المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار تموز  الأربعاء 16 2008

إنجيل القدّيس متّى .22-16:23

الوَيلُ لَكم أَيُّها القادَةُ العُميان، فإِنَّكُم تَقولون: «مَن حَلَفَ بالمَقدِس فلَيسَ هذا بِشَيء، ومَن حَلَف بِذَهَبِ المَقدسِ فهُو مُلْزَم». أيُّها الجُهَّالُ العُمْيان، أَيُّما أَعظَم؟ الذَّهَبُ أَمِ المَقدِسُ الَّذي قَدَّسَ الذَّهَب؟ وتقولون: «مَن حَلَفَ بِالمَذبَح فلَيسَ هذا بِشَيء، ومَن حَلَفَ بِالقُرْبانِ الَّذي على المَذبَح فهُو مُلْزَم». أَيُّها العُميانَ، أَيُّما أَعظَم؟ القُربانُ أَمِ المَذبَحُ الَّذي يُقَدِّسُ القُربان؟ فمَن حَلَفَ بِالمَذبَح حَلَفَ بِه وبِكُلِّ ما عَليه، ومَن حَلَفَ بِالمَقدِس حَلَفَ بِه وبِالسَّاكِنِ فيه، ومَن حَلَفَ بِالسَّماءِ حَلَفَ بَعرشِ اللهِ وبِالجالِسِ علَيه

 

مصادر غربيّة محذّرة: حزب الله يفرض شرعيّته بقوة السلاح مدعوماً من عون

وكالات/أكّدت مصادر غربيّة محذّرة أنّ حزب الله يتجه هذا الأسبوع لتحقيق هدفه الذي تمسك به طويلا وهو الإفراج عن سجناء لبنانيين في اسرائيل مما يعضد موقف الجماعة التي تدعمها ايران والتي خرجت من معاركها ضدّ اللبنانيين في الآونة الأخيرة أقوى من ذي قبل، رغم هدف ال1701 من حدّ قوّتها الميليشياويّة اللامتناغمة مع منطق الدولة. و أشارت هذه المصادر انّه بعد عامين من صمود الميليشيا في حرب دامت 34 يوما مدعومةً من دولة إقليميّة قويّة وهي إيران أمام اسرائيل دعّم حزب الله جناحه العسكري وتعادل سياسيّاً مع خصومه المدعومين من الولايات المتحدة في لبنان في تحدٍّ لواشنطن التي تعتبره وإلى جانبها المجتمع الدولي، جماعة ارهابية وذراعاً لإيران. يترافق ذلك مع دعمٍ من قوى لبنانيّة تدّعي أنّها تحارب فساد الدولة خلال ال 15 سنة من الحكم السوري والتي كان حزب الله وحلفائه ركناً أساسيّاً منها وعلى رأسها النائب ميشال عون وتكتّله.

بحسب المصادر عينها يسعى حزب الله الآن للمصالحة مع خصومه في لبنان على أمل تهدئة التوترات العرقية التي أشعلتها سيطرته على بيروت في آيار. وقد تمثل هذه الخصومة تهديدًا للجماعة الشيعية ولبنان اذا تركت دون علاج. اندرو اكسوم الباحث في جماعة مقرها كينجز كوليدج في لندن يقول "لم يضعف حزب الله جراء حرب عام 2006 والمعارك السياسية التالية في بيروت بل خرج اقوى من ذي قبل وكل ذلك سببه تراخي الغرب في الحد من سيطرته الميليشياويّة." بالنسبة لايران فان مكانة جماعة حزب الله التي تأسست بمساعدة الحرس الثوري الايراني في عام 1982 تعتبر رصيداً كبيراً لها في المواجهة مع الولايات المتحدة وقوى اخرى بشان طموحاتها النووية ونفوذها في الشرق الاوسط. ميليشيا حزب الله جدّدت ترسانتها ووسعتها منذ حرب عام 2006 ويقدر انها تلقت مساعدات عكسرية وغيرها من المساعدات من ايران بمليارات الدولار وينظر لقواتها على انها احدى القوات الأشد بأسا في المنطقة رغم اغتيال قائدها العسكري عماد مغنية في شباط الماضي.

حزب الله استعاد جانب من قوته العسكرية بالضغط على الشارع في بيروت وسيطر لفترة وجيزة على المناطق المسلمة في العاصمة ليفرض فعليا شروطه لإنهاء صراع سياسي دام 18 شهرا مع الائتلاف الحاكم وفرض بقوّة السلاح نوع من شرعيّة غير موجودة نسبةً لعدم تماشي دويلته مع منطق الدولة واختراقه لكل القوانين المحليّة والدوليّة. وقال سليمان تقي الدين الذي يكتب عموداً بصحيفة السفير التي تبدي تعاطفاً مع تحالف المعارضة الذي يقوده حزب الله "حزب الله بات الان مطمئنا ان السلطة في لبنان لا تستطيع ان تأخذ أي قرارات ضده وان موقعه سيكون مضمونا من المؤسسة العسكرية ومن السلطة في الداخل."

الاتفاق الذي تم التوصل اليه بوساطة قطرية لم يلبِّ إثر الإقتتال في الشوارع المطالب الرئيسية لحزب الله وحلفائه بل خفّض من النصر السياسي للجماعة الحاكمة واضفى نوع من شرعيّة فقدها يدين لها بالولاء اغلبية الشيعة الذين يمثلون اكبر طائفة في البلاد وأقليّة مسيحيّة يرأسها المنقلب على 14 آذار النائب ميشال عون.

غير ان تسوية الدوحة نحت جانباً الكثير من القضايا التي هي في لب الصراع في لبنان ومنها قضية سلاح حزب الله. وبعد ان تحررت الجماعة من ضغوط اجنبية ومحلية لنزع سلاحها ليس هناك من يتوقع ان تتخلى عنه في وقت قر يبٍ إلاّ إذا تصرّف الغرب حيال ذلك.

لكن مع تنامي العداء الطائفي لأسوأ حالاته منذ الحرب الاهلية التي دارت من عام 1975 الى عام 1990 قال نبيل بو منصف الذي يكتب عموداً في صحيفة النهار الموالية للائتلاف الحاكم ان تزايد قوة حزب الله يمثل تهديدا لمكانة الجماعة على المدى المتوسط.

وأضاف: "التركيبة اللبنانية لا تحتمل منتصرين باستمرار وخاسرين باستمرار. حزب الله نقطة ضعفه الان هي في قوته. كلما كان قوياً في السلاح كلما كان ضعيفاً في الداخل لانه يثير مخاوف الجميع حتى حلفائه. السلاح في لبنان يثير الخوف ويستدرج السلاح."

وفي مسعى لتخفيف حدة التوتر باعتبار أنّ الحزب لم ينتصر، اكد حسن نصر الله زعيم ميليشيا حزب الله على الحاجة للمصالحة مع خصومه ومن ابرزهم السياسي السني سعد الحريري. وحاول نصر الله ان يستغل عملية تبادل السجناء مع اسرائيل المتوقع ان تجرى يوم الاربعاء كمناسبة لتحقيق تقارب في الداخل ووصفها بانها "انجاز وطني". اسرائيل تطلق سراح خمسة لبنانين يقول حزب الله انهم اخر سجناء لبنانيين مقابل جنديين اسرائيليين اسرا في غارة عبر الحدود كانت الشرارة التي قادت لاندلاع الحرب في عام 2006. ويعتقد ان الجنديين توفيا وان كان حزب الله لم يعلن ذلك.

وقال نصر الله انها "مناسبة وطنية جامعة موحدة وفرصة للم شمل واللقاء مجددا." غير ان المصالحة الكاملة تتطلب دعم الحريري ومسانديه في الخارج ومن بينهم السعودية. وربما لا ترى المملكة ان الميل الجديد في ميزان القوى في لبنان في صالحها خشية امتداد النفوذ الايراني بين الاقلية الشيعية في المملكة.

رغم تشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان في الاسبوع الماضي بعد أسابيع من المشاحنات لازالت التوترات العرقية مستعرة.

ويقول دونالد كير نائب مدير المخابرات الامريكية أنّ تحركات حزب الله في اوائل أيار اشعلت الشارع السني في لبنان وساهمت في تصعيد كبير للتوترات الطائفية.

وأضاف في كلمة امام معهد واشنطن لسياسات الشرق الادني في 29 آيار أنّ لبنان شهد تزايداً لاعادة التسلح بين جميع الطوائف خلال العام الماضي او على مدى فترة اطول.. واحداث اوائل أيار ستعزز هذا الاتجاه دون شك" وختم:"المستقبل في لبنان غير واضح."

 

سليمان: على لبنان أن يؤدي دوراً في تسوية الخلافات العربية ـ العربية

وكالات/أكد رئيس الجمهورية ميشال سليمان أن زيارته إلى العاصمة الفرنسية باريس "نجحت بكل المقاييس، وعاد لبنان دولة موجودة على الخريطة الدولية والعالمية، وبشكل موحد وعبر رئيس الدولة". واعتبر سليمان أن "العلاقات اللبنانية ـ السورية ستعود الى طبيعتها عبر لقاءات تجمع رئيس الدولة مع رئيس الدولة السورية، وتجمع المعنيين في الحكومة اللبنانية مع المعنيين في الحكومة السورية". وشدد على أنه "حتى نستحق أن يكون لبنان مميزاً يقتضي أن يؤدي دوراً في تسوية الخلافات العربية ـ العربية أولاً، وتوطيد العلاقات العربية-العربية ثانياً"، وقال: "أنا سألجأ الى آداء دور كبير إذا استطعت بين الاشقاء العرب كافة".

سليمان، وفي حوار أجراه مع الصحافيين المرافقين له أثناء عودته من باريس، قال: "لمست أن الدول كافة، العربية والاوروبية تدعم ما يقوم به لبنان، وتدعم سيادته والعلاقات الجيدة بين لبنان وسوريا، ويجب أن يستغل هذا الدعم ليكون لنا دور فاعل بين الدول العربية". وعن لقائه بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، اعتبر سليمان انه "لا يمكن وضع تاريخ دقيق لترجمة المحادثات الديبلوماسية، لكن موضوع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا أصبح على طاولة البحث، وستتم استعادة السيادة عليهما عاجلا أم آجلا". وعن الوضع الداخلي، أبدى سليمان اعتقاده أن "صفحة جديدة في لبنان قد فُتحت بالفعل، ودخلنا المرحلة الثانية منها، ونحن قريبون جدا من مناقشة المواضيع التي يجب أن تناقش على طاولة الحوار وفي مجلس الوزراء لأنه يمثل الارادة الوطنية الجامعة. نحن يمكننا تحويل لبنان الى حلبة صراع أو الى حلقة حوار، وكما نستطيع أن نختلف، نستطيع أكثر بكثير أن نتفق، خصوصا أن المواضيع الاساسية في لبنان متفق عليها من الجميع".

وأكد سليمان أنه سيكون "على رأس مستقبلي الاسرى المحررين، فهم لبنانيون، وقد أشرت في خطاب القسم الى ضرورة عودة اللبنانيين الى وطنهم من المعتقلات الاسرائيلية، وإنجاز تحرير الاسرى هو نفسه سينعكس على إنجاز البيان الوزاري". ولفت إلى أنه تلقى دعوات عديدة من دول مختلفة لزيارتها لكنه سيبدأ من سوريا "لأن سوريا شقيقة وجارة وهي أولى بالمعروف، ولا تنسوا أن الرئيس السوري قد بذل جهداً لتسهيل عملية الانتخاب، ويجب ألا ننسى أيضاً أن سوريا تترأس القمة العربية، ويا للاسف، فإن لبنان بسبب ظروفه لم يكن حاضرا في القمة العربية الاخيرة لا عبر رئيسه ولا عبر أي ممثل من ديبلوماسييه"، ورأى أن "المملكة العربية السعودية تريد بشكل كبير أن تساعد لبنان في إعادة علاقته الى ما كانت عليه مع سوريا".

