضعت على الرف ضمن اتفاق سوري معه توسط فيه الرئيس السابق اميل لحود بواسطة نجله ومبعوثين اخرين من بطانته بينهم كريم بقرادوني وبعض رجال الاعمال والصحافيين من اجل عودته الى لبنان والعفو عنه وعن جماعاته في الخارج«. ان تحريك عون مجددا الدعوى التي اقامها على ورثة الرئيس الاسبق الراحل الياس الهراوي الذي اتهمه في مذكراته »عودة الجمهورية من الدويلات الى الدولة« بتحويل مبلغ خمسة ملايين دولار على رقم حسابات زوجته في باريس »سيعيد فتح هذه الملفات من الباب الواسع كما ان تقديم وكيلي هؤلاء الورثة تلك الملفات معززة بوثائق كتبها عون بخط يده عن عملية التحويل المالي تلك والتي بلغ عددها 46 وثيقة, ستحمل القضاء على جلبه الى المحكمة عاجلا ام آجلا«.

وتتضمن ملفات وكيلي الدفاع عن ورثة الهراوي معلومات نشرتها صحيفة »لو كانار انشينيه« الفرنسية الساخرة حول »وجود مبلغ نحو 30 مليون دولار في حسابات عون المصرفية في باريس, رد عليها يومذاك بالقول معترفا بوجودها فعلا انها عبارة عن مبالغ تبرعات من مناصريه ومؤيديه في لبنان والخارج, زاعما انه سيعيدها الى اصحابها اذا لم تتسن له العودة الى لبنان لاستعادة دوره في الحياة السياسية فيه«.

وكشف صحافي لبناني كان مقربا جدا من نظام صدام حسين في العراق في النصف الثاني من الثمانينات ل¯ »السياسة« النقاب امس عن انه توسط لدى مسؤولين عراقيين كبار لاعتماد ميشال عون قبل تسلمه رئاسة الحكومة الانتقالية وخلال رئاسته لقيادة الجيش بمثابة يدهم القوية (عسكريا) في لبنان ضد عدوهم السوري يومذاك حافظ الاسد وحصل له من النظام العراقي على مبالغ بعشرات ملايين الدولارات وبكميات كبيرة من الاسلحة لخوض »حرب التحرير«.

وقال الصحافي انه ارسل الى صديقه في بغداد مدير الاستخبارات السابق الدكتور فاضل البراك الذي اعدمه صدام في التسعينات موفدا من بيروت هو استاذ جامعي اليوم يحمل رسالة يشرح فيها خلفيات ميشال عون المعادية لسورية وطالبا دعمه له لرئاسة الجمهورية فجاءه الجواب بعد ثلاثة ايام كالتالي: »هناك 99 نائبا في البرلمان اللبناني, ونحن على استعداد لمد ميشال عون ب¯ 99 مليون دولار ليشتري بها كل نائب بمليون من اجل انتخابه رئيسا«.

واكد الصحافي »ان جزءا كبيرا من الاموال في حسابات عون الخارجية التي هي الان مطروحة امام القضاء بواسطة وكيلي ورثة الياس الهراوي وصلت اليه من بغداد على مراحل« مقدرا هذا الجزء »بأكثر من 20 مليون دولار«.

 

عبدو: عون يريد السلطة والمعارضة وسيعرقل عمل الحكومة وخطاب نصرالله تقويم لأخطاء ارتكبها حزبه في الداخل

اذاعة "الشرق/أعرب السفير السابق جوني عبدو عن تفاؤله بقرب تشكيل الحكومة، معتبراً أن رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون "لن يدخل الحكومة ليكون متضامناً مع باقي الأعضاء، بل هو يريد في الوقت نفسه السلطة والمعارضة، وبالتالي معارضة عون داخل الحكومة ستشكل عرقلة كبيرة". ورأى أن الخطاب الاخير للامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله "جاء نتيجة تقويم لأخطاء ارتكبها الحزب في الداخل"، مشيراً الى ان "رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لن يبقى متفرجاً في الانتخابات النيابية فهو معنيّ بجبيل والمتن". ونبه على ان الوضع الامني بين التبانة وبعل محسن لا يزال غير مستقر، محذراً من "ان استبدال الاعتدال السنّي بأصوليات عن طريق الحرتقات الأمنية سيجعل كل الأطراف التي تلعب هذه اللعبة تعض أصابعها ندامة".

وقال في حديث الى اذاعة "الشرق" امس، حول ما أعلنه عون عن مواجهة المشروع الأميركي: "ليت عون يحدّثنا عن المشروع الأميركي الذي يهاجمه. لا أعرف ما هو هذا المشروع الاميركي، بل هناك مشروع آخر لدى قوى 14 آذار هو سيادة وحرية واستقلال، وإذا كانت أميركا داعمة لهذا المشروع فأهلاً وسهلاً بها وبغيرها. وبالتالي إذا كان عون يحارب هذا المشروع فهو حرّ".

وعن زيارة الرئيس السوري بشّار الأسد الى باريس، أوضح "ان الهدف السوري من وراء المفاوضات الجارية بين دمشق وتل أبيب هو الانفتاح على اوروبا والولايات المتحدة، وان الأسد يعلم تماماً أن العزلة التي كانت موجودة فيها سوريا لا يمكن فكّها عن طريق اي طرف سوى عن طريق اسرائيل"، داعيا الى "عدم وضع الانفتاح الفرنسي على سوريا بمعزل عن مطالب اسرائيلية تجاه فرنسا لكي تكون هذه السياسة واقعية".

اضاف: "الكثيرون ينفون أي حرب اسرائيلية على ايران او حرب اسرائيلية ـ أميركية على ايران، ولكن إذا أرادت اسرائيل الحرب، فهي من دون شك تجمد الانقسام الحاد بينها وبين سوريا، والانقسام الحاد بينها وبين "حماس"، وبينها وبين حزب الله"". ولاحظ "وجود سياسة ذكية في سوريا هي سياسة الانتظار، لأن الانتظار مهم جداً على صعيد تغيير السلطات وتداول السلطة في الدول الديموقراطية، وبالتالي فان الرئيس (الفرنسي نيكولا) ساركوزي يحاول التجربة مع النظام السوري الثابت، وهذه التجربة قد تستمر لأشهر، ليفشل ويلتقي مع من سبقه من تقويم للوضع السوري. وارى ان رئيساً جديداً للولايات المتحدة سيحاول مع سوريا، ليكتشف بعد فترة الأمر نفسه".

ووصف زيارة الأسد الى فرنسا بأنها "ايجابية ولا يجوز التعاطي معها وكأنها ضد لبنان، ولا يستطيع احد أن يمون على سوريا إلا إذا كانت علاقاته جيدة معها"، معتبراً "ان لقاء الأسد مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت لم يعد من المحرّمات، وأصبح مرتبطاً بالتوقيت".

ولفت الى ان "ان العلاقة الفرنسية ـ الاسرائيلية في أوجها اليوم وبالتالي لا يمكن أن تقدم فرنسا على أي شيء تجاه سوريا إلا بعلم اسرائيل"، مشيرا الى ان "المفاوضات السورية ـ الاسرائيلية أصبحت قيد أنملة من النجاح، ولا بدّ من دخول اميركا على الخطّ لأنها تحب أن تقطف دائماً الثمار الايجابية".

ورفض قلق البعض من عدم استكمال المحكمة الدولية، وقال: "المحكمة أخذت طريقها القانوني والقضائي الدولي، وبالتالي التفاؤل ممكن"، لكنه أبدى تخوفه من "الأحكام وما إذا كانت ستسيّس او تكون موضوع مفاوضات حول تنفيذها".

ورأى أنه "من اليوم وحتى الانتخابات الاميركية هناك تهدئة غير ثابتة، لأن ثمة عناصر تشير الى قلق حيال موضوع التهدئة بين باب التبّانة وبعل محسن، وقد نتوقع خلال أيام قليلة شيئاً من الفلتان الأمني الجديد في هذه المنطقة"، مؤكداً "ان استبدال الاعتدال السنّي بأصوليات عن طريق الحرتقات الأمنية سيجعل كل الأطراف التي تلعب هذه اللعبة تعض أصابعها ندامة".

وعن اللقاء المرتقب بين رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري والأمين العام لـ"حزب الله"في بعبدا، قال: "المناخ العام السائد اليوم يوحي باحتقان كبير في الطائفة، والعمل الغادر الذي حصل في بيروت في أيار الماضي لا يُنسى سريعاً، ومن الواجب علينا اليوم ان نعود فعلاً الى تفصيل خطاب نصرالله الأخير. هذا الخطاب لا يمكن أن يكون موجوداً لو لم تحصل دراسة معمّقة في قيادة "حزب الله"، وهذا الخطاب مكتوب وجاء نتيجة أو حصيلة تقويم للمرحلة السابقة ودراسة معمّقة لحال الحزن بعد المساهمة في الانقسام الحاد والتحدّيات وتنفيذ التهديدات باستخدام السلاح في الداخل. كل ذلك أدى الى نفور وخوف وتخوّف من سلاح "حزب الله" وتوجّهاته وتعطّشه الى استلام السلطة".

أضاف: "ان خطاب نصرالله أعطى انطباعاً بأن هناك خطأ ما اعترف به عندما ربط الاعتذار باعتذار آخر من الذين أساءوا الى المقاومة أي إذا كان هو يعتقد أن هناك من أساء الى المقاومة هو يؤكد ايضاً ان هناك إساءة الى بيروت".

وسأل "لماذا لم يطرح لمّ الشمل هذا منذ ستة أشهر؟ وما الذي دفع "حزب الله" اليوم الى طلب جمع الشمل؟ ان ذلك جاء نتيجة تقويم ما لأخطاء ارتكبها الحزب في موضوع الداخل، وبالتالي بعد هذا الخطأ الكبير حاول الحزب جمع الشمل. وهنا لا ننسى الاتصالات السورية ـ الاسرائيلية التي تضع علامات استفهام كبيرة عند "حزب الله" تدفعه الى أن ينتقل الى انتاج حماية معينة له في الداخل لأن الخارج بدأ يتزعزع في موضوع حمايته، وهنا جاء دعم العماد ميشال عون لأنه جزء من حماية المقاومة في الداخل".

وتحدث عن قرار بوقف الاغتيالات، لكنه أشار الى "امكان اتخاذ قرار آخر غداً بإعادتها. ولكن من دون شك ان هذا الانفتاح على سوريا والخطوات في موضوع الانفتاح على أوروبا واسرائيل يجعل لهذا النظام معطيات تدفع الى عدم أخذ قرارات بالاغتيالات لعدم خربطة الانفتاح".

وحول الانتخابات النيابية المقبلة، قال: "قد تحصل تغيّرات في التحالفات، وبالتالي المعركة ستكون كبيرة، وسيكون لرئيس الجمهورية يدّ فيها، وهذا لا يعني تدخّلاً، ولكن سليمان لا يستطيع ان يبقى من دون قوى نيابية معينة موجودة داخل المجلس، ولا يستطيع أن يكون متفرّجا في مناطق كالمتن وجبييل وكسروان".

وتمنّى "لو أطلق على "اللقاء المسيحي" لقاء "عين التينة"، لأن هناك وجوهاً لا تركب على أخرى".

 

اده: عون طالب بالأشغال للحصول على الإسفلت وثمة مسعى لضرب مسيحيي السيادة

اذاعة "الشرق"/توقع عميد حزب "الكتلة الوطنية" كارلوس اده ان تؤلف الحكومة خلال ساعات، داعيا الى "شكر الرئيسين الفرنسي نيكولا ساركوزي والسوري بشار الاسد اللذين مهدا لهذا التأليف". ووصف بيان "اللقاء المسيحي" بأنه "ضعيف جداً"، وخطاب رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون بأنه "كميون متناقضات"، مشيراً الى ان عون "طالب بوزارة الأشغال للحصول على الإسفلت، ونستغرب هذا الانتقال من السيادة الى الإسفلت".

ولفت في حديث الى اذاعة "الشرق" امس، الى ان "المشكلة الثانية ستقع على البيان الوزاري، وقد يرجأ الى وقت آخر، واذا لم يتم الاتفاق على ذلك، فالحكومة لن تصل الى مرحلة أخذ الثقة، وستبقى في تصريف الاعمال". وقال: "قد تتم الدعوة الى طاولة الحوار، ولكن هل سنصل الى نتيجة؟ ونأمل أن ما دفع الى تشكيل الحكومة اليوم يساهم في بيان وزاري وطني وسيادي".

واعتبر ان "لا شيء تغير في عمق السياسة، بل هناك قوة سياسية على الارض "حزب الله" لديها تمويل خارجي وتنظيم وعقيدة اجنبية، ولديها برنامج سياسي ستطبقه في لبنان، كل ما تبقى تكتيكي، اما سياسته فلا تتغير وهي الهيمنة على كل لبنان، اذا استطاعوا والا فعلى الجزء الاكبر من الاراضي اللبنانية، وهذا ضمن تخطيط، علما ان الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله تحدث مرات عدة ان الوقت معه، وهو في النهاية سينتصر، ومرجعيته السياسية ليست الدولة اللبنانية بل هي الامة، وحتى اليوم لم يحدد ما هي حدود الامة، وهذا يتناقض مع الجمهورية"، منبهاً على ان "الحزب سينتظر المناسبة للسيطرة على الدولة اكثر أو ينتظر الانتخابات أو ظروفاً تدفعهم الى مبادرة اخرى".

وأشار الى "ان العماد ميشال عون يضع صعوبات امام تشكيل الحكومة ويفرض شروطاً عديدة، فهو بالتالي يسعى الى كسب الوقت ويضعف الحكومة الآتية ورئاسة الجمهورية، وفي الوقت نفسه يطرح نفسه ان لديه السلاح المعطل وليس الثلث المعطل، أي لا شيء يمكن ان يحصل في البلد، من دون ان تكون المعارضة راضية عليه".

اضاف: "اذا فازت المعارضة في الانتخابات بحيث تتغير النسبة الى 51 بالمئة لقوى 8 آذار و49 بالمئة مع 14 آذار، فلن يكون هناك ثلث معطل، والفرق بين الوضع الحالي والوضع الذي قد يستجد ليس لأن طرفاً كان اكثرية وآخر hقلية، بل لأن هناك طرفاً مسلحاً ولديه امكانات من خلال التهديد والقتل واحتلال المراكز، ولهذا لم يحصل حتى اليوم تأليف الحكومة".

ولفت الى ان "الذين يمولون الحركة السياسية لعون طلبوا منه تسهيل الظروف والقبول بالحل"، داعيا الى "النظر الى التفاؤل بحذر لانه ليس هناك تغيير بالسياسة بل امر تكتيكي وفقا لظرف معين، وربما نمر راهنا بفترة هدنة لأسباب ربما قد تتعلق بزيارة الاسد الى سوريا".

وعما أعلنه عون عن مواجهة المشروع الاميركي في المنطقة والدعم المطلق للمقاومة، قال: "ليته فكر بذلك منذ ثلاث سنوات عندما كان يتحدث عن حسن نية المشروع الاميركي في الشرق الاوسط ووصفه آنذاك بالانساني والديموقراطي". ووصف خطابه اول من امس بأنه "للمجاملة وهو ليس خطابا لرجل سياسي مسؤول في القرن الواحد والعشرين"، مستغرباً "كيف يتجه عون من أقصى درجات مسح الجوخ مع أميركا الى الخطاب الذي ألقاه امس (الاول) ، علماً ان السياسة الاميركية لم تتغيّر".

وعن اللقاء الوطني المسيحي، أشار الى أن "اللافت هو نص المبادئ"، مبدياً استغرابه "كيف ان النقيب شكيب قرطباوي قبل بقراءة هذا النص الذي يحمل الكثير من التناقضات، ومنها شراء الأراضي من جانب غير اللبنانيين في حين لم يشر النص الى السلاح، وهل المسيحيون لا يعتبرون ان هذا السلاح خطر عليهم؟". ورأى "أن "حزب الله" قد يقوى ويتخلى عن التحالف معهم"، متسائلاً "لماذا لا يسمّون من يشتري الأراضي وما هي خلفياتهم؟ ولماذا لم يشر البيان الى الكلام العنيف الذي يحرض على العنف؟ ولماذا لم يتكلم عن المربعات الأمنية التابعة لـ"حزب الله" التي تشكل أمناً ذاتياً، ومحاولة من الحزب لفرض أمنه على الآخرين؟".

وأوضح أن "البيان تحدث عن قانون القضاء لهذه الانتخابات فحسب، ولماذا لم يملكوا الجرأة للذهاب الى المشروع الأفضل منذ الآن؟ ولماذا يقبلون بالقضاء في بعض المناطق ويقبلون بجمع أقضية مرجعيون وجزين والهرمل وبعلبك؟"، مطالباً هؤلاء المنتمين الى اللقاء المسيحي بـ"كشف حساباتهم ومن يموّلهم".

وأسف "لأننا لم نسمع شيئاً عن السلاح، في حين قد يعتبرون ان شراء الأرض من جانب مواطن خليجي يشكل خطراً، ولكن الدولة التي تموّل حلفاءهم وتشتري الأراضي لوضع الصواريخ ربما فلا يعترضون عليه، واصفاً بيان اللقاء المسيحي بـ"الضعيف جداً".

وتساءل "كيف يمكن اجراء الانتخابات في ظل وجود السلاح والتهديد؟"، مؤكدا ان "الانتخابات لا تحصل في الجنوب والبقاع لان لا إمكان لحصولها في ظل القانون الذي اعتمد تحت وطأة السلاح". واعرب عن اعتقاده "ان هناك سعياً الى ضرب ليس السنة بل التفكير الليبرالي والمسيحيين السائرين على الخط السيادي وبالتالي ضرب العيش المشترك".

ورأى في الخطاب الذي ألقاه عون "كميوناً من التناقضات، بحيث يرى الديموقراطية داخل الطائفة وعلى الصعيد الوطني يتم التوافق، هذا يناقض العلمانية وبالتالي عون يريد المثالثة".

وعن صفقة تبادل الاسرى، اعتبر ان "الامم المتحدة تفاوض "حزب الله" وتغض النظر عن الدولة اللبنانية وهذا عكس القانون الدولي وعكس ما تم الاتفاق عليه سابقا، وهذا دليل خطر، فمن ناحية مطلوب من لبنان تطبيق الاتفاقات الدولية ومن ناحية اخرى هناك دور لـ"حزب الله" داخل الدولة".

وأبدى قلقه خصوصا بعد الاتفاق على تحرير الاسرى من اسرائيل، "وكأنه في هذه المرحلة هناك إقفال ملفات بين اسرائيل و"حزب الله" اضافة الى ما يطرح حول موضوع مزارع شبعا، وجعلها تحت وصاية الامم المتحدة، وبالتالي قد نصل الى مرحلة أخطر من العام 2006".

وقال: "عندما بدأت عملية 2006 كان هناك ثلاثة اطراف: "حزب الله" والدولة اللبنانية واسرائيل. فالدولة اللبنانية بالرغم من ان رئيسها قريب من الحزب فهي لا تعترف بوجوده، والجيش غير قادر على التحرك. وبالرغم من ذلك ضربت اسرائيل البنى التحتية بعنف. اما اليوم فرئيس الجمهورية منتخب من اللبنانيين مع دعم دولي، ولا سبب ليشن الحزب عليها هجوماً بعد تحرير الاسرى ومزارع شبعا، لذا ستطالب الدولة بأخذ اجراءات لردع "حزب الله"، واذا لم تفعل قد تعلن الحرب على لبنان ككل، لان الدولة لن تتخذ التدابير الرادعة وبالتالي هي حليفة لهذا الحزب".

 

الدخان الأبيض يتصاعد من مدخنة بعبدا في الساعات المقبلة

دور رئاسي بارز ومساع قطرية ذلـّلت العقد الرئيسيـــة

لقاءات مصالحة في بعبدا بين أقطاب الموالاة والمعارضــة

المركزية - اذا صحّت التقديرات والتوقعات ولم يستجد اي طارئ فإن الدخان الابيض سيتصاعد من مدخنة القصر الجمهوري في الساعات الـ24 المقبلة على أبعد تقدير، بعدما ذللت العقبات وحلت العقد وبات اعلان النبأ المنتظر قاب قوسين او ادنى لينقل البلاد من مرحلة الجمود والمراوحة الى مرحلة العمل الجدي والدؤوب لمواجهة الاستحقاقات الداهمة.

