المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم الأحد 27 تموز 2008

إنجيل القدّيس لوقا .53-49:12

جِئتُ لأُلِقيَ على الأَرضِ ناراً، وما أَشدَّ رَغْبَتي أَن تَكونَ قدِ اشتَعَلَت! وعَلَيَّ أَن أَقبَلَ مَعمودِيَّةً، وما أَشَدَّ ضِيقي حتَّى تَتِمّ! أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئتُ لأُحِلَّ السَّلامَ في الأَرْض؟ أَقولُ لَكُم: لا، بَلِ الِانقِسام. فيَكونُ بَعدَ اليَومِ خَمسَةٌ في بَيتٍ واحِدٍ مُنقَسمين، ثَلاثَةٌ مِنهُم على اثنَينِ واثنانِ على ثَلاثَة: سيَنقَسِمُ النَّاسُ فيَكونُ الأَبُ على ابنِه والابنُ على أَبيه، والأُمُّ على بِنتِها والبِنتُ على أُمِّها، والحَماةُ على كَنَّتِها والكَنَّةُ على حَماتِها».

 

واشنطن تنصح ساركوزي بربط زيارته لسورية بتنفيذ تعهداتها

 لندن- من حميد غريافي:السياسة

نصحت الولايات المتحدة ودول أوروبية وعربية الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بتأجيل زيارته المتوقعة في ايلول »سبتمبر المقبل« الى دمشق للقاء الرئيس السوري بشار الأسد »ريثما تكون الوعود التي قطعها هذا الأخير في القمة المتوسطية في باريس لساركوزي هذا الشهر حيال لبنان وفلسطين والعراق, باتت قيد التنفيذ الفعلي, لان لمثل هذه الزيادة لزعيم اوروبي مرموق الى العاصمة السورية بعد مقاطعة اوروبية طويلة يجب ان يكون لها ثمن مهم المطلوب دفعه فوراً من الاسد قبل حصول الزيارة تدليلاً على صدق وعوده وحسن نواياه«.

وقال ديبلوماسي فرنسي في العاصمة السويسرية برن أمس ان الرئيس ساركوزي »لن يذهب الى دمشق قبل ان يكون الأسد طبق وعوده خصوصاً حول تسوية الاوضاع المعقدة والخطيرة في لبنان, وبالأخص بعد التصريحات الضبابية غير المشجعة التي اطلقها وزير الخارجية السوري وليد المعلم من بيروت في مطلع هذا الاسبوع حول ترسيم الحدود ومزارع شبعا والعلاقات الديبلوماسية واطلاق المعتقلين اللبنانيين من السجون السورية«.

وذكر الديبلوماسي ل¯ »السياسة« في اتصال به من لندن ان التقارير التي وردت الحكومة الفرنسية عن تلك التصريحات, »أقنعت الرئيس الفرنسي بوجود التعمق في قراره زيارة دمشق, بانتظار ما سيقدم عليه الاسد من خطوات تفي بما قطعه على نفسه في باريس«

 

حملة إعلامية أميركية "غير مسبوقة" على قوات "يونيفيل"

مسؤول استخباري قبض الجائزة الموضوعة على رأس مغنية ودمشق ألغت امتيازات قادة "حزب الله" وتتجه لإقصاء شوكت

لندن - كتب حميد غريافي:السياسة

شنت وسائل اعلام اميركية مقروءة ومرئية خلال اليومين الماضيين حملة عنيفة غير مسبوقة على قوات الامم المتحدة (يونيفيل) في جنوب لبنان, بعد ظهور صور لعدد من جنودها وهم يقدمون التحية العسكرية للشاحنات التي اعادت رفات ال¯ 199 مقاوماً لبنانياً وعربياً من اسرائيل الخميس الماضي, واصفة تصرفهم هذا ب¯"السابقة الخطيرة" خصوصاً وان تلك الشاحنات كانت ترفع فوق النعوش الملفوفة بالاعلام اللبنانية صوراً ضخمة لعماد مغنية احد كبار قادة "حزب الله" العسكريين الذي اغتيل في تفجير سيارته بدمشق في فبراير الماضي والذي يتهمه الغرب بالارهاب.

ووصفت مجلة "وورلد ديفانس ريفيو" الاميركية المختصة بالشؤون الامنية والاستخبارية مشاهد الجنود الدوليين في جنوب لبنان وهم يحيون النعوش بأنها "مقززة وتبعث على الغثيان" لانهم - حسب قولها - بدوا وكأنهم يقدمون التحية الى صورة مغنية الذي وصفته بأنه "أحد اخطر الارهابيين في العالم بعد اسامة بن لادن", متهمة اياه ب¯"تدمير السفارة الاميركية في بيروت ونسف مقر المارينز قرب مطارها العام 1983 وباغتيال جندي في البحرية الاميركية العام 1985 وباختطاف الرهائن الغربيين في لبنان خلال تلك الفترة واعدام عدد منهم". ووضعت صحيفة "دنفر بوست" الصادرة في كولورادو صور الضباط الدوليين ب¯"رسم الامين العام للامم المتحدة بان كي مون وممثلي الدول الخمس الكبرى الاعضاء في مجلس الامن ليطلعوا عليها ويدققوا فيها ملياً ويشاهدوا كيف تحولت قوات سلامهم الى شريكة لحزب الله والمجموعات الارهابية الاخرى المؤيدة او المنسقة مع تنظيم "القاعدة".

وتعقيباً على هذه الحملة خصوصاً بسبب صور مغنية التي رافقت النعوش من اسرائيل الى لبنان هذا الاسبوع "لم يبق حزب او تنظيم او مجموعة أو فصيل ارهابي الا وشارك قادته في استقبالها والتمجيد بعملياتها وبارهابية مغنية", كشفت اوساط امنية اوروبية في لندن النقاب امس عما زعمتها "معلومات مستقاة من مصادر استخبارية غربية شديدة الصدقية" تقول ان "مسؤولاً مهما في استخبارات شرق اوسطية في دمشق قبض في يونيو الماضي من مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) في واشنطن جائزة العشرة ملايين دولار التي كان هذا المكتب وضعها على رأس عماد مغنية "لمن يقتله أو يدلي بمعلومات تؤدي الى تصفيته أو اعتقاله", وان هذا المسؤول الاستخباري فر الى احدى الدول الغربية بعيد اغتيال مغنية واعطي اسم جديد وهوية غربية وهو يقيم الان مع افراد اسرته في احدى عواصم تلك الدول. وفيما ألمحت تلك الاوساط الامنية الاوروبية الى "امكانية ان يكون ذلك المسؤول الاستخباري العربي سورياً او لبنانيا مقرباً من "حزب الله نفسه", لم تستبعد ان يكون "احد مسؤولي الاستخبارات في الحرس الثوري الايراني الذي يعمل لصالح جناح في طهران يدعم حسن نصر الله الذي - حسب الاوساط - كان يخشى تصاعد نجم مغنية الذي يبدو ان قيادة ذلك الحرس كانت تسعى لابعاده واحلال مغنية في مكانه في قيادة الحزب اللبناني".

واماطت الاوساط اللثام عن ان "تفسخاً حاداً جداً حصل بين النظام الاستخباري السوري في دمشق وقيادة "حزب الله" في بيروت اثر اغتيال مغنية قد يكون من تداعياته الدراماتيكية ظهور معلومات في وسائل الاعلام العربية والدولية عن إقصاء رئيس الاستخبارات السورية اللواء آصف شوكت صهر بشار الاسد عن منصبه وابعاده الى خارج دمشق, وقد اتسع هذا التفسخ ليبلغ الاسبوع الماضي إقدام السلطات السورية على اقفال ما يطلق عليه اسم "البوابات العسكرية" في مراكز الحدود اللبنانية - السورية في وجه مسؤولي "حزب الله" حيث كانوا يعبرون ذهاباً واياباً بين البلدين من دون رقابة او تفتيش او توقف".

واعربت الاوساط الامنية الاوروبية عن اعتقادها "ان تكون للمفاوضات السورية - الاسرائيلية الجارية عبر تركيا علاقة ايضاً بهذا التشنج الواضح في العلاقات بين دمشق "وحزب الله" رغم تدخل طهران للتخفيف من حدته, كما قد يكون لانعطافة بشار الاسد الحادة خلال الاشهر القليلة الماضية نحو فرنسا وأوروبا والولايات المتحدة تأثير فعلي على ظهور ذلك التشنج

 

تل أبيب تتهم "يونيفيل" بتوفير أرضية لجولة عنف جديدة مع "حزب الله" 

السياسة/شن السفير الاسرائيلي المنتهية ولايته لدى الأمم المتحدة داني غيلرمان, هجوماً عنيفاً على قوات "يونيفيل" العاملة في جنوب لبنان, متهماً اياها بالفشل في تطبيق قرار مجلس الأمن 1701, الذي رأى فيه "انجازاً ديبلوماسياً كبيراً", ومطالباً بضبط الحدود مع سورية.

وقال غيلرمان, في مقابلة مع صحيفة "جيروزاليم بوست" اوردها موقع "الحقيقة" على شبكة الانترنت, امس, "ان "يونيفيل" لا تقوم بما هو مطلوب منها, وتوفر أرضية صالحة لجولة عنف جديدة بين اسرائيل وحزب الله", مشدداً على وجوب ايجاد وسيلة ما للسيطرة على الحدود اللبنانية ¯ السورية منعاً لتهريب السلاح الى لبنان.

وأضاف غيلرمان ان "الأمم المتحدة فشلت في تطبيق قرار مجلس الأمن 1701, القرار الذي عُد انجازاً اسرائيلياً, اذ على قوات "يونيفيل" أن تكون أكثر استعداداً وعدوانية في ملاحقة "حزب الله", وفي كشف مخازن الأسلحة التابعة له وتشخيصها, وعليها أن تعمل من دون الاعتماد على الجيش اللبناني المتواطئ مع الحزب".

وهزئ غيلرمان, من أداء القوة الدولية في لبنان, مشيراً الى أنه "لم تُرسل "يونيفيل" لتوزيع الحلوى على الأطفال أو لاحصاء مخالفات السير, بل أرسلوا لتنفيذ مهمات محددة بوضوح وهم لا ينفذونها, أي انهم عملياً يهيئون الأرضية للمواجهة المقبلة", مشدداً على أنه "من مصلحة "يونيفيل" ولأجل سلامتهم الخاصة, أن يكونوا أكثر وقاية وأن يلاحقوا "حزب الله" ويعملوا على ايجاد أسلوب ما للسيطرة على الحدود اللبنانية ¯ السورية.

وتحسر على القرار 1701 الذي رأى فيه "انجازاً ديبلوماسياً كبيراً", مشيراً الى أن اسرائيل, رغم أنها "لم تحقق نصراً حاسماً على أرض المعركة, الا أن القرار الذي أنهى الحرب أدى أيضاً الى ايجاد عوامل غيرت الوضع الميداني بشكل دراماتيكي, وايجاد وضع جديد في جنوب لبنان, لكن القرار المفترض أن يضع حداً لأعمال "حزب الله" ويمنعه من اعادة تسليح نفسه, لم يُطبق وأصبح الحزب أفضل مما كان عليه قبل الحرب".

واضاف غيلرمان "اذا ما اندلعت حرب أخرى في لبنان, وقد يكون هناك حرب بالفعل, فان اللائمة ستلقى على الأمم المتحدة لأنها أرسلت قواتها الى هناك وصاغت القرار, وفي النهاية لم ينتج منه شيء".

 

باسيل وفنيش يتبادلان الأدوار في طرح معادلة الأمن مقابل الاقتصاد

 "14 آذار" تتهم "8 آذار" بممارسة الابتزاز السياسي عبر ربط سلاح "حزب الله" باتفاق "باريس-3"

بيروت - "السياسة":

فيما لم يتم تصاعد الدخان الأبيض بعد من السراي الحكومي, إيذاناً بحل عقدة البيان الوزاري, ينتظر أن تعاود اللجنة الوزارية اجتماعاتها الماراتونية اليوم الأحد وغداً الاثنين لإجراء المزيد من المشاورات, لتقريب وجهات النظر بشأن سلاح "حزب الله" والستراتيجية الدفاعية, في وقت حذرت فيه مصادر نيابية في قوى "14 آذار" من عملية ابتزاز جديدة يقوم بها وزراء "8 آذار" في اللجنة الوزارية, من خلال محاولته عرقلة إنجاز البيان الوزاري عبر الربط بين سلاح المقاومة واتفاق "باريس-3", وهو ما يكشف بوضوح مخطط الأقلية باللجوء إلى سياسة التعطيل بحجج واهية, لم تعد تنطلي على أحد.

وفي جلسة اول من امس, سجل وزير الاتصالات (عن التيار الوطني الحر) جبران باسيل اعتراضه على اتفاق "باريس-3", واضعاً معادلة الأمن في مقابل الاقتصاد, إذ أنه ربط موافقة فريق الثامن من آذار على اتفاق "باريس-3" بموافقة قوى "14 آذار" على الصيغة التي يريد "حزب الله" أن يتم اعتمادها بشأن سلاح المقاومة في البيان الوزاري العتيد. وقال باسيل متوجهاً إلى فريق الرابع عشر من آذار في اللجنة الوزارية "إذا كان لديكم اعتراض على بند السلاح والمقاومة, فنحن في المقابل لدينا اعتراضات على باريس-3", مبرراً ذلك على أنها "اعتراضات تأتي في إطار اعتراض "التيار الوطني الحر" على كامل السياسات الاقتصادية التي كانت متبعة من قبل الحكومة الماضية". ووفقا لمصادر مطلعة, فإن الوزير باسيل تولى في خلال مناقشة الموضوع الاقتصادي إثارة نقاط جدلية, وصولاً إلى دعوة لإعادة النظر في كل مقررات "باريس-3", فيما عمل الوزير عن "حزب الله" محمد فنيش على مساندته, علماً أنه عندما طرح موضوع سلاح "حزب الله" تولى فنيش دور رأس الحربة, فيما تولى باسيل الدول الأساسي المساند. ووصفت المصادر ما يحصل ب¯"أنه توزيع أدوار بين الجانبين".

وفي إطار المشاورات الجارية لتذليل العقبات من أمام ولادة البيان الوزاري, التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري وزير الدولة وائل أبو فاعور, كما زاره السفير السعودي عبد العزيز الخوجة.

وكان بري تلقى اتصالاً هاتفياً من الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى جرى البحث خلاله في تطورات الأوضاع اللبنانية, كما اتصل موسى برئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي عقد سلسلة اجتماعات مع عدد من الوزراء. في غضون ذلك, اكد وزير الإعلام طارق متري أن "لا أحد يتدخل في عمل لجنة صياغة البيان الوزاري", وقال ان "جو اللجنة مختلف عن الصورة التي ترسم عنها, وهو بعيد عن مناخ الاتهام والتجريح بالرغم من وجود اختلاف في وجهات النظر".

ولفت الى أنه "لا يكفي فقط أن يدعونا البعض إلى الإسراع بانجاز البيان الوزاري ولكن يجب مساعدتنا على الإسراع, وذلك من خلال الحفاظ على ما اتفقنا عليه, أما ما تبقى لنا من وقت فيجب صرفه على ما اختلفنا عليه وليس العودة إلى ما اتفقنا عليه". وأشار متري إلى "أن اقتراح الرئيس بري في ما يتعلق بالإشارة إلى المقاومة في البيان الوزاري يدرس على مستوى القيادات السياسية", وقال "إذا تم الاتفاق على هذا الاقتراح فلا مبرر في أن ترفضه اللجنة الوزارية".

وعدد متري القضايا المتفق عليها وهي "العلاقات اللبنانية-السورية, الأمن, السلاح الفلسطيني خارج المخيمات, التمسك باتفاق الدوحة بكل مندرجاته, التمسك بالقرار 1701 بكل بنوده, الانتخابات والمحكمة الدولية". وأكد أن "النقطة العالقة هي بين حق ودور لبنان في تحرير أرضه واستخدام كل الوسائل المشروعة لذلك, وحق ودور المقاومة في هذا الموضوع", معتبراً أن "الحل قد يكون في إدراج هذا البند على رأس المسائل التي ستبحث على طاولة الحوار الوطني في بعبدا".

 

الصفدي يستنكر ترك المدينة لخطط »الغرف السوداء«

 الجيش اللبناني ينتشر في طرابلس بعد مواجهات حصدت 9 قتلى

بيروت - "السياسة" والوكالات: انتشرت مصفحات للجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي في مدينة طرابلس شمال لبنان, امس, لإعادة الهدوء, بعد تجدد المواجهات العنيفة ليل الخميس - الجمعة, بين منطقتي باب التبانة السنية وجبل محسن العلوي, وارتفاع القتلى الى تسعة, فضلا عن سقوط نحو 50 جرحاً.

وافاد مسؤول امني, طلب عدم كشف هويته, ان عشرات من دبابات الجيش وآلياته المصفحة انتشرت, وبدأ تسيير دوريات في منطقة المواجهات, في وقت سيطر هدوء نسبي على المنطقة, تزامنا مع قيام عدد من الاشخاص بقطع طريق سريعة مؤدية الى سورية, احتجاجا على اعتقال اثنين خلال الاشتباكات.

وليل الجمعة - السبت, دارت مواجهات عنيفة تخللها اطلاق نار كثيف من اسلحة رشاشة وقاذفات صاروخية, واشتدت المعارك رغم اعلان وقفين لاطلاق النار, اول من امس. وقال مسؤول عسكري ان "الجيش يعمل على اعادة الهدوء الى الشمال", لكنه شدد على ان الامر رهن بالتوصل الى اتفاق بين المسؤولين السياسيين والروحيين المحليين, واضاف "الجيش سيتحرك بحزم حيال الذين ينتهكون الاتفاق". وكان وزير الداخلية زياد بارود والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي توجها الى طرابلس مساء اول من امس, للاطلاع على الوضع ميدانيا والبحث في سبل اعادة الهدوء, وقد اغلقت المحال التجارية, امس, ولجأت الكثير من العائلات الى مدارس. وأكد اللواء ريفي أنه أعطى التوجيهات للقوى الأمنية بالتعامل بحزم ومن دون تردد, مشيرا الى ان القوى الأمنية ستلاحق جميع العناصر المخلة بالأمن بالتنسيق مع الجيش اللبناني. وقد عقد اجتماع موسع لقادة الأجهزة الأمنية, بالإضافة إلى فاعليات المدينة لتدارس الخطوات الآيلة إلى وقف أعمال العنف في طرابلس. وفي المواقف المنددة, أكد وزير الاقتصاد والتجارة النائب عن طرابلس محمد الصفدي "أنه من غير المقبول أن تظل طرابلس تدفع ثمن تأزم الوضع السياسي الداخلي", وشدد على "أن رهان طرابلس كان دوماً على الشرعية ومؤسساتها الأمنية, وهي لا تريد أمناً ذاتياً, ولا يجوز أن تترك طرابلس وأهلها لمصير خطط له في الغرف السوداء". وناشد الصفدي "رئيس الجمهورية أن يبادر بالطلب من وزير الدفاع الياس المر وقائد الجيش بالنيابة اللواء شوقي المصري إلى التوجه لطرابلس, والإشراف على غرفة العمليات وإسكات مصادر النيران". من جهته, دان الرئيس سليم الحص الفتنة المتمادية في طرابلس, وقال "لا يجوز أن تستمر أو تتكرر, إنها الجنون بعينه, فإذا كان هناك من يعتقد أنه يستطيع أن يبيد الآخر فهو واهم, فما هو إذاً مبرر استمرار حال الاقتتال العبثي, هل الانتصار يكون بقتل وجرح أكبر عدد من الفريق الآخر?".وسأل "متى تنتهي هذه المأساة? إنها لا تنتهي إلا بإرادة من يتزعمون الفريقين, آن الأوان أن ينبذ الناس في الجانبين أولئك الذين يفتعلون هذه الاشتباكات الأليمة, كما أن للجيش وقوى الأمن الداخلي أن تحزما أمرهما, وتقضيا على هذه الظاهرة العبثية إلى غير رجعة".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 26 تموز 2008

البلد

تستكمل لجنة مراقبة الحدود البرية اللبنانية ـ الدولية وضع العلامات الحدودية من شبعا وصولاً الى البقاع الغربي لتركيز موضوع الحدود مع اسرائيل والانطلاق شمالاً على طول السلسلة الشرقية.

ينتظر المراقبون المحليون والأجانب كيفية الترتيبات التي ستتخذ بعد الانسحاب الاسرائيلي المتوقع من الجز? الشمالي لقرية الغجر على اساس انه يؤسس لما قد يستجد في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.

ذكرت مصادر في وزارة الطاقة ان كلفة استحداث معملين منتجين للطاقة بقوة 500 ميغاواط يبلغ 500 مليون دولار علما انه يستغرق 3 سنوات بعد تأمين مصادر للتمويل.

الشرق

سياسي غير برلماني اكد وجود استحالة امام تضمين البيان الوزاري نصا مماثلا لما ورد في بيان الحكومة السابقة عن سلاح المقاومة!

ديبلوماسي عربي اعترف بأنه زياراته الى مسؤولين وسياسيين ورجال دين باتت تشكل حرجا بالنسبة اليه والى جميع من يلتقيهم؟؟

مرجع روحي كشف عن سلسلة زيارات سيقوم بها الى الخارج في ما تبقى من العام الحالي من غير الافصاح عن محطاته خلالها (...).

السفير

عُقد لقاء بعيد عن الإعلام بين عدد من المعنيين لترتيب رد على ما ذكره وزير الدفاع الياس المر بشأن مؤسسة أمنية.

قال وزير معني إن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لن تبدأ عملها قبل عام ،2010 ولن يكون ذلك في أيام وزارته.

اتفقت زوجات الرؤساء والوزراء على اجتماع شهري بينهن، مهما كانت الخلافات السياسية، وذلك لمناقشة شؤون اجتماعية ونسائية.

وصل إلى بيروت عدد من السفراء اللبنانيين في الخارج الذين لم يبت بأمرهم بعد، ووضعوا استقالاتهم في تصرف رئيس الجمهورية.

المستقبل

تؤكد أوساطٌ معنية أن الدليل على أن "اتفاق الدوحة" قاعدة مبدئية عامة لا تطبّق هو استسهال فريق 8 آذار استخدام السلاح كلّما حصل خلاف سياسي كما يحدث في الشمال دورياً.

أشارت إحصاءات الى أن تعاطي المخدرات بين 2005 و2008 ارتفع بنسبة 250 في المئة، والعامل الأساسي هو الأزمة السياسية الحادة وتداعياتها.

سألت شخصية بارزة: هل ثمة رابطٌ بين تصريحات نائب الرئيس الإيراني حول استعداد بلاده للتفاوض مع أميركا بشأن لبنان وبين إصرار "حزب الله" على الإشارة الى "دور المقاومة" في البيان الوزاري؟

اللواء

كشف مصدر دبلوماسي غربي أنه لم يكن ثمة موعداً للسفير السوري رياض الداودي مع المسؤول الأميركي في الخارجية ديفيد وولش!

قال وزير لبناني سابق في مجلس خاص ان أياً من الأطراف اللبنانية غير قادر على خربطة خارطة الطريق التي رسمها اتفاق الدوحة·

قال مرجع نيابي ان المرحلة في لبنان ستبقى رمادية بانتظار الانتخابات الرئاسية الأميركية، واصفاً إياها بأنها لتقطيع الوقت·

 

طهران تحذر دمشق: الجولان لكم ولبنان لنا ! 

بيروت - القناة  : 26/7/2008 

 تؤكد معلومات حصلت عليها  أن مباحثات جدية تجرى لكي تقوم إسرائيل بالانسحاب من مزارع شبعا وتسليمها إلى القوات الدولية في الجولان وليس في لبنان، وذلك في إشارة حول بدء الانسحاب الإسرائيلي من الجولان على اعتبار أن مزارع شبعا مازالت تتبع دوليًا القرار 242 والأراضي السورية.

وفى معلومات  أن مخاوف إيران وشكوكها تجاه سورية كانت قد ازدادت وتيرتها قبل وصول هذه الإشارات، ومنذ ما قبل مرحلة اغتيال مغنية.