 

المكتب الإعلامي في رئاسة مجلس الوزراء:القول إن القرار 1701 لم ولن ينفذ إدانة لإسرائيل

الانتهاء من بند الأسرى والمعتقلين يجعل للبنان يسعى إلى تطبيق البنود الأخرى 

وكالات/تعليقا على قول وزير دفاع العدو الإسرائيلي ايهود باراك أن "القرار 1701 لم ينجح ولن ينجح وهو يعد فشلا"، في إطار إتمام صفقة تبادل الأسرى المرتقبة غدا، يهم المكتب الإعلامي في رئاسة مجلس الوزراء أن يؤكد ما يأتي: "إن عملية تبادل الأسرى قد تمت بوساطة الأمم المتحدة وتنفيذا لما ورد في القرار 1701 لجهة ضرورة إيجاد حل لمسألة المعتقلين اللبنانيين في سجون العدو والجنديين الإسرائيليين الأسيرين إبان حرب تموز. لقد شنت إسرائيل حربا مدمرة على لبنان في صيف 2006 بحجة استعادة الجنديين الأسيرين ولم تجد لذلك سبيلا. وهذا دليل على أن منطق القوة والعنف لم ولن يؤدي إلى نتائج، في حين أن منطق المطالبة بالحقوق المشروعة والذي انتهجه لبنان، حكومة وشعبا، هو الغالب في نهاية المطاف". واضاف: "إن إسرائيل ما زالت على دأبها خلال أعوام طويلة ومنذ اجتياحها للبنان عام 1978 وصدور القرار 425، تعمل على التقليل من دور الشرعية الدولية وتستهتر بقراراتها، وتتنصل من مسؤولياتها أمام المجتمع الدولي، لتغطي ارتكاباتها وتجاوزاتها". وتابع: "إن الانتهاء من بند الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية يجعل الحكومة اللبنانية تسعى إلى تطبيق البنود الأخرى من القرار 1701 كاملة. وندعو المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لتقوم بتسليم كل خرائط القنابل العنقودية التي قصفت بها لبنان خلال حرب تموز والتي ما زالت تلحق الموت بالمدنيين الآمنين، وكذلك إلى وقف اعتداءاتها على السيادة اللبنانية برا وبحرا وجوا، والى الانسحاب من الجزء الشمالي من قرية الغجر ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلة". وختم: "إن القول ان القرار 1701 لم ولن ينفذ هو إدانة واضحة لإسرائيل بأنها تخرق هذا القرار ولا تعترف به. وهي التي لا تفهم إلا منطق القوة لا بل تستجديه من خلال استمرارها في عدوانها وظلمها وسلبها للحقوق".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 15 تموز 2008

البلد

وصف متتبعون لعمليتي التسليم والتسلم في وزارتي الشباب والرياضة والاتصالات بالودية رغم انها "كانت بين أخصام سياسيين".

يحاذر عدد من الوزراء الجدد الادلاء بآرائهم بصراحة لا سيما في موضوع البيان الوزاري وتفصيلات معينة بحجة العودة الى مرجعياتهم السياسية العليا.

توقعت جهات مراقبة أن يتغير أداء وتوجهات عدد من الوسائل الاعلامية بعد دخول وزراء معارضين وبالمقابل تتحضر لكشف معلومات وملفات قد يتم اكتشافها.

النهار

تتوقع اوساط سياسية ان يشتد السجال السياسي والجدال القانوني حول وضع الضباط الأربعة بعد الفراغ من تشكيل الحكومة.

تخشى اوساط مالية ان يكون مصير المساعدات التي تقررت في مؤتمر باريس 3 ولم يحصّل منها حتى الآن سوى ثلثها، مثل مصير المساعدات العربية التي تقررت للبنان في الماضي وبقي معظمها حبراً على ورق!

لا تزال صورة ضخمة للرئيس اميل لحود مرفوعة على مدخل بلدة كفرتبنيت وعند ما يسمى "بوابة التحرير" اضافة الى صورة أخرى على طريق المطار.

السفير

كشف مرجع كبير أنه سيعمل وسعه لإنجاز التعيينات الضرورية قبل أول الشهر المقبل، وفي طليعتها قائد الجيش.

يتبادل عــدد من المديرين العامين في الوزارات التهاني بين بعضهم البعض بعد تشكيل الحكومة الجديدة و"التخلص" من وزرائهم الذين "أتعبوهم".

ورد تقرير إلى مرجع حكومي يفيد بأن بعض الوزراء المحامين هم وكلاء دعاوى ضد زملاء لهم في الحكومة.

المستقبل

تقول أوساط دولية ان ليس هناك من مؤشرات توحي بأن هناك تأخيراً أو تباطؤاً في مسار المحكمة والتحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بتأثير من مناخات ناشئة.

تراقب أوساط غربية باهتمام كيفية التعامل السوري مع تطبيع العلاقات مع لبنان بعد بدء الحوار على المستوى الرسمي بين الرئيسين.

تتوقع مصادر ديبلوماسية أن يبدأ وزير الخارحية بإعداد تشكيلات ديبلوماسية للفئتين الثانية والثالثة في وقت قريب بعدما تألفت الحكومة، ولم تعد هناك أي معوقات.

اللواء

ترصد أوساط رسمية تصريحات ومواقف الوزراء الجدد من أجل التعامل معهم استناداً الى ما أعلنوه من انفتاح واستعداد للعمل كفريق متجانس·

لم ينجح وسطاء في مصالحة شخصية معارضة مع شخصية أخرى من نفس الطائفة، دخلت حديثاً الى الوزارة·

لا يزال مكان انعقاد لقاء مرتقب بين رئيس كتلة نيابية كبيرة وقيادي حزبي رفيع موضع "أخذ وردّ" نظراً لحساسية اللقاء وظروفه!·

 

انطلاقة الحكومة رسميا وتبادل الاسرى محطتان استثنائيتان غدا

مبادرات سياسية رئاسية تعلن تباعا تمهد للتوافق والمصالحــة و14 اذار تتمسك بربط السلاح بطاولة الحوار في البيان الوزاري

المركزية - محطتان وطنيتان بامتياز تدمغان يوم غد تشخص عيون اللبنانيين في اتجاههما الاولى انطلاق عمل حكومة الوحدة الوطنية رسميا بعد اخذ الصورة التذكارية وعقد اول جلسة لمجلس الوزراء لتشكيل لجنة اعداد البيان الوزاري اثر عودة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من رحلته الباريسية اليوم والثانية عودة الاسرى اللبنانيين الخمسة ورفات 199 مقاوما لبنانيا وفلسطينيا وعربيا لتطوى بذلك صفحة اساسية في ملف النزاع اللبناني - الاسرائيلي عنوانها الابرز صفقات التبادل. مبادرات رئاسية: وعلى اهمية الحدثين المتزامنين وطابعهما الاستثنائي ان من ناحية الشكل او المضمون او التوقيت تبقى انعكاساتهما السياسية التي ارخت بظلالها الانفراجية على الساحة الداخلية العنوان الابرز للمرحلة المقبلة المتوقع ان تشهد انفراجات واسعة على اكثر من محور خصوصا في ضوء النتائج العملية التي خرجت بها زيارة رئيس الجمهورية الى العاصمة الفرنسية بحيث اشارت مصادر مطلعة الى ان العماد سليمان قد يعمد بعد إتمام عملية تبادل الاسرى الى إطلاق سلسلة مبادرات سياسية يعلن عنها تباعا تصب في خانة التحضيرات الجارية لبدء اجتماعات طاولة الحوار التي ستعقد برعايته في القصر الجمهوري، في وقت اشارت معلومات الى تبادل زيارات لمسؤولين رفيعين لبنانيين وسوريين في وقت قريب ترجمة للانفتاح الذي تجلى في مؤتمر الاتحاد من اجل المتوسط وخصوصا على مستوى العلاقات اللبنانية - السورية.

تبادل الاسرى: في غضون ذلك، اعطت اسرائيل اليوم الضوء الاخضر لصفقة تبادل الاسرى مع حزب الله التي تنطلق التاسعة صباح غد في الناقورة ليستعيد لبنان اسراه الذين قبعوا سنوات طويلة في السجون الاسرائيلية، وللغاية اعد لهم استقبال رسمي وشعبي حاشد سيشارك فيه الرؤساء الثلاثة الذين يستقبلون العائدين في مطار بيروت فيشكل حضورهم محطة مهمة في مسار المصالحة الوطنية وتجاوز الخلافات للانطلاق نحو توحيد الرؤية لمواجهة الاستحقاقات الداهمة. كما يقام مهرجان حاشد في الضاحية الجنوبية يتخلله خطاب للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.

الانطلاقة الحكومية: اما على الخط الحكومي فتوقعت مصادر متابعة ان يشهد الاسبوع الجاري ولادة البيان الوزاري الذي يستوحي مضمونه من خطاب القسم واتفاق الدوحة، معتبرة ان بنوده لن تشكل موضع خلاف وانه سيصار الى تجاوز بعض الاشكاليات والتباين في وجهات النظر من اجل انطلاقة ثابتة للعهد بحيث يبادر الرئيس نبيه بري الى تعيين جلسات الثقة في بحر الاسبوع المقبل.

14 اذار والبيان الوزاري: في هذا الوقت، كشف مصدر في قوى 14 اذار لـ"المركزية" اصرار هذه القوى على ان يشكل خطاب القسم الخطوط العريضة للبيان الوزاري وعلى ربط اي كلام بشأن السلاح بطاولة الحوار وحذف الفقرة المتعلقة بالمقاومة الواردة في بيان الحكومة السابقة برمتها.

وقال: "زمن التمريرات" ولّى واصبح من الماضي، فبعد كل ما حصل في تموز 2006 بحجة ان بيان الـ2005 سمح بذلك لم يعد من الجائز القبول به. نريد بيانا شديد الوضوح لا لبس فيه في هذا الموضوع بالذات.

واشار الى ان 14 اذار لديها اقتراح بهذا الخصوص يقضي بذكر ما اتفق عليه في البيان الوزاري والتلميح الى ترك موضوع السلاح الى طاولة الحوار فيرد بصريح العبارة انه تم الاتفاق على امور محددة اما في موضوع السلاح والاستراتيجية الدفاعية فيترك الامر لطاولة الحوار الوطني التي سيرئسها رئيس الجمهورية بما معناه ان لا امكانية لتمرير اي مسألة لا تحظى بموافقة الجميع.

وتوقع المصدر ان ينتهي البيان الوزاري في خلال ايام قليلة اذا تمت الموافقة على الاقتراح المذكور فيناقش في مجلس النواب. وتنال الحكومة الثقة مطلع الاسبوع المقبل. واعتبر ان البيان سيشكل اختبار نوايا حقيقيا بحيث يوضح ما اذا كان هناك تسهيل سوري ايراني ام مجرد مناورات وعودة الى العرقلة.

واوضح انه يستحيل على 14 اذار الموافقة على مشروع حزب الله الاستراتيجي "بالحيلة" بحجة تسهيل انطلاقة العهد لان ذلك يعيد العهد برمته الى الموقع الذي كان فيه ايام رئيس الجمهورية السابق لناحية ان للمقاومة حقا لا يحق لاحد مناقشته وقرار الحرب والسلم في يدها، مؤكدا انه لا يمكن الموافقة على ذلك خدمة للعهد وللبنان. المعارضة: في المقابل اعرب مصدر في المعارضة عن اعتقاده بأن اعداد البيان الوزاري لن يشهد عراقيل كبيرة باعتبار ان خطوطه العريضة مستوحاة من خطاب القسم الذي رحب به مختلف الافرقاء واتفاق الدوحة الموقع عليه من قبل كل هؤلاء.

واشار الى ان موضوع المقاومة قد يحصر بمزارع شبعا بعد طي ملف الاسرى غدا وفي ظل القرارات الدولية المستجدة بعد تموز 2006.

 

عودة رئيس الجمهورية من باريس

المركزية - وصل عند الساعة الثالثة بعد ظهر اليوم رئيس الجمهورية الى مطار رفيق الحريري الدولي على متن طائرة خاصة تابعة لطيران الشرق الاوسط عائدا من باريس مع الوفد المرافق، بعدما شارك في العاصمة الفرنسية بقمة الاتحاد من اجل المتوسط. والتقى العديد من رؤساء الدول. وبعد استراحة قصيرة في صالون الشرف توجه الرئيس سليمان الى القصر الجمهوري في بعبدا.