ووفق آخر المعلومات التي رشحت عن العاملين على خط التشكيل فإن الامور انتقلت من البحث في توزيع الحقائب الى توزيع الاسماء علما ان المعارضة حسمت امرها لناحية حصة كل طرف فيها حيث تبلغ الرئيس المكلف فؤاد السنيورة في اثناء اجتماعه بعد ظهر اليوم مع رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون الاسماء المقترحة للوزارات التي ستسند الى التيار الوطني الحر وهي كما بات معروفا الاتصالات للمسؤول عن العلاقات السياسية في التيار جبران باسيل والطاقة للوزير السابق الان طابوريان والزراعة للنائب ايلي سكاف والشؤون الاجتماعية للنائب نبيل نقولا اضافة الى منصب نائب رئيس الحكومة وزير الدولة اللواء عصام ابو جمرا فيما يتبلغ من حزب الله اسماء وزرائه اليوم حيث علمت "المركزية" ان وفدا من الحزب يزور الخامسة عصرا السراي للبحث مع السنيورة في آخر ما آلت اليه الامور على مستوى التشكيل.

14 آذار: اما في المقلب الآخر فأشارت المعلومات الى وجود تباينات بشأن توزيع بعض الحقائب بين مسيحيي قرنة شهوان الذين طالبوا بتوزير نايلة معوض عن احد المقاعد المارونية فيما يفضل تيار المستقبل توزير النائب السابق غطاس خوري لما له من تضحيات ومواقف مشهود لها داخل فريق 14 آذار اضافة الى مطالبة القوات اللبنانية بحقيبة "الاشغال" التي تميل بوصلتها نحو النائب وائل ابو فاعور من ضمن حصة النائب وليد جنبلاط التي تردد انها ستضم الى ابو فاعور الوزير غازي العريضي لحقيبة الاعلام الا ان هذه الاسماء تبقى غير نهائية في انتظار التركيبة التي سترسو عليها التشكيلة النهائية لجهة التوزيع الطائفي بين الافرقاء لمعرفة الوزير الثالث لحصة النائب وليد جنبلاط.

واوضحت المعلومات المشار اليها الى تمسك الرئيس امين الجميل بحقيبة الصناعة لوزير ماروني كتائبي والا فالسياحة، الا ان الثابت ان الوزارتين ستدوران في فلك القوات او الكتائب.

وتوقعت مصادر حكومية متابعة ان يصار الى حل عقدة التوزيع داخل فريق 14 آذار في وقت سريع من خلال اتصالات يجريها رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري الموجود في الخارج مع الاقطاب او بعودته الى بيروت في الساعات المقبلة.

وزراء الرئيس: اما بالنسبة الى وزراء الرئيس العماد ميشال سليمان الثلاثة فأشارت المعلومات الى انه يتحفظ عن اعلان اسمائهم حتى اللحظة الاخيرة ليبلغها الى الرئيس السنيورة حين يزور القصر للتشاور معه في حصيلة مشاوراته ويطلعه على الاسماء.

ولفتت الى جملة اسماء من بينها المحامي زياد بارود والقضاة ميشال تابت، جهاد الوادي وفيليب خيرالله لوزارة الداخلية، كاشفة عن ان ضابطين متقاعدين من ذوي الخبرة في مجالات الانتخابات النيابية والشؤون الامنية والبلدية سيعاونان وزير الداخلية، باعتبار ان المرحلة المقبلة ستشهد زخما على مستوى التحضير للانتخابات مطلع صيف 2009، اضافة الى وزير الدفاع الياس المر ووزير دولة كاثوليكي.

حاضن المصالحات: في غضون ذلك، توقعت المصادر ان يصار الى عقد اول اجتماع للحكومة العتيدة في حال ابصارها النور مساء الاحد وصدور مراسيم التشكيل صبيحة الاثنين المقبل لأخذ الصورة التذكارية التقليدية وتشكيل لجنة صياغة البيان الوزاري. وذكرت صحيفة "الراي" ان هناك اتجاها لتحويل القصر الجمهوري الى حاضن لمصالحات من شأنها ان تساهم في ترميم الوحدة الوطنية ومن بينها لقاء يجمع سعد الحريري بالامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وآخر بين عون والدكتور سمير جعجع لتتعزز بذلك اواصر التواصل بين القواعد الشعبية وتنتقل البلاد الى مناح جديد يمكن الرئيس من العمل بعيدا عن اجواء الصراعات والنزاعات الداخلية.

دور رئاسي: وقالت المصادر ان مؤشر اعلان تشكيل الحكومة هو وصول الرئيس السنيورة الى قصر بعبدا واكدت على دور الرئيس سليمان البالغ الاهمية في تذليل العقد والعقبات واعادة وصل ما انقطع بين الافرقاء من خلال تكثيف اتصالاته وعقد اجتماعات مع الاقطاب من بينهم النائب سعد الحريري ووفد "حزب الله" والدكتور جعجع وعدد من النواب، وان كل هذه الجهود لرئيس الجمهورية ساهمت مساهمة كبيرة في التوصل الى نتيجة ايجابية.

تدخل قطري: وتوقفت المصادر المذكورة باهتمام شديد عند عامل رئيسي كان له الدور الفاعل في إخراج العقدة الحكومية من عنق الزجاجة تجلى باتصالات اجراها رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جبر آل ثاني بالرؤساء والقادة اللبنانيين حثتهم على السير قدما بتشكيل الحكومة وضرورة تقديم بعض التنازلات لمصلحة الوطن كما عقد مدير مكتب الشيخ حمد الشيخ جبر بن يوسف جملة لقاءات ساهمت في ترطيب الاجواء ترافقت مع قنوات اتصال مفتوحة اقليمية ودولية بين السعودية وسوريا ودول اوروبية اكدت وجوب تحصين اتفاق الدوحة وعدم تعريضه الى انتكاسات بفعل التجاذبات من دون ان يعني ذلك وصاية او رعاية مباشرة.

ولم تغفل المصادر الدور السوري البارز في ما آلت اليه الامور بحيث انعكست الايجابيات على مستوى المنطقة انفراجا على الداخل اللبناني ترجم بموقف سوري مساعد نقله زوار دمشق الى المسؤولين اللبنانيين مذكرة بزيارة الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية الذي استقبله الرئيس سليمان بعد زيارة الاول الى دمشق وابلغه بالمساعي السورية من خلال الضغط على حلفائها في الداخل وتلا ذلك الاجتماع الرباعي للمعارضة الذي اعطى الضوء الاخضر للحل وانطلقت على الاثر مسيرة التشكيل بجو ايجابي عكسته التصريحات والمواقف الاخيرة لقادة المعارضة.

ويأتي الموقف السوري المسهّل على خلفية سعي دمشق الى ترطيب الاجواء مع الدول الاوروبية وتحديدا فرنسا التي كانت حصلت على وعد من الرئيس بشار الاسد بالمساهمة في الضغط على حلفائها اللبنانيين لتقديم بعض التنازلات التي من شأنها حل عقدة التشكيل الحكومية عشية مشاركة الرئيس الاسد في قمة الاتحاد من اجل المتوسط في 13 الجاري، والعيد الوطني الفرنسي في 14 منه حيث يتوقع ان يعقد لقاءات مع كبار المسؤولين الفرنسيين بهدف اعادة الزخم الى العلاقات السورية - الاوروبية التي اعترتها في الآونة الاخيرة شوائب كثيرة.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 5 تموز 2008

البلد

شبّهت مصادر في الموالاة والمعارضة الانفراجات التي سجلت في ال 72 ساعة الاخيرة والتي فتحت معها ابواب الاتصالات بين كل المقرات بالأجوا? التي افضت الى اتفاق الدوحة.

ابدت شرائح سياسية واسعة اهتمامها للعمل على توليف اجواء وحدة وطنية في لقاء الاسرى والجثامين على اعتبارهم شهداء الوطن واسراه وان يكن الحزب من قام بالتفاوض لاستردادهم.

لاحظ الموظفون في الملاك ان رؤساء الدوائر اعادوا العمل بساعات التوقيت لضبط الدوام بعدما غابت مثل هذه الاجراءات الصارمة منذ سنتين.

الشرق

معارضون من "حواضر البيت" اعربوا عن امتعاضهم من وجود نية راسخة تقضي بإبعادهم عن اية حقيبة وزارية بعد كل التطمينات التي اغدقت عليهم؟!

ملف مهجري الجبل تحول الى مادة سياسية دسمة تثيرها اوساط المعارضة على خلفية ان المبالغ المخصصة لأصحاب العلاقة تشكل 10 في المئة فقط مما يطالبون به!

مسؤول سابق يخطط بدقة متناهية للعودة الى لبنان بعدما ارتفعت حظوظه السياسية لأن يشكل خرقا ملحوظا في التحالفات القائمة!

النهار

يفكّر البعض في قوى 14 آذار في تشكيل وفد لمقابلة الرئيس ميشال سليمان لتأكيد دعمه له.

تعتقد أوساط سياسية ان التهدئة في لبنان والمنطقة هدفها امرار زيارة الرئيس بشار الاسد لباريس بنجاح وانتظار انتهاء ولاية الرئيس بوش.

بدا مرجع ديني غير مرتاح الى تعدد التكتلات والجبهات المسيحية.

السفير

استغرب مسؤولون في مؤسسة أمنية البيان الصادر عن مؤسسة رسمية في بيروت والذي يتضمن انتقادات وإنذارات بسبب بعض المخالفات.

 

وردت معلومات الى بيروت عن تغييرات لعدد من الدبلوماسيين المعتمدين في لبنان عرباً وأجانب خلال المرحلة المقبلة.

 

تتفاعل قضية الحجز الذي وضعته وزارة المالية على أملاك لوقف احدى الطوائف المسيحية في بيروت.

المستقبل

لاحظت أوساط فرنسية أن زيارة ساركوزي لإسرائيل تمت في ظروف صعبة على المستوى الإقليمي والدولي.

توقعت أوساط ديبلوماسية أن يقدم لبنان طلباً رسمياً للأمم المتحدة للتمديد ل "اليونيفيل" سنة جديدة في مطلع آب المقبل.

قالت مصادر أوروبية إن مشروع البيان الذي سيصدر عن القمة المتوسطية في باريس الاثنين المقبل سيتم التداول به بصورة غير رسمية بين الدول المشاركة.

اللواء

كشف دبلوماسي أوروبي ان التنسيق بين بلاده ودولة معنية اتخذ شكلاً عملياً ومنتظماً منذ ما قبل اتفاق الدوحة!·

تقاطر المستوزرون الى مقرات معنية بالتشكيلة الوزارية من دون الحصول على إجابات قاطعة حول ما يسعون إليه·

تعكف جهات مختصة على دراسة كيفية التعامل مع جملة من الإجراءات الحدودية بين لبنان وسوريا·

 

البطريرك صفير بعد صلاة الشكر في كاتدرائية مار مارون - سدني: هناك مطامع عديدة في لبنان تأتيه من الابعدين والاقربين

شأنه شأن كل بلد صغير فرقت بين ابنائه السياسات الضيقة

 

وطنية - سدني - 5/7/2008 (سياسة) لفت البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، في كلمة القاها بعد تأديته صلاة الشكر في كاتدرائية مار مارون في سدني اوستراليا اثر وصوله اليها مفتتحا زيارته الرعوية، الى وجود مطامع عديدة في لبنان، تأتيه من الابعدين والاقربين شأنه شأن كل بلد صغير فرقت بين ابنائه السياسات الضيقة، مبديا اسفه الى "ان الوضع في لبنان ليس كما كنا نتمناه ويتمناه ابناؤه المغتربون التواقون الى رؤيته وقد عاد الى سابق عهده من الامان والاطمئنان".

وكان البطريرك صفير قد وصل الى مطار سدني على متن طائرة خاصة وضعها بتصرفه نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس، يرافقه وفد من الاساقفة والكهنة والاعلاميين، واجري للبطريرك صفير استقبال حاشد شعبي ورسمي تقدمه سفير لبنان في اوستراليا جان دانيال، القنصل العام روبير نعوم، رئيس دائرة البروتوكول في رئاسة الحكومة مايكل اوكاهان، منسق يوم الشبيبة العالمي ترافا اوروكي، راعي ابرشية اوستراليا المارونية المطران عاد ابي كرم، رئيس الرابطة المارونية في اوستراليا جو بيتر خوري، رئيس اللجنة التنظيمية انور حرب ، ومسؤولوها، رئيس دير مار شربل الاب انطوان طربيه، رئيس جمعية المرسلين اللبنانيين الاب اندريه غاوي ووجوه روحية وزمنية واعضاء مجالس بلدية.

وبعد استراحة في صالون الشرف في المطار، انتقل البطريرك صفير والوفد المرافق والحضور الى كاتدرائية مار مارون حيث رفع صلاة الشكر بمشاركة اركان الجالية وممثلي الأحزاب والروابط والجمعيات التي رفعت لافتات ترحيبية. وحضر رئيس مجلس الشيوخ في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم ونائب رئيسها العالمي، وبيتر مارون من جمعية كفرصغاب، وانطوني سكري من جمعية بان وبشارة كيروز من جمعية بشري وانطوان دريبي من جمعية حدشيت، الى حشد من المؤمنين.

وبعد الصلاة في الكنيسة، رحب المطران ابي كرم بالبطريرك صفير معتبرا زيارته شأنها شأن كل الزيارات الرعوية ذات ابعاد وطنية جامعة هادفة لتعميق وحدة اللبنانيين من جهة وتعزيز ارتباط الموارنة بكنيستهم الام وبوطنهم الاول لبنان.

والقى البطريرك صفير كلمة قال فيها:"اني اشكر لكم حسن استقبالكم ايانا، وقد اتينا للمرة الثانية على مسافة تقارب الخمس عشرة سنة الى بلدكم هذا الثاني الذي استقبلكم على الرحب والسعة. ونأتي هذه المرة لنستقبل معكم قداسة الحبر الاعظم البابا بنديكتوس السادس عشر الذي جاء ليرأس اجتماعات الشبيبة في يومها العالمي. وقد تفضل نيافة الكاردينال جورج بيل رئيس اساقفة سيدني السامي الاحترام، فدعانا لنكون الى جانبه وجانب الكرادلة وجمهور الاكليروس والشعب الكاثوليكي الاسترالي في استقبال قداسته. كما نأتي تلبية لدعوة ابنائنا الموارنة وراعيهم المطران عاد ابي كرم السامي الاحترام، لترؤس اعمال المنتدى العالمي الاول للشباب الموارنة الذي من شأنه ان يرسخ ارتباطهم ويوحد اهدافهم الروحية والوطنية".

اضاف:" وانا نشكر لكم جميعا هذه العاطفة الاخوية، وبخاصة سيادة اخينا المطران عاد ابي كرم، مطرانكم السامي الاحترام ولفيف الكهنة الاجلاء، ونسأل الله ان يرعاكم بعطفه كما ترعاكم الدولة في ما يعود اليها زمنيا. وانتهزها فرصة لانقل اليكم مشاعر اخوانكم وابنائكم وانسبائكم في لبنان، وهم يتشوقون اليكم، ويعرفون انكم، على الرغم من بعد المسافة بينكم وبينهم، تحنون اليهم، كما يحنون اليكم. ولكن الصراحة تقضي بالقول ان الوضع في لبنان ليس كما نتمناه وتتمنونه، وهناك مطامع عديدة تأتيه من الاباعد والاقارب، وشأنه شأن كل بلد صغير فرقت ابناءه السياسات الضيقة. وهو يتعثر بانتظار الفرج القريب بعون الله. ونعلم انكم تراقبون الاحوال في بلدكم الاول من خلال الصحف ووسائل الاعلام على انواعها، وتتوقون الى رؤيته وقد عاد الى سابق عهده من الامان والاطمئنان".

وختم البطريرك صفير:" وفيما اكرر شكري اياكم لتوافدكم لاستقبالنا نحن ومرافقينا اصحاب السيادة السامي احترامهم، والعلمانيين، نسأل الله ان يجزيكم خيرا ويحفظكم طويلا على احسن حال".

بعد ذلك، صافح البطريرك صفير الحاضرين، وجال بينهم وسط التصفيق والزغاريد، والتقطت له صور تذكارية. انتقل بعدها الى دار المطرانية المارونية في سدني حيث اقيم حفل غداء على شرف البطريرك ومرافقيه، حضره مستقبلوه ووجوه من الجالية. يشار الى ان مسؤولي دوائر البروتوكول الاوسترالية والاجهزة الامنية قد اتخذوا تدابير استقبال ومواكبة البطريرك صفير كرئيس دولة وليس كرئيس روحي فقط.

وفي برنامج زيارة البطريرك لقاء مسكوني يجمعه برؤساء الكنائس المسيحية في اوستراليا نهار الاحد على ان يبدأ نهار الاثنين جولة على ملبورن وادالايت والعاصمة الاسترالية كامبرا حيث يلتقي مسؤولي الولايات الاوسترالية في مجالس النواب والحكومة، وابناء الطائفة المارونية، ووجوه الجالية اللبنانية.

 

النائب زهرا:اللقاء الوطني المسيحي مضمونه حزبي انتخابي سياسي

مصالح المسيحيين تبدأ وتنتهي عند حدود قيام الدولة ومرجعيتها

وطنية - البترون - 5/7/2008 (سياسة) اعتبر عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا في حديث الى "المستقبل" في أول ردة فعل على الوثيقة التي صدرت عن "اللقاء الوطني المسيحي"، "ان هذا اللقاء ليس لقاء وطنيا مسيحيا لان مضمونه حزبي انتخابي سياسي، فلو كان المجتمعون يهتمون بمناقشة الهموم المسيحية لما حرصوا على جمع كل من ادى دورا في المشاريع التي استهدفت وتستهدف لبنان من الهيمنة السورية الى مشروع "حزب الله" الخطير الوحيد على الوجود المسيحي". وقال: "توصيف الوثيقة للاخطار على لبنان هو توصيف غير دقيق ولا يتصل بالعلمية عبر طرح قضية التوطين المعروف انه مرفوض لبنانيا وعربيا وموثقا في مقدمة الدستور، اضافة الى توصيف الدين العام بانه خطير وجودي، في حين انه مشكلة يمكن معالجتها وحلها ومعروف من المستهدف كفريق سياسي في تحميل مسؤولية الدين العام". وفي إشارة الى من كتب وثيقة اللقاء، اي الوزير السابق كريم بقرادوني، قال زهرا: "على سبيل الخبرة يكفي ان يكون من كتب البيان كتبه ليكون ما كتب قد كتب في مصير هذه المجموعة". واشار الى ان رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون "يحاول اظهار نفسه معنيا بالهموم المسيحية عبر تجميع حلقة مسيحيي سوريا في لبنان، فمن يهتم عليه ان يعترف اولا بمرجعية المسيحيين الدينية المتمثلة ببكركي وان يوافق على المسلمات التي اطلقتها، لا ان يخترع افكارا جديدة".

وشدد على "ان مصالح المسيحيين تبدأ وتنتهي عند حدود قيام الدولة ومرجعيتها"، واعتبر "ان هذا اللقاء هو الذي عرقل وصول الرئيس ويعرقل انطلاقة عهده منذ اكثر من شهر، والكلام على صلاحيات الرئيس يعكس طموح ميشال عون في الوصول الى الرئاسة".

وعن تطرق الوثيقة الى تعديل صلاحيات رئاسة الحكومة، قال: "هذا الموضوع مطروح والمقصود فيه المزايدة واستهداف طائفة معينة وتصويرها كخطر على الوجود المسيحي في حين انها الاولى في الدفاع عن فكرة لبنان اولا وقدمت التضحيات الكبيرة منذ استشهاد الرئيس رفيق الحريري وحتى اليوم، وعنيت بها الطائفة السنية الكريمة". واكد "ان تصحيح الخلل في التمثيل المسيحي بدأ مع انتخاب رئيس الجمهورية، اما الادعاء بأن وجودهم في الحكم هو الطريق لعودة المسيحيين الى الوجود الفاعل في الحكم، فهذا كلام غير دقيق مطلقا". وفي ما خص ملف المهجرين، اعتبر انه "من المؤسف ان هذا الملف لم يعالج كي يسحب من التداول وسوق المزايدة وكي يتمكن الجنرال عون من العودة الى حارة حريك".