ويقال إن الأزمة بلغت حدًا مرتفعًا بعد القصف الإسرائيلي للمفاعل النووي في دير الزور في سبتمبر (أيلول) الماضي والذي تبنى الإيرانيون في قراءته رواية تتهم السوريين أنفسهم بمنح معلومات المفاعل للإسرائيليين ضمن مفاوضاتهم السرية معهم! وفى تلك الفترة تأزمت العلاقات عندما طلب السوريون نقل السفير افترى من دمشق ولجأوا إلى إزالة صور الثلاثى بشار - نجاد - نصرالله من كل الشوارع، ولذلك كان الإيرانيون، ومازالوا، يبدون شكوكًا فى المعلومات التى ينقلها السوريون لهم عن سير المفاوضات رغم مباركتهم لها ولكن بشروط أهمها ألا تتجاوز الأراضى السورية، أى أن تنحصر بالجولان بدون لبنان وفلسطين.

وفى الأسابيع الماضية استاء الإيرانيون من تجاوز المفاوضات الحدود المتفق عليها والمقبولة إيرانيا إذ أصرت طهران على ألا تشمل المفاوضات (حزب الله) و(حماس) اللذين تصر عليهما كورقتين لفرض مشروعها وبسط نفوذها الإقليمى ومواجهة تحديات برنامجها النووي.

وقد تبلغ الملالي أن خريطة المفاوضات الحقيقية بين سورية وإسرائيل تتمحور حول لبنان و(حزب الله) ، وأن باراك قد رسم هذه الخريطة بإشارته إلى أن أولويات النظام السوري هي البقاء والعودة إلى لبنان والمحكمة الدولية والحصول على المساعدات الدولية والخروج من العزلة ووضع فى آخر القائمة: استعادة الجولان. ويبدو أن استياء الإيرانيين قد ازداد على ضوء المعلومات الأخيرة عن مدى تقدم المفاوضات والتى تزامنت مع ارتفاع لهجة التهديد العسكرى لإيران، خصوصًا وأنها أشارت إلى أن سورية كشفت عن حرصها على استمرارية النظام وأنها ليست فى وارد خوض الحرب إلى جانب طهران أو الدفاع عنها فى حال اتخذ قرار الحرب، ولن تسمح بالتالي لـ(حزب الله) بأن يهدد أمنها واستقرارها ومصالحها.

هل يعنى هذا أن محور دمشق - طهران قد بدأ يفرط وأن انفجار الصراع بين إيران و(حزب الله) من جهة وسورية من جهة أخرى بات وشيكًا؟!

التقارير المتداولة تشير إلى أن عدد الخبراء الذين يراهنون على تفكيك محور طهران - دمشق من خلال صفقة سورية - إسرائيلية مازال قليلاً جدًا، لكن اللافت أن عدد هؤلاء قد بدأ يزداد فى الأيام الماضية، وكذلك يزداد حجم الإغراءات التى تقدم لدمشق، ومظاهر الاستعداد غير المسبوق الذى تبديه سورية سرًا لتلقف فرصة عودة الهيمنة على لبنان والتخلص من المحكمة الدولية والحصول على مليارات المساعدات والتعهد بحماية النظام وإعادة الجولان.

وفى المقابل ترتفع حدة القلق الإيرانى ومخاوف (حزب الله) وظهرت مؤخرًا فى المجالس الخاصة مؤشرات إلى استعدادات الطرفين الميدانية والاستباقية لانعكاسات المعادلة الجديدة على الساحة اللبنانية والإقليمية بل الدولية المفتوحة على كل الاحتمالات حتى منتصف العام المقبل. 

 

ممّا قاله السوريون في واشنطن

الجمعة 25 تموز 2008

لبنان الآن

في 23 من الشهر الجاري استضاف مركز سابان في مؤسسة بروكينغز وفدًا زائرًا من سوريا، لمناقشة مسار مفاوضات السلام السورية - الإسرائيلية، والعلاقات الأمريكية - السورية. وقد وضع الوفد زيارته تحت عنوان إستشاري على اعتبار أنّه مشكّل من فريق العمل الباحث عن أرضية مشتركة بين كل من الولايات المتحدة وسوريا. غير أنّ هؤلاء الأعضاء السوريين الذين تشكّل منهم الوفد كلهم مقربون من النظام السوري، وبينهم عدد من المسؤولين في الحكومة، أي أنّ سوريا تحاول أن تغطي مشروعها الرسمي بآخر خاص. وقد ترأس النقاش الدكتور أحمد سمير التقي، مستشار رئيس الوزراء السوري ومدير مركز الشرق للدراسات الدوليّة، مع الخبير الإقتصادي السوري سمير سيفان والصحافي السوري سامي موبايد الذي لم يبدِ الكثير من الملاحظات.

فيما يلي جزء مما قاله الوفد السوري في واشنطن والذي حصل موقع “nowlebanon.com” عليه من أحد الذين حضروا ذاك الاجتماع:

قال سمير التقي: "لا يستطيع الخارجون عن الدولة، أي "حزب الله" أن يربحوا، ولا يمكنهم إلا أن يُحضروا الطرف الآخر الى الطاولة". مما يعني أنّ حرب تموز كانت ترمي الى احضار إسرائيل الى طاولة المفاوضات. وللتأكيد على هذه النقطة، قال: "الآن، أدركت إسرائيل أنها بحاجة الى جيران أقوياء بما يكفي للتفاوض معهم". وأضاف قائلاً إنّ "مثلّث سوريا- مصر- السعودية لم يكن فعّالًا، مما أجاز لسوريا البحث عن حلفاء إقليميين لها؛ فحينما تفكّر سوريا بتركيا تكون تفكّر في الفرص المتاحة لها، وهي حينما تفكّر في التحالف مع إيران فإنّها تفكّر في القوة". وقد وصفت طريقته في الكلام بأنها تجسّد استماتة سوريا ليقبل بها الأمريكيون، متوجهاً إليهم بالقول: "نحن مستعدون لنكون جزءً من الحل، لكي نؤمّن هذا الحل". أما فيما يتعلّق بتحالفهم مع إيران، فقد بدا السوريون مستعدين لنبذ الإيرانيين ما أن يحصلوا على ما يريدون، وعبّر عن ذلك بالقول "ستختلف طبيعة تحالفنا مع إيران إذا تمّ السلام مع إسرائيل. ولذلك نحن بحاجة للولايات المتحدةالأميركية". معتبراً أنّه إذا ما أرسي السلام في المنطقة "فيمكن معالجة جميع المسائل الفرعيّة". في إشارة إلى اعتبار السوريين أنّ إيران و"حزب الله" مسألتان فرعيتان! تجدر الإشارة إلى أنّ الشخص الذي ينظّم رحلة الوفد السوري إلى واشنطن، كما ورد في وسائل الإعلام، هو طوم داين، الرئيس الأسبق للجنة الشؤون العامة الأمريكية - الإسرائيلية (اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدّة).

 

أضعف الإيمان - حقّ العودة اللبناني

داود الشريان- الحياة- 26/07/08//

تشكيل الحكومة في لبنان مثل زواج بلا عقد. وإن شئت، يشبه تشكيل هذه الحكومة حتى الآن الزواج العرفي، لكل طرف الحق بإنكاره متى شاء. فخطة الحكومة، أو البيان الوزاري الذي سيرسم عمل هذه الحكومة يمّر الآن بعقبات تهدد كل الانجازات التي تمت. والمشكلة هي، سلاح المقاومة. فـ «حزب الله» يريد استكمال انتصاره العسكري بإدراج صيغة في البيان الوزاري ترتكز على النص الذي تضمنه البيان الوزاري للحكومة السابقة. يعني «كأنك يا بو زيد ما غزيت»!

سلاح المقاومة بين اللبنانيين صار مثل حق العودة في عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، يجري تجاهله فتمضي المفاوضات والمشاورات أشواطا بعيدة، وحين يبدأ الحديث عنه ينتهي كل شيء. وهذا ما حدث في قضية البيان اللبناني المنتظر، فـ «حزب الله» لوّح بالتراجع عن موافقته على القضايا الأخرى إذا أصرت الأكثرية على مسّ سلاح المقاومة. المتأمل للاقتراحات التي طرحها الفريق الوزاري لقوى الغالبية يجد انها تفتح الباب لحل سياسي منطقي ومعقول لتجاوز المشكلة. فالاقتراح الأول يشير إلى «حق لبنان» في مقاومة المحتل الإسرائيلي، وليس تفويض هذا الحق إلى «حزب الله»، بالإضافة إلى إجراء حوار حول الاستراتيجية الدفاعية. ويعتمد الاقتراح الثاني على خطاب القسم لرئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي جعل سلاح المقاومة في خدمة الاستراتيجية الدفاعية وليس بديلاً منها. والاقتراح الثالث يطلب نقل الموضوع برمّته إلى طاولة الحوار الوطني. لكن «حزب الله» رفض الاقتراحات الثلاثة، ورفض أيضا فقرة، في مشروع البيان، تشير إلى ضبط عبور السلاح من سورية إلى لبنان، مطالباً بجعلها مبهمة. كما رفض استخدام كلمة هدنة مع إسرائيل وأصر على تعبير وقف النار، لدعم موقفه التمسك بالسلاح. ان رفض «حزب الله» لهذه الاقتراحات التي تأخذ في الحساب التدرج وحساسية القضية يجعل المواطن اللبناني يتساءل عن حكاية الاتفاق في الدوحة، ومن الذي قبل في الدوحة وتراجع الآن؟ وعلى ماذا تم الاتفاق في قطر إذا كانت قضية السلاح لم تحسم؟

 

صفير يواصل استقبال الشخصيــــات والوفود في الديمان ومعوض لوجوب اعطاء حق الانتخاب لكل مغترب لديه جنسية

المركزية - شددت النائب نايلة معوض على وجوب اعطاء حق الانتخاب لكل مغترب لديه جنسية لبنانية استحقها ولم تمنح له، ودعت الى تأجيل البحث في موضوع السلاح اذا كان من غير الممكن التفاهم حوله وإحالته على طاولة الحوار. واصلت الشخصيات السياسية والاجتماعية والبلدية والوفود الشعبية توافدها لليوم الثاني الى الصرح البطريركي الصيفي في الديمان لتهنئة البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير بسلامة العودة الى الوطن وللترحيب به في ربوع الشمال. وقد التقى البطريرك، صباحا، النائب معوض التي قالت عقب اللقاء: "جئت لتهنئة سيدنا البطريرك وأكدت له أهمية الزيارة الى بلاد الاغتراب التي قام بها حيث ينتشر اللبنانيون في أنحاء العالم وهؤلاء يشكلون قوة وكنزا داعما للبنان".

أضافت: "وأكدت له ان قانون الانتخاب المقبل الذي سيطبق بعد هذه الانتخابات يجب إعطاء حق الانتخاب لكل مغترب لديه جنسية لبنانية استحقها بكل فخر ولم تمنح له كما منحت لآخرين أخرجوا من السجون ومشاركة المغتربين في الانتخاب يكون عامل تطور في الحياة السياسية اللبنانية".

وتابعت معوض: "تحدثنا عن الاوضاع الراهنة والتأخير في صدور البيان الوزاري، ومن الواضح ان النقطة الخلافية الوحيدة هي سلاح "حزب الله" ومطالبة الأقلية داخل مجلس الوزراء بالعودة الى نص 2005، وانا بوضوح أقول انه بعد 2005 كانت حرب تموز في العام 2006، وفي العام 2007 كانت حرب البارد وبعدها جاء القرار 1701 الذي هو قرار واضح جدا وهناك تأكيد على اتفاقية الطائف، وهناك لقاء الدوحة وهو واضح ويجب ان لا يكون هناك سلاح خارج اطار الشرعية ولا نقبل بالرجوع الى نص 2005 لمعالجتها. واذا كان غير ممكن التفاهم حول هذا الموضوع فهناك رئيس الجمهورية الجديد العماد ميشال سليمان سيرعى طاولة الحوار بين كل الفئات اللبنانية. وهذا الموضوع موضوع السلاح خارج اطار الشرعية هو موضوع خلافي بامتياز، ولهذا السبب اذا لم يتم التفاهم ضمن مجلس الوزراء فعلى الاقل ان يصار الى تأجيل البحث وان يطرح كبند أول على طاولة الحوار الوطني الذي سيرعاه رئيس الجمهورية".

وقد استبقى البطريرك صفير النائب معوض الى طاولة الغداء. بعدها، استقبل البطريرك النائب السابق جبران طوق الذي هنأه بسلامة العودة وبحث معه الاوضاع العامة في البلاد.  والتقى البطريرك رئيس اتحاد بلديات الكورة قبلان العويض الذي هنأ البطريرك بسلامة العودة الى الوطن، مرحبا به في ربوع الشمال ومتمنيا له طيب الاقامة. وقد عرض معه شؤونا بلدية وإنمائية عائدة الى منطقة الكورة ومعاناة البلديات جراء تأخير دفع عائداتها من الصندوق البلدي المستقل عن العام 2006.

الى ذلك، التقى البطريرك صفير وفدا من ابناء الاشرفية كذلك وفودا عدة من مناطق شمالية.

 

 "عدم ترحيل سلاح "حزب الله" للحوار هدفه تنازلات اضافية

اده: على قيادة الجيش حماية المواطنــين في الشمـــال كما حمت الوزير المعلم من اهالــــــي المعتقليــــن

المركزية - اشارعميد الكتلة الوطنية كارلوس اده الى وجود ربط مباشر بين احداث طرابلس والتأخير في البيان الوزاري، املا من قيادة الجيش استعمال النشاط والقرار السياسي نفسه لحماية المواطنين في الشمال كما حمت وزير الخارجية السوري وليد المعلم من اهالي المعتقلين في السجون السورية.

ولفت الى ان رفض حزب الله ترحيل موضوع السلاح الى طاولة الحوار هو موقف تكتيكي للوصول الى تنازلات اضافية من الاكثرية، واستغرب كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري عن مهلة الـ48 ساعة والا "لكل حادث حديث"، واعتبر ان كلمة "إلا" تجسّد الابتزاز السياسي الذي عاشه لبنان في السنوات الثلاث الماضية.

ورأى اده في حديث الى برنامج "نهاركم سعيد" من "المؤسسة اللبنانية للارسال" ان هناك ربطا مباشرا بين احداث طرابلس والتعقيدات الحاصلة في تشكيل البيان الوزاري وقال: "هناك علاقة بين المتقاتلين في طرابلس مع بعض الاجهزة لبنانية كانت او خارجية تملك القرار بوقف الاشتباكات على الارض وتؤمن الغطاء السياسي للمقاتلين"، اشار الى ان القوى الامنية لا تملك العناصر الكافية لضبط الوضع وهي لا تحصل على الدعم السياسي المطلوب لتحركها".

ولفت اده الى "ان الهدف من هذه الاحداث هو عودة سوريا الى الواقع اللبناني عبر حلفائها وسأل: هل هناك استعداد للقوى السياسية الداعمة لهذه التحركات في الشمال لموضوع الحزم العسكري وهل يملك الجيش والقوى الامنية الامكانات اللازمة للتدخل؟"

وامل من "قيادة الجيش استعمال النشاط نفسه والقرار السياسي لحماية المواطنين من العنف، كما حمت وزير الخارجية السوري وليد المعلم من المتظاهرين واهل المعتقلين في السجون السورية". وابدى اده عدم اقتناعه بحكومة الوحدة الوطنية لانها خطوة باتجاه التعطيل وقال: " كانت هناك مؤشرات ايجابية بترحيل نقاط الخلاف الى طاولة الحوار الوطني، لكن ما يحصل اليوم هو لإظهار ضعف الاكثرية واهانتها ولكسب مواقع قوة تحضيرا للانتخابات النيابية".

اضاف: "ان المشكلة في تشكيل البيان الوزاري هي سلاح حزب الله ورفضه ترحيل هذا الموضوع الى طاولة الحوار هو موقف تكتيكي للحصول على تنازلات اضافية من الاكثرية التي قدمت تضحيات اراها كافية لأترك الهيكلية التنظيمية لـ "14 آذار"، وكان اولها القبول بتعديل الدستور لانتخاب رئيس الجمهورية، وتسييس الجيش بجعل قائده مرشحا محتملا للرئاسة كالذين سبقوه، لافتا الى ان مشروع الكتلة هو الدائرة الفردية "حيث ينتخب المقترح مرشحاً واحداً، اما في قانون 1960 فينتخب كل اعضاء اللائحة حتى ولو كانوا عشرة"، ما يجعل التمثيل غير صحيحا.

وابدى اده استعداده للتجواب الايجابي مع عهد الرئيس سليمان وارتياحه لخطاب القسم وقال: "لقد الـف الرئيس سليمان حكومة تتضمن عناصر جيدة ونحن بانتظار النتائج، اي هل سيحسم الموضوع ام سيعجز في وجه الصعوبات". ورأى ان "هذه الحكومة لن تقوم بعملها كما يجب وانما سينحصر عملها بالتحضير للانتخابات النيابية المقبلة وسيستغل الاطراف كافة موقعهم لتحقيق مكاسب شخصية للانتخابات، لافتا الى امكانية خوضه للانتخابات منفردا". واوضح اده أن تبادل السفارات بين لبنان وسوريا في غياب الارادة لحل المشكلات ينقل مركز القرار السياسي السوري في لبنان من عنجر الى السفارة التي ستفتح وكل المبادرات الصادرة عن سوريا تظهر في الشكل وجود روحية جديدة تجاه الاوروبيين في انتظار الانتخابات النيابية المقبلة التي ستنتج اكثرية جديدة تضم حلفاءها.

وابدى اده استغرابه لكلام الرئيس نبيه بري القائل بإعطاء "مهلة 48 ساعة والا لكل حادث حديث"، خصوصا وانه صادر عن رجل سياسي مسؤول عن إقفال مجلس النواب سنة ونصف واليوم اصبح مستعجلا لصدور البيان الوزاري بالصيغة التي تريدها المعارضة وكلمة "إلا" تجسد الابتزاز الذي عشناه في خلال السنوات الثلاث الماضية اي اجواء الضغط والاغتيالات". وختم بالقول: "ان خروجه من 14 آذار هو للتذكير بأسس المعركة، ويجب على 14 آذار ان تتحمل الصعوبات والخسائر ونتائج المواقف التي اتخذتها".

 

 لبنان في صلب محادثـــــــــــات ساركوزي - اوباما

تأكيد مشترك على وضعه في سلم الاولويات ودعم سليمــــان وارتياح فرنسي لمدى تفهم المرشح الديموقراطي لقضايا المنطقة

باريس - من مراسل الوكالة

المركزية - حضر الملف اللبناني بكل تشعباته وتعقيداته بقوة في خلال المحادثات التي جمعت الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالمرشح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية الاميركية باراك اوباما في الإليزيه يوم امس الاول في اطار جولة خارجية لأوباما على عدد من الدول الاوروبية الفاعلة قبيل الانتخابات الاميركية في تشرين المقبل. وأبلغت مصادر قريبة من الإليزيه الى "المركزية" ان لقاء الرجلين الذي دام نحو ساعة ونصف الساعة تخللته جولة افق واسعة للعلاقات الثنائية ولاوضاع منطقة الشرق الاوسط عموما والصراع العربي - الاسرائيلي وأزمة لبنان، خصوصا حيث قدم ساركوزي لضيفه شرحا مسهبا عن دور فرنسا في الشرق الاوسط والاتصالات التي تولاها طوال الفترة الماضية وهي متواصلة راهنا وخصوصا تلك التي جرت على هامش مؤتمر "دول الاتحاد من اجل المتوسط" واللقاءات الرئاسية التي انعقدت وأبرزها اللقاء الرباعي الذي جمع رؤساء فرنسا ساركوزي وسوريا بشار الاسد ولبنان ميشال سليمان وأمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني، وأسس لأول لبنة في مدماك العلاقات الصحيحة بين سوريا ولبنان بعدما اعتراها في السنوات الماضية من شوائب احدثت خللا كبيرا في التوازنات وصل الى حد القطيعة وتراشق التهم بين المسؤولين. كما وضع ساركوزي اوباما في اجواء الاتصالات غير المباشرة على الخط السوري - الاسرائيلي عن طريق تركيا وأوضح انه تبلغ من الجانب السوري اصرارا على ان تتم الاتصالات المباشرة في المرحلة المقبلة برعاية اميركية - فرنسية.

تقدم سوري: واشارت المصادر الى ان ساركوزي اكد حصول تقدم ملحوظ على محور الاتصالات مع دمشق، متوقعا ان تحقق المزيد من الخطوات في غير اتجاه لمعالجة الازمات في المنطقة، بعدما تبين ان اتفاق الدوحة الذي كان نتاج رعاية دولية واقليمية اتى ثماره وحقق الجزء الاكبر المرجو منه لناحية وضع حد لأزمة لبنان المستفحلة التي انذرت بعواقب وخيمة كادت تطيح بنظامه وأسسه، بفعل تمدد الاشتباكات بين الافرقاء، إلا ان الاتفاق وضع حدا لها وحدد الاطر الصحيحة للمستقبل القريب وترجمت عمليا بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل الحكومة، فيما يجري العمل راهنا على صياغة البيان الوزاري.

وأكد ساركوزي، وفق المصادر، دعمه المطلق للاتفاق وتاليا لسيادة لبنان واستقلاله من خلال دعم رئيسه ميشال سليمان وعهده ومحاولاته لضبط الوضع الامني والسياسي لاعادة لبنان الى دوره الطليعي في المنطقة وكذلك دور فرنسا في حل الازمة من خلال اتصالاتها الدولية.

اوباما: من جهته، ايّد اوباما مواقف ساركوزي واكد انها تمنيات ومساعٍ مشتركة، واعدا في حال وصوله الى سدة الرئاسة الاولى بالعمل على تعزيز وحدة واستقلال لبنان والتعاون مع فرنسا في هذا المجال والتنسيق التام، بحيث يكون لبنان اولوية اميركية بالنسبة الى فرنسا. وأبدى ثقته بساركوزي وارتياحه لدوره ولمدى المامه بملف المنطقة. وإذ وصفت المصادر اجواء اللقاء بالمهمة جدا لناحية العمل المشترك بين البلدين في اتجاه لبنان، رأت ارتياحا فرنسيا بإزاء تفهم اوباما لقضايا الشرق الاوسط الشائكة وتحديدا لبنان.

 

 اللجنة اللبنانية - السورية توصلت الى معرفة مصير عدد كبير من المفقودين

ولقــــــاء حاسم خلال اسبوعين لإنهــــاء الملـــــــــف

المركزية - توصلت لجنة متابعة قضية المعتقلين في السجون السورية وفق معلومات توافرت لـ"المركزية" الى معرفة تفاصيل كاملة عن مصير عدد كبير من المفقودين فيما بقي قسم ضئيل جدا من ملفات مفقودين آخرين مبهما، إلا ان اللجنة السورية وعدت الجانب اللبناني بالاستقصاء عن اوضاعهم وإيداع اللجنة اللبنانية النتائج في خلال الاجتماع المقبل والاخير المرتقب في خلال اسبوعين. وكانت اللجنة اللبنانية التقت اليوم اللجنة السورية المكلفة متابعة هذا الموضوع في منطقة جديدة يابوس عند المنطقة الحدودية اللبنانية - السورية، بعد انقطاع دام ثلاثة اشهر نتيجة الخلافات التي حصلت على الحدود وأدت الى اقفال المعابر مع سوريا آنذاك. وأشارت المعلومات الى ان الاجواء التي سادت اللقاء كانت بغاية الجدية والوضوح وتوقعت ان يكون الاجتماع المقبل حاسما لناحية انهاء الملف.

وضم الوفد اللبناني القاضيين جوزف معماري وجورج رزق والعميد سامي نبهان من المديرية العامة لقوى الامن الداخلي. وتم الاجتماع بعيدا عن الاضواء.

 

اتصالات خارجيـة قطرية وفرنسية لتسريع ولادة البيان الوزاري

المركزية - على وقع احداث الشمال الدامية والمتتالية فصولا على رغم توسيع مروحة الاتصالات على اعلى المستويات الامنية للجمها والحد من تداعياتها بعدما بات التدهور الامني يتخذ منحى خطيرا يصعب معه احتواء مفاعيله، تتواصل الاتصالات السياسية المحلية والاقليمية على غير صعيد لمعالجة العقدة السيادية الكامنة في نظرة الافرقاء الى دور الدولة وحق المقاومة في تحرير الارض في إطار صياغة البيان الوزاري. تدخل قطري: وفيما انكبت وزارة الداخلية ومديرية قوى الامن وكبار المسؤولين الامنيين في الجيش على الضغط في اتجاه ايجاد حلول حاسمة تضع حدا نهائيا لتفلت الاوضاع الامنية شمالا، سجل دخول مسؤولين اقليميين على خط الاتصالات حيث علمت "المركزية" ان مسؤولين قطريين يعملون بعيدا عن الاضواء في اتجاه حمل القيادات المحلية على تجاوز العقبات الحائلة دون ولادة البيان الوزاري المندرج في اطار اتفاق الدوحة ضمن بند تشكيل الحكومة باعتبار ان اي عرقلة في هذا السياق تنعكس سلبا على تنفيذ بنود الاتفاق الذي جاء برعاية اقليمية وبمباركة دولية. كما رصد تحرك فرنسي في هذا المضمار انطلاقا من التقارب الذي حصل منتصف الشهر في باريس حيث كشفت مصادر متابعة لـ "المركزية" عن زيارات مرتقبة لمسؤولين فرنسيين الى سوريا في سياق التحضير للزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى دمشق في ايلول المقبل سيتخللها بحث في الشأن اللبناني وتأكيد على وجوب المساهمة في تذليل العقد من خلال الحلفاء في الداخل لما للامر من تأثير وانعكاسات ايجابية على التقارب الفرنسي السوري.