 

جعجع عرض مع المطران نرساي اوضاع العراق واللقيس دعا للتجانس داخل الحكومــــــة

المركزية - التقى رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع في معراب أمس إمام منطقة جبيل الشيّخ غسان اللقيّس يرافقه المحامي نديم اللقيّس وعمر اللقيّس بحضور منسق المنطقة في حزب القوات شربل ابي عقل عرضوا على مدى ساعة للاوضاع العامة وبحثوا شؤون المنطقة بكل جوانبها الاجتماعية والاقتصادية والانمائية. وبعد اللقاء قال اللقيس "كانت جولة أفـق حول مواضيع الساعة ولاسيما الحكومة الجديدة وقدرة عطائها للمواطن اللبناني كما تطرقنا إلى مسألة السلم ألاهلي ووجوب تحقيقه وخصوصاً أنه مطلب كل اللبنانيين على حدّ سواء. ودعا اللقيّس إلى ضرورة التجانس داخل الحكومة وإصرار منها على تحقيق هذا المطلب كما تمحور اللقاء حول الانماء وتحديداً في بلاد جبيل المحرومة منذ زمن ، متمنياً على الحكومة منح هذه المنطقة حيزاً من الاهتمام بغية تحقيق مبدأ التساوي بين كل المناطق دون إستثناء. كما إستقبل جعجع مطران ألاشوريين في لبنان نرساي ديباز يرافقه دافيد دافيد وماروكل ماروكل الذين شكروا رئيس الهيئة التنفيذية على إهتمامه بأوضاع الطائفة ولاسيما شؤون المهجرين من العراق .وتداول المجتمعون في تشكيل الحكومة متمنيين أن تقوم بمهامها لما فيه مصلحة البلد. كما هنأ ديباز القوات على مشاركتها في الحكومة ولاسيما بوزيريها اللذين يتمتعان بالكفاءة المطلوبة. إلى ذلك زار مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبدو أبو كسم يرافقه الاب مارون كيوان ورئيس مجلس ادارة اذاعة لبنان الحر طوني مراد معراب وبحثـوا مع جعجع آخر المستجدات على الساحتين اللبنانية والاقليمية.

 

اسرائيل اعطت الضــــــوء الاخضر لعملية التبادل

استقبال رسمي في المطار للاسرى واحتفال في الناقورة ومهرجان جماهيري فـــي الضاحية وخطاب لنصرالله

المركزية - تنطلق عملية الرضوان غدا الاربعاء في نقطة الناقورة، بعدما اعطت اسرائيل اليوم الضوء الاخضر ووافقت نهائيا على صفقة تبادل الاسرى، فيما اكتملت الاستعدادات في لبنان لاستقبال الاسرى المحررين وجثامين الشهداء، بحيث ينتقل الاسرى المحررون الخمسة وهم: سمير القنطار، خضر زيدان، ماهر كوراني، محمد سرور وحسين سليمان الى مطار رفيق الحريري الدولي عبر طوافة فيما ينطلق موكب الرفات باتجاه بيروت عبر الطريق الساحلية.

وفي المطار، سيقام حفل استقبال رسمي يشارك فيه الرؤساء الثلاثة وحشد وزاري ونيابي. على ان ينظم حزب الله عصرا احتفالا جماهيريا حاشدا على ملعب الراية في الضاحية الجنوبية، ويلقي في خلاله الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله خطابا ينقل مباشرة عبر شاشة عملاقة.

تحضيرات لوجستية: في هذا الوقت استمرت التحضيرات اللوجستية لاستقبال الاسرى وجثامين الشهداء وأقام حزب الله منصة خشبية على مقربة من مقر قوات اليونيفيل في الناقورة حيث ستجري المراسم الاحتفالية بوصول عميد الاسرى سمير القنطار ورفاقه الاسرى وتسلم جثامين 199 شهيدا. ورفعت اقواس النصر على الطرق الرئيسية التي سيسلكها موكب الشهداء والاسرى من نقطة الحدود الى مكان الاحتفال.

وستعبر قافلة الشهداء الجنوب باتجاه بيروت ليصار الى فرزها وتوزيعها بحسب اللوائح على الاحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية.

الجهاد الاسلامي: واعلنت حركة الجهاد الاسلامي في بيان اليوم انه "في اطار التحضيرات الجارية لاستقبال الاسرى المحررين وجثامين الشهداء، اجرت الحركة سلسلة من الاجراءات التحضيرية بمشاركة اسر شهدائها اللذين استشهدوا اثناء تنفيذهم عمليات عسكرية نوعية انطلاقا من الجنوب اللبناني خلال مرحلة التسعينات وبقيت اجسادهم محتجزة لدى العدو الصهيوني وعددهم اثنا عشر شهيدا. وفي هذا السياق تم تنظيم حملة اعلامية تحت شعار بصمودنا ومقاومتنا نحقق الانتصار، كما يجري بمشاركة ذوي الشهداء التحضير لتشييع الشهداء في عدد من المخيمات الفلسطينية في لبنان منها: الرشيدية، شاتيلا، البارد، عين الحلوة والميه وميه".

الضوء الاخضر: وكان نائب رئيس مجلس الوزراء الاسرائيلي ايلي يشاع اعلن ان الحكومة الاسرائيلية أعطت الضوء الأخضر لعملية تبادل الأسرى والرفات مع "حزب الله" والمقررة ليوم غد. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية إن 22 وزيرا صوتوا بالموافقة وثلاثة صوتوا بالرفض ضد عملية التبادل.

وأشار الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز، قبيل التصويت، الى أن "هذا ليس يوما سعيدا بالنسبة لاي منا ان نطلق سراح قتلة مثل هؤلاء، لكن علينا التزام اخلاقي وروحي ان نعيد جنودنا الى الوطن"، مؤكداً ان "يده سترتجف عندما سيوقع قرار العفو عن سمير القنطار".

كما وصف أولمرت القنطار بأنه آخر ورقة مساومة لمعرفة مصير الملاح الجوي الاسرائيلي رون اراد الذي اختفى بعد نزوله من طائرته بمظلة خلال حملة قصف على لبنان عام 1986.

وفي اطار الاستعداد للتبادل عند الحدود الاسرائيلية-اللبنانية، نقل كل من ماهر كوراني ومحمد سرور وحسين سليمان وخضر زيدان من سجن "اشموريت" قرب مدينة نتانيا الساحلية حيث كانوا محتجزين منذ أسرهم في حرب لبنان عام 2006 الى سجن هداريم على بعد نحو 11 كيلومترا حيث انضموا الى سمير القنطار.

مصدر امني اسرائيلي: ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصدر أمني اسرائيلي كبير قوله إ"ن أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله سيكون مضطراً لتقديم الايضاحات للجمهور اللبناني حول الثمن الذي دفعه لبنان لقاء الافراج عن سمير القنطار". وقلل المصدر من هيبة الصفقة "لا سيما وأن الافراج عن قنطار وأربعة آخرين لم يتم إلا بعد خراب لبنان". يشاي: وأسف الوزير الاسرائيلي ايلي يشاي "ان لغز اختفاء ملاح الجو رون أراد لم يحل"، لافتاً الى أن "رؤساء الخدمات السرية يعتقدون هم الآخرون أن ثمن الصفقة مع حزب الله يقل عن ثمن صفقات وتسويات سابقة".

وأكد الوزير يشاي "وجوب انجاز الصفقة والافراج عن الجنديين الاسرائيليين ايهود غولدفاسر والداد ريغيف لتفادي مصير مماثل لرون أراد قد يلقيانه مستقبلاً".

التماس لوقف الصفقة: رفعت منظمة اسرائيلية اليوم تطلق على نفسها تسمية "المغاور للمتضررين من الارهاب" وعائلة شرطي قتل على يد الاسير سمير القنطار مجددا التماسا الى محكمة العدل العليا ضد صفقة تبادل الاسرى مع "حزب الله".

ويطالب الملتمسون وفق الاذاعة الإسرائيلية بان يفسح المجال امامهم لطرح موقفهم على الوزراء قبل اقرار الصفقة التي تشمل اطلاق سراح القنطار.

وقال مقدمو الالتماس في عريضتهم "انه لا يمكن انجاز صفقة مع "حزب الله" كما خطط لها مسبقا بسبب كون التقرير عن الطيار الاسرائيلي رون اراد المفقود غير كاف وغير مرض". ولفتوا الى ان قائمة السجناء اللبنانيين الذين سيفرج عنهم بموجب الصفقة "تضم ثلاثة سجناء تلطخت ايديهم بدماء اسرائيليين".

والد غولدفاسر: اما والد الجندي الاسرائيلي الذي أسره حزب الله في 12 تموز2006 ايهود غولدفاسر فقال ان "خاطفيه يجب ان يموتوا ان عاد ابني الى اسرائيل في نعش". وإعتقد شلومو غولدفاسر ان ايهود غولدفاسر والداد ريغيف الجندي الثاني الذي أسره حزب الله "خطفا وهما على قيد الحياة وان سلما الينا في نعش فذلك يعني انهم قتلوهما". واضاف: "وان كانت الحال كذلك فان الذين قتلوهما يجب ان يدفعوا حياتهم ثمنا لذلك ويلحقوا بعماد مغنيه".

ونفى ان يكون شخصا يحب "الانتقام" وقال انه "ببساطة يشعر بالارتياح بان القضية انتهت بعد كابوس استمر سنتين"، مضيفا "ليس هناك على الارجح اي خيار اخر للانتهاء غير التوصل الى اتفاق".  واذا كان الجنديان على قيد الحياة فسينقلان الى مستشفى للعناية "والا سيدفنان في مراسم يخيم عليها الهدوء" كما قال.

 

السنيورة عرض مع ابو جمــرة لتحضيرات انطلاق عمل الحكومة والتقى بهية الحريري وتلقى اتصالين من موراتينوس وأبو الراغب

ابو فاعور: نأمل في ان يكون البيان الوزاري نصا تأسيسيــــا

 المركزية - عرض رئيس الحكومة فؤاد السنيورة صباح اليوم في السراي مع نائب رئيس الحكومة اللواء عصام ابو جمرة التحضيرات لانطلاق عمل الحكومة. وبحث مع وزيرة التربية والتعليم العالي بهية الحريري الاوضاع العامة وشؤون وزارة التربية.

ابو فاعور: كما استقبل الرئيس السنيورة وزير الدولة وائل أبو فاعور الذي قال على الأثر: "جرى نقاش حول ما تم تحقيقه حتى اللحظة من خطوات سياسية إيجابية في مسار استعادة العافية السياسية والدستورية والأمنية في البلاد، وجرى نقاش حول كل القضايا المستقبلية التي يجب أن تتطلع إليها القوى السياسية، طبعا هناك اجتماع أول سيعقد غدا لمجلس الوزراء وسوف يتم التطرق لإعداد البيان الوزاري ونأمل في أن يكون نصا تأسيسيا وليس مجرد تسويات لفظية عابرة لا تقدم إجابات على الكثير من القضايا الخلافية، وإذا كان هناك قضايا يمكن أن يتم تأجيلها إلى الحوار الذي سوف يترأسه فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان فهذا الحوار يجب أن ينطلق أيضا في وقت سريع وفي هدوء وإيجابية وانفتاح من القوى السياسية الموجودة على طاولة مجلس الوزراء".

* ماذا تحديدا عن النقاط الخلافية؟

- نتمنى أن نستطيع الوصول إلى أكثر من مجرد صياغات كلامية، إلى الوصول إلى توافقات فعلية حول العديد من القضايا الخلافية تحديدا التي تشغل بال اللبنانيين، ونتمنى أن يكون نصا تأسيسيا يستند أولا إلى مرجعية اتفاق الطائف واتفاق الدوحة وخطاب القسم الذي قدمه فخامة رئيس الجمهورية وإلى قضايا إجماع الحوار اللبناني التي تم الاتفاق عليها وإلى النقاط السبع التي أقرتها المحكمة السابقة إبان عدوان تموز، بالاستناد إلى هذه المرجعيات يمكن الوصول إلى نص يقدم إجابات شافية على كثير من القضايا الخلافية من دون أن يعني ذلك أنه ليس هناك قضايا يجب أن يتم نقاشها في الحوار الوطني الذي سينطلق برئاسة فخامة رئيس الجمهورية والتي ممكن بعقل بارد وانفتاح من كل القوى السياسية أن يستكمل هذا النقاش من أجل إيجاد تسويات دائمة وقابلة للحياة.