 

الرئيس سليمان تابع اتصالاته حول تشكيل الحكومة ومؤتمر الاتحاد من اجل المتوسط

والتقى الوزيرين صلوخ وفتفت والنائبين عيتاني ودندشي ووفد المطارنة الموارنة

وطنية- 5/7/2008 (سياسة) تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اتصالاته المتعلقة بتشكيل الحكومة الجديدة، في ضوء المواقف التي صدرت عن القيادات السياسية والتي اشرت الى حصول تقدم فعلي قد يفضي الى ولادة الحكومة الجديدة قريبا. وظل الرئيس سليمان على اتصال بالرئيس المكلف الرئيس فؤاد السنيورة وعدد من المرجعيات السياسية المعنية للتداول في بعض النقاط المتصلة بالموضوع الحكومي. كذلك واصل الرئيس سليمان لقاءاته في قصر بعبدا لمتابعة التحضيرات المتعلقة بمؤتمر الاتحاد من اجل المتوسط الذي سيعقد في باريس يوم السبت المقبل.

الوزير صلوخ

وفي هذا الاطار، عرض الرئيس سليمان مع وزير الخارجية والمغتربين في الحكومة المستقيلة الاستاذ فوزي صلوخ للتطورات المحلية، واطلع منه على الاعمال الجارية في وزارته. ووضع الوزير صلوخ الرئيس سليمان في اجواء عدد من التقارير السياسية والدبلوماسية.

وكان اللقاء مناسبة لاجراء جولة افق عامة في علاقات لبنان مع الدول الشقيقة والصديقة بالاضافة الى التحضير للمؤتمرات والاجتماعات الاقليمية والدولية المقبلة ولا سيما قمة مسار برشلونة - الاتحاد من اجل المتوسط المزمع عقدها في باريس في 13 من الشهر الجاري.

اللجنة الوطنية للالعاب الفرانكوفونية

والتقى الرئيس سليمان وزير الشباب والرياضة في الحكومة المستقيلة الدكتور احمد فتفت مع وفد من اللجنة الوطنية للالعاب الفرانكوفونية، ضم المدير العام للوزارة زيد خيامي، ومدير الدورة الان بدارو، والسيدات والسادة: زينة مينا، هند درويش، مهى مصري، المحامي وليد يونس، المحامي وهيب الضاهر.

وقد اطلع الوزير فتفت واعضاء الوفد الرئيس سليمان على التحضيرات الجارية لتنظيم الالعاب الفرانكوفونية في لبنان في العام 2009، والمراحل التي انجزت، والمهل الزمنية المحددة لاتمام ما تبقى من اجراءات تنظيمية ولوجستية ورياضية وثقافية.

وشكر الرئيس سليمان الوزير فتفت واعضاء اللجنة على الجهود المبذولة لتنظيم الالعاب الفرانكوفونية، مركزا على ضرورة وفاء لبنان بالتزاماته لجهة انجاز التنظيم والجهوزية، وكذلك استعداد الفرق اللبنانية للمشاركة في الالعاب وتحقيق نتائج جيدة فيها في جو من الروح الرياضية التي يجب ان تسود في كل المناسبات المماثلة.

واثر اللقاء، اكد الوزير فتفت "ان الزيارة إلى رئيس الجمهورية كانت زيارة عمل مع اللجنة الادارية للالعاب الفرانكوفونية 2009 التي ستجري في بيروت، ونعتبرها خطوة اولى لانطلاقة هذا الحدث".

ومن المفترض ان يتم خلال ثلاثة ايام التوقيع على البروتوكول بين لبنان وفرنسا باشراف سفيرة لبنان لدى الأونيسكو سيلفي فضل الله لاطلاق الالعاب الفرانكوفونية في الفترة الممتدة بين آخر ايلول ومطلع تشرين الاول 2009، والتي من المقرر ان يشارك بها حوالى ستين بلدا".

اضاف: "ان ميزة الالعاب الفرانكوفونية انها الوحيدة التي تتضمن العابا رياضية وثقافية وهي من اهم الدورات الرياضية الدولية التي يستضيفها لبنان"، مشيرا الى "ان فخامة الرئيس متحمس جدا لها وهو على اطلاع على ادق تفاصيل الملف، وهذا مؤشر ايجابي، كما سيكون له دور خلال زيارته الى كندا لمناسبة انعقاد القمة الفرانكوفونية في انهاء كل ما يتعلق بالنواحي الادارية ومشاركة الدول ومساهماتها. لدينا مساهمة مقررة من الدولة اللبنانية، كما وضعت فرنسا مساهمة مهمة بقيمة مليون ونصف يورو بالاضافة الى اخرى من بلجيكا وسويسرا، وما زلنا ننتظر خطوة ايجابية من كندا التي نتوقع ان يكون لفخامته دور مؤثر في هذا السياق".

واشار الوزير فتفت من جهة ثانية، إلى ان الرئيس سليمان اكد امام الوفد اطمئنانه الى ان الحكومة ستبصر النور خلال ساعات.

النائب عيتاني

وعرض الرئيس سليمان لما تشهده الساحة المحلية من تطورات مع النائب محمد الامين عيتاني الذي نقل الى رئيس الجمهورية "قلق اهل بيروت من استمرار الاعتداء على بعض المواطنين الآمنين بسبب انتمائهم السياسي"، مطالبا ب"اعطاء التوجيهات اللازمة للقوى الامنية لضرورة منع التعديات وحماية المواطنين وفرض الامن واحالة المعتدين على القضاء".

كما طالب ب"إزالة جميع الصور والشعارات والاعلام من شوارع بيروت، لما تسببه من استفزاز، واعلان بيروت عاصمة منزوعة السلاح منعا لاشتباكات مستقبلا"، معتبرا "ان اصلاح الامور في العاصمة يصلحها في سائر المناطق اللبنانية".

النائب دندشي

واستقبل الرئيس سليمان النائب عزام دندشي وكان عرض لآخر التطورات على الساحة المحلية بالاضافة الى مطالب عكار الانمائية.

واوضح النائب دندشي ان رئيس الجمهورية وعد بإيلاء مطالب عكار الاهتمام اللازم، متمنيا ان يكون تشكيل الحكومة فاتحة خير لانطلاقة البلد والعهد الجديد، ولتنفيذ خطاب القسم الذي "ترك ارتياحا لدى المواطنين نظرا لتلبيته طموحاتهم".

وفد من المطارنة

والتقى الرئيس سليمان، وفدا من مطارنة الطائفة المارونية ضم المطارنة: اميل سعادة، طانيوس الخوري، غي بولس نجيم ومنصور حبيقة، الذين هنأوا رئيس الجمهورية بانتخابه وعرضوا معه لاوضاع ابرشياتهم.

تهنئة رئيس مجلس نواب الباراغواي

من جهة اخرى ابرق الرئيس سليمان الى النائب في الباراغواي اللبناني الاصل سليم بو سركيس مهنئا بانتخابه رئيسا لمجلس نواب الباراغواي، وجاء في البرقية:

"لقد تبلغت ببالغ الاعتزاز نبأ انتخابكم رئيسا لمجلس النواب في الباراغواي، بالنظر إلى أصولكم اللبنانية التي تعود إلى جدكم الذي هاجر من مدينة جونية اللبنانية، والتي تصرون على الافتخار بها. إن هذا النبأ ترك في نفسي أعمق الأثر. وإنني إذ أهنئكم لتبوئكم هذا المنصب الرفيع، أشد على يدكم في مهمتكم الجديدة، متمنيا لكم دوام النجاح والعطاء. وإنني إذ أتطلع إلى تعميق أواصر الصداقة التي تجمع بين لبنان، وطنكم الأم، والباراغواي، وطنكم الأساس، أؤكد لكم استعدادي للقيام، بالتعاون معكم، بكل ما من شأنه أن يجمع بين أبناء لبنان المقيم ولبنان المغترب لما فيه خدمة قضايانا المشتركة. وفقكم الله، وقاد خطاكم على دروب النجاح".

 

الرئيس السنيورة استقبل وفدا من حزب الله وجرى بحث في المستجدات وتشكيل الحكومة

خليل: التوزيع داخل المعارضة قد تم ونحن في مرحلة وضع اللمسات على الاسماء المرشحة

لمسنا رغبة اكيدة من الرؤساء سليمان وبري والسنيورة في المشاركة في استقبال الاسرى

وطنية - 5/7/20008(سياسة) استقبل الرئيس المكلف تأليف الحكومة فؤاد السنيورة، بعد ظهر اليوم، في السراي الكبير، وفدا من حزب الله ضم: المعاون السياسي للأمين العام للحزب الحاج حسين خليل ورئيس لجنة الارتباط والتنسيق الحاج وفيق صفا، في حضور المستشار محمد شطح، وجرى بحث في آخر التطورات والمستجدات ولا سيما موضوع تشكيل الحكومة.

وبعد الاجتماع قال خليل: "تشرفنا بزيارة دولة الرئيس السنيورة، وكانت جولة أفق غنية استعرضنا فيها آخر المستجدات السياسية في البلد، وعلى رأسها موضوع تشكيل الحكومة في طبيعة الحال. وكانت فرصة كبيرة أيضا لنتحدث في الموضوع الأساسي الذي أتينا لأجله، وهو العمليات الميدانية والإجرائية لتبادل الأسرى ومجريات وتتابع هذه العملية منذ بداياتها حتى اليوم، وكانت هناك وجهات نظر متبادلة في موضوع تشكيل الحكومة".

سئل: أين أصبحت العقد في تشكيل الحكومة طالما أن ما حكي عن عقدة العماد ميشال عون قد حلت؟

أجاب: "أعتقد أنه حسب الأجواء التي فهمتها اليوم من دولة الرئيس السنيورة ومن الأجواء الأخرى، فإن الأمور شارفت على نهاياتها، وانتقل البحث من موضوع توزيع الحقائب على القوى السياسية المشاركة في الحكومة المقبلة، وهذا الأمر أصبح مبتوتا أيضا، وأستطيع أن أقول أن التوزع داخل إطار المعارضة قد تم، حصة العماد عون وحصة حركة أمل وحصة حزب الله ومشاركة بقية إخواننا من المعارضة في حصتنا المتعلقة بحركة أمل وحزب الله هي قيد الحسم، ويبقى الآن الحصة المتعلقة بالموالاة وما تبقى سيكون من حصتها، هذا التوزع ما زال قيد الدرس عند إخواننا في الموالاة، النقطة الأساسية التي يبحث فيها الآن هي من سيتولى هذه الحقائب، النقطة الرئيسية هي موضوع الأسماء ولذلك قلت اليوم ظهرا وأكرر أننا ما زلنا في وضعية وضع اللمسات الأخيرة على الأسماء المرشحة لهذه الوزارات".

سئل: هل يمكن أن يشكل توزيع الحقائب عند الموالاة عقبة جديدة أمام تشكيل الحكومة؟

أجاب: "لا علم لي بعد حول كيفية التوزع داخل فريق الموالاة، أنا أستطيع أن أتحدث عن التوزع داخل فريق المعارضة".

سئل: يقال أن وزير الداخلية سيكون من حصة رئيس الجمهورية ولكنه مقرب من المعارضة فما ردكم؟

أجاب: "هذا الأمر أقر في اتفاق الدوحة أن يكون وزير الداخلية من حصة رئيس الجمهورية، وهو يجب أن يكون محايدا، أي يجب أن يرضى عنه جميع الأطراف".

سئل: هل صحيح أنه تم الضغط على المعارضة من قبل حلفائها الإقليميين من أجل تسهيل قيام الحكومة؟

أجاب: "أعتقد أن كل الناس "الأوادم" والشرفاء الإقليميين يتمنون أن نعجل ونسرع في تشكيل الحكومة ولكن لا أحب أن أستخدم كلمة ضغط، لم يحصل ضغط على المعارضة، كان هناك نقاش داخلي حصل بين المعارضة وبين من لهم علاقة بتشكيل الحكومة وهذا طبيعي أن يحصل، لكن أن يمارس فلان ضغط على فلان فهذا لم يحصل".

سئل: لنقل اتصالات خارجية بدلا من الضغط؟

أجاب: "دعني أقول أن النقاش الأساسي هو نقاش داخل لبنان بين الأفرقاء المعنيين بتشكيل هذه الحكومة".

سئل: هل يمكن توقع إعلان الحكومة يوم الاثنين المقبل؟

أجاب: "إن شاء الله، ولكن إذا كان الرئيس المكلف يقول لا تلزموني بوضع وقت معين فإني لا أستطيع أن أحدد أوقات عنه".

سئل: حكي عن إمكانية قيام حوار وطني قبل إعداد البيان الوزاري فهل أنتم بوارد الموافقة على مثل هذا الأمر؟

أجاب: "أعتقد أن من تحدث بذلك لا يعيش الواقع بشكل صحيح ولا يعرف معنى تشكيل حكومة لبنانية، ليس هناك ما يسمى حكومة لبنانية بدون بيان وزاري، عندما تطرح الحكومة أمام المجلس النيابي لتنال الثقة فهي تنالها على أساس البيان الوزاري، لذلك أقول أن هذا ضرب من الخيال لكي لا أقول أمرا آخر، كيف نشكل طاولة حوار قبل أن نناقش البيان الوزاري، فعلى أي أساس تكون الحكومة إذا، لا يعود اسمها حكومة ولا ينطبق عليها اسم حكومة ما لم يكون هناك بيان وزاري يشكل العامود الفقري للرئيس وللوزراء ولهذه الحكومة، هذا برنامج عمل على ضوئه تأخذ الحكومة الثقة، لذلك أعتبر هذا الكلام هو ضرب من الجنون، ولا أحد يقبله".

سئل: هل حسم دور المقاومة في البيان الوزاري؟

أجاب: "بالنسبة لنا هذا الأمر محسوم وإن شاء الله نرى ماذا سيحصل".

سئل: ألا تعتقد أن هذا يحتاج إلى حوار قبل البيان الوزاري باعتبار أن هناك خلاف حاد بين اللبنانيين حول هذا الموضوع؟

أجاب: "ما قبل اتفاق الدوحة أمر وبما بعد الاتفاق أمر آخر، وأكثر من هذا أقول أنه ما قبل المؤتمر الصحفي لسماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله والتاريخ بعد المؤتمر شيء آخر".

سئل: هل سيشارك الرئيس السنيورة في استقبال الأسرى وهل من موعد لإتمام هذه العملية؟

أجاب: "ما سمعناه من الرؤساء الثلاثة الذين تشرفت بزيارتهم، من فخامة الرئيس سليمان إلى دولة الرئيس بري ودولة الرئيس السنيورة، رغبة أكيدة لأن يشاركوا في هذا العرس الوطني الكبير".

 

الرئيس السنيورة بعد لقائه العماد عون: اليوم قمنا بخطوة وستتلوها خطوات

وطنية - 5/7/2008 (سياسة) التقى النائب العماد ميشال عون، الرئيس المكلف تأليف الحكومة فؤاد السنيورة، على مائدة غذاء في دارته في الرابية، في حضور مستشار الرئيس السنيورة السفير محمد شطح، ومسؤول العلاقات السياسية في التيار الوطني الحر المهندس جبران باسيل. بعد لقاء دام حوالى الساعتين صرح الرئيس السنيورة: "كانت جلسة طيبة جدا، وكان فيها الكثير من الود والكثير من المواضيع التي جرى بحثها، وبالتالي تطرقنا الى أمور مختلفة تتعلق بنظرتنا لكيفية طبيعة المرحلة القادمة، والتعامل والتعاون من اجل ان تكون التجربة التي سنخوضها سويا، اي تجربة حكومة الوحدة الوطنية، وهي تجربة استثنائية اقتضتها ظروف استثنائية في لبنان، نأمل وسنعمل على ان تكون تجربة ناجحة ان شاء الله، حتى نعود بعد ذلك الى التجربة العادية التي انبنى عليها النظام اللبناني، وهي التجربة الديموقراطية: ان هناك اكثرية وهناك اقلية، وهكذا تستقيم الامور، والاكثرية تعمل وتنشط من اجل ان تبقى في الحكم، والاقلية تعمل من اجل ان تصبح هي اكثرية وهذا من خلال ما يسمى الضوابط في العمل الديموقراطي وتستقيم الامور".

أضاف: "أمامنا الآن تجربة حكومة الوحدة الوطنية التي كان هناك بحث مطول في كثير من الامور، وبمشاركة الجنرال ميشال عون في هذه الحكومة من خلال الحقائب الاربع، وبالتالي كان هناك تفاهم أكاد اقول كما قلت، إذا كنتم تذكرون منذ ثلاث سنوات عندما زرت العماد عون هنا، انه في البحث عندما نصل الى التفاصيل، الى القضايا والمسائل، نجد ان هناك الكثير من التوافق في الافكار التي تتعلق بسياسة الحكومة وبالمسائل التي سنتعرض لها".

وتابع: "هذه الحكومة امام تحديات كبيرة ولها فترة زمنية محددة حسب الدستور، فعليها ان تنجز الانتخابات حسب الدستور، وبالتالي عندما يأتي برلمان جديد ستستقيل الحكومة. علينا ان ننجز الكثير ونتعامل مع الكثير من التحديات الكبرى، وعلينا ان نتحدث لكم، مع اللبنانيين من هنا. فلا شك اننا في لبنان على مدى ثلاث وثلاثين عاما مضت، مررنا بظروف قاسية جدا وخسرنا كثيرا من الفرص، وايضا خلال الثلاث سنوات الماضية او ما يزيد، تعرضنا الى الكثير من التحديات، بداية من مسلسل الاغتيالات الذي سقط ضحاياه كثيرن ومنهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وبعد ذلك تحديات اخرى تمثلت بالاجتياح الاسرائيلي الغادر، وايضا ما تعرضنا له من الهجمة الارهابية في نهر البارد، وكل الاجواء من المناكفات ومن الاختلافات بين اللبنانيين، والتي كان لها ثمن كبير دفعه اللبنانيون من حاضرهم ومن مستقبلهم. خسرنا فرصا عديدة على مدى عقود عديدة من فورات النفظ لم نستفد منها، وها هي فورة النفط التي تعم العالم العربي، ونحن غير قادرين على الاستفادة منها. خسرنا خلال الثلاث سنوات الماضية، نموا كان يمكن ان نحققه خلالها بما يزيد عن 20 في المئة، خسارة".

وأردف: "ليس هذا فقط، بل أدى ذلك الى عدم تمكننا حقيقة من الاستفادة من الفرص وزيادة قدرتنا على مواجهة التحديات القادمة التي نشهدها اليوم بسبب موجة التضخم العالمية، وبالتالي قدرة الاقتصاد اللبناني وقدرة اللبنانيين اصبحت اقل". وبعدما سأل: "ماذا أقصد من هذا القول، بالتوجه الى اللبنانيين؟"، قال: "كفانا ما واجهناه، وآن الاوان ان نستفيد من هذه التجارب، ونحاول ان نبني على هذه الفرصة المستجدة، إمكانية التعاون في ما بيننا، حتى نتوجه حقيقة الى معالجة ما يعاني منه اللبنانيون من فقدان للأمل: إن من فقدان للامن، الى عدم الاطمئنان الى المستقبل، الى شعور بأن هناك تدنيا في قدرتهم المعيشية ومستواهم في الدخل ومستواهم المعيشي". أضاف: "لا يمكن ان نواجه هذا الامر وهذا التحدي، إلا من خلال التعاون، بداية على رأس السلطة التنفيذية، ومن خلال هذه الحكومة التي نأمل ان يكون توجه جميع الوزراء فيها، وسنعمل على ذلك، توجه تعاون. ليس مجلس الوزراء هو المكان للمناكفات ولا للخلافات، لان في ذلك مزيدا من الخسائر وضياع الفرص، وبالتالي اللبنانيون سئموا من ذلك ويريدون ان يعيشوا ويحسنوا مستوى معيشتهم بدل الوقوف على ابواب السفارات. حكومة الوحدة الوطنية، هي هذا الباب الذي يجب ان نعمل مجتمعين من اجل ان نلبي ما يحتاجه اللبنانيون".