الموالاة: في غضون ذلك تباينت وجهات النظر بازاء "العقدة السيادية" في البيان الوزاري بين فريقي المعارضة والموالاة حيث شرح مصدر في قوى 14 آذار لـ "المركزية" تصوره لطبيعة الخلاف بشأن دور المقاومة وأكد ان 14 آذار ليست ابدا ضد مبدأ المقاومة وحق تحرير الارض في ظل الاحتلال الاسرائيلي الا ان ذلك يجب ان يحصل من ضمن الدولة ومؤسساتها وليس من الخارج وبالتنسيق التام مع اجهزتها الامنية، وهي تركز على وجوب التمييز بين سلاح المقاومة والسلاح الامني المستخدم في الداخل من قبل بعض الاحزاب.

وربط بين الاحداث الامنية المتكررة والكباش السياسي اذ بات جليا انه كلما تعقدت سياسيا تعمد بعض الجهات الى تحريك الوضع الامني كورقة ضغط الامر الذي حمل فاعليات طرابلس وقوى 14 آذار على المطالبة بجعل المنطقة منزوعة السلاح خصوصا ان هذا التحريك يستعمل الساحة الشمالية تحديدا نظرا لخصوصياتها وامكان ضبط الوضع فيها حين ترتأي تلك الجهات ذلك.

واكد المصدر ان المعارضة تتصرف من منطلق المنتصر في حين ان اتفاق الدوحة قام على قاعدة "اللا غالب ولا مغلوب" ووضع كل ما يحصل في اطار تداعيات حرب تموز ومحاولة حزب الله توظيف نتائجها في الداخل فيما يقضي المنطق الوطني بتوظيفها لصالح الدولة. واشار الى ان الغالبية تخطت سلسلة عقبات وتنازلت في سلسلة محطات من أجل المصلحة الوطنية، وبدل المحاسبة والمساءلة اعتمدت مبدأ تناسي الخلافات، الا ان المعارضة لم تقابلها بالمثل بل ازدادت تعنتا وتصلبا في مواقفها.

المعارضة: اما المعارضة فسألت اوساطها عن سبب توجس الغالبية من موضوع المقاومة وخصوصا ان بعض قادتها أكد أبان الافراج عن الاسرى على دور المقاومة المسلحة في التحرير، ودعتها الى الاقلاع عن سياسية الاستئثار والتفرد بالسلطة واعتماد المشاركة في القرارات خصوصا بعد اتفاق الدوحة مؤكدة وجوب تحديد دور المقاومة في البيان الوزاري الذي يحدد الرؤية السياسية للدولة، وأبدت الاوساط خشيتها من ان يكون وراء بعض مواقف الغالبية ايحاءات خارجية تستهدف دور المقاومة. ولادة وشيكة: ووسط هذه الاجواء، توقفت مصادر حكومية مطلعة ان تؤتي الاتصالات الخارجية والداخلية ثمارها في خلال اليومين المقبلين بحيث يتم تجاوز العقد وتتمكن لجنة صياغة البيان من انجازه في خلال اجتماعاتها المقررة يوم غد وبعده لتنال الحكومة الثقة في ضوئه اثناء جلسة يحددها رئيس المجلس النيابي نبيه بري في بحر الاسبوع المقبل اذا اثمرت الجهود التي يبذلها الرئيس ميشال سليمان مع القيادات السياسية للاسراع في اقفال الملف والانصراف الى معالجة الاستحقاقات الداهمة.

 

 باسيل ردا على اعلام الموالاة: الموضوع الامني والاقتصادي مستقلان

المركزية - رد وزير الاتصالات جبران باسيل على اعلام الموالاة حول وضع معادلة الامن مقابل الموضوع الاقتصادي، معتبرا "ان هذا الكلام لا اساس له من الصحة وهو امر ملفق، مشيرا الى ان الموضوعين الامني والاقتصادي مستقلان عن بعضهما البعض". وقال حديث الى اذاعة "صوت الغد"، اعتبر انه كان قد بحث في فترة سابقة الموضوع الاقتصادي وباريس- 3 ولم يرتبط هذا الموضوع بأي مواضيع ثانية والنقاش كان اقتصاديا، لافتا الى ان الحكومة السابقة هي التي اوصلت لبنان الى ديون كبيرة وحالة مهترأة في البلد، ومن الطبيعي ان لا نوافق على السياسات للحكومات السابقة، معتبرا على الرغم من اننا حلفاء لـ"حزب الله" الا ان النقاش كان يحصل معنا وليس مع الحزب والذي هو جزء من النظام السياسي، ورأى ان هناك تشويهاً للحقائق من قبل بعض الناس وهم لا يدركون اي شيء ويستفيدون من التشويش، واكد ان الاجواء جيدة على الرغم من اختلاف في وجهات النظر بين الافرقاء.

 

 "لا تدخلات في صياغة البيان الوزاري وبعيدون عن الاتهامات والتجريح"

متري: الخلاف بين حق لبنان في التحرير ودور المقاومــــــــة

المركزية - كشف عضو لجنة صياغة البيان الوزاري وزير الاعلام طارق متري "ان النقطة العالقة في البيان الوزاري هي بين حق لبنان ودوره في تحرير ارضه واستخدام كل الوسائل المشرعة لذلك، وحق ودور المقاومة في هذا الموضوع". ولفت الى ان اقتراح رئيس مجلس النواب نبيه بري في ما يتعلق بالاشارة الى المقاومة في البيان الوزاري يدرس على مستوى القيادات السياسية فإذا تم الاتفاق عليه لن ترفضه اللجنة الوزارية. واكد في حديث الى اذاعة "صوت لبنان" ان "لا احد يتدخل في عمل لجنة صياغة البيان الوزاري وأن جو اللجنة مختلف عن الصورة التي تُرسم عنها وهو بعيد عن مناخ الاتهام والتجريح على الرغم من الاختلاف في وجهات النظر". وقال: "لا يكفي فقط ان يدعونا البعض الى الاسراع في انجاز البيان الوزاري، ولكن يجب مساعدتنا على ذلك من خلال الحفاظ على ما اتفقنا عليه والتركيز في الوقت المتبقي على ما نختلف عليه من دون العودة الى ما تم الاتفاق عليه. واشار متري الى ان اقتراح رئيس مجلس النواب نبيه بري في ما يتعلق بالاشارة الى المقاومة في البيان الوزاري يدرس على مستوى القيادات السياسية". وقال: "اذا تم الاتفاق على هذا الاقتراح فلا مبرر في ان ترفضه اللجنة الوزارية". وأوضح ان الوزير محمد فنيش "لم يهدد بمقايضة"، مؤكدا "الاتفاق على قضايا كثيرة وضعت نصوصها بعدما عدلت مرات بروح وفاقية وبصياغة واضحة تسمح للحكومة بالقيام بعملها في اعادة بناء الوحدة الوطنية". وعدد الوزير متري القضايا المتفق عليها وهي: "العلاقات اللبنانية - السورية، الامن، السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، التمسك باتفاق الدوحة بكل مندرجاته، التمسك بالقرار 1701 بكل بنوده، الانتخابات والمحكمة الدولية".

وأكد ان "النقطة العالقة هي بين حق ودور لبنان في تحرير أرضه واستخدام كل الوسائل المشروعة لذلك، وحق ودور المقاومة في هذا الموضوع"، معتبرا ان "الحل قد يكون في إدراج هذا البند على رأس المسائل التي ستبحث على طاولة الحوار الوطني في بعبدا".

وعن الحملة الاعلامية على رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، اعتبر ان "ذلك من باب التجني والتجريح"، واصفا إياه بـ"الشخص الوطني المستقل عن كل القوى، فهو طرح الفكرة اللبنانية مع الفكرة العربية ويحاول الحصول على دعم لبنان بصيغة الاستقلال وليس بصيغة الاسترهان والتدخل في شؤونه".

وربط بين توفير الامن واجراء الانتخابات النيابية، مبديا اعتقاده بان "قانون الانتخابات سيقر"، آملا في إقرار معظم الاقتراحات الاصلاحية".

ووضع نجاح زيارة الرئيس ميشال سليمان الى سوريا في اطار "اعادة بناء علاقات سوية بين بيروت ودمشق".

اما بشأن انسحاب اسرائيل من الجزء اللبناني من الغجر، فقال: "ان اليونيفيل تعمل على هذا الموضوع"، متوقعا ان يتم ذلك في القريب العاجل.

وبالنسبة الى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، تحدث الوزير متري عن "مخرج انتقالي موقت بان تكون المزارع وتلال كفرشوبا تحت وصاية الامم المتحدة".

وقال: "على الرغم من مثابرة الديبلوماسية اللبنانية فهي لم تلق تجاوبا كافيا من الاسرة الدولية في السنتين الماضيتين"، لافتا الى ان "الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية ذلك وهي القادرة على الضغط على اسرائيل". وتحدث عن تغيير في هذا الموضوع منذ أشهر.

وأعلن "ان موضوع شبعا عاد الى الضوء بما في ذلك طرح هذا الحق الانتقالي على طاولة مجلس الامن"، مشددا على استعادة المزارع.

وعن الاشتباكات الامنية شمالا قال "انه من غير المقبول أن تصبح طرابلس الفقيرة صندوق بريد لتوجيه الرسائل أيا كان المرسل"، مشيرا الى ان "لبنان لا يمكن ان يستمر على هذه الحال"، رافضا ان يكون "ساحة مفتوحة". وشدد الوزير على ضرورة الاعلام الحر، مؤكدا "الالتزام بحماية حرية الاعلام"، الا انه تحدث في المقابل "عن المواقف المسبقة التي تتحكم فيها الايديولوجيات"، داعيا الى "ايجاد صيغة للتحاور من أجل تجاوز هذا الامر". وأكد العمل على "وضع حد للعنف الرمزي وإثارة الفرقة والكره بين اللبنانيين"، متحدثا عن "احترام القوانين في مسألة تنظيم الاعلام والاعلان الانتخابيين".

 

السنيورة تحادث هاتفيا مع موسى والمفتي قباني وقبلان وعرض للاوضاع مــع ابو جمــره وخليفـــــه

المركزية - تلقى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اليوم اتصالات هاتفية من: الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، ومفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان واستعرض معهم الاوضاع الراهنة في البلاد. واستقبل الرئيس السنيورة في السراي الحكومي بعد الظهر نائب رئيس الحكومة عصام ابو جمره وعرض معه للاوضاع. ثم استقبل الرئيس السنيورة وزير الصحة العامة محمد جواد خليفة، وبحث معه في التطورات الراهنة.

 

تحدثت لـ "المركزية" عن الذكرى الثالثة لخروج "الحكيم" من السجن

ستريدا جعجع : المسيرة مستمرة ونتحضر جيداً للاستحقاق الانتخابي

التمثيل المسيحي في الحكومــة مهم وتحالفنا مع جنبلاط استراتيجي

المركزية - في الذكرى الثالثة لخروج رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع من السجن قالت النائب ستريدا جعجع لـ "المركزية" ردا على سؤال عن معنى هذه الذكرى لها وأين اصبحت القوات اللبنانية: طبعا، ان هذه الذكرى تعني لنا كثيرا، تعني لنا اولا كقوات لبنانية وتعني لي ثانيا كزوجة وكعائلة، فهذا اليوم بالذات يرمز تحديدا الى خروج لبنان من السجن، اذ نعلم جميعا انه عندما خرج الجيش السوري من لبنان تحرر لبنان، لكن المسيرة لا تزال مستمرة لكي تتحقق السيادة والاستقلال والقرار الحر. القوات لم يتسنّ لها ان تتنفس الصعداء نظرا الى تسارع وتيرة الاحداث وبشكل مرعب جدا، اذ، ما ان خرج الحكيم حتى اضطررنا لخوض الانتخابات الفرعية في بعبدا - عاليه ثم دخلنا الى طاولة الحوار وبعدها وصلنا الى حرب تموز، وتوالت الاحداث. وطبعا لم يسنح الوقت الكافي امام الدكتور جعجع للانكباب على النظام الداخلي للقوات اللبنانية لكننا الآن نحضّر انفسنا جيدا للاستحقاق الانتخابي المقبل وعندما نفرغ منه أكيد سيكون للقوات خلوات متتالية للانكباب على تنظيم الوضع الداخلي في القوات اللبنانية.

وردا على سؤال آخر قالت النائب جعجع: ان خروج الدكتور جعجع ازاح عبئا كبيرا عني كنت اتحمّله وحدي وأتساءل احيانا في ظل هذه الظروف العصيبة التي نمر بها: ماذا كنت سأفعل لو لم يكن الى جانبي؟ أضافت: لا ازال الى جانبه مع مجموعة كبيرة من الرفاق الذين وقفوا الى جانبه عندما لم يكن احد موجودا قربه، نناضل، فالمسيرة لم تنته بعد. وعن الوضع الامني المتدهور في طرابلس استنكرت النائب جعجع واسفت لما يحصل، وقالت: من المؤكد ان ما يحصل في عاصمة الشمال هو عينة صغيرة مما يمكن ان يحصل في لبنان في اي لحظة، لأن الوضع غير مستقر. نحمد الله انه اصبح لدينا رئيس جمهورية وحكومة لكن من يرى ماذا يحصل على مستوى البيان الوزاري، فحتى الآن مضت ثماني جلسات وكل جلسة تستغرق ساعات عدة، ولا نستطيع التوصل الى نص في البيان الوزاري يقول بأن الدولة اللبنانية هي المسؤولة عن امن لبنان والجيش اللبناني ايضا.

وعما اذا كانت ستمنح الحكومة الثقة بشروط معينة او ملاحظات أجابت جعجع: ثقتي كبيرة جدا برئيس الحكومة دولة الرئيس فؤاد السنيورة والوزراء وباللجنة الوزارية. لا اريد اتخاذ مواقف ووضع العصي في الدواليب ولكن ندعو للرئيس السنيورة بالتوفيق.

وعما اذا كانت الحكومة الحالية هي بحق حكومة وحدة وطنية وهل صحيح ان الدكتور جعجع عاتب على طريقة تركيبتها واحساسه ان القوات مهمشة قالت: غير صحيح، استطعنا ادخال وزيرين وكان لنا ايضا كلمة في توزير ريمون عوده والفضل في ذلك لحلفائنا. فلو لم يكن حلفاؤنا متجاوبين لما استطعنا انجاز ذلك، فليس صحيحا ان الحكيم "زعلان"، حلفاؤنا كانوا صادقين معنا كما كان حلفاء العماد ميشال عون معه عندما تركوه يختار خمسة وزراء، والتمثيل المسيحي في الحكومة مهم جدا، فهناك الوزير ابرهيم نجار، والوزير طوني كرم عن القوات اللبنانية، وهناك الوزير نسيب لحود الذي نعتبر انه يمثلنا ايضا ووجوده في الحكومة ربح للمسيحيين وللبنانيين بالتحديد، وهناك الوزير ايلي ماروني عن الكتائب وهو شخصية ومحترمة اضافة الى الوزير ريمون عودة الذي حظي بتأييدنا.

العلاقة مع جنبلاط: وعن زيارتها الاخيرة لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط وعلاقة القوات بالحزب التقدمي قالت جعجع: زيارتي لوليد بك كانت بهدف اعادة التأكيد على التحالف الاستراتيجي بين القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي، ولإعادة التأكيد على انه تجمعنا مع وليد بك اهداف كبيرة جدا وهي لبنان وكيانه وكيف نراه وبأي طريقة. فلا نستطيع نسيان انه عندما استشهد الرئيس رفيق الحريري، كان اول من بدأ بانتفاضة الاستقلال وحمل المشعل هو وليد جنبلاط. لقد حمل جنبلاط المشعل واتخذ موقفا حيال موضوع الجيش السوري وخروجه من لبنان.

وعن المعتقلين والمفقودين في السجون السورية تساءلت النائب جعجع: هل يعقل ان يفرج العدو الاسرائيلي عن جميع المساجين اللبنانيين من معتقلاته بعد مفاوضات غير مباشرة بينه وبين "حزب الله" وبوساطة المانية، فيما نحن، يقولون سوريا الشقيقة، حتى الآن نجهل مصير المعتقلين اللبنانيين الموجودين في سجونها، ولا نعلم اذا كانوا احياء ام امواتا وما هي حالتهم، هل يعقل ذلك؟ وعن الخطاب الاخير للامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قالت جعجع: اذا كان السيد نصر الله يقول انه منفتح على الجميع ولديه استعداد للبحث في كل المواضيع، فليكن اذن، ولننظم طاولة حوار ونبحث في كل هذه المواضيع، وهذا موقف جيد، ولكن نتمنى ان تقرن الاقوال بالافعال.

 

 تخريج دورة الاركان الثانيــة والعشرين في وزارة الدفاع

المصري: الجيش مرّ بتجارب قاسية لكنه خرج منها بنجاح

المركزية - أقيم قبل ظهر اليوم، في قاعة العماد نجيم في وزارة الدفاع -اليرزة، إحتفال تخريج دورة الأركان الثانية والعشرين، التي ضمت ضباطا من الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي، ومن الجيشين الشقيقين الأردني والقطري. ترأس الإحتفال قائد الجيش بالنيابة اللواء الركن شوقي المصري، وحضره ممثلي المدراء العامين لكل من قوى الامن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة، وعدد من كبار ضباط القيادة وقادة المناطق والألوية والأفواج، الى جانب قائد الكلية والضباط المدربين وعائلات المتخرجين، وقادة الكلية السابقين والأساتذة الجامعيين فيها. وكانت كلمة لقائد االكلية العميد الركن الياس فرحات. ثم القى اللواء الركن المصري كلمة هنأ فيها المتخرجين قائلا: "لقد مرّ الجيش في خلال السنوات الأخيرة، بتجارب قاسية على أكثر من صعيد، لكنه خرج منها بنجاح، مسطرا بفضل تضحيات أبنائه ودماء شهدائه الأبرار إنجازات كبيرة في مواجهة العدو الإسرائيلي والإرهاب. كما استطاع الحفاظ على الوحدة الوطنية في أدق الظروف وأصعبها، مسهما بدوره الوطني الجامع، في تحقيق التوافق بين اللبنانيين، وإطلاق مرحلة جديدة في البلاد، توجت بإنتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية اللبنانية، في ظل إجماع محلي وإقليمي ودولي لم يسبق له مثيل، إضافة الى تشكيل حكومة وحدة وطنية، الأمر الذي أشاع أجواء من الإرتياح والطمأنينة في نفوس المواطنين، وعزز ثقتهم بمستقبل اكثر أمنا وإستقرارا وإزدهارا".

 

 تلقى اتصالا هاتفيــــــــــــا من عمرو موسى

بري عرض الاوضاع مـــع ماروني وابو فاعور وخوجة والجماعة الاسلامية دعت لإنهاء الازمة الامنية في طرابلس

المركزية - تلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالا هاتفيا من الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى وجرى عرض للتطورات الراهنة في لبنان والمنطقة. واستقبل الرئيس بري ظهرا السفير السعودي في لبنان عبد العزيز خوجة وعرض معه للاوضاع الراهنة.

الوزير ماروني: ثم استقبل الرئيس بري وزير السياحة ايلي ماروني الذي قال بعد اللقاء: زيارتي لدولة الرئيس بري هي اولا لأحيي مواقفه الوطنية، وأحيي مواقفه طوال الفترة الماضية حيث كان حقيقة الاطفائي للحرائق في لبنان. وجئنا الى هذا المكان لنأخذ البركة ولنؤكد على انطلاقة وزارة السياحة لتشمل كل لبنان وكل اللبنانيين، وبالتالي نستفيد من خبرة دولته وحكمته ونضعه في اجواء خطط الوزارة لمستقبل زاهر للبنان، لأن وزارة السياحة هي نبض وصورة لبنان وصوته.

وفي النتيجة نحن استفدنا من هذه الجلسة مع دولة الرئيس، استمعنا الى مقترحاته وسنأخذها في الاعتبار وستنفذ، وبالتالي ان شاء الله يكون لدينا سياحة مزدهرة لكل لبنان. اضاف: طبعا استمعنا الى ارائه في الامور الوطنية وتداولنا في ما يمكن ان يحدث في الايام المقبلة، وإن شاء الله تكون كلها ايجابيات لصالح لبنان واللبنانيين.

الجماعة الاسلامية: ثم استقبل الرئيس بري وفد الجماعة الاسلامية برئاسة امينها العام الشيخ فيصل المولوي بحضور رئيس المكتب السياسي لحركة "امل" الحاج جميل حايك وجرى عرض للاوضاع الراهنة. وصرح الحاج علي الشيخ عمار باسم الوفد بعد اللقاء: كان لقاء مسؤولا، وجرى التطرق في خلاله الى ما يحصل اليوم من تطورات سياسية وأمنية، وتوقفنا مليا عند مسألة الحكومة وتشكيلها والبيان الوزاري الذي ينبغي ان تتبناه، وتم التوافق على اهمية ان يأتي البيان الوزاري ليكون واضحا ومتفقا عليه في الاسس التي ينبغي ان يقوم عليها وأن يبنى عليها، وان تؤجل القضايا التفصيلية، اذا حصل شيء من الخلاف حولها الى لقاء الحوار او مؤتمر الحوار المزمع عقده في قصر الرئاسة.

كذلك تم التطرق الى بعض الاحداث الامنية التي تحصل هنا وهناك وخصوصا في طرابلس في الشمال، وقد ابدى الرئيس بري اهتمامه حيال ما يجري، وتواصل مع مختلف القوى المؤثرة امنيا وسياسيا في منطقة الشمال من اجل انهاء هذه الازمة وهذه المشكلة الامنية بما يتلاءم مع مصلحة الاستقرار الذي ينشده جميع اللبنانيين، خصوصا ابناء طرابلس والشمال. اعتقد وكما وردنا ان الجيش قام بخطوة مهمة في هذا المجال وقد بدأ عملية انتشاره داخل بعل محسن وفي بعض مناطق التبانة وطرابلس. نرجو ان تتم هذه العملية بالطريقة الملائمة وأن ننتهي من مثل هذه المشكلات التي تؤرق جميع اللبنانيين. تطرقنا ايضا مع دولة الرئيس الى مسألة اساسية ومهمة في نظرنا جميعا وهي مسألة الموقوفين الاسلاميين في سجن رومية ولدى المحكمة العسكرية، وتم التوافق على اهمية ان يأخذ القضاء دوره في هذا المجال وأن يفرج عن اولئك الذين ثبت انهم غير متورطين في اية مسألة امنية. اخيرا تم التداول في اهمية ان يكون هناك موقف واحد ووحدة وطنية متمثلة في هذه الظروف الصعبة خصوصا ان لبنان يمر بظروف دقيقة تحتاج منا جميعا الى ان نكون موحدين ومجتمعين على مواقف موحدة وصائبة.

ابو فاعور: ثم استقبل الرئيس بري الوزير وائل ابو فاعور بحضور النائب علي حسن خليل وجرى عرض لموضوع البيان الوزاري والعقبات التي تحول دون الاتفاق عليه. كما استقبل مدير عام وعضو مجلس ادارة بيت التمويل العربي فؤاد مطرجي ووفدا من البنك. ووزع الوفد بيانا قال فيه انه عرض مع دولته الاوضاع الاقتصادية العامة في البلاد ونشاط المصارف الاسلامية العاملة في لبنان التي هي في كامل الجهوزية لدعم الاقتصاد اللبناني. وشدد مطرجي على اهمية اصدار الصكوك الاسلامية باعتبار ان لدى المصارف الاسلامية فائضا في السيولة، بل انها تعاني جراء هذا الفائض، مشيرا الى ان بيت التمويل العربي الذي يحتل المرتبة الاولى لهذه الصيرفة في لبنان وحصته منها تجاوزت الـ50% يعمل مع شركائه الخليجيين للمساهمة في التمويل على كافة الصعد وتكثيف الاستثمارات وتمنى على دولته الاسراع في معالجة المشكلات التي تواجه الصيرفة من خلال اعادة النظر في القوانين الراهنة وتطويرها.