- لكن في اليومين الأخيرين تحدثتم عن السلاح فماذا بشأن هذا الملف؟

- هذا واحد من القضايا الخلافية، فبعدما حصل نقاش موضوعي ومنفتح من كل القوى السياسية، هناك السلاح المتعلق بمسألة مقاومة إسرائيل والمسألة الأمنية الداخلية، وهذه المسألة لا تحتمل مسايرة أي من القوى الداخلية، أمن المواطن اللبناني حق لهذا المواطن وليس منة من أحد، الحمايات الخاصة والحمايات الذاتية والأمن الذاتي منطق مرفوض ولا قيمة لأي دولة أو حكومة أو نظام سياسي إن لم يستطع معالجة الوضع الأمني الداخلي. القضايا الأخرى المتعلقة بمسألة السلاح في الجنوب هي واحدة من القضايا الإشكالية الكبرى التي يمكن أن تناقش بانفتاح وهناك الكثير من الآراء التي يمكن الوصول بها إلى خلاصة مشتركة.

* هناك كلام عن أن البيان الوزاري للحكومة الحالية قد يكون قريب جدا من بيان الحكومة السابقة لا سيما بالنسبة لسلاح المقاومة، فما تعليقكم؟

- في البيان الوزاري السابق هناك الكثير من القضايا التي يمكن الافادة منها، وهناك قضايا طرأ عليها تعديلات وهناك معطيات سياسية جديدة، لننتظر أن يعقد أول اجتماع حيث ستقدم كل قوة سياسية وجهة نظرها، ونحن في اللقاء الديموقراطي سنقدم وجهة نظرنا في هذا الأمر الذي سيكون رأيا منفتحا يراعي من جهة منطق الدولة ويراعي من جهة أخرى تفهم كل الطروحات السياسية لباقي الأطراف السياسية.

زكي: بعد ذلك، استقبل الرئيس السنيورة ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي في حضور رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني السفير خليل مكاوي. وقال زكي بعد اللقاء: "قدمت التهنئة لدولة الرئيس السنيورة بتشكيل حكومة الوحدة الوطني التي نتمنى لها أن ترسي الوحدة الحقيقية والاستقرار الأمني والانتعاش الاقتصادي والتنمية الاجتماعية، ووضعنا دولة الرئيس في صورة تحركاتنا السياسية سواء لجهة النتائج التي حققها الرئيس محمود عباس (أبو مازن) في فرنسا والوفد الذي سيصل برئاسة أبو العلاء إلى واشنطن لمعرفة المدى الذي ستصل إليه المفاوضات بشأن القضية الفلسطينية وأطلعناه على استعداداتنا لاستقبال الأسرى أحياء وشهداء، وأهم موضوع هو مواصلة السعي لدى الدول المانحة والجهات التي تقوم بالتحضير لإعادة إعمار نهر البارد.

ولمست ان هناك حرصا بالفعل من الرئيس السنيورة على تنفيذ ما وعد به في الساعات الأولى من أحداث نهر البارد بأن نزوح أهل المخيم موقت والعودة إليه مؤكدة والإعمار حتمي، وتاليا درسنا آليات كيفية تنفيذ هذه المهمة المعجزة".

وردا على سؤال حول موضوع المخيمات وما إذا سيكون أولوية بالنسبة للحكومة الحالية، قال: "موضوع المخيمات مهم جدا ويتقدم جدول أعمال الحكومة، ونحن كنا ننتظر استقرار الوضع وتأليف الحكومة لكي يبدأ الحوار الفلسطيني اللبناني لإنهاء كافة القضايا العالقة والموضوعة على الأجندة منذ فترة طويلة".

اتصالات: من جهة أخرى، تلقى الرئيس السنيورة اتصالين هاتفيين من كل وزير خارجية أسبانيا ميغيل أنخيل موراتينوس ورئيس الوزراء الأردني السابق علي أبو الراغب للتهنئة بتشكيل الحكومة الجديدة.

 

 العثور على 3 جثث مصابة بالرصاص في جبل فالوغا

وطنية- 15/7/2008(امن) افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام"رشيد زين الدين انه عثر بعد ظهر اليوم على ثلاث جثث في منطقة جبل فالوغا - قرب معمل الصحة مصابة بالرصاص تعود الى ثلاثة سوريين مجنسين لبنانيا هم : هيثم ناجي سلوم مواليد عام 1974 كفرزبد, قاسم محمد سويد وقد نقل جثمانه من قبل محمد قاسم الداهوق الى منطقة المرج في البقاع وعلي قاسم طالب مواليد 1965 كفرزبد, وافيد انه من أصحاب السوابق ومطلوب توقيفه واسمه معمم على كافة الحواجز الأمنية بتهمة سرقة السيارات. وقد قام الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي بضرب طوق أمني حول مكان وجود الجثث وباشروا التحقيق في الحادث. وحضرت الى المكان الأدلة الجنائية والطبيب الشرعي أحمد المقداد. وافادت معلومات ان هذا الحادث كما يبدو, يندرج في اطار تصفية الحسابات بين عصابات سرقة السيارات.

وكان أحد الأشخاص قد اتصل بالأجهزة الأمنية عند الرابعة بعد ظهر اليوم أبلغهم عن سماعه إطلاق نار في تلك المنطقة, فتوجهت على الفور دورية للجيش الى المكان واكتشفت الجثث.

 

انطوان صفير: المحكمة الدولية على قدم وساق وليس من السهل تسييسها

الحكومة ستصيغ بيانا وزاريا يتسم بالأدبيات أكثر منه بالفعليات

وطنية - 15/7/2008 (سياسة) أكد الاستاذ المحاضر في جامعة القديس يوسف الدكتور أنطوان زخيا صفير في حديث الى موقع "القوات اللبنانية" الالكتروني، ان "موضوع المحكمة الدولية أصبح ملك المجتمع الدولي بما انه صادر عن مجلس الأمن ومن الصعب تسييسه"، معتبرا انه "من الناحية القانونية لم يعد بمقدور لبنان او سوريا أو أي طرف إعاقة هذا الموضوع", وشدد على "وجوب أن تأخذ المحكمة دورها القانوني دون تسييس لصالح أي فريق لكي تكون العدالة شاملة وتصل إلى المبتغى". وقال: "هناك أصول إجرائية يجب ان تتم لكي تباشر المحكمة الدولية عملها وقد وصلنا اليوم إلى مسار متقدم في موضوع إنشاء المحكمة، أولا لناحية تحديد المقر وتأهيله، ثانيا لناحية القضاة ولو لم تعلن حتى الان أسماؤهم بشكل واضح". ولفت إلى ان "هذا الموضوع يسير على قدم وساق والمحكمة سترى النور في الأشهر القليلة المقبلة، وذلك عندما تنتهي مراحل التحقيق الدولي وتصدر لجنة التحقيق قرارا اتهاميا بحق المتهمين او الضالعين في الجرائم لا سيما جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري". وإذ أوضح أن "عمل المحكمة سيأخذ وقتا نظرا للاجراءات القانونية والادارية التي ستواكبها"، أكد صفير أن "مسألة حصول صفقة حول المحكمة الدولية وطغيان العامل السياسي على المسار القانوني للمحكمة ليس عملية سهلة"، مشيرا إلى "القرار الصادر عن المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس السوداني"، موضحا ان "القرار صدر عن المحكمة ولا يمكن التراجع عنه اما عملية التسييس فيمكن ان تبدأ بعد صدور القرار وهنا تكمن مصداقية المجتمع الدولي".

وقال: "المحكمة الدولية قانونية ولكن يترتب عنها نتائج سياسية، والتدخل السياسي يلعب دوره في تقوية ام إضعاف الموقف الصادر عن المحكمة الدولية".

وأشار الدكتور صفير إلى ان "الاتحاد من اجل المتوسط الذي أعلنه الرئيس الفرنسي لا بد ان يكون له تأثير ايجابي على الأنظمة السياسية في المنطقة العربية"، معتبرا أن "هناك الكثير من المعايير يجب ان تتغير لتتلاءم مع هذا الموضوع إن من ناحية الأداء السياسي او من ناحية الحرية السياسية او الأداء البرلماني في الدول المتوسطية الذي سينعكس ايجابيا على الوضع في لبنان نظرا لوجود لبنان في قلب الاهتمام الأوروبي والدولي".

واعتبر "التدخل الدولي أدى إلى إعلان واضح لعلاقات ديبلوماسية بين لبنان وسوريا وإن لم تطبق فعليا بعد، وهذا ما يؤكد ان لبنان لا يزال في قلب المعادلة الدولية".

وعن موضوع الحكومة، اعتبر صفير ان "الحكومة أتت تكريسا للتسوية الايجابية التي حصلت في الدوحة، وهناك نوع من إقرار من كل الأفرقاء انه لا يمكن أحدا ان يلغي الآخر من المعادلة السياسية في لبنان، لكن ما هو سيء في الحكومة أنها أتت على شكل تقسيمات على قدر التيارات والأحزاب، وتحوي عددا كبيرا من المرشحين للانتخابات النيابية وهذه علامة غير جيدة، نظرا لوجود بعض الوزارات التي من الممكن ان تشكل رافعة لبعض المرشحين او لبعض التيارات السياسية"، متمنيا "وجود مناخ إقليمي ودولي يساعد الحكومة على تنظيم انتخابات حرة"، مؤكدا "عدم وجود أي دور للحكومة خارج الانتخابات".

وإذ أشار إلى انه "على المستوى السياسي، الدور الأساسي مناط برئيس الجمهورية والحكومة تلعب دورا مكملا، وان الجيل الجديد في لبنان كما اكثرية الشعب اللبناني تراهن على دور الرئيس سليمان الدي لمسناه مميزا في باريس"، رأى صفير ان "موضوع البيان الوزاري ممكن ان يشكل أخذا وردا لبعض الوقت". وأعرب عن اعتقاده انه "لن يشكل مشكلة على المدى الطويل لأن الكل محكومون اليوم بالتفاعل والتعاون نظرا لتأثير الجو العربي والدولي على لبنان"، معتبرا ان "الحكومة ستصيغ بيانا وزاريا يتسم بالأدبيات أكثر منه بالفعليات".

 

توضيح من كارلوس اده ل "مقاطع مجتزأة" تناولها الاعلام من حواره مع "اللواء"

وطنية - 15/7/2008 (سياسة) أدلى عميد الكتلة الوطنية اللبنانية كارلوس اده بالبيان التوضيحي الآتي:"ان المقاطع المجتزأة والتي تناولتها وسائل الاعلام يوم الاحد في 13 تموز 2008 من حوار أجريته مع صحيفة "اللواء" وصدر يوم الاثنين 14 تموز 2008 قد أثار ولا يزال الكثير من التساؤلات، ورغم توضيح أولي في وسائل الاعلام، أرى علي لزاما ان أوضح مرة اخيرة ما التبس على بعض المواطنين. - اولا: ان السؤال المتعلق بالتحالف الانتخابي والذي جاء في سياق الحوار مع الصحيفة، فقد قلنا قد نخوضها منفردين او مع حلفائنا في قوى 14 آذار. وردا على سؤال افتراضي عن امكان التحالف الانتخابي مع العماد ميشال عون أتى الجواب كالآتي: "انا اقيم تحالفاتي بحسب الهدف السياسي، وانا هدفي السياسي هو خط استقلالي وسيادي. في اليوم الذي يترك ميشال عون حلفاءه الحاليين ويعود ويطالب بسحب السلاح غير الشرعي وعدم تدخل سوريا وايران في لبنان ويعطي ضمانات على انه جدي، عندها نفكر في هذا التحالف، انما عليه ان يكون مقنعا".