وقال: "هذه فترة صعبة مع امكانات محدودة جدا، واللبنانيون يعانون والدولة تعمل الكثير. ربما يتساءل البعض ماذا تفعل الدولة. الدولة يا اخوان ليست لي بل لكل اللبنانيين، نريد ان نشعر ان الكل يجب ان يتعاون، لان ذلك في مصلحتنا. لا اقصد من هذا الموضوع ان ألقي عظة، بل الموضوع هو ان ندرك حقيقة التحديات التي نواجهها. الكل يعاني من الكهرباء، فيجب ان نزيد امكانيتنا ليصبح لدينا كهرباء حقيقية، لكن في الوقت نفسه نريد ان نعرف ان الدولة اللبنانية تقدم دعما للبنانيين في هذه الظروف الصعبة التي نعيشها. هي تدعم الخبز والكهرباء، كل رب عائلة في لبنان، يستهلك 500 كيلوواط من الكهرباء، الدولة تدعمه شهريا بحوالى 150 الف ليرة لبنانية.

أضاف: "نريد ان نقول اننا امام فرصة مستجدة، نستطيع ان نبني هذا الوفاق لنعالج جبلا من التحديات. قادرون بعون الله وبارادة اللبنانيين وبتضامنهم وبتعاون مجلس الوزراء الذي لا شك ان العماد عون سيكون داعما ومؤيدا، وانا على ثقة ان الافرقاء الآخرين سيكون لهم الموقف نفسه".

وأعلن: "إتفقنا اليوم مع العماد عون على موضوع الحقائب، وايضا بالنسبة للاشخاص وسأقابلهم، ونتحدث بالتفصيل ليكون لنا التوجه نفسه، بالنسبة للمرحلة القادمة. وسألتقي في الفترة القادمة، وهي ليست طويلة، مع الأفرقاء الآخرين من اجل بحث كل التفاصيل المتعلقة بتأليف الحكومة. وانا اردت من هذا الحديث، من القلب للقلب، ان نعرف اين نقف وما هي التحديات التي سنواجهها، وكيف علينا ان نتعامل في الفترة القادمة وما هي فرص نجاحنا في ذلك، وأعتقد انها كبيرة وبيدنا جعلها صغيرة، هذا هو التحدي".

أسئلة وأجوبة

ثم دار بين الرئيس السنيورة والصحافيين، الحوار التالي:

سئل: هل صحيح ان عرقلة الحكومة اليوم باتت في ملعب مسيحيي الموالاة، وتحديدا القوات اللبنانية وقرنة شهوان؟

أجاب: "لماذا تقول عرقلة؟ لماذا "تفول" على الآخرين؟ السؤال في بدايته ليس دقيقا".

سئل: هل حلت ما تسمى "بعقدة العماد عون" وهل بحثتم في البيان الوزاري؟

أجاب: "بطبعي اتطلع الى الامام، كما قلت للعماد عون اليوم بدأت الساعة تدق لدي حول موضوع تأليف الحكومة، يجب ان نتطلع الى الامام ونأخذ العبر من الماضي. الآن نحن في خطوة نحو تأليف الحكومة".

سئل: هل ستتشكل الحكومةاليوم؟

أجاب: "هل قلت أنا هذا".

سئل: في هذه الفترة قيل ان "العقبة هي العماد عون"، واذا حلت اليوم لماذا لا تقول لنا اين هي العقبات الاخرى ولماذا تأخرت التشكيلة الحكومية. لماذا لا تعطينا موعد؟

أجاب: "كان يقال ولست انا من قال".

سئل: في أي مرحلة اصبحنا اليوم في تشكيل الحكومة؟

أجاب: "أنا مستمر في الأمر، وسنطل في فترة قريبة على تشكيل الحكومة".

سئل: هناك معلومات تقول ان العقدة اليوم هي عند القوات اللبنانية تحديدا عند الدكتور جعجع الذي يطالب إما بالاشغال او بالعدل، كيف سيتم علاج هذه النقطة؟

أجاب: "انت تعطين فرضيات وتبدين رأيا، لنفصل ما بين الرأي والسؤال، هذه معلوماتك وليست معلوماتي، وهي ليست دقيقة".

سئل: هل بحثتم في كيفية وضع ادارة جديدة للوزارات الخدماتية؟

أجاب: "هذا الموضوع هو احد الاسباب التي قلت انني اريد ان التقي بالاشخاص المقترحين لأعرف منهم تصوراتهم، الحكومة مثل فريق فوتبول او فرقة موسيقية سيكون عزفها متناغما".

سئل: كيف حلت "عقدة عون"؟

أجاب:" ما يهم الرأي العام هو النتيجة، اليوم قمنا بخطوة وستتلوها خطوات".

سئل: قال امس العماد عون انك مشروع حرب فماذا انت اليوم؟

أجاب: "قلت انني أتخطى الامور الشخصية، أقول دائما: الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية".

سئل: قيل أمس ان الاتصالات أثمرت عن توافق وان توزيع الحصص بات محسوما، هل هناك عقبات تؤخر؟

أجاب: "لا أتوقع ان هناك عقبات".

سئل: نريد ان نعرف اين اصبح موضوع الحكومة؟ اين العقد؟ لنضع الرأي العام في الصورة؟

أجاب: "الرأي العام يريد ان ننجز هذا الموضوع، الموضوع في أيد أمينة وسأبحث مع الافرقاء الآخرين ثم مع فخامة الرئيس، ولا اعتقد ان الأمر بعيد ولكن ليس اليوم".

سئل: يقال ان هناك مشكلة بينك وبين سعد الحريري حول الوزير الماروني اي بين غطاس خوري وجهاد ازعور؟

أجاب: "هذا الموضوع ليس قيد البحث وليس علينا بحثه امامكم، ليس بالضرورة ان تعرف كل تفسير صغير، تريد النتيجة أليس كذلك؟".

سئل: ولكن في السابق قلتم ان العقدة عند ميشال عون اما اليوم نريد ان نعرف اين هي العقدة؟

أجاب: "من قال ان هناك عقدة؟".

سئل: لماذا لم تنجز الحكومة اليوم؟

أجاب: "لان هناك مشاورات قائمة بعد، لا نعرف كيف توزع الحقائب الاخرى، بالنسبة للحزب (حزب الله) ولحركة أمل ليس لدي اسماء بعد".

سئل: ولكن لم نسمع أي اعتراض من الحزب ومن حركة أمل؟

أجاب: "انت لم تسمع، ولكن من حقك ان تتمسك برأيك".

سئل: هل تسلمت الاسماء من أطراف الموالاة؟

أجاب: "لا، بعد، لم أتسلم الاسماء ولا حزب الله ولا حركة أمل".

سئل: الرئيس الحريري شارك في 2004 في استقبال الاسرى، هل ستستقبل الاسرى غدا؟

أجاب: "الاسرى هم لبنانيون واستعادتهم مكسب لبناني لجميع اللبنانيين وللدولة اللبنانية، وكل شيء يتم بالتعاون مع الدولةاللبنانية تكبر فيهم الدولة وجميع الفرقاء يكبرون، ونحن على تواصل مع فخامة الرئيس وسنتخذ قرارا في هذا الشأن".

سئل: هل هناك الليلة لقاء في بعبدا مع فخامة الرئيس؟

أجاب: "كلا، ليس هناك لقاء الليلة، أريد ان أكرر للبنانيين جميعا انها فرصة كبيرة ليس على أحد ان يستخف بها ولا يضيعها ولا يساهم في تضييعها، نريد ان ننتبه لعذابات اللبنانيين".

 

الوزير سركيس: "القوات" تطالب بوزيرين في الحكومة وهذا من حقها الطبيعي

الخلاف بين "القوات" والنائب ميشال عون تحول إلى خلاف جوهري وعقائدي لأنه ابتعد خلال السنوات الأخيرة عن التربية والثوابت المسيحية الأصيلة

وطنية- 5/7/2008 (سياسة) اعتبر وزير السياحة جو سركيس في حديث صحافي إلى إذاعة "لبنان الحر" ضمن برنامج "على مسؤوليتك" "أن حجم "القوات اللبنانية" في العام 2008 يختلف عما كانت عليه في العام 2005، وخلال السنوات الثلاث الماضية تطور حجم تمثيل "القوات" والذي ظهر جليا في انتخابات نقابة المهندسين، والانتخابات الطلابية والنقابية وغيرها"، لافتا إلى "ان القوات تطالب بوزيرين في الحكومة وهذا من حقها الطبيعي", مشيرا إلى "ان الخلاف الذي كان بين "القوات" والنائب ميشال عون تحول إلى خلاف جوهري وإلى خلاف عقائدي, لأن النائب عون ابتعد خلال السنوات الأخيرة عن التربية المسيحية الأصيلة وعن الثوابت المسيحية"، معتبرا "أن الشعب اللبناني سيقرر في الانتخابات المقبلة مدى صحية طرح النائب العماد عون".

وقال: "لسنا طلاب تصادم مع أحد بل نحن طلاب حوار"، مؤكدا "ان النائب عون هو الذي أعطى الزخم والقوة ل"حزب الله" من خلال ورقة التفاهم بينهما، إلى أن وصلنا مع "حزب الله" إلى حرب في بيروت والجبل"، مؤكدا "أن ورقة التفاهم لم تحم اللبنانيين"، سائلا: "هل هناك أسوأ من مهاجمة بيوت اللبنانيين؟".

وجدد "التأكيد ان النائب عون هو واجهة ل"حزب الله" الذي يعرقل لأسباب استراتيجية ولأسباب تتعلق بسلاحه"، لافتا في المقابل إلى "ان العماد عون يطالب بحصص تتخطى قدرة رئيس الحكومة على إعطائها", ورأى "أن لدى "حزب الله" والنائب العماد عون خلفية للإطاحة باتفاق الطائف، وهذا المنطق يضر بالمسيحيين".

وإذ اعتبر "أن قرار فريق 8 آذار موجود عند سوريا وايران"، أشار إلى "أن سوريا أرادت انتخاب رئيس للبنان مقابل ثمن، ملمحا ربما إلى وجود مثل هذا الثمن ستقبضه سوريا مستقبلا"، داعيا "المعارضة إلى التخلي عن هذه الارتباطات".

أضاف: "خطاب القسم مهم جدا وهو من أهم المواضيع المطروحة ويجب أن يشكل أساسا للبيان الحكومي"، لافتا إلى "أن موضوع سلاح "حزب الله" يترك للحوار", لافتا إلى "نبرة ومضمون خطاب الأمين العام للحزب حسن نصرالله الأخير الذي يختلف كليا عن الخطابات السابقة"، معتبرا "أن هذا أمر مشجع للمستقبل، لكنه انتقد في المقابل التمدد التدريجي ل"حزب الله" على حساب الدولة اللبنانية"، مشيرا إلى "أن أحداث صنين وعيون السيمان خير دليل على ذلك", معربا عن ثقته "أنه مع انتخاب رئيس للجمهورية ومع تأليف الحكومة، سندخل في مرحلة جديدة وفي مسار جديد لن يوقفه أحد"، لافتا إلى "ان هذه الصيغة الفريدة الموجودة في لبنان تجربة يجب أن تنجح".

وعن اللقاء الوطني المسيحي، رأى "أن كلمة النائب العماد عون ضمت عناوين كبيرة نوافق عليها جميعا، وأن الديمقراطية التوافقية لا تمنع وجود معادلة أكثرية وأقلية في الحكم", واصفا اللقاء ب"العادي"، وأن الحضور كان لمرشحين على الانتخابات النيابية المقبلة الذين أوصلوا رسالة مفادها أن يكون لهم حصة في اللوائح الانتخابية المقبلة ضمن لوائح المعارضة"، مشيرا إلى "أن كل الحاضرين هم من وجوه الحقبة السورية الماضية وبعضهم لا يزالون على علاقة مع النظام السوري".

وختم: "في التأكيد أن المسيحيين سيختارون المشروع الذي تتبناه "القوات اللبنانية" وحلفائها في 14 آذار".

 

ازاحة الستار عن نصب تذكاري لثلاثة شهداء من الجيش اللبناني في بلدة تبنين

العميد حمود: بين الجنوب والجيش حكاية طويلة من الوفاء والتضحية والبطولة

وطنية - 5/7/2008 (متفرقات) احتفلت قيادة الجيش اللبناني وبلدية تبنين، بإزاحة الستار عن النصب التذكاري لثلاثة من شهداء الجيش اللبناني كانوا سقطوا ابان عدوان تموز, وهم: الرائد سمير الياس مرعب, الرقيب اول سركيس جوزيف دريبة والعريف عباس العلي. حضر الحفل الذي اقيم على تلة الصديق التي سقط فيها الشهداء, ممثل قائد الجيش بالنيابة اللواء الركن شوقي المصري: قائد اللواء الحادي عشر العميد الركن رفيق حمود، وكبار ضباط الجيش وقادة الوحدات الايطالية والفرنسية والبلجيكية والبولونية العاملة في اليونيفيل، ورئيس بلدية تبنين اسعد فواز, منسق القوة البلجيكية فواز فواز, وعوائل الشهداء وفاعليات. بعد النشيد الوطني تحدث باسم البلدية العميد المتقاعد علي فواز مشيدا بالتضحيات الكبيرة التي يقدمها الجيش اللبناني. ثم تحدث العميد حمود فقال: "بين الجنوب وجيش الوطن حكاية طويلة من الوفاء والتضحية والبطولة, فلا هذه الأرض بخلت يوما في أحضان أبطاله ولا هو عز عنها شبابه وقطرات دمه الندية. وأضاف: "ان تبنين الرابضة على إحدى قمم الجنوب الشماء الشاهدة على مطلع كل شمس وافول كل نهار، كانت ولا تزال حاضرة في ضمير الوطن ورفيقا دائما للجيش". وتابع: "ان الشهداء الذين روت دماؤهم هذه التلة، قد استبسلوا في ازالة مخلفات العدوان الاسرائيلي باذلين ارواحهم الطاهرة دعما لصمود اهلهم ودفاعا عن هذه الارض الطيبة من جنوبنا العزيز". وختم العميد حمود باسم قائد الجيش بالنيابة اللواء المصري "اتوجه بخالص الشكر والتقدير الى اهالي تبنين والى المجلس البلدي رئيسا واعضاء، والى كل من ساهم في اقامة هذا النصب ليبقى شاهدا على بطولة الشهداء", مؤكدين "العزم على تفعيل التعاون الاخوي من اجل تعزيز صمود الجنوبيين في ارضهم وترسيخ أمنهم واستقرارهم".

 

وصول راعي ابرشية عكار الارثوذكسية خلفا للمطران بندلي عبر نقطة العريضة

وطنية -عكار- 5/7/2008 (متفرقات) وصل راعي ابرشية عكار الارثوذكسية المتربوليت باسيليوس منصور، المنتخب خلفا للمثلث الرحمة الراحل المطران بولس بندلي، الى منطقة عكار عند الساعة العاشرة من صباح اليوم، عبر نقطة العريضة الحدودية ما بين القسمين اللبناني والسوري لابرشية عكار الارثوذكسية، واستقبل بالصلوات وبعبارة "مبارك الاتي باسم الرب" وبنثر الورود والارز. وكان في الاستقبال الحاشد الذي اقيم لموكب المطران منصور الوزير المستقيل يعقوب الصراف، العميد وليم مجلي ممثلا نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس، النائبان عبدالله حنا ومصطفى علي حسين، الشيخ حسن حامد عضو المجلس الاسلامي العلوي وعدد من المطارنة ورجال دين مسلمين ومسيحيين. بعد استراحة قصيرة في مكتب الامن العام في نقطة العريضة الحدودية حيث كان في استقباله رئيس المركز النقيب خالد عبيد، انطلق موكب المطران منصور الذي ضم عشرات السيارات والالاف من ابناء قسمي الابرشية في لبنان وسوريا سالكا الطريق الساحلية وصولا الى دار المطرانية في بلدة الشيخ طابا، ومتوقفا في محطات عدة على طول هذه الطريق في بلدات العبدة ودير دلوم والحاكور ومنيارة وجديدة الجومة والزواريب وحلبا، حيث احتشد ابناء هذه القرى والبلدات على الطرقات مرحبين بقدوم المطران الجديد ناثرين الورود والارز ومطلقين الزغاريد وقد بارك المطران منصور الحشود. وعند الساعة الحادية عشرة والنصف وصل الموكب الى مدخل المطرانية حيث احتشد لاستقباله الالاف من ابناء المنطقة والمطارنة وكهنة الرعايا وشخصيات سياسية ودينية واجتماعية حيث ألبس بداية الحلة الكهنوتية "المانتية" وتسلم عصا الرعاية من المتقدم في المطارنة المطران اسبيريدون خوري ليدخل الجميع باب دار المطرانية على وقع التراتيل الكنسية البيزنطية لجوقة عكار الكنسية وصولا الى كنيسة المسيح المخلص في حرم المطرانية, حيث اقيمت صلاة الشكر بمشاركة المطرانين لوقا الخوري وغطاس هزيم ممثلين للبطريرك اغناطيوس الرابع هزيم، والمطارنة: اسبيريدون خوري، جورج ابو زخم، يوحنا اليازجي، بولس يازجي، يوحنا منصور وايليا صليبا والاشمندريت نقولا الشامي والاشمندريت يوحنا بطش ممثلا المطران الياس قربان وكهنة الرعايا الارثوذكس في قسمي الابرشية في لبنان وسوريا.

حضر الصلاة، الوزير صراف، العميد مجلي ممثلا فارس والنواب: رياض رحال، عبد الله حنا ومصطفى علي حسين، النواب السابقون مخايل ضاهر، وجيه البعريني، عبدالرحمن عبدالرحمن وكريم الراسي، العميد الياس ريحانا ممثلا قائد الجيش، العقيد خالد علم الدين ممثلا مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي، الملازم غيث يوسف ممثلا مدير عام الامن العام، رئيس دائرة الاوقاف الاسلامية الشيخ مالك جديدة على راس وفد من الائمة والعلماء والمشايخ، مدير اعمال عصام فارس المهندس سجيع عطية، جوزيف شهدا ممثلا "التيار الوطني الحر"، مدير المدرسة الوطنية الارثوذكسية المهندس نضال طعمة، عميد كلية ادارة الاعمال الدكتور كميل حبيب وعدد كبير من رؤساء البلديات والمخاتير والفاعليات التربوية والقيادات الحزبية والاجتماعية ورجال دين مسلمين ومسيحيين وممثلون عن الجمعيات والهيئات الكشفية والنسائية والاجتماعية.

المطران خوري

وقد القى المطران اسبيريدون خوري بعد الصلاة الطرس البطريركي الموقع من قبل البطريرك اغناطيوس الرابع بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس جاء فيه: "برحمة الله تعالى، اغناطيوس الرابع بطريرك انطاكية وسائر المشرق. نحن ننصب بهذا الطرس البطريركي الشريف قدس الاخ الحبيب السيد باسيليوس منصور (جورج) بن حنا والدته فروسين سمعان الجزيل طهره ووقاره مطرانا قانونيا لابرشية عكار وتوابعها المحروسة بالرب, ونخوله كل الحقوق الممنوحة لرؤساء الكهنة في الكرسي الانطاكي المقدس. وقد وهبناه واذنا له ان يكمل كل ما هو مختص برؤساء الكهنة من غير عائق. وعلى كهنة الابرشية الجزيل ورعهم ان يرفعوا اسمه في كل خدمة روحية, ويتقيدوا باوامره الرعائية, وينطلق مصحوبا بهذا الطرس, وبادعيتنا ورضانا الى ابرشيته المحفوظة بالرب, التي نالها بنعمة الله تعالى, وتدبير المجمع الانطاكي وبتصويب حقارتنا, وله ان يضبط ما فيها من الاوقاف والامتعة الكنسية وغيرها التابعة للاوقاف من ثابت ومنقول, وفقا للانظمة السارية, ويكون بمثله الصالح قدوة للجميع, صائرا للكل, كل شيىء, لكي يربح الاكثرين او الكل, ويقدمهم لله شعبا خاصا وما باركه فليكن مباركا, وما ابعده وفرزه فليكن مبعدا ومفروزا, لان النعمة الالهية المعطاة لحقارتنا, هي تفعل باخينا هذا رئيس الكهنة باسيليوس منصور بن حنا والدته فروسين سمعان المشارك لنا في الخدمة.