وقال: المنطقة العربية والخليجية خصوصا، تعيش تجربة فوائض اموال بشكل غير مسبوق وعلى لبنان العمل سريعا على استصدار قوانين وتشريعات تشجع تحويل بعض من فوائض هذه الرساميل والتي ستكون ضخمة في جميع الاحوال الى لبنان او مرورا به عبر اصدار صكوك اسلامية تكون عامل جذب لهذه الاموال.

واشار مطرجي الى ان هناك قوانين يظهر فيها نوع من التناقض، وبشكل اوضح هناك قوانين لا توفر عامل المنافسة للمصارف الاسلامية مع المصارف التقليدية، والمهم في الموضوع قانون دعم الفوائد، والازدواج الضريبي حيث ان عمليات المرابحة في المصارف الاسلامية تشكل 70% الى 90% من عمليات التمويل والمفهوم الشرعي هو ان يكون المصرف الاسلامي بمثابة تاجر عند استيراد المعدات او البضائع من الخارج (او حتى من الداخل) وايضا العقارات ومن ثم بيعها الى العميل الراغب اصلا باقتنائها بهدف المتاجرة بها، وعليه فمن الناحية النظرية يتوجب على المصرف دفع ضريبة الاقتناء على التاجر اللبناني مما يزيد العبء عليه مقارنة بالمصرف التقليدي.

 

قاسم: المقاومة هي العامل التوحيدي الوطني والاسلامي وهي خيار الممانعة في مواجهـــــة الوصايــــة

المركزية - اعتبر نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان المقاومة هي العامل التوحيدي الوطني والقومي والاسلامي، وهي خيار الممانعة في مواجهة الوصاية، وهي الجامع بين القوى السياسية بمختلف انتماءاتها. استقبل الشيخ قاسم وفد المؤتمر القومي العربي برئاسة أمينه العام السيد خالد السفياني يرافقه الاستاذ معن بشور وعدد من أعضاء المؤتمر، بحضور مسؤول ملف العلاقات العربية في حزب الله الشيخ حسن عز الدين . بداية هنأ السفياني بالانتصار الكبير من خلال "عملية الرضوان" التي حرّرت الأسرى وجثامين الشهداء وفي مقدّمهم عميد الأسرى بطل "عملية جمال عبد الناصر" سمير القنطار، كما أكد وقوف الشعوب العربية والاسلامية مع المقاومة الباسلة التي جمعت ووحّدت، وهذا ما برز جليًّا من خلال تنوُّع بلدان وانتماءات الشهداء، كما أكد على الدور الاستنهاضي للمقاومة على مستوى القضية الفلسطينية ورفض الاحتلال بكل أشكاله. بدوره رحّب نائب الأمين العام لحزب الله بالوفد معتبراً أن الانتصار بتحرير الاسرى وجثامين الشهداء هو انتصار للأمة بأسرها، وهو انتصار لكل من أحب المقاومة ودعمها وأكد عليها، ولفت إلى الدلالة الكبرى لاسترداد جثمان الشهيدة دلال المغربي وما ترمز إليه من رمزية تجاه فلسطين كقضية مركزية أولى لجميع شعوب المنطقة. ثم قال: إن المقاومة هي العامل التوحيدي الوطني والقومي والاسلامي، وهي خيار الممانعة في مواجهة الوصاية، وهي الجامع بين القوى السياسية بمختلف انتماءاتها، بل هي الأمل الحقيقي لتحرير الأرض والانسان في مواجهة تسلُّط الاستكبار والمشروع الصهيوني. ولا خوف على المقاومة التي أثبتت فعاليتها من خلال الانتصارات النوعية المتلاحقة، وأظهرت التأييد الواسع لها.

وأضاف: إن هزائم أميركا المتتالية لا تعني توقُّف مؤامراتها على منطقتنا، وإصابة إسرائيل في العمود الفقري لوجودها وهو قوة الردع لا يعني زوال خطرها في المدى المنظور، وواجبنا أن نبقى على جهوزيّتنا لمنع إسرائيل من أي تفكير عدواني أحمق. ثم قال: من المهم ألا نجعل أميركا وإسرائيل تصرفاننا عن الخطر الحقيقي وهو الاحتلال، وهم يريدون توجيه شعوب المنطقة إلى الفتنة السنية - الشيعية، وإلى إثارة مشكلة بين إيران والعرب، وإيجاد شرخ بين البلدان العربية، بينما نقوى جميعاً ونربح جميعاً عن طريق رفض تغيير الاتجاه عن الصراع مع إسرائيل كأولوية. وختم قائلا: تحية كبرى إلى الشعب الفلسطيني المجاهد، وإلى كل مقاومة لأي محتل، ونؤكد وقوفنا إلى جانب السودان الشقيق في رفض الاعتداء عليه بعنوان المحكمة الدولية والتدخل في شؤونه الداخلية

 

بري اقترح نصاً يتبنى البيان السابق والقرار الـ 1701 بعد رفض "حزب الله" ترحيل الخلاف إلى الحوار ...

لبنان: ألغام البيان الوزاري تنفجر شمالاً

بيروت - وليد شقير- الحياة - 26/07/08//

عُقد الاجتماع الثامن للجنة البيان الوزاري للحكومة اللبنانية الجديدة، في محاولة جديدة لمعالجة الخلاف على النص المتعلق بالمقاومة والاستراتيجية الدفاعية، على وقع استمرار الاشتباكات التي تجددت فجر أمس بين منطقتي بعل محسن وباب التبانة في طرابلس، وأدت الى مقتل 6 مواطنين بينهم طفل وعشرات الجرحى. وظلت مستمرة حتى مساء أمس، على رغم الإعلان أن الجيش سينفذ وقف النار السادسة مساء بإجراءات صارمة بعد استقدام تعزيزات لوحداته المنتشرة هناك.

وإذ دأب الوسط السياسي اللبناني على الربط بين التعقيدات والخلافات السياسية وبين تجدد الصدامات الدموية على جبهة بعل محسن - باب التبانة في الشمال، والتي فتحت قبل زهاء شهرين، فإن العديد من النواب والسياسيين أخذ يربط بين اندلاعها أمس وبين الخلاف على البيان الوزاري للحكومة.

وكانت «الحياة» حصلت على النصوص الثلاثة موضوع الخلاف في لجنة البيان الوزاري حول المقاومة والاستراتيجية الدفاعية، الأول اقترحته الأكثرية ويشير الى وضع الطاقات الوطنية في خدمة الاستراتيجية الوطنية ومقدمها طاقات «حزب الله»، والثاني للمعارضة وينص على أن المقاومة «حاجة وطنية وحق طبيعي للشعب اللبناني... وجزء من مكونات الاستراتيجية الدفاعية التي سيناقشها مؤتمر الحوار الوطني»، والثالث اقترحه ممثل رئيس الجمهورية ومستوحى من خطاب القسم للرئيس ميشال سليمان، ويربط المقاومة بالاستراتيجية الدفاعية. ولم يتفق الفرقاء على هذه النصوص إذ رفضت الأكثرية النص الذي اقترحه الوزير الممثل لـ «حزب الله» محمد فنيش، الذي رفض بدوره النصين المقترحين من الأكثرية ومن سليمان.

وأكدت مصادر في المعارضة لـ «الحياة» ما نُشر عن أن اقتراح الأكثرية حلاً وسطاً بترحيل النص المتعلق بالمقاومة الى مؤتمر الحوار الوطني، قوبل من فنيش باقتراح مضاد يقضي بترحيل القضايا التي سبق الاتفاق عليها في لجنة البيان الوزاري، بما فيها المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة المتهمين بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، الى مؤتمر الحوار أيضاً.

وفيما قالت مصادر وزارية في الأكثرية إن وزراءها في لجنة البيان الوزاري استغربوا هذا الرد لأن موضوع المحكمة سبق أن اقر في مؤتمر الحوار عام 2006، قالت مصادر المعارضة إن فنيش اعتبر أنه تم إقرار المبدأ لكن التفاصيل تحتاج الى بحث لضمان عدم انحياز المحكمة وتسييسها.

وأبلغت مصادر الأكثرية ومصادر المعارضة على السواء «الحياة» ان كلاً منهما قدم تنازلات في المواضيع التي انتهت اللجنة الوزارية من صوغها، وان أياً منهما لم يعد يقبل بمزيد من التنازلات في موضوع المقاومة.

وقالت مصادر الأكثرية إنها اعتمدت سياسة المسايرة في عدد من البنود منها ان المعارضة لم تقبل بالنص العربي الذي جاء في قرار وزراء الخارجية العرب (في 15-6-2007) حول تهريب السلاح، فيما اعتُمد النص الوارد في مقررات الحوار للعام 2006 في صدد العلاقة اللبنانية - السورية. كما ان المعارضة لم تقبل بالتزام كل الأطراف، بما فيها سورية، التعاون في تنفيذ البند المتعلق بإنهاء الوجود العسكري الفلسطيني خارج المخيمات، إلا بعد إزالة كلمة سورية منه. ووافقت الأكثرية على ذلك على رغم قناعتها بأن قرار هذا السلاح في دمشق.

وذكرت مصادر الأكثرية أن النص المتعلق ببسط سلطة الدولة حسم باعتماد ما جاء في اتفاق الدوحة. وسألت: «بعد التسهيلات التي قدمناها والأجواء الإيجابية، ما الهدف من الإصرار على نصوص تتعلق بالمقاومة تتجاوز التطورات التي حصلت منذ عام 2006 واستباق النقاش في مؤتمر الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية وتجاوز دور الدولة؟».

وفي المقابل رأت مصادر المعارضة ان المقاومة «تبقى حقاً للشعب اللبناني طالما لم يتم التوصل الى استراتيجية دفاعية بعد، وهذه المقاومة ليست مجهولة بل موجودة وحققت إنجازات ونحن بدورنا قدمنا تنازلات وتسهيلات في عدد من النصوص وقبلنا ببحث الاستراتيجية الدفاعية». واعتبرت ان ما نص عليه البيان الوزاري السابق حول المقاومة هو «الحل الوسط».

وإذ رأت قيادات في الأكثرية انه «لا يجوز أن يبنى البيان الوزاري وعمل الدولة على قاعدة ميزان القوى العسكري الذي ظهر في أحداث أيار (مايو) الماضي في بيروت»، نشطت الاتصالات لمحاولة إيجاد حل وسط. وعلمت «الحياة» ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي اتصل أول من أمس بزعيم تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري، اقترح نصاً يستعيد ما جاء في البيان الوزاري للحكومة السابقة مضافاً اليه النص على التزام تنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 1701 «بكل مندرجاته» (بما يعني أنه يشمل اتفاق الهدنة مع إسرائيل عام 1949). واتصل بري أمس بالحريري الذي انتقل الى المغرب لتعزية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بوفاة شقيقه الأمير فواز بن عبدالعزيز، وبرئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط والوزير وائل أبو فاعور عضو اللجنة، قبل اجتماعها عصراً. وأعلن نائب رئيس الحكومة السابق النائب ميشال المر بعد لقائه السفير السعودي في بيروت الدكتور عبدالعزيز خوجة، انه طلب اليه المساعدة في تسهيل إنجاز البيان الوزاري لما للمملكة من تأثير، وانه أكد له أنه باشر هذه المهمة.

وفيما قالت مصادر مطلعة ان السفير خوجة لا يتدخل في شؤون كالبيان الوزاري، التقى السفير السعودي أمس كلاً من وزيرة التربية بهية الحريري، والنائب جنبلاط ووزير الدفاع الياس المر. وكانت مساعي فعاليات طرابلس لوقف الاشتباكات بين مسلحي بعل محسن وباب التبانة تواصلت طوال نهار أمس، وتحدد موعدان لوقف النار، الواحدة بعد الظهر والسادسة مساء من دون أن تنجح الجهود في ذلك، وسط اتساع نطاق القنص واستخدام الأسلحة الصاروخية إضافة الى الرشاشة

 

ميشال معوض: لبنان ورقة مساومة للمصالح النووية لدى إيران و"حزب الله"

السبت 26 تموز 2008- وكالات

اعتبر عضو الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار ميشال معوض أنه "لا داعي للكلام بل يكفي أن نسمع ما يقوله الآخرون وكيف يتصرفون لنعرف أين هي الحقيقة، فنائب الرئيس الايراني صرح بالفم الملآن أنه في حال معالجة الملف النووي الايراني مع المجتمع الدولي يسهل الوضع في العراق وفي لبنان، فماذا تريدون أوضح من ذلك؟ هل هناك من لم يفهم بعد أنه بالنسبة لإيران ولـ"حزب الله" لبنان مجرد ورقة مساومة للمصالح النووية الايرانية وغير الإيرانية"؟

معوض، وخلال حفل عشاء لجمعية المساعدات الاجتماعية برعاية النائب نايلة معوض، سأل: "هل هناك من لم يفهم بعد؟ وبالرغم من محاولة تغطية البعض للوقائع، ولسوء الحظ البعض من المسيحيين، بأن حقيقة المعركة القائمة وطنياً هي بين من يؤمن بلبنان وطن وبين من يريد تحويله الى ساحة مساومات، وبين من يريد بناء دولة الاستقلال دولة السيادة والحرية والديمقراطية وبين من يريد منع قيام الدولة بالقوة وبالسلاح وبالفتن وبالمربعات الأمنية وبالابتزاز، مهما كان شعار هذا الابتزاز، وما يحصل في طرابلس من احداث أمنية دليل جديد لا يمكن ان نفصله عن الخلاف القائم في البيان الوزاري حول بند سلاح حزب الله، وهذا دليل جديد ان حزب الله لا يتردد بالرغم من اتفاق الدوحة، باستعمال سلاحه اوسلاح حلفائه بالداخل لمحاولة فرض رؤيته على بقية اللبنانييين".

 

فنيش: المحكمة الدولية مع سلاح المقاومة إلى طاولة الحوار

نهارنت / ذكرت صحيفة "الحياة" ان ممثل حزب الله في اللجنة الوزارية محمد فنيش اقترح ترحيل قضية المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة المتهمين بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الى مؤتمر الحوار أيضا ً. وأضافت "الحياة" ان اقتراح فنيش جاء بعد أن قدمت الأكثرية اقتراحاً يقضي بترحيل النص المتعلق بالمقاومة الى مؤتمر الحوار الوطني فردّ ممثل حزب الله مطالبا ً بترحيل القضايا التي سبق الإتفاق عليها في لجنة البيان الوزاري أيضا ً إلى مؤتمر الحوار بما فيها قضية المحكمة الدولية. وفيما صرحت مصادر وزارية في الأكثرية إن وزراءها في اللجنة استغربوا هذا الرد لأن موضوع المحكمة سبق أن أقر في مؤتمر الحوار عام 2006، قالت مصادر المعارضة إن فنيش اعتبر أنه تمّ إقرار المبدأ لكن التفاصيل تحتاج الى بحث لضمان عدم انحياز المحكمة وتسييسها.

 

فتفت يحمل مسؤولية أحداث طرابلس إلى مجموعات دربها حزب الله

نهارنت/ اعتبر النائب أحمد فتفت ان منطق الأمن الذاتي أصبح هو السائد في طرابلس إذ ان كل الناس تعمد إلى التسلح لافتا ً إلى ان هناك شيء أصعب من العصب الطائفي يحدث في المنطقة. ورأى فتفت في حديث الى صحيفة "المستقبل" أن "هناك طرفاً داخلياً لديه مصلحة في تزكية هذا النزاع للإفادة من خلاله في تحصيل مكاسب سياسية على الأرض، وهذا الطرف معروف لأن المجموعات المسلحة دربها حزب الله وأخضعها لدورات عسكرية وزوّدها بالسلاح كي تقوم بهذه الأمور عندما تدعو الحاجة". وأضاف فتفت أن رئيس مجلس النواب نبيه بري قد بشر بتأزيم كهذا إذا لم يتمّ الإتفاق على البيان الوزاري، لافتا ً إلى ان "أن هذه الأحداث هي للضغط في هذا الإتجاه"، مشددا ً على أن "هناك تقصيرا ً واضحا ً في القيام بالدور الموكل إلى المؤسسة العسكرية لأن على الجيش أن يكون حازماً وحاسماً، إذ أصبح لديه أسماء المتنازعين من الجهتين من باب التبانة ومن جبل محسن وهم يظهرون على شاشات التلفزة ويعقدون المؤتمرات الصحافية على الرغم من أنهم مطلوبون وهذا وضع غير مقبول إطلاقاً".

 

البيان الوزاري المعطل بين عقدة المقاومة واشتباكات طرابلس

نهارنت /فيما لا يزال بند المقاومة العائق أمام إعلان البيان الوزاري للحكومة بعد اجتماع ثامن عقدته اللجنة الوزارية لساعات طويلة مساء أمس دون التوصل إلى معالجة مشكلة السلاح ،يستمر العنف في طرابلس بين بعل محسن وباب التبانة موقعا ً حتى الآن 9 قتلى و33 جريحا ً ومهجرا ً المئات من منازلهم رغم الدعوة لوقف إطلاق النار. وكان رئيس الجمهورية ميشال سليمان اتصل ليلا ً بوزيري الدفاع الياس المر والداخلية زياد بارود وقائد الجيش بالنيابة اللواء الركن شوقي المصري، وطلب منهم "اتخاذ التدابير الميدانية لوقف التدهور الأمني في الشمال والتقيد بوقف اطلاق النار الذي اتفق عليه". كما ترأس المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي اجتماعا ً ليلا في طرابلس للضباط عرض خلاله أوضاع المدينة ،وعلمت "النهار" ان وزير الداخلية زياد بارود واللواء ريفي عملا على تنفيذ خطة انتشار جديدة للقوى الأمنية ستنفذ ابتداء من فجر اليوم السبت. وكان مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار استغرب كيف ان الجيش الذي استطاع "أن يستأصل وجود شاكر العبسي من مخيم نهر البارد لا يستطيع أن يوقف يد الشر في طرابلس" مضيفا ً "لن نسكت بعد اليوم". وبالتزامن مع أحداث طرابلس،عقدت لجنة البيان الوزاري اجتماعاً ثامناً في السراي امتد حتى العاشرة والنصف ليلاً تركز على مناقشة "البرنامج الإجتماعي والإقتصادي كما أعلن وزير الإعلام طارق متري. وأوضح متري ان التباين في وجهات النظر حول العلاقة بين دور الدولة في مقاومة الإحتلال ودور المقاومة ما زال قائما ً . وتوقع ممثل رئيس الجمهورية في اللجنة الوزير جو تقلا الإنتهاء من وضع البيان الوزاري خلال الأيام المقبلة وعلى أبعد تقدير الإثنين المقبل. وكان الرئيس سليمان واكب المناقشات الجارية في اللجنة الوزارية، ولا يخفي زوار بعبدا استياء الرئيس من التأخير غير المبرر لوضع البيان الوزاري، خصوصاً انه ينعكس سلبا ً على الوضع الميداني. ولاحظ زوار بعبدا ان ثمة سعيا ً من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس كتلة المستقبل النيابية سعد الحريري ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط الى تدوير الزوايا في الجدل الحاصل والتوصل الى صيغة توافقية للعقد العالقة أمام إقرار البيان ومنها بند سلاح المقاومة. وتحدث الزوار عن اقتراحات عدة متداولة في شأن سلاح حزب الله، منها ترحيل هذا الملف الى طاولة الحوار، أو اعتماد خطاب القسم في صوغ الموقف منه في البيان الوزاري، أو ما اقترحه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة عن تضمينه القرار 1701.

 

فتفت لموقع "القوات": تقصير فاضح للقوى الأمنية وتكريس سلاح "حزب الله" في البيان الوزاري إلغاء للحوار

موقع القوات/ اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت في حديث إلى موقع "القوات اللبنانية" الالكتروني أنه في كل مرة يتم استغلال الفتنة الموجودة في الشمال للضغط من خلالها في السياسة العامة، وبالتالي يجري استعمال السلاح لتحقيق مكاسب سياسية وهو ما يعتبر تناقضاً كبيراً لاتفاق الدوحة، محملاً المسؤولية كاملة للقوى الأمنية التي تظهر تقصيراً كبيراً على مستوى تحمّل مسؤولياتها، داعياً إياها إلى الحزم والحسم تجاه كل الأطراف، معتبراً ان هذا التقصير غير مقبول، كاشفاً أنه سيفاتح الرئيس فؤاد السنيورة بهذا الموضوع. وإذ رأى ان أي تكريس لسلاح "حزب الله" في البيان الوزاري سيؤدي إلى إلغاء الحوار وتفريغه من مضمونه، أعرب فتفت عن اعتقاده أنه من واجب من يمثل فريق 14 آذار في لجنة الاعداد للبيان الوزاري التمسك بمواقفهم وبقراراتهم الثابتة.

واعتبر أن الانفتاح الذي أبداه الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله على الداخل وعلى مناقشة الاستراتيجية الدفاعية وغيرها من الأمور ما هو إلا انفتاح شكلي لم يترجم حتى الآن، والدليل العرقلة التي نشهدها على مستوى إعداد البيان الوزاري، ومحاولة فرضه بالقوة قناعات غير متوفرة عند الطرف الآخر.

وعن زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى بيروت، أوضح ان هذه الزيارة ما هي إلا زيارة "شكلية"، لكنها في المقابل تشكل انتصاراً لما كانت تنادي به قوى 14 آذار حول التبادل الديبلوماسي، ومن جهة ثانية، تشكل اعترافاً بوجود معتقلين ومفقودين في السجون السورية، وهذا ما كان ينفيه النظام السوري سابقاً. لكنه أضاف "ان هذا الأمر ما هو إلا بداية، لأنه حتى في حال قيام العلاقات الديبلوماسية، فإنها لن ترضي منطق السيادة اللبنانية التي تحتاج إلى ترسيم الحدود بدءا من مزارع شبعا وليس انتهاء بها، واحترام الحدود من قبل الطرفين وعدم السماح بدخول السلاح وغيره إلى لبنان، وبالتالي الامتناع عن التدخل في الشؤون السياسية لكل بلد. وإذ لفت إلى ان هناك تخوفاً مستمراً على المحكمة الدولية، نفى فتفت ان يكون هناك اي معطيات او معلومات جدية حول وجود أي صفقة على حساب المحكمة من جانب المجتمع الدولي تجاه سوريا، مشيرا إلى انه على الرغم من وجود هذه المحكمة في عهدة الأمم المتحدة إلا انه يجب ان يكون هناك ضغط وطني مستمر تجاه هذا الموضوع. حاوره رولان خاطر

 

الرئيس سليمان: سأثبت للبنانيين والمشككين ان سوريا تعطي لبنان ما يريده وما يريحه

وكالات جدد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان "تأكيد رفض التوطين الفلسطيني في لبنان ليس تخلصا من الفلسطينيين، لكننا نريد ان يعودوا الى ديارهم مكرمين معززين"، واشار الى "الفترة الصعبة التي مر بها لبنان في السنوات الثلاث الاخيرة تحديدا"، وأكد "اجتياز هذه الفترة اولا مع سوريا لان ما يجمعنا بها كثير"، لافتا الى "الاستمرار في التواصل". وقال:" سأثبت للبنانيين والمشككين ان سوريا تعطي لبنان ما يريده وما يريحه لان عدونا مشترك واهلنا مشتركون ونستطيع بالمحبة والتعاون انجاز الكثير".

اللجنة السورية - الفلسطينية لحق العودة

كلام الرئيس سليمان جاء امام وفد اللجنة القانونية السورية - الفلسطينية لحق العودة الذي زاره في قصر بعبدا اليوم وضم اعضاء في مجلس الشعب السوري ورجال قانون ودين واعضاء في الحوار الاسلامي - المسيحي. في بداية اللقاء، تحدث عضو مجلس الشعب السوري الدكتور محمد الحبش، فهنأ الرئيس سليمان بانتخابه، ونوه بمواقفه الوطنية في دعم المقاومة منذ كان قائدا للجيش وبمحبته لسوريا ورئيسها، لافتا الى انتظار زيارته التاريخية لسوريا.