هذا هو اساس دفتر شروط حزب الكتلة الوطنية اللبنانية لنسج تحالفاته الانتخابية مع اي مرشح كان.

- ثانيا: ان ابتعادي عن قوى 14 آذار لم يأت ليلة البارحة، بل كان محور نقاش منذ اتفاق قادة الاكثرية على قائد الجيش كمرشح توافقي لرئاسة الجمهورية، وقد تم تأخير تفعيل هذا القرار لدواع مبدئية ابرزها وعدي بأنني ابتعد عندما يتم تعديل الدستور وينتخب قائد الجيش رئيسا للجمهورية. لقد وفيت بتعهدي، فبعد عودة قادة الاكثرية من الدوحة ابلغتهم في الاجتماع الاخير رغبتي بالخروج من الهيكلية التنظيمية لقوى 14 آذار (ولغرابة الصدف انه منذ ذلك الاجتماع لم تعقد قوى 14 آذار اي اجتماع لها). ان القرار قد تم أخذه في ذاك الاجتماع وقد عبرت عنه في مقال أوردته صحيفتي النهار والاوريان لو جور يوم 17/6/2008 تحت عنوان "دفاعا عن المبادىء".

 

العماد عون تسلم دعوة للمشاركة في المؤتمر الثالث الداعم للمقاومة

وطنية - 15/7/2008 (سياسة) التقى النائب العماد ميشال عون ظهر اليوم، النائب أمين شري، على رأس وفد من المؤتمر الدائم للحوار، في اطار دعوة العماد عون الى المؤتمر الثالث الداعم للمقاومة في 16 الجاري. واعتبر النائب شري انه من الطبيعي ان يكون العماد عون ممثلا في المؤتمر، "فهو الشريك الفعلي للمقاومة من خلال مواقفه الوطنية

 

لم يتنازل عن المطالبة بالحقوق الثابتة للبنان وتجاوز الحظر السوري على شخصيات "مُعادية"

سليمان مع الأسد: استخفاف بمشاعر شعبه أم تفوّق في ملف معقد؟

المستقبل - الثلاثاء 15 تموز 2008 - فارس خشّان

من حق جمهور كبير من اللبنانيين أن يستاء من المشهد الباريسي، حيث أمضى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان قسطاً وافراً من وقته مع الرئيس السوري بشار الأسد. للاستياء أسباب كثيرة. فالجرح اللبناني من سلوكيات النظام السوري لا يزال نازفاً. المسألة لا تتصل فقط بملفات الاغتيال بل هي تنطلق على سبيل المثال لا الحصر من الآتي:

أولا، نظرة الأسد العدائية الى قسم كبير من اللبنانيين، وهو القائل إن الشعب السوري لا يحب فريق الرابع عشر من آذار، وهو المدافع عن الاعتقالات السياسية في بلاده بالإشارة الى أن بعض الموقوفين أجرى اتصالات بالأكثرية المعادية لسوريا في لبنان.

ثانياً، وقوف النظام السوري وراء الكثير من الاضطرابات الحاصلة في لبنان.

ثالثاً، مثابرة المسؤولين السوريين على السخرية من دعوة اللبنانيين الى علاقات ندية بين لبنان وسوريا.

رابعاً، استمرار النظام السوري في استخدام لبنان كورقة ضغط في لعبته الإقليمية، الأمر الذي يتجلى برفض تسليم الأمانة العامة للأمم المتحدة أي وثيقة رسمية من شأنها أن تشكل اعترافاً بلبنانية مزارع شبعا، ناهيك عن الإصرار على رفض ترسيم الحدود، إلى تلك اللحظة التي يخرج فيها الإسرائيلي من الجولان.

خامساً، إن النظام السوري لا يريد تواصلاً مؤسساتياً معه، بل هو يريد علاقة تبعية، وليس أدل على ذلك سوى قلب معطيات زيارة الرئيس فؤاد السنيورة في العام 2005، بعيد تشكيله حكومة ما بعد الانتخابات النيابية، بحيث أدّت الى تأزم غير مسبوق في العلاقة بين البلدين.

إلا أنّ سياسياً لبنانياً مخضرماً، وعلى الرغم من تسليمه بأهمية احترام مشاعر اللبنانيين، فهو يدعو الى تقديم العقل على العواطف.

ويشير هذا السياسي، من ضمن هذا السياق، الى أن قيادات الرابع عشر من آذار، حين رشحت العماد ميشال سليمان على أساس أنه شخصية تتمتع بمواصفات وفاقية، كانت تُدرك أنه سيتعامل بإيجابية مطلقة مع القيادة السورية، ليس على اعتبار أن صلات جيدة تربط سليمان بالأسد منذ وصوله الى قيادة الجيش في العام 1998 فحسب، بل أيضاً على أساس أن الفئات اللبنانية الأخرى في البلاد لا تقبل بإضفاء صفة توافقي على أي شخصية تمانع في إقامة علاقات ممتازة مع دمشق، وتالياً يصبح من المنطقي بل من البديهي، والحالة هذه، أن يتواصل سليمان مع الأسد وأن يتغاضى عن بعض السلوكيات السورية "الفوقية" التي هي بالنتيجة مجرد تعويض أسدي على إطلالاته التنازلية في الملف اللبناني في فرنسا، إذ أن الرئيس نيكولا ساركوزي، وبغض النظر عن الأسباب العميقة التي جعلته ينفتح على الأسد ومنها "التمني الإسرائيلي"، أصرّ على تصوير قبوله بالأسد بأنه يأتي من منطلق "تراجع" الأسد في الملف اللبناني، بدءاً بتسهيله الآنتخابات الرئاسية في لبنان، في ضوء اتفاق الدوحة، وأن استمراره في عملية الانفتاح منوطة بمواصلة الأسد "الدفع" في لبنان، بحيث بدت زيارة ساركوزي المقبلة لدمشق مرتبطة جوهرياً بوعد الأسد "القاطع" بإقامة تبادل ديبلوماسي بين لبنان وسوريا.

ويقول السياسي نفسه إن أي قيادي لبناني حكيم لا يمكن أن يفكر لوهلة واحدة بأن يدير رئيس لبنان علاقات باردة مع الرئيس السوري، لا بل إن أحد كبار مؤيدي النهج الاستقلالي عن سوريا في لبنان، وهو السفير السابق جوني عبدو، كان يكرر دائماً أنه لا يصلح لمنصب رئيس الجمهورية حالياً لأن أول المطلوب منه أن يقيم علاقة بالنظام السوري، ولذلك كان يدعو الى اختيار شخصية توافقية قادرة على إدارة ملف العلاقة المباشرة مع دمشق، وهو كان يعتبر أن هذه الشخصية من الأفضل ألا تكون من تلك التي يؤدي اجتماعها بالأسد الى اتهامها بالخيانة.

ومع ذلك يعتبر مراقبون كثر، تابعوا زيارة سليمان الباريسية عن كثب سواء من العاصمة الفرنسية أم من العاصمة اللبنانية، أن الرئيس اللبناني الجديد برع في إدارة الملف، فهو الى جانب لياقته في التعامل مع الأسد ـ كما مع سائر الرؤساء الذين التقاهم ـ حافظ على مسافة في المواضيع، بحيث تجاهل، من جهة أولى، الرد على الأسئلة التي كان تهدف الى إظهاره مكبراً لصوت النظام السوري، ليشدد، من جهة ثانية، على الحقوق اللبنانية حين تكلم علناً وبثقة على وجوب إقامة علاقات ديبلوماسية بين البلدين، وحين أصرّ على وجوب ترسيم مزارع شبعا لتسريع مسار تحريرها الذي انطلق واقعياً، وحين فاتح نظيره السوري بملف المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية متجاوزاً الإجابات السورية الكلاسيكية، وحين صافح بحرارة، وبصورة علنية، شخصيات لبنانية يُعاديها النظام السوري، ومن ثم أصرّ على الاجتماع بها على حدة في مقر إقامته، على الرغم من "جواسيس الأسد"، كما هي الحال مع السفير السابق جوني عبدو الذي كان "طقم الوصاية" كلما أراد أن يسترضي المخابرات السورية يُقدم على مهاجمته. ولعلّ هذه السلوكية "السليمانية"، هي التي جعلت الأسد المبتسم ظاهرياً يُعرب عن غيظه المكبوت، بتصرفات لا تليق بالرؤساء حين أقدم على إبقاء النائب السابق ميشال سماحة في مجلسه لدى استقباله الرئيس اللبناني. ولا يشكل هذا السلوك الأسدي مجرد خرق للبروتوكول في التعامل مع الرؤساء، بل هو يتعداه الى إبلاغ سليمان قبل اللبنانيين رسالة مفادها أن سوريا ـ الأسد لا تقيم كبير اعتبار للرؤساء اللبنانيين لأنهم رؤساء، بل هي تقدّم على شاغلي المناصب الدستورية مهما علت أولئك الذين يُؤدون لها "خدمات".

 

منطق الإيجابية الحريرية

مصطفى علوش(*)

المستقبل - الثلاثاء 15 تموز 2008 -

"يا أعدل الناس إلا في معاملتي فيك الخصام وأنت الخصم والحكم" المتنبي

هناك نادرة ما زلت أذكرها من درس القراءة في المرحلة الابتدائية في المدرسة، هذه النادرة تتحدث عن حريق هائل شب في غابة أخذ يلتهم الشجر الكبير والصغير، وفي ظل هذا الأتون كانت عظاة تنقل عيدان الخشب اليابس لترميها في النار لتزيدها اتقاداً في حين أن يمامة كانت تطير حاملة في منقارها بضع قطرات من الماء لترميها فوق النار لتخفّف من اشتعالها، والواقع هو أنه لا العظاة زادت النار ضرامة ولا اليمامة أطفأتها ولكن لكل منهما طباعه.

"تمنيت على الرئيس فؤاد السنيورة القبول بتوزير علي قانصوه من أجل مصلحة البلد والعهد الجديد"، بهذه الكلمات خرج سعد رفيق الحريري بعد اجتماعه بالرئيس المكلّف ليفتح الباب أمام تأليف أول حكومة في عهد الرئيس ميشال سليمان، وكان قد سبق هذه الخطوة إعلان الدكتور غطاس خوري تنازله عن الترشيح لمنصب وزاري لمصلحة قوى 14 آذار، وجملة من التسويات أتت بمجملها على حساب توزير نواب وناشطي تيار المستقبل.

أتت كل هذه الخطوات في سبيل تفكيك ألغام إقليمية هدفت الى إعادة النظام السوري الى قلب مسألة تأليف الحكومة من خلال طرح توزير علي قانصوه. والمعادلة هنا سيف ذو حدين، ففي حال قبلت قوى الأكثرية بتوزيره حسبت المسألة هزيمة معنوية لها، وإن أصرّت على رفضه فالتسوية كانت ستأتي على يد بشار الأسد من خلال وساطة الرئيس نيكولا ساركوزي خلال لقاء باريس، وهذا يعني عملياً تسليفة جديدة للبنان وللمجتمع الدولي يفرضها النظام من خلال أدواته.

والواقع هو أن سعد الحريري اختار تجاوز مسألة توزير قانصوه ليقطع الطريق على المناورات السورية من جهة، ودعم رئاسة الجمهورية بتأليف الحكومة بحيث يذهب الرئيس الى فرنسا وقد استكملت المواقع الدستورية فيه حتى لا تكون هذه النقطة مفتاحاً للابتزاز أو الاستقواء أو الاستعلاء على رئاسة لبنان.

وبالعودة الى الاخراج النهائي لهذه الحكومة نرى أن التسويات أتت بشكل شبه كامل على حساب تيار المستقبل من الناحية العددية، فلو تمسك رئيسه سعد الحريري بمبدأ التمثيل النسبي لكانت حصته المنطقية على الأقل نصف حِصة قوى 14 آذار، أي ثمانية وزراء، ولكن وفي المحصلة فقد اقتصرت المسألة على توزير السيدة بهية الحريري من نواب هذا التيار.