فلهذا يجب على الكهنة والعوام, ان يقدموا له كل اعتبار واطرام وان يسدوا اليه الحفاوة والحب اللائقين, ويكونوا لامره مطيعين وخاضعين, ويذكروا اسمه الكهنوتي في القداديس الالهية وسائر الفروض, وان يعتبروه ابا روحيا, وراعيا, ومعلما, وقاضيا, ومدبرا, ومهتما بخلاص نفوسهم, وساهرا على حراستهم وصيانتهم, فليس لاحد ان يعترضه في رئاسته وحكمه, ولا يخالفه في ما يأمر به وينهى عنه بموجب الوصايا الالهية والاوامر الناموسية, لان الاكرام او الاجلال الواصل اليه يعود الينا ويتصل بنا, وبواسطة حقارتنا بالله ذاته سبحانه وتعالى.

ولاجل ايضاح هذه الاوامر وتأييدها قد صدر من لدن حقارتنا هذا الطرس, ليعمل بموجبه, ودفع الى اخونا المحبوب بالرب باسيليوس منصور (جورج) بن حنا والدته فروسين سمعان متربوليت عكار وتوابعها الجزيل الطهر".

المطران منصور

ثم القى المطران منصور في الحشود كلمة شكر، قال فيها: "ايها الاخوة الاحباء،اولا واخيرا وقبل كل شيء،اتوجه بالشكر الجزيل لله تعالى الذي لا يفي بمجده وقدرته وسموه،لا شكر ولا مجد مهما بلغ من مقاييس البشر. ولا من اية مقاييس اخرى، على ما أعطاني الله من نعمة ان اخدم هذه الابرشية المباركة في ان اكون خادما لشعبها... اتوجه بالشكر الجزيل لأبينا وراعينا وامامنا غبطة البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم الذي تكرم مع الاباء الاجلاء اعضاء المجمع الانطاكي المقدس بأن يسندوا الى عدم استحقاقي، هذه المرتبة الروحية العظيمة،الذين اشكرهم جميعا على ثقتهم الغالية واطلب منهم ان يصلوا الى الله وهم فاعلون دون طلب، ولكن كألابن الاصغر فيهم ولهم، اطلب منهم ان يذكروني في صلواتهم لكي يقويني الله في هذه الخدمة وان يجعل اسمه مباركا في ويسبح الناس اذ يرون اهل محبته وسكن روحه القدوس ... اتوجه بالشكر الجزيل لكل الذين وقفوا على الطرق من طرطوس الى العريضة الى العبودية ومنيارة والجديدة والى حلبا، الذين تحت الشمس وفي هذه الظروف الطقسية القاسية اصروا الا ان يعبروا عن محبتهم واستعدادهم ان نقف معا يدا بيد وخطوة بخطوة وفكرا بفكر لكي نعمل معا لخدمة هذه الابرشية ولخدمة عكار بكاملها لأن عكار هكذا علمتنا انها مثال الوحدة والتضامن والمحبة والامن والطمأنينة..

اشكر السلطات السورية واللبنانية على الحدود الذين سهلوا دخولنا بكل ارتياح دون اي تعويق، واشعرونا اننا محمولين على اجنحة واكف محبتهم ...

نتوجه بالدعاء الى الله ان يحفظ رئيس لبنان وان يؤيده بروحه القدوس لكي يقود سفينة البلاد الى مرافىء الامان وشواطى الوحدة والحرية والعزة والكرامة... واتوجه بالدعاء ان يحفظ الله رئيس سوريا وان يعضده بروحه القدوس لكي يقود سفينة البلاد الى مرافىء الامان وشواطىء السلام والعزة والكرامة.

ولمعاونيهما جميعا النجاح والتوفيق في ما يصبون اليه من الخير لكل الناس بلا تفريق ،بلا تمييز بلا اي نوع من انواع تدل على من قريب اوبعيد الى غير المحبة والسلام" كما وجه المطران منصور شكره الى الاباء الذين رافقوه والذين حضروا، كما شكر الرئيس عصام فارس ممثلا بالعميد مجلى والوزير الصراف وجميع الحضور، مؤكدا انه سيكون "الاخ الاصغر مع الجميع في خدمة عكار هذه المنطقة التي تعلمت العطاء والتي علمت ان تكون ملاذا آمنا ومهجعا مسالما الى من يحتاجون السلام، وهذا معنى ان يكون الانسان اولا في مفهومنا المسيحي والكنسي، من اراد ان يكون فيكم اولا فليكن للكل خادما يأخذ مقعدي وكرسيي حيثما اكون".

وقال: "من تقول الرعية انه يخدم اكثر، من يحب ومن يسارع للتضحية والبذل والعطاء، لنكون في طاعة تامة لسيدنا ولايماننا ولانجلينا ولكل تعاليم السماء". كما توجه المطران منصور بالشكر الى قائد الجيش ممثلا بالعميد الياس روحانا متسائلا: "من في لبنان يعطي امنا وطمأنينة قدر الجيش في كل موقع، لا أحد"، كما شكر مدير عام قوى الامن الداخلي ممثلا بالعقيد علم الدين، ومدير عام الامن العام ممثلا بالملازم غيث يوسف، وكل القيادات السياسية والروحية والامنية وابناء الرعية وكل اهالي ابرشية عكار المحروسة بالرب... كما وجه الشكر الى "الاخوة في القيادات الروحية الاسلامية والمسيحية الذين رحبوا بي بابتهاج وبفرح يشدون ايديهم على يدي، يقولون عبارات تؤكد اننا واحد". وختم: "ارجو من هذه الساعة ان يعتبروني بينهم اخا اصغر والعمل معهم في توطيد السلام في ربوع هذه السهول والجبال والقمم. بارككم الله جميعا وباركنا في عملنا وخدمتنا له المجد آمين".

بعد ذلك دخل المطران منصور عتبة دار مطرانية عكار وسط الزغاريد ونثر الورود حيث تقبل التهاني من قبل الحضور.

اشارة الى ان المتروبوليت منصور يترأس قداسه الاول عند الساعة العاشرة من قبل ظهر غد الاحد في مبنى عصام فارس في المدرسة الوطنية الارثوذكسية. وبعد الانجيل المقدس يلقي المطران منصور كلمة "العهد". كما يستقبل المطران منصور المهنئين ايام الاثنين والثلاثاء والاربعاء والخميس في دار المطرانية من الساعة العاشرة صباحا وحتى الساعة الواحدة ظهرا، ومن الساعة الخامسة عصرا وحتى الساعة الثامنة مساء.

 

الشيخ قاسم التقى عوائل الدبلوماسيين الاربعة المخطوفين

وطنية-5/7/2008 (سياسة) استقبل نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم وفدا من السفارة الإيرانية وعوائل الدبلوماسيين الأربعة المخطوفين برئاسة القائم بأعمال السفارة الحاج مجتبى فردوسي بور. وأطلع نائب الأمين العام الوفد على "خطوات التبادل مع الأسرى المعتقلين في الكيان الإسرائيلي والإجراءات المرتبطة بمتابعة حزب الله واهتمامه بملف المخطوفين الايرانيين الاربعة لمعرفة مصيرهم". واعلمهم "أن الأيام المقبلة ستوضح الصورة التفصيلية لهذا الملف مع كل التفاصيل الأخرى المرتبطة بعملية التبادل

 

سعيد: حزب الله بحاجة لإعادة تأهيل لبنانياً

وكالات/اعتبر المنسق العام لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد أن "لدى حزب الله مصلحة في هذه الحكومة اليوم بعد احداث بيروت فهو بحاجة لإعادة تأهيل نفسه على المستوى اللبناني". ولفت الى أن "المسيحيين لهم مصلحة بأن تكون هناك حكومة في لبنان لان لا مصلحة لهم الا بعملية قيام الدولة".

سعيد، وفي حديث الى "المؤسسة اللبنانية للإرسال"، أشار الى "أننا نعيش اليوم ثالث محاولة معايشة بين الدولة اللبنانية ودولة ما يسمى ولاية الفقيه". وقال: "المعركة اليوم ليست حول ادارة الدولة وانما حول طبيعة الدولة". وأضاف: "ما كنا نسمعه في السابق في زمن الوصاية السورية من شخصيات مسيحية نسمعه اليوم بقوالب متجددة". وإذ دعا "حزب الله" الى العودة الى المشروع اللبناني، قال سعيد: "مبدأ المقاومة سقط لأنه لم يعد باستطاعتكم اطلاق النار على اسرائيل، ولان التجربة في الداخل اثبتت ان حدود القوة تقف عند حدود الطوائف". ولفت الى أن "اذا كان ثمن انفتاح النظام السوري هو المحكمة الدولية فهذا يعني فقدان مصداقية الامم المتحدة، وعلينا عندها التفتيش عن عصبة امم جديدة". وقال سعيد: "نفهم ان يكون هناك انتقاد لسياسة الولايات المتحدة، ولكن لا يمكن فهم انه اذا كان هناك انتقاد لهذه السياسة في المنطقة ان اذهب الى ايران".

 

أسماء بعض الشهداء الذين سقطوا في سجن صيدنايا على يد المجرم بشار

المعتقلون يحتفظون بـ400 رهينة من العسكريين المسجونين

سوريا الحرة

أليست جريمة ضد الانسانية !!ء سجناء عزل يحتجون على ظروف سجنهم والنتيجة تعليمات من رأس نظام الاجرام بشار الأسد بتنفيذ جريمة يندى لها الجبين وتشبه مجازر ميلسوفيتش بحق شعبه فهل سيحاكم العالم القاتل السوري كما حاكم ميلسوفيتش ...؟!ء المعلومات التي وصلتنا حديثاً تقول:ء

عددا الشهداء هو 25 حتى الآن و الأسماء التي وصلت حتى هذه الساعة هي:ء

زكريا عفاش، مجد مجاريش، محمود ابو راشد، عبد الباقي خطاب، أحمد شلق، مؤيد العلي، خالد بلال، مهند العمر،خضر علوش

كما ذكرت المصادر المحلية أنه يوجد على سطح المبنى 1500 سجين حالياً وأن الدخان ما زال يتصاعد من سطح المبنى...ء

ويذكر أن معتقلي سجن صيدنايا هم سياسيين إسلاميين وأكراد بشكل أساسي. ويعد سجن صيدنايا المدني من أكبر وأحدث السجون السورية أنهت الحكومة بناءه عام 1987، ويقع السجن في قرية صيدنايا الجبلية الواقعة شمالي العاصمة السورية دمشق، ويتكون المبنى من ثلاثة طوابق على شكل ثلاثة أجنحة تلتقي في المركز على شكل إشارة "المرسيدس". ويتكون كل جناح في كل طابق من عشرين مهجعا جماعيا بقياس 8 أمتار طولا وستة أمتار عرضا، ويحوي الطابق الأول مائة زنزانة

 

حبيش لموقع "القوات اللبنانية": "اللقاء الوطني المسيحي" هدفه الشرذمة المسيحية

وصف عضو كتلة "المستقبل" النائب هادي حبيش في حديث لموقع "القوات اللبنانية" الالكتروني "اللقاء الوطني المسيحي" المقرر إطلاقه اليوم بـ"الطائفي" وهو لن يؤدي إلا إلى مزيد من التشرذم على الساحة المسيحية. واعتبر أن النائب ميشال عون يستغل هذا اللقاء لتعويم نفسه في الانتخابات النيابية المقبلة، لكنه أكد أن المناخ السياسي يختلف اليوم عما كان في العام 2005، وبالتالي الانتخابات المقبلة ستظهر بوضوح ترجيح كفّة الصوت المسيحي. من ناحية أخرى، شدد حبيش على وجوب أن تأخذ الدولة دورها وتفرض سيطرتها بشكل فعال على الأرض لأنه لا يجوز التساهل أكثر بالوضع الأمني، لافتا إلى أن إرسال دوريات من الجيش اللبناني إلى جبل صنين لطمأنة المواطنين على خلفية الحوادث الأخيرة لا يكفي، بل المطلوب إزالة كل المظاهر العسكرية من صنين، وأن لا يبقى إلا الانتشار العسكري للجيش اللبناني. كما اعتبر حبيش أن وجود عناصر من "حزب الله" في صنين لا يمكن تبريره تحت شعار "أمن المقاومة"، مشددا على أن الحكومة الجديدة لديها مسؤولية كبيرة بهذا الاتجاه من خلال صياغة البيان الوزاري الذي يجب أن يضع الاطار الفعلي والواضح للتنظيمات المسلحة ولأعمال المقاومة، وعندها لن يعود بمقدور "حزب الله" التمادي بأعماله العسكرية تحت شعار "أمن المقاومة".

 

ميشال عون؟ فايز شكر؟ أم أسعد حردان؟

موقع "القوات اللبنانية قرأت كلمة النائب ميشال عون في احتفال تجمع مسيحيي سوريا في لبنان بالأمس. قرأته مرتين وثلاثا. وفي كل مرة كنت أعود الى أعلى الصفحة لأتأكد أنه خطاب عون وليس خطاب رئيس حزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان فايز شكر أو الرئيس الجديد للحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان...لا... لا... كان خطاب ميشال عون بالفعل: "وتجاه السياسة الإسرائيلية - الأمريكية التي تَعتمد دوماً على قوة السلاح في مقاربتها لفرض الحلول، وتجاه استضعاف لبنان وشعبه وتجاهل حقه بأرضه وسيادته عليها، كان لا بد من تعزيز مقاومته كي لا يدفع ثمن ضعفه المزمن والمرغوب فيه من الخارج وبعض الداخل تسهيلاً لتمرير الصفقات المريبة. من هذا المنطلق كان تفهّمنا للمقاومة أولاً، وتفاهمنا معها ثانياً، ودعمنا لها أثناء حرب تموز ثالثاً، فأنجزت الانتصار الكبير، وكانت للبنان هذه المفخرة التاريخية بقهر إسرائيل".

أقرأ هذه السطور وأقارنها مع ما ورد في الكتاب البرتقالي أو ما أسموه العونيون "البرنامج الانتخابي" لهم الذي خاضوا على أساسه انتخابات الـ2005:

"بعد الانسحاب الاسرائيلي تلاشت مشروعية العمل المسلح لحزب الله، فخلق أزمة على الصعيدين الوطني والدولي. فهو يضع لبنان في مواجهة القانون الدولي من جهة ويهدد الوحدة الوطنية من جهة أخرى بوصفه ينم عن احتكار للقرار الوطني من قبل طرف واحد. وليس من شأن علاقة حزب الله المعلنة مع إيران المتشددة وتحالفه مع حركتي الجهاد الإسلامي وحماس، اللتين يصنفهما الغرب في خانة الحركات المعادية للسلام، أن يبدد الشكوك المحيطة بأهداف حزب الله الحقيقية وبالمخاطر المتصلة باستراتيجيته". كم كان صائبا توصيف حزب الله بأنه يهدد الوحدة الوطنية. ألم يفعل ذلك في أيار 2008؟ ألم يشعل نيران الحرب الأهلية بتوجيهه السلاح الى الداخل؟  "سبحان اللي بيغيّر...". من يصدق أن هذين النصين أعلاه صدرا عن جهة سياسية واحدة في 3 سنوات؟!  كان المسيحيون ينتقدون في السابق التقلبات السياسية في مواقف النائب وليد جنبلاط وكيف "يبرم" بسهولة. ميشال عون "حط بحصة" لجنبلاط. الجنرال "بلبل" يخزي العين و"عم يبرم" بمواقفه كالبلبل تماما. مشكلته أنه "يبرم" بعكس التاريخ وبعكس مصالح المسيحيين.  ميشال عون مساء الجمعة كان صورة مشوهة عن فايز شكر وأسعد حردان وأمثالهما من الظلال السورية في لبنان.

 

"غرفة اجتمع فيها الرسولان بطرس وبولس في صيدا

بقلم سيمون حبيب صفير     

النهار 4/7/2008

هل يعقل ان تبقى الغرفة التي اجتمع فيها الرسولان بطرس وبولس في صيدا مغمورة يجهلها الناس؟! وردت في الاصل صيدون بحسب اللغة العبرية وصيدون هو الابن الاكبر لكنعان حسب سفر التكوين 15:10. في الفينيقية صيدون وفي تل العمارنة SIDUNA وفي الاشورية SIDUNNA والجذر معناه الصيد وصيد السمك والارجح ان يكون "صيد" الهاً سامياً قديماً، وهو اله الصيد. وفي الجنوب الشرقي من صيدا مزار يسميه الاهلون النبي صيدون ويعتقد انه مكان هيكل فينيقي قديم للاله السامي "صيد" اله الصيد، وورد ايضاً "صيدون تعني صياداً". والجدير بالذكر ان هذه الغرفة كانت تتصل بالشاطئ عبر سرداب محفور تحت الارض سلكه مار بولس ليتجه من صيدا الى طبرجا الواقعة على ساحل جبيل مبحراً الى روما، وكانت فتحة هذا السرداب لا تزال مكشوفة للعيان حتى زمن غير بعيد وقد رُدمت وتم تبليط ارض الغرفة مما اخفى معلماً اثرياً يؤكد هذه الحقيقة!

"ان بولس الرسول زار صور في آخر مرة اتى فيها الى اورشليم لحضور المجمع الرسولي (عام 49 – 50) في مركب كان عليه ان يفرغ حمولته في صور حيث نزل الى المدينة التي كانت فيها جالية صغيرة مسيحية معروفة عنده، وعندما نزل الى صور التقى مسيحيي المدينة وبقي عندهم مع رفيقه سبعة ايام، وكان مسيحيو صور يعلمون بمضايقة العالم اليهودي وضجيجه من نشاط الكرازة وتقدمها على يد بولس، وخشوا ان يلحقه اذاهم فناشدوه الا ينزل الى اورشليم ولكن الرسول اصر على ذلك، وفي يوم مغادرته جاء كل مسيحيي صور مع النساء والاولاد وشيّعوه الى خارج المدينة وركعوا على الساحل وصلّوا وودّعوا الرسول العظيم الذي استقل المركب وابحر".

عاد بولس الى ايطاليا ونقرأ نصاً هنا حرفيته: "وفي اليوم الآخر وصلنا الى صيدا فعامل يوليوس بولس برفق واذن له ان يذهب الى اصدقائه ليحصل على عناية منهم". في ضوء ما تقدّم نتبين "ان المسيحية كانت منظمة في مدينة صور منذ العهد الرسولي" و"كانت في صيدا كنيسة وجالية مسيحية". ونقرأ ايضاً "فما ان بدأ السيد المسيح كرازته في الجليل حتى ذاع صيته الى ان بلغ صور وصيدا". و"اقبل اليه جمع منهم ليسمعوا تعليمه وليشفوا من امراضهم".

ونقرأ في اناجيل متى ومرقس ولوقا ان المسيح "اتى الى نواحي صور وصيدا".

اورد متى الرسول في انجيله في معرض شهادته ليسوع: "حينئذ طفق يقرع المدن التي كانت فيها قواته لانهم لم يتوبوا. الويل لك يا كورزين، الويل لك يا بيت صيدا لانه لو صنع في صور وصيدا  ما صنع فيكما من القوات لتابتا من قديم بالمسوح والرماد، لكنني اقول لكم ان صور وصيدا ستكونان اخف حالة منكما في يوم الدين".

وتبقى حادثة المرأة الكنعانية الاثبت في تراثنا اللبناني المسيحي: "ثم خرج يسوع من هنا واتى الى تخوم صور وصيدا واذ بامرأة كنعانية قد خرجت من تلك التخوم تصيح وتقول ارحمني ايها الرب ابن داود فإن ابنتي بها شيطان يعذبها جداً". فلم يجبها بكلمة فدنا تلاميذه وسألوه قائلين اصرفها فإنها تصيح في اثرنا فأجاب وقال لهم "لم ارسَل الا الى الخراف الضالة من آل اسرائيل"... وحقق يسوع رغبة الكنعانية وقال لها: "يا امرأة عظيم ايمانك".