ثم تحدث رئيس اللجنة القانونية الدكتور عبد الحميد الدشتي الذي هنأ الرئيس سليمان ايضا، واشار الى "التطلع في عهده الى التقارب العربي واستمرار دعم المقاومة". وتكلم عضو الوفد الشيخ عبدالله مؤنس عن "العلاقة الوطيدة التي يجب ان تقوم بين لبنان وسوريا"، معولا على دور الرئيس سليمان في توطيدها.

وألقى رئيس السينودس الانجيلي في لبنان وسوريا القس معن بيطار كلمة اشار فيها الى "رسالة محبة بين لبنان وسوريا"، متمنيا ان "يعود لبنان لؤلؤة هذا الشرق".

ورد الرئيس سليمان بكلمة شكر فيها الوفد "الذي يمثل سوريا ولبنان وفلسطين كما يمثل الاسلام والمسيحية والدول العربية ولا سيما الكويت حضوره"، وقال: "انني اشكر حضوركم للدعم اكثر من التهنئة التي تستحق للمسؤول في نهاية ولايته وليس في بدايتها، كما اشكر لكم هذه الثقة".

وقال: "اننا ضد التوطين وذلك ليس لهدف التخلص من الاخوة الفلسطينيين بل انطلاقا من تمسكنا بحق العودة، والعبارة التي تسمى بها جمعيتكم "حق العودة" تشكل لنا هدفا اساسيا، ذلك اننا نريد ان يعود الفلسطينيون الى ديارهم".

ولفت الى "التشابه بين لبنان وسوريا وفلسطين من حيث التنوع والتعدد وتمازج شعوب هذه الدول وانفتاحها على العالم وبكونها مهد الحضارات والثقافات"، وقال: "ان ما يربط بعضنا بالبعض الاخر هو رابط معنوي واخلاقي وعائلي، بالاضافة الى روابط التقاليد والدين والثقافة".

وتحدث عن "عجز اسرائيل عن الحلول مكان لبنان طيلة السنوات السابقة في استقطاب الشرق الاوسط".

واذ اعتبر "اننا مؤهلون اكثر من اي وقت مضى لان نعاود القيام بالدور الاستقطابي في المنطقة"، نوه "باجماع الدول العربية على رغم الخلافات والمشكلات في ما بينها، على محبة لبنان والحرص على الحفاظ عليه وعلى دوره"، وقال:" ان الظروف التي مرت على لبنان كانت صعبة، ولكننا ننظر دائما الى النصف المليء من الكأس ، من دون ان ننسى هزيمة اسرائيل في لبنان. والمقاومة نجحت في الحاق الهزيمة بالعدو لان لبنان نجح في ذلك. المقاومة في لبنان مدعومة من زعماء الطوائف على اختلافها. اقول ذلك لاظهر اهمية لبنان الدولة، لبنان المتنوع، بالاضافة الى اهمية التنوع في الدول العربية الاخرى لان في التنوع نعمة اذا ما عرفت الدول كيفية الاستفادة منها، ونقمة اذا ما تناحرت في ما بينها وتخاصمت". وشدد الرئيس سليمان على "ضرورة ان نخط طريقا جديدا قديما من دون ان ننسى المراحل السود التي مرت على لبنان"، مبديا ثقته "بقدرة لبنان على اجتيازها"، وقال: "باشرنا بالفعل سلوك هذا الطريق على رغم ما يشوب الاوضاع من تجاذبات واجتياز المرحلة الصعبة التي مررنا بها وخصوصا لجهة العلاقات مع سوريا التي لا يجوز ان تشوبها اي شائبة، كذلك يجب ان تحل كل الامور ان في بيروت او في سوريا وليس على طاولة اي احد آخر. ان ما يربط بين لبنان وسوريا هو اكثر بكثير مما يفرق، وبامكان سوريا القادرة والقوية ان تعطي وتدعم لبنان في حين ليس بامكان لبنان ان يبادلها الا عندما يكون صادقا، فلا يكون ممرا او مقرا للاذية بها".

اضاف رئيس الجمهورية: "هذا ما سنواصل العمل لاجله وستكون صفحتنا مشرقة، وبازاء ما يعتقده البعض من ان سوريا لا تعطي لبنان، فسنثبت لجميع المشككين ان سوريا تعطي لبنان ما يريده وما يريحه. عدونا مشترك، واهلنا مشتركون وافكارنا مشتركة، ومصالحنا مشتركة وكذلك بحرنا، وكل شيء لدينا مرتبط، ونستطيع ان ننجز الكثير بالمحبة والتعاون. اني اعقد امالا كثيرة على العلاقة بين بلدينا وسوف نأخذ من هذه الكؤوس كل الانصاف المليئة لمصلحة لبنان اولا ومصلحة سوريا ثانيا. واني اتمنى ان اقوم بدور بين الاشقاء العرب، قدر استطاعتي، تجاه سوريا، وكذلك بين العرب خصوصا والغرب".

وختم الرئيس سليمان: "نحن نستفيد اذا كانت سورية قوية فنصبح اقوياء، اما اذا كانت ضعيفة فنتأثر كذلك. واذا كان لبنان مشرذما غير مستقر وغير سالم وغير هادىء فسوريا تتأذى بدورها. نحن في الاتجاه الصحيح وبدعم كل المجتمع الاهلي السوري واللبناني، والمرجعيات السياسية والدينية، بهذا الدعم نستطيع تحقيق ما نريده". وفي نهاية اللقاء، قدم الوفد شعار الجمعية الى الرئيس سليمان.

والتقى رئيس الجمهورية وزير الدولة خالد قباني الذي أطلعه على أجواء عمل وزارة التربية التي كان يتولى حقيبتها في الحكومة السابقة، والسبل الآيلة الى النهوض بالمدارس عموما والمدارس الرسمية خصوصا. ونقل الوزير قباني عن الرئيس سليمان تاكيده الدور الذي تلعبه المدارس في النهوض الاجتماعي والاقتصادي بالاضافة الى ما تمثله من مدخل للتنمية المستدامة والتنشئة الوطنية وتعزيز فكرة المواطنية، مشددا على دور المجتمع الاهلي في دعم المدرسة الرسمية.

 

 معوض: من غير المقبول وجود سلاح خارج إطار الشرعية اللبنانية

وكالات لفتت النائبة نايلة معوض الى أنه "يجب اعطاء حق الانتخاب لكل لبناني مغترب لديه جنسية لبنانية استحقها بكل فخر، ولم تمنح له كما منحت لآخرين اخرجوا من السجون". وقالت: "مشاركة المغتربين في الانتخاب من شأنه ان يشكل عامل تطور في الحياة السياسية اللبنانية".معوض، وبعد لقائها البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير في الديمان، أشارت الى أن من الواضح أن النقطة الخلافية في البيان الوزاري هي سلاح "حزب الله". وقالت: "من غير المقبول ان يكون هناك سلاح خارج اطار الشرعية اللبنانية، وهذا قرار واضح اتخذ بالاجماع". وأضافت: "رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان سيدعو الى طاولة حوار بين كل الفئات اللبنانية، وموضوع السلاح خارج اطار الشرعية هو الموضوع الخلافي الاول بإمتياز، ولهذا اذا لم يتمّ التفاهم ضمن مجلس الوزراء فعلى الاقل ان يصار الى تأجيل البحث فيه على ان يطرح كبند أول على طاولة الحوار الوطني".

 

 النائب الحوري: محاولة اسقاط اتفاق الدوحة جريمة موصوفة فتعالوا الى كلمة سواء ننجز من خلالها البيان الوزاري

ادلى عضو كتلة المستقبل النيابية النائب الدكتور عمار الحوري بالتصريح الآتي: "لا زال بعض الاقلية يصر على خرق اتفاق الدوحة وخصوصا في بنده الخامس المتعلق بوقف استخدام لغة التخوين او التحريض السياسي او المذهبي، فنرى تلك الاصابع اياها لا زالت تتراقص مخونة محرضة مهددة ومصحوبة بأصوات متهدجة تتباهى بما ارتكبته في 7 و8 أيار في بيروت والمناطق، متسلحة بالصراخ وفقدان المنطق، وفي حالات كثيرة بالسلاح اياه الذي استعمل في الداخل ولا يزال لأغراض ومصالح سياسية خرقا ايضا لاتفاق الدوحة. يترافق ذلك مع كلام خطير لنائب الرئيس الايراني يعترف فيه بأخذ لبنان كرهينة الى أن يسوى الملف النووي الايراني، وكلامه برسم شركائنا في الوطن. ان محاولة بعض الاقلية اسقاط اتفاق الدوحة يشكل جريمة موصوفة بحق الوطن والمواطنين، فتعالوا الى كلمة سواء ننجز من خلالها البيان الوزاري بمنطق الشراكة ونلتفت لقضايا الناس وهمومهم".

 

 ضغوطات رئاسية لانتاج صيغ توافقية وقريطم تنفي الموافقة على بند "المقاومـة"

المركزية/ توقعت مصادر متابعة ان تنتهي عقدة البيان الوزاري خلال اليومين المقبلين، ورأت امكان تجاوز اللجنة بعض النقاط الخلافية على ان توكل مهمة تذليلها الى الاتصالات السياسية المتسارعة بين اقطاب الموالاة والمعارضة، ويواصل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اتصالاته لانتاج صيَغ كفيلة بارضاء الافرقاء بحيث يحدث صدمة مشابهة لتلك التي احدثها وأفضت الى تأليف الحكومة.

إلى ذلك نفت اوساط قريطم ان يكون النائب سعد الحريري قد اعطى موافقته لرئيس مجلس النواب نبيه بري في اكثر من لقاء، على اعتماد النص السابق للبيان الوزاري في ما يخص المقاومة وأكدت لـ"المركزية" ان ما ذكرته بعض وسائل الاعلام بهذا الشأن اليوم عارٍ عن الصحة ولا يمت الى الحقيقة بصلة.

وترى اوساط سياسية متابعة لتفاصيل الكباش السياسي بين وزراء المعارضة والموالاة ان الفريق الاول يحاول تكريس انتصاره والضغط في اتجاه تحصيل المزيد من المكاسب السياسية، انطلاقًا من تجربته في اتفاق الدوحة، حيث تمكن من انتزاع الثلث المعطل في الحكومة الذي كانت تعارضه الموالاة بشدة قبل ذلك، وكذلك في تشكيل الحكومة حين اصر على توزير علي قانصو رغم اعتراض الرئيس فؤاد السنيورة وبعض قيادات 14 اذار، وتاليًا اعادة التجربة مع البيان الوزاري عله يتمكن من فرض الصيغة التي توافقه وتؤكد الحاجة الى المقاومة وسلاحها لتحرير الارض وحفظ الغطاء الشرعي للمقاومة.

اما الموالاة فتدرج تشدد المعارضة ازاء بند المقاومة وسلاحها في خانة الضغط السوري على الساحة الداخلية وتبدي خشيتها من استغلال المعارضة بند المقاومة في حال اقتبس من بيان الحكومة السابقة لتنفيذ مآرب خاصة كما حصل سابقًا في موضوع اعتراض شاحنات سلاح وصلت الى لبنان، وبررها "حزب الله" آنذاك بأنها للمقاومة. وتتساءل عما يحول دون تكرار التجربة بهدف زيادة السلاح او تسليح احزاب موالية لاستخدامه كورقة ضغط في الانتخابات النيابية المقبلة بعدما استخدم سابقًا في محطات كثيرة وآخرها في احداث الشمال بين بعل محسن وباب التبانة، حيث تجددت الاشتباكات منذ يوم امس حاصدة المزيد من القتلى والجرحى ذلك ان جهات معينة تعتمدها اسلوبا للضغط لحمل الموالاة على التسليم بمواقف المعارضة في البيان الوزاري.

وتشير الى ان الاحداث تتكرر في المكان نفسه كل مرة، ليس لأن الارضية الشمالية خصبة للصراع، وانما لأن هذه الرسائل لا يمكن ان توجه من مكان آخر خشية انفلات الوضع، على نحو لا يعود معه نافعًا لجم التداعيات كما حصل في بيروت في احداث 7 ايار الفائت.

 

خريطة الانتشار المسلح لـ"حزب الله" في قرى جزين ووثيقة لمديرية المخابرات تؤكد حادثة صنين

طوني أبي نجم/موقع القوات

نقلا عن "نهار الشباب": أثارت حادثة اعتداء عناصر مسلحة من "حزب الله" على مواطنين وتوقيفهم والتحقيق معهم في منطقة صنين في 22 حزيران الماضي هلعا في نفوس الكثيرين. "حزب الله" نفى متأخرا بعد أسبوع وقوع الحادثة. فما هي حقيقة ما حصل في صنين؟ وما حقيقة تمركز "حزب الله" في عدد كبير من المناطق والقرى المسيحية خصوصاً في منطقة جزين؟ وهل صحيح أن عناصره ينتشرون ونقاطه تتوزع في سفوح الجبال وصولا الى عيون السيمان وجرود جبيل؟ في هذا التحقيق إجابات عن بعض هذه الأسئلة... في 23 حزيران الماضي أثار رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميل قضية اعتداء عناصر مسلحة من "حزب الله" على 5 شباب في منطقة صنين. عناصر "حزب الله" أقدموا على إطلاق النار على الشباب بهدف توقيفهم. ثم حققوا معهم قبل أن يتم إطلاق سراحهم، مع العلم أنهم من أبناء المنطقة، وبسكنتا تحديدا.

أسئلة عدة طرحت بعد الحادثة، ومنها: لمَ ينتشر "حزب الله" عسكريا في مناطق مسيحية بامتياز، وتبعد كثيراً عن أي خطوط مواجهة محتملة مع الإسرائيليين؟ وإذا كانت حجة المسلحين أنهم يتخوفون من عملية إنزال اسرائيلية في المنطقة، فكيف يمكن أن تتم عملية الإنزال في منطقة بعيدة جداً ولماذا؟ وهل يمكن لـ"حزب الله" أن يغطي عسكريا كل المنطقة الجردية وسفوح الجبال لمنع أي إنزال إسرائيلي؟ وإذا كانت هذه الحجة ذريعة واهية فما هي الأسباب الحقيقية لهذا الانتشار؟ وهل من خطة غير معلنة تأتي في سياق متابعة الانتشار العسكري المسلح الذي بدأه "حزب الله" منذ 7 أيار الماضي انطلاقا من بيروت والجبل وصولا الى بقية المناطق؟

ردّ "حزب الله" على هذه الحادثة التي أثيرت إعلاميا مع الرئيس الجميل، واستكملها رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع وعرضتها وسائل الاعلام، جاء متأخرا جدا وتحديدا بعد مرور أسبوع كامل مما أثار الريبة. فالحزب لا يتأخر عادة في إصدار بيانات توضيحية لأي حادثة تحصل. وباستثناء موضوعين اثنين تمثلا في شبكة الاتصالات الخاصة بالحزب التي تجاهل الرد عليها أشهرا طويلة وموضوع توقيف المسؤول الاشتراكي الفرنسي الذي تأخر بالرد عليه أياما، فإن الحزب كان يسارع وفي غضون ساعات الى الرد أو التعليق على أي موضوع يثار ويتعلق به.

وثيقة رسمية

وبغض النظر عن روايات الشهود من الشباب الذين تعرضوا للحادثة والتي نشرها الموقع الالكتروني الرسمي لحزب الكتائب ونقلتها الصحف ووسائل الاعلام، فإن "نهار الشباب" تمكن من الحصول على وثيقة رسمية تعود الى مديرية المخابرات في الجيش اللبناني صادرة بتاريخ يوم الحادثة في 22 حزيران 2008 عند الساعة 5,33 عصراً وتروي تفاصيل الحادثة كالآتي:

"أثناء قيام نجيب نقولا طبشراني، يقود سيارة جيب لاند روفر وبرفقته روكز بولس الخوري حنا (رئيس قسم كتائب بسكنتا) وسليم فؤاد أبو حيدر، يقود جيب مرسيدس لون أبيض وبرفقته جو عقل (رئيس مصلحة الانضباط في حزب الكتائب) وميشال فؤاد أبي هيلا بجولة في صنين محلة مطيوحان سهلات غنيمة (على بعد حوالى الساعة سيرا بالسيارة من مطاعم صنين)، أقدم 8 أشخاص مجهولين ملثمين بحوزتهم أسلحة حربية وجيب تويوتا لون أبيض مموّه، على إطلاق النار بالقرب منهم بغية توقيفهم، فترجّل من السيارة الأولى الخوري حنا للاستفسار عن الموضوع، وتم توقيف السيارة الثانية بمن فيها، فيما استطاع الطبشراني الافلات منهم. ادعى المسلحون أنهم في عداد "حزب الله" وأنهم متواجدون في المكان كنقطة مراقبة لمنع أي إنزال اسرائيلي. وتم إخلاء سبيل الجميع الساعة 14,00 بعد إجراء أحدهم اتصالا هاتفيا ومن دون التعرض لهم بأي أذى. وتبيّن لدى المذكورين أنه يوجد في المكان وعلى بعد نحو 10 كلم مخيم لحزب الله".

هذه الوثيقة الرسمية والصادرة عن مديرية المخابرات في الجيش اللبناني (رقم الوارد 7231/ ف. م. ج. ل.) ورقم الصادر 24276 تؤكد بما لا يقبل الشك صحة ما حصل في منطقة صنين، وعدم صحة نفي "حزب الله". لا بل إن مصادر أمنية مطلعة على سير القضية أكدت لـ"نهار الشباب" أن مديرية المخابرات في الجيش اللبناني تمكنت من الإحاطة بالموضوع كاملا ومتابعته مع الحادثة التي جرت في منطقة فاريا- عيون السيمان، بحيث بات مؤكدا وجود نقاط لـ "حزب الله" تمتد في مناطق مختلفة من سفوح السلسلة الغربية لجبال لبنان من منطقة جزين مرورا بالباروك وصنين وصولا الى عيون السيمان وجرود جبيل حيث تكثر نقاط المراقبة والكمائن في المنحدرات الجبلية إضافة الى تمديدات تتم في عدد من المناطق لشبكات وأنفاق تحت الأرض.

الانتشار في قرى جزين

المصادر الأمنية كشفت لـ"نهار الشباب" بالتفاصيل والخرائط عملية الانتشار وبناء المواقع التي قام بها "حزب الله" في منطقة جزين، وخصوصا في القرى المسيحية، والتي باتت تشكل ما يعتبره "حزب الله" خط الدفاع الثاني شمال نهر الليطاني.

وهذا الانتشار يقوم على خطين متوازيين:

- الخط الأول أقيم في مشاعات وخراج وأحراج وأودية جنسنايا صعودا في اتجاه الشرق، مرورا بالمنحدر بين الحسانية ووادي الليمون، تلة برتي، السفنتي (بين قريتي سنيّا وبصليّا) وصولا الى مزرعة كفرا جنوب بلدة زحلتي.

- الخط الثاني ينطلق من جنوب الطريق الممتدة من الصوان - الرمانة - جبل طورا - الرادار، مرورا باللويزة - سجد - مزرعة الزغرين - العيشية - القطراني - السريرة - بركة جبور وصولا الى ميدون ومشغرة في البقاع الغربي. (لمزيد من التفصيل راجع الخريطة المرفقة التي تظهر أسماء القرى التي ينتشر في خراجها ووديانها وتلالها مسلحو "حزب الله" ومراكزهم العسكرية المستحدثة).

ويتخوّف أهالي المنطقة من عملية تهجير منهجية من قرى قضاء جزين بفعل الانتشار العسكري في المنطقة، وخصوصا في ظل منع مسلحي الحزب الاهالي من إصلاح أراضيهم والقيام بعمليات البناء، والمكوث أحيانا لأكثر من ساعة واحدة في أرضهم، إضافة الى حظر تواجدهم نهائيا في بعض ممتلكاتهم.

ويروي الأهالي حادثة حصلت مع مواطن من بلدة الرمانة حاول بناء منزل في بلدته فطلب منه مسلحو "حزب الله" الحصول على اذن بناء من مسؤول الحزب الأمني في بلدة جباع. ففعل ذلك ووافق المسؤول الأمني على منحه الاذن، ولكن تم منعه لاحقا من المباشرة بالبناء بحجة أن الوضع الأمني لا يسمح!

كما أن ثمة استياء عارما لدى الأهالي والمسؤولين المحليين من واقع أن الأراضي باتت مباحة لإنشاء التحصينات العسكرية المتطورة، ويتم استقدام كميات هائلة من الحديد والاسمنت لبناء التحصينات.

وتؤكد المصادر الأمنية المطلعة لـ"نهار الشباب" أن "شركة كورية تنفذ عمليات بناء التحصينات والمواقع العسكرية في إشراف ضباط من الحرس الثوري الإيراني".

وتشير المصادر الى أن البقعة الجغرافية المشار إليها والتي تضم مرابض للصواريخ تبعد نحو 30 كلم عن الحدود الجنوبية، مما يعني حكما أن مدى هذه الصواريخ يفوق الـ 100 كلم حتى تتمكن من إصابة العمق الإسرائيلي. كما تعد هذه المصادر التجمّع في الرمانة - جبل طورا الأكثر أهمية لدى "حزب الله" من حيث كثافة النيران بعد معسكر جنتا في البقاع الغربي.

وتتحدث المصادر عن عمليات تفجير ومناورات بالذخيرة الحية يقوم بها "حزب الله" في المنطقة، مما أدى على سبيل المثال اخيراً الى وفاة 5 عناصر من النبي شيت من آل شكر والموسوي والمولى خلال تجهيزهم عبوات ناسفة.

إزاء كل ما تقدم يتضح أن ما يقوم به "حزب الله" يتخطى إطار الذرائع المعروفة والحديث عن مواجهة إسرائيل، وخصوصا في مناطق تبعد كل البعد عن خطوط المواجهة، إضافة الى توقيت تسير فيه قدما المفاوضات السورية- الاسرائيلية غير المباشرة بوساطة تركية، مما يطرح أكثر من علامة استفهام حول مخططات "حزب الله". فهل سيكتفي الحزب بإصدار نفي جديد بعد أسبوع أم سيواجه الرأي العام بحقيقة تغلغله العسكري وانتشاره الذي بات يصح فيه القول إنه تمادى فعلا؟!

 

استاذ النظارات الملونة!

موقع القوات/يشبه الاستاذ بابا نويل وهو مثله يحمل على ظهره " جراباً " بفارق ان الثاني يوزع منه على الاطفال هدايا الميلاد ، واستاذنا القديم (كريم بقرادوني) يوزع حلولاً لكل مشاكل العالم ! تتلون بحسب تموضع صاحبها الذي كان امس على قناة المنار وافتى بأن سلاح حزب الله ينتهي دوره بإقامة الدولة الفلسطينية !! والسبب كما رآه " استاذ الكلّ " هو ان لهذا السلاح دور في تحرير مزارع شبعا ... وفي منع التوطين ! ورأى (رعاه الله) ان اللعبة السياسية تقتضي ان تهاجم الاكثرية سلاح الحزب الالهي ! وان هذا السلاح موضوع مهم جداً ويجب معالجته على طاولة الحوار ، وفي آن لا يفترض ربطه بالحياة السياسية وبأمور الناس اليومية في لبنان ! وهذه التناقضات التي لا يقبلها عقل " ماركة مسجلة " احتكر الميتر انتاجها وتوزيعها على العموم منذ ان بدأنا نتابع مسيرته المتحركة في الحياة السياسية اللبنانية من منتصف الستينات وحتى ايامنا هذه !

وقد بدا لنا من الاتصالات التي تلقتها المحطة المقاومة ان معظم اصحابها استهجنوا واستغربوا وصول المحامي القدير الى موقعه الحالي ، اما اللذين يعرفون الرجل عن كثب فقد استغربوا تأخره في الوصول ! لأن مكان الاقامة عنده كان على مدى سنوات طويلة يشبه تبديل الآخرين لقمصانهم او ربطات العنق ! يتم بشكل دوري سريع لا تتمكن الا العين الثاقبة من متابعته وسبر مساره ، وهذه ربما كانت (ولم تزل) الميزة الاولى التي تحكم اطباع الرجل وتجعله خلافاً للاخرين فخوراً بها ويعبر عن حبوره وسعادته بلسانه وعينيه وحركات يديه ورجليه اذا استدعى الامر حتى !

ومع اعتراف الاستاذ بأن وثيقة التفاهم مع حزب الله جعلت العماد البرتقالي يخسر بعضاً مهماً من مؤيديه ، الا انه افتى له بأن الوثيقة المذكورة جعلت المسيحيين محط اعجاب العرب " اللذين ادهشهم تموضع مسيحيي عون مع حزب الله " !