لقد فضل سعد الحريري انتهاج مسار والده الشهيد في ادارة الأزمة بمنطق الايجابية المطلقة من خلال حرمان أقرب المحازبين في تيار المستقبل حق التوزير لمصلحة تمثيل أفعل لمسيحيي قوى 14 آذار من جهة وللقوى المستقلة من جهة أخرى.

لا شك في ان هذا المنهاج في معالجة مسألة تأليف هذه الحكومة قد يلقي بظلاله على قيادات تيار المستقبل، ولا شك أيضاً ان بعض التململات قد تحدث بسبب حرمان نواب ومحازبي التيار "نعمة" التوزير. ولكن سعد الحريري، وبنفس الروحية المنفتحة سوف يتمكن من لملمة التململات والتساؤلات. فالأهم من توزير المحازبين في هذه الحكومة، أو في أية حكومة أخرى، هو دعم قضية 14 آذار وإظهارها كما هي على حقيقتها تيارا شعبيا ونخبويا عريضا قادرا على جمع اللبنانيين، والمحازبين والمستقلين، في إطار منطق الحفاظ على الوطن والحرية والتعددية وعلى منطق مرجعية الدولة في ظل تداول السلطات ديموقراطياً. كما ان ما يجمع هذه القوى هو رفض فرض خيارات قسرية على مكونات المجتمع اللبناني خاصة تلك المرتبطة بشهوات سلطوية اقليمية وأحلام كارثية ماورائية.

لذلك فإن خِيار سعد الحريري، وإن ظهر على أنه من قبيل التضحية والانكسار، ولكن مفاعيله ظهرت مباشرة من خلال تأليف الحكومة ووضع لبنان من جديد، ولأول مرة منذ سنوات تحت إدارة متوازنة ودستورية.

أما المفاعيل غير المباشرة والتي قد تكون أكثر أهمية، فستظهر من خلال ترسيخ صلابة قوى 14 آذار وتوسيع أطرها من خلال افساح المجال لمن كانوا يحسبون أنفسهم في موقع المستقلين لأن يكون في صلب مفاعيل ثورة الأرز.

لا تزال المنطقة، ولبنان من ضمنها، تنتظر الكثير من الأحداث الكبرى ابتداء بالمحكمة الدولية الى مسار السلام السوري ـ الإسرائيلي الى المسار النووي الإيراني مما يجعل الوضع مفتوحاً للتأثر بشكل عميق مع هذه المفاعيل، وهذا ما يضع وحدة ومناعة وتوسـّع قاعدة 14 آذار أهم بكثير من حسابات الربح والخَسارة الفردية والمناطقية، وهذا التوجه يحتاج الى أسراب يمام تحمل بمناقيرها الماء.

(*) عضو كتلة "المستقبل" النيابية

 

خطوة ايجابية أم "عنجر ثانية"

السفارة السورية في لبنان مرهونة بترسيم الحدود

باسمة عطوي

المستقبل - الثلاثاء 15 تموز 2008 -

حول لبنان الى نجم قمة "الاتحاد من اجل المتوسط " بعدما أعلن خلال القمة الرباعية التي ضمت الرؤساء الفرنسي واللبناني والسوري وامير دولة قطر، الاتفاق على تبادل العلاقات الديبلوماسية والسفارات بين بيروت ودمشق. خطوة أقر الجميع بأهميتها لتبريد العلاقات الساخنة بين البلدين منذ ما يزيد على السنوات الثلاث، لكنها فتحت في الوقت نفسه باب الاسئلة عن دلالاتها ودورها المقبل، وعما اذا كانت السفارة المقبلة ستتحول الى مركز "عنجر" ثان يتدخل في الشؤون اللبنانية على غرار ما كان يحصل سابقا؟ خصوصا ان اتهامات "حلفاء" سوريا في لبنان بتدخل السفارتين الاميركية والفرنسية في الشؤون الداخلية اللبنانية لا تزال ناشطة مع كل تحرك ديبلوماسي تجاه لبنان.

حوري

مكان السفارة سيكون في المنطقة المحيطة بعين المريسة كما يرجح كثيرون. اما دلالة فتحها فيراه عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري في إطار "تطبيق مقررات مؤتمر الحوار الوطني الذي اقر مبدأ تنظيم العلاقات الطبيعية بين لبنان وسوريا، ويأتي في مقدمة هذا التوجه إقامة علاقات ديبلوماسية بين بيروت ودمشق". وهذا يعني برأيه "اعترافا سوريا بسيادة لبنان، الامر الذي تهرب منه النظام السوري طويلا منذ اتفاقية سايكس ـ بيكو، وحاول البعض تغطية هذا التهرب بالقول ان المجلس الاعلى اللبناني ـ السوري يحل محل السفارة".

يضيف حوري: "بعد الانسحاب السوري في نيسان 2005، واستكمالا لهذا الانسحاب لا بد من اقامة هذه العلاقات، وما جرى في باريس هو خطوة ضغط المجتمع الدولي لانجازها، لكنها يجب ان تستكمل بترسيم الحدود حتى يكون للاعتراف الديبلوماسي مضمونا كاملا متعلقا بسيادة لبنان، وبالتالي فالحدود المرسومة هي معلم من معالم السيادة، لذلك سنستمر بالمطالبة بترسيم الحدود بعد إقامة العلاقات الديبلوماسية استكمالا لهذا الاعتراف".

يربط حوري بين المفاوضات الجارية بين سوريا واسرائيل، وبين القبول السوري بإقامة علاقات ديبلوماسية مع لبنان. فبرأيه أنه "من غير الممكن فتح سفارة سورية في تل ابيب في حين أنه لا يوجد سفارة سورية في بيروت. اما بخصوص تحول هذه السفارة الى "عنجر" اخرى، فالسفارة عادة هي مظهر سيادي بين الدولتين المعنيتين، وفي لبنان سفارات لمعظم دول العالم، ولا يمكن الجزم بتدخل هذه السفارات في الشأن اللبناني".

دي فريج

يعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب نبيل دي فريج ان ما جرى في باريس "هو اعلان نوايا جيد وقرار تنازل سوري امام المجتمع الدولي، لكن العبرة تبقى في التنفيذ خصوصا في ظل الحديث عن ان فتح السفارات يحتاج الى مسار قانوني وإعادة قراءة للاتفاقيات الموقعة بين البلدين، وهذا يعني مماطلة في التنفيذ وان كانت اقامة علاقات ديبلوماسية لا تنفي التدخل السوري المحتمل في الشؤون الداخلية اللبنانية. لكن الاهم هو خطوة ترسيم الحدود اللبنانية ـ السورية التي اتى على ذكرها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، فهذا معناه لجنة فنية ترسم الحدود بموجب محضر رسمي وترسله الى الامم المتحدة وهذا يعني خطوة اساسية نحو ترسيخ سيادة البلاد واستقلالها".

عطا الله

يضع أمين سر "حركة اليسار الديموقراطي" النائب الياس عطا الله خطوة اقامة علاقات ديبلوماسية في خانة "الكلام الذي لم يتحول بعد الى واقع، لكنه خطوة في الاتجاه السليم لإرساء علاقات ندية بين لبنان وسوريا، وان لم ترد بشكل صريح على لسان الرئيس السوري".

اما عن إمكان تحول هذه السفارة الى باب للتدخل في الشأن الداخلي، فيرى "ان الدولة حينما تكون لديها القدرة على ممارسة سيادتها فحدود التدخل الاجنبي يتقلص، لكن المشكلة ان هناك قوى داخلية ليست حريصة على امتلاك الدولة هذه القدرة وتأمين السيادة والاستقلال، والمطلوب قبل الشكوى من التدخل الاجنبي مساعدة الدولة على ممارسة دورها السيادي".

 

يوسف تقلا: أمثّل الرئيس الذي لم ألتقه سوى ربع ساعة

المستقبل - الثلاثاء 15 تموز 2008 - عبد السلام موسى

فوجئ وزير الدولة يوسف تقلا بإعلان اسمه في التشكيلة الحكومية، فهو لم يلتق رئيس الجمهورية ميشال سليمان في حياته سوى لربع ساعة، ولا يعرفه كثيراً، الا انه رشحه ليكون وزيراً في حكومة الوحدة الوطنية من حصة الرئيس، وأبلغه بذلك قبل اعلان التشكيلة بساعة واحدة، ثقة منه بكفاءته وقدرته على تحمل المسؤولية، ومهنيته في الأداء الوزاري.

ينتظر تقلا عودة الرئيس سليمان من فرنسا "كي أقف على رأيه وتصوّره حول الحكومة" التي لا يرى انها "ستكون حكومة مواجهة لالتزام الأطراف السياسية باتفاق الدوحة". ويتساءل في دردشة مع "المستقبل" عن عمر الحكومة القصير، وما اذا كانت مهمتها ستنحصر بإجراء الانتخابات النيابية في العام 2009".

يرى تقلا "ان الحكومة كما تم الاتفاق هي حكومة اتحاد وطني، فإذا كانت كذلك فهذا جيد، وإن لم تكن كذلك فهذا سيئ، لذا علينا ان لا نستبق الأمور. لقد اختارني الرئيس سليمان لأكون وزيراً من حصته، ولا أدري كيف اختارت الأطراف السياسية الباقية ممثليها في الحكومة، ولكن آمل أن يكون الانسجام سيد الموقوف".

ويتساءل عن عمر الحكومة القصير، و"مدى قدرتها على معالجة كل التحديات والملفات التي تنتظرها في وقت قصير لا يتعدى العشرة أشهر، وهل ستكون مهمتها محصورة فقط بإجراء الانتخابات النيابية في العام 2009 أو أكثر من ذلك".

ويقول: "لا أعرف شيئاً عن البيان الوزاري، فحتى الساعة ليس معروفاً من سيكتبه، لم أطلع على الملف بعد، وأنا في انتظار عودة الرئيس سليمان من فرنسا بعد مشاركته في قمة الاتحاد من أجل المتوسط كي أقف على رأيه وأستشف تعليماته في هذا السياق، وتصوّره حول الحكومة".

ويشير تقلا إلى انه "التقى الرئيس سليمان لمرة واحدة فقط وعلى مدى ربع ساعة من الوقت، لا أعرفه كثيراً، وفوجئت حين اتصل بي قبل تأليف الحكومة بساعة ليخبرني انني سأكون وزيراً من حصته".

ويؤكد "سأكون حكماً داخل مجلس الوزراء في حال حصول أي خلاف، فوزير الدولة كما هو معلوم لا يملك حقيبة، ويتم تكليفه بملفات معينة".

ولا يتوقع تقلا "أن تكون حكومة الوحدة الوطنية، حكومة مواجهة، هذا ما أراه، وقد أكون مخطئاً، لكن الأطراف السياسية في لبنان ملتزمة باتفاق الدوحة الذي بدأ بانتخاب الرئيس سليمان، والآن مع تشكيل الحكومة".

ويعتبر انه "يجب العمل على إعادة الثقة بين المواطنين، وإعادة العجلة الاقتصادية إلى الدوران".

ويختم بالقول "أمثل شخصاً لم أقابله، وحين يتم اللقاء ستصبح الرؤية أوضح للمرحلة المقبلة".

 

ترأس اجتماعاً لـ"تكتل التغيير" والتقى وهاب

قال رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون "نحن نعرف اننا في تأليف الوزارة رفعنا مستوى الجميع في التمثيل.

ويجب ان يكون هناك لائحة اولويات في العمل لاننا نعرف ان لا وجود للعجائب". جاء كلامه بعد ترؤسه الاجتماع الاسبوعي، للتكتل في حضور نائب رئيس مجلس الوزراء عصام ابو جمرة والوزراء الياس سكاف وماريو عون وآلان طابوريان وجبران باسيل. وبعد الاجتماع، وقبل ان يتحدث عون، تطرق سكاف الى المزارعين، ولاسيما في ما يتعلق بمزارعي البطاطا، فقال ان الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني السوري نصري الخوري ابلغه موافقة سوريا على دخول شاحنات البطاطا المشودرة من لبنان الى سوريا، وهذا خبر مهم بالنسبة الى المزارعين.