"كانت اطلالة يسوع على الوثنية من حدود صور وصيدا حيث شفى ابنة المرأة اليونانية الوثنية (السورية الفينيقية) الكنعانية". ونطلع ايضاً على حقيقة هي ان "قد بنيت كنيسة في مكان الاعجوبة ظلت قائمة حتى القرن الرابع عشر" ويورد مرقس في انجيله: "... واورشليم وادوم وعبر الاردن وممن حول صور وصيدا جمع كثير وقد سمعوا بما صنع فأتوا اليه".

المعلومات عن صور وصيدا كثيرة ووفيرة ونقرأ عنهما لدى اطلاعنا على قصة خروج بطرس من السجن بطريقة عجيبة ومقتل يعقوب اخي يوحنا الذي قطع رأسه الملك هيرودوس.

كنيسة القديس نيقولاوس في صيدا القديمة اثرية وتتطلب عناية اكبر من المسؤولين عنها خصوصاً انها بنيت، بحسب الروايات، في المكان الذي استراح فيه يسوع بعد تجوله وتبشيره واجتراح المعجزات في مدينة صيدا. سنة 1818 تم بناء حائط يقسم الكنيسة قسمين، احدهما للارثوذكس والآخر للكاثوليك على عهد البطريرك الانطاكي سيرافيم وفي حضور مطران عكار، ويمكننا مشاهدة الحائط قائماً حتى اليوم.

المهم، في كل ما اوردت بالاستناد الى كتاب "تاريخ ابرشية صور وصيدا" للاب نايف اسطفان الصادر عام 1999، التركيز على الارث المسيحي في هذا المكان بالذات حيث تقوم الغرفة التي التقى تحت سقفها وبين جدرانها بطرس وبولس قبل ان يتوجه الاخير الى روما ليدمر وثنية الدولة وشعبها ويقودهما الى اعتناق المسيحية عابراً السرداب الذي يربط هذه الغرفة بالشاطئ من خلال فتحة في ارضها، كما اسلفت. وقد زرنا في صيف 2001 هذه الغرفة وكنيسة القديس نيقولاوس، يرافقنا المطرب وديع الصافي الذي شارك في القداس مرتلاً بحسب الطقس البيزنطي، واحتفل بالذبيحة الالهية المطران الياس الكفوري الذي طلبت منه عقد مؤتمر صحافي لاعلان هذا المكان المقدس محجاً دينياً سياحياً. واذ أنتظر من سيادته القيام بهذه المبادرة، ألفت وزارة السياحة ومديرية الآثار الى ضرورة احياء هذا المعلم الاثري الوطني السياحي والمزار المسيحي من خلال رصد المبلغ المناسب لانماء الموقع وجواره واجراء المقتضى التجميلي المطلوب، فلا يجوز ان يبقى هذا الكنز الروحي مهملاً مطموساً بل يجب ان يوقد سراجه ويوضع على منارة تستقطب الابعدين والاقربين. ويا لعظمة مناراتنا اللبنانية! وننتظر احتفالاً في قابل الايام يليق باليوبيل الالفين على ولادة بولس الرسول، في صور القريبة من صيدا. علماً ان صيدا وصور مذكورتان في الاناجيل الاربعة المترجمة الى لغات العالم كافة، والتي يقرأها ملايين البشر!

 

الرسم الجديد ينعكس أزمة شاحنات على الحدود

دمشق تنقلب على الاتفاقات الجمركية مع لبنان

المستقبل - السبت 5 تموز 2008 - رائد الخطيب

خلافاً لكلّ ما وقعته الحكومة السورية منذ العام 1991 مع الحكومة اللبنانية من اتفاقات ومعاهدات وبروتوكولات مشتركة ومذكرات تفاهم وتعاون بلغ تعدادها 112، من ضمنها ثلاث تتعلق بالقضايا الحدودية والجمركية وتسهيل انتقال البضائع والأشخاص، وبعيداً عن روح الاتفاقات العربية ومن ضمنها اتفاقية الترانزيت، فإن القرار السوري الجديد بفرض رسوم جمركية إضافية تصل الى أكثر من 350 دولاراً بعنوان تحصيل فارق دعم المازوت على الشاحنات والبرادات اللبنانية المعدة للتصدير والنقل الخارجي، يأتي في إطار تشديد الخناق على الاقتصاد اللبناني بعدما باءت محاولات النظام السوري السياسية والأمنية بالفشل على مستوى إعادة لبنان الى زمن الوصاية.

وقد كشفت الوقائع العملية على الحدود اللبنانية ـ السورية منذ صباح أمس صحة ما نشرته "المستقبل" وانفردت به في عددها أمس، إذ أفاد مندوبها في المصنع أن القرار سبب ازدحاماً ونشوء أرتال من الشاحنات عند نقطة الحدود اللبنانية ـ السورية فضلاً عن أرتال مماثلة عند الحدود الأردنية ـ السورية (حسبما أفاد السائقون)، إذ امتنع هؤلاء من دخول الأراضي السورية بانتظار حلٍ ما يعفيهم من العبء المالي الجديد، فيما وصف مصدر في وزارة النقل اللبنانية في اتصال مع "المستقبل"، الخطوة السورية بـ"المفاجئة والمقصودة في آن".

ومرة جديدة حولت السلطات السورية الحدود المشتركة مع لبنان، الى مكسر عصا لابتزاز لبنان، فتكرّرت الأزمات الحدودية بين البلدين منذ انسحاب الجيش السوري، بعناوين مختلفة، فكانت المرة الأولى صيف العام 2005، والثانية 20 أيار (مايو) الماضي 2007، أمّا الثالثة ففي بداية كانون الثاني (يناير) 2008 بعنوان "تشديد الإجراءات"، دفع من جرائها الاقتصاد الوطني اللبناني ثمناً باهظاً، ويبقى السؤال أين موقع اتفاقات تسهيل المرور بين البلدين؟.

انطلاقاً من منطق إرباك الدولة اللبنانية ودون الالتفات الى الآثار السلبية الناجمة على حركة التجارة بين لبنان وسوريا، ومن ضمنها تجارة الترانزيت عبر الأراضي السورية، والتي تصل الى نحو ألف مليار ليرة سنوياً، فإن القرار السوري في طبعته الرابعة يعبّر عن مرحلة جديدة في القفز والتنصل من العهود والمواثيق الاقتصادية سواء مع لبنان أو مع الدول العربية، صحيح أن لا رسوم جمركية موحدة تنص عليها اتفاقية الترانزيت العربية أو تسهيل المرور أو الاتفاقات الثنائية ذات الصلة مع لبنان، إلا أن الخطوة تأتي من جانب واحد دون اعتبار لمبدأ تسهيل التجارة البينية بين الدول العربية وتطويرها.

فبالنسبة الى لبنان، يأتي القرار السوري الأخير دون مراعاة لأي من الاتفاقات الثنائية المعقودة بين البلدين على مدى 15 عاماً، خصوصاً وأن سوريا لم تكن في موقع الخاسر من هذه الاتفاقات، بل كانت الأكثر استفادة اقتصادياً وسياسياً، وليس أدل على ذلك من تحول لبنان الى سوق عمل كبير لمئات الآلاف من العمال السوريين، فضلاً عن أن الميزان التجاري في العلاقة التجارية البينية بين البلدين ظل لمصلحة سوريا من العام 1990 وحتى العام الجاري.

ومن ضمن الاتفاقات التي وقعها السوريون مع لبنان ثلاث اتفاقات تتعلق بالمعابر على الحدود، وهي: 1 ـ "تنظيم انتقال الأشخاص ونقل البضائع ـ 16/9/1993"، 2 ـ "انشاء مكاتب حدودية مشتركة ـ 12/1/1997"، "التعاون الاداري المتبادل في القضايا الجمركية ـ 14/1/2004".

يضاف اليها بروتوكولات ومذكرات تفاهم تتعلق بأوضاع الشاحنات على الحدود اللبنانية ـ السورية، منها :"بروتوكول لتوحيد قواعد واجراءات المرور والمكث الموقت للمركبات الأردنية، السورية واللبنانية ـ 9/4/2001"، "مذكرة تفهم بشأن توحيد أنظمة الحمولات المحورية للشاحنات الأردنية، السورية واللبنانية لنقل البضائع ـ 22/10/2002".

أما على المستوى العربي، فإن القرار السوري يخالف جميع الاتفاقات والمعاهدات التي وقعها البلدان في إطار الجامعة العربية لستهيل انتقال الأشخاص والبضائع بينهما، فضلاً عن أنه يخالف روحية مذكرة التفاهم الموقعة بين لبنان وسوريا والأردن بشأن توحيد الأوزان والحمولات بين هذه الدول المعمول بها من 1/1/2003.

ويشار الى أن اتفاقية تنظيم الترانزيت التي وقعها لبنان وسوريا في اطار جامعة الدول العربية قد نصت في مادتها الرابعة: "تتعهد الأطراف المتعاقدة بتسهيل حركة الترانزيت عبر بلادها بعموم وسائل النقل وفقاً للأنظمة المرعية والقواعد الجمركية في البلد الذي تعبره تجارة الترانزيت"، في حين اتفقت الحكومتان السورية واللبنانية في اطار الاتفاقيات المعقودة بينهما على أن "يتخذ الطرفان المتعاقدان جميع التدابير اللازمة لتسهيل وتسريع حركة انتقال الأشخاص ونقل البضائع، في الخروج والدخول، من وإلى بلديهما، ويمكنهما من أجل تحقيق هذه الغاية انشاء مكاتب تقع مباشرة على جانبي الحدود بين الدولتين أو عند الاقتضاء داخل اقليم إحدى الدولتين وعلى مسافة قريبة من الحدود قدر المستطاع".

وقال مصدر في وزارة النقل إن الخطوة السورية مفاجئة ومقصودة، أولاً لتزامنها مع بداية العطلة الأسبوعية في سوريا، وقد اتخذ القرار في الواحدة من بعد ظهر الخميس، بحيث يتعذر الاتصال بأي من المسؤولين المعنيين في سوريا باستثناء الأمين العام للمجلس الأعلى السوري ـ اللبناني نصري الخوري الذي يبقى صلة الوصل في هذا الموضوع المشترك، وهو ما تم إلا أنه أوضح أن معالجة هذا الموضوع ستبدأ بعد انتهاء إجازة المسؤولين السوريين، بالطبع إن ذلك سيؤثر حتماً على عملية التبادل التجاري بين لبنان وسوريا والدول التي يصدر إليها أو يستورد منها لبنان والواقعة خلف سوريا.

ويضيف المصدر أن المفاجئ بالخطوة السورية كونها تأتي بخلاف ما كان يتفق عليه في الاجتماعات المشتركة للجنة السورية ـ اللبنانية للنقل، إذ أكدنا على مبدأ رصرصة خزانات المازوت، إلا أن النظام السوري بهذا القرار رفض مبدأ الرصرصة وبالتالي يريدون أخذ فارق دعم المازوت، وهو ما يعد انتهاكاً لاتفاقات التسهيل المعقودة بين الجانبين، فلبنان لا يفرض رسوماً على الشاحنات الداخلية إليه بما فيها الشاحنات السورية.

ويوضح أن القرار السوري إضافة هذه الرسوم يشكل حركة مغايرة لما تسير عليه الدول المتقدمة اقتصادياً، ففي حين أزالت أوروبا الرسوم من بينها نعود نحن الى الخلف بفرض الرسوم وإعاقة التبادل التجاري. ولم ينفِ المصدر إمكان أن يتخذ لبنان قراراً مماثلاً للقرار السوري، في حال انتهت المفاوضات مع السوريين الى حائط مسدود.

وقال يعقوب القيسي من نقابة وسطاء التأمين إن القرار اتخذه مجلس الوزراء السوري في الثاني من الشهر الجاري وطبق في الثالث منه، مضيفاً "السوريون يأخذون بعداً اقتصادياً في الموضوع لزيادة المداخيل الى الخزينة السورية، باحتساب كل ليتر مازوت بسعر 36 ليرة سورية، على أساس احتسابه سعره عالمياً منقوصاً منه سعره المحلي المدعوم، فمثلاً خزان الشاحنة الذي تبلغ سعته 400 ليتر، يصبح فارق السعر كالتالي 400*36 ليرة= 14400 ليرة سورية أي ما يعادل 350 في حين أن الخزان سعة 600 ليتر يصبح الرسم عليه بحدود 475 دولاراً". واللافت، حسب سائقي الشاحنات أن الجمارك السورية اعتمدت تسعيرة متحركة للرسم تتأثر بتحرك أسعار النفط في الأسواق العالمية.

 

المستقبل وحزب الله لـ إيلاف: الحريري ونصرالله لن يلتقيا 

الجمعة 4 يوليو -إيلي الحاج

إيلي الحاج من بيروت: نفى مسؤول في "تيار المستقبل" لـ " إيلاف " وجود أي توجه إلى عقد لقاء في المدى المنظور لعقد لقاء بين رئيس كتلة " المستقبل " النائب سعد الحريري والأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله، وقال إن السيد نصرالله قطع الطريق على إمكان عقد هذا اللقاء عندما طالب بتقديم إعتذار إلى المقاومة عما جرى خلال حرب تموز/ يوليو 2006 قبل الإعتذار عن الإساءات التي لحقت ببيروت وأهلها إبتداء من 7 أيار / مايو من خلال ما اعتبره "حزب الله"، "جراحة موضعية سريعة ونظيفة"، في حين يصر "المستقبل" وحلفاؤه على أنها عملية عسكرية كاملة المواصفات جرى خلالها توجيه سلاح "المقاومة" إلى الداخل.

 بدورها نفت وحدة الإعلام المركزي في "حزب الله" لـ "إيلاف" توافر أي معلومات لديها عن لقاء مرتقب بين النائب الحريري والسيد نصرالله.

وأضاف المسؤول في " تيار المستقبل " : " أوحى كلام نصرالله في مؤتمره الصحافي الأخير الأربعاء أن بيروت أساءت إلى المقاومة خلال حرب صيف 2006، وهذا كلام يعلم الجميع أنه غير صحيح، وهو مرفوض من قبلنا". وأوضح أن لرئيس الجمهورية ميشال سليمان مصلحة في السعي إلى جمع الزعيمين في القصر الرئاسي في بعبدا، لكن الأرجح أن اللقاء لن يعقد إلا في إطار طاولة الحوار الوطني التي نص عليها اتفاق الدوحة.

 كذلك أكد سياسي قريب من "حزب الله" لـ "إيلاف" أن لا معلومات لديه عن إمكان عقد لقاء في القريب العاجل بين الحريري ونصرالله.

وكان سبق أن طلب النائب الحريري لقاء نصرالله أكثر من مرة خلال الأزمة السياسية التي احتدمت في الأشهر الماضية ، لكنه لم يلق جوابًا. وقال محيطون بنصر الله في تلك الحقبة إنه يريد لقاء منتجا ومستندًا إلى قاعدة واضحة.

لكن المفترض أن القاعدة الواضحة توافرت مع التوصل إلى "اتفاق الدوحة" ، ورغم ذلك لا يزال اللقاء متعذراً. علماً أن كثيرين يعولون عليه لترسيخ الهدوء والأجواء الإيجابية في البلاد. ويربط مراقبون عدم حصول اللقاء باستمرار الأجواء المشدودة والمتشنجة بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية في إيران. أجواء عكسها التجهم في اللقاء بين وزيري خارجية المملكة الأمير سعود الفيصل وإيران منوشهر متكي في العاصمة اللبنانية على هامش جلسة انتخاب الرئيس سليمان، والغاء زيارة الأمير سعود الفيصل الى طهران بعدما كانت مقررة منتصف الشهر الماضي.

يشار في السياق إلى معلومات ل "إيلاف" فحواها أن المملكة العربية السعودية تنظر بعين الريبة إلى أجواء سياسية - إعلامية في بيروت تربط بينها وبين حركات سلفية تحاول البروز في عاصمة الشمال طرابلس خصوصاً في ظل الإضطرابات التي شهدتها المدينة. حركات تعتبر في المملكة "تهمة في حال كانت موالية لها، ومصيبة إذا كانت ضدها". وتؤكد أن خيار السنّة في لبنان تحدده صناديق الإقتراع التي أعطت أصواتها ل"تيار المستقبل".

وتتابع بالقول إن المملكة العربية السعودية لن تتخلى عن دورها في مساعدة لبنان، ولن تدع قوة إقليمية مذهبية تحوّله ساحة صراعات لحسابها. وتبحث المملكة في هذه المرحلة على أعلى المستويات سبل تحقيق هذه الغاية التي لا رجوع عنها، والخيارات والوسائل أمامها متعددة و"كلها إيجابية للبنان وشعبه بمكوناته كافة".

وتؤكد في مجال آخر أن لب المشكلة مع القيادة السورية هي إيران، أما القضايا الأخرى فيمكن إيجاد حلول لها في المناطق الوسطى. وبالعودة إلى بيروت، أيد المسؤول في "تيار المستقبل" المعلومات التي تحدثت عن تأليف الحكومة قبل زيارة الرئيس بشار الأسد لفرنسا في 12 من الشهر الجاري، وقال إن هذا القرار متخذ مما يعني أن العراقيل خارجية والمنفذين محليون، وكذلك الحلول. وتابع : " التهدئة الحالية التي يشهدها لبنان هي إبنة التهدئة في المنطقة" ، رابطاً بين كلام متكي إلى صحيفة "الحياة" الثلاثاء الماضي والذي تميز بالدعوة إلى التهدئة والتعامل الإيجابي بين إيران ودول الغرب وكلام رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران علي لاريجاني القريب من مرشد الثورة السيد علي خامنئي الذي دعا إلى عدم إستفزاز الغرب من جهة، وكلام السيد نصرالله الهادئ والمنفتح بالأمس في مؤتمره الصحافي من جهة. وأشار أيضاً إلى وجود وزير الخارجية السوري وليد المعلم في باريس ليؤكد أن جو التهدئة خارجي. ولاحظ ختاماً أن الحياة السياسية في لبنان هي "عبارة عن ردود فعل على أفعال السيد نصرالله. والرجل مرتاح ومنفتح وغير متوتر على ما بدا. نأمل أن يستمر كذلك ليمر الصيف أقله على خير، فتتألف حكومة وينطلق الحوار الوطني ، وبعدها لكل حادث حديث".

 

هل يعلن الأسد من باريس فتح سفارة في لبنان؟

السبت 5 يوليو - الحياة اللندنية - سليم نصّار

بعد أسبوع تقريباً يستقبل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي 44 رئيس دولة ممن يعتبرهم أصدقاء لبلاده أو شركاء في الاتحاد المتوسطي. وهو يتوقع ازدياد عدد الضيوف أو تقلصهم، حسب رغبة البعض في مقاطعة القمة التأسيسية أو حضورها. وقد اعتذر العقيد معمر القذافي عن عدم المشاركة لأسباب شرحها سفيره المتجول أحمد قذاف الدم، تتعلق بطريقة التعاطي مع الزعيم الليبي، وبتجاهل ساركوزي لموقفي الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي. كذلك تردد الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة في اتخاذ قرار حاسم حتى اليوم، بانتظار الايضاحات التي طلبها من الوزير الفرنسي برنار كوشنير بشأن الامتيازات التي أُعطيت لمصر وتونس والمغرب، أي الامتيازات التي تؤمن لمصر حق المشاركة في رئاسة الاتحاد، كما تسمح للمغرب وتونس بترؤس الأمانة العامة أو استضافتها.

من بين كل الرؤساء اختار ساركوزي الرئيسين السوري واللبناني ليوجه إليهما دعوة شخصية للاشتراك في احتفالات الثورة الفرنسية (14 تموز/ يوليو). وقد أثارت هذه الالتفاتة الموجهة إلى الأسد، حفيظة الرئيس السابق جاك شيراك ومؤيديه ممن فسروا هذا الانتقاء بأنه تجاوز للقرار 1701 وكل ما يمثله من إضعاف لنفوذ سورية وإيران في لبنان. لذلك اعتذر شيراك عن عدم حضور الاحتفالات - كما تقضي الأعراف - لأن ساركوزي في نظره، نسف كل القواعد السياسية التي تميز بها عهده.