وختم في هذا الشق بأن الباقين مع عماد لبنان موافقين على ما تضمنه اتفاقه مع حزب ايران واللذي صار جزءاً من سياسة عون (هكذا حرفياً) ولم يقدّر الاستاذ كريم عدد هؤلاء الباقين ! وان كان اشار الى ان العماد البرتقالي دفع الخسارة من التفاهم وان الايام الصعبة في هذا الامر قد صارت وراءنا !!

ولعل اطرف ما ميّز اللقاء كان اتصال الدعم الذي تلقاه الميتر كريم من " رائد الصايغ " اللذي تستعين به القناة المقاومة تقريباً في كل حلقة يغيب عنها السوري " هسام هسام " وقد قدم شهادة مجروحة ببقرادوني وايمانه بالمقاومة الالهية ادهشت الرجل الذي قاد سابقاً حزب الكتائب وكان نائباً لقائد القوات اللبنانية ! ومستشاراً للرئيس الشهيد بشير الجميل ، ومقرباً من الرئيس الراحل الياس سركيس ، ومساعداً للرئيس " المكاوم " اميل لحود ، وصديقاً لسوريا ومنسق العلاقات معها ، عدا المواقع الاخرى التي سهت عن البال لوفرة عددها وتباعد المسافات بينها وسرعة التنقل وسطها ! واندراج بعضها تحت ستار العلاقات السرية التي لا تظهر الى العلن !! ويبقى مسك الختام قول الاستاذ كريم ان اللذي ما يزال يعتقد ان سوريا تدير مشروعاً لابتلاع لبنان (وقد كان هو نفسه يعتقد هذا ) فإنه لا يريد علاقات متوازنة معها ! وان الوقت قد حان لصياغة علاقات سليمة مع دمشق لأن لها مصلحة في اقامة مثل هذه العلاقات مع لبنان ! ويبدو من كل هذا ان " النظارات الملونة " التي يضعها قد هيأت له ان دوراً مختلفاً ينتظره على هذا الصعيد ! فأعد العدة وحضّر الزاد وبات على اهبة الانطلاق ... الى الموقعة والموقع الجديدين ! .

للتواصل مع نشرة ليسيس info@licisnews.com

 

ظهر الحق وزهق الباطل

موقع 14 آذار/تحت شعار إسقاط المشروع الأميركي في المنطقة يتم افتعال التوترات داخل دول المنطقة، ويتم دفع المنطقة بكاملها الى حافة الهاوية.

إذ على الرغم من فشل المشروع الأميركي في افغانستان، وفشل الحرب على العراق، وعلى الرغم من كل المؤشرات التي تؤكد ان المشروع الأميركي برمته لم يعد قابلاً للتطبيق، فإن إيران لا تزال مصرّة على القول بانها مصممة على إسقاط المشروع الأميركي في المنطقة، ولكن كيف؟ فهذا ما لم توضحه صراحة وعلناً، وأما أين ستقوم بإسقاط هذا المشروع، فإن الإيرانيين على ما يبدو يلجأون الى هذا الشعار لوضع اليد على لبنان عبر "حزب الله" لإبقاء هذا البلد رهينة تحقق إيران من خلاله تطلعاتها في ما يخص ملفها النووي. هذا الأمر قاله صراحة نائب الرئيس الايراني رضا آغا زاده موضحاً، ان بدء المفاوضات مع المجتمع الدولي بشأن الملف النووي قد يؤدي الى حل الكثير من المشاكل، في العراق ولبنان وافغانستان وأسعار النفط.

تصريح خطير للغاية، وهو يعكس بصورة أو بأخرى حقيقة ما يجري في لبنان، ويؤكد تماماً ان تعقيدات البيان الوزاري هي بفعل فاعل ايراني، بما يعني ان سلاح "حزب الله" لم يعد للمقاومة بقدر ما انه أصبح لتحقيق مآرب إيرانية للضغط من أجل الملف النووي.

نائب الرئيس الإيراني لم يقل ما قاله عبثاً، بل أراده رسالة الى الاميركيين مفادها أن ايران تملك الآليات في العراق وأفغانستان ولبنان لحلحلة العقد المستعصية فيها.

وما يهمنا نحن بصورة رئيسة لبنان، الذي كان ولا يزال مسرحاً للعبة إيرانية خطيرة للغاية، وسلاح "حزب الله" هو أحد الآليات الضاغطة في هذا المجال.

المسألة هنا تأخذ أبعادها الخطيرة جداً عندما يسحب "حزب الله" مسألة سلاحه على الاستقرار في لبنان، ويقف حائلاً أمام بناء الدولة ومؤسساتها بحجة المقاومة، بينما الواقع، ان هذا السلاح، كما أكد نائب الرئيس الايراني، هو للضغط من أجل الملف النووي الايراني. لقد كان اللبنانيون متأكدون من ذلك، وجاء نائب الرئيس الايراني ليؤكد لهم المؤكد، ولقد حان الوقت كي يتم وضع النقاط على الحروف، وإخراج هذا السلاح من دائرة الضغط والتهويل على اللبنانيين، أو على الأقل وضعه في إطار استراتيجية دفاعية يكون القرار فيها للدولة وللدولة فقط... .. لقد ظهر الحق، وتبيّن ان هذا السلاح لم يعد للمقاومة ضد العدو الاسرائيلي، بل ان مهمته الأساسية هي لتحقيق طموحات ايرانية، ويكتسب هذا السلاح حضوره من خلال تحويل لبنان الوطن الى ساحة للصراعات تعمه الفوضى والمربعات الامنية...

لقد اعترف نائب الرئيس الايراني بالحقيقة كاملة، وهذا نضعه برسم اللبنانيين والعرب والمجتمع الدولي.

 

بين البديهيات المفترضة و"البديهيات" المفروضة

بول شاوول-المستقبل

 عندما عُقد مؤتمر الحوار الأول بمشاركة زعماء الطوائف، وكانت نشراته اليومية "مريحة" تنمّ عن روح "أخوية" (أو أرواح سيان) عالية من التفاهم الوطني حول المعضلات "العضوية" والتاريخية التي يشكو منها الوطن، إثر خروج الجيش السوري من لبنان، وإثر نجاح 14 آذار في الانتخابات النيابية، كاد اللبنانيون يصدّقون ويطمئنون و"يضحكون في عبهم" بأن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، وأن الدولة لا بد، بعد هذا التضامن الداخلي، أن تنتصر بمؤسساتها الديموقراطية والسياسية وبدستورها وميثاقها. تمّ الاتفاق عندها على الأمور التي اعتبرت "بديهية" من القرار 1701 والمحكمة وترسيم الحدود بين لبنان وسوريا، وعدم استخدام "السلاح" الحزبي في الصراعات الداخلية والسلاح الفلسطيني خارج المخيمات! عال! فابشروا! مع هذا، تُوّج المؤتمر بحرب إسرائيلية على لبنان، إثر عملية حزب الله داخل ما يسمى الخط الأزرق، وكان ما كان، وافرنقع القوم، وشُغل اللبنانيون بالعدوان وآثاره المدمرة ثم بإعلان انتصار الحزب وما تلاه من تداعيات تلخصت في سيل من الاتهامات ضد الحكومة و14 آذار ومعظم الشعب اللبناني أقلها التواطؤ مع العدو وأفدحها الخيانة والعمالة... إلخ.

إذاً أول مؤتمر حوار "أثمر" استفراد الحزب بقرار الحرب والسلم وإعلان العصيان المسلح ضد الناس والدولة، والبدء بتنفيذ مخطط انقلابي شامل كان نذير حرب أهلية (ولو مؤجلة)، تُوّج بغزو بيروت واعتداء على المناطق والجبل بسلاح حزبي ارتدادي... وإعلان انتصار آخر نخشى أن يكون كالانتصار على إسرائيل، وسط الحرائق وتهجير الناس والخطف والقصف...

اليوم بعدما انتخب رئيس التوافق ميشال سليمان بالإجماع، وأُلّفت حكومة الوحدة الوطنية، بعد لأي وضغوط من مكوّنات "مؤتمر الدوحة"، جاء دور البيان الوزاري ليجيء بعدها دور مؤتمر وطني آخر (الله يستر!).

واللافت كأن حرب تموز المظفرة أدت (بنتائجها الكارثية) الى تجميد أو إبطال أو تعديل مقررات المؤتمر الأول. ويجيء المؤتمر الثاني العتيد (بإذنه تعالى) ليجمّد (ربما) وليعدل نتائج مؤتمر الدوحة.

ونظن أن مؤتمر الدوحة تمّ على أساس "لا غالب ولا مغلوب" (حتى بوجود أكثرية غالبة ديموقراطياً وشعبياً عبر الانتخابات النيابية!) ولكن على أي أساس سيكون مؤتمر الحوار المزمع عقده: أبديلاً من مقررات الدوحة أم بديلاً من مجلس النواب؟ أبديلاً من الدوحة أم بديلاً من الاستحقاقات الدستورية أم امتداداً لها؟

وقد ألمح العديد من أهل المعارضة أنه إذا تمّ الاتفاق على خطاب القسم، ومقررات الدوحة (وربما قبلها الطائف) وما بينهما المؤتمر الحواري الأول، فلماذا يجب إثارة بعض المواضيع الحساسة التي اتفق عليها بالإجماع؛ وبعضهم اقترح أن "يؤجل بحث بعض هذه الأمور أملاً بالاتفاق على بيان ممهد لا يثير "الحفائظ" ولا "المحافظ" ولا "جبخانات" الأسلحة التي وجهت الى اللبنانيين، ولا الكانتونات، ولا حدود الدولة ولا مساحة سلطتها وسلطانها وحضورها، ولا أي بندقية خارج بنادق الشرعية!

يعني علينا "التسليم" بـ"البديهيات" المفروضة على حساب "البديهيات المفترضة".

وهذا يعني أن كل شيء يبدأ من اللاشيء. وأنّ ما سبق أن اتُفق عليه لم يُتفق عليه، وأن ما لم يُتفق عليه لن يُتفق عليه. فوازير وحيص بيص وضرب كم ولعبة 3 أوراق... أصفار تطلع من أصفار وأشخاص يطلعون من أصفار، ومقررات تطلع من أصفار فإلى أصفار. ونبقى في زمن الأصفار في مهب الأصفار. ونبقى حيث نحن تحت: وكل البيانات والاتفاقات والنيات (النظيفة النظافة المستنظفة) والمصائر فوق تطفو علينا كغيوم من الأوراق والكلمات والخطب والأطياف والأشباح. فالقضايا الجوهرية تبقى في الباطن محظورة، والكلام الفائض يكون بديلاً منها: وعندها، واستطراداً تكون المؤسسات التشريعية والتنفيذية غيوماً تمطر أوراقاً، والمؤتمرات سيولها، ويبقى "الأمر الواقع" تحت رحمة الأمر اليومي الآتي من خارج المؤسسات والدستور وتالياً من خارج البلاد!

قال النائب الصديق سمير فرنجية أخيراً في أحد لقاءاته: "إننا ننتقل من الدفاع عن الدولة الى بناء الدولة". عال! كلام بديهي وصادق من رجل استقلالي ومدني ديموقراطي وأكثري. لكن كيف يمكن الانتقال من مرحلة الدفاع عن الدولة الى مرحلة بنائها إذا كانت الدولة ما زالت خارج بديهيات البعض، وتشكل بالنسبة إليهم تهديداً لسلطتهم ولهيمنتهم (المسلحة) خارج أي اقتناع بوجود الدولة؛ كيف نحاول بناء دولة إذا كان بعضهم لا يعترف لا بحدودها، ولا بوجودها، ولا بسلطتها، ولا بدورها، ولا بكونه جزءاً منها، أو حتى رديفاً لها... بل على العكس: هي جزء منه، ورديف له، وتابع له. فهل نبني شيئاً غير موجود بالنسبة الى أناس "موجودين" لا سيما إذا كانوا يتوجون أنفسهم بانتصارهم "المستقل" عن الدولة والشعب.

فالمسألة في البيان الوزاري ليست بنوداً يتفق عليها، أو تؤجل أو تموّه أو "تؤكل" أو تستوعب. وليست المسألة في اتفاق على هذه النقاط دون سواها، (يستعد ميشال عون للانتصار داخل الحكومة على الحكومة! ميشال عون ما غيرو أمير "الانتصارات الأبدية" فلا تنسوا!). المسألة كأن الوزارة تمثل دولتين "مستقلتين"، ومؤسستين مستقلّتين، وبنيتين مستقلتين: دولة حزب الله ولفيفه من 8 آذار (أوعا تنسو أبو الميش الذي كان يرى أن سلاح حزب الله تقسيمي! ثم لحس زلاعيمه)، ودولة أهل الدستور والسيادة والاستقلال والديموقراطية والقانون. فكيف يمكن. أن نجمع دولتين أو أكثر في وزارة واحدة، ومن ضمن بنود الدولة الواحدة. وهنا تأتي مسألة سلاح حزب الله، لا لأنه سلاح فحسب (وقد استخدم ضد العُزّل واقتحم مناطق وغزا العاصمة بل لأنه مرتبط بدويلة حزبية تعلن نفسها فوق الدولة، ومرتبطة بوصايتين (حتى إشعار آخر) وها هم أهل الدويلات يطالبون من البيان الوزاري بأن يكون "توافقياً" بين دولة لبنان الشرعية، وبينهم كوكلاء دويلات أخرى. ولهذا يتمسك حزب الله بسلاحه وهو يعرف أن مزارع شبعا يمكن أن تحرر بطرق غير حربية أي تفاوضية (كما تجري حالياً بين سوريا وإسرائيل وبين إيران وأميركا..!). ولهذا، يريد جماعة 8 آذار أن يموّهوا "دور" البيان الوزاري، لتمويه قرارات مؤتمر الحوار العتيد، تماماً كما موّهوا قرارات مؤتمر الحوار الأول الى الحرب والسلاح والانقلاب. وتماماً كما موّهوا قرارات الدوحة في انتظار تمويه مؤتمرات "مجهولة" تمهيدية! وهنا اللعبة العبثية (الصبيانية لأنها باتت مكشوفة) اتخاذ قرارات وضحك على الذقون والشوارب واللحى ثم تحال على مرجعيات أخرى، فتتخذ قرارات أخرى لتحال بدورها على اجتماعات أخرى؛ وهكذا دواليك: يتغير كل شيء بالألفاظ والخطب و"التكاذب" (والتصادق) والتمارق، ويبقى كل شيء مكانه: وهذا ما نتوقعه: الخطة الاستراتيجية الدفاعية ستبقى ضمن قرارات حزب الله الذاتية (أي ضمن قرارات الوصايتين) لأنه ليس لحزب الله أي استقلالية سوى في الهوامش والتفاصيل.

فكيف يمكن أن نصدق سواء ورد أو لم يرد في المؤتمر أو في البيان الوزاري بأن سلاح حزب الله/ سيكون في الحفظ والصون/ لمحاربة العدو الإسرائيلي وتحرير مزارع شبعا أو "تغيير العالم"!

كيف نصدق ولو أقسم الجميع (وسبق أن وقعوا: والتوقيع نوع من القسم!) على "الوفاء" بوعودهم وضماناتهم أن هذا السلاح ليس موجوداً ضد الدولة اللبنانية، وضد الكيان اللبناني، وضد التعددية اللبنانية، والديموقراطية اللبنانية والحدود الجغرافية اللبنانية ووحدتها! لن يقنعنا أحد في هذا العالم بأن حزب الله سيخضع لمنطق الدولة اللبنانية ويتخلى عن سلاحه الكانتوني.

حتى وإن ورد في البيان الوزاري ضرورة امتلاك الدولة قرار الحرب والسلم، واحتضان سلاح حزب الله وصولاً الى ترسيم الحدود في شبعا وبين لبنان وسوريا، واحترام القرار 1701 ودعم "المحكمة الدولية"... وعدم استخدام السلاح ضد الناس في الداخل... حتى ولو ورد كل ذلك وبالعربي الفصيح في البيان الوزاري، لا نظن أن يصدق اللبنانيون بأن كل ذلك سيوضع موضع التنفيذ! ألم يسبق أن قيل أن سلاح "المقاومة" لن يُستخدم في الداخل، واستُخدم. وهكذا دواليك. ولكن، بعدما حصل في بيروت والجبل وطرابلس وصنين وجرود كسروان، كيف لأي لبناني أن يتحمّل بعد الآن التباسات في "القرارات"، أو تمويهات في اللعب الإنشائي على الألفاظ، أو "غموضاً" في البيان. ومن يضمن ألا تتكرر مثل تلك الأحداث في المستقبل (هل سُحب المسلحون من بيروت!). ومن يضمن ألا تكون الغزوات المبيّنة التي شُنّت على العاصمة وسواها، إما مجرد "بروات" لغزوات مقبلة أو "مناورات" حربية تستهدف الانتخابات النيابية المقبلة: أي استخدام سلاح المقاومة (الذي تسلّق صنين ليحرره من العدو الصهيوني!) للتأثير في سير العملية الانتخابية، وترعيب الناس وتذعيرهم وترهيبهم. (وهل هذا مستبعد). ومن يضمن ألا يتكرر الاعتداء على الوسائل الإعلامية كما جرى مع جريدة وتلفزيون "المستقبل" لكم الأفواه، وضرب التعددية السياسية والإعلامية. لا شيء! وقد لُدغ اللبنانيون مرات، وقد يلدغون مرات. وهذا ما يعرفه القلقون على مصيرهم ومصير دولتهم وأبنائهم.

وإلى متى سيكون القرار الأول والأخير بأيد من خارج الدولة: كيف يمكن أن يطمئن اللبناني إذا كان مصير بلده برمته في قبضة حزبية أحادية؟ بل الى متى سيبقى اللبناني معتمداً على دولة لا تحميه، وعلى جيش "مُحيّد"، وعلى قوى شرعية يعطلها هذا الحزب أو ذاك المرجع! وإلى متى سنبقى "رهائن" أو ذبائح "نفتدى" أو "نُستشهد" كُرمى لهذه الدولة، أو لتلك الجبهة الخارجية، بل الى متى سيبقى هذا الإحساس المرعب بأن المستقبل مُهدّد باستمرار، وبأن لا أمل يرجى من هذا البلد؛ وإلى متى سيتحمل الناس أوزار حروب الآخرين ليكونوا، فوق ذلك، فرائس للاتهامات والتخوين والتقتيل والبذاءة والسفالة والعنف والعقول الانقلابية الجهنمية!

هذه هي الهواجس التي تُقضّ مضاجع الناس، الذين شبعوا من المؤتمرات والبيانات، والحبر على الورق، والزلاعيم في الهواء، وعلى الشاشات!

هناك دولة واحدة في لبنان. هناك سلاح شرعية واحد.. هناك مقاومة واحدة مقاومة الشعب اللبناني كله الذي لم يبخل يوماً في التضحية للدفاع عن أرضه وسيادته ولم يُعيّن هذا الشعب من ينوب عنه في أي مقاومة، وهناك حكومة واحدة، وحدود واحدة، وجيش واحد، وقرار واحد يصدر عن الشعب وتمثيله، وهناك دستور واحد فوق الجميع: فإذا استمرت استباحة كل ذلك، فلن ينفع شيء، وإذا لم ينفذ كل "القرارات"، فسيكون كل شيء في مرتبة الأصفار، وعلى تخوم المجهول.

فهل كثير على اللبنانيين أن يطالبوا بالبديهيات الطبيعية والمفترضة، ويرفضوا "البديهيات" المفروضة، سواء في هذا المؤتمر، أو في هذا البيان أو هذه الحكومة أو تلك السلطة؟ أكثير على اللبنانيين أن يطالبوا بدولة واحدة وبحكومة شرعية واحدة، وبجيش واحد، وبسيادة على كل أراضيهم، وباستقلال عن كل إرادة برانية! أكثير على اللبنانيين أن يكونوا فعلاً لبنانيين؟

 

أيها القوميون العرب ما الفرق بين أسامة بن لادن وحسن نصرالله؟

الشراع/حسن صبرا

تؤيدون وتفخرون وتهللون وتكادون تهزجون تأييداً وإعجاباً وحباً وإكباراً بأمين عام حزب الله حسن نصرالله.. لماذا؟ لأنه قاتل إسرائيل!

تنكرون وتستنكرون وتشجبون وتتهمون كل أعمال مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.. رغم أنه أقسى وأعنف وأجرم من قاتل أميركا ومصالحها في الوطن العربي والعالم حتى وصل إلى عاصمتها المالية نيويورك وضرب سفاراتها في أماكن عديدة في العالم وألحق خسائر فادحة في سفنها وبوارجها.

لماذا؟ وأنتم تكتبون وتصرحون وتعقدون المؤتمرات واللقاءات تحت عناوين ان العدو الرئيسي للعرب والمسلمين والثوار والمستضعفين هم الأميركان.. وان إسرائيل ان هي إلا أداة وربيبة لأميركا في الوطن العربي..

وكان الأولى بكم أن تبدوا إعجاباً بأسامة بن لادن لأنه يقاتل الأصل، لا يقل إن لم يفق إعجابكم بحسن نصرالله الذي يقاتل الفرع.. لكن العكس هو الذي يحصل.

لماذا؟

ليس السبب مذهبياً فأغلبيتكم الساحقة من المسلمين السنّة، كما أسامة بن لادن، بينما نصرالله شيعي.

ليس السبب علمانياً لأن الاثنين نصرالله وابن لادن من أصول دينية ودوافع دينية واستقطابهم للناس على أساس ديني، وثقافتهم وجمهورهم وشعاراتهم.. كلها من منبع وتوجه وتعابير دينية.

ليس السبب قومياً لأن الاثنين يريدان إقامة دولة دينية، أسامة بن لادن يريد إعادة الخلافة الإسلامية بقيادة ربما تركيا أو نموذج الدولة العثمانية، وحسن نصرالله يريد جمهورية إسلامية بقيادة إيران ونموذجه الجمهورية الإسلامية التي أسسها الخميني ويقودها الآن علي خامنئي.

فالاثنان من هذا المنطلق يعتبران ان القومية عائق أمام الامتداد الديني، وان المرجعيات القومية عقبة أمام المرجعية الدينية، بل ان ثقافة الاثنين في أعماقها معادية للعروبة لأنها في نظرهم دعوة عنصرية بينما الإسلام دين لا يعترف بالقوميات ولا يريدها في دولته.

لماذا إذن تؤيدون نصرالله وتعادون ابن لادن؟ هل لأن نصرالله قريب منكم يرسل لكم من يداهنكم ويعطيكم المعلومات المغلوطة ويضحك عليكم بإدعائه انه عروبي وان جمهوره عروبي.. بينما ابن لادن في كهوف تورا بورا أو داخل مخيمات الباكستان أو في أودية لا يمكن الوصول إليها؟

هل لأن إعلام نصرالله مزروع بينكم في مكاتبكم وبياناته صبح مساء على طاولاتكم وعبر أجهزة الإرسال، بينما يعجز ابن لادن من الوصول إليكم؟

ماذا يفعل ابن لادن أقل أو أكثر من حسن نصرالله؟

ماذا يفعل نصرالله أقل أو أكثر من ابن لادن؟

هذا أحيا النـزعة السلفية السنية في محاولة لتطبيق فكر حركة الطالبان على المسلمين عرباً وغير عرب.

وهذا أحيا النـزعة السلفية الشيعية في محاولة لتطبيق ما يعادل فكر الطالبان على المسلمين عرباً وغير عرب.

ابن لادن يتحدث عن مرجعية إسلامية وقد تكون عربية أو غير ذلك، أما نصرالله فإن مرجعيته ولي الفقيه وهو إيراني حتماً لا يمكن أن يكون عربياً يوماً.

هذا أيد تدمير تماثيل بوذا الأثرية في وادي باميان في أفغانستان وهذا حوّل كنائس المسيحيين في جنوبي لبنان إلى مساجد أو أبنية سكنية لا يجرؤ المسيحيون على الاقتراب منها.

هذا سلب المرأة حياتها وحولها إلى خيمة متحركة في أفغانستان ترتدي اللون الأزرق، وهذا جعل المرأة أضحوكة بالشادور الأسود وحولها ربطة برتقالية وأنزلها إلى الشارع تهتف بحياة ميشال عون وهي بالكاد رأت صورته عبر أجهزة الاعلام.