ثم تحدث عون فقال: "بحثنا في امور عدة في اللقاء الاسبوعي، وناقشنا القانون الذي تحدثنا عنه في المرة السابقة وهو عدم الجمع بين الوزارة والنيابة، وضعنا الصيغ ويلزمها بعض التعديل، وان شاء الله سنرفع المشروع الى مجلس النواب قريبا.

وايضا بعد نيل الحكومة الثقة نطلب فتح دورة استثنائية للمجلس النيابي حتى نعوض عن الفراغ الذي حصل لمدة طويلة في عمله، هناك قضايا كثيرة تنتظرنا.

نظرنا قليلا الى السياسة الشرق الاوسطية الحديثة واجتماع باريس وما يعنيه. كنا مرتاحين جدا لان خياراتنا الاساسية هي التي كانت صحيحة، ولو سمعوا منا منذ زمن لما حصل ما حصل، لكنا وفرنا اشياء على لبنان. لفت نظرنا ايضا موقف فخامة الرئيس ميشال سليمان في باريس في ما يتعلق بتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وهذا يطمئننا الى انه صار هناك تجانس ايضا في السياسة الدفاعية التي وضعناها في مخططنا. يبدو ان الامور تسير على ما يرام، وان شاء الله تبشر دائما المفاجآت الآتية بايجابية للبنان. وايضا موسم الاصطياف يتحسن يوما بعد يوم، وتعرفون ذلك من زحمة السير. وزراؤنا بدأوا في تسلم وزاراتهم، عندهم عمل سيقومون به بالتأكيد، سيقومون بمحضر الاستلام ولكن ليس التقليدي، اي ان يدخلوا المكاتب ويتصافحوا في ما بينهم، انما الاطلاع على العمل الوزاري وعلى الوضع الداخلي لكل وزارة. وان شاء الله بأدائهم الحديث يقدمون نموذجا جيدا للجميع.

نحن نعرف اننا في تأليف الوزارة رفعنا مستوى الجميع في التمثيل، وان شاء الله الآن بالنموذج الذي سنعطيه يرتفع نموذج الجميع في الأداء، لان الشيء الذي كنا نتحدث عنه وننتقده سنصححه (...)".

وسئل: هل سيكون هناك خلاف على البيان الوزاري؟

فأجاب: "لا اعتقد انه سيكون هناك خلاف على البيان الوزاري، نريد ان نذكرهم ببياناتهم عندما كانوا مرشحين لرئاسة الجمهورية وماذا اقترحوا من مشاريع واكثر من هذا لا نريد منهم.

اذا كان هناك مشكلة على المقاومة واذا هذا ما تقصدونه، لنأخذ التصريحات الرئاسية للمرشحين في الموالاة والمعارضة ونحن لا نريد ابعد من هذا.

• ولكن هناك من تحدث اليوم عن خوف من ان تضع المعارضة عراقيل في البيان الوزاري، واقترحوا ان تتم الموافقة على الخطاب الرئاسي كما هو؟

- الذي يريد ان يخاف فليخف. انا لا استطيع ان اضخ الشجاعة في شرايين الانسان خصوصا اذا خاف من شيء وهمي. اليس هذا ما حصل في 7 ايار؟ خوفا من سلاح المقاومة رموا انفسهم على سلاحهافي قراراتهم. الذي يخاف سيخاف دوما، وسيظل طوال حياته خائفا ولن يؤذيه احد الا اذا هو آذى نفسه.

• متى تتوقع أن تنطلق طاولة الحوار من قصر بعبدا؟

- بعد حصول الحكومة على الثقة.

• ولكن هناك من يريدها قبل؟

- هناك رغبات مختلفة، لكن الرغبة الحقيقية هي بعد نيل الثقة.

• هل تشارك شخصياً في استقبال الأسرى؟

- معقول.

• ماذا عن التعيينات الأمنية؟

- لغاية الآن لم تطرح. هناك سلطات مسؤولة عن اعداد الطرح، والوزراء الحاضرون سيعبرون عن رأينا. الآن لا نستطيع ان نتناول لا اسماء ولا أن نثير عملية تشهير او دعاية. في عمليات التعيينات الأمنية، وأنا كمسؤول سابق قائد للجيش اللبناني، اعرف ان الامور يجب ان تدرس بهدوء، وعندما تصل الى مجلس الوزراء يجب ان تكون جاهزة للتصويت، والنقاش يصبح جانبياً حولها.

• عميد حزب الكتلة الوطنية (كارلوس اده) قال امس انه مستعد للتحالف مع العماد عون ولكن ضمن شروط؟

- ليرسل لنا دفتر الشروط لنرى اذا كنا نحن نستطيع ان نملي هذه الشروط.

• ما رأيك في موقف رئيس الجمهورية الذي يقول إن حل مزارع شبعا يجب أن يكون بالديبلوماسية؟

- لا أحد ينكر أن الوسائل الديبلوماسية أفضل وسيلة وارخصها، كلفتها اقل شيء، اذا تمت على هذا الشكل فهذا جيد ولكن يجب ان نرى الشطر الثاني. ايضاً "واذا لم نتمكن فبالسلاح". معنى هذا أن ليس مطلوباً مناقشة السلاح الا بعد حل قضية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.

• هل يتم في عهدكم فتح الملفات؟

- ربما لم يكن هناك ملفات، هل نلتزم شيئاً ليس في يدنا؟ عندما سيكون هناك ملف سنفتحه ونعلم الجميع. كلنا نسمع عن أمور ضخمة. الظن في الشيء لا يعني انه حقيقي. وأيضاً هناك أمور ضخمة حصلت لم نعلم بها ولكن كنا على ثقة أننا لن نستر على شيء او على ملف حقيقي".

وكان عون استقبل في الرابية الوزير السابق وئام وهاب مع وفد من المشايخ في "هيئة العمل التوحيدي"، واعتبر وهاب ان "الحقائب التي اخذتها المعارضة لن تكون فقط لجمهورها بل لجميع اللبنانيين، ويجب الا تتصرف مع اي مواطن على اساس انتمائه السياسي، وهذا هو في الاساس توجه العماد عون".

 

 

 

 

أبو جمرة: أصبحنا قادرين على تنفيذ استراتيجية الدفاع

 

رأى نائب رئيس مجلس الوزراء  عصام أبو جمرا ان الوضع الاقليمي يميل الى التوافق منذ بدأت مساعي الوفاق بين سوريا واسرائيل بواسطة تركيا، وكذلك بين اسرائيل ولبنان لإعادة الأسرى واستعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا تحت إمرة الامم المتحدة".

ووصف الاتفاق على تنظيم العلاقات الديبلوماسية بين بيروت ودمشق "الخطوة الكبيرة".

وقال في حديث اذاعي: "لبنان يتأثر كثيرا بما يجري في محيطه، واعتقد ان ثمة مرحلة جديدة بالنسبة اليه، فنحن ننطلق من رئيس توافقي وحكومة اتحاد وطني وهذا يعني المشاركة الفعلية في الحكم بين الموالاة والمعارضة، وان تكون كل الوزارات وكل الناس على قدم المساواة عموديا وأفقيا، اذا تم العمل بحسن نية والتوافق بين كل المعنيين لاحلال الاستقرار وتحقيق الازدهار في لبنان".

وفي ملف السلاح، قال: "القرار 1701 عالج قسما كبيرا من هذا الموضوع ويتمثل بإعادة مزارع شبعا والاسرى، واصبحنا قادرين على تنفيذ استراتيجيا الدفاع اللبنانية (...) يجب ان يدخل موضوع السلاح الفلسطيني داخل المخيمات اولا بعد سحبه من خارجها. واذا أردنا الوصول الى الهدنة بعد تطبيق 1701 واستعادة مزارع شبعا يجب ان يعالج موضوع السلاح داخل لبنان كله وتصبح الدولة هي المسؤولة ولكن يجب ان ينفذ هذا الامر على مراحل". 

 

 كسرت البروتوكول واستذكرت جبران

حبيب شلوق.  سيدني – "النهار":

خصّت حاكمة ولاية نيوساوث ويلز ماري بشير "النهار" بالتفاتة خاصة، اذ ما ان تعرفت الى مندوب "النهار" حتى طلبت مقابلته بترحاب وقالت بغصة: "حرام جبران. انها مأساة. انه رجل سلام، هذا إجرام". واضافت: "الرجاء نقل سلامي الى غسان رأس الهرم والى العائلة وكل من يمت اليها بصلة، والى كل أسرة "النهار". ارجو نقل سلامي وتعازيّ، حرام جبران، مسكين غسان. انا اعرف الاثنين وقد زاراني هنا".

والحاكمة التي تفهم العربية تقول انها من بلدة دوما في البترون (وليس من بشعلة القريبة منها)، وزوجها نيكولاس (نقولا) شحادة من كوسبا الكورة. والاثنان ارثوذكسيان. وتضيف انها درست الطب مع شقيقتها واصبحت بروفسورة، قبل ان تتزوج، وتتذكر ان والدها كان يتعلّم في تنورين قبل ان ينتقل الى الجامعة الاميركية في بيروت، وهي تتأثر كلما تذكرت دوما او كوسبا بلدة زوجها. كذلك تسأل لماذا يحصل كل ذلك في لبنان، "حرام هالبلد" قالتها بالعربية، وتابعت: "لماذا كل هذه المآسي"". والحاكمة فخورة ببلدها الأم، وتصر على ان تمرر كلمة او اثنتين بالعربية، بينما يفخر زوجها بأنه يعرف العربية اكثر من زوجته، ولو انه يعتبر "معتُّر" قالها باللكنة الكورانية لأنه "ما بعرف كتير عربي". ونيكولاس شحاده، يحمل لقب سيد (Sir) من الملكة، وهو لاعب سابق في فريق ركبي الاوسترالي، وعضو في اتحاد اللعبة. وكما الحاكمة كذلك زوجها بروفسور في الطب. وقبل ان اغادر سألتني الحاكمة مجدداً ان اوصل التحية والتعزية.... وانا ابتعد، ترددت مرات في ذهني عبارة: حرام جبران.ح. ش.

 

"سليمان شخص حكيم ونظيف والرئاسة في ايدٍ امينة"

نسيب لحود: توزيري جاء نتيجة اتفـــــــاق وسأخوض الانتخابــــات ضمن تحالف 14 اذار

المركزية - اوضح رئيس حركة التجدد الديموقراطي وزير الدولة نسيب لحود انه يمثل المستقلين في 14 اذار في الحكومة، مؤكدا ان فريق 14 اذار هو فريق واحد وقد دخل الى الحكومة بحسن نية وانفتاح، مشيرا الى ان توزيره جاء نتيجة اتفاق، وأكد ان اهتمامه الشخصي سيكون بالمصالحة الوطنية وبتأمين الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي وتخفيف آلام الناس. ولفت الى انه سيخوض المعركة الانتخابية ضمن تحالف 14 اذار، وشجع على التواصل الجاد بين افرقاء المعارضة وا لموالاة، واوضح ان الحكومة هي خير مكان للتواصل. واعتبر ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان هو شخص حكيم ونظيف مبديا اعتقاده ان الرئاسة اليوم هي في ايدٍ امينة.

مواقف الوزير لحود جاءت في مقابلة مع تلفزيون نيو تي في وسئل:

* لماذا، وكيف نسيب لحود الى الحكومة؟ وهل انت راضٍ عن منصب وزير دولة ام كنت تفضل اكثر من ذلك؟

- لماذا؟ لا اعرف. كيف؟ الرئيس السنيورة اتصل بي قبل يوم من تأليف الحكومة وسألني اذا كنت اقبل المشاركة فيها، قلت له اذا كان هو يعرضها علي فأنا موافق وسأدخل الحكومة ومستعد للخدمة. عرض علي احدى حقيبتي البيئة والمهجرين ولكنني شعرت ان في هذه المرحلة هناك ملفات سياسية كبرى من الافضل ان اتفرغ لها ولعل اهمها ملف المصالحة الوطنية التي من دونها من الصعب معالجة الملفات الاخرى.