يعترف رئيس فرنسا الجديد بأنه عدّل مسارات السياسة الخارجية بعدما أوقعها سلفه شيراك بعزلة تامة بسبب خلط نوازعه الشخصية بالقضايا الوطنية. وهو يزعم بأنه يطبق البرنامج الذي اُنتخب من أجله رئيساً، وبأن ثمار فك الارتباط مع الماضي الديغولي بدأت تنضج. وقد قطف الحلف الأطلسي أولى هذه الثمار عندما أعلن ساركوزي إعادة دمج القيادة الفرنسية بهذا النظام الدفاعي، بعد مضي 42 سنة على انسحاب ديغول منه.

إضافة إلى هذه النقلة النوعية، فإن ساركوزي يفاخر بأنه سيستثمر فترة رئاسة فرنسا للاتحاد الأوروبي، كي يجمع بواسطة مشروع «الاتحاد من أجل المتوسط»، دول افريقيا الشمالية وسورية ولبنان وإسرائيل وتركيا. ويقول أمين عام الرئاسة كلود غيان إن زيارة ساركوزي إلى إسرائيل ساعدته على جمع أوراق إضافية من الشرق الأوسط. وقد وظفها من أجل ايجاد حلول سياسية في فلسطين ولبنان. لهذه الأسباب وسواها استطاع خلال فترة قصيرة أن يزيد حجم القوات الفرنسية في أفغانستان، وأن يقيم قاعدة عسكرية في وسط الخليج. وكان من الطبيعي أن يستخدم أوراقه الأوروبية والأميركية من أجل تحقيق بعض التقدم والانفتاح.

قبل زيارته لإسرائيل فوجئ ايهود أولمرت بأن ساركوزي أرسل أحد سفرائه السابقين إلى غزة من أجل اجراء محادثات مع زعماء «حماس». واتصل به معاتباً لأن هذه الخطوة تخالف قرار اللجنة الرباعية الداعي إلى مقاطعة «حماس» ما لم تعترف بالدولة العبرية وتوقف الهجمات الصاروخية وتتبنى الاتفاقات الموقعة مع السلطة الفلسطينية. وتذرع الرئيس الفرنسي بمشروع الاتحاد المتوسطي، ملمحاً إلى أن نجاح مساعيه يتوقف على كسب أكبر عدد من معرقلي التسوية، وانسجاماً مع هذا المبدأ اقنع أولمرت بأن المحافظة على المصالح الفرنسية في الدول العربية تستدعي التوفيق بين صداقة إسرائيل من جهة، ودول المنطقة من جهة ثانية.

عقب انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية اللبنانية، حرص الرئيس نيكولا ساركوزي على الاتصال بالرئيس بشار الأسد ليشكره على دوره في حلحلة أزمة سياسية استمرت أكثر من سنة ونصف السنة. علماً بأن فشل وزير الخارجية كوشنير في التوفيق بين اللبنانيين، دفع الرئيس الفرنسي إلى قطع اتصالاته مع دمشق احتجاجاً على تجاهل دور بلاده. وذُكر في حينه أن باريس كانت متخوفة من تجدد الحرب اللبنانية بعد أحداث السابع من ايار (مايو). لذلك امتدحت نتائج قمة الدوحة التي اعتبرها ساركوزي حصيلة وفاق اقليمي بين سورية وإيران والسعودية وقطر.

جماعة 14 آذار انتقدت ساركوزي بعنف لأنه سارع إلى مكافأة سورية التي ساعدت المعارضة في مؤتمر الدوحة، على تشكيل كتلة وزارية معطلة (11 وزيراً). ومعنى هذا أن الثلث المعطل سيسمح للمعارضة بإلغاء كل القرارات غير المنسجمة مع مصالح سورية وإيران. لهذا السبب جدد الموالون اختيارهم لفؤاد السنيورة، لعله يحافظ على التوازن داخل حكومة الوفاق الوطني. ويقال في هذا السياق إن الدوافع العميقة الكامنة وراء المطالب التعجيزية التي يشهرها العماد ميشال عون في وجه السنيورة، تعود إلى حرص المعارضة على ترجمة هجوم 7 أيار إلى قوة سياسية طاغية. والهدف من وراء هذه المطالب المستعصية يعود إلى رغبة عون في ارغام السنيورة على إعلان الفشل ثم التنحي. وبما أن دستور الطائف لم يجد حلاً لمثل هذه المشكلة، فإن المجتهدين نصحوا الرئيس سليمان بضرورة تحديد مهلة معينة للسنيورة يستخدمها لتشكيل حكومة الوفاق الوطني. وفي حال الفشل، يصار إلى تكرار الاستشارات. فإذا حصل السنيورة على الأكثرية مرة ثانية، فإن المخرج لا يكون إلا بإقرار قانون انتخابي على الأسس التي اتفق عليها في مؤتمر الدوحة، ولو أدى الأمر إلى اجراء انتخابات نيابية مبكرة قبل ربيع 2009.

يقول المتتبعون للشأن اللبناني إن قانون الانتخابات على أساس القضاء يخدم حلفاء «حزب الله» بمن فيهم ميشال عون وسليمان فرنجية، كما يضعف خصومه بمن فيهم وليد جنبلاط وسعد الحريري. وتراهن المعارضة على ضمور كتلة جنبلاط (15 نائباً) في حال شكل الأمير طلال أرسلان قائمة مناوئة في عاليه مع عميد الاسرى سمير قنطار. ومع أن السيد حسن نصرالله أعلن في خطابه الأخير أنه لا يريد الاستفادة من عودة الأسرى في أي معادلة داخلية، إلا أن مسألة ترشيح سمير قنطار قد لا تدخل ضمن هذا التصور.

قرأ بعض المحللين في خطاب أمين عام «حزب الله» مقدمة للتهدئة ربما تقود إلى تسهيل وتسريع عملية تشكيل الحكومة. وهم يتوقعون أن تنعكس مؤشرات التهدئة على أداء العماد ميشال عون الذي عرقل مهمة السنيورة، خصوصاً بعدما جيّر له «حزب الله» مسؤولية التعاطي مع رئيس الحكومة. واستفاد عون من هذا الدور لمحاصرة ميشال المر في المتن، والعمل على اقصاء نجله عن وزارة الدفاع وعن كتلة الرئيس سليمان تحديداً. ومع أن نشاط عون يهدف، ظاهرياً إلى عرقلة تشكيل حكومة السنيورة، إلا أنه في الأساس يهدف إلى تحييد دور الرئيس باعتباره يمثل المرجعية السياسية المارونية. وربما شجعه على متابعة هذه المهمة، نجاحه في تحييد دور البطريرك الماروني نصرالله صفير، الذي أقصته الحملات المركزة عن ساحة الوساطات الداخلية.

ويرى المراقبون أن العماد عون شعر بوطأة القرار الذي اتخذه «حزب الله» عندما أعلن قبل مؤتمر الدوحة، عن دعم ميشال سليمان لرئاسة الجمهورية. ومن المؤكد أنه اعترض على القرار، وطالب بإطلاق يده في عملية الانتخابات لأن ميشال المر ووليد جنبلاط وجماعة 14 آذار صممّوا على تجريده من نصف نوابه على أقل تقدير. لذلك فوضه «حزب الله» بالتحدث باسمه مع السنيورة كتعويض معنوي عن الخسارة الكبرى التي مني بها عقب انتخاب ميشال سليمان. وفي تصوره أن الياس الهراوي واميل لحود وميشال سليمان، قد استولوا على المنصب المعدّ له منذ نهاية عهد أمين الجميل. وهو حالياً يفتش عن دور جديد يحاول بلورته بالتعاون مع «حزب الله»، لأن قطار الرئاسة قد فاته الى غير رجعة!

بقي السؤال الآخر المتعلق بأداء الرئيس الجديد ميشال سليمان، وما إذا كان تهديده بعدم الاشتراك في احتفالات 14 تموز، سيساعد على تسريع تشكيل الحكومة؟!

الغاية من هذا التهديد هو إشعار سورية بأنه يعرف جيداً مدى مساهمتها الخفية في تعطيل عملية التشكيل، وبأنه لا يريد العودة من باريس مع وعد من الرئيس بشار الأسد بأن العوائق السابقة قد أزيلت. كما أنه يعرف أن زيارة ساركوزي الى لبنان - ولو لخمس ساعات - قد عبدت أمام الرئيس الفرنسي الطريق الى دمشق. صحيح أن فرنسا في نظر الأسد، هي الجسر الذي تصل عبره الى واشنطن... ولكن الصحيح أيضاً أن ساركوزي يريد استخدام هذا الجسر لإجراء مصالحة وطنية بين فتح وحماس... وبين الشيعة والسنة في لبنان والعالم العربي. ومن المتوقع أن يجني لبنان من هذه التطورات حلاً ديبلوماسياً لمزارع شبعا، عبّر عنه محمد رعد أثناء لقائه السريع مع ساركوزي، ثم جاء خطاب السيد حسن نصرالله ليؤكده.

في باريس يتوقع الديبلوماسيون أن تكون الدعوة الشخصية التي وجهها ساركوزي الى بشار الأسد وميشال سليمان، مناسبة لإعلان حدثين: قبول الرئيس السوري بفتح سفارة في لبنان بعد تردد استمر 85 سنة... وقبول ساركوزي دعوة الأسد لزيارة دمشق بعد مقاطعة طويلة. ويتردد في القاهرة أن مشاركة الرئيس حسني مبارك ستعيد الحوار المقطوع مع سورية، ويأمل ساركوزي أن تفضي وساطته بين سورية ومصر الى محو الخلاف مع السعودية.

المتشائمون في لبنان لا يتوقعون حدوث هذا السيناريو لأن اتفاق الدوحة أعاد عملية توزيع القوى مثلما فعل اتفاق الطائف سابقاً. ذلك أن الشيعة حصلوا على حصص كبيرة من السلطة تتناسب وثقلهم الشعبي. والسبب أنهم استخدموا قوتهم العسكرية في 7 أيار لكسب مواقع سياسية يمكن أن تغير طابع الدولة بشكل جوهري. وقد لا يمر وقت طويل قبل أن يعلن «حزب الله» فك ارتباطه مع العماد ميشال عون، الذي استخدم في المرحلة السابقة كما استخدم لينين الرئيس الروسي كرنسكي لمرحلة انتقالية، قبل أن ينقض على القيصر وحاشيته ونظامه!

 

السياسة" تحاور أحمد فتفت  وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية 

... وهل كانت رئاسة الجمهورية ملك لميشال عون أو ملك لأبيه حتى يقول إنه تنازل عنها?!

فتفت: "حزب الله" وراء إشعال الفتنة في طرابلس وعناصره تدرب وتسلح منذ سنة العلويين في جبل محسن 

 فوتنا على "حزب الله" الفرصة عندما "غزا" بيروت

... كان يريدنا أن نواجهه بالسلاح ليحسم الأمور عسكريا

تأليف الحكومة لن يحل المشكلة فالبيان الوزاري صعب جدا والوضع الاقليمي المقبل حرج جدا

عون لا يعرف الوقوف عند الخط الأحمر.. مازلنا نذكر هروبه إلى سفارة فرنسا وتركه أسرته في القصر

"حزب الله" لا يريد تطبيق "الدوحة"... ازعجته المكاسب التي حصلنا عليها وربما يتساءل ماذا جنى من "غزوة" بيروت

الطائفة الشيعية ستشعر أن سياسة "حزب الله" مدمرة لها وأنه مطلوب منها دائما تضحيات جديدة

بيروت - صبحي الدبيسي:

أكد وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الاعمال اللبنانية احمد فتفت "وجود عناصر من »حزب الله« في بعل محسن في طرابلس منذ اكثر من سنة, تقوم بتدريب عناصر تابعة للحزب الديمقراطي من العلويين ومن غير العلويين, مذكرا ب¯"خطورة ما سمعه في الاونة الاخيرة على لسان احد مناصري حزب الله بانه لا يعترف بزعيم عربي الا بشار الاسد وحسن نصر الله ومن لا يرضى بذلك فليرحل من هذا البلد".

واعتبر فتفت في حوار مع "السياسة" "ان حزب الله باشعاله الفتنة في طرابلس يريد القول بانه يستطيع اشعال الحرائق حيث يريد, وان قوى 14 اذار عندما اعتقدت بعد مؤتمر الدوحة ان حزب الله سيلتزم بما جرى الاتفاق عليه كانت ساذجة", مذكرا ب¯"توقيع حزب الله على عهدين الاول يمنع استخدام السلاح لتحقيق مكاسب سياسية, والثاني يقول ان سلاحه اصبح مطروحا على طاولة الحوار".

 وراى فتفت "ان انتقال الفتنة الى عكار مدمر لكل الناس, وان انتشار القوى الامنية في طرابلس اختبار مهم, فاذا نجحت واستطاعت ان تضرب بيد من حديد, تستطيع ان تحفظ الامن في كل لبنان".

وردا على كلام النائب ميشال عون بانه ضحّى كثيرا وتنازل عن الرئاسة, سأل فتفت: "عما اذا كانت رئاسة الجمهورية ملكه الشخصي او ملك ابيه حتى يدّعي انه تنازل عنها", رابطا بين موقف عون وتصريح وزير الخارجية السوري عن السلة المتكاملة من غزة الى بيروت", ومتهما رئيس "التيار الوطني الحرّ" ب¯"تنفيذ تعليمات جاءته من ايران مباشرة عبر حزب الله", معتبرا انه "ربما لا يدرك ما يقوم به".

واعتبر "ان المشكلة مع عون انه ياخذ الامور الى اقصى حد ممكن, لانه لا يعرف كيف يتوقف عند حدود الخط الاحمر حتى يقع في الهاوية, ويوقع البلد معه", مذكرا بما قام به "عون في حربي الالغاء والتحرير وهروبه الى السفارة الفرنسية تاركا عائلته في القصر الجمهوري".

 واثنى فتفت على موقف "رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان, وتاكيده على عدم الذهاب الى فرنسا قبل تأليف الحكومة بانه كلام مسؤول ويساعد على حلحلة العقد التي تعترض تشكيل الحكومة", واصفا الهجوم على السعودية بقلة الوفاء, لان من لا وفاء له لا دين له", ومذكرا بما قدمته المملكة من دعم للبنان ولاهل الجنوب بالتحديد.

 وتساءل: عن معنى سفر الرئيس نبيه برّي لحضور منتدى ثقافي في كندا, في وقت يعيش لبنان ازمة تقتضي تضافر كل الجهود لحلها, مطالبا بان يستيقظ ضمير المعارضة, وان تكف عن رهن مستقبل هذا البلد من اجل مصالح ايران وسورية واسرائيل.

 وهذا نص الحوار:

* بداية ماذا يعني لجوء مسلحين من  "حزب الله" الى بعل محسن كانوا وراء اندلاع الاشتباكات مع باب التبانة?

  سمعت كلاما ومعلومات ان المخابرات السورية اوحت بان لا دخل لها في موضوع ما يحدث في جبل محسن. بالنسبة لنا هذا الكلام ليس مفاجئا, لاننا نعرف الحقيقة, ونعرف ما يجري في بعل محسن, للاسف ما حدث فتنة مبنية على جرح قديم, استفاد منها "حزب الله" في هذه المرحلة, وحاول اشعالها من جديد عبر وجوده في هذه المنطقة منذ سنة تقريبا, عندما بدا بتدريب عناصر للحزب العربي الديمقراطي في مراكزه في البقاع, وايضا حتى من طرابلس, فان الموجودين ل¯"حزب الله" في بعل محسن هم من طوائف عدة وليسوا فقط من الطائفة العلوية وهذا مهم جدا بالنسبة لنا, لان المعركة التي حدثت ليست فتنة سنية علوية, ولان العلويين في طرابلس من ابناء هذه المدينة ولديهم مصالحهم في المدينة, وتربطهم روابط مصاهرة مع بعض العائلات الطرابلسية, ولديهم علاقات سياسية وعلاقات تجارية جيدة, حتى ان قسما كبيرا منهم منتشر في داخل المدينة, وليسوا متقوقعين بداخلها.

المؤسف ان "حزب الله" استغل هذا الواقع, وقد سمعت على احدى شاشات التلفزة اللبنانية تصريحا لاحد مسؤوليهم في احد الشوارع يقول بانه "لا يعترف بزعيم الا بشّار الاسد وحسن نصر الله", مع قوله جملة خطيرة جدا: "ان من لا يرضى بذلك فليرحل من هذا البلد".

هذا كلام خطير جدا من "حزب الله" الذي انزلق في هذه الفتنة التي قال حسن نصر الله انه لا يخشاها.

 

تشاءمت من عون

* لماذا طرابلس, ولماذا انتقال الفتنة من البقاع الاوسط الى الشمال?

  اراد "حزب الله" ان يقول بانه يستطيع ان يشعل الحرائق حيث يريد, ونحن نعرف هذا الواقع. وبعد اتفاق الدوحة اعتقدنا كقوى 14 اذار ان الحزب سيلتزم, ويبدو انه كان في اعتقادنا بعض السذاجة, لان السيد حسن نصرالله كان قد وعد ان هذا السلاح لن يوجه الا الى اسرائيل, فوجّهه الى الداخل, فاي تعهد له بعد ذلك?

في الدوحة وقعوا على تعهدين, الاول يمنع العودة الى استخدام السلاح لتحقيق مكاسب سياسية, ولكن فور العودة من الدوحة بدات المشاكل في بيروت وفي مختلف المناطق اللبنانية وصولا الى الشمال, والثاني كان الموضوع الاخطر على "حزب الله" بالنسبة لوجهة نظره, ان سلاحه اصبح مطروحا على طاولة الحوار بشكل رسمي, وهذه المرة بمشاركة عربية, وان كل ما هو امني وعسكري هو شان للدولة اللبنانية. وهذا اقرار مهم جدا في هذه المرحلة, وهناك تصريح لنواف الموسوي بانهم يثقون برئيس الجمهورية, ولكنهم ليسوا على استعداد لوضع قواتهم بعهدة رئيس الجمهورية, وبالتالي ليسوا على استعداد للاعتراف بمؤسسات الدولة.

لماذا بيروت? لانهم ارادوا ان يوجهوا ضربة ذات طابع اعلامي ضخم بانهم يسيطرون على الساحة, ففشلوا في ممارسة الضغط في بيروت, ثم مارسوا الضغط في البقاع, وعندما شعروا بان الضغط في البقاع قد يفجر وضعا لا يلائم على المدى البعيد, بداوا بحملة تفجيرات متنقلة, كان العماد عون قد اعلن عنها مسبقا عندما قال ان هناك تسلحا في الشمال. نعم كان هناك تسلح في الشمال يقوم به "حزب الله" عن طريق توزيع السلاح بشكل كثيف, ونصب المدفعية وقاذفات »ار بي جي« لقصف مدينة طرابلس, وانا كنت قد تشاءمت كثيرا عندما سمعت العماد عون يتحدث عن هذا الموضوع, لانني قلت في الاعلام انه يعرف ان الفتنة ستصل الى الشمال, وفعلا بعد يومين على هذا الكلام بدات الفتنة في طرابلس.

"حزب الله" لا يريد تطبيق اتفاق الدوحة, هذا ما ظهر لنا حتى الان, ربما ازعجته المكتسبات السياسية التي حصلنا عليها في مؤتمر الدوحة, بدءا بمنع استعمال السلاح الا عبر المؤسسات العسكرية, ثم انتخاب رئيس الجمهورية, وتسمية الرئيس السنيورة رئيسا للحكومة, كل هذه الامور جعلت "حزب الله" يتساءل: ماذا فعل في »غزوة« بيروت? وما هي النتائج التي حصدها?

* هل الوضع اصبح تحت السيطرة في الشمال, وهل تخشى توسع رقعة التفجير لتشمل عكار ايضا او الضنية?

  اولا في الضنية الوضع اصعب, لان لا وجود لبؤر فتنة, لا مذهبية ولا تاريخية. في التبانة وجبل محسن كان هناك بؤرة, بدات في ديسمبر 1986 على يد المخابرات السورية بالتعاون مع افراد في جبل محسن. ولكن في طرابلس وفي عكار, الوضع مختلف, لان هناك قرى, وانا اقول بان من يسعى لفتنة في عكار يسعى لفتنة بحق كل الناس, لان الفتنة في عكار كما راينا في احداث حلبا هي فتنة مدمرة للجميع, لان اي طرف لا يمكنه القول بانه يستطيع السيطرة على الوضع هناك, ونحن ليس لدينا مصلحة ان تنتقل الفتنة الى عكار.