هذا رفض أي وجود للمرأة إلا زوجاً أو أماً أو أختاً في المنـزل فقط، وهذا حوّل المرأة إلى متعة ليس إلا تحت ستار فقهي لاغراء الشباب وضمهم إلى حزبه.

هذا يعتبر حربه ضد الأميركان حرباً ضد الصليبية، وذاك منع ارتداء ربطة العنق لأنها رمز صليبـي يكفّر كل من يضعها حول عنقه.

تؤيدون حسن نصرالله وهو يتلقى أوامره من علي خامنئي في إيران، وهذا يحتل العراق، ويريد تفتيته ويريد سلب أمواله.

هلاّ قرأتم ان أحد صنائع إيران في العراق المدعو عبد العزيز الحكيم يطالب بأن يدفع العراق لإيران 100 مليار دولار تعويضاً عن خسائرها في الحرب العراقية – الإيرانية.

بالمناسبة: أنتم مع من كنتم خلال تلك الحرب المجنونة؟

بالمناسبة: هل قرأتم أرشيف ما كتبتموه عن هذه الحرب تأييداً للعراق وحقه في الدفاع عن البوابة الشرقية للأمة العربية؟

ما لنا والماضي.. أين أنتم الآن من مشروع إيران لتفتيت العراق عبر أدواتها في العراق؟ وماذا عن حسن نصرالله أخطر أدوات إيران في الوطن العربي، وهو يلغي دولة لبنان ويزرع الفتن بين بنيه ويفرض عليها الحرب الأهلية كما الكراهية التي جعلت الأولوية عند 80% من اللبنانيين الخلاص من سلاح حزب الله دون التفكير بأي خطر صهيوني قائم.

إذا كنتم ضد أسامة بن لادن لأنه ارتكب مجازر ضد الشيعة في العراق، فهلا سألتم أنفسكم من أين يدخل أسامة بن لادن إلى العراق؟ هل تعرفون ان قياداته الأمنية والعسكرية كلها تأتي إما من سوريا وإما من إيران، وان معسكرات القاعدة كلها في إيران وفي سوريا.. فماذا عن إجرام ميليشيات إيران الشيعية ضد العراق عرباً ومجتمعاً ودولة ووحدة؟

لم نقرأ، لم نسمع، لم نشاهد أحدكم يحمّل مسؤولية الإجرام الذي مارسته القاعدة للذين يرسلون جماعاتها إلى العراق لقتل الشيعة كما لم نقرأ ولم نسمع ولم نشاهد أحدكم يحمّل مسؤولية الإجرام الذي مارسته القاعدة عبر فتح الإسلام ضد الجيش اللبناني في مخيم نهر البارد.. أم انكم كنتم كالعادة مع حسن نصرالله الذي اعتبر ان تحرير هذا المخيم من سطوة عصابات شاكر العبسي هو خط أحمر..

بلى،

لقد قرأنا لكم ان جرائم القاعدة ضد المدنيين في العراق هي خدمة لإسرائيل وأميركا.. لكننا لم نقرأ أبداً ان جرائم ميليشيات حزب الله في بيروت ضد أبنائها تخدم إسرائيل وأميركا أيضاً.. لماذا؟ هل لأن أبناء العراق أغلى على قلوبكم من أبناء بيروت؟ أم أنكم تعتبرون ان تأييد أبناء بيروت لرفيق الحريري وسعد الحريري يقلل من مكانتهم عندكم؟

أم ان كبيركم محمد حسنين هيكل أفتى بأن الغني لا يمكن أن يكون شهيداً، وان ليس مهماً أن يقتل المدنيون في بيوتهم غير الآمنة في بيروت على يد عصابات اطلقها حزب الله ضد العروبيين ليتم تكفيرهم بالعروبة؟ هل سمعتم عن القاعدة الشرعية التي يعمل نصرالله وفقها وتقول: إذا قتل المرء وكان خائناً فهو يستحق القتل، أما إذا قتل وهو بريء فإن نصيبه الجنة وفي الحالتين لن يكون الخطأ أبداً في القتل.. ما رأيكم أيها القوميون، هل التزمتم هذا المسار الفقهي أم ان معاشرتكم لأنظمة صدام وآل الاسد والقذافي والبشير وخامنئي ونصرالله شكلت لكم ثقافاتكم وأنستكم ان هناك ديموقراطية وحريات في الرأي والتعبير والخلاف.

نخشى بعد كل هذا أنكم لا تحبون لبنان بالقدر الذي جعل معظمكم يختاره للجوء السياسي والحضن الآمن من إرهاب أنظمتكم، وأن تكون عاصمته بيروت هي الحرف الذي تعلمتموه في ممارسة السياسة، ومن دور نشرها تشربتم ثقافتكم وعندما عدتم إلى بلادكم بات لكم موقع تدينون بالوصول إليه إلى جامعات بيروت وأنديتها الثقافية ومكتباتها المعرفية، وجمهورها الذي حمل بعضكم على الاكتاف ووقف في صقيع الشتاء خارج قاعات الجامعات يستمع إلى محاضرات البعض الآخر. يعتقد كثيرون ان هزيمتكم أمام إسرائيل هي التي تجعلكم تفرحون بقتال حسن نصرالله لها وإخراجها من لبنان عام 2000 (رغم انه أعادها إليها عام 2006) والصمود أمام عدوانها صيف ذلك العام رغم ان نصرالله حوّل بندقيته من قتال إسرائيل إلى قتال أبناء الوطن بعد هذه الحرب.

تقولون ان أسامة بن لادن أعطى المبرر لأميركا لاحتلال العراق بعد أفغانستان، وتنسون ان المستفيدة الأولى من هذا الاحتلال هي إيران وعلى حساب وحدة وعروبة ومجتمع وشعب واستقرار ومستقبل وتاريخ العراق.. ولما نسمع آراءكم. ولم تقولوا حتى الآن ان حسن نصرالله هو من فتح الباب واسعاً نحو تفتيت لبنان، وتفتيت المسلمين من المحيط إلى الخليج ومن بلاد الهند والسند إلى جنوبي شرق آسيا بين سني وشيعي بما يخدم إسرائيل وأميركا.

لو صرفت أميركا مليارات المليارات من الدولارات لزرع الفتن المذهبية بين السنة والشيعة لما نجحت مثلما نجحت إيران في العراق عبر عبد العزيز الحكيم ونوري المالكي وابراهيم الجعفري ومقتدى الصدر، مقابل أسامة بن لادن، وفي لبنان عبر حزب الله وحسن نصرالله.

لقد استلهمتم من أميركا ظلمها في الكيل بمكيالين: أنتم مع حسن نصرالله لأنه كان يقاتل إسرائيل، لكنكم ضد أسامة بن لادن لأنه ما زال يقاتل أميركا.. ونخشى أن تكونوا أيضاً ضد أسامة بن لادن اذا ما قرر مقاتلة اسرائيل ايضاً.. فأنتم مثل النظام السوري ومثله الفارسي تريدون ان يحتكر نصرالله القتال ضد اسرائيل لنقص في نفوسكم او لاعتبارات الهزيمة التي محقت – شخصياتكم وسحقتها حتى بدوتم عاجزين عن التمييز.. ولا غرو بعد ذلك ان تقفوا مدافعين عن كل ما يفعله نظام الاسد بشعبه وبمثقفيه وكتابه ومفكريه، هم زملاؤكم مظلومون، وانتم ساكتون عن الدفاع عنهم.

نخشى ان تكون ثقافتكم القائمة على رفض الآخر دائماً هي المسيطرة على نوازعكم بتأييد الاستبداد الذي يمارسه النظام الفارسي ضد مخالفيه الرأي وضد العروبيين من ابناء وطنه الامبراطوري.. وإلا ما معنى وقوفكم دائماً خلف صدام حسين وديكتاتوريته، وحافظ الاسد وإجرامه ومعمر القذافي واستبداده وحسن نصرالله وإرهابه ضد كل اللبنانيين الذين يخالفونه الرأي. لم نسمع منكم نقداً وهو يخاطب جمهوره بأنه اشرف الناس وأطهر الناس.. فهل نسيتم كيف كان هتلر يخاطب النازيين، وكيف كان موسوليني يخاطب الفاشيين؟ لم نسمع منكم نقداً وهو يهدد بطرد كل من يخالفه الرأي عبر البحار وخارج وطنه تماماً مثلما فعل هتلر مع معارضيه وموسوليني مع خصومه. قولوا لنا واعترفوا هل نكستم راية العروبة والقومية وسلمتموها للشعوبية الفارسية بدءاً من حسن نصرالله في لبنان؟ هل ترونه قادراً على فعل ما لم تفعلونه في شبابكم؟ الا بئس ما كنتم تنوون فعله لو كنتم مكانه.

تفرحون تهللون تهزجون لنجاح حزب الله في اطلاق سراح اسرى لبنانيين وعرب آخرين في سجون العدو الصهيوني، ولم نقرأ عنكم لقاء او صدور بيان او مجرد تصريح او حتى سؤال عن 18 الف انسان عربي سوري ومصري وفلسطيني وأردني ولبناني في سجون نظام آل الاسد الأب والإبن والشقيق والصهر.

هل انتم مع الحرية للأسرى والمعتقلين في سجون العدو وضد الحرية للأسرى والمعتقلين في سجون الشقيق؟ ما الذي يعنيكم النظام ام الوطن، الاسرة ام الشعب! الشعار ام المضمون؟ كيف يصبح العدو عدواً اذا لم يحتل ويغتصب ويقتل ويعتدي؟ وكيف يظل الشقيق شقيقاً اذا قتل واعتدى واحتل واغتصب؟ وهل تبرر الاخوة القتل والاغتصاب والسرقة والاحتلال، ام ان الاحتلال لا يصبح كذلك الا اذا جاء من عدو؟ وماذا تسمون الشقيق الذي يحتل ويقتل ويسرق.

نخشى ان وصلتم الى السلطة يوماً ما ان يخرج من بينكم 10 صدام حسين، و10 حافظ الاسد و3 معمر القذافي و3 زين العابدين بن علي و5 عمر البشير، فمن اين لكم الاوطان لتحكموها اذا كان مصير كل بلد عربي كالعراق بعد ان سلّمه صدام لأميركا وايران، او كسوريا بعد ان اعمل فيها آل الاسد تدميراً في اعماق اعماق المجتمع او كـ ليـبيا بعد ان وزعها معمر القذافي اقطاعات لابنائه او كالسودان بعد ان عاش التفتيت تحت أنف الاسلام السياسي الغبي، او كـ لبنان، بعد ان قاتل حزب الله اسرائيل ليقبض جائزته من شعبه.

انظروا حولكم وراقبوا الذين تؤيدونهم وتدافعون عنهم كيف يعاملون شعوبهم.. ألا يعني هذا انكم ساديون في اصولكم الفكرية وممارساتكم السياسية وان مستقبل أي شعب او مجموعة تحت حكمكم هو الظلام والارهاب والسجون، وواقع الحال انكم قادمون من اصول فكرية قمعية استبدادية تماماً كالاسلاميين الذين تؤيدونهم.

انكم ترتكبون خطيئة العمر.. مرة اخرى. لم يكفكم سيركم وراء ديكتاتوريات عربية كانت السبب في هذا الخراب الذي يعم العرب في بلدانهم.. وبعضكم كان حاكماً شريك الديكتاتوريات والارهاب والقمع والسجون.. وها انتم تعيدون الكرة مرة جديدة.. ومعظمكم في أرذل العمر.. فهلا كفّرتم عن ذنوبكم وأفكاركم التي كانت السبب وراء النكبات وانصراف الناس عن الاهتمام بأوطانها الى البحث عن الأمان لابنائها والسبب انتم وانظمتكم واحزابكم.. انظروا حولكم واتركوا حيزاً ولو يسيراً لآخرتكم في الدفاع عن الناس البسطاء لا الحكام الظلمة وهم يكدسون الثروات على حساب الاوطان وفقرائها.

انكم ترتكبون خطيئة العمر او ما تبقى منه، حين تركضون، تلهثون تترجون للجماعات الاسلامية التي تلغي الاوطان كما كل رأي معارض كما كل فكر انساني لحساب أفكار غيبية ليست من الدين في شيء فيسرقون الدين ويؤممون الإله ويصدرون الاحزاب باسمه ويصدرون فتاوى القتل نسبة له وهو براء من كل ما يفعلون. هؤلاء الاسلاميون لا يحبونكم ولا يقرأونكم الا كي تكونوا مصفقين لهم يستخدمونكم ثم يرمونكم حين منعطف يصادفهم كل يوم ويقودونكم اليه كل ساعة وانتم صاغرون. هؤلاء الاسلاميون سيتخلون عنكم ويسجنونكم ويقتلون من يعارضهم منكم في أي موقف، وأنتم خونة عند كل خلاف وتستحقون الاعدام في أي نفس.. ألم تستفيدوا من تجارب الذين أعدمهم صدام حسين ونفاهم واعتقل اهاليهم اذا نجحوا في الهرب؟ ألم تقرأوا مصير الذين قتلهم حافظ الاسد وسجنهم ابنه بشار لمجرد خلاف في الرأي لزينة العقول والنفوس الأبية واحرار العروبة في قلبها الذي لم يعد نابضاً في ارضها.

هؤلاء الاسلاميون يعتبرونكم جسوراً للعبور الى ما يريدونه هم، وانتم اتباعهم بإرادتهم فقط، ومصفقون لما يقررون هم وانتم تستلحقون ما بقي من عمر كي تظلوا في الصورة وهم يجلسونكم تحت الاضواء للتصوير والتباهي بأنكم تشكلون لهم ما ينقصهم في الصورة، وتغطون جهلهم وظلامهم بما تبقى لكم من اضواء صنعها لكم الناس المعجبون بزمن مضى كنتم فيه قادة ورموزاً ونماذج يحتذى بها.

لا تعطوا الاسلاميين هذا الغطاء، وافضحوهم لأنهم مشاريع تخلف وقهر واستبداد وتجهيل.. وانتم أخبر الناس بما كانت عليه الدولة العثمانية حتى سلمت بلادنا للاستعمار والتجزئة والتخلف.

ونحن نعجب كثيراً، كيف وأنتم ورثة رواد الفكر الذي حارب العثمانيين لتخلفهم وعجزهم وجهلهم وظلاميتهم.. تلهثون وراء ورثة العثمانيين في جهلهم وظلاميتهم وعجزهم وقهرهم واستبدادهم. نجح القوميون العرب في مواجهة العثمانيين لأن هؤلاء عجزوا عن القيام بواجباتهم تجاه بلدان السلطنة، وكانوا أعجز عن المحافظة على الدولة، وها انتم تؤيدون مشاريع دويلات طائفية دينية مضمونها الظلام وعنوانها التخلف وأهدافها تجزئة الوطن العربي بين سنّة وشيعة وعلويين ودروز ومسيحيين وأهل كتاب وفرض جزية. هل هذه هي آخرتكم؟ أم هو عجزكم؟ نخشى ان تكون آخرتكم، كما هي محطة ((الجزيرة)).. منبر للإسلاميين الشيعة والسنّة، تروج للفتن المذهبية بينهم والتخلف والعشائرية، والعنف بين الدول العربية.. ثم تقود التطبيع مع العدو الصهيوني، وتتطاول على جمال عبدالناصر ورموز الامة العربية.

 

الشرعية المُشتهاة

علي حماده- النهار

اقتراح ترحيل بند "المقاومة" من البيان الوزاري الى مؤتمر الحوار الوطني مع اعلانه بندا خلافيا جوهريا، يمثل حلا معقولا لكونه يعكس صورة الانقسام السياسي حول هذا الموضوع، وحيث نجد غالبية لبنانية تعتبر سلاح "حزب ولاية الفقيه" خطرا على الوطن والمواطن والدولة على حد سواء. من هنا استحالة اعادة منحه شرعية فقدها اكثر من مرة، وآخرها في غزوة بيروت والمناطق التي شهدت تحويل السلاح صوب صدور اللبنانيين العزل، فصار مادة خلافية كبرى تتجاوز الشق الميداني لتشمل النظرة الى لبنان الكيان، والنظام، والصيغة.

هذه هي معضلة البحث في امر سلاح يخطئ من يظن انه بالقوة كتلك التي استخدمت في السابع من ايار، او تلك التي ربما تستخدم مستقبلا، يمكنه ان ينتزع للمقاومة شرعية من ملايين اللبنانيين الرافضين الخضوع والاذعان لمنطق الدويلة على حساب الدولة.

واذا كان واجب الاستقلاليين في الرابع عشر من آذار او خارجه الحفاظ على الوطن، والدولة، والسلم الاهلي، فإن من اولى الواجبات الحفاظ على فكرة الدولة، وفكرة المساواة امام القانون. ومشروع "حزب ولاية الفقيه" كان وسيبقى نقيض الدولة والمساواة. ففي حين يواصل امتصاص امكانات الدولة الجامعة، يهم بتوسيع دويلته على حسابها. وفي حين ينتظم جميع اللبنانيين تحت راية القانون، فإن الحزب المذكور يضع نفسه فوق كل القوانين بدءا بتمسكه بسلاح فئوي بإمتياز، وتمنعه عن الخضوع لأي سلطة رسمية في البلاد.

إن ازمة البيان الوزاري ليست الاولى ولن تكون الاخيرة. والضغط بالنار( اشتباكات طرابلس مثالا) على الاستقلاليين ليس بالجديد، وسيظل سمة مرحلة ما بعد 7 أيار عند كل منعطف سياسي. والبروباغاندا الاعلامية حول "دولة المقاومة"، و"نهج المقاومة" كانت وستبقى اداة لبسط هيمنة فئوية على اللبنانيين. ومع ذلك لا يملك الاستقلاليون ان يستمروا في نهج التنازل الى الابد، كما لا يملكون ان يستمروا في السكوت عما لا يمكن السكوت عنه. والحال ان الارادة التسووية لا يمكن ان تعني استسلام الكيان بأسره للدويلة ومنطقها، مهما قويت شوكتها الامنية والعسكرية. فالتحدي الاساس اليوم يقوم على الاستمرار في المسار الاستقلالي المراهن على الدولة، وفي الوقت عينه حماية الكيان والانسان من اخطار داهمة ثبت انها لا تأتي فقط من الخارج وانما من الداخل ايضا!

يستفاد مما تقدم ان الاستسلام لمنطق القوة ليس خيارا، وبالتالي لا شرعية يجوز منحها لسلاح "حزب ولاية الفقيه" مهما تعاظمت الضغوط الميدانية. والامر نفسه ينسحب على مسألة الانتخابات المقبلة. وقد احسنت قوى 14 آذار برفعها شعار: "لا انتخابات في ظل سلاح حزب الله" استنادا الى واقع يؤكد استحالة حماية الجيش والقوى الامنية العملية الانتخابية مع استمرار تدفق السلاح "المقاوماتي" على جهات مليشيوية عدة، وخصوصا مع بقاء خيار العنف والترويع الامني اساسا في سياسة "حزب ولاية الفقيه" في الداخل اللبناني. وما دام السلاح منتشرا، وقرار الدولة الامني مشلولا على النحو الحاصل اليوم، فكيف تكون هناك دولة؟ وكيف نضمن حرية الممارسة الديموقراطية؟ خلاصة القول، إن سلاح "حزب ولاية الفقيه" هو جوهر الخلاف، بل انه جوهر ازمة الكيان، وخصوصا بعدما جرى تحويله نحو اللبنانيين في الداخل، لذلك نرفض منحه شرعية لا يستحقها. والى ان يحين زمن الحلول الكبرى في المنطقة، يمكن نهج العنف ضد الاستقلاليين ان يتواصل، لكن من المؤكد ان السلاح لن يأتي بالشرعية المُشتهاة. هذا بيت القصيد!

 

سمير فرنجية: اشتباكات الشمال وسيلة ضغط وطروحات حزب الله للبيان الوزاري تتعارض مع اتفاق الدوحة

كتبت داليا نعمة/نهارنت

اعتبر النائب سمير فرنجية ان "المحاولة التي يقوم بها حزب الله في البيان الوزاري تتعارض مع اتفاق الدوحة الذي كان واضحا جدا بهذا الاطار وهو طرح موضوع السلاح للتفاوض. وعمليا ما يحاول حزب الله فعله هو استباق هذا النقاش بفرض امر واقع. واشتباكات الشمال ما هي الا محاولة ضغط يذهب ضحيتها اشخاص ابرياء وهو امر مؤسف ان يتم هذا النوع من الضغط عبر التحجج بالتدهور الامني للمطالبة بالاسراع والقبول بالشروط المطروحة والتي يحاول البعض فرضها"، مطالبا ب"سحب السلاح من كل طرابلس". واضاف ان "حزب الله يحاول الغاء النتائج السياسية لاتفاق الدوحة ويحاول ان يعطل مشروع الحوار الذي يقوم به رئيس الجمهورية". ونفى فرنجية نيته الترشح عن المقعد الماروني في طرابلس وقال "من غير الوارد على الاطلاق ان اترشح عن هذا المقعد في طرابلس".

وردا على سؤال عما اذا كان مرشحا للانتخابات النيابية في ظل اعلان مرشحين ل14 آذار نيتهم تشكيل لوائح انتخابية في الشمال من دون ان يكون اسمه واردا فيها اجاب فرنجية "بالتأكيد وبالتأكيد سنخوض الانتخابات وبالتأكيد سننتصر. لا شك لدي في هذا الامر. وبالنسبة لنا الانتخابات اليوم اقل صعوبة من العام 2005".

ولفت الى ان "هناك سؤالا اساسيا اليوم مطروحا اماما الحكومة وهو هل يمكن اجراء الانتخابات في ظل السلاح؟

واوضح "السلاح يلغي مبدأ الاكثرية ففي العام 2005 خضنا معركة انتخابية ربحتها قوى 14 آذار وجرى عمليا تعطيل النتائج بقوة السلاح. كما ان وجود هذا السلاح يحد من حرية الناخب". وتساءل "اليوم اذا ارادت قوى 14 آذار ان تقيم مهرجانا انتخابيا في شارع الحمراء هل ينبغي عليها استئذان الحزب القومي لتتمكن من القيام بهذا المهرجان؟" وعن الازمة التي تعاني منها 14 آذار اليوم قال "توجد الارادة الكافية لتجاوز هذه الازمة. وهناك احساس قوي داخل قوى 14 آذار بوجود هذه الازمة وهذا امر لا شك فيه نتيجة كل ما جرى في الفترة الاخيرة"

وفي ما يلي النص الحرفي للمقابلة

س- اليوم تجددت الاشتباكات في طرابلس، ما خلفية هذه المعارك التي تبدأ دوما عندما يتعثر الاتفاق على امر ما وكأن طرابلس باتت مكانا بعيدا عن انظار العالم للتنفيس عما هو بات ممنوعا تكراره في بيروت، هل تعتبرون الاستمرار في تأخير البيان الوزاري سببا لهذه الاحداث وتجددها؟

ج- المحاولة التي يقوم بها حزب الله في قصة البيان الوزاري تتعارض مع اتفاق الدوحة. اتفاق الدوحة كان واضحا جدا بهذا الاطار وهو طرح موضوع السلاح للتفاوض. وعمليا ما يحاول حزب الله فعله هو استباق هذا النقاش بفرض امر واقع واشتباكات الشمال ما هي الا محاولة ضغط يذهب ضحيتها اشخاص ابرياء وهو امر مؤسف ان يتم هذا النوع من الضغط عبر التحجج بالتدهور الامني للمطالبة بالاسراع والقبول بالشروط المطروحة والتي يحاول البعض فرضها. بنظري ان حزب الله يحاول الغاء النتائج السياسية لاتفاق الدوحة ويحاول ان يعطل مشروع الحوار الذي يقوم به رئيس الجمهورية لان لا السلاح ولا المقاومة هما امرات هناك اتفاق بين اللبنانيين عليها حتى يكونا موجودين في البيان الوزاري بل هما مادة خلاف بين اللبنانيين والانجاز الذي حققه اتفاق الدوحة هو تأكيده على ان هذا الخلاف لا يحل بالقوة كما حصل في 7 ايار بل يحل على طاولة الحوار وهذا الامر يترجمه رئيس الجمهورية عبر طرح فكرة الاستراتجية الدفاعية . هناك اشارات ايجابية جاءت من حزب الله عبر خطابي نصرالله الاخير وما قبل الاخير . وهذا المطلوب في الوقت الحالي. هذه المادة عليها خلاف بين اللبنانيين وعلينا اولا ان نقر ان هناك خلاف بين اللبنانيين في هذا الاطار والامر الثاني ان ننقل هذا الخلاف الى المكان المناسب وهي طاولة الحوار وهذا امر مهم خاصة ان ملف السلاح هو امر لا علاقة للبنانيين فيه وبالامس صدر تصريح لمسؤول ايراني كبير عن مقايضة بين الملف النووي الايراني والوضع في لبنان بالنسبة الى حزب الله وهذا الكلام برأيي مهين لحزب الله وليس لايران. ان مصير لبنان موجود في قضية لا علاقة للبنان بها ولبنان لا شأن له في تجريد ايران من القوة النووية ولا يهم يطالب بحق ايران في حيازة السلاح النووي وربما القضية التي يجب ان يجمع عليها اللبنانيون هي اعلان الشرق الاوسط منطقة منزوعة من السلاح ولكن لا يحد يتفق في لبنان على ان يتم استخدام الملف اللبناني ليحصل الايرانيون على شروط افضل في التفاوض لانه من غير الصحيح ان نصطف في لبنان على هذا المحور او ذاك انما نطالب بتحييد عسكري وامني عن صراعات المنطقة وهنا اشدد لا اطلب الحياد بل التحييد وهذا الامر نصل اليه عبر الحوار.