* هل كان ثمة رضى على اسمك من قبل افرقاء لقاء قرنة شهوان او في 14 آذار؟

- اتصور ذلك. في هذه الحكومة انا امثل المستقلين في 14 آذار او ما كان يسمى "قرنة شهوان". اعتقد انه لم يكن لديهم اعتراض على ان امثلهم. ولو اختاروا اياً من رفاقي لم أكن لاعترض. اي منهم يمثلنا خير تمثل.

* لماذا برأيك وقع الاختيار عليك تحديداً على الرغم من التداول في اسماء كثيرة؟

- لا فكرة لدي حقاً.

* هل اتصل الرفاق في 14 آذار لتهنئتك؟

- طبعاً.

* كان ثمة انتقادات كثيرة، تحديداً من النائب السابق غطاس خوري الذي انتقد لقاء قرنة شهوان وهذا التسابق على الحقائب قبل ساعات من التأليف. ما رأيك بكلامه وهل هذا يعني ان ثمة شرخاً اليوم في صفوف الاكثرية؟

- بصراحة، خلال التحضيرات لتأليف الحكومة كنت في لندن. لذلك لست على اطلاع على التفاصيل. يمكنني القول ان غطاس خوري له اياد بيض على 14 آذار. اخذ مواقف جريئة في مساره السياسي كله. ولو مثل غطاس خوري هذه الشريحة من 14 آذار لكنت اعتبرت اننا ممثلون خير تمثيل، مثله مثل نايلة معوض ومنصور البون. كلهم لديهم الكفاءة الوطنية لتمثيلنا خير تمثيل.

* حتى النائب وليد جنبلاط انتقد هذه الحكومة، لماذا هذه الانتقادات؟

- انا لا اعتقد ان ثمة انتقادات. ففي لعبة تأليف الحكومة ثمة حقائب تذهب وتأتي، وكل ذلك ينتهي مع تأليف الحكومة وصدور المراسيم، واعتقد ان فريق 14 آذار هو فريق واحد وقد دخل الى الحكومة بحسن نية وانفتاح وهدفنا تأمين المصالحة الوطنية التي، اذا تأمنت، نؤمن الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي ونخفف من آلام الناس وهذا هدفنا الاساسي.

* يقال ان المملكة العربية السعودية كانت لها اليد الطولى في توزير نسيب لحود

- هذه خرافة. توزيري جاء نتيجة اتفاق. الرئيس السنيورة هو الذي عرض، والرئيس سليمان وافق، وهكذا تم توزيري.

* كوزير دولة ما هي مهماتك ومشاريعك؟

- المهمة الاساسية هي المشاركة في القرار السياسي. مجلس الوزراء هو المؤتمن على السلطة التنفيذية كمجموعة. وانا سأمارس هذا الدور من خلال المجموعة وسأشارك في كل القرارات السياسية التي ستطرح على مجلس الوزراء. ولكن لان هذه المرحلة هي مرحلة خاصة اعتقد ان اهتمامي الشخصي سيكون بالمصالحة الوطنية وبتأمين الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي وتخفيف آلام الناس. ومن ناحية اخرى يجب التطلع الى العلاقات اللبنانية - السورية وهي قيد مراجعة اليوم وتشهد خطوات الى الامام، كما سنتابع موضوع الانتخابات النيابية ونتمنى ان نصل اليها مع استقرار سياسي يؤمن انتخابات تنافسية لا صدامية.

* هل ستخوض المعركة الانتخابية في الـ2009؟ والى جانب من؟

- طبعاً. لا ادري الى جانب من، ولكن اكيد ضمن تحالف 14 آذار.

* يحكى ان افرقاء 14 آذار سيضطرون في انتخابات الـ2009 الى التحالف مع العماد ميشال عون او النائب ميشال المر، هل نشهد تحالفاً بينك وبين العماد عون او النائب ميشال المر؟

- الموضوع ليس مطروحاً الآن. المطروح اليوم هو ان اي خطوة انتخابية سآخذها ستكون من ضمن تحالف 14 آذار، ومنسقة مع 14 آذار.

* بالمبدأ هل يمكن التحالف بين قيادي في 14 آذار وشخصية سياسية مثل العماد عون او النائب ميشال المر؟

- انا افضل الانتخابات التي تخاض على اساس تحالفات سياسية ثابتة تؤدي الى تكتلات سياسية في مجلس النواب. ولكن بعض المعارك تتم على اساس تحالفات انتخابية فقط لا تؤدي الى تحالفات سياسية. هذا الامر يبحث في وقته ولا يزال الوقت مبكراً.

* ولكن النائب جنبلاط يفتح قنوات مع حزب الله وهذا يمهد ربما الى تحالف بين حزب الله والاشتراكي في بعبدا - عاليه، كيف تقرأ ذلك؟

- قنوات الاتصال مع حزب الله ضرورية. اعتقد ان اختلاف الرأي حول بعض المواضيع يجب الا يقطع العلاقات بين اي من الافرقاء السياسيين. انا اشجع على التواصل الجاد بين افرقاء المعارضة والمولاة. ثمة شراكة بينهما تجسدت في هذه الحكومة ويجب ان ينتج عن هذه الشراكة قرارات وطنية قائمة على اسس ثابتة.

* السيد حسن نصرالله قال في احد خطاباته ان ما بعد 7 أيار ليس كما قبله، هل هذا يعني ان 14 آذار و8 آذار اضمحلتا ودخلنا مرحلة جديدة؟

- لا اعتقد. تحالف 14 آذار وتحالف 8 آذار ما زالا قائمين ولكن الحوار حول المسائل المصيرية المطروحة على البلد في المرحلة المقبلة تحتم ان يكون ثمة تواصل والحكومة هي خير مكان لهذا التواصل.

* هناك من يلوم الاكثرية لانها سعت وراء حقائب ونسيت شعارات ثورة الارز ودماء الشهداء.

- لا اعتقد ذلك. ومن حق الكتل النيابية ان تسعى الى تمثيل ضمن الحكومة، ولكن لا اعتقد ان 14 آذار نسيت او ستتناسى المبادئ الاساسية التي ولدت من اجلها.

* هل ترى سبيلاً الى التعايش بينكم على طاولة وزارية واحدة انتم الافرقاء المتنازعون وقد وصلت المرحلة الى التقاتل؟

- ما حصل على الارض غير مبرر وغير مقبول، استعمل السلاح في ايار بشكل نتمنى ان يذكر ولا يعاد. السلاح يجب ان يخضع الى حوار بين اللبنانيين كي نستخلص موقفاً مشتركاً يحمي لبنان في المرحلة المقبلة. حماية لبنان ليست فقط في حمايته عسكرياً، بل يجب حمايته من الهجرة ومن الانهيار الاقتصادي، حماية لبنان تأخذ وجوهاً عدة نأمل في ان نتفاهم مع المعارضة حولها من خلال لجنة الحوار التي يجب ان تجتمع فوراً بعد البيان الوزاري برئاسة رئيس الجمهورية.

* ثمة بند شائك ضمن البيان الوزاري هو بند سلاح المقاومة، ما السبل في العلاج؟

- اذا كان ثمة اختلاف في الرأي حول طريقة ادارة الصراع بين لبنان واسرائيل، فلا خلاف بين اللبنانيين على تحديد العدو. لكن نقطة الخلاف يجب ان نعترف بها ونحيلها على لجنة الحوار وهي المكان الطبيعي لحل النقاط الوطنية الخلافية.

* ماذا عن البيان الوزاري؟

- من حيث المبدأ كل النقاط الخلافية المهمة في البيان الوزاري تحال الى لجنة الحوار ويجب ألا تعطل جلسة نيل الثقة وانصراف الوزراء الى اعمالهم وتسهيل امور المواطنين.

* انت المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، فكيف تقيم اداء الرئيس ميشال سليمان؟

- لدي ثقة كبيرة به، لم ارشحه ولكنني انضممت بسرعة الى تأييده. اعتبره شخصاً حكيماً ونظيفاً واعتقد ان رئاسة الجمهورية اليوم في ايد امينة.

* ما مرد التأخير في تأليف الحكومة وكيف تقرأ النجاح الذي حققه العماد عون في الحكومة وحصوله على ما اراد؟

- من الطبيعي ان تحصل كتلة الاصلاح والتغيير على مقاعد وزارية تتناسب مع حجمها النيابي. اما مرد التأخير فهو اخذ المعارضة وقت في مفاوضاتها مع الرئيس السنيورة للوصول الى الحقائب التي تريد. بالنتيجة، جميع الافرقاء نالوا تمثيلاً متوازياً في هذه الحكومة ويجب الا يعتبر احد نفسه مغبوناً او يعتبر انه انتزع شيئا من الآخر.

* بعد القمة الفرنسية - السورية ونجاح الرئيس بشار الاسد في باريس، هل ترى تسوية فرنسية - سورية على حساب لبنان وتحديداً المحكمة الدولية؟

- لا اخاف من تسوية سورية-دولية على حساب لبنان، اعتقد ان العلاقات السورية - اللبنانية بحاجة الى تصحيح، ثمة بداية جيدة هي الاعلان عن علاقات ديبلوماسية بين لبنان وسوريا. ثمة ملفات اخرى نطالب ان يتم التطرق اليها، مثل تعاون سوريا في موضوعي مزارع شبعا، والمعتقلين في السجون السورية، وبعض الامور الأخرى التي اذا حلت تسهم في تنقية الاجواء بين البلدين. لسنا في صراع وجودي نحن والسوريين. هناك ملفات اذا حلت تساعد في تطبيع العلاقات. اما المحكمة الدولية فأصبحت الامم المتحدة مؤتمنة عليها. لا اخاف ان يقوم المجتمع الدولي بصفقة مع سوريا على حساب لبنان. المجتمع الدولي لن يقبل بأقل من لبنان سيد حر مستقل، غير خاضع لأي هيمنة خارجية. هذا موقف ثابت. ولكن اذا كان ثمة تقارب بين المجتمع الدولي وسوريا على اسس تحترم سيادة لبنان واستقلاله ومصالحه، فهذا لا يضيرنا.

* كيف تصف خطاب الرئيس سليمان في باريس ومواقفه حيال سوريا؟

- اعتقد ان الرئيس سليمان يحاول فتح صفحة جديدة مع سوريا من دون التفريط بمصالح لبنان وثوابته الوطنية. اصلاً الرئيس سليمان، في خطاب القسم، اتى على ذكر جميع الملفات الخلافية مع سوريا، وهو يعالجها بهدوء ومن دون استفزار، واعتقد ان هذه هي الطريقة الصحيحة.

توضيح: من جهة اخرى، اصدر المكتب الاعلامي للوزير لحود البيان الآتي: "صرح العماد ميشال عون امس الاثنين انه لا يعتقد انه سيكون هناك خلاف على البيان الوزاري مضيفا قوله "نريد ان نذكرهم ببياناتهم عندما كانوا مرشحين لرئاسة الجمهورية وماذا اقترحوا من مشاريع، واكثر من هذا لا نريد منهم".

يهم المكتب الاعلامي للوزير نسيب لحود ان يوضح انه اذا كان الوزير لحود هو المقصود بهذا الكلام، فان نص اعلان ترشيحه، "رؤية للجمهورية"، في ايلول 2007 تضمن حرفيا ما يلي:

"ان مسؤولية الدفاع عن لبنان في وجه العدوانية والأطماع الإسرائيلية تتولاها الدولة اللبنانية، التي عليها أن تقوم بإدارة حوار لبناني-لبناني يهدف الى الافادة من قدرات "حزب الله" الدفاعية ضمن إطار الدولة اللبنانية، عبر تحديد وظيفة سلاحه ووجهة استعماله في وجه الاعتداءات الإسرائيلية وبإمرة السلطة السياسية اللبنانية".

هذا هو الموقف الثابت للوزير لحود. واليوم، ومن ضمن الصفحة الجديدة التي فتحت، فان الوزير لحود ما زال على اندفاعه للمساهمة في ايجاد تسوية وطنية لهذا الموضوع الشائك الذي يباعد بين اللبنانيين، تسوية تكون مقبولة من جميع الأطراف. عليه نقول بكل صدق انه اذا كان العماد عون موافقا على الصياغة الواردة اعلاه، فليعلن صراحة ذلك وليعمل على اقناع حلفائه في المعارضة بها".