هل انتهت الفتنة? طرابلس الان اختبار مهم. اذا قامت القوى الامنية بدورها بشكل فاعل, وهذا ما نطالب به, ان تضرب بيد من حديد لكل من تسوّل له نفسه افتعال اي حادث امني من اي جهة كانت. وهذا الكلام لا اقوله انا فقط, بل تقوله كل القوى السياسية المعنية باستتباب الامن في طرابلس, بما فيها الحزب الديمقراطي العربي.

اذا لم يعد هناك من مشكلة سياسية, واصبح لدى القوى الامنية غطاء سياسي كامل, فاذا تمكنت من ان تحزم امرها وتضبط وضعها, اعتقد بانها ستكرّس واقعا جديدا بعدم انتقال الفتنة الى مكان اخر.

* بعض الفعاليات السياسية الشمالية اتهمت طرفا ثالثا باشعال الفتنة, هل القصد من هذا الاتهام "حزب الله" ام غيره?

  انا اتهم "حزب الله", واتهم فريقا ثالثا او طابورا خامسا. لنكف عن هذا الكلام الذي يضيع البوصلة. الجميع يعرف من سلح, ومن درب ومن اوفد المقاتلين, "حزب الله" قام بدور سلبي جدا في هذه المعركة.

* بعد كل ما قدم من تنازلات للعماد ميشال عون, ما زال يضع الشروط والعراقيل بوجه تشكيل الحكومة. ما القصد من هذه العرقلة?

  العرقلة بدات كما قلت فور توقيع اتفاق الدوحة, وقبل العودة الى بيروت, العماد عون قال انه يعتبر نفسه ضحّى كثيرا, وتنازل عن رئاسة الجمهورية, وكان رئاسة الجمهورية ملك ابيه او ملكه الشخصي, رئاسة الجمهورية ملك الدولة اللبنانية, وملك مجلس النواب اللبناني والشعب اللبناني, وليست ملكا لاحد. اولا: هو لم يتنازل عن اي شيء لم يكن بيده. ثانيا: هو الحليف الاساسي ل¯"حزب الله", الذي راى في اتفاق الدوحة ان بعض الامور السياسية لا تناسبه.

اما على الصعيد الاقليمي, فسمعنا وزير الخارجية السوري وليد المعلم يقول كلاما واضحا, بان هناك سلة متكاملة من غزة و"حماس" وصولا الى المحادثات السورية الاسرائيلية وايضا اتفاق الدوحة, ما يعني ان هناك وضعا اقليميا ايضا يجب ان يؤخذ بعين الاعتبار, علما ان الوزير المعلم لم يشر الى موضوعين اساسيين, هما الوضع العراقي والملف النووي الايراني.

من هذا المنطلق, اعتقد ان الجنرال عون ينطلق ظاهريا وكأنه يدافع ويحسن شروطه لكنه بالفعل ينفذ تعليمات جاءته من ايران مباشرة عبر "حزب الله". هو ربما لا يدرك ذلك, ولكن هذا ما يفعله, هو ينفذ تعليمات بمنع حصول الاتفاق السياسي على الارض اللبنانية, يطيل الازمة, ويقول بانه غير مستعجل, وهذا كلام مذهل من شخص يعتبر نفسه رجلا مسؤولا.

المشكلة مع الجنرال ان هذه هي منهجيته السياسية, دائما ياخذ الامور الى اقصى حد ممكن, لا يعرف ان يتوقف عند الخط الاحمر, بل يتجاوزه, ويقع في الهاوية, ويوقع البلد معه في الهاوية. نذكر حرب التحرير وحرب الالغاء, نذكر هروبه عندما ترك عائلته في القصر الجمهوري وقصر السفارة الفرنسية.

كل هذه الامور تدل على ماذا, تدل على منهجية فكرية لا تعرف, اين يقف المنطق, واين يقف المعقول, واللامعقول.

 

التعقيدات الآتية أكثر

 

* كيف سيكون الحل اذا, والى متى سيبقى البلد من دون حكومة?

  الحل في النهاية هو بيد "حزب الله" شئنا ام ابينا, لانه الطرف المعارض الاساسي, والطرف المشاكس الاساسي, لانه بخطابه السياسي التصعيدي الكبير يمنع الحل.

اولا: في مرحلة ما "حزب الله" سيدرك مباشرة او عبر معلومات ستأتيه من ايران, بانه لا يمكن ان يحصل على مكاسب اكثر مما اخذ. وعند ذلك سنرى فجأة الجنرال عون يلجم ويقبل بالمنطق المعقول.

ثانيا: هناك رئيس جمهورية دخل على الخط, واعتقد ان عليه ان يدخل على الخط كما يفعل الان, اي القيام بدوره, وعلينا تسهيل هذا الدور, ومن جهتنا كقوى 14 اذار قمنا بتسهيل كبير لفخامة الرئيس ليلعب دورا ايجابيا كاملا في هذا المعنى. ولا ادري اذا كان الطرف الاخر مستعدا لذلك.

هم يقولون بان لديهم ثقة بفخامة الرئيس, ولكن نحن لا نرى بان هذه الثقة تتجسد لا بالنسبة للتشكيلة الحكومية, ولا بالتعاون الامني مع رئيس الجمهورية الذي هو القائد الاعلى للقوات المسلحة. انا ارى ان تعقيدات كثيرة سنشهدها, ولقد قلت في الماضي بان تأليف الحكومة سيأخذ وقتا طويلا, لان المعارضة غير مستعدة لتسهيل هذا الامر بعد ان جرى ربط هذا الموضوع بالموضوع الاقليمي, ربما العامل الاساسي الذي يسهل عملية التأليف, هو حاجة الرئيس السوري لبذل جهد اضافي قبل ذهابه الى باريس, كما ان حاجة الايرانيين ايضا لاعطاء شيء ما في مكان ما لتخفيف الضغط الدولي في هذه المرحلة.

قد نستفيد من هذا الجو لتاليف الحكومة, ولكن انا لا اعتبر ان تاليف الحكومة يحل المشكلة, اعرف ان هذه الحكومة ستكون صعبة جدا, وان الكثير من المشاكل ستنتظرها عندما تضع البيان الوزاري, لذلك اتصور ان المرحلة السياسية القادمة هي مرحلة حرجة جدا مرتبطة بما يجري في المنطقة.

* هل تتوقع تشكيل الحكومة قبل ذهاب الرئيس الاسد الى فرنسا? وكيف استقبلت كلام الرئيس سليمان بانه لن يذهب الى فرنسا اذا لم تشكل الحكومة?

  اولا كلام العماد سليمان يعني ان الرئيس غير مستعد لمغادرة البلاد دون ان يكون هناك بوادر حل سياسي. هذا كلام مسؤول جدا, واستغرب غياب بعض المسؤولين السياسيين الذين هم في مواقع كبرى عن البلد لعدة ايام مع وجود ازمة.

اما هل تؤلف الحكومة ومدى ارتباطها بذهاب الرئيس الاسد الى فرنسا? فهذا معقول وممكن لكنه مؤسف, ولكن المؤسف اكثر ان سياسة النظام السوري هي دائما على هذا الشكل.

* ما الاسباب التي ادت الى هذه التحولات? واين اصبحت الوعود الاميركية بدعم "ثورة الارز"? وكيف تحول الامر الى امساك ايران وسورية بالورقة اللبنانية على حساب انكفاء الدور العربي?

  لم يكن هناك وعود اميركية, الولايات المتحدة قدمت الدعم المالي والاقتصادي وهذا حصل, اما بالنسبة للنقطة الثانية, فانا غير موافق بان ايران وسورية تمسكان بالورقة اللبنانية. لا يمكن ان نصف رئيس الجمهورية بانه ايراني او سوري, هو رئيس توافقي لبناني, ولا يمكن ان نسمي رئيس الحكومة بانه رئيس ايراني او سوري. يمكن ان نقول ايران وسورية تمسكان بالمعارضة, فقط لا اكثر ولا اقل.

* حيال كل ما يجري كيف سيكون موقف قوى 14 اذار اذا ما قرر "حزب الله" ان يستكمل مشروع انقلابه? هل ستسلم للامر الواقع, وكيف ستجابهه?

  عشنا تجربة في مايو الماضي عندما غزا "حزب الله" مدينة بيروت, رغم ذلك لم تستسلم قوى 14 آذار, رفضت الانجرار الى الفتنة, ورفضت استعمال السلاح, لان "حزب الله" كان يريد ان تستعمل قوى 14 اذار السلاح لكي يحسم الامور عسكريا كما يشتهي, لذلك فوتنا عليه الفرصة.

المعركة بالنسبة ل¯14 اذار هي معركة سياسية, ومعركة المؤسسات الامنية والسياسية. سنستمر بدعم الدولة انطلاقا من دعم الرئيس ورئيس الحكومة والحكومة ودعم المؤسسات والاصرار على الدور الفاعل للجيش اللبناني والقوى الامنية الاخرى. اعتقد اننا بهذه الوسيلة نستطيع ان نوقف الفتنة, لن ننجرّ الى لعبة السلاح, ولن نستسلم, كنا محاصرين في السراي اكثر من سنة ولم نستسلم, كنا مهددين بالدخول الى السراي وقلنا لن نستسلم, لاننا نمثل الاكثرية الشعبية.

* هل تعتقد ان "حزب الله" من خلال الانفلاش العسكري الميداني, بدءا من تومات وصولا الى عكار يحاول ان يضغط سياسيا وعسكريا لكسب المزيد من التنازلات من قبل 14 اذار?

  "حزب الله" اتخذ القرار يوم 7 مايو بدخوله الى بيروت, وتخلى عن المقاومة, وحوّل سلاحه الى الداخل بشكل عملي وواضح. لقد سمعنا كلام الشيخ نعيم قاسم ب¯"ان سلاح المقاومة ليس فقط للتحرير, سلاح المقاومة هو ايضا نهج سياسي", لماذا يقول هذا الكلام? يقوله لان "حزب الله" يريد ان يستعمل سلاحه لتنفيذ مشروع سياسي في الداخل. وهذه ليست السابقة الاولى في التاريخ اللبناني الحديث, شهدنا ذلك مع الطائفة السنية, ومع الفلسطينيين في اوائل الحرب الاهلية. وشهدناها مع الطائفة المارونية بعد الاجتياح الاسرائيلي سنة 1982, لكنها ادت الى هزيمة كل المشاريع التي كانت تعتقد انها بقوة السلاح تستطيع ان تقلب الامور لصالحها.

هذا البلد لن يحكمه احد بقوة السلاح والنار. هذا البلد يؤمن بالتعددية, وحرية الراي, يؤمن بالحريات وبالديمقراطية.

نعم "حزب الله" يحاول الضغط للحصول على مكاسب, ولكنه سيدرك مع الوقت ان هذا الضغط سيدفع ثمنه داخل الطائفة الشيعية, التي بدات تشعر ان المطلوب منها التضحيات اكثر, وانها دائما تصاب بجرح عميق, اما بالتفرقة عن باقي الطوائف او بالهجمات الاسرائيلية, وانا اعتقد ان الطائفة الشيعية ستشعر ان سياسة "حزب الله" مدمرة لها.

* كيف تفسر هذا الهجوم المركز على السعودية?

  بصراحة هناك قول مأثور : "من لا وفاء له, لا دين له", وهناك تنظيم يدعي انه "حزب الله", وانه ياخذ المثل الدينية كشعار اعلى, ويظهر هذا القدر من قلة الوفاء بحق السعودية, التي هي اكبر دولة من ناحية حجم المساعدات التي قدمتها للمقاومة ولاهل الجنوب ولكل لبنان قبل وبعد الحرب الاسرائيلية.

السياسة لها دخل بمصالح اللبنانيين وليس فقط بمصالح الطائفة الشيعية, وهم يهتمون للمصالح الايرانية في المنطقة اكثر من المصالح اللبنانية, والهجوم على المملكة العربية السعودية يمكن وضعه في هذا السياق.

 

لا ضربة لإيران

* يكثر الكلام هذه الايام عن قرب توجيه ضربة عسكرية الى ايران, هل تتوقع حصول عمل عسكري في المنطقة في وقت قريب?

  انا ضد اي ضربة الى ايران, واعتقد ان اي ضربة الى ايران او الى سورية, ستكون نتائجها سلبية علينا, لان هذا سيشعل الجبهة الداخلية في لبنان.

الشيخ نعيم قاسم قال منذ فترة, انه اذا ضربت ايران سيشتعل لبنان, وبالامس القريب هدد احد قياديي الحرس الثوري الايراني اسرائيل باشعال جبهة الجنوب اللبناني في حال تعرضت ايران لاي ضربة. فبالتالي ليس لنا اية مصلحة كلبنانيين من ضرب ايران, ولكن هل ستحصل ضربة? انا لا اتوقع اي شيء قبل الانتخابات الاميركية, هناك مرحلة خطيرة جدا, هي بين 2 نوفمبر موعد الانتخابات الاميركية, و20 ديسمبر اول استلام الرئيس الاميركي الجديد. وفي هذه المرحلة قد يكون هناك خطر من تصرفات عنفية يقوم بها اي طرف اسرائيلي او الولايات المتحدة باتجاه ايران او باتجاه اي طرف في المنطقة.

* لماذا تراجع الحديث عن وضع مزارع شبعا في عهدة الامم المتحدة, في وقت تقدم فيه الحديث عن تبادل الاسرى بمعزل عن الحكومة اللبنانية?

  تبادل الاسرى كان سائرا قبل ذلك ومنذ زمن طويل بين الوسيط الالماني واسرائيل و"حزب الله", اما بمعزل عن الحكومة اللبنانية فهذا شيء بسيط جدا, لان "حزب الله" واسرائيل يتشاركان في موقف واحد ولا يعترفان بالحكومة اللبنانية. وهذا جزء من التفاهمات مع الاسرائيليين. نحن نرحب باطلاق اي اسير لبناني من اسرائيل ونعتبره انجازا, تحرير الاسير وعودته الى عائلته شيء مهم جدا لكل الناس وللمقاومين في "حزب الله", ولكل لبناني, كان له وحدة موقف عندما كان يقاوم اسرائيل, وللحكومة اللبنانية عندما سماها الرئيس برّي حكومة المقاومة السياسية والدبلوماسية.

موضوع مزارع شبعا قائم منذ العام 2006, وفي الفترة الاخيرة على اثر انتخاب الرئيس جاءت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس وطرحت الموضوع, البعض اعتبر ان شيئا ما سيحدث, وانا كنت من القائلين انني لا انتظر شيئا لسبب بسيط جدا, ان اولمرت في وضع ضعيف جدا داخل الوسط الاسرائيلي, وهذا الموقف لا يؤهله لان يتخذ قرارا بحجم قرار اخلاء مزارع شبعا في هذه المرحلة.

* كيف توفق بين ايران التي تطالب بازالة اسرائيل من الوجود, وحليفها النظام السوري الذي دخل بمفاوضات مع اسرائيل?

  الكلام بازالة اسرائيل يذكرني باحمد الشقيري, واذاعة "صوت العرب", وتعليقات احمد سعيد, الذين كانوا يريدون رمي اسرائيل في البحر, في وقت كانت اسرائيل قد احتلت سيناء والقدس ومرتفعات الجولان.

هذا الكلام ليس له اي معنى, انه كلام تهويلي وتغطية لما يريدون فعله. ايران لا تريد القاء اسرائيل في البحر, تريد فقط ان تكون قوة ضخمة في هذه المنطقة, ولتسيطر سياسيا واقتصاديا على محيطها العربي, وتسرق الملف الفلسطيني من العرب. وهي فعلت ذلك لتحقيق طموحاتها ومكاسبها السياسية في المنطقة, وبالتالي لا ارى اي تعارض, بل ارى تكاملا, والدليل على ذلك باننا لن نسمع انتقادا واحدا لا من ايران ولا من "حزب الله" عندما بدات سورية بالمحادثات مع اسرائيل ولو تجرا اي مسؤول لبناني وتحدث عن هذا الموضوع لاتهم بالخيانة العظمى, ونحن كنا من القائلين باننا نرفض اي مفاوضات مع اسرائيل قبل ان يتم الانتهاء من الموضوع الفلسطيني وانشاء الدولة الفلسطينية, لان هذا قرار لبنان, ان يكون اخر دولة عربية تفكر بالسلام مع اسرائيل. هذا هو موقفنا الوطني وللاسف كل الاطراف الاخرى تبيعنا العواطف, مثلما باعوا الاسكندرون لتركيا مقابل الحفاظ على هذا النظام. وانا على يقين بان النظام السوري مستعد ان يبيع اي شيء في السياسة مقابل مظهر المحافظة على النظام واسترجاع بعض الاراضي.

* كيف تصف تماسك 14 اذار وماذا كانت نتيجة الزيارتين للسعودية  اللتين قام بهما النائب جنبلاط والنائب الحريري?

  واضح جدا ان قوى 14 اذار متلاحمة, والدليل على ذلك اننا لم نشهد نزاعات حول الوزارات, كان هناك موضوعان صغيران, تم حسمهما, لان هدفنا تشكيل الحكومة وليس وضع العراقيل امامها, وقد فوجئ الجميع بهذا الهدوء, وليس هناك نزاعات بين 14 اذار. الزيارتان كانتا ايجابيتين جدا, وهذه الامور لا يمكن طرحها في الاعلام, لان تعاون السعودية مع لبنان ايجابي جدا.

* البعض يغمز من قناة النائب سعد الحريري في كل زيارة الى الخارج, هناك من يقول بانه يترك البلاد ويذهب لقضاء مشاريعه الخاصة, كيف ترد على هذا الاتهام?

  سعد الحريري اليوم زعيم سياسي, ولكن ليس هو الذي يتولى المسؤوليات, الذي ترك البلد بازمة وغادر بالامس هو الرئيس برّي وليس سعد الحريري, ذهب بزيارة خاصة وعاد بعد 48 ساعة وهذا شيء طبيعي في العلاقات الدولية, وعلى كل المسؤولين اقامة علاقات واسعة الافق, فلا اعتقد ان الشيخ سعد قصّر في يوم ما في هذا المجال, نرى الرئيس السنيورة ملتزما, رئيس الجمهورية ملتزما, الذي غادر الرئيس برّي, واتساءل لماذا في ظل هذه »الحشرة« يذهب لحضور منتدى ثقافي?

* هل صحيح بان كل الازمات المفتعلة بوجه رئيس الحكومة تصب في خانة احراجه لاخراجه بعد ان تمت تسميته من الاكثرية?

  الذي يحاول ان يفتعل ازمة لا يعرف من هو الرئيس السنيورة, لن يخرج الرئيس السنيورة ولن يعتذر, لان قوى 14 اذار قد تسميه من جديد في حال حصول استشارات جديدة.

* ما هي كلمتك الاخيرة?

  امل ان يستيقظ ضمير المعارضة اللبنانية, ويكفوا عن رهن مستقبل هذا البلد من اجل مصالح ايران وسورية واسرائيل, وان يكفوا عن اعتبار لبنان ساحة تصفية حسابات بديلا عن الجولان بين سورية واسرائيل, وبديلا عن الصراع بين ايران والولايات المتحدة, واذا لم يفعلوا ذلك فالتاريخ سيكون قاسيا جدا. واعتقد بان اكثر مجموعة لبنانية تاذت من هذه السياسة هي الطائفة الشيعية, وانا اتوقع بان يكون هناك وعي كبير من ابناء هذه الطائفة في مستقبل غير بعيد بحجم كل هذه السياسات التي ذهبت بعيدا بمصالح الطائفة الشيعية وبالمصالح اللبنانية, وبمصالح لا تمت ابدا الى هذا البلد بصلة.

* هل تتوقع اعمالا عسكرية لافشال موسم الاصطياف?

  بالتاكيد, ولن استغرب شيئا في هذا التفكير الامني الذي وصل الى حد ارهاب اللبنانيين, وحوّل المقاومة الى ميليشيا, قادر على اي شيء.