س- ننتقل الى موضوع 14 آذار والانقسامات المصابة بها بعد ان غادر بنيتها التنظيمية فرقاء اساسيون وبعد ان اعلن عدد من اهم الفرقاء فيها انتقادهم العلني والضمني للاستراتيجية المتبعة.وكيف يمكن للنقاشات الحاصلة اليوم عبر ورش العمل وغيرها ان تؤدي الى تغير في السياسات وطمأنة القاعدة الشعبية ومعالجة احباطها وبالتالي الى ان تصل هذه الجبهة الى وضع مريح يحضرها لدخول الانتخابات التي هي اختبار فعلي ومحوري لمسيرة 14 آذار على مدى الثلاث سنوات الماضية؟

هناك تباين عام بين مكونات 14 آذار التي هي قوى سياسية التقت في اطار المعارضة عام 204 وجاءت من خلفيات مختلفة . لحظة استشهاد الرئيس الحريري احدثت نوعا من المصالحة العفوية بين الناس قد تكون اول مصالحة بهذا الحجم الشعبي ادت الى طي صفحة الماضي. هذه المصالحة كانت قد بدأت بين القوى السياسية عندما حاربت في اطار المعارضة ولكن في لحظتها لحظة استشاهد رفيق الحريري برز شيئ جديد هذا الجديد هو رأي عام 14 آذار وهو ليس رأي عام كلاسيكي يعبر عن رأيه بضناديق الاقتراع هذا الرأي العام هو الذي انجز الاستقلال في عام 1943 كان للاستقلال آباء اليوم لدينا شعب الاستقلال الذي ساهم في استعادة استقلال بلد مثله مثل غيره . هناك نوعان من التكوين ل14 آذار السياسي الحزبي وهناك التكوين الشعبي حديث، والعلاقة بين الطرفين الذين يشكلون مع بعضهم قوى 14 آذار هناك في استمرار حالة توتر ليس بالمعنى السياسي بل بمعنى ان هذه العلاقة غير واضحة في 154 آذار.

هناك انتمائين اي الانتماء الخاص الذي هو طائفي وحزبي او ثقافي وهناك انتمار ل14 آذار بشكل عام وتنظيم العلاقة بين هذين الانتماءين خاصة في لحظات معنية فيها خلل ومن ضمن الانتقادات التي نسمعها همو ان تواصل قيادات 14 آذلار مع رأي عام 14 آذار سيء. مثلا في خلال فترة تشكيل الحكومة بدا لجمهور 14 آذار اننا عدنا الى الصراعات السياسية الضيقة فيما يتعلق في توزيع الحقائب ولم يتم توضيح ما جرى حقيقة بشكل واف. ولكن هذا الجمهور مهما كان حجم ازمته مع قيادة 14 آذار الا انه جمهور قضية 14 آذار بامتياز وهو لا يبحث عن مكان آخر ولا عن توجه آخر هو عاتب على قيادات 14 آذار لانها لا تلبي له طموحه غير عاتب عليها بسبب خياراتها.

وبهذا المعنى تنظيم العلاقة يتمحور حول ايجاد مستور لانتماء ل14 آذار وتحديد كيف يمكن لهذا الرأي العام المشاركة في ابداء الرأي وتنفيذ الخيارات هذه مسألة اساسية وهذه قد تكون ازمة 14 آذار بعلاقتها مع جمهور 14 آذار قائمة علاى هذا المستوى . بعد اشهر نحن مقبلون على انتخابات نيابية وهذه الانتخابات النيابية يجب الا تكون فرصة لتوزيع المجلس بين الطوائف والاحزاب بل فرصة لاشراك اكثر القدرات الموجودة في هذا المجتمع وبالتالي الاولوية يجب ان تكون ل14 آذار على حساب المنطق الحزبي وليس العكس. وهذه ليست عملية سهلة. وبحسب الدراسات التي تجري في الوقت الحالي في المناطق لاحصاء الاصوات التي تصب لصالح 14 او 8 آذار فان التصويت ل14 يسبق الاتجاه الخر باشواط ولكن المشكلة ليست هنا بل في الشخصيات التي ستدعى لتجسيد هذه الفكرة. لا نستطيع اليوم ان نفرض على الناس مرشحين لا يكونون على قدر تطلعاتهم .

بالامس قمنا بورشة في 14 آذار والانتقاد الذي اودرته هو انتقاد داخلي بين صفوف 14 آذار وتم بحث كيفية تجاوز هذه الازمة: ازمة العلاقة بين قوى 14 آذار بجمهورها وهذه قضية اساسية لمستقبل 14 آذار. لا يوجد حل سحري. وبالتالي الورشة الاخيرة التي جرت في البريستول منذ يومين سمعنا الكثير من الانتقادات وبتقديري المطلوب من قيادة 14 آذار ان جد طريقة للتعاطي معع هذه الانتقادات واخذها بعين الاعتبار وتحسين المطلوب على مستوى الاداء السياسي وفي سبيل تحويل 14 آذار من جبهة لقوى يجمعها هدف واحد الى تيار واحد جامع لا تفرقه الولاءات الحزبية .

س- برأيك وبكل صراحة هل لدى قيادات آذار الوعي الكافي لهذه المشكلة ونية لتجاوز حساباتها السياسية الخاصة التي تحقق لها القوة على الارض والتضحية بالمكاسب الفورية لصالح مشروع طويل الامد لن يؤتي ثماره قبل سنوات؟

ج- ربما لا يوجد الوعي الكافي ولكن توجد الارادة الكافية لتجاوز هذه الازمة وهناك احساس قوي داخل قوى 14 آذار بوجود هذه الازمة وهذا امر لا شك فيه نتيجة كل ما جرى في الفترة الاخيرة. وهذه الامور ظهرت على الاعلام اما بشكل واضح وصريح ومنهجي كما فعل العميد كارلوس ادة او بتسريبات واخبار وغيرها كما فعل آخرون. الشعور بالازمة موجود ولكن التحدي هو باي شكل وباي سرعة علينا معالجتها لان الوقت ليس متاحا امامنا الى ما لا نهاية وبرأيي ان الرأي العام الواعي لقوى 14 آذار هو ما يدفعها الى تجاوز واقعها الحالي والبحث عن صيغ اكثر تطورا واكثر حداثة لاستراتجيتها المقبلة.

 

 

الجنرال والـ بك يمونان... و "وئامٌ" بين الحكيم ووهّاب

الياس قطار -البلد

eliaskattar@albaladonline.com

دار دولاب حظّهم فداروا معه. يتناقلون الكلام من جيل الى آخر ومن حقبة الى أخرى فيما يبقى المضمون واحــدً ا.

ساسة لبنان القدماﺀ الجدد عادوا الى النغمة نفسها. متناسِخون يصيحون من "أدراج بكركي" ويزايدون على "المَونة" التي كانت شرارة لحرب لا تزال تجرّ ذيولها حتّى اليوم. فهل العودة الى كلام الخصم اعترافٌ به وبعقيدته أم أنها مجرّد تقليد عابر وشعار يتناقلونهما وراثيً ا؟ ذاكرة التاريخ اللبناني، وإن كانت مدجّجة بصراعات الخصوم والحروب التي تعددت أسماؤها، تحفل بالوقفات التاريخية التي غيّرت مسار السياسات وعبّدت لها الطريق لإحكام قبضتها مناطقيا.

بداية الحكاية كانت فــي العام 1989. في شباط ذاك العام كانت الشرارة التي خنقت مسيحيي لبنان ولا تزال. من برد ذاك الشباط القارس ولــد الصراع بين الجيش الــذي كان بقيادة الجنرال ميشال عون والقوات اللبنانية في عيون السيمان. صراع أودى بــعــون الــى "الميكروفونات" يحمل في مؤتمره الصحافي آنذاك مستندات تبرهن أن القوات "تسحب" الكثير من الضرائب من الشعب". أقفل كلامه عند هذه النقطة. أيّام مضت، حضّر الجنرال فيها الناس نفسيا وشــنّ هجومه العسكري. استمرت العملية "الشباطية" بضعة أيــام وطــوت صفحاتها على أكثر من 70 قتيلاً لوّنوا القلوب المثلجة بسخط دموي. هجومٌ خضّ الكيان المسيحي فكانت دعوة رأس الكنيسة المارونية البطريرك نصرالله صفير الى وقف إطلاق النار فالتزم الفريقان. يومها ولــدت قصّة "المَونة". توجّه جعجع الى بكركي ومن على الدرج قال جهارً ا أمام الصحافيين: "لا مناطق محسوبة على الجيش وأخرى على القوات كلّ المناطق للاثنين". فسئل حينها من أحد الصحافيين: " هل الهجوم العسكري هو الذي يدفعك الى قول ذلك؟ أجاب بثقة: "بيمون الجنرال".

سنة مضت على "المَونة" المعهودة، يبدو أنّ الجنرال لم يمن فعلاً خلالها فاشتبك الفريقان مجددً ا في حربٍ شعواﺀ أطلقت القوات اللبنانية عليها تسمية حرب الإلغاﺀ فيما أبى الجنرال إلاّ أن يسميها "توحيد البندقية". هكذا كانت المَونة يومها. مَونة أدّت الــى انــدلاع حــربٍ شققت الصفوف المسيحية وهجّرت من اقتنع بالخسارة من كلا الطرفين. اليوم وبعد مرور أكثر من 18 عامً ا يعود السيناريو نفسه الى الساحة اللبنانية وإن كان على لسان شخص آخر. في تموز الـ، 2008 وقف رئيس الــحــزب التقدمي الاشــتــراكــي وليد جنبلاط في بعبدا وشدّد على "ضرورة اعتماد النسبية في توزيع" الــوزراﺀ، مشيرً ا الى "أنهم كحزب يحتضنون 17 نائبً ا ما يعني أنــه يحق لهم بـ 3 وزراﺀ عمليا، أمّــا القوّات فممثلون بأربعة نوّاب فقط". "لطشة" جنبلاطية واضحة وقعت كالصاعقة على مسامع المراقبين، يُسأل عقبها النائب عن القوات أنطوان زهرا عن موقف القوّات من تلك الجملة الصريحة فيجيب: "بيمون وليد بك".

حتّى ساعتها وليد بكّ الداعي الى تحرير مزارع شبعا أخيرً ا "وإن لم يكن بالدبلوماسية فبقوّة السلاح" لم يمن بعد، خصوصًا بعدما أشيع في الأيام القليلة المنصرمة عن خلاف مضمر في صفوف الرابع عشر من آذار وتحديدً ا بين "القوّاتيين" و "الاشتراكيين"، الأمـــر الـــذي يــتــرك مــجــالاً للتساؤل مــجــددً ا: هل ستؤدي "المَونة" هذه المرّة الى اشتباك سياسي انتخابي ربــيــع الــــ 2009 ســيّــمــا تــحــت مظلة التحالفات الجديدة التي بدأت تلوح في الأفق القريب من خلال التصريحات الجلية؟

وللجبل قصّة تناسخ أخرى صاغتها لساناتٌ توّاقة الى الابتكار السياسي.

ففي الــعــام 1983 اجتمعت قيادة القوات اللبنانية وقررت إرسال بعض عناصرها الى الجبل. القرار كان مفاجئً ا فلاقى نبذا من قبل جميع قادة القوات، أما "الحكيم" فوافق وأصرّ على الأمر متذرّعً ا بعبارته الشهيرة حين وقف أمــام عناصره وقــال: "اذا لم نكن في الجبل بخير فلن نــكــون فــي لبنان بخير". بعدها وقع التهجير في أيلول العام 1983 عقب وصول القوات الى الجبل ورفض الاشتراكيين لوجودها فاشتبكا معً ا في ظلّ الرعاية والدعم الاسرائيليين.

وفي تمّوز العام 2008 تُعاد القصّة نفسها وتتكرّر العبارات عينها على لسان ابن الجبل "المرفوض جنبلاطيا".

ظهر الوزير السابق وئام وهاب على الشاشات عقب زيارته العماد عون وأعلن جهارً ا: "إذا لم يكن الجبل سليمً ا فلن يكون لبنان سليما"، وذلك في إشــارة منه الــى حــرب الجبل الأخيرة فــي أيّـــار الماضي التي كــادت تقع بين الــدروز والشيعة والتي شهدت تكاتفً ا درزيا في الجبل لم يعرفه لبنان من قبل. وفي كلتا الحالتين تلاقت المواقف على أنّ "سلامة الوطن هي من سلامة الجبل" سواﺀ كان ذلك قبل الحرب الطويلة أم بعد الحرب القصيرة، لتعزز بذلك المبدأ السياسي الذي يتحكم بمنطقة معينة: "في الجبل لا حياة بلا دروز ومسيحيين معا".

كثرٌ قد يعتبرون أنّ العودة الى كلام سبق وأذيع على لسان أحد -الزعماﺀ سيّما إذا كان من الخصوم- اعترافٌ بصحّة تلك المواقف وبمصداقيتها، فيكون ذلك بالتالي نوعً ا من الهزيمة أو ما يُعرف بالاستسلام السياسي.

من جهةٍ أخــرى يحمل ذاك النسخ "المواقفي" مبرر الـ "سقط سهوً ا" او من دون علم صاحبه، فيقول جملة قد تصبح شعاره أو مبدأه الذي يعرفه به الناس الى أبد الآبدين. إنها ربّما تلك العودة عن بدﺀ. عودة الى موقف كان شــرارة لحرب ضــروس فتكت بلبنان والـــى مــوقــف آخــر قــد يــكــون بداية لطلاق سياسي انتخابي ينتهي الى انهيار أحــد أقــوى التحالفات التي شهدها لبنان.

جميعهم سواسية. هكذا تشير مواقفهم على الأقـــلّ. مهما دارت الأيام بهم تعود ألسنتهم مدفوعة بعقولهم وبمصالحهم الى الموقف نفسه. يحملونه أبــدً ا ويورثونه الى من يأتي بعدهم. وفي شتى الأحوال تبقى الفكرة عينها: ساسة يزايد أحدهم على الآخر بموقف مقتبس أو مستنسخ ليؤكدوا في نهاية المطاف أنّها الطريقة الوحيدة التي يُحكم بها لبنان بلد التعددية ومجتمع النسيج الفسيفسائي.

في معرض الحديث عن احتمال حدوث طلاق سياسيّ مقابل ولادة تحالفات جديدة ربيع العام، 2009 قال أخيرً ا وزير العمل محمد فنيش عن حزب الله: "يا أستاذ وليد بك جنبلاط لن ننسى أبداً تاريخنا المشترك وما فعلناه معاً".

 

على ذمة قيادي مخضرم في ((حزب الله)) لبنانساحة التعاون الاستخباراتي بين سوريا واسرائيل

احمد خالد/الشراع/تأكد لكثير من المتابعين خاصة من ضباط الاستخبارات اللبنانية والقوى المسلحة غير النظامية حجم التعاون المباشر وغير المباشر بين الاستخبارات السورية والصهيونية في عدة مناسبات في لبنان يذكرون بعضها بالوقائع ومنها:

1- يقع صاروخ مزود بعين كبيرة يطلق عليها الصهاينة اسم عين البقرة، في احدى مناطق سيطرة حركة امل في البقاع الغربي، هذه العين تتحرك في جميع الاتجاهات بناء على صوت وذبذبات، وأيضاً على الحرارة مهما كانت خفيفة، حتى لو أضأت شمعة، وعندما تتحرك تجد دافعاً في خلفية الصاروخ فينطلق الصاروخ نحوها وتسقط الهدف الذي يلاحقه الصاروخ ومنها طائرة او آلية، مهما حاولت الطائرة او الآلية ان تبتعد فالعين تلاحقها على اثر الضجة التي تطلقها الطائرة في الجو او الآلية على الارض. سقط الصاروخ في البقاع ولم ينفجر، فتمكنت عناصر من حركة امل من الوصول اليه وحمله دون ان يدروا بطبيعة الحال شيئاً عن عين البقرة، التي لم تنفجر بالمصادفة الالهية. عرفت الاستخبارات الصهيونية بسقوط الصاروخ دون ان ينفجر، فاتصلت بالقوات اللبنانية لاحضار الصاروخ بأي طريقة حتى بالقوة المسلحة، فرفضت القوات هذا الطلب الاسرائيلي لأنها غير قادرة على الوصول الى معاقل حركة امل، حتى اذا وصلت فإنها عاجزة عن الخروج منها بسبب وجود قوات سورية ومنظمات معادية للقوات في هذه المنطقة.

خافت اسرائيل سقوط هذا الصاروخ بعين البقرة التي يحملها في ايدي الروس.. فاتصلت بالاستخبارات السورية التي سارعت الى المنطقة، وأخذت الصاروخ من عناصر حركة امل وسلمته للقوات اللبنانية التي ردته الى اسرائيل في منطقة الشوف بعد ان احتلتها اسرائيل خلال الاجتياح عام 1982.

2- ضابط الارتباط الصهيوني شوكت ارز يأتي الى القوات اللبنانية ويخبر احد قادتها جو اده ان لدى اسرائيل اسرى مهمين جداً ويريدون تسليمهم الى سوريا بطريقة لا تسمح  لأحد ان يعرف بأمرهم، ويريد من القوات ان تمتنع عن اعتقالهم او خطفهم وقتلهم اثناء مرورهم براً الى المناطق التي يسيطر عليها السوريون.

من هم هؤلاء الاسرى؟

انهم من الاستخبارات السورية الذين سقطوا في ايدي جيش الاحتلال الصهيوني عندما اجتاحت اسرائيل لبنان صيف 1982، بدءاً من المخيمات الفلسطينية في الجنوب (صور، البص والرشيدية والبرج الشمالي والبرغلية والقاسمية) وفي صيدا (مخيمات عين الحلوة والمية ومية..) حيث كانت هذه المخيمات تعج بالاستخبارات السورية التي كانت ترصد حركة المنظمات الفلسطينية خاصة حركة فتح.. وتتعاون مع الاستخبارات الصهيونية في معركتهما المشتركة ضد منظمة التحرير الفلسطينية، وكانت السلطات السورية على علم مسبق بالاجتياح الصهيوني.

يقول ياسر عرفات في احد احاديثه الصحافية انه تلقى معلومات من كل الاجهزة العربية (مصرية – سعودية – اردنية..)) ودولية (فرنسية – سوفياتية – ايطالية..) بأن هناك اجتياحاً صهيونياً للجنوب اللبناني حتى حدود نهر القاسمية.. لإخراج قوات منظمة التحرير الفلسطينية منها.. لكن الرئيس الوحيد الذي لم يبلغه عن هذا الاجتياح ولم يرسل له اية اشارة هو حافظ الاسد..

كانت اعداد ضباط وعناصر الاستخبارات السورية في المخيمات كبيرة ملأت ثلاث شاحنات عسكرية صهيونية من نوع ريو.. تم تسليمهم للقوات اللبنانية في منطقة البياضة جنوبي صور، ولم يتعرض أي منهم لأي اذى او اهانة.. ووصلوا بمواكبة ضخمة من القوات مع لوائح من ثلاث نسخ الى منطقة صوفر حيث تأكدت اسرائيل من الاسماء وفق النسخ الثلاث.

3- في منطقة مشرفة على عميق في البقاع انتشرت كتيبة سورية كانت عرضة للقنص والقصف من القوات اللبنانية، دون ان تتمكن عناصر هذه الكتيبة من الرد.. فجأة ظهرت طائرتان عاموديتان صهيونيتان يطلق عليهما اسم الغراب بسبب حالة الشؤم التي تسببها مزودة كل منهما بثمانية صواريخ وحامتا فوق مواقع القوات اللبنانية، فظن مقاتلو القوات انهما تحميان مواقعهم، وقصف القوات السورية بسبب العلاقة الاستراتيجية الامنية التي كانت بين الجهتين، ثم اختفت الطائرتان خلف الجبل لتعودا بعد قليل وتطلقان النار بغزارة على جانبي مواقع القوات دون اصابات.. الى ان انسحبت الكتيبة السورية الى منطقة عانا.

4- القضية الاخطر حصلت عندما اخطأ ضباط اسرائيليون الطريق وهم متوجهون من ضبية الى البربارة.. فتجاوزوا حاجز القوات اللبنانية الرئيسي في هذه المنطقة الفاصلة بين القوات السورية والقوات اللبنانية دون ان توقفهم هذه القوات – حيث من المعمول به في الحواجز انه اذا لم يكن لدى الحاجز اخبارية ما عن تهريب اسلحة او هروب افراد او حمل اموال فإن عناصر الحاجز توقف السيارات بالمصادفة او بالمفرد المجوز.. سيارة توقف وسيارة لا توقف او سيارتان لا توقفان والثالثة توقف ويسأل ركابها عن الهوية ويتم فتح صندوق السيارة لفحص محتوياته.

مر الضباط الاسرائيليون على حاجز البربارة دون ان يسألهم احد عن أي امر، ووصلوا الى الحاجز السوري الذي ووفقاً للقاعدة السابقة طلب هوياتهم، وهم لم يكونوا يحملون هويات او اثبات شخصية.

اعتقل افراد الحاجز السوري ضباط الاستخبارات الاسرائيلية وهم لا يعرفون هوياتهم وكان بينهم جنرال في الموساد، وتم تسليمهم الى القيادة العسكرية السورية في لبنان التي رحلتهم الى سوريا ونشرت وسائل الاعلام اللبنانية اخباراً عن هذه العملية.. ثم توقف النشر فجأة، ولم يعد احد يسمع عن مصير هؤلاء أي خبر.. فقد عرف السوريون هويات المعتقلين.. وتلقوا اتصالات من اسرائيل بضرورة المحافظة عليهم.. وبدأت المفاوضات بين الدولتين التي افضت الى عقد صفقة سرية ظلت تفاصيلها الحقيقية غير معلنة حتى الآن.. لكن معلومات متقاطعة من مصادر مختلفة – سورية + اسرائيلية + اخوانية نسبة للاخوان المسلمين + وطنية سورية كشفت سر هذه الصفقة وهي:

ان اسرائيل التي كانت – وما زالت – مهتمة بأوضاع الاخوان المسلمين في سوريا (كما ببقية الحركات الاسلامية الشيعية والسنية والعلوية) وتجمع المعلومات عنها لتستخدمها في الوقت المناسب عرضت على سوريا تسليمها ملفاً كاملاً عن نشاط الاخوان المسلمين وعن قياداتهم وتحركاتهم، بل ومناطق اختبائهم داخل المدن السورية، وأسماء الضباط المنتمين للجماعة في الجيش وأجهزة الامن.. مقابل اطلاق سراح الضباط الصهاينة الاربعة.

عقد النظام السوري واسرائيل صفقة رابحة للاثنين معاً، فإسرائيل استعادت ضباطها الاربعة، اما النظام السوري فتسلم كنـزاً لا يقدر بثمن بالنسبة له، وهو ملف معلومات لا يعرفها عن الجماعة التي دخلت في معركة مصير مع النظام تهدد وجوده ووجود الطائفة العلوية نفسها، خاصة بعد ان اخذ الصراع طابعاً مذهبياً بينهما، حيث ينتمي قادة الفرق العسكرية في الجيش السوري وقادة وضباط اجهزة الامن ايضاً للطائفة العلوية، بينما يمثل ((الاخوان المسلمين)) قوة اسلامية سنية مسلحة، كانت تدافع عن وجودها خارج النظام بعد ان حظر هذا وجودها ثم اصدر القانون 49 الذي يقضي بإعدام كل من ينتمي الى جماعة الاخوان المسلمين.